Professional Documents
Culture Documents
:اصول الشريعة المقطوع بصحتها ونذكر من ذلك على سبيل التمثيل ال الحصر ما يلي
ج – من اصول الشريعة المقطوع بصحتها رفع الحرج عن الناس وارادة اليسر بهم ودفع العسر عنهم ,قال
تعالى ( :يريد هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر ) وقال تعالى (يريد هللا أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا)
وقال عز وجل (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وال شك ان رفع الحرج عن الناس وارادة اليسر بالعباد
.والتخفيف عنهم كل ذلك من مظاهر رعاية المصلحة قي التشريع االسالمي
د – تشريع الرخص بالنسبة لذوي االعذار كالمرضى والمسافرين والمضطرين والمكرهين ,على وجه بارز
من وجوه رعاية المصلحة وعدم ارهاق الناس ,فالمريض يفطر في رمضان ,وكذا المسافر والمكره على
كلمة الكفر ال يكفر بقولها ,والمضطر يباح له تناول المحرمات من مطعوم او مشروب الن الضرورات تبيح
...المحظورات
هـ -وتشريع االحكام في عصر النبي صلى هللا عليه وسلم اخذ بنهج التدرج فلم تأت احكامه دفعة واحدة وانما
جاءت متدرجة من حيث زمان تشريعها ,ومن حيث انواعها رعاية لمصالح العباد ورفع المشقة عنهم ,
.وترويضهم على تقبل االحكام شيئا فشيئا
بين الشريعة والقوانين الوضعية – 4
واذا كانت الشريعة االسالمية قد راعت بجميع احكامها مصالح العباد وان القوانين الوضعية من اسس
وضعها مراعاة مصالح الناس ,فان بين االثنين مع ذلك فرقين جوهريين ال يجوز اغفالهما
االول :ان القوانين الوضعية ال تهتم اال بمصالح الناس في الدنيا وال يمتد نظرها الى ما وراء هذه
الحياة .اما الشريعة االسالمية فهي تنظر الى مصالح العباد في االخرة – وهي الظفر بنعيم الجنة والنجاة من
النار – هي االهم واالكثر رعاية في السريعة االسالمية النها هي الباقية اما مصالح الدنيا bjhikhohعذاب
.فهي الفانية وشتان بين ما يفنى وما يبقى
الثاني :ان القوانين الوضعية قاصرة عن تحقيق المصالح على الوجه االكمل المطلوب الن واضعها
بشر والبشر ال ينفك عن الجهل والهوى ونقص االدراك ,فقد يرى ما هو مفسدة مصلحة وما هو مصلحة
مفسدة فيشرع من االحكام ما يفوت المصلحة وبجلب المفسدة ,وقد يدرك المصلحة ولكن ما يشرعه من احكام
يقصر عن تحصيلها ,وسر المسالة ان صفات الصانع تظهر على صنعته ومصنوعه ,وحيث ان االنسان مهما
يكمل فهو ناقص ومهما يصف فهو ال يخلو من هوى ومهما يؤت من علم فهو قليل فان هذه الصفات تنعكس
على ما يشرعه ....اما شريعة االسالم فهي من صنع هللا جل جالله مبرأ من كل نقص فله الكمال المطلق ,
فما يشرعه من احكام ياتي مبرأ من النقص والهوى ,صالحا للعباد ,محققا لهم الخير والفالح ,النه من صنع
.هللا العظيم بما يصلح لعباده ( اال يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
المصلحة دليل من ادلة االحكام 5 -
والشريعة في منهجها قي التشريع وبناء االحكام على المصلحة ,قد دلت على ان رعاية مصالح الناس دليل
من ادلة استنباط االحكام ,وهذا ما فهمه علماء االسالم فجعلوا المصلحة اصال من اصول استنباط االحكام
فكل مصلحة تظهر وليس لها حكم في الشريعة فان الشريعة االسالمية تاذن للمجتهدين بتشريع الحكم المالئم
لتحقيقها وعلى هذا االساس سار فقهاء الصحابة الكرام في استنباط االحكام دون انكار فيكون ما ذهبوا اليه
اجماعا سكوتيا واالجماع حجة ...فابو بكر رضي هللا عنه جمع القران لما راى المصلحة في ذلك ,وعمر بن
الخطاب رضي هللا عنه راى قتل الجماعة بالواحد ,واتخذ السجن ,ودون الدواوين ,وقاسم الوالة في اموالهم
التي اكتسبوها بجاه السلطة وجعلها لبيت المال وعلي رضي هللا عنه قال في تضمين الصناع ما يهلك في
ايديهم من اموال الناس ( ال يصلح الناس اال ذاك) الى غير ذلك من اجتهادات الصحابة المبينة على المصلحة
.