You are on page 1of 17

‫قسم أصول الدين ومقارن األداين‬

‫اسم املادة ورقم املادة ‪ :‬العقيدة اإلسالمية (‪)RKUD 1350‬‬


‫العنوان – موقف اإلسالمي حول التعدد الدينية‬
‫اسم الطالب ورقم التسجيل ‪ :‬أمحد فارس بن أمحد زيالين (‪)2210175‬‬
‫اسم احملاضر ‪ :‬فضيلة األستاذ املساعد الدكتور جمدان بن ألياس‬
‫اتريخ التسليم ‪ 3:‬فرباير ‪2023‬م‬
‫الفصل الدراسي ‪ :‬السنة األوىل املستوى األوىل ‪2023/2022‬‬
‫احملتوايت‬
‫املقدمة ‪3 ................................................................................‬‬
‫الباب األول ‪ :‬التعريف والنشأة والدالئل واألسباب الردة حول التعدد الدينية ‪4 ..............‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف اإلسالم والتعدد الدينية ‪4 ..........................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬نشأة ظهور التعدد الدينية ‪5 ...............................................‬‬
‫رد التعدد الدينية ‪6 ...........................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬الدليل على ّ‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬سبب التعدد األداين خيالف عن اإلسالم‪7 ..................................‬‬
‫الباب الثاين ‪ -‬موقف وآراء علماء املسلمني املعاصرين حول التعدد الدينية ‪9 ................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬رأي العالمة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي (رمحه هللا)‪9 .................. .‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬رأي صاحب السماحة الدكتور ذوالكفلي حممد البكري ‪11....................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬رأي الدكتور خليف معمر أ‪ .‬حارس‪12....................................‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬رأي الدكتور تيسري التميمي‪13.............................................‬‬
‫اخلامتة ‪15................................................................................‬‬
‫املراجع واملصادر ‪16.......................................................................‬‬
‫املقدمة‬

‫﷽‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم وعلى آله وصحبه‬
‫أمجعني أما بعد؛‬
‫هذا العنوان "موقف اإلسالمي احملاضر حول التعدد الدينية" يبحث عن التعدد الدينية ونشأهتا‪,‬‬
‫مواقف العلماء املعاصرين حوهلا‪ .‬هذا الفكر خرج عن التعلم اإلسالمي وهو يقولون أبن كل األداين‬
‫سواء‪ .‬فهذا الفكر يدل على اخلطري يف الدين‪ .‬هذا البحث يبحث عن موقف اإلسالم حوهلا والدليل‬
‫على إبطال التعدد الدينية‪ .‬سوف أشرح إن شاء هللا وشكرا لفضيلة الدكتور على شرفكم‪.‬‬
‫الباب األول ‪ :‬التعريف والنشأة والدالئل واألسباب الردة حول التعدد الدينية‬

‫املبحث األول ‪ :‬تعريف اإلسالم والتعدد الدينية‬

‫شك وال ريب أب ّن اإلسالم دين حق وصحيح‪ .‬أنيت إىل التعريف‬


‫إن اإلسالم دين حق الذي ال ّ‬
‫اإلسالم لغة واصطالحا ‪:‬‬
‫االستسالم أو الطّاعة‬
‫ُ‬ ‫التام لألوامر‪ ،‬وهو لفظ مشتق يراد به‬
‫لغة ‪ :‬اخلضوع واإلذعان‪ ،‬واالنقياد ّ‬
‫‪1‬‬
‫السلم‪.‬‬
‫املطلقة‪ ،‬ويُقال أسلم ملن دخل يف دين اإلسالم‪ ،‬أو ملن دخل يف حالة ّ‬
‫سلم‪ :‬السالم والسالمة‪ :‬الرباءة‪ .‬وتسلم منه‪ :‬تربأ‪ .‬وقال ابن األعرايب‪ :‬السالمة العافية‪ ،‬والسالمة‬
‫‪2‬‬
‫شجرة‪.‬‬
‫الشريعة اإلسالميّة من أعمال‬
‫كل ما جاءت به ّ‬ ‫اصطالحا ‪ :‬هو االنقياد التّام ألوامر هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬يف ّ‬
‫كالصالة‪ ،‬فيكون اإلسالم شامالً‬
‫ظاهرة وابطنة‪ ،‬من أعمال قلبيّة؛ كاالميان‪ ،‬أو أعمال اجلوارح؛ ّ‬
‫االعتقاد والقول والعمل‪ ،‬وقد يُراد ابإلسالم إن ذُكر مقروانً ابإلميان األعمال اليت تظهر على اجلوارح‬
‫‪3‬‬
‫مستقراً يف القلب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املتمثّلة يف أركان اإلسالم اخلمسة فقط دون االعتقاد الذي يكون‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محود بن أمحد بن فرج الرحيلي‪ ,‬منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم‪( ,‬عمادة البحث العلمي ابجلامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪,‬ط‪ .‬األوىل‪١٤٢٤ ،‬هـ‪٢٠٠٤/‬م) ج‪ 1 .‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ 2‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪ ,‬لسان العرب‪( ,‬دار صادر –‬
‫بريوت‪ ,‬ط‪ .‬الثالثة ‪ ١٤١٤ -‬هـ)‬
‫‪ 3‬أبو عاصم هشام بن عبد القادر بن حممد آل عقدة‪ ,‬خمتصر معارج القبول‪( ,‬مكتبة الكوثر – الرايض‪ ,‬ط‪ .‬اخلامسة ‪١٤١٨ ،‬‬
‫هـ) ص‪.166-165 .‬‬
‫نعرف اإلسالم لغة واصطالحا‪ .‬أنيت إىل التعريف التعدد األداين هي وجود األداين واالدعاءات احلق‬
‫ّ‬
‫يف كل الدين‪ .‬عكسها التفرد وهو التفكري الذي يدل على واحد الدين هو احلق وغريهم ابطل‪ .‬هناك‬
‫‪4‬‬
‫يدعى أن الدين واحد صحيح وغريهم بعض من احلق املطلق‪.‬‬ ‫أيضا الفكر يسمى "الشمولية" وهو ّ‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬نشأة ظهور التعدد الدينية‬

‫التعدد الدينية هو فلسفة الدين اليت أصلها يف الغرب ومؤسسها جون هيك يف مؤلفته بعنوان "تفسري‬
‫الدين ‪ :‬ردود اإلنسان على املتعايل‪ .‬يف التاريخ‪ ,‬املسيحية هو دين سائد يف الغرب حىت يقوم‬
‫األسلوب يسمى "املسيحية الغربية"‪ .‬يف هذه الفكر‪ ,‬وجود األسلوب "ال سالمة خارج الكنسية" وهو‬
‫يدعى أنّه املسيحي دين رائع وحصري وأعلى الدرجة من األداين أخرى‪ .‬فهذا يدل على سالمة يف‬ ‫ّ‬
‫رمسي إلمرباطورية‪ .‬هذا األسلوب‬
‫الكنسية فقط‪ .‬هذا األسلوب يدل على املسيحية الكتوليك هو دين ّ‬
‫يدعى أب ّن املكانة الكنسية الرومية الكتوليك يف اإلمرباطورية قوي ويف نفس الوقت احلفاظ على‬
‫أيضا ّ‬
‫احلالة الدين‪.‬‬
‫يف زمان تيودوسيوس (‪ )Theodosuis‬حتت قيادة الكنسية أوكوستني (‪ ,)Augustine‬هذا‬
‫الفكر حصلت على فقزة عظيمة ويولد أيدولوجية وطنية للدفاع عن سلطتهم‪ .‬لذلك هذا الفكر يدل‬
‫على التفكري ‪ ...‬يف القرن الرابع حىت آخر القرن ستة عشر‪ .‬املبالغ املسيحي ذهبوا إىل الدولة النتشار‬
‫الدين املسيحي ويفتح ل‪ ...‬للدول األخرى‪ .‬هذا الفكرية أصلها من اينكلوسيوية‬
‫(‪ )Inklusivisme‬لكن جون حيك حاول الرتويج هلذه الفلسفة اليت اعتربت راديكالية ألنه‬
‫‪5‬‬
‫تصور التغيريات اليت قام هبا على أهنا ثورة يف الالهوت املسيحي‪.‬‬
‫يف احلقيقة هذا التاريخ له طويل جدا حىت ال أستطيع ألشرح إبختصار‪.‬‬

‫‪ 4‬حسلينا إبراهيم‪ ,‬التعدد األداين ‪ :‬نشأته وأحوال اآلن‪ ,‬جملة الدراسات أصول الدين ومقارن األداين‪ ,‬قسم أصول الدين‬
‫ومقارن األداين‪ ,‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ,‬اجلامعة اإلسالمية العاملية ماليزاي‪ ,‬كواال ملبور ص ‪.2‬‬
‫‪ 5‬حسلينا إبراهيم‪ ,‬التعدد األداين ‪ :‬نشأته وأحوال اآلن‪ ,‬جملة الدراسات أصول الدين ومقارن األداين‪ ,‬قسم أصول الدين‬
‫ومقارن األداين‪ ,‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ,‬اجلامعة اإلسالمية العاملية ماليزاي‪ ,‬كواال ملبور ص ‪.8-5‬‬
‫رد التعدد الدينية‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬الدليل على ّ‬

‫اَّللِ ِْ‬
‫ين ِعْن َد َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫هناك كثري من الدالئل عن إبطال التعدد الدايانت‪ .‬قال هللا تعاىل ‪ :‬إ َّن ال ّد َ‬
‫‪6‬‬
‫اإل ْس َال ُم‪.‬‬
‫هذه األية يدل على اإلسالم هو دين احلق ودين صحيح ال شك وال ريب‪ .‬قال هللا تعاىل أيضا ‪:‬‬
‫اإلس َالِم ِدينًا فَـلَن يـ ْقبل ِمْنه وهو ِيف ْاْل ِخرةِ ِمن ْ ِ‬
‫ين‪ 7.‬قال اإلمام الطربي يف‬ ‫اخلَاس ِر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ ُ ََُ‬ ‫َوَم ْن يـَْبـتَ ِغ َغ ْ َري ِْ ْ‬
‫‪8‬‬
‫تفسريه‪ ,‬من يطلب دين غري اإلسالم قلن يقبل منه وهو يف اخلاسرين وهم يبعدوا عن رمحة هللا‪.‬‬
‫ِ‬
‫ت لَ ُك ْم دينَ ُك ْم َوأَْمتَ ْم ُ‬
‫ت‬ ‫وكذلك يقول اإلمام ابن كثري يف تفسريه‪ .‬يقول هللا تعاىل أيضا ‪ :‬الْيَـ ْوَم أَ ْك َم ْل ُ‬
‫اإل ْس َال َم ِدينًا‪ 9.‬قال ابن كثري يف تفسريه ‪ :‬قال علي بن أيب طلحة‪ ،‬عن‬ ‫يت لَ ُكم ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْي ُك ْم ن ْع َم ِيت َوَرض ُ ُ‬
‫ابن عباس قوله‪{ :‬اليوم أكملت لكم دينكم} وهو اإلسالم‪ ،‬أخرب هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم‬
‫واملؤمنني أنه أكمل هلم اإلميان‪ ،‬فال حيتاجون إىل زايدة أبدا‪ ،‬وقد أمته هللا فال ينقصه أبدا‪ ،‬وقد رضيه‬
‫‪10‬‬
‫حجتهم مبا‬ ‫هللا فال يسخطه أبدا‪ .‬وهذه الدالئل يبطل هذا الفكر والفلسفلة ويف نفس الوقت يبطل ّ‬
‫يقولون‪.‬‬

‫‪ 6‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة آل عمران ‪19 : 3 :‬‬


‫‪ 7‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة آل عمران ‪85 : 3 :‬‬
‫‪ 8‬أبو جعفر‪ ،‬حممد بن جرير الطربي‪ ,‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن (دار الرتبية والرتاث ‪ -‬مكة املكرمة ‪ -‬ص‪.‬ب‪:‬‬
‫‪ ,٧٧٨٠‬دون طبعة) ج ‪ 6‬ص ‪.570‬‬
‫‪ 9‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة املائدة ‪3 : 5 :‬‬
‫‪ 10‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث الدمشقي‪ ,‬تفسري القرآن العظيم‪( ,‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪.‬‬
‫الثانية ‪ ١٤٢٠‬هـ ‪ ١٩٩٩ -‬م) ج ‪ 3‬ص ‪.26‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬سبب التعدد األداين خيالف عن اإلسالم‬

‫التعدد األداين هو الفكر الباطل وغري صحيح عند اإلسالم بسبب التفصيل ‪:‬‬
‫اإل ْس َالِم‬ ‫اَّللِ ِْ‬
‫اإل ْس َال ُم‪ 11.‬وَم ْن يـَْبـتَ ِغ َغ ْري ِْ‬ ‫ين ِعْن َد َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ – 1‬اإلسالم دين حق كما قال هللا تعاىل ‪ :‬إ َّن ال ّد َ‬
‫ِدينًا فَـلَن يـ ْقبل ِمْنه وهو ِيف ْاْل ِخرةِ ِمن ْ ِ‬
‫ين‪ 12.‬فهذا ينايف التعليم هذه الفكرة يقال أبن الدين‬ ‫اخلَاس ِر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ ُ ََُ‬
‫ليس له احلق املطلق والنصوص يكفي للربهان أبن اإلسالم دين حق وصحيح ومن يطلب غري‬
‫اإلسالم فهو من اخلاسرين‪.‬‬
‫ين َك َف ُروا ِم ْن‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫‪ – 2‬ال يكون النطاق بني اإلسالم واألداين أخرى يف يوم الساعة كما قال هللا ‪ :‬إ َّن الذ َ‬
‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫اب والْم ْش ِركِني ِيف َان ِر جهنَّم خالِ ِد ِ‬
‫ين َآمنُوا َو َع ِملُوا‬
‫ك ُه ْم َشُّر الَْربيَّة * إ َّن الذ َ‬‫ين ف َيها أُولَئِ َ‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫أ َْه ِل الْكتَ ِ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ين فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُه ْم َخ ْريُ الَِْربيَّة * َجَز ُاؤُه ْم عْن َد َرّهب ْم َجن ُ‬
‫َّات َع ْدن ََْت ِري م ْن َْحتت َها ْاأل َْهنَ ُار َخالد َ‬ ‫ات أُولَئِ َ‬
‫َّ ِ‬
‫احل ِ‬
‫الص َ‬
‫ك لِ َم ْن َخ ِش َي َربَّهُ *‪ 13.‬هذا الدليل يدل على املسلمني واملؤمنني‬ ‫ِ‬
‫ضوا َعْنهُ َذل َ‬ ‫أَبَ ًدا َر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْنـ ُه ْم َوَر ُ‬
‫أبهنم يدخلون اجلنة دائما وأبدا وأما الك ّفار املشركني مقعده يف النار خالدين فيها دائما وأبدا‪.‬‬
‫‪ – 3‬اإلسالم هو شرط من شروط القبول األعمال‪ .‬ينايف الفكر التعدد األداين أبن االعتقاد بكل‬
‫األداين يسلّم السالمة أو القبول عند هللا يف يوم القيامة‪ .‬لكن‪ ,‬واضحا وصرحيا أبن هللا يع ّقب من‬
‫ٍ ِِ ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َك َف ُروا أ َْع َما ُهلُْم َك َسَراب بق َيعة َْحي َسبُهُ الظَّ ْمآ ُن َماءً‬
‫يك ّفره وجيزء اجلزاء ملن طاعته كما قال هللا ‪َ :‬والذ َ‬
‫احلِ َساب‪.‬‬
‫ِ ‪14‬‬
‫يع ْ‬ ‫اَّللَ ِعْن َدهُ فَـ َوفَّاهُ ِح َسابَهُ َو َّ‬
‫اَّللُ َس ِر ُ‬ ‫َح َّىت إِذَا َجاءَهُ ََلْ َِجي ْدهُ َشْيـئًا َوَو َج َد َّ‬
‫‪ -4‬وجوب الرباءة من االعتقاد األداين األخرى‪ .‬هذا بدليل يف القرآن ‪ :‬قُ ْل َاي أَيـُّ َها الْ َكافُِرو َن * َال‬
‫أ َْعبُ ُد َما تَـ ْعبُ ُدو َن * َوَال أَنْـتُ ْم َعابِ ُدو َن َما أ َْعبُ ُد * َوَال أ ََان َعابِ ٌد َما َعبَ ْد ُُْت * َوَال أَنْـتُ ْم َعابِ ُدو َن َما أ َْعبُ ُد *‬
‫وك فَـ ُق ْل ِيل َع َملِي َولَ ُك ْم َع َملُ ُك ْم أَنْـتُ ْم بَِريئُو َن ِِمَّا‬
‫يل ِدي ِن *‪ 15.‬فقال هللا أيضا ‪َ :‬وإِ ْن َك َّذبُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ُك ْم دينُ ُك ْم َو َ‬

‫‪ 11‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة آل عمران ‪19 : 3 :‬‬


‫‪ 12‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة آل عمران ‪85 : 3 :‬‬
‫‪ 13‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة البينة ‪8 - 6 : 98 :‬‬
‫‪ 14‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة النور ‪39 : 24 :‬‬
‫‪ 15‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة الكافرون ‪6 - 1 : 109 :‬‬
‫أ َْع َم ُل َوأ ََان بَِريءٌ ِِمَّا تَـ ْع َملُو َن *‪ 16.‬هذان دليالن يدل على الرباءة من االعتقاد أو األفعال اليت يقع يف‬
‫النار أو يربء من األفكار اللربالية والتعدد األداين وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫‪ - 5‬اإلسالم ليس استمر ًارا لألداين األخرى‪ .‬اإلسالم ليس دينًا نتج عن استمرار األداين السابقة‬
‫مثل اهلندوسية والبوذية واليهودية واملسيحية‪ .‬يتأثر بعض املسلمني ابالدعاء أبن التعاليم الدينية هي‬
‫كلها من تعاليم األنبياء السابقني‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن اإلسالم ليس سوى استمرار ملا َتلبه هذه األداين‪.‬‬
‫هذا البيان غري صحيح على اإلطالق‪ .‬والصحيح أن مجيع األنبياء السابقني قد أتوا بدين اإلسالم‬
‫صَرانِياا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذي يوحد هللا سبحانه وتعاىل‪ .‬هذا يعتمد يف القرآن الكرمي ‪َ :‬ما َكا َن إِبْـَراه ُيم يـَ ُهود ااي َوَال نَ ْ‬
‫‪17‬‬

‫صى بِِه‬ ‫ع لَ ُك ْم ِم َن ال ِّدي ِن َما َو َّ‬‫ني‪ .‬وقال أيضا ‪َ :‬شَر َ‬


‫ِِ ‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َولَك ْن َكا َن َحني ًفا ُم ْسل ًما َوَما َكا َن م َن الْ ُم ْشرك َ‬
‫ِ‬
‫ين َوَال تَـتَـ َفَّرقُوا فِ ِيه َك َُرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى أَ ْن أَق ُ‬
‫يموا ال ّد َ‬ ‫َ‬
‫صيـنَا بِِه إِبـر ِاهيم وموسى و ِ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬‫وحا والَّ ِذي أ َْو َحْيـنَا إِ‬
‫نُ ً َ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وه ْم إِلَْي ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َْجيتَِِب إلَْيه َم ْن يَ َشاءُ َويـَ ْهدي إلَْيه َم ْن يُن ُ‬ ‫َعلَى الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫‪19‬‬
‫يب‪.‬‬ ‫ني َما تَ ْدعُ ُ‬

‫‪ 16‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة يونس ‪41 : 10 :‬‬


‫‪ 17‬دون اسم‪ ,‬تصحيح املفاهيم ‪ :‬التعددية الدينية ليست تعددية دينية‪ ,‬شوهد ‪ 9‬يناير ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪https://muftiwp.gov.my/en/artikel/tashih-al-mafahim/2999-tashih-al-mafahim-‬‬
‫‪.8-pluraliti-agama-bukan-pluralisme-agama‬‬
‫‪ 18‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة آل عمران ‪67 : 3 :‬‬
‫‪ 19‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة الشورى ‪13 : 42 :‬‬
‫الباب الثاين ‪ -‬موقف وآراء علماء املسلمني املعاصرين حول التعدد الدينية‬

‫املبحث األول ‪ :‬رأي العالمة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي (رمحه هللا)‪.‬‬

‫الشيخ القرضاوي أ ّكد أ ّن فكرة التعدد الدينية ال تتعارض مع النصوص الشرعية كقوله تعاىل ‪ :‬إِ َّن‬
‫اإل ْس َالِم ِدينًا فَـلَ ْن يـُ ْقبَ َل ِمْنهُ َوُه َو ِيف ْاْل ِخَرةِ ِم َن‬ ‫اَّللِ ِْ‬
‫اإل ْس َالم‪ .‬وقوله تعاىل ‪ :‬وَم ْن يـَْبـتَ ِغ َغ ْري ِْ‬ ‫ين ِعْن َد َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ّد َ‬
‫ْ ِ‬
‫ين‪ .‬وقال الشيخ ‪ :‬هناك دين مقبول عند هللا عز وجل وأداين غري مقبولة‪ ،‬كما أن احلقيقة ال‬ ‫اخلَاس ِر َ‬
‫تتعدد وإمنا هي حقيقة واحدة وهو اإلسالم الذي بعث هللا تعاىل به األنبياء من لدن نوح عليه‬
‫السالم إىل حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ".‬واستدرك بقوله‪" :‬إال أنه ليس معىن كون اإلسالم هو الدين‬
‫احلق هو عدم وجود أداين أخرى غري اإلسالم؛ وذلك القرآن الكرمي يقول‪َ :‬وَمن يـَْبـتَ ِغ َغ ْ َري ا ِإل ْسالَِم‬
‫يل ِدي ِن‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ديناً‪ ،‬فاْلية أشارت إىل أن غري اإلسالم ِمكن أن يكون دينًا‪ .‬وكقوله تعاىل‪ :‬لَ ُك ْم دينُ ُك ْم َو َ‬
‫ِ‬
‫كدا أن الدين اْلخر له حق‬ ‫اب الَ تَـ ْغلُواْ ِيف ِدينِ ُك ْم‪ ،‬مؤ ً‬ ‫وهم وثنيون‪ ،‬وكقوله تعاىل‪ :‬قُل اي أ َْهل الْ ِكتَ ِ‬
‫َْ َ‬
‫العيش على الرغم من االعتقاد ببطالنه‪.‬‬
‫أقر هذه الفكرة واعتربها مبشيئة هللا‪ ,‬فاهلل هو الذي شاء أن يكون البشر‬ ‫أ ّكد القرضاوي أب ّن القرآن ّ‬
‫على هذه الوترية ومشيئته ال تنفصل عن حكمته ألن املشيئة هي مقتضى احلكمة اإلهلية‪ .‬واستدل‬
‫ك‬ ‫اح َدةً والَ يـزالُو َن ُمُْتلِ ِفني * إِالَّ من َّرِحم ربُّ ِ ِ‬
‫ك َجلعل النَّاس أ َُّمةً و ِ‬
‫ك َول َذل َ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫بقوله تعاىل‪َ :‬ولَ ْو َشاءَ َربُّ َ ََ َ َ‬
‫كثريا من املفسرين يفسروهنا بكثري من االختالف‪ ،‬فاإلنسان متغايرون يف‬ ‫َخلَ َق ُه ْم‪ ،‬حيث أوضح أن ً‬
‫ض‬‫ْلم َن َمن ِيف األ َْر ِ‬
‫ك َ‬ ‫الفكر واإلرادة فال بد أن يتغاير موقفهم من األداين‪ ،‬وقوله تعاىل‪َ :‬ولَْو َشاء َربُّ َ‬
‫ني‪.‬‬‫ِِ‬ ‫ُكلُّهم َِ‬
‫مجيعاً أَفَأ َ ِ‬
‫َّاس َح َّىت يَ ُكونُواْ ُم ْؤمن َ‬
‫َنت تُ ْكرهُ الن َ‬ ‫ُْ‬
‫التعددية واملساواة بني األداين‬
‫أكد القرضاوي أنه ليس معىن التعددية أن أعتقد أن مجيع األداين على حق‪ ،‬ولكن معىن التعددية‬
‫معا يف خدمة البشر‪ ،‬مثل‬
‫هي اإلقرار حبق اْلخرين يف العيش معي‪ ،‬وأن جياوروين وأجاورهم والعمل ً‬
‫الوقوف ضد تيار اإلحلاد وتيار اإلابحية؛ وضد املظاَل االجتماعية؛ وضد العدوان على حقوق‬
‫مشريا إىل أنه من حق أتباع كل‬
‫اإلنسان؛ والوقوف مع الشعوب املستضعفة مثل الشعب الفلسطيين‪ً ،‬‬
‫دين أن يعتقدوا أن دينهم هو األفضل‪ ،‬وإال ملاذا بقي الناس على هذا الدين إذا َل يعتقدوا أنه هو‬
‫األفضل‪.‬‬
‫وأشار إىل أن التعددية الدينية سنّة من سنن الكون‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعاىل خلق الكون ُمتل ًفا ألوانه‪،‬‬
‫أي أنه ُمتلف يف أنواعه؛ وهي ظاهرة ال ميكن إنكار وجودها داخل اجملتمعات‪ ،‬وتعجب من رفض‬
‫كبريا من‬
‫الناس لتلك الفكرة ‪.‬وأوضح أن اجملتمعات الغربية لكي حتيا فيها األقليات واليت متثل جزءًا ً‬
‫تلك اجملتمعات‪ ،‬فمن حق تلك األقليات أن تعيش وف ًقا لتعاليم دينها‪ .‬وأشار إىل أن احلضارة الغربية‬
‫تتجه إىل التعصب بدل التسامح وإىل التضييق بدل التوسعة وإىل النفور من األداين واألجناس‬
‫كدا أن اجملتمعات الغربية بدأت تفقد اخلاصية اليت كانت تتباهى هبا يف املاضي‪.‬‬
‫املختلفة‪ ،‬مؤ ً‬
‫األسس الفكرية للتسامح اإلسالمي‪ :‬وأوضح القرضاوي أن اإلسالم عاجل قضية التعصب ضد‬
‫اْلخرين من خالل غرز جمموعة من املبادئ واألسس اليت تشيع جو التسامح بني املسلمني وغريهم‪،‬‬
‫مجيعا يتمثل أمهها‬
‫رغم االعتقاد أبن اإلسالم وحده هو الذي ميلك احلقيقة‪ ،‬وأنه وحده هداية للناس ً‬
‫يف‪:‬‬
‫ْلم َن َمن ِيف‬
‫ك َ‬ ‫أوالً‪ :‬أن اختالف اخللق واقع مبشيئة هللا تعاىل؛ مصداقًا لقوله تعاىل‪َ :‬ولَ ْو َشاء َربُّ َ‬
‫ِِ‬ ‫ض ُكلُّهم َِ‬
‫مجيعاً أَفَأ َ ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫َّاس َح َّىت يَ ُكونُواْ ُم ْؤمن َ‬
‫َنت تُ ْكرهُ الن َ‬ ‫األ َْر ِ ُ ْ‬
‫اثنيًا‪ :‬ما دام الناس هبم مهتد وضال فإن الذي حياسبهم هو هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬ودار احلساب هي‬
‫يما ُكنتُ ْم فِ ِيه ََتْتَلِ ُفو َن‪.‬‬‫ِ ِِ‬
‫اَّللُ َْحي ُك ُم بـَْيـنَ ُك ْم يـَ ْوَم الْقيَ َامة ف َ‬
‫دار اْلخرة وليس الدنيا؛ مصداقًا لقوله تعاىل‪َّ :‬‬
‫مسلما أو غري مسلم قال تعاىل‪َ :‬ولََق ْد َكَّرْمنَا بَِين‬
‫اثلثًا‪ :‬اإلسالم يكرم اإلنسان اْلدمي‪ ،‬سواء أكان ً‬
‫مروا عليه جبنازة فوقف هلا تكرميًا‪ ،‬فقالوا‪ :‬اي رسول هللا إهنا جنازة‬
‫آد َم‪ ،‬والنِب صلى هللا عليه وسلم ّ‬
‫َ‬
‫نفسا؟‪!".‬‬
‫يهودي‪ ،‬فقال‪ :‬عليه الصالة والسالم‪" :‬أليست ً‬
‫ابعا‪ :‬أن اإلسالم جاء ابلعدل لكل البشر‪ ،‬حيث نزلت تسع آايت يف سورة املائدة تدافع عن‬ ‫رً‬
‫ب لِلتَّـ ْق َوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫زورا‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬والَ َْجي ِرَمنَّ ُك ْم َشنَآ ُن قَـ ْوم َعلَى أَالَّ تَـ ْعدلُواْ ْاعدلُواْ ُه َو أَقْـَر ُ‬ ‫يهودي اهتم ابلسرقة ً‬
‫اَّللَ َخبِريٌ ِمبَا تَـ ْع َملُو َن‪.‬‬
‫اَّللَ إِ َّن ّ‬
‫َواتـَّ ُقواْ ّ‬
‫ويف إجابته حول تعارض اإلميان ابلتعددية الدينية مع حق املسلمني يف دعوة غري املسلمني‪ ،‬أوضح‬
‫أنه لو قلنا إن التعددية الدينية تعين أن كل األداين حق‪ ،‬وهذا غري صحيح فالتعددية الدينية تعين أين‬
‫على حق وأن غريي على ابطل‪ ،‬ولكن من حقهم أن يعيشوا ومن حقهم أن أتعاون معهم على الرب‬
‫والتقوى‪ ،‬ومن حقي أن أساَل من ساملين وأن أحارب من حاربين‪ ،‬ومن َمث فما دمت أعتقد أن غريي‬
‫َح َس ُن‬
‫على ابطل فمن حقي أن أدعوه‪ ،‬بل من واجِب أن أدعوه لديين؛ مصداقًا لقوله تعاىل‪َ :‬وَم ْن أ ْ‬
‫ِ ِ ‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ وع ِمل ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إِن َِّين م َن الْ ُم ْسلم َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫احلاً َوقَ َ‬ ‫قَـ ْوالً ِّمَّن َد َعا إِ َىل َّ َ َ َ َ‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬رأي صاحب السماحة الدكتور ذوالكفلي حممد البكري‬

‫ألمته‪ ,‬ذكر أو أنثى‪ ,‬أبيض أو أسود‪,‬‬ ‫يف احلقيقة‪ ,‬ال ينايف أحد أ ّن اإلسالم دين عاملية وهو ينزل هللا ّ‬
‫عريب أو أعجمي وما أشبه ذلك‪ .‬فاإلسالم ال يتعلم صفة عصابية بل اإلسالم يسمح لغري اإلسالم‬
‫يوضح لنا أ ّن اإلسالم دين عاملية يعين العاملني يف‬ ‫ليعيش معا يف الوطن األمن والسعادة‪ .‬القرآن الكرمي ّ‬
‫الكون‪ .‬قال قتادة كما يروي عن القرطِب يف تفسريه‪ ,‬كلمة "العاملية" هي مجع من عاَل وهو كل‬
‫ِ ِ‬
‫ني‪ .‬يف تفسري ابن كثري‬ ‫اك إَِّال َر ْمحَةً ل ْل َعالَم َ‬
‫موجود إال هللا‪ .‬من اْلية القرآنية اليت ذكره فيه ‪َ :‬وَما أ َْر َس ْلنَ َ‬
‫يقول أبن هللا أخربان أ ّن حممدا رمحة ألمة‪ ,‬ومن يقبل رمحته ويؤمن ويص ّدقه وفهو يف رمحته ومن َل‬
‫يفعل ذلك فهم من اخلاسرين‪.‬‬
‫يدل على التعدد الدينية‬
‫هذا واضح جدا أبن معىن حممد صلى هللا عليه وسلم هو رمحة للعاملني ليس ّ‬
‫بل أ ّكد هللا أب ّن الرسول حيمل الرمحة اليت تضمن السعادة واألمن للعاملني‪ .‬لذا‪ ,‬خسر الناس ملن َل‬
‫يقبله وَل جيعله سنةً يف احلياة كما ذكر ابن كثري قبل قليل‪.‬‬
‫التعدد الدينية هي اصطالح يدل على الفكرة اليت يساوي كل األداين يف معىن احلق يف كل األداين‬
‫والسالمة ينجح يف أي األداين‪ .‬بعض الناس زلّت وخاطيء ما الفرق بني املساواة األداين والتعدد‬

‫‪ 20‬شيخ د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬التعددية الدينية وقيم التسامح اإلسالمي‪( ،‬سياق حلقة برانمج الشريعة واحلياة الذي بثته قناة‬
‫اجلزيرة األحد ‪.)2008/2/17‬‬
‫الدينية‪ .‬املساواة األداين هي وجود املختلفة والتفرق األداين يف العاَل وهو سنة هللا أو مبشيئة هللا‪ .‬أما‬
‫التعدد الدينية هي الفكرة والصفة الناس حول املتنوعة واملختلفة‪ .‬التعدد الدينية هي الفكرة واْلراء أب ّن‬
‫األداين املختلفة يكون مساواة يف علم األونطولوجيا (فرع من علم الفلسفة اإلنسانسة)‪ ,‬علم‬
‫السرتولوجيا (علم يبحث عن السالمة يف التعليم املسيحي)‪ ,‬وعلم النظرية املعرفة (علم عن النظر‬
‫الصحيح والقواعد وما أشبه ذلك)‪ .‬كما يقول بيرت برين‪ ,‬التعدد الدينية هي أوال‪ ,‬كل األداين‬
‫املساواة‪ .‬اثنيا‪ ,‬كلها يدل على السالمة من أي طريقة‪ .‬اثلثا‪ ,‬كلها ال هناية‪ ,‬معناه كل األداين فاتح‬
‫إلنقيادها‪ .‬هذه الفكرة ال يقصد ابلتسامح الدين‪ .‬اإلسالم دين تسامح ويعلّمه وليس مشكلة به‪.‬‬
‫املشكلة هنا هي التسامح اإلسالم حياول أن يتعلق ابلتعدد الدينية وخيلّص أب ّن اإلسالم هو دين يتعلّم‬
‫‪21‬‬
‫ابملساواة لكل األداين لكن رجال التعدد ينايف التسامح ليس التعدد‪.‬‬
‫لذلك هذه الفكرة يبطل كل حجتهم مبن قال أ ّن كل األداين املساواة‪ .‬لذا‪ ,‬هناك مخسة مبادئ‬
‫ذكرت يف ابب األول املبحث الرابع‪.‬‬
‫يتمسك ابلعقيدة الصحيحة كما ُ‬ ‫للمسلم أن ّ‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬رأي الدكتور خليف معمر أ‪ .‬حارس‬

‫كتب األستاذ املشارك الدكتور خليف معمر كتاب بعنوان " اإلسالم والتعدد الدينية ‪ :‬تقوية التوحيد‬
‫يف آخر الزمان"‪ .‬يقول املؤلّف أبن التوحيد يف القرآن يناقض ابلفكرة التعدد الدينية‪ .‬فالتوحيد هو‬
‫رسالة لألنبياء والرسل ودينهم واحد فقط وهو "ملّة" إبراهيم ودين حنيف‪ .‬لكن‪ ,‬مسّى اإلسالم بعد‬
‫تكميل النِب حممد صلى هللا عليه وسلم‪ .‬املتع ّدد الدينية يظنوا أبن األنبياء والرسل هلم دين ُمتلفة‪ ,‬لذا‬
‫هم حيسبون كل األداين مساواة‪ .‬مصطلحات األداين السماوية هو مصطلحات اجلديدة اليت كتبوا‬
‫أبهنا خطري يف الدين‪ .‬التعدد الدينية‬
‫علماء الغربية لكن علماء املسلمني َل يكتبوا هكذا ألهنم يفهموا ّ‬
‫لتغري املبادئ املهمة يف الدين‪ .‬أ ّكد التوحيد أبن هللا هو‬
‫ليس خيالف ابلتوحيد فقط ولكنهم حياولوا اب ّ‬

‫‪ 21‬بدون االسم‪ ,‬تصحيح املفاهيم ‪ :‬التعددية الدينية ليست تعددية دينية‪ ,‬شوهد ‪ 9‬يناير ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪https://muftiwp.gov.my/artikel/tashih-al-mafahim/2999-tashih-al-mafahim-8-‬‬
‫‪pluraliti-agama-bukan-pluralisme-agama‬‬
‫يوضح لنا عن حقيقة احلق يف الدين وينايف القرآن أب ّن‬
‫األحد الذي َل يلد وَل يولد‪ .‬الوحي اإلهلي ّ‬
‫األداين املختلفة يعبد اإلله الواحد‪ .‬يف سورة اإلخالص مثال‪ ,‬يناقض اثلث ثالثة أو اإلله له ولد‪.‬‬

‫العقل السليم ال يساوي بني الدين التنزيل املطهر ودين أخرى ألن حنن نعرف هناك الفكرة َل يعتقد‬
‫أبن اإلله موجود وهو امللحد‪ .‬هناك أيضا يستخدم فكرة اإلهلي يف أوجه ُمتلفة‪ ,‬مثال يف اهلندوسية‪,‬‬
‫اإلله يكون يف أوجه متنوعة وَتلّى يف أي أوجه بل هناك بعضهم يعتقد أبن اإلله َتلّى يف وجه‬
‫البشر‪ .‬لذلك القرآن يناقض وينايف التعبد األصنام والتماثيل ويف احلقيقة َل ينفعهم وال يضرهم‪ .‬العقل‬
‫‪22‬‬
‫السليم يعتقد أب ّن اإلله له واحد يف اإلسالم‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬رأي الدكتور تيسري التميمي‬

‫القرآن هو مصدر عظيم ومراجع لوجود األفكار واألداين واملذاهب يف اجملتمع اإلسالمي‪ .‬لقد القرآن‬
‫ينايف أو يناقض التعدد الدينية وما حوهلا يف الفكر واإلجتماعي والثقايف والسياسي والشعوب يف‬
‫اجملتمع اإلنساين واإلسالمي‪ .‬مثال‪:‬‬

‫ض‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫‪ – 1‬قرر القرآن مبدأ االختالف بني الناس كما قال هللا ‪ :‬وِمن ِِ‬
‫آايته َخ ْل ُق َّ َ َ‬
‫َ ْ َ‬
‫ني‪ .‬أي كل اختالف كما ذكر القرآن هو آية‬ ‫ٍ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف أَلْ ِسنَتِ ُك ْم َوأَلْ َوانِ ُك ْم إِ َّن ِيف َذل َ‬
‫اختِ َال ُ‬
‫ك َْل َايت ل ْل َعالم َ‬ ‫َو ْ‬
‫من آايت هللا ودليل على قدرته يف خلقه وليس سبب الختيار أي منهم أو خيتلفهم بعضهم بعضا‪.‬‬
‫ني‪ ,‬أي اختالف الناس يف تفكريهم هو‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس أ َُّمةً َواح َدةً َوَال يـََزالُو َن ُمُْتَلف َ‬
‫ك َجلََع َل الن َ‬ ‫وقال ‪َ :‬ولَ ْو َشاءَ َربُّ َ‬
‫من سنة هللا يف البشر حىت الثواب والعقاب حسب اليقني الذي يؤمن هبا وخيتار قرارهتم وسلوكيتهم‬
‫مبحض إرادته احلرة من غري إجبار أو إكراه‪.‬‬

‫‪ 22‬روحيين أمني‪ ,‬التلخيص لكتاب أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬خليف معمر وهو اإلسالم والتعدد الدينية ‪ :‬تقوية التوحيد يف آخر الزمان‪ ,‬جملة‬
‫للدولة والدراسة احلضارة‪ ,‬الكلية اجلامعة اإلسالمية العاملية سالجنور‪ ,‬ص‪.6 – 5 .‬‬
‫َّاس إِ َّان َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر‬
‫‪ – 2‬دعا القرآن إىل التعارف بني الشعوب كما قال هللا تعاىل ‪َ :‬اي أَيـُّ َها الن ُ‬
‫اَّللَ َعلِ ٌيم َخبِريٌ‪ .‬تعلّم القرآن لنا‬ ‫واب َوقَـبَائِ َل لِتَـ َع َارفُوا إِ َّن أَ ْكَرَم ُك ْم ِعْن َد َّ‬
‫اَّللِ أَتْـ َقا ُك ْم إِ َّن َّ‬ ‫َوأُنْـثَى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُشعُ ً‬
‫التعارف بني الشعوب‪ ,‬من ذكر أو أنثى‪ ,‬بني األعراب واألعجمي‪ ,‬وبني األبيض واألسواد‪ .‬فهذا‬
‫االختالف ليس وجهة النظر أو التفرق بني الراعي والدولة‪ ,‬بل أ ّكده يف االختالف لتعاون على الرب‬
‫والتقوى واالفتتاح بني البشر والثقافات واحلضارات‪ .‬أهداف التعارف هو للتعامل مع الناس وإثراء‬
‫التجربة اإلنسانية وتقوية صلة الرحم بني الناس لتحقيق السعادة والتكامل اإلنساين‪.‬‬

‫ابلنسبة إىل التعدد الدينية‪ ,‬هي التعدد يف الدين والعقائد والقوانني واملناهج‪ ,‬يعرتف وجود األداين‬
‫املختلفة يف اجملتمع وحيرتمه ويقبل اخلالف‪ .‬هذه الفكرة يدل على اإلقرار أبن َل يكن أحد إلغائهم‬
‫وكلهم مساواة يف اجملتمع من حيث القوانني واإللتزام مببادئ حرية التفكري واعتماد احلوار واجتناب‬
‫اإلكراه‪ .‬حينما يقبل اإلسالم بوجود سائر األداين واملناهج يف اجملتمع‪ ,‬مينح هلم احلرية الدينية كلها يف‬
‫التعبدية ويف أحواهلم اخلاصة بدون إكراههم ويتدخل يف شؤون أدايهنم‪ .‬اعرتف اإلسالم أبداين أخرى‬
‫بل يعيش يف اجملتمع املختلفة لكن اإلميان يكون قواي يف أنفسهم‪ .‬اإلسالم َل يكره شيئا أو الشخص‬
‫‪23‬‬
‫ليدخل اإلسالم لكن من اختيارهم‪.‬‬

‫‪ 23‬د‪ .‬تيسري التميمي‪ ,‬التعدد الدينية يف اجملتمع اإلسالمي‪ ,‬شاهد ‪ 28‬نوفمرب ‪2014‬م‪shorturl.at/gnuC2 .‬‬
‫اخلامتة‬

‫وخالصة القول‪ ,‬التعدد الدينية طبعا فكرة ضالة وخروج من التعليم اإلسالمي‪ .‬لقد أ ّكد القرآن وبينه‬
‫لتطور هذه الفكرة تؤدي إىل التعدد الدينية‬
‫أ ّن اإلسالم هو دين حق وصحيح‪ .‬التاريخ والنشأة ّ‬
‫إيل‪ .‬ابرك هللا فيكم‪.‬‬
‫وأصلها فرع من املسيحي‪ .‬شكرا على حسن قراءتكم وكل خطأ والنسيان نسبة ّ‬
‫املراجع واملصادر‬

‫‪ .1‬الق رأن الكرمي‬


‫‪ .2‬د‪ .‬محود بن أمحد بن فرج الرحيلي‪ ,‬منهج القرآن الكرمي يف دعوة املشركني إىل اإلسالم‪,‬‬
‫(عمادة البحث العلمي ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪,‬ط‪.‬‬
‫األوىل‪١٤٢٤ ،‬هـ‪٢٠٠٤/‬م)‪.‬‬
‫‪ .3‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪,‬‬
‫لسان العرب‪( ,‬دار صادر – بريوت‪ ,‬ط‪ .‬الثالثة ‪ ١٤١٤ -‬هـ)‬
‫‪ .4‬أبو عاصم هشام بن عبد القادر بن حممد آل عقدة‪ ,‬خمتصر معارج القبول‪( ,‬مكتبة الكوثر‬
‫– الرايض‪ ,‬ط‪ .‬اخلامسة ‪ ١٤١٨ ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .5‬أبو جعفر‪ ،‬حممد بن جرير الطربي‪ ,‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن (دار الرتبية والرتاث‬
‫‪ -‬مكة املكرمة ‪ -‬ص‪.‬ب‪ ,٧٧٨٠ :‬دون طبعة)‪.‬‬
‫‪ .6‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث الدمشقي‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‬
‫تفسري ابن كثري‪ ،‬احملقق‪ :‬سامي بن حممد سالمة‪( ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1420 ،2‬هـ‬
‫‪ 1999 -‬م)‪.‬‬
‫‪ .7‬شيخ د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬التعددية الدينية وقيم التسامح اإلسالمي‪( ،‬سياق حلقة‬
‫برانمج الشريعة واحلياة الذي بثته قناة اجلزيرة األحد ‪.)2008/2/17‬‬
‫‪ .8‬دون اسم‪ ,‬تصحيح املفاهيم ‪ :‬التعددية الدينية ليست تعددية دينية‪ ,‬االسرتجاع ‪ 9‬يناير‬
‫‪2019‬م من ‪https://muftiwp.gov.my/en/artikel/tashih-al-‬‬
‫‪mafahim/2999-tashih-al-mafahim-8-pluraliti-agama-‬‬
‫‪bukan-pluralisme-agama‬‬
‫‪ .9‬روحيين أمني‪ ,‬التلخيص لكتاب أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬خليف معمر وهو اإلسالم والتعدد الدينية ‪:‬‬
‫تقوية التوحيد يف آخر الزمان‪ ,‬جملة للدولة والدراسة احلضارة‪ ,‬الكلية اجلامعة اإلسالمية‬
‫العاملية سالجنور‪.‬‬
‫د‪ .‬تيسري التميمي‪ ,‬التعدد الدينية يف اجملتمع اإلسالمي‪ ,‬االسرتجاع ‪ 28‬نوفمرب‬ ‫‪.10‬‬
‫‪2014‬م من ‪.shorturl.at/gnuC2‬‬
‫حسلينا إبراهيم‪ ,‬التعدد األداين ‪ :‬نشأته وأحوال اآلن‪ ,‬جملة الدراسات أصول الدين‬ ‫‪.11‬‬
‫ومقارن األداين‪ ,‬قسم أصول الدين ومقارن األداين‪ ,‬كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪,‬‬
‫اجلامعة اإلسالمية العاملية ماليزاي‪ ,‬كواال ملبور‪.‬‬

You might also like