Professional Documents
Culture Documents
الشريعة ما شَّر عه هللا وسنه لعباده من األحكام عن طريق الوحي في العقائد والعبادات واألخالق
والمعامالت والجنايات ونطم الحياة في شعبها المختلفة لتحقيق سعادتهم في الدنيا واآلخرة
النصوص القطعية الداللة :هي النصوص الواضحة التي ال تحتمل إال معنى واحد وهي المحكمة التي
أحكم الشرع معناها ومدلولها
النصوص الظنية الداللة فهي التي تحتمل أكثر من معنى وتكون محط اجتهاد الفقهاء حسب ما تستدعيه
حاجة المسلمين من مصالح
الفقه علم مستنبط بالرأي من طرف الفقيه وهو عملية اجتهادية في نصوص الشريعة اإلسالمية
األسس التي بنيت عليها أحكام الشريعة اإلسالمية :قامت الشريعة اإلسالمية على أساس اليسر في كل
شئ ويتمثل في العوامل اآلتية:
-رفع الحرج :فليس في التكاليف الشرعية شئ من الحرج والشدة وليس فيها ما يعسر على الناس
وتضيق به صدورهم ،وقد تنتقل الشريعة اإلسالمية بالمكلف من العزيمة إلى الرخصة (العقيدة ،وسوسة
النفس ،العبادات)
-تقليل التكاليف:تميزت الشريعة بقلة التكاليف حتى يسهل على المكلفين بها االمتثال
-التدرج في التشريع :فالتدرج من السنن الكونية
السنة عند المحدثين هي ما نقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية
أو خلقية أو سيرة سواء كان ذاك فبل البعثة أو بعدها وهي بهذا ترادف الحديث وهم بذلك أرادوا الرسول
القدوة اإلمام ومن ثم اعتبروا من السنة كل ما يتصل به صلى هللا عليه وسلم من سيرة وخلق وشمائل
وأخبار وأقوال وأفعال أما األصوليين فعرفوا السنة على أنها كل ما نقل عن النبي صلى هللا عليه وسلم
من قول أو فعل أو تقرير وقد بنوا تعريفهم على اعتبار الرسول المشرع عن هللا تعالى الذي يضع للناس
دستور حياتهم ومن ثم اعتنوا بأقواله وأفعاله وتقريراته التي تثبت األحكام الشرعية وتقررها وتضع
القواعد للمجتهدين من بعده ،أما الفقهاء فعرفوا السنة على أنها كل ما ثبت عن النبي صدى هللا عليه
وسلم من غير افتراض وال وجوب
حجية السنة :السنة جزء ال يتجزأ من الوحي ولذلك تعتبر حجة شرعية يجب األخذ بها فيما تأمر به
وتنهى عنه
السنة أنواع ثالثة:
- 1السنة القولية وهي ما كان يصدر عن الرسول ص من أقوال في عدة مناسبات مختلفة وألغراض
متنوعة ويطلق عليها مصطلح األحاديث النبوية
- 2السنة الفعلية أو العملية ويقصد بها ما كان يصدر عن النبي ص من أفعال وأعمال وتصرفات في
عدة مناسبات
- 3السنة التقريرية :وهي أن يفعل أحد الصحابة فعال فيقره عليه الرسول ص ويوافقه عليه إما
بالسكوت وإما بالقول
الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من بداية السند إلى منتهاه من غير
شذوذ وال علة وبالتالي فشروط الحديث الصحيح هي :
-اتصال السند أي أن يأخذ كل راو عمن فوقه مباشرة
-العدالة أي أن يكون الراوي مسلما ،بالغا ،عاقال ،غير فاسق ،وغير متصف بخوارم المروءة
-الضبط والمراد به ضبط الصدر أو ضبط الكتابة
-عدم الشذوذ والمراد به مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه
-عدم العلة وهي سبب غامض يقدح في صحة الحديث
الحديث الحسن :هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله ،من بداية السند إلى منتهاه
من غير شذوذ وال علة وحكمه كالحديث الصحيح
الحديث الضعيف :هو ما لم يجمع صفة الصحيح وال الحسن بفقد شرط من شروطه وهو أنواع:
الضعيف ،الضعيف جدا ،الواهي ،المنكر ،وشر أنواعه الموضوع
وقد جوز بعض العلماء رواية األحاديث الضعيفة -دون الموضوعية -وقيدوها بشرطين هما :
-أال تتعلق بالعقائد كصفات هللا تعالى
-أال تكون في بيان األحكام الشرعية مما يتعلق بالحالل والحرام
وجوزوا روايتها في المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك
وقد اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف والذي عليه العلماء أنه يستحب العمل به في فضائل
األعمال ولكن بشروط ثالثة:
-1أن يكون الضعف غير شديد
-2أن يدخل الحديث تحت أصل معمول به
-3أال يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد االحتياط
الحديث المعلق :إذا سقط راٍو فأكثر من مبدأ إسناده سمي الحديث عند المحدثين معلقًا وحكمه أنه ال
يجب العمل به ألنه فقد شرطا من شروط القبول وهو اتصال السند مع عدم العلم بحال المحذوف
الحديث المرسل :إذا سقط راٍو فأكثر من آخر السند سمي الحديث مرسال
الحديث الموضوع :إذا كان سبب الطعن في الحديث هو كذب الراوي سمي الحديث موضوعا (الكذب
المصنوع المنسوب إلى رسول هللا ص)
- 3القياس :هو إلحاق صورة مجهولة الحكم بصورة معلومة الحكم ألجل أمر جامع بينهما يقتضي ذلك
الحكم
للقياس أربعة أركان :
-أصل مقيس عليه وهو الذي ثبت به النص
-وفرع هو الذي أريد إلحاقه باألصل في الحكم
-وعلة هي الوصف المنضبط الذي بني عليه حكم األصل ووجد في الفرع
-وحكم هو الذي ثبت لألصل وأعطي للفرع
- 5المصلحة المرسلة :هي المصلحة التي لم يدل دليل خاص على اعتبارها أو إلغائها ،وسميت مرسلة
أي مطلقة غير محدودة بدليل معين أو حالة معينة فهي تدخل تحت األدلة العامة التي تنطبق على
مثيالتها
شروط العمل بالمصلحة المرسلة :
-أن تنضوي تحت عموم نص شرعي أو مقصد شرعي بحيث ال تتنافى مع النص الشرعي وإال كانت
ملغاة
-أن تكون مصلحة عامة وليست خاصة بحيث تحقق النفع ألكبر عدد في المجتمع
-أن تكون مصلحة معقولة في ذاتها ،ال تعبدية ألن األمور التعبدية ال اجتهاد فيها وال تعلل وال يدخلها
قياس
-أن يكون حاصل المصلحة المرسلة يرجع إلى حفظ أمر ضروري شرعا ،أو رفع حرج في الدين ،أي
اندراجها تحت المقاصد الشرعية سواء كانت ضرورية أم حاجية.
- 6سد الذريعة :الذريعة هي كل ما يفضي إلى مصلحة أو مفسدة فإذا كانت تؤدي إلى الحرام أو إلى
المفسدة وجب سدها واجتنابها ولو كانت في الظاهر مباحة وجائزة ،وإذا كانت تؤدي إلى مصلحة أو إلى
حالل وجب فتح بابها والعمل بها
والشريعة اإلسالمية كما منعت ما فيه مفسدة بداية ،منعت كذلك ما فيه مفسدة نهاية وهذا ما يسمى بسد
الذرائع أو اعتبار المآالت.
- 7العرف :ما تعارفه الناس واعتادوه وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك ،والعرف يرادف العادة عند
أغلب األصوليين .
ويقسم العرف إلى قسمين -1 :عرف فاسد - 2 ،عرف صحيح
- 8االستصحاب :وهو أن ما ثبت في الزمن الماضي فاألصل بقاؤه في الزمن المستقبل أي الحكم على
الشئ بالحال التي كان عليها من قبل حتى يقوم دليل على تغيير تلك الحال ،وهو نوعان
-استصحاب حكم العقل باإلباحة أو البراءة األصلية عند عدم وجود الدليل على خالفه
فاألصل في األشياء اإلباحة /واألصل في الذمة البراءة
-استصحاب حكم شرعي ثبت بالدليل ولم يقم دليل على تغييره ،فاليقين ال يزول بالشك /األصل بقاء ما
كان على ما كان حتى يثبت خالفه
- 9مقاصد الشريعة :المقاصد في الشريعة اآلسالمية هي جلب المصالح ودرء المفاسد عن األمة،
فالغاية من المقاصد الشرعية هي تحقيق مصلحة أو دفع مفسدة وعن طريقهما يحقق اإلنسان عبوديته
هلل تعالى ،والمقاصد ثالثة أنواع :مقاصد ضرورية ،ومقاصد حاجية ،ومقاصد تحسينية.
-المقاصد الضرورية هي التي تقوم على مصالح الناس في دينهم ودنياهم ،بحيث إذا انعدمت اختل
النظام العام في حياة األمة وعمت الفوضى واضطربت األمور وانتشر الفساد ،وهي خمسة ؛ حفظ الدين،
وحفظ النفس ،وحفظ النسل ،وحفظ المال ،وحفظ العقل ،فقد حافظت الشريعة على هذه الضروريات من
ناحيتين :تحققها وإيجادها وإقامتها ومن حيث بقاؤها واستمرارها.
-المقاصد الحاجية :هي التي يحتاج إليها الناس لرفع المشقة ودفع الحرج عنهم ،بتخفف أعباء التكليف
عنهم وتسهيل سبل حياتهم
-المقاصد التحسينية :المراد بها األخذ بما يليق من محاسن العادات ومكارم األخالق وتجنب ما تأباه
النفوس الكريمة وتألفه العقول الراجحة ويتنافى مع مقتضيات المروءة والكرامة اإلنسانية.
القواعد الفقهية:
المراد بالقاعدة في اللسان العربي أساس الشئ وأصله الذي يبنى عليه ،وبالتالي فالقواعد الفقهية هي
األسس واألصول التي تبنى عليها فروع الشريعة اإلسالمية
القاعدة إذن هي حكم كلي متصف باإليجاز في صياغته مع استيعابه لمعظم جزئياته
ومعنى الحكم هنا إما خطاب المشرع وهذا الخطاب إما يكون مباشرة وهو نص القرآن الكريم أو بواسطة
وهو نص السنة المطهرة أو عن طريق الكشف عن الحكم ودليله وهذا يدخل في العمل االجتهادي الذي
يكون بواسطة اإلجماع أو القياس أو االستحسان أو المصالح المرسلة وغيرها من المصادر التبعية
االجتهادية أو عن طريق مقاصد الشريعة التي تقوم أساسا على جلب المصالح ودفع المفاسد.
وإما أن يراد بالحكم األثر الذي يقتضيه خطاب المشرع من الوجوب والحرمة واإلباحة وغيرها من
األحكام الشرعية وهذه األحكام أخذت أيضًا من الدليل.
وعليه فإن القاعدة الفقهية هي حكم شرعي يستند إلى نص شرعي (فكل هذه المعاني تتضمنها كلمة
حكم)
أما معنى كلي أي أنها تضم جزئيات كثيرة جعلها تتصف بالكلية
أما جملة "متصف باإليجاز في صياغته" فمعناها أن القاعدة الفقهية تصاغ في نصوص موجزة
ونقصد بمعظم الجزئيات أي أن أحكامها توصف باألغلبية إذ قد تستثنى منها بعض األحكام
الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية :القاعدة األصولية تخدم القاعدة الفقهية ،فالقاعدة
األصولية تعبد الطريق للفقيه إليجاد القاعدة الفقهية ،ويستعين بمنهج القاعدة األصولية على فهم
النصوص وما تدل عليه ،وعلى ترجيح ما هو راجح مما هو مرجوح ،وبها أيضًا يدرك الناسخ من
المنسوخ من األحكام ،فال يدخل في فروع القاعدة الفقهية إال الناسخ دون المنسوخ.