You are on page 1of 15

‫مركز شيخ زيد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها‬

‫السنة و حجيتها في التشريع‬


‫االسالم‬

‫‪ :‬تحت االشراف‬
‫فضيلة الدكتور عبدهللا بن محمد‬

‫بحث مقدم ‪ :‬أمير العزم صالحين بن اسماعيل‬

‫العام الدراسي ‪1444 :‬ه ‪2023 /‬م‬


‫جدول المحتوايات‬

‫الموضوعات‬

‫المقدمة‪000‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف السنة و مكانتها‬
‫تعريف السنة ‪-‬‬
‫االسناد من الدين ‪-‬‬
‫السنة في صدر االسالم ‪-‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬السنة في حجيتها‬
‫عالقة السنة مع القرآن‬
‫أدلة حجية السنة‬
‫حكم العمل بها‬
‫الخاتمة‬
‫المراجع‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة‬

‫الحمدهلل رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا و الدين ‪ ،‬وفوق ما نقول حمدا‬
‫يليق بجاللك وعظيم سلطانك ثم الصالة و السالم على سيد المرسلين وعلى آله‬
‫‪ .‬وصحبه أجمعين ‪ ,‬أما بعد‬
‫لقد اتفق العلماء االسالم أن السنة هي من مصادر التشريع االسالم الذي يجب‬
‫علينا أن نطيع عليها كما القرآن الكريم ؛ ألن السنة هي ما جاء به من رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ .‬قال هللا تعالى ‪ ( :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه‬
‫‪.‬فانتهوا )‬
‫وسأتناول في هذا البحث موضوع "السنة وحجيتها في التشريع االسالم" نظرا‬
‫ألهميتها و حجيتها في االسالم ‪ .‬ان شاء هللا ‪ ،‬سأشرح اليكم تحت الموضوع‬
‫التالي ما هو تعريف السنة ‪ ،‬وعالقاتها مع القرآن ‪ ،‬وبعض أدلتها ‪ ،‬و حجيتها في‬
‫‪ .‬التشريع االسالم‬
‫‪ :‬وقد قسمت هذا البحث الى قسمين وهي‬
‫البحث األول ‪ :‬تعريف السنة ومكانتها*‬
‫تعريف السنة ‪-‬‬
‫االسناد من الدين ‪-‬‬
‫السنة في صدر االسالم ‪-‬‬
‫البحث الثاني ‪ :‬السنة في حجيتها*‬
‫عالقة السنة مع القرآن ‪-‬‬
‫أدلة حجيتها السنة ‪-‬‬
‫وأخيرا ‪ ،‬وهللا أسأل أن يوفقني لما فيه الخير ‪ ،‬وأن يلهمني السداد و الرشد ‪ ،‬انه‬
‫‪ .‬سميع مجيب الدعوات‬

‫المبحث األول‬

‫‪ :‬تعريف السنة‬
‫لغة ‪ :‬هي العادة الطريقة حسنة كانت أو سيئة ‪ .‬ولكن كلمة "السنة" اذا أطلقت‬
‫‪ .‬يراد بها السنة الحسنة‬
‫في اصطالح المحدثين ‪ :‬ما أضيف الى النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو‬
‫‪ .‬فعل أو تقرير أوصفة خلقية أو خلقية أو سيرة‬

‫أحاديثه صلى هللا عليه وسلم التي قالها في المناسبات المختلفة ‪ )) : ،‬من قول ((‬
‫وما بينه من األحكام االسالم و عقيدته و آدابه ‪ ،‬كقوله ‪ :‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن‬
‫" النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ " :‬من يرد هللا به خيرا يفقهه في الدين‬

‫أي أفعاله صلى هللا عليه وسلم التي نقلها الينا الصحابة رضوان هللا ‪ )) :‬أو فعل ((‬
‫تعالى عليهم أجمعين ‪ ،‬مثل ‪ :‬عن ابن عمر رضي هللا عنه ‪ ،‬أنه قال ‪ ( :‬كان‬
‫‪.‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يصلي على راحلته حيثما توجهت به )‬

‫كل ما أقر عليه الرسول صلى هللا عليه وسلم أصحابه من أقوال ‪ )) :‬أو تقرير ((‬
‫أو أفعال ‪ ،‬بسكوته وعدم انكاره ‪ ،‬أو بموافقته أو استحسانه ‪ ،‬فيعد ما صدر عنهم‬
‫بهذا االقرار و الموافقة عليه صادرا عن الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫سكوت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن لعب الحبشة بالحرب في المسجد ‪،‬‬
‫‪ .‬وعدم انكاره‬
‫يتناول هيئة الرسول صلى هللا عليه وسلم من خاتم النبوة ‪ )) : ،‬أو صفة خلقية ((‬
‫الى نعته على ما خلقه هللا تعالى بوجهه الكريم المشرب بالحمرة ‪ ،‬وطوله و لونه‬
‫‪ .‬و ابتسامته صلى هللا عليه وسلم‬

‫‪ .‬أي يتناول جميع شمائله صلى هللا عليه وسلم ‪ )) :‬أو خلقية ((‬

‫اذا أطلق لفظ السنة في الشرع فانها يراد بها ما أخبر به الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ونهى عنه ‪ ،‬وندب اليه قوال أو فعال أو تقريرا ‪ ،‬ولهذا يقال في األدلة‬
‫‪ .‬الشرعية ‪ :‬الكتاب و السنة ‪ .‬أي القرآن الكريم والحديث النبوية الشريف‬

‫‪ :‬االسناد من الدين‬
‫ان عناية الصحابة رضوان هللا تعالى عليهم و التابعين ومن بعدهم رحمهم هللا‬
‫تعالى بالحديث الشريف و الرحلة في طلبه كما مر سابقا انما كان لطلب العلو في‬
‫االسناد من جهة األولى ‪ ،‬ومن جهة الثانية كان للتأكيد من صحة ما سمعوه ‪،‬‬
‫‪ .‬وللتثبت من الراوي الذي يروي لهم حديثا أو واقعة ما كما كما سيأتي الحقا‬
‫ولذلك أن العلماء سابقا و الحقا باالسناد وعدوه من الدين ‪ ،‬فبذلوا من أجله‬
‫‪ .‬الدراسات ‪ ،‬و أفردوا له التواليف الخاصة به‬
‫وكتب شيخنا الهمام فضيلة العالمة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حفظه هللا تعالى‬
‫وأمتعه بعمره ‪ ،‬وجعله ذخرا لالسالم و المسلمين في كتابه ‪ ( :‬االسناد من‬
‫‪ :‬الدين ) حيث قال‬
‫لقد أكرم هللا هذه األمة االسالمية المحمدية ‪ ،‬بخصائص كثيرة ‪ ،‬و مزايا وفيرة ‪،‬‬
‫منها ما يتعلق بذات الشرعية المطهرة ‪ ،‬وألوان العبادات و المعامالت و‬
‫الطاعات و المثوبات ‪ ،‬يسرا وسهولة و مضاعفة أجرا ‪ .‬ومنها ما يتعلق بخدمة‬
‫الشرعية و نقلها و تبليغها و تدوينها وضبطها وحفظها ‪ .‬وفي كل ناحية من هاتين‬
‫‪ .‬الناهيتين خصائص غير قليلة‬
‫ومن أهم هذه الخصائص لألمة المحمدية خصيصة ( االسناد ) في تبليغ الشرعية‬
‫المطهرة وعلومها من السلف الى الخلف ‪ ،‬فقد كان االسناد الشرط األول في كل‬
‫علم منقول فيها ‪ ،‬حتى في الكلمة الواحدة ‪ ،‬يتلقاهل الخالف عن السالف ‪ ،‬و‬
‫الالحق عن الساق باالسناد ‪ ،‬حتى اذا من هللا تعالى على األمة بتثبيت نصوص‬
‫الشرعية وعلومها ‪ ،‬و أصبحت راسخة البنيان ‪ ،‬محفوظة من التغيير و التبديل ‪،‬‬
‫تماسح العلماء في أمر االسناد ‪ ،‬اعتمادا منهم على شيوع التدوين و ثبوت معالم‬
‫‪ .‬الدين‬
‫قال العلماء ‪ ( :‬االسناد ) هو مصدر من قولك ‪ :‬أسندت الحديث الى قائله ‪ ،‬اذا‬
‫‪ .‬رفعته اليه بذكر ناقله‬

‫‪ :‬السنة في صدر االسالم‬


‫السنة في عهد رسول هللا ﷺ – ‪1‬‬
‫أ ‪ .‬قضى رسول هللا ﷺ ثالثة وعشرين عاما يدعوا الى االسالم ‪ ،‬و يبلغ‬
‫أحكامه وتعاليمه ‪ ،‬حتى دانت جزيرة العربية و أطرافها لهذا الدين الحنيف ‪ ،‬وقد‬
‫كانت تلك الفترة مرحلة تعليمية تطبيقية ‪ ،‬و أساسا متينا لبنيان الحضارة‬
‫االسالمية الشامخ ‪ ،‬الذي غير وجه التاريخ ‪ ،‬و أمده بذخيرة حضارية في مختلف‬
‫‪ .‬نواحي الحياة‬
‫وكانت مهمة الرسول ﷺ مهمة شاقة ال يضطلع بها اال أولو العزم من‬
‫الرسل ‪ ،‬فاندفع الرسول ﷺ من صميم فوائده ‪ .‬وبجميع قواه في سبيل تبليغ‬
‫الرسالة ‪ ،‬حتى رست دعائم االسالم في المدينة المنورة ‪ ،‬وقامت دولته ‪ ،‬فكان‬
‫المعلم المربي ‪ ،‬والقائد الموجه ‪ ،‬و الرئيس المشارك ‪ ،‬محبا ألصحابه يشاطرهم‬
‫آالمهم و أفراحهم ‪ ،‬في السراء و الضراء ‪ ،‬فكان خير من يقتدى به ‪ ،‬ويهتديى‬
‫بسيرته ‪ ،‬فتأسى الصحابة الكرام رضوان هللا عليهم أجمعين ‪ ،‬الذين خلطوا ‪،‬‬
‫ورأوه و سمعوا منه ‪ ،‬وعرفوا عنه دقيق األمور و جليلها ‪ ،‬و كل ذلك سنة ‪،‬‬
‫‪ .‬فنقلوه الينا بدقة و االخالص‬
‫ب – وكان لمنهج رسول هللا ﷺ أثر بعيد في تعليم أصحابه و حفظ سنته ‪،‬‬
‫فقد دعا االسالم الى التعلم ‪ ،‬و رفع منزلة العلماء ‪ ،‬و حض على طلب العلم ‪،‬‬
‫فان أول ما نزل به الوحي على الرسول ﷺ قوله تعالى ‪ ﴿ :‬اقراء باسم ربك‬
‫‪ .‬الذي خلق ‪ ﴾ . . .‬و القراءة مفتاح العلم‬
‫و كذلك شجع الرسول ﷺ على طلب العلم ورفع من شأنه ‪ ،‬ففي حضه‬
‫على طلب العلم قال ((‪ 0‬طلب العلم فريضة على كل مسلم )) و قال ‪ (( :‬من يرد‬
‫‪ .‬هللا به خيرا يفقهه في الدين ))‬
‫ج – وقد تلقى الصحابة السنة عن الرسول ﷺ من عدة طرق وجوه ‪،‬‬
‫‪ :‬نوجزها فيما يلي‬
‫مجالس الرسول ﷺ التي كان يعقدها في المسجد عقب الصلوات ‪1 – ،‬‬
‫وفي أوقات أخرى خصصها ألصحابه ‪ ،‬فقد كان الصحابة شديدي الحرص على‬
‫حضور هذه المجالس ‪ ،‬و المحافظة عليها ‪ ،‬حتى ان عمر رضي هللا عنه كان‬
‫وجار له من األنصار في عوالي المدينة يتناوبان النزول على رسول هللا ﷺ‬
‫‪ ،‬ينزل كل واحد منهما يوما ‪ ،‬فاذا نزل رجع بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره‬
‫‪ .‬الى صاحبه حتى ال تضيع عليهما فائدة ‪ ،‬وال تفوتهم رعاية مصالحهم المعاشية‬
‫‪ .‬حوادث تقع للرسول نفسه ‪ ،‬فيبين حكمها للناس ‪ ،‬و ينتشر هذا الحكم – ‪2‬‬
‫حوادث تقع للمسلمين ‪ ،‬فيسألون الرسول ﷺ عنها ‪ ،‬فيفتيهم و يبين لهم – ‪3‬‬
‫األحكام ‪ ،‬فان كانت عامة جمع الناس و بينها ‪ ،‬و ان كانت خاصة أو شخصية ‪،‬‬
‫‪ .‬و في صاحبها حاجته ‪ ،‬وروى ظمأه العلمي ‪ . . .‬وكل ذلك سنة‬
‫وقائع وحوادث و مشاهد رأي فيها الصحابة رضوان هللا تعالى عنهم – ‪4‬‬
‫أجمعين تصرفات الرسول ﷺ في صالته ‪ ،‬وصيامه وحجه ‪ ،‬و سفره و‬
‫اقامته ‪ ،‬فنقلواها الى التابعين الذي بلغوها الى من بعدهم ‪ ،‬وهي كثيرة جدا ‪،‬‬
‫وتشكل جانبا كبيرا من السنة ‪ ،‬و خاصة هدية ﷺ في العبادات و المعامالت‬
‫‪ .‬و سيرته‬
‫د – انتشار الحديث في عهد الرسول ﷺ ‪ :‬هيأ هللا تعالى لهذه الدين عوامل‬
‫قوية النتشاره زمن الرسول ﷺ في الجزيرة العربية خاصة و خارجها‬
‫‪ :‬عامة ‪ ،‬و أهم هذه العوامل‬
‫نشاط الرسول ﷺ – ‪1‬‬
‫طبيعة االسالم و نظامه الجديد – ‪2‬‬
‫نشاط أصحاب الرسول ﷺ – ‪3‬‬
‫أمهات المؤمنين رصي هللا عنهن و دورهن في نشر السنة و بيانها – ‪4‬‬
‫الصحابيات – ‪5‬‬
‫صلح الهديبية ‪ ،‬وأثره في نشر السنة – ‪6‬‬
‫رسل الرسول ﷺوبعوثه الى اآلفاق ‪ ،‬وأثر والته في نشر السنة – ‪7‬‬
‫غزوة الفتح – ‪8‬‬
‫حجة الوداع – ‪9‬‬
‫الوفود بعد الفتح األعظم و حجة الوداع – ‪10‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫عالقة السنة بالقرآن‬


‫‪ :‬تأكيد السنة و تأييدها لما جاء في القرآن الكريم – ‪1‬‬
‫فقد جاء في السنة ما جاء في القرآن تأييدا و تأكيدا له كاألحاديث التي وردت‬
‫في وجوب الصالة و الزكاة والحج و الصوم و الصدق ‪ ،‬و حرمة أكل المال‬
‫الغير و نحو ذلك ‪ ،‬مثل قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ (( :‬بني االسالم على خمس ))‬
‫و قوله (( عليكم بالصدق )) فان هذه األحاديث موافقة لآليات التي وردت في تلك‬
‫‪ .‬األمور ‪ ،‬ومؤكدة و مؤيدة لها‬
‫‪ :‬تفسير السنة و تبيينها لما أجمل في القرآن ‪2-‬‬
‫أغلب السنة من هذا النوع ‪ ،‬ولذلك وصفت السنة بأنها مبينة للكتاب ‪ ،‬و هذا‬
‫‪ :‬التفسير و التبيين على عدة أوجه ‪ ،‬منها‬
‫أ – تفصيل مجملة كألحاديث التي فصلت أحكام العبادات و المعامالت‬
‫التي وردت في القرآن مجملة ‪ ،‬فجاءت السنة وبينت عدد ركعاتها‬
‫وكيفياتها مثل الزكاة التي ذكرت في القرآن مجملة ‪ ،‬فبينت السنة‬
‫‪ .‬مقاديرها ونحو ذلك‬

‫ب – بيان مبهمه مثل بيان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الظلم في‬
‫اآلية ‪ (( :‬الذين ءامنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم األمن وهم‬
‫‪ .‬مهتدون )) األنعام ‪ 82‬بأنه الشرك‬

‫ج – تقيد مطلقة مثل تقيده صلى هللا عليه وسلم اليد في آية السرقة‬
‫بالرسغ ‪ .‬ومثل تقييده صلى هللا عليه وسلم الوصية في اآلية ‪ (( :‬من‬
‫‪ .‬بعد وصية يوصى بها أودين )) النساء ‪ 11:‬بالثلث‬
‫د – تخصص عامة مثل تخصيصه الميتة والدم في اآلية الكريمة ‪:‬‬
‫(( انما حرم عليكم الميتة و الدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير هللا ))‬
‫البقرة ‪ 173 :‬بما عدا ميتة السمك و الجراد ‪ ،‬وبما عدا الكبد و‬
‫‪.‬الطحال‬

‫ه – تقعيد ما ورد في القرآن مفرقا مثل ما جاء في القرآن من تحريم‬


‫الضرر ‪ ،‬فقد قال تعالى في تحريم االضرار أحد الوالدين اآلخر بسبب‬
‫الولد ‪ (( :‬ال تضار والدة بولديها وال مولود له بولده )) البقرة ‪. 233 :‬‬
‫وقال في تحريم اضرار المطلقات بتضييق المساكين و النفقة عليهن‬
‫ليخرجن من بيوتهن أو يفتدين منكم ‪ (( :‬وال تضآروهن لتضيق‬
‫‪ .‬عليهن )) الطالق ‪6 :‬‬

‫و – التفريغ عليهن على أصل ذكره القرآن الكريم مثل قوله تعالى ‪:‬‬
‫(( يأيها الذين ءامنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل اال أن تكون تجارة‬
‫‪ .‬عن تراض منكم ))‬
‫‪ :‬أدلة حجية السنة‬
‫قد يقال ‪ :‬ما الدليل على وجوب العمل بما ثبت عن الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وعلى أن السنة مصدر من مصادر التشريع ؟ و الجواب‬
‫‪ :‬عن هذا أن هناك أدلة تبين هذا و تجوبه وهي‬
‫أ – االيمان ‪ :‬من لوازم االيمان بالرسالة وجوب قبول كل ما يرد عن‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم في أمر الدين ‪ ،‬فقد اجتبى هللا عز وجل‬
‫الرسل ‪ ،‬و اصطفاهم من عباده ‪ ،‬ليبلغوا شريعته اليهم ‪ ،‬قال تعالى‬
‫(( هللا أعلم حيث يجعل رسالته )) ‪ .‬وقال ‪ (( :‬فهل على الرسل اال‬
‫البالغ المبين ))‬

‫ب – القرآن الكريم ‪ :‬في القرآن الكريم آيات كثيرة تجيب عن السؤال‬


‫المطروح ‪ ،‬و تنص على وجوب الطاعة الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬منها ‪ :‬قوله تعالى ‪ ( :‬ياأيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا‬
‫الرسول وأولي األمر منكم ‪ ،‬فان تنازعتم في شيء فردوه الى هللا و‬
‫الرسول ان كنتم تؤمنون باهلل و اليوم اآلخر) والرد الى هللا هو الرد الى‬
‫الكتاب و الرد الى الرسول هو الرد الى سنته ‪ ،‬وقوله عز وجل ( وما‬
‫آتاكم الرسول فخذوهوما نهاكم عنه فانتهوا )‬

‫ج – أدلة الحجية السنة من الحديث ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ (( :‬تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما ‪ :‬كتاب هللا و‬
‫سنتي ))‪ .‬وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ (( :‬أال اني أوتيت الكتاب ومثله‬
‫معه )) و قال صلى هللا عليه وسلم ‪(( :‬عليكم بسنتي و سنة الخلفاء‬
‫الراشدين المهديين تمسكوا بها ‪ ،‬وعضوا عليها بالنواجذ ))‬
‫هذه األحاديث تدل على أن الرسول صلى هللا عليه وسلم قد أوتي‬
‫الكتاب و السنة ‪ ،‬و توجب التمسك بهما ‪ ،‬و األخذ بما في السنة كما‬
‫‪ .‬يؤخذ بما في الكتاب و يعمل به‬
‫ومع فقد حذر الرسول صلى هللا عليه وسلم و ذم من يترك حديثه‬
‫متذرعا بالعمل بها في كتاب هللا تعالى و االعتماد على ما جاء فيه‬
‫فقط ‪ ،‬فعن المقدام بن معدي كرب أن الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال ‪ (( :‬يوشك الرجل متكئا على أريكته ‪ ،‬يحدث بحديث من حديثي ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬بيننا وبينكم كتاب هللا عز وجل ‪ ،‬فما وجدنا فيه من حرام‬
‫حرمناه ‪ .‬أال وان ما حرم الرسول هللا عليه وسلم مثل ما حرم هللا ‪)) .‬‬
‫وروي االمام الشافعي بسنده أن الرسول صلى هللا عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( ال ألفين أحدكم متكئا على أريكته ‪ ،‬يأتيه األمر من أمري ‪ ،‬مما أمرت‬
‫به أو نهيت عنه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ال أدري ‪ ،‬ما وجدنا في كتاب هللا اتبعناه )‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬من بلغه عني حديث فكذب به ‪ ،‬فقد كذب‬
‫ثالثة ‪ :‬هللا ورسوله و الذي حديث به )‬

‫د – االجماع ‪ :‬أجمعت األمة االسالمية على وجوب العمل بالسنة ‪،‬‬


‫استجابة هلل و للرسول األمين ‪ ،‬وأقام أحكامها كما أقام أحكام القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬ألنها مصدر تشريعي بما أرشد هللا تعالى اليه ‪ ،‬وبينه في كتابه‬
‫الكريم و شهد هللا تعالى للرسول صلى هللا عليه وسلم بأنه ال يتبع اال ما‬
‫يوحى اليه ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬قل ال أقول لكم عندي خذائن هللا ‪ ،‬وال أعلم‬
‫الغيب ‪ ،‬وال أقول لكم اني ملك ‪ ،‬ان أتبع اال ما يوحى الي ‪ ،‬قل هل‬
‫‪.‬يستوي األعمى و البصير ‪ ،‬أفال تتفكرون )‬

‫‪ :‬منهج أهل السنة في التعامل مع السنة‬

‫‪ :‬أ – المنهج في التعامل مع السنة قبوال و احتجاجا‬


‫االعتماد على قواعد محكمة لتمييز الثابت من المردود – ‪1‬‬
‫االيمان بان أقواله ﷺ و أفعاله المتعلقة بالتشريع الوحي من – ‪2‬‬
‫هللا‬
‫اذا ثبت الحديث فهو حجة شرعية بقطع النظر عن كونه آحادا أو ‪3 -‬‬
‫متواترا‬
‫كل من بلغه الحديث لزمه العمل بمقتضاه – ‪4‬‬
‫السنة ثابتة ال تتعارض مع كتاب هللا البتة – ‪5‬‬
‫السنة ثابتة ال يناقض بعضها بعضا – ‪6‬‬

‫‪ :‬ب – المنهج في التعامل مع السنة فهما و تنزيال‬


‫النبي ﷺ بين السنة بيانا واضحا ‪ ،‬وما حصل من لبس و – ‪1‬‬
‫‪ .‬غموض فهو من أفهامنا‬
‫الحديث الثابت ال بد أن يكون له معنى صحيح ‪ ،‬وال بد من حمله – ‪2‬‬
‫‪ .‬على مراد النبي ﷺ‬
‫احسان الظن بالسنة ‪ ،‬و حمل المشكل من نصوصها على أحسن – ‪3‬‬
‫‪ .‬المحامل‬
‫‪ .‬التزام فهم السلف للنصوص – ‪4‬‬
‫‪ .‬األصل بقاء الحديث على ظهره ‪ ،‬حتى يردها يدل على غيره – ‪5‬‬
‫‪ .‬الحديث يفسر بعضه بعضا – ‪6‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمدهلل رب العالمين ‪ ،‬حمدا يوافي نعمه ويدافع مزيدة ‪ .‬ربنا لك الحمد‬
‫كما ينبغي لجالل وجهك الكريم و عظيم سلطانك ‪ .‬اللهم صل على‬
‫‪ .‬سيدنا محمد طب القلوب ودوآئها ‪ ،‬و على آله وصحبه وبارك وسلم‬

‫‪ ،‬أما بعد‬

‫بعد اوقات طويلة ‪ ،‬فقد تم البحث تحت الموضوع "السنة وحجيتها في‬
‫التشريع االسالم" باذن هللا تعالى ‪ .‬باتمام هذا البحث أستطيع أن أوسع‬
‫العلم و المعرفة في العلم الحديث عموما ‪ ،‬وخصوصا في هذا‬
‫‪ .‬الموضوع‬

‫وعند البحث أستطيع أن أقول أن هذا الموضوع له مكانة عظيمة لنا‬


‫‪ .‬ألنه متعلقة باألدلة الشرعية في االسالم‬
‫ألف الشكر لمشرف المادة ولوالدي على دعائهم ولمعلمي على‬
‫‪ .‬مساعدتهم في انجاز هذا العمل الشريف‬

‫وأسال هللا العظيم أن ينفعنا به و يزيد علمنا و نستطيع أن نفيد األجيال‬


‫اآلتية باذن هللا تبارك و تعالى ‪ .‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة و قنا عذاب‬
‫النار و صلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم و الحمد هلل‬
‫‪ .‬رب العالمين‬

‫المرجع‬
‫الكتاب ⚝‬
‫السنة ⚝‬
‫تقريب مصطلح الحديث ‪ ،‬د‪ .‬أمل حامد ابراهيم ‪ ،‬دار االسراء ⚝‬
‫علوم الحديث أصليها و معاصرها ‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬محمد أبو الليث الخير ⚝‬
‫آبادي ‪ ،‬دار الشاكر‬
‫المختصر الوجيز في علوم الحديث ‪ ،‬الدكتور محمد عجاج ⚝‬
‫الخاطب ‪ ،‬مؤسسة الرسالة و التوزيع‬
‫صحيح مسلم بشرح المنهاج ‪ ،‬شيخ خليل مأمون شيحا ‪ ،‬دار المعرفة ⚝‬
‫تيسير فتح المبدي بشرح مختصر الزبيدي ‪ ،‬الشيخ االمام عبد هللا بن ⚝‬
‫حجازي الشرقاوي‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬


‫المحتويات‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول‬
‫المبحث الثاني‬
‫الخاتمة‬
‫المراجع‬
‫الفهرس‬

You might also like