You are on page 1of 153

‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مفهومها ‪ -‬خصائصها ‪ -‬خصائص أهلها‬

‫تقديم‬
‫مساحة الشيخ العالمة عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز ‪-‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫مفيت عام اململكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء‬

‫تأليف‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ت‬
‫مقَدّمة‬
‫َس َماحَة الشَّ ْيخ عَ ْبداْلعَ ِز ْيز بْن عَ ْبداْللَّ ِه ا ْبن بَاز‬
‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نيب بعده نبينا حممد وآله وصحببه‪ ،‬ممحا‬
‫بعد‪:‬‬
‫فقد اطلعت على ما كتبه مخونا الكريم صاحب الفضيلة الشيخ حممد بن إبراهيم‬
‫احلمد يف بيان عقيدة مهل السنة واجلماعة‪ ،‬ومحا خصح م اهلل بحه محن العلحم النحاف ‪،‬‬
‫والعمل الصاحل‪ ،‬واخلصال احلميدة‪ ،‬واألخالق الكرمية‪ ،‬وقد مساه‪= :‬عقيدة مهحل‬
‫السنة واجلماعة مف وم ا _ خصائص ا _ خصائص مهل ا‪.+‬‬
‫فألفيته كتاباً قيماً‪ ،‬ومفيداً‪ ،‬وموضباً لعقيدة مهل السنة واجلماعة‪ ،‬ومخالق حم‬
‫فجزاه اهلل خرياً‪ ،‬وضاعف مثوبته وزادنا وإياه من العلم الناف والعمل الصاحل‪.‬‬
‫وإني منصح كل من اطل عليه بقراءته واالستفادة منه لعظحم فائدتحه‪ ،‬ورحرحه‬
‫ألحوال مهل السنة‪.‬‬
‫واهلل املسؤول من يوفقنحا وييح املسحلمل للعلحم النحاف والعمحل الصحاحل‪ ،‬ومن‬
‫يصلح والة ممر املسلمل‪ ،‬ومينب م الفقه يف الدين‪ ،‬ومن يعيذ اجلمي من مضحالت‬
‫الفنت‪ ،‬إنه مسي قريب وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وآله وصببه‪.‬‬

‫حرر يف ‪1111/11/9‬هح‬
‫عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز‬
‫مفيت عام اململكة العربية السعودية‬
‫ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة الببوث العلمية واإلفتاء‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪4‬‬

‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ،‬وعلى آله وصببه‪ ،‬ومن‬
‫وااله‪ ،‬مما بعد‪:‬‬
‫ف ذه هي الطبعة الثانية من كتاب (عقيدة مهل السنة واجلماعة _ مف وم ا _‬
‫خصائص ا _ خصائص مهل ا)‪.‬‬
‫وقد طبعت الطبعة األوىل عام ‪1111‬هح‪ ،‬وتكرر طبع ا مراراً‪.‬‬
‫وقد توربت بقراءة وتقديم مساحة ريخنا اإلمام عبدالعزيز بن باز × ومنزله‬
‫منازل السابقل املقربل‪.‬‬
‫وقد نفدت طبعات هذا الكتاب منذ عدة سنوات‪.‬‬
‫وهذه طبعة جديدة ارتملت على تصويبات‪ ،‬وزيادات يسرية‪ ،‬واهلل املستعان‪،‬‬
‫وعليه التكالن‪.‬‬

‫د‪ .‬حممد بن إبراهيم احلمد‬


‫الزلفي‪1149/2/62 :‬هح‬
‫جامعة القصيم _كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية_‬
‫قسم العقيدة واملذاهب املعاصرة‬
‫‪@M__ALHAMAD‬‬
‫‪5‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫بِسْمِ اهللِ الرَّمحنِ الرَّحيْمِ‬

‫مقدمة الطبعة األوىل‬

‫احلمححد هلل‪ ،‬والصححالة والسححالم علححى رسححول اهلل‪ ،‬نبينححا حممححد‪ ،‬وعلححى آلححه‬
‫وصببه‪ ،‬ومن وااله‪.‬‬
‫مما بعد‪ :‬فحنن تع ععلمحمع العقيحدة اإلسحالمية‪ ،‬والحدعوة إلي حا موجحب الواجبحات‪،‬‬
‫ومهم امل مات ذلك ألن قبول األعمال متوقف على صحبة العحقيحدة‪ ،‬والسعحادة‬
‫يف الدنيا والعقحبى ال تكحون إال بالتمسك ب ا‪ ،‬والسالمة مما ينافي ا‪ ،‬مو خيل ب حا‪،‬‬
‫مو يقدح بكماهلا‪.‬‬
‫والعقيححدة اإلسححالمية _متمثلححة يف عقيححدة مهححل السححنة واجلماعححة_ هححي العقيححدة‬
‫الصبيبة‪ ،‬اليت ارتضاها اهلل لعباده‪ ،‬وهي عقيدة األنبياء واملرسلل‪ ،‬ومحن سحار‬
‫على ن ج م من الدعاة واملصلبل إىل يوم الدين‪.‬‬
‫وإن من الدعوة إىل هذه العقيدة من تببررعزع معاملحب ا‪ ،‬وتنشر حماسن ا‪ ،‬وتش ر‬
‫خصائص ا وخصائص مهل ا‪ ،‬وينفى عن ا ما حلق ب ا من حتريف الغالل وانتبال‬
‫املبطلل كي تستبل السبيل‪ ،‬ويتضح الدليل‪ ،‬وتقوم احلجة‪ ،‬وتتضح احملجة‪.‬‬
‫ف ذا مما حيبّب الناس بتلك العقيدة‪ ،‬ويرغب م يف اإلقبال علي ا‪ ،‬ويزيد مهل ا‬
‫متسكاً ب ا‪ ،‬وحمافظة علي ا‪.‬‬
‫وقد يسَّر اهلل لي من ملقيت دروساً يف ذلك الشأن فرغبت يف نشرها يف كتاب‪،‬‬
‫وقد جاء هذا الكتاب حامالً املسمى التالي‪:‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬
‫مفهومها _ خصائصها _ خصائص أهلها‬
‫مما خطة هذا الكتاب فقد جاءت بعد هذه املقدمة مشتملة على فصلل وخامتة‪،‬‬
‫وهذا بيان ملا تضمنته‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم العقيدة اإلسالمية‪ ،‬وخصائصها‬
‫وفيه‪ :‬مببثان‪:‬‬
‫املببث األول‪ :‬مف وم العقيدة اإلسالمية‬
‫وفيه‪ :‬ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف العقيدة‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ملقاب وممساء علم العقيدة‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مصطلح مهل السنة واجلماعة‬
‫املببث الثاني‪ :‬خصائص العقيدة اإلِسالمية _ عقيدة مهل السنة واجلماعة _‬
‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص أهل السنة واجلماعة‬
‫وفيه‪ :‬ثالثة مباحث‪:‬‬
‫املببث األول‪ :‬سالمة من ج م يف التلقي‪ ،‬واالستدالل‬
‫املببث الثاني‪ :‬الوسطية من بل سائر الفرق‬
‫املببث الثالث‪ :‬خصائص م اخلُلقية والعملية‬
‫اخلامتة‪ :‬وقد ارتملت على ملخص يسري ملا جاء يف غضون الببث‪.‬‬
‫فأسأل اهلل بأمسائه احلسنى وصفاته العلى _ من ينف ب ذا العمل‪ ،‬ومن جيعله‬
‫خالصاً لوج ه الكريم‪ ،‬صوابًا على سنة نبيه حممد عليه مفضل الصالة وممت التسليم‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وآخر دعوانا من احلمد هلل رب العاملل‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وآله‬
‫وصببه ميعل‪.‬‬

‫بمبمَّد برن إِبرعاهِيمر احلَمعد‬


‫ط‪ 1111/6/ 68 1‬هح‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪8‬‬

‫الفصل األول‬
‫مف وم العقيدة اإلسالمية وخصائص ا‬
‫‪9‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املببث األول‬
‫مف وم العقيدة اإلسالمية‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف العقيدة‬

‫موالً‪ :‬تعريف العقيدة يف اللغة‪ :‬كلمة ( عقيدة ) مأخوذة من العقد‪ ،‬والربط‪،‬‬


‫والشدة بقوة‪ ،‬ومنه اإلِحكام‪ ،‬واإلِبرام‪ ،‬والتماسك‪ ،‬واملراصّة‪ ،‬والتَّوثُّق‪.‬‬
‫ويطلق على الع د‪ ،‬وتأكيد اليمل‪ :‬عقد‪ ،‬ويطلق على البي ‪ :‬عقدٌ الرتباط‬
‫البائ واملشرتي ب ذا العقد الالزم‪ ،‬ومنه عقد طريف الثوب لتالزم ا‪ ،‬ومنه عقد‬
‫اإلِزار ألنه يشد بنحكام(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف العقيدة يف االصالح العام‪ :‬العقيدة يف االصطالح العام تطلق‬
‫على حكم الذهن اجلازم‪ ،‬حقَّاً كان مم باطالً‪.‬‬
‫فنن كان احلكم الذهين اجلازم صبيباً كانت العقيدة صبيبة كاعتقاد‬
‫املسلمل بوحدانية اهلل‪ ،‬وإن كان باطالً كانت العقيدة باطلة‪ ،‬كاعتقاد النصارى‬
‫بأن اهلل ثالث ثالثة‪.‬‬
‫وتطلق _ميضاً_ على اإلميان اجلازم‪ ،‬واحلكم القاط الذي ال يتطرق إليه‬
‫رك‪ ،‬وهي ما يؤمن به اإلِنسان‪ ،‬ويعقد عليه ضمريه‪ ،‬ويتخذه مذهباً وديناً يدين‬
‫به‪ ،‬بغضِّ النظر عن صبته من عدم ا(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر معجم مقاييس اللغة البن فارس ‪ ،99_82/1‬ولسان العرب ‪ ،499_692/4‬والقحاموس‬
‫احمليط ‪.481_484‬‬
‫(‪ )6‬انظر مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة‪ ،‬للشيخ د‪ .‬ناصر العقل ص‪.9‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪01‬‬
‫ثالثاً‪ :‬العقيدة اإلسالمية‪ :‬هي اإلميان اجلازم باهلل‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪،‬‬
‫ورسوله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬والقدر خريه ورره‪ ،‬وبكل ما جاء يف القرآن الكريم‪،‬‬
‫والسنة الصبيبة من مصول الدين‪ ،‬ومموره‪ ،‬ومخباره‪ ،‬وما مي عليه السلف‬
‫الصاحل‪ ،‬والتسليمب هلل _ تعاىل _ يف احلكم‪ ،‬واألمر‪ ،‬والقدر‪ ،‬والشرع‪ ،‬ولرسوله‬
‫" بالطاعة والتبكيم واإلتباع(‪.)1‬‬
‫رابعاً‪ :‬موضوعات علم العقيدة‪ :‬العقيدة _ مبف وم مهل السنة واجلماعة _ اسم‬
‫ععلَم على العِلْم الذي يبدرس ويتناول جوانب التوحيد‪ ،‬واإلميان‪ ،‬واإلسالم‪،‬‬
‫وممور الغيب‪ ،‬والنبوات‪ ،‬والقدر‪ ،‬واألخبار‪ ،‬ومصول األحكام القطعية‪ ،‬وما‬
‫مي عليه السلف الصاحل من ممور العقيدة كالوالء والرباء‪ ،‬والواجب جتاه‬
‫الصبابة ومم ات املؤمنل رضوان اهلل علي م ميعل _‪.‬‬
‫ويدخل يف ذلك الرد على الكفار‪ ،‬واملبتدعة‪ ،‬ومهل األهواء‪ ،‬وسائر امللل‬
‫والنبل‪ ،‬واملذاهب اهلدامة‪ ،‬والفرق الضالة‪ ،‬واملوقف من م‪ ،‬إىل غري ذلك من‬
‫مباحث العقيدة(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر املرج السابق ص‪.19_9‬‬


‫(‪ )6‬انظر املرج السابق ص‪.19_9‬‬
‫‪00‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ألقاب وأمساء علم العقيدة‬

‫موال‪ :‬ملقاب وممساء علم العقيدة عند مهل السنة واجلماعة(‪:)1‬‬


‫لعلم العقيدة عند مهل السنة واجلماعة ملقاب وممساء ترادفه وتدل عليه‪،‬‬
‫فمن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ _ 1‬العقيدة _ كما مرّ _ واالعتقاد‪ ،‬والعقائد‪ :‬فيقال‪ :‬عقيدة السلف‪ ،‬وعقيدة‬
‫مهل السنة واجلماعة‪ ،‬وعقيدة مهل احلديث‪.‬‬
‫ومن الكتب اليت حتمل هذا اللقب _ كتاب‪= :‬ررح مصول اعتقحاد مهحل السحنة‬
‫واجلماعححة‪ +‬لاللكححائي ت ‪ 118‬هححح‪ ،‬و=عقيححدة السححلف مصححباب احلححديث‪+‬‬
‫للصابوني ت ‪119‬هح‪ ،‬و =االعتقاد‪ +‬للبي قي ت ‪118‬هح‪.‬‬
‫‪_ 6‬التوحيد‪ :‬وهو مصدر وحَّد يبوحِّد توحيداً‪ ،‬مي جعل الشيء واحداً‬
‫فالتوحيد يف اللغة‪ :‬هو احلكم بأن الشيء واحد‪.‬‬
‫ويف االصطالح‪ :‬هو توحيد اهلل وإفراده مبا يستبق من الربوبية‪ ،‬واأللوهية‪،‬‬
‫واألمساء والصفات‪.‬‬
‫ومسِّي علم العقيدة بالتوحيد من باب تسمية الشيء بأررف مباحثه‪ ،‬ومن‬
‫باب التغليب‪.‬‬
‫ومن الكتب اليت مُِّلفت يف العقيدة وهي حتمل هذا االسم _ كتاب =التوحيد‬
‫من صبيح البخاري‪ +‬يف اجلام الصبيح لإلِمام البخاري _ ت ‪ 612‬هح‪ ،‬وكتاب‬

‫(‪ )1‬انظر مباحث يف عقدة مهل السنة واجلماعحة ص ‪ ،11_19‬ومف حوم مهحل السحنة واجلماعحة عنحد‬
‫مهل السنة واجلماعة د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬ومقدمات يف االعتقاد للشيخ د‪ .‬ناصر القفاري ص‪.11_1‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪01‬‬
‫=اعتقاد التوحيد‪ +‬ألبي عبد اهلل حممد بن خفيف ت ‪ 471‬هح‪ ،‬وكتاب =التوحيد‬
‫ومعرفة ممساء اهلل _ عز وجل _ وصفاته على االتفاق والتفرد‪ +‬البن مندة ت‬
‫‪ 491‬هح‪ ،‬وكتاب =التوحيد‪ +‬لإلمام حممد بن عبد الوهاب ت ‪ 1692‬هح‪= ،‬ومن‬
‫ذلك‪ :‬كتاب التوحيد البن خزمية‪.)1(+‬‬
‫‪ _4‬السنة‪ :‬والسنة يف لغة العرب هي الطريقة والسرية _ كما سيأتي _‪.‬‬
‫مما يف الشرع فتطلق على عدة معان ختتلف باختالف ما وضعت له‪ ،‬فتطلق‬
‫على علم احلديث‪ ،‬وتطلق على املباح‪ ،‬إىل غري ذلك‪.‬‬
‫ممححا سححبب تسححمية علححم العقيححدة بالسححنة ف ححو اِّتبححاع مصححباب ا لسححنة الححنيب "‬
‫ومصبابه _ رضي اهلل عن م _ فأصبح ذلك االسحم رحعاراً ألهحل السحنة‪ ،‬فيقحال‪:‬‬
‫السنة والبدعة من باب التضاد‪ ،‬وكذلك يقال‪ :‬مهل السنة والشيعة‪.‬‬
‫هذا وقد صنف العلماء كتباً يف علم العقيدة مسوها =كتب السنة‪.+‬‬
‫ومن تلك الكتب‪= :‬كتاب السنة‪ +‬لإلمام مدمد بن حنبل ت ‪ 611‬هح‪،‬‬
‫و=السنة‪ +‬لألثرم ت ‪ 674‬هح‪ ،‬و=السنة‪ +‬ألبي داود ‪671‬هح‪ ،‬و=السنة‪ +‬ألبي‬
‫عاصم ت ‪ ،687‬و =السنة‪ +‬لعبد اهلل بن مدمد ابن حنبل ت ‪ 699‬هح و =السنة‪+‬‬
‫للخالل ت ‪411‬هح‪ ،‬و=السنة‪ +‬للعسال ت ‪419‬هح‪ ،‬و =ررح السنة‪ +‬البن مبي‬
‫زمنل ت ‪ 499‬هح‪.‬‬
‫‪ _1‬الشريعة‪ :‬يقال‪ :‬الشريعة والشرعة‪ ،‬وهي ما سنَّ اهلل من الدين وممر به‬
‫كالصوم‪ ،‬والصالة‪ ،‬واحلج‪ ،‬والزكاة‪.‬‬

‫(‪ )1‬من تعليقات مساحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز×‪.‬‬


‫‪03‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫والشريعة مشتقة من الشِّرعة وهي راطئ الببر‪ ،‬ومنه قوله _ تعاىل _ ‪:‬‬
‫[ِكُلٍّ جع عع ْلنعا مِنكُمر رِ ررععةً عومِرن عاجاً] املائدة‪.18:‬‬
‫قيل يف تفسري اآلية‪ :‬الشرعة‪ :‬الدين‪ ،‬واملن اج‪ :‬الطريق(‪.)1‬‬
‫فالشريعة _ إذاً _ هي ما ررعه اهلل ورسوله من سنن اهلدى‪ ،‬ومعظم ا مسائل‬
‫العقيدة واإلِميان‪.‬‬
‫وكلمة الشريعة ككلمة السنة تطلق على معان متعددة‪:‬‬
‫م_ فتطلق على ما منزله اهلل _ تعاىل _ على منبيائه من األمور العلمية والعملية‪.‬‬
‫ب_ وتطلق على كل ما خص اهلل به كل نيب من األحكام ألمته‪ ،‬مما خيتلف‬
‫من دعوة نيب آلخر من املن اج‪ ،‬وتفصيل العبادات‪ ،‬واملعامالت‪.‬‬
‫ومن هنا يقال‪ :‬إن الدين يف مصله واحد‪ ،‬والشرائ متعددة‪.‬‬
‫جح _ وتطلق محياناً على ما ررعه اهلل ح تعاىل ح جلمي الرسل من مصول‬
‫االعتقاد‪ ،‬والطاعة‪ ،‬والرب‪ ،‬مما ال خيتلف من دعوة نيب آلخر‪ ،‬كما قال ح تعاىل ح ‪:‬‬
‫عصرينعا بِهِ‬
‫حرينعا ِإَليركَ عومعا و َّ‬
‫عالذِي مَ رو ع‬
‫[رعرععع َلكُم مِّنع الدِّينِ معا وعصَّى بِهِ نبوحاً و َّ‬
‫ِإبررعاهِيمع عومبوسعى عوعِيسعى] الشورى‪.14 :‬‬
‫د _ وتطلق خباصة على العقائد اليت يعتقدها مهل السنة من اإلميان‪ ،‬فسموا‬
‫مصول اعتقادهم رريعة‪.‬‬
‫ومن كتب العقيدة اليت حتمل هذا االسم ح كتاب =الشريعة‪ +‬لآلجري ت‬
‫‪429‬هح‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر معجم مقاييس اللغة مادة ررع ‪ ،624_626/4‬ولسان العرب ‪.172/8‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪04‬‬
‫‪ _1‬اإلِميان‪ :‬فيطلق على علم العقيدة اسم اإلِميان‪ ،‬ويشمل سائر األمور‬
‫ط عع عملُهب] املائدة‪.1:‬‬
‫االعتقادية‪ ،‬قال _ تعاىل _‪ [ :‬عومعنر عيكْفُرر بِاإلِميعانِ َف َقدر حعِب َ‬
‫فاإلِميان هنا مبعنى التوحيد(‪.)1‬‬
‫ومن الكتب اليت مُِّلفت يف العقيدة وحتمل هذا االسم كتاب =اإلِميان‪ +‬ألبي‬
‫عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬وكتاب =اإلِميان‪ +‬البن مندة‪.‬‬
‫‪ _2‬مصول الدين مو مصول الديانة‪ :‬فأصول الدين هي مركان اإلسالم‪،‬‬
‫ومركان اإلميان‪ ،‬وسائر األمور االعتقادية‪.‬‬
‫ومن الكتب اليت مُِّلفت يف العقيدة وهي حتمل هذا االسم _ كتاب =اإلِبانة عن‬
‫مصول الديانة‪ +‬لألرعري ت ‪461‬هح‪ ،‬و = مصول الدين ‪ +‬للبغدادي ت ‪169‬هح‪.‬‬
‫هذا وقد نبه بعض العلماء إىل من هذه التسمية ال تنبغي‪ ،‬ومن تقسيم الدين إىل‬
‫مصول وفروع ممر حمدث‪ ،‬ومل يكن يف عصر السلف‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن هذا التقسيم ال‬
‫ينضبط‪ ،‬وقد جير إىل آثار غري سليمة فقد يعتقد من جي ل باإلسالم‪ ،‬مو من‬
‫يدخل يف دين اإلِسالم _ من يف الدين فروعاً قد يستغنى عن ا‪ ،‬مو يقال‪ :‬إن يف‬
‫الدين لُباباً وقشوراً‪.‬‬
‫وقال بعض م‪ :‬األسلم من يقال عقيدة ورريعة‪ ،‬مو املسائل العلمية واملسائل‬
‫العملية‪ ،‬مو العلميات والعمليات(‪.)6‬‬
‫ثانياً‪ :‬ملقاب وممساء علم العقيدة عند غري مهل السنة واجلماعة‪:‬‬

‫(‪)1‬انظر الوجوه والنظائر يف القرآن الكريم‪ ،‬د‪ .‬سليمان القرعاوي ص‪.187‬‬


‫(‪ ) 6‬انظر تبصري مولي األلباب ببدعحة تقسحيم الحدين إىل قشحر ولبحاب‪ ،‬للشحيخ حممحد بحن مدمحد بحن‬
‫إمساعيل املقدم‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫لعلم العقيدة ملقاب وممساء عند غري مهل السنة واجلماعة من ا‪:‬‬
‫‪ _1‬علم الكالم‪ :‬وهذا اإلطالق يعرف عند سائر فرق املتكلمة‪ ،‬كاملعتزلة‪،‬‬
‫ومن حنا حنوهم‪.‬‬
‫وهذه التسمية خاطئة ألن علم الكالم مصد بره عقول البشر‪ ،‬وهو مبين على‬
‫فلسفات اهلنود و اليونان‪ ،‬والتوحيدب مصدربه الوحيب‪.‬‬
‫وعلمب الكالم حريةٌ‪ ،‬واضطراب وج ل‪ ،‬ورك وهلذا ذمه السلف‪.‬‬
‫والتوحيدب علمٌ‪ ،‬ويقل‪ ،‬وإميان ف ل يقارن هذا ب ذا‪ ،‬فضحالً عحن من يسحمى‬
‫بامسه ؟!‬
‫‪ _ 6‬الفلسححفة‪ :‬وهححذا االصححطالح _ميض حاً_ يطلححق خط حأً علححى علححم التوحيححد‬
‫والعقيدة‪.‬‬
‫وهححذا إِطححالقٌ خححاطئ ألن الفلسححفة مبناهححا علححى األوهححام‪ ،‬واألباطيححل‪،‬‬
‫والعقليات اخليالية‪ ،‬والتصورات اخلرافية‪.‬‬
‫و العقيدة اإلسالمية مبناها على الوحي الذي ال يأتيحه الباطحل محن بحل يديحه‪،‬‬
‫وال من خلفه‪.‬‬
‫‪ _4‬التصححوف‪ :‬وهححذا اإلطححالق يعححرف عنححد بعححض املتصححوفة‪ ،‬والفالسححفة‪،‬‬
‫واملستشرقل‪.‬‬
‫وهححو إطححالق مبتححدع ألنححه ينححبين علححى رححطبات املتصححوفة‪ ،‬وخرافححات م يف‬
‫العقيدة‪.‬‬
‫‪ _1‬اإلهليات ‪ :‬ويعحرف عنحد مهحل الكحالم‪ ،‬واملستشحرقل‪ ،‬والفالسحفة‪ ،‬كمحا‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪06‬‬
‫يسمى بعلم الالهوت‪ ،‬وله مقسام باجلامعحات الغربيحة تعحرف بأقسحام الدراسحات‬
‫الالهوتية‪.‬‬
‫‪ _1‬امليتافيزيقيا =ما وراء الطبيعة‪ :+‬ويعرف عند الفالسفة‪ ،‬والكتاب‬
‫الغربيل‪ ،‬ومن حنا حنوهم‪.‬‬
‫وكل مناس يعتقدون ديناً يدينون به يسمونه دينًا وعقيدة‪.‬‬
‫مما العقيدة اإلِسالمية _ إذا مطلقت _ ف ي عقيدة مهل السنة واجلماعة ألن ا‬
‫هي اإلِسالم الذي ارتضاه اهلل ح عز وجل ح ديناً لعباده‪.‬‬
‫ومي عقيدة خمالفة لعقيدة السلف ال تعد من اإلِسالم‪ ،‬وإن نسبت إليه‪ ،‬بل‬
‫هي معتقدات تنسب إىل مصباب ا‪ ،‬واإلِسالم من ا براء‪.‬‬
‫وقد يسمي ا بعض الباحثل إسالمية من باب النسبة اجلغرافية‪ ،‬مو التارخيية‪،‬‬
‫مو جملرد دعوى االنتماء‪ ،‬لكن األمر عند التبقيق حيتاج إىل عرض على الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬فما وافق ما ف و حق‪ ،‬وهو من دين اإلسالم‪ ،‬وما خالف ما فريد إىل‬
‫صاحبه‪ ،‬وينسب إليه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة ص‪ ،11‬ومقدمات يف االعتقاد ص ‪.1_1‬‬
‫‪07‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مصطلح أهل السنة واجلماعة‬

‫موالً‪:‬تعريف السنة ‪ _1 :‬السنة يف اللغة‪ :‬هي الطريقة والسرية‪ ،‬قال لبيد بن ربيعة‬
‫÷ يف معلقته املش ورة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ن ن ن ننن و مامه ن ن ن ننا‬ ‫ولك ن ن ن ننل إ ن ن ن ننو‬ ‫ن ن ننن هلن ن ننه ن ن ننا هه‬ ‫من ن ننٍ منت ن ن ن‬

‫وقال اآلخر‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ن ن نننٍ‬ ‫ن نننٍ السن ن نناع ن خ ن نن‬ ‫ن ن ن ن أعن ن ن نند عن ن ن ننٍ‬ ‫ر ن ن ن ننال و ق ن ن ن ن‬

‫قال ابن منظور‪=:‬والسنة‪ :‬السرية حسنة كانت مو قبيبة‪ ،‬قال خالد بن عتبة‬
‫اهلذلي‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ن ن ننَّ ً م ن ننٍ سن ن ن ها‬ ‫ن ننأو را‬ ‫نن تها‬ ‫أن‬ ‫ن ننن عٍ م ننٍ نن‬

‫‪ _6‬السنة يف اصطالح علماء العقيدة‪ :‬هي اهلدي الذي كان عليه الرسول‬
‫_صلى اهلل عليه وسلم_ ومصبابه علماً واعتقاداً‪،‬وقوالً‪ ،‬وعمالً‪ ،‬وهي السنة‬
‫اليت جيب اتباع ا‪ ،‬وحيمد مهل ا‪ ،‬ويذم من خالف ا‪.‬‬
‫وتطلق السنة على سنن العبادات‪ ،‬واالعتقادات‪ ،‬كما تطلق على ما يقابل‬
‫البدعة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ديوان لبيد بن ربيعة ص‪.179‬‬


‫(‪ ) 6‬هذا البيت جم ول القائل‪ ،‬ويستش د بحه النبحاة علحى وجحوب نصحب الفعحل املضحارع بعحد فحاء‬
‫السببية املسبوقة بطلب حمض‪ ،‬ونوع الطلب ه نحا‪ :‬الحدعاء‪ .‬انظحر رحرح ملفيحة ابحن مالحك البحن النحا م‬
‫ص‪ ،278‬وررح التصريح على التوضيح خلالد األزهري ‪.649/6‬‬
‫(‪ )4‬لسان العرب ‪.661/14‬‬
‫(‪ )1‬مباحث يف عقيدة مهل السنة ص‪.14‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪08‬‬
‫=ولححذلك قيححل‪ :‬فححالن مححن مهححل السححنة‪ :‬معنححاه مححن مهححل الطريقححة املسححتقيمة‬
‫احملمودة‪.)1(+‬‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف اجلماعة‪:‬‬
‫‪ _1‬تعريف اجلماعة يف اللغة‪ :‬اجلماعة يف اللغة مأخوذٌ من مادة =ي ‪،+‬‬
‫وهي تدور حول اجلم ‪ ،‬واإلِياع‪ ،‬واالجتماع وهو ضد التفرق‪.‬‬
‫قال ابن فارس‪= :‬اجليم وامليم والعل مصل واحد‪ ،‬يدل على تضامِّ الشيء‬
‫يقال‪ :‬يعت الشيء يعاً‪.)6(+‬‬
‫‪ _6‬اجلماعة يف اصطالح علماء العقيدة‪ :‬هم سلف األمة‪ ،‬من الصبابة‬
‫والتابعل‪ ،‬ومن تبع م بنحسان إىل يوم الدين‪ ،‬وهم الذين اجتمعوا على احلق‬
‫الصريح من الكتاب والسنة(‪.)4‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مهل السنة واجلماعة‪ ،‬وسبب تسميت م بذلك‪:‬‬
‫‪ _1‬مهل السنة واجلماعة‪ :‬هم من كان على مثل ما كان عليه النيب "‬
‫ومصبابه‪ ،‬وهم املتمسكون بسنة النيب " وهم الصبابة‪ ،‬والتابعون‪ ،‬ومئمة‬
‫اهلدى املتبعون هلم‪ ،‬وهم الذين استقاموا على االتباع‪ ،‬وجانبوا االبتداع يف مي‬
‫مكان ومي زمان‪ ،‬وهم باقون منصورون إىل يوم القيامة(‪.)1‬‬
‫‪ _6‬سبب تسميت م بذلك‪ :‬مسوا بذلك النتساب م لسنة النيب " واجتماع م‬
‫(‪ )1‬لسان العرب ‪.662/4‬‬
‫(‪ )6‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،179/1‬مادة ي ‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظححر رححرح العقيححدة الواسححطية‪ ،‬للشححيخ د‪ .‬حممححد خليححل هححراس‪ ،‬ص‪ ،21‬ورححرح العقيححدة‬
‫الطباوية البن مبي العز احلنفي ص‪.486‬‬
‫(‪ )1‬انظر مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة ص‪.11_14‬‬
‫‪09‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫على مال خذ ب ا اهراً وباطناً‪ ،‬يف القول‪ ،‬والعمل‪ ،‬واالعتقاد(‪.)1‬‬


‫رابعاً‪ :‬ممساء مخرى ألهل السنة واجلماعة‪:‬‬
‫ألهل السنة واجلماعة ممساء مخرى يعرفون ب ا‪ ،‬ومن ا(‪:)6‬‬
‫‪ _ 6‬مهل السنة دون إضافة اجلماعة‬ ‫‪ _1‬مهل السنة واجلماعة‪.‬‬
‫‪ _ 1‬اجلماعة‪.‬‬ ‫‪ _4‬مهل اجلماعة‪.‬‬
‫‪ _1‬السلف الصاحل‪.‬‬
‫‪ _2‬مهل األثر‪ :‬مي السنة املأثورة عن النيب "‪.‬‬
‫‪ _ 7‬مهل احلديث‪ ،‬ألن م هم اآلخذون حبديث النيب " رواية ودراية‪،‬‬
‫املتبعون هلديه " اهراً وباطناً‪.‬‬
‫‪ _ 8‬الفرقة الناجية ألن ا تنجو من الشرور والبدع والضالالت يف الدنيا‪،‬‬
‫وتنجو من النار يوم القيامة وذلك التباع ا سنة النيب "‪.‬‬
‫‪ _ 9‬الطائفة املنصورة‪ :‬مي املؤيدة من اهلل _ سببانه وتعاىل _‪.‬‬
‫‪ _19‬مهل االتباع التباع م الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬وآثار السلف الصاحل‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ررح العقيدة الواسطية‪ ،‬للشحيخ د‪ .‬صحاحل الفحوزان ص ‪ ،19‬وفحتح رب الربيحة بتلخحيص‬
‫احلموية‪ ،‬للشيخ حممد ابن عثيمل ص ‪.19‬‬
‫(‪ )6‬انظر ررح العقيدة الطباوية ص‪ ،116‬وررح الواسحطية‪ ،‬للشحيخ صحاحل الفحوزان ص ‪19_9‬‬
‫ومباحث يف عقيدة مهل السنة ص ‪.12_11‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪11‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬خصائص العقيدة اإلسالمية‬


‫_ عقيدة أهل السنة واجلماعة _‬

‫للعقيححدة اإلِسححالمية املتمثلححة يف عقيححدة مهححل السححنة و اجلماعححة _ خصححائص عديححدة‬


‫التوجد يف مي عقيدة مخرى‪ ،‬و ال غرو يف ذلك إذ إن تلك العقيدة اإلسالمية بتسحتمد‬
‫من الوحي الذي ال يأتيه الباطل من بل يديه وال من خلفه‪.‬‬
‫وفيما يلي بيان لتلك اخلصائص‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬سالمة مصدر التلقي‪ :‬وذلك باعتمادها علحى الكتحاب والسحنة‪ ،‬وإيحاع‬
‫السححلف الصححاحل‪ ،‬ف ححي مسححتقاة مححن ذلححك النب ح الصححايف‪ ،‬بعي حداً عححن كححدر األهححواء‬
‫والشب ات‪.‬‬
‫وهذه اخلصيصة ال توجد يف رتى املذاهب وامللل والنبل غري العقيحدة اإلسحالمية _‬
‫عقيدة مهل السنة واجلماعة_ فالي ود والنصارى اختذوا محبارهم ورهبان م مربابحاً محن‬
‫دون اهلل‪.‬‬
‫مما الصوفية فمصدر التلقي عندهم هو الكشف‪ ،‬واإلهلام‪ ،‬واحلحدس‪ ،‬والحرؤى‪،‬‬
‫واملنامات(‪.)1‬‬
‫مما الشيعة فمصدر التلقي عندهم محا يزعمحون منحه موجحود يف اجلفحر‪ ،‬ومحا يقولحه‬
‫مئمت م(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظححر تفصححيل ذلححك يف مصححرع التصححوف للبقححاعي‪ ،‬وهححذه هححي الصححوفية للشححيخ عبححدالردمن‬
‫الوكيل‪ ،‬والتصوف املنشأ واملصادر للشيح إحسان إهلي ري‪.‬‬
‫(‪ )6‬انظححر الححرد الكححايف علححى مغالطححات الححدكتور علححي عبدالواحححد وايف‪ ،‬إلحسححان إهلححي ححري ص‬
‫‪ ،612_611‬ومصول مذهب الشيعة اإلمامية االثين عشرية‪ ،‬د‪ .‬ناصحر القفحاري ‪182/6‬و‪،299_188‬‬
‫ومسألة التقريب بل مهل السنة والشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري ‪.617/1‬‬
‫‪10‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مما علماء الكالم فمصدر التلقي عندهم هو العقل _كما سيأتي يف غضون‬
‫هذا الكتاب_‪.‬‬
‫مما سائر املذاهب الفكرية واالجتاهات الباطلة كالشيوعية(‪ _ )1‬فنن ا تعتمد يف‬
‫تقرير مبادئ ا على مفكار املنبرفل‪ ،‬وعقول املالحدة‪ ،‬الذين حيكمون مهواءهم‬
‫ور وات م يف عباد اهلل‪.‬‬
‫مما عقيدة مهل السنة واجلماعة ف ي _ حبمد اهلل _ ساملة مسلمة من هذا الدجل‬
‫والزيف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬من ا تقوم على التسليم هلل _ تعاىل _ ولرسوله "‪ :‬ذلك ألن ا غيب‪،‬‬
‫ر التسليم‬ ‫والغيب يقوم على التسليم =وال تثبت قدم اإلِسالم إال على‬
‫واالستسالم‪.)6(+‬‬
‫فاإلِميان بالغيب من معظم صفات املؤمنل اليت مدح م اهلل _ عز وجل _ ب ا‪،‬‬
‫كما يف قوله _ تعاىل _ ‪[ :‬امل‪ .‬عذلِكَ اْل ِكتعابب ال رعريبع فِيهِ بهدًى ِللْمَّبتقِلع‪َّ .‬الذِينع‬
‫ب وعبيقِيمبونع الصَّالة عومِمَّا رعزع ْقنعاهب رم يبن ِفقُونع]البقرة ‪. 4_1:‬‬
‫يبؤر ِمنبونع بِالْغعري ِ‬
‫ذلك من العقول ال تدرك الغيب‪ ،‬وال تستقل مبعرفة الشرائ على سبيل‬
‫التفصيل لعجزها وقصورها فكما من مس اإلِنسان قاصر‪ ،‬وبصره كليل‪،‬‬
‫وقُ َّوته حمدودة _ فكذلك عقله‪ ،‬فتعيّن اإلِميان بالغيب‪ ،‬والتسليم هلل _ عز وجل_‪.‬‬
‫مما العقائد األخرى فال تسلم هلل ورسوله " بل حتكم ا اآلراء‪ ،‬والعقول‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظر الكيد األدمر‪ ،‬عبحد الحردمن حبنكحة امليحداني‪ ،‬والشحيوعية يف محوازين اإلسحالم‪ ،‬لبيحب‬
‫السعيد‪ ،‬ونقد مصول الشيوعية‪ ،‬للشيخ صاحل بن سعد اللبيدان‪ ،‬والشيوعية للكاتب‪.‬‬
‫(‪ )6‬ررح العقيدة الطباوية ص‪.691‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪11‬‬
‫واألهواء‪ ،‬ومنشأُ فساد األمم واألديان إمنا هو تقديم العقل على النقل‪ ،‬والرمي‬
‫على الوحي‪ ،‬واهلوى على اهلدى(‪.)1‬‬
‫الثالثة‪ :‬موافقت ا للفطرة القومية‪ ،‬والعقل السليم‪ :‬فعقيدة مهل السنة واجلماعة‬
‫مالئمة للفطرة السليمة‪ ،‬موافقة للعقل الصريح‪،‬فالعقل الصريح اخلالي من‬
‫الش وات والشب ات ال يناقض النص الصبيح السامل من العلل و القوادح‪.‬‬
‫مما العقائد األخرى ف ي موهام وختر صات‪ ،‬تعمي الفطر‪ ،‬وتبلِّد العقول‪.‬‬
‫وهلذا لو قدّر من إنساناً جترد من كلّ عقيدة‪ ،‬وصار قلبه خالياً من كل حق‬
‫وباطل‪ ،‬ثم نظر يف العقائد صبيب ا وباطل ا بعدلٍ وإنصافٍ‪ ،‬وفَ رم صبيح ح‬
‫الستبان له احلق‪ ،‬وألدرك من املسوّي بل العقيدة الصبيبة وغريها من العقائد‬
‫األخرى كاملسوِّي بل الليل والن ار(‪.)6‬‬
‫الرابعة‪ :‬اتصال سندها بالرسول " والتابعل ومئمة الدين قوالً‪ ،‬وعمالً‪،‬‬
‫واعتقاداً‪ :‬وهذه اخلصيصة من خصائص مهل السنة قد اعرتف ب ا كثري من‬
‫خصوم ا كالشيعة وغريهم فال يوجد _ حبمد اهلل _ مصل من مصول مهل السنة‬
‫واجلماعة ليس له مصل مو مستند من الكتاب والسنة‪ ،‬مو عن السلف الصاحل‪.‬‬
‫خبالف العقائد األخرى املبتدعة‪ ،‬فال سند هلا من الكتاب مو السنة‪ ،‬مو عن‬
‫السلف الصاحل‪.‬‬
‫اخلامسة‪ :‬الوضوح والس ولة والبيان‪ :‬ف ي عقيدة س لة واضبة وضوح‬
‫الشمس يف رابعة الن ار‪ ،‬فال لبس في ا‪ ،‬وال غموض‪ ،‬وال تعقيد‪ ،‬وال التواء‬
‫(‪ )1‬انظر امل دي حقيقة ال خرافة‪ ،‬للشيخ حممد بن إمساعيل ص‪.11‬‬
‫(‪ )6‬انظر األدلة والقواط والرباهل يف إبطال مصول امللبدين‪ ،‬للشيخ ابن سعدي ص‪.499‬‬
‫‪13‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫فألفا ا واضبة‪ ،‬ومعاني ا بينة يف م ا العامل و العامي‪ ،‬والصغري والكبري فلقد‬


‫جاء ب ا رسول اهلل " بيضاء نقيّة‪ ،‬ليل ا كن ارها‪ ،‬ال يزيغ عن ا إال هالك‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فلقد‬ ‫ومن األمثلة على وضوح ا‪ ،‬ما جاء يف حديث جربيل املش ور‬
‫انتظم هذا احلديث مصول اإلِسالم مبنت ى اليسر والس ولة‪ ،‬والوضوح والبيان‪.‬‬
‫وممثال ذلك من األدلة كثرية ف ي مدلة قاطعة جلية واضبة‪ ،‬تسبق إىل‬
‫األف ام ببادئ الرمي‪ ،‬ومول النظر‪ ،‬ويشرتك كافة اخللق يف إدراك ا‪ ،‬فأدلة الكتاب‬
‫والسنة مثل الغذاء ينتف به كل إنسان‪ ،‬بل كاملاء الذي ينتف به الصيب‪،‬‬
‫والرضي ‪ ،‬والرجل القوي‪ ،‬والضعيف فتلك األدلة سائغة جلية تقن ‪ ،‬وتسكِّن‬
‫النفوس‪ ،‬وتغرس يف القلوب االعتقادات الصبيبة اجلازمة‪.‬‬
‫مال ترى من من قدر على االبتداء ف و على اإلِعادة مقدر‪ [:‬عوهبوع َّالذِي يعربدعمُ‬
‫الْخع ْلقع ثبمَّ يبعِي بدهب عوهبوع مَهروعنب عع َليرهِ]الروم‪ ،67 :‬ومن التدبري ال ينتظم يف دار‬
‫واحدة بِ بمدعِّبرعينِ فكيف ينتظم يف يي العامل ؟! [لَور كَانع فِي ِمعا آِل عةٌ إِالَّ اللَّهب‬
‫لَ َف عسدعتعا] األنبياء‪ ،66 :‬ومن من خلق علم‪ ،‬ثم خلق كما قال _تعاىل _‪[ :‬مَال‬
‫يع رعلَ بم معنر عخ َلقع عوهبوع اللَّطِيفب الْخعبِري]امللك‪.11 :‬‬
‫(‪.)6‬‬
‫ف ذه األدلة وممثاهلا جتري جمرى املاء الذي جعل اهلل منه كل ريءٍ حيٍّ‬
‫السادسة‪ :‬السالمة من االضطراب‪ ،‬والتناقض‪ ،‬واللبس‪ :‬فال مكان في ا لشيء‬
‫من ذلك مطلقاً‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وهي وحي ال يأتيه الباطل من بل يديه وال من خلفه؟‬
‫فاحلق ال يضطرب‪ ،‬وال يتناقض‪ ،‬وال يلتبس‪ ،‬بل يشبه بعضحه بعضحاً‪ ،‬ويشح د‬

‫(‪ )1‬مخرجه مسلم يف كتاب اإلميان ‪ ،48_42/1‬رقم ‪.8‬‬


‫(‪ )6‬انظر ترجيح مساليب القرآن على آساليب اليونان‪ ،‬البن الوزير ص‪.66_61‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪14‬‬
‫بعضه لبعض‪[:‬وعلَور كَانع مِنر عِ نردِ غَيررِ اللَّهِ لَوعجعدبوا فِيهِ اخرتِالفاً كَثِرياً] النساء‪.86:‬‬
‫ممححا الباطححل فبححالعكس مححن ذلححك فتجححد بعضححه يبطححل بعضحاً‪ ،‬ومهلححه يف غايححة‬
‫(‪)1‬‬
‫فعقيدة مهل‬ ‫التناقض‪ ،‬بل جتد الواحد من م متناقضاً م نفسه‪ ،‬مت افتاً يف مقواله‬
‫السنة _ إذاً _ ساملة من ذلك كله ‪.‬‬
‫مما العقائد األخرى فحال تعسعحلر عمحا في حا محن االضحطراب والتنحاقض واللحبس‬
‫فالشيعة _مثالً_ يقولون ‪= :‬إن األئمة يعلمون ما كان‪ ،‬وما يكون‪ ،‬وال خيفى علحي م‬
‫الشئ‪ ،‬ويعلمون متى ميوتون‪ ،‬وال ميوتون إال بنذن م ‪.)6(+‬‬
‫فمن مصول دين م الغلو يف األئمة‪ ،‬ف م خيلعحون علحي م صحفات ال تثبحت حتحى‬
‫لألنبياء‪ ،‬ثم نراهم يف مصل آخحر محن مصحول ديحن م ينقضحون هحذا الكحالم فمحن‬
‫مصول دين م _ميضاً _ التَّقِيَّة‪.‬‬
‫فنذا قيل هلم‪ :‬ملاذا خيتفي مئمتكم؟ وملاذا ال يصدعون باحلق؟‬
‫قالوا‪ :‬تقية! تقية ممن ؟ قالوا‪ :‬من األعداء! ميُّ معداء ومنحتم ح بحزعمكم ح تحرون‬
‫من م ح مي األئمة ح يعلمون متى ميوتون‪ ،‬وال ميوتون مال بنذن م ؟!‬
‫وقل مثل ذلك يف رأن الصوفية‪ ،‬فما مكثر التناقض عندهم‪ ،‬ومن ممثلة ذلحك من‬
‫من م من يعتقد من الحنيب " هحو مول املخلوقحات‪ ،‬بحل يحرون من ييح الكائنحات‬

‫(‪ )1‬انظر األدلة والقواط والرباهل ص‪.418‬‬


‫(‪ )6‬املوجز يف املذاهب واألديان املعاصرة د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري ص ‪ ،161‬وعقيدة اإلمامية عند‬
‫الشيعة االثين عشرية‪ ،‬د‪ .‬علي السالوس ص ‪ .81_89‬وعقيدة اإلمامية عند اجلعفرية يف ضوء السنة للسحالوس‪،‬‬
‫وبذل اجمل ود يف مشاب ة الرافضة للي ود‪ ،‬عبداهلل اجلميلي ‪ ،128_112/6‬وانظر اخلطوط العريضحة حملحب الحدين‬
‫اخلطيب‪ ،‬حتقيق حممد مال اهلل ص‪ ،29‬والشيعة والسنة إلحسان إهلي حري ص‪ ،22‬والشحيعة اإلماميحة االثحين‬
‫عشرية يف ميزان اإلسالم‪ ،‬ربي بن حممد السعودي ص‪ ،194_199‬واخلميين وتفضحيل األئمحة علحى األنبيحاء‪،‬‬
‫حممد مال اهلل‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫خلقت من نوره(‪.)1‬‬
‫وم ذلك جتدهم حيتفلون مبولد النيب "‪.‬‬
‫فنذا قيل هلم‪ :‬مب حتتفلون ؟ قالوا‪ :‬مبولد النيب " حيث ولد عام الفيل يوم كحذا‬
‫وكذا ! فانظر إىل هذا التناقض‪ ،‬وال تذهب بك الغرابحة بعيحداً إذ من التنحاقض دمب‬
‫كل باطل ومبطل‪.‬‬
‫وقل مثل ذلك يف سائر املذاهب الفكرية الضالة‪ ،‬فالشيوعية _ مثالً _ قامت علحى‬
‫اإلِحلاد‪ ،‬والكفر جبمي األديحان‪ ،‬ومنحه ال إلحه واحليحاة محادة‪ ،‬وعنحدما مرحتد ضحغط‬
‫=هتلر‪ +‬على روسيا إبان احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ممحر اجملحرم =سحتالل‪ +‬بفحتح املعابحد‬
‫والتضرع إىل اهلل _عز وجل _‪.‬‬
‫السححابعة‪ :‬من ححا قححد تححأتي بال حح عمبار‪،‬ولكن ال تححأتي بال ححمببال‪ :‬فف حي العقيححدة‬
‫اإلِسالمية ما يب ر العقول‪ ،‬وما قد حتار فيه األف ام‪ ،‬كسائر ممور الغيب من عذاب‬
‫الق حرب ونعيمححه‪ ،‬والصححراط‪ ،‬واحلححوض‪ ،‬واجلنححة والنححار‪ ،‬وكيفيححة صححفات اهلل _عححز‬
‫وجل_‪.‬‬
‫فالعقول حتار يف ف م حقيقة هذه األمور‪ ،‬وكيفيت ا‪ ،‬ولكن ا الحتيل ا‪ ،‬بل تسحلم‬
‫لذلك وتنقاد‪ ،‬وتذعن ألن ذلحك صحدر عحن الحوحي املنحزل‪ ،‬الحذي ال ينطحق عحن‬
‫اهلوى‪ ،‬والذي ال يأتيه الباطل من بل وال من خلفه(‪.)6‬‬
‫مما العقائد األخرى فنن ا تشتمل علحى املسحتبيالت الحيت حتكحم العقحول بداهحةً‬

‫(‪ )1‬انظر هذه هي الصوفية‪ ،‬للشيخ عبدالردمن الوكيّل ص ‪.71_71‬‬


‫(‪ )6‬انظر درء تعارض العقل والنقحل ‪ ،117/4‬والفحرق بحل موليحاء الحردمن وموليحاء الشحيطان ص‬
‫‪ ،89‬والدرة املختصرة يف حماسن الدين اإلسالمي البن سعدي ص ‪.19‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪16‬‬
‫باستبالت ا‪ ،‬وذلك كعقائد الي ود احملرفة‪ ،‬فحالي ود _ محثالً _ يحرون من حم رحعب اهلل‬
‫املختار‪ ،‬ومن اهلل _تعاىل _ قد اختارهم واصطفاهم‪ ،‬وجعحل بحاقي الشحعوب دمحرياً‬
‫ميتطي ا الي ود‪.‬‬
‫فانظر إىل هذا اهلراء الذي حيكم العقل بنحالته إذ كيف يليحق بحأحكم احلحاكمل‬
‫من يكون عنصريّاً منبازاً إىل رعب دون رعب؟!‪.‬‬
‫وقل مثل ذلك يف رأن النصارى‪ ،‬ف حم يقولحون‪ :‬إن اهلل ثالحث ثالثحة ويقولحون‪:‬‬
‫باسم األب واالبن وروح القدس إله واححد‪ ،‬فكيحف يكحون الثالثحة واححداً؟ هحذا‬
‫مستبيل الميكن تصوره‪.‬‬
‫ومن ذلك _ميضاً_ قوهلم بالعشاء الرباني‪ ،‬وصحكوك الغفحران وغريهحا ممحا حتيلحه‬
‫العقول(‪.)1‬‬

‫(‪= )1‬العشاء الرباني‪ :+‬عقيدة من عقائد النصارى الباطلة‪ ،‬وحقيقته‪ :‬من م يزعمون من املسيح قد‬
‫ي احلواريل يف الليلة اليت سبقت صلبه‪ ،‬ومنه قد وزع علي م مخراً وخبزاً كسّره بين م ليأكلوه إذ‬
‫إن اخلمر يشري إىل دم املسيح‪ ،‬واخلبز يشري إىل جسده _ كما يزعمون _ فمن مكل اخلبز‪ ،‬وررب اخلمر يف‬
‫الكنيسة يوم الفصح _ محد معيادهم _ فنن ذلك يستبيل فيه _ مي يتبول _ فكأنه قد حلَّ يف جوفه حلم‬
‫=‬ ‫املسيح ودمه‪ ،‬ومنه قد امتزج يف تعاليمه بذلك‪.‬‬
‫= وهذه العقيدة مما ال يرتدد العقل يف إنكارها إذ كيف يتصور استبالة خبز ومخر إىل حلم ودم يف‬
‫حل من اآلكلل يتذوقون طعم اخلبز اخلمر العادي؟!‪.‬‬
‫ثم إن جسد املسيح واحد‪ ،‬وموائد العشاء تعد باآلالف سنوياً ويف مماكن متفرقة فكيف يتفرق‬
‫جسده ودمه علي ا ييعا؟‪.‬‬
‫=مما صكوك الغفران‪ +‬ف ي إحدى م ازل الكنيسة‪ ،‬وهي دماقة يرتف عن ا من لديه مدنى مبسكة من‬
‫عقل‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫=وهلذا قال طائفة من العقالء‪ :‬إن عامة مقاالت الناس ميكن تصورها إال‬
‫مقالة النصارى وذلك من الذين وضعوها مل يتصوروا ما قالوا‪ ،‬بل تكلموا‬
‫جب ل‪ ،‬ويعوا يف كالم م بل النقيضل وهلذا قال بعض م‪ :‬لو اجتم عشرة‬
‫نصارى لتفرقوا عن محدع عشرع قوالً‪.‬‬
‫وقال آخر‪ :‬لو سألت بعض النصارى وامرمته وابنه عن توحيدهم‪ ،‬لقال‬
‫الرجل قوالً‪ ،‬وامرمته قوالً مخر‪ ،‬وابنه قوالً ثالثاً‪.)1(+‬‬
‫وإذا منعمححتع النظححر يف عقائححد الفححرق الضححالة _ وجححدت من ححا حتتححوي علححى‬
‫املستبيالت فالشيعة يرون من القرآن الكريم الذي بل ميدي املسحلمل‪ ،‬والحذي‬
‫تكفل اهلل _ عز وجل _ حبفظه يرون منه ناقص وحمحرف‪ ،‬ومن القحرآن الكامحل مح‬
‫الغائب املنتظر الذي سيخرج يف آخر الزمان من سرداب سامراء!‬
‫انظر موالً إىل خرافة السرداب‪ ،‬ثم انظر إىل قوهلم‪ :‬إن القرآن الكامل م‬
‫الغائب املنتظر الذي سيخرج آخر الزمان(‪.)6‬‬
‫فما فائدة هذا القرآن الذي لن خيرج للناس إال يف آخر الزمان؟ ثم هل يليق‬
‫حبكمة اهلل _ عز وجل _ وردمته وعدله من عيدععع الناس يعيشون بال هدى وال‬

‫تلك هي توزي اجلنة‪ ،‬وعرض ا للبي يف مزاد علين‪ ،‬وكتابة وثائق للمشرتين تتع د الكنيسة في ا‬
‫بأن تضمن للمشرتي غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وبراءته من كل جرم وخطيئة سابقة والحقة‪.‬‬
‫فنذا تسلم املشرتي صك غفرانه ووضعه يف حمفظته مبيح له كل حمظور‪ ،‬وحل له كل حرام!! انظر‬
‫حماضرات يف النصرانية‪ ،‬للشيخ حممد مبو زهرة ص‪.111_111‬‬
‫(‪ )1‬اجلواب الصبيح ملن بدل دين املسحيح البحن تيميحة ‪ ،111/6‬وانظحر هدايحة احليحارى يف مجوبحة‬
‫الي ود والنصارى البن القيم ص ‪.461‬‬
‫(‪)6‬انظر الرد على الرافضة‪ ،‬للشيخ حممد بن عبدالوهاب ص ‪.46_41‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪18‬‬
‫وحي‪ ،‬حتى إذا جاء آخر الزمان منزل قرآناً ي دي م؟!‪.‬‬
‫ح املعلى من هذه الرتهات فسائر فرق م يعبدون عليًّا ÷‪.‬‬
‫مما النصريية فل م القِ رد ب‬
‫وهم م ذلك يعظمون قاتله عبد الردمن بن ملجم ألن م يزعمون منه‬
‫خلص الالهوت من الناسوت!(‪.)1‬‬
‫ويزعمون _ ميضاً _ من مسكن علي بن مبي طالب ÷ السباب‪ ،‬وإذا مر ب م‬
‫السباب‪ ،‬قالوا‪ :‬السالم عليك يا مبا احلسن‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن الرعد صوته‪،‬‬
‫والربق صوطه‪ ،‬ومن م من يعتقد من عليّاً حالٌّ يف القمر‪ ،‬وتسمى هذه الفرقة‬
‫القمرية‪،‬ف م يرون منه حالٌّ يف القمر‪ ،‬ومنه اجلزء املعتِّم من القمر‪ ،‬لذا ف م‬
‫يقدسون القمر‪،‬ويعبدون عليّاً ممثالً فيه‪.‬‬
‫سببان اهلل! ماذا كان الرعد‪ ،‬والربق‪ ،‬وما هذا اجلزء املعتم من القمر قبل من يولد‬
‫علي؟!‬
‫ومن م من يرى من عليّاً حالٌّ يف الشمس ف م يتوج ون إىل الشمس يف‬
‫عبادت م‪ ،‬ويعرفون بالشمسية(‪.)6‬‬
‫وإذا نظرت يف عقائد الب ائية وجدت ا حتمل عجباً‪ ،‬وال ميلك العاقل إال من حيكم‬
‫ببطالن ا‪ ،‬واستبالت ا‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك‪ :‬قِبرلَ ُة الب ائيل‪ ،‬فقبلت م اليت يتوج ون إلي ا عند‬
‫الصالة هو زعيم م الب اء املازندراني‪ ،‬كما صرح هو بذلك‪.‬‬
‫وتتقلب القبلة حسب تنقالته وحتركاته‪ ،‬فعندما كان يف ط ران كان سجن‬

‫(‪)1‬انظر احلركات الباطنية يف العامل اإلسالمي د‪ .‬حممد بن مدمد اخلطيب ص‪421‬‬


‫(‪ )6‬انظر النصريية د‪ .‬س ري الفيل ‪.194_94/6‬‬
‫‪19‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ط ران هو قبلت م‪ ،‬وإذا كان يف بغداد تكون القبلة بغداد‪ ،‬ويف عكا تكون القبلة‬
‫عكا وهكذا‪...‬‬
‫ف ل رمى محد مثل هذه اخلرافة؟ ثم كيف للب ائيل من يعرفوا قبلت م يف مسفار‬
‫(‪)1‬‬
‫الب اء يف وقت مل تكن األج زة احلديثة اليت حتدد املكان موجودة ؟!‬
‫فاحلمد هلل الذي سلم عقائد مهل السنة من ذلك كله‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬العموم والشمول‪ ،‬والصالح يف كل زمان ومكان وممة وحال‪:‬‬
‫فالعقيدة اإلِسالمية عامة وراملة‪ ،‬وصاحله يف كل زمان ومكان‪ ،‬وممة وحال‪،‬‬
‫لألولل واآلخرين‪ ،‬للعرب والعجم‪ ،‬بل إن األمور ال تصلح إال ب ا‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬الثبات واالستقرار واخللود‪ :‬ف ي عقيحدة ثابتحة‪ ،‬ومسحتقره خالحدة‪،‬‬
‫فلقد ثبتت ممام الضربات املتواليحة الحيت يقحوم ب حا معحداء اإلِسحالم محن الي حود‪،‬‬
‫والنصارى‪ ،‬واجملوس‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫فما إن يعتقد هؤالء من عظم ا قد وهن‪ ،‬ومن جذوت ا قد خبت‪ ،‬ونارها قد‬
‫انطفأت _ حتى تعود جذعة ناصعة نقيه‪.‬‬
‫ف ي ثابتة إىل قيام الساعه‪ ،‬حمفو ة حبفظ اهلل _ تعاىل _ تتناقل ا األجيال جيالً‬
‫بعد جيل‪ ،‬ورعيالً بعد رعيل‪،‬مل يتطرق إلي ا التبريف‪،‬مو التبديل‪،‬مو الزيادة‪،‬‬
‫مو النقصان(‪.)6‬‬
‫كيف ال‪ ،‬واهلل _ عز وجل _ هو الذي تكفل حبفظ ا‪ ،‬وبقائ ا ومل يكل ذلك‬

‫(‪ )1‬انظر الب ائية نقد وحتليل إحسان إهلحي حري ص ‪ ،119‬وانظحر عقيحدة خحتم النبحوة‪ ،‬د‪ .‬حمسحن‬
‫عبداحلميد‪ ،‬والب ائية حملب الدين اخلطيب والب ائية للكاتب ص‪.11_11‬‬
‫(‪ )6‬انظر ثبات العقيدة اإلسالمية ممام التبديات‪ ،‬للشيخ عبداهلل الغنيمان‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪31‬‬
‫إىل محد من خلقه؟!‪.‬‬
‫قال _تعاىل_‪[:‬إِنَّا نعبرنب نعزَّْلنعا الذِّكْرع وعإِنَّا لَهب لَبعاِفظُونع] احلجر‪.9 :‬‬
‫وقال _تعاىل _‪[ :‬يبرِيدبونع لِبيطْفِئبوا نبورع اللَّهِ بَِأفْوعا ِه ِمر وعاللَّهب بمتِمُّ نبو ِرهِ عولَور كَرِهع‬
‫اْلكَافِربونع] الصف‪.8 :‬‬
‫ومن األمثلة الدالة على ثبات العقيدة اإلِسالمية واستمرارها من مقوال مهل‬
‫السنة يف الصفات‪ ،‬والقدر‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬وغريها‪ ،‬كل ذلك ال يزال حمفو اً كما‬
‫نقل عن السلف‪.‬‬
‫خبححالف امللححل األخححرى‪ ،‬والطوائححف الضححالة‪ ،‬واألفكححار اهلدامححة فححالي ود‬
‫والنصارى بدّلوا وحرفوا وغريوا‪ ،‬وسائر الفرق قلما يثبتون على مبدم‪.‬‬
‫ثم إن تلحك العقائحد ال متلحك مسحة اخللحود واالسحتمرار ف حي _وإن عظمحت‬
‫واستببسححنت_ فنن ححا ال تبقححى زمنححاً طححويالً علححى كثححرة الححتغريات‪ ،‬واخححتالف‬
‫التطورات‪ ،‬فما إ ن يشتد عودهحا‪ ،‬وتقحوى رحوكت ا حتحى تبحدم بحالزوال والفنحاء‬
‫ألن ا من صن البشر الناقصل يف علم م وحكمت م‪.‬‬
‫وال مدل على ذلك من الشيوعية اليت مألت الدنيا ضجيجاً وصراخاً‪ ،‬وما إن‬
‫بلغت موج جمدها حتى انفرط عقدها‪ ،‬وسلّ نظام ا على ميدي متباع ا‪.‬‬
‫العاررة‪ :‬من ا ترف قدر مهل ا‪ :‬فمن اعتقدها‪ ،‬وزاد علماً ب ا‪ ،‬وعمالً‬
‫مبقتضاها‪ ،‬ودعوةً للناس إلي ا _ معال اهلل قدرة‪ ،‬ورف له ذكره‪ ،‬ونشر بل الناس‬
‫فضله‪ ،‬فرداً كان مو ياعة‪ ،‬ذلك من العقيدة الصبيبة هي مفضل ما اكتسبته‬
‫ف ي تثمر املعارف النافعة‪ ،‬واألخالق‬ ‫القلوب‪ ،‬وخري ما مدركته العقول‬
‫‪30‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫العالية‪ ،‬اليت من اتصف ب ا تناهى فضله‪ ،‬وكمل سؤدده‪ ،‬وعال بل الناس قدره‪.‬‬
‫فالفضل احلقيقي الذي ال يدانيه فضل‪ ،‬والشرف العالي الذي ال يبلغ رأوه‬
‫ررف _ إمنا هو السعي يف طرق الكمال‪ ،‬واحلرص على التبلي بالفضائل‪،‬‬
‫والتخلي من الرذائل‪.‬‬
‫وهذا الفضل هو الذي يرقِّي القلوب‪ ،‬ويزكي النفوس‪ ،‬وينقي البصائر‪،‬‬
‫ويوصل مهله إىل معلى الغايات‪ ،‬وممسى املقامات‪ ،‬وهو الذي يرف األمم إىل‬
‫ذروة العز والشرف‪ ،‬حتى حترز احلياة الطيبة يف األوىل‪ ،‬والسعادة الباقية يف‬
‫األخرى‪ ،‬ومصل ذلك ومساسه العقيدة الصبيبة املؤسسة على اإلميان باهلل‪،‬‬
‫ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسوله‪ ،‬واليوم آلخر‪ ،‬والقدر خريه ورره‪ ،‬وما يتب ذلك‬
‫من معمال القلوب اليت مدارها على اإلنابة إىل اهلل‪ ،‬واجنذاب دواعي القلب كل ا‬
‫إليه‪ ،‬م القيام بالشرائ الظاهرة‪ ،‬وما يتب ذلك من القيام حبقوق اخللق كافة(‪.)1‬‬
‫عالذِينع مُوتبوا الْ ِعلْمع دعرعجعاتٍ]‬
‫قال _تعاىل_‪[:‬يع ررفَ ر اللَّهب َّالذِينع آ عمنبوا ِمرنكُمر و َّ‬
‫اجملادلة‪.11 :‬‬
‫احلادية عشرة‪ :‬من ا سبب للنصر والظ ور والتمكل‪ :‬فذلك ال يكون إال ألهل‬
‫العقيدة الصبيبة‪ ،‬ف م الظاهرون‪ ،‬وهم الناجون‪ ،‬وهم املنصورون كما قال‬
‫" ‪=:‬ال تزال طائفة من مميت اهرين على احلق ال يضرهم من خذهلم حتى‬
‫يأتي ممر اهلل وهم كذلك‪.)6(+‬‬

‫(‪ )1‬انظر تنزيه الدين ودملتحه ورجالحه البحن سحعدي ص ‪ ،111‬واألدلحة والقواطح والحرباهل ص‬
‫‪ ،494‬والعظمة حملمد اخلضر حسل ص ‪.61‬‬
‫(‪ )6‬مخرجه مسلم يف كتاب اإلمارة ‪.1161/4‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪31‬‬
‫فمن مخذ بتلك العقيدة معزه اهلل‪ ،‬ومن ترك ا خذله اهلل‪ ،‬ذلك من الحنراف‬
‫العقيدة مبلغ األثر يف تصدّع كيان األمة‪ ،‬وتفرق كلمت ا‪ ،‬وتسلط معدائ ا علي ا‪.‬‬
‫ثم إن األمة الزائغة عن عقيدت ا الصبيبة‪ ،‬املنبرفة عن من اج دين ا القويم_‬
‫ال تلبث من ت بط من عليائ ا‪ ،‬وتنزل من رامخ عزها‪ ،‬وتشرف على حضيض‬
‫التالري والفناء‪ ،‬فتلقى صغاراً بعد مشم‪ ،‬ومخوالً بعد نباهة‪ ،‬وذالً بعد عزة‪،‬‬
‫وحطة بعد رفعة‪ ،‬وج الً بعد علم‪ ،‬وتقاطعاً بعد ائتالف‪ ،‬وبطالةً بعد نشاط‪.‬‬
‫وقد علم ذلك كل من قرم التاريخ‪ ،‬فمتى حاد املسلمون عن دين م حاق ب م ما‬
‫حاق‪ ،‬كما حدث هلم يف األندلس وغريها(‪.)1‬‬
‫فما الذي مضاع األندلس‪ ،‬ومغرى النصارى باحتالهلا وإذالل مهل ا؟!‬
‫وما الذي سلط التتار حتى رنوا غارات م الشعواء على حاضرة اإلِسالم‪،‬‬
‫فراح ضبيت ا قرابة املليونل‪ ،‬وتق ّوض بسبب ا صرح اخلالفة اإلِسالمية؟ وما‬
‫الذي قاد املسلمل إىل التخلف عن ركب احلضارة يف هذه العصور املتأخرة‬
‫فأصببوا عالة على غريهم‪ ،‬وصاروا فريسة س لة ألعدائ م الذين تسلطوا‬
‫علي م‪ ،‬فاستباحوا دماهم‪ ،‬واستولوا على خريات م؟‪.‬‬
‫إن ذلك حدث ألسباب عدة مبرزها ومهمّ ا‪ :‬زيغ العقيدة‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬السالمة والنجاة‪ :‬فالسنة سفينة النجاة‪ ،‬فمن متسك ب ا سلم‬
‫وجنا‪ ،‬ومن ترك ا غرق و هلك(‪.)6‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬العقيدة اإلسالمية عقيدة األلفة و االجتماع‪ :‬فما احتد‬
‫(‪ )1‬انظر ذم الفرقة واالختالف يف الكتاب والسنة‪ ،‬للشيخ عبداهلل الغنيمان ص ‪.11‬‬
‫(‪ )6‬انظر نقض املنطق البن تيمية ص ‪.18‬‬
‫‪33‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املسلمون‪ ،‬وما اجتمعت كلمت م يف خمتلف األعصار واألمصار ح إال بتمسك م‬


‫بعقيدت م ومخذهم ب ا‪ ،‬وما تفرقوا واختلفوا إال لبعدهم عن ا‪ ،‬واحنراف م عن‬
‫سبيل ا‪.‬‬
‫وهذا ما مدركه معداؤها يف القديم واحلديث‪ ،‬حيث قاموا _ وال يزالون _‬
‫حبمالت ضارية ي دفون من ورائ ا إىل إضعاف العقيدة يف نفوس املسلمل‬
‫حتى تسود الفرقة بين م‪ ،‬ويشي االختالف يف صفوف م‪ ،‬وبالتالي يس ل القضاء‬
‫علي م‪ ،‬والوقوف يف وجه دعوت م‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬من ا حتمي معتنقي ا من التخبط والفوضى والضياع ‪ :‬فاملن ج‬
‫واحد‪ ،‬واملبدم واضح ثابت ال يتغري‪ ،‬فيسلم معتنق ا من اتباع اهلوى‪ ،‬ويسلم‬
‫الوالء والرباء‪ ،‬واحملبة والبغضاء ذلك من العقيدة‬ ‫من التخبط يف توزي‬
‫الصبيبة تعطيه معياراً دقيقاً ال خيطئ مبداً‪ ،‬فيسلم بذلك من التشتت والتشرد‬
‫والضياع‪ ،‬فيعرف من يوالي‪ ،‬ويعرف من يعادي‪ ،‬ويعرف ما له وما عليه‪.‬‬
‫اخلامسة عشرة‪ :‬من ا متنح معتنقي ا الراحة النفسية والفكرية‪ :‬فال قلق يف‬
‫النفس‪،‬وال اضطراب يف الفكر ألن هذه العقيدة تصل املؤمن خبالقه _عز وجل_‬
‫فريضى به رباً مدبراً‪ ،‬وحاكماً مشرعاً‪ ،‬فيطمئن قلبه بقدره‪ ،‬وينشرح صدره‬
‫حلكمه‪ ،‬ويستنري فكره مبعرفته‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬سالمة القصد والعمل‪ :‬حبيث يعسلم مب رععتِنقُ ا من االحنراف يف‬
‫عبادة اهلل _عز وجل_ فال يعبد غري اهلل‪ ،‬وال يرجو سواه‪ ،‬خبالف مصباب‬
‫العقائد األخرى‪ ،‬ففي م املنبرفون يف باب العبادة‪ ،‬فتجدهم يعبدون القبور‪،‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪34‬‬
‫ويصرفون هلا القرابل والنذور‪ ،‬كبال الرافضة والصوفية‪.‬‬
‫وجتد يف بعض املذاهب الباطلة واالجتاهات اهلدامة من يبسلِم قياده للشيطان‪،‬‬
‫ويتب ما يوحي به مئمة الكفر ومساطل الضالل‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬تؤثر على السلوك واألخالق واملعاملة‪ :‬ف ذه العقيدة هلا مبلغ‬
‫األثر يف ذلك فالناس حتكم م وتوج م عقائدهم‪.‬‬
‫واالحنراف يف السلوك واألخالق واملعاملة _ إمنا هو ناتج عن احنراف يف‬
‫املعتقد‪ ،‬فالسلوك ح يف الغالب ح مثرة ملا حيمله اإلِنسان من املعتقد‪ ،‬وما يدين به من‬
‫دين‪.‬‬
‫وهذه العقيدة تأمر مهل ا بكل خري‪ ،‬وتن اهم عن كل رر‪ ،‬فتأمرهم بالعدل‬
‫واالعتدال‪ ،‬وتن اهم عن الظلم واالحنراف‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬تدف معتنقي ا إىل احلزم واجلد يف األمور‪ :‬حبيث ال يرون فرصة‬
‫للعلم الناف والعمل الصاحل إال بادروا إلي ا رجاءً للثواب‪ ،‬وال يرون موقعاً‬
‫ألن من‬ ‫لإلِثم إال اجتنبوه‪ ،‬خوفاً من العقاب فتستقيم بذلك محوال اجملتم‬
‫مسس ا اإلِميان بالبعث واجلزاء على األعمال‪ ،‬قال اهلل _ تعاىل _ ‪[:‬وعلِكُلٍّ‬
‫ل ععمَّا يععر عملُونع] األنعام‪.146 :‬‬
‫ت مِمَّا عع ِملُوا عومعا رعبُّكَ بِغعافِ ٍ‬
‫دعرعجعا ٌ‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬توصل إىل تكوين ممة قوية‪ :‬تبذل كل غال ورخيص‪ ،‬يف‬
‫سبيل تثبيت دين ا‪ ،‬وتوطيد دعائمه‪ ،‬غري مبالية مبا يصيب ا يف ذلك السبيل‪ ،‬وال‬
‫هيابة من إرجاف املرجفل‪ ،‬وختذيل املخذلل‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬تبعث يف نفس املؤمن تعظيم الكتاب والسنة‪ :‬ألنه يعلم من الكتاب‬
‫‪35‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫والسنة حق وصواب‪ ،‬وهدى وردمة فينبعث بذلك إىل تعظيم ما‪ ،‬واألخذ‬
‫ب ما‪.‬‬
‫احلادية والعشرون‪ :‬تربط املؤمن بسلفه الصاحل ‪ :‬ومكرم به من رباط فاخلري كل‬
‫اخلري باتباع م‪ ،‬واقتفاء آثارهم‪ ،‬وصدق من قال ‪:‬‬
‫وك ن ننل ن ن ن ن ا ت ن نندال م ن ننٍ خل ن ننف‬ ‫وكن ن ننل خن ن ن ن اتبن ن ننال من ن ننٍ ن ن ننلف‬

‫الثانية والعشرون‪ :‬تعكْ ُفل ملعتنقي ا احلياة الكرمية‪ :‬ففي ل العقيدة اإلِسالمية‬
‫يتبقق األمن واحلياة الكرمية ذلك من ا تقوم على اإلِميان باهلل‪ ،‬ووجوب إفراده‬
‫بالعبادة دون من سواه‪ ،‬وذلك _ بال رك _ سبب األمن واخلري والسعادة يف‬
‫الدارين فاألمن قرين اإلِميان‪ ،‬وإذا فقد اإلِميان فقد األمن‪.‬‬
‫قال _تعاىل_‪َّ [:‬الذِينع آ عمنبوا عولَمر يعلِْبسبوا إِميعاعن بمر ِب ُظلْمٍ مُ رولَئِكَ َل بمر ا َألمرنب عوهبمر‬
‫بم رعتدبونع] األنعام ‪.86‬‬
‫فأهل التقوى واإلِميان هلم األمن التام‪ ،‬واالهتداء التام يف العاجل واآلجل‪،‬‬
‫ومهل الشرك واملعصية هم مهل اخلوف وموىل الناس به‪ ،‬ف م م ددون بالعقوبات‬
‫والنقمات يف سائر األوقات(‪.)1‬‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬متأل القلب بالتوكل على اهلل‪ :‬فالعقيدة اإلسالمية تأمر‬
‫العبد بأن يكون قلبه مطوياً على سراج من التوكل على اهلل‪.‬‬
‫والتوكل يف لسان الشرع إمنا يراد به توجه القلب إىل اهلل حال العمل‪،‬‬
‫واستمداد املعونة منه‪ ،‬واالعتماد عليه وحده‪ ،‬فذلك سر التوكل وحقيقته‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬انظر يف حل الشحريعة اإلسحالمية يتبقحق األمحن واحليحاة الكرميحة للمسحلمل‪ ،‬لسحماحة الشحيخ‬
‫عبدالعزيز بن باز ص‪.49_2‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪36‬‬
‫والذي حيقق التوكل هو القيام باألسباب املأمور ب ا فمن عطل ا مل يصحَّ‬
‫توكمله فلم يكن التوكل داعيةً للبطالة‪ ،‬مو اإلِقالل من العمل‪.‬‬
‫بل لقد كان له األثر العظيم يف إقدام عظماء الرجال على جالئل األعمال‬
‫صرانِ‬
‫اليت يسبق إىل نون م من استطاعت م وما لدي م من األسباب احلاضرة _ يعقْ ب‬
‫عن إدراك ا ذلك من التوكل من مقوى األسباب يف حصول املراد ودف املكروه‪،‬‬
‫بل هو مقوى األسباب على اإلِطالق فاعتماد القلب على قدرة اهلل‪ ،‬وكرمه‪،‬‬
‫ولطفه يستأصل جراثيم اليأس‪ ،‬ومنابت الكسل‪ ،‬ويشد ر األمل الذي يلج به‬
‫الساعي مغوار الببار العميقة‪ ،‬ويقارع به السباع الضارية يف فلوات ا‪.‬‬
‫ومعظمب التوكل على اهلل التوكل عليه _ عز وجل _ يف طلب اهلداية‪ ،‬وجتريد‬
‫التوحيد‪ ،‬ومتابعة الرسول‪ ،‬وج اد مهل الباطل‪ ،‬وحصول ما حيبه اهلل ويرضاه‬
‫من اإلِميان‪ ،‬واليقل‪،‬والعلم‪ ،‬والدعوة‪ ،‬ف ذا توكل الرسل وخاصة متباع م‪.‬‬
‫وما اقرتن العزم الصبيح بالتوكل على من بيده ملكحوت كحل رحيء إال كانحت‬
‫العاقبحححة ررحححداً وفالحححاً [ فَححنِذعا ععزعمرححتع فَتعوعكَّح حلر ععلَحححى اللَّححهِ إِنَّ اللَّححهع يببِحححبُّ‬
‫الْمبتعوعكِّلِلع]آل عمران ‪.119‬‬
‫وما ي قوم بل األخذ باألسباب وقوة التوكل على اهلل إال محرزوا الكفاية‬
‫ألن يعيشوا معزةً سعداء(‪.)1‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬حتمل على العزة والكرامة‪ :‬فالعقيدة الصبيبة حتمل‬
‫مهل ا على العزة والكرامة‪ ،‬والشجاعة القولية والفعلية فمتى تيقن العبد من اهلل‬
‫(‪ )1‬انظر الفوائد البن القيم ص ‪ ،149_169‬واحلرية يف اإلسحالم ص ‪ ،44‬ورسحائل اإلصحالح‪،‬‬
‫حملمد اخلضر حسل ‪.79 ،19 ،18/1‬‬
‫‪37‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫هو الناف الضار‪ ،‬املعطي املان ‪ ،‬ومن من اعتز به ف و العزيز‪ ،‬ومن التجأ بغريه‬
‫ف و الذليل‪ ،‬ومن اخللق كلَّ م فقراء إىل اهلل‪ ،‬ال ينفعون وال يضرون ح موجب له‬
‫ذلك القوةَ باهلل‪ ،‬ودوامع االلتجاء إليه‪ ،‬وتركَ اخلوف مما سواه‪ ،‬وقط ع الطم إال‬
‫من فضله‪.‬‬
‫ثم إن العبد إذا علم من ما مصابه مل يكن ليخطئه‪ ،‬وما مخطأه مل يكن‬
‫ليصيبه‪،‬وممنا كتب له البد من يصيبه ح مَنِسعتر نفسه‪ ،‬واطمأن قلبه‪ ،‬وسلم هلل يف‬
‫يي مموره‪.‬‬
‫وإذا سلم هلل _ عز وجل _ حصل له األمن‪ ،‬وزال من قلبه خوف اخللق حيث‬
‫وض نفسه يف حرزٍ مكل‪ ،‬وآواها إىل ركن رديد‪ ،‬فال تناهلا يدب عدوٍّ عادٍ‪ ،‬وال‬
‫بغيب باغٍ عاتٍ‪.‬‬
‫وب ذا يتبرر من رقّ املخلوقل فال يعلق قلبه بأحد من م يف جلب نف مو دف‬
‫ضر‪ ،‬بل يكون اهلل _ وحده _ مواله وناصره‪ ،‬فيستنصر ويستعل به‪ ،‬فيتم له من‬
‫كفاية املوىل‪ ،‬وتيسري األمور ما ال يتم ملن مل يكن معه هذه العقيدة‪ ،‬وحيصل له‬
‫من قوة القلب ما ال يصل إليه من مل يبلغ درجته(‪.)1‬‬
‫اخلامسة والعشرون‪ :‬ال تنايف العلم الصبيح‪ :‬بل تؤيده‪ ،‬وحتث عليه‪،‬‬
‫وتدعوا الناس إليه فالعلم الناف الذي دل عليه الكتاب والسنة هو كل علم‬
‫موصل إىل املطالب العالية‪ ،‬وممثر الثمار النافعة الفرق بل ما تعلق بالدنيا مو‬
‫باآلخرة فكل ما زكى األعمال‪ ،‬ورقى األخالق‪ ،‬وهدى إىل السبيل _ ف و من‬

‫(‪ )1‬انظر الرياض الناضرة‪ ،‬البن سعدي ص ‪.8‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪38‬‬
‫العلم الناف ‪.‬‬
‫والشريعة اإلِسالمية _بكماهلا ومشوهلا_ ممرت بتعلم يي العلوم النافعة‬
‫من العلم بالتوحيد ومصول الدين‪ ،‬ومن علوم الفقه واألحكام‪ ،‬ومن العلوم‬
‫العربية‪ ،‬ومن العلوم االقتصاديه‪ ،‬والسياسية واحلربية‪ ،‬والصناعية‪ ،‬والطبية إىل‬
‫غري ذلك من العلوم اليت تصلح ب ا األفراد واجملتمعات‪.‬‬
‫فما من علم ناف يف الدين مو الدنيا إال ممرت به هذه الشريعة‪ ،‬وحثت عليه‪،‬‬
‫ورع َّغبعتر فيه‪ ،‬فاجتم في ا العلوم الدينية والعلوم الكونية‪ ،‬وعلوم الدين وعلوم‬
‫الدنيا‪ ،‬بل إن ا جعلت العلوم الدنيوية اليت تنف _ من علوم الدين‪.‬‬
‫وهلذا ال ميكن من تتعارض احلقائق العلمية الصبيبة م النصحوص الشحرعية‬
‫الصبيبة الصرحية‪.‬‬
‫وإذا ر يف الواق ما اهره املعارضة _فنمحا من يكحون الواقح جمحرد دعحوى ال‬
‫حقيقة له‪ ،‬وإمحا من يكحون الحنص غحري صحريح يف معارضحته ألن صحريح الحنص‬
‫وحقائق العلم كالهما قطعي‪ ،‬وال ميكن تعارض القطعيل‪.‬‬
‫هذا وقد غلط يف هذا الباب من غلط من مهل الغلو‪ ،‬ومن مهل املادة فالغالون‬
‫اقتصروا على بعض علوم الدين‪ ،‬فقصروا مميا تقصري‪.‬‬
‫ومما املاديون فنن م اقتصحروا علحى بعحض علحوم الكحون‪ ،‬ومنكحروا محا سحواها‬
‫فأحلدوا وكفروا‪ ،‬ومرجت عقوهلم‪ ،‬وفسدت مخالق م‪ ،‬وصار حاصل علوم م‬
‫من حا صححنائ جوفححاء‪ ،‬ال تغححذي األخححالق‪ ،‬وال تزكححي العقححول واألرواح فكححان‬
‫ضررها معظم محن نفع حا‪ ،‬ورحرها مكثحر محن خريهحا ألن حا مل تبحبرنع علحى الحدين‬
‫‪39‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الصبيح‪،‬ومل ترتبط به(‪.)1‬‬


‫السادسة والعشرون‪ :‬جتم بل مطالب الروح‪ ،‬والقلب‪ ،‬واجلسد‪ :‬فال يبغعَّلب‬
‫جانب من هذه اجلوانب على اآلخر‪ ،‬وال يطغى مطلب من حا علحى مطلحب‪ ،‬بحل‬
‫كل ريء يسري مبنت ى الدقة‪ ،‬والتناسب‪ ،‬والتوازن فاإلسالم _ وإن عبحين بتزكيحة‬
‫األرواح‪ ،‬وترقيت ححا يف مراقححي الفححالح _ مل يححبخس احلححواس حق ححا‪ ،‬بححل قضححى‬
‫لألجسام لبانت ا من الزينة‪ ،‬واللذة بالقسطاس املستقيم‪.‬‬
‫ومن رواهد ذلك من اهلل عز وجل ممر املؤمنل مبا ممر به املرسلل ممر بعبادته‪،‬‬
‫والعمل الصاحل الذي يرضيه‪ ،‬وباألكل من الطيبات‪ ،‬واستخراج ما سخّره اهلل‬
‫لعباده يف هذه احلياة‪ ،‬فدف القائمل بالدين احلق والعقيدة الصبيبة إىل كل علوّ‬
‫ورقي‪ ،‬وتقدم صبيح‪.‬‬
‫ومن عرف رحيئاً محن موصحاف هحذا الحدين العظحيم مدرك عظحيم منّحة اهلل علحى‬
‫اخللححق‪ ،‬ومن مححن نبححذ ذلححك وراء ححره وق ح يف الباطححل والضححالل‪ ،‬واخليبححة‪،‬‬
‫واخلسران‪ ،‬واألغالل ألن العقائد األخرى اليت ختالف عقيحدة اإلسحالم هحي محا‬
‫بل خرافات ووثنيات‪ ،‬وما بل إحلحاد وماديحات‪ ،‬جتعحل مهلح ا كالب حائم بحل هحم‬
‫ح َلحت معححه األخححالق‬
‫ححل عححن القلححوب تعرع َّ‬
‫مضححل سححبيالً ألن الححدين احلححق إذا تعرع َّ‬
‫اجلميلة‪ ،‬وحلحت حملح ا األخحالق الرذيلحة‪ ،‬ف بطحت ب حم إىل مسحفل الحدركات‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظر الدين الصبيح حيل يي املشاكل‪ ،‬للشيخ السعدي ص ‪ ،69‬وانظر الدالئل القرآنيحة يف‬
‫من العلوم النافعة داخلة يف الدين اإلسالمي‪ ،‬البن سعدي ص ‪ .2‬وجمموع فتاوى ورسائل الشحيخ حممحد‬
‫ابن عثيمل ‪.77/4‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪41‬‬
‫وصار مكرب هم م التمت بعاجل مباهج احلياة(‪.)1‬‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬تعرتف بالعقل وحتدد جماله‪ :‬فالعقيدة اإلِسالمية حترتم‬
‫العقل السوي‪ ،‬وترف من رأنه‪ ،‬وال حتجر عليه‪ ،‬وال تنكر نشاطه‪.‬‬
‫واإلِسالم ال يرضى من املسلم من يطفئ نور عقله‪ ،‬ويركن إىل التقليد‬
‫األعمى يف مسائل االعتقاد وغريها‪.‬‬
‫بل إنه يطلب من املسلم من ينظر يف ملكوت السموات واألرض‪ ،‬ومن يتدبر‬
‫يف نفسه‪ ،‬وآيات اهلل من حوله ليدرك ب ا مسرار الكون‪ ،‬وحقائق احلياة‪،‬‬
‫ويصل بواسطت ا إىل كثري من ممور االعتقاد اليت هي يف حدود طاقته‪.‬‬
‫بل إن اإلِسالم ينعى على الذين عطلوا عقوهلم‪ ،‬واتبعوا ما ملفوا عليه‬
‫آباءهم من غري ما تعقل‪ ،‬وال تدبر‪ ،‬وال بصرية‪.‬‬
‫وم من اإلِسالم ينظر تلك النظرة إىل العقل ف و _ ميضاً _ حيدد جمال عمل‬
‫العقل صيانةً للطاقة العقلية من من تشتت مو تتبدد وراء األمور الغيبية اليت ال‬
‫يستطي العقل إدراك ا‪ ،‬والوقوف على حقيقت ا‪ ،‬كالذات اإلهلية‪ ،‬والروح‪،‬‬
‫واجلنة والنار‪ ،‬وغريها ذلك من العقل البشري له جماله الذي يعمل فيه‪ ،‬فنذا ما‬
‫حاول من يتخطى هذا اجملال فننه سيضل‪ ،‬ويتخبط يف متاهات ال قبل له ب ا‬
‫فمجال العقل كلُّ ما هو مشاهد حمسوس‪ ،‬مما الغيبيات اليت ال تق حتت احلواس‬
‫فال جمال للعقل من خيوض في ا‪ ،‬وال خيرج عما دلت عليه النصوص الشرعية يف‬

‫(‪ )1‬انظر الدين الصبيح حيل يي املشاكل ص ‪ ،12‬والدرة املختصرة يف حماسن الدين اإلسحالمي‬
‫ص‪ ،48_47‬واحلرية يف اإلسالم‪ ،‬للشيخ حممد اخلضر حسل ص‪.11‬‬
‫‪40‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫رأن ا(‪.)1‬‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬تعرتف بالعواطف اإلنسانية وتوج ا الوجه الصبيبة‪:‬‬
‫فالعواطف ممر غريزي وال يتجرد من ا إنسان سوي‪ ،‬والعقيدة اإلسالمية ليست‬
‫عقيدة هامدة جامدة‪ ،‬بل هي عقيدة حية‪ ،‬تعرتف بالعواطف اإلِنسانية وتقدرها‬
‫حق قدرها‪.‬‬
‫ويف الوقت نفسه ال تطلق العنان هلا‪ ،‬بل تبقَ ِّوم ا وتسمو ب ا‪ ،‬وتوج ا‬
‫الوج ة الصبيبة‪ ،‬اليت جتعل من ا مداة خري وتعمري‪ ،‬بدالً من من تكون معولع‬
‫هدم وتدمري‪.‬‬
‫ف ذه العقيدة ت يمن على عاطفة احلب‪ ،‬والبغض‪ ،‬وسائر العواطف‪ ،‬وجتعل‬
‫صاحب هذه العواطف متزناً يف تصرفاته‪ ،‬حكيماً يف سلوكه ومعامالته‪ ،‬ينطلق‬
‫يف ذلك كله من قاعدة من اهلل يراه‪ ،‬ويطل عليه‪ ،‬وسيباسبه على ما قدّم‪ ،‬فال‬
‫حيب إال هلل‪ ،‬وال يبغض إال هلل‪ ،‬وال يعطي إال هلل‪ ،‬وال مين إال هلل‪ ،‬فال يندف يف‬
‫ثورة احلب‪ ،‬مو سورة الغضب إىل اقرتاف فعل مرذول‪ ،‬مو سلوك غري مقبول‪ ،‬مو‬
‫جتاوز حلد من حدود اهلل‪.‬‬
‫وبدون هذه العقيدة يتبول اجملتم إىل جمتم تنتشر الفوضى بل مفيائه‪،‬‬
‫ويسود الرعب واخلوف يف مرجائه‪ ،‬ويتبول مفراده إىل وحوش كاسرة‪ ،‬ال ه َّم‬
‫هلا إال القتل والسلب‪ ،‬والتدمري والتخريب‪.‬‬
‫ولقد كانت هذه هي السمةَ البارزة‪ ،‬اليت اتسم ب ا اجملتم اجلاهلي قبل من‬

‫(‪ )1‬انظر العقيدة اإلسالمية بل العقل والعاطفة‪ ،‬د‪ .‬مدمد الشريف ص ‪.79_71 ،1‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪41‬‬
‫تستقر العقيدة اإلِسالمية يف قلوب مبنائه(‪.)1‬‬
‫التاسعة والعشرون‪ :‬العقيدة اإلسالمية كفيلة حبل يي املشكالت‪ :‬سواء‬
‫مشكالت الفرقة والشتات‪ ،‬مو مشكالت السياسة واالقتصاد‪ ،‬مو مشكالت‬
‫اجل ل واملرض والفقر مو غري ذلك‪.‬‬
‫فلقد ي اهلل ب ا القلوب املشتتة‪ ،‬واألهواء املتفرقة‪ ،‬ومغنى ب ا املسلمل بعد‬
‫الععيرلَة‪ ،‬وعلم م ب ا بعد اجل ل‪ ،‬وبصّرهم بعد العمى‪ ،‬ومطعم م من جوع‪،‬‬
‫وآمن م من خوف(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر املرج السابق ص‪.191_191 ،1‬‬


‫(‪ )6‬انظر الدين الصبيح حيل يي املشاكل‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الفصل الثاني‬
‫خصائص مهل السنة واجلماعة‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫خصائص أهل السنة واجلماعة‬

‫ألهل السنة واجلماعة خصائص من جية علمية‪ ،‬وخصائص خلقية‬


‫وعملية‪.‬‬
‫وتلك اخلصائص متيز ب ا سلف هذه األمة‪ ،‬ومن تبع م بنحسان‪.‬‬
‫وال يعين ذلك عصمة كل منتسب إىل السنة‪ ،‬وإمنا يعين عصمةَ املن ج‪،‬‬
‫وعصمةَ جممو ِع معنر مخذ ب ذه العقيدة‪.‬‬
‫لكن قد حيصل من بعض املنتسبل للسنة خلل‪ ،‬مو خطأ‪ ،‬مو تقصري فال‬
‫يتاب عليه‪ ،‬وال يقتدى به‪ ،‬بل يبتعد عن السنة بقدر خطئه‪ ،‬وبعده‪.‬‬
‫وفيما يلي بيان بشيء من البسط لتلك اخلصائص اليت امتاز ب ا مهل السنة‬
‫واجلماعة‪ ،‬وذلك من خالل املباحث التالية‪:‬‬
‫املببث األول‪ :‬سالمة من ج م يف التلقي‪ ،‬واالستدالل‪.‬‬
‫املببث الثاني‪ :‬وسطيت م من بل الفِرعق‪.‬‬
‫املببث الثالث‪ :‬خصائص م اخللقية‪ ،‬والعملية‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املبحث األول‪:‬‬
‫سالمة منهجهم يف التلقي‪ ،‬واالستدالل‬

‫من معظم ما خيتص به مهل السنة واجلماعة سالمة من ج م يف التلقي‬


‫واالستدالل‪.‬‬
‫ويدخل حتت ذلك يلة من املسائل اليت توضح هذا املعنى‪ ،‬وتؤكد مخذهم‬
‫به‪ ،‬وفيما يلي بيان لذلك‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬االقتصار يف التلقي على الكتاب والسنة‪ :‬ف م ين لون من هذا املن ل‬
‫العذب عقائدهم‪ ،‬وعبادات م‪ ،‬ومعامالت م وسلوك م‪ ،‬ومخالق م‪ ،‬فكل ما‬
‫وافق الكتاب والسنة قبلوه ومثبتوه‪ ،‬وكل ماخالف ما ردوه على قائله كائناً من‬
‫كان‪.‬‬
‫خبالف مهل البدعة والضحاللة الحذين معرضحوا عحن هحذين املصحدرين‪ ،‬سحواء‬
‫كححانوا مححن الصححوفية الححذين مخححذوا ديححن م عححن طريححق الححرؤى‪ ،‬واألحححالم‪،‬‬
‫واملكارفات‪ ،‬والذوق والوجد‪ ،‬مو من الرافضة الذين مخذوه فيما يزعمحون عحن‬
‫مئمت م الذين ادعوا هلم العصمة =ومئمت م امل تحدون كعلحي واحلسحن واحلسحل _‬
‫رضي اهلل عن م _ براء من م ‪.+‬‬
‫مو مححن مهححل الكححالم الححذين مهلححوا العق حل‪ ،‬وجعلححوه حاكم حاً علححى نصححوص‬
‫الوحي‪ ،‬مو من الذين مخحذوا بالنظريحات الغربيحة الفحاجرة الحيت ختحالف اإلِسحالم‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪46‬‬
‫يلة وتفصيالً‪ ،‬كبعض نظريات علم النفس(‪ ،)1‬وعلم االجتماع(‪.)6‬‬
‫فأهل السنة واجلماعة مغناهم اهلل بالكتاب والسنة عن ضالالت مهل األرض‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التسليم لنصوص الشرع‪ ،‬وف م ا على مقتضى من ج السلف‪ :‬ف م‬
‫يسلمون لنصوص الشرع‪ ،‬سواء ف موا احلكمة من ا مم ال‪ ،‬وال يعرضون‬
‫النصوص على عقوهلم‪ ،‬بل يعرضون عقوهلم على النصوص ويف مون ا كما‬
‫ف م ا السلف الصاحل(‪.)4‬‬
‫الثالثة‪ :‬االتباع وترك االبتداع‪ :‬ف م ال يقدمون بل يدي اهلل ورسوله‪ ،‬وال‬
‫يرفعون مصوات م فوق صوت النيب " وال يرضون ألحد كائناً من كان من يرف‬
‫صوته فوق صوت النيب "‪.‬‬
‫خبالف املبتدعة الضالل‪ ،‬الذين ابتدعوا يف الدين‪ ،‬مستدركل على وحي رب‬
‫العاملل‪ ،‬مال ساء ما يعملون‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬االهتمام بالكتاب والسنة‪ :‬ف م ي تمون بالقرآن حفظاً‪ ،‬وتالوة‪،‬‬
‫وتفسرياً‪ ،‬وباحلديث دراية ورواية‪.‬‬
‫خبالف غريهم من املبتدعة الذين ي تمون بكالم ريوخ م مكثر من اهتمام م‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫اخلامسة‪ :‬ترك التفريق بل الكتاب والسنة إال مبا حدده الشارع‪ :‬فالكل من‬
‫عند اهلل‪ ،‬والقبول هلما على حد سواء‪ ،‬قال _ تعاىل _‪ [ :‬عومعا يعن ِطقب ععنِ اْل عوعى‬

‫(‪ )1‬انظر حصوننا م ددة من داخل ا‪ ،‬د‪ .‬حممد حممد حسل‪ ،‬ص ‪.49_11‬‬
‫(‪ )6‬انظر املرج السابق‪ ،‬ص ‪.92_19‬‬
‫(‪ )4‬انظر قواعد االستدالل على مسائل االعتقاد‪ ،‬ص ‪.127_114‬‬
‫‪47‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫حيٌ يبوحعى] النجم‪.1_4:‬‬


‫* إِنر هبوع إِلَّا عو ر‬
‫وقال _ عليه الصالة والسالم _‪=:‬مال إني موتيت القرآن ومثله معه‪.)6()1(+‬‬
‫السادسة‪ :‬احتجاج م بالسنة الصبيبة وترك التفريق بل املتواتر واآلحاد‪:‬‬
‫سواء يف األحكام مو العقائد‪ ،‬ف م يرون حجية احلديث إذا صح عن رسول اهلل‬
‫" ولو كان آحاداً‪.‬‬
‫خبالف املبتدعة الذين يقولون‪ :‬إن حديث اآلحاد ال تثبت به عقيدة ألنه ال‬
‫يفيد إال الظن‪ ،‬وهو يف الوقت نفسه تثبت به األحكام الشرعية عندهم(‪.)4‬‬
‫السابعة‪ :‬ليس هلم إمام معظم يأخذون كالمه كله‪ ،‬ويعدع بعونع ما خالفه إال‬
‫الرسول "‪ :‬مما غري الرسول _صلى اهلل عليه وسلم_ فنن م يعرضون كالمه على‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬فما وافق ما قبل‪ ،‬وما ال فال‪ ،‬ف م يعتقدون من كالً يؤخذ من‬
‫قوله ويبرد إال الرسول "‪.‬‬
‫مما غريهم من الفرق األخرى‪ ،‬ومن متعصبة املذاهب _ فحنن م يأخحذون كحالم‬
‫مئمت م كله حتى ولو خالف الدليل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬من حم معلحم النحاس بالرسحول "‪ :‬ف حم يعلمحون هديحه‪ ،‬ومعمالحه‪،‬‬
‫ومقوالحححه‪ ،‬وتقريراتح حه لحححذلك ف حححم مرحححد النحححاس حببَّح حاً لحححه وإتباعح حاً لسحححنته‪.‬‬
‫خبالف غريهم من مهل البدع الذين يعرفون عن مئمت م ما ال يعرفون عن رسحول‬
‫(‪ )1‬رواه اإلمام مدمد يف املسحند ‪ ،141_149/1‬ورواه مبحو داود ‪ 14/1‬بحرقم (‪ )1291‬وصحببه‬
‫األلباني يف صبيح اجلام (‪.)6214‬‬
‫(‪ )6‬انظر منزلة السنة يف اإلسالم‪ ،‬وبيان منه ال يستغنى عن ا بالقرآن‪ ،‬للشيخ العالمة األلباني‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر مخبار اآلحاد يف احلديث النبوي‪ ،‬للشيخ عبداهلل بن جربين‪ ،‬واألدلة والشواهد على‬
‫وجوب األخذ خبرب الواحد يف األحكام والعقائد‪ ،‬للشيخ سليم اهلاللي‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪48‬‬
‫اهلل "‪.‬‬
‫التاسححعة‪ :‬الححدخول يف الححدين كلححه‪ :‬ف ححم يححدخلون يف الححدين كلححه‪ ،‬ويؤمنححون‬
‫بالكتاب كله‪ ،‬امتثاالً لقوله _ تعاىل _ ‪ [ :‬يعا مَيُّ عا الَّذِينع آمعنبواْ ادرخبلُحواْ فِحي السِّحلْمِ‬
‫كَآفَّةً] البقرة‪.698:‬‬
‫خبالف الذين فرقوا دين م وكانوا ريعا كل حزب مبا لدي م فرحون‪.‬‬
‫وخبالف الذين نسوا حظاً مما ذب ِّكروا به‪ ،‬والذين جعلوا القرآن عضحل فحآمنوا‬
‫ببعض الكتاب‪ ،‬وكفروا ببعض‪.‬‬
‫العاررة‪ :‬األ خحذ بحأوامر اإلسحالم بقحوة ‪ :‬وذلحك بحااللتزام ب حا‪ ،‬وقبوهلحا يف‬
‫الرخاء والشدة‪ ،‬واملنشط واملكره‪ ،‬ويف الغضب والرضا‪ ،‬وعند األثرة‪.‬‬
‫احلادية عشرة‪ :‬تعظيم السلف الصاحل‪ :‬فأهل السنة يعظمون السلف الصاحل‪،‬‬
‫ويقتدون ب م‪ ،‬وي تدون ب دي م‪ ،‬ويرون من طريقت م هحي األسحلم‪ ،‬واألعلحم‪،‬‬
‫واألحكم(‪.)1‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬اجلم بل النصوص يف مسالة الواحدة‪ ،‬ورد املتشابه إىل‬
‫احملكم‪ :‬ف م جيمعون بل النصوص الشرعية يف املسألة الواحدة‪ ،‬ويردون املتشابه‬
‫إىل احملكم حتى يصلوا إىل احلق يف املسألة‪.‬‬
‫خبححالف كححثري مححن الطوائححف الححيت نسححيت حظ حاً ممححا ذب ِّك حرت بححه‪ ،‬فنظححرت إىل‬
‫النصححوص الشححرعية بعححل عححوراء‪ ،‬فضححلت ومضححلت وذلححك كبححال املعطلححة‪،‬‬
‫واملمثلة‪ ،‬والقدرية‪ ،‬واجلربية‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر حكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد ص ‪.42‬‬
‫‪49‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الثالثة عشرة‪ :‬اجلم بل العلم والعبادة‪ :‬خبالف غريهم‪ ،‬فنما من يشتعل‬


‫بالعبادة عن العلم‪ ،‬مو بالعلم عن العبادة‪ ،‬مما مهل السنة واجلماعة فيجمعون بل‬
‫األمرين‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬اجلم بل التوكل على اهلل واألخذ باألسباب‪ :‬ف م الينكرون‬
‫األسباب‪ ،‬وال تأثريها إذا ثبتت ررعاً مو قدراً‪ ،‬وال يعدعون األخذ باألسباب ويف‬
‫الوقت نفسه ال يلتفتون إلي ا‪.‬‬
‫ف م يرون منه جيب على العبد _ م اإلِميان باهلل‪ ،‬والتوكل عليه _ من جيت د يف‬
‫العمل‪ ،‬ومن يأخذ بأسباب النجاة‪ ،‬ومن يلجأ إىل اهلل بأن ييسر له ممور دينه‬
‫ودنياه(‪.)1‬‬
‫وال يرون من هناك تنافياً بل التوكل على اهلل واألخذ باألسباب‪،‬ألن نصوص‬
‫الشرع حافلة باألمر بالتوكل على اهلل‪ ،‬واألخذ باألسباب املشروعة مو املباحة يف‬
‫خمتلف رؤون احلياة‪ ،‬فقد ممرت بالعمل‪ ،‬والسعي يف طلب الرزق‪ ،‬والتزود‬
‫لألسفار‪ ،‬واختاذ العدد يف مواج ة العدو‪.‬‬
‫الصلَاةُ فَانعتشِربوا فِي الْأَ ررضِ]اجلمعة‪،19:‬‬
‫ضعيتِ َّ‬
‫قال _ تعاىل _‪َ [ :‬فِنذعا قُ ِ‬
‫وقال ‪[:‬فَامرشبوا فِي عمنعاكِِب عا] امللك ‪ ،11:‬وقال ‪[:‬وعتعزعوَّدبواْ َفنِنَّ عخير عر الزَّادِ‬
‫ُوةٍ عومِن ِّربعاطِ‬
‫التقْوعى]البقرة‪ ،197‬وقال‪[ :‬وعمَعِدُّواْ َل بم مَّا اسرعتطَ رعتبم مِّن ق َّ‬
‫َّ‬
‫خيرلِ تب ررهِببونع بِ ِه ععدروَّ اللهِ]األنفال ‪.29:‬‬
‫الْ ع‬
‫وقال النيب "‪= :‬احرص على ما ينفعك‪،‬واستعن باهلل وال تعجز‪،‬وإن‬

‫(‪ )1‬انظر ررح كتاب التوحيد من صبيح البخاري‪ ،‬للشيخ عبداهلل الغنيمان ‪.269/6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪51‬‬
‫مصابك ريء فال تقل‪ :‬لو مني فعلت كان كذا وكذا‪ ،‬ولكن قل‪ :‬قدر اهلل وما‬
‫راء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان ‪.)1(+‬‬
‫هذا هو مقتضى األدلة النقلية والعقلية والواقعية ألن اهلل _ تعاىل _ ربط‬
‫األسباب باملسببات‪ ،‬وجعل للمسببات مسباباً‪ ،‬وللمقاصد طرقاً ووسائل حتصل‬
‫ب ا‪ ،‬وقرر هذا يف النظر والعقول‪ ،‬ونفذه يف الواق ‪ ،‬وقرره يف املنقول(‪.)6‬‬
‫فليسوا كالذين ينكرون األسباب‪ ،‬وينفون تأثريها‪ ،‬وال الذين جعلوا ما ليس‬
‫سبباً يف الشرع مو القدر سبباً‪ ،‬كبال اخلرافيل الذين يرون تأثري الكواكب يف‬
‫احلوادث األرضية‪ ،‬وكبال الذين يرون من تربة كربالء _ وخصوصاً الرتبة اليت‬
‫عند قرب احلسل _ رفاء من كل داء(‪.)4‬‬
‫وليسوا _ ميضاً _ كبال الذين ركنوا إىل األسباب‪ ،‬وتركوا التوكل على اهلل‪،‬‬
‫وال كبال الذين تركوا األخذ باألسباب زعماً من م من فعل ا ينايف التوكل‪ ،‬ومن‬
‫ترك األخذ ب ا معلى مقامات التوكل‪.‬‬
‫ف ذا كله ضالل وباطل وهلذا قال بعض العلماء‪= :‬االلتفات إىل األسباب‬
‫ررك يف التوحيد‪ ،‬وحمو األسباب من تكون مسباباً نقص يف العقل‪ ،‬واإلعراض‬
‫عن األسباب بالكلية قدح يف الشرع‪.)1(+‬‬

‫(‪ )1‬صبيح مسلم (‪.)6221‬‬


‫(‪ )6‬انظر جمموع الفتاوى ‪ ،681_681/8‬والرياض الناضرة البن سعدي ص ‪ ،162_161‬والسنن‬
‫اإلهلية د‪ .‬عبدالكريم زندان ص ‪.44_61‬‬
‫(‪ )4‬انظر تفضيل زيارة قرب احلسل ÷ على ححج بيحت اهلل احلحرام‪ ،‬د‪ .‬عبحداملنعم السحامرائي‪ ،‬ص‬
‫‪.14‬‬
‫(‪ )1‬انظر ررح العقيدة الطباوية ص‪.129‬‬
‫‪50‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫اخلامسة عشرة‪ :‬اجلم بل التوس يف الدنيا والزهد ب ا‪ :‬فأهل السنة واجلماعة‬


‫الينكرون على من يتوس يف الدنيا‪ ،‬ويسعى يف كسب الرزق‪ ،‬بل يرون منه ينبغي‬
‫لإلنسان من يكفي نفسه ومن يعول‪ ،‬ويستغين عن الناس‪ ،‬ويقط الطم عما يف‬
‫ميدي م‪ ،‬على مال تكون الدنيا مكرب همه‪ ،‬وال مبلغ علمه‪ ،‬وعلى مال يكتسب‬
‫املال من غري حله‪ ،‬مو من يكون عن الواجبات يف رغل راغل‪.‬‬
‫كما ال يعيبون على من آثر الكفاف‪ ،‬ورضي بالقليل من متاع الدنيا ألن م‬
‫يرون من الزهد إمنا هو زهد القلب‪ ،‬وهو من يرتك اإلنسان ما ال ينف يف اآلخرة‪.‬‬
‫مما إذا توس العبد يف الدنيا‪ ،‬وجعل ا يف يده ال يف قلبه حبيث يرفد ب ا‬
‫اإلِخوان‪ ،‬ويتصدق على الفقراء واملساكل‪ ،‬ويعل ب ا على نوائب احلق _ ف ذا‬
‫من فضل اهلل الذي يؤتيه من يشاء‪.‬‬
‫=وذلححك كبححال الصححديق‪ ،‬وعمححر‪ ،‬وعثمححان‪ ،‬وعلححي‪ ،‬وعبححد الححردمن ابححن‬
‫عوف‪ ،‬وغريهم من مثرياء امل اجرين واألنصار _ رضي اهلل عن م‪.)1(+‬‬
‫وكبال ابن املبارك × فلقد كان من مغنى مهل زمانه‪ ،‬وهو يف الوقت نفسه‬
‫من مزهدهم إن مل يكن مزهدهم‪ ،‬فاهلل عز وجل آتاه ماالً فسلطه على هلكته يف‬
‫احلق‪.‬‬
‫وهكذا جند من مهل السنة من هو فقريٌ متعففٌ راضٍ بالقليل‪.‬‬
‫فلم ينكر هؤالء على مولئك‪ ،‬وال مولئك على هؤالء‪.‬‬
‫خبالف غريهم من مهل الدنيا الذين يعيشون هلا‪ ،‬ويكدحون من مجل ا‪ ،‬ف ي‬

‫(‪ )1‬من تعليقات مساحة الشيخ ابن باز ×‪.‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪51‬‬
‫مكرب هم م‪ ،‬ومبلغ علم م‪ ،‬فال يعادون إال هلا‪ ،‬وال يوالون إال علي ا‪ ،‬وجتدهم‬
‫يواصلون كالل الليل بكالل الن ار‪ ،‬حرصاً على ي املال من مي مكان وعن‬
‫مي طريق‪ ،‬غري مبالل يف حل الكسب من حرمته‪.‬‬
‫وخبالف البطالل من مهل التصوف وغريهم من الذين يعيشون عالة على‬
‫الناس‪ ،‬وال يرون الزهد إال برتك الدنيا واإلعراض عن ا بالكلية‪ ،‬ويرون من‬
‫االرتغال بطلب الرزق مناف للزهد‪.‬‬
‫وهلذا مل يذكر اهلل _ تعاىل _ التجارة يف معرض احلط يف رأن ا إال حيث‬
‫رغلت عن طاعة كما يف قوله _ جل وعال _‪[ :‬وعِإذعا رعَمورا تِجعا عرةً َمور َل رواً انفَضُّوا‬
‫الل روِ عومِنع التِّجعا عرةِ وعاللَّهب عخيررب‬
‫إَِلري عا وعتعرعكُوكَ قَائِماً قُلر معا عِندع اللَّهِ عخيررٌ مِّنع َّ‬
‫الرَّازِقِلع] اجلمعة‪.11:‬‬
‫وملَّا لَمر تشغل عن طاعته‪ ،‬ومل يؤثرها مهل ا على واجبات الدين ذكرها اهلل _‬
‫عز وجل _ ومل ي تضم من حق ا ريئاً‪ ،‬فقال‪[ :‬رِجعالٌ لَّا بت ْل ِي ِمر تِجعا عرةٌ عولَا عبير ٌ‬
‫الصلَاةِ وعإِيتعاء الزَّكَاةِ] النور‪.47:‬‬
‫ععن ذِكْرِ اللَّ ِه وعإِقَامِ َّ‬
‫فاثبت هلؤالء الكُمَّل من م جتار وباعة‪ ،‬ولكن م مل يشتغلوا بضروب مناف‬
‫التجارة عن فرائض اهلل‪.‬‬
‫وكما مذن اإلسالم يف اكتساب األموال‪ ،‬واستثمار مرباح ا يف وجوه ا املعتدلحة _‬
‫مذن يف االستمتاع ب ا‪ ،‬وترويح اخلاطر بنعيم ا رريطة االقتصاد‪.‬‬
‫قال_ تعاىل _‪[ :‬قُلر معنر حعرَّمع زِينعةَ اللهِ الَِّتيع َمخررعجع لِعِبعا ِدهِ وعالْطَّيِّبعاتِ مِنع‬
‫الرِّزرقِ] األعراف‪ ،46:‬وقال يف اآلية اليت قبل ا‪[ :‬و ُكلُواْ وعارر عرببواْ عوالَ بتسر ِرفُواْ‬
‫‪53‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫إِنَّ به الَ يببِبُّ الْ بمسر ِرفِلع] األعراف ‪.41:‬‬


‫ومما اآليات الواردة يف سياق التزهيد‪ ،‬واحلط من متاع احلياة الدنيا فال يقصد‬
‫من ا ترغيب اإلِنسان ليعيش جمانباً للزّينة‪ ،‬ميت اإلرادة عن التعلق بش واته على‬
‫اإلِطالق‪.‬‬
‫وإمنا يقصد من ا حكم مخرى‪ ،‬كتسلية الفقراء الذين ال يستطيعون ضرباً يف‬
‫األرض‪ ،‬ومعنر قصرت ميدي م عن تناوهلا لئال تضيق صدورهم على آثارها‬
‫مسفاً‪.‬‬
‫ومن ا تعديل األنفس الشاردة‪ ،‬وانتزاع مايف طبيعت ا من الشَّرعهِ والطم لئال‬
‫خيرجا ب ا عن قصد السبيل‪ ،‬ويتطوَّحا ب ا يف االكتساب إىل طرق غري الئقة‬
‫فاستصغار متاع الدنيا‪ ،‬وحتقريها لذائذها يف نفوس الناس يرفع م عن االستغراق‬
‫في ا‪ ،‬ويبكْبِ بر ب مم م عن جعل ا قبلة يولون وجوه م رطرها حيثما كانوا‪.‬‬
‫ومتى عكف اإلنسان على مالذِّ احلياة‪ ،‬ومل يصحب قلبه عن الل و بزخارف ا _‬
‫ماتت عواطفه‪ ،‬ونسي مو تناسى من مين تؤتى املكارم واملرؤة‪ ،‬ودخل م األنعام‬
‫يف حيات ا السافلة‪.‬‬
‫ومما ما ثبت عن بعض السلف من نبذ الزينة واإلِعراض عن العيش الناعم‬
‫عند القدرة عليه‪ ،‬مو يف حال وجوده _ فال يريدونه قربة بنفسه‪ ،‬وإمنا يبتغون به‬
‫الوسيلة إىل رياضة النفس‪ ،‬وتدريب ا على خمالفة الش وات لتستقر حتت طوع‬
‫العقل بس ولة‪ ،‬وتتمكن من طرح مهوائ ا الزائغة بدون كلفة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر احلرية يف اإلسالم ص‪ ،46‬و‪.49_48‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪54‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬اجلم بل اخلوف والرجاء واحلب‪ :‬فأهل السنة واجلماعة‬
‫جيمعون بل هذه األمور‪ ،‬ويرون منه ال تنايف وال تعارض بين ا‪ ،‬قال _ تعاىل _ يف‬
‫خيررعاتِ وعيع ردعبوعننعا عرغَباً وع عرهعباً‬
‫وصف صفوة عباده‪[ :‬إَِّن بمر كَانبوا يبسعا ِرعبونع فِي الْ ع‬
‫وعكَانبوا َلنعا خعارِعِلع] األنبياء‪.99:‬‬
‫جنبوب بمر ععنِ الْمعضعاجِ ِ‬
‫وقال يف معرض الثناء على عبادة املؤمنل‪ [ :‬عتتعجعافَى ب‬
‫يع ردعبونع رَّعب بمر خعورفاً وعطَمععاً عومِمَّا رعزع ْقنعاهبمر يبن ِفقُونع] السجدة‪ ،12:‬وقال‪[ :‬مَمَّنر‬
‫بذعرب الْآخِ عرةَ وعيعررجبو عرحرمعةَ رعبِّهِ] الزمر‪،9:‬‬
‫الليرلِ سعاجِداً وعقَائِماً يع ر‬
‫هبوع قَاِنتٌ آنعاء َّ‬
‫وقال‪[ :‬وعيعررجبونع رعحر عمتع به وعيعخعافُو عن ععذعابعهب] اإلسراء ‪.17‬‬
‫وممرنا من نعبده باخلوف‪ ،‬والرجاء كما يف قوله‪[ :‬وعا ردعبوهب خعورفاً وعطَمععاً]‬
‫األعراف‪.12 :‬‬
‫هذه طريقة مهل السنة واجلماعة يف هذا الباب(‪.)1‬‬
‫خبالف من ال جيمعون بل اخلوف واحلب والرجاء‪ ،‬وإمنا يأخذون بعبادة من‬
‫هذه‪ ،‬ويدعون ما سواها‪.‬‬
‫فغالة الصوفية _مثالً_ يقولون‪ :‬حنن نعبد اهلل ال خوفاً من عقابه وال طمعاً يف‬
‫ثوابه‪ ،‬وإمنا نعبد اهلل حبّاً لذاته فبسب‪ ،‬كما عرب بذلك كثري من م كرابعة العدوية‬
‫اليت تقول‪:‬‬
‫وحب ن ن ن ن ن ناً أل ن ن ن ن ننح أهن ن ن ننل ل اكن ن ن ن ن ن ن ننا‬ ‫أحبن ن ن ن ننح حبي ن ن ن ن ننٍ ح ن ن ن ن ن َّ اهلن ن ن ن ن ننو‬

‫(‪ )1‬انظر مدارج السالكل البن القيم‪ ،18_11/4 ،‬و‪ ،114_197‬وطريق اهلجحرتل البحن القحيم‬
‫ص‪.119_119‬‬
‫‪55‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬
‫ت ن ننبلال كن ن ن ـ عمن ننٍ ن ن ننواكا‬ ‫ه ن ن ننو ح ن ن ن ن اهلن ن ن ننو‬ ‫أم ن ن ننا ال ن ن ن ن‬
‫(‪)1‬‬
‫ح لال احلجن حتنأ أراكنا‬
‫كَتفُ َ‬ ‫أ ن ن ن ن أهن ن ن ننل ل ن ن ن ن ن ن‬ ‫وأمن ن ن ن ننا ال ن ن ن ن ن‬

‫وكما قال ابن عربي الصويف ‪:‬‬


‫(‪)6‬‬
‫ركائب نن احل نن ُّ د نن و ن ننا ال‬ ‫أد ن ننٍ ن نند ٍ احلن ن ن أ َّن ن نأ توجهن ن ن‬

‫وال رك من هذا مسلك باطل‪ ،‬وطريقة فاسدة‪ ،‬وهلا آثار وخيمة‪ ،‬من ا‬
‫األمن من مكر اهلل‪ ،‬وغايته اخلروج من امللة فالذي يتمادى يف التفريط يف اخلطايا‬
‫ويرجو ردمة ربه بال عمل _ يق يف الغرور‪ ،‬واألماني الباطلة‪ ،‬والرجاء‬
‫الكاذب‪.‬‬
‫مما اخلوارج فعبدوا اهلل باخلوف وحده‪ ،‬ومل جيعلوا تعبدهم هلل _ عز وجل _‬
‫مقروناً باحملبة لذا ال جيدون للعبادة لذة‪ ،‬وال إلي ا رغبة‪ ،‬فتكون منزلة اخلالق‬
‫عندهم كمنزلة سلطان جائر‪ ،‬مو ملك امل‪.‬‬
‫وهذا مما يورث اليأس والقنوط من ردمة اهلل‪ ،‬وغايته إساءة الظن باهلل‪،‬‬
‫والكفر به _ سببانه وتعاىل _‪.‬‬
‫مما مهل السنة واجلماعة فريون _ كما مضى _ منه البد من اجلم بل اخلوف‬
‫واحلب والرجاء‪ ،‬فاخلوف يستلزم الرجاء‪ ،‬ولوال ذلك لكان قنوطاً ويأساً‬
‫والرجاء يستلزم اخلوف‪ ،‬ولوال ذلك لكان ممناً من مكر اهلل‪.‬‬
‫وهناك مقولة مش ورة عند السلف‪ ،‬وهي قوهلم‪= :‬ومن عبد اهلل باحلب‬

‫(‪ )1‬الصوفية يف نظر اإلسالم _ دراسة وحتليل لسميح عاطف الزين‪ ،‬ص ‪.617‬‬
‫(‪ )6‬الشعر الصويف إىل مطل القرن التاس لل جرة‪ ،‬د‪ .‬حممد بن سعيد ابن حسل‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪56‬‬
‫وحده ف و زنديق‪ ،‬ومن عبده باخلوف وحده ف و حروري(‪ ،)1‬ومن عبد بالرجاء‬
‫ف و مرجىء‪ ،‬ومن عبده باخلوف‪ ،‬واحلب‪ ،‬والرجاء ف و مؤمن موحِّد‪.)6(+‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬اجلم بل الردمة واللل والشدة والغلظة‪ :‬قال _تعاىل_ يف‬
‫وصف الصبابة _ رضي اهلل عن م _‪[ :‬مَرِدَّاء ععلَى اْلكُفَّارِ برحعمعاء عبرينع بمر]‬
‫الفتح‪.69:‬‬
‫وقال يف وصف عباده املؤمنل الذين حيب م وحيبونه‪[ :‬مَذِلَّةٍ ععلَى الْمب رؤ ِمنِلع‬
‫ِزةٍ ععلَى اْلكَافِرِينع] املائدة‪.11:‬‬
‫مَع َّ‬
‫ثم إن نبينا حممداً " وهو نيب الردمة‪ ،‬وهو يف الوقت نفسه نيب امللبمة‪،‬‬
‫وهو كذلك الضبوك القتَّال(‪ ،)4‬وقد قيل يف وصفه‪:‬‬
‫م ن ن نند‬ ‫أ ن ن ن ن و أو ن ن ننأ حمم ن ن ننة م ن ن ننٍ‬ ‫ه ه ننا‬ ‫لنن م ننٍ اإ ننة ننو‬ ‫م ننا‬

‫كما قيل فيه ميضا ‪:‬‬


‫من ن نند‬ ‫أ ن ن نند علن ن ننأ أعدائ ن ن ن من ن ننٍ‬ ‫ه ه ننا‬ ‫لنن م ننٍ اإ ننة ننو‬ ‫م ننا‬

‫فال غرو من يكون هذا وصف خاصة ممته _ مهل السنة واجلماعة _ ف و‬
‫قدوت م ومسوت م‪.‬‬
‫خبالف غريهم ممن عكس األمر‪ ،‬فتنكر للمؤمنل‪ ،‬ومغلظ هلم القول‪ ،‬وتودد‬
‫للكافرين واملبتدعة واملنافقل‪ ،‬وتلطف هلم‪ ،‬ومالن هلم اجلانب‪.‬‬
‫وخبالف الذين يأخذون جانباً من هدي السلف‪ ،‬ويدعون اجلانب األخر‪،‬‬

‫(‪ )1‬نسبة إىل حروراء مدينة يف العراق‪ ،‬وهي موطن اخلوارج األوائل‪.‬‬
‫(‪ )6‬العبودية البن تيمية‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫(‪ )4‬انظر زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬البن القيم ‪.87/1‬‬
‫‪57‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫فيأخذون بالشدة يف يي محوهلم‪ ،‬مو يأخذون بالل يف يي محواهلم‪.‬‬


‫فأهل السنة جيمعون بل هذا وهذا‪ ،‬وكل يف موضعه حسب ما تقتضي‬
‫املصلبة‪ ،‬ومقتضيات األحوال‪ ،‬ومراعاة من األصل في م الرفق‪ ،‬واللل‪،‬‬
‫واألخذ باحلسنى‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬اجلم بل العقل والعاطفة‪ :‬فعقوهلم راجبة‪ ،‬وعواطف م‬
‫صادقة‪ ،‬ومعايريهم منضبطة‪ ،‬فلم يغلبوا جانب العقل على العاطفة‪ ،‬وال جانب‬
‫العاطفة على جانب العقل‪ ،‬وإمنا يعوا بين ما على مكمل وجه وممته‪.‬‬
‫فليسوا كاملعتزلة الذين يدوا‪ ،‬وتعاملوا م نصوص الشرع بكل برود‬
‫وهمود‪ ،‬وال كالصوفية الذين ساحوا بفنائ م(‪ )1‬وانبساط م(‪ )6‬املزعوم‪ ،‬وليسوا‬
‫كالذين قادت م عاطفة احلب آلل البيت _ رضي اهلل عن م _ إىل من غلوا في م‬
‫فعبدوهم‪ ،‬وال كاخلوارج األجالف الذين قادت م عاطفة الكره إىل من كفروا عليّاً‬
‫ومعاويةً ومن مع ما من الصبابة _ رضي اهلل عن م _ واستبلوا دماءهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفناء مصطلح صويف يراد به‪ :‬من يفنى عحن رح ود محا سحوى اهلل _ تعحاىل _ فيفنحى مبعبحوده عحن‬
‫عبادته‪ ،‬ومبذكوره عن ذكره‪ ،‬ومبعروفه عن معرفته‪.‬‬
‫وهناك فناء آخر عندهم وهو الفناء عن وجود السوى حبيث يرى من وجود املخلوق هو عحل وجحود‬
‫اخلالق‪ ،‬ومن الوجود واحد بالعل‪ ،‬ف ذا قول مهل اإلحلحاد واالحتحاد الحذين هحم محن مضحل العبحاد‪ .‬انظحر‬
‫التدمرية‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق حممد بن عودة السعوي ص ‪.666_661‬‬
‫(‪ )6‬االنبساط مصطلح صويف _ ميضًا _‪ ،‬ومعناه ترك األدب م اهلل _ تعاىل _‪ ،‬حبيث يحرون من العبحد‬
‫يصحل إىل مرتبححة يححرتك في ححا األدب مح اهلل‪ ،‬ويلغححي الكلفححة بينححه وبينححه‪ .‬انظححر رححرح العقيححدة الطباويححة‬
‫ص‪ ،614‬ومدارج السالكل‪ ،‬البن القيم ‪.419_442/6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪58‬‬
‫ثم إن مهل السنة مضبط الناس ألنفس م فليسوا ممن يستفزهم كل ناعق‪،‬‬
‫ويستثريهم كل مبطل‪ ،‬فيبدث عندهم ردود فعل غري منضبطة‪ ،‬كاجلربية اليت‬
‫خرجت رع َّدةَ فعل للقدرية‪ ،‬وكاملرجئة اليت خرجت ردة فعل للخوارج‪.‬‬
‫التاسححعة عشححرة‪ :‬التوا فححق يف وج ححات النظححر وردود األفعححال‪ :‬فأهححل السححنة‬
‫واجلماعححة تتفححق _يف األغلححب_ وج ححات نظححرهم‪ ،‬وردود مفعححاهلم‪ ،‬حتححى ولححو‬
‫تباعدت معصارهم وممصارهم‪ ،‬وهذا ناتج عن وحدة املصدر‪.‬‬
‫خبالف غريهم من مهل البدع الذين ختتلف مواقف م تبعاً ألهوائ م‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬اتفاق م يف مصول االعتقاد‪ :‬فالسلف الصاحل ال خيتلفون _حبمد‬
‫اهلل_ يف مصل من مصول الدين‪ ،‬وقواعد االعتقاد فقوهلم يف ممساء اهلل وصفاته‬
‫ومفعاله واحد‪ ،‬وقوهلم يف اإلميان وتعريفه ومسائله واحد‪ ،‬وقوهلم يف القدر‬
‫واحد‪ ،‬وهكذا يف باقي األصول‪ ،‬وإن اختلفت ملفا م يف بعض املسائل فذلك‬
‫اختالف تنوع ال اختالف تضاد‪.‬‬
‫واختالف مهل السنة إمنا كان يف االجت اديات من ممور األحكام‪ ،‬مو فرعيات‬
‫املسائل امللبقة بالعقيدة‪ ،‬مما مل يقط به نص قاط ‪ ،‬وذلك كمسالة رؤية النيب‬
‫" لربه يف املعراج‪ ،‬هل كانت يقظة مو مناماً؟ ومسالة رؤية اهلل _تعاىل_ يف املنام‪،‬‬
‫ومسالة ابن صياد هل هو الدجال الذي خيرج يف آخر الزمان مو غريه ؟ وحنو‬
‫ذلك‪...‬‬
‫ف ذه األمور وحنوها ليست من مصول االعتقاد‪ ،‬واخلالف في ا دائر م‬
‫‪59‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫النصوص‪ ،‬ومل يقل محد من السلف في ا برميه(‪.)1‬‬


‫خبالف مهل البدع‪ ،‬فنن م ال يوافقون مهل السنة يف األصول مو بعض ا‪ ،‬بل‬
‫إن م مَنر ُفسع م ال يتفقون على مصوهلم‪ ،‬بل إن الفرقة الواحدة من م ال يتفق‬
‫مفرادها كل االتفاق على مصل من مصوهلم‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن قتيبة × متبدثاً عن مهل الكالم‪= :‬وقد كان جيب _م ما‬
‫يدَّعون من معرفة من القياس‪ ،‬وإعداد آالت النظر_ من ال خيتلفوا كما ال خيتلف‬
‫حلسّاب‪ ،‬وا ُملسّاح‪ ،‬وامل ندسون ألن َآَلعت بمر ال تدل إال على عدد واحد‪ ،‬وإال‬
‫اُ‬
‫على ركل واحد‪ ،‬وكما ال خيتلف حذاق األطباء يف املاء يف نبض العروق ألن‬
‫األوائل قد وقفوهم من ذلك على ممر واحد‪.‬‬
‫فما باهلم(‪ )6‬مكثر الناس اختالفاً‪ ،‬ال جيتم اثنان من رؤسائ م على ممر واحد‬
‫يف الدين؟‪.‬‬
‫فح =مبو اهلذيل العالف‪+‬خيالف =النظام‪ ،+‬و=النجار‪ +‬خيالف ما‪ ،‬و=هشام بن‬
‫احلكم‪ +‬خيالف م‪ ،‬وكذلك = مثامة‪ ،+‬و=مويس‪ ،+‬و=هارم األوقص‪ +‬و=عبيد‬
‫اهلل بن احلسن ‪ ،+‬و=بكر العمي‪ ،+‬و=حفص‪ ،+‬و=قبة‪ +‬وفالن وفالن‪.‬‬
‫ليس من م واحد إال وله مذهب يف الدين يدان برميه‪ ،‬وله عليه تب ‪.‬‬
‫قال مبو حممد(‪ :)4‬ولو كان اختالف م يف الفروع والسنن التس هلم العذر‬
‫عندنا _ وإن كان العذر هلم م ما يدَّعونه ألنفس م _ كما اتس ألهل الفقه‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظر مقدّمات يف األهواء واالفرتاق والبدع‪ ،‬ص ‪.91_99‬‬


‫(‪ )6‬يعين‪ :‬مهل الكالم‪.‬‬
‫(‪ )4‬هو‪ :‬ابن قتيبة‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪61‬‬
‫ووقعت هلم األسوة ب م‪.‬‬
‫ولكن اختالف م يف التوحيد‪ ،‬ويف صفات اهلل _ تعاىل _ ويف قدرته‪ ،‬ويف نعيم‬
‫مهل اجلنة‪ ،‬وعذاب مهل النار‪ ،‬وعذاب الربزخ‪ ،‬ويف اللوح‪ ،‬ويف غري ذلك من‬
‫األمور اليت ال يعلم ا نيب إال بوحي من اهلل _ تعاىل _‪.‬‬
‫ولن ينعدم هذا من ردّ مثل هذه األصول إىل استبسانه‪ ،‬ونظره‪ ،‬وما موجبه‬
‫القياس عنده الختالف الناس يف عقوهلم‪ ،‬وإرادت م‪ ،‬واختيارات م فانك ال‬
‫تكاد ترى رجلل متفقل‪ ،‬حتى يكون كل واحد من ما خيتار ما خيتاره اآلخر‪،‬‬
‫ويرذل مايرذله اآلخر _ إال من ج ة التقليد‪.)1(+‬‬

‫(‪ )1‬تأويل خمتلف احلديث البن قتيبة ص ‪.61_69‬‬


‫‪60‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املبحث الثاني‪ :‬وسطيتهم من بني الفِرَق‬

‫فالوسطية من معظم ما يتميز به مهل السنة واجلماعة‪ ،‬فكما من ممة اإلسالم‬


‫وسط بل األمم اليت جتنح إىل الغلو الضار‪ ،‬واألمم اليت متيل إىل التفريط امل لك‬
‫_ فكذلك مهل السنة واجلماعة متوسطون بل فرق األمة املبدعة اليت احنرفت عن‬
‫الصراط املستقيم(‪.)1‬‬
‫وتتجلى وسطية مهل السنة واجلماعة يف رتى األمور سواء يف باب العقيدة‪،‬‬
‫مو األحكام‪ ،‬مو السلوك‪ ،‬مو األخالق‪ ،‬مو غري ذلك‪.‬‬
‫ومن مظاهر تلك الوسطية مايلي ‪:‬‬
‫موالً‪ :‬من م وسط يف باب صفات اهلل بل مهل التعطيل ومهل التمثيل‪ :‬فأهل‬
‫التعطيل منكروا الصفات ونفوها‪ ،‬ومهل التمثيل مثبتوها وجعلوها مماثلة لصفات‬
‫املخلوقل‪.‬‬
‫مما مهل السنة واجلماعة ف م يثبتون الصفات هلل _تعاىل_ إثباتاً بال متثيل‪،‬‬
‫وينزهونه عن مماثلة املخلوقات تنزي اً بال تعطيل‪.‬‬
‫فجمعححوا محسححن مححا عن حد الفححريقل‪ :‬التنزيححه واإلثبححات‪ ،‬وتركححوا مححا مخطححأوا‬
‫ومساؤوا فيه من التعطيل والتمثيل(‪.)6‬‬
‫ثانياً‪ :‬وسط يف باب الوعد بل املرجئة وبل الوعيدية‪ :‬فاملرجئة قالوا‪ :‬ال يضر‬
‫م اإلِميان ذنب‪ ،‬كما ال ينف م الكفر طاعة‪ ،‬وزعموا من اإلِميان جمرد التصديق‬
‫(‪ )1‬انظر ررح العقيدة الواسطية لل راس‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫(‪ )6‬انظر املرج السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪61‬‬
‫بالقلب‪ ،‬وإن مل ينطق به‪ ،‬ومخروا األعمال عن اإلِميان‪ ،‬وجع َّوزوا من يعذب اهلل‬
‫املطيعل‪ ،‬وينع ِّعم العاصل‪.‬‬
‫مما الوعيدية ف م القائلون بأن اهلل جيب عليه عقالً من يعذب العاصي‪ ،‬كما‬
‫جيب عليه من يثيب املطي ‪ ،‬فمن مات على كبريه ومل يتب من ا ال جيوز عندهم‬
‫من يغفر اهلل له‪.‬‬
‫مما مهل السنة فوسط بل نفاة الوعيد من املرجئة‪ ،‬وبل موجبيه من الوعيدية‪،‬‬
‫فمن مات على كبرية عندهم فأمره مفوض إىل اهلل‪ ،‬إن راء عاقبه‪ ،‬وإن راء عفا‬
‫عنه‪ ،‬وإذا عاقبه ب ا فننه ال خيلد خلود الكفار‪ ،‬بل خيرج من النار‪ ،‬ويدخل‬
‫اجلنة(‪.)1‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وسط يف مسالة التكفري‪ :‬وهذه املسالة داخلة يف الفقرة اليت تلي ا‪ ،‬فبينما‬
‫جتد فريقاً يتسرعون يف إطالق الكفر‪ ،‬فيبكفِّرون بالكبرية‪ ،‬وال حيكمون بنسالم‬
‫من نطق بالش ادتل‪ ،‬وصلَّى‪ ،‬وصام‪ ،‬ومدى فرائض اإلسالم _ مامل يتبققوا‬
‫إسالمه بشروط حدّدوها مل ترد يف الكتاب وال السنة _ وذلك كبال اخلوارج‬
‫ومن سار على ن ج م _ جتد فريقاً آخر فرّط مميا تفريط‪ ،‬فمن التكفري البتة‪،‬‬
‫ورمى من من تلفظ بالش ادتل ال ميكن تكفريه حبال‪ ،‬بل قالوا‪ :‬إنه ال جيوز تكفري‬
‫رخص بعينه‪ ،‬وإمنا إطالق الكفر يكون على األعمال‪.‬‬
‫ومن هنا ف م ال يكفرون محداً مبداً حتى املرتدين‪ ،‬ومدعي النبوة‪ ،‬وجاحدي‬
‫وجوب الصالة‪ ،‬وحنو ذلك من األمور اليت مي مهل العلم على خروج‬
‫(‪ )1‬انظر التنبي ات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من املباحث املنيفحة‪ ،‬للشحيخ ابحن‬
‫سعدي ص ‪ ،26‬وررح الواسطية هلراس ص ‪.189_188‬‬
‫‪63‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مصباب ا من دائرة اإلِسالم‪..‬‬


‫مما مهل السنة فقد هداهم اهلل ملا اختلف فيه من احلق بنذنه اللتزام م بالدليل‬
‫الشرعي ف م ال مينعون التكفري بنطالق‪ ،‬وال يكفرون بكل ذنب‪ ،‬ومل يقولوا‪:‬‬
‫إن تكفري املعل غري ممكن‪ ،‬ومل يقولوا بالتكفري بالعموم دون حتقق رروط‬
‫التكفري‪ ،‬وانتفاء موانعه يف حق املعل‪ ،‬ومل يتوقفوا يف إثبات وصف اإلِسالم ملن‬
‫كان اهره التزام اإلِسالم‪ ،‬مو ر منه إرادة الدخول فيه‪.‬‬
‫بل حيسنون الظن بأهل القبلة املوحدين‪ ،‬ومبن دخل يف اإلِسالم‪ ،‬مو مراد‬
‫الدخول فيه‪ ،‬ويرون من اإلسالم يثبت بأدنى بينة‪ ،‬والتكفري ينتفي بأدنى رب ة‪.‬‬
‫ومن متى مبكفر‪ ،‬واجتمعحت فيحه الشحروط‪ ،‬وانتفحت يف حقِّحه املوانح _ فحنن م‬
‫اليتبرجون من تكفريه ألن م يرون من التكفري ليس حقاً ألحد‪ ،‬وإمنحا هحو ححق‬
‫هلل ورسوله فال يكفرون إال من كفره اهلل ورسوله "‪.‬‬
‫على من م ال يرون من تكفري املعل كألٌ مباح‪ ،‬بل يرون منه رأن مهل العلم‪،‬‬
‫والبصرية‪ ،‬والركانة(‪.)1‬‬
‫رابعاً‪ :‬وسط يف باب ممساء الدين واإلِميان‪ ،‬مو مسألة األمساء واألحكام بل‬
‫اخلوارج واملعتزلة وبل املرجئة واجل مية‪ :‬واملراد باألمساء هنا‪ :‬ممساء الدين‪،‬‬
‫مثل‪ :‬مؤمن‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وكافر‪ ،‬وفاسق‪.‬‬
‫واملراد باألحكام محكام مصباب ا يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر جمموع الفتاوى ‪ ،198_199/68‬وضوابط الحتكفري عنحد مهحل السحنة واجلماعحة‪ ،‬للشحيخ‬
‫عبداهلل بن حممد القرني‪ ،‬ص ‪ ،19_9‬و اهر ة التكفري _ تارخي ا _ خطرها _ مسباب ا _ عالج حا‪ ،‬لألمحل‬
‫احلاج حممد مدمد ص ‪.7‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪64‬‬
‫فاخلوارج واملعتزلة ذهبوا إىل منه ال يستبق اسم اإلميان إال من صعدَّقع جبنانه‪،‬‬
‫ومقر بلسانه‪ ،‬وقام جبمي الواجبات‪ ،‬واجتنب يي احملرمات‪.‬‬
‫وعلى هذا فمرتكب الكبرية عندهم ال يسمى مؤمناً باتفاق الفريقل‪.‬‬
‫ولكن م اختلفوا‪ :‬هل يسمى كافراً مو ال؟‬
‫فاخلوارج يسمونه كافراً‪ ،‬ويستبلون دمه وماله‪.‬‬
‫مما املعتزلة‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن مرتكب الكبرية خرج من اإلِميان‪ ،‬ومل يدخل يف‬
‫الكفر‪ ،‬ف و مبنزلة بل املنزلتل‪.‬‬
‫مما يف محكام اآلخرة فاتفق الفريقان على من من مات على كبرية ومل يتب‬
‫من ا ح ف و خملد يف النار‪.‬‬
‫مما املرجئة فكما سبق بيان مذهب م من من اإلميان جمرد التصديق‪ ،‬ومنه اليضر‬
‫م اإلِميان معصية‪ ،‬فمرتكب الكبرية عندهم مؤمن كامل اإلِميان‪ ،‬وال يستبق‬
‫دخول النار‪.‬‬
‫ممحا مهححل السحنة واجلماعحة فمحذهب م وسححط بحل هححذين املحذهبل‪ ،‬فمرتكححب‬
‫الكححبرية عنححدهم مححؤمن بنِميانححه‪ ،‬فاسححق بكبريتححه‪ ،‬مو هححو مححؤمن نححاقص اإلِميححان‪،‬‬
‫ويسمونه فاسقاً مِلِّياً قد نقص إميانه بقدر ما ارتكب من معصية‪ ،‬فحال ينفحون عنحه‬
‫اإلِميان مصالً كاخلوارج واملعتزلة‪ ،‬وال يقولون‪ :‬بأنه كامل اإلميان كاملرجئة‪.‬‬
‫وحكمه يف اآلخرة عندهم منه قد يتجاوز اهلل عنه‪ ،‬فيدخل اجلنة ابتداءً‪ ،‬مو‬
‫يعذبه بقدر معصيته ثم خيرجه‪ ،‬ويدخله اجلنة كما سبق(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر ررح الواسطية لل راس‪ ،‬ص ‪.191_199‬‬


‫‪65‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫خامساً‪ :‬وسط يف باب القدر بل القدرية واجلربية‪ :‬فالقدرية قالوا‪ :‬إن العبد‬
‫مستقل بعمله يف اإلِدارة والقدرة‪ ،‬وليس ملشيئة اهلل _ تعاىل _ وقدرته يف ذلك مثر‪.‬‬
‫ويقولون‪ :‬إن مفعال العباد ليست خملوقة هلل‪ ،‬وإمنا العباد هم اخلالقون هلا(‪.)1‬‬
‫واجلربية غلوا يف إثبات القدر‪،‬حتى انكروا من يكون للعبد فعلٌ حقيقةً‪ ،‬بل‬
‫هو يف زعم م ال حرية له‪ ،‬وال فعل‪ ،‬كالريشة يف م ب الريح‪ ،‬وإمنا تسند إليه‬
‫األفعال جمازاً‪ ،‬فيقال‪ :‬صلى‪ ،‬وصام‪ ،‬وقتل‪ ،‬وسرق‪ ،‬كما يقال‪ :‬طلعت‬
‫الشمس‪ ،‬وجرت الريح‪ ،‬ونزل املطر(‪.)6‬‬
‫مما مهل السنة واجلماعة فتوسطوا وقالوا‪ :‬نثبت للعبد مشيئة خيتار ب ا‪،‬‬
‫ومشيئته وقدرته واقعتان مبشيئة اهلل تابعتان هلا لقوله _ تعاىل_‪[ :‬لِمعن رعاء مِنكُمر‬
‫مَن عي رسعتقِيمع* عومعا تعشعاؤبونع إِلَّا مَن يعشعاءع اللَّهب رعبُّ الْععالَمِلع]التكوير‪.69_68 :‬‬
‫ويقولون _ميضاً_‪ :‬العباد فاعلون‪ ،‬واهلل خالق مفعاهلم‪ ،‬قال _ تعاىل _‪:‬‬
‫[وعاللَّ به خع َل َقكُمر عومعا تععر عملُونع] الصافات ‪.92 :‬‬
‫فأفعال هي من اهلل خلقاً وإجياداً وتقديراً‪ ،‬وهي من العباد فعالً وكسباً(‪.)4‬‬
‫(‪ )1‬انظر املختار يف مصول السنة البن البنا‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبدالرزاق العبحاد ص ‪ ،87‬وجممحوع الفتحاوى‬
‫‪ ،618/8‬واالسححتقامة ‪ ،117/1‬و ‪ ،179‬وانظححر رححرح الواسححطية للح راس ص ‪ ،649 _669‬والححدرة‬
‫الب ية البن سعدي ص ‪ ،18_17‬واملعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السحنة من حا‪ ،‬د‪ .‬عحواد املعتحق‬
‫ص ‪ ،118 _111‬واإلميان بالقضاء والقدر للمؤلف ص ‪.174‬‬
‫(‪ )6‬انظر جمموع الفتاوى ‪ ،612/8‬وررح نونيحة ابحن القحيم للح راس ‪ ،476/1‬ورحرح الواسحطية‬
‫لل راس ص ‪.649‬‬
‫(‪ )4‬انظر االختالف يف اللفظ والرد على اجل مية واملشب ة البحن قتيبحة ص ‪ ،61‬واالعتقحاد للبي قحي‬
‫ص ‪ ،74‬والنبحوات البححن تيميحة ص ‪ ،147‬ودرء تعححارض العقحل والنقححل ‪ ،82_81/1‬وانظحر اإلميححان‬
‫بالقضاء والقدر للمؤلف ص ‪.171‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪66‬‬
‫سادساً‪ :‬وسط يف حمبة النيب " بل الغالل واجلافل‪ :‬فأهل السنة واجلماعة‬
‫حيبون الرسول " ويعتقدون منه خري البشر‪ ،‬ومنه سيد املرسلل‪ ،‬وخامت النبيل‪،‬‬
‫ويرون من مكمل املؤمنل إمياناً مكمل م حمبة وإتباعا للرسول "‪.‬‬
‫وهم م ذلك يعتقدون منه بشر‪ ،‬ال ميلك لنفسه _ فضالً عن غريه _ نفعاً وال‬
‫ضراً إال مبا مقدره اهلل عليه‪ ،‬ويعتقدون منه مات‪ ،‬ومن دينه باق إىل قيام الساعة‪.‬‬
‫خبالف الذين غلوا فيه‪ ،‬فرفعوه فوق منزلته‪ ،‬واعتقدوا منه جييب من دعاه‪،‬‬
‫فصرفوا له العبادة من دون اهلل‪.‬‬
‫وذلك كبال غالة الصوفية الذين يقول قائل م وهو البوصريي يف رأن النيب‬
‫_صلى اهلل عليه وسلم_‪:‬‬
‫ننواـ عن نند حل ننو احل نناد النم ننه‬ ‫ننا أك ن امل ن مننالال مننٍ ألننوحم ن‬
‫(‪)1‬‬
‫ومننٍ علومننح علننه اللننوو والقلننه‬ ‫ن ننن م ن ننٍ جن ننودـ ال ن نند يا و ن ن تها‬

‫ويقول _ميضاً_ يف حقه "‪:‬‬


‫(‪)6‬‬
‫ض ن ن ً و ال ق ن نلْ ن ننا ل ن نةَ القن نند ِ‬ ‫مل كن ننٍ ن منن نناد خن ن اً ين نند‬

‫إىل غري ذلك من الغلو‪.‬‬


‫وخبالف الذين جفوا يف حق رسول اهلل " فأعرضوا عن ررعه‪ ،‬ومل‬
‫حيكِّموه فيما رجر بين م‪ ،‬مو الذين ادّعوا من رريعته قد نسخت بشريعة مخرى‬
‫كبال غالة الباطنية الذين يقول قائل م وهو راعر علي بن الفضل الباطين مبيناً‬

‫(‪ )1‬جمموع م مات املتون يف خمتلف الفنون والعلوم ص ‪.99‬‬


‫(‪)6‬املرج السابق ص ‪.99‬‬
‫‪67‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مذهب م ‪:‬‬
‫ن ن ن ن ننال‬ ‫وغ ن ن ن ن ن ه ار ن ن ن ن ننح ن ن ن ن ننه ا‬ ‫الن ن نند َّ ن ن ننا ه ن ن ن وا ن ن ن ال‬ ‫خ ن نن‬
‫ننننننن‬ ‫وه ن ن ن ن ن ن ا ب ن ن ن ن ن ن ن ن ننال ن ن ن ن ن ن‬ ‫ت ن ن ن ن ننوـ ن ن ن ن ننم ن ن ن ن ن ها ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نننه‬
‫ن ن ن ن ن نة ه ن ن ن ن ن ا الن ن ن ن نننم‬ ‫وه ن ن ن ن ن‬ ‫عن ن ن ن ن ن ن ن ن ننة‬ ‫ي مضن ن ن ن ننأ‬
‫لكن ن ن ن ننل ن ن ن ن نم‬
‫الصن ن ن ن ننيا لن ن ن ن ننه تنن ن ن ن ن‬ ‫و ننننن‬ ‫الصن ن ن ة‬ ‫ق ن نند حن ن ن عن ن ننا ن ن ن و‬
‫ن ن ن ن ن ننوَّموا كلن ن ن ن ن ننال وا ن ن ن ن ن ن ال‬ ‫و‬ ‫حما الن ن ن نناف ن ن ن ننلوا ن ن ن ن تنهضن ن ن ننال‬
‫(‪)1‬‬
‫وال ورة الق ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫وال تطل ن ن ننم احلن ن ن ن عن ن ن نند الص ن ن ننفا‬

‫إىل آخر ما قاله من ذلك الكفر الصراح البواح‪.‬‬


‫وكذلك حال الذين يرون من رريعته _ عليه الصالة والسالم _ ال تتالءم م‬
‫احلضارة‪ ،‬وال تفي مبتطلبات العصر‪.‬‬
‫مما مهل السنة فتوسطوا _ كما مر _ فريون منه عبد اهلل ورسوله‪ ،‬كما ممر من‬
‫نقول عنه‪ ،‬فلم جيفوا يف حقه‪ ،‬ومل يغلوا‪ ،‬بل منزلوه منزلته الالئقة به(‪.)6‬‬
‫سابعاً‪ :‬وسط يف مصباب رسول اهلل " بل الرافضة واخلحوارج‪ :‬فالرافضحة‬
‫يسححبون الصححبابة _ رضححي اهلل ع حن م_ ويلعنححون م‪ ،‬ورمبححا كفححروهم‪ ،‬مو كفححروا‬
‫بعض م‪ ،‬والغالبية من م _ م سب م لكثري من الصبابة واخللفاء _ يغلون يف علي‬
‫وموالده _ رضي اهلل عن م _ ويعتقدون في م اإلِهلية‪.‬‬
‫ومما اخلوارج فقد قابلوا هؤالء الروافض‪ ،‬فكفروا عليّاً ومعاوية‪ ،‬ومن مع م‬

‫(‪ )1‬وقيل‪ :‬إن القائل هو علي بن الفضل نفسه وليس راعره‪ ،‬انظر كشف مسرار الباطنيحة‪ ،‬للشحيخ‬
‫حممد بن مالك بن مبي الفضل احلمادي اليمين ص ‪ ،11‬واحلركات الباطنية د‪ .‬حممد اخلطيب ص ‪.22‬‬
‫(‪ )6‬انظر حمبة الرسول _ صلى اهلل عليه وسلم _ بل االتباع واالبتداع‪ ،‬عبدالرؤوف عثمان‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪68‬‬
‫من الصبابة‪ ،‬وقاتلوهم‪ ،‬واستبلوا دماءهم وممواهلم‪.‬‬
‫ومما مهل السنة واجلماعة فكانوا وسطاً بل غلو هؤالء‪ ،‬وجفاء هؤالء‪،‬‬
‫ف داهم اهلل إىل االعرتاف بفضل الصبابة‪ ،‬ومن م مكمل األمة إمياناً وإسالماً‬
‫وعلماً وحكمة‪ ،‬ولكن م مل يغلوا في م‪ ،‬ومل يعتقدوا عصمت م‪ ،‬بل محبوهم‬
‫حلسن صببت م‪ ،‬وعظم سابقت م‪ ،‬وحسن بالئ م يف نصرة اإلِسالم‪ ،‬وج ادهم‬
‫م رسول اهلل "(‪.)1‬‬
‫ثامناً‪ :‬وسط يف باب العقل بل الذين مل وه وبل الذين ملغوه‪ :‬فأهل السنة‬
‫واجلماعة ال يغلون العقل‪ ،‬وال ينكرونه‪ ،‬وال حيجرون عليه‪ ،‬بل يعتقدون من‬
‫للعقل مكانةً ساميةً‪ ،‬ومن اإلِسالم يقدر العقل‪ ،‬ويتيح له جماالت العلم‪،‬‬
‫والنظر‪ ،‬والتفكري‪.‬‬
‫ويف الوقححت نفسححه ال يؤلِّ ححون العقححل‪ ،‬وال جيعلونححه حاكم حًا علححى نصححوص‬
‫الوحي‪ ،‬بل يرون من العقل حدّاً البد من يقحف عنحده فحاهلل _ عحز وجحل _ جعحل‬
‫للعقول حدّاً ال تتعداه‪ ،‬وال ميكن ا جماوزته‪.‬‬
‫مما غريهم فما بل مبفْرِطٍ ومفرِّط يف هذا الباب‪ ،‬فاملعتزلة والفالسفة‪ ،‬ومهل‬
‫الكالم عموماً _مل وا العقل‪ ،‬وجعلوه مصدراً للتلقي‪ ،‬فما وافق العقل _ مو ما‬
‫يسمونه بالقواط العقلية _ قبلوه واخذوا به‪ ،‬وما خالف ذلك ردّوه مو موّلوه(‪،)6‬‬
‫م من عقوهلم خمتلفة‪ ،‬ومدارك م متفاوتة‪ ،‬بل إن الواحد من م قد خيتلف م‬
‫نفسه‪.‬‬
‫(‪)1‬انظر ررح الواسطية لل راس ص ‪.194 _196‬‬
‫(‪ )6‬انظر نقض املنطق البن تيمية ص ‪.19‬‬
‫‪69‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ومما مهل اخلرافة والدجل فقد ملغوا العقل‪ ،‬وقبلوا ما ال يقبل وال يعقل‪.‬‬
‫وذلك كبال كثري من الصوفية الذين تنطلي علي م مكثر األباطيل واألغاليط‪.‬‬
‫فالتجانية _ وهي محدى الطرق الصوفية _ يعتقدون من من رمى ريخ الطريقة‬
‫مدمد التجاني دخل اجلنة!! (‪.)1‬‬
‫كيف يكون ذلك ومفضل البشر رسول اهلل " رآه من رآه من الكفار وم‬
‫ذلك مل تنفع م تلك الرؤية ريئاً ملا كفروا باهلل _ عز وجل _ كأبي هلب ومبي‬
‫ج ل ؟!‬
‫وباجلملة فكل من تنكب الصراط املستقيم البد من ينبرف يف باب العقل‪،‬‬
‫سواء كان ذلك يف رأن األفراد مو اجلماعات‪ ،‬حتى ولو كان مولئك على مستوى‬
‫عالٍ من توقد الذهن‪ ،‬وحدة الذكاء فالعقل احلقيقي إمنا هو عقل الررد ال عقل‬
‫اإلِدراك‪ ،‬والذكاء وتوابعه إذا مل يصرف فيما خلق له العبد وصار وباالً على‬
‫مهله‪.‬‬
‫تاسححعاً‪ :‬وسححط يف التعامححل محح العلمححاء‪ :‬فأهححل السححنة حيبححون علمححاءهم‬
‫ويبجِلون م‪ ،‬ويتأدبون مع م‪ ،‬ويذبُّون عن م‪ ،‬وحيسحنون الظحن ب حم‪ ،‬وينشحرون‬
‫حمامدهم‪ ،‬ويسعون إلي م‪ ،‬ويأخذون عن م‪ ،‬ويصدرون عن رمي م لعلم م من‬
‫العلماء هم ورثة األنبياء والقائمون مب محة الحدعوة واإلبحالغ‪ ،‬وهحم مفحزع األمحة‬
‫_بعد اهلل_ عند الشدائد فكان واجباً على األمة محواالت م‪ ،‬وإنحزاهلم منحازهلم‪،‬‬
‫وقدرهم حق قدرهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر التجانية‪ ،‬للشيخ علي الدخيل اهلل ص ‪.648‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪71‬‬
‫ثم إن م يف الوقت نفسه يرون من العلماء بشر غري معصومل‪ ،‬بل جيوز علي م‬
‫_يف اجلملة_ اخلطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬واهلوى‪ ،‬ومن ذلك ال ينقص من مقدارهم‪ ،‬وال‬
‫بيسوِّغ ترك األخذ عن م‪.‬‬
‫وهم _كذلك_ ال يسارعون يف ختطئة العلماء‪ ،‬بل يثبتون يف ذلك‪ ،‬فنذا ثبت‬
‫عندهم من العامل الفالني قد زعلَّ فنن م ال يوافقونه على زلته‪ ،‬وال يتتبعون ا‪ ،‬وال‬
‫يتخذون ا ذريعة للنيل منه‪ ،‬والوقيعة فيه‪ ،‬بل يطوون ا وال ينشرون ا‪ ،‬إال إذا‬
‫عمت البلوى ب ا‪ ،‬وخبشي من يضل الناس بسبب ا فنن م حينئذ يردون على ذلك‬
‫العامل مقالته‪ ،‬م االحتفا له مبكانته‪ ،‬وم مالحظة من ال يرد عليه إال من هو‬
‫مهل لذلك‪ ،‬ومن ينصبَّ الرد على املقالة ال الشخص‪ ،‬ومن يلتمس له محسن‬
‫املخارج‪ ،‬ومن حيمل كالمه على محسن احملامل‪.‬‬
‫خبالف الذين حطوا من مقدار العلماء‪ ،‬فلم يرفعوا ب م رمساً‪ ،‬ومل يرعوا هلم‬
‫حقاً كبال اخلوارج ومن راكل م‪.‬‬
‫وخبالف الذين قدسوا علماءهم‪ ،‬وغالوا في م‪ ،‬ورفعوهم فوق منزلت م‪،‬‬
‫فقلدوهم تقليداً مطلقاً‪ ،‬فلم جيعلوا الدليل واحلق رائدهم‪ ،‬بل جعلوا رائدهم‬
‫قول الشيخ‪ ،‬وذلك كبال الذين غلوا يف مئمت م بل جعلوا هلم مقاماً مل يبلغه‬
‫نيب مرسل‪ ،‬وال ملك مقرب‪ ،‬فاعتقدوا في م العصمة‪ ،‬ونزهوهم عن اخلطأ‪،‬‬
‫والس و‪ ،‬والنسيان‪.‬‬
‫وكذلك غالة الصوفية الذين يغلون يف مشاخي م‪ ،‬ويرون من من قال لشيخه‪:‬‬
‫ملع؟ فقد كفر‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ويقولون‪ :‬إذا كنت عند الشيخ فكن كامليت بل يدي الغاسل‪.‬‬


‫وخبالف الذين رموا للعلماء منزلة عالية‪ ،‬لكن م مل يعاملوهم على من م بشر‬
‫يق من م اخلطأ والنسيان واهلوى‪ ،‬بل تعاملوا مع م على منه ال ينبغي هلم من‬
‫خيطئوا مبداً‪ ،‬فما إن يروا خطأ من عامل حتى يعظموا ذلك اخلطأ‪ ،‬ويكربوه‬
‫ويطريوا به كل مطار‪ ،‬وجيعلوه ذريعة للوقيعة فيه‪ ،‬والتش ري به‪ ،‬والنيل منه‪،‬‬
‫وتزهيد الناس به‪ ،‬فجمعوا بل متناقضل‪ ،‬وقادهم إفراط م إىل التفريط حيث‬
‫عظموا العلماء ومحلوهم مكاناً ال يتصور من م اخلطأ‪ ،‬ثم هم ي درون مكانة‬
‫العلماء بالوقيعة في م إن مخطأوا‪ ،‬والتش ري ب م إن زلوا‪ ،‬هذا إن مل خيتلقوا‬
‫اخلطأ على العلماء (‪.)1‬‬
‫عارراً‪ :‬وسط يف التعامل م والة األمور‪ :‬فأهل السنة يف هذا الباب وسط بل‬
‫املفْرطل واملَفرّطل‪ ،‬فليسوا كاملفرطل الغالة‪ ،‬الذين يدينون باخلوارج على مئمة‬
‫اجلور‪ ،‬ويرون من م _ وحدهم _ هم سبب الشر والفساد‪ ،‬ومن اخلروج علي م‬
‫كفيل بنصالح األحوال‪.‬‬
‫وذلك كبال اخلوارج الذين يرون من الفساد سببه الوالة‪ ،‬ومن اخلروج‬
‫علي م واجب متعل‪ ،‬ومن الوسيلة الوحيدة لإلصالح عندهم _ كما يش د‬
‫تأرخي م _ هو اخلروج على مئمة اجلور‪ ،‬بل رمبا خرجوا على مئمة العدل‪ ،‬كما‬

‫(‪ )1‬انظر رف املالم عن األئمة األعالم لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وانظر _ ميضاً _ قواعد يف التعامل‬
‫م العلماء‪ ،‬للشيخ عبدالردمن اللوحيق‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪71‬‬
‫فعلوا م علي ÷(‪.)1‬‬
‫ال من مصول دين م(‪.)6‬‬
‫وكبال املعتزلة الذين جعلوا اخلروج على األئمة مص ً‬
‫وليسوا كاملدّاحل‪ ،‬املنافقل‪ ،‬الذين يغالون يف الوالة‪ ،‬وميدحون م مبا ليس‬
‫في م‪ ،‬ورمبا ادّعوا هلم العصمة‪ ،‬وخلعوا علي م صفات ال تليق إال بربّ‬
‫العاملل‪ ،‬ومطاعوهم بكل ما ممروا به حقاً كان مم باطالً‪.‬‬
‫كما فعل الوزير الرافضي ابن العلقمي م آخر بين العباس املستعصم‪ ،‬عندما‬
‫غشّه‪ ،‬وخدعه‪ ،‬وزيّن له باطله وسوء عمله‪ ،‬ومرار عليه بتقليص جيشه‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك قاده إىل اهلاوية عندما مرار عليه بأن خيرج خباصته للتفاوض م‬
‫=هوالكو‪ +‬زعيم التتار‪ ،‬ثم بعد ذلك متكن =هوالكو‪ +‬من اخلليفة وقتل من‬
‫معه‪ ،‬فكان غنيمة باردة له وجلنده‪ ،‬ثم بعد ذلك فعل التتار ببغداد ما فعلوا (‪.)4‬‬
‫وقل مثل ذلك يف رأن النصري الطوسي الذي كان يدبّج القصائد الطوال يف‬
‫مدح اخلليفة اآلنف الذكر‪ ،‬وعندما متكن =هوالكو‪ +‬مرار الطوسي عليه بقتل‬
‫اخلليفة (‪.)1‬‬
‫وقل مثل ذلك يف رأن كثري ممن يؤهلون الوالة‪ ،‬وخيلعون علي م صفات‬
‫الربوبية واأللوهية‪ ،‬كما قال ابن هانئ األندلسي يف مدح املعز لدين اهلل العبيدي ‪:‬‬
‫ن ن ن نناحكه أ ن ن نن الواح ن ن نند القهن ن ن ننار‬ ‫األإن ن نندار‬ ‫ال من ن ننا ن ن ننا‬ ‫من ن ننا ن ن ن‬

‫(‪ )1‬انظر الفصل يف األهواء وامللل والنبل‪ ،‬البن حزم ‪ ،648_647/1‬والتكفري جحذوره _ مسحبابه‬
‫_ مربراته‪ ،‬د‪ .‬نعمان السامرائي ص ‪.46_67‬‬
‫(‪ )6‬انظر املعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السنة من ا‪ ،‬ص ‪.672_674‬‬
‫(‪ )4‬انظر البداية والن اية البن كثري ‪.646_662/14‬‬
‫(‪ )1‬انظر املرج السابق‪ ،‬الصفبات نفس ا‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬
‫(‪)1‬‬
‫وكأمن ن ن ن ننا أ ص ن ن ن ننارـ األ ص ن ن ن ننار‬ ‫من ن ن ن ن ن نند‬ ‫وكأمن ن ن ننا أ ن ن ن ن ال ن ن نننم‬

‫وكما قال محدهم عندما زلزلت مصر يف ع د محد السالطل _ معلالً سبب‬
‫ذلك الزلزال‪ ،‬بأنه بسبب عدل ذلك السلطان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫حن ننا‬ ‫لكنهن ننا رإصن ن من ننٍ عدلن ن‬ ‫مننا ل ل ن مص ن مننٍ ننو ن اد هننا‬

‫مما مهل السنة واجلماعة فتمسكوا باحلق‪ ،‬وتعاملوا م والة األمور على عو ْفقِ‬
‫ما جاء يف نصوص الشرع‪.‬‬
‫ف م يدينون لوالت م بالسم والطاعة‪ ،‬يف املنشط واملكره‪ ،‬ويف العسر‬
‫واليسر‪ ،‬وعلى مثرة علي م‪ ،‬ما مل يؤمروا مبعصية‪ ،‬فنن ممروا مبعصية فريون منه‬
‫ال مس وال طاعة إذ ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق‪ ،‬وإمنا تكون الطاعة‬
‫باملعروف‪.‬‬
‫كما من م يدينون بالنصيبة لوالة األمر‪ ،‬ويتعاونون مع م على الرب والتقوى‬
‫وإن كانوا فجّاراً ألن هدف م الوحيد حتصيل املناف وتكميل ا‪ ،‬وتعطيل املفاسد‬
‫وتقليل ا فال ميتنعون من إعانة الظامل على اخلري‪ ،‬وترغيبه فيه‪ ،‬فيشاركون‬
‫األئمة الظلمة يف اخلري‪ ،‬ويفارقون م يف الشر‪.‬‬
‫ولذلك ف م يرون إقامة اجلم واجلماعات واألعياد مع م‪ ،‬ويرون من اجل اد‬
‫ماضٍ إىل قيام الساعة م كل برّ وفاجر(‪.)4‬‬
‫ثم من م ال ينزعون يداً من طاعة وال ينازعون األمر مهله‪.‬‬

‫(‪ )1‬ديوان ابن هانئ األندلسي ص ‪.112‬‬


‫(‪ )6‬البيت حملمد بن عاصم‪ .‬انظر وفيات األعيان الن خعلِّكان ‪.194/1‬‬
‫(‪ )4‬انظر التنبي ات اللطيفة البن سعدي ص‪.191‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪74‬‬
‫كما من م ال يدينون باخلروج على مئمة اجلور _ فضالً عن مئمة العدل _ إال إذا‬
‫رموا كفراً بواحاً عندهم فيه من اهلل برهان‪ ،‬وكان لدي م قوة منعة‪ ،‬ومل يرتتب‬
‫على اخلروج مفسدة معظم‪ ،‬لئال جيرّوا األمة إىل الباليا والرزايا‪.‬‬
‫وخري مثال تطبيقي لتعامل مهل السنة م والة األمر ما قام به اإلمام مدمد بحن‬
‫حنبل × إبان القول بفتنة خلق القحرآن فلقحد موذي‪ ،‬فلحم تلحن لحه قنحاة‪ ،‬ومل‬
‫يفتّ له عضد‪ ،‬ومل يتوان عن قول احلق‪ ،‬بل صدع به‪ ،‬وحتمّل تبعات ذلك‪.‬‬
‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬مل يأمر متباعه باخلروج على والة األمحر‪ ،‬بحل ن حاهم عحن‬
‫ذلك‪ ،‬وحذرهم مرد التبذير‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك ما كان من ممحر رحيخ اإلِسحالم ابحن تيميحة × فلقحد‬
‫موذي من قبل السلطة بسبب نشره لعقيدة السلف‪ ،‬وتقريره هلا‪ ،‬ورده على سائر‬
‫الطوائف والفرق الضالة‪ ،‬وسجن بسبب ذلك‪ ،‬والقى الحويالت إثحر الحويالت‪،‬‬
‫فما سكت عن احلق‪ ،‬وما ختلى عما يدعوا إليه‪ ،‬كما منه مل يحأمر بحاخلروج علحى‬
‫األئمة‪ ،‬بل كان رديداً يف التبذير منه (‪.)1‬‬
‫حادي عشر‪ :‬وسط يف كرامات األولياء‪ :‬فمن مصول مهل السنة واجلماعة‬
‫التصديق بكرامات األولياء‪ ،‬وما جيريه اهلل على ميدي م من خوارق العادات‪ ،‬من‬
‫منواع العلوم واملكارفات‪ ،‬ومنواع القدرة والتأثري(‪.)6‬‬
‫والكرامة‪ :‬ممرٌ جيريه اهلل حلجحة‪ ،‬مو حاجحة‪ ،‬خمحتص بأوليائحه‪ ،‬خحارق لعحادة‬

‫(‪ )1‬انظححر رححرح السححنة للربب ححاري ص ‪ ،69_68‬وجممححوع الفتححاوى لشححيخ اإلسححالم ‪،17_1/41‬‬
‫ومعالم السنة املنشورة‪ ،‬للشيخ حافظ احلكمي ص ‪.191_189‬‬
‫(‪ )6‬انظر جمموع الفتاوى ‪.112/4‬‬
‫‪75‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫غريهم‪ ،‬سامل من املعارضة مبثله‪ ،‬مو مقوى منه(‪.)1‬‬


‫واملعجزة‪ :‬ممر جيريه اهلل‪ ،‬خارق لعحادة الحثقلل‪ ،‬خمحتص باألنبيحاء‪ ،‬سحامل محن‬
‫املعارضة‪.‬‬
‫وهما يتفقان يف كون ما من خحوارق العحادات‪ ،‬ومن الكرامحات داخلحة يف بحاب‬
‫املعجزات‪ ،‬إذ هي مثحرة اتبحاع األنبيحاء‪ ،‬مو من كحلَّ واححدة من محا ال يشحرتط في حا‬
‫التبدي‪ ،‬مو عدمه‪.‬‬
‫وبين ما فروق كثرية جلية متيز كل واحدة من ما عن األخرى فالكرامات دون‬
‫املعجزات يف جنس ا‪ ،‬وقدرها‪ ،‬والكرامات ال تدل على العصمة‪ ،‬وال على‬
‫وجوب الطاعة خبالف املعجزة‪.‬‬
‫ثم إن املعجزة خارقة للعادة مطلقاً‪ ،‬مبعنى من ا خارقة لعادة الثقلل‪.‬‬
‫يف حل من الكرامة خارقة لغريهم عدا األنبياء‪ ،‬وإن كانت معتادة لألنبياء‪.‬‬
‫والكرامححة تنححال بأسححباب كالصححالح‪ ،‬وحنححوه‪ ،‬يف حححل من املعجححزة اصححطفاء‪،‬‬
‫واختيار(‪.)6‬‬
‫ومهل السنة وسط يف هذا الباب بل الذين منكروا الكرامات وبل الذين غالوا‬
‫في ا‪ ،‬وجعلوا ما ليس من ا داخالً في ا‪.‬‬
‫فالفالسفة منكروا كرامات األولياء كما منكروا معجزات األنبياء فزعموا من ا‬

‫(‪ )1‬انظححر جممححوع الفتححاوى ‪ ،698_694/12‬والنبححوات البححن تيميححة ‪،811/6 ،116_111/1‬‬


‫و‪ ،1941‬و‪ ،1986‬والفرقان ص‪.114‬‬
‫(‪ )6‬انظر تفصحيل الكحالم يف ذلحك إىل البحاب الثحاني محن (موقحف ابحن تيميحة محن خحوارق العحادات‬
‫واملخالفل في ا) للكاتب‪ ،‬وهي رسالة علمية _دكتوراه_‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪76‬‬
‫قوى نفسانية(‪.)1‬‬
‫واملعتزلة منكروا الكرامات‪ ،‬بدعوى التباس ا باملعجزة‪.‬‬
‫وعمدت م يف ذلك من الكرامحة خارقحة للعحادة عنحد محن يقحول بوقوع حا فتكحون‬
‫كححاملعجزة مححن ج ححة ا ححراقِ العححادةِ‪ ،‬واخلححارقب _بححزعم م_ ال يظ ححر إال علححى ميححدي‬
‫األنبياء‪ ،‬ومن هنا منكروا الكرامة(‪.)6‬‬
‫ومما الدجاجلة املشعوذون من الصوفية وغريهم _ فأدخلوا يف الكرامات ما لحيس‬
‫من ا من حنحو محا يقومحون بحه محن معمحال وخمحاريق‪ ،‬ومححوال رحيطانية _ كحدخول‬
‫النريان‪ ،‬وضرب منفس م بالسالح‪ ،‬والظ ور باملظاهر الغريبة‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬
‫والرك من هذه ليست من الكرامات فنن الكرامة إمنا تكون ألولياء‬
‫الردمن‪ ،‬وهؤالء هم مولياء الشيطان (‪.)4‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬وسط يف باب الشفاعة‪ :‬فاخلوارج واملعتزلة ينكرون رفاعة النيب‬
‫صرون الشفاعة على التائبل من املؤمنل ألن‬
‫" وغريه ألهل الكبائر‪ ،‬ويقْ ب‬
‫إثبات الشفاعة للفساق ينايف مبدم الوعيد يف مذهب م ف م يرون وجوب إنفاذ‬
‫الوعيد ملن استبقه‪ ،‬وال يرون الشفاعة له من النيب " وغريه‪.‬‬
‫ويقابل غلوَّ هؤالء يف نفي الشفاعة غلوٌّ يف إثبات ا‪.‬‬
‫وذلححك كغلححو النصححارى واملشححركل‪ ،‬ومححن حنححا حنححوهم‪ ،‬ف ححؤالء جعلححوا ملححن‬

‫(‪ )1‬انظر تفصيل قوهلم يف الرسالة الصفدية البن تيمية‪.‬‬


‫(‪ )6‬انظر ررح األصول اخلمسحة للقاضحي عبحداجلبار ص‪ ،176_128‬واملغحين يف مبحواب التوحيحد‬
‫_العدل_ للقاضي عبداجلبار ‪ ،661_664 ،618/11‬و‪.616_611‬‬
‫(‪ )4‬انظر ررح الواسطية لل راس ص ‪ ،611_616‬وانظر تفصيل ذلك يف الباب الثالث محن كتحاب‬
‫(موقف ريخ اإلسالم ابن تيمية من خوارق العادات)‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫يعظمححون م رححفاعة عنححد اهلل يف اآلخححرة كشححفاعت م يف الححدنيا‪ ،‬فححريون من هححؤالء‬


‫املعظمل يشفعون هلم عند اهلل يوم القيامة رفاعةً مستقلة‪.‬‬
‫مما مهل السنة فتوسطوا يف هذا الباب فلم ينفوا كل رفاعة‪ ،‬ومل يثبتوا كل‬
‫رفاعة‪.‬‬
‫بل مثبتوا من الشفاعة ما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة‪ ،‬ونفوا من ا ما‬
‫نفاه الدليل‪.‬‬
‫فالشفاعة املثبتة عندهم هي اليت تطلب من اهلل _ عز وجل _ وهي اليت تكون‬
‫للموحدين بعد إذن اهلل للشاف ‪ ،‬ورضاه عن املشفوع له فال تطلب من غري اهلل‪،‬‬
‫وال تكون إال بعد مذنه ورضاه‪.‬‬
‫ف ذه الشفاعة يثبت ا مهل السنة بأنواع ا‪ ،‬مبا يف ذلك الشفاعة ألهل الكبائر‪.‬‬
‫مما الشفاعة املنفية عند مهل السنة ف ي اليت نفاها الشرع‪ ،‬وهي اليت تطلب‬
‫من غري اهلل استقالالً‪ ،‬ومل تتوافر في ا رروط الشفاعة (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر ررح العقيحدة الطباويحة ص ‪ ،649_669‬ورحرح الواسحطية للح راس ص ‪،617_612‬‬
‫والشححفاعة‪ ،‬للشححيخ مقبححل الححوادعي ص ‪ ،14_11‬واملعتزلححة ومصححوهلم اخلمسححة‪ ،‬ص ‪،617_641‬‬
‫ومصول مذهب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري ‪.247_269/6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪78‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬خصائصهم اخللقية‪ ،‬والعملية‬

‫ألهل السنة خصائص خلقية‪ ،‬وعملية ميتازون ب ا عن غريهم‪ ،‬وفيما يلي‬


‫بيان لذلك‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬العدل‪ :‬فالعدل من معظم امليزات ألهل السنة‪ ،‬ف م معدل الناس‪،‬‬
‫وموالهم بامتثال قول اهلل _ عز وجل _‪[ :‬يعا مَُّي عا َّالذِينع آ عمنبواْ كُونبواْ قَوَّامِلع‬
‫بِاْل ِق رسطِ بر عدعاء لِلهِ] النساء‪ ، 141:‬وقوله‪[ :‬وعِإذعا ُق ْلتبمر فَاعر ِدلُواْ عولَور كَانع ذعا‬
‫قُ رربعى] األنعام ‪.116:‬‬
‫حتى إن الطوائف إذا تنازعت احتكمت إىل مهل السنة‪ ،‬وإذا مل يعدل مهل‬
‫السنة فمن يعدل ؟!‬
‫ف م ال يظلمون محدا‪ ،‬واليغمطونه حقه كائناً من كان‪ ،‬وإن مردت الدليل‬
‫فالق نظرة على كتب الرجال واجلرح والتعديل _ تعرع ما يؤكد ذلك‪ ،‬ويربهن عليه‪.‬‬
‫ومن مظاهر عدهلم من م ال يكفرون كل من كفرهم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬األمانة العلمية‪ :‬فاألمانة زينة العلم‪ ،‬وروحه الذي جيعله زاكي الثمر‪،‬‬
‫لذيذ املطعم‪ ،‬وإذا قلبت النظر يف تراجم رجال العلم وجدت البون الشاس بل‬
‫مهله وغريهم من حيث األمانة العلمية(‪.)1‬‬
‫ومهل السنة واجلماعة هلم القدح املعلى يف هذا اجلانب ف م مكثر الناس ممانة‬
‫يف العلم‪ ،‬ومحرص م على التبلي بتلك احللية‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر رسائل اإلصالح ‪.14/6‬‬


‫‪79‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ومن مظاهر األمانة العلمية عندهم _ األمانة يف النقل‪ ،‬والبعد عن التزوير‪،‬‬


‫وقلب احلقائق‪ ،‬وبرت النصوص‪ ،‬وحتريف ا‪ ،‬فنذا نقلوا عن خمالف هلم نقلوا‬
‫كالمه تاماً‪ ،‬فال يأخذون ما يوافق ما يذهبون إليه‪ ،‬ويعدع بعون ماسواه كي يدينوا‬
‫املنقول عنه‪.‬‬
‫وإمنا ينقلون كالمه تامَّاً غري منقوص فان كان حقَّاً مقروه‪ ،‬وإن كان باطالً‬
‫ردّوه‪ ،‬وإن كان فيه وفيه‪ ،‬قبلوا احلق وردّوا الباطل‪ ،‬كل ذلك بالدليل القاط ‪،‬‬
‫والربهان الساط ‪.‬‬
‫ومن مظاهر األمانة العلمية عندهم من م ال حيمِّلون الكالم ما ال حيتمل‪،‬‬
‫ومن م يذكرون ماهلم وما علي م‪ ،‬ومن م يرجعون للبق إذا تبيّن‪ ،‬وال يفتون‪،‬‬
‫وال يقضون إال مبا يعلمون‪.‬‬
‫كما من م محرص الناس على نسبة الكالم إىل قائله‪ ،‬ومبعدهم من نسبته إىل‬
‫غري قائله‪.‬‬
‫مما مهل األهواء فال تسلر عن تفريط م ب ذا اجلانب‪ ،‬فما مكثر إتباع اهلوى‬
‫عندهم‪ ،‬واحلكم باملتشابه‪ ،‬وحتكيم العوائد‪ ،‬وزخرفة الباطل‪ ،‬واالستدالل‬
‫املقلوب مو األعور‪ ،‬وبرت النصوص مو النقول‪ ،‬ودعوى خمالفة النص للمعقول‪،‬‬
‫والتعصّب املذهيب‪ ،‬والت ويل بدعوى اإلِياع‪ ،‬ونسبة الكتب إىل غري مؤلفي ا‪،‬‬
‫وحتريف الكلم عن مواضعه‪ ،‬ومن بعد مواضعه(‪.)1‬‬
‫الثالثة‪ :‬ال يتسحمون إال باسحم اإلسحالم‪ ،‬والسحنة واجلماعحة‪ :‬ف حذا محن مبحل‬
‫(‪ ) 1‬انظر حتريف النصوص من مآخذ مهل األهواء يف االستدالل‪ ،‬للشيخ د‪ .‬بكر مبو زيد ص ‪،7_2‬‬
‫وانظر حكم االنتماء‪ ،‬د‪ .‬بكر مبو زيد ص ‪ ،11‬ورسائل اإلصالح ص ‪.61_14‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪81‬‬
‫الفروق بل مهل السنة واجلماعة وبل مهل البدعة والفرقحة فأهحل السحنة ينتمحون‬
‫للسنة واجلماعة‪ ،‬ومهل األهواء والبدع كل طائفة من م تنتسحب إىل رحخص محن‬
‫مهل البدع ورؤوس الضالل كاجل مية‪ ،‬مو إىل رخص خحالف السحلف يف بعحض‬
‫األصول كالكالبية‪ ،‬واألرعرية‪ ،‬واملاتريدية‪ ،‬مو إىل مصل من مصحول الضحاللة‪،‬‬
‫كالقدرية‪ ،‬واجلربيحة‪ ،‬واملرجئحة‪ ،‬مو إىل وصحف يحدل علحى حقيقحت م ورحعارهم‬
‫كالرافضة‪ ،‬والصوفية‪ ،‬والفالسفة‪ ،‬والباطنية‪ ،‬واملعتزلة وغريهم‪.‬‬
‫وهلذه القاعدة استثناءات فقد ينتسب بعض مهل السنة إىل إمام من مئمت ا‪،‬‬
‫كاإلمام مدمد‪ ،‬وهذا ممر ارتضاه السلف‪ ،‬بل األمة ييع ا قد ارت ر عندها‬
‫هذا‪ ،‬حتى مهل البدع متفقون على من االنتساب لإلمام مدمد يعين االنتساب‬
‫للسنة‪.‬‬
‫وكذلك يشذ عن هذه القاعدة انتساب بعض مهل البدع ألرخاص من مئمة‬
‫السنة زوراً وب تاناً‪ ،‬كانتساب املعتزلة للصبابة الذين اعتزلوا الفتنة‪ ،‬وكانتساب‬
‫الصوفية إىل مهل الصفة‪ ،‬وكانتساب العلويل النصرييل الباطنيل إىل علي ÷‪.‬‬
‫وم ذلك فنن االنتساب ألئمة السنة ال يعين إال االنتساب إىل السنة نفس ا‬
‫ألن م قدوة م تدون‪.‬‬
‫ممححا االنتسححاب ألهححل البدعححة ومئمت ححا فنمنححا يعححين االنتسححاب ألرخاص ح م‪،‬‬
‫وعقائدهم اخلاصة املبتدعة(‪.)1‬‬
‫الرابعة‪ :‬ترك اخلصومات يف الدين‪ ،‬وجمانية مهل اخلصومات‪ :‬ألن اخلصومات‬
‫(‪ )1‬انظر درء تعارض العقل والنقحل ‪ ،7_1/1‬ومقحدمات يف األهحواء واالفحرتاق والبحدع‪ ،‬د‪ .‬ناصحر‬
‫العقل ص ‪.119_199‬‬
‫‪80‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مححدعاةٌ للفرقححة‪ ،‬والفتنححة‪ ،‬وجملبححة للتعصححب ومتبححاع اهلححوى‪ ،‬ومطّي حةٌ لالنتصححار‬
‫للنفس‪ ،‬والتشفي من اآلخرين‪ ،‬وذريعة للقول على اهلل بغري علم‪.‬‬
‫وملا كان هذا هو رأن اجلدل واخلصومات ابتعد عن ا السلف الصاحل‪ ،‬وحذروا‬
‫من ا‪ ،‬وورد عن م آثار كثرية يف ذلك‪.‬‬
‫مخرج اآلجري بسنده عن مسلم بن يسار منه قال‪= :‬إياكم واملراء فننه ساعة‬
‫ج ل العامل‪ ،‬وب ا يبتغي الشيطان زلته ‪.)1(+‬‬
‫ومخرج من عمر بن عبدالعزيز × قال‪= :‬من جعل دينه غرضاً للخصومات‬
‫مكثر التنقل ‪.)6(+‬‬
‫وقال جعفر بن حممد ×‪= :‬إياكم واخلصومات فنن ا تشغل القلب‬
‫وتورث النفاق ‪.)4(+‬‬
‫وقال ثابت بن قرة ×‪= :‬إياكم وهذه اخلصومات فنن ا حتبط األعمال‪.)1(+‬‬
‫وقيل للبكم بن عتيبة الكويف ‪= :‬ما اضطر الناس إىل هذه األهواء ؟ قال‬
‫اخلصومات‪.)1(+‬‬
‫وما ميل قول الشافعي × حل قال‪:‬‬
‫اجلن ن ن ننوا لب ن ن نننا الت ن ن ن ن ِّ مفتن ن ننناو‬ ‫إ ن ن ننالوا ننك َّ وإ نند خو ننم إلن ن هل ننه‬
‫هله‬

‫(‪ )1‬الشريعة لآلجري ص ‪ ،12‬وانظر احلجة يف بيان احملجة لألصب اني ‪.689/1‬‬
‫(‪ )6‬الشريعة لآلجري ص ‪ ،12‬وانظر احلجة يف بيان احملجة لألصب اني ‪.689/1‬‬
‫(‪ )4‬ررح مصول اعتقاد مهل السنة لاللكائي ‪.169_168/1‬‬
‫(‪ )1‬ررح مصول اعتقاد مهل السنة ‪.169/1‬‬
‫(‪ )1‬احلجة يف بيان احملجة ‪.681/1‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪81‬‬
‫نن و‬ ‫و ي نن أ ض نناً لصن ننو الن نن‬ ‫ن نن ٌ‬ ‫نن‬ ‫والص ن ننم ع ن ننٍ جاه ن ننل أو أ‬
‫(‪)1‬‬
‫وهننو بننَّاو‬ ‫خسننأ لنمن ن‬ ‫والكل ن‬ ‫األُ ْ نند تخْتن ننأ وهن ننال ن ننامتة‬ ‫أمن ننا ت نن‬

‫اخلامسة‪ :‬البعد عن جمادلة مهل البدع مو جمالست م‪ ،‬مو عرض رب م إال على‬
‫سبيل التنفيذ هلا‪ :‬ألن جمالست م وجمادلت م ممرضة للقلوب‪ ،‬وسبب الستبسان‬
‫مقواهلم وبدع م‪ ،‬ومدعاة النتشار ممرهم وعلو رأن م‪.‬‬
‫وهلذا قال رجل أليوب السختياني ×‪ = :‬يا مبا بكر مسألك عن كلمة‪،‬‬
‫فوىل ميوبب‪ ،‬وجعل يشري بنصبعه‪ :‬وال نصف كلمة‪.)6(+‬‬
‫وجاء رجل إىل احلسن × فقال‪ = :‬يا مبا سعيد تعالع مخاصمرك يف الدين‪.‬‬
‫فقال احلسن‪ :‬مما منا فقد مبصرت ديين‪ ،‬فنن كنت مضللت دينك فالتمسه‪.)4(+‬‬
‫مما إذا كان اجلدال باحلق‪ ،‬وباليت هي محسن‪ ،‬وكان مراداً به كشف الشبه‪،‬‬
‫والوصول إىل احلق _ فنن م يسعون له‪ ،‬ويسارعون إليه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬البعد عن القيل‪ ،‬والقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ :‬وذلك امتثاالً لقوله "‪:‬‬
‫=إن اهلل _تبارك وتعاىل _ يرضى لكم ثالثاً ويكره لكم ثالثاً‪ :‬يرضى لكم من‬
‫تعبدوه وال تشركوا به ريئاً‪ ،‬ومن تعتصموا حببل اهلل ييعاً وال تفرقوا‪ ،‬ومن‬
‫تناصبوا ملن واله اهلل ممركم‪.‬‬
‫ويكره لكم ثالثاً‪ :‬قيل وقال‪ ،‬وإضاعة املال‪ ،‬وكثرة السؤال ‪.)1(+‬‬

‫(‪ )1‬ديوان الشافعي ص ‪ ،88‬حتقيق د‪ .‬حممد عبد املنعم خفاجي‪.‬‬


‫(‪ )6‬مخرجه اآلجري يف الشريعة ص ‪ ،17‬وانظر البدع والن ي عن ا‪ ،‬البن وضّاح القرطيب‪ ،‬ص ‪.14_17‬‬
‫(‪ )4‬مخرجه اآلجري يف الشريعة ص ‪ ،17‬وانظر البدع والن ي عن ا‪ ،‬ص ‪.14_17‬‬
‫(‪ )1‬رواه مدمد ‪ ،467/6‬ومسلم (‪.)1711‬‬
‫‪83‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫فالقيل والقال‪ ،‬وكثرة السؤال مدعاة للتشدد والتنط ‪ ،‬والتقعر‪ ،‬والتنقيب‪،‬‬


‫واالعرتاض‪ ،‬والتعنت‪ ،‬والسؤال عما ال ينبغي السؤال عنه‪ ،‬وال اخلوض فيه‪.‬‬
‫قال _ تعاىل _‪[ :‬يعا مَيُّ عا َّالذِينع آ عمنبواْ الَ عتسرَألُواْ ععنر مَ رريعاء إِن تبربدع َلكُمر‬
‫عتسبؤركُمر] املائدة ‪.191 :‬‬
‫وقال النيب "‪ = :‬ذروني ما تركتم فنمنا مهلك من كان قبلكم كثرة سؤاهلم‪،‬‬
‫واختالف م على منبيائ م فما ن يتكم عنه فاجتنبوه‪،‬وما ممرتكم به فأتوا منه ما‬
‫استطعتم ‪.)1(+‬‬
‫مما إذا كان اإلِنسان يسأل عما ي مه من ممر دينه ف ذا هو الذي ممرنا بالسؤال‬
‫عنه‪ ،‬وإمنا رفاءب العيِّ السؤال‪ ،‬قال اهلل _تعاىل_‪[:‬فَاسرَألُواْ َمهرلع الذِّكْرِ إِن كُنتبمر الَ‬
‫تع رعلَمبونع] ا ألنبياء‪.7 :‬‬
‫مما من سأل متعنتاً غري متفقه وال متعلم ف و الذي ال حيل قليل سؤاله‪ ،‬وال‬
‫كثريه(‪.)6‬‬
‫السابعة‪ :‬يكرهون احلديث واخلوض فيما ال طائل حتته وال عمل وراءه‪ :‬ألن‬
‫هذا الصني يقتل األوقات‪ ،‬ويبدد الطاقات‪ ،‬ويقود إىل البطالة والكسل‪ ،‬وترك‬
‫العمل‪.‬‬
‫فأهل السنة مضنُّ الناس بأوقات م‪ ،‬فال يرضون من يضيعوها مبا ال ينف مو رمبا‬
‫ضر‪.‬‬
‫خبالف غريهم من مهل البدع‪ ،‬الذين يشغلون منفس م مبا ال طائل حتته‪ ،‬وال‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)7688‬‬
‫(‪ )6‬انظر ررح الطباوية ص ‪.626‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪84‬‬
‫عمل وراءه‪.‬‬
‫=قال سفيان بن عيينة‪ :‬سأل رجل رربمة عن اإلِميان فلم جيبه‪ ،‬ثم متثل ب ذين‬
‫البيتل‪:‬‬
‫أ ن ن ن وا وإن ن ننالوا للخصن ن ننومة أ ضن ن ننل‬ ‫حما إلن ن ن ن ج ن ن نندوا ن النب ن ن ننادة وا ن ن ن ن وا‬
‫(‪)1‬‬
‫وه ننه س ننبيل احلن ن أعم ننأ وأجه ننل‬ ‫خ ن ن ن ن ناً أل ن ن ن ن ن ا الن ن ن ن نننم و دعن ن ن ن ننة‬

‫الثامنة‪ :‬ما عند الطوائف األخرى من كمال فعند مهل السنة ممته ومكمله‪ :‬قال‬
‫ريخ اإلسالم ابن تيمية _ردمه اهلل _ ‪= :‬من املعلحوم من مهحل احلحديث يشحاركون‬
‫كل طائفة فيما يتبلون به من صفات الكمال‪ ،‬وميتازون عن م مبا لحيس عنحدهم‬
‫فنن املنازع هلم البحد من يحذكر فيمحا خيحالف م فيحه طريقحاً مخحرى‪ ،‬مثحل املعقحول‪،‬‬
‫والقيححاس‪ ،‬والححرمي‪ ،‬والكححالم‪ ،‬والنظححر‪ ،‬واالسححتدالل واحملاجححة‪ ،‬واجملادلححة‪،‬‬
‫واملكارفة‪ ،‬واملخاطبة‪ ،‬والوجد‪ ،‬والذوق‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬
‫وكحل هححذه الطححرق ألهححل احلححديث صحفوتب ا‪ ،‬وخالصحتب ا ف ححم مكمححل النححاس‬
‫عقالً‪ ،‬ومعدهلم قياساً‪ ،‬ومصوب م رميحاً‪ ،‬ومسحدهم كالمحاً‪ ،‬ومصحب م نظحراً‪،‬‬
‫ومهححداهم اسححتدالالً‪ ،‬ومقححوم م جححدالً‪ ،‬وممت ححم فراسححةً ومصححدق م إهلامححاً‪،‬‬
‫ومَحع بدهم بصراً ومكارحفةً‪ ،‬ومصحوب م مسعحاً وخماطبحةً‪ ،‬ومعظم حم ومحسحن م‬
‫وجداً وذوقاً‪.‬‬
‫وهذا هو للمسلمل بالنسبة إىل سائر األمم‪ ،‬وألهل السنة واحلديث بالنسبة إىل‬

‫(‪ )1‬احلجة يف بيان احملجة ‪.681/1‬‬


‫‪85‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫سائر امللل فكل من استقرم محوال العامل وجد املسلمل محدَّ ومسدَّ عقالً‪.)1(+‬‬
‫التاسعة‪ :‬ممرهم رورى بين م‪ :‬قال _تعاىل_‪ :‬مثنياً على عباده املؤمنل‪:‬‬
‫[وعَممر برهبمر ربورعى عبيرعن بمر] الشورى‪.48:‬‬
‫وهذا يشمل ممورهم الدينية والدنيوية‪ ،‬اخلاصة والعامة(‪.)6‬‬
‫كذلك ممر سحببانه نبيحه " مح وفحور عقلحه وسحداد رميحه بالشحورى‪ ،‬فقحال‬
‫_سببانه _‪[ :‬وعرعاوِررهبمر فِي األَمررِ] آل عمران‪.119:‬‬
‫وكان النيب " كثريع املشحاورة ألصحبابه‪ ،‬وكحان مصحبابه _رضحي اهلل عحن م _‬
‫يتشاورون فيما بيحن م لحذلك فأهحل السحنة مكثحر النحاس رحورى‪ ،‬ومبعحدهم عحن‬
‫التفرد واالستبداد امتثاالً ألمحر اهلل _ عحز وجحل _ وإتباعحاً لرسحوله " ولعلم حم‬
‫بفضائل الشورى وعوائدها اجلمة ف حي تحزرع األلفحة بحل املتشحاورين‪ ،‬وتقحوي‬
‫الروابط بل املسلمل فنن م متى رعروا بوحدة اهلدف واملصحلبة قحاموا بتبقيحق‬
‫ذلك‪ ،‬ومتى رعروا بارتباط املصاحل قويت بين م احملبة‪ ،‬وتوثقحت عحرى األلفحة‪،‬‬
‫وزالت موجبات العداوة‪.‬‬
‫يروى عن ممري املؤمنل علي بن مبي طالب ÷ منه قال‪= :‬نعم املؤازرة‬
‫املشاورة‪ ،‬وبئس االستعداد االستبداد ‪.)4(+‬‬
‫ثم إن الرمي الواحد يعرتيه ما يعرتيه من النقص واخلطأ‪ ،‬فنذا كثرت اآلراء‬
‫(‪ )1‬نقححض املنطححق ص ‪ ،8_7‬واقتضححاء الصححراط املسححتقيم ملخالفححة مصححباب اجلبححيم البححن تيميححة‬
‫‪ ،21/1‬وحكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد‪ ،‬ص‪.18_12‬‬
‫(‪ )6‬انظر الرياض الناضرة‪ ،‬البن سحعدي‪ ،‬الفصحل الثحاني عشحر ص ‪ ،19‬ووجحوب التعحاون بحل‬
‫املسلمل‪ ،‬البن سعدي‪ ،‬ص ‪.11_14‬‬
‫(‪ )4‬مدب الدنيا والدين‪ ،‬للماوردي‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪86‬‬
‫واتفقت‪ ،‬وحصل التعاون مصابوا الصواب‪ ،‬ومدركوا النجاح‪.‬‬
‫لذا فأهل السنة واجلماعة ممرهم رورى بين م‪ ،‬ف م يتشاورون فيما ينوب م‬
‫من نوائب‪ ،‬وما ينزل ب م من نوازل مفراداً كانوا مم ياعات‪ ،‬فيفيد بعض م من‬
‫بعض‪ ،‬فتتبقق بذلك املصاحل‪ ،‬وتدرم املفاسد‪ ،‬وحيصل رضا الرب _ جال‬
‫وعال_ وإتباع النيب"‪.‬‬
‫خبالف الذين ذهبت ب م خياالت الغرور كل مذهب‪ ،‬فاعتع ُّدوا بأنفس م مكثر‬
‫من الالزم‪ ،‬فلم يرعوا للشورى حق ا‪ ،‬ومل يقدروها قدرها‪ ،‬فما مكثر خطأهم‪،‬‬
‫وما مقل صواب م‪.‬‬
‫العاررة‪ :‬اإلنفاق يف سبيل اهلل‪ :‬فأهل السنة مكثر الناس إنفاقاً يف سبيل اهلل‪،‬‬
‫وبذال يف كافة طرق اخلري لعلم م من املال مال اهلل‪ ،‬ومن اهلل مستخلف م فيه‪،‬‬
‫وسائل م عنه‪ ،‬ومنه _ سببانه _ قد حثّ م على اإلنفاق يف سبيله‪ ،‬ووعد على‬
‫ذلك بالثواب اجلزيل يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬كما منه _ عز وجل _ حذر من البخل‪،‬‬
‫وتوعد من خبل بالعقاب العاجل واآلجل‪ ،‬ف م ينفقون رغبة مبا عند اهلل من‬
‫جزيل الثواب‪ ،‬وخوفاً مما لديه من رديد العقاب‪ ،‬ثم هم خيشون إن مل ينفقوا يف‬
‫سبيل اهلل من يستبدهلم اهلل قوماً غريهم‪ ،‬ثم ال يكونوا ممثاهلم‪.‬‬
‫لححذا ف ححم ينفقححون األمححوال الطائلححة يف عمححارة املسححاجد‪ ،‬ومسححاعدة الفقححراء‬
‫واحملتححاجل‪ ،‬ويف سححبيل تبليححغ ديححن اهلل‪ ،‬والححدعوة إىل سححبيله‪ ،‬وإعانححة الححدعاة‬
‫املخلصل الداعل إىل اهلل على بصرية‪ ،‬ويف نشر الكتب النافعة‪ ،‬إىل غري ذلك من‬
‫وجوه الرب واإلحسان‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الل الفححرق‬
‫ضح َّ‬
‫ممححا غريهححم فقححد ينفححق الكححثري مححن الوقححت واملححال كالنصححارى و ب‬
‫وغريهم‪ ،‬ولكن يف سبيل من؟‬
‫إن م ينفقون ممواهلم للصد عن سبيل اهلل‪ ،‬مو لنشر البدع والضالالت‪ ،‬مو‬
‫عالذِينع كَفَربواْ‬
‫حسر عرةً ثبمَّ يب رغلَببونع و َّ‬
‫حملاربة مولياء اهلل‪َ [ ،‬ف عسيبن ِفقُوعن عا ثبمَّ عتكُونب عع َلري ِمر ع‬
‫ج عنَّمع يببرشعربونع] األنفال‪.42 :‬‬
‫ِإلَى ع‬
‫احلادية عشرة‪ :‬اجل اد يف سبيل اهلل‪ :‬فمن مصول مهل السنة واجلماعة من‬
‫اجل اد ماض إىل قيام الساعة م األمراء مبراراً كانوا مم فجاراً‪.‬‬
‫فأهل السنة واجلماعة هم مهل اجل اد‪ ،‬وهحم الحذين يقومحون بحه خحري القيحام‪،‬‬
‫وهم الذين يسعون إىل إحيائه يف كافة صوره ومنواعه‪.‬‬
‫ف ححم يقومححون باجل ححاد الححذي يقصححد بححه صححالح املسححلمل وإصححالح م‪ ،‬يف‬
‫عقائححدهم‪ ،‬ومخالق ححم‪ ،‬وآداب ححم‪ ،‬ويي ح رححؤون م الدينيححة والدنيويححة‪ ،‬ويف‬
‫تربيت م العلمية والعملية‪ ،‬وهذا النوع هو مصل اجل اد وقوامه‪.‬‬
‫ويقومححون _ميضححاً_ باجل ححاد الححذي يقصححد بححه دفحح املعتححدين علححى اإلسححالم‬
‫واملسلمل‪ ،‬من الكفار واملنافقل وامللبدين وكافة معداء الحدين‪ ،‬ف حم جياهحدون‬
‫باحلجة والربهان‪ ،‬وجياهدون بالسالح املناسب يف كل زمان ومكان(‪.)1‬‬
‫فكم ر دت هلم يف النصر من عزمة‪ ،‬وكم مذاقوا معداء اإلسالم من كاس‬
‫لل زمية مرّة‪ ،‬وكم نصروا من مظلوم‪ ،‬وكم ردّوا من حقٍّ سليب‪.‬‬
‫قال _تعاىل_ يف وصف عباده املؤمنل‪ [:‬مِنع الْمب رؤ ِمنِلع رِجعالٌ صعدعقُوا معا ععاهعدبوا‬

‫(‪ )1‬انظر وجوب التعاون بل املسلمل‪ ،‬للشيخ عبدالردمن ابن سعدي‪ ،‬ص‪.8_7‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪88‬‬
‫اللَّ حهع ععلَ ير حهِ فَمِ حنر بم مَّححن قَضعححى نعبربع حهب وعمِ حنر بم مَّححن يعنتعظِ حرب وعمعححا بعححدَّلُوا تعبر حدِيالً]‬
‫األحزاب‪.64:‬‬
‫هذا هو نعت الرجال من املؤمنل الصدق الكامل فيما عاهدوا اهلل عليه من‬
‫القيام بالدين‪ ،‬وإن اض مهله‪ ،‬ونصره بكل ما يقدرون عليه من مال‪ ،‬ومقال‪،‬‬
‫وبدن‪ ،‬و اهر‪ ،‬وباطن‪.‬‬
‫ومِنر وصرفِ هؤالء املؤمنل الثباتب التامُّ‪ ،‬والصحرب والشحجاعة‪ ،‬واملضحيُّ بكحل‬
‫وسيلة ب ا نصر للدين‪ ،‬فمن م الباذل نفسه‪ ،‬ومن م البحاذل مالحه‪ ،‬ومحن م احلحاثُّ‬
‫إلِ خوانه علحى القيحام بكحل مسحتطاع محن رحؤون الحدين‪ ،‬ومحن م السحاعي بيحن م‬
‫بالنصححيبة‪ ،‬والتححآلف‪ ،‬واالجتمححاع‪ ،‬ومححن م املن ّشحط بقولححه‪ ،‬وجاهححه‪ ،‬وحالححه‪،‬‬
‫ومن م الفذ اجلام لذلك كله‪ ،‬ف ؤالء هم مهل الدين‪ ،‬وخيار املسلمل‪ ،‬ب م قام‬
‫الدين‪ ،‬وبحه قحاموا‪ ،‬وهحم اجلبحال الرواسحي يف إميحان م وج حادهم وصحربهم‪ ،‬ال‬
‫يردُّهم عما يرومون نيله رادٌّ‪ ،‬وال يصدهم عن سلوك سبيله صادّ‪ ،‬تتواىل علي م‬
‫الكوارث واملصحائب‪ ،‬فيتلقون حا بقلحوب ثابتحة‪ ،‬وصحدور منشحرحة لعلم حم مبحا‬
‫يرتتب على ذلك من اخلري والفالح‪ ،‬والثواب والنجاح(‪.)1‬‬
‫خبالف املتشائمل املتخاذلل‪ ،‬واجلبناء املرجفل ممن ضعف إميان م‪ ،‬وعميت‬
‫بصائرهم‪ ،‬فال ترى في م إعانة‪ ،‬والحس من م جدَّاً‪ ،‬وال تسم هلم ركزاً‪،‬‬
‫وقد ملك م البخل‪ ،‬واستبوذ علي م اجلنب‪ ،‬واستبدّ ب م اليأس‪ ،‬ففي م الساعي‬
‫بل املسلمل بالعداوات‪ ،‬وفي م املرجف واملخذل‪ ،‬وفي م املتشائم الذي ذهب‬
‫(‪ )1‬انظر وجوب التعاون بل املسلمل‪ ،‬ص‪ ،11‬واجل حاد يف سحبيل اهلل‪ ،‬للشحيخ عبحدالردمن ابحن‬
‫سعدي‪ ،‬ص ‪.8_7‬‬
‫‪89‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫به التشاؤم كل مذهب‪ ،‬فما إن يرى ما عليه املسلمون من الضعف‪ ،‬وتربص‬


‫األعداء إال ويقط األمل من رفعة اإلسالم‪ ،‬وجيزم من املسلمل إىل ضياع‬
‫واضمبالل‪.‬‬
‫ولقد غلط هؤالء معظم غلط فنن هذا الضعف عارض‪ ،‬وله مسباب‪،‬‬
‫وبالسعي يف زوال مسبابه تعود عزة اإلسالم كما كانت‪.‬‬
‫وما ضعف املسلمون إال ألن م خالفوا كتاب رب م‪ ،‬وسنّة نبي م حممد "‬
‫وتنكبوا السنن الكونية اليت جعل ا اهلل مادة حياة األمم‪ ،‬فنذا رجعوا إىل ما م ده‬
‫هلم دين م فنن م البد من يصلوا إىل الغاية كل ا مو بعض ا‪.‬‬
‫وهذا املذهب امل ل _ وهو التشاؤم والكسل _ ال يعرفه اإلِسالم‪ ،‬وال يرتضيه‬
‫ألهله‪ ،‬بل حيذر منه مرد التبذير‪ ،‬ويبل للناس من النجاح مأمول‪ ،‬ومن م‬
‫العسر يسراً‪.‬‬
‫ويقابل هؤالء املخحاذلل املتشحائمل املحرجفل طائفحة يبؤع ِّملحون آمحاالً عظيمحة‪،‬‬
‫ويدّعون دعاوى عريضة‪ ،‬ويقولون ما ال يفعلحون‪ ،‬فرتاهحم يتبحدثون عحن مجمحاد‬
‫اإلِسححالم ورفعتححه‪ ،‬ومن العاقبححة احلميححدة سححتكون لححه‪ ،‬ومن الرجححوع إىل تعاليمححه‬
‫وهدايته هو السبب الوحيد لعلوِّ مهله ورفعت م‪.‬‬
‫ولكن هؤالء ال يقدمون لدين م مدنى منفعة بدنية مو مالية‪ ،‬وال يقومون بأية‬
‫معمال جديّة لتبقيق ما يدّعون‪ ،‬وما به يقولون(‪.)1‬‬
‫مما مهل احلق‪ ،‬مما مهل الصدق فقد سبق بيان ما يقومون به فدمب م اجل اد يف‬

‫(‪ )1‬انظر املرج السابق‪.‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪91‬‬
‫سححبيل اهلل‪ ،‬ومراغم حة معححداء اهلل‪ ،‬جححالداً بالسححيف والسححنان‪ ،‬وجححداالً بححالقلم‬
‫واللسان‪.‬‬
‫مما الطوائف األخرى فقد تنكبوا سواء الصراط يف هذا الباب‪.‬‬
‫فاخلوارج _ على سبيل املثال _ هادنوا مهل األوثان‪ ،‬وفوَّقوا س ام م حنو مهل‬
‫اإلميان‪.‬‬
‫مما الرافضة فَكسروا سيوف م‪ ،‬واستبدلوها بسيوف من خشب‪ ،‬زعماً من م‬
‫من اجل اد ال يكون إال م اإلمام املعصوم‪ ،‬وهلذا مسوا باخلشبية(‪.! )1‬‬
‫وليت م وقفوا عند هذا احلد‪ ،‬والتزموا ب ذا املبدم‪ ،‬بل إن م يطعنون املسلمل‬
‫باألعجاز والظ ور‪ ،‬ويظاهرون علي م كل ملبد وكفور‪ ،‬فما من عدو حيارب‬
‫املسلمل إال وقفوا معه‪ ،‬وال جيدون فرصة للنيل من املسلمل إال بادروا إلي ا‪،‬‬
‫وال يصادفون من م غِ ّرةً إال مصابوهم من خالهلا‪.‬‬
‫قال ريخ اإلسالم ابن تيمية ×‪= :‬وهلذا كان الرافضة من معظم األسباب‬
‫يف دخول الرتك الكفار إىل بالد اإلسالم‪.‬‬
‫مما قصة الوزير ابن العلقمي وغريه كالنصري الطوسي م الكفار ومماألت م‬
‫على املسلمل _ فقد عرف ا اخلاصة والعامة‪.‬‬
‫وكذلك من كان من م يف الشام اهروا املشركل على املسلمل‪ ،‬وعاونوهم‬
‫معاونة عرف ا الناس‪.‬‬
‫وكذلك ملا انكسر عسكر املسلمل ملا قدم غازان اهروا الكفار النصارى‬

‫(‪ )1‬انظر السنة للخالل ص‪.197‬‬


‫‪90‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وغريهم من معداء املسلمل‪ ،‬وباعوا موالد املسلمل بي العبيد‪ ،‬وحاربوا‬


‫املسلمل حماربة اهرة‪ ،‬ودمل بعض م راية الصليب‪ ،‬وهم كانوا معظم‬
‫األسباب يف استيالء النصارى قدمياً على بيت املقدس حتى استنقذه املسلمون‬
‫من م‪.)1(+‬‬
‫وقال‪= :‬ودع ما يسم وينقل ع ّمن خال‪ ،‬فلينظر كل عاقل فيما حيدث من‬
‫زمانه‪ ،‬وما يقرب من زمانه من الفنت والشرور والفساد يف اإلِسالم‪ ،‬فننه جيد‬
‫معظم ذلك من قبل الرافضة‪ ،‬وجتدهم معظم الناس فتنة ورراً‪ ،‬ومن م ال‬
‫يقعدون عما ميكن م من الفنت والشر‪ ،‬وإيقاع الفساد بل األمة‪.)6(+‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬االهتمام بأمور املسلمل‪ :‬فأهل السنة واجلماعة مكثر من ي تم‬
‫بأمور املسلمل‪ ،‬ف م يسعون يف نصرت م‪ ،‬ومداء حقوق م وكف األذى عن م‬
‫ورف الظلم الواق علي م‪ ،‬ويشاركون م مفراح م‪ ،‬ويشاطرون م متراح م‪،‬‬
‫ض بمر َمورِليعاء‬
‫منطلقل بذلك من قوله _ تعاىل _‪[:‬وعالْمب رؤ ِمنبونع وعالْمب رؤ ِمنعاتب بععر ب‬
‫بع رعضٍ] التوبة‪.71:‬‬
‫وقوله "‪= :‬مثل املؤمنل يف توادهم وترادم م كمثل اجلسد إذا ارتكى منه‬
‫عضو تداعى له سائر اجلسد باحلمى والس ر‪ ،)4(+‬وقوله "‪=:‬املؤمن للمؤمن‬
‫كالبنيان يشد بعضه بعضا‪ +‬وربّك بل مصابعه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬من اج السنة ‪.111/7‬‬


‫(‪ )6‬من اج السنة ‪.476/2‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري (‪ )2911‬ومسلم (‪.)6182‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )6112‬ومسلم (‪.)6181‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪91‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬احلرص على ي كلمة املسلمل على احلق‪ :‬ف حم حريصحون‬
‫كل احلرص على وحدة املسحلمل‪ ،‬وملِّ رحعث م‪ ،‬ويح كلمحت م علحى احلحق‪،‬‬
‫وإزالححة مسححباب النححزاع والفرقححة بيححن م لعلم ححم من االجتمححاع ردمححه‪ ،‬والفرقححة‬
‫عذاب وألن اهلل ممر باالئتالف‪ ،‬ون ى عحن االخحتالف كمحا يف قولحه _ تعحاىل _‪:‬‬
‫[ يعحححا مَيُّ عحححا الَّح حذِينع آمعنبحححواْ اتَّقُحححواْ اللح حهع حعحححقَّ تبقَاتِح حهِ وعالَ تعمبحححوتبنَّ إِالَّ عومَنحححتبم‬
‫مُّسرلِمبونع* وعاعرتعصِمبواْ بِبعبرلِ اللهِ جعمِيعاً وعالَ تعفَرَّقُواْ] آل عمران‪.194_196 :‬‬
‫خبححالف الححذين يسححعون للفرقححة بححل املسححلمل‪ ،‬ويبححذرون بححذور الشححقاق يف‬
‫صححفوف م‪ ،‬فيفرقححون م عنححد مدنححى نازلححة‪ ،‬وحيححز بححون م ويؤلبححون بعضح م علححى‬
‫بعض‪ ،‬ويغرون بعض م ببعض‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬حسن اخللق‪ :‬فأهل السحنة واجلماعحة محسحن النحاس مخالقحاً‪،‬‬
‫ومكثححرهم حلمحاً ومساحححة وتواضححعاً‪ ،‬ومحرصح م دعححوة إىل مكححارم األخححالق‪،‬‬
‫وحماسن األعمال ف م يعتقدون من مكمل الناس إميان محسن م مخالقا‪ ،‬فيندبون‬
‫إىل من تصل من قطعك‪ ،‬وتعطي من حرمك‪ ،‬وتعفحو عمحن لمحك‪ ،‬ويحأمرون‬
‫بححرب الوالححدين‪ ،‬وصححلة األرحححام‪ ،‬وحسححن اجلححوار‪ ،‬واإلِحسححان إىل اليتححامى‪،‬‬
‫واملساكل‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬والرفق باململوك‪.‬‬
‫وين ون عن الفخر‪ ،‬واخليالء‪ ،‬والبغي‪ ،‬واالستطالة عن اخللق حبق مو بغري‬
‫حق ويأمرون مبعالي األمور‪ ،‬وين ون عن سفساف ا(‪.)1‬‬
‫اخلامس حة عشححرة‪ :‬سححعة األفححق‪ :‬ف ححم موس ح النححاس مفق حاً‪ ،‬ومبعححدهم نظححراً‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظر خامتة العقيدة الواسطية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬


‫‪93‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ومرحب م باخلالف صدراً‪ ،‬ومكثرهم للمعاذير التماساً(‪.)1‬‬


‫وهم ال يأنفون من مساع احلق‪ ،‬وال حترج صدورهم من قبوله‪ ،‬وال‬
‫يستنكفون من الرجوع إليه‪ ،‬واألخذ به‪.‬‬
‫ثم إن م ال يبلزمون الناس باجت اد ات م‪ ،‬وال يضللون كل من خالف م‪ ،‬وال‬
‫تضيق معطا ن م يف األمور االجت ادية‪ ،‬اليت ختتلف في ا مف ام الناس‪.‬‬
‫وهم كذلك حيرصون على املصاحل الكربى‪ ،‬ولو مدى ب م ذلك ارتكاب بعض‬
‫املفاسد الصغرى‪.‬‬
‫وكما من م حيرصون على تصبيح األخطاء‪ ،‬حتى ال تضل األمة _ ف م كذلك‬
‫حيرصون على إال تفرتق األمة عند مدنى نازلة‪.‬‬
‫ومن مظاهر سعة األفق عندهم بعدهم عن التعصب املقيت‪ ،‬والتقليد‬
‫األعمى‪ ،‬واحلزبية الضيقة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬األدب يف اخلالف‪ :‬فأهل السنة قد يتنا رون‪ ،‬وقد خيتلفون‬
‫يف بعض املسائل االجت ادية‪ ،‬م بقاء األلفة واملودة واحملبة فيما بين م‪.‬‬
‫وقد حيتاجون إىل الرد على بعض‪ ،‬ولكن يف حدود األدب واللياقة‪ ،‬بعيداً‬
‫عن اإلسفاف والصفاقة ألن اهلل _ عز وجل _ ممرنا مال جنادل مهل الكتاب إال‬
‫باليت هي محسن إال الذين لموا من م‪ ،‬فما الشأن م املسلمل ؟! بل م خاصة‬
‫املسلمل ؟!(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر رف املالم عن األئمة األعالم‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬والرد على املخالف محن مصحول‬
‫اإلسالم‪ ،‬للشيخ د‪ .‬بكر مبو زيد‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ )6‬انظر مدب اخلالف‪ ،‬للشيخ د‪ .‬صاحل بن دميد‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪94‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬علو اهلمة‪ :‬فأهل السنة معلى الناس همةً‪ ،‬ومكثرهم حرصاً‬
‫على نشدان املعالي وتطالب الكمال‪ ،‬ومبعدهم عن الدنايا‪ ،‬والصغائر‪،‬‬
‫وحمقرات األمور‪.‬‬
‫ومن معظم مظاهر علو اهلمة عندهم _ حرص م على طلب العلم‪ ،‬وتبليغه‬
‫للناس‪.‬‬
‫وال مدل على ذلك من حال علماء احلديث الذين كانوا يواصلون كالل الليل‬
‫بكالل الن ار‪ ،‬ويقطعون من مجله املفاوز والقفار ب مة ال تين‪ ،‬وعزمة ال تنثين‪،‬‬
‫وبنفوس مبيّة‪ ،‬وهمم عليّة‪ ،‬ال تقن بالدون‪ ،‬وال ترضى من ذلك بالقليل‪ ،‬حتى‬
‫حفظ اهلل ب م الدين‪ ،‬فنفوا عنه زيف الغالل‪ ،‬وانتبال املبطلل فاستمرت‬
‫بذلك الشريعة الغراء غضة طرية‪ ،‬تنقل ا األجيال‪ ،‬وتن ل من ينبوع ا العذب‪،‬‬
‫ومعين ا الصايف‪.‬‬
‫ثم إن م معز الناس نفوساً‪ ،‬ومردهم للضيم إباءً‪ ،‬ومعظم م على األمة‬
‫غريةً‪ ،‬ومبعدهم عن الطم وج ة‪ ،‬ال تتجارى ب م األهواء‪ ،‬وال تسرتق م‬
‫األطماع‪ ،‬وال يسريون إال وفق ما ميليه علي م إميان م واحلق الذي حيملونه‪،‬‬
‫ويدعبون الناس إليه يغارون على األمة يف دين ا‪ ،‬ويأبون من متسَّ ا لفْبةٌ من‬
‫ضيم‪ ،‬مو من ي تضم حق من حقوق ا‪ ،‬مو من يغتصب ررب من موطان ا‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬االعتدال حال السراء والضراء‪ :‬فأهل السنة واجلماعة يلزمون‬
‫االعتدال حال السراء والضراء لسالمة معتقدات م‪ ،‬ولقوة إميان م ويقين م‪،‬‬
‫ولكرب نفوس م‪ ،‬وعلو همم م فال تبطرهم النعمة‪ ،‬وال تبقَِّنط م املصيبة‪ ،‬وال‬
‫‪95‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫حيمل م الغنى األرر والبطر‪ ،‬وال ينبط ب م الفقر إىل الذلة واخلنوع‪ ،‬إن تولوا‬
‫مل تعطِش الوالية ب م يف زهو‪ ،‬وإن عزلوا مل ينزل ب م العزل يف حسرة‪.‬‬
‫ف م يف محواهلم كل ا يتقلبون مسرورين مغتبطل‪ ،‬فيتلقون املسارّ واحملابَّ‬
‫بقبول هلا‪ ،‬وركر هلل علي ا‪ ،‬واستعمالٍ هلا مبا ينف ‪ ،‬واستعانة ب ا على ممور‬
‫الدين والدنيا‪.‬‬
‫فيبصل هلم من جراء الفرح ب ا‪ ،‬ورجاء خريها وبركات ا _ ممورٌ عظيمةٌ‬
‫تتضاعف ب ا مسرات م‪.‬‬
‫ويتلقون املكاره واملضار‪ ،‬واهلموم والغموم بالرضا والشجاعة التامة‪،‬‬
‫وباملقاومة ملا ميكن م مقاومته‪ ،‬وختفيف ما ميكن ختفيفه‪ ،‬وبالصرب اجلميل ملا ال بدَّ‬
‫هلم منه‪.‬‬
‫وبذلك حيصل هلم من آثار املكاره _ من التجارب‪ ،‬والقوة‪ ،‬والرجاء‪،‬‬
‫والصرب‪ ،‬واالحتساب _ ممور عظيمة تضمبل مع ا املكاره‪ ،‬وحتل حمل ا املسار‬
‫واآلمال الطيبة(‪.)1‬‬
‫قال _ تعاىل _ ‪[:‬إِنَّ اْلنِنسعانع بخ ِلقع عهلُوعاً* ِإذعا معسَّهب الشَّرُّ جعزبوعاً* وعِإذعا معسَّهب‬
‫خير بر عمنبوعاً* إِلَّا الْمبصعلِّلع] املعارج‪.66_19 :‬‬
‫الْ ع‬
‫وقال الرسول "‪= :‬عجبا ألمر املؤمن إن ممره كله خري‪ ،‬وليس ذاك إال‬
‫للمؤمن‪ ،‬إن مصابته سراء ركر فكان خرياً له‪ ،‬وإن مصابته ضراء صرب فكان خرياً‬

‫(‪ )1‬انظر تنزيه الدين ودملته ص ‪ ،119‬واألدلة والقواط والرباهل ص ‪ ،414‬والوسائل املفيحدة‬
‫للبياة السعيدة البن سعدي ص ‪ ،184‬ضمن اجملموعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبدالردمن بن سعدي‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪96‬‬
‫له‪.)1(+‬‬
‫قال كعب بن زهري ÷ يف قصيدته املش ورة _ الربدة _ عن الصبابة _ رضي‬
‫اهلل عن م _ ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫إومن ناً وليس ننوا ًا نن ناً حما يل ننو‬ ‫ال ف ح ن ن ن ننو حما الن ن ن ن ن رم ن ن ن نناحهه‬

‫ف و ميدح الصبابة _ رضي اهلل عن م _ بأن م ال يفرحون من نيل م عدواً‬


‫فتلك عادت م‪ ،‬وال جيزعون إذا ناهلم العدو ألن عادت م الصرب والثبات‪.‬‬
‫وقال عمر بن عبد العزيز ÷‪= :‬مصببت والسراء والضراء مطيتان على‬
‫بابي‪ ،‬ال مبالي على مي ما ركبت‪.)4(+‬‬
‫=وروي من عمر بن عبد العزيز ملا دعفَن ولده عبد امللك وعاد _ مرّ بقوم يرمون‬
‫فلما رموه امسكوا‪ ،‬فقال‪ :‬ارموا‪ ،‬ووقف فرمى محد الرامِيعيرن فَأَخررعج(‪ ،)1‬فقال‬
‫له عمر‪ :‬مخرجت فقصِّر‪.‬‬
‫وقال لآلخر‪:‬ارم‪ ،‬فرمى‪ ،‬فقصَّر‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬قصَّرت فبلِّغ‪.‬‬
‫فقال له مسلمة‪ :‬يا ممري املؤمنل‪ ،‬متفرغ قلبك إىل ما تعفَ ّرغْتع له‪ ،‬وإمنا نفضت‬
‫يدك اآلن من تراب قرب ابنك‪ ،‬ومل تعصِلر إىل منزلك ؟‪.‬‬
‫فقال له عمر‪ :‬يا مسلمة ! إمنا اجلزع قبل املصيبة‪ ،‬فنذا وقعت فالْ به عما نزل‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)6999‬‬


‫(‪ )6‬ديوان كعب بن زهري ص ‪ ،112‬من قصيدته املش ورة بح =بانت سعاد‪.+‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب اجلام لسرية عمحر بحن عبحدالعزيز اخلليفحة اخلحائف اخلارح ‪ ،‬لعمحر ابحن حممحد اخلضحر‬
‫املعروف باملالء‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد صديقي البورنو ‪.142/6‬‬
‫(‪ )1‬مخرج‪ :‬مي جعل الرمية مبعد من اهلدف‪ ،‬مما التقصري فبخالفه‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫بك‪.)1(+‬‬
‫=وروي من عمر بن عبد العزيز كتب إليه بعض الناس يعزيه مبوت ابنه‬
‫عبدامللك‪ ،‬فقال عمر لكاتبه‪ :‬اكتب‪ ،‬ودقِّق القلم‪ :‬مما بعد فنن هذا ممر كُّنا وطََّّنا‬
‫نفوسنا عليه‪ ،‬فنذا نزل بنا مل نكرهه‪ ،‬والسالم ‪.)6(+‬‬
‫هذا هو وصف الكُمَّل مهل السنة واجلماعة‪ ،‬وهذا هو دمب م يف استقبال‬
‫تقلبات احلياة‪.‬‬
‫كيف ال‪ ،‬وقدوت م يف ذلك رسول اهلل "؟‪.‬‬
‫فلقد كان ن جاً يقتفي‪ ،‬وقدوةً حتتذى يف اعتداله حال السراء والضراء‪.‬‬
‫قال ابن القيم ×‪= :‬فنذا جئت إىل النيب " وتأملت سريته م قومه وصربه‬
‫يف اهلل‪ ،‬واحتمالححه مححامل حيتملححه نححيب قبلححه‪ ،‬وتلححون األحححوال عليححه مححن ِس حلْم‪،‬‬
‫وخوفٍ‪ ،‬وغنىً‪ ،‬وفقرٍ‪ ،‬وممن‪ ،‬وإقامة يف وطنه‪ ،‬و عن عنه‪ ،‬وتركه هلل‪ ،‬وقتحل‬
‫محبابححه وموليائححه بححل يديححه‪ ،‬ومذى الكفححار لححه بسححائر منححواع األذى مححن القححول‪،‬‬
‫والفعل‪ ،‬والسبر‪ ،‬والكذب‪ ،‬واالفحرتاء عليحه والب تحان‪ ،‬وهحو _مح ذلحك كلحه_‬
‫صابر على آمر اهلل‪ ،‬يدعو إىل اهلل‪ ،‬فلم يؤذع نيبٌّ محا موذي‪ ،‬ومل حيتمحل يف اهلل محا‬
‫احتمله‪ ،‬ومل يبعرطَ نيبٌّ ما معطيه‪ ،‬فرف اهلل له ذكره‪ ،‬وقرن امسه بامسه‪ ،‬وجعله‬
‫سيد الناس كل م‪ ،‬وجعلحه مقحرب اخللحق إليحه وسحيلة‪ ،‬ومعظم حم عنحده جاهحاً‪،‬‬
‫وممسع م عنده رفاعة‪ ،‬وكانت تلك احملن واالبتالء ععيرنع كرامته‪ ،‬وهحي ممحا زاده‬

‫(‪ )1‬الكتاب اجلام ‪.147/6‬‬


‫(‪)6‬الكتاب اجلام ‪.148_147/6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪98‬‬
‫اهلل ررفاً وفضالً‪ ،‬وساقه ب ا إىل معلى املقامات ‪.)1(+‬‬
‫هذه هي حاله " يف سرائه وضرائه‪ ،‬وم ذلك كله كان مثاالً يف االعتدال‬
‫حال تقلبات األحوال‪ ،‬فقام بالدعوة خري قيام‪ ،‬ومضى يف سبيل ا ال يأخذه‬
‫يأس‪ ،‬وال يقعد به ملل‪ ،‬وال يثنيه جزع‪ ،‬فظ ر دين اهلل ب ذا العزم الذي ختمد‬
‫النار وال خيمد‪ ،‬وينام املشريف والينام‪.‬‬
‫ثم إن عيشته يوم كان يتعبد يف غار حراء كعيشته يوم َم ََّلت رايته البالد‬
‫العربية‪ ،‬ومطلت على ممالك قيصر من ناحية تبوك(‪.)6‬‬
‫مما الذين جعلوا الدنيا غايت م‪ :‬هلا يعملون‪ ،‬وهلا يطلبون‪ ،‬ال غاية هلم‬
‫سواها‪ ،‬وال إميان هلم بغريها _ فنن م يتلقون تقلبات احلياة كما تتلقاها الب ائم‬
‫فعند النعماء يبطرون وال يشكرون‪ ،‬وعند الضراء جيزعون ويقنطون‪ ،‬فتجتم‬
‫علي م اآلالم الظاهرة‪ ،‬وآلالم القلبية الباطنة(‪.)4‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬تعاون م فيما بين م‪ ،‬وتكميل بعض م بعضاً‪ :‬ف م يعلمون من‬
‫دين اهلل واحد‪ ،‬ومنه كلٌّ ال يتجزم‪ ،‬ويدركون منه ال يستطي محد _ م ما موتي من‬
‫علم وقوة _ من يقوم بالدين كله لذلك ف م يسعون إلِقامة دين اهلل‪ ،‬ونشره بل‬
‫اخللق‪ ،‬واألخذ به كله‪ ،‬مدركل من ذلك لن يتم إال بالتعاون‪ ،‬وإفادة بعض م من‬
‫بعض ف ذا يقوم بواجب األمر باملعروف والن ي عن املنكر‪ ،‬وهذا يقوم على‬
‫نشر العلم‪ ،‬وبثه بل الناس‪ ،‬وتربيت م عليه‪ ،‬وهذا ينربي لرتبية الشباب‪،‬‬

‫(‪ )1‬مفتاح دار السعادة ‪.491/1‬‬


‫(‪ )6‬انظر العظمة ص ‪.62_61‬‬
‫(‪ )4‬انظر األدلة والقواط والرباهل ص ‪.414‬‬
‫‪99‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫واالهتمام بقضاياهم‪ ،‬وهذا ينربي للرد على الكفار واملبتدعة ومهل األهواء‪،‬‬
‫وهذا يشتغل بأمور األخالق والسلوك‪ ،‬وهذا ي تم بأحوال املسلمل‪ ،‬وذاك الفَ َّذ‬
‫اجلام ألكثر تلك اخلصال‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫وم ذلك فال ينكر بعض م على بعض‪ ،‬طاملا من كل واحد يعمل ما يف وسعه‬
‫ومقدوره فالكل على خري وهدى وسنة‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬الرتبية املتكاملة املتوازنة‪ :‬ف م يربون متباع م على العلم والعمل‪،‬‬
‫ويبدمون ب م باألهم فامل م‪ ،‬وال يغلبون جانباً على جانحب‪ ،‬فحال يربحون م علحى‬
‫العلححم دون العمححل‪ ،‬مو العمححل دون العلححم‪ ،‬وال يربححون هححم علححى التعصححب‬
‫والتبححزب‪ ،‬وال علحى التعححالي واحتقححار اآلخححرين‪ ،‬كمححا ال يربححون م علححى الذلححة‬
‫والتبعة املطلقة‪.‬‬
‫احلادية والعشرون‪ :‬مهل السنة هم الذين جيددون لألمة ممر دين ا‪ :‬ف م الذين‬
‫يعملون على إحياء الدين‪ ،‬ويسعون لدف الغربة عنه‪ ،‬وجتديد ما مندرس من‬
‫معامله‪.‬‬
‫ولو نظرنا إىل اجملددين يف تاريخ اإلسالم لوجدنا من م من مهل السنة‬
‫واجلماعة‪ ،‬كعمر بن عبد العزيز‪ ،‬واألئمة األربعة‪ ،‬وريخ اإلسالم ابن تيمية‪،‬‬
‫*‬
‫وريخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب‪= ،‬وغريهم من مهل العلم واإلميان ‪+‬‬
‫_ردم م اهلل ورضي عن م _‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬هم مهل األمر باملعروف والن ي عن املنكحر‪ :‬ف حم يحأمرون‬
‫باملعروف وين حون عحن املنكحر مبراتحب اإلِنكحار الحثالث‪ :‬باليحد ثحم باللسحان‪ ،‬ثحم‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪011‬‬
‫بالقلحب‪ ،‬تبعحاً للقحدرة واملصححلبة‪ ،‬ويسحلكون يف ذلحك مقححرب طريحق حيصحل بححه‬
‫املقصححود‪ ،‬بححالرفق‪ ،‬والتيسححري‪ ،‬والسحح ولة‪ ،‬متقححربل بنصححيبة اخللححق إىل اهلل‪،‬‬
‫قاصدين نف اخللق‪ ،‬وإيصاهلم إىل كحل خحري‪ ،‬وكف حم عحن كحل رحر‪ ،‬حمحافظل‬
‫بذلك على خريية هذه األمة‪ ،‬حريصل على دف العذاب عن ا‪.‬‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬هم مهل الدعوة إىل اهلل‪ :‬ف م يدعون إىل دين اإلِسالم‪،‬‬
‫باحلكمة واملوعظة احلسنة‪ ،‬واجملادلة باليت هي محسن‪ ،‬ويسلكون يف ذلك رتى‬
‫الطرق املشروعة واملباحة حتى يعرف الناس رب م‪ ،‬ويعبدوه حق عبادته‪.‬‬
‫فال محد محرص من م على هداية اخللق‪ ،‬وال محد مرحم من م بالناس‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬هم القدوة الصاحلون‪ :‬ألن في م الصديقل‪ ،‬والش داء‬
‫واجملاهدين‪ ،‬ومن م معالمع اهلدى‪ ،‬ومصابيح الدجى‪ ،‬ومولي املناقب املأثورة‬
‫والفضائل املذكورة‪ ،‬وفي م مئمة الدين‪ ،‬الذين مي الناس على هدايت م‪.‬‬
‫فمن هنا جيد اإلنسان في م القدوة احلسنة ميَّاً كان فنن كان جماهداً وجد من‬
‫يقتدي به من م‪ ،‬وإن كان حمباً للعلم راغباً فيه وعجعدع يف سريهم من يسري على‬
‫ن جه‪ ،‬وهكذا‪...‬‬
‫اخلامسححة والعشححرون‪ :‬هححم الغربححاء‪ :‬الححذين يبصححلِبون مححا مفسححد النححاس‪،‬‬
‫ويصلُبون إذا فسد الناس‪.‬‬
‫السادسة والعشرون‪ :‬هم الفرقة الناجية‪ :‬اليت تنجو من البدع والضالالت يف‬
‫هذه الدنيا‪ ،‬وتنجو من عذاب اهلل يوم القيامة‪.‬‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬وهم الطائفة املنصورة‪ :‬ألن اهلل مع م‪ ،‬وهو مؤيدهم‬
‫‪010‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وناصرهم‪.‬‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬وهم الظاهرون إىل قيام الساعة‪ :‬ف م معروفون بارزون‬
‫مستعلون‪ ،‬وهم ثابتون على ما هم عليه من احلق والدين‪ ،‬وهم غالبون‬
‫جت م اهرة‪ ،‬وكلمت م هي العليا‪.‬‬
‫متمكنون فقد جعل اهلل حب ّ‬
‫التاسعة والعشرون‪ :‬تعظيم األمة هلم‪ :‬فاهلل _ عز وجل _ قد طرح هلم القبول‬
‫يف األرض‪ ،‬فاألمة تثق ب م‪ ،‬وتسم كالم م‪ ،‬وتأخذ مقواهلم ألن م مقرب‬
‫الناس إىل الصواب ومكثرهم حترياً للبق‪.‬‬
‫الثالثون‪ :‬هم الذين حيزن الناس لفراق م‪ :‬وما ذاك إال لشفقت م على الناس‬
‫وحرص م على بذل اخلري ونشره‪ ،‬فالناس يفقدون م إذا ماتوا‪ ،‬وحيزنون لفرق م‬
‫مرد احلزن‪.‬‬
‫وال مدل على ذلك من جنائز مئمة مهل السنة املش ودة‪ ،‬واليت يش دها اجلم‬
‫الغفري من الناس‪ ،‬واليت تدل على مكانت م يف القلوب‪ ،‬واجنذاب الناس إلي م‪.‬‬
‫كما حصل يف جنازة إمام مهل السنة مدمد بن حنبل(‪ )1‬وجنازة ريخ اإلسالم‬
‫ابن تيمية _ ردم ما اهلل تعاىل _‪.‬‬
‫احلادية والثالثون‪ :‬مصرب الناس على مقواهلم ومعتقدات م‪ ،‬ودعوت م(‪ :)6‬فال‬
‫يعفتُّ هلم عضد‪ ،‬وال تلل هلم قناة‪ ،‬وال يعدع بعون اجل ل ينتشر والشر يسيطر‪،‬‬
‫وال يستسلمون للواق املر األليم‪ ،‬بل يسعون بكل ما يستطيعون‪ ،‬وبكل وما‬
‫موتوا من قوة يف سبيل نشر الدعوة‪ ،‬ورف اجل ل عن الناس‪ ،‬وتغري الواق إىل‬
‫(‪ )1‬انظر مناقب اإلمام مدمد بن حنبل البن اجلوزي ص ‪.118_114‬‬
‫(‪ )6‬انظر نقض املنطق ص ‪.14_16‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪011‬‬
‫األفضل واألكمل بالطرق املشروعة واملباحة‪ ،‬حمتسبل بذلك األجر واملثوبة عند‬
‫اهلل _ عز وجل _ صابرين على ما يلقونه من مذى ومصاعب‪ ،‬غري مبالل بنرجاف‬
‫املرجفل‪ ،‬وختذيل املخذلل‪.‬‬
‫وال مدل على ذلك من موقف إمام مهل السنة واجلماعة اإلمام مدمد ابن‬
‫حنبل × إبان فتنة خبلق القرآن‪ ،‬فلقد موذي‪ ،‬وجلد‪ ،‬وسجن كي يرج عن‬
‫قوله‪ ،‬ويقول خبلق القرآن‪ ،‬فما كان منه مال من ثبت وصرب‪ ،‬حتى نصر اهلل به‬
‫اإلسالم‪ ،‬وقم به البدعة‪.‬‬
‫وكذلك حال ريخ اإلسالم ابحن تيميحة × حيحث دعحا إىل السحنة واإلِسحالم‬
‫الصححبيح‪ ،‬وجححادل مهححل الباطححل باللسححان‪ ،‬وجالحدهم بالسححنان‪ ،‬ب مححة وقححادة‪،‬‬
‫وعزمة وثابة‪ ،‬حتى نصر اهلل به السنة‪ ،‬وكسر به البدعة‪ ،‬وجدّد به الدين‪ ،‬جعلحه‬
‫رجى يف حلوق املبتدعة وامللبدين‪.‬‬
‫وكذلك حال ريخ اإلسالم جمدد القرن الثاني عشر اهلجحري اإلمحام حممحد بحن‬
‫عبححد الوهححاب × فلقححد خححرج هححذا اإلمححام يف جمتم ح يعححج بالشححرك والبححدع‬
‫والضالالت‪ ،‬فقام هلل‪ ،‬ودعا إىل سبيل اهلل‪ ،‬ورع َّمر عحن سحاعد اجلحد‪ ،‬واسحتفرغ‬
‫لذلك الطاقة واجل دّ‪ ،‬ف دى اهلل به قلوباً غلفاً‪ ،‬وآذاناً صماً ومعيناً عميحاً‪ ،‬ومبحان‬
‫به احملجة‪ ،‬ومقام على الناس احلجة‪.‬‬
‫الثانية والثالثون‪ :‬يدينون بالنصيبة هلل‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وألئمة‬
‫املسلمل وعامت م‪ :‬منطلقل بذلك من قول النيب "‪=:‬الدين النصيبة ‪ ،+‬قالوا‬
‫‪013‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫ملن يا رسول اهلل؟ قال‪ = :‬هلل ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وألئمة املسلمل‪ ،‬وعامت م‪.)1(+‬‬
‫ف م ينصبون هلل إمياناً به‪ ،‬وقياماً حبقه‪ ،‬وعبوديةً له اهراً وباطناً‪.‬‬
‫وينصححبون لكتححاب اهلل باإلِقبححال عليححه تححالوة‪ ،‬وحفظ حاً‪ ،‬وتححدبراً‪ ،‬وتعلم حاً‬
‫أللفا ه ومعانيه‪ ،‬وعمالً به‪ ،‬ودعوة للناس إليه‪.‬‬
‫وينصحححبون للرسحححول " مبببتحححه‪ ،‬وتعظيمحححه‪ ،‬وتححوقريه‪ ،‬واإلقتحححداء بحححه‪،‬‬
‫واالهتداء ب ديه‪ ،‬وإتباع سنته‪ ،‬والذب عنه‪ ،‬ونصحرة دينحه‪ ،‬وتقحديم قولحه علحى‬
‫قول كل محد من البشر‪.‬‬
‫وينصبون ألئمة املسلمل _ من اإلِمام األعظحم إىل محن دونحه ممحن هلحم واليحة‬
‫خاصة مو عامة _ باعتقحاد واليحت م‪ ،‬وبالسحم والطاعحة هلحم بحاملعروف‪ ،‬وببحذل‬
‫املسححتطاع إلِررححادهم‪ ،‬وتنبححي م مل حا فيححه صححالح م وصححالح األمححة يعححاء‪،‬‬
‫وبتبذيرهم مما فيه ضرر علي م وعلى األمة‪.‬‬
‫وينصبون لعامة املسلمل مبببت م‪ ،‬وحمبة اخلري هلم‪ ،‬والسعي يف إيصال‬
‫النف هلم‪ ،‬وبكراهية الشر واملكروه هلم‪ ،‬والسعي يف دفعه ودف مسبابه عن م‪.‬‬
‫وينصبون هلم _ ميضاً _ بتعليم جاهل م‪ ،‬ووعظ غافل م‪ ،‬ونصب م يف ممور‬
‫دين م ودنياهم‪ ،‬والتعاون مع م على الرب التقوى(‪.)6‬‬
‫الثالثة والثالثون‪ :‬ال يوجبون على العاجز يف معرفتة العلم ما جيب على‬

‫(‪ )1‬مخرجه مسلم (‪.)11‬‬


‫(‪ )6‬انظححر رححرح السححنة‪ ،‬للربب ححاري ص ‪ ،47‬وجححام العلححوم واحلكححم‪ ،‬البححن رجححب احلنبلححي‪،‬‬
‫‪ ،661_611/1‬والرياض الناضرة ص ‪ ،14_49‬وب جة قلوب األبحرار‪ ،‬البحن سحعدي رحرح احلحديث‬
‫الثالث‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪014‬‬
‫القادر‪ :‬ف م يؤمنون بكل ما جاء يف الكتاب والسنة‪ ،‬ولكن م يفرقون بل العاجز‬
‫والقادر يف معرفة ذلك على وجه التفصيل واإلِيال‪.‬‬
‫الرابعة والثالثون‪ :‬ال ميتبنون الناس مبا ليس من عند اهلل ورسوله "‪ :‬فال‬
‫ميتبنون الناس مبا ليس باملشتب ات‪ ،‬وال بدقائق األمور‪ ،‬وال باأللفا اجململة‬
‫احملتملة فاملعيار عندهم إمنا يكون باألمور الواضبة الصرحية اليت ال لبس في ا‬
‫وال غموض‪.‬‬
‫اخلامسة والثالثون‪ :‬يسعون يف طلب الكمال‪ ،‬وال يطالبون باملستبيل‪ :‬فأهل‬
‫السنة يسعون لألكمل‪ ،‬ويببثون يف كل ريء عن األمثل‪ ،‬ويعملون ما بوسع م‬
‫لتبصيل املناف وتكميل ا‪ ،‬وتعطيل املفاسد وتقليل ا‪.‬‬
‫ويف الوقت نفسه ال يطالبون باملستبيل‪ ،‬وال يرومون ماال طاقة هلم به‪ ،‬وال‬
‫قدرة هلم عليه‪.‬‬
‫ومن األمثلة اليت توضح ذلك من مهل السنة يرون من إمامة املسلمل يف الصالة‬
‫يتقدم هلا األقرا للقرآن‪ ،‬ثم من هو مقل منه وهكذا‪...‬‬
‫فنذا مل يوجد يف مكان ما إال جمموعة من الفساق _ فاملتعل من يصلي ب م‬
‫مقل م فسقاً وهكذا‪...‬‬
‫وكذلك احلال بالنسبة للمنكحرات ف حم يسحعون إلِزالت حا‪ ،‬ويطمبحون لقطح‬
‫دابرهححا بالكليححة‪ ،‬فححنن مل يسححتطيعون القضححاء علي ححا ييع ححا _ قضححوا علححى‬
‫مايستطعون من ا‪ ،‬واجت دوا يف حماولة القضاء على الباقي‪ ،‬وهكذا‪...‬‬
‫مما غريهم فنن تعطَلمب م للكمال قد جيرهم إىل املطالبة باملستبيل‪ ،‬كمحا حصحل‬
‫‪015‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫للخوارج عندما حلحوا بيعحة ممحري املحؤمنل علحي بحن مبحي طالحب÷ ألنحه حكَّحم‬
‫الرجال يف كتاب اهلل _ بزعم م _ وقالوا‪ :‬ال نريد إال مثل عمر بن اخلطاب ÷‪.‬‬
‫ولكن من مين يؤتى مبثل عمر؟ ف ذا طلب يف غري حمله‪ ،‬وهذا علي مفضل‬
‫مهل زمانه‪.‬‬
‫فرتكوا علياً وحلوا البيعة‪ ،‬وعلَيرتع بمر عندما فعلوا ذلك بايعوا محد الصبابة كابن‬
‫عمر‪ ،‬وسعيد بن زيد مو غريهم من الصبابة األحياء آنذاك‪.‬‬
‫بل إن الغلو واإلفراط قادهم إىل التفريط‪ ،‬فاستبدلوا الذي هو مدنى بالذي هو‬
‫خري‪= ،‬فبايعوا ريت بن ربعي مؤذن سجاح ميام ادعت النبوة بعد موت النيب"‬
‫حتى تداركه اهلل بردمته‪ ،‬ففر من م‪ ،‬وتبل له ضاللت م‪ ،‬فلم يق اختيارهم إال‬
‫على عبد اهلل بن وهب الراسيب معرابي بوال على عقيبه‪ ،‬ال سابقة وال صببة‪،‬‬
‫والفقه‪ ،‬والر د اهلل له خبرب ‪.)1(+‬‬
‫وهذه احلالة حتصل كثرياً فتجد بعض الغالل يتطلب الكمال‪ ،‬ولكن ال‬
‫يسعى إىل حتصيله‪ ،‬مو جتده يض يف ذهنه صوره خيالية مغرقة يف املثالية‪ ،‬فنن‬
‫حصل له كل ما يريد وإال قعد بدون سعي‪ ،‬مو ج د‪ ،‬مو تسديد‪ ،‬مو مقاربة‪.‬‬
‫السادسححة والثالثححون‪ :‬ال يوالححون وال يعححادون إال علححى مسححاس الححدين‪ :‬فححال‬
‫ينتصرون ألنفس م‪ ،‬وال يغضبون هلا‪ ،‬وال يوالون لِعببِّيَّحةٍ(‪ )6‬جاهليحة‪ ،‬مو عصحبية‬
‫مذهبية‪ ،‬مو راية حزبية‪ ،‬وإمنا يوالون على الحدين‪ ،‬فحوالؤهم هلل‪ ،‬وبحراؤهم هلل‪،‬‬

‫(‪ )1‬الفصل يف امللل واألهواء والنبل البن حزم ‪.648/1‬‬


‫(‪ )6‬العِبِّيِّة‪ ،‬والعببِّيَّة‪ :‬الكرب والفخر‪ ،‬وعبية اجلاهلية‪ :‬وت ا‪ .‬انظر لسان العرب ‪.171_171/1‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪016‬‬
‫ومواقف م ثابتة‪ ،‬ال تتبدل وال تتغري(‪.)1‬‬
‫السابعة والثالثون‪ :‬حمبة بعض م لبعض‪ ،‬وترحم بعض م لبعض‪ :‬فأهل السنة‬
‫واجلماعة متوادون متبابون‪ ،‬يرتحم بعض م على بعض‪ ،‬ويدعو بعض م‬
‫لبعض‪.‬‬
‫وما ذاك إال حلسن معتقدات م وصالح معماهلم‪ ،‬واهلل _ عز وجل _ تأذن‬
‫للذين آمنوا وعملوا الصاحلات من جيعل هلم وب َّداً‪.‬‬
‫ومخرب _ عز وجل _ من املؤمنل يرتحم بعض م على بعض‪ ،‬ويدعوا بعض م‬
‫لبعض‪.‬‬
‫الرحرمعنب‬
‫قال اهلل _ تعاىل _‪[:‬إِنَّ َّالذِينع آ عمنبوا عوعع ِملُوا الصَّالِبعاتِ عسيعجرععلب َل بمب َّ‬
‫عالذِينع جعاؤبوا مِن بععر ِدهِمر عيقُولُونع رَّعبنعا اغْفِرر َلنعا‬
‫بودّاً] مريم‪ ،92:‬وقال‪[:‬و َّ‬
‫عولِِنخروعاِننعا َّالذِينع سععبقُونعا بِاْلنِميعانِ عولَا تعجرععلر فِي ُقلُوِبنعا غِلاً لَِّّلذِينع آ عمنبوا رَّعبنعا إِنَّكَ‬
‫رعؤبوفٌ َّرحِيمٌ] احلشر‪.19:‬‬
‫خبالف غريهم من األمم الكافرة‪ ،‬والفرق الضالة‪ ،‬اليت مغرى اهلل بين ا‬
‫العداوة والبغضاء‪ ،‬واليت كلما دخلت ممة من ا لعنت مخت ا‪.‬‬
‫فالنصارى الذين نسوا حظاً مما ذكروا به مغرى اهلل بين م العداوة والبغضاء إىل‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فكلما اجتمعت كنائس م لالتفاق والوفاق زادت بين م الفجوة‪،‬‬
‫واتسعت اهلوة‪.‬‬
‫وكذلك الشيوعيون املالحدة كلما جاء زعيم من زعمائ م لعن من كان قبله‬

‫(‪ )1‬انظر املواالة واملعاداة يف الشريعة اإلِسالمية‪ ،‬للشيخ حمماس اجللعود‪.‬‬


‫‪017‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫من الزعماء‪ ،‬وسفه محالم م‪ ،‬وسب م‪ ،‬ورتم م‪.‬‬


‫وكذلك احلال بالنسبة لفرق الضاللة‪ ،‬فليسوا على وفاق وال اتفاق‪.‬‬
‫الثامنة والثالثون‪ :‬سالمت م من تكفري بعض م لبعض‪ :‬فأهل السنة ساملون من‬
‫ذلك‪ ،‬ف م يردون على املخالف من م‪ ،‬ويوضبون احلق للناس‪ ،‬ف م‬
‫بيخطِّئون‪ ،‬وال يكفرون‪ ،‬وال يبدعون‪ ،‬وال يفسقون إال من استبق ذلك‪.‬‬
‫خبالف غريهم من الطوائف األخرى كاخلوارج الذين يكثر في م االختالف‬
‫والتضليل والتكفري =وهلذا جندهم يكفر بعض م بعضاً عند مقل نازلة تنزل ب م‬
‫من دقائق الفتيا‪ ،‬وصغارها ‪.)1(+‬‬
‫التاسعة والثالثون‪ :‬سالمت م يف العموم من التلبس بالبدع والشركيات‬
‫والكبائر‪ :‬فأهل السنة واجلماعة مسلم الناس وقوعاً يف البدع‪ ،‬وال تكون في م‬
‫الشركيات‪.‬‬
‫مما املعاصي والكبائر‪ ،‬فقد يق فيه طوائف من مهل السنة‪ ،‬كما منه قد يوجد‬
‫عند بعض مهل السنة ريء من اجلور‪ ،‬والظلم‪ ،‬واجل ل‪ ،‬إال من هذه األمور يف‬
‫مهل السنة قليلة بالنسبة إىل غريهم‪.‬‬
‫فما عند مهل السنة من لم‪ ،‬مو جور‪ ،‬مو ج ل‪ ،‬مو غري ذلك من املخالفات_‬
‫فعند الفرق األخرى مكثر منه‪ ،‬وما عند مهل البدع من علم وعدل‪ ،‬وخري‪،‬‬
‫(‪.)6‬‬
‫ورجاعة‪ ،‬وعبادة‪ ،‬وج اد _ فعند مهل السنة مكمله وممته‬
‫ثم إن ارتكاب املخالفات من قِبعل األفراد من مهل السنة _ بيعدُّ خروجاً عن‬
‫(‪ )1‬الفصل يف امللل واألهواء والنبل ‪.647/1‬‬
‫(‪ )6‬انظر نقض املمنطق البن تيمية ص ‪.8_7‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪018‬‬
‫القاعدة‪ ،‬ورذوذاً عن األصل‪.‬‬
‫وإن مهل تلك املخالفات ال يبعدون من القدوات‪ ،‬وال يقرون على ما يرتكبون‬
‫من بدع‪ ،‬مو كبائر‪ ،‬مو غريها‪.‬‬
‫خبالف غريهم من الطوائف األخرى كالرافضة _ مثالً_ ف م يرون من تعظيم‬
‫القبور‪ ،‬وتشييد القباب علي ا من الدين‪ ،‬ويرون من النفاق والكذب الذي‬
‫يسمونه تقيةً تسعةُ معشارِ الدين‪ ،‬ومن من ال تقية له ال دين له(‪.)1‬‬
‫وكذلك النصريية الذين يقدسون اخلمر ويعدون ا من ررائ دين م(‪.)6‬‬
‫األربعون‪ :‬سالمة قلوب م والسنت م ألصباب الرسول "‪ :‬فقلوب م عامرة‬
‫حبب م‪ ،‬والسنت م تل ج بالثناء علي م‪ ،‬فأهل السنة يرون من الصبابة خري‬
‫القرون ألن اهلل _عز وجل _ زكاهم‪ ،‬وكذلك رسوله " ويرون من الكالم فيما‬
‫رجر بين م ليس هو األصلع‪ ،‬بل ا الصل االعتقادي عند مهل السنة هو اإلِمساك‬
‫عما رجر بين م‪.‬‬
‫ويرون منه إذا دعت احلاجة إىل ذكر ما رجر بين م فال بد من التبقق والتثبت‬
‫من الروايات املذكورة حول الفتنة اليت وقعت بين م ذلك من هذه الروايات‬
‫دخل ا الكذب والتبريف‪.‬‬
‫ثم إذا صبت الرواية عندهم يف ميزان اجلرح والتعديل‪ ،‬وكان اهرها‬

‫(‪ )1‬انظر اخلطوط العريضة‪ ،‬حملب الدين اخلطيب تعليق حممد مال اهلل ص ‪ ،64‬والشحيعة والسحنة‪،‬‬
‫إلحسان إهلي ري ص ‪ ،111_114‬واحلركات الباطنية‪ ،‬د‪ .‬حممد اخلطيب ص ‪.14‬‬
‫(‪ ) 6‬انظر الباكورة السليمانية يف كشف مسحرار الديانحة العلويحة النصحريية لسحليمان األذنحي ص ‪،71‬‬
‫وانظر احلركات الباطنية ص ‪ ،429‬والنصريية‪ ،‬د‪ .‬س ري الفيل ص ‪.198‬‬
‫‪019‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫القدحع يف الصبابة فنن م حيملون ذلك على محسن احملامل‪ ،‬ويلتمسون هلم‬
‫محسن املخارج واملعاذير‪.‬‬
‫ويرون _ ميضاً _ من ما ثبت عن الصبابة فيما رجر بين م من م فيه جمت دون‬
‫وذلك من القضايا كانت مشتب ة فلشدة ارتباه ا تباينت اجت ادات م في ا ف م‬
‫مابل جمت د مصيب فله مجران‪ ،‬وجمت د خمطىء فله مجر‪ ،‬وثالث ارتبه عليه احلق‬
‫فآثر االعتزال‪.‬‬
‫ويرون من الصبابة _ رضي اهلل عن م _ ندموا لِمعا آل إليه األمر‪ ،‬وحزنوا‬
‫لذلك حزناً رديداً ألنه مل خيطر بباهلم منه سيصل إىل ما وصل إليه‪.‬‬
‫ومهل السنة _ ميضاً_ يرون من الصبابة خري الناس حتى يف حال القتال والفتنة‬
‫واالختالف فربغم ما حصل بين م مل يكفِّر بعض م بعضاً‪ ،‬ومل يببع ِّدع بعض م‬
‫بعضاً‪ ،‬بل كانوا يثنون على بعض‪ ،‬ويلتمسون املعاذير لبعض‪ ،‬ويرتحم بعض م‬
‫على بعض‪ ،‬ويأخذون العلم من بعض‪.‬‬
‫ومهل السنة م ذلك كله ال يعتقدون من كل واحد من الصبابة معصوم من‬
‫كبائر الذنوب وصغائرها‪ ،‬بل جتوز علي م الذنوب يف اجلملة‪ ،‬ولكن هلم من‬
‫السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر من م‪.‬‬
‫وما ينكر على بعض م إمنا هو جزء يسري ينغمر يف حبر حسنات م‪.‬‬
‫هذا يف الذنوب احملققة‪ ،‬فكيف باألمور االجت ادية اليت إن مصابوا في ا فل م‬
‫مجران‪ ،‬وإن اخطأوا فل م مجر واحد؟(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر اعتقاد مهل السنة يف الصبابة‪ ،‬للشيخ حممد بن عبداهلل الوهييب ص ‪.91_77‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪001‬‬
‫احلادية واألربعون‪ :‬سالمت م من احلرية واالضطراب‪ ،‬والتخبط والتناقض‪:‬‬
‫فأهل السنة واجلماعة مكثر الناس رضاً ويقيناً‪ ،‬وطمأنينة‪ ،‬وممياناً‪ ،‬ومبعدهم عن‬
‫احلرية واالضطراب‪ ،‬والتخبط والتناقض‪.‬‬
‫حتى إنه ليوجد عند عوام مهل السنة من برد اليقل‪ ،‬وحسن املعتقد‪ ،‬والبعد‬
‫عن احلرية _ ما ال يوجد عند علماء الطوائف األخرى‪ ،‬وحذاق م من مهل‬
‫الكالم وغريهم‪ ،‬وممن اضطربوا يف تقرير عقائدهم‪ ،‬فباروا وحريوا‪ ،‬وتعبوا‬
‫ومتعبوا(‪.)1‬‬
‫ومل يكن ذلك ليبصل هلؤالء لوال من م التمسوا اهلدى من غري مظانه‪.‬‬
‫ومما يدل على حريت م ما جاء على ملسنة حبذاق مهل الكالم الذين بلغوا فيه‬
‫فلم يرجعوا بفائدة‪ ،‬ومل يعودوا بعائدة‪ ،‬ف ذا الرازي محد مكابر علم الكالم‬
‫ينوح على نفسه‪ ،‬ويبكي علي ا قائالً‪:‬‬
‫ن ن ن ن نن‬ ‫وغا ن ن ن ننة ن ن ن نننال النن ن ن ننا‬ ‫نها ن ن ن نةُ أإ ن ن نندا ِ النقن ن ن ننو ع ن نقن ن ن ننا‬
‫وغا ن ن ن ن ن ن ننة د ي ن ن ن ن ن ن ننا ا أحم ً وو ن ن ن ن ن ن ن ننا‬ ‫وأرواحنن ننا ن وحتن ننة من ننٍ جسن ننومنا‬
‫ن ننو أ مجننن ننا ي نن إين ننل وإن ننالوا‬ ‫ومل سنتفد منٍ ن ننا ننو ع ْم ننا‬
‫بن ن ننادوا مجين ن ن ناً مس ن ن ن ع و الن ن ننوا‬ ‫وك ننه إن نند رأ ن ننا م ننٍ رج ن ن ننا ودول ننة‬
‫(‪)6‬‬
‫الن ننوا واجلبن ننا ج ن ن ننبا‬ ‫رج ن ننا‬ ‫ن اتها‬ ‫وكننه مننٍ جبننا إنند عل ن‬

‫(‪ )1‬انظر نقض املنطق ص ‪.11_62‬‬


‫(‪ )6‬انظر وفيات األعيان ‪ ،619/1‬ودرء تعارض العقل والنقل ‪ ،129/1‬والفتوى احلموية الكربى‬
‫البن تيمية ص‪.196_191‬‬
‫‪000‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وقال‪= :‬لقد تأملت الطرقع الكالميةَ‪ ،‬واملناهج الفلسفية فما رميت ا تشفي‬
‫عليالً‪ ،‬وال تبروي غليالً‪.‬‬
‫الرحرمعنب ععلَى الْععررشِ‬
‫ورميت مقرب الطرق طريقة القرآن مقرم يف اإلثبات‪َّ [ :‬‬
‫ا رستعوعى] طه‪ِ[ ،1:‬إَليرهِ يعصر ععدب اْل َكلِمب الطَِّّيبب وعالْععمعلب الصَّالِحب يع ررفَعبهب]‬
‫فاطر‪.19:‬‬
‫ومقرم يف النفي‪َ[ :‬لريسع كَ ِمرثلِهِ عريرءٌ عوهبوع السَّمِي ب البعصِريب] الشورى‪،11 :‬‬
‫[وعال يببِيطُونع بِ ِه ِعلْماً]طه‪.)1(+119:‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫و ن ن ن ن ن ننوا ن جه ت ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننتبمبه‬ ‫ٍ ج ن ن ن ننل ج لن ن ن ن ن‬ ‫النل ن ن ن ننه للن ن ن ن ن‬
‫خنلن ن ن ن ننق لتنلن ن ن ن ننه أ ه ن ن ن ننا التن ن ن ن نننله‬ ‫م ن ن ن ن ننا للن ن ن ن نن ا وللنل ن ن ن ن ننو و من ن ن ن ن ننا‬

‫وممن اعرتف من م بالوقوع باحلرية‪ ،‬واألمور املشكلة املتعارضة ابن مبي احلديد‬
‫املعتزلي‪ ،‬وهو من كربائ م‪ ،‬قال بعد عظيم توغله يف علم الكالم‪:‬‬
‫وا قض ن ن ن ننأ عمن ن ن ن ن‬ ‫ح ن ن ن ننار أمن ن ن ن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ننيح ن ن ن ن ننا أغنلن ن ن ن ن ننو ةَ الفكَ ن ن ن ن ن ن‬
‫رنن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ال أحم النسنفن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫من ن ن ن ننا‬ ‫ين ن ن ن ننح النقن ن ن ن ننو‬ ‫ن ن ن ن ننا‬
‫النن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫أ ن ن ن ن ن ن ننح النمن ن ن ن ن ن ن ن و‬ ‫ل ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننأ ا األـ عن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نننموا‬
‫خن ن ن ن ن ننارا عن ن ن ن ن ننٍ إن ن ن ن ن ننوة النبتن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫عنمن ن ن ن ن ن نننوا‬ ‫الن ن ن ن ن ن نن‬ ‫كن ن ن ن ن ن نن وا‬

‫وقال ميضاً‪:‬‬
‫جن ن ن ن ننا ال علن ن ن ن ننال ع ن ن ن ن ننائه ا ن ن ن ن ننٍ‬ ‫من ن ن ن الن ن ن ن ن‬ ‫ا ن ن ننتك‬ ‫ن ن نننحما ال ن ن ن‬

‫(‪ )1‬الفتوى احلموية الكربى ص‪.196_191‬‬


‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪001‬‬
‫ن ن ن ن ننفٍ‬ ‫وغ إ ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫نلل ن ن ن ن نن ن تين ن ن ن نن ٍ ن ن ن ن نن عنلَن ن ن ن نننه‬

‫ومن م الش رستاني الذي قال‪:‬‬


‫ن ن ن ن ن ن ن تلن ن ننح ا نن ن ننامل‬ ‫و َإلبْن ن ن‬ ‫لق نند ُفن ن ا ناه نند كلهن نا‬ ‫لنمن ن‬
‫علن ن ننأ حمإ ن ن ننٍ أو إارع ن ن ناً ن ن ننٍَّ ن ن نناد‬ ‫لن ن ننه أر ال وا ن ن ننناً كن ن ننفَّ حن ن ننائ‬

‫وقد ردّ عليه حممد بن إمساعيل األمري بقوله‪:‬‬


‫ن ننو ومن ننٍ الإن ننا من ننٍ كن ننل عن ننامل‬ ‫نه نند الن ن‬ ‫لنل ننح أهملنن الط ننوا‬
‫ولس ن ن ن ن تن ن ن ن ا إارعن ن ن ناً ن ن ن نٍ ن ن ن ناد‬ ‫م ندٍ‬ ‫هنند‬ ‫مننا حننار مننٍ هنند‬

‫وقال محدهم‪:‬‬
‫وا ن ننتبقيتهه ن ا اكن نن‬ ‫و ن ننا‬ ‫ح نند األك ن ن ٍ ـ النن ن‬ ‫ن نناو‬
‫فس ن ننال ن س ن نني ا ف ن نناو‬ ‫و ن نني‬ ‫نندْرـ إ ْن ه ننا‬ ‫وخضنن ن ننارًا ل نني‬
‫تيننار ـ ا ت سننا د ننٍ النجننائ‬ ‫ولَججْ ن ن األ كننار ننه ت ن اج اخن ن‬

‫ومن الذين خاضوا يف علم الكالم وندموا على ذلك اجلويين‪ ،‬والغزالي‪،‬‬
‫واخلسروراهي‪ ،‬وغريهم(‪.)1‬‬
‫ومن املتأخرين الذين خاضوا يف علم الكالم فلم يرجعوا منه بفائدة بل وقعوا‬
‫يف احلرية والشك _ اإلمام الشوكاني × فننه حدث عن نفسه فقال‪= :‬ها منا‬
‫مخربك عن نفسي وموضح لك ما وقعت فيه ممس‪ ،‬فنني يف ميام الطلب‪،‬‬

‫(‪)1‬انظر تفصيل ذلك يف جمموع الفتاوى ‪ ،71_76/1‬ونقض املنطق ‪ ،62_61‬ودرء تعارض العقل‬
‫والنقل‪ ،‬البن تيمية ‪ ،126_119/1‬وكتاب الصفدية ‪ ،691_696/1‬وررح العقيدة الطباوية ص‬
‫‪ ،619_698‬وترجيح مساليب القرآن على مساليب اليونان‪ ،‬البن الوزير ص ‪ ،11_11‬و‪،114_116‬‬
‫والكوارف اجللية ص ‪.111_111‬‬
‫‪003‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وعنفوان الشباب رغلت ب ذا العلم‪ ،‬الذي مسوه تارة علم الكالم وتارة علم‬
‫التوحيد‪ ،‬وتارة علم مصول الدين‪ ،‬ومكببت على مؤلفات الطوائف املختلفة‬
‫من م‪ ،‬ورمت الرجوع بفائدة‪ ،‬والعودة بعائدة‪ ،‬فلم م فر بغري اخليبة واحلرية‪،‬‬
‫وكان ذلك من األسباب اليت حبّبت إليّ مذهب السلف‪ ،‬على مني كنت قبل‬
‫ذلك عليه‪ ،‬ولكن مردت من مزداد منه بصرية ورغفاً‪ ،‬وقلت عن ذلك يف تلك‬
‫املذاهب ‪:‬‬
‫مننٍ ننند ننو الت نند‬ ‫ن‬ ‫ومننٍ‬ ‫وغا ن ننة من ننا حصَّ ن نلْت من ننٍ مب ن نناح ال‬
‫الت يُّنن‬
‫م ننا عل ننه م ننٍ مل لنن غنن َّ‬ ‫هننو الوإننف مننا ن الطن ق حن ة‬
‫(‪)1‬‬
‫فس ننال بن ن التب ن ن‬ ‫وم ننا إننن ن‬ ‫ين ن غمن ننار‬ ‫عل ننأ أ ن ن إ نند خضن ن‬

‫ويقول ابن تيمية يف معرض حديث له عن حرية املتكلمل‪= :‬ويقول اآلخر‬


‫من م‪( :‬لقد خضت الببر اخلضمَّ‪ ،‬وتركت مهل اإلسالم وعلوم م‪ ،‬وخضت‬
‫يف الذي ن وني عنه‪.‬‬
‫واآلن إن مل يتداركين اهلل بردمة منه فالويل لفالن‪ ،‬وها منا مموت على عقيدة‬
‫ممي)‪.‬‬
‫ويقول اآلخر من م(‪( :)6‬مكثر الناس ركَّاً عند املوت مصباب الكالم)‪.)4( +‬‬
‫وباجلملححة فححالكالم يف ذمِّ السححلف للكححالم‪ ،‬وبيححان م حلححرية مهلححه‪ ،‬وكثححرة‬

‫(‪ )1‬انظر التبف يف مذاهب السلف‪ ،‬للشوكاني ‪ ،94/6‬ومدب الطلب للشوكاني ص ‪.117_112‬‬
‫(‪ )6‬مرار ابن تيمية يف موض آخر إىل من القائل مبو حامد الغزالي‪ .‬انظر نقض املنطق البن تيمية‪،‬‬
‫ص‪.61‬‬
‫(‪ )4‬الفتوى احلموية ص‪.191_191‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪004‬‬
‫اضطراب م يطول‪ ،‬واملقام ال يتس للبسط(‪.)1‬‬
‫هذا هو رأن من ضل من مهل الفرق اإلسالمية‪.‬‬
‫مما الكفار الذين تنكبوا الصراط املستقيم من املالحدة وغريهم _ فال تسل عن‬
‫بؤس م ورقائ م ف م يعيشون مدنى دركات الشقاء والنكد‪ ،‬فلقد سلبوا األمن‪،‬‬
‫ورححاعت فححي م األمححراض النفسححية والعصححبية‪ ،‬وفتكححت ب ححم ممححراض الشححذوذ‬
‫اجلنسي‪ ،‬وكثر في م الرعحب‪ ،‬وانتشحر فحي م االنتبحار والرغبحة يف الحتخلص محن‬
‫احلياة‪.‬‬
‫ولقد عرب عن ذلك العذاب الذي يعانونه ح فريق كبري من فالسفة امللبدين‪.‬‬
‫ف ا هو الفيلسوف األملاني املش ور (فريدريك نيتشه) بعد من ملغى من فكره‬
‫عقيدة اإلِميان باهلل‪ ،‬وحكمة االبتالء‪ ،‬ومن وراء هذه احلياة الدنيا حياة مخرى هي‬
‫دار اخللود واجلزاء واحلساب _ ها هو يعرب عن دخيلة نفسه‪ ،‬وما يعانيه من‬
‫عذاب ورقاء فيقول‪= :‬إنين معلم جيد العلم ملاذا كان اإلِنسان هو احليوان‬
‫الوحيد الذي يضبك ألنه الذي يعاني مرد العناء فاضطره ذلك من خيرتع‬
‫الضبك‪.)6(+‬‬

‫(‪ )1‬انظححر الفتححوى احلمويححة ص‪ ،699_192‬و ‪ ،112_111‬وانظححر حليححة األوليححاء‪ ،‬وطبقححات‬


‫األصححفياء‪ ،‬ألبححي نعححيم‪ ،‬ط‪1199 ،4‬هححح‪ ،‬دار الكتححاب العربححي‪ ،‬بححريوت‪ ،112/9 ،‬واحلجححة يف بيححان‬
‫احملجة‪ ،‬وررح عقيدة مهل السنة‪ ،‬إمالء احلحافظ قحوام السحنة مبحي القاسحم إمساعيحل بحن حممحد التيمحي‬
‫األصب اني‪ ،‬حتقيق ودراسة د‪ .‬حممد بن ربي املدخلي‪ ،‬وحممد حممود مبو رححيم‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هحح‪ ،‬دار‬
‫الراية للنشر والتوزي ‪.698/1‬‬
‫(‪ )6‬كوارف زيوف يف املذاهب الفكرية املعاصرة‪ ،‬لعبدالردمن امليداني ص ‪.129‬‬
‫‪005‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫وها هو الفيلسوف اإلجنليزي املش ور (هربارت سبنسر) الذي تدرس نظرياته‬


‫الرتبوية يف كثري من بقاع العامل‪ ،‬حتى يف بالد اإلسالم !=ملا دنا من املوت نظر‬
‫وراءه يستعرض حياته‪ ،‬فنذا هي يف نظره ميام تنقضي كل ا يف كسب الش رة‬
‫األدبية‪ ،‬دون من يتمت بشيء من احلياة نفس ا‪ ،‬فضبك من نفسه وسخر‪ ،‬ومتنى‬
‫لو منه قضى تلك األيام الدابرة يف حياة بسيطة سعيدة‪.‬‬
‫وملا حضرته الوفاة كان على يقل بأنه مل يعمل يف حياته إال عبثاً‪.)1(+‬‬
‫وهذا فيلسوف التشاؤم امللبد(آرثر روبن ور) عندما عزل عن تصوره مسألة‬
‫اإلِميان باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬ورفض حكمة االبتالء نظر إىل احلياة نظرة ملؤها‬
‫التشاؤم‪ ،‬ورمى من طيبات احلياة كل ا عبث‪ ،‬ومن مقاصد الناس تسري إىل‬
‫اإلِخفاق ومن مقواله يف ذلك‪= :‬إننا لو تأملنا احلياة املصطخبة لرمينا الناس ييعا‬
‫يشتغلون مبا تتطلبه من حاجة ورقاء‪ ،‬ويستنفذون كل قواهم لكي يرضوا‬
‫حاجات الدنيا اليت ال تنت ي‪ ،‬ولكي ميبوا محزان ا الكثرية‪.)6(+‬‬
‫وهذا الفيلسحوف الفرنسحي امللبحد الوجحودي الي حودي (جحان بحول سحارتر)‬
‫عندما كفر باهلل‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬ومصبح ينظحر إىل احليحاة محن منظحوره الوجحودي‬
‫املادي _ صار ال ير ى الوجحود كلحه إال محن دوائحر القلحق‪ ،‬واملتاعحب‪ ،‬والغثيحان‪،‬‬
‫واآلالم‪ .‬وكتححب يف ذلححك يلححة قصححص ومسححرحيات ضححمن ا آرائححه الفلسححفية‬
‫الوجودية‪ ،‬اليت تتقيأ املكاره‪ ،‬واليت مبرز في ا احلياة تافه‪ ،‬حقرية‪ ،‬خميفة‪ ،‬مملوءة‬

‫(‪ )1‬املرج السابق ص ‪.121_129‬‬


‫(‪ )6‬املرج السابق ص ‪.121‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪006‬‬
‫بالشقاء‪ ،‬مشبونة باآلالم‪.‬‬
‫=وحل حضره املوت سأله من كان عنده‪ :‬ترى إىل مين قادك مذهبك ؟‬
‫فأجاب يف مسى عميق ملؤه الندم‪ :‬إىل هزمية كاملة‪.)1(+‬‬
‫مين هؤالء من ممري املؤمنل عمر بن عبد العزيز × إذ يقول‪= :‬مصببت‬
‫ومالي سرور إال يف مواض القضاء والقدر‪ +‬؟ ! (‪.)6‬‬
‫ومين هم من ريخ اإلسالم ابن تيمية × عندما اقتيد إىل السجن فقال‬
‫كلمته املش ورة‪= :‬ما يصن معدائي بي ؟ منا جنيت وبستاني يف صدري‪ ،‬مين‬
‫رحت ف ي معي ال تفارقين منا حبسي خلوة‪ ،‬وقتلي ر ادة‪ ،‬وإخراجي من‬
‫بلدي سياحة‪.)4(+‬‬
‫ويقول ميضاً‪= :‬إن يف الدنيا جنة من مل يدخل ا مل يدخل جنة اآلخرة‪.)1(+‬‬
‫الثانية واألربعون‪ :‬من الضالل واملبتدعل يرجعون إلي م‪ :‬فنذا تاب الواحد‬
‫من هؤالء ونزع عن غيه‪ ،‬مو تاب من بدعته‪ ،‬ورج إىل احلق _ قيل يف حقه‪:‬‬
‫عاد إىل السنة وإىل من ج مهل السنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرج السابق ص ‪ ،419‬وانظر ص ‪ ،126‬من الكتاب نفسه‪ ،‬وانظر املذاهب املعاصرة‬
‫وموقف اإلسالم من ا‪ ،‬د‪ .‬عبدالردمن عمرية ص ‪ ،661_661‬والوجودية للكاتب ص ‪.12_11‬‬
‫(‪ )6‬جام العلوم واحلكم‪ ،‬البن رجب احلنبلي ‪ ،687/1‬وانظر سرية عمر ابن عبدالعزيز البن‬
‫عبداحلكم ص ‪.97‬‬
‫(‪ )4‬ذيل طبقات احلنابلة البن رجب احلنبلي ‪ ،196/6‬وانظر الوابل الصيب‪ ،‬البن القيم ص ‪.29‬‬
‫(‪ )1‬الوابل الصيب‪ ،‬البن القيم ص ‪ ،29‬والش ادة الزكية يف ثناء األئمة على ابن تيمية‪ ،‬ملرعي‬
‫الكرمي احلنبلي ص ‪.41‬‬
‫‪007‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الثالثة واألربعون‪ :‬رفض م التأويل املذموم‪ :‬الذي هو يف حقيقته صرف اللفظ‬


‫عن اهره الراجح إىل احتماله املرجوح لغري دليل‪.‬‬
‫وهذا النوع من التأويل هو الذي ذمه السلف وحذروا منه‪ ،‬وهلذا فأهل السنة‬
‫يرفضونه وال يقبلونه لعلم م خبطرة‪ ،‬وإدراك م لضرره‪ ،‬ف و عدو الرساالت‬
‫فبسببه قتل عثمان ÷ وبسببه اعتزلت املعتزلة‪ ،‬وترفضت الرافضة‪ ،‬وخرجت‬
‫اخلوارج(‪.)1‬‬
‫الرابعة ومربعون‪ :‬االعتقاد اجلازم بأنه ال يس محد اخلروج عن رريعة حممد‬
‫‪ :‬ف م يرون من العبد ال ينفك عن عبوديته لرب العاملل‪ ،‬وال جيوز له حبال من‬
‫األحوال من يدين بدين غري اإلسالم‪ ،‬مو من يتب رريعة غري رريعة النيب "‪.‬‬
‫بل يرون من العبد جيب عليه من يعبد ربه حتى يأتيه اليقل‪[ :‬وعاعربدر رعبَّكَ‬
‫حعتَّى يعأِْتيعكَ اْلعيقِلب] احلجر‪.99 :‬‬
‫واليقل هنا هو املوت‪.‬‬
‫خالفاً للذين يتباكمون لغري الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وخالفاً ملن يرون من‬
‫الشريعة قد نسخت بشريعة مخرى‪ ،‬كما تتدعي ذلك البابية(‪ ،)6‬والب ائية(‪،)4‬‬
‫والقاديانية(‪ ،)1‬وخالفاً للصوفية الذين يرون من العبد إذا ترقى يف مقام الش ود‬

‫(‪ )1‬انظر الصواعق املرسلة على الطائفة اجل مية واملعطلة البحن قحيم اجلوزيحة‪ ،‬حتقيحق د‪ .‬مدمحد بحن‬
‫عطية الزهراني‪ ،‬و د‪ .‬علي بن ناصر الفقي ي ‪.94_77/1‬‬
‫(‪ )6‬انظر البابية عرض ونقد‪ ،‬إحسان إهلي ري‪ ،‬والبابية للكاتب ‪.61_64‬‬
‫(‪ )4‬انظر حقيقة البابية والب ائية‪ ،‬د‪ .‬حمسن عبداحلميد‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر القاديانية‪ ،‬إحسان إهلي ري ص ‪ 18_41‬و ‪ ،164_91‬والقاديانية للكاتب ص‪.64_69‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪008‬‬
‫للبقيقة الكونية زالت عنه احلجب‪ ،‬ومتاه اليقل‪ ،‬ورفعت عنه التكاليف‬
‫الشرعية‪ ،‬فلم يعد له حاجه بعد ذلك إىل صالة مو صيام‪ ،‬مو غري ذلك عياذاً باهلل‬
‫من الزندقة‪.‬‬
‫اخلامسة ومربعون‪ :‬التثبت يف األخبار‪ ،‬والبعد عن التسرع يف إطالق‬
‫األحكام‪ :‬انطالقاً من قوله _تعاىل_‪[ :‬يعا مَُّي عا َّالذِينع آ عمنبوا إِنر جعاءعكُمر فَا ِسقٌ ِبنعبعنٍ‬
‫ج عالَةٍ َفتبصربِببوا ععلَى معا فَ عع ْلتبمر نعا ِدمِلع] احلجرات‪.2 :‬‬
‫َفتعبَّعينبوا مَنر تبصِيببوا قَورماً بِ ع‬
‫خبالف الذين يسارعون يف إطالق األحكام‪ ،‬ويت افتون على إلصاق الت م‬
‫باألبرياء‪ ،‬فيفسِّقون‪ ،‬ويبدعون‪ ،‬ويكفرون بالت مة والظنة‪ ،‬من غري ما برهان مو‬
‫بينة(‪.)1‬‬
‫السادسة واألربعون‪ :‬التورع يف الفتيا‪ :‬إقتداءً بالصبابة الكرام _ رضي اهلل‬
‫عن م_ فقد كانوا يتدافعون الفتيا لعلم م خبطر القول على اهلل بغري علم‪ ،‬ف م‬
‫يتورعون عن ا‪ ،‬إيثاراً للسالمة وخوفاً من القول على اهلل بغري علم‪.‬‬
‫السابعة واألربعون‪ :‬احلرص على تزكية النفوس‪ :‬فأهل السنة واجلماعة‬
‫محرص الناس على تزكية منفس م بطاعة اهلل _عز وجل_ دون ما إفراط مو‬
‫تفريط‪ ،‬ف م يبعنعون بنصالح واهرهم‪ ،‬وبواطن م‪ ،‬ويتقربون إىل اهلل بالنوافل‬
‫بعد الفرائض‪ ،‬فيبرصون على مداء الصلوات املكتوبة‪ ،‬ومداء الزكاة‪ ،‬وصيام‬
‫ر ر رمضان‪ ،‬وحج البيت احلرام ملن استطاع إليه سبيالً‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر تصنيف الناس بل الظن واليقل‪ ،‬للشيخ د‪ .‬بكر مبو زيد‪.‬‬
‫‪009‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫كما من م يبادرون ويسابقون إىل األعمال الصاحلة‪ ،‬من كثرة الذكر والنوافل‪،‬‬
‫والصدقات‪ ،‬وغريها من العبادات(‪.)1‬‬
‫الثامنة واألربعون‪ :‬العمل على مرضاة اهلل يف كل وقت مبا هو مقتضى ذلك‬
‫الوقت‪ :‬فأفضل العبادات عندهم يف وقت اجل اد _ اجل اد‪ ،‬وإن آل ب م األمر إىل‬
‫ترك األذكار واألوراد‪ ،‬ويف حالة ارتداد احلاجة لألمر باملعروف والن ي عن‬
‫املنكر_ القيام بذلك األمر‪ ،‬ويف حالة قدوم الضيف القيام على إكرامه وخدمته‪،‬‬
‫وهكذا‪...‬‬
‫خبالف غريهم ممن ال يستطي اخلروج عن النوع الذي ملفه من العبادة‪.‬‬
‫مما مهل السنة فال يزالون متنقلل يف مراتب العبودية ومنازهلا‪ ،‬ومقامات ا‪.‬‬
‫التاسعة واألربعون‪ :‬من م ينالون يف املدة اليسرية من حقائق العلوم واألعمال‬
‫مضعاف ما يناله غريهم يف قرون ومجيال‪ )6( :‬وهذا ريء مشاهد حمسوس ألنه‬
‫اإلميان الصبيح الثابت يقوي اإلدراك‪ ،‬ويشبذ القرحية‪ ،‬ويزيد العلم واإلميان‪،‬‬
‫ويبارك يف األعمال وإن قلت‪ ،‬ويف األوقات وإن قصرت‪.‬‬
‫عالذِينع‬
‫عاتقُوا اللَّهع وعيبععلِّ بمكُمر اللَّهب] البقرة‪ ،686 :‬وقال‪[ :‬و َّ‬
‫قال _تعاىل _‪[ :‬و َّ‬
‫ا رهتع عدورا زعا عدهبمر بهدًى وعآتعاهبمر عتقْواهبمر] حممد‪ ،17 :‬وقال‪ [ :‬عولَور مَنَّا َكتعربنعا عع َلري ِمر‬

‫(‪ )1‬انظر تزكية النفس البن تيمية‪.‬‬


‫(‪ )6‬انظر نقض املنطق‪ ،‬البن تيمية ص ‪ ،8‬واقتضاء الصراط املستقيم ‪ ،21/1‬وهداية احليارى ص‬
‫‪.618_641‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪011‬‬
‫مَنر ا ْقبتلُوا مَن ُف عسكُمر َمور اخرربجبوا مِنر دِيعارِكُمر معا فَ ععلُوهب إِالَّ َقلِيلٌ ِمرن بمر عولَور مََّن بمر فَععلُوا‬
‫معا يبو ععظُونع بِهِ َلكَانع عخيرراً َل بمر وعمَرعدَّ عتثربِيتاً * وعإِذاً آلعترينعاهبمر مِنر َلدبنَّا مَجرراً ععظِيماً‬
‫* وعَل عدعرينعاهبمر صِرعاطًا بم رسعتقِيماً] النساء ‪.28 _22‬‬
‫اخلمسون‪ :‬حصول البشرى عند املمات‪ :‬وذلك إلميان م باهلل‪ ،‬واستقامت م‬
‫عزلب عع َلري ِمر‬
‫على ممره‪ ،‬قال _ تعاىل _‪[:‬إِنَّ َّالذِينع قَالُوا رُّعبنعا اللَّهب ثبمَّ ا رسعتقَامبوا عتتعن َّ‬
‫الْمعالِئكَةُ مَالَّ تعخعافُوا وعال تعبرزعنبوا وعَمبرشِربوا بِالْجعنَّةِ َّالتِي ُكرنتبمر تبوععدبونع] فصلت‪:‬‬
‫‪.49‬‬
‫احلادية واخلمسون‪ :‬وجل القلوب ودم العيون‪ :‬ف م مصباب قلوب حية‪،‬‬
‫وعيون من خشية اهلل دامعة‪ ،‬تتأثر بالقرآن الكريم‪ ،‬وترق عند مساع املواعظ‬
‫وذلك ملا يف قلوب م من خشية اهلل وتعظيمه‪.‬‬
‫خبالف غريهم من غال األكباد‪ ،‬وقساة القلوب‪ ،‬وخبالف الذين يتصنعون‬
‫البكاء كبال الذين يعوّدون موالدهم البكاء يف املآمت‪ ،‬فنذا كربوا اعتادوا البكاء‬
‫متى راؤوا فبكائ م ممر اختياري‪ ،‬وحزن م حزن خمرتع(‪.)1‬‬
‫الثانية واخلمسون‪ :‬بياض الوجوه وب اؤها يف الدنيا واآلخرة‪ :‬فبياض الوجوه‬
‫وب اؤها مالزم ألهل السنة والطاعة‪ ،‬وسواد الوجوه و لمت ا مالزم ألهل‬
‫البدعة واملعصية‪ ،‬وصدق الشافعي × إذ يقول‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫مسن ن ن ن ننة تل ن ن ن ن نوو علن ن ن ن ننأ جبين ن ن ن ن ن‬ ‫وعلن ن ن ن ن ن ن ن ننأ الفتن ن ن ن ن ن ن ن ننأ لطباع ن ن ن ن ن ن ن نن‬

‫(‪ )1‬انظر بطالن عقائد الشيعة‪ ،‬للتونسوي ص ‪.111‬‬


‫(‪ )6‬ديوان الشافعي‪ ،‬حتقيق حممد عفيف الزعيب ص ‪.81‬‬
‫‪010‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫فبياض الوجوه وب اؤها حيصل ألهل السنة يف الدنيا ويف اآلخرة مما يف الدنيا‬
‫فتبيض وجوه م وتشرق ويزداد ب اؤها بسبب ما لدي م من حسن املعتقد‪،‬‬
‫وط ارة القلوب‪ ،‬وصالح األعمال فنن ذلك يؤثر يف اهر اإلنسان مميا تأثري‪.‬‬
‫قال ريخ اإلسالم ابن تيمية ×‪= :‬فكلما كثر الرب والتقوى قوي احلسن‬
‫واجلمال‪ ،‬وكلما قوي اإلِثم والعدوان قوي القبح والشل‪ ،‬حتى ينسخ ذلك ما‬
‫كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن مل تكن صورته حسنة‪ ،‬ولكن من‬
‫األعمال الصاحلة ما عظم به ياله وب اؤه‪ ،‬حتى ر ذلك على صورته‪.‬‬
‫وراً بيّناً عند اإلِصرار على القبائح يف آخر العمر عند‬ ‫وهلذا يظ ر ذلك‬
‫قرب املوت فنرى وجوه مهل السنة والطاعة كلما كَبِروا ازداد حسن ا وب اؤها‪،‬‬
‫حتى يكون محدهم يف كربه محسن وميل منه يف صغره‪.‬‬
‫وجند وجوه مهل البدعة واملعصية كلما كربوا عظم قبب ا ورين ا‪ ،‬حتى ال‬
‫يستطي النظر إلي ا من كان منب راً ب ا يف حال الصغر جلمال صورت ا‪.‬‬
‫وهذا اهر لكل محد فيمن يعظم بدعته وفجوره‪ ،‬مثل الرافضة ومهل املظامل‬
‫والفواحش من الرتك وحنوهم‪ ،‬فنن الرافضي كلما كرب قبح وج ه‪ ،‬وعظم رينه‪،‬‬
‫حتى يقوى رب ه باخلنزير‪ ،‬ورمبا مسخ خنزيراً كما قد تواتر عن م‪.)1(+‬‬
‫ومما يف اآلخرة فتبيض وجوه مهل السنة إذا مقدموا على رب م‪ ،‬وقال _تعاىل_‪:‬‬
‫عض وبجبوٌه وععتسروعدُّ وبجبوهٌ] آل عمران ‪.192 :‬‬
‫[يعورمع تعربي ُّ‬
‫قال ابن عباس _ رضي اهلل عن ما _‪= :‬تبيض وجوه مهل السنة واجلماعة‬

‫(‪ )1‬االستقامة البن تيمية ‪ ،422_421/1‬وانظر الصارم املسلول البن تيمية ص ‪.187‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪011‬‬
‫وتسود وجوه مهل البدع والفرقة‪.)1(+‬‬
‫الثالثة واخلمسون‪ :‬مضاعفة احلسنات ورفعة الدرجات‪ :‬فمن مسباب مضاعفة‬
‫احلسنات‪ ،‬ورفعة الدرجات _ بل هو مساس ا ومصل ا _ صبة العقيدة‪ ،‬وقوة‬
‫اإلميان‪.‬‬
‫ومهل السنة واجلماعة مصح الناس عقيدة‪ ،‬ومقواهم إميانا ولذلك فأعماهلم‬
‫تضاعف مضاعفة كبرية‪ ،‬ودرجات م ترف وتعلو علواً ال يدانيه محد‪ ،‬وال‬
‫يشارك م فيه إال من كان على مثل ماهم عليه من العقيدة واإلميان‪.‬‬
‫=وهلذا كان السلف يقولون‪ :‬مهل السنة واجلماعة إن قعدت ب م معماهلم‬
‫قامت ب م عقائدهم‪ ،‬ومهل البدع إن كثرت معماهلم قعدت ب م عقائدهم‪.‬‬
‫ووجه االعتبار من مهل السنة م تدون‪ ،‬ومهل البدع ضالون‪ ،‬ومعلومٌ الفَررق‬
‫بل من ميشي على الصراط املستقيم‪ ،‬وبل من هو منبرف عنه إىل طريق‬
‫اجلبيم‪.)6(+‬‬
‫هححذه مححآثر مهححل السححنة واجلماعححة‪ ،‬وهححذه خصائصح م الححيت متيححزوا ب ححا علححى‬
‫غريهم‪ ،‬وتلحك هحي اخلصحال الحيت تعمعثَّلح ا سحلفنا الصحاحل _ردم حم اهلل ورضحي‬
‫عن م_ فنالوا اخلريات‪ ،‬وحصلوا على الربكات‪.‬‬
‫وال يعين ذلك من مهل السنة واجلماعة معصومون‪ ،‬ال‪ ،‬بل إن من ج م هو‬
‫املعصوم‪ ،‬وياعت م هي املعصومة‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمموع الفتاوى ‪.678/4‬‬


‫(‪ )6‬الفتاوى السعدية‪ ،‬البن سعدي ص ‪.42‬‬
‫‪013‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مما آحادهم فقد يق من م الظلم‪ ،‬و البغي‪ ،‬والعدوان‪ ،‬وارتكاب املعاصي‪،‬‬


‫ولكنه قليل بالنسبة لغريهم‪ ،‬وال يقر من فعل ذلك من م _كما مر_‪.‬‬
‫ومن فعل ريئاً من تلك املخالفات فننه يبتعد عن هدي مهل السنة واجلماعة‬
‫بقدر تلك املخالفة‪ ،‬ويفوته من اخلري بقدر بعده عن السنة‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪014‬‬

‫اخلامتة‬
‫احلمد هلل بنعمته تتم الصاحلات‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ففي خامتة الببث هذا إيال ألهم ما ورد فيه‪:‬‬
‫‪ _1‬العقيدة يف االصطالح العام هي ما يؤمن به اإلِنسحان‪ ،‬ويعقحد عليحه قلبحه‪،‬‬
‫حقاً كان مم باطالً‪.‬‬
‫‪ _6‬العقيدة اإلِسالمية هي اإلميان اجلازم باهلل‪ ،‬ومالئكتحه‪ ،‬وكتبحه‪ ،‬ورسحوله‪،‬‬
‫واليوم اآلخر‪ ،‬وبالقدر خريه ورره‪ ،‬وبكل ما جاء يف الكتاب والسنة محن مصحول‬
‫الححدين‪ ،‬ومخبححاره‪ ،‬ومححا مي ح عليححه السححلف الصححاحل‪ ،‬والتسححليم هلل يف احلكححم‬
‫واألمر‪ ،‬والشرع‪ ،‬والقدر‪ ،‬ولرسوله " بالطاعة واالتباع‪.‬‬
‫‪ _4‬لعلم العقيدة ممساء عند مهل السنة من ا‪ :‬التوحيحد‪ ،‬واإلميحان‪ ،‬و السحنة‪،‬‬
‫والشريعة‪ ،‬والعقيدة‪.‬‬
‫‪ _1‬لعلححم العقيححدة عنححد غححري مهححل السححنة ممسححاء عديححدة من ححا‪ :‬علححم الكححالم‪،‬‬
‫والفلسفة‪ ،‬والتصوف‪ ،‬واإلهليات‪ ،‬وما وراء الطبيعة‪.‬‬
‫‪ _1‬مهححل السححنة واجلماعححة هححم مححن كححان علححى مثححل ماكححان عليححه الححنيب "‬
‫ومصبابه‪.‬‬
‫‪ _2‬مس حي مهححل السححنة واجلماعححة ب ححذا االسححم النتسححاب م لسححنة الححنيب "‬
‫واجتماع م على األخذ ب ا اهراً وباطناً‪ ،‬يف القول‪ ،‬والعمل‪ ،‬واالعتقاد‪.‬‬
‫‪ _7‬ألهل السنة واجلماعة ممساء مخرى يعرفون ب ا‪ ،‬من ا‪ :‬مهل السنة‪ ،‬ومهل‬
‫اجلماعة‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬والسلف الصاحل‪ ،‬ومهل احلديث‪ ،‬ومهحل األثحر‪ ،‬والفرقحة‬
‫‪015‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الناجية‪ ،‬والطائفة املنصورة‪ ،‬ومهل االتباع‪.‬‬


‫‪ _8‬للعقيدة اإلسالمية _ عقيدة مهل السنة واجلماعة _ خصائص عديحدة من حا‪:‬‬
‫سالمة مصدر التلقي‪ ،‬وموافقت ا للفطحرة القوميحة‪ ،‬والعقحل السحليم‪ ،‬والوضحوح‬
‫والبيان‪ ،‬والسالمة محن التنحاقض واالضحطراب‪ ،‬والثبحات واالسحتقرار واخللحود‪،‬‬
‫والعموم والشمول‪ ،‬والصحالح لكحل زمحان ومكحان وممحة‪ ،‬ومن حا متحنح معتنقي حا‬
‫الراحة النفسية‪ ،‬ومن ا ترف قدر مهل ا‪ ،‬ومن ا سبب للظ ور والحتمكل‪ ،‬ومن حا ال‬
‫تنايف م العلم الصبيح‪ ،‬ومن ا جتم بل مطالب الروح واجلسحد‪ ،‬ومن حا تعحرتف‬
‫بالعقل وحتدد جماله‪ ،‬وتعرتف بالعواطف وتوج ا الوج ة الصبيبة‪.‬‬
‫‪ _9‬ألهل السنة واجلماعة خصاص عديدة ميتازون ب ا عن غريهم‪.‬‬
‫وهححذه اخلصححائص تتجلححى يف سححالمة مححن ج م يف التلقححي واالسححتدالل‪ ،‬ويف‬
‫وسطيت م بل سائر الفِرعق‪ ،‬ويف مزاياهم اخللقية‪ ،‬والعملية‪.‬‬
‫وقد ورد يف الببث تفصيل ملا يدخل حتت اخلصائص‪.‬‬
‫هححذا ملخححص ألهححم مححا ورد يف هححذا الببححث‪ ،‬وهححذه صححورة عامححة ملححا احتححواه‬
‫وتضمنه‪.‬‬
‫وآخر دعوانا من احلمد هلل رب العاملل‪ ،‬وسالم على املرسلل‪ ،‬واهلل معلم‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد واله وصببه ميعل‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪016‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬
‫(م)‬
‫_ مخبار اآلحاد يف احلديث النبوي‪ ،‬للشيخ د‪ .‬عبداهلل بن جربين‪ ،‬دار طيبة‪،‬‬
‫ط‪ 1198 ،1‬هح _‪ 1987‬م‪.‬‬
‫_ االختالف يف اللفظ والرد على اجل مية واملشب ة‪ ،‬البن قتيبة‪ ،‬قدم له‪،‬‬
‫وعلق عليه‪ ،‬وخرّج محاديثه عمر بن حممود مبو عمر‪ ،‬دار الراية للنشر‬
‫والتوزي ‪ ،‬ط ا‪1116،‬هح _‪1991‬م‪.‬‬
‫_ مدب اخلالف‪ ،‬د‪ .‬صاحل بن دميد‪ ،‬مكتبة الضياء‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح _‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫_ مدب الدنيا والدين‪ ،‬للمارودي‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد الصباح‪ ،‬دار مكتبة‬
‫احلياة‪ ،‬بريوت‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫_ مدب الطلب‪ ،‬ومنت ى األرب‪ ،‬لإلِمام حممد بن علي الشوكاني‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد عثمان اخلشت‪ ،‬مكتبة القرآن‪.‬‬
‫_ األدلة والشواهد على وجوب األخذ خبرب الواحد يف األحكام والعقائد‪،‬‬
‫للشيخ‪ :‬سليم اهلاللي‪ ،‬ط‪1197 ،1‬هح _ ‪1982‬م‪.‬‬
‫_ األدلة والقواط والرباهل يف إبطال مصول امللبدين‪ ،‬للشيخ عبدالردمن‬
‫بن سعدي‪ ،‬ضمن اجملموعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبدالردمن بن سعدي‪،‬‬
‫مركز صاحل بن صاحل الثقايف‪ ،‬عنيزة‪1111 ،‬هح _‪1999‬م‪.‬‬
‫_ االستقامة‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد رراد سامل‪ ،‬توزي مكتبة السنة‪،‬‬
‫‪017‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫القاهرة‪ ،‬ط ‪ 1199 ،6‬هح‪.‬‬


‫_ مصول مذهب الشيعة اإلِمامية االثين عشرية‪ ،‬عرض ونقد‪ ،‬د‪ .‬ناصر بن‬
‫عبداهلل القفاري‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ اعتقاد مهل السنة يف الصبابة‪ ،‬للشيخ حممد بن عبداهلل الوهييب‪ ،‬املنتدى‬
‫اإلسالمي‪ ،‬لندن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫_ االعتقاد على مذهب السلف _ مهل السنة واجلماعة _ للبي قي‪ ،‬السالم‬
‫العاملية للطب والنشر والتوزي ‪.‬‬
‫_ معالم السنة املنشورة العتقاد الطائفة الناجية املنصورة للشيخ حافظ‬
‫احلكمي‪ ،‬خرج محاديثه وعلق عليه‪ :‬مصطفى مبو النصر الشليب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1111‬هح مكتبة السوادي‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫_ اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة مصباب اجلبيم‪ ،‬لشيخ اإلِسالم ابن‬
‫تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬مكتبة الررد ‪ ،‬ط‪1111 ،6‬هح _‪1991‬م‪.‬‬
‫_ اإلِميححان بالقضححاء والقححدر‪ ،‬حممححد بححن إبححراهيم احلمححد‪ ،‬دار الححوطن‪،‬ط‪،6‬‬
‫‪1112‬هح‪.‬‬
‫( ب)‬
‫_ البابية عرض ونقد‪ ،‬إحسان إهلي ري‪ ،‬إدارة تريان السنة‪ ،‬باكستان‪،‬‬
‫الهور‪ ،‬ط‪1191 ،4‬هح _‪1981‬م‪.‬‬
‫_ البابية‪ ،‬حممد بن إبراهيم احلمد‪ ،‬دار القاسم‪ ،‬ط‪1112‬هح‪.‬‬
‫_ الباكورة السليمانية يف كشف مسرار الديانة العلوية _ النصريية _ سليمان‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪018‬‬
‫األذني‪ ،‬دار الصبوة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح _‪1999‬م‪.‬‬
‫_ البداية والن اية البن كثري‪ ،‬حتقيق مدمد فتيح‪ ،‬دار زمزم‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1111‬هح _ ‪ 1991‬م‪.‬‬
‫_ البدع والن ي عن ا‪ ،‬البن وضاح القرطيب‪ ،‬حتقيق حممد مدمد دهان‪ ،‬نشر‬
‫رئاسة إدارة الببوث العلمية واإلِفتاء‪.‬‬
‫_ بذل اجمل ود يف إثبات مشاب ة الرافظة للي ود‪ ،‬عبداهلل اجلميلي‪ ،‬مكتبة‬
‫الغرباء األثرية‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط‪1111 ،6‬هح _ ‪ 1991‬م‪.‬‬
‫_ بطالن عقائد الشيعة‪ ،‬حممد عبدالستار التونسوي‪ ،‬املكتبة اإلِمدادية‪ ،‬مكة‬
‫املكرمة‪ 1198 ،‬هح‪.‬‬
‫_ الب ائية‪ ،‬عبداهلل احلمودي‪ ،‬مكتبة السروات‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح _ ‪1984‬هح‪.‬‬
‫_ الب ائية‪ ،‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬املكتب اإلِسالمي‪ ،‬ط‪1194 ،1‬هح _‬
‫‪ 1984‬م‪.‬‬
‫_ الب ائية‪ ،‬حممد بن إبراهيم احلمد‪ ،‬دار القاسم‪ ،‬ط‪ 1117 ،1‬هح‪.‬‬
‫ري‪ ،‬إدارة تريان السنة‪ ،‬الهور‪،‬‬ ‫_ الب ائية نقد وحتليل‪ ،‬إحسان إهلي‬
‫باكستان ط‪ 1191 ،4‬هح _ ‪ 1984‬م‪.‬‬
‫(ت)‬
‫_ تأويل خمتلف احلديث‪ ،‬البن قتيبة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪،6‬‬
‫‪ 1191‬هح‬
‫_ تبصري مولي األلباب ببدعة تقسيم الدين إىل قشر ولباب‪ ،‬د‪ .‬حممد ابن‬
‫‪019‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫مدمد بن امساعيل املقدم‪ ،‬ط‪1111 ، 19‬هح _ ‪ 1994‬دار طيبة‪.‬‬


‫_ التجانية‪ ،‬دراسة ألهم عقائد التجانية على ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للشيخ‬
‫علي بن حممد الدخيل اهلل‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫_ التبف يف مذاهب السلف‪ ،‬للشوكاني‪ ،‬مطبوع ضمن جمموعة الرسائل‬
‫املنريية‪.‬‬
‫_ حتريف النصوص من مآخذ مهل األهواء يف االستدالل‪ ،‬د‪ .‬بكر مبو زيد‪،‬‬
‫دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ 1116 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ التدمرية البن تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد بن عودة السعوي‪ ،‬ط‪ 1191 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ ترجيح مساليب القرآن على مساليب اليونان‪ ،‬البن الوزير‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1191 ،1‬هح _‪ 1981‬م‪.‬‬
‫_ تصنيف الناس بل الظن واليقل‪ ،‬د‪ .‬بكر مبو زيد‪ ،‬دار العاصمة‪،‬ط‪،1‬‬
‫‪1111‬هح‪.‬‬
‫_ التصححوف‪ :‬املنشححأ واملصححادر‪ ،‬تححأليف إحسححان إهلححي ححري‪ ،‬إدارة تريححان‬
‫السنة‪ ،‬الهور‪ ،‬باكستان‪ ،‬ط‪1192 ،1‬هح _ ‪1982‬م‪.‬‬
‫_ التفكري جذوهره _ مسبابه _ مربراته‪ ،‬د‪ .‬نعمان السامرائي‪ ،‬املنارة للطباعة‬
‫والنشر والتوزي ‪.‬‬
‫_ التنبي ات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من املباحث املنيفة‬
‫للعالمة عبدالردمن السعدي‪ ،‬م تعليق مساحة الشيخ عبدالعزيز بن باز‪،‬‬
‫ختريج‪ :‬علي بن حسن بن عبداحلميد‪ ،‬دار ابن القيم‪ ،‬ط‪1199 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ تنزيه الدين ودملته ورجاله مما افرتاه القصيمي يف مغالله‪ ،‬للشيخ‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪031‬‬
‫عبدالردمن السعدي ضمن اجملموعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبدالردمن بن‬
‫سعدي‪ ،‬مركز صاحل بن صاحل الثقايف‪ ،‬عنرية‪1111 ،‬هح _‪1999‬م‪.‬‬
‫_ توضيح املقاصد وتصبيح القواعد يف ررح قصيدة ابن القيم الكافية‬
‫الشافية‪ ،‬ألدمد بن عيسى‪ ،‬حتقيق زهري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫‪ 1192‬هح‪.‬‬
‫(ث)‬
‫_ ثبات العقيدة اإلِسالمية ممام التبديات‪ ،‬للشيخ عبداهلل الغنيمان‪ ،‬الدار‬
‫السلفية‪.‬‬

‫(ج)‬
‫_ جام العلوم واحلكم‪ ،‬البن رجب احلنبلي‪ ،‬حتقيق رعيب األرناؤوط‬
‫وإبراهيم باجس‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1116 ،4‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ اجلواب الصبيح ملن بدل دين املسيح‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬مطبعة املدني‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1484 ،‬هح‪.‬‬
‫_ اجل اد يف سبيل اهلل مو واجب املسلمل‪ ،‬للشيخ ابن سعدي‪ ،‬نشر وتوزي‬
‫رئاسة إدارة الببوث العلمية واإلِفتاء والدعوة واإلِرراد باململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫(ح)‬
‫احلجة يف بيان احملجة وررح عقيدة مهل السنة‪ ،‬إمالء احلافظ قوام السنة مبي‬
‫‪030‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫القاسم إمساعيل بن حممد بن الفضل التيمي األصب اني‪ ،‬حتقيق ودراسة د‪ .‬حممد‬
‫بن ربي املدخلي‪ ،‬وحممد بن حممود مبو رحيم‪ ،‬ط‪1،1111‬هح _ دار الراية‪.‬‬
‫_ احلركات الباطنية يف العامل اإلسالمي‪ ،‬عقائدها وحكم اإلسالم في ا‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد بن مدمد اخلطيب‪ ،‬مكتبة األقصى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار عامل الكتب‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪ 1192 ،6‬هح _ ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫_ احلرية يف اإلِسالم‪ ،‬حملمد اخلضر احلسل‪ ،‬دار االعتصام‪.‬‬
‫_ حصوننا م ددة من داخل ا‪ ،‬د‪ .‬حممد حممد حسل‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫ط‪ 1192 ،19‬هح _ ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫_ حقيقة البابية والب ائية‪ ،‬د‪ .‬حمسن عبداحلميد‪ ،‬دار الصبوة للنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1191‬هح _ ‪1981‬م‪.‬‬
‫_ حكم االنتماء إىل الفرق واألحزاب واجلماعات اإلِسالمية د‪ .‬بكر مبو زيد‪،‬‬
‫دار ابن اجلوزي‪ ،‬ط‪ 1119 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ حكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد‪ ،‬د‪ .‬عثمان علي حسن‪،‬‬
‫دار الوطن‪ ،‬ط‪ 1114 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ حلية األولياء‪ ،‬وطبقات األصفياء‪ ،‬ألبي نعيم‪ ،‬ط‪1199 ،4‬هح‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(خ)‬
‫_ خصائص مهل السنة للشيخ مدمد فريد‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪.‬‬
‫_ اخلطوط العريضة‪ ،‬للشيخ حمب الدين اخلطيب‪ ،‬تقديم وتعليق للشيخ‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪031‬‬
‫حممد مال اهلل‪ ،‬ط‪1199 ،4‬هح‪.‬‬
‫_ اخلميين وتفضيل األئمة على األنبياء‪ ،‬واخلميين وتفضيل خرافة السرداب‬
‫على النيب " حملمد مال اهلل‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪.‬‬
‫(د)‬
‫_ درء تعارض العقل والنقل‪،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد رراد سامل‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1191‬هح _ ‪1981‬م جامعة اإلِمام حممد بن سعود اإلِسالمية‪.‬‬
‫_ الدرة الب ية ررح القصيدة التائية يف حل املشكلة القدرية‪ ،‬البن تيمية‪،‬‬
‫تأليف الشيخ عبد الردمن ابن سعدي‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرياض‪1192 ،‬هح‪.‬‬
‫_ الدرة املختصرة يف حماسن الدين اإلِسالمي البن سعدي‪ ،‬اعتنى بنشرها الشيخ‬
‫عبد السالم بن برجس العبد الكريم‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬ط‪1111 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ الدالئل القرآنية يف من العلوم النافعة داخلة يف الدين اإلِسالمي‪ ،‬للشيخ‬
‫عبدالردمن بن سعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬مكتبة الررد‪ ،‬ط‪1194 ،6‬هح _‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫_ دعوة التوحيد _ مصوهلا _ األدوار اليت مرت ب ا مشاهري دعات ا‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫خليل هراس‪ ،‬مكتبة الصبابة‪.‬‬
‫_ الدين الصبيح حيل يي املشاكل‪ ،‬للشيخ عبدالردمن بن سعدي‪،‬‬
‫مكتبة دار األقصى‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1192 ،1‬هح _ ‪1982‬م‪.‬‬
‫_ ديوان ابن هانئ األندلسي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪1111 ،‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ ديوان اإلِمام الشافعي‪ ،‬يعه وعلق عليه‪ :‬حممد عفيف الزعيب‪ ،‬دار‬
‫‪033‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫املطبوعات احلديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬والطبعة األخرى‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد عبداملنعم خفاجي‪،‬‬


‫عامل الكتب‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ ديوان كعب بن زهري‪ ،‬صنعة السكري‪ ،‬ررح ودراسة د‪ .‬مفيد قميبة‪ ،‬دار‬
‫الشواف للطباعة والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ ديوان لبيد بن مبي ربيعة العامري‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(ذ)‬
‫_ ذم الفرقة واالختالف يف الكتاب والسنة‪ ،‬للشيخ عبد اهلل الغنيمان‪ ،‬مكتبة‬
‫لينة‪.‬‬
‫_ ذيل طبقات احلنابلة‪ ،‬البن رجب احلنبلي‪ ،‬مطبعة السنة احملمدية‪ ،‬حتقيق‬
‫الشيخ حممد حامد الفقي‪1476 ،‬هح‪.‬‬
‫(ر)‬
‫_ الرافضة وتفضيل زيارة قرب احلسل ÷ على حج بيت اهلل احلرام‪ ،‬تأليف‬
‫د‪ .‬عبد املنعم السامرائي‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ الرد على املخالف من مصول اإلِسالم‪ ،‬د‪ .‬بكر مبو زيد‪ ،‬دار اهلجرة للنشر‬
‫والتوزي ‪.‬‬
‫_ الرد الكايف على مغالطات د‪ .‬علي عبد الواحد وايف يف كتابه بل الشيعة‬
‫ومهل السنة‪ ،‬للشيخ إحسان إهلي ري‪ ،‬إدارة تريان السنة‪ ،‬باكستان‪.‬‬
‫_ رسائل اإلِصالح‪ ،‬للعالمة حممد خضر حسل‪ ،‬دار اإلِصالح‪ ،‬الدمام‪.‬‬
‫_ رسائل يف العقيدة‪ ،‬للشيخ حممد بن صاحل بن عثيمل‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪034‬‬
‫‪1192‬هح‪.‬‬
‫_ رف املالم عن األئمة األعالم‪ ،‬لشيخ اإلِسالم ابن تيمية‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1194 ،1‬هح _‪1984‬م‪.‬‬
‫_ الرياض الناضرة واحلدائق الزاهرة‪ ،‬يف العقائد والفنون املتنوعة الفاخرة‪،‬‬
‫للشيخ ابن سعدي‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬اعتنى به مررف بن عبد املقصود بن عبد‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫(ز)‬
‫_ زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬حتقيق الشيخ رعيب‬
‫األرناؤوط‪،‬والشيخ عبدالقادر األرناؤوط‪،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬مكتبة املنارة‬
‫اإلِسالمية‪ ،‬ط‪1198 ،12‬هح _ ‪1988‬م‪.‬‬
‫(س)‬
‫_ السنة‪ ،‬ألبي بكر بن حممد اخلالل‪ ،‬دراسة وحتقيق د‪ .‬عطية الزهراني‪ ،‬دار‬
‫الراية للنشر والتوزي ‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح _‪1989‬م‪.‬‬
‫_ السنة‪ ،‬عبد اهلل بن مدمد بن حنبل‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد بن سعيد القبطاني‪،‬‬
‫رمادى للنشر‪ ،‬املؤمتن للتوزي ‪ ،‬ط‪1111 ،6‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ سنن مبي داود‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬دار سبنون‪ ،‬ط‪.6‬‬
‫_ السنن اإلِهلية‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫_ سرية عمر بن عبد العزيز البن عبد احلكم‪ ،‬نسخ ا وصبب ا وعلق علي ا‬
‫مدمد عبيد‪ ،‬ط‪1191 ،2‬هح _ عامل الكتب‪.‬‬
‫‪035‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫(ش)‬
‫_ ررح األصول اخلمسة للقاضي عبداجلبار اهلمذاني‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬مطبعة‬
‫االستقالل الكربى‪ ،‬ط‪1481 ،1‬هح _ ‪1921‬م‪.‬‬
‫_ ررح مصول اعتقاد مهل السنة واجلماعة‪ ،‬لاللكائي‪ ،‬حتقيق د‪ .‬مدمد بن‬
‫سعد بن دمدان الغامدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫_ ررح ملفية ابن مالك البن النا م‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد احلميد السيد حممد‬
‫عبداحلميد‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_ ررح التصريح على التوضيح خلالد األزهري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_ ررح السنة‪ ،‬للربب اري‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد بن سعيد القبطاني‪ ،‬دار ابن‬
‫القيم‪ ،‬ط‪1198 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ ررح العقيدة الطباوية‪ ،‬حقق ا وراجع ا ياعة من العلماء‪ ،‬خرج‬
‫محاديث ا الشيخ حممد ناصر الدين األلباني‪ ،‬املكتب اإلِسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪،8‬‬
‫‪1191‬هح‪.‬‬
‫_ ررح العقيدة الواسطية‪ ،‬للشيخ د‪ .‬حممد خليل هراس‪ ،‬ضبط نصه وخرج‬
‫محاديثه الشيخ علوي السقاف‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح _ دار اهلجرة للنشر والتوزي ‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الثقبة‪.‬‬
‫_ ررح القصيدة النونية املسمّاة‪ :‬الكافية الشافية يف االنتصار للفرقة الناجية‬
‫لإلِمام ابن القيم‪ ،‬ررح ا د‪ .‬حممد خليل هراس‪ ،‬الفاروق احلديثة للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪036‬‬
‫_ ررح كتاب التوحيد من صبيح البخاري‪ ،‬للشيخ عبد اهلل الغنيمان‪،‬‬
‫مكتبة لينة‪ ،‬ط‪1199 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ الشريعة لآلجري‪ ،‬حتقيق الشيخ حممد حامد الفقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1194 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ الشعر الصويف إىل مطل القرن التاس لل جرة‪ ،‬د‪ .‬حممد بن سعد بن‬
‫حسل‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ الشفاعة‪ ،‬للشيخ مقبل بن هادي الوادعي‪ ،‬نشر وتوزي دار األرقم‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط‪1194 ،6‬هح _ ‪1984‬م‪.‬‬
‫_ الش ادة الزكية يف ثناء األئمة على ابن تيمية‪ ،‬مرعي بن يوسف الكرمي‬
‫احلنبلي‪ ،‬حتقيق د‪ .‬جنم عبد الردمن خلف‪ ،‬درا الفرقان‪ ،‬دار الرسالة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1191‬هح _ ‪1984‬م‪.‬‬
‫_ ريخ اإلِسالم مدمد تقي الدين ابن تيمية =ج اده‪ ،‬دعوته‪ ،‬عقيدته‪+‬‬
‫للشيخ مدمد القطان والشيخ حممد الزين‪ ،‬مراجعة مساحة الشيخ عبدالعزيز ابن‬
‫باز‪ ،‬مكتبة السندس‪ ،‬ط‪1199 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ الشيعة اإلِمامية االثنا عشرية يف ميزان اإلِسالم‪ ،‬ربي بن حممد السعودي‪،‬‬
‫مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة العلم جبدة‪ ،‬ط‪1111 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ الشيعة والسنة‪ ،‬للشيخ إحسان إهلي ري‪ ،‬إدارة تريان السنة‪ ،‬الهور‪،‬‬
‫باكستان‪ ،‬ط‪1497 ،1‬هح _ ‪1977‬م‪.‬‬
‫_ الشيوعية يف موازين اإلِسالم‪ ،‬لبيب السعيد‪.‬‬
‫‪037‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫(ص)‬
‫_ الصارم املسلول على رامت الرسول‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حققه وعلق حواريه‬
‫حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_ صبيح البخاري‪ ،‬لإلِمام البخاري‪ ،‬دار سبنون‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬ط‪.6‬‬
‫_ صبيح اجلام الصغري وزيادته‪ ،‬الشيخ حممد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مررف‬
‫عليه زهري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلِسالمي‪ ،‬ط‪1192 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ صبيح مسلم‪ ،‬لإلِمام مسلم دار الدعوة‪ ،‬دار سبنون‪ ،‬برتقيم عبد الباقي‪.‬‬
‫_ الصواعق املنزلة على الطائفة اجل مية واملعطلة ال بن قيم اجلوزية‪ ،‬حتقيق د‪.‬‬
‫مدمد بن عطية الزهراني‪ ،‬ود‪ .‬علي بن ناصر الفقي ي‪.‬‬
‫_ الصوفية يف نظر اإلِسالم‪ ،‬دراسة وحتليل‪ :‬مسيح عاطف الزين‪ ،‬دار‬
‫الكتاب اللبناني‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1191 ،6‬هح‪.‬‬
‫(ض)‬
‫_ ضوابط التكفري عند مهل السنة واجلماعة‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل بن حممد القرني‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح _ ‪1996‬م‪.‬‬
‫( )‬
‫_ اهرة التكفري_ تارخي ا_ خطرها_ مسباب ا_ عالج ا‪ ،‬لألمل احلاج حممد‬
‫مدمد‪ ،‬مكتبة دار املطبوعات احلديثة‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح _ ‪1996‬م‪.‬‬
‫(ع)‬
‫_ العبودية‪ ،‬لشيخ اإلِسالم ابن تيمية‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1496 ،46‬هح‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪038‬‬
‫_ العظمة‪ ،‬للشيخ حممد اخلضر حسل‪ ،‬املطبعة السلفية‪ ،‬مصر‪1412 ،‬هح‪.‬‬
‫_ عقيدة اإلِمامية عند الشيعة االثين عشرية‪ ،‬دراسة يف ضوء الكتاب والسنة‬
‫د‪ .‬علي السالوس‪،‬دار االعتصام‪1114 ،‬هح ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫_ العقيدة بل العقل والعاطفة‪ ،‬د‪ .‬مدمد بن عبد الردمن الشريف‪ ،‬دار‬
‫العلم للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪1194 ،1‬هح _ ‪1984‬م‪.‬‬
‫_ عقيدة ختم النبوة بالنبوة احملمدية‪ ،‬د‪ .‬مدمد بن سعد بن دمدان الغامدي‪،‬‬
‫دار طيبة‪ ،‬ط‪1191 ،1‬هح _ ‪1981‬م‪.‬‬
‫_ العقيدة الواسطية‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬ررح د‪ .‬صاحل الفوزان‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح _‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلِسالمية‪.‬‬
‫(ف)‬
‫_ فتح الباري بشرح صبيح البخاري‪ ،‬للبافظ ابن حجر العسقالني‪ ،‬مكتبة‬
‫ابن تيمية‪ ،‬ط‪1197 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ فتح رب الربية بتلخيص احلموية لشيخ اإلِسالم ابن تيمية‪ ،‬تلخيص الشيخ‬
‫حممد بن عثيمل‪ ،‬جامعة اإلِمام‪.‬‬
‫_ الفتوى احلموية الكربى‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬دراسة‪ ،‬وحتقيق د‪.‬‬
‫دمد بن عبداحملسن التوجيري‪ ،‬دار الصميعي للنشر والتوزي ‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫‪1161‬هح _ ‪6991‬م‪ ،‬ص‪.196_191‬‬
‫_ الفرقان بل مولياء الردمن ومولياء الشيطان‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق زهري‬
‫الشاويش‪ ،‬املكتب اإلِسالمي‪ ،‬ط‪1198 ،1‬هح‪.‬‬
‫‪039‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫_ الفصل يف امللل واألهواء والنبل‪ ،‬االبن حزم‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد إبراهيم‬


‫نصر‪ ،‬ود‪ .‬عبد الردمن عمرية‪ ،‬مكتبة عكا للنشر والتوزي ‪ ،‬ط‪1196 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ يف ل الشريعة اإلِسالمية يتبقق األمن واحلياة الكرمية للمسلمل‪ ،‬مساحة‬
‫الشيخ عبد العزيز ابن باز‪ ،‬دار إمام الدعوة‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح‪.‬‬
‫(ق)‬
‫_ القاموس احمليط للفريوزآبادي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1197 ،6‬هح‪.‬‬
‫_ القاديانية دراسة وحتليل‪ ،‬الشيخ إحسان إهلي ري‪ ،‬إدارة تريان السنة‪،‬‬
‫الهور‪ ،‬باكستان‪ ،‬ط‪1191 ،12‬هح _ ‪1984‬م‪.‬‬
‫_ القاديانية‪ ،‬حممد بن إبراهيم احلمد‪ ،‬دار القاسم‪ ،‬ط‪1117 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ قواعد االستدالل على مسائل االعتقاد‪ ،‬د‪ .‬عثمان علي حسن‪ ،‬دار‬
‫الوطن‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ قواعد يف التعامل م العلماء‪ ،‬د‪ .‬عبد الردمن بن معال اللوحيق‪ ،‬دار‬
‫الوراق‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫(ك)‬

‫_ الكتاب اجلام لسرية عمر بن عبد العزيز اخلليفة اخلائف اخلار ‪ ،‬ألبي‬
‫حفص عمر بن حممد اخلضر‪ ،‬املعروف باملالء‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد صدقي البورنو‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1112 ،1‬هح _ ‪1992‬م‪.‬‬
‫_ كتاب الصفدية‪ ،‬لشيخ اإلِسالم ابن تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد رراد سامل‪،‬‬
‫النارر مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪1192 ،‬هح‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪041‬‬
‫_ كشف مسرار الباطنية‪ ،‬ومخبار القرامطة‪ ،‬وكيفية مذهب م‪ ،‬وبيان‬
‫اعتقادهم‪ ،‬للشيخ حممد بن مالك بن مبي الفضائل احلمادي اليمين‪ ،‬دراسة‬
‫وحتقيق حممد عثمان اخلشت‪ ،‬مكتبة الساعي‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫_ الكوارف اجللية عن معاني الواسطية‪ ،‬للشيخ عبد العزيز السلمان‪.‬‬
‫_ كوارف زيوف املذاهب الفكرية املعاصرة‪ ،‬للشيخ عبد الردمن حسن‬
‫حبنكة امليداني‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1116 ،6‬هح _ ‪1996‬م‪.‬‬
‫_ الكيد األدمر‪ ،‬عبد الردمن حسن حبنكة امليداني‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪1191 ،6‬هح _ ‪1981‬م‪.‬‬
‫(ل)‬
‫_ لسان العرب‪ ،‬البن منظور اإلِفريقي‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫(م)‬
‫_ مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫_ جممل مصول مهل السنة واجلماعة يف العقيدة‪ ،‬د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬دار الوطن‪،‬‬
‫ط‪1111 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ جمموع فتاوى الشيخ ابن تيمية‪ ،‬ي وتريب الشيخ عبد الردمن بن قاسم‬
‫وابنه حممد‪.‬‬
‫_ جمموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ حممد ابن عثيمل ي وترتيب الشيخ‬
‫ف د السليمان‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ جمموع م مات املتون يف خمتلف الفنون والعلوم‪ ،‬ط‪1429 ،1‬هح _‬
‫‪040‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫‪1919‬م‪.‬‬
‫_ حماضرات يف النصرانية‪ ،‬حممد مبو زهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫_ حمبة الرسول " بل االتباع واالبتداع‪ ،‬عبدالرؤوف عثمان‪ ،‬مكتبة‬
‫الضياء‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح _ ‪1991‬م‪.‬‬
‫_ املختار يف مصول السنة‪ ،‬ألبي احلسن مدمد بن البنا احلنبلي‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد‬
‫الرزاق العباد‪ ،‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ مدارج السالكل بل منازل إياك نعبد وإياك نستعل‪ ،‬البن القيم‪ ،‬حتقيق‬
‫املعتصم باهلل البغدادي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ املذاهب املعاصرة وموقف اإلِسالم من ا‪ ،‬د‪ .‬عبد الردمن عمرية‪ ،‬دار‬
‫اللواء‪ ،‬ط‪1191 ،1‬هح ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫_ مسألة التقريب بل مهل السنة والشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري‪ ،‬دار طيبة‪،‬‬
‫ط‪1116 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ مسند اإلِمام مدمد بن حنبل‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬دار سبنون‪ ،‬ط‪.6‬‬
‫_ مصرع التصوف‪ ،‬مو تنبيه الغيب إىل تكفري ابحن عربحي‪ ،‬وحتحذير العبحاد محن‬
‫مهل العناد للبقاعي‪ ،‬حتقيق وتعليق الشيخ عبدالردمن الوكيل‪ ،‬ط‪1476 ،1‬هح‬
‫_ ‪1914‬م‪ ،‬مطبعة السنة احملمدية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫_ املعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السنة من ا‪ ،‬د‪ .‬عواد املعتق‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪.‬‬
‫_ معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ألدمد بن فارس‪ ،‬بتبقيق وضبط عبدالسالم‬
‫هارون‪ ،‬طبعة دار اجليل‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪041‬‬
‫_ مفتاح دار السعادة‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫_ املغححين يف مبححواب التوحيححد‪ ،‬للقاضححي عبححداجلبار اهلمححذاني‪ ،‬مطبعححة دار‬
‫الكتب‪ ،‬ط‪1489 ،1‬هح _ ‪1929‬م‪.‬‬
‫_ مف وم عقيدة مهل السنة واجلماعة عند مهل السنة واجلماعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر‬
‫العقل‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫_ مقدمات يف االعتقاد‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ مقدمات يف األهواء واالفرتاق والبدع احللقة األوىل‪ ،‬د‪ .‬ناصر العقل‪ ،‬دار‬
‫الوطن‪ ،‬ط‪1111 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ مناقب اإلِمام مدمد بن حنبل‪ ،‬البن اجلوزي‪ ،‬دار األفاق اجلديدة‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1116‬هح ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫_ منزلة السنة يف اإلِسالم‪ ،‬وبيان منه ال يستغنى عن ا بالقرآن‪ ،‬للشيخ حممد‬
‫ناصر الدين األلباني‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1199 ،4‬هح _ ‪1989‬م‪.‬‬
‫_ من اج السنة النبوية‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد رراد سامل‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1192‬هح‪.‬‬
‫_ امل دي حقيقة ال خرافة‪ ،‬الشيخ حممد بن مدمد بن إمساعيل‪ ،‬مكتبة‬
‫الرتبية اإلِسالمية إلِحياء الرتاث‪ ،‬ط‪1،1111‬هح _ ‪1999‬م‪.‬‬
‫_ موقف مهل السنة من املناهج املخالفة هلم‪ ،‬د‪ .‬عثمان علي حسن‪ ،‬دار‬
‫الوطن‪ ،‬ط‪1114 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ املواالة واملعاداة يف الشريعة اإلِسالمية‪ ،‬للشيخ حمماس بن عبد اهلل‬
‫‪043‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫اجللعود‪ ،‬دار اهلجرة‪ ،‬ط‪1119 ،6‬هح _ ‪1989‬م‪.‬‬


‫(ن)‬
‫_ النبوات‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬حتقيق حممد عبد الردمن عوض‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1191 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ النصريية‪ ،‬د‪ .‬س ري الفيل‪ ،‬دار املنار‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح _ ‪1999‬م‪.‬‬
‫_ نقد مصول الشيوعية‪ ،‬الشيخ صاحل بن سعد اللبيدان‪ ،‬مكتبة احلرمل‪،‬‬
‫ط‪1191 ،6‬هح _ ‪1981‬م‪.‬‬
‫_ نقض املنطق‪،‬البن تيمية‪ ،‬صببه الشيخ حممد حامد الفقي‪ ،‬مكتبة السنة‬
‫احملمدية‪.‬‬
‫( هحح )‬
‫_ هداية احليارى يف مجوبة الي ود والنصارى‪ ،‬البن القيم‪ ،‬دار الريان‪ ،‬تقديم‬
‫وحتقيق د‪ .‬مدمد حجازي السقا‪ ،‬دار املطبعة السلفية‪.‬‬
‫_ هذه هي الصوفية‪ ،‬الشيخ عبد الردمن الوكيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1981 ،1‬م‪.‬‬
‫(و)‬
‫_ الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬دراسة وحتقيق حممد‬
‫عبد الردمن عوض‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1191 ،1‬هح _ ‪1981‬م‪.‬‬
‫_ وجوب التعاون بل املسلمل‪ ،‬للشيخ عبد الردمن السعدي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬مكتبة الررد‪ ،‬ط‪1194 ،6‬هح _ ‪1984‬م‪.‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪044‬‬
‫_ وجوب لزوم اجلماعة وترك التفرق‪ ،‬د‪ .‬يال بن مدمد بن بشري بادي‪،‬‬
‫دار الوطن‪ ،‬ط‪1116 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ الوجودية‪ ،‬حممد بن إبراهيم احلمد‪ ،‬دار القاسم‪،‬ط‪1117 ،1‬هح‪.‬‬
‫_ الوجوه والنظائر يف القرآن الكريم دراسة وموازنة‪ ،‬د‪ .‬سليمان القرعاوي‪،‬‬
‫مكتبة الررد‪ ،‬ط‪1119 ،1‬هح _ ‪1999‬م‪.‬‬
‫_ الوسائل املفيدة للبياة السعيدة‪ ،‬للشيخ عبد احلمن سعدي‪ ،‬ضمن‬
‫اجملموعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبد الردمن السعدي‪ ،‬مركز صاحل بن صاحل‬
‫الثقايف‪ ،‬عنيزة‪1111 ،‬هح _‪1999‬م‪.‬‬
‫_ وفيات األعيان ومنباء مبناء الزمان‪ ،‬البن خلكان‪ ،‬حتقيق د‪ .‬إحسان عباس‪،‬‬
‫دار صادر‪.‬‬
‫‪045‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫تقديم مساحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬
‫مقدمة الطبعة األوىل‬
‫الفصل‪ :‬مفهوم العقيدة اإلِسالمية‪ ،‬وخصائصها‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم العقيدة اإلِسالمية‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف العقيدة‬
‫موالً‪ :‬تعريف العقيدة يف اللغة‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف العقيدة يف االصطالح العام‬
‫ثالثاً‪ :‬تعريف العقيدة اإلِسالمية‬
‫رابعاً‪ :‬موضوعات علم العقيدة‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ملقاب وممساء علم العقيدة‬
‫موالً‪ :‬ملقاب وممساء علم العقيدة عند مهل السنة واجلماعة‬
‫ثانياً‪ :‬ملقاب و ممساء علم العقيدة غري مهل السنة واجلماعة‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مصطلح مهل السنة واجلماعة‬
‫موالً‪ :‬تعريف السنة‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف اجلماعة‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪046‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مهل السنة واجلماعة وسبب تسميت م بذلك‬
‫رابعاً‪ :‬ممساء مخرى ألهل السنة واجلماعة‬
‫املبحث الثاني‪ :‬خصائص العقيدة اإلِسالمية‬
‫_ عقيدة أهل السنة واجلماعة _‬
‫األوىل‪ :‬سالمة مصدر التلقي‬
‫الثانية‪ :‬من ا تقوم على التسليم هلل _ تعاىل _ ولرسوله "‬
‫الثالثة‪ :‬موافقت ا للفطرة القومية‪ ،‬والعقل السليم‬
‫الرابعة‪ :‬اتصال سندها بالرسول " والتابعل ومئمة الدين قوالً‪،‬‬
‫وعمالً‪ ،‬واعتقاداً‬
‫اخلامسة‪ :‬الوضوح والس ولة والبيان‬
‫السادسة‪ :‬السالمة من االضطراب‪ ،‬والتناقض‪ ،‬واللبس‬
‫السابعة‪ :‬من ا قد تأتي بالحمعبار‪،‬ولكن ال تأتي بالحمببال‬
‫الثامنة‪ :‬العموم والشمول‪ ،‬والصالح يف كحل زمحان ومكحان وممحة‬
‫وحال‬
‫التاسعة‪ :‬الثبات واالستقرار واخللود‬
‫العاررة‪ :‬من ا ترف قدر مهل ا‬
‫احلادية عشرة‪ :‬من ا سبب للنصر والظ ور والتمكل‬
‫الثانية عشرة‪ :‬السالمة والنجاة‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬العقيدة اإلسالمية عقيدة األلفة و االجتماع‬
‫‪047‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الرابعة عشرة‪ :‬من ا حتمي معتنقي ا من التخبط والفوضى والضياع‬


‫اخلامسة عشرة‪ :‬من ا متنح معتنقي ا الراحة النفسية والفكرية‬
‫السادسة عشرة‪ :‬سالمة القصد والعمل‬
‫السابعة عشرة‪ :‬تؤثر على السلوك واألخالق واملعاملة‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬تدف معتنقي ا إىل احلزم واجلد يف األمور‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬توصل إىل تكوين ممة قوية‬
‫العشرون‪ :‬تبعث يف نفس املؤمن تعظيم الكتاب والسنة‬
‫احلادية والعشرون‪ :‬تربط املؤمن بسلفه الصاحل‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬عتكْفُل ملعتنقي ا احلياة الكرمية‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬متأل القلب بالتوكل على اهلل‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬حتمل على العزة والكرامة‬
‫اخلامسة والعشرون‪ :‬ال تنايف العلم الصبيح‬
‫السادسححة والعشححرون‪ :‬جتمحح بححل مطالححب الححروح‪ ،‬والقلححب‪،‬‬
‫واجلسد‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬تعرتف بالعقل وحتدد جماله‪:‬‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬تعرتف بحالعواطف اإلنسحانية وتوج حا الوجحه‬
‫الصبيبة‬
‫التاسحححعة والعشحححرون‪ :‬العقيحححدة اإلسحححالمية كفيلحححة حبحححل ييحح‬
‫املشكالت‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪048‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص أهل السنة واجلماعة‬
‫املبحث األول‪ :‬سالمة منهجهم يف التلقي‪ ،‬واالستدالل‬
‫األوىل‪ :‬االقتصار يف التلقي على الكتاب والسنة‬
‫الثانية‪ :‬التسليم لنصحوص الشحرع‪ ،‬وف م حا علحى مقتضحى محن ج‬
‫السلف‬
‫الثالثة‪ :‬االتباع وترك االبتداع‬
‫الرابعة‪ :‬االهتمام بالكتاب والسنة‬
‫اخلامسة‪ :‬ترك التفريق بل الكتاب والسنة إال مبا حدده الشارع‬
‫السادسة‪ :‬احتجاج م بالسنة الصبيبة وترك التفريق بل املتحواتر‬
‫واآلحاد‬
‫السابعة‪ :‬ليس هلم إمام معظم يأخذون كالمحه كلحه‪ ،‬ويعح عدعبونع محا‬
‫خالفه إال الرسول "‬
‫الثامنة‪ :‬من م معلم الناس بالرسول "‬
‫التاسعة‪ :‬الدخول يف الدين كله‬
‫العاررة‪ :‬األخذ بأوامر اإلسالم بقوة‬
‫احلادية عشرة‪ :‬تعظيم السلف الصاحل‬
‫الثانيححة عشححرة‪ :‬اجلم ح بححل النصححوص يف مسححالة الواحححدة‪ ،‬ورد‬
‫املتشابه إىل احملكم‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬اجلم بل العلم والعبادة‬
‫‪049‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الرابعة عشرة‪ :‬اجلم بل التوكل على اهلل واألخذ باألسباب‬


‫اخلامسة عشرة‪ :‬اجلم بل التوس يف الدنيا والزهد ب ا‬
‫السادسة عشرة‪ :‬اجلم بل اخلوف والرجاء واحلب‬
‫السابعة عشرة‪ :‬اجلم بل الردمة واللل والشدة والغلظة‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬اجلم بل العقل والعاطفة‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬التوافق يف وج ات النظر وردود األفعال‪:‬‬
‫العشرون‪ :‬اتفاق م يف مصول االعتقاد‬
‫املبحث الثاني‪ :‬وسطيتهم من بني الفِرَق‬
‫موالً‪ :‬من ححم وسححط يف بححاب صححفات اهلل بححل مهححل التعطيححل ومه حل‬
‫التمثيل‬
‫ثانياً‪ :‬وسط يف باب الوعد بل املرجئة وبل الوعيدية‬
‫ثالثاً‪ :‬وسط يف مسالة التكفري‬
‫رابعاً‪ :‬وسط يف باب ممسحاء الحدين واإلِميحان‪ ،‬مو مسحألة األمسحاء‬
‫واألحكام بل اخلوارج واملعتزلة وبل املرجئة واجل مية‬
‫خامساً‪ :‬وسط يف باب القدر بل القدرية واجلربية‬
‫سادساً‪ :‬وسط يف حمبة النيب " بل الغالل واجلافل‬
‫سابعاً‪ :‬وسط يف مصباب رسول اهلل " بل الرافضة واخلوارج‬
‫ثامناً‪ :‬وسط يف باب العقل بل الذين مل وه وبل الذين ملغوه‬
‫تاسعاً‪ :‬وسط يف التعامل م العلماء‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪051‬‬
‫عارراً‪ :‬وسط يف التعامل م والة األمور‬
‫حادي عشر‪ :‬وسط يف كرامات األولياء‬
‫ثاني عشر‪ :‬وسط يف باب الشفاعة‬
‫املبحث الثالث‪ :‬خصائصهم اخللقية‪ ،‬والعملية‬
‫األوىل‪ :‬العدل‬
‫الثانية‪ :‬األمانة العلمية‬
‫الثالثة‪ :‬ال يتسمون إال باسم اإلسالم‪ ،‬والسنة واجلماعة‬
‫الرابعة‪ :‬ترك اخلصومات يف الدين‪ ،‬وجمانية مهل اخلصومات‬
‫اخلامسة‪ :‬البعد عحن جمادلحة مهحل البحدع مو جمالسحت م‪ ،‬مو عحرض‬
‫رب م إال على سبيل التنفيذ هلا‬
‫السادسة‪ :‬البعد عن القيل‪ ،‬والقال‪ ،‬وكثرة السؤال‬
‫السابعة‪ :‬يكرهون احلديث واخلوض فيما ال طائل حتتحه وال عمحل‬
‫وراءه‬
‫الثامنة‪ :‬ما عند الطوائف األخرى من كمال فعنحد مهحل السحنة ممتحه‬
‫ومكمله‬
‫التاسعة‪ :‬ممرهم رورى بين م‬
‫العاررة‪ :‬اإلنفاق يف سبيل اهلل‬
‫احلادية عشرة‪ :‬اجل اد يف سبيل اهلل‬
‫الثانية عشرة‪ :‬االهتمام بأمور املسلمل‬
‫‪050‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الثالثة عشرة‪ :‬احلرص على ي كلمة املسلمل على احلق‬


‫الرابعة عشرة‪ :‬حسن اخللق‬
‫اخلامسة عشرة‪ :‬سعة األفق‬
‫السادسة عشرة‪ :‬األدب يف اخلالف‬
‫السابعة عشرة‪ :‬علو اهلمة‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬االعتدال حال السراء والضراء‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬تعاون م فيما بين م‪ ،‬وتكميل بعض م بعضاً‬
‫العشرون‪ :‬الرتبية املتكاملة املتوازنة‬
‫احلادية والعشرون‪ :‬مهل السنة هم الذين جيددون لألمة ممر دين ا‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬هم مهل األمر باملعروف والن ي عن املنكر‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬هم مهل الدعوة إىل اهلل‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬هم القدوة الصاحلون‬
‫اخلامسة والعشرون‪ :‬هم الغرباء‬
‫السادسة والعشرون‪ :‬هم الفرقة الناجية‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬وهم الطائفة املنصورة‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬وهم الظاهرون إىل قيام الساعة‬
‫التاسعة والعشرون‪ :‬تعظيم األمة هلم‬
‫الثالثون‪ :‬هم الذين حيزن الناس لفراق م‬
‫احلاديححة والثالثححون‪ :‬مصححرب النححاس علححى مقححواهلم ومعتقححدات م‪،‬‬
‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬ ‫‪051‬‬
‫ودعوت م‬
‫الثانيححة والثالثححون‪ :‬يححدينون بالنصححيبة هلل‪ ،‬ولكتابححه‪ ،‬ولكتابححه‪،‬‬
‫ولرسوله‪ ،‬والئمة املسلمل وعامت م‬
‫الثالثة والثالثون‪ :‬ال يوجبون على العاجز يف معرفتة العلم ما جيب‬
‫على القادر‬
‫الرابعة والثالثون‪ :‬ال ميتبنون الناس مبا ليس من عند اهلل ورسوله‬
‫"‬
‫اخلامسححة والثالثححون‪ :‬يسححعون يف طلححب الكمححال‪ ،‬وال يطححالبون‬
‫باملستبيل‬
‫السادسة والثالثون‪ :‬ال يوالون وال يعادون إال على مساس الدين‬
‫السابعة والثالثون‪ :‬حمبة بعض م لبعض‪ ،‬وترحم بعض م لبعض‬
‫الثامنة والثالثون‪ :‬سالمت م من تكفري بعض م لبعض‬
‫التاسححعة والثالثححون‪ :‬سححالمت م يف العمححوم مححن التلححبس بالبححدع‬
‫والشركيات والكبائر‬
‫األربعون‪ :‬سالمة قلوب م والسنت م ألصباب الرسول "‬
‫احلادية واألربعون‪ :‬سالمت م من احلرية واالضحطراب‪ ،‬والتخحبط‬
‫والتناقض‬
‫الثانية واألربعون‪ :‬من الضالل واملبتدعل يرجعون إلي م‬
‫الثالثة واألربعون‪ :‬رفض م التأويل املذموم‬
‫‪053‬‬ ‫عقيدة أهل السنة واجلماعة‬

‫الرابعة واألربعون‪ :‬االعتقاد اجلازم بأنه ال يس محد اخلحروج عحن‬


‫رريعة حممد ‪‬‬
‫اخلامسة واألربعون‪ :‬التثبت يف األخبحار‪ ،‬والبعحد عحن التسحرع يف‬
‫إطالق األحكام‬
‫السادسة واألربعون‪ :‬التورع يف الفتيا‬
‫السابعة واألربعون‪ :‬احلرص على تزكية النفوس‬
‫الثامنة واألربعون‪ :‬العمحل علحى مرضحاة اهلل يف كحل وقحت مبحا هحو‬
‫مقتضى ذلك الوقت‬
‫التاسعة واألربعون‪ :‬من م ينالون يف املدة اليسرية من حقائق العلوم‬
‫واألعمال مضعاف ما يناله غريهم يف قرون ومجيال‬
‫اخلمسون‪ :‬حصول البشرى عند املمات‬
‫احلادية واخلمسون‪ :‬وجل القلوب ودم العيون‬
‫الثانية واخلمسون‪ :‬بياض الوجوه وب اؤها يف الدنيا واآلخرة‬
‫الثالثة واخلمسون‪ :‬مضاعفة احلسنات ورفعة الدرجات‬
‫_ اخلامتة‬
‫_ فهرس املصادر واملراجع‬
‫_ فهرس املوضوعات‬

You might also like