Professional Documents
Culture Documents
تقديم
مساحة الشيخ العالمة عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز -رمحه اهلل -
مفيت عام اململكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء
تأليف:
3 عقيدة أهل السنة واجلماعة
ت
مقَدّمة
َس َماحَة الشَّ ْيخ عَ ْبداْلعَ ِز ْيز بْن عَ ْبداْللَّ ِه ا ْبن بَاز
احلمد هلل ،والصالة والسالم على من ال نيب بعده نبينا حممد وآله وصحببه ،ممحا
بعد:
فقد اطلعت على ما كتبه مخونا الكريم صاحب الفضيلة الشيخ حممد بن إبراهيم
احلمد يف بيان عقيدة مهل السنة واجلماعة ،ومحا خصح م اهلل بحه محن العلحم النحاف ،
والعمل الصاحل ،واخلصال احلميدة ،واألخالق الكرمية ،وقد مساه= :عقيدة مهحل
السنة واجلماعة مف وم ا _ خصائص ا _ خصائص مهل ا.+
فألفيته كتاباً قيماً ،ومفيداً ،وموضباً لعقيدة مهل السنة واجلماعة ،ومخالق حم
فجزاه اهلل خرياً ،وضاعف مثوبته وزادنا وإياه من العلم الناف والعمل الصاحل.
وإني منصح كل من اطل عليه بقراءته واالستفادة منه لعظحم فائدتحه ،ورحرحه
ألحوال مهل السنة.
واهلل املسؤول من يوفقنحا وييح املسحلمل للعلحم النحاف والعمحل الصحاحل ،ومن
يصلح والة ممر املسلمل ،ومينب م الفقه يف الدين ،ومن يعيذ اجلمي من مضحالت
الفنت ،إنه مسي قريب وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وآله وصببه.
حرر يف 1111/11/9هح
عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز
مفيت عام اململكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة الببوث العلمية واإلفتاء
عقيدة أهل السنة واجلماعة 4
احلمد هلل ،والصالة والسالم على رسول اهلل ،وعلى آله وصببه ،ومن
وااله ،مما بعد:
ف ذه هي الطبعة الثانية من كتاب (عقيدة مهل السنة واجلماعة _ مف وم ا _
خصائص ا _ خصائص مهل ا).
وقد طبعت الطبعة األوىل عام 1111هح ،وتكرر طبع ا مراراً.
وقد توربت بقراءة وتقديم مساحة ريخنا اإلمام عبدالعزيز بن باز × ومنزله
منازل السابقل املقربل.
وقد نفدت طبعات هذا الكتاب منذ عدة سنوات.
وهذه طبعة جديدة ارتملت على تصويبات ،وزيادات يسرية ،واهلل املستعان،
وعليه التكالن.
احلمححد هلل ،والصححالة والسححالم علححى رسححول اهلل ،نبينححا حممححد ،وعلححى آلححه
وصببه ،ومن وااله.
مما بعد :فحنن تع ععلمحمع العقيحدة اإلسحالمية ،والحدعوة إلي حا موجحب الواجبحات،
ومهم امل مات ذلك ألن قبول األعمال متوقف على صحبة العحقيحدة ،والسعحادة
يف الدنيا والعقحبى ال تكحون إال بالتمسك ب ا ،والسالمة مما ينافي ا ،مو خيل ب حا،
مو يقدح بكماهلا.
والعقيححدة اإلسححالمية _متمثلححة يف عقيححدة مهححل السححنة واجلماعححة_ هححي العقيححدة
الصبيبة ،اليت ارتضاها اهلل لعباده ،وهي عقيدة األنبياء واملرسلل ،ومحن سحار
على ن ج م من الدعاة واملصلبل إىل يوم الدين.
وإن من الدعوة إىل هذه العقيدة من تببررعزع معاملحب ا ،وتنشر حماسن ا ،وتش ر
خصائص ا وخصائص مهل ا ،وينفى عن ا ما حلق ب ا من حتريف الغالل وانتبال
املبطلل كي تستبل السبيل ،ويتضح الدليل ،وتقوم احلجة ،وتتضح احملجة.
ف ذا مما حيبّب الناس بتلك العقيدة ،ويرغب م يف اإلقبال علي ا ،ويزيد مهل ا
متسكاً ب ا ،وحمافظة علي ا.
وقد يسَّر اهلل لي من ملقيت دروساً يف ذلك الشأن فرغبت يف نشرها يف كتاب،
وقد جاء هذا الكتاب حامالً املسمى التالي:
عقيدة أهل السنة واجلماعة 6
عقيدة أهل السنة واجلماعة
مفهومها _ خصائصها _ خصائص أهلها
مما خطة هذا الكتاب فقد جاءت بعد هذه املقدمة مشتملة على فصلل وخامتة،
وهذا بيان ملا تضمنته:
الفصل األول :مفهوم العقيدة اإلسالمية ،وخصائصها
وفيه :مببثان:
املببث األول :مف وم العقيدة اإلسالمية
وفيه :ثالثة مطالب:
املطلب األول :تعريف العقيدة
املطلب الثاني :ملقاب وممساء علم العقيدة
املطلب الثالث :مصطلح مهل السنة واجلماعة
املببث الثاني :خصائص العقيدة اإلِسالمية _ عقيدة مهل السنة واجلماعة _
الفصل الثاني :خصائص أهل السنة واجلماعة
وفيه :ثالثة مباحث:
املببث األول :سالمة من ج م يف التلقي ،واالستدالل
املببث الثاني :الوسطية من بل سائر الفرق
املببث الثالث :خصائص م اخلُلقية والعملية
اخلامتة :وقد ارتملت على ملخص يسري ملا جاء يف غضون الببث.
فأسأل اهلل بأمسائه احلسنى وصفاته العلى _ من ينف ب ذا العمل ،ومن جيعله
خالصاً لوج ه الكريم ،صوابًا على سنة نبيه حممد عليه مفضل الصالة وممت التسليم.
7 عقيدة أهل السنة واجلماعة
وآخر دعوانا من احلمد هلل رب العاملل ،وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وآله
وصببه ميعل.
الفصل األول
مف وم العقيدة اإلسالمية وخصائص ا
9 عقيدة أهل السنة واجلماعة
املببث األول
مف وم العقيدة اإلسالمية
املطلب األول :تعريف العقيدة
( )1انظر معجم مقاييس اللغة البن فارس ،99_82/1ولسان العرب ،499_692/4والقحاموس
احمليط .481_484
( )6انظر مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة ،للشيخ د .ناصر العقل ص.9
عقيدة أهل السنة واجلماعة 01
ثالثاً :العقيدة اإلسالمية :هي اإلميان اجلازم باهلل ،ومالئكته ،وكتبه،
ورسوله ،واليوم اآلخر ،والقدر خريه ورره ،وبكل ما جاء يف القرآن الكريم،
والسنة الصبيبة من مصول الدين ،ومموره ،ومخباره ،وما مي عليه السلف
الصاحل ،والتسليمب هلل _ تعاىل _ يف احلكم ،واألمر ،والقدر ،والشرع ،ولرسوله
" بالطاعة والتبكيم واإلتباع(.)1
رابعاً :موضوعات علم العقيدة :العقيدة _ مبف وم مهل السنة واجلماعة _ اسم
ععلَم على العِلْم الذي يبدرس ويتناول جوانب التوحيد ،واإلميان ،واإلسالم،
وممور الغيب ،والنبوات ،والقدر ،واألخبار ،ومصول األحكام القطعية ،وما
مي عليه السلف الصاحل من ممور العقيدة كالوالء والرباء ،والواجب جتاه
الصبابة ومم ات املؤمنل رضوان اهلل علي م ميعل _.
ويدخل يف ذلك الرد على الكفار ،واملبتدعة ،ومهل األهواء ،وسائر امللل
والنبل ،واملذاهب اهلدامة ،والفرق الضالة ،واملوقف من م ،إىل غري ذلك من
مباحث العقيدة(.)6
( )1انظر مباحث يف عقدة مهل السنة واجلماعحة ص ،11_19ومف حوم مهحل السحنة واجلماعحة عنحد
مهل السنة واجلماعة د .ناصر العقل ،ومقدمات يف االعتقاد للشيخ د .ناصر القفاري ص.11_1
عقيدة أهل السنة واجلماعة 01
=اعتقاد التوحيد +ألبي عبد اهلل حممد بن خفيف ت 471هح ،وكتاب =التوحيد
ومعرفة ممساء اهلل _ عز وجل _ وصفاته على االتفاق والتفرد +البن مندة ت
491هح ،وكتاب =التوحيد +لإلمام حممد بن عبد الوهاب ت 1692هح= ،ومن
ذلك :كتاب التوحيد البن خزمية.)1(+
_4السنة :والسنة يف لغة العرب هي الطريقة والسرية _ كما سيأتي _.
مما يف الشرع فتطلق على عدة معان ختتلف باختالف ما وضعت له ،فتطلق
على علم احلديث ،وتطلق على املباح ،إىل غري ذلك.
ممححا سححبب تسححمية علححم العقيححدة بالسححنة ف ححو اِّتبححاع مصححباب ا لسححنة الححنيب "
ومصبابه _ رضي اهلل عن م _ فأصبح ذلك االسحم رحعاراً ألهحل السحنة ،فيقحال:
السنة والبدعة من باب التضاد ،وكذلك يقال :مهل السنة والشيعة.
هذا وقد صنف العلماء كتباً يف علم العقيدة مسوها =كتب السنة.+
ومن تلك الكتب= :كتاب السنة +لإلمام مدمد بن حنبل ت 611هح،
و=السنة +لألثرم ت 674هح ،و=السنة +ألبي داود 671هح ،و=السنة +ألبي
عاصم ت ،687و =السنة +لعبد اهلل بن مدمد ابن حنبل ت 699هح و =السنة+
للخالل ت 411هح ،و=السنة +للعسال ت 419هح ،و =ررح السنة +البن مبي
زمنل ت 499هح.
_1الشريعة :يقال :الشريعة والشرعة ،وهي ما سنَّ اهلل من الدين وممر به
كالصوم ،والصالة ،واحلج ،والزكاة.
والشريعة مشتقة من الشِّرعة وهي راطئ الببر ،ومنه قوله _ تعاىل _ :
[ِكُلٍّ جع عع ْلنعا مِنكُمر رِ ررععةً عومِرن عاجاً] املائدة.18:
قيل يف تفسري اآلية :الشرعة :الدين ،واملن اج :الطريق(.)1
فالشريعة _ إذاً _ هي ما ررعه اهلل ورسوله من سنن اهلدى ،ومعظم ا مسائل
العقيدة واإلِميان.
وكلمة الشريعة ككلمة السنة تطلق على معان متعددة:
م_ فتطلق على ما منزله اهلل _ تعاىل _ على منبيائه من األمور العلمية والعملية.
ب_ وتطلق على كل ما خص اهلل به كل نيب من األحكام ألمته ،مما خيتلف
من دعوة نيب آلخر من املن اج ،وتفصيل العبادات ،واملعامالت.
ومن هنا يقال :إن الدين يف مصله واحد ،والشرائ متعددة.
جح _ وتطلق محياناً على ما ررعه اهلل ح تعاىل ح جلمي الرسل من مصول
االعتقاد ،والطاعة ،والرب ،مما ال خيتلف من دعوة نيب آلخر ،كما قال ح تعاىل ح :
عصرينعا بِهِ
حرينعا ِإَليركَ عومعا و َّ
عالذِي مَ رو ع
[رعرععع َلكُم مِّنع الدِّينِ معا وعصَّى بِهِ نبوحاً و َّ
ِإبررعاهِيمع عومبوسعى عوعِيسعى] الشورى.14 :
د _ وتطلق خباصة على العقائد اليت يعتقدها مهل السنة من اإلميان ،فسموا
مصول اعتقادهم رريعة.
ومن كتب العقيدة اليت حتمل هذا االسم ح كتاب =الشريعة +لآلجري ت
429هح.
( )1انظر معجم مقاييس اللغة مادة ررع ،624_626/4ولسان العرب .172/8
عقيدة أهل السنة واجلماعة 04
_1اإلِميان :فيطلق على علم العقيدة اسم اإلِميان ،ويشمل سائر األمور
ط عع عملُهب] املائدة.1:
االعتقادية ،قال _ تعاىل _ [ :عومعنر عيكْفُرر بِاإلِميعانِ َف َقدر حعِب َ
فاإلِميان هنا مبعنى التوحيد(.)1
ومن الكتب اليت مُِّلفت يف العقيدة وحتمل هذا االسم كتاب =اإلِميان +ألبي
عبيد القاسم بن سالم ،وكتاب =اإلِميان +البن مندة.
_2مصول الدين مو مصول الديانة :فأصول الدين هي مركان اإلسالم،
ومركان اإلميان ،وسائر األمور االعتقادية.
ومن الكتب اليت مُِّلفت يف العقيدة وهي حتمل هذا االسم _ كتاب =اإلِبانة عن
مصول الديانة +لألرعري ت 461هح ،و = مصول الدين +للبغدادي ت 169هح.
هذا وقد نبه بعض العلماء إىل من هذه التسمية ال تنبغي ،ومن تقسيم الدين إىل
مصول وفروع ممر حمدث ،ومل يكن يف عصر السلف ،وقالوا :إن هذا التقسيم ال
ينضبط ،وقد جير إىل آثار غري سليمة فقد يعتقد من جي ل باإلسالم ،مو من
يدخل يف دين اإلِسالم _ من يف الدين فروعاً قد يستغنى عن ا ،مو يقال :إن يف
الدين لُباباً وقشوراً.
وقال بعض م :األسلم من يقال عقيدة ورريعة ،مو املسائل العلمية واملسائل
العملية ،مو العلميات والعمليات(.)6
ثانياً :ملقاب وممساء علم العقيدة عند غري مهل السنة واجلماعة:
لعلم العقيدة ملقاب وممساء عند غري مهل السنة واجلماعة من ا:
_1علم الكالم :وهذا اإلطالق يعرف عند سائر فرق املتكلمة ،كاملعتزلة،
ومن حنا حنوهم.
وهذه التسمية خاطئة ألن علم الكالم مصد بره عقول البشر ،وهو مبين على
فلسفات اهلنود و اليونان ،والتوحيدب مصدربه الوحيب.
وعلمب الكالم حريةٌ ،واضطراب وج ل ،ورك وهلذا ذمه السلف.
والتوحيدب علمٌ ،ويقل ،وإميان ف ل يقارن هذا ب ذا ،فضحالً عحن من يسحمى
بامسه ؟!
_ 6الفلسححفة :وهححذا االصححطالح _ميض حاً_ يطلححق خط حأً علححى علححم التوحيححد
والعقيدة.
وهححذا إِطححالقٌ خححاطئ ألن الفلسححفة مبناهححا علححى األوهححام ،واألباطيححل،
والعقليات اخليالية ،والتصورات اخلرافية.
و العقيدة اإلسالمية مبناها على الوحي الذي ال يأتيحه الباطحل محن بحل يديحه،
وال من خلفه.
_4التصححوف :وهححذا اإلطححالق يعححرف عنححد بعححض املتصححوفة ،والفالسححفة،
واملستشرقل.
وهححو إطححالق مبتححدع ألنححه ينححبين علححى رححطبات املتصححوفة ،وخرافححات م يف
العقيدة.
_1اإلهليات :ويعحرف عنحد مهحل الكحالم ،واملستشحرقل ،والفالسحفة ،كمحا
عقيدة أهل السنة واجلماعة 06
يسمى بعلم الالهوت ،وله مقسام باجلامعحات الغربيحة تعحرف بأقسحام الدراسحات
الالهوتية.
_1امليتافيزيقيا =ما وراء الطبيعة :+ويعرف عند الفالسفة ،والكتاب
الغربيل ،ومن حنا حنوهم.
وكل مناس يعتقدون ديناً يدينون به يسمونه دينًا وعقيدة.
مما العقيدة اإلِسالمية _ إذا مطلقت _ ف ي عقيدة مهل السنة واجلماعة ألن ا
هي اإلِسالم الذي ارتضاه اهلل ح عز وجل ح ديناً لعباده.
ومي عقيدة خمالفة لعقيدة السلف ال تعد من اإلِسالم ،وإن نسبت إليه ،بل
هي معتقدات تنسب إىل مصباب ا ،واإلِسالم من ا براء.
وقد يسمي ا بعض الباحثل إسالمية من باب النسبة اجلغرافية ،مو التارخيية،
مو جملرد دعوى االنتماء ،لكن األمر عند التبقيق حيتاج إىل عرض على الكتاب
والسنة ،فما وافق ما ف و حق ،وهو من دين اإلسالم ،وما خالف ما فريد إىل
صاحبه ،وينسب إليه(.)1
( )1انظر مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة ص ،11ومقدمات يف االعتقاد ص .1_1
07 عقيدة أهل السنة واجلماعة
موالً:تعريف السنة _1 :السنة يف اللغة :هي الطريقة والسرية ،قال لبيد بن ربيعة
÷ يف معلقته املش ورة:
()1
ن ن ن ننن و مامه ن ن ن ننا ولك ن ن ن ننل إ ن ن ن ننو ن ن ننن هلن ن ننه ن ن ننا هه من ن ننٍ منت ن ن ن
وقال اآلخر:
()6
ن ن نننٍ ن نننٍ السن ن نناع ن خ ن نن ن ن ن ن أعن ن ن نند عن ن ن ننٍ ر ن ن ن ننال و ق ن ن ن ن
قال ابن منظور=:والسنة :السرية حسنة كانت مو قبيبة ،قال خالد بن عتبة
اهلذلي:
()4
ن ن ننَّ ً م ن ننٍ سن ن ن ها ن ننأو را نن تها أن ن ننن عٍ م ننٍ نن
_6السنة يف اصطالح علماء العقيدة :هي اهلدي الذي كان عليه الرسول
_صلى اهلل عليه وسلم_ ومصبابه علماً واعتقاداً،وقوالً ،وعمالً ،وهي السنة
اليت جيب اتباع ا ،وحيمد مهل ا ،ويذم من خالف ا.
وتطلق السنة على سنن العبادات ،واالعتقادات ،كما تطلق على ما يقابل
البدعة(.)1
( )1انظر ررح العقيدة الواسطية ،للشحيخ د .صحاحل الفحوزان ص ،19وفحتح رب الربيحة بتلخحيص
احلموية ،للشيخ حممد ابن عثيمل ص .19
( )6انظر ررح العقيدة الطباوية ص ،116وررح الواسحطية ،للشحيخ صحاحل الفحوزان ص 19_9
ومباحث يف عقيدة مهل السنة ص .12_11
عقيدة أهل السنة واجلماعة 11
( )1انظححر تفصححيل ذلححك يف مصححرع التصححوف للبقححاعي ،وهححذه هححي الصححوفية للشححيخ عبححدالردمن
الوكيل ،والتصوف املنشأ واملصادر للشيح إحسان إهلي ري.
( )6انظححر الححرد الكححايف علححى مغالطححات الححدكتور علححي عبدالواحححد وايف ،إلحسححان إهلححي ححري ص
،612_611ومصول مذهب الشيعة اإلمامية االثين عشرية ،د .ناصحر القفحاري 182/6و،299_188
ومسألة التقريب بل مهل السنة والشيعة ،د .ناصر القفاري .617/1
10 عقيدة أهل السنة واجلماعة
مما علماء الكالم فمصدر التلقي عندهم هو العقل _كما سيأتي يف غضون
هذا الكتاب_.
مما سائر املذاهب الفكرية واالجتاهات الباطلة كالشيوعية( _ )1فنن ا تعتمد يف
تقرير مبادئ ا على مفكار املنبرفل ،وعقول املالحدة ،الذين حيكمون مهواءهم
ور وات م يف عباد اهلل.
مما عقيدة مهل السنة واجلماعة ف ي _ حبمد اهلل _ ساملة مسلمة من هذا الدجل
والزيف.
الثانية :من ا تقوم على التسليم هلل _ تعاىل _ ولرسوله " :ذلك ألن ا غيب،
ر التسليم والغيب يقوم على التسليم =وال تثبت قدم اإلِسالم إال على
واالستسالم.)6(+
فاإلِميان بالغيب من معظم صفات املؤمنل اليت مدح م اهلل _ عز وجل _ ب ا،
كما يف قوله _ تعاىل _ [ :امل .عذلِكَ اْل ِكتعابب ال رعريبع فِيهِ بهدًى ِللْمَّبتقِلعَّ .الذِينع
ب وعبيقِيمبونع الصَّالة عومِمَّا رعزع ْقنعاهب رم يبن ِفقُونع]البقرة . 4_1:
يبؤر ِمنبونع بِالْغعري ِ
ذلك من العقول ال تدرك الغيب ،وال تستقل مبعرفة الشرائ على سبيل
التفصيل لعجزها وقصورها فكما من مس اإلِنسان قاصر ،وبصره كليل،
وقُ َّوته حمدودة _ فكذلك عقله ،فتعيّن اإلِميان بالغيب ،والتسليم هلل _ عز وجل_.
مما العقائد األخرى فال تسلم هلل ورسوله " بل حتكم ا اآلراء ،والعقول،
( )1انظر الكيد األدمر ،عبحد الحردمن حبنكحة امليحداني ،والشحيوعية يف محوازين اإلسحالم ،لبيحب
السعيد ،ونقد مصول الشيوعية ،للشيخ صاحل بن سعد اللبيدان ،والشيوعية للكاتب.
( )6ررح العقيدة الطباوية ص.691
عقيدة أهل السنة واجلماعة 11
واألهواء ،ومنشأُ فساد األمم واألديان إمنا هو تقديم العقل على النقل ،والرمي
على الوحي ،واهلوى على اهلدى(.)1
الثالثة :موافقت ا للفطرة القومية ،والعقل السليم :فعقيدة مهل السنة واجلماعة
مالئمة للفطرة السليمة ،موافقة للعقل الصريح،فالعقل الصريح اخلالي من
الش وات والشب ات ال يناقض النص الصبيح السامل من العلل و القوادح.
مما العقائد األخرى ف ي موهام وختر صات ،تعمي الفطر ،وتبلِّد العقول.
وهلذا لو قدّر من إنساناً جترد من كلّ عقيدة ،وصار قلبه خالياً من كل حق
وباطل ،ثم نظر يف العقائد صبيب ا وباطل ا بعدلٍ وإنصافٍ ،وفَ رم صبيح ح
الستبان له احلق ،وألدرك من املسوّي بل العقيدة الصبيبة وغريها من العقائد
األخرى كاملسوِّي بل الليل والن ار(.)6
الرابعة :اتصال سندها بالرسول " والتابعل ومئمة الدين قوالً ،وعمالً،
واعتقاداً :وهذه اخلصيصة من خصائص مهل السنة قد اعرتف ب ا كثري من
خصوم ا كالشيعة وغريهم فال يوجد _ حبمد اهلل _ مصل من مصول مهل السنة
واجلماعة ليس له مصل مو مستند من الكتاب والسنة ،مو عن السلف الصاحل.
خبالف العقائد األخرى املبتدعة ،فال سند هلا من الكتاب مو السنة ،مو عن
السلف الصاحل.
اخلامسة :الوضوح والس ولة والبيان :ف ي عقيدة س لة واضبة وضوح
الشمس يف رابعة الن ار ،فال لبس في ا ،وال غموض ،وال تعقيد ،وال التواء
( )1انظر امل دي حقيقة ال خرافة ،للشيخ حممد بن إمساعيل ص.11
( )6انظر األدلة والقواط والرباهل يف إبطال مصول امللبدين ،للشيخ ابن سعدي ص.499
13 عقيدة أهل السنة واجلماعة
خلقت من نوره(.)1
وم ذلك جتدهم حيتفلون مبولد النيب ".
فنذا قيل هلم :مب حتتفلون ؟ قالوا :مبولد النيب " حيث ولد عام الفيل يوم كحذا
وكذا ! فانظر إىل هذا التناقض ،وال تذهب بك الغرابحة بعيحداً إذ من التنحاقض دمب
كل باطل ومبطل.
وقل مثل ذلك يف سائر املذاهب الفكرية الضالة ،فالشيوعية _ مثالً _ قامت علحى
اإلِحلاد ،والكفر جبمي األديحان ،ومنحه ال إلحه واحليحاة محادة ،وعنحدما مرحتد ضحغط
=هتلر +على روسيا إبان احلرب العاملية الثانية ،ممحر اجملحرم =سحتالل +بفحتح املعابحد
والتضرع إىل اهلل _عز وجل _.
السححابعة :من ححا قححد تححأتي بال حح عمبار،ولكن ال تححأتي بال ححمببال :فف حي العقيححدة
اإلِسالمية ما يب ر العقول ،وما قد حتار فيه األف ام ،كسائر ممور الغيب من عذاب
الق حرب ونعيمححه ،والصححراط ،واحلححوض ،واجلنححة والنححار ،وكيفيححة صححفات اهلل _عححز
وجل_.
فالعقول حتار يف ف م حقيقة هذه األمور ،وكيفيت ا ،ولكن ا الحتيل ا ،بل تسحلم
لذلك وتنقاد ،وتذعن ألن ذلحك صحدر عحن الحوحي املنحزل ،الحذي ال ينطحق عحن
اهلوى ،والذي ال يأتيه الباطل من بل وال من خلفه(.)6
مما العقائد األخرى فنن ا تشتمل علحى املسحتبيالت الحيت حتكحم العقحول بداهحةً
(= )1العشاء الرباني :+عقيدة من عقائد النصارى الباطلة ،وحقيقته :من م يزعمون من املسيح قد
ي احلواريل يف الليلة اليت سبقت صلبه ،ومنه قد وزع علي م مخراً وخبزاً كسّره بين م ليأكلوه إذ
إن اخلمر يشري إىل دم املسيح ،واخلبز يشري إىل جسده _ كما يزعمون _ فمن مكل اخلبز ،وررب اخلمر يف
الكنيسة يوم الفصح _ محد معيادهم _ فنن ذلك يستبيل فيه _ مي يتبول _ فكأنه قد حلَّ يف جوفه حلم
= املسيح ودمه ،ومنه قد امتزج يف تعاليمه بذلك.
= وهذه العقيدة مما ال يرتدد العقل يف إنكارها إذ كيف يتصور استبالة خبز ومخر إىل حلم ودم يف
حل من اآلكلل يتذوقون طعم اخلبز اخلمر العادي؟!.
ثم إن جسد املسيح واحد ،وموائد العشاء تعد باآلالف سنوياً ويف مماكن متفرقة فكيف يتفرق
جسده ودمه علي ا ييعا؟.
=مما صكوك الغفران +ف ي إحدى م ازل الكنيسة ،وهي دماقة يرتف عن ا من لديه مدنى مبسكة من
عقل.
17 عقيدة أهل السنة واجلماعة
=وهلذا قال طائفة من العقالء :إن عامة مقاالت الناس ميكن تصورها إال
مقالة النصارى وذلك من الذين وضعوها مل يتصوروا ما قالوا ،بل تكلموا
جب ل ،ويعوا يف كالم م بل النقيضل وهلذا قال بعض م :لو اجتم عشرة
نصارى لتفرقوا عن محدع عشرع قوالً.
وقال آخر :لو سألت بعض النصارى وامرمته وابنه عن توحيدهم ،لقال
الرجل قوالً ،وامرمته قوالً مخر ،وابنه قوالً ثالثاً.)1(+
وإذا منعمححتع النظححر يف عقائححد الفححرق الضححالة _ وجححدت من ححا حتتححوي علححى
املستبيالت فالشيعة يرون من القرآن الكريم الذي بل ميدي املسحلمل ،والحذي
تكفل اهلل _ عز وجل _ حبفظه يرون منه ناقص وحمحرف ،ومن القحرآن الكامحل مح
الغائب املنتظر الذي سيخرج يف آخر الزمان من سرداب سامراء!
انظر موالً إىل خرافة السرداب ،ثم انظر إىل قوهلم :إن القرآن الكامل م
الغائب املنتظر الذي سيخرج آخر الزمان(.)6
فما فائدة هذا القرآن الذي لن خيرج للناس إال يف آخر الزمان؟ ثم هل يليق
حبكمة اهلل _ عز وجل _ وردمته وعدله من عيدععع الناس يعيشون بال هدى وال
تلك هي توزي اجلنة ،وعرض ا للبي يف مزاد علين ،وكتابة وثائق للمشرتين تتع د الكنيسة في ا
بأن تضمن للمشرتي غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،وبراءته من كل جرم وخطيئة سابقة والحقة.
فنذا تسلم املشرتي صك غفرانه ووضعه يف حمفظته مبيح له كل حمظور ،وحل له كل حرام!! انظر
حماضرات يف النصرانية ،للشيخ حممد مبو زهرة ص.111_111
( )1اجلواب الصبيح ملن بدل دين املسحيح البحن تيميحة ،111/6وانظحر هدايحة احليحارى يف مجوبحة
الي ود والنصارى البن القيم ص .461
()6انظر الرد على الرافضة ،للشيخ حممد بن عبدالوهاب ص .46_41
عقيدة أهل السنة واجلماعة 18
وحي ،حتى إذا جاء آخر الزمان منزل قرآناً ي دي م؟!.
ح املعلى من هذه الرتهات فسائر فرق م يعبدون عليًّا ÷.
مما النصريية فل م القِ رد ب
وهم م ذلك يعظمون قاتله عبد الردمن بن ملجم ألن م يزعمون منه
خلص الالهوت من الناسوت!(.)1
ويزعمون _ ميضاً _ من مسكن علي بن مبي طالب ÷ السباب ،وإذا مر ب م
السباب ،قالوا :السالم عليك يا مبا احلسن ،ويقولون :إن الرعد صوته،
والربق صوطه ،ومن م من يعتقد من عليّاً حالٌّ يف القمر ،وتسمى هذه الفرقة
القمرية،ف م يرون منه حالٌّ يف القمر ،ومنه اجلزء املعتِّم من القمر ،لذا ف م
يقدسون القمر،ويعبدون عليّاً ممثالً فيه.
سببان اهلل! ماذا كان الرعد ،والربق ،وما هذا اجلزء املعتم من القمر قبل من يولد
علي؟!
ومن م من يرى من عليّاً حالٌّ يف الشمس ف م يتوج ون إىل الشمس يف
عبادت م ،ويعرفون بالشمسية(.)6
وإذا نظرت يف عقائد الب ائية وجدت ا حتمل عجباً ،وال ميلك العاقل إال من حيكم
ببطالن ا ،واستبالت ا.
ومن األمثلة على ذلك :قِبرلَ ُة الب ائيل ،فقبلت م اليت يتوج ون إلي ا عند
الصالة هو زعيم م الب اء املازندراني ،كما صرح هو بذلك.
وتتقلب القبلة حسب تنقالته وحتركاته ،فعندما كان يف ط ران كان سجن
ط ران هو قبلت م ،وإذا كان يف بغداد تكون القبلة بغداد ،ويف عكا تكون القبلة
عكا وهكذا...
ف ل رمى محد مثل هذه اخلرافة؟ ثم كيف للب ائيل من يعرفوا قبلت م يف مسفار
()1
الب اء يف وقت مل تكن األج زة احلديثة اليت حتدد املكان موجودة ؟!
فاحلمد هلل الذي سلم عقائد مهل السنة من ذلك كله.
الثامنة :العموم والشمول ،والصالح يف كل زمان ومكان وممة وحال:
فالعقيدة اإلِسالمية عامة وراملة ،وصاحله يف كل زمان ومكان ،وممة وحال،
لألولل واآلخرين ،للعرب والعجم ،بل إن األمور ال تصلح إال ب ا.
التاسعة :الثبات واالستقرار واخللود :ف ي عقيحدة ثابتحة ،ومسحتقره خالحدة،
فلقد ثبتت ممام الضربات املتواليحة الحيت يقحوم ب حا معحداء اإلِسحالم محن الي حود،
والنصارى ،واجملوس ،وغريهم.
فما إن يعتقد هؤالء من عظم ا قد وهن ،ومن جذوت ا قد خبت ،ونارها قد
انطفأت _ حتى تعود جذعة ناصعة نقيه.
ف ي ثابتة إىل قيام الساعه ،حمفو ة حبفظ اهلل _ تعاىل _ تتناقل ا األجيال جيالً
بعد جيل ،ورعيالً بعد رعيل،مل يتطرق إلي ا التبريف،مو التبديل،مو الزيادة،
مو النقصان(.)6
كيف ال ،واهلل _ عز وجل _ هو الذي تكفل حبفظ ا ،وبقائ ا ومل يكل ذلك
( )1انظر الب ائية نقد وحتليل إحسان إهلحي حري ص ،119وانظحر عقيحدة خحتم النبحوة ،د .حمسحن
عبداحلميد ،والب ائية حملب الدين اخلطيب والب ائية للكاتب ص.11_11
( )6انظر ثبات العقيدة اإلسالمية ممام التبديات ،للشيخ عبداهلل الغنيمان.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 31
إىل محد من خلقه؟!.
قال _تعاىل_[:إِنَّا نعبرنب نعزَّْلنعا الذِّكْرع وعإِنَّا لَهب لَبعاِفظُونع] احلجر.9 :
وقال _تعاىل _[ :يبرِيدبونع لِبيطْفِئبوا نبورع اللَّهِ بَِأفْوعا ِه ِمر وعاللَّهب بمتِمُّ نبو ِرهِ عولَور كَرِهع
اْلكَافِربونع] الصف.8 :
ومن األمثلة الدالة على ثبات العقيدة اإلِسالمية واستمرارها من مقوال مهل
السنة يف الصفات ،والقدر ،والشفاعة ،وغريها ،كل ذلك ال يزال حمفو اً كما
نقل عن السلف.
خبححالف امللححل األخححرى ،والطوائححف الضححالة ،واألفكححار اهلدامححة فححالي ود
والنصارى بدّلوا وحرفوا وغريوا ،وسائر الفرق قلما يثبتون على مبدم.
ثم إن تلحك العقائحد ال متلحك مسحة اخللحود واالسحتمرار ف حي _وإن عظمحت
واستببسححنت_ فنن ححا ال تبقححى زمنححاً طححويالً علححى كثححرة الححتغريات ،واخححتالف
التطورات ،فما إ ن يشتد عودهحا ،وتقحوى رحوكت ا حتحى تبحدم بحالزوال والفنحاء
ألن ا من صن البشر الناقصل يف علم م وحكمت م.
وال مدل على ذلك من الشيوعية اليت مألت الدنيا ضجيجاً وصراخاً ،وما إن
بلغت موج جمدها حتى انفرط عقدها ،وسلّ نظام ا على ميدي متباع ا.
العاررة :من ا ترف قدر مهل ا :فمن اعتقدها ،وزاد علماً ب ا ،وعمالً
مبقتضاها ،ودعوةً للناس إلي ا _ معال اهلل قدرة ،ورف له ذكره ،ونشر بل الناس
فضله ،فرداً كان مو ياعة ،ذلك من العقيدة الصبيبة هي مفضل ما اكتسبته
ف ي تثمر املعارف النافعة ،واألخالق القلوب ،وخري ما مدركته العقول
30 عقيدة أهل السنة واجلماعة
العالية ،اليت من اتصف ب ا تناهى فضله ،وكمل سؤدده ،وعال بل الناس قدره.
فالفضل احلقيقي الذي ال يدانيه فضل ،والشرف العالي الذي ال يبلغ رأوه
ررف _ إمنا هو السعي يف طرق الكمال ،واحلرص على التبلي بالفضائل،
والتخلي من الرذائل.
وهذا الفضل هو الذي يرقِّي القلوب ،ويزكي النفوس ،وينقي البصائر،
ويوصل مهله إىل معلى الغايات ،وممسى املقامات ،وهو الذي يرف األمم إىل
ذروة العز والشرف ،حتى حترز احلياة الطيبة يف األوىل ،والسعادة الباقية يف
األخرى ،ومصل ذلك ومساسه العقيدة الصبيبة املؤسسة على اإلميان باهلل،
ومالئكته ،وكتبه ،ورسوله ،واليوم آلخر ،والقدر خريه ورره ،وما يتب ذلك
من معمال القلوب اليت مدارها على اإلنابة إىل اهلل ،واجنذاب دواعي القلب كل ا
إليه ،م القيام بالشرائ الظاهرة ،وما يتب ذلك من القيام حبقوق اخللق كافة(.)1
عالذِينع مُوتبوا الْ ِعلْمع دعرعجعاتٍ]
قال _تعاىل_[:يع ررفَ ر اللَّهب َّالذِينع آ عمنبوا ِمرنكُمر و َّ
اجملادلة.11 :
احلادية عشرة :من ا سبب للنصر والظ ور والتمكل :فذلك ال يكون إال ألهل
العقيدة الصبيبة ،ف م الظاهرون ،وهم الناجون ،وهم املنصورون كما قال
" =:ال تزال طائفة من مميت اهرين على احلق ال يضرهم من خذهلم حتى
يأتي ممر اهلل وهم كذلك.)6(+
( )1انظر تنزيه الدين ودملتحه ورجالحه البحن سحعدي ص ،111واألدلحة والقواطح والحرباهل ص
،494والعظمة حملمد اخلضر حسل ص .61
( )6مخرجه مسلم يف كتاب اإلمارة .1161/4
عقيدة أهل السنة واجلماعة 31
فمن مخذ بتلك العقيدة معزه اهلل ،ومن ترك ا خذله اهلل ،ذلك من الحنراف
العقيدة مبلغ األثر يف تصدّع كيان األمة ،وتفرق كلمت ا ،وتسلط معدائ ا علي ا.
ثم إن األمة الزائغة عن عقيدت ا الصبيبة ،املنبرفة عن من اج دين ا القويم_
ال تلبث من ت بط من عليائ ا ،وتنزل من رامخ عزها ،وتشرف على حضيض
التالري والفناء ،فتلقى صغاراً بعد مشم ،ومخوالً بعد نباهة ،وذالً بعد عزة،
وحطة بعد رفعة ،وج الً بعد علم ،وتقاطعاً بعد ائتالف ،وبطالةً بعد نشاط.
وقد علم ذلك كل من قرم التاريخ ،فمتى حاد املسلمون عن دين م حاق ب م ما
حاق ،كما حدث هلم يف األندلس وغريها(.)1
فما الذي مضاع األندلس ،ومغرى النصارى باحتالهلا وإذالل مهل ا؟!
وما الذي سلط التتار حتى رنوا غارات م الشعواء على حاضرة اإلِسالم،
فراح ضبيت ا قرابة املليونل ،وتق ّوض بسبب ا صرح اخلالفة اإلِسالمية؟ وما
الذي قاد املسلمل إىل التخلف عن ركب احلضارة يف هذه العصور املتأخرة
فأصببوا عالة على غريهم ،وصاروا فريسة س لة ألعدائ م الذين تسلطوا
علي م ،فاستباحوا دماهم ،واستولوا على خريات م؟.
إن ذلك حدث ألسباب عدة مبرزها ومهمّ ا :زيغ العقيدة.
الثانية عشرة :السالمة والنجاة :فالسنة سفينة النجاة ،فمن متسك ب ا سلم
وجنا ،ومن ترك ا غرق و هلك(.)6
الثالثة عشرة :العقيدة اإلسالمية عقيدة األلفة و االجتماع :فما احتد
( )1انظر ذم الفرقة واالختالف يف الكتاب والسنة ،للشيخ عبداهلل الغنيمان ص .11
( )6انظر نقض املنطق البن تيمية ص .18
33 عقيدة أهل السنة واجلماعة
والسنة حق وصواب ،وهدى وردمة فينبعث بذلك إىل تعظيم ما ،واألخذ
ب ما.
احلادية والعشرون :تربط املؤمن بسلفه الصاحل :ومكرم به من رباط فاخلري كل
اخلري باتباع م ،واقتفاء آثارهم ،وصدق من قال :
وك ن ننل ن ن ن ن ا ت ن نندال م ن ننٍ خل ن ننف وكن ن ننل خن ن ن ن اتبن ن ننال من ن ننٍ ن ن ننلف
الثانية والعشرون :تعكْ ُفل ملعتنقي ا احلياة الكرمية :ففي ل العقيدة اإلِسالمية
يتبقق األمن واحلياة الكرمية ذلك من ا تقوم على اإلِميان باهلل ،ووجوب إفراده
بالعبادة دون من سواه ،وذلك _ بال رك _ سبب األمن واخلري والسعادة يف
الدارين فاألمن قرين اإلِميان ،وإذا فقد اإلِميان فقد األمن.
قال _تعاىل_َّ [:الذِينع آ عمنبوا عولَمر يعلِْبسبوا إِميعاعن بمر ِب ُظلْمٍ مُ رولَئِكَ َل بمر ا َألمرنب عوهبمر
بم رعتدبونع] األنعام .86
فأهل التقوى واإلِميان هلم األمن التام ،واالهتداء التام يف العاجل واآلجل،
ومهل الشرك واملعصية هم مهل اخلوف وموىل الناس به ،ف م م ددون بالعقوبات
والنقمات يف سائر األوقات(.)1
الثالثة والعشرون :متأل القلب بالتوكل على اهلل :فالعقيدة اإلسالمية تأمر
العبد بأن يكون قلبه مطوياً على سراج من التوكل على اهلل.
والتوكل يف لسان الشرع إمنا يراد به توجه القلب إىل اهلل حال العمل،
واستمداد املعونة منه ،واالعتماد عليه وحده ،فذلك سر التوكل وحقيقته.
( ) 1انظر يف حل الشحريعة اإلسحالمية يتبقحق األمحن واحليحاة الكرميحة للمسحلمل ،لسحماحة الشحيخ
عبدالعزيز بن باز ص.49_2
عقيدة أهل السنة واجلماعة 36
والذي حيقق التوكل هو القيام باألسباب املأمور ب ا فمن عطل ا مل يصحَّ
توكمله فلم يكن التوكل داعيةً للبطالة ،مو اإلِقالل من العمل.
بل لقد كان له األثر العظيم يف إقدام عظماء الرجال على جالئل األعمال
صرانِ
اليت يسبق إىل نون م من استطاعت م وما لدي م من األسباب احلاضرة _ يعقْ ب
عن إدراك ا ذلك من التوكل من مقوى األسباب يف حصول املراد ودف املكروه،
بل هو مقوى األسباب على اإلِطالق فاعتماد القلب على قدرة اهلل ،وكرمه،
ولطفه يستأصل جراثيم اليأس ،ومنابت الكسل ،ويشد ر األمل الذي يلج به
الساعي مغوار الببار العميقة ،ويقارع به السباع الضارية يف فلوات ا.
ومعظمب التوكل على اهلل التوكل عليه _ عز وجل _ يف طلب اهلداية ،وجتريد
التوحيد ،ومتابعة الرسول ،وج اد مهل الباطل ،وحصول ما حيبه اهلل ويرضاه
من اإلِميان ،واليقل،والعلم ،والدعوة ،ف ذا توكل الرسل وخاصة متباع م.
وما اقرتن العزم الصبيح بالتوكل على من بيده ملكحوت كحل رحيء إال كانحت
العاقبحححة ررحححداً وفالحححاً [ فَححنِذعا ععزعمرححتع فَتعوعكَّح حلر ععلَحححى اللَّححهِ إِنَّ اللَّححهع يببِحححبُّ
الْمبتعوعكِّلِلع]آل عمران .119
وما ي قوم بل األخذ باألسباب وقوة التوكل على اهلل إال محرزوا الكفاية
ألن يعيشوا معزةً سعداء(.)1
الرابعة والعشرون :حتمل على العزة والكرامة :فالعقيدة الصبيبة حتمل
مهل ا على العزة والكرامة ،والشجاعة القولية والفعلية فمتى تيقن العبد من اهلل
( )1انظر الفوائد البن القيم ص ،149_169واحلرية يف اإلسحالم ص ،44ورسحائل اإلصحالح،
حملمد اخلضر حسل .79 ،19 ،18/1
37 عقيدة أهل السنة واجلماعة
هو الناف الضار ،املعطي املان ،ومن من اعتز به ف و العزيز ،ومن التجأ بغريه
ف و الذليل ،ومن اخللق كلَّ م فقراء إىل اهلل ،ال ينفعون وال يضرون ح موجب له
ذلك القوةَ باهلل ،ودوامع االلتجاء إليه ،وتركَ اخلوف مما سواه ،وقط ع الطم إال
من فضله.
ثم إن العبد إذا علم من ما مصابه مل يكن ليخطئه ،وما مخطأه مل يكن
ليصيبه،وممنا كتب له البد من يصيبه ح مَنِسعتر نفسه ،واطمأن قلبه ،وسلم هلل يف
يي مموره.
وإذا سلم هلل _ عز وجل _ حصل له األمن ،وزال من قلبه خوف اخللق حيث
وض نفسه يف حرزٍ مكل ،وآواها إىل ركن رديد ،فال تناهلا يدب عدوٍّ عادٍ ،وال
بغيب باغٍ عاتٍ.
وب ذا يتبرر من رقّ املخلوقل فال يعلق قلبه بأحد من م يف جلب نف مو دف
ضر ،بل يكون اهلل _ وحده _ مواله وناصره ،فيستنصر ويستعل به ،فيتم له من
كفاية املوىل ،وتيسري األمور ما ال يتم ملن مل يكن معه هذه العقيدة ،وحيصل له
من قوة القلب ما ال يصل إليه من مل يبلغ درجته(.)1
اخلامسة والعشرون :ال تنايف العلم الصبيح :بل تؤيده ،وحتث عليه،
وتدعوا الناس إليه فالعلم الناف الذي دل عليه الكتاب والسنة هو كل علم
موصل إىل املطالب العالية ،وممثر الثمار النافعة الفرق بل ما تعلق بالدنيا مو
باآلخرة فكل ما زكى األعمال ،ورقى األخالق ،وهدى إىل السبيل _ ف و من
( )1انظر الدين الصبيح حيل يي املشاكل ،للشيخ السعدي ص ،69وانظر الدالئل القرآنيحة يف
من العلوم النافعة داخلة يف الدين اإلسالمي ،البن سعدي ص .2وجمموع فتاوى ورسائل الشحيخ حممحد
ابن عثيمل .77/4
عقيدة أهل السنة واجلماعة 41
وصار مكرب هم م التمت بعاجل مباهج احلياة(.)1
السابعة والعشرون :تعرتف بالعقل وحتدد جماله :فالعقيدة اإلِسالمية حترتم
العقل السوي ،وترف من رأنه ،وال حتجر عليه ،وال تنكر نشاطه.
واإلِسالم ال يرضى من املسلم من يطفئ نور عقله ،ويركن إىل التقليد
األعمى يف مسائل االعتقاد وغريها.
بل إنه يطلب من املسلم من ينظر يف ملكوت السموات واألرض ،ومن يتدبر
يف نفسه ،وآيات اهلل من حوله ليدرك ب ا مسرار الكون ،وحقائق احلياة،
ويصل بواسطت ا إىل كثري من ممور االعتقاد اليت هي يف حدود طاقته.
بل إن اإلِسالم ينعى على الذين عطلوا عقوهلم ،واتبعوا ما ملفوا عليه
آباءهم من غري ما تعقل ،وال تدبر ،وال بصرية.
وم من اإلِسالم ينظر تلك النظرة إىل العقل ف و _ ميضاً _ حيدد جمال عمل
العقل صيانةً للطاقة العقلية من من تشتت مو تتبدد وراء األمور الغيبية اليت ال
يستطي العقل إدراك ا ،والوقوف على حقيقت ا ،كالذات اإلهلية ،والروح،
واجلنة والنار ،وغريها ذلك من العقل البشري له جماله الذي يعمل فيه ،فنذا ما
حاول من يتخطى هذا اجملال فننه سيضل ،ويتخبط يف متاهات ال قبل له ب ا
فمجال العقل كلُّ ما هو مشاهد حمسوس ،مما الغيبيات اليت ال تق حتت احلواس
فال جمال للعقل من خيوض في ا ،وال خيرج عما دلت عليه النصوص الشرعية يف
( )1انظر الدين الصبيح حيل يي املشاكل ص ،12والدرة املختصرة يف حماسن الدين اإلسحالمي
ص ،48_47واحلرية يف اإلسالم ،للشيخ حممد اخلضر حسل ص.11
40 عقيدة أهل السنة واجلماعة
رأن ا(.)1
الثامنة والعشرون :تعرتف بالعواطف اإلنسانية وتوج ا الوجه الصبيبة:
فالعواطف ممر غريزي وال يتجرد من ا إنسان سوي ،والعقيدة اإلسالمية ليست
عقيدة هامدة جامدة ،بل هي عقيدة حية ،تعرتف بالعواطف اإلِنسانية وتقدرها
حق قدرها.
ويف الوقت نفسه ال تطلق العنان هلا ،بل تبقَ ِّوم ا وتسمو ب ا ،وتوج ا
الوج ة الصبيبة ،اليت جتعل من ا مداة خري وتعمري ،بدالً من من تكون معولع
هدم وتدمري.
ف ذه العقيدة ت يمن على عاطفة احلب ،والبغض ،وسائر العواطف ،وجتعل
صاحب هذه العواطف متزناً يف تصرفاته ،حكيماً يف سلوكه ومعامالته ،ينطلق
يف ذلك كله من قاعدة من اهلل يراه ،ويطل عليه ،وسيباسبه على ما قدّم ،فال
حيب إال هلل ،وال يبغض إال هلل ،وال يعطي إال هلل ،وال مين إال هلل ،فال يندف يف
ثورة احلب ،مو سورة الغضب إىل اقرتاف فعل مرذول ،مو سلوك غري مقبول ،مو
جتاوز حلد من حدود اهلل.
وبدون هذه العقيدة يتبول اجملتم إىل جمتم تنتشر الفوضى بل مفيائه،
ويسود الرعب واخلوف يف مرجائه ،ويتبول مفراده إىل وحوش كاسرة ،ال ه َّم
هلا إال القتل والسلب ،والتدمري والتخريب.
ولقد كانت هذه هي السمةَ البارزة ،اليت اتسم ب ا اجملتم اجلاهلي قبل من
( )1انظر العقيدة اإلسالمية بل العقل والعاطفة ،د .مدمد الشريف ص .79_71 ،1
عقيدة أهل السنة واجلماعة 41
تستقر العقيدة اإلِسالمية يف قلوب مبنائه(.)1
التاسعة والعشرون :العقيدة اإلسالمية كفيلة حبل يي املشكالت :سواء
مشكالت الفرقة والشتات ،مو مشكالت السياسة واالقتصاد ،مو مشكالت
اجل ل واملرض والفقر مو غري ذلك.
فلقد ي اهلل ب ا القلوب املشتتة ،واألهواء املتفرقة ،ومغنى ب ا املسلمل بعد
الععيرلَة ،وعلم م ب ا بعد اجل ل ،وبصّرهم بعد العمى ،ومطعم م من جوع،
وآمن م من خوف(.)6
الفصل الثاني
خصائص مهل السنة واجلماعة
عقيدة أهل السنة واجلماعة 44
الفصل الثاني
خصائص أهل السنة واجلماعة
املبحث األول:
سالمة منهجهم يف التلقي ،واالستدالل
( )1انظر حصوننا م ددة من داخل ا ،د .حممد حممد حسل ،ص .49_11
( )6انظر املرج السابق ،ص .92_19
( )4انظر قواعد االستدالل على مسائل االعتقاد ،ص .127_114
47 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر حكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد ص .42
49 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر ررح كتاب التوحيد من صبيح البخاري ،للشيخ عبداهلل الغنيمان .269/6
عقيدة أهل السنة واجلماعة 51
مصابك ريء فال تقل :لو مني فعلت كان كذا وكذا ،ولكن قل :قدر اهلل وما
راء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان .)1(+
هذا هو مقتضى األدلة النقلية والعقلية والواقعية ألن اهلل _ تعاىل _ ربط
األسباب باملسببات ،وجعل للمسببات مسباباً ،وللمقاصد طرقاً ووسائل حتصل
ب ا ،وقرر هذا يف النظر والعقول ،ونفذه يف الواق ،وقرره يف املنقول(.)6
فليسوا كالذين ينكرون األسباب ،وينفون تأثريها ،وال الذين جعلوا ما ليس
سبباً يف الشرع مو القدر سبباً ،كبال اخلرافيل الذين يرون تأثري الكواكب يف
احلوادث األرضية ،وكبال الذين يرون من تربة كربالء _ وخصوصاً الرتبة اليت
عند قرب احلسل _ رفاء من كل داء(.)4
وليسوا _ ميضاً _ كبال الذين ركنوا إىل األسباب ،وتركوا التوكل على اهلل،
وال كبال الذين تركوا األخذ باألسباب زعماً من م من فعل ا ينايف التوكل ،ومن
ترك األخذ ب ا معلى مقامات التوكل.
ف ذا كله ضالل وباطل وهلذا قال بعض العلماء= :االلتفات إىل األسباب
ررك يف التوحيد ،وحمو األسباب من تكون مسباباً نقص يف العقل ،واإلعراض
عن األسباب بالكلية قدح يف الشرع.)1(+
( )1انظر مدارج السالكل البن القيم ،18_11/4 ،و ،114_197وطريق اهلجحرتل البحن القحيم
ص.119_119
55 عقيدة أهل السنة واجلماعة
ت ن ننبلال كن ن ن ـ عمن ننٍ ن ن ننواكا ه ن ن ننو ح ن ن ن ن اهلن ن ن ننو أم ن ن ننا ال ن ن ن ن
()1
ح لال احلجن حتنأ أراكنا
كَتفُ َ أ ن ن ن ن أهن ن ن ننل ل ن ن ن ن ن ن وأمن ن ن ن ننا ال ن ن ن ن ن
وال رك من هذا مسلك باطل ،وطريقة فاسدة ،وهلا آثار وخيمة ،من ا
األمن من مكر اهلل ،وغايته اخلروج من امللة فالذي يتمادى يف التفريط يف اخلطايا
ويرجو ردمة ربه بال عمل _ يق يف الغرور ،واألماني الباطلة ،والرجاء
الكاذب.
مما اخلوارج فعبدوا اهلل باخلوف وحده ،ومل جيعلوا تعبدهم هلل _ عز وجل _
مقروناً باحملبة لذا ال جيدون للعبادة لذة ،وال إلي ا رغبة ،فتكون منزلة اخلالق
عندهم كمنزلة سلطان جائر ،مو ملك امل.
وهذا مما يورث اليأس والقنوط من ردمة اهلل ،وغايته إساءة الظن باهلل،
والكفر به _ سببانه وتعاىل _.
مما مهل السنة واجلماعة فريون _ كما مضى _ منه البد من اجلم بل اخلوف
واحلب والرجاء ،فاخلوف يستلزم الرجاء ،ولوال ذلك لكان قنوطاً ويأساً
والرجاء يستلزم اخلوف ،ولوال ذلك لكان ممناً من مكر اهلل.
وهناك مقولة مش ورة عند السلف ،وهي قوهلم= :ومن عبد اهلل باحلب
( )1الصوفية يف نظر اإلسالم _ دراسة وحتليل لسميح عاطف الزين ،ص .617
( )6الشعر الصويف إىل مطل القرن التاس لل جرة ،د .حممد بن سعيد ابن حسل ،ص .176
عقيدة أهل السنة واجلماعة 56
وحده ف و زنديق ،ومن عبده باخلوف وحده ف و حروري( ،)1ومن عبد بالرجاء
ف و مرجىء ،ومن عبده باخلوف ،واحلب ،والرجاء ف و مؤمن موحِّد.)6(+
السابعة عشرة :اجلم بل الردمة واللل والشدة والغلظة :قال _تعاىل_ يف
وصف الصبابة _ رضي اهلل عن م _[ :مَرِدَّاء ععلَى اْلكُفَّارِ برحعمعاء عبرينع بمر]
الفتح.69:
وقال يف وصف عباده املؤمنل الذين حيب م وحيبونه[ :مَذِلَّةٍ ععلَى الْمب رؤ ِمنِلع
ِزةٍ ععلَى اْلكَافِرِينع] املائدة.11:
مَع َّ
ثم إن نبينا حممداً " وهو نيب الردمة ،وهو يف الوقت نفسه نيب امللبمة،
وهو كذلك الضبوك القتَّال( ،)4وقد قيل يف وصفه:
م ن ن نند أ ن ن ن ن و أو ن ن ننأ حمم ن ن ننة م ن ن ننٍ ه ه ننا لنن م ننٍ اإ ننة ننو م ننا
فال غرو من يكون هذا وصف خاصة ممته _ مهل السنة واجلماعة _ ف و
قدوت م ومسوت م.
خبالف غريهم ممن عكس األمر ،فتنكر للمؤمنل ،ومغلظ هلم القول ،وتودد
للكافرين واملبتدعة واملنافقل ،وتلطف هلم ،ومالن هلم اجلانب.
وخبالف الذين يأخذون جانباً من هدي السلف ،ويدعون اجلانب األخر،
( )1نسبة إىل حروراء مدينة يف العراق ،وهي موطن اخلوارج األوائل.
( )6العبودية البن تيمية ،ص .168
( )4انظر زاد املعاد يف هدي خري العباد ،البن القيم .87/1
57 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1الفناء مصطلح صويف يراد به :من يفنى عحن رح ود محا سحوى اهلل _ تعحاىل _ فيفنحى مبعبحوده عحن
عبادته ،ومبذكوره عن ذكره ،ومبعروفه عن معرفته.
وهناك فناء آخر عندهم وهو الفناء عن وجود السوى حبيث يرى من وجود املخلوق هو عحل وجحود
اخلالق ،ومن الوجود واحد بالعل ،ف ذا قول مهل اإلحلحاد واالحتحاد الحذين هحم محن مضحل العبحاد .انظحر
التدمرية ،البن تيمية ،حتقيق حممد بن عودة السعوي ص .666_661
( )6االنبساط مصطلح صويف _ ميضًا _ ،ومعناه ترك األدب م اهلل _ تعاىل _ ،حبيث يحرون من العبحد
يصحل إىل مرتبححة يححرتك في ححا األدب مح اهلل ،ويلغححي الكلفححة بينححه وبينححه .انظححر رححرح العقيححدة الطباويححة
ص ،614ومدارج السالكل ،البن القيم .419_442/6
عقيدة أهل السنة واجلماعة 58
ثم إن مهل السنة مضبط الناس ألنفس م فليسوا ممن يستفزهم كل ناعق،
ويستثريهم كل مبطل ،فيبدث عندهم ردود فعل غري منضبطة ،كاجلربية اليت
خرجت رع َّدةَ فعل للقدرية ،وكاملرجئة اليت خرجت ردة فعل للخوارج.
التاسححعة عشححرة :التوا فححق يف وج ححات النظححر وردود األفعححال :فأهححل السححنة
واجلماعححة تتفححق _يف األغلححب_ وج ححات نظححرهم ،وردود مفعححاهلم ،حتححى ولححو
تباعدت معصارهم وممصارهم ،وهذا ناتج عن وحدة املصدر.
خبالف غريهم من مهل البدع الذين ختتلف مواقف م تبعاً ألهوائ م.
العشرون :اتفاق م يف مصول االعتقاد :فالسلف الصاحل ال خيتلفون _حبمد
اهلل_ يف مصل من مصول الدين ،وقواعد االعتقاد فقوهلم يف ممساء اهلل وصفاته
ومفعاله واحد ،وقوهلم يف اإلميان وتعريفه ومسائله واحد ،وقوهلم يف القدر
واحد ،وهكذا يف باقي األصول ،وإن اختلفت ملفا م يف بعض املسائل فذلك
اختالف تنوع ال اختالف تضاد.
واختالف مهل السنة إمنا كان يف االجت اديات من ممور األحكام ،مو فرعيات
املسائل امللبقة بالعقيدة ،مما مل يقط به نص قاط ،وذلك كمسالة رؤية النيب
" لربه يف املعراج ،هل كانت يقظة مو مناماً؟ ومسالة رؤية اهلل _تعاىل_ يف املنام،
ومسالة ابن صياد هل هو الدجال الذي خيرج يف آخر الزمان مو غريه ؟ وحنو
ذلك...
ف ذه األمور وحنوها ليست من مصول االعتقاد ،واخلالف في ا دائر م
59 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر جمموع الفتاوى ،198_199/68وضوابط الحتكفري عنحد مهحل السحنة واجلماعحة ،للشحيخ
عبداهلل بن حممد القرني ،ص ،19_9و اهر ة التكفري _ تارخي ا _ خطرها _ مسباب ا _ عالج حا ،لألمحل
احلاج حممد مدمد ص .7
عقيدة أهل السنة واجلماعة 64
فاخلوارج واملعتزلة ذهبوا إىل منه ال يستبق اسم اإلميان إال من صعدَّقع جبنانه،
ومقر بلسانه ،وقام جبمي الواجبات ،واجتنب يي احملرمات.
وعلى هذا فمرتكب الكبرية عندهم ال يسمى مؤمناً باتفاق الفريقل.
ولكن م اختلفوا :هل يسمى كافراً مو ال؟
فاخلوارج يسمونه كافراً ،ويستبلون دمه وماله.
مما املعتزلة ،فقالوا :إن مرتكب الكبرية خرج من اإلِميان ،ومل يدخل يف
الكفر ،ف و مبنزلة بل املنزلتل.
مما يف محكام اآلخرة فاتفق الفريقان على من من مات على كبرية ومل يتب
من ا ح ف و خملد يف النار.
مما املرجئة فكما سبق بيان مذهب م من من اإلميان جمرد التصديق ،ومنه اليضر
م اإلِميان معصية ،فمرتكب الكبرية عندهم مؤمن كامل اإلِميان ،وال يستبق
دخول النار.
ممحا مهححل السحنة واجلماعحة فمحذهب م وسححط بحل هححذين املحذهبل ،فمرتكححب
الكححبرية عنححدهم مححؤمن بنِميانححه ،فاسححق بكبريتححه ،مو هححو مححؤمن نححاقص اإلِميححان،
ويسمونه فاسقاً مِلِّياً قد نقص إميانه بقدر ما ارتكب من معصية ،فحال ينفحون عنحه
اإلِميان مصالً كاخلوارج واملعتزلة ،وال يقولون :بأنه كامل اإلميان كاملرجئة.
وحكمه يف اآلخرة عندهم منه قد يتجاوز اهلل عنه ،فيدخل اجلنة ابتداءً ،مو
يعذبه بقدر معصيته ثم خيرجه ،ويدخله اجلنة كما سبق(.)1
خامساً :وسط يف باب القدر بل القدرية واجلربية :فالقدرية قالوا :إن العبد
مستقل بعمله يف اإلِدارة والقدرة ،وليس ملشيئة اهلل _ تعاىل _ وقدرته يف ذلك مثر.
ويقولون :إن مفعال العباد ليست خملوقة هلل ،وإمنا العباد هم اخلالقون هلا(.)1
واجلربية غلوا يف إثبات القدر،حتى انكروا من يكون للعبد فعلٌ حقيقةً ،بل
هو يف زعم م ال حرية له ،وال فعل ،كالريشة يف م ب الريح ،وإمنا تسند إليه
األفعال جمازاً ،فيقال :صلى ،وصام ،وقتل ،وسرق ،كما يقال :طلعت
الشمس ،وجرت الريح ،ونزل املطر(.)6
مما مهل السنة واجلماعة فتوسطوا وقالوا :نثبت للعبد مشيئة خيتار ب ا،
ومشيئته وقدرته واقعتان مبشيئة اهلل تابعتان هلا لقوله _ تعاىل_[ :لِمعن رعاء مِنكُمر
مَن عي رسعتقِيمع* عومعا تعشعاؤبونع إِلَّا مَن يعشعاءع اللَّهب رعبُّ الْععالَمِلع]التكوير.69_68 :
ويقولون _ميضاً_ :العباد فاعلون ،واهلل خالق مفعاهلم ،قال _ تعاىل _:
[وعاللَّ به خع َل َقكُمر عومعا تععر عملُونع] الصافات .92 :
فأفعال هي من اهلل خلقاً وإجياداً وتقديراً ،وهي من العباد فعالً وكسباً(.)4
( )1انظر املختار يف مصول السنة البن البنا ،حتقيق د .عبدالرزاق العبحاد ص ،87وجممحوع الفتحاوى
،618/8واالسححتقامة ،117/1و ،179وانظححر رححرح الواسححطية للح راس ص ،649 _669والححدرة
الب ية البن سعدي ص ،18_17واملعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السحنة من حا ،د .عحواد املعتحق
ص ،118 _111واإلميان بالقضاء والقدر للمؤلف ص .174
( )6انظر جمموع الفتاوى ،612/8وررح نونيحة ابحن القحيم للح راس ،476/1ورحرح الواسحطية
لل راس ص .649
( )4انظر االختالف يف اللفظ والرد على اجل مية واملشب ة البحن قتيبحة ص ،61واالعتقحاد للبي قحي
ص ،74والنبحوات البححن تيميحة ص ،147ودرء تعححارض العقحل والنقححل ،82_81/1وانظحر اإلميححان
بالقضاء والقدر للمؤلف ص .171
عقيدة أهل السنة واجلماعة 66
سادساً :وسط يف حمبة النيب " بل الغالل واجلافل :فأهل السنة واجلماعة
حيبون الرسول " ويعتقدون منه خري البشر ،ومنه سيد املرسلل ،وخامت النبيل،
ويرون من مكمل املؤمنل إمياناً مكمل م حمبة وإتباعا للرسول ".
وهم م ذلك يعتقدون منه بشر ،ال ميلك لنفسه _ فضالً عن غريه _ نفعاً وال
ضراً إال مبا مقدره اهلل عليه ،ويعتقدون منه مات ،ومن دينه باق إىل قيام الساعة.
خبالف الذين غلوا فيه ،فرفعوه فوق منزلته ،واعتقدوا منه جييب من دعاه،
فصرفوا له العبادة من دون اهلل.
وذلك كبال غالة الصوفية الذين يقول قائل م وهو البوصريي يف رأن النيب
_صلى اهلل عليه وسلم_:
ننواـ عن نند حل ننو احل نناد النم ننه ننا أك ن امل ن مننالال مننٍ ألننوحم ن
()1
ومننٍ علومننح علننه اللننوو والقلننه ن ننن م ن ننٍ جن ننودـ ال ن نند يا و ن ن تها
مذهب م :
ن ن ن ن ننال وغ ن ن ن ن ن ه ار ن ن ن ن ننح ن ن ن ن ننه ا الن ن نند َّ ن ن ننا ه ن ن ن وا ن ن ن ال خ ن نن
ننننننن وه ن ن ن ن ن ن ا ب ن ن ن ن ن ن ن ن ننال ن ن ن ن ن ن ت ن ن ن ن ننوـ ن ن ن ن ننم ن ن ن ن ن ها ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نننه
ن ن ن ن ن نة ه ن ن ن ن ن ا الن ن ن ن نننم وه ن ن ن ن ن عن ن ن ن ن ن ن ن ن ننة ي مضن ن ن ن ننأ
لكن ن ن ن ننل ن ن ن ن نم
الصن ن ن ن ننيا لن ن ن ن ننه تنن ن ن ن ن و ننننن الصن ن ن ة ق ن نند حن ن ن عن ن ننا ن ن ن و
ن ن ن ن ن ننوَّموا كلن ن ن ن ن ننال وا ن ن ن ن ن ن ال و حما الن ن ن نناف ن ن ن ننلوا ن ن ن ن تنهضن ن ن ننال
()1
وال ورة الق ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن وال تطل ن ن ننم احلن ن ن ن عن ن ن نند الص ن ن ننفا
( )1وقيل :إن القائل هو علي بن الفضل نفسه وليس راعره ،انظر كشف مسرار الباطنيحة ،للشحيخ
حممد بن مالك بن مبي الفضل احلمادي اليمين ص ،11واحلركات الباطنية د .حممد اخلطيب ص .22
( )6انظر حمبة الرسول _ صلى اهلل عليه وسلم _ بل االتباع واالبتداع ،عبدالرؤوف عثمان.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 68
من الصبابة ،وقاتلوهم ،واستبلوا دماءهم وممواهلم.
ومما مهل السنة واجلماعة فكانوا وسطاً بل غلو هؤالء ،وجفاء هؤالء،
ف داهم اهلل إىل االعرتاف بفضل الصبابة ،ومن م مكمل األمة إمياناً وإسالماً
وعلماً وحكمة ،ولكن م مل يغلوا في م ،ومل يعتقدوا عصمت م ،بل محبوهم
حلسن صببت م ،وعظم سابقت م ،وحسن بالئ م يف نصرة اإلِسالم ،وج ادهم
م رسول اهلل "(.)1
ثامناً :وسط يف باب العقل بل الذين مل وه وبل الذين ملغوه :فأهل السنة
واجلماعة ال يغلون العقل ،وال ينكرونه ،وال حيجرون عليه ،بل يعتقدون من
للعقل مكانةً ساميةً ،ومن اإلِسالم يقدر العقل ،ويتيح له جماالت العلم،
والنظر ،والتفكري.
ويف الوقححت نفسححه ال يؤلِّ ححون العقححل ،وال جيعلونححه حاكم حًا علححى نصححوص
الوحي ،بل يرون من العقل حدّاً البد من يقحف عنحده فحاهلل _ عحز وجحل _ جعحل
للعقول حدّاً ال تتعداه ،وال ميكن ا جماوزته.
مما غريهم فما بل مبفْرِطٍ ومفرِّط يف هذا الباب ،فاملعتزلة والفالسفة ،ومهل
الكالم عموماً _مل وا العقل ،وجعلوه مصدراً للتلقي ،فما وافق العقل _ مو ما
يسمونه بالقواط العقلية _ قبلوه واخذوا به ،وما خالف ذلك ردّوه مو موّلوه(،)6
م من عقوهلم خمتلفة ،ومدارك م متفاوتة ،بل إن الواحد من م قد خيتلف م
نفسه.
()1انظر ررح الواسطية لل راس ص .194 _196
( )6انظر نقض املنطق البن تيمية ص .19
69 عقيدة أهل السنة واجلماعة
ومما مهل اخلرافة والدجل فقد ملغوا العقل ،وقبلوا ما ال يقبل وال يعقل.
وذلك كبال كثري من الصوفية الذين تنطلي علي م مكثر األباطيل واألغاليط.
فالتجانية _ وهي محدى الطرق الصوفية _ يعتقدون من من رمى ريخ الطريقة
مدمد التجاني دخل اجلنة!! (.)1
كيف يكون ذلك ومفضل البشر رسول اهلل " رآه من رآه من الكفار وم
ذلك مل تنفع م تلك الرؤية ريئاً ملا كفروا باهلل _ عز وجل _ كأبي هلب ومبي
ج ل ؟!
وباجلملة فكل من تنكب الصراط املستقيم البد من ينبرف يف باب العقل،
سواء كان ذلك يف رأن األفراد مو اجلماعات ،حتى ولو كان مولئك على مستوى
عالٍ من توقد الذهن ،وحدة الذكاء فالعقل احلقيقي إمنا هو عقل الررد ال عقل
اإلِدراك ،والذكاء وتوابعه إذا مل يصرف فيما خلق له العبد وصار وباالً على
مهله.
تاسححعاً :وسححط يف التعامححل محح العلمححاء :فأهححل السححنة حيبححون علمححاءهم
ويبجِلون م ،ويتأدبون مع م ،ويذبُّون عن م ،وحيسحنون الظحن ب حم ،وينشحرون
حمامدهم ،ويسعون إلي م ،ويأخذون عن م ،ويصدرون عن رمي م لعلم م من
العلماء هم ورثة األنبياء والقائمون مب محة الحدعوة واإلبحالغ ،وهحم مفحزع األمحة
_بعد اهلل_ عند الشدائد فكان واجباً على األمة محواالت م ،وإنحزاهلم منحازهلم،
وقدرهم حق قدرهم.
( )1انظر رف املالم عن األئمة األعالم لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،وانظر _ ميضاً _ قواعد يف التعامل
م العلماء ،للشيخ عبدالردمن اللوحيق.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 71
فعلوا م علي ÷(.)1
ال من مصول دين م(.)6
وكبال املعتزلة الذين جعلوا اخلروج على األئمة مص ً
وليسوا كاملدّاحل ،املنافقل ،الذين يغالون يف الوالة ،وميدحون م مبا ليس
في م ،ورمبا ادّعوا هلم العصمة ،وخلعوا علي م صفات ال تليق إال بربّ
العاملل ،ومطاعوهم بكل ما ممروا به حقاً كان مم باطالً.
كما فعل الوزير الرافضي ابن العلقمي م آخر بين العباس املستعصم ،عندما
غشّه ،وخدعه ،وزيّن له باطله وسوء عمله ،ومرار عليه بتقليص جيشه ،ثم
بعد ذلك قاده إىل اهلاوية عندما مرار عليه بأن خيرج خباصته للتفاوض م
=هوالكو +زعيم التتار ،ثم بعد ذلك متكن =هوالكو +من اخلليفة وقتل من
معه ،فكان غنيمة باردة له وجلنده ،ثم بعد ذلك فعل التتار ببغداد ما فعلوا (.)4
وقل مثل ذلك يف رأن النصري الطوسي الذي كان يدبّج القصائد الطوال يف
مدح اخلليفة اآلنف الذكر ،وعندما متكن =هوالكو +مرار الطوسي عليه بقتل
اخلليفة (.)1
وقل مثل ذلك يف رأن كثري ممن يؤهلون الوالة ،وخيلعون علي م صفات
الربوبية واأللوهية ،كما قال ابن هانئ األندلسي يف مدح املعز لدين اهلل العبيدي :
ن ن ن نناحكه أ ن ن نن الواح ن ن نند القهن ن ن ننار األإن ن نندار ال من ن ننا ن ن ننا من ن ننا ن ن ن
( )1انظر الفصل يف األهواء وامللل والنبل ،البن حزم ،648_647/1والتكفري جحذوره _ مسحبابه
_ مربراته ،د .نعمان السامرائي ص .46_67
( )6انظر املعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السنة من ا ،ص .672_674
( )4انظر البداية والن اية البن كثري .646_662/14
( )1انظر املرج السابق ،الصفبات نفس ا.
73 عقيدة أهل السنة واجلماعة
()1
وكأمن ن ن ن ننا أ ص ن ن ن ننارـ األ ص ن ن ن ننار من ن ن ن ن ن نند وكأمن ن ن ننا أ ن ن ن ن ال ن ن نننم
وكما قال محدهم عندما زلزلت مصر يف ع د محد السالطل _ معلالً سبب
ذلك الزلزال ،بأنه بسبب عدل ذلك السلطان ،قال:
()6
حن ننا لكنهن ننا رإصن ن من ننٍ عدلن ن مننا ل ل ن مص ن مننٍ ننو ن اد هننا
مما مهل السنة واجلماعة فتمسكوا باحلق ،وتعاملوا م والة األمور على عو ْفقِ
ما جاء يف نصوص الشرع.
ف م يدينون لوالت م بالسم والطاعة ،يف املنشط واملكره ،ويف العسر
واليسر ،وعلى مثرة علي م ،ما مل يؤمروا مبعصية ،فنن ممروا مبعصية فريون منه
ال مس وال طاعة إذ ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق ،وإمنا تكون الطاعة
باملعروف.
كما من م يدينون بالنصيبة لوالة األمر ،ويتعاونون مع م على الرب والتقوى
وإن كانوا فجّاراً ألن هدف م الوحيد حتصيل املناف وتكميل ا ،وتعطيل املفاسد
وتقليل ا فال ميتنعون من إعانة الظامل على اخلري ،وترغيبه فيه ،فيشاركون
األئمة الظلمة يف اخلري ،ويفارقون م يف الشر.
ولذلك ف م يرون إقامة اجلم واجلماعات واألعياد مع م ،ويرون من اجل اد
ماضٍ إىل قيام الساعة م كل برّ وفاجر(.)4
ثم من م ال ينزعون يداً من طاعة وال ينازعون األمر مهله.
( )1انظححر رححرح السححنة للربب ححاري ص ،69_68وجممححوع الفتححاوى لشححيخ اإلسححالم ،17_1/41
ومعالم السنة املنشورة ،للشيخ حافظ احلكمي ص .191_189
( )6انظر جمموع الفتاوى .112/4
75 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر ررح العقيحدة الطباويحة ص ،649_669ورحرح الواسحطية للح راس ص ،617_612
والشححفاعة ،للشححيخ مقبححل الححوادعي ص ،14_11واملعتزلححة ومصححوهلم اخلمسححة ،ص ،617_641
ومصول مذهب الشيعة ،د .ناصر القفاري .247_269/6
عقيدة أهل السنة واجلماعة 78
مححدعاةٌ للفرقححة ،والفتنححة ،وجملبححة للتعصححب ومتبححاع اهلححوى ،ومطّي حةٌ لالنتصححار
للنفس ،والتشفي من اآلخرين ،وذريعة للقول على اهلل بغري علم.
وملا كان هذا هو رأن اجلدل واخلصومات ابتعد عن ا السلف الصاحل ،وحذروا
من ا ،وورد عن م آثار كثرية يف ذلك.
مخرج اآلجري بسنده عن مسلم بن يسار منه قال= :إياكم واملراء فننه ساعة
ج ل العامل ،وب ا يبتغي الشيطان زلته .)1(+
ومخرج من عمر بن عبدالعزيز × قال= :من جعل دينه غرضاً للخصومات
مكثر التنقل .)6(+
وقال جعفر بن حممد ×= :إياكم واخلصومات فنن ا تشغل القلب
وتورث النفاق .)4(+
وقال ثابت بن قرة ×= :إياكم وهذه اخلصومات فنن ا حتبط األعمال.)1(+
وقيل للبكم بن عتيبة الكويف = :ما اضطر الناس إىل هذه األهواء ؟ قال
اخلصومات.)1(+
وما ميل قول الشافعي × حل قال:
اجلن ن ن ننوا لب ن ن نننا الت ن ن ن ن ِّ مفتن ن ننناو إ ن ن ننالوا ننك َّ وإ نند خو ننم إلن ن هل ننه
هله
( )1الشريعة لآلجري ص ،12وانظر احلجة يف بيان احملجة لألصب اني .689/1
( )6الشريعة لآلجري ص ،12وانظر احلجة يف بيان احملجة لألصب اني .689/1
( )4ررح مصول اعتقاد مهل السنة لاللكائي .169_168/1
( )1ررح مصول اعتقاد مهل السنة .169/1
( )1احلجة يف بيان احملجة .681/1
عقيدة أهل السنة واجلماعة 81
نن و و ي نن أ ض نناً لصن ننو الن نن ن نن ٌ نن والص ن ننم ع ن ننٍ جاه ن ننل أو أ
()1
وهننو بننَّاو خسننأ لنمن ن والكل ن األُ ْ نند تخْتن ننأ وهن ننال ن ننامتة أمن ننا ت نن
اخلامسة :البعد عن جمادلة مهل البدع مو جمالست م ،مو عرض رب م إال على
سبيل التنفيذ هلا :ألن جمالست م وجمادلت م ممرضة للقلوب ،وسبب الستبسان
مقواهلم وبدع م ،ومدعاة النتشار ممرهم وعلو رأن م.
وهلذا قال رجل أليوب السختياني × = :يا مبا بكر مسألك عن كلمة،
فوىل ميوبب ،وجعل يشري بنصبعه :وال نصف كلمة.)6(+
وجاء رجل إىل احلسن × فقال = :يا مبا سعيد تعالع مخاصمرك يف الدين.
فقال احلسن :مما منا فقد مبصرت ديين ،فنن كنت مضللت دينك فالتمسه.)4(+
مما إذا كان اجلدال باحلق ،وباليت هي محسن ،وكان مراداً به كشف الشبه،
والوصول إىل احلق _ فنن م يسعون له ،ويسارعون إليه.
السادسة :البعد عن القيل ،والقال ،وكثرة السؤال :وذلك امتثاالً لقوله ":
=إن اهلل _تبارك وتعاىل _ يرضى لكم ثالثاً ويكره لكم ثالثاً :يرضى لكم من
تعبدوه وال تشركوا به ريئاً ،ومن تعتصموا حببل اهلل ييعاً وال تفرقوا ،ومن
تناصبوا ملن واله اهلل ممركم.
ويكره لكم ثالثاً :قيل وقال ،وإضاعة املال ،وكثرة السؤال .)1(+
الثامنة :ما عند الطوائف األخرى من كمال فعند مهل السنة ممته ومكمله :قال
ريخ اإلسالم ابن تيمية _ردمه اهلل _ = :من املعلحوم من مهحل احلحديث يشحاركون
كل طائفة فيما يتبلون به من صفات الكمال ،وميتازون عن م مبا لحيس عنحدهم
فنن املنازع هلم البحد من يحذكر فيمحا خيحالف م فيحه طريقحاً مخحرى ،مثحل املعقحول،
والقيححاس ،والححرمي ،والكححالم ،والنظححر ،واالسححتدالل واحملاجححة ،واجملادلححة،
واملكارفة ،واملخاطبة ،والوجد ،والذوق ،وحنو ذلك.
وكحل هححذه الطححرق ألهححل احلححديث صحفوتب ا ،وخالصحتب ا ف ححم مكمححل النححاس
عقالً ،ومعدهلم قياساً ،ومصوب م رميحاً ،ومسحدهم كالمحاً ،ومصحب م نظحراً،
ومهححداهم اسححتدالالً ،ومقححوم م جححدالً ،وممت ححم فراسححةً ومصححدق م إهلامححاً،
ومَحع بدهم بصراً ومكارحفةً ،ومصحوب م مسعحاً وخماطبحةً ،ومعظم حم ومحسحن م
وجداً وذوقاً.
وهذا هو للمسلمل بالنسبة إىل سائر األمم ،وألهل السنة واحلديث بالنسبة إىل
سائر امللل فكل من استقرم محوال العامل وجد املسلمل محدَّ ومسدَّ عقالً.)1(+
التاسعة :ممرهم رورى بين م :قال _تعاىل_ :مثنياً على عباده املؤمنل:
[وعَممر برهبمر ربورعى عبيرعن بمر] الشورى.48:
وهذا يشمل ممورهم الدينية والدنيوية ،اخلاصة والعامة(.)6
كذلك ممر سحببانه نبيحه " مح وفحور عقلحه وسحداد رميحه بالشحورى ،فقحال
_سببانه _[ :وعرعاوِررهبمر فِي األَمررِ] آل عمران.119:
وكان النيب " كثريع املشحاورة ألصحبابه ،وكحان مصحبابه _رضحي اهلل عحن م _
يتشاورون فيما بيحن م لحذلك فأهحل السحنة مكثحر النحاس رحورى ،ومبعحدهم عحن
التفرد واالستبداد امتثاالً ألمحر اهلل _ عحز وجحل _ وإتباعحاً لرسحوله " ولعلم حم
بفضائل الشورى وعوائدها اجلمة ف حي تحزرع األلفحة بحل املتشحاورين ،وتقحوي
الروابط بل املسلمل فنن م متى رعروا بوحدة اهلدف واملصحلبة قحاموا بتبقيحق
ذلك ،ومتى رعروا بارتباط املصاحل قويت بين م احملبة ،وتوثقحت عحرى األلفحة،
وزالت موجبات العداوة.
يروى عن ممري املؤمنل علي بن مبي طالب ÷ منه قال= :نعم املؤازرة
املشاورة ،وبئس االستعداد االستبداد .)4(+
ثم إن الرمي الواحد يعرتيه ما يعرتيه من النقص واخلطأ ،فنذا كثرت اآلراء
( )1نقححض املنطححق ص ،8_7واقتضححاء الصححراط املسححتقيم ملخالفححة مصححباب اجلبححيم البححن تيميححة
،21/1وحكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد ،ص.18_12
( )6انظر الرياض الناضرة ،البن سحعدي ،الفصحل الثحاني عشحر ص ،19ووجحوب التعحاون بحل
املسلمل ،البن سعدي ،ص .11_14
( )4مدب الدنيا والدين ،للماوردي ،ص .499
عقيدة أهل السنة واجلماعة 86
واتفقت ،وحصل التعاون مصابوا الصواب ،ومدركوا النجاح.
لذا فأهل السنة واجلماعة ممرهم رورى بين م ،ف م يتشاورون فيما ينوب م
من نوائب ،وما ينزل ب م من نوازل مفراداً كانوا مم ياعات ،فيفيد بعض م من
بعض ،فتتبقق بذلك املصاحل ،وتدرم املفاسد ،وحيصل رضا الرب _ جال
وعال_ وإتباع النيب".
خبالف الذين ذهبت ب م خياالت الغرور كل مذهب ،فاعتع ُّدوا بأنفس م مكثر
من الالزم ،فلم يرعوا للشورى حق ا ،ومل يقدروها قدرها ،فما مكثر خطأهم،
وما مقل صواب م.
العاررة :اإلنفاق يف سبيل اهلل :فأهل السنة مكثر الناس إنفاقاً يف سبيل اهلل،
وبذال يف كافة طرق اخلري لعلم م من املال مال اهلل ،ومن اهلل مستخلف م فيه،
وسائل م عنه ،ومنه _ سببانه _ قد حثّ م على اإلنفاق يف سبيله ،ووعد على
ذلك بالثواب اجلزيل يف الدنيا واآلخرة ،كما منه _ عز وجل _ حذر من البخل،
وتوعد من خبل بالعقاب العاجل واآلجل ،ف م ينفقون رغبة مبا عند اهلل من
جزيل الثواب ،وخوفاً مما لديه من رديد العقاب ،ثم هم خيشون إن مل ينفقوا يف
سبيل اهلل من يستبدهلم اهلل قوماً غريهم ،ثم ال يكونوا ممثاهلم.
لححذا ف ححم ينفقححون األمححوال الطائلححة يف عمححارة املسححاجد ،ومسححاعدة الفقححراء
واحملتححاجل ،ويف سححبيل تبليححغ ديححن اهلل ،والححدعوة إىل سححبيله ،وإعانححة الححدعاة
املخلصل الداعل إىل اهلل على بصرية ،ويف نشر الكتب النافعة ،إىل غري ذلك من
وجوه الرب واإلحسان.
87 عقيدة أهل السنة واجلماعة
الل الفححرق
ضح َّ
ممححا غريهححم فقححد ينفححق الكححثري مححن الوقححت واملححال كالنصححارى و ب
وغريهم ،ولكن يف سبيل من؟
إن م ينفقون ممواهلم للصد عن سبيل اهلل ،مو لنشر البدع والضالالت ،مو
عالذِينع كَفَربواْ
حسر عرةً ثبمَّ يب رغلَببونع و َّ
حملاربة مولياء اهللَ [ ،ف عسيبن ِفقُوعن عا ثبمَّ عتكُونب عع َلري ِمر ع
ج عنَّمع يببرشعربونع] األنفال.42 :
ِإلَى ع
احلادية عشرة :اجل اد يف سبيل اهلل :فمن مصول مهل السنة واجلماعة من
اجل اد ماض إىل قيام الساعة م األمراء مبراراً كانوا مم فجاراً.
فأهل السنة واجلماعة هم مهل اجل اد ،وهحم الحذين يقومحون بحه خحري القيحام،
وهم الذين يسعون إىل إحيائه يف كافة صوره ومنواعه.
ف ححم يقومححون باجل ححاد الححذي يقصححد بححه صححالح املسححلمل وإصححالح م ،يف
عقائححدهم ،ومخالق ححم ،وآداب ححم ،ويي ح رححؤون م الدينيححة والدنيويححة ،ويف
تربيت م العلمية والعملية ،وهذا النوع هو مصل اجل اد وقوامه.
ويقومححون _ميضححاً_ باجل ححاد الححذي يقصححد بححه دفحح املعتححدين علححى اإلسححالم
واملسلمل ،من الكفار واملنافقل وامللبدين وكافة معداء الحدين ،ف حم جياهحدون
باحلجة والربهان ،وجياهدون بالسالح املناسب يف كل زمان ومكان(.)1
فكم ر دت هلم يف النصر من عزمة ،وكم مذاقوا معداء اإلسالم من كاس
لل زمية مرّة ،وكم نصروا من مظلوم ،وكم ردّوا من حقٍّ سليب.
قال _تعاىل_ يف وصف عباده املؤمنل [:مِنع الْمب رؤ ِمنِلع رِجعالٌ صعدعقُوا معا ععاهعدبوا
( )1انظر وجوب التعاون بل املسلمل ،للشيخ عبدالردمن ابن سعدي ،ص.8_7
عقيدة أهل السنة واجلماعة 88
اللَّ حهع ععلَ ير حهِ فَمِ حنر بم مَّححن قَضعححى نعبربع حهب وعمِ حنر بم مَّححن يعنتعظِ حرب وعمعححا بعححدَّلُوا تعبر حدِيالً]
األحزاب.64:
هذا هو نعت الرجال من املؤمنل الصدق الكامل فيما عاهدوا اهلل عليه من
القيام بالدين ،وإن اض مهله ،ونصره بكل ما يقدرون عليه من مال ،ومقال،
وبدن ،و اهر ،وباطن.
ومِنر وصرفِ هؤالء املؤمنل الثباتب التامُّ ،والصحرب والشحجاعة ،واملضحيُّ بكحل
وسيلة ب ا نصر للدين ،فمن م الباذل نفسه ،ومن م البحاذل مالحه ،ومحن م احلحاثُّ
إلِ خوانه علحى القيحام بكحل مسحتطاع محن رحؤون الحدين ،ومحن م السحاعي بيحن م
بالنصححيبة ،والتححآلف ،واالجتمححاع ،ومححن م املن ّشحط بقولححه ،وجاهححه ،وحالححه،
ومن م الفذ اجلام لذلك كله ،ف ؤالء هم مهل الدين ،وخيار املسلمل ،ب م قام
الدين ،وبحه قحاموا ،وهحم اجلبحال الرواسحي يف إميحان م وج حادهم وصحربهم ،ال
يردُّهم عما يرومون نيله رادٌّ ،وال يصدهم عن سلوك سبيله صادّ ،تتواىل علي م
الكوارث واملصحائب ،فيتلقون حا بقلحوب ثابتحة ،وصحدور منشحرحة لعلم حم مبحا
يرتتب على ذلك من اخلري والفالح ،والثواب والنجاح(.)1
خبالف املتشائمل املتخاذلل ،واجلبناء املرجفل ممن ضعف إميان م ،وعميت
بصائرهم ،فال ترى في م إعانة ،والحس من م جدَّاً ،وال تسم هلم ركزاً،
وقد ملك م البخل ،واستبوذ علي م اجلنب ،واستبدّ ب م اليأس ،ففي م الساعي
بل املسلمل بالعداوات ،وفي م املرجف واملخذل ،وفي م املتشائم الذي ذهب
( )1انظر وجوب التعاون بل املسلمل ،ص ،11واجل حاد يف سحبيل اهلل ،للشحيخ عبحدالردمن ابحن
سعدي ،ص .8_7
89 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر رف املالم عن األئمة األعالم ،لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،والرد على املخالف محن مصحول
اإلسالم ،للشيخ د .بكر مبو زيد ،ص .29
( )6انظر مدب اخلالف ،للشيخ د .صاحل بن دميد.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 94
السابعة عشرة :علو اهلمة :فأهل السنة معلى الناس همةً ،ومكثرهم حرصاً
على نشدان املعالي وتطالب الكمال ،ومبعدهم عن الدنايا ،والصغائر،
وحمقرات األمور.
ومن معظم مظاهر علو اهلمة عندهم _ حرص م على طلب العلم ،وتبليغه
للناس.
وال مدل على ذلك من حال علماء احلديث الذين كانوا يواصلون كالل الليل
بكالل الن ار ،ويقطعون من مجله املفاوز والقفار ب مة ال تين ،وعزمة ال تنثين،
وبنفوس مبيّة ،وهمم عليّة ،ال تقن بالدون ،وال ترضى من ذلك بالقليل ،حتى
حفظ اهلل ب م الدين ،فنفوا عنه زيف الغالل ،وانتبال املبطلل فاستمرت
بذلك الشريعة الغراء غضة طرية ،تنقل ا األجيال ،وتن ل من ينبوع ا العذب،
ومعين ا الصايف.
ثم إن م معز الناس نفوساً ،ومردهم للضيم إباءً ،ومعظم م على األمة
غريةً ،ومبعدهم عن الطم وج ة ،ال تتجارى ب م األهواء ،وال تسرتق م
األطماع ،وال يسريون إال وفق ما ميليه علي م إميان م واحلق الذي حيملونه،
ويدعبون الناس إليه يغارون على األمة يف دين ا ،ويأبون من متسَّ ا لفْبةٌ من
ضيم ،مو من ي تضم حق من حقوق ا ،مو من يغتصب ررب من موطان ا.
الثامنة عشرة :االعتدال حال السراء والضراء :فأهل السنة واجلماعة يلزمون
االعتدال حال السراء والضراء لسالمة معتقدات م ،ولقوة إميان م ويقين م،
ولكرب نفوس م ،وعلو همم م فال تبطرهم النعمة ،وال تبقَِّنط م املصيبة ،وال
95 عقيدة أهل السنة واجلماعة
حيمل م الغنى األرر والبطر ،وال ينبط ب م الفقر إىل الذلة واخلنوع ،إن تولوا
مل تعطِش الوالية ب م يف زهو ،وإن عزلوا مل ينزل ب م العزل يف حسرة.
ف م يف محواهلم كل ا يتقلبون مسرورين مغتبطل ،فيتلقون املسارّ واحملابَّ
بقبول هلا ،وركر هلل علي ا ،واستعمالٍ هلا مبا ينف ،واستعانة ب ا على ممور
الدين والدنيا.
فيبصل هلم من جراء الفرح ب ا ،ورجاء خريها وبركات ا _ ممورٌ عظيمةٌ
تتضاعف ب ا مسرات م.
ويتلقون املكاره واملضار ،واهلموم والغموم بالرضا والشجاعة التامة،
وباملقاومة ملا ميكن م مقاومته ،وختفيف ما ميكن ختفيفه ،وبالصرب اجلميل ملا ال بدَّ
هلم منه.
وبذلك حيصل هلم من آثار املكاره _ من التجارب ،والقوة ،والرجاء،
والصرب ،واالحتساب _ ممور عظيمة تضمبل مع ا املكاره ،وحتل حمل ا املسار
واآلمال الطيبة(.)1
قال _ تعاىل _ [:إِنَّ اْلنِنسعانع بخ ِلقع عهلُوعاً* ِإذعا معسَّهب الشَّرُّ جعزبوعاً* وعِإذعا معسَّهب
خير بر عمنبوعاً* إِلَّا الْمبصعلِّلع] املعارج.66_19 :
الْ ع
وقال الرسول "= :عجبا ألمر املؤمن إن ممره كله خري ،وليس ذاك إال
للمؤمن ،إن مصابته سراء ركر فكان خرياً له ،وإن مصابته ضراء صرب فكان خرياً
( )1انظر تنزيه الدين ودملته ص ،119واألدلة والقواط والرباهل ص ،414والوسائل املفيحدة
للبياة السعيدة البن سعدي ص ،184ضمن اجملموعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبدالردمن بن سعدي.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 96
له.)1(+
قال كعب بن زهري ÷ يف قصيدته املش ورة _ الربدة _ عن الصبابة _ رضي
اهلل عن م _ :
()6
إومن ناً وليس ننوا ًا نن ناً حما يل ننو ال ف ح ن ن ن ننو حما الن ن ن ن ن رم ن ن ن نناحهه
بك.)1(+
=وروي من عمر بن عبد العزيز كتب إليه بعض الناس يعزيه مبوت ابنه
عبدامللك ،فقال عمر لكاتبه :اكتب ،ودقِّق القلم :مما بعد فنن هذا ممر كُّنا وطََّّنا
نفوسنا عليه ،فنذا نزل بنا مل نكرهه ،والسالم .)6(+
هذا هو وصف الكُمَّل مهل السنة واجلماعة ،وهذا هو دمب م يف استقبال
تقلبات احلياة.
كيف ال ،وقدوت م يف ذلك رسول اهلل "؟.
فلقد كان ن جاً يقتفي ،وقدوةً حتتذى يف اعتداله حال السراء والضراء.
قال ابن القيم ×= :فنذا جئت إىل النيب " وتأملت سريته م قومه وصربه
يف اهلل ،واحتمالححه مححامل حيتملححه نححيب قبلححه ،وتلححون األحححوال عليححه مححن ِس حلْم،
وخوفٍ ،وغنىً ،وفقرٍ ،وممن ،وإقامة يف وطنه ،و عن عنه ،وتركه هلل ،وقتحل
محبابححه وموليائححه بححل يديححه ،ومذى الكفححار لححه بسححائر منححواع األذى مححن القححول،
والفعل ،والسبر ،والكذب ،واالفحرتاء عليحه والب تحان ،وهحو _مح ذلحك كلحه_
صابر على آمر اهلل ،يدعو إىل اهلل ،فلم يؤذع نيبٌّ محا موذي ،ومل حيتمحل يف اهلل محا
احتمله ،ومل يبعرطَ نيبٌّ ما معطيه ،فرف اهلل له ذكره ،وقرن امسه بامسه ،وجعله
سيد الناس كل م ،وجعلحه مقحرب اخللحق إليحه وسحيلة ،ومعظم حم عنحده جاهحاً،
وممسع م عنده رفاعة ،وكانت تلك احملن واالبتالء ععيرنع كرامته ،وهحي ممحا زاده
واالهتمام بقضاياهم ،وهذا ينربي للرد على الكفار واملبتدعة ومهل األهواء،
وهذا يشتغل بأمور األخالق والسلوك ،وهذا ي تم بأحوال املسلمل ،وذاك الفَ َّذ
اجلام ألكثر تلك اخلصال ،وهكذا دواليك.
وم ذلك فال ينكر بعض م على بعض ،طاملا من كل واحد يعمل ما يف وسعه
ومقدوره فالكل على خري وهدى وسنة.
العشرون :الرتبية املتكاملة املتوازنة :ف م يربون متباع م على العلم والعمل،
ويبدمون ب م باألهم فامل م ،وال يغلبون جانباً على جانحب ،فحال يربحون م علحى
العلححم دون العمححل ،مو العمححل دون العلححم ،وال يربححون هححم علححى التعصححب
والتبححزب ،وال علحى التعححالي واحتقححار اآلخححرين ،كمححا ال يربححون م علححى الذلححة
والتبعة املطلقة.
احلادية والعشرون :مهل السنة هم الذين جيددون لألمة ممر دين ا :ف م الذين
يعملون على إحياء الدين ،ويسعون لدف الغربة عنه ،وجتديد ما مندرس من
معامله.
ولو نظرنا إىل اجملددين يف تاريخ اإلسالم لوجدنا من م من مهل السنة
واجلماعة ،كعمر بن عبد العزيز ،واألئمة األربعة ،وريخ اإلسالم ابن تيمية،
*
وريخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب= ،وغريهم من مهل العلم واإلميان +
_ردم م اهلل ورضي عن م _.
الثانية والعشرون :هم مهل األمر باملعروف والن ي عن املنكحر :ف حم يحأمرون
باملعروف وين حون عحن املنكحر مبراتحب اإلِنكحار الحثالث :باليحد ثحم باللسحان ،ثحم
عقيدة أهل السنة واجلماعة 011
بالقلحب ،تبعحاً للقحدرة واملصححلبة ،ويسحلكون يف ذلحك مقححرب طريحق حيصحل بححه
املقصححود ،بححالرفق ،والتيسححري ،والسحح ولة ،متقححربل بنصححيبة اخللححق إىل اهلل،
قاصدين نف اخللق ،وإيصاهلم إىل كحل خحري ،وكف حم عحن كحل رحر ،حمحافظل
بذلك على خريية هذه األمة ،حريصل على دف العذاب عن ا.
الثالثة والعشرون :هم مهل الدعوة إىل اهلل :ف م يدعون إىل دين اإلِسالم،
باحلكمة واملوعظة احلسنة ،واجملادلة باليت هي محسن ،ويسلكون يف ذلك رتى
الطرق املشروعة واملباحة حتى يعرف الناس رب م ،ويعبدوه حق عبادته.
فال محد محرص من م على هداية اخللق ،وال محد مرحم من م بالناس.
الرابعة والعشرون :هم القدوة الصاحلون :ألن في م الصديقل ،والش داء
واجملاهدين ،ومن م معالمع اهلدى ،ومصابيح الدجى ،ومولي املناقب املأثورة
والفضائل املذكورة ،وفي م مئمة الدين ،الذين مي الناس على هدايت م.
فمن هنا جيد اإلنسان في م القدوة احلسنة ميَّاً كان فنن كان جماهداً وجد من
يقتدي به من م ،وإن كان حمباً للعلم راغباً فيه وعجعدع يف سريهم من يسري على
ن جه ،وهكذا...
اخلامسححة والعشححرون :هححم الغربححاء :الححذين يبصححلِبون مححا مفسححد النححاس،
ويصلُبون إذا فسد الناس.
السادسة والعشرون :هم الفرقة الناجية :اليت تنجو من البدع والضالالت يف
هذه الدنيا ،وتنجو من عذاب اهلل يوم القيامة.
السابعة والعشرون :وهم الطائفة املنصورة :ألن اهلل مع م ،وهو مؤيدهم
010 عقيدة أهل السنة واجلماعة
وناصرهم.
الثامنة والعشرون :وهم الظاهرون إىل قيام الساعة :ف م معروفون بارزون
مستعلون ،وهم ثابتون على ما هم عليه من احلق والدين ،وهم غالبون
جت م اهرة ،وكلمت م هي العليا.
متمكنون فقد جعل اهلل حب ّ
التاسعة والعشرون :تعظيم األمة هلم :فاهلل _ عز وجل _ قد طرح هلم القبول
يف األرض ،فاألمة تثق ب م ،وتسم كالم م ،وتأخذ مقواهلم ألن م مقرب
الناس إىل الصواب ومكثرهم حترياً للبق.
الثالثون :هم الذين حيزن الناس لفراق م :وما ذاك إال لشفقت م على الناس
وحرص م على بذل اخلري ونشره ،فالناس يفقدون م إذا ماتوا ،وحيزنون لفرق م
مرد احلزن.
وال مدل على ذلك من جنائز مئمة مهل السنة املش ودة ،واليت يش دها اجلم
الغفري من الناس ،واليت تدل على مكانت م يف القلوب ،واجنذاب الناس إلي م.
كما حصل يف جنازة إمام مهل السنة مدمد بن حنبل( )1وجنازة ريخ اإلسالم
ابن تيمية _ ردم ما اهلل تعاىل _.
احلادية والثالثون :مصرب الناس على مقواهلم ومعتقدات م ،ودعوت م( :)6فال
يعفتُّ هلم عضد ،وال تلل هلم قناة ،وال يعدع بعون اجل ل ينتشر والشر يسيطر،
وال يستسلمون للواق املر األليم ،بل يسعون بكل ما يستطيعون ،وبكل وما
موتوا من قوة يف سبيل نشر الدعوة ،ورف اجل ل عن الناس ،وتغري الواق إىل
( )1انظر مناقب اإلمام مدمد بن حنبل البن اجلوزي ص .118_114
( )6انظر نقض املنطق ص .14_16
عقيدة أهل السنة واجلماعة 011
األفضل واألكمل بالطرق املشروعة واملباحة ،حمتسبل بذلك األجر واملثوبة عند
اهلل _ عز وجل _ صابرين على ما يلقونه من مذى ومصاعب ،غري مبالل بنرجاف
املرجفل ،وختذيل املخذلل.
وال مدل على ذلك من موقف إمام مهل السنة واجلماعة اإلمام مدمد ابن
حنبل × إبان فتنة خبلق القرآن ،فلقد موذي ،وجلد ،وسجن كي يرج عن
قوله ،ويقول خبلق القرآن ،فما كان منه مال من ثبت وصرب ،حتى نصر اهلل به
اإلسالم ،وقم به البدعة.
وكذلك حال ريخ اإلسالم ابحن تيميحة × حيحث دعحا إىل السحنة واإلِسحالم
الصححبيح ،وجححادل مهححل الباطححل باللسححان ،وجالحدهم بالسححنان ،ب مححة وقححادة،
وعزمة وثابة ،حتى نصر اهلل به السنة ،وكسر به البدعة ،وجدّد به الدين ،جعلحه
رجى يف حلوق املبتدعة وامللبدين.
وكذلك حال ريخ اإلسالم جمدد القرن الثاني عشر اهلجحري اإلمحام حممحد بحن
عبححد الوهححاب × فلقححد خححرج هححذا اإلمححام يف جمتم ح يعححج بالشححرك والبححدع
والضالالت ،فقام هلل ،ودعا إىل سبيل اهلل ،ورع َّمر عحن سحاعد اجلحد ،واسحتفرغ
لذلك الطاقة واجل دّ ،ف دى اهلل به قلوباً غلفاً ،وآذاناً صماً ومعيناً عميحاً ،ومبحان
به احملجة ،ومقام على الناس احلجة.
الثانية والثالثون :يدينون بالنصيبة هلل ،ولكتابه ،ولكتابه ،ولرسوله ،وألئمة
املسلمل وعامت م :منطلقل بذلك من قول النيب "=:الدين النصيبة ،+قالوا
013 عقيدة أهل السنة واجلماعة
ملن يا رسول اهلل؟ قال = :هلل ولكتابه ،ولرسوله ،وألئمة املسلمل ،وعامت م.)1(+
ف م ينصبون هلل إمياناً به ،وقياماً حبقه ،وعبوديةً له اهراً وباطناً.
وينصححبون لكتححاب اهلل باإلِقبححال عليححه تححالوة ،وحفظ حاً ،وتححدبراً ،وتعلم حاً
أللفا ه ومعانيه ،وعمالً به ،ودعوة للناس إليه.
وينصحححبون للرسحححول " مبببتحححه ،وتعظيمحححه ،وتححوقريه ،واإلقتحححداء بحححه،
واالهتداء ب ديه ،وإتباع سنته ،والذب عنه ،ونصحرة دينحه ،وتقحديم قولحه علحى
قول كل محد من البشر.
وينصبون ألئمة املسلمل _ من اإلِمام األعظحم إىل محن دونحه ممحن هلحم واليحة
خاصة مو عامة _ باعتقحاد واليحت م ،وبالسحم والطاعحة هلحم بحاملعروف ،وببحذل
املسححتطاع إلِررححادهم ،وتنبححي م مل حا فيححه صححالح م وصححالح األمححة يعححاء،
وبتبذيرهم مما فيه ضرر علي م وعلى األمة.
وينصبون لعامة املسلمل مبببت م ،وحمبة اخلري هلم ،والسعي يف إيصال
النف هلم ،وبكراهية الشر واملكروه هلم ،والسعي يف دفعه ودف مسبابه عن م.
وينصبون هلم _ ميضاً _ بتعليم جاهل م ،ووعظ غافل م ،ونصب م يف ممور
دين م ودنياهم ،والتعاون مع م على الرب التقوى(.)6
الثالثة والثالثون :ال يوجبون على العاجز يف معرفتة العلم ما جيب على
للخوارج عندما حلحوا بيعحة ممحري املحؤمنل علحي بحن مبحي طالحب÷ ألنحه حكَّحم
الرجال يف كتاب اهلل _ بزعم م _ وقالوا :ال نريد إال مثل عمر بن اخلطاب ÷.
ولكن من مين يؤتى مبثل عمر؟ ف ذا طلب يف غري حمله ،وهذا علي مفضل
مهل زمانه.
فرتكوا علياً وحلوا البيعة ،وعلَيرتع بمر عندما فعلوا ذلك بايعوا محد الصبابة كابن
عمر ،وسعيد بن زيد مو غريهم من الصبابة األحياء آنذاك.
بل إن الغلو واإلفراط قادهم إىل التفريط ،فاستبدلوا الذي هو مدنى بالذي هو
خري= ،فبايعوا ريت بن ربعي مؤذن سجاح ميام ادعت النبوة بعد موت النيب"
حتى تداركه اهلل بردمته ،ففر من م ،وتبل له ضاللت م ،فلم يق اختيارهم إال
على عبد اهلل بن وهب الراسيب معرابي بوال على عقيبه ،ال سابقة وال صببة،
والفقه ،والر د اهلل له خبرب .)1(+
وهذه احلالة حتصل كثرياً فتجد بعض الغالل يتطلب الكمال ،ولكن ال
يسعى إىل حتصيله ،مو جتده يض يف ذهنه صوره خيالية مغرقة يف املثالية ،فنن
حصل له كل ما يريد وإال قعد بدون سعي ،مو ج د ،مو تسديد ،مو مقاربة.
السادسححة والثالثححون :ال يوالححون وال يعححادون إال علححى مسححاس الححدين :فححال
ينتصرون ألنفس م ،وال يغضبون هلا ،وال يوالون لِعببِّيَّحةٍ( )6جاهليحة ،مو عصحبية
مذهبية ،مو راية حزبية ،وإمنا يوالون على الحدين ،فحوالؤهم هلل ،وبحراؤهم هلل،
( )1انظر اخلطوط العريضة ،حملب الدين اخلطيب تعليق حممد مال اهلل ص ،64والشحيعة والسحنة،
إلحسان إهلي ري ص ،111_114واحلركات الباطنية ،د .حممد اخلطيب ص .14
( ) 6انظر الباكورة السليمانية يف كشف مسحرار الديانحة العلويحة النصحريية لسحليمان األذنحي ص ،71
وانظر احلركات الباطنية ص ،429والنصريية ،د .س ري الفيل ص .198
019 عقيدة أهل السنة واجلماعة
القدحع يف الصبابة فنن م حيملون ذلك على محسن احملامل ،ويلتمسون هلم
محسن املخارج واملعاذير.
ويرون _ ميضاً _ من ما ثبت عن الصبابة فيما رجر بين م من م فيه جمت دون
وذلك من القضايا كانت مشتب ة فلشدة ارتباه ا تباينت اجت ادات م في ا ف م
مابل جمت د مصيب فله مجران ،وجمت د خمطىء فله مجر ،وثالث ارتبه عليه احلق
فآثر االعتزال.
ويرون من الصبابة _ رضي اهلل عن م _ ندموا لِمعا آل إليه األمر ،وحزنوا
لذلك حزناً رديداً ألنه مل خيطر بباهلم منه سيصل إىل ما وصل إليه.
ومهل السنة _ ميضاً_ يرون من الصبابة خري الناس حتى يف حال القتال والفتنة
واالختالف فربغم ما حصل بين م مل يكفِّر بعض م بعضاً ،ومل يببع ِّدع بعض م
بعضاً ،بل كانوا يثنون على بعض ،ويلتمسون املعاذير لبعض ،ويرتحم بعض م
على بعض ،ويأخذون العلم من بعض.
ومهل السنة م ذلك كله ال يعتقدون من كل واحد من الصبابة معصوم من
كبائر الذنوب وصغائرها ،بل جتوز علي م الذنوب يف اجلملة ،ولكن هلم من
السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر من م.
وما ينكر على بعض م إمنا هو جزء يسري ينغمر يف حبر حسنات م.
هذا يف الذنوب احملققة ،فكيف باألمور االجت ادية اليت إن مصابوا في ا فل م
مجران ،وإن اخطأوا فل م مجر واحد؟(.)1
( )1انظر اعتقاد مهل السنة يف الصبابة ،للشيخ حممد بن عبداهلل الوهييب ص .91_77
عقيدة أهل السنة واجلماعة 001
احلادية واألربعون :سالمت م من احلرية واالضطراب ،والتخبط والتناقض:
فأهل السنة واجلماعة مكثر الناس رضاً ويقيناً ،وطمأنينة ،وممياناً ،ومبعدهم عن
احلرية واالضطراب ،والتخبط والتناقض.
حتى إنه ليوجد عند عوام مهل السنة من برد اليقل ،وحسن املعتقد ،والبعد
عن احلرية _ ما ال يوجد عند علماء الطوائف األخرى ،وحذاق م من مهل
الكالم وغريهم ،وممن اضطربوا يف تقرير عقائدهم ،فباروا وحريوا ،وتعبوا
ومتعبوا(.)1
ومل يكن ذلك ليبصل هلؤالء لوال من م التمسوا اهلدى من غري مظانه.
ومما يدل على حريت م ما جاء على ملسنة حبذاق مهل الكالم الذين بلغوا فيه
فلم يرجعوا بفائدة ،ومل يعودوا بعائدة ،ف ذا الرازي محد مكابر علم الكالم
ينوح على نفسه ،ويبكي علي ا قائالً:
ن ن ن ن نن وغا ن ن ن ننة ن ن ن نننال النن ن ن ننا نها ن ن ن نةُ أإ ن ن نندا ِ النقن ن ن ننو ع ن نقن ن ن ننا
وغا ن ن ن ن ن ن ننة د ي ن ن ن ن ن ن ننا ا أحم ً وو ن ن ن ن ن ن ن ننا وأرواحنن ننا ن وحتن ننة من ننٍ جسن ننومنا
ن ننو أ مجننن ننا ي نن إين ننل وإن ننالوا ومل سنتفد منٍ ن ننا ننو ع ْم ننا
بن ن ننادوا مجين ن ن ناً مس ن ن ن ع و الن ن ننوا وك ننه إن نند رأ ن ننا م ننٍ رج ن ن ننا ودول ننة
()6
الن ننوا واجلبن ننا ج ن ن ننبا رج ن ننا ن اتها وكننه مننٍ جبننا إنند عل ن
وقال= :لقد تأملت الطرقع الكالميةَ ،واملناهج الفلسفية فما رميت ا تشفي
عليالً ،وال تبروي غليالً.
الرحرمعنب ععلَى الْععررشِ
ورميت مقرب الطرق طريقة القرآن مقرم يف اإلثباتَّ [ :
ا رستعوعى] طهِ[ ،1:إَليرهِ يعصر ععدب اْل َكلِمب الطَِّّيبب وعالْععمعلب الصَّالِحب يع ررفَعبهب]
فاطر.19:
ومقرم يف النفيَ[ :لريسع كَ ِمرثلِهِ عريرءٌ عوهبوع السَّمِي ب البعصِريب] الشورى،11 :
[وعال يببِيطُونع بِ ِه ِعلْماً]طه.)1(+119:
وقال:
و ن ن ن ن ن ننوا ن جه ت ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننتبمبه ٍ ج ن ن ن ننل ج لن ن ن ن ن النل ن ن ن ننه للن ن ن ن ن
خنلن ن ن ن ننق لتنلن ن ن ن ننه أ ه ن ن ن ننا التن ن ن ن نننله م ن ن ن ن ننا للن ن ن ن نن ا وللنل ن ن ن ن ننو و من ن ن ن ن ننا
وممن اعرتف من م بالوقوع باحلرية ،واألمور املشكلة املتعارضة ابن مبي احلديد
املعتزلي ،وهو من كربائ م ،قال بعد عظيم توغله يف علم الكالم:
وا قض ن ن ن ننأ عمن ن ن ن ن ح ن ن ن ننار أمن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننيح ن ن ن ن ننا أغنلن ن ن ن ن ننو ةَ الفكَ ن ن ن ن ن ن
رنن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ال أحم النسنفن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن من ن ن ن ننا ين ن ن ن ننح النقن ن ن ن ننو ن ن ن ن ننا
النن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن أ ن ن ن ن ن ن ننح النمن ن ن ن ن ن ن ن و ل ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننأ ا األـ عن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نننموا
خن ن ن ن ن ننارا عن ن ن ن ن ننٍ إن ن ن ن ن ننوة النبتن ن ن ن ن ن ن ن ن عنمن ن ن ن ن ن نننوا الن ن ن ن ن ن نن كن ن ن ن ن ن نن وا
وقال ميضاً:
جن ن ن ن ننا ال علن ن ن ن ننال ع ن ن ن ن ننائه ا ن ن ن ن ننٍ من ن ن ن الن ن ن ن ن ا ن ن ننتك ن ن نننحما ال ن ن ن
وقال محدهم:
وا ن ننتبقيتهه ن ا اكن نن و ن ننا ح نند األك ن ن ٍ ـ النن ن ن نناو
فس ن ننال ن س ن نني ا ف ن نناو و ن نني نندْرـ إ ْن ه ننا وخضنن ن ننارًا ل نني
تيننار ـ ا ت سننا د ننٍ النجننائ ولَججْ ن ن األ كننار ننه ت ن اج اخن ن
ومن الذين خاضوا يف علم الكالم وندموا على ذلك اجلويين ،والغزالي،
واخلسروراهي ،وغريهم(.)1
ومن املتأخرين الذين خاضوا يف علم الكالم فلم يرجعوا منه بفائدة بل وقعوا
يف احلرية والشك _ اإلمام الشوكاني × فننه حدث عن نفسه فقال= :ها منا
مخربك عن نفسي وموضح لك ما وقعت فيه ممس ،فنني يف ميام الطلب،
()1انظر تفصيل ذلك يف جمموع الفتاوى ،71_76/1ونقض املنطق ،62_61ودرء تعارض العقل
والنقل ،البن تيمية ،126_119/1وكتاب الصفدية ،691_696/1وررح العقيدة الطباوية ص
،619_698وترجيح مساليب القرآن على مساليب اليونان ،البن الوزير ص ،11_11و،114_116
والكوارف اجللية ص .111_111
003 عقيدة أهل السنة واجلماعة
وعنفوان الشباب رغلت ب ذا العلم ،الذي مسوه تارة علم الكالم وتارة علم
التوحيد ،وتارة علم مصول الدين ،ومكببت على مؤلفات الطوائف املختلفة
من م ،ورمت الرجوع بفائدة ،والعودة بعائدة ،فلم م فر بغري اخليبة واحلرية،
وكان ذلك من األسباب اليت حبّبت إليّ مذهب السلف ،على مني كنت قبل
ذلك عليه ،ولكن مردت من مزداد منه بصرية ورغفاً ،وقلت عن ذلك يف تلك
املذاهب :
مننٍ ننند ننو الت نند ن ومننٍ وغا ن ننة من ننا حصَّ ن نلْت من ننٍ مب ن نناح ال
الت يُّنن
م ننا عل ننه م ننٍ مل لنن غنن َّ هننو الوإننف مننا ن الطن ق حن ة
()1
فس ننال بن ن التب ن ن وم ننا إننن ن ين ن غمن ننار عل ننأ أ ن ن إ نند خضن ن
( )1انظر التبف يف مذاهب السلف ،للشوكاني ،94/6ومدب الطلب للشوكاني ص .117_112
( )6مرار ابن تيمية يف موض آخر إىل من القائل مبو حامد الغزالي .انظر نقض املنطق البن تيمية،
ص.61
( )4الفتوى احلموية ص.191_191
عقيدة أهل السنة واجلماعة 004
اضطراب م يطول ،واملقام ال يتس للبسط(.)1
هذا هو رأن من ضل من مهل الفرق اإلسالمية.
مما الكفار الذين تنكبوا الصراط املستقيم من املالحدة وغريهم _ فال تسل عن
بؤس م ورقائ م ف م يعيشون مدنى دركات الشقاء والنكد ،فلقد سلبوا األمن،
ورححاعت فححي م األمححراض النفسححية والعصححبية ،وفتكححت ب ححم ممححراض الشححذوذ
اجلنسي ،وكثر في م الرعحب ،وانتشحر فحي م االنتبحار والرغبحة يف الحتخلص محن
احلياة.
ولقد عرب عن ذلك العذاب الذي يعانونه ح فريق كبري من فالسفة امللبدين.
ف ا هو الفيلسوف األملاني املش ور (فريدريك نيتشه) بعد من ملغى من فكره
عقيدة اإلِميان باهلل ،وحكمة االبتالء ،ومن وراء هذه احلياة الدنيا حياة مخرى هي
دار اخللود واجلزاء واحلساب _ ها هو يعرب عن دخيلة نفسه ،وما يعانيه من
عذاب ورقاء فيقول= :إنين معلم جيد العلم ملاذا كان اإلِنسان هو احليوان
الوحيد الذي يضبك ألنه الذي يعاني مرد العناء فاضطره ذلك من خيرتع
الضبك.)6(+
( )1املرج السابق ص ،419وانظر ص ،126من الكتاب نفسه ،وانظر املذاهب املعاصرة
وموقف اإلسالم من ا ،د .عبدالردمن عمرية ص ،661_661والوجودية للكاتب ص .12_11
( )6جام العلوم واحلكم ،البن رجب احلنبلي ،687/1وانظر سرية عمر ابن عبدالعزيز البن
عبداحلكم ص .97
( )4ذيل طبقات احلنابلة البن رجب احلنبلي ،196/6وانظر الوابل الصيب ،البن القيم ص .29
( )1الوابل الصيب ،البن القيم ص ،29والش ادة الزكية يف ثناء األئمة على ابن تيمية ،ملرعي
الكرمي احلنبلي ص .41
007 عقيدة أهل السنة واجلماعة
( )1انظر الصواعق املرسلة على الطائفة اجل مية واملعطلة البحن قحيم اجلوزيحة ،حتقيحق د .مدمحد بحن
عطية الزهراني ،و د .علي بن ناصر الفقي ي .94_77/1
( )6انظر البابية عرض ونقد ،إحسان إهلي ري ،والبابية للكاتب .61_64
( )4انظر حقيقة البابية والب ائية ،د .حمسن عبداحلميد.
( )1انظر القاديانية ،إحسان إهلي ري ص 18_41و ،164_91والقاديانية للكاتب ص.64_69
عقيدة أهل السنة واجلماعة 008
للبقيقة الكونية زالت عنه احلجب ،ومتاه اليقل ،ورفعت عنه التكاليف
الشرعية ،فلم يعد له حاجه بعد ذلك إىل صالة مو صيام ،مو غري ذلك عياذاً باهلل
من الزندقة.
اخلامسة ومربعون :التثبت يف األخبار ،والبعد عن التسرع يف إطالق
األحكام :انطالقاً من قوله _تعاىل_[ :يعا مَُّي عا َّالذِينع آ عمنبوا إِنر جعاءعكُمر فَا ِسقٌ ِبنعبعنٍ
ج عالَةٍ َفتبصربِببوا ععلَى معا فَ عع ْلتبمر نعا ِدمِلع] احلجرات.2 :
َفتعبَّعينبوا مَنر تبصِيببوا قَورماً بِ ع
خبالف الذين يسارعون يف إطالق األحكام ،ويت افتون على إلصاق الت م
باألبرياء ،فيفسِّقون ،ويبدعون ،ويكفرون بالت مة والظنة ،من غري ما برهان مو
بينة(.)1
السادسة واألربعون :التورع يف الفتيا :إقتداءً بالصبابة الكرام _ رضي اهلل
عن م_ فقد كانوا يتدافعون الفتيا لعلم م خبطر القول على اهلل بغري علم ،ف م
يتورعون عن ا ،إيثاراً للسالمة وخوفاً من القول على اهلل بغري علم.
السابعة واألربعون :احلرص على تزكية النفوس :فأهل السنة واجلماعة
محرص الناس على تزكية منفس م بطاعة اهلل _عز وجل_ دون ما إفراط مو
تفريط ،ف م يبعنعون بنصالح واهرهم ،وبواطن م ،ويتقربون إىل اهلل بالنوافل
بعد الفرائض ،فيبرصون على مداء الصلوات املكتوبة ،ومداء الزكاة ،وصيام
ر ر رمضان ،وحج البيت احلرام ملن استطاع إليه سبيالً.
( )1انظر تصنيف الناس بل الظن واليقل ،للشيخ د .بكر مبو زيد.
009 عقيدة أهل السنة واجلماعة
كما من م يبادرون ويسابقون إىل األعمال الصاحلة ،من كثرة الذكر والنوافل،
والصدقات ،وغريها من العبادات(.)1
الثامنة واألربعون :العمل على مرضاة اهلل يف كل وقت مبا هو مقتضى ذلك
الوقت :فأفضل العبادات عندهم يف وقت اجل اد _ اجل اد ،وإن آل ب م األمر إىل
ترك األذكار واألوراد ،ويف حالة ارتداد احلاجة لألمر باملعروف والن ي عن
املنكر_ القيام بذلك األمر ،ويف حالة قدوم الضيف القيام على إكرامه وخدمته،
وهكذا...
خبالف غريهم ممن ال يستطي اخلروج عن النوع الذي ملفه من العبادة.
مما مهل السنة فال يزالون متنقلل يف مراتب العبودية ومنازهلا ،ومقامات ا.
التاسعة واألربعون :من م ينالون يف املدة اليسرية من حقائق العلوم واألعمال
مضعاف ما يناله غريهم يف قرون ومجيال )6( :وهذا ريء مشاهد حمسوس ألنه
اإلميان الصبيح الثابت يقوي اإلدراك ،ويشبذ القرحية ،ويزيد العلم واإلميان،
ويبارك يف األعمال وإن قلت ،ويف األوقات وإن قصرت.
عالذِينع
عاتقُوا اللَّهع وعيبععلِّ بمكُمر اللَّهب] البقرة ،686 :وقال[ :و َّ
قال _تعاىل _[ :و َّ
ا رهتع عدورا زعا عدهبمر بهدًى وعآتعاهبمر عتقْواهبمر] حممد ،17 :وقال [ :عولَور مَنَّا َكتعربنعا عع َلري ِمر
فبياض الوجوه وب اؤها حيصل ألهل السنة يف الدنيا ويف اآلخرة مما يف الدنيا
فتبيض وجوه م وتشرق ويزداد ب اؤها بسبب ما لدي م من حسن املعتقد،
وط ارة القلوب ،وصالح األعمال فنن ذلك يؤثر يف اهر اإلنسان مميا تأثري.
قال ريخ اإلسالم ابن تيمية ×= :فكلما كثر الرب والتقوى قوي احلسن
واجلمال ،وكلما قوي اإلِثم والعدوان قوي القبح والشل ،حتى ينسخ ذلك ما
كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن مل تكن صورته حسنة ،ولكن من
األعمال الصاحلة ما عظم به ياله وب اؤه ،حتى ر ذلك على صورته.
وراً بيّناً عند اإلِصرار على القبائح يف آخر العمر عند وهلذا يظ ر ذلك
قرب املوت فنرى وجوه مهل السنة والطاعة كلما كَبِروا ازداد حسن ا وب اؤها،
حتى يكون محدهم يف كربه محسن وميل منه يف صغره.
وجند وجوه مهل البدعة واملعصية كلما كربوا عظم قبب ا ورين ا ،حتى ال
يستطي النظر إلي ا من كان منب راً ب ا يف حال الصغر جلمال صورت ا.
وهذا اهر لكل محد فيمن يعظم بدعته وفجوره ،مثل الرافضة ومهل املظامل
والفواحش من الرتك وحنوهم ،فنن الرافضي كلما كرب قبح وج ه ،وعظم رينه،
حتى يقوى رب ه باخلنزير ،ورمبا مسخ خنزيراً كما قد تواتر عن م.)1(+
ومما يف اآلخرة فتبيض وجوه مهل السنة إذا مقدموا على رب م ،وقال _تعاىل_:
عض وبجبوٌه وععتسروعدُّ وبجبوهٌ] آل عمران .192 :
[يعورمع تعربي ُّ
قال ابن عباس _ رضي اهلل عن ما _= :تبيض وجوه مهل السنة واجلماعة
( )1االستقامة البن تيمية ،422_421/1وانظر الصارم املسلول البن تيمية ص .187
عقيدة أهل السنة واجلماعة 011
وتسود وجوه مهل البدع والفرقة.)1(+
الثالثة واخلمسون :مضاعفة احلسنات ورفعة الدرجات :فمن مسباب مضاعفة
احلسنات ،ورفعة الدرجات _ بل هو مساس ا ومصل ا _ صبة العقيدة ،وقوة
اإلميان.
ومهل السنة واجلماعة مصح الناس عقيدة ،ومقواهم إميانا ولذلك فأعماهلم
تضاعف مضاعفة كبرية ،ودرجات م ترف وتعلو علواً ال يدانيه محد ،وال
يشارك م فيه إال من كان على مثل ماهم عليه من العقيدة واإلميان.
=وهلذا كان السلف يقولون :مهل السنة واجلماعة إن قعدت ب م معماهلم
قامت ب م عقائدهم ،ومهل البدع إن كثرت معماهلم قعدت ب م عقائدهم.
ووجه االعتبار من مهل السنة م تدون ،ومهل البدع ضالون ،ومعلومٌ الفَررق
بل من ميشي على الصراط املستقيم ،وبل من هو منبرف عنه إىل طريق
اجلبيم.)6(+
هححذه مححآثر مهححل السححنة واجلماعححة ،وهححذه خصائصح م الححيت متيححزوا ب ححا علححى
غريهم ،وتلحك هحي اخلصحال الحيت تعمعثَّلح ا سحلفنا الصحاحل _ردم حم اهلل ورضحي
عن م_ فنالوا اخلريات ،وحصلوا على الربكات.
وال يعين ذلك من مهل السنة واجلماعة معصومون ،ال ،بل إن من ج م هو
املعصوم ،وياعت م هي املعصومة.
اخلامتة
احلمد هلل بنعمته تتم الصاحلات ،وبعد:
ففي خامتة الببث هذا إيال ألهم ما ورد فيه:
_1العقيدة يف االصطالح العام هي ما يؤمن به اإلِنسحان ،ويعقحد عليحه قلبحه،
حقاً كان مم باطالً.
_6العقيدة اإلِسالمية هي اإلميان اجلازم باهلل ،ومالئكتحه ،وكتبحه ،ورسحوله،
واليوم اآلخر ،وبالقدر خريه ورره ،وبكل ما جاء يف الكتاب والسنة محن مصحول
الححدين ،ومخبححاره ،ومححا مي ح عليححه السححلف الصححاحل ،والتسححليم هلل يف احلكححم
واألمر ،والشرع ،والقدر ،ولرسوله " بالطاعة واالتباع.
_4لعلم العقيدة ممساء عند مهل السنة من ا :التوحيحد ،واإلميحان ،و السحنة،
والشريعة ،والعقيدة.
_1لعلححم العقيححدة عنححد غححري مهححل السححنة ممسححاء عديححدة من ححا :علححم الكححالم،
والفلسفة ،والتصوف ،واإلهليات ،وما وراء الطبيعة.
_1مهححل السححنة واجلماعححة هححم مححن كححان علححى مثححل ماكححان عليححه الححنيب "
ومصبابه.
_2مس حي مهححل السححنة واجلماعححة ب ححذا االسححم النتسححاب م لسححنة الححنيب "
واجتماع م على األخذ ب ا اهراً وباطناً ،يف القول ،والعمل ،واالعتقاد.
_7ألهل السنة واجلماعة ممساء مخرى يعرفون ب ا ،من ا :مهل السنة ،ومهل
اجلماعة ،واجلماعة ،والسلف الصاحل ،ومهل احلديث ،ومهحل األثحر ،والفرقحة
015 عقيدة أهل السنة واجلماعة
(ج)
_ جام العلوم واحلكم ،البن رجب احلنبلي ،حتقيق رعيب األرناؤوط
وإبراهيم باجس ،مؤسسة الرسالة ،ط1116 ،4هح _ 1991م.
_ اجلواب الصبيح ملن بدل دين املسيح ،البن تيمية ،مطبعة املدني،
القاهرة 1484 ،هح.
_ اجل اد يف سبيل اهلل مو واجب املسلمل ،للشيخ ابن سعدي ،نشر وتوزي
رئاسة إدارة الببوث العلمية واإلِفتاء والدعوة واإلِرراد باململكة العربية
السعودية.
(ح)
احلجة يف بيان احملجة وررح عقيدة مهل السنة ،إمالء احلافظ قوام السنة مبي
030 عقيدة أهل السنة واجلماعة
القاسم إمساعيل بن حممد بن الفضل التيمي األصب اني ،حتقيق ودراسة د .حممد
بن ربي املدخلي ،وحممد بن حممود مبو رحيم ،ط1،1111هح _ دار الراية.
_ احلركات الباطنية يف العامل اإلسالمي ،عقائدها وحكم اإلسالم في ا ،د.
حممد بن مدمد اخلطيب ،مكتبة األقصى ،عمان ،األردن ،دار عامل الكتب،
الرياض ،ط 1192 ،6هح _ 1982م.
_ احلرية يف اإلِسالم ،حملمد اخلضر احلسل ،دار االعتصام.
_ حصوننا م ددة من داخل ا ،د .حممد حممد حسل ،مؤسسة الرسالة،
ط 1192 ،19هح _ 1982م.
_ حقيقة البابية والب ائية ،د .حمسن عبداحلميد ،دار الصبوة للنشر ،ط،1
1191هح _ 1981م.
_ حكم االنتماء إىل الفرق واألحزاب واجلماعات اإلِسالمية د .بكر مبو زيد،
دار ابن اجلوزي ،ط 1119 ،6هح.
_ حكم خمالفة مهل السنة يف تقرير مسائل االعتقاد ،د .عثمان علي حسن،
دار الوطن ،ط 1114 ،1هح.
_ حلية األولياء ،وطبقات األصفياء ،ألبي نعيم ،ط1199 ،4هح ،دار
الكتاب العربي ،بريوت.
(خ)
_ خصائص مهل السنة للشيخ مدمد فريد ،مؤسسة قرطبة.
_ اخلطوط العريضة ،للشيخ حمب الدين اخلطيب ،تقديم وتعليق للشيخ
عقيدة أهل السنة واجلماعة 031
حممد مال اهلل ،ط1199 ،4هح.
_ اخلميين وتفضيل األئمة على األنبياء ،واخلميين وتفضيل خرافة السرداب
على النيب " حملمد مال اهلل ،مكتبة ابن تيمية.
(د)
_ درء تعارض العقل والنقل،البن تيمية ،حتقيق د .حممد رراد سامل ،ط،1
1191هح _ 1981م جامعة اإلِمام حممد بن سعود اإلِسالمية.
_ الدرة الب ية ررح القصيدة التائية يف حل املشكلة القدرية ،البن تيمية،
تأليف الشيخ عبد الردمن ابن سعدي ،مكتبة املعارف ،الرياض1192 ،هح.
_ الدرة املختصرة يف حماسن الدين اإلِسالمي البن سعدي ،اعتنى بنشرها الشيخ
عبد السالم بن برجس العبد الكريم ،دار العاصمة ،ط1111 ،6هح.
_ الدالئل القرآنية يف من العلوم النافعة داخلة يف الدين اإلِسالمي ،للشيخ
عبدالردمن بن سعدي ،مؤسسة الرسالة ،مكتبة الررد ،ط1194 ،6هح _
1984م.
_ دعوة التوحيد _ مصوهلا _ األدوار اليت مرت ب ا مشاهري دعات ا ،د .حممد
خليل هراس ،مكتبة الصبابة.
_ الدين الصبيح حيل يي املشاكل ،للشيخ عبدالردمن بن سعدي،
مكتبة دار األقصى ،الكويت ،ط1192 ،1هح _ 1982م.
_ ديوان ابن هانئ األندلسي ،دار صادر ،بريوت1111 ،هح _ 1991م.
_ ديوان اإلِمام الشافعي ،يعه وعلق عليه :حممد عفيف الزعيب ،دار
033 عقيدة أهل السنة واجلماعة
(ش)
_ ررح األصول اخلمسة للقاضي عبداجلبار اهلمذاني ،مكتبة وهبة ،مطبعة
االستقالل الكربى ،ط1481 ،1هح _ 1921م.
_ ررح مصول اعتقاد مهل السنة واجلماعة ،لاللكائي ،حتقيق د .مدمد بن
سعد بن دمدان الغامدي ،دار طيبة.
_ ررح ملفية ابن مالك البن النا م ،حتقيق د .عبد احلميد السيد حممد
عبداحلميد ،دار اجليل ،بريوت.
_ ررح التصريح على التوضيح خلالد األزهري ،دار الفكر ،بريوت.
_ ررح السنة ،للربب اري ،حتقيق د .حممد بن سعيد القبطاني ،دار ابن
القيم ،ط1198 ،1هح.
_ ررح العقيدة الطباوية ،حقق ا وراجع ا ياعة من العلماء ،خرج
محاديث ا الشيخ حممد ناصر الدين األلباني ،املكتب اإلِسالمي ،بريوت ،ط،8
1191هح.
_ ررح العقيدة الواسطية ،للشيخ د .حممد خليل هراس ،ضبط نصه وخرج
محاديثه الشيخ علوي السقاف ،ط1111 ،1هح _ دار اهلجرة للنشر والتوزي ،
الرياض ،الثقبة.
_ ررح القصيدة النونية املسمّاة :الكافية الشافية يف االنتصار للفرقة الناجية
لإلِمام ابن القيم ،ررح ا د .حممد خليل هراس ،الفاروق احلديثة للطباعة
والنشر.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 036
_ ررح كتاب التوحيد من صبيح البخاري ،للشيخ عبد اهلل الغنيمان،
مكتبة لينة ،ط1199 ،1هح.
_ الشريعة لآلجري ،حتقيق الشيخ حممد حامد الفقي ،دار الكتب العلمية،
بريوت ،ط1194 ،1هح.
_ الشعر الصويف إىل مطل القرن التاس لل جرة ،د .حممد بن سعد بن
حسل ،ط1111 ،1هح _ 1991م.
_ الشفاعة ،للشيخ مقبل بن هادي الوادعي ،نشر وتوزي دار األرقم،
الكويت ،ط1194 ،6هح _ 1984م.
_ الش ادة الزكية يف ثناء األئمة على ابن تيمية ،مرعي بن يوسف الكرمي
احلنبلي ،حتقيق د .جنم عبد الردمن خلف ،درا الفرقان ،دار الرسالة ،ط،1
1191هح _ 1984م.
_ ريخ اإلِسالم مدمد تقي الدين ابن تيمية =ج اده ،دعوته ،عقيدته+
للشيخ مدمد القطان والشيخ حممد الزين ،مراجعة مساحة الشيخ عبدالعزيز ابن
باز ،مكتبة السندس ،ط1199 ،6هح.
_ الشيعة اإلِمامية االثنا عشرية يف ميزان اإلِسالم ،ربي بن حممد السعودي،
مكتبة ابن تيمية ،القاهرة ،مكتبة العلم جبدة ،ط1111 ،6هح.
_ الشيعة والسنة ،للشيخ إحسان إهلي ري ،إدارة تريان السنة ،الهور،
باكستان ،ط1497 ،1هح _ 1977م.
_ الشيوعية يف موازين اإلِسالم ،لبيب السعيد.
037 عقيدة أهل السنة واجلماعة
(ص)
_ الصارم املسلول على رامت الرسول ،البن تيمية ،حققه وعلق حواريه
حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الكتب العلمية ،بريوت.
_ صبيح البخاري ،لإلِمام البخاري ،دار سبنون ،دار الدعوة ،ط.6
_ صبيح اجلام الصغري وزيادته ،الشيخ حممد ناصر الدين األلباني ،مررف
عليه زهري الشاويش ،املكتب اإلِسالمي ،ط1192 ،6هح.
_ صبيح مسلم ،لإلِمام مسلم دار الدعوة ،دار سبنون ،برتقيم عبد الباقي.
_ الصواعق املنزلة على الطائفة اجل مية واملعطلة ال بن قيم اجلوزية ،حتقيق د.
مدمد بن عطية الزهراني ،ود .علي بن ناصر الفقي ي.
_ الصوفية يف نظر اإلِسالم ،دراسة وحتليل :مسيح عاطف الزين ،دار
الكتاب اللبناني ،بريوت ،ط1191 ،6هح.
(ض)
_ ضوابط التكفري عند مهل السنة واجلماعة ،د .عبد اهلل بن حممد القرني،
مؤسسة الرسالة ،ط1114 ،1هح _ 1996م.
( )
_ اهرة التكفري_ تارخي ا_ خطرها_ مسباب ا_ عالج ا ،لألمل احلاج حممد
مدمد ،مكتبة دار املطبوعات احلديثة ،جدة ،ط1116 ،1هح _ 1996م.
(ع)
_ العبودية ،لشيخ اإلِسالم ابن تيمية ،املكتب اإلسالمي ،ط1496 ،46هح.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 038
_ العظمة ،للشيخ حممد اخلضر حسل ،املطبعة السلفية ،مصر1412 ،هح.
_ عقيدة اإلِمامية عند الشيعة االثين عشرية ،دراسة يف ضوء الكتاب والسنة
د .علي السالوس،دار االعتصام1114 ،هح 1996 -م.
_ العقيدة بل العقل والعاطفة ،د .مدمد بن عبد الردمن الشريف ،دار
العلم للطباعة والنشر ،ط1194 ،1هح _ 1984م.
_ عقيدة ختم النبوة بالنبوة احملمدية ،د .مدمد بن سعد بن دمدان الغامدي،
دار طيبة ،ط1191 ،1هح _ 1981م.
_ العقيدة الواسطية ،البن تيمية ،ررح د .صاحل الفوزان ،ط1111 ،1هح _
جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلِسالمية.
(ف)
_ فتح الباري بشرح صبيح البخاري ،للبافظ ابن حجر العسقالني ،مكتبة
ابن تيمية ،ط1197 ،1هح.
_ فتح رب الربية بتلخيص احلموية لشيخ اإلِسالم ابن تيمية ،تلخيص الشيخ
حممد بن عثيمل ،جامعة اإلِمام.
_ الفتوى احلموية الكربى ،لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،دراسة ،وحتقيق د.
دمد بن عبداحملسن التوجيري ،دار الصميعي للنشر والتوزي ،الرياض ،ط،6
1161هح _ 6991م ،ص.196_191
_ الفرقان بل مولياء الردمن ومولياء الشيطان ،البن تيمية ،حتقيق زهري
الشاويش ،املكتب اإلِسالمي ،ط1198 ،1هح.
039 عقيدة أهل السنة واجلماعة
_ الكتاب اجلام لسرية عمر بن عبد العزيز اخلليفة اخلائف اخلار ،ألبي
حفص عمر بن حممد اخلضر ،املعروف باملالء ،حتقيق د .حممد صدقي البورنو،
مؤسسة الرسالة ،ط1112 ،1هح _ 1992م.
_ كتاب الصفدية ،لشيخ اإلِسالم ابن تيمية ،حتقيق د .حممد رراد سامل،
النارر مكتبة ابن تيمية ،القاهرة1192 ،هح.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 041
_ كشف مسرار الباطنية ،ومخبار القرامطة ،وكيفية مذهب م ،وبيان
اعتقادهم ،للشيخ حممد بن مالك بن مبي الفضائل احلمادي اليمين ،دراسة
وحتقيق حممد عثمان اخلشت ،مكتبة الساعي ،الرياض.
_ الكوارف اجللية عن معاني الواسطية ،للشيخ عبد العزيز السلمان.
_ كوارف زيوف املذاهب الفكرية املعاصرة ،للشيخ عبد الردمن حسن
حبنكة امليداني ،دار القلم ،دمشق ،ط1116 ،6هح _ 1996م.
_ الكيد األدمر ،عبد الردمن حسن حبنكة امليداني ،دار القلم ،دمشق،
ط1191 ،6هح _ 1981م.
(ل)
_ لسان العرب ،البن منظور اإلِفريقي ،دار الفكر.
(م)
_ مباحث يف عقيدة مهل السنة واجلماعة ،د .ناصر العقل ،دار الوطن ،ط.1
_ جممل مصول مهل السنة واجلماعة يف العقيدة ،د .ناصر العقل ،دار الوطن،
ط1111 ،1هح.
_ جمموع فتاوى الشيخ ابن تيمية ،ي وتريب الشيخ عبد الردمن بن قاسم
وابنه حممد.
_ جمموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ حممد ابن عثيمل ي وترتيب الشيخ
ف د السليمان ،دار الوطن ،ط1116 ،1هح.
_ جمموع م مات املتون يف خمتلف الفنون والعلوم ،ط1429 ،1هح _
040 عقيدة أهل السنة واجلماعة
1919م.
_ حماضرات يف النصرانية ،حممد مبو زهرة ،دار الفكر العربي ،ط.4
_ حمبة الرسول " بل االتباع واالبتداع ،عبدالرؤوف عثمان ،مكتبة
الضياء ،ط1116 ،1هح _ 1991م.
_ املختار يف مصول السنة ،ألبي احلسن مدمد بن البنا احلنبلي ،حتقيق د .عبد
الرزاق العباد ،مكتبة العلوم واحلكم ،املدينة النبوية ،ط1114 ،1هح.
_ مدارج السالكل بل منازل إياك نعبد وإياك نستعل ،البن القيم ،حتقيق
املعتصم باهلل البغدادي ،دار النفائس ،الرياض ،ط1119 ،1هح.
_ املذاهب املعاصرة وموقف اإلِسالم من ا ،د .عبد الردمن عمرية ،دار
اللواء ،ط1191 ،1هح 1981 -م.
_ مسألة التقريب بل مهل السنة والشيعة ،د .ناصر القفاري ،دار طيبة،
ط1116 ،1هح.
_ مسند اإلِمام مدمد بن حنبل ،دار الدعوة ،دار سبنون ،ط.6
_ مصرع التصوف ،مو تنبيه الغيب إىل تكفري ابحن عربحي ،وحتحذير العبحاد محن
مهل العناد للبقاعي ،حتقيق وتعليق الشيخ عبدالردمن الوكيل ،ط1476 ،1هح
_ 1914م ،مطبعة السنة احملمدية ،القاهرة.
_ املعتزلة ومصوهلم اخلمسة وموقف مهل السنة من ا ،د .عواد املعتق ،دار
العاصمة.
_ معجم مقاييس اللغة ،ألدمد بن فارس ،بتبقيق وضبط عبدالسالم
هارون ،طبعة دار اجليل ،ط1111 ،1هح.
عقيدة أهل السنة واجلماعة 041
_ مفتاح دار السعادة ،البن قيم اجلوزية ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،لبنان.
_ املغححين يف مبححواب التوحيححد ،للقاضححي عبححداجلبار اهلمححذاني ،مطبعححة دار
الكتب ،ط1489 ،1هح _ 1929م.
_ مف وم عقيدة مهل السنة واجلماعة عند مهل السنة واجلماعة ،د .ناصر
العقل ،دار الوطن ،ط.1
_ مقدمات يف االعتقاد ،د .ناصر القفاري ،دار الوطن ،ط1114 ،1هح.
_ مقدمات يف األهواء واالفرتاق والبدع احللقة األوىل ،د .ناصر العقل ،دار
الوطن ،ط1111 ،1هح.
_ مناقب اإلِمام مدمد بن حنبل ،البن اجلوزي ،دار األفاق اجلديدة ،ط،4
1116هح 1986 -م.
_ منزلة السنة يف اإلِسالم ،وبيان منه ال يستغنى عن ا بالقرآن ،للشيخ حممد
ناصر الدين األلباني ،الدار السلفية ،الكويت ،ط1199 ،4هح _ 1989م.
_ من اج السنة النبوية ،البن تيمية ،حتقيق د .حممد رراد سامل ،ط،1
1192هح.
_ امل دي حقيقة ال خرافة ،الشيخ حممد بن مدمد بن إمساعيل ،مكتبة
الرتبية اإلِسالمية إلِحياء الرتاث ،ط1،1111هح _ 1999م.
_ موقف مهل السنة من املناهج املخالفة هلم ،د .عثمان علي حسن ،دار
الوطن ،ط1114 ،1هح.
_ املواالة واملعاداة يف الشريعة اإلِسالمية ،للشيخ حمماس بن عبد اهلل
043 عقيدة أهل السنة واجلماعة
فهرس املوضوعات
الصفحة املوضوع
تقديم مساحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز
مقدمة الطبعة الثانية
مقدمة الطبعة األوىل
الفصل :مفهوم العقيدة اإلِسالمية ،وخصائصها
املبحث األول :مفهوم العقيدة اإلِسالمية
املطلب األول :تعريف العقيدة
موالً :تعريف العقيدة يف اللغة
ثانياً :تعريف العقيدة يف االصطالح العام
ثالثاً :تعريف العقيدة اإلِسالمية
رابعاً :موضوعات علم العقيدة
املطلب الثاني :ملقاب وممساء علم العقيدة
موالً :ملقاب وممساء علم العقيدة عند مهل السنة واجلماعة
ثانياً :ملقاب و ممساء علم العقيدة غري مهل السنة واجلماعة
املطلب الثالث :مصطلح مهل السنة واجلماعة
موالً :تعريف السنة
ثانياً :تعريف اجلماعة
عقيدة أهل السنة واجلماعة 046
ثالثاً :مهل السنة واجلماعة وسبب تسميت م بذلك
رابعاً :ممساء مخرى ألهل السنة واجلماعة
املبحث الثاني :خصائص العقيدة اإلِسالمية
_ عقيدة أهل السنة واجلماعة _
األوىل :سالمة مصدر التلقي
الثانية :من ا تقوم على التسليم هلل _ تعاىل _ ولرسوله "
الثالثة :موافقت ا للفطرة القومية ،والعقل السليم
الرابعة :اتصال سندها بالرسول " والتابعل ومئمة الدين قوالً،
وعمالً ،واعتقاداً
اخلامسة :الوضوح والس ولة والبيان
السادسة :السالمة من االضطراب ،والتناقض ،واللبس
السابعة :من ا قد تأتي بالحمعبار،ولكن ال تأتي بالحمببال
الثامنة :العموم والشمول ،والصالح يف كحل زمحان ومكحان وممحة
وحال
التاسعة :الثبات واالستقرار واخللود
العاررة :من ا ترف قدر مهل ا
احلادية عشرة :من ا سبب للنصر والظ ور والتمكل
الثانية عشرة :السالمة والنجاة
الثالثة عشرة :العقيدة اإلسالمية عقيدة األلفة و االجتماع
047 عقيدة أهل السنة واجلماعة