You are on page 1of 19

‫أوال‪ :‬تعريف أصول الفقه وموضوعه‪:‬‬

‫أصول الفقه‪ :‬هي أدلة الفقه التي يتوصل بها المجتهد إلى استنباط األحكام الشرعية‬
‫العملية من خالل أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫والقواعد‪ :‬هي الضوابط الكلية العامة التي تشتمل على األحكام الجزئية‪ ,‬مثل قاعدة‬
‫األمر للوجوب والتحريم للنهي‬
‫والمجتهد‪ :‬هو الذي يتمكن من استخدام هذه القواعد‬
‫واألحكام‪ :‬هي ثمرة االستنباط وتقسم إلى اإليجاب(من الوجوب) والتحريم واالباحة‬
‫والندب‬
‫واألدلة التفصيلية‪ :‬هي األدلة التفصيلية التي تتعلق بمسألة بخصوصها وحكم بعينه‬
‫وهي محل بحث الفقيه‬
‫واألدلة الكلية‪ :‬هي التي ال تتعلق بمسألة بخصوصها وهي محل بحث األصولي‬
‫وموضوع أصول الفقه‪ :‬هما األدلة الشرعية بوصفها أداة االستنباط‪ ,‬واألحكام‬
‫الشرعية بوصفها نتيجة االستنباط‪ ,‬لذلك يعرف أصول الفقه بأنه األحكام الشرعية من‬
‫حيث ثبوتها باألدلة‪.‬‬
‫والفقه‪ :‬هو العلم باألحكام الشرعية العملية‪ ,‬المكتسبة من أدلتها التفصيلية‬
‫والفقيه‪ :‬يعنى بتطبيق القاعدة األصولية على الجزئيات‪ ,‬فيبحث في أنشطة وأفعال‬
‫المكلف‬
‫وموضوع الفقه‪ :‬فعل المكلف من حيث ما يثبت له من األحكام الشرعية‬

‫ثانيا‪ :‬الغاية من معرفة أصول الفقه‪:‬‬

‫تمكين المجتهد من تطبيق القواعد الفقهية ألخذ األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية‬
‫فمن توافرت له أهلية االجتهاد‪ ,‬يستطيع من خالل قواعد األصول الوصول إلى الحكم‬
‫في قضية ما‪ ,‬كما يمكنه استخدام القياس واالستحسان واالستصالح واالستصحاب‬
‫وغيرها من المصادر للوصول إلى الحكم في قضية ما‬
‫أما من لم تتوفر له أهلية االجتهاد‪ ,‬يمكنه االستفادة من على األصول للتعرف على‬
‫طرق استنباط األحكام وتخريج أحكام جديدة للمسائل الطارئة باالعتماد على قواعد‬
‫األئمة وفتاويهم‬
‫فالغاية من علم الفقه‪ :‬تطبيق األحكام الشرعية على أفعال المكلفين من الناس‪ ,‬لبيان‬
‫الحالل والحرام‬

‫ثالثا‪ :‬مصدر استمداد أصول الفقه ونشأته وتدوينه وتطوره‪:‬‬

‫تؤخذ أصول الفقه من حقائق األحكام الشرعية‪ ,‬ال من جزئياتها‪ ,‬وعلى الفقيه أن يكون‬
‫ضليع بقواعد اللغة العربية‪ ,‬ألنها من األدوات المساعدة في فهم حقيقة النص‪ ,‬ونشأ‬
‫علم أصول الفقه في عهد الخلفاء الراشدين‪ ,‬لالفتاء في األمور المستجدة‪ ,‬وأول من بدأ‬
‫بتدوين هذا العلم هو اإلمام الشافعي‪ ,‬وظهرت بعد ذلك مدرستين في التأليف في مجال‬
‫أصول الفقه‪ ,‬هما طريقة المتكلمين‪ :‬فهي تقرر القواعد األصولية حسب الدالئل‬
‫والبراهين النصية واللغوية والكالمية والعقلية من غير النظر الى الفروع الفقهية‪,‬‬
‫وتمتاز هذه المدرسة بالخصائص التالية‪:‬‬
‫االعتماد على االستدالل العقلي المجرد‬
‫عدم التعصب لمذهب فقهي معين‬
‫والفروع لبفقهية هي لمجرد التوضيح والمثال‬
‫إمام هذه المدرسة‪ ,‬الشافعي‬
‫ومنهاجها‪ :‬إيراد التعريفات المنطقية واللغوية‪ ,‬ثم األحكام الشرعية‪ ,‬ثم األدلة‬
‫والدالالت اللفظية‪ ,‬ثم االجتهاد والتقليد‬
‫الطريقة الثانية هي طريقة الحنفية‪ :‬فهي تقرر القواعد األصولية مما قرره أئمة‬
‫المذهب في فروعهم االجتهادية الفقهية‪ ,‬وتكون القاعدة األصولية منسجمة مع الفرع‬
‫الفقهي‪ ,‬بغض النظر عن البرهان النظري‪ ,‬وتمتاز هذه المدرسة بالخصائص التالية‪:‬‬
‫منهاجها عملي قائم على ربط االصول بالفروع‬
‫مزجت بين األصول والفقه بأسلوب مفيد‬
‫خدمت الفقه من حيث التأليف في باب الخالف‪ ,‬وتخريج الفروع على األصول‪,‬‬
‫وكتابة قواعد الفقه الكلية‬
‫ومنهاج هذه الطريقة‪ :‬تعريف علم األصول‪ ,‬بيان األدلة الشرعية المتفق عليها‬
‫والمختلف فيها‪ ,‬ثم أحوال المجتهدين‪ ,‬ثم التعارض والترجيح‪ ,‬وأخيرا مباحث الحكم‬
‫الشرعي‬
‫هناك طريقة ثالثة جمعت بين المدرستين السابقتين‪ ,‬تدعى طريقة المتأخرين‪ ,‬عنيت‬
‫بتحقيق القواعد األصولية وإثباتها باألدلة ثم تطبيقها على الفروع الفقهية‪.‬‬
‫الفصل األول األدلة الشرعية‪:‬‬
‫الدليل الشرعي‪ ,‬هو كل ما يستفاد منه حكم شرعي‪ ,‬سواء بطريق القطع‪ ,‬أي العلم‬
‫واليقين‪ ,‬أم بطريق الظن‪ ,‬فيمكننا تقسيم الدليل لقسمين‪ ,‬قطعي الداللة وظني الداللة‪.‬‬
‫كما يمكن أن تقسم األدلة إلى نوعين‪ ,‬أدلة متفق عليها بين جمهور العلماء‬
‫وهي‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع والقياس‪ ,‬وأدلة مختلف فيها وهي‪ :‬االستحسان‪,‬‬
‫الصلحة المرسلة‪ ,‬االستصالح‪ ,‬االستصحاب‪ ,‬العرف‪ ,‬مذهب الصاحبي‪ ,‬شرع من‬
‫قبلنا‪ ,‬سد الذرائع‪.‬‬

‫الدليل األول‪ :‬القرآن الكريم‬


‫يمكن تقسيم األحكام المستقاة من القرآن إلى ‪ 3‬أنواع رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتقاديات‪ :‬فيما يخص هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬المالئكة‪ ,‬الكتب والرسل واليوم‬
‫اآلخر‬
‫‪ -2‬األخالق‪ :‬ما يجب على المكلف أن يتمتع به من فضائل‪ ,‬وما يجب أن يتركه من‬
‫رذائل‬
‫األعمال‪ :‬وهي ما يصدر من المكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات‪ ,‬ويختص‬
‫بنوعين من األحكام‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أحكام العبادات‪ :‬كالصالة والصيام والحج والزكاة والنذر واليمين‪ ,‬وغيرها‬
‫ثانيا‪ :‬أحكام المعامالت‪ :‬من عقود وتصرفات وجنايات وقوبات‪ ,‬وغيرها مما ينظم‬
‫الحياة االجتماعية‪ ,‬فهي تشمل أحكام األحوال الشخصية كالزواج والطالق والنفقة‪,‬‬
‫واألحكام المدنية كالعقود المالية واالجارة والرهن والشراكة‪ ,‬واألحكام الجنائية‪,‬‬
‫واألحكام الدستورية فيما يتعلق بنظم الحكم وحماية حقوق االنسان‪ ,‬واألحكام الدولية‬
‫التي تنظم العالقات الدولية والسلم والحرب‪ ,‬واألحكام المالية واالقتصادية وهي‬
‫المختصة بحقوق االفراد المالية والتزاماتهم اتجاه الدولة وتنظم موارد الخزينة العامة‪.‬‬
‫لكن هذه األحكام جاء في القرآن على شكلين‪ ,‬تفصيلي كالعبادات والمواريث‪,‬‬
‫وإجمالي كبقية أحكام المعامالت لفتح الباب أم اجتهاد المجتهدين‪.‬‬
‫إن داللة آيات القرآن الكريم على األحكام قد تكون قطعية أو ظنية الداللة‪ ,‬فالنص‬
‫القطعي الداللة‪ ,‬هو اللفظ الوارد في القرآن‪ ,‬وال يحتمل إال معنى واحد‪ ,‬والنص الظني‬
‫الداللة‪ ,‬هو الوارد في القرآن والذي يحتمل أكثر من معنى‪.‬‬
‫فالقرآن الكريم يحتوي على أسلوب بياني متقدم‪ ,‬يمكن أن تستقى األحكام من هذه‬
‫األساليب‪ ,‬التي قد تكون صريحة أو أنها تفهم من السياق‪ ,‬أو أنه يعرفها الضالعون في‬
‫اللغة‪ ,‬حيث أن هناك بعض قواعد االستنباط التي يمكن اتباعها في القرآن وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬كل فعل عظمه هللا أو مدحه أو أحبه أو وعد به بخير او وصفه باالستقامة أو أقسم‬
‫به‪ ,‬فهو مشترك بين الوجوب والندب‪.‬‬
‫‪ -2‬كل فعل ترك الشرع ذمه أو لعنه أو عير فاعله غهو غير مشروع مشترك بين‬
‫التحريم والكراهة‬
‫‪ -3‬كل ما أحله هللا أو أذن به أو رفع الجناح واإلصر والحرج واالثم عنه‪ ,‬فهو مباح‬
‫مأذون فيه شرعا‬

‫الدليل الثاني‪ :‬السنة الشريفة‪:‬‬


‫هي كل ما صدر عن الرسول عليه السالم من قول أو فعل أو تقرير‪ ,‬ونقصد بالسنة‬
‫التقريرية هي ما أقره الرسول صراحة‪ ,‬أو سكت عن إنكاره بعدما حصل أمامه‪ ,‬أو‬
‫حدث في عهعده أو علم به وظهر منه ما يدل على استحسانه له‪.‬‬
‫هذا وتقسم السنة إلى متواترة وآحاد‪ ,‬وعند الحنفية يضاف لما سبق السنة المشهورة‪,‬‬
‫فالسنة التواترة هي ما رواها عن الرسول في العصور الثالثة األولى جمع يمتنع‬
‫تواطؤهم على الكذب‪ ,‬والسنة المشهورة هي ما رواها عن الرسول عدد لم يبلغ جمع‬
‫التواتر‪ ,‬كواحد أو اثنين لكنها انتشرت في القرن الثاني بعد الصحابة‪ ,‬فتناقله جمع‬
‫التواتر الذين ال يحتمل تواطؤهم على الكذب‪ ,‬لكن ال عبرة باالشتهار بعد القرون‬
‫الثالث األولى‪ ,‬أي أن حلقات التواتر في الحديث المشهور تكون مقتصرة على الحلقة‬
‫الثانية والثالثة فقط بينما الحديث المتواتر يكون تواتره في الحلقات الثالث‪ .‬من هنا‬
‫تكون حجية السنة التواترة إلزامية‪ ,‬بينما السنة المشهورة تفيد الطمأنينة والظن‬
‫القريب من اليقين وال يجوز إنكارها‪ .‬وهناك النوع الثالث من السنة وهو سنة اآلحاد‪,‬‬
‫وهي ما رواها عن الرسول شخص او اثنين او مجموع لم يبلغ حد التواتر‪ ,‬وحكمها‬
‫أنها تفيد الظن وليس اليقين وال الطمأنينة‪ ,‬لكن يجب اعتبارها والعمل بها وليس الشك‬
‫فيها‪ ,‬ألن الشك كائن في تواتر الحديث وليس في صحته بذاته‪ ,‬ورجحان الظن كاف‬
‫لوجوب العمل‪.‬‬
‫بالنسبة لداللة السنة في األحكام‪ :‬قد تكون قطعية إذا لم يحتمل نصها التأويل‪ ,‬وقد‬
‫تكون ظنية محتملة التأويل‪ ,‬لكن الفرق بينها وبين القرآن أن القرآن كله قطعي الثبوت‬
‫بينما السنة فيها قطعي الثبوت وظني الثبوت‪.‬‬
‫أما منزلة السنة من حيث ما ورد فيها من احكام فهي أربعة أقسام‪:‬‬
‫أوال‪ -‬أن تكون السنة مؤكدة للقرآن‬
‫ثانيا‪ -‬أن تكون السنة مبينة للقرآن وهي هنا على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬سنة تبين مجمل القرآن‪ ,‬كالسنة التي تبين تفصيل العبادات‬
‫‪ -2‬سنة تخصص عام القرآن‪ ,‬كعدم جواز أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها أو‬
‫ابنة أخيها أو ابنة أختها‬
‫‪ -3‬سنة تقيد مطلق القرآن‪ ,‬مثل تحديد مكان قطع يد السارق‬
‫ثالثا‪ -‬أن تكون السنة ناسخة للقرآن‪ ,‬فحديث ال وصية لوارث ينسخ آية (كتب عليكم‬
‫إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين واألقربين ‪)...‬‬
‫رابعا‪ -‬أن تأتي السنة بحكم جديد سكت عنه القرآن‪ ,‬مثل صدقة الفطر‪ ,‬وتحريم الذهب‬
‫والحرير للرجل‪.‬‬
‫سنفصل فيما يلي آراء العلماء في خبر اآلحاد‪:‬‬
‫اتفق الصحابة والتابعون على وجوب العمل بأخبار السنة المروية بطريق اآلحاد‪,‬‬
‫فالحنفية اشترطوا ثالثة شروط‬
‫‪ -1‬أال يعمل الراوي بخالف ما يرويه‪ ,‬كحديث أبي هريرة في غسل معض الكلب‬
‫سبعا‪ ,‬بينما هو اكتفى بالغسل ثالثا‬
‫‪ -2‬أال يكون موضوع الحديث مما يكثر وقوعه‪ ,‬كعدم العمل بحديث رفع اليدين عند‬
‫الركوع في الصالة‬
‫‪ -3‬أال يكون مخالفا للقياس واألصول الشرعية‬
‫أما االمام مالك‪ ,‬اشترط للعمل بحديث اآلحاد‪ ,‬ان يكون موافقا وغير مخالف لعمل‬
‫أهل المدينة‬
‫أما االمام الشافعي‪ ,‬اشترط أربعة شروط لقبول حديث اآلحاد‪:‬‬
‫أن يكون راوي الحديث ثقة في دينه‪ ,‬عاقال لما يحدث‪ ,‬فاهما له‪ ,‬ضابطا لما يرويه‪,‬‬
‫غير مخالف لحديث أهل العلم‬
‫أما االمام أحمد‪ ,‬فيشترط فقط صحة السند‪.‬‬
‫هناك نوع آخر من اآلحاديث يجب علينا ذكره‪ ,‬أال وهو الحديث المرسل‪.‬‬
‫فالحديث المرسل هو الحديث الذي لم يتص إسناده سواء كان منقطعا أم معضال أم‬
‫معلقا‬
‫وال خالف في قبولمرسل الصحابة‪ ,‬أما مرسل غير الصحابة ال يعتد به إال بالتأكد من‬
‫روايته عن النبي عليه السالم‬
‫فعند االمام الشافعي اليقبل الحديث المرسل إال إذا توافرت فيه الشروط الخمسة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون من كبار التابعين‬
‫‪ -2‬أن يؤيده حديث مسند في معناه‬
‫‪ -3‬أن يوافقه مرسل مقبول عند العلماء‬
‫‪ -4‬أن يؤيده قول صحابي‬
‫‪ -5‬أن يتقوى بفتوى أكثر العلماء‬
‫ومن السنة أيضا‪ ,‬أفعال الرسول عليه السالم التي يمكننا تقسيمها إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أوال األفعال الجبلية‪ :‬التي سببها طبيعة الرسول البشرية‪ ,‬ال يتوجب علينا اتباعه فيها‪,‬‬
‫لكن إن وجد الدليل على وجوبها أو ندبها فإنها تجب‪ ,‬كاألكل باليمين‪ ,‬فهذه األمور‬
‫الدنيوية ناتجة عن تجربة شخصية للرسول‪ ,‬فال تعد تشريع‪ ,‬ومثالها قضية تأبير‬
‫النخل‬
‫ثانيا األفعال المختصة بصفته كنبي‪ ,‬مثل وصال الصيام‪ ,‬فهذه األمور خاصة بشخصه‬
‫عليه السالم وال يجب علينا اتباعه بها‬
‫ثالثا األفعال المجردة عما سبق‪ ,‬هذه األفعال يجب علينا االقتداء بالرسول بها سواء‬
‫بالوجوب أو الندب أو االباحة‬

‫الدليل الثالث‪ :‬اإلجماع‪:‬‬


‫هو اتفاق المجتهدين من األمة بعد وفاته‪ ,‬في عصر من العصور على حكم شرعي‪,‬‬
‫وال ينظر إلى إجماع العوام في األمور الشرعية‪ ,‬فال بد من أهل االختصاص‪ ,‬وال‬
‫يعتد بإجماع الديانات األخرى‪ ,‬وال باإلجماع في حياة الرسول‪ ,‬وال باالجماع في غير‬
‫االمور الشرعية كاللغة والعلم والحرب وغيرها‪.‬‬
‫الشرط األساسي لإلجماع‪ ,‬اتفاق المجتهدين‪ .‬وبالتفصيل يمكننا أن نورد الشروط‬
‫الستة التالية لالجماع‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون هناك إجماع من قبل مجموعة من المجتهدين‪ ,‬حيث أن الواحد واالثنين‬
‫ال يكفي لإلجماع‬
‫‪ -2‬أن يكون هناك اتفاق بين جميع المجتهدين حول الحكم الشرعي‪ ,‬حيث أن وجود‬
‫عدد قليل من المجتهدين المعترضين تبطل االجماع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون اجماع المجتهدين‪ ,‬في وقت الحادثة‪ ,‬في مختلف األمصار االسالمية‬
‫‪ -4‬أن يكون إبداء الرأي صراحة‪ ,‬قوال أو فعال‪ ,‬جماعة‪ ,‬أو أفرادا‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يصدر اإلجماع من ناس ثقات‬
‫‪ -6‬أن يعتمد على مستند شرعي في االجماع‪ ,‬من نص أو قياس‪.‬‬
‫مستند اإلجماع‪ :‬هو الدليل الذي يعتمد عليه المجتهدون فيما أجمعوا‪ ,‬حيث ال يعتد‬
‫باالجماع من غير مستند شرعي‪ ,‬وال يعتد باآلراء الشخصية والظنية هنا‪ ,‬لذلك يمكننا‬
‫تقسيم المستند إلى‪ :‬دليل قطعي وهو ما كان من القرآن والسنة‪ ,‬ودليل ظني وهو خبر‬
‫الواحد والقياس‪ .‬كما أن المصلحة المرسلة تصلح أن تكون مستندا لإلجماع‪ ,‬إذا‬
‫ظهرت مصلحة جديدة تخالف إجماع سابق‪ ,‬جاز مخالفة االجماع السابق واستحداث‬
‫حكم يتناسب والمصلحة الجديدة‪.‬‬
‫حجية االجماع‪ :‬إذا انعقد االجماع حسب الشروط السابقة أصبح واجب االتباع وال‬
‫تجوز مخالفته‪.‬‬
‫أنواع االجماع‪ :‬يمكن تقسيم االجماع حسب طريقة تكوينه إلى إجماع صريح‪ ,‬وإجماع‬
‫سكوتي‪.‬‬
‫اإلجماع الصريح‪ :‬أن تتفق آراء المجتهدين وأفعالهم على حكم في مسألة محددة‪ ,‬هذا‬
‫النوع من االجماع بمثابة الحجة‪ ,‬النوع الثاني من االجماع هو االجماع السكوتي‪ ,‬هو‬
‫أن يقول بعض المجتهدين رأيهم في مسألة ما‪ ,‬وبعض المجتهدين اآلخرين يسكتون‬
‫عنه دون االعتراض عليه‪ ,‬المالكية والشافعية ال يرونه إجماعا والحجة‪ ,‬بينما الحنفية‬
‫والحنابلة يرونه إجماع وحجة‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬القياس‪:‬‬


‫تعريفه‪ :‬إلحاق أمر غير منصوص على حكمه شرعا على أمر منصوص على حكمه‬
‫شرعا‪ ,‬الشتراكهما في علة الحكم‪ ,‬ودور المجتهد هنا أظهار وجود الحكم في الفرع‬
‫كوجوده في األصل‪ ,‬أي أن القياس ال ينشئ حكما جديدا‪ ,‬حيث أن الواقعة المنصوص‬
‫عليها تسمى أصال أو المقيس عليه‪ ,‬والذي لم ينص عليه الفرع أو المقيس‪ ,‬والمعنى‬
‫الذي ألجله شرع الحكم هو العلة‪.‬‬
‫أركان القياس‪ :‬للقياس أربعة أركان هي األصل والفرع والعلة وحكم األصل‬
‫األصل‪ :‬هو محل الحكم الذي ثبت بالنص أو االجماع‬
‫الفرع‪ :‬هو المحل الذي لم يرد فيه نص أو إجماع‬
‫العلة‪ :‬الوصف الذي بني عليه حكم األصل‬
‫حكم األصل‪ :‬هو الحكم الشرعي الذي ورد فيه نص أو إجماع‪ ,‬ويراد تعديته إلى‬
‫الفرع‬
‫شروط القياس‪ :‬هناك شروط معينة يجب توافرها في األركان األربعة للقياس‬
‫شروط األصل‪ :‬أال يكون فرعا ألصل آخر‬
‫شروط حكم األصل‪:‬‬
‫‪ -1‬أال يكون حكم األصل مختص فقط بهذا األصل‬
‫‪ -2‬أال يكون حكم األصل معدوال به عن سنن القياس وهي‪:‬‬
‫أن يكون حكم األصل معقول المعنى‪ ,‬له علة يمكن للعقل إدراكها‪ ,‬لذلك ال يصح‬
‫القياس في العبادات‬
‫أن اليكون القياس على مستثنى من قاعدة عامة‬
‫‪ -3‬عدم النص على حكم الفرع‪ ,‬أي أال يكون الدليل الدال على حكم األصل داال على‬
‫حكم الفرع‪ ,‬ألنه تنتفي الحاجة للقياس هنا‬
‫‪ -4‬تقديم تشريع حكم األصل على الفرع‬
‫شروط الفرع‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون في الفرع علة مماثلة لعلة األصل‬
‫‪ -2‬أال يتغير في في الفرع حكم األصل‬
‫‪ -3‬أال يترتب على القياس تقدم الفرع على األصل‬
‫‪ -4‬أال يكون في الفرع نص أو إجماع يدل على حكم مخالف للقياس‬
‫شروط العلة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون العلة وصفا مناسبا للحكم‬
‫‪ -2‬أن تكون العلة وصفا ظاهريا جليا‬
‫‪ -3‬أن تكون العلة وصفا منضبطا‬
‫‪ -4‬أن تكون العلة متعدية وليست مختصة على األصل فقط‬
‫مسالك العلة‪ :‬وهي الطرق التي يتوصل بها المجتهد إلى معرفة العلة‪ ,‬يمكننا تقسيم‬
‫مسالك العلة إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬النص من القرآن والسنة‬
‫‪ -2‬اإلجماع‬
‫‪ -3‬السبر والتقسيم‪ :‬وهو جمع األوصاف التي يظن كونها علة في األصل‪ ,‬واختبار‬
‫كل واحدة منها‪ ,‬وترديد العلة بينها في كونها صالحة للعلية ام ال‪.‬‬
‫‪ -4‬المناسبة‪ :‬أن يكون بين الوصف والحكم مالءمة‪ ,‬بحيث يترتب على الحكم تحقيق‬
‫مصلحة أو دفع مفسدة‬
‫وهناك أنواع للوصف المناسب الذي يعتد به في وصف العلة‬
‫‪ -1-4‬المناسب المؤثر‪ :‬هو ما ثبن بنص أو اجماع‬
‫‪ -2-4‬المناسب المالئم‪ :‬وهو ما ثبت كونه علة لجنس الحكم‬
‫‪ -3-4‬المناسب المرسل‪ :‬هو الوصف الذي لم يشهد له الشرع ال باالثبات وال بااللغاء‬
‫‪ -4-4‬المناسب الملغي‪ :‬ما ورد فيه على ألغائه أو عدم اعتباره‬
‫‪ -5‬تنقيح المناط‪ :‬هو تعيين العلة من خالل حذف ماال دخل له في التأثير واالعتبار‬
‫مما اقترن به من أوصاف‬
‫ويمكننا التمييز هنا بين تنقيح المناط وتحقيق المناط وتخريج المناط‬
‫فتنقيح المناط‪ :‬تعيين السبب بحذف ماال يصح من األوصاف الغير معتبرة‬
‫تحقيق المناط‪ :‬النظر في معرفة وجود العلة في آحىد الصور الفرعية التي يراد قياسها‬
‫على اصل سواء كانت علة االصل منصوصة ام مستنبطة‬
‫تخريج المناط‪ :‬االجتهاد في استنباط الوصف المناسب للحكم الذي ورد به النص او‬
‫االجماع ليجعل علة للحكم‬
‫أقسام القياس‪ :‬هناك نوعين لتقسيم القياس‪:‬‬
‫األول حسب مقدار وضوح العلة في الفرع‪ ,‬حيث يقسم إلى قياس أولى‪ ,‬قياس أدنى‪,‬‬
‫قياس مساو‬
‫الثاني حسب القوة و التبادر الى الذهن‪ ,‬حيث يقسم الى قياس جلي وقياس خفي‬
‫قياس األولى‪ :‬أن يكون الفرع أولى بالحكم من األصل لقوة العلة فيه‬
‫قياس المساوي‪ :‬ما كان الفرع مساويا فيه لألصل في الحكم‬
‫قياس األدنى‪ :‬أن يكون الفرع أضعف في علة الحكم من األصل‬
‫القياس الجلي‪ :‬هو ماكانت العلة فيه منصوصة‪ ,‬أو غير منصوصة لكن قطع فيه‪ ,‬بنفي‬
‫تأثير الفارق بين األصل والفرع‬
‫القياس الخفي‪ :‬هو ما لم يقطع فيه بنفي تأثير الفارق بين األصل والفرع‪ ,‬اذا كانت‬
‫العلة مستنبطة من حكم األصل‬

‫الدليل الخامس‪ :‬االستحسان‪:‬‬

‫هو ترجيح قياس خفي على قياس جلي بدليل‪ ,‬أو استثناء حكم جزئي من أصل كلي أو‬
‫قاعدة بناء على دليل خاص يقتضي ذلك‪.‬ويختلف االستحسان عن القياس وعن‬
‫المصلحة المرسلة‪ ,‬فالقياس يجري على وقائع ال نظير لها في النص أو االجماع‪ ,‬أما‬
‫االستحسان فهو يجري على مسألة لها نظير لكنها مستثناة من حكم عام لدليل يوجب‬
‫ذلك‪ ,‬أما المصلحة المرسلة تطبق في واقعة ليس لها نظير في الشرع تقاس عليه‪ ,‬إنما‬
‫يثبت الحكم فيها ابتداء بناء على شبه بمجموعة نصوص أو االنسجام مع المبادئ‬
‫الشرعية الكلية‪.‬ويقسم االستحسان حسب الدليل الذي يثبت به إلى ستة‬
‫انواع‪:‬االستحسان بالنص‪ ,‬وباالجماع‪ ,‬وبالعرف‪ ,‬وبالضرورة‪ ,‬وبالقياس الخفي‪,‬‬
‫وبالمصلحة‪ -1 .‬االستحسان بالنص‪ :‬أن يرد نص معين يتضمن حكما لمسألة خالفا‬
‫للحكم الكلي الثابت بالدليل العام‪ ,‬وهذا النص من القرآن والسنة‪ ,‬مثل جواز صوم من‬
‫أكل ناسيا في رمضان‪ -2‬االستحسان باالجماع‪ :‬أن يفتي المجتهدون في مسألة على‬
‫خالف األصل في أمثالها‪ ,‬مثل عقد االستصناع‪ ,‬فالقاعدة تقول ببطالن العقد ألن‬
‫المعقود عليه معدوم وقت العقد‪ ,‬لكنه أجيز لتعامل الناس به في كل زمان‪ ,‬ومراعاة‬
‫لمصلحتهم‪ -3.‬االستحسان بالعرف‪ :‬أن يتعارف الناس شيئا خالفا للقاعدة العامة نزوال‬
‫تحت وطأة الحاجة‪ ,‬مثل إجازة تأجير الحمام‪ ,‬دون معرفة مقدار الماء المستخدم أو‬
‫مدة المكوث‪ ,‬فاألصل عدم الجواز للجهالة‪ ,‬لكن الحاجة لذلك أجازته‪ -4‬االستحسان‬
‫بالضرورة‪ :‬أن توجد ضرورة تحمل المجتهد على ترك القياس واألخذ بمقتضى‬
‫لبضرورة أو الحاجة‪ ,‬كالحكم بطهارة الماء الذي تشرب منه الطيور الجارحة دون‬
‫الحيوانات المفترسة‪ -5.‬االستحسان بالقياس الخفي‪ :‬وهو القائم في مقابلة القياس‬
‫الجلي‪,‬مثل وقف األراضي الزراعية‪ ,‬أو االلتجاء إلى الحلف – اليمين – عند‬
‫االختالف بين البائع والمشتري على سعر سلعة معينة‪ ,‬حيث أن الصل بعدم جواز‬
‫حلف البائع‪ -6.‬االستحسان بالمصلحة‪ :‬أن توجد مصلحة تقتضي استثناء المسألة من‬
‫أصل عام أو قاعدة كلية‪ ,‬مثل وصية المحجور عليه لسفه في سبيل الخير‪.‬‬
‫حجية االستحسان‪ :‬قال الجمهور بأن االستحسان حجة شرعية‪ ,‬لكن الشافعية قالوا بأنه‬
‫ليس بحجة‪ ,‬فهم يرون أن االستحسان كالبدعة‪.‬‬
‫أدلة المؤيدين بأن القياس حجة شرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك العسر إلى اليسر قاعدة شرعية‬
‫‪ -2‬ثبوت االستحسان يعتمد على دليل متفق عليه‬
‫أدلة المنكرين بأن القياس ليس حجة شرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬اليجوز الحكم إال بالنص أو بالقياس على النص‬
‫‪ -2‬العقل أساس االستحسان‪ ,‬لذلك هو عرضة لالبتداع‬
‫‪ -3‬الرسول لم يكن يفتي باالستحسان إنما كان ينتظر الوحي‪.‬‬
‫الدليل السادس‪ :‬المصلحة المرسلة‪:‬‬
‫هي وصف يالئم تصرفات الشرع ومقاصده‪ ,‬لكن ليس له دليل معين من‬
‫الشرع باالعتبار أو االلغاء‪ ,‬ويترتب عليه إما جلب مصلحة أو درء مفسدة‪ ,‬كجمع‬
‫المصحف وصك النقود‪.‬‬
‫المصلحة المعتبرة‪ ,‬هي المصلحة التي تعتبر أساسا لبعض األحكام الشرعية ودل دليل‬
‫على اعتبارها‪ ,‬وهي بمراتب ‪ ,3‬ضروريات‪ ,‬حاجيات‪ ,‬تحسينات‬
‫‪ -1‬الضروريات‪ :‬وهي التي يتوقف عليها حياة الناس الدينية والدنيوية‪ ,‬بدونها تختل‬
‫الحياة‪ ,‬ومنها حفظ المقاصد الخمسة الكلية وهي الدين والنفس والعقل والنسب والمال‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجيات‪ :‬يحتاجها الناس لرفع الحرج عنهم‪ ,‬بدونها التختل الحياة‪ ,‬كإباحة افطار‬
‫الحامل في رمضان‪.‬‬
‫‪ -3‬التحسينات‪ :‬هي األخذ بمحاسن العادات ومكارم األخالق‪ ,‬كعدم استحباب أن‬
‫تباشر المرأة بعقد نكاحها‬
‫أما المصالح التي جاءت بعد انقطاع الوحي‪ ,‬ولم يشرع الشارع أحكاما لها‪ ,‬ولم يقم‬
‫دليل على اعتبارها أو الغائها‪ ,‬تسمى بالمصلحة المرسلة‪ ,‬مثل اشتراط تثبيت عقد‬
‫الزواج بوثيقة رسمية‬
‫حجية المصالح المرسلة‪ :‬الغالب أخذ بها على خالف الشافعية‪ ,‬فالمعارضون يرون‬
‫بضرورة عدم اختالف األحكام بين جيل وجيل‪ ,‬وعدم الحكم إال بالدليل الشرعي‬
‫وليس الحاجات‪ ,‬أما المؤيدون لحجيتها يرون‪:‬‬
‫‪ -1‬الحياة في تطور مستمر‬
‫‪ -2‬االصل في الشريعة مراعاة المصالح واعتبارها‬
‫‪ -3‬عمل بها الخلف من الصحابة والتابعين واالئمة‬
‫شروط التعامل بها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون المصلحة مالئمة لمقاصد الشريعة‬
‫‪ -2‬أن تكون حقيقية ال وهمية‬
‫‪ -3‬أن تكون مصلحة عامة وليست شخصيةة‬

‫الدليل السابع‪ :‬العرف‪:‬‬


‫هو كل ما اعتاده الناس‪ ,‬سواء كان ذلك لفظيا أم فعليا‪.‬‬
‫يختلف العرف عن االجماع‪ ,‬بأن االجماع يتطلب اتفاق مجتهدي األمة‪ ,‬بينما العرف‬
‫ال يقتضي ذلك ويكفي فيه سلوك األكثرية‪.‬‬
‫أنواعه‪ :‬يقسم العرف إلى عرف عام وعرف خاص‪ ,‬أو عرف صحيح وعرف فاسد‬
‫وذلك حسب إقرار الشرع له‬
‫العرف العام‪ :‬ما يتعارف عليه أغلب أهل البالد في وقت من األوقات‪ ,‬مثل اطالق‬
‫كلمة الحرام على الطالق‬
‫العرف الخاص‪ :‬هو ما يتعارف عليه أهل إقليم أو دولة‪ ,‬مثل اطالق أهل العراق لفظ‬
‫الدابة على الفرس‬
‫العرف الصحيح‪ :‬هو ماال يحل حراما وال يحرم حالال‪ ,‬مثل تقسيم المهر إلى معجل‬
‫ومؤجل‬
‫العرف الفاسد‪ :‬هو ما يحل حراما أو يحرم حالال‪ ,‬مثل التعامل بالفائدة البنكية‬
‫حجيته‪ :‬ال يعتد بالعرف الفاسد‪ ,‬أما العرف الصحيح يمكن االعتداد به في الشرع‪,‬‬
‫والدليل على هذه الحجية‪ ,‬أنه يالئم حاجيات الناس‪ ,‬ويدفع الحرج والمشقة عنهم‪ ,‬ومن‬
‫أمثلة ذلك‪,‬تقرير الكفاءة في الزواج‪ ,‬وإجازة عقد االستصناع‬

‫الدليل الثامن‪ :‬شرع من قبلنا‪:‬‬


‫هي األحكام التي شرعها هللا سبحانه وتعالى لألمم السابقة‪ ,‬وتقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬األحكام التي لم تذكر في شريعتنا‪ ,‬فهي ليست شرعا لنا باالتفاق‬
‫القسم الثاني‪ :‬األحكام التي وردت في القرآن والسنة‪ ,‬وهذه بدورها تنفسم إلى ثالثة‬
‫أنواع‪:‬‬
‫األول‪ :‬األحكام التي نسخت من شريعتنا‪ ,‬فهي ليست لنا شرع باالتفاق‪ ,‬مثال‪ :‬وعلى‬
‫الذين هادو حرمنا كل ذي ظفر‬
‫الثاني‪ :‬األحكام التي أقرت في شريعتنا‪ ,‬وهذه شرع لنا‪ ,‬كالصيام‬
‫الثالث‪ :‬األحكام التي ذكرت في القرآن والسنة‪ ,‬لكن من غير إقرار أو إنكار‪ ,‬فهي‬
‫محل خالف‪ ,‬مثالها آية القصاص عند اليهود‬
‫حجية هذا الدليل‪:‬‬
‫فيما يخص النوع الثالث‪ ,‬هناك رأيين‪ ,‬األول وهم الغالبية يرون فيه شرع لنا‪ ,‬ومثال‬
‫ذلك جواز قتل المسلم بالذمي‬
‫أما الشافعية فاليرون فيه شرعا لنا‪ ,‬انطالقا من األية‪ :‬لكل جعلنا منكم شرعة‬
‫ومنهاجا‪.‬‬

‫الدليل التاسع‪ :‬مذهب الصحابي‪:‬‬


‫المقصود به‪ ,‬مجموع اآلراء االجتهادية والفتاوى الفقهية الثابتة عن واحد من صحابة‬
‫الرسول‪ ,‬وهناك اتفاق باألخذ بقول الصحابي فيما ال مجال فيه للرأي واالجتهاد‪ ,‬كما‬
‫أنه ال خالف أيضا فيما أجمع عليه الصحابة صراحة‪ ,‬وليس هناك خالف أيضا على‬
‫في أن رأي الصاحبي المجتهد ال يسري على بقية الصحابة‪.‬‬
‫حجيته‪ :‬الشافعية واألشاعرة يقولون بعدم حجيته‪ ,‬أما البقية يرون أنه حجة شرعية‬
‫الفريق األول يرون أنه اجتهاد من شخص غير معصوم‪ ,‬كما أن العديد من الصاحبة‬
‫وافقوا آراء العديد من التابعين‪ ,‬أما الفريق الثاني‪ :‬يرون وإن كان رأي الصحابي‬
‫عرضة للخطأ‪ ,‬إال أن الغالب موافقته للصواب‪ ,‬بسبب صالحه ومصاحبته الرسول‬
‫وشهوده أسباب نزول كثير من اآليات وغيرها من الخصائص التي ال يشاركها فيها‬
‫أحد‪ .‬فيمكن ترجيح اجتهاد على آخر بناء على هذا الدليل‪.‬‬

‫الدليل العاشر‪ :‬سد الذرائع‪:‬‬


‫الذريعة‪ :‬هي الوسيلة التي يتوصل بها إلى الشيء‪ ,‬والمقصود به شرعا‪ ,‬الشيئ‬
‫الممنوع شرعا المشتمل على مفسدة أو مضرة‪ ,‬فتكون بذلك وسيلة المحرم محرمة‪,‬‬
‫كما أن وسيلة الواجب واجبة‪.,‬‬
‫تختلف الذريعة عن المقدمة‪ ,‬فالمقدمة هي الشيئ الذي يوجد الحدث ولولها لما حدث‬
‫هذا الشيء‪ ,‬أما الذريعة الوسيلة المؤدية إلى ذلك الشيء‪.‬‬
‫أنواع الذرائع‪ :‬لها ‪ 4‬أنواع‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما يكون أداؤه إلى مفسدة قطعا‬
‫الثاني‪ :‬ما يكون اداؤه للمفسدة نادرا‪ ,‬هذا مأذون فيه‬
‫الثالث‪ :‬مايكون أداؤه إلى المفسدة كثيرا ال نادرا‪ ,‬وهذا أيضا ممنوع‬
‫الرابع‪ :‬ما يكون أداؤه إلى المفسدة كثيرا‪ ,‬لكن ليس بالغالب وال بالنادر‪ ,‬كبيوع اآلجال‬
‫الحجية‪ :‬البعض أجازه والبعض اآلخر لم يجزه‬

‫الدليل الحادي عشر‪ :‬االستصحاب‪:‬‬


‫هو الحكم بثبوت أمر أو نفيه في الزمان الحاضر أو المستقبل‪ ,‬بناء على ثبوته أو‬
‫عدمه في الزمان الماضي‪ ,‬لعدم وجود الدليل على تغيره‪ ,‬فإذا ثبت أمر ما‪ ,‬وشك في‬
‫عدمه‪ ,‬حكمنا ببقائه‪ .‬ويقسم إلى األنواع التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬استصحاب حكم االباحة األصلية لألشياء التي لم يرد دليل على تحريمها‪ ,‬فاألصل‬
‫االباحة‪ ,‬وهذا متفق عليه‬
‫‪ -2‬استصحاب العدم األصلي أو البراءة األصلية في األحكام الشرعية‪ ,‬كبرائة المكلف‬
‫حتى يثبت التكليف‪ ,‬وهذا متفق عليه‬
‫‪ -3‬استصحاب ما دل العقل والشرع على ثبوته ودوامه‪ ,‬كثبوت الملكية عند وجود‬
‫العقد‪ ,‬وهذا متفق عليه أيضا‬
‫حجيته‪ :‬هو آخر مدار الفتوى‪ ,‬ويلجأ إليه إذا لم يوجد دليل آخر‪ ,‬لكن بعض المذاهب‬
‫تقول هو حجة للدفع والنفي‪ ,‬وليس لالستحقاق أو االثبات‪ ,‬فاالستصحاب اليثبت حكما‬
‫جديدا‪ ,‬لكن يستم الحكم الثابت بدليله‪ ,‬أي إلبقاء ما كان على ما كان‪ ,‬وليس الثبات‬
‫مالم يكن‪ .‬وهذا رأي الحنفية‪ ,‬أما البقية يرون أنه يثبت الحقوق السلبية وااليجابية‪ ,‬أي‬
‫أنه لالثبات والنفي‬
‫وإن أهم القواعد الفقهية المبنية على االستصحاب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األصل بقاء ما كان على ماكان حتى يثبت ما يغيره‬
‫‪ -2‬األصل في األشياء االباحة‬
‫‪ -3‬األصل في الذمة البراءة من التكاليف والحقوق‬
‫‪ -4‬اليقين ال يزول بالشك‬

‫الفصل الثاني‬
‫األحكام الشرعية‬

‫تعريف الحكم‪ :‬هو خطاب هللا تعالى المتعلق بأفعال المكلفين باالقتضاء أو التخيير أو‬
‫الوضع‪ ,‬وهو أيضا األثر الذي يقتضيه خطاب الشارع في الفعل كالوجوب والحرمة‬
‫واالباحة‪ .‬حيث أن المراد باالقتضاء الطلب‪ ,‬سواء أكان طلب الفعل أو طلب ترك‬
‫الفعل‪ ,‬وطلب الفعل إن كان جازما فهو االيجاب‪ ,‬وإن كان غير جازما فهو الندب‪,‬‬
‫وطلب الترك إن كان جازما فهو التحريم‪ ,‬وإن كان غير جازما فهو الكراهة‪ .‬والمراد‬
‫بالتخيير االباحة‪ ,‬وهو استواء الفعل والترك‪ ,‬والمراد بالوضع جعل الشيء سببا لشيء‬
‫آخر أو شرطا له أو مانعا منه أو صحيحا أو فاسدا أو عزيمة أو رخصة‪ ,‬فالحكم‬
‫األصولي هو النص الشرعي‪ ,‬بينما الحكم الفقهي هو األثر الذي يقتضيه النص‬
‫الشرعي‪.‬‬

‫أقسام الحكم‪:‬‬
‫ينقسم الحكم الشرعي إلى قسمين‪ :‬الحكم التكليفي‪ ,‬والحكم الوضعي‪ ,‬تكليفي إذا كان‬
‫متعلقا بفعل المكلف على جهة الطلب أو التخيير‪ ,‬ووضعي إن كان متعلقا بفعل‬
‫المكلف على جهة الوضع‪.‬‬

‫الحكم التكليفي‪ :‬هو ما اقتضى طلب فعل من المكلف أو كفه عن فعله أة تخييره بين‬
‫الفعل والكف عنه‪.‬‬
‫الحكم الوضعي‪ :‬هو ما اقتضى وضع شيء سببا لشيء أو شرطا له أو مانعا منه‪.‬‬
‫فرؤية الهالل سبب لوجوب الصوم‪.‬‬
‫الفرق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي‪:‬‬
‫الحكم التكليفي يقتضي طلب فعل من المكلف‪ ,‬بينما الوضعي ال يقصد به التكليف‪,‬‬
‫إنما يقصد به ارتباط أمر بآخر بجعله سببا له أو شرطا له أو مانعا له‪.‬‬
‫في الحكم التكليفي ال بد من االستطاعة بقضاء التكليف‪ ,‬أما الحكم الوضعي فقد يكون‬
‫باستطاعة المكلف أو بغير استطاعته‪ ,‬فمثال الجريمة توجب العقاب‪ ,‬فالجريمة تقع في‬
‫المستطاع أو المقدور‪ ,‬أما القرابة سبب االرث فتقع في غير المقدور للمكلف‪..‬‬
‫الحكم التكليفي ال يتعلق إال بالمكلف‪ ,‬أما الحكم الوضعي فإنه يتعلق باالنسان‪ ,‬سواء‬
‫كان مكلفا أو غير مكلف‪ ,‬كصحة بيع الصبي‪.‬‬

‫أنواع الحكم‪:‬‬
‫يقسم الحكم التكليفي إلى‪ :‬الواجب‪ ,‬المندوب‪ ,‬الحرام‪ ,‬المكروه‪ ,‬المباح‬
‫يقسم الحكم الوضعي إلى‪ :‬السبب‪ ,‬الشرط‪ ,‬المانع‪ ,‬الصحيح‪ ,‬الباطل‪ ,‬العزيمة‪,‬‬
‫الرخصة‬

‫الواجب‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله من المكلف طلبا حتما‪ ,‬واقترن طلبه بما يدل على‬
‫االلزام‪ ,‬وهناك عدة صيغ تدل على الوجوب في اللغة مثل‪ :‬صيغة األمر‪ :‬أقيموا‬
‫الصالة‪ ,‬المصدر النائب عن فعله‪ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب‪ ,‬أو الفعل‬
‫المضارع المقترن بالالم‪ :‬لينفق ذو سعة من سعته‪ ,‬أم من مادة الفعل‪ :‬كتب عليكم‬
‫الصيام‪ ,‬أو الطلب الجازم‪ :‬وهلل على الناس حج البيت‪ ,‬وهناك صيغ أخرى‪.‬‬
‫الواجب يثاب فاعله ويعاقب تاركه ويكفر من أنكره إذا ثبت بدليل قطعي‪ ,‬وال فرق‬
‫بين الفرض والواجب‪ ,‬لكن البعض ميز بين الفرض والواجب كالحنفية‪ ,‬فهم يرون‬
‫الفرض ما ثبت بدليل قطعي كالصيام‪ ,‬والواجب ما ثبت بدليل ظني كصدقة الفطر‪.‬‬
‫هناك عدة تقسيمات للواجب‬
‫التقسيم األول‪ :‬باعتبار وقت األداء‪ :‬حيث يقسم هنا إلى‪ :‬واجب مطلق‪ ,‬وواجب مقيد‪,‬‬
‫وواجب مؤقت‪.‬‬
‫فالواجب المطلق‪ :‬الذي لم يحدد له الشارع وقتا ألدائه‪ ,‬ككفارة اليمين مثال‬
‫الواجب المقيد أو المؤقت‪ :‬هو المرتبط بزمن معين‪ ,‬كالصالة‪ ,‬لذلك ال يجب تأخيره‬
‫عن وقته‬
‫التقسيم الثاني‪ :‬باعتبار تقديره من الشارع‪ :‬حيث يقسم هنا إلى‪ :‬واجب محدد وواجب‬
‫غير محدد‪.‬‬
‫الواجب المحدد‪ :‬هو ما عين له الشارع مقدارا معلوما‪ ,‬كالصلواة الخمس‪ ,‬والزكاة‪,‬‬
‫ويعتبر دينا في ذمة المكلف‬
‫الواجب غير المحدد‪ :‬هو مالم يعين الشارع مقداره‪ ,‬كاالنفاق في سبيل هللا‪ ,‬والصدقة‪,‬‬
‫وهو ال يعتبر دينا في الذمة إال بالقضاء أو الرضا‬
‫التقسيم الثالث‪ :‬باعتبار الملزم بفعله‪ :‬حيث يقسم هنا إلى‪ :‬الواجب العيني والواجب‬
‫الكفائي‬
‫الواجب العيني‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله من كل مكلف على حدة‪ ,‬وال يجزئ قيام‬
‫مكلف به عن اآلخر‪ ,‬كالصالة‬
‫الواجب الكفائي‪ :‬هو ما طلب الشارع حصوله من مجموع المكلفين‪ ,‬وليس من كل‬
‫فرد على حدة‪ ,‬ف\غن قام بع البعض‪ ,‬سقط عن البقية‪ ,‬كالصالة على الجنائز‬
‫التقسيم الرابع‪ :‬باعتبار تعين المطلوب‪ :‬حيث يقسم هنا إلى‪ :‬الواجب المعين‪ ,‬والواجب‬
‫المبهم‬
‫الواجب المعين‪ :‬هو ما طلبه الشارع بعينه‪ ,‬كالصالة‬
‫الواجب المبهم أو المخير‪ :‬كأحد مكفرات الكفارة‬

‫المندوب‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله من المكلف طلبا غير محتم‪ ,‬ويقسم المندوب إلى‬
‫‪ 3‬أقسام‪,‬‬
‫‪ -1‬المندوب فعله على وجه التأكيد‪ :‬ال يستحق تاركه العقاب لكن يستحق اللوم‬
‫والعتاب‪ ,‬كصالة الجماعة‬
‫‪ -2‬المندوب مشروع فعله‪ :‬فاعله يثابو وتاركه ال يعاقب وال يعاتب‪ ,‬كصيام االثنين‬
‫والخميس‬
‫‪ -3‬المندوب الزائد‪ :‬هي األمور الكمالية للمكلف‪ ,‬فاعله يستحق الثواب إن قصد إحياء‬
‫سنة‪ ,‬وتركه ال يستحق العقاب أو العتاب‪ ,‬مثل االقتداء بالرسول في المأكل والملبس‪.‬‬

‫الحرام‪ :‬هو ما طلب الشارع تركه على وجه الحتم وااللزام‪ ,‬ويدل على ذلك‪ ,‬لفظ‬
‫الحرمة أو نفي الحل‪ :‬وأحل هللا البيع وحرم الربا‪ ,‬أو صيغة النهي المقترن بما يدل‬
‫على الحتمية‪ :‬وال تقربوا الزنا‪ ,‬أو األمر باالجتناب مقرون بالحتمية‪ :‬اجتنبوا قول‬
‫الزور‪ ,‬أو بترتيب العقوبة على الفعل‪ :‬السارق والسارقة فاقطعوا أيديهم‪.‬‬
‫ويقسم الحرام لقسمين‪ ,‬حرام لذاته وحرام لغيره‪ ,‬فالحرام لذاته ما حرمه الشرع ابتداء‬
‫من أول األمر‪ ,‬لما اشتمل عليه من مفسدة راجعة إلى ذاته‪ ,‬كالزنا والسرقة‪ ,‬فالزنا ال‬
‫يصلح ال لثبوت النسب واإلرث‪ ,‬ألنه باطل والباطل ال يترتب عليه حكم‪.‬‬
‫الحرام لغيره هو ما يكون مشروعا في األصل لكن اقترن به عارض اقتضى‬
‫تحريمه‪ ,‬كالبيع الذي فيه غش‪ ,‬فالبيع الذي فيه غش أو ربا مثال‪ ,‬هو بيع صحيح‪,‬‬
‫ومثبت للتعاقد‪ ,‬لكن البد من غزالة الغش أو الربا منه ليصبح حالال‪.‬‬
‫المكروه‪ :‬هو ما طلب الشارع تركه ال على وجه الحتم وااللزام‪ ,‬وتعرف الكراهة إما‬
‫بمادة الفعل الدال عليها‪ :‬أبغض الحالل إلى هللا الطالق‪ ,‬أو صيغة النهي المقترن‬
‫بقرينة تدل على الكراهة‪ :‬ال تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‪ ,‬وفاعل المكره‬
‫اليستحق العقاب بل يستحق اللوم والعتاب‪ ,‬ويمكن تقسيم المكروه إلى قسمين‪:‬‬
‫المكره تحريما‪ :‬ما طلب الشارع تركه على وجه الحتم وااللزام لكن بدليل ظني‬
‫كأخبار اآلحاد‪ ,‬مثل البيع على البيع‪ ,‬والخطبة على الخطبة‪.‬‬
‫المكره تنزيها‪ :‬هو ماطلب الشارع تركه ال على وجه الحتم وااللزام‪ ,‬مثل عدم العمل‬
‫بالسنن المؤكدة‬

‫المباح‪ :‬هو ما خير الشارع المكلف فيه بين الفعل وتركه‪ ,‬وال يوجد هناك ثواب أو‬
‫عتاب على فعله أو تركه‬

‫الحكم الوضعي‪ :‬هو خطاب هللا سبحانه وتعالى الوارد في جعل الشيء سببا‪ ,‬أو‬
‫شرطا‪ ,‬أو مانعا‪ ,‬أو صحيحا‪ ,‬أو فاسدا‪ ,‬أو عزيمة‪ ,‬أو رخصة‪.‬‬
‫السبب‪ :‬هو وصف ظاهر منضبط دل الدليل السمعي على كونه عالمة لحكم شرعي‪,‬‬
‫والسبب أعم من العلة‪ ,‬فكل علة سبب‪ ,‬ولكن ليس كل سبب علة‪.‬‬
‫الشرط‪ :‬هو ما يتوقف عليه وجود الحكم من غير إفضاء إليه‪ ,‬مثل الطهارة شرط‬
‫الصالة‪ ,‬فالشرط مكمل للسبب ويحقق أثره المترتب عليه‪ ,‬ومن المفيد هنا التمييز بين‬
‫الركن والشرط‪ ,‬يتوقف وجود الشي على كل من االلركن والشرط‪ ,‬لكن الخلل في‬
‫الركن يؤدي إلى البطالن بخالف الخلل في الشرط‪.‬‬
‫المانع‪ :‬هو ما يلزم من وجوده عدم الحكم أو بطالن السبب‪ ,‬كالشبهة المانعة من‬
‫القصاص‬
‫الصحيح‪ :‬ما استوفى أركان الشيء وشروطه الشرعية‪ ,‬وترتبت عليه آثاره الشرعية‪,‬‬
‫فمن صلى على ظن الطهارة كانت صالته باطلة‬
‫الفاسد‪ :‬هو ما كان الخلل فيه في وصف من أوصاف العقد‪ ,‬كالبيع بثمن مجهول‬
‫العزيمة‪ :‬هي ما شرم من أحكام لتكون قانونا عاما لجميع المكلفين في جميع األحوال‪,‬‬
‫كالصالة‬
‫الرخصة‪ :‬ما شرع لعذر شاق بقصد رعاية حاجة الناس كأكل الميتة عند الضرورة‪.‬‬

‫الحاكم‪ :‬هو هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬سواء عرف حكمه بالوحي أو باالجتهاد‬
‫المحكوم فيه‪ :‬هو فعل المكلف الذي تعلق به خطاب الشارع اقتضاء أو تخييرا أو‬
‫وضعا‬
‫شروط المحكوم فيه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الفعل معلوم للمكلف‬
‫‪ -2‬أن يلع طلب هللا للفعل‬
‫‪ -3‬أن يكون الفعل المكلف ممكنا‬
‫ويقسم المحكوم فيه إلى‬
‫‪ -1‬ما هو حق خالص هلل تعالى‬
‫‪ -2‬ماهو حق خالص للعباد‬
‫‪ -3‬ماهو حق اجتمع فيه الحقان لكن الغلبة لحق هللا‬
‫‪ -4‬ماهو حق اجتمع فيه الحقان لكن الغلبة لحق العباد‬

‫المحكوم عليه‪ :‬هو المكلف‪.‬‬


‫يشترط في المحكوم عليه شرطان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون المكلف قادرا على فهم دليل التكليف‬
‫‪ -2‬أن يكون المكلف أهال للتكليف‬
‫وتقسم األهلية إلى نوعين أهلية وجوب وأهليه أداء‪ ,‬وكالهما يفصل إلى كاملة‬
‫وناقصة‬
‫فأهلية الوجوب الناقصة تكون للجنين‬
‫واهلية الوجوب الكاملة تكون للمولود‬
‫وأهلية األداء الناقصة تكون لمن لم يبلغ‬
‫وأهلية األداء الكاملة تكون لمن بلغ‬
‫هناك نوعين من العوارض التي تعترض األهلية‬
‫األول ما ليس للمكلف دخل فيه‪ :‬الجنون‪ ,‬والصغر‪ ,‬والعته‪ ,‬والنسيان‪ ,‬والنوم‪,‬‬
‫واالغماء‪ ,‬والرق‪ ,‬والنفاس‪ ,‬والحياض‪ ,‬والمرض‪ ,‬والموت‬
‫الثاني ما دخل المكلف فيه‪ :‬الجهل‪ ,‬والسكر‪ ,‬والهزل‪ ,‬والسفه‪ ,‬والخطأ‪ ,‬واالكراه‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫القواعد األصولية اللغوية ‪ -‬الدالالت‪:‬‬
‫أي كيفية استنباط األحكام من النصوص الشرعية‬
‫القاعدة األولى ‪ -‬طرق داللة النص على الحكم الشرعي‪:‬‬
‫يمكن تقسيم داللة اللفظ على المعنى إلى أربعة أنواع هي‪ :‬عبارة النص‪ ,‬إشارة النص‪,‬‬
‫داللة النص‪ ,‬اقتضاء النص‪.‬‬
‫‪ -1‬عبارة النص‪ :‬هي داللة الكالم على المعنى المقصود منه‪ ,‬أي المعنى المتبادر إلى‬
‫الذهن‪ ,‬مثاله‪ :‬أحل هللا البيع وحرم الربا‬
‫‪ -2‬إشارة النص‪ :‬هي داللة الكالم على معنى غير مقصود أصال‪ ,‬إنما تكون داللة‬
‫النص باالشارة على معنى غير مقصود‪ ,‬لكنه مرتبط بالحكم األصلي المفهوم ألول‬
‫وهلة من النص‪ .‬مثاله‪ :‬أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم‪ ,‬فيستدل على جواز‬
‫االصباح جنب في حالة الصوم‬
‫‪ -3‬داللة النص‪ :‬هي داللة اللفظ من طريق مناط الحكم أو علته‪ ,‬المن طريق العبارة‬
‫أو االشارة‪ .‬مثاله‪ :‬فال تقل لهما أف وال تنهرهما‪ ,‬من باب أولى تحريم الشتم والضرب‬
‫ومنع الطعام وغير ذلك‬
‫‪ -4‬اقتضاء النص‪ :‬هو ما يدل عليه النص من طريق المعنى الذي ال يستقيم الكالم إال‬
‫بتقديره‪ ,‬مثاله‪ :‬واسأل القرية‪ ,‬فالمراد هنا إسأل أهل القرية‬
‫أحكام هذه الدالالت‪ :‬يثبت الحكم بهذه الدالالت على وجه اليقين والقطع إال إذا وجد ما‬
‫يصرفها إلى الظن كالتخصيص أو التأويل‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬مفهوم المخالفة‪:‬‬


‫المفهوم من النص نوعان‪ :‬مفهوم الموافقة ومفهوم المخالفة‬
‫مفهوم الموافقة‪ :‬داللة اللفظ على ثبوت حكم الشيء المذكور للمسكوت عنه‪,‬‬
‫الشتراكهما في علة الحكم‪ ,‬مثال‪ :‬فال تقل لهما أف‪ ,‬فمن باب أولى تحريم الضرب‬
‫مفهوم المخالفة‪ :‬هو داللة الكالم على نفي الحكم الثابت للشيء المذكور عن المسكوت‬
‫عنه‪ ,‬لعدم توافر قيد من قيود المنطوق‪ ,‬والقاعدة هنا خاصة عند الحنفية‪ :‬أال يؤخذ‬
‫بالحكم المستفاد من مدلول المخالفة‪.‬‬
‫هناك أنواع لمفهوم المخالفة‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الصفة‪ :‬هو داللة اللفظ المقيد بصفة على نفي الحكم عن الموصوف عند‬
‫انتفاء تلك الصفة‪ ,‬مثال‪ :‬أو دما مسفوحا‪ .‬فالمنطوق هو حرمة الدم المسفوح‪ ,‬ومفهوم‬
‫المخالفة إباحة الدم الغير مسفوح‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الشرط‪ :‬داللة اللفظ المتعلق فيه الحكم على شرط عدم انتفاء الحكم عند‬
‫انتفاء الشرط‬

You might also like