You are on page 1of 3

‫الفوج‪01:‬‬ ‫االسم واللقب عبدالرحيم ثابت‬

‫قسم‪:‬الشريعة‬ ‫العنوان ‪:‬مراحل التشريعات في العهد النبوي‬


‫مرحلة التشريعية في عصر النبوي ‪:‬‬
‫الفترة األولى‪ :1‬مدة وجود الرسول بمكة‪ :‬وهي "‪ "١٢‬سنة وبضعة أشهر من بعثته‬
‫إلى حين هجرته‪ ،‬في هذه الفترة كان المسلمون أفرادا قالئل مستضعفين لم تتكون منهم‬
‫أمة ولم تكن لهم شئون دولة‪ ،‬وكان هم الرسول فيها بث الدعوة إلى توحيد هللا وترك‬
‫الناس عبادةاألوثان‪ ،‬واألصنام واتقاء أذى الذين وقفوا في سبيل دعوته وأمعنوا في كيده‬
‫وكيد من آمن به‪ ،‬لم يوجد في هذه الفترة مجال‪ ،‬وال داع إلى التشريع العملي وسن‬
‫القوانين المدنية والتجارية ونحوها‪ ،‬ولهذا لم توجد في السور المكية بالقرآن مثل‪:‬‬
‫يونس‪ ،‬والرعد‪ ،‬والفرقان‪ ،‬ويس‪ ،‬والحديد آية من آيات األحكام العملية‪ ،‬وأكثر آياتها‬
‫‪.‬خاص بالعقيدة‪ ،‬والخلق والعبر من سير الماضين‬
‫الفترة الثانية‪ :2‬مدة وجود الرسول بالمدينة‪ ،‬وهي عشر سنوات بالتقريب من تاريخ‬
‫هجرته إلى تاريخ وفاته‪،‬حيث استقرت العقيدة اإلسالمية في نفوس نفرمن المهاجرين‬
‫األنصار‪ ،‬وتكونت النواة األولى للمجتمع اإلسالمي‪ ،‬واتخذت المدينة مستقرا لها‪ ،‬فبدأت‬
‫الدعوة في طور عملي تنظيمي جديد‪ ،‬واتجه التشريع إلى بناء األمة وتحديد عالقاتها ‪،‬‬
‫وتناول هذا التشريع بقية العبادات وهي األركان العملية كالزكاة والصوم والحج وتناول‬
‫شئون التعامل‪ ،‬فأحل هللا البيع‪ ،‬وحرم الربا؛ وبيَّن ما يجب في المداينة من كتابة أو‬
‫إشهاد‪ ،‬وما يكون من أداء أو إمهال‪ ،‬وأرشد إلى التجارة‪ ،‬ونهى عن أكل األموال‬
‫بالباطل وتناول نظام األسرة في النكاح‪ .،‬وتناول مشروعية القتال‪ ،‬وفرضية الجهاد‪،‬‬
‫وما يتبع ذلك من عهود‪،‬أوغنيمة‪ ،‬وتناول العقوبات على الجرائم الكبرى‪ ،‬صيانة‬
‫‪.‬للحقوق اإلنسانية العامة التي جاءت بها الملل جميعا‪:‬كالحفظ النفس والعقل وغيرها‬
‫‪:‬مصادر للتشريع في هذا العهد‬
‫كان للتشريع في عهد الرسول مصدران‪ Q:‬الوحي اإللهي‪ ،‬واجتهاد الرسول نفسه‪ ،‬فإذا‬
‫طرأ ما يقتضي تشريعا من خصومة أو واقعة أو سؤال أو استفتاء أوحى هللا إلى رسوله‬
‫بآية أو آيات فيها حكم ما أري معرفة حكمه‪ ،‬وبلغ الرسول المسلمين ما أوحي إليه وكان‬
‫قانونا واجبا اتباعه‪ ،‬وإذا طرأ ما يقتضي تشريعا‪ ،‬ولم يوح هللا إلى الرسول بآيات تبين‬
‫الحكم اجتهد الرسول في تعرفه الحكم ‪ ،‬وكان ما صدر عن اجتهاده قانونا واجبا اتباعه‬
‫‪1‬‬

‫اريخ التشريع اإلسالمي لمناع بن خليل القطان (ت ‪١٤٢٠‬هـ)دن مكتبة وهبة ط ‪ 5‬ص‪50‬‬ ‫‪2‬‬
‫مع قانون الوحي اإللهي‪،‬والمصدرالثاني هو االجتهاد النبوي تارة تعبيرً ا عن إلهام‬
‫إلهي‪ ،‬أي أن الرسول إذا أخذ في اإلجهاد ألهمه هللا حكم ما أراد معرفة حكمه‪ ،‬وتارة‬
‫ً‬
‫استنباط ا واستمدادا للحكم بما تهدي إليه المصلحة وروح التشريع‪ ،‬واألحكام‬
‫االجتهادية التي يلهم هللا بها الرسول هي أحكام إلهية ليس للرسول فيها إال التعبير‬
‫عنها بقوله أو فعله‪ ،‬واألحكام االجتهادية التي لم يلهم هللا بها الرسول بل صدرت عن‬
‫‪.‬بحثه‪ ،‬ونظره هي أحكام نبوية بمعانيها وعباراتها‬
‫‪:‬طريقة التشريعية في هذا العهد‪1‬‬

‫الطريق التي اتبعها الرسول في الرجوع إلى مصادر التشريع‪ ،‬هي أنه كان إذا‬
‫طرأت حاجة إلى تشريع ينتظر وحي هللا بآية أو آيات فيها حكمه‪ ،‬فإن لم يوح إليه‬
‫علمه هللا وكل التشريع في هذه الواقعة إلى اجتهاده‪ ،‬فاجتهد مهتديًا في اجتهاده‬
‫‪.‬بالقانون اإللهي‪ ،‬وروح ‪ ،‬التشريع وتقديره المصلحة ومشورة أصحابه‬
‫وأما المبادئ للتشريع اإلسالمي في هذا عهد أربعة‪ :‬التدرج في التشريع مثال ففي‪.‬‬
‫أول أمرهم لم تفرض عليهم الصالة خمس فرائض في اليوم والليلة ركعات محددة‬
‫في كل فريضة‪،‬والثاني‪ :‬التقليل من التقنين‪،‬تحقيق مصالح الناس؛ والثالث‪ :‬التيسير‬
‫والتخفيف مثل رفع الحرج عن المريض والمسافر؛ والرابعة‪ :‬مسايرة التشريع مصالح‬
‫الناس فرض االتجاه الصالة إلى بيت القدس ثم نسخه وفرض الصالة إلى الكعبة‬
‫‪:‬سلطة التشريع في هذا العهد‪2‬‬

‫خلف للمسلمين قانونا مكونا من نصوص األحكام في القرآن والسنة‪ ،‬ومواد هذا القانون‬
‫األساسي ليس كل واحد من المسلمين أهال ألن يرجع إليها بنفسه‪ ،‬ويفهم ما تدل عليه‬
‫من األحكام؛ ألن فيهم العامة الذين ال يتوصلون إلى فهم النصوص إال بواسطة من‬
‫يفهمهم إياها‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ (:‬مواد هذا القانون لم تكن نشرت بين المسلمين نشرا عاما‬
‫يجعلها في متناول كل واحد منهم؛ ألن نص القرآني كان في أول العهد مدون في‬
‫صحف خاصة محفوظة في بيت الرسول وبيوت بعض أصحابه‪ ،‬والسنة لم تكن مدونة‬
‫ومن جهة ثالثة‪ :‬مواد القانون شرعت أحكاما لحوادث وقعت حين تشريعها‪ ،‬ولم تشرع‬
‫‪.‬أحكاما لحوادث فرضية يحتمل وقوعها‬
‫الفوج‪01:‬‬ ‫االسم واللقب عبدالرحيم ثابت‬
‫قسم‪:‬الشريعة‬ ‫العنوان ‪:‬مراحل التشريعات في العهد النبوي‬

You might also like