تلخيص كتاب الدكتور محمد فتح هللا اسطيري لمادة مدخل لدراسة الشريعة
اإلسالمية السداسية األولى
ملخص كتاب : لألستاذ محمد فتح هللا أسطيري شرعه هللا وسنه لعباده من األحكام عن طريق الوحي في العقائد الشريعة ما َّ والعبادات واألخالق والمعامالت والجنايات ونطم الحياة في شعبها المختلفة لتحقيق سعادتهم في الدنيا واآلخرة النصوص القطعية الداللة :هي النصوص الواضحة التي ال تحتمل إال معنى واحد وهي المحكمة التي أحكم الشرع معناها ومدلولها النصوص الظنية الداللة فهي التي تحتمل أكثر من معنى وتكون محط اجتهاد الفقهاء حسب ما تستدعيه حاجة المسلمين من مصالح الفقه علم مستنبط بالرأي من طرف الفقيه وهو عملية اجتهادية في نصوص الشريعة اإلسالمية الفرق بين الشريعة والقانون: -الشريعة من وحي هللا تعالى والقانون من وضع البشر -القوانين الوضعية عرضة للتغيير والشريعة من وحي هللا -الشريعة قامت أساسا على العقيدة واألخالق و القانون ال اعتبار فيه للفضائل واألخالق وال مجال للعقيدة -العقوبات على الجرائم التي يقترفها اإلنسان تختلف بين القانون والشريعة -القانون يختص بالزمان والمكان والشريعة عامة لجميع الخلق ولكل المجتمعات موضوعات الشريعة : -أحكام عقدية :اإليمان باهلل عز وجل (توحيد الربوبية ،توحيد األلوهية ،توحيد األسماء والصفات) اإليمان بالقدر -أحكام العبادات :الصالة ،الزكاة ،الصوم -أحكام أخالقية( :النفس األمارة بالسوء ،النفس اللوامة ،النفس المطمئنة) -أحكام تتعلق بنظام األسرة :الزواج ،اإلرث .. -أحكام المعامالت المالية :عالقات األفراد بغيرهم من الناحية المادية (عقود البيع ،تجارة ،رهن ،مداينة ،كفالة).. ، -أحكام جنائية -أحكام تتعلق بنظام الحكم -أحكام مالية واقتصادية -أحكام تتعلق بالعالقات الدولية الغاية من الشريعة اإلسالمية: -العلم بأحكام هللا تعالى التي شرعها لعباده ألن هللا ال يعبد بجهل -تحقيق العبودية هلل تعالى بهذه األحكام الشرائع السماوية السابقة: المراد بها الديانات التي أنزلها هللا تعالى على رسله السابقين ،وأشهر هذه الشرائع السماوية :شريعة التوراة ،شريعة اإلنجيل ،شريعة القرآن تتفق الشرائع السماوية في: -المصدر فهي منزلة من عند هللا تعالى -في الغاية فكل الشرائع السماوية جاءت لدعوة الناس إلى عقيدة التوحيد وهي عبادة هللا وحده -في الثواب والعقاب فمما جاءت به الشرائع أن اإلنسان يثاب حسب عمله ويعاقب حسب ما اقترف من الذنوب -في الدعوة إلى مكارم األخالق فكل الشرائع السماوية السابقة كانت ترمي إلى إصالح النفس والقيم األخالقية تختلف الشرائع السماوية في بعض التشريعات واألحكام: -غنائم الحرب -اآلصار واألغالل -التوبة -األطعمة األسس التي بنيت عليها أحكام الشريعة اإلسالمية :قامت الشريعة اإلسالمية على أساس اليسر في كل شئ ويتمثل في العوامل اآلتية: -رفع الحرج :فليس في التكاليف الشرعية شئ من الحرج والشدة وليس فيها ما يعسر على الناس وتضيق به صدورهم ،وقد تنتقل الشريعة اإلسالمية بالمكلف من العزيمة إلى الرخصة (العقيدة ،وسوسة النفس ،العبادات) -تقليل التكاليف:تميزت الشريعة بقلة التكاليف حتى يسهل على المكلفين بها االمتثال -التدرج في التشريع :فالتدرج من السنن الكونية الخصائص العامة للشريعة اإلسالمية: -1ربانية الشريعة اإلسالمية أي أنها من عند هللا تعالى -2الشريعة اإلسالمية موصوفة بالعصمة والكمال والخلود أي سالمتها من التغيير والتبديل والتحريف -3الشريعة اإلسالمية عامة وعالمية فهي وحي منزل للعالمين وأحكامها لكافة البشر مصادر الشريعة اإلسالمية ومقاصدها وقواعدها الفقهية: -1مصادر الشريعة اإلسالمية ومقاصدها :المراد بها األصول التي تستقي منها األحكام الشرعية سواء في مجال العقيدة أو العبادات أو المعامالت أو الجنايات ، -مصادر الشريعة النقلية األصلية :وهي الكتاب والسنة الناسخ والمنسوخ في الشريعة اإلسالمية: تعتبر معرفة الناسخ والمنسوخ من الركائز االجتهادية في الشريعة اإلسالمية إذ ال يفلح الفقيه المجتهد في اجتهاده إذا لم يعرف ويضبط النصوص المتقدمة من النصوص المتأخرة فقد يستنبط األحكام الشرعية من أحد النصوص ثم تكون منسوخة فيتبين أن استنباطه واجتهاده كان عبثا والنسخ هو الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لواله لكان ثابتا مع تراخيه عنه والنسخ إما يتعلق بنسخ الحكم والثالوة والرسم وإما أن تنسخ التالوة دون الحكم وإما أن ينسخ الحكم دون التالوة والنسخ إما أن يكون إلى بدل وهذا البدل إما أن يكون نسخا إلى بدل أخف أو نسخا إلى بدد أثقل أو نسخا إلى بدل مساو السنة عند المحدثين هي ما نقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة سواء كان ذاك فبل البعثة أو بعدها وهي بهذا ترادف الحديث وهم بذلك أرادوا الرسول القدوة اإلمام ومن ثم اعتبروا من السنة كل ما يتصل به صلى هللا عليه وسلم من سيرة وخلق وشمائل وأخبار وأقوال وأفعال أما األصوليين فعرفوا السنة على أنها كل ما نقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير وقد بنوا تعريفهم على اعتبار الرسول المشرع عن هللا تعالى الذي يضع للناس دستور حياتهم ومن ثم اعتنوا بأقواله وأفعاله وتقريراته التي تثبت األحكام الشرعية وتقررها وتضع القواعد للمجتهدين من بعده ،أما الفقهاء فعرفوا السنة على أنها كل ما ثبت عن النبي صدى هللا عليه وسلم من غير افتراض وال وجوب حجية السنة :السنة جزء ال يتجزأ من الوحي ولذلك تعتبر حجة شرعية يجب األخذ بها فيما تأمر به وتنهى عنه السنة أنواع ثالثة: -1السنة القولية وهي ما كان يصدر عن الرسول ص من أقوال في عدة مناسبات مختلفة وألغراض متنوعة ويطلق عليها مصطلح األحاديث النبوية -2السنة الفعلية أو العملية ويقصد بها ما كان يصدر عن النبي ص من أفعال وأعمال وتصرفات في عدة مناسبات -3السنة التقريرية :وهي أن يفعل أحد الصحابة فعال فيقره عليه الرسول ص ويوافقه عليه إما بالسكوت وإما بالقول تقسيم السنة من حيث النقل والسند: أي باعتبار وصولها إلينا وقد قسمها العلماءإلى قسمين : -1السنة المتواترة :وهي يرويها جماعة عن جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب وشروط السنة المتواترة: * وجود عدد الرواة السابق في جميع طبقات السند * وجود عدد الرواة السابق في جميع طبقات السند * أن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب * أن يكون مستند خبرهم السمع أو الرؤية والسنة المتواترة تنقسم إلى قسمين: * السنة المتواترة اللفظية وهي التي تواتر لفظها * السنة المتواترة المعنوية وهي التي تواتر معناها دون لفظها -2سنة اآلحاد :وهي التي لم يجتمع فيها شروط السنة المتواترة وتنقسم سنة اآلحاد بالنسبة إلى عدد طرقها إلى ثالثة أنواع :خبر مشهور ،خبر عزيز ،خبر غريب الخبر المشهور :هو ما رواه ثالثة فأكثر في كل طبقة ما لم يبلغ حد التواتر الخبر العزيز :هو ما كان عدد رواته اثنين في جميع طبقات السند الخبر الغريب :هو ما ينفرد بروايته راو واحد إما في كل طبقات السند أو في بعضها كما تنقسم سنة اآلحاد بالنسبة إلى قوتها وضعفها إلى قسمين: -خبر مقبول وهو ما يرجح صدق المخبر به وحكمه وجوب االحتجاج والعمل به وينقسم إلى قسمين هما الحديث الصحيح والحديث الحسن -خبر مردود وهو ما لم يترجح صدق المخبر به حكمه عدم العمل واالحتجاج به الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من بداية السند إلى منتهاه من غير شذوذ وال علة وبالتالي فشروط الحديث الصحيح هي : -اتصال السند أي أن يأخذ كل راو عمن فوقه مباشرة -العدالة أي أن يكون الراوي مسلما ،بالغا ،عاقال ،غير فاسق ،وغير متصف بخوارم المروءة -الضبط والمراد به ضبط الصدر أو ضبط الكتابة -عدم الشذوذ والمراد به مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه -عدم العلة وهي سبب غامض يقدح في صحة الحديث الحديث الحسن :هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله ،من بداية السند إلى منتهاه من غير شذوذ وال علة وحكمه كالحديث الصحيح الخبر المردود : أسباب رد الحديث كثيرة لكنها ترجع عامة إلى أحد سببين رئيسيين هما :سقط من اإلسناد وطعن في الراوي الحديث الضعيف :هو ما لم يجمع صفة الصحيح وال الحسن بفقد شرط من شروطه وهو أنواع :الضعيف ،الضعيف جدا ،الواهي ،المنكر ،وشر أنواعه الموضوع وقد جوز بعض العلماء رواية األحاديث الضعيفة -دون الموضوعية -وقيدوها بشرطين هما : -أال تتعلق بالعقائد كصفات هللا تعالى -أال تكون في بيان األحكام الشرعية مما يتعلق بالحالل والحرام وجوزوا روايتها في المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك وقد اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف والذي عليه العلماء أنه يستحب العمل به في فضائل األعمال ولكن بشروط ثالثة: -1أن يكون الضعف غير شديد -2أن يدخل الحديث تحت أصل معمول به -3أال يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد االحتياط الحديث المعلق :إذا سقط را ٍو فأكثر من مبدأ إسناده سمي الحديث عند المحدثين معلقا ً وحكمه أنه ال يجب العمل به ألنه فقد شرطا من شروط القبول وهو اتصال السند مع عدم العلم بحال المحذوف الحديث المرسل :إذا سقط را ٍو فأكثر من آخر السند سمي الحديث مرسال الحديث الموضوع :إذا كان سبب الطعن في الحديث هو كذب الراوي سمي الحديث موضوعا (الكذب المصنوع المنسوب إلى رسول هللا ص) نصوص السنة على ثالثة أقسام: -1ما كان مؤيدا ألحكام القرآن موافقا له من حيث اإلجمال والتفصيل -2ما كان مبينا ألحكام القرآن من تفصيل مجمل وتخصيص عام وتقييد مطلق -3اإلضافة أي إضافة السنة حكما جديدا سكت عنه القرآن مصادر الشريعة االجتهادية التبعية: سميت اجتهادية ألنها تعتمد على عملية االجتهاد ألن الفقيه يبحر بعقله في نصوص الشريعة العامة ليستخرج منها الجزئيات التي يمكن أن تنطبق على النازلة التي لم يرد فيها نص معين ،وسميت تبعية لكونها ترجع إلى المصادر النقلية فهي تابعة لها وليست مصادر ذاتية فاالجتهاد ال يمكن أن يكون من فراغ بل البد أن يكون له مستند من نص عام أو مقصد من مقاصد الشريعة التي تهدف إلى دفع المفاسد وجلب المصالح لألمة اإلسالمية وتنقسم مصادر الشريعة االجتهادية إلى مطالب : -1اإلجماع وهو المصدر الثالث من مصادر التشريع اإلسالمي وهو أول مصدر أصله الصحابة رضي هللا عنهم ،واإلجماع اصطالحا هو اتفاق مجتهدي األمة اإلسالمية بعد وفاة الرسول ص في عصر من العصور على حكم شرعي وقد ذهب جمهور العلماء على أن اإلجماع حجة وأصل من أصول التشريع اإلسالمي ومصدر من مصادر الشريعة اإلسالمية المراد بمستند اإلجماع الدليل الذي يعتمد عليه المجتهدون فيما أجمعوا عليه -2أقوال الصحابة رضي هللا عنهم: تعريف الصحابي: عند المحدثين :من صحب النبي ص من المسلمين أو رآه ولو ساعة من نهار عند علماء األصول :ينبغي أن يجتمع فيه أمران أحدهما أن يطيل مجالسة رسول هللا ص واآلخر أن يطيل المكث معه على طريق التبع له واألخذ عنه واالتباع له والخالصة التي يمكن أن نتوصل إليها أن معنى الصحابي يطلق على من لقي النبي ص وآمن به ومات على ذلك سواء الزمه أو لم يالزمه الطرق التي يعرف بها الصحابي: -أن يثبت بطرق التواتر أنه صحابي -أن يثبت بطريق االستفاضة والشهرة القاصرة عن حد التواثر -إخبار بعض الصحابة أنه صحابي -أن يخبر عن نفسه أنه صحابي إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة للنبي ص -3القياس :هو إلحاق صورة مجهولة الحكم بصورة معلومة الحكم ألجل أمر جامع بينهما يقتضي ذلك الحكم للقياس أربعة أركان : -أصل مقيس عليه وهو الذي ثبت به النص -وفرع هو الذي أريد إلحاقه باألصل في الحكم -وعلة هي الوصف المنضبط الذي بني عليه حكم األصل ووجد في الفرع -وحكم هو الذي ثبت لألصل وأعطي للفرع -4االستحسان :تعددت تعاريف العلماء -االستحسان هو القول بأقوى الدليلين -هو ترك حكم إلى حكم هو أولى منه -هو ترك القياس في مسألة ما ،واألخذ بما هو أوفق للناس -5المصلحة المرسلة :هي المصلحة التي لم يدل دليل خاص على اعتبارها أو إلغائها ،وسميت مرسلة أي مطلقة غير محدودة بدليل معين أو حالة معينة فهي تدخل تحت األدلة العامة التي تنطبق على مثيالتها شروط العمل بالمصلحة المرسلة : -أن تنضوي تحت عموم نص شرعي أو مقصد شرعي بحيث ال تتنافى مع النص الشرعي وإال كانت ملغاة -أن تكون مصلحة عامة وليست خاصة بحيث تحقق النفع ألكبر عدد في المجتمع -أن تكون مصلحة معقولة في ذاتها ،ال تعبدية ألن األمور التعبدية ال اجتهاد فيها وال تعلل وال يدخلها قياس -أن يكون حاصل المصلحة المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري شرعا ،أو رفع حرج في الدين ،أي اندراجها تحت المقاصد الشرعية سواء كانت ضرورية أم حاجية. -6سد الذريعة :الذريعة هي كل ما يفضي إلى مصلحة أو مفسدة فإذا كانت تؤدي إلى الحرام أو إلى المفسدة وجب سدها واجتنابها ولو كانت في الظاهر مباحة وجائزة ،وإذا كانت تؤدي إلى مصلحة أو إلى حالل وجب فتح بابها والعمل بها والشريعة اإلسالمية كما منعت ما فيه مفسدة بداية ،منعت كذلك ما فيه مفسدة نهاية وهذا ما يسمى بسد الذرائع أو اعتبار المآالت. -7العرف :ما تعارفه الناس واعتادوه وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك، والعرف يرادف العادة عند أغلب األصوليين . ويقسم العرف إلى قسمين -1 :عرف فاسد - 2 ،عرف صحيح -8االستصحاب :وهو أن ما ثبت في الزمن الماضي فاألصل بقاؤه في الزمن المستقبل أي الحكم على الشئ بالحال التي كان عليها من قبل حتى يقوم دليل على تغيير تلك الحال ،وهو نوعان -استصحاب حكم العقل باإلباحة أو البراءة األصلية عند عدم وجود الدليل على خالفه فاألصل في األشياء اإلباحة /واألصل في الذمة البراءة -استصحاب حكم شرعي ثبت بالدليل ولم يقم دليل على تغييره ،فاليقين ال يزول بالشك /األصل بقاء ما كان على ما كان حتى يثبت خالفه -9مقاصد الشريعة :المقاصد في الشريعة اآلسالمية هي جلب المصالح ودرء المفاسد عن األمة ،فالغاية من المقاصد الشرعية هي تحقيق مصلحة أو دفع مفسدة وعن طريقهما يحقق اإلنسان عبوديته هلل تعالى ،والمقاصد ثالثة أنواع :مقاصد ضرورية ،ومقاصد حاجية ،ومقاصد تحسينية. -المقاصد الضرورية هي التي تقوم على مصالح الناس في دينهم ودنياهم ،بحيث إذا انعدمت اختل النظام العام في حياة األمة وعمت الفوضى واضطربت األمور وانتشر الفساد ،وهي خمسة ؛ حفظ الدين ،وحفظ النفس ،وحفظ النسل ،وحفظ المال ،وحفظ العقل ،فقد حافظت الشريعة على هذه الضروريات من ناحيتين: تحققها وإيجادها وإقامتها ومن حيث بقاؤها واستمرارها. -المقاصد الحاجية :هي التي يحتاج إليها الناس لرفع المشقة ودفع الحرج عنهم، بتخفف أعباء التكليف عنهم وتسهيل سبل حياتهم -المقاصد التحسينية :المراد بها األخذ بما يليق من محاسن العادات ومكارم األخالق وتجنب ما تأباه النفوس الكريمة وتألفه العقول الراجحة ويتنافى مع مقتضيات المروءة والكرامة اإلنسانية. القواعد الفقهية: المراد بالقاعدة في اللسان العربي أساس الشئ وأصله الذي يبنى عليه ،وبالتالي فالقواعد الفقهية هي األسس واألصول التي تبنى عليها فروع الشريعة اإلسالمية القاعدة إذن هي حكم كلي متصف باإليجاز في صياغته مع استيعابه لمعظم جزئياته ومعنى الحكم هنا إما خطاب المشرع وهذا الخطاب إما يكون مباشرة وهو نص القرآن الكريم أو بواسطة وهو نص السنة المطهرة أو عن طريق الكشف عن الحكم ودليله وهذا يدخل في العمل االجتهادي الذي يكون بواسطة اإلجماع أو القياس أو االستحسان أو المصالح المرسلة وغيرها من المصادر التبعية االجتهادية أو عن طريق مقاصد الشريعة التي تقوم أساسا على جلب المصالح ودفع المفاسد. وإما أن يراد بالحكم األثر الذي يقتضيه خطاب المشرع من الوجوب والحرمة واإلباحة وغيرها من األحكام الشرعية وهذه األحكام أخذت أيضا ً من الدليل. وعليه فإن القاعدة الفقهية هي حكم شرعي يستند إلى نص شرعي (فكل هذه المعاني تتضمنها كلمة حكم) أما معنى كلي أي أنها تضم جزئيات كثيرة جعلها تتصف بالكلية أما جملة "متصف باإليجاز في صياغته" فمعناها أن القاعدة الفقهية تصاغ في نصوص موجزة ونقصد بمعظم الجزئيات أي أن أحكامها توصف باألغلبية إذ قد تستثنى منها بعض األحكام خصائص القاعدة الفقهية: الخاصية األولى :القاعدة الفقهية تعتمد على مستند شرعي الخاصية الثانية :تتميز القاعدة الفقهية بالكلية والعموم والشمول أي أنها تأتي بلفظ عام محكم ليستوعب ويحتضن كل ما يدخل تحتها من جزئيات الخاصية الثالثة :اتصافها باإليجاز في صياغتها الخاصية الرابعة :االستيعاب لمعظم الجزئيات الفقهية مصادر القاعدة الفقهية: القواعد الفقهية إما أن يكون مصدرها دليال نقليا أو دليال اجتهاديا -1قواعد فقهية مصدرها دليل نقلي: -القواعد الفقهية التي مصدرها صريح النص :وهي إما أن تؤخذ من صريح لفظه وإما أن تستشف من معناه عن طريق االستنباط -القواعد التي مصدرها االستنباط من النص -2قواعد فقهية مصدرها دليل عقلي :وهو الذي يكشف عن الحكم الشرعي بواسطة االجتهاد ،هذا االجتهاد يكون طريقه القياس وسد الذرائع واالستصحاب والعرف وغيرها الفرق بين القاعدة الفقهية والضابط الفقهي: يقول السيوطي القاعدة تجمع فروعا من أبواب شتى والضابط يجمع فروع بال واحد وعليه فإن الضابط الفقهي أخص والقاعدة الفقهية أعم من حيث استيعاب الفروع الفقهية ،فقد تشمل القاعدة الفقهية الواحدة مجال العبادات والمعامالت والجنايات بخالف الضابط الفقهي فإنه يتعلق بباب من أبواب العبادات أو المعامالت أو الجنايات فمثال قاعدة "الضر يزال" تشمل إزالة الضرر في العقيدة والعبادة والمعامالت والجنايات أما الضابط فال يشمل هذا كله مثال "كل ما يعتبر في سجود الصالة يعتبر في سجود التالوة" فهذا خاص بباب الصالة فقط. الفرق بين القاعدة الفقهية والنظرية الفقهية: النظرية الفقهية هي عبارة عن تجميع لشتات من المعلومات ودراستها ثم إدخالها تحت فكرة واحدة كنظرية السبب مثال ونظرية الضمان ونظرية العقد ونظرية الغلط وهكذا ..لكن القاعدة الفقهية أشمل من النظرية إذ قد يدخل في القاعدة الفقهية عدة نظريات فقهية ،فالنظرية الفقهية ما هي إال جزئية من الجزئيات الفقهية التي تضمها القاعدة الفقهية الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية :القاعدة األصولية تخدم القاعدة الفقهية ،فالقاعدة األصولية تعبد الطريق للفقيه إليجاد القاعدة الفقهية ،ويستعين بمنهج القاعدة األصولية على فهم النصوص وما تدل عليه ،وعلى ترجيح ما هو راجح مما هو مرجوح ،وبها أيضا ً يدرك الناسخ من المنسوخ من األحكام ،فال يدخل في فروع القاعدة الفقهية إال الناسخ دون المنسوخ.