You are on page 1of 42

‫الشبهات املثارة حول إنكار الُّنة القرآنيون منوذجاً‬

‫إعداد‬
‫د‪ /‬هاشم إمساعيل إبراهيم‬
‫جامة كوي‬
‫الةراق‬

‫‪hashim.ismail@koyauniversity.org‬‬
‫‪d_jameel@yahoo.com‬‬

‫‪243‬‬
244
‫املقدمة‬

‫احلمد هلل الذي أرسل رسوله ابهلدى ودين احلق ليظهره على الدين كله‪ ،‬وأوجب‬
‫على الناس طاعته واتعاع أمره واَلهتداء هبديه واَلقتداء بسنته‪ ،‬فشرح هللا صدور أهل‬
‫اإلسالم لسنته فانقادت َلتعاعها‪ ،‬وارَتحت لسماعها‪ ،‬وأمات نفوس أهل البطغيان‬
‫ابلعدع بةد أن متادت يف نزاعها‪ ،‬وتغالت يف ابتداعها‪ .‬وأشهد أن َل إله إَل هللا‬
‫وحده َل شريك له‪ ،‬وأشهد أن دمحماً ﷺ ععده ورسوله‪ ،‬إمام املتقني‪ ،‬وقدوة الناس‬
‫أْجةني‪ .‬أما بةد‪:‬‬
‫فإن اإلميان ابلقرآن يستلزم اإلميان بسن دمحم عليه الصالة والسالم كما أن‬
‫التكذيب بسن دمحم عليه الصالة والسالم تستلزم التكذيب ابلقرآن‪ ،‬إذ مها وحيان‬
‫شقيقان َل ينفك أحدمها عن اآلخر‪.‬‬

‫أمهية املوضوع‬
‫‪ .9‬إن هذا العحث يرد ويةاجل فكرة وطائف ظهرت قعل أكثر من قرن واندثرت‪ ،‬مث‬
‫بدأت تظهر من جديد وخاص يف بالدان يف بةض املدن كمدين حلعج‬
‫والسليماني وأربيل‪ ،‬فعدأوا يثريون الشعهات‪.‬‬
‫‪ .2‬مكان السن يف التشريع اَلسالمي كمصدر إلين‪ ،‬تةبطي األمهي حيث تةترب بيان‬
‫وتوضيح للقرآن ومن ضمنه تفصيل ُممل القرآن‪ ،‬وختصيص عام‪ ،‬وتقييد مبطلق‪،‬‬
‫وقد تستقل ابلتشريع كما سيأيت يف العحث‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ .3‬إن سرية النيب ﷺ يف الناحي التبطعيقي للقرآن الكرمي تةبطي تصورا كامال حليثيات‬
‫مةرف فقه الواقع‪ ،‬وأسعاب ورود احلديث‪ ،‬مما يسهل فهم اَلسالم بصورة‬
‫صحيح ‪ ،‬من خالل الوحيني القرآن والسن الصحيح ‪.‬‬

‫سبب اختيار املوضوع‬


‫وقد نعتت انبت يف بين اإلسالم يزعمون أِنم (قرآنيون) وَل يصدرون أو يردون إَل‬
‫عليه‪ ،‬ونعذوا سن نعيهم وراءهم ظهرايً لشعه ميت ‪ ،‬وجهل ِبةاين القرآن الةزيز‪ ،‬فكانت‬
‫هذه الصفحات املتواضة اليت ْجةها صاحعها على وجه الةجل ‪ ،‬وانشغال الذهن‪،‬‬
‫وتزاحم األشغال والوظائف‪.‬‬
‫ومن ابب الذود عن السن ومشارك أهل الةلم يف جهاد أهل العدع‪ ،‬كما‬
‫قال حيه بن حيه –رمحه هللا– " الذب عن السن أفضل اجلهاد"(‪ .)9‬وقال ععد هللا‬
‫السنَّ ِ‪ ،‬ي ْذه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ُسنَّ ً ُسنَّ ً‪َ ،‬ك َما‬ ‫بن الديلمي بلغين أن‪" :‬أ ََّو َل َذ َهاب ال ّدي ِن تَ ْرُك ُّ َ َ ُ‬
‫ب ال ّد ُ‬
‫احلَْع ُل قُ َّوًة قُ َّوًة"(‪.)2‬‬
‫ب ْ‬ ‫يَ ْذ َه ُ‬

‫منهج البحث‬
‫سيكون منهجي يف هذا العحث املنهج املوضوعي الوصفي لتحديد أبرز الشعهات‬
‫وحتليلها والرد عليها رداً علمياً موضوعيا مستنريا ابألدل الةقلي والنقلي ‪.‬‬
‫وأخرج األحاديث وأعزو اآلايت وأسند األقوال والنصوص اَل قائله ومصدره‬
‫بذكر اسم املؤلف أوَلً مث اسم املصدر بةده‪ ،‬مع أرقام الصفحات واجلزء‪ .‬ومةلومات‬
‫البطعة تكون يف ِناي العحث‪.‬‬

‫(‪)9‬ابن تيمي ‪ ،‬جمموع الفتاوى‪93 /5 ،‬‬


‫(‪ )2‬الدارمي‪ ،‬مُّند الدارمي‪ 231/9 ،‬يف املقدم ‪ :‬ابب اتعاع السن ‪ ،‬رقم احلديث ‪ ،38‬بتحقيق‪ :‬حسني سليم‬
‫أسد الداراين‪ .‬قال‪ :‬احلديث‪ ،‬موقوف‪ .‬ولكن اسناده صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬إحتاف املهرة‪.952 /93 ،‬‬
‫والاللكائي يف شرح أصول اعتقاد أهل الُّنة‪.927 ،32/9 ،‬‬
‫‪246‬‬
‫فيسر هللا يل العحث يف هذا املوضوع على النحو التايل‪ ،‬وهي مكون من‬
‫مقدم وأربة مبطالب وخامت ‪:‬‬
‫املقدمة‪ :‬فيها التمهيد وأه مي ال موضوع وس عب اختيار املوضوع وخبط‬
‫العحث‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأة القرآنيني وعالقتهم ابخلوارج‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التةريف ِببرز دعاهتم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬شعهاهتم والرد عليها‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬املستشرقون وعالقتهم ابلقرآنيني‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وفيها أهم النتائج‪.‬‬
‫وهللا أسأل أن ميدان ابلةون والتوفيق والسداد‪ ،‬وأن جيةل أعمالنا خالص‬
‫لوجهه تةاَل‪ ،‬وأن يغفر لنا خبطأان وزللنا‪ ،‬وَل جيةل ما عملنا علينا وابَلً‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم على نعينا م حمد وآله وص حعه‪ ،‬ومن تعةه ِبحسان وإميان إَل يوم‬
‫الدين‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫نشأة القرآنيني‪ ،‬وعالقتهم بخلوارج‬

‫أوال‪:‬نشأة القرآنيني‬
‫إن احلديث عن هذه البطائف اليت تزعم اَلكتفاء ابلقرآن وأنه اإلسالم وحده‪ ،‬وَل‬
‫رجع بذوره وبداايته إَل أواخر عصر الصحاب رضوان هللا‬ ‫ِ‬
‫حاج إَل السن ‪ ،‬ميكن أن نُ ّ‬
‫عليهم‪ ،‬فةن حعيب بن أن فضال ‪ ":‬أن عمران بن حصني هنع هللا يضر ذكر الشفاع ‪ ،‬فقال‬
‫رجل من القوم‪ :‬اي أاب ن ُجيد! قال‪ :‬إنكم حتدثوننا ِبحاديث ل م ن جد ل ها أصالً يف‬
‫القرآن‪ .‬قال‪ :‬فغضب عمران وقال للرجل‪ :‬قرأت القرآن قال‪ :‬نةم‪ .‬قال فهل‬

‫‪247‬‬
‫وجدت فيه صالة الةشاء أربةاً‪ ،‬ووجدت املغرب ثالإلً‪ ،‬والغداة ركةتني‪ ،‬والظهر‬
‫أربةاً قال‪َ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فةن من أخذمت ذلك ألستم عنَّا أخذت موه وأخذانه عن رسول‬
‫هللا ﷺ أوجدمت فيه من كل أربةني شاة شاة‪ ،‬ويف كل كذا بةرياً كذا‪ ،‬ويف كل كذا‬
‫درمهاً كذا قال‪َ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فةن من أخذمت ذلك‪ ،‬ألستم عنا أخذمتوه وأخذانه عن‬
‫النيب ﷺ وقال‪ :‬أوجدمت يف القرآن‪﴿ :‬وليبطوفوا ابلعيت الةتيق﴾ [احلج‪ ]23 :‬أوجدت م‬
‫ب وَل‬‫في ه‪ :‬فبط وفوا س عةاً وارك ةوا ركةتني خلف املقام أوجدمت يف القرآن‪َ :‬ل َجلَ َ‬
‫ب وَل شغار يف اإلسالم أما مسةتم هللا قال يف كتابه‪﴿ :‬وما آَتكم الرسول‬ ‫َجنَ َ‬
‫فخذوه وما ِناكم عنه فانتهوا﴾ [احلشر‪ ]7 :‬قال عمران‪ :‬فقد أخذان عن رسول هللا‬
‫[أبو داود‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬ابب ما جتب فيه الزكاة‪ ،‬حديث ‪ .9529‬قال‬ ‫ﷺ أشياء ليس لكم هبا علم"‪.‬‬
‫شةيب األرانؤوط‪ :‬إسناده ضةيف؛ والبطرباين يف املعجم الكبري‪ ،‬رقم ‪ ،557‬وهذا اللفظ له]‪.‬‬
‫وقال رجل عند مبطرف بن ععد هللا‪َ" :‬ل حتدثوان إَل ِبا يف القرآن"‪ .‬فقال‬
‫مبطرف‪" :‬إان وهللا ما نريد ابلقرآن بدَلً‪ ،‬ولكنا نريد من هو أعلم ابلقرآن منا"(‪.)9‬‬
‫وقال أيوب السختياين‪" :‬إذا حدثت الرجل بسن فقال‪ :‬دعنا من هذا‪،‬‬
‫وأنعئنا عن القرآن فأعلم أنه ضال"(‪.)2‬‬
‫ويف أواخر القرن الثاين اهلجري قام يف األم من يدعو إَل إلغاء السن‬
‫ابلكلي ‪ ،‬وعدم اَلعتداد هبا يف كوِنا مصدراُ للشرية اإلسالمي ‪ ،‬وقد ذكر اإلمام‬
‫الشافةي –رمحه هللا– مناظرة جرت بينه وبني أحد هؤَلء(‪.)3‬‬
‫وقد كان أهل هذا الرأي موجودين بكثرة يف زمن األئم األربة فمن‬
‫بةدهم‪ ،‬وتصدي األئم األربة وأصحاهبم يف دروسهم ومناظرهم وتصانيفهم للرد‬
‫عليهم(‪.)5‬‬

‫(‪ )9‬ابن ععد الرب‪ ،‬جامع بيان العلم‪.939 /2 ،‬‬


‫(‪ )2‬احلاكم‪ ،‬معرفة علوم احلديث‪ ،‬ص‪25‬؛ واخلبطيب‪ ،‬الكفاية‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )3‬الشافةي‪ ،‬كتاب األم‪.273/7 ،‬‬
‫(‪ )5‬السيوطي‪ ،‬مفتاح اجلنة‪.22 /9 ،‬‬
‫‪248‬‬
‫ويقول د‪ .‬األعظمي‪َ" :‬ل حيدثنا التاري عن أفراد أو ْجاعات تنتسب إَل‬
‫اإلسالم دعت إَل نعذ السن النعوي بةد القرن الثاين‪ ،‬وأما الذين اندوا هبا يف القرن‬
‫الثاين فقد أصعحوا يف ذم التاري واستمر الوضع هكذا بةد ذلك أحد عشر قران‬
‫على وجه التقريب‪ .‬وتغري الزمن وزالت دول املسلمني‪ ،‬وجاء عهد اَلستةمار‬
‫واَلستعةاد وبدأ املستةمرون بنشر أفكارهم اخلعيث للقضاء على مقومات‬
‫اإلسالم"(‪.)9‬‬
‫ويف الةصر احلديث ل يكد اَلستةمار الغرن يتم إحكامه وسيبطرته على‬
‫بالد املسلمني حىت شرع يف إحياء ما اندثر من العدع واآلراء املنحرف اليت عفا عليها‬
‫الدهر وذلك عرب وسائله من املعشرين واملستشرقني‪.‬‬
‫ومن ذلك مقول اَلكتفاء ابلقرآن وحده‪ ،‬ورفض السن ‪ ،‬فقد استبطاع‬
‫اإلجنليز أن يشَتوا ُمموع ممن يزعمون أِنم من علماء املسلمني‪ .‬ففي ِناي القرن‬
‫التاسع عشر قام السيد أمحد خان (ت ‪9837‬م) بداي ابلتأويل يف الغيعيات الواردة‬
‫يف أحاديث الرسول ﷺ‪ ،‬مث تدرج به األمر إَل إنكار السن ‪ .‬ويف عام ‪ 9312‬م قام‬
‫ععد هللا جكر الوي –مؤسس احلرك القرأني – نشاطه اهلدام ِبنكار السن كلها‬
‫متخذاً أحد املساجد بالهور منبطلقاً له‪ ،‬وسانده ُمب احلق الةظيم آابدي يف هبار –‬
‫شرقي اهلند– كما ظهر املولوي شراغ على (ت ‪9835‬م) ودعا إَل إببطال اجلهاد‬
‫وأن احلديث يف حد ذاته شيء َل ميكن اَلعتماد عليه‪ ،‬مث جاء غالم برويز فأسس‬
‫ْجةي ابسم ’أهل القرآن‘ كما أصدر ُمل شهري ونشر عدة كتب يف هذا الرأي(‪.)2‬‬
‫فنشأت هذه الفئ الضال اليت تزعم أن دمحماً ﷺ ل يكن إَل واسبط لتعليغ‬
‫القرآن‪ ،‬وأخذوا ينقلون الشعهات اليت أإلرها املستشرقون حول السن إَل اللغ‬
‫األردي ‪ ،‬وغربوا كتب القصص والرواايت للعحث عما يناسعهم فجمةوا األكاذيب‬

‫(‪ )9‬األعظمي‪ ،‬دراسات يف احلديث النبوي واتريخ تدوينه‪.22 /9 ،‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الزهراين‪ ،‬تدوين الُّنة النبوية‪ ،‬ص‪59-51‬؛ والسلفي‪ ،‬اهتمام احملدثني بنقد احلديث سنداً ومتنا‪،‬‬
‫ص‪.557 -555‬‬
‫‪249‬‬
‫واَلفَتاءات‪ ،‬وزعموا أن الشرية اإلسالمي َل مصدر هلا غري القرآن‪ ،‬وخالفوا هبذا‬
‫سواد املسلمني يف مشارق األرض ومغارهبا(‪.)9‬‬
‫وظهرت يف مصر بةض التوجهات والدعوات إَل التشكيك يف السن إما‬
‫كلياً أو جزئياً‪ .‬ومن أشهر هؤَلء الكتاب ’ُممود أبو ري ‘ الذي أخرج كتابه‪’ :‬أضواء‬
‫على السن احملمدي ‘ س ن ‪ 9357‬م‪ ،‬وأتى فيه ابلةجيب تبطاوَلً وس فهاً على السن‬
‫ورجال ها(‪.)2‬‬
‫ولكن ينعغي أن نلحظ أن هناك فرقاً واضحاً بني ظهور الفكرة يف اهلند ويف‬
‫مصر فهي يف مصر ل تنظم وتشكل جتمةاً قائماً وإمنا هي حركات فردي َل تلعث أن‬
‫تقابل ابلرد واإلنكار َل سيما من األزهر حينما كان قائماً على ساقه‪ ،‬أما يف اهلند‬
‫فلم يواجهوا ِبثل ما واجه أصحاب مصر بل كانوا يسرحون وميرحون وكونوا هلم‬
‫ْجاع وملتقيات تنصر هذا الرأي وتدعوا إليه(‪.)3‬‬
‫وميكن أن نستخلص أهم األسعاب اليت أدت إَل ظهور ونشأة هذه احلرك‬
‫إَل ما يلي(‪:)5‬‬
‫‪ .9‬اَلس تةمار‪ :‬حيث علم ال مس تةمر أن أفض ل البطرق لالس تةمار إبةاد‬
‫ال مس لم عن دين ه وترك ال جهاد‪ ،‬وبث الفرق بني ال مس لمني‪ ،‬وتكوين‬
‫اجلماعات ال متة ادي في ما بينها‪ ،‬وتشغيل املنافقني ألغراضهم ولو لعسوا‬
‫للناس لعاس الدين‪.‬‬
‫‪ .2‬قصور فهمهم وظنهم ابَلعتماد على نصوص القرآن فقط‪ ،‬لضرورة وحدة‬
‫الصف اإلسالمي‪ ،‬واخلالص من الفرق واملذاهب املتةددة وْجع املسلمني‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬السعاعي‪ ،‬الُّنة حجيتها ومكانته يف اإلسالم والرد على منكريها‪ ،‬ص‪.253 -258‬‬
‫(‪ )2‬قد قيض هللا تةاَل من يدحض مقولته وجيلي عواره يف كتابه املذكور ومن هؤَلء‪ ،‬فضيل الشي ععد الرمحن‬
‫ابن حيه املةلمي يف األنوار الكاشفة؛ والشي ‪ :‬دمحم دمحم أبو شهع يف دفاع عن الُّنة وغريمها‪.‬‬
‫(‪ )3‬السلفي‪ ،‬اهتمام احملدثني بنقد احلديث سنداً ومتناً‪ ،‬ص‪.555 -555‬‬
‫(‪)5‬الةقل‪ ،‬دراسات يف األهواء والفرق والبدع‪ ،‬ص‪.283‬‬
‫‪251‬‬
‫حتت راي واحدة‪ ،‬لكنهم ضلوا البطريق وتنكعوا الصراط املستقيم جلهلهم‬
‫ِبصول الدين ومصادره‪.‬‬
‫‪ .3‬التغريب والتأثر ابملستشرقني‪ :‬وهذا قد يكون أجلى فيمن أنكر السن من‬
‫الةرب‪ ،‬حني بدأت العةثات الةلمي تروح ِببناء املسلمني إَل أوراب لتقلي‬
‫الةلم‪ ،‬وكان هذا يف عهد دمحم ابشا وتقريعاً يف عام ‪9813‬م‪ ،‬مث ازداد اخلرق‬
‫اتساعاً‪ .‬وزيد اَلسترياد على التصدير حيث فتحت بالد املسلمني للحضارة‬
‫األوروبي واألمريكي ومسح بفتح املدارس هلم‪َ ،‬ل سيما يف مصر ولعنان‪.‬‬
‫وكان من جراء ذلك غزو املسلمني وتشكيكهم يف أصوهلم‪ ،‬وبث الشعه يف‬
‫قلوب الشعاب املسلم الذي ل يتسلح بسالح الةلم واإلميان‪ ،‬وهللا املستةان‪.‬‬
‫‪ .5‬اجلهل ابلدين‪ ،‬واتعاع اهلوى‪ :‬وهذة آف اآلفات اليت يشَتك فيها الفرق‬
‫والعدع الضال ‪ ،‬ولوَل ضيق املقام لنقلت من نصوص الوحيني وكالم السلف‬
‫واحملققني ما تقر به الةني يف هذا العاب‪ .‬وقد وقفت بنفسي على عجائب‬
‫هلؤَلء القوم سبطروها يف موقةهم على شعك اإلنَتنيت ومن تلك‬
‫الصفحات‪’ :‬اثين‪ -‬كذا –عشر سععاً إلتعاع القرآن‪ ،‬وَل شيء غريه‘‬
‫و’احلديث والسن من اخَتاعات الشيبطان‘ و’األحاديث النعوي حقيق أم‬
‫افَتاء‘‪ .‬أسال هللا أن يردهم إَل احلق ويهديهم صراطه املستقيم‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬عالقتهم بخلوارج‪:‬‬


‫يعدوا أنه من الصةب توثيق نسع إنكار حجي السن إَل اخلوارج ألنه ل يصل إلينا ما‬
‫كتعه اخلوارج أنفسهم حول هذا املصدر التشريةي‪ ،‬لضياع كتاابهتم يف أحداث التاري‬
‫أو عدم الكتاب أصالً‪ ،‬ويف ضوء ذلك َل ميكن القبطع يقيناً برأي اخلوارج يف حجي‬
‫السن ولكن ميكن تلمس ما يفيد ذلك من بةض النقول واإلرشادات(‪.)9‬‬

‫(‪ )9‬السعاعي‪ ،‬الُّنة ومكالنتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪931‬؛ األعظمي‪ ،‬دراسات يف احلديث النبوي‪،‬‬
‫‪.22/9‬‬
‫‪251‬‬
‫يقول ابن تيمي –رمحه هللا–‪" :‬وأصل مذهعهم –يةين اخلوارج– تةظيم‬
‫القرآن‪ ،‬وطلب اتعاعه‪ ،‬ولكن خرجوا عن السن واجلماع ‪ ،‬فهم يرون اتعاع السن اليت‬
‫يظنون أِنا ختالف القرآن كالرجم ونصاب السرق وغري ذلك فضلوا"(‪.)9‬‬
‫وخلص د‪ .‬السعاعي إَل أن اخلوارج على اختالف فرقهم يةدلون الصحاب‬
‫ْجيةاً قعل الفتن ‪ ،‬مث يكفرون عليَّاً وعثمان وأصحاب اجلمل واحلكمني ومن رضي‬
‫وصوب احلكمني أو أحدمها‪ .‬وبذلك ردوا أحاديث ْجهور الصحاب ‪،‬‬ ‫ابلتحكيم َّ‬
‫لرضاهم ابلتحكيم واتعاعهم أئم اجلور على زعمهم فلم يكونوا أهالً لثقتهم(‪.)2‬‬
‫وقال السيوطي‪" :‬وأصل هذا الرأي الفاسد أن الزاندق وطائف من غالة‬
‫الرافض ذهعوا إَل إنكار اَلحتجاج ابلسن واَلقتصار على القرآن‪ ،‬وهم يف ذلك‬
‫خمتلفوا املقاصد"(‪.)3‬‬
‫وهبذا شذا اخلوارج ومن تعةهم عن سواد املسلمني آبراء كان هلا أكرب األثر‬
‫فيما أثري حول السن من الشعهات ممن جاء بةدهم من املةتزل والقرآنيني سلفاً‬
‫وخلفاً‪.‬‬
‫يقول األستاذ دمحم أبو زهو‪" :‬إن الذين يثريون الغعار حول السن فريقان‪:‬‬
‫فريق ظهر مروقه من الدين مروق السهم من الرمي ‪ ،‬وقد ظهرت هذه البطائف يف اهلند‬
‫وابكستان‪ ،‬والتقيت بنفر منهم‪ ،‬فحكمت ابديء الرأي عليهم حبكم َل يسر أتعاعهم‬
‫يف مصر‪ ،‬ذلك أن هؤَلء َل يكتفون ِبنكار حجي السن ‪ ،‬بل يفسرون القرآن‬
‫ِبهوائهم‪ ،...‬ويضربون الكتاب بةضه بعةض‪ ،‬فينكرون حكم آايت املواريث‪ ،‬وحكم‬
‫آايت الصدقات‪ ،‬بل ينكرون بةض الصلوات‪ ،‬وهكذا كان علمهم إنكاراً‪ ،‬وتفكريهم‬
‫فضل سةيهم‪..‬‬
‫ضالَلً‪ .‬وأصل هؤَلء من منعوذي اهلنود‪ ،‬دخلوا يف اإلسالم ليفسدوه ّ‬
‫وساء ما يفةلون ويقولون‪.‬‬

‫(‪ )9‬ابن تيمي ‪ ،‬جمموع الفتاوى‪.218 /93 ،‬‬


‫(‪ )2‬السعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪.931‬‬
‫(‪ )3‬السيوطي‪ ،‬مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪252‬‬
‫وقد وجدان أتعاعاً هلذه النحل الضال املضل يف مصر‪ ،‬ولكنهم يُ َه ْم ِهمون‬
‫ِبقواهلم يف ُمالسهم‪ ،‬وَل يةلنوِنا إَل خلاصتهم‪ ،‬وَنن هلم ابملرصاد بةون هللا‬
‫وتوفيقه(‪.)9‬‬

‫املطلب الثاين‬
‫التعريف أببرز دعاهتم‬

‫ينعغي أن يةلم قعل التةريف ِببرز دعاهتم أن املنتسعني إَل هذه املقال متفاوتون فيما‬
‫بينهم‪ ،‬فنجد أكثرهم أيخذون ابلسن الةملي املتواترة كالصالة وهيئتها وركةاهتا‪،‬‬
‫والزكاة واحلج وَنو ذلك مما تناقله املسلمون جيالً بةد جيل نقالً عملياً‪.‬‬
‫أما ’أهل القرآن‘ الذين ظهروا يف شع القارة اهلندي فذهعوا إَل أبةد من‬
‫ذلك حني أنكروا السن إنكاراً كلياً بناءً على شعه سيأيت احلديث عنها –إن شاء هللا‬
‫تةاَل‪ .-‬وأبرز دعاة القرآنيني يف التاري املةاصر‪:‬‬

‫‪-9‬عبد هللا جكر الوي‪:‬‬


‫هو ععد هللا بن ععد هللا اجلكر الوي نزيل َلهور‪ ،‬الذي دعا الناس إَل مذهب‬
‫جديد مسى أتعاعه " أهل الذكر والقرآن " وأنكر األحاديث قاطع وصنف الرسائل يف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ولد يف بلدة ’جكرال ‘ ابلعاكستان يف ِناي الةقد الثالث من القرن التاسع‬
‫عشر امليالدي يف أسرة علم ودين‪ ،‬حيث تلقى علومه األولي على يد والده‪ ،‬مث انتقل‬

‫(‪ )9‬من مقال له يف ُمل حضارة اإلسالم عدد ‪ 5‬ص‪ .25‬بواسبط ‪ :‬الصعاغ‪ ،‬احلديث النبوي‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪253‬‬
‫إَل املدارس األهلي اجملاورة لعلدته‪ ،‬مث سافر إَل ’دهلي‘ لدراس احلديث الشريف‪ ،‬مث‬
‫عاد من دهلي وقد أصعح شيخاً من شيو أهل احلديث‪.‬‬
‫وتةد بداي اَنرافه حينما دخل يف مناظرة مع ابن عم له هو‪ :‬القاضي قمر‬
‫الدين احلنفي حيث طرح عليه مةضالت يف احلديث الشريف أوقةته يف لعس وحرية‪،‬‬
‫ول جيد هلا جواابً‪ ،‬حىت قال قولته املشهورة عنه‪:‬هذا هو القرآن املوحى به وحده من‬
‫عند هللا إَل دمحم ﷺ وأن ما عداه فليس بوحي‪.‬‬
‫مث شرع يف تفسري القرآن‪ ،‬واختذ مدين ’َلهور‘ مقراً حلركته لنشر دعوته‬
‫اجلديدة فانضم إليه بةض األثرايء الذين آزروه يف دعوته‪ ،‬وكان املذكور جييد اللغ‬
‫الةربي إضاف إَل لغ األم األردي ‪ ،‬وقد خلف عدداً من املؤلفات ابللغ األردي منها‪:‬‬
‫‪ .9‬تفسري القرآن آبايت الفرقان‪.‬‬
‫‪ .2‬العيان الصريح إلثعات كراه الَتوايح‪.‬‬
‫وحينما كان يعث أفكاره وينشر دعوته بني الناس يف ’َلهور‘ يف مبطلع‬
‫القرن الةشرين امليالدي‪ ،‬سارع علماء السن إَل صده ومواجهته وتولت ُمل ’إشاع‬
‫السن ‘ التشهري به وعرض أفكاره على الةلماء‪ ،‬فأفىت بكفره جل علماء شعه القارة‬
‫اهلندي يف ابكستان واهلند وبنجالديع‪ ،‬ولكنه كابر واستمر يف دعوته حىت وافاه‬
‫األجل عام ‪9395‬م بةد مرض أقةده يف آخر حياته(‪.)9‬‬

‫‪ -0‬أمحد الدين األمر تُّري‪:‬‬


‫هو اخلواج أمحد الدين اخلواج ميان دمحم بن دمحم إبراهيم‪ ،‬يةد دعام الفكر الةميق‬
‫للحرك القرآني ‪.‬‬
‫ولد عام ‪ 9829‬م ِبدين أمر تسر ابهلند‪ ،‬تلقى يف بداي أمره دروس القرآن‬
‫الكرمي والةلوم الديني ‪ ،‬مث التحق ِبدرس املعشرين‪ ،‬فدرس الكتاب املقدس‪ ،‬والةلوم‬

‫(‪ )9‬الزهراين‪ ،‬الُّنة النبوية نشأته وتطوره من القرن األول إى هناية القرن التاسع اهلجري‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪254‬‬
‫الةصري احلديث ‪ ،‬وبةد خترجه منها التحق ابلثانوي اإلسالمي يف بلده ’أمر تسر‘‪،‬‬
‫وانل شهادهتا‪ ،‬مث عني مدرساً يف املدرس اإلسالمي ِبمر تسر‪ ،‬وكان انبغاً يف عدد‬
‫من الةلوم إضاف إَل إجادته لةدد من اللغات الةاملي ‪.‬‬
‫وقد استفاد من النظرايت السيد أمحد خان حول هذه الفكرة‪ ،‬واتصل بةعد‬
‫هللا جكر الوي الذي كان يزوره كثرياً ويناقشه يف عدد من املسائل‪ ،‬حىت قام طائف‬
‫بتأسيس طائفته املنفصل بعلده ’أمر تسر‘ عام ‪9322‬م واليت مساها ’أم مسلم ‘‬
‫وقام ِبصدار ُمل ’بالغ‘ اخلاص هبذه اجلماع ‪ ،‬فأخذت اجلماع تصدر الكتب‬
‫وتوزعها دون مقابل إضاف إَل ما كان يتمتع به من دماث اخللق‪ ،‬كل هذا جةل‬
‫لتلك اجلماع ذيةاً وصيتاً وانتشاراً بني الناس‪.‬‬
‫وألف عدداً من املؤلفات واملقاَلت يف ُملته املذكورة بةد أن وافاه األجل‬
‫عام ‪9332‬م(‪.)9‬‬

‫‪-3‬احلافظ أسلم جراجبوري‪:‬‬


‫هو‪ :‬دمحم أسلم ابن الةالم سالم هللا العهوابيل املؤر الفيلسوف‪ ،‬أحد أركان‬
‫القرآنني العارزين‪.‬‬
‫ولد يف جراجعور عام ‪9233‬ه ابهلند‪ ،‬يف أسرة أهل احلديث‪ ،‬وحفظ‬
‫القرآن الكرمي قعل أن يناهز التاسة من عمره‪ ،‬ول يدرس يف مدرس منتظم كما ل‬
‫يسجل يف جامة من اجلامةات‪ ،‬بيد أن شغفه الشديد ابلةلم واملبطالة مسا به إَل‬
‫مكان مرموق‪ .‬تةود صلته ابلقرآنيني إَل قلقه من مسأل فرضي يقول عن ذلك‪:‬‬
‫"أثناء دراسيت للسراجي ‪-‬يف علم املرياث‪ -‬وقفت يف مسأل حجب ابن اَلبن مع‬
‫عمه‪ ،‬ول تلق يف نفسي قعوَلً‪ ،‬فعحثت يف كتب علم الفرائض فلم أجد يل موافقاً‪،‬‬
‫وأخرياً وجدت القرآن يوافقين يف ذلك"‪.‬‬

‫(‪ )9‬حكيم‪ ،‬الُّنة يف مواجهة األبطيل‪ ،‬ص‪.913‬‬


‫‪255‬‬
‫اتصل ابخلواج أمحد الدين وَتثر ِبفكاره‪ ،‬وقام بَتْج كتابه ’مةجزة قرآن‘‬
‫إَل اللغ الةربي ‪ ،‬كما اشتهر عنه صعغ األفكار اَلشَتاكي ابإلسالم كتحويل ملكي‬
‫األرض إَل الدول وغري ذلك‪.‬‬
‫كما متيز من بني القرآنيني ابطالعه الواسع يف شىت مناحي الثقافي‬
‫اإلسالمي مما أكسعه أسلوابً كتابياً سهالً وشيقاً‪ ،‬وَل أدل على ذلك من كثرة ما‬
‫خلفه من املؤلفات واملقاَلت‪ ،‬ومن مؤلفاته ’الوراث يف اَلسالم‘ ابلةربي ‪ ،‬و’مقام‬
‫احلديث‘ ابألردي أي مكان السن ‪ .‬تويف عام ‪9355‬م عن عمر قارب اخلمس‬
‫والسعةني عاماً(‪.)9‬‬

‫‪-5‬غالم أمحد برويز‪:‬‬


‫هو غالم أمحد برويز بن فضل دين‪ ،‬ولد عام ‪9313‬م ابهلند يف أسرة علمي ‪ .‬تلقى‬
‫علومه الديني األوَل على جده‪ ،‬ول يتجاوز يف دراسته الثانوي مث تدرج يف بةض‬
‫الوظائف الةلمي ‪.‬‬
‫أنشأ ُمل بةنوان ’طلوع إسالم‘‪ ،‬مث انتقل بةد اَلستقالل إَل ابكستان‬
‫حيث وجد فيها أرضاً خصع لنشر أفكاره‪ ،‬ول يلعث بضع سنوات حىت حقق ذكراً‬
‫وصيتاً بةيداً جتاوز بلده إَل بةض الدول الةربي واألوربي ‪.‬‬
‫إن أبرز ما مييز فكره وتوجهه هو اَلطالع الواسع على األفكار األوربي‬
‫ووجوب صعغ اإلسالم هبا‪ ،‬إضاف إَل اعتقاده أن النظرايت الةلمي حقائق َل تقعل‬
‫اجلدل واملناقش ‪ ،‬لذا جيب تفسري القرآن ِبقتضاها‪ ،‬هذا مع إكثاره من التأويل‬
‫وصرف الكلمات عن مةانيها احلقيقي ‪.‬‬
‫يف ابد األمر أسلم لةقله وقلعه بةض الشعه حول بةض األحاديث النعوي‬
‫فأشرب قعوهلا واَلسَتسال مةها‪ ،‬وأخذ يةلن ويدعوا إَل ما كان يةتقده‪.‬‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫‪256‬‬
‫إضاف إَل اتصاله ِبستاذه الفكري‪ :‬احلافظ دمحم أسلم جراجعوري وورث منه‬
‫وممن قعله هذه الفكرة‪.‬‬
‫ويةد برويز أكثر القرآنيني كتاب وَتليفاً‪ ،‬حىت أمساه بةضهم‪ :‬مؤلف احلرك‬
‫القرآني ‪ ،‬ومن مؤلفاته‪’ :‬تعويب القرآن‘ و’قرآين قوانني‘ أي األصول القرآني و’مقام‬
‫حديث‘ أي مكان السن (‪.)9‬‬
‫وقد تصدى علماء املسلمني ملواجهته والتحذير منه ومن بدعته‪ ،‬وقد تولت‬
‫أركان املدرس الةربي اإلسالمي إجراء استفتاء حول هذه األفكار ومن قال هبا يف‬
‫سن ‪9329‬م فأفىت ما َل يقل عن ألف عال من علماء املسلمني بتكفريه وخروجه‬
‫عن ربق اإلسالم‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر أن الدكتور‪ /‬خادم حسني(‪ :)2‬أشار إَل فرقهم املةاصرة وأِنا‬
‫أربع فرق َل تزال تدعوا إَل اَلقتصار على القرآن وحده يف أمور الدنيا واآلخرة وعدم‬
‫حجي السن وهي‪:‬‬
‫‪ -9‬فرق ’أم مسلم أهل الذكر والقرآن‘‬
‫‪ -2‬فرق ’أم مسلم ‘‬
‫‪ -3‬فرق ’طلوع إسالم‘ وتةد أنشط فرق القرآنيني املةاصرة‪.‬‬
‫‪’ -5‬ت حريك تةمري أنسانيت‘ أي حرك تةمري اإلنساني ‪ ،‬وهي فرق حديث‬
‫النشوء‬
‫وهذه الفرق األربع ْجيةاً تتخذ من مدين ’َلهور‘ العاكستاني مقراً هلا‪.‬‬
‫فيما تقدم ذكران أبرز دعاة ومؤسسي فرق القرآنيني يف القارة اهلندي ‪ .‬وَل‬
‫خيفى على اجلميع ِبنه ظهر هذه الفرق وعلى نبطاق ضيق يف مصر يف القرن الةشرين‬
‫امليالدي‪ .‬وظهر على مستوى ضيق حاليا أيضا‪ ،‬مثال د علي الكيايل وزكراي أوزون‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬مكي الشامي‪ ،‬الُّنة النبوية ومطاعن املبتدعة فيها‪ ،‬ص‪915-913‬؛ الزهراين‪ ،‬وتدوين الُّنة‬
‫ونشأته‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص ‪ 57‬وما بةدها‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫كالمها من سوراي‪ .‬ود عدانن أبراهيم الفلسبطيين املقيم يف بريبطانيا‪ ،‬وكذلك دمحم‬
‫شحرور من املغرب الةرن وغري هؤَلء‪ .‬وقد رد بةض العاحثني املةاصرين منهم‬
‫العاحث الشاب مروان الكوردي على زكراي أوزون‪ ،‬يف كتابه املسمى "اجلناي على‬
‫العخاري"‪ .‬فأبدع يف رده عليه ردا علميا شافيا وافيا‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫شبهاهتم والرد عليهم‬

‫الشبهة األوى‪ :‬قوهلم‪" :‬حُّبنا كتاب هللا تعاى"‬


‫تتلخص هذه الشعه يف هذه املقول "حسعنا كتاب هللا" ألن هللا تكفل بذكر األمور‬
‫الديني كلها ابلشرح والتفصيل كما قال تةاَل‪﴿ :‬ما فرطنا يف الكتاب من شيء﴾‬
‫[األنةام‪ ،]38:‬وقال جل وعال‪﴿ :‬ونزلنا عليك الكتاب تعياانً لكل شيء﴾ [النحل‪،]83 :‬‬
‫فقد حوى القرآن كل ما حيتاجه الناس من أحكام دينهم‪ ،‬وبينه وفصله حبيث َل‬
‫حيتاج إَل شيء آخر كالسن ‪ ،‬وإَل ل يكن الكتاب معيناً لكل شيء‪ ،‬ولكان مفرطاً‬
‫فيه‪.‬‬
‫يقول ععد هللا جكر الوي‪ " :‬كتاب هللا كامل مفصل َل حيتاج إَل الشرح‪،‬‬
‫وَل إَل تفسري دمحم ﷺ وتوضيحه إايه أو التةليم الةلمي ِبقتضاه "‪ .‬وموقةهم على‬
‫اإلنَتنيت يقرر هذه الشعه كما يف صفح ’القرآن الكرمي هو كل ما حتتاجه للنجاة‘‬
‫وصفح ’القرآن الكرمي وتفصيل كل شيء‘‪ .‬فالقرآنيون متفقون على كفاي القرآن‬
‫لتنظيم احلياة اإلسالمي يف كاف شؤوِنا‪ ،‬وإن كانوا خمتلفني يف تةيني تلك الكفاي (‪.)9‬‬

‫(‪ )9‬ينظر يف عرض شعهتهم‪ :‬السعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪953‬؛ واألعظمي‪ ،‬دراسات‬
‫يف احلديث النبوي‪39/9 ،‬؛ ظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪ ،53‬إضاف إَل موقةهم على شعك اإلنَتنيت‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫الرد عليهم‪:‬‬
‫قال الشافةي –رمحه هللا تةاَل‪" :-‬فليست تنزل ِبحد من دين هللا انزل إَل ويف‬
‫كتاب هللا الدليل على سعيل اهلدى فيها قال هللا تعارك وتةاَل‪﴿ :‬كتاب أنزلناه إليك‬
‫لتخرج الناس من الظلمات إَل النور ِبذن رهبم إَل صراط الةزيز احلميد﴾ [إبراهيم‪]9:‬‬
‫وقال تةاَل‪﴿ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتعني للناس ما نزل إليهم ولةلهم يتفكرون﴾ [النحل‪:‬‬
‫‪ ]55‬وقال‪﴿ :‬ونزلنا عليك الكتاب تعياانً لكل شيء﴾ [النحل‪ ]83 :‬والعيان اسم جامع‬
‫ملةاين ُمتمة األصول متشةع الفروع‪ ،‬فجماع ما أابن هللا خللقه يف كتابه مما تةعدهم‬
‫به ملا مضى من حكمه جل ثناؤه من وجوه‪:‬‬
‫‪-9‬فمنها ما أابنه خللقه نصاً مثل ْجل فرائضه يف أن عليهم صالة وزكاة‬
‫ونص الزان‬
‫وصوماً وحجاً‪ ،‬وأنه حرم الفواحع ما ظهر منها وما ببطن‪َّ ،‬‬
‫واخلمر وأكل امليت والدم وحلم اخلنزير‪ ،‬وبني هلم كيف فرض الوضوء مع‬
‫غري ذلك مما تعني نصاً‪.‬‬
‫‪-2‬ومنها ما أحكم فرضه بكتابه وبني كيف هو على لسان نعيه مثل عدد‬
‫الصالة والزكاة ووقتها وغري ذلك من فرائضه اليت أنزل من كتابه‪.‬‬
‫‪-3‬ومنها ما سن رسوله هللا ﷺ مما ليس هلل فيه نص حكم وقد فرض هللا يف‬
‫كتابه طاع رسوله ﷺ‪ ،‬واإلنتهاء إَل حكمه‪ ،‬فمن قعل عن رسول هللا‪،‬‬
‫فعفرض هللا قعل‪.‬‬
‫‪-5‬ومنها ما فرض هللا على خلقه اَلجتهاد يف طلعه‪ ،‬وابتلى طاعتهم يف‬
‫اَلجتهاد كما ابتلى طاعتهم يف غريه مما فرض عليهم"(‪.)9‬‬
‫مث قال‪" :‬فكل من قعل عن هللا فرائضه يف كتابه قعل عن رسول هللا ﷺ سننه‬
‫بفرض هللا طاع رسوله على خلقه‪ ،‬وأن ينتهوا إَل حكمه‪ ،‬ومن قعل عن رسول هللا‬
‫ﷺ فةن هللا قعل‪ ،‬ملا أفَتض هللا من طاعته‪ ،‬فيجمع القعول ملا يف كتاب هللا ولسن‬

‫(‪ )9‬الشافةي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬ص‪.22-21‬‬


‫‪259‬‬
‫رسول هللا ﷺ القعول لكل واحد منهما عن هللا‪ ،‬وإن تفرقت فروع األسعاب اليت‬
‫قعلت هبا عنهما"(‪.)9‬‬
‫وأما استدَلهلم ابآلي األوَل ﴿ما فرطنا يف الكتاب من شيء﴾ [النةام‪]38 :‬‬
‫فاملراد به اللوح احملفو على أحد القولني يف اآلي كما هو املروي عن ابن ععاس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما‪ -‬وغريه من السلف(‪.)2‬‬
‫وهو املناسب عقب قوله تةاَل‪﴿ :‬وما من داب يف األرض وَل طائر يبطري‬
‫جبناحيه إَل أمم أمثالكم﴾ [األنةام‪ ،]38 :‬ولو سلمنا أن املراد ابلكتاب القرآن ابملةا‬
‫على أحد وجهني‪:‬‬

‫الوجه األول‪:‬‬
‫أن ال مراد‪ :‬أنه ل يفرط يف شيء من أمور الدين وأحكامه‪ ،‬وأنه بينها ْجةيها دون ما‬
‫عداها؛ إَل أن هذا العيان على نوعني‪ :‬بيان ببطريق النص‪ ،‬وذلك‪ :‬مثل بيانه أصول‬
‫الدين وعقائده‪ ،‬وبيانه وجوب الصالة والزكاة والصوم واحلج‪ ،‬وحل العيع والنكاح‪،‬‬
‫وحرم الراب والفواحع‪.‬‬
‫وبيان ببطريق اإلحال على دليل من األدل األخرى اليت اعتربها الشارع يف‬
‫كتابه أدل وحججاً على خلقه‪.‬فالقرآن إذن هو‪ :‬أساس التشريع‪ ،‬وإليه ترجع ْجيع‬
‫أحكام الشرية اإلسالمي هبذا املةا(‪.)3‬‬

‫الوجه الثاين‪ :‬أن الكتاب ل يفرط يف شيء من أمور الدين على سعيل اإلْجال‪ ،‬وبني‬
‫ْجيع كليات الشرية دون النص على جزئياهتا وتفاصيلها ومن املةلوم أن ذلك َل‬

‫(‪ )9‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الشوكاين‪ ،‬فتح القدير‪.995/2 ،‬‬
‫(‪ )3‬ينظر يف الرد على هذه الشعه ‪ :‬لةعد الغين ععد اخلالق‪ ،‬حجية الُّنة‪ ،‬ص‪ 385‬وما بةدها؛ والسعاعي‪،‬‬
‫الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪955‬؛ وظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪261‬‬
‫يقوم به الةعادة‪ ،‬وحيرر املةامل ‪ .‬فال بد له من الرجوع‬
‫يكفي يف استنعاط اجملتهد ما ّ‬
‫إَل ما يعني له اجململ ويفصله له‪ ،‬ويعني جزئيات هذه الكليات‪.‬‬
‫ومما يدحض شعهتهم يف قوهلم إن األم مأمورة ابتعاع القرآن وحده كما كان‬
‫الرسول ﷺ نفسه مأموراً ابتعاع القرآن وحده فهو خالف الواقع وخالف ما ثعت يف‬
‫القرآن‪.‬‬
‫قال تةاَل‪﴿ :‬قل إن كنتم حتعون هللا فاتعةوين حيععكم هللا﴾ [آل عمران‪.]39 :‬‬

‫وقال تةاَل‪﴿ :‬الذين يتعةون الرسول النيب األمي الذي جيدونه مكتوابً‬
‫عندهم يف التوراة واإلجنيل﴾ [األعراف‪.]957-952 :‬‬
‫وقال‪﴿ :‬وما جةلنا القعل اليت كنت عليها إَل لنةلم من يتعع الرسول ممن‬
‫ينقلب عل عقعيه﴾ [العقرة‪.]953 :‬‬
‫فاآلايت الثالث فيها دَلل واضح على أن األم عليها أن تتعع النيب ﷺ‪.‬‬
‫وقد يظن بةض الناس أن مث بةض األحاديث تشفع لقوهلم كما يف احلديث‬
‫الذي رواه علي بن أن طالب هنع هللا يضر قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪« :‬إِنا تكون بةدي رواة‬
‫يروون عين احلديث فاعرضوا حديثهم على القرآن‪ ،‬فما وافق القرآن فحدثوا به‪ ،‬ومال‬
‫يوافق القرآن فال َتخذوا به» [الدارقبطين‪ ،‬كتاب األقضي واألحكام‪ ،‬احلديث ‪ ،5572‬ضةفه ابن‬

‫حجر](‪.)9‬‬
‫وهؤَلء ِبقالتهم هذه صدقت فيهم نعوءة املصبطفى ﷺ فيما رواه أبو رافع‬
‫هنع هللا يضر قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪َ« :‬ل ألفني أحدكم متكئاً على أريكته‪ ،‬أيتيه األمر من‬
‫أمري مما أمرت به أو ِنيت عنه يقول‪َ :‬ل أدري‪ ،‬وما وجدان يف كتاب هللا اتعةنا»‬
‫[أمحد‪ ،‬مسند أن هريرة‪ ،‬رقم ‪8812‬؛ وأبو داود‪،‬كتاب اخلراج‪ ،‬ابب يف تةشري أهل الذم اذا اختلفوا‪ ،‬رقم‬

‫(‪ )9‬من طريق عاصم بن أن النجود عن زر بن حعيع عن علي ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬وقال عقع ‪" :‬هذا وهم‪ ،‬والصواب عن‬
‫عاصم عن زيد عن علي بن احلسن مرسالً عن النيب ﷺ"‪ .‬ويف سنده‪ :‬جعارة بن املغلس‪ ،‬وهو ضةيف كما يف‬
‫التقريب َلبن حجر‪ ،‬ص‪.831‬‬
‫‪261‬‬
‫‪3151‬؛ والَتمذي‪ ،‬أبواب الةلم‪ ،‬ابب ما ِنى عنه أن يقال‪ ،‬رقم ‪ 2223‬وصححه‪ ،‬كما صححه ابن حعان‪،‬‬
‫‪931/9‬؛ واحلاكم‪ ،‬كتاب الةلم‪ ،931/9 ،‬رقم ‪.)9(]328‬‬
‫وقال مكحول رمحه هللا‪" :‬القرآن أحوج إَل السن من السن إَل القرآن"(‪.)2‬‬
‫وقال السيوطي يف بيان مةناه‪" :‬مةا احتياج القرآن إَل السن أِنا معني له‬
‫ومفصل اجملمالته‪ ،‬ألن فيه لو جازته كنوزاً حتتاج إَل من يةرف خفااي خعاايها‬
‫فيربزها‪ ،‬وذلك هو املنزل عليه ﷺ"(‪.)3‬‬
‫وقال ابن مهدي –رمحه هللا‪" :-‬الرجل إَل احلديث أحوج منه إَل األكل‬
‫والشرب‪ ،‬ألن احلديث يفسر القرآن"(‪.)5‬‬
‫وخالص القول يف الرد هلذه الشعه إن القرآن الكرمي قد حوى أصول‬
‫وقواعد األحكام الةام ‪ ،‬ونص على بةضها بصراح ‪ ،‬وترك بيان بةضها اآلخر‬
‫لرسوله ﷺ ‪ ،‬وما دام هللا قد أرسل رسوله ليعني للناس أحكام دينهم‪ ،‬وأوجب عليهم‬
‫اتعاعه‪ ،‬كان بيانه لألحكام بياانً للقرآن‪ ،‬ومن هنا كانت أحكام الشرية من كتاب‬
‫وسن وما يلحق هبما ويتفرع عنهما من إْجاع وقياس‪ ،‬أحكاماً من كتاب هللا تةاَل‪،‬‬
‫إما نصاً وأما دَلل ً‪ ،‬فال منافاة بني حجي السن وبني أن القرآن جاء تعياانً لكل‬
‫شيء‪.‬‬

‫الشبهة الثانية‪ :‬قوهلم‪" :‬الُّنة ليُّت وحياً من هللا"‬


‫يرى القرآنيون أن السن ل تكن وحياً من هللا تةاَل وإمنا هي أقوال نسب إَل رسول‬
‫هللا ﷺ زورا وتزييفا‪ ،‬دون أن يكون لإلحياء يد يف صدورها منه عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬وانه ل ينزل عليه شيء من الوحي سوى ما حواه القرآن‪.‬‬

‫(‪ )9‬واحلديث له شواهد كثرية ْجةها ِبسانيدها اخلبطيب يف الكفاية‪ ،‬ص‪.99-8‬‬


‫(‪ )2‬اخلبطيب‪ ،‬الكفاية‪ ،‬ص‪95‬؛ وعزاه السيوطي يف مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪ 31‬إَل سةيد بن منصور‪.‬‬
‫(‪ )3‬مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )5‬اخلبطيب‪ ،‬الكفاية‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪262‬‬
‫يقول ععد هللا جكر‪" :‬إان ل نؤمر إَل ابتعاع ما أنزله هللا ابلوحي‪ ،‬ولو فرضنا‬
‫جدَلً صح نسع بةض األحاديث ببطريق قبطةي إَل النيب ﷺ فإِنا مع صح‬
‫نسعتها َل تكون واجع اَلتعاع‪ ،‬ألِنا ليست بوحي منزل من هللا عز وجل"(‪.)9‬‬

‫الرد عليهم(‪:)2‬‬
‫[النجم‪:‬‬ ‫قال تةاَل يف كتابه املعني‪﴿ :‬وما ينبطق عن اهلوى‪ ،‬إن هو إَل وحي يوحى﴾‬
‫‪ ،]5-3‬قال القرطيب‪" :‬فيها دَلل على أن السن كالوحي املنزل يف الةمل"(‪.)3‬‬
‫وقال السيد رشيد رضا‪َ" :‬ل شك يف أن اتعاع الرسول ﷺ فيما صح عنه‬
‫من بيان الدين داخل يف عموم ما أنزل إلينا على لسانه‪ ،...‬فإنه تةاَل أمران ابتعاعه‬
‫وطاعته وأخربان أنه معلغ عنه‪ ،‬وقال له‪﴿ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتعني للناس ما نزل‬
‫إليهم﴾ [النحل‪ ، ]55 :‬واجلمهور على أن األحكام الشرعي الواردة يف السن موحى هبا‪،‬‬
‫وأن الوحي ليس ُمصوراً يف القرآن"(‪.)5‬‬
‫وقال حسان بن عبطي –رمحه هللا ‪" :-‬كان جربيل –عليه السالم– ينزل‬
‫على رسول هللا ﷺ ابلسن كما ينزل عليه ابلقرآن‪ ،‬يةلمه إايها كما يةلمه القرآن"(‪.)5‬‬
‫وقال اإلمام الشافةي –رمحه هللا‪" :-‬وليس خيالف احلديث القرآن‪ ،‬ولكن‬
‫حديث رسول هللا ﷺ يعني مةا ما أراد خاصاً وعاماً‪ ،‬وانسخاً ومنسوخاً‪ ،‬مث يلزم‬
‫الناس ما سن بفرض هللا‪ ،‬فمن قعل عن رسول هللا عليه الصالة والسالم فةن هللا‬
‫قعل"‪.‬‬

‫(‪ )9‬بواسبط ‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪.293‬‬


‫(‪ )2‬ينظر يف عرض الشعه وردها‪ :‬أبو زهو‪ ،‬احلديث واحملدثون‪ ،‬ص‪99‬؛ أبو شهع ‪ ،‬دفاع عن الُّنة‪ ،‬ص‪92‬؛‬
‫صاحل أمحد رضا‪ ،‬ظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪23‬؛ السعاعي‪ ،‬الُّنة حجيتها ومكانتها‪ ،‬ص‪55‬؛ دمحم القامسي‪،‬‬
‫قواعد التحديث‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫(‪ )3‬القرطيب‪ ،‬اجلامع ألحكام القرآن‪.57 /97 ،‬‬
‫(‪ )5‬رشيد رضا‪ ،‬تفُّري املنار‪.318/8 ،‬‬
‫(‪ )5‬الدارمي‪ ،‬سننه‪953/9 ،‬؛ واخلبطيب العغدادي‪ ،‬الكفاية‪ ،‬ص‪ ،95‬وغريمها‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫وقد عقد الشي دمحم أبو زهو يف كتاب ’احلديث واحملدثون‘ ترْج بةنوان‪:‬‬
‫’احلكم يف أن الوحي احملمدي منه ما نزل ابللفظ ومنه ما نزل ابملةا‘ ومما قال فيه‪:‬‬
‫" وكما حفظ هللا شريةته بكتاب َل أيتيه العاطل من بني يديه وَل من خلفه رفع‬
‫اإلصر واحلرج عن خلقه فأنزل على نعيه الكرمي إَل جانب القرآن الةزيز نوعاً آخر‬
‫من الوحي هو السن أنزهلا عليه ابملةا وجةل اللفظ إليه إيذاانً ِبن يف األمر سة‬
‫على األم وختفيفاً عليها"(‪.)9‬‬
‫وقال أبو العقاء‪" :‬وال حاصل أن القرآن وال حديث يتح دان يف كون هما وحياً‬
‫منزَلً من عند هللا‪ ،‬بدليل ﴿إن هو إَل وحي يوحى﴾ [النجم‪ ،]5 :‬إَل أِنما يتفارقان‬
‫من حيث إن القرآن هو املنزل لإلعجاز والتحدي به ِبالف احلديث‪ ،‬وأن ألفا‬
‫القرآن مكتوب يف اللوح احملفو ‪ ،‬وليس جلربيل عليه السالم وَل للرسول عليه الصالة‬
‫والسالم أن يتصرفا فيها أصالً‪ ,‬وأما األحاديث فيحتمل أن يكون النازل على جربيل‬
‫وبني الرسول بتلك الةعارة أو الكلم ‪ ،‬فأعرب‬ ‫مةا صرفاً فكساه حل الةعارة‪ّ ،‬‬
‫الرسول بةعارة تفصح عنه"(‪.)2‬‬
‫وخالص القول‪ :‬ولةل سعب وقوعهم يف هذه الشعه عدم فهمهم حلقيق‬
‫الوحي وأن الوحي منه وحي متلو ووحي غري متلو‪ ،‬وأن القرآن متةعد بتالوته ومةجز‬
‫بلفظه وَل جيوز روايته ابملةا أو قراءته حال احلدث األكرب وغري ذلك من األحكام‬
‫اليت يفَتق فيها الكتاب والسن ‪ ،‬فلما نظروا إَل عدم وقوع هذه األحكام على السن‬
‫نفوا كوِنا وحياً من هللا تةاَل‪.‬‬

‫الشبهة الثالثة‪ :‬بشرية الرسول ﷺ‪.‬‬


‫يرى القرآنيون أن دمحماً ﷺ بشر كغريه من العشر ووظيفته تعليغ القرآن إَل الناس‪ ،‬قال‬
‫تةاَل ﴿إن عليك إَل العالغ﴾ [الشورى‪ ،]58 :‬وأن اتعاع السن والقضاء هبا يؤدي إَل‬

‫(‪ )9‬أبو زهو‪ ،‬احلديث واحملدثون‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬دمحم ْجال‪ ،‬قواعد التحديث‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪264‬‬
‫اإلشراك يف احلكم وقد ِنى هللا تةاَل عنه كما يف قوله عز وجل‪﴿ :‬إن احلكم إَل‬
‫هلل﴾ [األنةام‪ ،]57 :‬وأن رسال دمحم ﷺ هي القرآن فقط(‪.)9‬‬
‫يقول ععد هللا جكر الوي‪" :‬احلض على أقوال الرسل وأفةاهلم وتقريراهتم مع‬
‫وجود كتاب هللا عل قدمي قدم الزمن‪ ،‬وقد برأ هللا رسله وأنعياءه من هذه األحاديث‬
‫بل جةل تلك األحاديث كفراً وشركاً"(‪.)2‬‬

‫الرد عليهم‪:‬‬
‫يقول هللا عز وجل ﴿وما آَتكم الرسول فخذوه وما ِناكم عنه فانتهوا﴾ [احلشر‪،]7 :‬‬
‫وبشري الرسول ﷺ إلبت ابلكتاب الةزيز ولكن هللا تةاَل ميزه ابلرسال والوحي وأنه‬
‫معلغ ومعني عن هللا شرعه وأحكام دينه‪ ،‬وأوجب هللا تةاَل على األم طاعته يف‬
‫آايت كثرية من كتابه الةزيز ﴿من يبطع الرسول فقد أطاع هللا‪ ،‬ومن توَل فما أرسلناك‬
‫عليهم حفيظاً﴾ [النساء‪.]81:‬‬
‫وقال جل وعال‪﴿ :‬قل إمنا اان بشر مثلكم يوحي إيل أمنا إهلكم إله واحد﴾‬
‫[فصلت‪ ،]2 :‬فامليزة عن سائر العشر أنه يوحى إليه‪ ،‬يقول اإلمام الشوكاين –رمحه هللا‪-‬‬
‫‪" :‬قيل‪ :‬املةا‪ :‬إين لست ِبلك‪ ،‬وإمنا أان بشر مثلكم وقد أوحى إيل دونكم‪ ،‬فصرت‬
‫ابلوحي نعياً‪ ،‬ووجب عليكم اتعاعي"(‪.)3‬‬
‫وأابن جل وعال يف كتابه أنه يهدي إَل صراط مستقيم فقال تةاَل‪﴿ :‬ولكن‬
‫جةلناه نوراً ِندي به من نشاء من ععادان وإنك لتهدي إَل صراط مستقيم﴾ [الشورى‪:‬‬
‫‪.]52‬‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪ ،293‬والسيوطي‪ ،‬مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )2‬بواسبط ‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫(‪ )3‬الشوكاين‪ ،‬فتح القدير‪.512 /5 ،‬‬
‫‪265‬‬
‫وقال عمر ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬على املنرب‪" :‬اي أيها الناس إن الرأي إمنا كان من رسول‬
‫هللا ﷺ مصيعاً ألن هللا تةاَل كان يريه‪ ،‬وإمنا هو منا الظن والتكلف"(‪.)9‬‬
‫وقال جل وعال‪﴿ :‬لقد من هللا على املؤمنني إذ بةث فيهم رسوَلً من‬
‫أنفسهم يتلوا عليهم آايته ويزكيهم ويةلمهم الكتاب واحلكم وإن كانوا من قعل لفي‬
‫ضالل معني﴾ [آل عمران‪.]925 :‬‬
‫قال اإلمام الشافةي‪" :‬فذكر هللا الكتاب وهو القرآن‪ ،‬وذكر احلكم ‪،‬‬
‫فسمةت من أرضى من أهل الةلم ابلقرآن يقول‪ :‬احلكم سن رسول هللا ﷺ"(‪.)2‬‬
‫وجاء عن ميمون بن مهران –رمحه هللا– يف قوله تةاَل‪﴿ :‬فإن تنازعتم يف‬
‫قال‪" :‬ما دام حياً‪ ،‬فإذا قعض فإَل‬ ‫[النساء‪]53 :‬‬ ‫شيء فردوه إَل هللا والرسول﴾‬
‫سنته"(‪.)3‬‬

‫الشبهة الرابعة‪:‬قوهلم‪ :‬طاعة الرسول ﷺ هي التمُّك بلقرآن وحده‬


‫يرى القرآنيون أن طاع الرسول ﷺ هي التمسك ابلقرآن وحده‪ ،‬وأن النيب دمحماً ﷺ‬
‫ممنوع من إصدار أي تةليمات ديني غري القرآن‪ ،‬وهذا بناء على الشعه السابق يف‬
‫بشري الرسول ﷺ(‪.)4‬‬
‫يقول القرآنيون‪" :‬لقد كان النيب دمحم مؤمناً بكل َتكيد وكونه مؤمناً فهذا‬
‫يةين أنه قد اتعع اآلايت القرآني السابق اليت جاءت عن طريق فمه واآلن دمحم قد‬
‫مات وطاعته تةين التمسك ِبا كان يتمسك هو به‪ .‬والقول ِبن النيب دمحم قد عصى‬

‫(‪ )9‬العيهقي‪ ،‬الُّنن الكربى‪ ،‬ابب إمث من أفىت أو قضى‪997 /91 ،‬؛ وابن ععد الرب‪ ،‬جامع بيان العلم‪/2 ،‬‬
‫‪.935‬‬
‫(‪ )2‬الشافةي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬ص‪ ، 78‬وقد أثر عن عدد من السلف تفسري احلكم ابلسن ‪ ،‬تراجع أقواهلم يف تفسري‬
‫اآلي املذكورة من سورة آل عمران‪.‬‬
‫(‪ )3‬الاللكائي‪ ،‬شرح أصول اعتقاد أهل الُّنة واجلماعة‪73 /9 ،‬؛ وابن ععد الرب‪ ،‬اجلامع‪.987 /2 ،‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬يف عرض الشعه وردها‪ :‬خادم حني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪223‬؛ ودمحم ْجال القامسي‪ ،‬ظاهرة رفض الُّنة‪،‬‬
‫ص‪31‬؛ والسيوطي‪ ،‬مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪266‬‬
‫اآلايت املذكورة؛ ابلتصريح بقوانني ديني أو ابتعاع أي مصادر ديني غري القرآن (مثل‬
‫احلديث والسن ) فال يةترب إَل اهتام للنيب دمحم ِبنه غري مؤمن"(‪.)9‬‬
‫ولذا فهم يرون أن السن ل تكن شرعاً عند النيب ﷺ‪ ،‬وفهمها الصحاب‬
‫على هذا املنوال‪.‬‬

‫الرد عليهم‪:‬‬
‫يقول هللا تةاَل‪﴿ :‬ومن أضل ممن اتعع هواه بغري هدى من هللا‪ ،‬إن هللا َل يهدي‬
‫القوم الظاملني﴾ [القصص‪.]51 :‬‬
‫ما أكثر اآلايت من كتاب هللا تةاَل اليت تدحض هذه الشعه ‪ ،‬ويف مقدمتها‬
‫اآلايت الكثرية يف وجوب طاع الرسول ﷺ‪ .‬وقال تةاَل ﴿فال وربك َل يؤمنون حىت‬
‫حيكموك فيما شجر بينهم‪ ،‬مث َل جيدوا يف أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا‬
‫تسليماً﴾ [النساء‪.]25 :‬‬
‫وأمر هللا ابلتأسي به فقال جل وعال‪﴿ :‬لقد كان لكم يف رسول هللا أسوة‬
‫حسن ﴾ [األحزاب‪ .]39 :‬وقال تةاَل‪﴿ :‬فليحذر الذين خيالفون عن أمره أن تصيعهم‬
‫فتن أو يصيعهم عذاب أليم﴾ [النور‪.]23 :‬‬
‫ولو كان النيب دمحم ﷺ يزيد يف الرسال أو ينقص منها‪ ،‬أو كان يقول شيئاً‬
‫من عنده‪ ،‬وينسعه إَل هللا لةاجله ربه الذي أرسله ابلةقوب ‪ ،‬واملقصود يف ذلك‪ :‬أنه‬
‫صادق ابر راشد‪ ،‬وهللا –جل وعال– مقرر له ما يعلغه عنه‪ ،‬ومؤيد له ابملةجزات‬
‫العاهرات والدَلَلت القاطةات‪.‬‬
‫فحياة املصبطفى ﷺ كانت متثيالً حياً وتفسرياً حقيقياً ملا جاء يف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬وَل ميكننا أن نتعع القرآن الكرمي حقاً وصدقاً ِبكثر من أن نتعع الرجل الذي‬
‫جاء ابلقرآن من عند هللا‪ ،‬وأوحى له به(‪.)2‬‬

‫(‪ )9‬نقالً عن صفح (قانون النيب دمحم) من موقةهم على اإلنَتنيت‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬صاحل أمحد رضا‪ ،‬ظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪.31-23‬‬
‫‪267‬‬
‫وقال العيهقي –رمحه هللا‪" :-‬ابب ما أمر هللا به من طاع رسول هللا ﷺ‪،‬‬
‫والعيان أن طاعته طاعته"‪ .‬قال تةاَل‪﴿ :‬إن الذين يعايةونك إمنا يعايةون هللا يد هللا‬
‫فوق أيديهم فمن نكث فإمنا ينكث على نفسه ومن أوىف ِبا عاهد عليه هللا فسيوتيه‬
‫أجراً عظيماً﴾ [الفتح‪ ،]91 :‬وقال ﴿من يبطع الرسول فقد أطاع هللا﴾ [النساء‪ ،]81 :‬قال‬
‫الشافةي هنع هللا يضر‪" :‬فأعلم أن بية رسوله بيةته‪ ،‬وأن طاعته طاعته"‪ ،‬فقال تةاَل‪﴿ :‬فال‬
‫وربك َل يؤمنون حىت حيكموك فيما شجر بينهم‪ ،‬مث َل جيدوا يف أنفسهم حرجاً ممن‬
‫قضيت ويسلموا تسليماً﴾ [النساء‪.)9(]25 :‬‬
‫قال الشافةي‪" :‬نزلت هذه اآلي –فيما بلغنا وهللا أعلم– يف رجل خاصم‬
‫الزبري يف أرض‪ ،‬فقضي النيب ﷺ هبا للزبري‪ ،‬وهذا القضاء سن من رسول هللا ﷺ َل‬
‫حكم منصوص يف القرآن"(‪.)2‬‬
‫وأخرج الشيخان عن ابن مسةود ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أنه قال‪" :‬لةن هللا الوا ات‬
‫واملستو ات واملتنمصات واملتفلجات للحسن املغريات خلق هللا"‪ .‬فعلغ ذلك امرأة‬
‫كيت‬
‫من بين أسد يقال هلا أم يةقوب‪ ،‬فجاءت فقالت‪" :‬إنه بلغين أنك قلت َ‬
‫كيت"‪ .‬فقال‪" :‬مايل َل ألةن من لةن رسول هللا ﷺ وهو يف كتاب " فقالت‪" :‬لقد‬
‫و َ‬
‫قرأت ما بني اللوحني فما وجدته"‪ .‬قال‪" :‬إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه‪ ،‬أما قرأت‬
‫﴿وما آَتكم الرسول فخذوه وما ِناكم عنه فانتهوا﴾ [احلشر‪ ."]7 :‬قالت‪" :‬بلى"‪ .‬قال‪:‬‬
‫"فإنه ِنى عنه"‪[ .‬العخاري ‪ ،‬كتاب تفسري القرآن‪ ،‬ابب ما آَتكم الرسول فخذوه‪ ،‬رقم ‪5882‬؛ ومسلم‪،‬‬
‫كتاب اللعاس والزين ‪ ،‬ابب حترمي فةل الواصل ‪ ،‬رقم ‪.]2925‬‬

‫(‪ )9‬ذكره عنه السيوطي يف مفتاح اجلنة‪ ،‬ص‪51‬؛ وقول الشافةي يف الرسالة‪ ،‬ص‪.83 -82‬‬
‫(‪ )2‬الشافةي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪268‬‬
‫الشبهة اخلامُّة‪ :‬عدم يقينية الُّنة لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬أتخر تدوينها مع ضعف الذاكرة البشرية(‪:)1‬‬
‫يرى القرآنيون ع دم يقي ن الس ن والوثوق ب ها لتأخر تدوي نها مدة ق رن من الزم ان‪،‬‬
‫مع ما جع ل عليه العش ر من ض ةف الذاك رة‪ ،‬ويف عدم تدوينها يف عهد النعوة أو‬
‫األمر بذلك مع شدة احلاج له‪ ،‬وَتخر ذلك املدة البطويل مع ما يةرف من اشتمال‬
‫اجملتمع املدين على كثري من املنافقني املندسني بني صفوف املسلمني‪ ،‬والذين َل‬
‫تةرف حاهلم لدى كثري من املسلمني‪ ،‬كل هذا يفقد الثق واَلطمئنان للبطريق اليت‬
‫وصلت السن هبا إلينا‪.‬‬
‫يقول ععد هللا جكر الوي‪" :‬ل تدون السن أايم حياته عليه الصالة والسالم‪،‬‬
‫وتناقلت مساعاً إَل القرن الثالث اهلجري‪ ،‬وإذا كان سامةوان َل يستبطةون ذكر ما‬
‫حتدثنا عنه يف خبطع اجلمة املاضي ‪ ،‬فكيف بسماع مائ سن وصح بيانه"(‪.)2‬‬

‫الرد عليهم‪:‬‬
‫ميكنين أن أْجل الرد على هذه الشعه يف النقاط اآلتي ‪:‬‬
‫أوأل‪ :‬ينعغي أن يفرق هنا بني كتاب احلديث وتدوينه وتصنيفه‪ ،‬فقد دون املصبطفى‬
‫ﷺ‪ ،‬جزءاً من سنته كاملةاهدات والكتب املرسل إَل امللوك وأنصع الزكاة وغري‬
‫ذلك‪،‬إضاف إَل ْجع عدد من الصحاب كةعد هللا بن عمرو ابن الةاص وكانت‬
‫تسمى صحيفته‪’ :‬الصادق ‘‪ ،‬وتدوين أن هريرة وجابر رضي هللا عنهما وغريمها(‪.)3‬‬

‫(‪ )9‬ينظر يف عرض الشعه وردها‪ :‬السلفي‪ ،‬الُّنة حجيتها ومكانتها يف اإلسالم‪ ،‬ص‪ 922‬وما بةدها؛ املةلمي‪،‬‬
‫األنوار الكاشفة‪ ،‬ص‪59–38‬؛ والقامسي‪ ،‬ظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪ ،51‬والسعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف‬
‫التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪58‬؛ وغريها‪.‬‬
‫(‪ )2‬بواسبط ‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬األعظمي‪ ،‬دراسات يف احلديث النبوي واتريخ تدوينه‪.32 /9 ،‬‬
‫‪269‬‬
‫إلنيا‪ :‬قل عدد الذين كانوا يةرفون الكتاب من الةرب؛ وذلك ألميتهم اليت شهد هبا‬
‫القرآن الكرمي يف عدد من اآلايت‪ ،‬فلم يكن من املةقول إَل أن يتوافر الةدد املوجود‬
‫ممن جييد الكتاب على كتاب القرآن وحده دون اَلهتمام ِبمر آخر غريه؛ وذلك ألنه‬
‫األصل األول من أصول الشرية الذي جاء تعيناً لكل شيء واملةجزة العاقي على‬
‫الزمان‪ ،‬ولو كلفوا بكتاب السن لكان تكليفاً شاقاً عليهم‪.‬‬

‫إللثا‪ :‬أن رسول هللا ﷺ قد عا بني الصحاب الكرام –رضوان هللا عليهم‪ -‬مدة‬
‫طويل من الزمن متتد ثالإلً وعشرين سن عن عمر الدعوة‪ ،‬فكانت السن تتمثل‬
‫خالل هذه الفَتة كلها بكل كلم نبطق هبا رسول هللا ﷺ يف املنزل مع أهله أو مع‬
‫أحد من املؤمنني‪ ،‬أو من الكافرين يف شؤون الدعوة أو غريها كما يتمثل ذلك يف‬
‫أفةاله اليت كان يقوم هبا أىن مضى‪ ،‬وحيث سار‪ ،‬وكتاب مثل هذا كله من الةسر‬
‫ِبكان إذ حيتاج إَل تفرغ كامل من الصحاب الذين يةرفون الكتاب ليكونوا دائماً على‬
‫استةداد للكتاب ‪ ،‬األلواح بني أيديهم واألقالم بني أصابةهم لتسجيل ما يرونه وما‬
‫يسمةونه‪ ،‬وقد كان ذلك متةذراً يف الفَتة املكي األوَل لقل عدد الكتاب الذين كانوا‬
‫يقومون بكتاب القرآن الكرمي‪ ،‬كما كانت الكتاب متةذرة يف الفَتة املدني األوَل لقل‬
‫عدد الكتع أيضاً‪ ،‬ولكثرة احلروب والغزوات والسرااي اليت كان ميضي إليها األصحاب‬
‫الكرام‪.‬‬
‫وأما اختاذ كاتعني للقرآن فحىت َل خيتلف فيه‪ ،‬ألنه املصدر التشريةي‬
‫األساسي‪ ،‬ويقصد حفظ لفظه ومةناه ويف ضياع لفظ منه فوات مقصود ديين‪ ،‬وهلذا‬
‫السعب نفسه ِنى عن كتاب السن ؛ وذلك حىت َل خيتلط شيء من السن املوجزة‬
‫احلكيم ابلقرآن الكرمي مما لو حدث لكان خبطراً على كتاب هللا بفتح ابب الشك‬
‫فيه ألعداء اإلسالم مما يتخذونه قنبطرة ينفذون منها إَل املسلمني حلملهم على‬
‫التحلل من أحكامه إضاف إَل عسر احلصول على أدوات الكتاب ‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫رابةا‪ :‬ملا كان رسول هللا ﷺ أيمن من اختالط الكتاب ابلسن عند بةض الصحاب ‪،‬‬
‫ويف بةض املواطن كان أيذن ابلكتاب كما قال ععد هللا بن عمرو بن الةاص –رضي‬
‫هللا عنهما‪" :-‬كنت أريد أكتب كل شيء أمسةه من رسول هللا ﷺ أريد حفظه‬
‫فنهتين قريع‪ ،‬وقالوا‪ :‬تكتب كل شيء مسةته من رسول هللا ﷺ ورسول هللا ﷺ بشر‬
‫يتكلم يف الغضب والرضا‪ ،‬فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول هللا ﷺ فأومأ‬
‫[أمحد‪،‬‬ ‫ِبصعةه إَل فيه‪ ،‬وقال‪« :‬اكتب‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إَل حق»‬
‫مسند ععد هللا بن عمرو بن الةاص‪ ،‬رقم ‪2591‬؛ وأبو داود‪ ،‬كتاب الةلم‪ ،‬ابب يف كتاب الةلم‪ ،‬رقم ‪3252‬؛‬
‫واحلاكم كتاب الةلم‪ ،‬رقم ‪ .353‬صححه احلاكم ووافقه الذهيب]‪.‬‬
‫وكانت كتاب ععد هللا مةروف لدى الصحاب ‪ ،‬فقد قال أبو هريرة‪" :‬ما من‬
‫أصحاب النيب ﷺ أحد أكثر حديثاً مين إَل ما كان من ععد هللا بن عمرو فإنه كان‬
‫الةلم‪ ،‬رقم ‪.]993‬‬ ‫[العخاري‪ ،‬كتاب الةلم‪ ،‬ابب كتاب‬ ‫يكتب وَل أكتب"‬
‫وروي عن أن هريرة أنه قال‪" :‬ما كان أحد أعلم حبديث رسول هللا ﷺ مين‬
‫إَل ما كان من ععد هللا بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويةيه بقلعه‪ ،‬وكنت أعيه بقليب‬
‫[أمحد‪ ،‬مسند أن هريرة‪،‬‬ ‫وَل أكتب بيدي‪ ،‬واستأذن رسول هللا ﷺ يف الكتاب فأذن له"‬
‫‪ ،927 /95‬وحسن إسناده الةسقالين]‪.‬‬
‫وقد أمر ابلكتاب كما روى أبو هريرة –هنع هللا يضر– أن النيب ﷺ خبطب فقال أبو‬
‫[العخاري‪،‬‬ ‫شاه‪" :‬اكتعوا يل اي رسول هللا‪ ".‬فقال رسول هللا ﷺ‪« :‬اكتعوا ألن شاه»‬
‫‪ ،‬رقم ‪.]2535‬‬ ‫كتاب اللقبط ‪ ،‬ابب كيف تةرف لقبط أهل مك‬

‫خامسا‪ :‬ليست احلجي مقصورة على الكتاب حىت يقال‪ :‬لو كانت حجي السن‬
‫مقصودة للنيب ألمر بكتابتها‪ ،‬فإن احلجي تثعت ِبشياء كثرية‪ :‬منها التواتر‪ ،‬ومنها‬
‫نقل الةدول الثقات‪ ،‬ومنها الكتاب ‪ ،‬والقرآن نفسه ل يكن ْجةه يف عهد أن بكر‬
‫بناء على الرقاع املكتوب فحسب‪ ،‬بل ل يكتفوا ابلكتاب حىت تواتر حفظ الصحاب‬

‫‪271‬‬
‫لكل آي منه‪ ،‬وليس النقل عن طريق احلفظ ِبقل صح وضعبطاً من الكتاب ‪،‬‬
‫خصوصاً من قوم كالةرب عرفوا بقوة احلافظ ‪ ،‬وأتوا من ذلك ابلةجائب‪.‬‬
‫وأما دعوى ضةف الذاكرة فهذا يسلم يف عصران‪ ،‬دون تلك الةصور املشرق‬
‫من صفاء الذهن وقوة احلافظ ‪ ،‬وكتب التاري واألدب وديوان الةرب (الشةر) خري‬
‫شاهد على ذلك‪.‬‬
‫يقول الزهري‪" :‬ما استودعت قليب شيئاً قط فنسيته"(‪.)9‬‬
‫وحفظ ابن ععاس قصيدة من مائيت بيت ألول مرة‪.‬‬
‫وقال الشةيب‪" :‬ما كتعت سوداء يف بيضاء وَل استةدت حديثاً من‬
‫إنسان"(‪.)2‬‬
‫وأما دعوى اشتمال اجملتمع املدين على املنافقني فهذه كلم حق أريد هبا‬
‫ابطل‪ ،‬فحاشا جل الصحاب ونقل الةلم وكتع الوحي منهم أن يكون بينهم من تلعس‬
‫ابلنفاق‪ .‬ودوِنم كتب احلديث والَتاجم والتاري واألخعار‪ ،‬فالصحاب هم الصحاب ‪،‬‬
‫واملنافقون هم املنافقون‪ ،‬وقد جلَّى هللا حاهلم يف سور كثرية من كتابه حىت عرفت‬
‫صفاهتم ودخائلهم وأحاديثهم يف ُمالسهم ومن يصغون إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬رواية الُّنة بملعىن‪ ،‬وعدم تكفل هللا حبفظها فدخلها الكثري من الوضع‬
‫يرى القرآنيون أن مما يقدح يف الثق ابلسن ويقيني وصوهلا‪ ،‬أِنا رويت ابملةا فدخلها‬
‫التحريف والتعديل‪ ،‬مع عدم كفال هللا تةاَل حبفظها كالقرآن‪ ،‬فلهذا دخلها الكثري‬
‫من الوضع والكذب(‪.)3‬‬

‫(‪ )9‬ابن حجر‪ ،‬هتذيب التهذيب‪.558/3 ،‬‬


‫(‪ )2‬الدارمي‪ ،‬الُّنن‪.935/9 ،‬‬
‫(‪ )3‬ينظر يف عرض الشعه وردها‪ :‬أبو شهع ‪ ،‬دفاع عن الُّنة‪ ،‬ص‪ ،23 ،52 ،35‬و‪73‬؛ املةلمي‪ ،‬األنوار‬
‫الكاشفة‪ ،‬ص‪82‬؛ ععد الغين ععد اخلالق‪ ،‬حجية الُّنة‪ ،‬ص‪383‬؛ والسعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ص‪952‬؛ وخادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫‪272‬‬
‫يقول احلافظ أسلم‪" :‬كل الرواايت اليت نسعت إَل النيب ﷺ جاءت ابملةا‬
‫ول َتت ِبلفاظه عليه الصالة والسالم‪ ...‬واملةروف أن تغيري اللفظ موجب لتغيري‬
‫املةا ولو يسرياً"(‪.)9‬‬

‫الرد عليهم‪:‬‬
‫َل خالف بني الةلماء من أه ل ال حديث أن ال م حافظ على ألفا ال حديث‬
‫وحروفه أمر من أمور الش رية عزيز‪ ،‬وحكم من أحكام ها ش ريف‪ ،‬وأنه األوَل بك ل‬
‫انق ل واألجدر بكل راو احملافظ على اللفظ ما استبطاع إَل ذلك سعيال‪ ،‬بل قد‬
‫أوجعه قوم ومنةوا نقل احلديث ابملةا‪ .‬والذين أجازوا الرواي ابملةا إمنا أجازوها‬
‫بشروط وحتوطات ابلغ فقالوا‪ :‬نقل احلديث ابملةا دون اللفظ حرام على اجلاهل‬
‫ِبواقع اخلبطاب ودقائق األلفا ‪ ،‬وأما الةال ابأللفا اخلعري ِبةانيها‪ ،‬الةارف ابلفرق‬
‫بني احملتمل وغري احملتمل‪ ،‬والظاهر واألظهر‪ ،‬والةام واألعم‪ ،‬فقد جوزوا له ذلك‪ ،‬وإَل‬
‫هذا ذهب ْجاهري الفقهاء واحملدثني(‪.)2‬‬
‫وقد كان السلف الصاحل حيرصون على الرواي ابللفظ ويرون أن الرواي‬
‫ابملةا رخص تتقدر بقدرها‪ ،‬وكان منهم من يتقيد ابللفلظ ويتحرجون من الرواي‬
‫ابملةا‪.‬‬
‫وهؤَلء أص حاب ال هوى كأِنم جةلوا رواي األحاديث ابملةا هو األصل‬
‫والق اعدة وم جيئها على اللفظ أمراً شاذاً اندراً‪ ،‬ومن يقرأ كالمهم إذا ل يكن من أهل‬
‫الةلم وال مةرف ابل حديث النعوي خييل إليه أن السن ل أيت فيها حديث على ُمكم‬
‫ل فظه‪ ،‬وأن ها قد دخلها الكثري من التغيري والتحريف‪ ،‬مع أن األصل يف الرواي أن‬
‫تكون ابللفظ املسموع عن الرسول صلوات هللا وسالمه عليه‪ ،‬وأما الرواي ابملةا فهي‬
‫رخص يَتخص فيها بقدر احلاج إليها إذا غاب اللفظ عن الذهن أو ل يتأكد منه‪،‬‬

‫(‪ )9‬بواسبط ‪ :‬خادم حسني‪ ،‬القرآنيون‪ ،‬ص‪.251‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املةلمي‪ ،‬األنوار الكاشفة‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪273‬‬
‫ومما َل ينعغي أن خيفى على ابحث يف احلديث النعوي أن يةلم أن بةض الةلماء‬
‫والرواة قد منةوا الرواي ابملةا مبطلقاً‪ ،‬وألزموا أنفسهم وغريهم ِبداء اللفظ كما مسع‪،‬‬
‫وأن من أجاز من الةلماء والرواة الرواي ابملةا إمنا أجازها بشروط فيها غاي التحوط‬
‫واألمن من التزيد والتغيري والتعديل‪.‬‬
‫وخالص املقال يف نقد هذه الشعه أن يقال(‪:)9‬‬
‫‪ .9‬أن الرواي ابملةا قد منةها الكثريون من الصحاب والتابةني ومن جاء‬
‫بةدهم من رواة احلديث والتزموا أداء األحاديث ِبلفاظها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن الرواي ابملةا قد أجازها الةلماء ملن كان عاملاً عارفاً ابأللفا‬
‫واألساليب خعرياً ِبدلوَلهتا والفروق الدقيق بينها‪.‬‬
‫‪ .3‬أن الذين أجازوها على أِنا رخص تتقدر بقدر احلاج إليها َل على أِنا‬
‫أصل يتعع ويلتزم يف الرواي ‪.‬‬
‫‪ .5‬أن الرواي ابملةا ممنوع ابتفاق يف األحاديث املتةعد بلفظها كاألذكار‬
‫واألدعي وجوامع كلمه ﷺ‪.‬‬
‫‪ .5‬أن الذين نقلوا األحاديث من الصحاب ومن بةدهم من ثقات الرواة‬
‫كان هلم من اخلصائص الديني والنفسي واخللقي ما يةصمهم من التغيري‬
‫والتعديل والتساهل يف الرواي ‪ ،‬وإنكار ذلك مكابرة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن القواعد اليت أخذ جامةوا األحاديث هبا أنفسهم عند تدوينها هي‬
‫أدق وأرقى ما وصل إليه علم النقد‪ ،‬يف متيز املقعول من املردود من‬
‫املروايت واحلق من العاطل‪ ،‬واخلبطأ من الصواب‪.‬‬

‫(‪ )9‬تفنيد هذه الشعه ابل حجج واألمثل والنقول ي حتاج إَل كتاب مس ت قل لكن لةل فيما ذكر كفاي ‪ ،‬ومن أراد‬
‫التوسع فليبطلعه من مظانه‪ .‬ينظر‪ :‬أبو شهع ‪ ،‬دفاع عن الُّنة‪ ،‬ص‪ ،23 ،52 ،35‬و‪73‬؛ املةلمي‪ ،‬األنوار‬
‫الكاشفة‪ ،‬ص‪82‬؛ ععد الغين ععد اخلالق‪ ،‬حجية الُّنة‪ ،‬ص‪383‬؛ والسعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ص‪.952‬‬
‫‪274‬‬
‫‪-3‬الُّنة أخبار آحاد تـحتمل الصدق والكذب‪ ،‬ومعيار املـحدثني غري جمد يف‬
‫تـمحيصها‪:‬‬
‫يرى منكرو السن أن غالب أحاديث السن أخعار آحاد‪ ،‬وحتتمل الصدق والكذب‪،‬‬
‫كما أِنا تفيد الظن وقد قال هللا تةاَل يف كتابه‪﴿ :‬وما يتعع أكثرهم إَل ظناً‪ ،‬إن‬
‫الظن َل يغين من احلق شيئاً﴾ [يونس‪]32:‬؛ وقال تةاَل‪﴿ :‬إن تتعةون إَل الظن‪ ،‬وإن‬
‫أنتم إَل خترصون﴾ [األنةام‪ ]958 :‬والدين جيب أن يكون قبطةياً(‪.)9‬‬

‫الرد عليهم‪:‬‬
‫إذا سلمنا بتقسيم األخعار إَل آحاد ومتواتر‪ ،‬فإن خرب الواحد ينعغي أن يعحث من‬
‫جهتني‪ :‬األوَل‪ :‬يف كونه حج جيب الةمل به؛ والثاني ‪ :‬يف إفادته الةلم أو الظن‪.‬‬

‫أما اجله األوَل‪:‬‬


‫فمذهب ْجهور األمو وعليه إْجاع السلف قاطع أنه جيب الةمل به‪ ،‬ومن األدل‬
‫على ذلك(‪:)2‬‬
‫‪ .9‬قول ه تةاَل ﴿فلوَل نفر من كل فرق منهم طائف ليتفقهوا يف الدين ولينذروا‬
‫قومهم إذا رجةوا إليهم لةلهم حيذرون﴾ [التوب ‪ .]922 :‬فقد أوجب هللا تةاَل‬
‫على كل فرق قعول نذارة النافر منها ِبمره النافر ابلتفقه والنذارة‪ ،‬ومن أمره هللا‬
‫تةاَل ابلتفقه ابلدين وإنذار قومه فقد انبطوى يف هذا األمر إجياب قعول نذارته‬
‫على من أمره ِبنذارهم‪ ،‬وطائف يف لغ الةرب يقع على الواحد فصاعداً‪ ،‬وطائف‬
‫من الشيء ِبةا بةضه‪.‬‬

‫(‪ )9‬ينظر يف عرض الشعه وردها‪ :‬ععدالغين ععداخلالق‪ ،‬الُّنة حجيتها ومكانتها يف اإلسالم‪ ،‬ص‪935‬؛‬
‫السعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪928‬؛ القامسي‪ ،‬ظاهرة رفض الُّنة‪ ،‬ص‪55‬؛ وأبو‬
‫شهع ‪ ،‬دفاع عن الُّنة‪ ،‬ص‪257‬؛ واألعظمي‪ ،‬دراسات يف احلديث النبوي‪.31/9 ،‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الشافةي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬حيث عقد ترْجته (احلج يف تثعيت خرب الواحد)‪ ،‬ص‪.519‬‬
‫‪275‬‬
‫‪ .2‬ما رواه ابن مسةود هنع هللا يضر أن النيب ﷺ قال‪« :‬نضر هللا أمرأً مسع منا حديثاً فعلغه‬
‫[أمحد‪ ،‬مسند ععدهللا بن مسةود‪ ،‬رقم ‪5957‬؛‬ ‫كما مسةه‪ ،‬فرب معلغ أوعى من سامع»‬
‫والَتمذي‪ ،‬أبواب الةلم‪ ،‬ابب يف احلث على تعليغ السماع‪ ،‬رقم ‪2257‬؛ وابن ماجه‪ ،‬أبواب السن ‪ ،‬ابب‬
‫من بلغ علما‪ ،‬رقم ‪232‬؛ وابن حعان‪ ،‬ابب ذكر دعاء النيب ﷺ‪ ،‬رقم ‪.]22‬‬
‫قال الشافةي –رمحه هللا–‪" :‬فلما ندب رسول هللا ﷺ إَل استماع مقالته‬
‫وحفظها وآدائها أمرأً يؤديها‪ ،‬واَلمرء واحد‪ :‬دل على أنه َل أيمر أن يؤدي عنه إَل‬
‫ما تقوم به احلج على من أدى إليه‪ ،‬ألنه إمنا يؤدي عنه حالل‪ ،‬وحرام جيتنب‪ ،‬وحد‬
‫مقام‪ ،‬ومال يؤخذ ويةبطى‪ ،‬ونصيح يف دين ودنيا"(‪.)9‬‬
‫‪ .3‬ما رواه ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪" :‬بينا الناس بقعاء يف صالة الصعح إذ‬
‫جاءهم آت‪ ،‬فقال‪" :‬إن رسول هللا ﷺ قد أنزل عليه الليل قرآن‪ ،‬وقد أمر أن‬
‫يستقعل الكةع فاستقعلوها‪ ،‬وكانت وجوههم إَل الشام‪ ،‬فاستدروا إَل الكةع "‬
‫[ العخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬ابب ما جاء يف القعل ومن ل ير اإلعادة على من سها‪ ،‬رقم ‪513‬؛ ومسلم‪،‬‬
‫من القدس إَل الكةع ‪ ،‬رقم ‪ .]522‬وغريها من األدل الكثرية‬ ‫كتاب املساجد‪ ،‬ابب حتويل القعل‬
‫على هذا األصل‪.‬‬

‫وأما اجله الثاني ‪:‬‬


‫وهي إفادة خرب الواحد الةلم أو الظن‪ ،‬فهي مسأل توسع فيها األصوليون جداً(‪،)2‬‬
‫واألقرب أِنا تفيد الظن ورِبا أفادت الةلم ابلقرائن‪.‬‬
‫يقول اإلمام النووي –رمحه هللا‪" :-‬فالذي عليه ْجاهري املسلمني من‬
‫الصحاب والتابةني فمن بةدهم من احملدثني والفقهاء وأصحاب األصول أن خرب‬
‫الواحد الثق حج من حجج الشرع‪ ،‬يلزم الةمل هبا ويفيد الظن وَل يفيد الةلم‪ ،‬وأن‬
‫وجوب الةمل به عرفناه ابلشرع َل ابلةقل‪.)3("...‬‬

‫(‪ )9‬الشافةي‪ ،‬الرسالة‪ ،‬ص‪.512‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنري‪ ،357 /2 ،‬واإلحاَلت يف هامشه‪.‬‬
‫(‪ )3‬النووي‪ ،‬شرح النووي على صحيح مُّلم‪.252 /9 ،‬‬
‫‪276‬‬
‫وينعغي أن يةلم أن إطالق القول ِبن أخعار اآلحاد تفيد الظن إطالق موهم‬
‫ليس جبيد فإن الةلم يصح فيه اَلكتفاء ابلدَلئل الظاهرة‪ ،‬وهو يتفاوت قوة حبسب‬
‫الربهان وظهوره‪ ،‬وليس مبطلق الظن مقعوَلً‪ ،‬إمنا يقعل الظن الراجح‪.9‬‬
‫وقد وضع احملدثون من الضوابط والقواعد الدقيق ‪ ،‬وسبطروا يف ذلك خملدة‬
‫على جعني التاري دان هلم بذلك العةيد قعل القريب‪.‬‬

‫املطلب الرابع‬
‫املُّتشرقون وعالقتهم بلقرآنيني‬

‫اَلستشراق ابملفهوم الةام دراس احلياة احلضاري لألمم الشرقي ‪ ،‬من حيث لغتها‬
‫وآداهبا وعلومها ومةتقداهتا وعادات أهلها وتقاليدهم(‪.)2‬‬
‫واملستشرقون هم‪ :‬طوائف وأصناف من دول وأجناس خمتلف تةمل يف‬
‫ميادين الدراسات الشرقي من علوم وآداب خاص ابلةال الةرن واإلسالمي والصني‬
‫والفرس واهلند‪.‬‬
‫لكن غلب إطالق هذا اللفظ على املسيحني واليهود الذين أرادوا أن يتثقفوا‬
‫يف الدراسات اإلسالمي واللغ الةربي ‪ .‬وهم أغلعهم متةصعون للغرب وداينته‬
‫وحضارته وأعداء مغرضون لإلسالم ونعيّه‪.‬‬
‫وَتكد لدى املستشرقني أن السن هي املصدر الثاين للشرية اإلسالمي ‪،‬‬
‫وأنه َل ميكن الوصول إَل األهداف الذميم اليت قصدوها إَل إذا هدم هذا املصدر‪،‬‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬الةنزي‪ ،‬تيُّري علم أصول الفقه‪ ،‬ص‪.952‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬السعاعي‪ ،‬الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص‪987‬؛ السعاعي‪ ،‬االستشراق واملُّتشرقون‪،‬‬
‫ص‪75‬؛ والسلفي‪ ،‬اهتمام احملدثني بنقد احلديث سنداً ومتناً‪ ،‬ص ‪.593‬‬
‫‪277‬‬
‫ألن أي مبطةن يف سن الرسول ﷺ وسريته طةن يف اإلسالم رأساً وهدم للكيان‬
‫اإلسالمي عقيدة وفكراً وعمالً‪.‬‬
‫وقد أشاد هؤَلء املستشرقون ِبوقف املةتزل املةظم للةقل‪ ،‬وأطلقوا عليهم‬
‫اسم ’املفكرين األحرار يف اإلسالم‘ ودعاة احلري الفكري واَلستنارة ووصفهم جولد‬
‫زيهر ِبِنم وسةوا مةني املةرف الديني ِبن أدخلوا فيها عنصراً مهماً آخر‪ ،‬وهو الةقل‬
‫(‪)9‬‬
‫الذي كان حىت ذلك احلني معةداً بشدة عن هذه الناحي‬
‫وهؤَلء القرآنيون نشأوا يف بالد املسلمني‪ ،‬وتةلموا على مشاخيهم‪ ،‬ولكنهم‬
‫انقلعوا على أمتهم ودينهم‪ .‬فهم وإن اختلفوا عن املستشرقني يف الثقاف والنشأة والعلد‬
‫والدين إَل أِنم متفقون مةهم يف النتيج اليت وصلوا إليها حول إنكار حجي السن‬
‫النعوي والبطةن فيها على صاحعها أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫‪ .9‬بينا أثناء هذا العحث الةلمي ابألدل الظاهرة والواضح ظروف نشأة هذه‬
‫الفرق كعداايت يف القرن الثاين اهلجري‪ ،‬كما أشار إليه اإلمام الشافةي ‪-‬رمحه‬
‫هللا‪ ،-‬وردوا عليهم الةلماء األئم واندثروا‪ ،‬مث ظهر يف القارة اهلندي بسعب‬
‫دوافع اَلستةمار اَلجنليزي‪.‬‬
‫‪ .2‬واتضح مدى عالقتهم مع اخلوارج من حيث إنكار حجي السن يف ُممله‪.‬‬
‫‪ .3‬وتةرفنا على أبرز دعاهتم ودعاويهم حول إنكار السن وخاص يف بالد اهلند‪.‬‬
‫‪ .5‬وذكران أبرز شعهاهتم منها‪ :‬حسعنا كتاب هللا‪ ،‬ومت الرد عليهم علميا ابألدل‬
‫الدامغ من القرآن الكرمي‪ ،‬فالصالة والزكاة واحلج ل يعني أركاِنا وأوقاهتا وأنصع‬

‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬جولد زيهر‪ ،‬العقيدة والشريعة‪ ،‬ص‪ ،83‬بواسبط ‪ :‬اهتمام احملدثني بنقد احلديث‪ ،‬ص‪.533‬‬
‫‪278‬‬
‫الزكاة إَل من خالل السن النعوي ‪ ،‬ونقلنا أقوال علماء األصول والفقه يف بيان‬
‫ذلك‪.‬مث بينا مدى سذاج فهمهم لعةض النصوص اجململ ‪.‬‬
‫‪ .5‬وفندان الشعه الثاني " السن ليست وحيا من هللا" من خالل نصوص الكتاب‬
‫والسن وأقوال الةلماء‪.‬فقال تةاَل‪﴿:‬إن هو إَل وحي يوحى﴾ [النجم‪.]5 :‬‬

‫‪ .2‬وأما الشعه الثالث بقوهلم "بشري الرسول ﷺ" فجاء الرد عليهم من النصوص‬
‫ىآلتي ‪ :‬حيث قال هللا تةاَل ﴿وما آَتكم الرسول فخذوه وما ِناكم عنه‬
‫فانتهوا﴾ [احلشر‪ .]7 :‬فميزه هللا تةاَل ابلرسال والوحي‪ ،‬وأنه معلغ ومعني عن هللا‬
‫شرعه واحكام دينه‪ ،‬وأوجب هللا على األم طاعته يف آايت كثرية من كتابه‬
‫الةزيز‪﴿ :‬من يبطع الرسول فقد أطاع هللا﴾ [النساء‪.]81 :‬‬
‫‪ .7‬وشعهتهم "طاع الرسول هي التمسك ابلقرآن وحده" وأنكروا حجي السن ‪.‬‬
‫وكان من الرد عليهم قوله تةاَل‪﴿ :‬فال وربك َل يؤمنون حىت حيكموك فيما‬
‫شجر بينهم‪ ،‬مث َل جيدوا يف أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً﴾‬
‫[النساء‪.]25 :‬‬
‫‪ .8‬وذكروا شعه عدم يقيني السن وافادهتا الظن‪ ،‬وذكروا عدة أسعاب هلذه‬
‫الشعه ‪ ،‬منها‪َ :‬تخر تدوين السن ‪ .‬فذكران يف الرد عليهم مناذج من كتاب‬
‫احلديث يف عهد النيب ﷺ كصحيف الصادق لةعد هللا بن عمرو بن الةاص‪،‬‬
‫وتدوين أن هريرة وجابر مهنع هللا يضر ْجيع‪ .‬إن حفظ السن ل يكن يف الكتاب‬
‫والسبطور‪ ،‬بل كانت حفظ السن يف الصدور أيضاً‪.‬فحفظها الصحاب يف‬
‫صدورهم كما حفظوا آَلف األبيات من الشةر‪.‬‬
‫‪ .3‬وذكروا شعه "رواي السن ابملةا"‪ .‬هؤَلء أصحاب اهلوى كأِنم جةلوا رواي‬
‫األحاديث ابملةا هو األصل‪ .‬واألصل فيها أن الرواي تكون ابللفظ املسموع‬
‫عن الرسول صلوات هللا عليه وسالمه‪.‬وأما الرواي ابملةا فهي رخص يَتخص‬
‫بضوابط وشروط ذكرها الةلماء يف كتب املصبطلح وعلوم احلديث‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫‪ .91‬وهذه الفئ وأن كانت خامل الذكر على مستوى الةال اإلسالمي‪ ،‬قليل الةدد‬
‫حيث َل يتجاوز بفرقهم كلها ‪ %9‬من ُمموع بلدهم األم‪ :‬العاكستان‪.‬‬
‫‪ .99‬التحذير من خبطر هذه الفرق الضال ‪ .‬وقال السيوطي –رمحه هللا– "اعلموا‬
‫رمحكم هللا‪ ،‬أن من أنكر كون حديث النيب ﷺ قوَلً كان أو فةالً بشروطه‬
‫املةروف يف األصول حج ‪ ،‬كفر وخرج عن دائرة اإلسالم وحشر مع اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬أو مع من شاء هللا من فرق الكفرة"‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ .9‬أنه ينعغي التفبطن لشررهم‪ ،‬واحلذر والتحذير من خبطرهم‪ ،‬وصيان األم وأبنائها‬
‫من هذا الشر الةظيم عن طريق التةليم ونشر الةلم الصحيح بني الناس يف‬
‫املةاهد واجلامةات واملساجد‪ ،‬واستغالل التجمةات – كاحلج مثال– وحتصني‬
‫املسلمني عن هذه الشعه قعل ورودها عليهم‪.‬‬
‫‪ .2‬وأما من أشرب قلعه هذه العدع فينعغي دعوته ومقارعته ابحلج ابحلكم‬
‫واملوعظ احلسن واجلدال ابليت هي أحسن‪.‬‬
‫‪ .3‬فالواجب على املسلمني ْجيةاً اَلعتصام بكتاب هللا تةاَل وسن رسوله ﷺ‪،‬‬
‫وإقام التشريع عليهما‪ ،‬فهذا سعيل عزهم وفالحهم دنيا وأخرى‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم على نعينا دمحم وعلى آله وصحعه‪.‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ابن النجار احلنعلي‪ ،‬تقي الدين أبو العقاء دمحم بن أمحد بن ععد الةزيز بن علي الفتوحي‪( .‬ط‪.‬‬
‫‪9598‬ه ‪9337/‬م)‪ .‬شرح الكوكب املنري‪ .‬حتقيق دمحم الزحيلي ونزيه محاد‪ .‬ط‪ .2‬الرايض‪ :‬مكتع‬
‫الةعيكان‪.‬‬
‫ابن تيمي ‪ ،‬تقي الدين أبو الةعاس أمحد بن ععد احلليم احلراين‪( .‬ط‪9522 .‬ه‪2115/‬م)‪ .‬جمموع الفتاوى‪.‬‬
‫حتقيق أنور العاز وعامر اجلزار‪ .‬ط‪ .3‬اإلسكندري ‪ :‬دار الوفاء‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫عد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الدارمي‪ ،‬العُسيت‪( .‬ط‪.‬‬
‫ابن حعان‪ ،‬دمحم بن حعان بن أمحد بن حعان بن مةاذ بن َم ْة َ‬
‫‪9518‬ه ‪9388/‬م)‪ .‬اإلحُّان يف تقريب صحيح ابن حبان (ترتيب‪ :‬األمري عالء الدين علي بن‬
‫بلبان الفارسي)‪ .‬حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شةيب األرنؤوط‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسس الرسال ‪.‬‬
‫ابن حجر الةسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن دمحم بن أمحد‪( .‬ط‪9322 .‬ه )‪ .‬هتذيب التهذيب‪ .‬اهلند‪:‬‬
‫مبطعة دائرة املةارف النظامي ‪.‬‬
‫ابن حجر الةسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن دمحم بن أمحد‪( .‬ط‪9595 .‬ه‪9335/‬م)‪ .‬إحتاف املهرة‬
‫بلفوائد املبتكرة من أطراف العشرة‪ .‬حتقيق مركز خدم السن والسرية‪ .‬املدين املنورة‪ُ :‬ممع امللك‬
‫فهد لبطعاع املصحف الشريف‪.‬‬
‫ابن حزم الظاهري‪ ،‬أبو دمحم علي بن أمحد بن سةيد األندلسي القرطيب‪( .‬د‪.‬ت‪ ).‬اإلحكام يف أصول األحكام‪.‬‬
‫حتقيق أمحد دمحم شاكر‪ .‬بريوت‪ :‬دار اآلفاق اجلديدة‪.‬‬
‫ابن ععد الرب‪ ،‬أبو عمر يوس ف بن ععد هللا بن م حمد بن ععد الرب بن عاص م النمري القرطيب‪( .‬ط‪.‬‬
‫‪9595‬ه ‪9335/‬م)‪ .‬جامع بيان العلم وفضله‪ .‬حتقيق‪ :‬أن األشعال الزهريي‪ .‬اململك الةربي‬
‫السةودي ‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫ابن ماجه‪ ،‬أبو ععد هللا دمحم بن يزيد القزويين‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬سنن ابن ماجه‪ .‬حتقيق دمحم فؤاد ععد العاقي‪ .‬مصر‪ :‬دار‬
‫إحياء الكتب الةربي ‪ -‬فيصل عيسى العان احلليب‪.‬‬
‫أبو احلسنات اهلندي‪( .‬ط‪9592 .‬ه) حتفة األخبار إبحياء سنة سيد األبرار –ومةه– خنبة األنظار على حتفة‬
‫األخبار‪ .‬حلب‪ :‬مكتب املبطعوعات اإلسالمي ‪.‬‬
‫الس ِج ْستاين‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬سنن أيب داود‪ .‬حتقيق دمحم ُميي الدين ععد‬
‫ِ‬
‫أبو داود‪ ،‬سليمان بن األشةث األزدي ّ‬
‫احلميد‪ .‬بريوت‪ :‬املكتع الةصري ‪.‬‬
‫أبو شهعه‪ ،‬دمحم دمحم‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬دفاع عن الُّنة ورد شبه املُّتشرقني والكتاب املعاصرين‪ .‬القاهرة‪ :‬مبطعة‬
‫األزهر‪.‬‬
‫أمحد بن حنعل‪ ،‬أبو ععد هللا الشيعاين‪( .‬ط‪9529 .‬ه ‪2119/‬م)‪ .‬مُّند اإلمام أمحد‪ .‬حتقيق شةيب األرنؤوط‪،‬‬
‫عادل مرشد‪ ،‬وآخرون‪ِ ،‬بشراف ععد هللا بن ععد احملسن الَتكي‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسس الرسال ‪.‬‬
‫األعظمي‪ ،‬دمحم مصبطفى‪9591( .‬ه)‪ .‬منهج النقد عند احملدثني نشأته واترخيه‪ .‬ط‪ .3‬الرايض‪ :‬مكتع الكوثر‪.‬‬
‫األعظمي‪ ،‬دمحم مصبطفى‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬دراسات يف احلديث النبوي واتريخ تدوينه‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫العخاري‪ ،‬دمحم بن إمساعيل أبو ععدهللا العخاري اجلةفي‪( .‬ط‪9522 .‬ه)‪ .‬اجلامع املُّند الصحيح املختصر من‬
‫أمور رسول هللا ﷺ وسننه وأايمه = صحيح البخاري‪ .‬حتقيق دمحم زهري بن انصر الناصر‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫دار طوق النجاة (مصورة عن السلبطاني ِبضاف ترقيم ترقيم دمحم فؤاد ععد العاقي)‪.‬‬
‫العيهقي‪ ،‬أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي بن موسى‪( .‬ط‪9525 .‬ه‪2113/‬م)‪ .‬الُّنن الكربى (سنن‬
‫البيهقي الكربى)‪ .‬حتقيق دمحم ععد القادر عبطا‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬دار الكتب الةلمي ‪.‬‬
‫الَتمذي‪ ،‬أبو عيسى دمحم بن عيسى‪( .‬ط‪9338 .‬ه)‪ .‬سنن الرتمذي‪ .‬حتقيق بشار عواد مةروف‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫جولد زيهر‪9352( .‬م)‪ .‬العقيدة والشريعة‪ .‬مصر‪ :‬دار مبطابع دار الكتاب الةرن‪.‬‬
‫احلاكم‪ ،‬النيسابوري ابن العيع‪( .‬ط‪9337 .‬ه ‪9377/‬م)‪ .‬معرفة علوم احلديث‪ .‬حتقيق السيد مةظم حسني‪.‬‬
‫ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دار الكتب الةلمي ‪.‬‬
‫احلاكم‪ ،‬النيسابوري ابن العيع‪( .‬ط‪9599 .‬ه‪9331/‬م)‪ .‬املُّتدرك على الصحيحني‪ .‬حتقيق مصبطفى ععد‬
‫القادر عبطا‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب الةلمي ‪.‬‬
‫خادم حسني إهلي ِبع‪9513( .‬ه)‪ .‬القرآنيون وشبهاهتم حول الُّنة‪ .‬مصر‪ :‬مكتع الصديق‪.‬‬
‫اخلبطيب العغدادي‪ ،‬أبو بكر أمحد بن علي بن إلبت بن أمحد بن مهدي‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬الكفاية يف علم الرواية‪.‬‬
‫حتقيق أبو ععدهللا السورقي‪ ،‬إبراهيم محدي املدين‪ .‬املدين املنورة‪ :‬املكتع الةلمي ‪.‬‬
‫الدارقبطين‪ ،‬أبو احلسن علي بن عمر العغدادي‪( .‬ط‪9525 .‬ه ‪2115/‬م)‪ .‬سنن الدارقطين‪ .‬حققه وضعط نصه‬
‫وعلق عليه‪ :‬شةيب اَلرنؤوط‪ ،‬حسن ععد املنةم شليب‪ ،‬ععد اللبطيف حرز هللا‪ ،‬أمحد برهوم‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫مؤسس الرسال ‪.‬‬
‫الدارمي‪ ،‬أبو دمحم ععد هللا بن ععد الرمحن التميمي السمرقندي‪( .‬ط‪9592 .‬ه ‪2111/‬م)‪ .‬املُّند (سنن‬
‫الدارمي)‪ .‬حتقيق حسني سليم أسد الداراين‪ .‬اململك الةربي السةودي ‪ :‬دار املغين للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫رشيد رضا‪ ،‬دمحم رشيد بن علي رضا القلموين احلسيين‪9331( .‬م)‪ .‬تفُّري القرآن احلكيم (تفُّري املنار)‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬اهليئ املصري الةام للكتاب‪.‬‬
‫السعاعي‪ ،‬مصبطفى بن حسين‪9515( .‬ه)‪ .‬الُّنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫السعاعي‪ ،‬مصبطفى بن حسين‪( .‬د‪.‬ت‪ ).‬االستشراق واملُّتشرقون ما هلم وما عليهم‪ .‬بريوت‪ :‬دار الوراق‬
‫للنشر والتوزيع ‪ -‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫سةد املرصفي‪9595( .‬ه)‪ .‬املُّتشرقون والُّنة‪ .‬كويت‪ :‬مكتع املنار اإلسالمي ‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪( .‬ط‪9595 .‬ه)‪ .‬مفتاح اجلنة يف االعتصام بلُّنة‪ .‬األردن‪ :‬دار النفائس‪.‬‬
‫الشافةي‪ ،‬أبو ععد هللا دمحم بن إدريس بن املبطليب القرشي امل كي‪( .‬ط ‪9591‬ه ‪9331/‬م)‪ .‬األم‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫ال مةرف ‪.‬‬
‫الشافةي‪ ،‬أبو ععد هللا دمحم بن إدريس بن املبطليب القرشي املكي‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬الرسالة‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب الةلمي ‪.‬‬
‫الشوكاين‪ ،‬دمحم بن علي بن دمحم بن ععد هللا اليمين‪( .‬ط‪9595 .‬ه)‪ .‬فتح القدير‪ .‬دمشق‪-‬بريوت‪ ،‬دار ابن‬
‫كثري‪-‬دار الكلم البطيب‪.‬‬
‫صاحل أمحد رضا‪9512( .‬ه‪9593/‬ه)‪ .‬ظاهرة رفض الُّنة وعدم االحتجاج هبا‪ .‬الرايض‪ :‬دار الثقاف ‪.‬‬
‫البطرباين‪ ،‬أبو القاسم سليمان بن أمحد اللخمي الشامي‪ ،‬أبو القاسم‪( ..‬د‪.‬ت‪ .).‬املعجم الكبري‪ .‬حتقيق محدي‬
‫بن ععد اجمليد السلفي‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬مكتع ابن تيمي ‪.‬‬
‫عاصم القريويت‪9512( .‬ه)‪ .‬اإلسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد املرسلني ﷺ‪ .‬اململك الةربي‬
‫السةودي ‪ :‬مكتع املةال‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫ععد الرمحن اليماين‪9512( .‬ه)‪ .‬التنكيل مبا يف أتنيب الكوثري من األبطيل‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫ععد السالم بن برجس الةعد الكرمي‪9595( .‬ه)‪ .‬ضرورة االهتمام بلُّنة‪ .‬الرايض‪ :‬دار املنار‪.‬‬
‫ععد الةظيم شرف الدين‪9381( .‬ه)‪ .‬حماضرات يف الُّنة‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬مبطعة دار التأليف‪.‬‬
‫ععد الغين ععد اخلالق‪9598( .‬ه)‪ .‬حجية الُّنة‪ .‬ط‪ .2‬مصر‪ :‬دار الوفاء‪.‬‬
‫ععد هللا بن زيد آل ُممود‪ .‬سنة الرسول شقيقة القرآن‪ .‬دوح ‪ :‬مبطابع قبطر الوطني ‪.‬‬
‫عدانن أبو سةد الدين‪9513( .‬ه)‪ .‬منهج احملدثني يف كتابة احلدث وأثر ذلك يف ضبط الُّنة‪ .‬الكويت‪:‬‬
‫مكتع الرشاد‪.‬‬
‫الةنزي‪ ،‬ععد هللا بن يوسف بن عيسى الةنزي‪9598( .‬ه ‪9337-‬م)‪ .‬تيُّري علم أصول الفقه‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫مؤسس الراين للبطعاع والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫الفوزان‪ ،‬ععد هللا بن صاحل‪9595( .‬ه)‪ .‬شرح الورقات يف أصول الفقه‪ .‬ط‪ .2‬الرايض‪ :‬دار املسلم‪.‬‬
‫القامسي‪ ،‬دمحم ْجال الدين‪( .‬ط‪9595 .‬ه)‪ .‬قواعد التحديث من فنون مصطلح احلديث‪ .‬ط‪ .2‬األردن‪ :‬دار‬
‫النفائس‪.‬‬
‫القرطيب‪ ،‬دمحم بن أمحد األنصاري أبو ععد هللا‪( .‬ط‪9527 .‬ه‪2112/‬م)‪ .‬اجلامع ألحكام القرآن (تفُّري‬
‫القرطيب)‪ .‬حتقيق ععد هللا بن ععد احملسن الَتكي‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسس الرسال ‪.‬‬
‫الاللكائي‪ ،‬أبو القاسم هع هللا بن احلسن بن منصور البطربي الرازي‪( .‬ط‪9523 .‬ه ‪2113/‬م)‪ .‬شرح أصول‬
‫اعتقاد أهل الُّنة واجلماعة‪ .‬حتقيق أمحد بن سةد بن محدان الغامدي‪ .‬ط‪ .8‬السةودي ‪ :‬دار طيع ‪.‬‬
‫جملة (حضارة اإلسالم) عدد ‪.5‬‬
‫دمحم بن إبراهيم الوزير‪9593( .‬ه)‪ .‬الروض الباسم يف الذب عن سنة أيب القاسم‪ .‬مك املكرم ‪ :‬دار عال‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫الصعاغ‪ ،‬دمحم بن لبطفي‪9599( .‬ه)‪ .‬احلديث النبوي‪ .‬مصطلحة‪ ،‬بالغته‪ ،‬كتبه‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫الزهراين‪ ،‬دمحم بن مبطر بن عثمان آل مبطر‪9597( .‬ه ‪9332/‬م)‪ .‬تدوين الُّنة النبوية نشأته وتطوره من القرن‬
‫األول إى هناية القرن التاسع اهلجري‪ .‬الرايض‪ :‬دار اهلجرة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫دمحم طاهر بن حكيم غالم رسول‪9512( .‬ه )‪ .‬الُّنة يف مواجهة األبطيل‪( .‬سلسل شهري تصدر مع مبطلع‬
‫السنَ الثاني ‪ :‬ربيع األول الةدد (‪ ))92‬الناشر‪ :‬دعوة احلق [مبطعوعات راببط الةال‬
‫كل شهر عرن‪َ ،‬‬
‫اإلسالمي]‪.‬‬
‫اخلبطيب‪ ،‬دمحم عجاج‪9511( .‬ه)‪ .‬الُّنة قبل التدوين‪ .‬ط‪ .2‬الرايض‪ :‬مكتع الرايض احلديث ‪.‬‬
‫السلفي‪ ،‬دمحم لقمان‪9513( .‬ه)‪ .‬الُّنة حجيتها ومكانتها يف اإلسالم والرد على منكريها‪ .‬مصر‪ :‬مكتع‬
‫اإلميان‪.‬‬
‫السلفي‪ ،‬دمحم لقمان‪9521( .‬ه )‪ .‬اهتمام احملدثني بنقد احلديث سنداً ومتناً‪ ،‬ودحض مزاعم املُّتشرقني‬
‫وأتباعهم‪ .‬ط‪ .2‬الرايض‪ :‬دار الداعي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫أبو زهو‪ ،‬دمحم دمحم‪9515( .‬ه)‪ .‬احلديث واحملدثون أو عناية األمة اإلسالمية بلُّنة النبوية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الكتاب الةرن‪.‬‬
‫الدميين‪ ،‬مسفر غرم هللا‪9515( .‬ه)‪ .‬مقاييس نقد متون الُّنة‪ .‬الرايض‪ :‬جامة اإلمام دمحم بن سةود‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬ابن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪( .‬د‪.‬ت‪ .).‬املُّند الصحيح املختصر بنقل العدل عن‬
‫العدل إى رسول هللا ﷺ‪ .‬حتقيقي دمحم فؤاد ععد العاقي‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الَتاث الةرن‪.‬‬
‫املةلمي‪ ،‬ععدالرمحن بن حيه بن علي اليماين‪( .‬ط‪9512 .‬ه‪9382/‬م)‪ .‬األنوار الكاشفة ملا يف كتاب "أضواء‬
‫على الُّنة" من الزلل والتضليل واجملازفة‪ .‬بريوت‪ :‬املبطعة السلفي ومكتعتها‪/‬عال الكتب‪.‬‬
‫مكي الشامي‪9521( .‬ه )‪ .‬الُّنة النبوية ومطاعن املبتدعة فيها‪ .‬األردن‪ :‬دار عمار األردني ‪.‬‬
‫انصر الةقل‪9598( .‬ه)‪ .‬دراسات يف األهواء والفرق والبدع وموقف الُّلف منها‪ .‬مركز الدراسات‬
‫واإلعالم‪ .‬الرايض‪ :‬دار كنوز اشعليا‪.‬‬
‫جنم ععد الرمحن خلف‪9513( .‬ه)‪ .‬نقد املنت بني صناعة احملدثني ومطاعن املُّتشرقني‪ .‬اململك الةربي‬
‫السةودي مكتع الرشد‪.‬‬
‫نور الدين عَت‪9592( .‬ه)‪ .‬منهج النقد يف علوم احلديث‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪284‬‬

You might also like