You are on page 1of 96

‫‪E‬‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪1440‬هـ ‪2019 -‬م‬
‫‪J‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬الذي ميز أهل اإلسالم باإلسناد يف الدين‪ ،‬وحفظ دينهم‬
‫من زيغ الزائغني‪ ،‬ومن حتريفات املبطلني‪ ،‬وأظهر احلق بالعلامء الربانيني‪ ،‬والدعاة‬
‫املصلحني‪.‬‬

‫والصالة والسالم عىل من رشفه اهلل بالسنة الغراء‪ ،‬وجعل كالمه ككالمه يف االتباع‬
‫واالقتفاء‪ ،‬وجعل رسالته خامتة الرساالت يف األرجاء‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فإن ِمن ِمنن اهلل تعاىل عىل العبد أن يوفق إىل اتباع منهج الصحابة ومتبعيهم بإحسان‪،‬‬
‫مقتف ًيا آثارهم يف العلم والعمل‪ ،‬متب ًعا لألكابر من أهل العلم واحللم‪.‬‬

‫مهتم بآثار من سلف‪ ،‬وحييي علم‬


‫ومن أعظم ما يدل عىل ذلك أن يكون اإلنسان اًّ‬
‫السلف يف اخللف‪ ،‬ومن مجلة ذلك االهتامم بكتب أئمة املسلمني‪ ،‬الذين يقتدى هبم يف‬
‫الدين‪.‬‬

‫وإن مؤلفات علامء السنة يف بيان منهج ومعتقد أهل السنة قد فاقت العد‪ ،‬وبلغت‬
‫احلد‪ ،‬ومن أهم ذلك مؤلفات العامل الرباين‪ ،‬إمام أهل السنة واجلامعة أمحد بن حممد بن‬
‫ِ‬
‫رسائ ُله وتوجيهاتُه‪،‬‬ ‫حنبل الشيباين (‪241‬هـ) فله رسائل‪ ،‬ومؤلفات عدة‪ ،‬ومن أمهها‬
‫وخطاباتُه يف العقيدة‪.‬‬

‫»‪ ،‬وهي الرسالة التي رواها‬ ‫ومن رسائله العظيمة‪ ،‬رسالة‪« :‬‬
‫)‪ ،‬وملا يرس اهلل تعاىل االطالع عىل هذا املؤ َّلف‪ ،‬الصغري يف مبناه‪،‬‬ ‫(‬
‫الكبري يف معناه‪ ،‬وقمت بتدريسه يف دروس عدة‪ ،‬ويف أثناء ذلك وقفت عىل كالم لبعض‬
‫‪4‬‬

‫ال ُكتَّاب فيه نفي هلذه الرسالة عن أن تكون لإلمام أمحد‪ ،‬فوقع مني موقع االرتياب‪ ،‬كيف‬
‫وقد احتج به األصحاب‪ ،‬فتتبعت تلكم العبارات‪ ،‬ورجوت نفيها باألدلة الثابتات؛‬
‫فكان ذلك سب ًبا الختيار هذا البحث‪.‬‬

‫»‪ ،‬ورصفت اهلمة‬ ‫ووسمته بـ«‬


‫لبيان ذلك باألدلة الثابتة‪ ،‬واحلجج القاطعة‪ ،‬فكانت هذه الدراسة‪.‬‬

‫ثم أتبعتها بتحقيق الرسالة عىل نسخ عدة؛ فخرجت يف أهبى حلة‪ ،‬وظهرت يف‬
‫أوضح عبارة‪.‬‬

‫وحتى يكون السري فيها منهج ًّيا‪ ،‬والغور فيها تأصيل ًّيا‪ ،‬جعلت الكتابة يف هذا‬
‫البحث وفق اخلطة التالية‪:‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫( أ ) املقدمة‪.‬‬
‫(ب) خطة البحث‪.‬‬
‫(ت) منهج البحث‪.‬‬
‫(ث) شكر وتقدير‪.‬‬
‫(ج) الدراسات السابقة‪.‬‬
‫وأما مطلبا البحث فعىل النحو اآليت‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أسانيد الرسالة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬ذكر شبهات النافني للرسالة‪ ،‬والرد عليها‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها‪ ،‬مع التوصيات‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ذيلت البحث بفهرسني‪:‬‬


‫فهرس للمصادر‪ ،‬وفهرس للموضوعات‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫قد تتبعت يف هذا البحث املنهج التحلييل؛ فكان السري فيه عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫( أ ) تتبعت مظان الرسالة يف املؤلفات التي تكون للحنابلة‪.‬‬
‫(ب) درست أسانيد الرسالة‪.‬‬
‫(ت) تتبعت أقوال علامء احلنابلة حول الرسالة‪.‬‬
‫(ث) مجعت املادة العلمية ثم قسمتها حسب خطة البحث‪.‬‬
‫(ج) مل أترجم لألعالم الوارد ذكرهم يف البحث حتى ال خيرج البحث عن أصل‬
‫وأيضا حتى ال تزيد‬
‫ً‬ ‫موضوعه من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لكثرة ذكر الرجال فيها‪،‬‬
‫صفحاهتا عن الكم املطلوب ملثل هذه البحوث‪.‬‬
‫(ح) مل أبني البلدان الواردة ذكرها يف البحث‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫بعد محد اهلل ‪ ،F‬أشكر كل من قام باملوافقة عىل هذا البحث‪ ،‬ومن قام‬
‫بتحكيمه؛ كام أسأل اهلل تعاىل أن جيعل ما يقوم به املحكم من تقويم يف ميزان حسناته‪،‬‬
‫واهلل أسأل السداد‪ ،‬وأن يوفقنا للرشاد‪ ،‬وأن ينجينا يوم التناد‪ ،‬وأكرر شكري عىل من كان‬
‫خريا‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل‬
‫سب ًبا يف طبع هذه الرسالة‪ ،‬ومن تربع بطبعها؛ فجزاهم اهلل ً‬
‫نبينا حممد‪ ،‬وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫الدراسات السابقة‬
‫مل أقف عىل دراسة سابقة هلذا املوضوع مستقلاً ‪ ،‬إال أن من قام بتحقيق الرسالة ذكر‬
‫طر ًفا مما يدل عىل أن الرسالة لإلمام أمحد(((‪ ،‬وأما أن يذكر أحدهم الشبهات كلها بالعد‪،‬‬
‫والرد عليها بالتفصيل واجلمع اجلليل فلم أقف عليه‪ ،‬وهلذا مجعت اهلمة جلمع املراجع‪،‬‬
‫والنظر فيام قيل فكان هذا البحث‪.‬‬

‫وعىل بركة اهلل تعاىل نبدأ‪ ،‬وبه نستمد العون والرشاد‪ ،‬وهو سبحانه وحده املوفق‬
‫للسداد‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬مقدمة الشيخ‪ /‬عمرو بن عبد املنعم لرسالة أصول السنة من مطبوعات مكتبته‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫املطلب الأول‬
‫أسانيــد الرسالـة‬

‫قد وقفت عىل عدة أسانيد هلذه الرسالة‪ ،‬وهذا يؤكد أن هلا أصلاً ‪ ،‬وأنه مما يعتمد‬
‫عليها فصلاً ‪ ،‬وهذه األسانيد تعضد بعضها اعتضا ًدا؛ فتكون بمثابة إثبات للرسالة ملن‬
‫متعن الروايات‪ ،‬وقارهنا بام ذكرت بعدُ من املنقوالت‪ ،‬وإليكم أسانيد الرسالة العاليات‬
‫والنازالت‪ ،‬مرتبة برتتيب الوفيات‪:‬‬
‫‪ -1‬إسناد اإلمام اخلالل(((‪ :‬قد روى بعض أجزاء من الرسالة؛ فقال‪« :‬حدثنا حممد‬
‫ابن سليامن اجلوهري(((‪ ،‬ثنا عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬سمعت أبا عبد اهلل يقول‪ :‬أصول‬
‫السنة‪ ،(((»...‬وهذا ِمن أعىل األسانيد يف إثبات هذه الرسالة‪ ،‬حيث َّ‬
‫إن َبني اإلمام اخلالل‬
‫وبني اإلمام أمحد راويني فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬إسناد اإلمام الاللكائي‪ :‬وقد روى أصول السنة كلها‪ ،‬متفرقا؛ فقال‪« :‬أخربنا‬
‫عيل بن حممد بن عبد اهلل السكري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد بن عبد اهلل بن بريد‬
‫الدقيقي(((‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب ‪-‬قراءة من كتابه يف‬
‫شهر ربيع األول‪ ،‬سنة ثالث وتسعني ومائتني‪ -‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن‬
‫ِ‬
‫املنقري ‪-‬بِتن َ‬
‫ِّيس‪ ،-‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد‬

‫انظر‪ :‬ترمجته يف طبقات احلنابلة البن أيب يعىل‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫انظر‪ :‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫السنة للخالل (‪.)174 ،172/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ويف تاريخ بغداد (بن يزيد الدقاق)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪9‬‬

‫بن حممد بن حنبل يقول‪ :‬أصول السنة عندنا‪ »...‬وبني اإلمام الاللكائي وبني اإلمام أمحد‬
‫مخسة رواة‪.‬‬

‫‪ -3‬إسناد ابن البناء (الذي وصلت إلينا خمطوطته مستقلة)(((‪ ،‬وهي من أكمل‬
‫النسخ ‪-‬كام يظهر يل واهلل تعاىل أعلم‪ -‬قال الراوي عنه‪« :‬حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل‬
‫حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال‪ :‬أخربنا والدي أبو عيل احلسن بن أمحد بن البنا‬
‫قال‪ :‬أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان املعدل قال‪ :‬حدثنا عثامن‬
‫بن أمحد بن السامك‪ ،‬حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب ‪-‬قراءة عليه من‬
‫كتابه‪ ،‬يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني‪ -‬حدثنا أبو جعفر حممد بن‬
‫ِ‬
‫ِّيس‪ -‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬‫سليامن املنقري البرصي ‪-‬بِتن َ‬
‫أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل ‪ I‬يقول‪ :‬أصول السنة عندنا‪ »...:‬وبني ابن‬
‫البناء واإلمام أمحد ستة أشخاص؛ فهي َب ْعدَ رواية اإلمام الاللكائي من حيث العلو يف‬
‫اإلسناد‪.‬‬

‫‪ -4‬إسناد القاضي اب��ن أب��ي يعلى‪ :‬قال‪« :‬قرأت عىل املبارك‪ ،‬قلت له‪ :‬أخربك‬
‫عبد العزيز األزجي‪ ،‬أخربنا عيل بن برشان‪ ،‬أخربنا عثامن املعروف بابن السامك‪ ،‬حدثنا‬
‫احلسن بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا سليامن بن حممد املنقري‪ ،‬حدثني عبدوس بن مالك‬
‫العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد ابن حنبل ‪ I‬يقول‪ :‬أصول السنة‪(((»...‬؛‬
‫فاجتمع سند ابن أيب يعىل مع ابن البناء والاللكائي يف ابن برشان املعدل‪ ،‬وبني القايض‬
‫ابن أيب يعىل واإلمام أمحد سبعة رواة‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد يرس اهلل تعاىل ومجعت مجيع النسخ املخطوطة؛ ألعيد طباعتها بعد املقارنة بني املخطوطات‪ ،‬ورأيت‬
‫أن أطبعه مع هذا البحث مضمو ًما‪.‬‬
‫(‪ )2‬طبقات احلنابلة (‪.)226/1‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -5‬إسناد ابن اجلوزي‪ :‬للعالمة ابن اجلوزي إسنادان وقد أوردمها يف كتابه‪ :‬مناقب‬
‫اإلمام أمحد‪:‬‬
‫( أ ) قال‪« :‬أخربنا حممد بن أيب منصور‪ ،‬قال‪ :‬أنبأنا احلسن بن أمحد الفقيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا عيل بن حممد املعدِّ ل‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا ابن السامك‪ ،‬قال حدثنا احلسن بن عبد الوهاب‪،‬‬
‫قال حدثنا حممد بن سليامن‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد اهلل أمحد ابن حنبل يقول‪ ،»...:‬وهذا إسناد ٍ‬
‫عال البن اجلوزي؛ فبينه وبني اإلمام‬
‫أمحد سبعة رواة‪.‬‬

‫(ب) قال‪( :‬أخربنا أبو الربكات بن عيل البزار‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا أمحد بن عيل ال ُّطريثيثي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخربنا هبة اهلل بن احلسن الطربي‪ ،‬وأخربنا حممد بن نارص احلافظ‪ ،‬قال‪ :‬أنبأنا احلسن‬
‫ابن أمحد الفقيه‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا عيل بن أمحد املعدِّ ل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد ابن حنبل يقول‪،(((»...:‬‬
‫وهذا إسنا ٌد نازل البن اجلوزي؛ فبينه وبني اإلمام أمحد عرشة رواة‪ ،‬ولكن يتميز بأن فيه‬
‫اإلمام هبة اهلل الطربي الاللكائي احلافظ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي (ص‪.)230-229‬‬


‫‪11‬‬

‫وهذا رسم بياني يبني رواة أصول السنة عن اإلمام أمحد‪:‬‬

‫اإلمام أمحد بن حممد بن حنبل‬

‫أبو حممد عبدوس بن مالك العطار البصري‬

‫حممد بن سليمان املنقري اجلوهري البصري‬

‫اإلمام أبو بكر اخلالل‬ ‫أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب العنربي‬

‫عثمان بن أمحد بن عبد اهلل بن السماك الدقاق (الدقيقي)‬

‫علي بن حممد املعدل أبو احلسني ابن بشران‬ ‫علي بن حممد السكري‬
‫اإلمام الاللكائي‬
‫أبو علي احلسن بن أمحد البنا‬ ‫العزيز األزجي‬

‫املبارك حييى ابن البناء‬


‫حممد بن ناصر احلافظ‬ ‫حممد ابن أبي منصور‬

‫هبة اهلل الطربي الاللكائي‬


‫أبوعبد اهلل ابن البنا‬ ‫القاضي ابن أبي يعلى‬
‫أمحد بن علي الطريثيثي‬
‫العالمة ابن اجلوزي‬
‫أبو الربكات بن علي البزار‬

‫العالمة ابن اجلوزي‬

‫وبعد ذكري هلذه األسانيد يتبني لكل منصف أن هلذه الرسالة أصلاً ‪ ،‬وأن هلا أسانيد‬
‫متعددة ترجع إىل الراوي عن اإلمام أمحد ابن حنبل ‪ ،V‬و َت َعدُّ ُد األسانيد السيام يف‬
‫الكتب والرسائل دليل عىل ثبوهتا‪ ،‬وألزيد األمر بيانًا فأورد ُش َبه من نفى الرسالة مع بيان‬
‫الرد عليها يف املطلب اآليت‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫املطلب الثاين‬
‫ذكر شبهات النافني للرسالة‪ ،‬والرد عليها‬

‫ٌ‬
‫جهبذ من‬ ‫رسدت األسانيد املتعددة لرسالة أصول السنة التي يروهيا‬
‫ُ‬ ‫بعد أن‬
‫جهابذة تالمذة اإلمام أمحد ‪ ،V‬وهو عبدوس بن مالك العطار ‪ ،V‬وعنه بواسطة‬
‫ووسائط أئمة احلنابلة كاإلمام اخلالل‪ ،‬والاللكائي‪ ،‬وابن البنا‪ ،‬وابن أيب يعىل‪ ،‬والعالمة‬
‫ٍ‬
‫مقتصد أهنا ثابتة عن اإلمام ‪ ،V‬فأورد اآلن ُش َبه النافني‬ ‫ابن اجلوزي ‪ X‬يظهر لكل‬
‫للرسالة؛ فأقول‪:‬‬

‫مل أجد من العلامء املتقدمني من نفى نسبة الرسالة إىل اإلمام أمحد ‪ V‬رصاحة‪،‬‬
‫وإنام وقفت عىل بعض ما قد يكون ُش ْب َهة ملن يتعلق هبا‪ ،‬وأذكر هذه الشبهات ثم أفندها‬
‫اع هذه ُ‬
‫الشبهات هي‪:‬‬ ‫باألدلة والرباهني الساطعات‪ ،‬وجمُ َّ ُ‬
‫‪ -1‬أن يف سنده راو ًيا جمهولاً ‪ ،‬وهو حممد بن سليامن املنقري(((‪.‬‬
‫‪ -2‬أن املنقري حديثه ضعيف(((‪.‬‬
‫‪ -3‬قال أبو اخلطاب الكلوذاين يف كتابه التمهيد بعد أن ذكر فقرة من رواية عبدوس‬
‫عن اإلمام أمحد‪( :‬وهذه الرواية ‪-‬إن صحت‪ -‬فاملراد به‪((()...‬؛ فهذا يشعر أن الرواية‬
‫فيها نظر عند أيب اخلطاب؟!‬

‫(‪ )1‬ذكر ذلك الشيخ عمرو عبد املنعم يف طبعته لرسالة أصول السنة لإلمام أمحد (ص‪ )21‬عن أحد أفاضل‬
‫مشاخيه‪ ،‬ومل ُي َس ِّمه‪ ،‬ثم َر َّد بأن التنييس هو اجلوهري البرصي‪ ،‬وهو ليس بمجهول؛ واكتفى هبذا الرد‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقد ضعف شيخنا د‪ .‬عطية الزهراين ‪-‬وفقه اهلل‪ -‬حمقق كتاب السنة للخالل رواية املنقري عن عبدوس‬
‫عن اإلمام أمحد (‪.)174 ،173/1‬‬
‫(‪ )3‬نقل ذلك شيخ اإلسالم يف درء تعارض العقل والنقل (‪.)51/9‬‬
‫‪13‬‬

‫وجدت أحد املعارصين انترص لنفي الرسالة عن اإلمام أمحد ‪ ،V‬وأنه‬


‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫ال تصح نسبتها لإلمام؛ فقال‪« :‬وعىل العموم فمدار األسانيد عىل (حممد بن سليامن‬
‫املنقري اجلوهري البرصي) وهو ضعيف» ثم نقل قول ابن حبان الذي سيأيت‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫«فإذن ال تصح نسبة هذه الرسالة إىل أمحد»(((‪ ،‬وقال ً‬
‫أيضا‪« :‬ومما يؤيد ذلك أن الاللكائي‬
‫بعد أن ساق هذه الرسالة ساق بعدها اعتقاد عيل ابن املديني مبارشة‪ ،‬بألفاظ تكاد تكون‬
‫وألفاظ هذه الرسالة واحدة؛ فالظاهر أن هذه العقيدة لعيل ابن املديني َق َل َب َها هذا املنقري‬
‫عىل اإلمام أمحد؛ ألن من عادته قلب األخبار عىل الثقات»(((‪.‬‬
‫هذه األم��ور األربعة هي أعظم ما وجدت من ُّ‬
‫الش َب ِه يف َر ِّد أو نفي هذا السفر‬
‫العظيم عن اإلمام أمحد‪ ،‬وإليك األجوبة بالتفصيل‪:‬‬
‫اً‬
‫أول‪ :‬بالنسبة ملا يتعلق بجهالة املنقري اجلوهري؛ فعمدة من قال ذلك إنام اعتمد عىل‬
‫قول احلافظ ابن حبان ‪ V‬حيث قال‪« :‬حممد بن سليامن اجلوهري‪ ،‬من أهل البرصة‪،‬‬
‫ِ‬
‫ب األخبار عىل الثقات‪،‬‬ ‫سكن أنطاكية‪َ ،‬ي ْروي عن أيب الوليد احلويض‪ ،‬وأهل البرصة‪َ ،‬ي ْقل ُ‬
‫ويأيت عن الضعفاء بامللزقات‪ ،‬ال حيل االحتجاج به بحال‪ ...‬أخربنا باحلديثني مجي ًعا حممد‬
‫ابن أمحد بن املستنري باملصيصة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حممد بن سليامن اجلوهري‪ ،‬يف أشياء كتبناها‬
‫عنه مقلوبة‪ ،‬أكره ذكرها كراهية التطويل»(((‪.‬‬
‫ونقل هذا القول ابن اجلوزي ومل يتعقبه ورضيه(((‪ ،‬وكذلك فعل الذهبي(((‪،‬‬
‫واحلافظ ابن حجر(((‪.‬‬
‫إعادة النظر يف بعض ما نسب إىل إمام أهل األثر أمحد ابن حنبل‪ ،‬خلالد بن صالح الوقيت (ص‪.)90‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫املصدر السابق (ص‪.)91‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املجروحني البن حبان البستي (‪ ،)309/2‬رقم (‪.)1018‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر‪« :‬الضعفاء واملرتوكني» البن اجلوزي (‪ )68/3‬رقم (‪.)3022‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر‪« :‬ميزان االعتدال يف نقد الرجال» للذهبي (‪ )176/6‬رقم (‪.)7637‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫انظر‪« :‬لسان امليزان» (‪ )187/5‬رقم (‪.)649‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪14‬‬

‫وهبذا يعلم أن اجلوهري ‪-‬هذا‪ -‬وهو املنقري نفسه‪ ،‬متهم بقلب الرواية عىل‬
‫الثقات‪.‬‬

‫«جرحه ابن حبان»(((‪.‬‬


‫ومل أقف عىل من وثقه‪ ،‬بل إن احلافظ الذهبي يقول‪َّ :‬‬
‫حيا جيعل الباحث يرد كل ما رواه الرواي‪ ،‬فليس جترحيه‬
‫وجتريح ابن حبان ليس جتر ً‬
‫إال يف كون املنقري اجلوهري يقلب األخبار عن الثقات‪ ،‬ومعلوم أن كون الراوي يقلب‬
‫األخبار يعني احلديث واآلثار‪ ،‬وال يلزم منه مطلق الرواية؛ فهناك بعض أئمة القراءة‬
‫ضعفاء يف احلديث‪ ،‬وهم أئمة يف نقل القرآن والقراءة‪.‬‬

‫أيضا فإن ابن حبان مشهور بالتجريح الغايل كام هو معروف بالتوثيق العايل‪،‬‬
‫ثم ً‬
‫فأمره التساهل يف األمرين‪ ،‬ومتابعته عىل ما يقوله مطل ًقا نوع مني‪.‬‬

‫وقد روى عن املنقري أكثر من اثنني ‪-‬وهبذا ترتفع اجلهالة عنه‪ ،-‬وهم‪:‬‬
‫‪ -1‬حممد بن أمحد املستنري‪ ،‬روى عنه‪ ،‬كام ذكره ابن حبان وأن له رواية عنه من‬
‫طريق املستنري‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلمام اخلالل صاحب (السنة)‪ ،‬وهو إمام معروف مشهور‪ ،‬روى عنه يف‬
‫كتابه السنة((( مبارش ًة فقال‪« :‬حدثنا حممد بن سليامن اجلوهري‪ ،‬ثنا عبدوس بن مالك‬
‫العطار‪.»...‬‬
‫‪ -3‬أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب العنربي‪ ،‬ومن طريقه روى األئمة كتاب‬
‫أصول السنة‪ ،‬كالاللكائي‪ ،‬وابن أيب يعىل‪ ،‬وابن اجلوزي‪ ،‬وابن البناء‪.‬‬

‫(‪ )1‬املغني يف الضعفاء (‪ )588/2‬رقم (‪.)5590‬‬


‫(‪ )172/1( )2‬رقم (‪ )174/1( ،)168‬رقم (‪.)171‬‬
‫‪15‬‬

‫فربواية هؤالء الثالثة عن حممد بن سليامن املنقري اجلوهري ترتفع جهالة العني‬
‫عنه‪.‬‬

‫وأما جهالة احلال فإنه مل جيرحه أحد إال اإلمام ابن حبان البستي بقوله‪« :‬إنه يقلب‬
‫األخبار عىل الثقات»‪ ،‬وهذا نوع جرح‪ ،‬ومن املعلوم أنه إذا مل يكن يف الراوي طعن بسبب‬
‫آخر‪ ،‬وروى شي ًئا ُعرف عدم قلبه له‪ ،‬أنه يوثق به فيام تبني أنه مل يقلبه‪ ،‬ويرتك ما قلبه‪،‬‬
‫وسأبني ‪-‬فيام يأيت‪ -‬أن األئمة رووا هذا اجلزء من االعتقاد ومل ينتقدوه‪ ،‬ومل يبينوا أنه‬
‫مقلوب‪ ،‬فبهذا ُيعلم أنه مل يقلبه‪.‬‬

‫فكون األئمة رووا من طريق اجلوهري هذه الرسالة‪ ،‬وهم معروفون مشهورون‪،‬‬
‫كاخلالل اإلمام املشهور املختص بروايات اإلمام أمحد‪ ،‬والعنربي اإلمام املشهور‬
‫باحلديث‪ ،‬هذا يؤكد لنا أهنم عرفوا عدم َق ْلبِه هلذا املروي‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬القول بأن (حممد بن سليامن املنقري) ضعيف‪ ،‬كان يصح االحتجاج به‬
‫أيضا مل جيرحه إال ابن حبان‪ ،‬وهو غال يف اجلرح‪،‬‬
‫لو كان األمر يف رواية احلديث‪ ،‬ثم ً‬
‫كتساهله يف املدح؛ فإذا ذكر للراوي حدي ًثا أو حديثني ليس عىل اجلادة أسقطه ألجل‬
‫ذلك‪ ،‬ومن َي ْس َلم من هذا‪ ،‬وقد يرى قلب بعض األحاديث؛ ف َين ِْس ُبه إىل القلب لذلك‪.‬‬

‫ثم إن اإلمام اخلالل روى عن املنقري هذا‪ ،‬وروى عنه العنربي‪ ،‬ومها إمامان‪ ،‬وهو‬
‫شيخهام ومها أدرى به من غريمها‪.‬‬

‫وأيضا فإن اجلوهري البرصي روى الرسالة عن شيخ له برصي مثله‪ ،‬ولو روى‬
‫ً‬
‫عن شيخ آخر غري برصي لقيل أنى له ذلك التفرد‪ ،‬أما وقد تفرد عن شيخ بلدته فال غرابة‬
‫يف ذلك‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬قد يصح اليشء ‪-‬ولو كان يف سنده يشء‪ -‬إذا كان يشهد له األصول‪َ ،‬فك َْم‬
‫ب إىل عامل‪ ،‬وارتضاه الناس بالقبول‪ ،‬ومل يطعنوا فيه‪ ،‬مع أن السند فيه أناس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من كتاب نُس َ‬
‫كثريا ما‬
‫جماهيل‪ ،‬وإنام قبلوه ألنه موافق ألصول ذلك اإلمام‪ ،‬وهلذا فإن شيخ اإلسالم ً‬
‫ٍ‬
‫حديث ‪-‬ولو كان فيه ضعف‪ -‬يشهد له أصول اإلسالم‪ ،‬كام قال ابن القيم‬ ‫يقول عن‬
‫‪ V‬بعد أن ذكر حدي ًثا فيه ٍ‬
‫راو متكلم فيه‪« :‬وسمعت شيخ اإلسالم يعظم أمر هذا‬
‫(((‬
‫وكثريا ما ترى‬
‫احلديث وقال‪ :‬أصول السنة تشهد له وهو من أحسن األحاديث» ‪ً ،‬‬
‫شيخ اإلسالم يستشهد بكتاب لشهرته(((‪ ،‬بل هذا صنيع اإلمام أمحد ‪ ،V‬كام نبه عليه‬
‫احلافظ ابن القيم يف كتابه إعالم املوقعني(((؛ فإنه بني أن اإلمام أمحد ‪ V‬يستشهد‬
‫باألحاديث الضعيفة إذا مل جيد يف الباب إال هي‪.‬‬

‫وهكذا يقول املؤرخون يف الكتب‪ ،‬وال ينظرون إىل أسانيدها إال إذا وجدت فيها‬
‫خمالفة ملذهب املنقول عنه‪ ،‬أو فيه ما خيالف املشهور عنه(((‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬أما القول بأنه كان يقلب األخبار‪ ،‬ويأيت بامللزقات‪ ،‬ولذلك فإن روايته‬
‫للكتاب ال تصح ألنه قلبها‪ ،‬وأن االعتقاد البن املديني؛ فهذا بعيد جدًّ ا‪ ،‬وذلك من أوجه‬
‫كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه لو قلب شي ًئا من هذه الرسالة لذكر ذلك األئمة‪ ،‬وقد رووا ُه ْم مجيع‬
‫ِ‬
‫األئمة نقا ٌد جهابذةٌ‪.‬‬ ‫الرسالة‪ ،‬وعىل رأس‬

‫الروح (ص‪.)83‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫انظر مثلاً ‪ :‬درء التعارض (‪ ،)117/9‬منهاج السنة النبوية (‪.)541/8‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫انظر‪ :‬إعالم املوقعني (الفصل الرابع‪ :‬احلديث املرسل‪.)31/1( )..‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر عىل سبيل املثال‪ :‬كشف الظنون؛ فإنه يذكر كت ًبا ليس هلا مطل ًقا أي إسناد‪ ،‬ولكن يقول‪ :‬وهو مشهور‬ ‫(‪)4‬‬
‫متداول‪ ،‬كشف الظنون (‪.)724 ،290/1‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ -2‬أن أئمة احلنابلة ُم ْهت َُّمون بعقيدة اإلمام أمحد أيام اهتامم‪ ،‬حتى إهنم نفوا عنه كل‬
‫ما قيل‪ ،‬كام نفوا عنه ما رواه التميميون من االعتقاد‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬ومل ينف أحد منهم هذه‬
‫الرسالة العظيمة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن هناك فرو ًقا كثرية بني ما ذكره الاللكائي يف عقيدة اإلمام أمحد من رسالة‬
‫عبدوس‪ ،‬وبني عقيدة اإلمام عيل ابن املديني‪ ،‬وهذه الفروق قط ًعا ال تكون جوهرية‪،‬‬
‫وذلك ليس لكون الرسالة البن املديني‪ ،‬وإنام ألن االعتقاد متشابه؛ فكال اإلمامني من‬
‫أئمة احلديث‪ ،‬وشيوخهام واحد‪ ،‬وبلدهتام واحدة‪ ،‬وهلذا جتد تشا ًهبا عظيماً يف كتب عقائد‬
‫أهل السنة واجلامعة‪ ،‬وإن كان هناك بعض االختالف‪ ،‬وأذكر ثالثة فروق بني أصول السنة‬
‫وبني اعتقاد ابن املديني حتى يتبني أنه غريه ‪-‬وخشية اإلطالة مل أذكر مجيعها‪ -‬ومنها‪:‬‬
‫( أ ) يف بداية رسالة اإلمام أمحد‪( :‬أصول السنة عندنا‪ :‬التمسك بام كان عليه أصحاب‬
‫رسول اهلل ‪ H‬واالقتداء هبم‪ ...‬إلخ) ويف اعتقاد ابن املديني بدايته‪( :‬السنة الالزمة‬
‫التي من ترك منها خصلة مل يقلها أو يؤمن هبا مل يكن من أهلها‪ :‬اإليامن بالقدر خريه ورشه‪،‬‬
‫ثم تصديق باألحاديث واإليامن هبا‪ ،‬ال يقال‪ :‬مل؟ وال كيف؟‪ ..‬إلخ)(((‪.‬‬
‫(((‬
‫(ب) يف اعتقاد ابن املديني‪( :‬وإذا رأيت الرجل حيب أبا هريرة ويدعو له‪ ...‬إلخ)‬
‫فهذه العبارة بنصها غري موجودة يف أصول السنة‪.‬‬

‫(ت) ويف اعقتاد ابن املديني‪( :‬وإذا رأيت الرجل حيب عمر بن عبد العزيز ويذكر‬
‫حماسنه‪ ،‬وينرشها‪ ((()...‬إىل آخر الرسالة؛ فإن هذه اجلملة غري موجودة يف أصول السنة‬
‫ال لف ًظا وال معنى‪.‬‬
‫(‪ )1‬رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (‪.)186-185/1‬‬
‫(‪ )2‬رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (‪.)191/1‬‬
‫(‪ )3‬رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (‪.)192/1‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ -4‬أن الرسالة ليس فيها يش ٌء مما خيالف مذهب اإلمام أمحد ال مجلة وال تفصيلاً ؛‬
‫نتحلاً عليه‪ ،‬أو مقلو ًبا ملز ًقا به‪.‬‬
‫فكيف يكون ُم َ‬
‫‪ -5‬لو كانت الرسالة موضوعة عليه‪ ،‬أو مقلوبة‪ ،‬لكان فيها ما خيالف اعتقاده‪،‬‬
‫ولو يف بعض األمور؛ ألن من مقاصد الوضاعني الزيادة عىل أئمة املسلمني‪ ،‬وتشويه‬
‫معامل عقيدهتم‪ ،‬وهذا مل يوجد‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أذكر العلامء الذين ذكروا الرسالة‪ ،‬ونقلوا عنها‪ ،‬واستشهدوا هبا‪ ،‬ونسبوها‬
‫ً‬
‫إىل اإلمام أمحد‪ ،‬ومل يعرتضوا عىل يشء منها؛ فمنهم‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلمام اخلالل أبو بكر أمحد بن حممد بن هارون بن يزيد اخلالل (‪311‬هـ)‪،‬‬
‫وهو أقدم من استشهد بالرسالة‪ ،‬وقد سبق وبينت أنه روى جز ًءا من هذه الرسالة(((‪،‬‬
‫(واخلالل معروف بأخذه عن أصحاب اإلمام أمحد‪ ،‬وأنه قد رصف جهده وعنايته إىل‬
‫مجع مسائل اإلمام أمحد؛ فهو من أعلم الناس هبا‪ ،‬ورحلته إىل أنطاكية مثبتة يف ترمجته‪،‬‬
‫وهناك سمع هذه الرسالة من حممد بن سليامن اجلوهري‪ ،‬وقد سمعها من اجلوهري‬
‫كذلك‪ :‬احلسن بن عبد الوهاب بتِنِّيس؛ فلو كانت موضوعة عىل اإلمام أمحد‪ ،‬أو مل يضبط‬
‫اجلوهري روايتها لكان ثمة اختالف بني الروايتني)(((‪.‬‬

‫‪ -2‬إمام أهل السنة يف عرصه اإلمام أبو حممد احلسن بن عيل بن خلف الربهباري‬
‫(‪329‬هـ)‪ ،‬فقد ألف كتابه «رشح أصول السنة» ورتبه عىل ترتيب هذه الرسالة‪ ،‬بل ونقل‬
‫فقرات منها‪ ،‬وإن مل يرش إىل ذلك كام هو عادة العلامء القدامى(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬وأرشت إىل ذلك يف موضعه من حتقيقي للرسالة‪.‬‬


‫(‪ )2‬مقدمة الشيخ عمرو عبد املنعم عىل كتاب أصول السنة لإلمام أمحد (ص‪.)25-24‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬رشح أصول السنة للربهباري (ص‪.)29‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ -3‬اإلمام احلافظ أيب القاسم هبة اهلل بن احلسن بن منصور الطربي الاللكائي‬
‫(‪418‬هـ)‪ ،‬فقد نقل الرسالة كلها يف كتابه رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة‪ ،‬كام سبق‬
‫وأن بينت‪ ،‬وكذلك يف الكتاب املفرد من كتابه‪ ،‬املسمى‪ :‬بالعقيدة رواية أيب بكر اخلالل(((‪.‬‬

‫‪ -4‬القايض حممد بن احلسني أبو يعىل (‪458‬هـ)‪ ،‬فإنه نقل من الرسالة واستشهد‬
‫هبا كام ذكر ذلك أبو اخلطاب ونقلها عنه شيخ اإلسالم ابن تيمية(((‪.‬‬

‫‪ -5‬العالمة اجلامع أبو عيل احلسن بن أمحد ابن البناء (‪491‬هـ) راوي املخطوطة‬
‫التي وصلت إلينا؛ فإنه إمما ناقد بصري‪ ،‬وقد روى ابنه الرسالة عنه‪ ،‬ومل يثبت عنه يشء يف‬
‫نفيه‪ ،‬أو نقده‪ ،‬ال يف النسخة املخطوطة‪ ،‬وال يف مؤلفاته األخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬أبو اخلطاب حمفوظ بن أمحد بن احلسن الكلوذاين (‪510‬ه��ـ) نقل منها‪،‬‬


‫واستشهد هبا يف كتابه «التمهيد»‪ ،‬كام ذكر ذلك شيخ اإلسالم ابن تيمية(((‪.‬‬

‫‪ -7‬القايض أبو احلسني حممد ابن القايض حممد بن احلسني ابن أيب يعىل (‪526‬هـ)؛‬
‫فقد نقل الرسالة بكاملها يف طبقاته ‪-‬كام سبق وأرشت‪.-‬‬

‫‪ -8‬العالمة احلافظ أبو الفرج مجال الدين عبد الرمحن بن عيل بن حممد ابن اجلوزي‬
‫(‪597‬هـ)‪ ،‬كام سبق وأن بينت أنه أوردها من طريقني عن اجلوهري هذا‪ ،‬ولو مل يكن ثابتًا‬
‫عنده لنبه عىل ذلك‪.‬‬

‫‪ -9‬العالمة الفقيه أبو حممد عبد اهلل بن أمحد ابن قدامة املقديس (‪620‬هـ) استشهد‬
‫بالرسالة بذكر اسمها وإيراد أوهلا‪ ،‬وذلك يف موضعني من مؤلفاته ‪:V‬‬

‫(‪( )1‬ص‪ )69‬منه‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز السريوان‪.‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬درء تعارض العقل والنقل (‪.)51/9‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬درء تعارض العقل والنقل (‪.)51-50/9‬‬
‫‪20‬‬

‫( أ ) يف معرض رده عىل نصيحة ابن عقيل يف كتاب‪ :‬حتريم النظر يف كتب الكالم‪،‬‬
‫ونصه‪( :‬وقال اإلمام أمحد ‪ I‬أصول السنة‪ :‬عندنا التمسك بام كان عليه أصحاب‬
‫رسول اهلل ‪ H‬واالقتداء هبم‪ ،‬وترك البدع‪ ،‬وكل بدعة ضاللة)(((‪.‬‬

‫(ب) وقال يف كتابه ذم التأويل(((‪« :‬وقال اإلمام‪ :‬أصول السنة عندنا التمسك‬
‫بام كان عليه أصحاب رسول اهلل واالقتداء هبم وترك البدع وكل بدعة فهي ضاللة»؛‬
‫فاستشهد هذا اإلمام اجلهبذ بنصوص هذه الرسالة يف معرض الرد ومل يقل املخالفون له‬
‫إهنا منحولة عىل اإلمام‪ ،‬أو مقلوبة عليه‪ ،‬بل وجزم ابن قدامة فقال‪( :‬وقال اإلمام‪.)...‬‬

‫‪ -10‬احلافظ ضياء الدين حممد بن عبد الواحد املقديس الصاحلي (‪643‬هـ)‪ ،‬وهو‬
‫من كبار احلنابلة‪ ،‬ومن املختصني بام روي عن اإلمام أمحد‪ ،‬وقد أوقف هذه الرسالة كام‬
‫عليها خطه‪ ،‬وعليها السامعات‪ ،‬ولو كانت هذه الرسالة موضوعة عىل اإلمام أمحد‪ ،‬أو‬
‫مقلوبة‪ ،‬أو ملزقة‪ ،‬لبني ذلك‪ ،‬وملا كان أوقفها دون تنبيه‪ ،‬بل إن آحاد طلبة العلم إذا‬
‫كتاب ما ً‬
‫خطأ أثبتوا ذلك إما يف موضعه‪ ،‬أو عىل طرة الكتاب؛ فكيف بإمام‬ ‫ٍ‬ ‫وجدوا يف‬
‫جهبذ‪ ،‬وناقد بصري مثل احلافظ ضياء الدين املقديس ‪.V‬‬

‫‪ -11‬ال َع َل ُم ُ‬
‫اله َما ُم َش ْي ُخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية‬
‫(‪728‬هـ)‪( ،‬وهو من هو‪ ،‬من العلم بأحوال الرواة‪ ،‬مما جيعلنا نحتج بجزمه يف نسبة هذه‬
‫الرسالة إىل اإلمام أمحد)(((‪ ،‬وقد استشهد هبا شيخ اإلسالم يف عدة مواضع من كتبه يف‬
‫معرض الرد عىل اخلصم مما يدل أنه يثبت الرسالة فقد ذكر فقرات منها يف معرض الرد‬

‫(‪ )1‬حتريم النظر يف كتب الكالم (ص‪.)45‬‬


‫(‪( )2‬ص‪.)34‬‬
‫(‪ )3‬مقدمة الشيخ عمرو عبد املنعم ألصول السنة (ص‪.)23‬‬
‫‪21‬‬

‫عىل ِ‬
‫احلليِّ الرافيض يف كتابه‪ :‬منهاج السنة النبوية(((‪ ،‬وذكر الفقرة رقم (‪ ((()8‬يف درء‬
‫التعارض مستشهدً ا هبا يف موضعني(((‪ ،‬وقال‪« :‬وهلذا قال اإلمام أمحد يف رسالة عبدوس‬
‫بن مالك‪ :‬أصول السنة عندنا‪ ،(((»...‬وأورد شي ًئا منها يف الفتاوى الكربى(((‪.‬‬

‫وتأمل‪:‬‬
‫( أ ) أن شيخ اإلسالم ذكرها بصيغة اجلزم‪.‬‬
‫(ب) نسب القول إىل اإلمام أمحد‪.‬‬
‫(ت) استشهد هبا‪ ،‬يف عدة مواضع من كتبه‪.‬‬
‫(ث) مما يؤكد نسبة رسالة أصول السنة لإلمام أمحد أن شيخ اإلسالم رشحها‪،‬‬
‫وكيف يرشح شيخ اإلسالم رسال ًة ليست لإلمام أمحد ‪ ،V‬ويا ليتنا وقفنا عىل هذا‬
‫الرشح لكان آية يف بابه ‪-‬عىل غرار كالم شيخ اإلسالم الذي هو كالبحر املدرار‪ -‬ولكن‬
‫الكتاب مفقود حسب علمي‪ ،‬وذكره مؤلف كتاب‪ :‬مؤلفات شيخ اإلسالم ابن تيمية(((‪.‬‬

‫(‪.)383/8 ،81/6 ،529/1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫هذا بحسب ترقيمي للفقرات بعد صف الرسالة وإعدادها للطباعة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫درء التعارض (‪ ،)317/7 ،297/5‬وانظر‪ :‬نقض املنطق (ص‪.)86‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية (‪ ،)102/4‬واستشهد به يف (‪.)155/4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪.)306/5 ،457/2‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫(‪ )6‬انظر‪ :‬مؤلفات شيخ اإلسالم ابن تيمية (ص‪ ،)24‬والكتاب منسوب البن القيم ‪ ،V‬وذكر الشيخ‬
‫بكر أبو زيد يف اجلامع لسرية شيخ اإلسالم ابن تيمية (ص‪ )282 ،10‬أن الكتاب لتلميذ شيخ اإلسالم‬
‫املعروف بابن ُر َش ِّيق املغريب املالكي‪ ،‬وأن من نسبه إىل ابن القيم كصالح الدين املنجد وغريه َف َو ْه ٌم‪.‬‬
‫أيضا ذكر هلذا الرشح‪ ،‬بعنوان (رشح رسالة‬
‫ويف كتاب اجلامع لسرية شيخ اإلسالم ابن تيمية (ص‪ً )301‬‬
‫ابن عبدوس يف أصول الدين)‪.‬‬
‫وكذلك يف كتاب‪ :‬العقود الدرية (ص‪ )62‬قال‪« :‬وقاعدة يف رشح رسالة ‪-‬ابن عبدوس‪ -‬وهي متضمنة‬
‫لكالم اإلمام أمحد يف أصول الدين»‪ ،‬قلت‪ :‬الصواب‪( :‬عبدوس)‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫‪ -12‬العالمة املؤرخ احلافظ الذهبي (‪748‬هـ) ملا ذكر يف سري أعالم النبالء((( ترمجة‬
‫ب إليه‪ ،‬وما مل يصح عنه‪ ،‬ومل يذكر ضمن ذلك رسالة‪ :‬أصول‬ ‫ِ‬
‫اإلمام أمحد‪ ،‬ذكر بعض ما نُس َ‬
‫كبار تالمذتِه‪ ،‬مسائل وافرة يف عدة جملدات‪،‬‬ ‫السنة‪ ،‬بل قال بعد ذلك‪( :‬وقد َد َّو َن عنه ُ‬
‫كاملروذي‪ ،‬واألثرم‪ ،‬وحرب‪ ،‬وابن هانئ‪ ،‬والكوسج‪ ،...‬وعبدوس العطار)(((‪ ،‬وأشهر‬
‫مسائل عبدوس العطار ‪ V‬التي ت ُْذك َُر عنه يف ترمجته يف أي كتاب إنام هو هذه الرسالة‬
‫املشهورة باسم أصول السنة‪ ،‬ومل ينكره الذهبي؛ فاعجب ممن ينكره؟!‬

‫‪ -13‬العالمة شمس الدين أبو عبد اهلل حممد بن مفلح املقديس احلنبيل (‪763‬هـ) يف‬
‫كتابه اآلداب الرشعية‪ ،‬حيث قال فيه (فصل يف النظر إىل ما خيشى منه الوقوع يف الضالل‬
‫والشبهة) ثم قال‪« :‬قال عبدوس بن مالك العطار‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حنبل‬
‫‪ I‬يقول‪ :‬أصول السنة عندنا التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ‪H‬‬

‫واالقتداء هبم‪ ،‬وترك البدع‪»...‬؛ فهذا إمام من األئمة املختصني باملذهب احلنبيل‪ ،‬وهو‬
‫وذاكرا هلا يف موضع احلجاج‪.‬‬
‫ً‬ ‫ينقل عن هذه الرسالة مستشهدً ا هبا‪ ،‬مؤيدً ا هلا‪،‬‬

‫‪ -14‬العالمة ال ُعليمي (‪928‬هـ) صاحب كتاب «املنهج األمحد يف تراجم أصحاب‬


‫اإلمام أمحد» وقد أورد جز ًءا من الرسالة يف ترمجة عبدوس بن مالك العطار(((‪.‬‬

‫‪ -15‬العالمة عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر البعيل األزهري الدمشقي‬
‫(‪1071‬هـ)‪ ،‬فقد استشهد بنصوص من الرسالة يف كتابه العظيم‪ :‬العني واألثر؛ فقال‪:‬‬
‫(قال اإلمام أمحد � أصول السنة عندنا التمسك بام كان عليه رسول اهلل ‪H‬‬

‫(‪.)358-177/11( )1‬‬
‫(‪.)330/11( )2‬‬
‫(‪ )3‬املنهج األمحد (‪.)435/1‬‬
‫‪23‬‬

‫واتباع القرآن‪ ،‬وليس يف السنة قياس‪ ،‬وال ترضب هبا األمثال‪ ،‬وال تدرك بالعقول‪- ،‬أو‬
‫قال‪ :‬باملعقول‪ -‬وال باألهواء‪ ،‬إنام هو االتباع وترك اهلوى)(((‪ ،‬وقد قال يف مقدمة كتابه‬
‫العني واألثر‪( :‬املقصد األول يف املنصوص من عقائد احلنابلة عن اإلمام أمحد ‪،((()I‬‬
‫فهذا يدل أنه متيقن من إثبات الرسالة إىل اإلمام أمحد‪ ،‬وإال كيف ينقل عنها‪ ،‬ويثبتها مع‬
‫أن من مقاصد تأليفه بيان املنصوص من عقائد احلنابلة عن اإلمام أمحد ‪.V‬‬

‫‪ -16‬العالمة األصويل عبد القادر بن أمحد ابن بدران الدمشقي احلنبيل (‪1346‬هـ)‪،‬‬
‫فقد نقل نص الرسالة بكاملها‪ ،‬فابن بدران ‪ V‬استشهد هبا يف بيان إثبات عقيدة اإلمام‬
‫أمحد(((‪.‬‬

‫ومما جيدر التنبيه عليه أن ابن بدران ‪ V‬قال‪« :‬روضة يف كلامت اإلمام يف مسائل‬
‫من أصول الدين» وذكر مجلاً من االعتقاد من رواية أيب داود صاحب السنن‪ ،‬قال‪« :‬أدرج‬
‫أبو يعىل هذه الرواية يف رواية عبدوس السابقة‪ ،‬وأفردها ابن اجلوزي»(((‪ ،‬فإن كان يريد‬
‫كل ما جاء يف رواية أيب داود أنه أدخلها يف رواية عبدوس فهذا مل يصح يف نظري ‪-‬إال أن‬
‫يكون يف نسخة أخرى مل أقف عليها‪ ،‬وإن كان يريد بعض ما فيها؛ فهذا أمر طبيعي فإن‬
‫الروايتني متشاهبتان‪.‬‬

‫‪ -17‬العالمة اجلامع عبد الرمحن بن حممد بن قاسم العاصمي القحطاين احلنبيل‬


‫(‪1392‬هـ)‪ ،‬جامع جمموع فتاوى شيخ اإلسالم وغريها‪ ،‬من املصنفات‪ ،‬ومن متام فقه‬
‫الشيخ عبد الرمحن بن قاسم ‪ V‬أنه وضع هذه الرسالة التي ذكر جز ًءا منها شيخ‬

‫نقله يف العني واألثر يف عقائد أهل األثر (ص‪.)109-108‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫العني واألثر (ص‪.)26‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املدخل البن بدران (ص‪.)29-26‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫املدخل (ص‪.)31-30‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪24‬‬

‫اإلسالم يف االعتقاد املفصل ‪-‬ويف مواضع أخر‪-‬؛ ألن هذه الكتاب ُي َف ِّصل عقيدة إمام‬
‫من أئمة الدين‪ ،‬ريض به املقتدون من املسلمني‪ ،‬ومل ينكرها‪ ،‬ومل يردها‪ ،‬ولو مل يكن ثابتًا‬
‫عنده ملا أثبتها يف املجموع‪.‬‬

‫‪ -18‬العالمة املحدث حممد نارص الدين األلباين (‪1420‬هـ)‪ ،‬وهو أول من أخرج‬
‫الرسالة مفرد ًة يف هذا العرص‪ ،‬وطبعه يف حياته ‪.V‬‬

‫وبعد هذا اجلمع كله أرجو أن أكون قد أجليت البحث حقه‪ ،‬وأوفيت الرسالة‬
‫إثباهتا‪ ،‬ويتبني لكل منصف ‪-‬بإذن اهلل تعاىل‪ -‬أن هذه الرسالة العقدية املخترصة املسامة‬
‫بأصول السنة ثابتة عن اإلمام أمحد ‪ ،V‬وينبغي االهتامم بنرشها‪ ،‬ونثرها بني الناس‪،‬‬
‫حتى يعرف الناس عقائد األئمة ويكونوا عىل بينة من أمر العقيدة يف امللة‪ ،‬ويبتعدوا‬
‫عن بنيات الطريق‪ ،‬وعن ضالالت املضلني‪ ،‬وانحرافات املبطلني‪ ،‬وأن ال يلتفتوا إىل‬
‫تشكيكات املشككني‪ ،‬واهلل أسأل القبول‪ ،‬وأن يسلك بنا السبيل املأمول‪ ،‬وصىل اهلل‬
‫وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫‪E‬‬
‫وفيها بيان أهم النتائج والتوصيات‬

‫بعد محد اهلل وتوفيقه يل حيث يرس يل رسد األدلة التي تثبت هذه الرسالة العقدية‬
‫العظيمة لإلمام أمحد ‪ V‬توصلت إىل هذه النتائج املهمة‪:‬‬
‫‪ -1‬إن رسالة أصول السنة هلا أسانيد متعددة عن املنقري اجلوهري عن عبدوس بن‬
‫مالك العطار عن اإلمام أمحد رمحهم اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة األسانيد يف الكتب والرسائل دليل عىل وجود أصلها‪ ،‬وصحة نسبتها‪.‬‬
‫حيا‬
‫‪ -3‬مل ينف أحد من املتقدمني رسالة أصول السنة عن اإلمام أمحد ‪ V‬نف ًيا رص ً‬
‫يعتمد عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف اإلسناد يف نسبة الكتب والرسائل ال يلزم منه عدم صحة نسبة الكتاب؛ ألن‬
‫املحدثني ما قصدوا ذكر األسانيد وال مجعها إال لآلثار‪.‬‬
‫‪ -5‬الشهرة يف نسبة الكتب كافية ما مل تكن ألصول العامل خمالفة‪.‬‬
‫‪ -6‬الذين ذكروا رسالة أصول السنة واستشهدوا هبا أئمة نقاد‪ ،‬وجهابذة من علامء‬
‫احلنابلة‪ ،‬وهذا جيعل اإلنسان يستيقن صحة نسبة الرسالة لإلمام أمحد ‪.V‬‬

‫وأما التوصيات فهي‪:‬‬


‫‪ -1‬أويص القائمني عىل املناهج الدراسية جلعل مثل هذه الرسالة يف الدراسة فإهنا تبني‬
‫أصول معتقد اهل السنة واجلامعة وهي ثابتة عن إمامهم‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ -2‬أويص نفيس والباحثني إىل عدم اخلوض يف غامر األسانيد للكتب والرسائل والبلدان‬
‫والتواريخ ألن أئمة احلديث مل يقصدوا مجع األسانيد إال لآلثار‪ ،‬ولكل جمال وحال‪.‬‬
‫تقو ٌل عىل األئمة‪ ،‬أو نسب إليهم ما هو خمالف للمعروف‬
‫تقول ُم ِّ‬
‫‪ -3‬أن هنتم باألسانيد إذا َّ‬
‫املشهور عنهم يف مذهبهم ومعتقدهم‪.‬‬

‫واحلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫االفتتاحيــة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء واملرسلني‪ ،‬وبعد؛‬
‫فإن كتاب أصول السنة لإلمام أمحد بن حنبل ‪ ،V‬من الكتب التي بينت أصول معتقد‬
‫أهل السنة واجلامعة‪ ،‬وهو من الكتب التي اشتهرت‪ ،‬وانترشت‪ ،‬وجعل اهلل له القبول‪،‬‬
‫وأصبح املبتدئ واملنتهي يبتغي إليه الوصول‪ ،‬وذلك لِ َما لإلمام أمحد يف قلوب املسلمني‬
‫احلب والرضا‪.‬‬
‫‪-‬عامة‪ ،‬واملتبعني ملنهج السلف خاصة‪ُّ -‬‬
‫ولعدم وجود نسخة حمققة يتبني بقراءته املعنى من أول وهلة‪ ،‬وصعوبة بعض‬
‫العبارات ملا يف املطبوع من سقط‪ ،‬هذا كان أحد األسباب التي رصفت مهتي لتحقيق‬
‫الكتاب‪ ،‬لكون الرسالة مرغوبة فرجوت أن جيعل اهلل للنسخة املحققة القبول؛ فكان‬
‫ال بد من رصف اهلمة إىل حتقيق نسخ الكتاب‪.‬‬
‫وقد طبع الكتاب طبعات مكررة‪ ،‬ومل حيظ ‪-‬فيام أعلم‪ -‬بتحقيق عىل نسخ عدة‪،‬‬
‫جلد‪ ،‬حتى خيرج الكتاب بأمجل ُح َّلة‪،‬‬ ‫جلد يف مقابلة النسخ با َّ‬
‫وهلذا شمرت عن ساعد ا ِّ‬
‫وأفضل رونق ِ‬
‫وح َّلة‪ ،‬واهلل أسأل القبول‪ ،‬وأن جيعله متقبلاً ‪.‬‬
‫وجعلت البحث يف مقدمة ثم النص املحقق‪.‬‬

‫أما املقدمة فقد اشتملت على‪:‬‬


‫(ب) منهج التحقيق‪.‬‬ ‫ ‬
‫( أ ) االفتتاحية‪.‬‬
‫(ث) بيان بعض الفروقات بني النسخ‪.‬‬ ‫(ت) وصف النسخ املعتمدة‪.‬‬
‫(ح) ثم النص املحقق‪.‬‬ ‫ ‬
‫(ج) رمز النسخ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫منهج التحقيق‬

‫اتبعت يف حتقيق هذه الرسالة اخلطة التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬ما كان من الصالة والرتيض فبالرموز الواضحة املعتادة عليها‪.‬‬
‫] وأبني مصدر الزيادة من‬ ‫ ‬‫‪ -2‬أضع النص الزائد بني معقوفتني هكذا [‬
‫أي نسخة هي‪ ،‬وأثبت الزيادة إذا كان مفيدً ا للمعنى ‪-‬يف نظري‪ ،-‬وأما إن كان الفرق‬
‫والزيادة غري مؤثر يف املعنى فإين أثبته يف احلاشية‪ ،‬وطريقة إثبات الزيادة مع األصل‬
‫إلفادة معنى زائد معمول به‪ ،‬بل قال الشيخ عبد اهلل البسام ‪ V‬عن فائدة اجلمع‬
‫بني نسختني لبعض الكتب‪( :‬فبينهام اختالف كثري من حيث‪ :‬الزيادة‪ ،‬والنقص؛‬
‫فتجد يف واحدة ما ال جتده يف األخرى؛ فلو سهل اهلل و ُقوبِلتا‪ ،‬وأضيفت زيادة واحدة‬
‫عىل األخرى؛ جلاءت كاملة‪ ،‬مفيدة‪ ،‬مقنعة‪ ،‬عن كثري من الرشوح الطويلة)(((‪.‬‬
‫‪ -3‬أبني الفروقات بني النسخ ولو كانت دقيقة‪ ،‬حتى يتبني موضع الوفاق من االفرتاق‪،‬‬
‫أيضا عىل أهنا نسخ متعددة‪.‬‬
‫ثم يدل هذا ً‬
‫‪ -4‬خرجت األحاديث‪ ،‬واكتفيت بالتخريج امليرس؛ فإن كان يف الصحيحني أو أحدمها‬
‫اكتفيت بذلك‪ ،‬وإال فخرجته بام يكفي مع احلكم عليه من أقوال الراسخني يف هذا‬
‫الفن‪.‬‬
‫‪ -5‬أبني بداية اللوحات يف النسخة املخطوطة يف األصل بني معقوفتني صغريتني مع بيان‬
‫وجه اللوحة [ ]‪.‬‬

‫(‪ )1‬قاله الشيخ البسام عن كتاب‪ :‬حاشية املقنع للشيخ سليامن بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الوهاب ‪،X‬‬
‫كام يف كتاب‪ :‬علامء نجد خالل ثامنية قرون (‪.)296/1‬‬
‫‪30‬‬

‫‪ -6‬مل أترجم لألعالم الوارد ذكرهم يف املخطوط‪ ،‬وذلك ألين ترمجت هلم يف قسم‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -7‬أبني معاين الكلامت الغريبة‪.‬‬
‫‪ -8‬رقمت الفقرات حتى يسهل الرجوع‪ ،‬ومعرفة معاين اجلمل‪.‬‬
‫‪ -9‬وضعت العالمات اإلمالئية من الفواصل‪ ،‬والنقط‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫واضحا‬
‫ً‬ ‫‪ -10‬ضبطت مجيع الكلامت يف املتن املحقق بالشكل‪ ،‬حتى يكون املتن معر ًبا‬
‫سلسا‪ ،‬ويكون احلفظ عليه صونًا من اخلطأ ‪-‬بإذن اهلل‪.-‬‬
‫ً‬ ‫سهلاً‬
‫‪31‬‬

‫وصف النسخ‬

‫يرس اهلل ‪ F‬يل الوقوف عىل عدة نسخ‪ ،‬وهذه النسخ خمتلفة‪ ،‬وهذه أوصافها‪:‬‬
‫‪ -1‬املخطوطة األصل‪ ،‬والتي رمزت هلا بـ(أ) وهي نسخة ابن البنا الراوي‪ ،‬وهي‬
‫يف نفس الوقت نسخة احلافظ املقديس الواقف‪ :‬وقد أخذهتا من الشيخ د‪ .‬عبد اإلله‬
‫األمحدي ‪-‬وفقه اهلل‪ -‬يف املدينة النبوية ‪-‬رشفها اهلل‪ -‬وهي مصورة من خمطوطات دار‬
‫الكتب الظاهرية‪ ،‬بدمشق‪.‬‬

‫وبعد االطالع عليها تبني يل أهنا أقرب املخطوطات إىل نص رواية (عبدوس بن‬
‫مالك) وهلذا جعلتها األصل‪ ،‬ثم ما أخذته أو أضفته من النسخ األخرى جعلته بني‬
‫قوسني‪ ،‬وبينت مأخذه يف احلاشية‪.‬‬

‫وهذه املخطوطة‪ ،‬كتبت بخط مرشقي واضح‪ ،‬وليس فيها أي طمس‪ ،‬وتقع يف‬
‫[‪ ]5-1‬لوحات مع الصفحة األوىل واألخرية التي عليها السامعات‪ ،‬ويف كل وجه‬
‫سطرا] وعليها بعض التصحيحات‪ ،‬ويبدو أهنا بنفس خط‬
‫سطرا [‪ً 75=15×5‬‬
‫[‪ً ]15‬‬
‫الناسخ‪.‬‬

‫وهذه النسخة مقابلة عىل نسخة أخرى‪ ،‬ومما يدل عىل ذلك أن يف آخرها لفظة‬
‫«قوبل»‪ ،‬ويبدو أهنا آلت إىل احلافظ ضياء الدين املقديس‪ ،‬فقد كتب يف [ب‪:]10/‬‬
‫«وقف احلافظ ضياء الدين أبو عبد اهلل حممد بن عبد الواحد املقديس ‪ ،V‬وقد توىف‬
‫احلافظ املقديس سنة ‪643‬هـ‪ ،‬واملخطوطة كتبت قبل احلافظ املقديس بأكثر من قرن؛ فقد‬
‫كتبت يف سنة ‪529‬هـ‪ ،‬كام يف آخر املخطوط‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫وهذه املخطوطة عليها سامعات عدد من العلامء‪ ،‬كام يف آخر املخطوط [ب‪،]15/6/‬‬
‫و ُذكر يف آخر املخطوط اسم كاتبه وهو‪ :‬عبد اهلل بن حممد بن عبد اهلل احلراين(((‪ ،‬وأنه‬
‫انتسخها يف‪ :‬ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة (‪529‬هـ)‪ ،‬ويبدو أهنا كتبت بعد‬
‫وفاة ابن أيب يعىل بثالث سنوات‪ ،‬ولعلها قوبلت عىل نسخة من الطبقات ‪-‬واهلل أعلم‪،-‬‬
‫وصححت عليه‪ ،‬ومع ذلك فإن ثمت فروقات بني نسخة ابن البنا‪ ،‬ونسخة الطبقات‪.‬‬

‫‪ -2‬نسخة رشح أصول السنة أليب القاسم الاللكائي «‪418‬هـ»‪ ،‬والتي رمزت‬
‫هلا بـ(ل) وقد اعتمدت عىل الطبعة املحققة من الكتاب املذكور‪ ،‬وهو بتحقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد‬
‫مشكورا بتحقيق الكتاب عىل عدة نسخ‪ ،‬كام ذكر ذلك يف مقدمة‬
‫ً‬ ‫سعد الغامدي‪ ،‬وقد قام‬
‫حتقيقه للكتاب‪ ،‬وضمن ذلك هذه الرسالة‪.‬‬

‫‪ -3‬نسخة طبقات احلنابلة البن أيب يعىل «‪526‬هـ»‪ ،‬والتي رمزت هلا بـ(ط)‪،‬‬
‫واعتمدت من الكتاب املذكور عىل طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬باهتامم‪ :‬أبو حازم‬
‫أيضا حمقق عىل نسخ‪.‬‬
‫أسامة بن حسن‪ ،‬وأبو الزهراء حازم عيل هبجت‪ ،‬وهذا الكتاب ً‬

‫‪ -4‬نسخة مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي «‪597‬هـ»‪ ،‬والتي رمزت هلا بـ(ج)‪،‬‬
‫واعتمدت عىل طبعة د‪ .‬عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪ ،‬دار هجر‪ ،‬مرص‪.‬‬

‫‪ -5‬نسخة ابن بدران الدمشقي «‪1346‬هـ» من كتابه‪ :‬املدخل إىل مذهب اإلمام‬
‫أمحد بن حنبل‪ ،‬والتي رمزت هلا بـ(ب)‪ ،‬واعتمدت عىل طبعة املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫وقد نص ابن بدران ‪ V‬عىل وجود الرسالة يف الطبقات واملناقب‪ ،‬ويبدو أهنا قريبة‬
‫جدًّ ا من نسخة طبقات احلنابلة‪ ،‬ومع ذلك فإن بينها وبني ما يف [ط] فروقات‪ ،‬وغالب‬
‫ظني أنه وقف عىل نسخة من الطبقات مل نقف عليها؛ فتعترب نسخة أخرى‪.‬‬
‫(‪ )1‬مل أقف له عىل ترمجة‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫‪ -6‬قابلت الفقرات بام وجدته منقولاً يف كالم اإلمام اخلالل‪ ،‬من كتابه‪ :‬السنة‪،‬‬
‫ورمزت له بـ(خ)‪ ،‬وهذه تعترب نسخة سادسة؛ لكنها ليست نصية وال كاملة‪ ،‬وإنام هي‬
‫متفرقة‪.‬‬

‫‪ -7‬قابلت الفقرات بام وجدته منقولاً يف كتب شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬ورمزت له‬
‫أيضا متفرقة‬
‫بـ(ش) ثم أذكر الكتاب واجلزء والصفحة‪ ،‬وهذه تعترب نسخة سابعة؛ لكنها ً‬
‫يف ثنايا كتبه ‪.V‬‬
‫‪34‬‬

‫بيان بعض الفروقات بني النسخ‬

‫‪ -1‬يف الفقرة [‪[ ]4‬وترك اخلصومات يف الدين] ويف نسخة [ل] و[ط] زيادة [وترك‬
‫اجللوس مع أصحاب األهواء‪ ،‬وترك املراد واجلدال] وال توجد هذه الزيادة يف نسخة [أ]‬
‫و[ج] و[ب]‪ ،‬وال شك أن هذه الزيادة تفيد معنى زائدً ا‪ ،‬فإن النهي عن اخلصومات‬
‫مطل ًقا يشء‪ ،‬والنهي عن اجللوس مع أصحاب األهواء‪ ،‬وترك جداهلم أخص منه‪.‬‬

‫‪ -2‬يف نسخة [ل] الفقرة [‪« ]10‬ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة مل‬
‫يقلها ويؤمن هبا مل يكن من أهلها‪ ]..‬فقوله‪[ :‬مل يقلها] غري مفهوم املعنى‪ ،‬وبالرجوع إىل‬
‫النسخ األخرى يتبني أن الصواب [مل يقبلها] فيتبني املراد‪.‬‬

‫‪ -3‬يف الفقرة [‪« ]15‬وال يضعف أن يقول‪ :‬القرآن ليس بمخلوق» وهذا واضح‬
‫«وال يصف أن يقول» وهذا تصحيف يف‬ ‫‪V‬‬ ‫املعنى‪ ،‬ويف نسخة الشيخ األلباين‬
‫النسخة‪.‬‬

‫‪ -4‬هناك تقديم وتأخري يف نسخة [ج] ويف نسخة [ب]‪ ،‬وقد بينت هذا يف موضعه؛‬
‫فارجع إليه إن شئت‪.‬‬

‫‪ -5‬ظن بعضهم أن قول اإلمام أمحد يف الفقرة [‪« :]30‬ومن ترك الصالة فقد كفر»‬
‫أنه أراد أن هذا حديث‪ ،‬واإلمام أمحد ‪ V‬إنام ساق الكالم للداللة عىل أن العمل من‬
‫اإليامن‪ ،‬بدليل أن من ترك الصالة كفر‪ ،‬والصالة عمل‪ ،‬ومل يسق كالمه مساق احلديث‪،‬‬
‫ويتبني هذا ملن تأمل يف سياق الكالم‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫‪ -6‬سقط يف الفقرة [‪ ]33‬اسم «طلحة ‪ »I‬من النسخة [أ] وهو موجود يف‬
‫نسخة [ل‪ ،‬ط‪ ،‬ج](((‪.‬‬

‫(‪ )1‬وأما النسخ املطبوعة من «أصول السنة» فأبني بعض ما فيها من الفروقات‪:‬‬
‫‪ -1‬نسخة الشيخ األلباين ‪ V‬فإنه حاول أن يصحح نسخته بقدر املستطاع‪ ،‬ومع ذلك فلم ختل‬
‫نسخته من بعض األخطاء ‪-‬تب ًعا للنسخة‪ -‬التي يصعب معها فهم املعنى‪ ،‬والظاهر أن الشيخ وقف‬
‫عىل نسخة الظاهرية‪ ،‬ولكن ال أدري عىل أي نسخة صحح نسخته؛ إال أن يكون اجتها ًدا منه؛ فإن بعض‬
‫التصحيحات مل أجدها يف كل النسخ‪ ،‬مثل تصحيحه يف الفقرة رقم [‪ ]15‬حيث كتب‪« :‬وال يوصف أن‬
‫يقول» وهي يف مجيع النسخ‪« :‬وال يضعف أن يقول‪ »:‬إال يف نسخة [ل] ففيها‪« :‬وال ت َْض َعف أن تقول‪،»:‬‬
‫واضحا‪ ،‬وجزى اهلل الشيخ عىل ما بذل فإنه ‪-‬حسب علمي‪ -‬أول من أخرج هذا‬ ‫ً‬ ‫وهبذا يكون املعنى‬
‫الكتاب مفر ًدا ‪،‬ويكفيه يف ذلك السبق‪ ،‬فجزاه اهلل عن اإلسالم واملسلمني خري اجلزاء‪.‬‬
‫‪ -2‬نسخة الشيخ عمرو عبد املنعم سليم ‪-‬وفقه اهلل‪ -‬فقد اعتمد يف طبعته ورشحه عىل نسخة الظاهرية‬
‫املشار إليها بحرف [أ]‪ ،‬وقد نص هو عىل ذلك كام يف مقدمة كتابه (ص‪)19‬؛ وهلذا وجد يف الطبعة‬
‫األخطاء التي هي موجودة يف تلك النسخة‪ ،‬ومن ذلك سقط عبارات ثابتة يف النسخ األخرى ‪-‬كام تبني‬
‫لك يف بيان الفروقات بني النسخ‪ ،-‬ومنها ما يف (ص‪ )78‬من كتابه‪« :‬ثم بعد هؤالء أصحاب الشورى‬
‫اخلمسة‪ :‬عيل بن أيب طالب‪ ،‬والزبري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وسعد‪ ،‬وكلهم للخالفة»؛ فوقع تب ًعا لنسخة‬
‫[أ] يف خطأين يف هذا املوضع‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنه مل يذكر اسم «طلحة ‪.»I‬‬
‫والثاني‪ :‬أنه مل يذكر «كلهم يصلح للخالفة» كام هو يف النسخ األخرى‪ ،‬وهذا يؤكد أمهية الرجوع إىل عدة‬
‫نسخ‪ ،‬حتى يظهر املعنى‪ ،‬وال يفوتني أن أنبه إىل أن جهده ‪-‬سدده اهلل‪ -‬مشكور‪ ،‬وعمله مربور‪ ،‬والكامل‬
‫عزيز‪.‬‬
‫‪ -3‬نسخة د‪ .‬الوليد بن حممد بن سيف النرص ‪-‬نفع اهلل به‪ ،-‬نص عىل أنه اعتمد عىل ثالث ٍ‬
‫نسخ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫نسخة الظاهرية [أ] وقد رمز هلا [ر]‪ ،‬ونسخة طبقات احلنابلة‪ ،‬ورمز هلا كرمزنا [ط]‪ ،‬ونسخة رشح‬
‫أصول السنة لاللكائي ورمز هلا كرمزنا [ل]‪ ،‬ومل يعتمد عىل نسخة [ج]‪ ،‬وال عىل نسخة [ب] مع أن‬
‫فيهام زوائد‪ ،‬وهذه النسخة التي أخرجها الشيخ هي ‪-‬حسب علمي‪ -‬أقرب النسخ إىل الصواب‪ ،‬ومع‬
‫ذلك وقع فيه بعض األخطاء‪ ،‬مثل قوله يف (ص‪[ :)60‬وطلحة] ثم قال يف احلاشية‪( :‬قال شيخنا ‪-‬أي‬
‫األلباين‪ :-‬ساقطة من األصل‪ ،‬واستدركتها من صحيح البخاري) قلت‪ :‬وهذا االستدراك من الشيخ‬
‫األلباين حسن؛ ولكن د‪ .‬الوليد اعتمد عىل نسخة [ل] ونسخة [ط] وهي موجودة فيهام؛ فال وجه‬
‫الستدراكه من موضع آخر‪ ،‬ثم قال يف نفس الفقرة‪[ :‬وسعد] قال يف احلاشية‪( :‬غري موجودة يف [ر]‪)..‬‬
‫=‬ ‫ ‬ ‫مع أهنا موجود يف نسخة الظاهرية [ر] التي عندي‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫‪ -4‬نسخة عيل بن حسني أبو لوز‪ ،‬وهذا الكتاب نسخة من حتقيق الدكتور الوليد بن سيف النرص‪ ،‬كام‬ ‫=‬
‫رصح أبو لوز نفسه يف مقدمة كتابه فقال‪« :‬وكان عميل يف الكتاب عىل النحو اآليت‪ -1 :‬اعتمدت يف املتن‬
‫عىل النسخة التي قام بتحقيقها األخ املفضال الوليد بن حممد نبيه بن سيف النرص‪ ،‬والتي قدم هلا فضيلة‬
‫الشيخ عيد عبايس» فلم تتميز هذه الطبعة إال بكوهنا عليها رشح فضيلة الشيخ الدكتور عبد اهلل بن عبد‬
‫الرمحن اجلربين ‪.V‬‬
‫وعىل كل حال فإين ال أنكر أين قد استفدت من مجيع هذه النسخ‪ ،‬سواء من حيث رد الشيخ عمرو بن‬
‫عبد املنعم عىل منكر الكتاب‪ ،‬أو من حيث رشح الدكتور الوليد عىل الكتاب‪ ،‬أو من حيث االستفادة من‬
‫رشح الشيخ الدكتور عبد اهلل بن عبد الرمحن اجلربين‪.‬‬
‫وأحسب أن نسختي هذه متيزت بضبط النص‪ ،‬وبيان الفروقات وإن دقت‪ ،‬ورشح الكتاب من كالم‬
‫العلامء األجالء‪ ،‬واهلل أسأل املغفرة والعفو‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫رمـــوز النســخ‬

‫‪ -1‬املخطوطة املروية من طريق ابن البنا‪ ،‬وهي األصل رمزت هلا بـ(أ)‪.‬‬
‫‪ -2‬نسخة رشح أصول السنة لاللكائي رمزت هلا بـ(ل)‪.‬‬
‫‪ -3‬نسخة طبقات احلنابلة البن أيب يعىل رمزت هلا بـ(ط)‪.‬‬
‫‪ -4‬نسخة مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي رمزت هلا بـ(ج)‪.‬‬
‫‪ -5‬نسخة املدخل البن بدران رمزت هلا بـ(ب)‪.‬‬
‫‪ -6‬الفقرة إذا كانت يف السنة للخالل رمزت له بـ(خ)‪.‬‬
‫‪ -7‬الفقرة إذا كانت يف كتب شيخ اإلسالم رمزت له بـ(ش) ثم أذكر الكتاب وموضع‬
‫النقل‪.‬‬

‫واهلل وحده املؤمل أن جيعل هذا العمل مقبولاً عنده‪ ،‬وأن يضع له القبول يف‬
‫األرض‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل نبينا ٍ‬
‫حممد وعىل آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫النص احملقق‬

‫[أ‪# ]11/2/‬‬

‫حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال‪ :‬أخربنا والدي‬
‫أبو عيل احلسن بن عمر بن البنا قال‪ :‬أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن‬
‫برشان املعدِّ ل قال(((‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك(((‪ ،‬حدثنا أبو حممد احلسن بن‬
‫عبد الوهاب((( أبو العنرب قراءة عليه((( من كتابه‪ ،‬يف شهر ربيع األول من((( سنة ثالث‬
‫(((‬
‫وتسعني ومائتني‪( ،‬قال)((( حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن((( املنقري البرصي‬

‫(‪ )1‬قال ابن أيب يعىل ‪« :V‬قرأت عىل املبارك‪ ،‬قلت له‪ :‬أخربك عبد العزيز األزجي‪ ،‬أخربنا عيل بن برشان‪،‬‬
‫أخربنا عثامن املعروف بابن السامك» فاجتمع سند ابن أيب يعىل مع نسخة (أ) يف ابن برشان‪ ،‬غري أنه سامه‬
‫(عيل) ويف نسخة (أ) (عبد اهلل)‪ ،‬واجتمع سنده مع (ل) يف العنربي [ط‪.]226/1/‬‬
‫وقال اإلمام الاللكائي‪ :‬أخربنا عيل بن حممد بن عبد اهلل السكري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد بن عبد اهلل‬ ‫(‪)2‬‬
‫ابن بريد الدقيقي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب قراءة من كتابه يف شهر ربيع‬
‫األول سنة ثالث وتسعني ومائتني به‪[ ...‬ل‪ .]176-175/1/‬فيجتمع إسناده مع إسناد نسخة (أ) يف‬
‫أيب العنرب‪.‬‬
‫يف (ط)‪ :‬حدثنا احلسن بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا سليامن بن حممد املنقري‪ ،‬حدثني عبدوس بن مالك‬ ‫(‪)3‬‬
‫العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حنبل ‪ I‬يقول‪. ..‬‬
‫(عليه) ساقطة من نسخة‪( :‬ل)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(من) ساقط من (ل)‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫زيادة أثبتها من‪( :‬ل)‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫يف [خ‪ :]172/1‬اجلوهري‪ ،‬وهو املنقري البرصي‪ ،‬واجتمع سند اإلمام اخلالل يف املنقري مع نسخة‬ ‫(‪)7‬‬
‫(أ)‪.‬‬
‫(البرصي) ساقط من (ل)‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪39‬‬

‫بِتِنِّيس‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد‬
‫ابن حنبل ‪ (((I‬يقول‪:‬‬

‫[‪ ]1‬أصول السنة عندنا‪ :‬التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ‪،H‬‬
‫واالقتداء هبم(((‪.‬‬
‫ُ‬
‫وترك البدع‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬
‫ٍ‬
‫بدعة فهي ضالل ٌة‪.‬‬ ‫[‪ُّ ]3‬‬
‫وكل‬
‫[‪ ]4‬وترك اخلصومات يف الدين(((‪[ ،‬وترك]((( [اجللوس مع أصحاب األهواء‪،‬‬
‫وترك املراء واجلدال](((‪.‬‬
‫[‪ ]5‬والسنة عندنا آثار رسول اهلل ‪.H‬‬
‫[‪ ]6‬والسنة تفرس القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]7‬وهي دالئل القرآن(((‪.‬‬
‫(((‬
‫[‪ ]8‬ولي�س يف الس�نة قي�اس‪ ،‬وال تضرب هل�ا األمث�ال‪ ،‬وال ت�درك بالعق�ول‬
‫وال األهواء(((‪.‬‬

‫(‪ )I‬ساقط من (ل) و(ج)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫الفقرة [‪ ]1‬موجود أوله يف [خ‪ ،]172/1/‬وموجود كله بنصه يف [ش منهاج السنة ‪]81/6 ،529/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫إال قوله‪ :‬واالقتداء هبم‪ ،‬وموجود أوله يف [ش الفتاوى الكربى ‪.]306/5‬‬
‫(يف الدين) ساقط من (ل) و(ط)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫زيادة من‪( :‬ط)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫زيادة أثبتها من‪( :‬ل)‪ ،‬و(ط)‪ ،‬وفيها تكرار لـ«واخلصومات يف الدين»‪ ،‬وسقطت هذه الفقرة من (ج)‬ ‫(‪)5‬‬
‫و(ب) وفيهام‪ :‬وترك املراء واجلدال واخلصومات يف الدين‪.‬‬
‫من الفقرة [‪ ]1‬إىل الفقرة [‪ ]7‬موجود بنصه يف [ش جمموع الفتاوى ‪.]102/4‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫هذه الفقرة إىل هنا موجودة يف [ش درء التعارض ‪.]317/7 ،297/5‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫يف (ج)‪ :‬واألهواء‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪40‬‬

‫[‪[ ]9‬و]((( إنام هو االتباع(((‪[ ،‬ب‪ ]11/2/‬وترك اهلوى(((‪.‬‬


‫[‪ ]10‬ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة [و]((( مل يقبلها((( ويؤمن هبا‬
‫مل يكن من أهلها‪:‬‬
‫والتصديق باألحاديث فيه‪ ،‬واإليامن هبا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خريه ورشه‪،‬‬‫اإليامن بالقدر ِ‬
‫ُ‬ ‫[‪]11‬‬
‫ف؟ إنام((( هو التصديق‪ ،‬واإليامن هبا‪.‬‬ ‫ال يقال‪ :‬لمِ َ؟ وال َك ْي َ‬
‫حل ِديث‪ ،‬و َي ْب ُل ْغ ُه َع ْق ُله‪ ،‬فقد ك ُِف َي [ذلك](((‪ ،‬و ُأ ْح ِك َم‬ ‫ِ‬
‫[‪َ ]12‬ومن مل يعرف َت ْفسري ا َ‬
‫(‪((1‬‬
‫له؛ فعليه اإليامن((( به‪ ،‬والتسليم [له](((‪ ،‬مثل حديث الصادق املصدوق(‪ ،((1‬ومثل‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ب)‪.‬‬


‫(‪ )2‬الفقرة رقم [‪ ]8‬و[‪ ]9‬إىل هنا موجود بنصه يف [ش درء التعارض ‪.]51/9‬‬
‫(‪ )3‬من الفقرة رقم [‪ ]1‬وحتى الفقرة [‪ ]9‬موجود بنصه يف‪ :‬املقصد األرشد يف ذكر أصحاب اإلمام أمحد‬
‫(‪.)281/2‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف نسخة (ل)‪ :‬مل يقلها‪.‬‬
‫(‪[ )6‬ط‪.]227/1/‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من (ط) و(ب)‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ط)‪ :‬باإليامن‪.‬‬
‫(‪ )9‬زيادة من (ل) و(ط) و(ب)‪.‬‬
‫وق‪:-‬‬ ‫الصاد ُق المَْ ْصدُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )10‬يقصد به حديث ابن مسعود ‪ I‬قال‪َ :‬حدَّ َثنَا َر ُس ُ‬
‫‪-‬و ُه َو َّ‬ ‫ول اهللِ ‪َ H‬‬
‫ك‬‫ُون يِف َذلِ َ‬ ‫ك‪ُ ،‬ث َّم َيك ُ‬ ‫ك َع َل َق ًة ِم ْث َل َذلِ َ‬ ‫ُون يِف َذلِ َ‬
‫ني َي ْو ًما‪ُ ،‬ث َّم َيك ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي َم ُع َخ ْل ُق ُه يِف َب ْط ِن ُأ ِّمه َأ ْر َبع َ‬ ‫«إِ َّن َأ َحدَ ك ُْم جُ ْ‬
‫ْب ِرز ِْق ِه‪َ ،‬و َأ َجلِ ِه‪َ ،‬و َع َملِ ِه‪،‬‬ ‫ت؛ بِ َكت ِ‬ ‫ك َفينْ ُف ُخ فِ ِيه الروح‪ ،‬وي ْؤمر بِ َأرب ِع كَلِم ٍ‬
‫اَ‬ ‫ُّ َ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫ك‪ُ ،‬ث َّم ُي ْر َس ُل ا َمل َل ُ َ‬ ‫ُم ْض َغ ًة ِم ْث َل َذلِ َ‬
‫اجلن َِّة َحتَّى َما َيك ُ‬
‫ُون َب ْينَ ُه َو َب ْين ََها إِ اَّل‬ ‫َي ُه إِ َّن َأ َحدَ ك ُْم َل َي ْع َم ُل بِ َع َم ِل َأ ْه ِل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َشق ٌّي أ ْو َسعيدٌ ‪َ ،‬ف َوا َّلذي اَل إِ َل َه غ رْ ُ‬
‫ِ َ‬
‫َّار َف َيدْ ُخ ُل َها‪َ ،‬وإِ َّن َأ َحدَ ك ُْم َل َي ْع َم ُل بِ َع َم ِل َأ ْه ِل الن ِ‬ ‫َاب َف َي ْع َم ُل بِ َع َم ِل َأ ْه ِل الن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار َحتَّى‬ ‫اع َف َي ْسبِ ُق َع َل ْيه ا ْلكت ُ‬ ‫ذ َر ٌ‬
‫َاب َف َي ْع َم ُل بِ َع َم ِل َأ ْه ِل الجَْ ن َِّة َف َيدْ ُخ ُل َها» [رواه البخاري يف‬ ‫ِ ِ‬
‫اع َف َي ْسبِ ُق َع َل ْيه ا ْلكت ُ‬
‫ِ‬
‫ُون َب ْينَ ُه َو َب ْين ََها إِ اَّل ذ َر ٌ‬
‫َما َيك ُ‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب بدء اخللق‪ ،‬باب ذكر املالئكة‪ ،..‬ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب كيفية خلق‬
‫اآلدمي يف بطن أمه‪.]..‬‬
‫(‪( )11‬ومثل) ساقط من (ل) و(ط)‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫ما كان((( مثله يف [القضاء و]((( القدر‪ ،‬ومثل أحاديث الرؤية كلها(((‪ْ ،‬‬
‫وإن َن َّبت عن‬
‫(((‬ ‫(((‬ ‫(((‬
‫عليه اإليامن هبا‪ ،‬وأن ال يرد منها‬ ‫منها املستمع‪ ،‬وإنام‬ ‫األسامع‪ ،‬واستوحش‬
‫حر ًفا واحدً ا‪ ،‬وغريها من األحاديث املأثورات عن الثقات‪.‬‬
‫[‪ ]13‬وأن((( ال خياصم أحدً ا‪ ،‬وال يناظره(((‪ ،‬وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف‬
‫القدر‪ ،‬والرؤية‪ ،‬والقرآن‪ ،‬وغريها من السنن مكروه‪ ،‬ومنهي((( عنه‪.‬‬
‫السن َِّة‬
‫السنَّ َة‪ -‬من أهل ُّ‬
‫(‪((1‬‬ ‫(‪((1‬‬
‫[‪[ ]14‬و] ال يكون صاحبه ‪[-‬و] إن أصاب بكالمه ُّ‬

‫(‪[ )1‬ج‪.]231/‬‬
‫(‪ )2‬زيادة من (ب)‪ ،‬واألحاديث الواردة يف القدر كثرية‪ ،‬يمكن النظر إليها يف كتاب القدر من صحيحي‬
‫اإلمام البخاري ومسلم؛ فإهنام قد وضعا هلذا املوضوع أحاديث خاصة‪ ،‬كلها دالة عىل إثبات القدر‪ ،‬وأن‬
‫اهلل ‪ F‬علم األشياء قبل وجودها‪ ،‬وأنه تعاىل كتب ذلك وفق علمه يف كتاب عنده‪ ،‬ثم شاء ذلك‬
‫وأوجده‪ ،‬وهذا ال ينايف أن يكون للعبد مشيئة واختيار؛ فإن اهلل ‪ F‬كتب ذلك وفق علمه وحكمته‪،‬‬
‫وال منافاة بني القدر والرشع‪[ .‬انظر يف هذه املسألة‪ :‬التدمرية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وكتاب شفاء‬
‫العليل يف مسائل القضاء والقدر والتعليل للعالمة ابن القيم]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني اإلمام أمحد ‪ V‬بأحاديث الرؤية األحاديث التي تدل عىل رؤية اهلل ‪ F‬عيانًا باألبصار‬
‫للمؤمنني يف دار القرار‪ ،‬وهذه األحاديث بلغت حد التواتر‪ ،‬وهي كثرية وطرقها متنوعة‪ ،‬وقد أورد مج ًعا‬
‫منها اإلمام مسلم يف صحيحه حتت باب‪ :‬إثبات رؤية املؤمنني رهبم يف اآلخرة‪ ،‬وهذا يف كتاب اإليامن من‬
‫صحيحه‪ ،‬وألف علامء احلديث يف هذا الباب كت ًبا ومؤلفات مستقلة‪ ،‬ومن هذه املؤلفات‪ :‬الرؤية لإلمام‬
‫الدارقطني ‪.V‬‬
‫(‪[ )4‬ل‪.]177/1/‬‬
‫(‪ )5‬يف (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪ :‬فإنام‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف (ب)‪ :‬فيها‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف نسخة (ل)‪ :‬وال خياصم‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ط)‪ :‬وال يناظر‪.‬‬
‫(‪ )9‬يف نسخة (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪ :‬منهي‪.‬‬
‫(‪ )10‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫َحتَّى َيدَ َع ِ‬
‫اجلدَ َال‪[ ،‬و ُيس ِّلم](((‪ ،‬ويؤمن باآلثار‪.‬‬
‫(((‬
‫[‪ ]15‬والقرآن كالم اهلل‪ ،‬وليس بمخلوق‪ ،‬وال يضعف((( أن يقول‪[ :‬القرآن]‬
‫ليس [أ‪[ ]12/3/‬بـ]ـ((( ـمخلوق؛ قال(((‪ :‬فإن((( كالم اهلل ليس ببائن منه(((‪ ،‬وليس‬
‫منه يشء((( خملوق‪.‬‬
‫[‪ ]16‬وإياك ومناظرة من [أحدث]((( فيه‪.‬‬
‫ظ َو َغ ْي ِر ِه‪.‬‬
‫[‪ ]17‬ومن(‪َ ((1‬ق َال بِال َّل ْف ِ‬
‫َ ْ‬
‫ف فِ ِيه فقال ال أدري! [أ](‪ ((1‬خملوق أو ليس بمخلوق؟ وإنام هو كالم اهلل؛‬ ‫[‪َ ]18‬و َم ْن َو َق َ‬
‫بدعة‪ِ ،‬م ْثل َم ْن َق َال‪ :‬هو خملوق(‪ ،((1‬وإنام هو كالم اهلل وليس بمخلوق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فهو(‪ ((1‬صاحب‬
‫[‪ ]19‬واإليامن بالرؤية يوم القيامة؛ كام ُر ِو َي عن النَّبِ ِّي ‪ H‬يف(‪ ((1‬األحاديث‬
‫الصحاح‪.‬‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪.‬‬


‫(‪ )2‬يف (ل)‪ :‬وال تضعف‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ط) و(ب)‪ ،‬وف (ج)‪ :‬وليس بمخلوق‪.‬‬
‫(‪( )5‬قال) ساقط من (ل) و(ب)‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف (ط)‪ :‬وأن‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (ل)‪ :‬فإن كالم اهلل منه‪ ،‬وليس ببائن منه‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ط)‪ :‬وليس منه يشء‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )9‬زيادة أثبتها من (ل) و(ط) و(ج)‪ ،‬ويف (أ)‪ :‬أ ْخ َذ َل‪.‬‬
‫(‪َ ( )10‬م ْن)‪ :‬ساقط من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ )12‬يف (أ) و(ل) و(ج) و(ب)‪ :‬فهذا‪ ،‬وما ُأثبته من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )13‬قوله‪( :‬وإنام هو كالم اهلل؛ فهذا صاحب بدعة‪ ،‬مثل من قال‪ :‬هو خملوق) ساقط من (ل)‪ ،‬وذكر حمققه أن‬
‫هذه الزيادة موجودة يف نسخة (ط) من رشح أصول السنة لاللكائي‪.‬‬
‫(‪ )14‬يف (أ) و(ل) و(ج) و(ب)‪ :‬من‪ ،‬وما ُأثبته من (ط)‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫(((‬
‫مأثور ‪-‬عن رسول اهلل‬ ‫قد رأى ربه؛ فإنه‬ ‫‪H‬‬ ‫[‪ ]20‬وأن النبي‬
‫‪ -H‬صحيح(((‪.‬‬
‫[قد]((( رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة‬
‫ان عن ابن َع ّب ٍ‬
‫اس‪.‬‬ ‫هر َ‬ ‫ِ‬ ‫(((‬ ‫عباس‪ ،‬ورواه عيل بن ٍ‬
‫ٍ‬
‫يوسف بن م َ‬
‫َ‬ ‫زيد عن‬ ‫ُّ ُ‬ ‫عن ابن‬
‫يف نسخة (ل)‪ :‬وأنه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫حيمل عىل أنه رآه يف املنام‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫زيادة من (ط)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫[ب‪ 27/‬من املدخل]‪ .‬هذه الروايات التي فيها أن النبي ‪ G‬رأى ربه‪ ،‬جاءت عن ابن عباس‬ ‫(‪)4‬‬
‫بطرق متعددة كام نبه عليها اإلمام أمحد ‪ ،V‬وانظرها يف كتاب‪ :‬الرؤية للدارقطني‪ ،‬باب‪ :‬ذكر األحاديث‬
‫التي رويت عن النبي ‪ H‬أنه رأى ربه ‪ ،F‬ذكر الرواية عن ابن عباس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الأْ ُ َّم ُة َعلىَ َأ َّن ُه لاَ َي َرا ُه َأ َحدٌ فيِ الدُّ ْن َيا بِ َع ْينه‪َ ،‬ولمَ ْ َي َتن ََاز ُعوا‬ ‫قال اإلمام ابن أيب العز احلنفي ‪( :V‬وا َّت َف َق ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اص ًة‪ :‬من ُْه ْم َم ْن َن َفى ُر ْؤ َي َت ُه با ْل َعينْ ‪َ ،‬ومن ُْه ْم َم ْن أ ْث َبت ََها َل ُه ‪.H‬‬ ‫فيِ َذل َك إِلاَّ فيِ نَبِ ِّينَا ‪َ H‬خ َّ‬
‫الص َحا َب ِة ‪َ M‬و َم ْن َب ْعدَ ُه ْم فيِ ُر ْؤ َيتِ ِه ‪،H‬‬ ‫ف َّ‬ ‫اختِلاَ َ‬ ‫«الش َفا» ْ‬ ‫اض فيِ ِكتَابِ ِه ِّ‬ ‫َو َحكَى ا ْل َقاضيِ ِع َي ٌ‬
‫وق ِح َ‬ ‫ٍ‬ ‫لمِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َار َع ِائ َش َة ‪َ J‬أ ْن َيك َ‬
‫ني َس َألهَ َا‪َ :‬ه ْل‬ ‫ُون ‪َ H‬ر َأى َر َّب ُه بِ َعينْ َر ْأسه‪َ ،‬و َأنهَّ َا َقا َل ْت َسرْ ُ‬ ‫َوإِ ْنك َ‬
‫ف ِش ْع ِري ممِ َّا ُق ْل َت‪ُ ،‬ث َّم َقا َل ْت‪َ :‬م ْن َحدَّ َث َك َأ َّن محُ َ َّمدً ا َر َأى َر َّب ُه َف َقدْ ك ََذ َب‪.‬‬ ‫َر َأى محُ َ َّمدٌ َر َّب ُه؟ َف َقا َل ْت‪َ :‬ل َقدْ َق َّ‬
‫ف َعنْ ُه‪َ ،‬و َق َال‬ ‫اخت ُِل َ‬ ‫ود َو َأبيِ ُه َر ْي َر َة َو ْ‬‫ُثم َق َال‪ :‬و َق َال جمَ َا َع ٌة بِ َقو ِل َع ِائ َش َة ‪ ،J‬وهو المَْ ْشهور َع ِن اب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ‪َ :L‬أ َّن ُه‬ ‫ني‪َ .‬و َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ني َوا ْل ُف َق َهاء َوالمُْ َت َك ِّلم َ‬ ‫َار َه َذا َوا ْمتنَا ِع ُر ْؤ َيته فيِ الدُّ ْن َيا جمَ َا َع ٌة م َن ا ُمل َحدِّ ث َ‬ ‫بِإِ ْنك ِ‬
‫‪َ H‬ر َأى َر َّب ُه بِ َع ْينِ ِه‪َ ،‬و َر َوى َع َطا ٌء َعنْ ُه‪َ :‬أ َّن ُه َرآ ُه بِ َق ْلبِ ِه‪ُ .‬ث َّم َذك ََر َأ ْق َوالاً َو َف َو ِائدَ ‪ُ ،‬ث َّم َق َال‪َ :‬و َأ َّما ُو ُجو ُب ُه‬
‫َص‪َ ،‬والمُْ َع َّو ُل فِ ِيه َعلىَ آ َي ِة الن َّْج ِم‪َ ،‬وال َّتن َُاز ُع‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫لنَبِ ِّينَا ‪َ H‬وا ْل َق ْو ُل بِ َأ َّن ُه َرآ ُه بِ َع ْينه َف َل ْي َس فيه َقاط ٌع َولاَ ن ٌّ‬
‫ِ‬
‫الر ْؤ َي َة فيِ‬
‫اض ‪ُ V‬ه َو الحْ َ ُّق‪َ ،‬فإِ َّن ُّ‬ ‫ور‪َ ،‬والاْ ْحتِماَ ُل لهَ َا ممُ ْ ِك ٌن‪َ ،‬و َه َذا ا ْل َق ْو ُل ا َّل ِذي َقا َل ُه ا ْل َقاضيِ ِع َي ٌ‬ ‫ف َيها َم ْأ ُث ٌ‬
‫ِ‬
‫َص بِ َأ َّن ُه ‪َ H‬ر َأى َر َّب ُه بِ َعينْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى ‪َ ،S‬لك ْن لمَ ْ َي ِر ْد ن ٌّ‬ ‫الدُّ ْن َيا ممُ ْكنَ ٌة‪ ،‬إِ ْذ َل ْو لمَ ْ َت ُك ْن ممُ ْكنَ ًة‪ ،‬لمََا َس َألهَ َا ُم َ‬
‫يح ِه‪َ ،‬ع ْن َأبيِ َذ ٍّر ‪َ I‬ق َال‪َ :‬س َأ ْل ُت‬ ‫ر ْأ ِس ِه‪ ،‬ب ْل ورد ما يدُ ُّل َعلىَ َن ْف ِي الر ْؤي ِة‪ ،‬وهو ما رواه مس ِلم فيِ ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ ْ ٌ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ت نُورا»‪ .‬و َقدْ روى مسلمِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫«ر َأ ْي ُ ً َ َ َ ُ ْ ٌ‬ ‫ُور َأنَّى َأ َرا ُه»‪َ .‬وفيِ ِر َوا َية‪َ :‬‬ ‫ول اهلل ‪َ H‬ه ْل َر َأ ْي َت َر َّب َك؟ َف َق َال‪« :‬ن ٌ‬ ‫َر ُس َ‬
‫س ك َِل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وسى الأْ َ ْش َع ِر ِّي ‪َ I‬أ َّن ُه َق َال‪َ :‬قا َم فِينَا َر ُس ُ‬
‫ت‪َ ،‬ف َق َال‪« :‬إِ َّن‬ ‫ول اهلل ‪ H‬بِ َخ ْم ِ ماَ‬ ‫َأ ْي ًضا َع ْن َأبيِ ُم َ‬
‫ار‬‫ار‪َ ،‬و َع َم ُل الن ََّه ِ‬ ‫ي ِف ُض ا ْل ِق ْس َط َو َي ْر َف ُع ُه‪ُ ،‬ي ْر َف ُع إِ َل ْي ِه َع َم ُل ال َّل ْي ِل َق ْب َل َع َم ِل الن ََّه ِ‬ ‫اهللَ اَل َينَا ُم َو اَل َينْ َب ِغي َل ُه َأ ْن َينَا َم‪ ،‬خَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(وفيِ ِر َوا َي ٍة‪ :‬الن َُّار)‪َ ،‬ل ْو ك ََش َف ُه أَلَ ْح َر َق ْ‬ ‫ِ‬
‫ص ُه‬ ‫ات َو ْج ِهه َما ا ْنت ََهى إِ َل ْيه َب رَ ُ‬ ‫ت ُس ُب َح ُ‬ ‫ُّور‪َ ،‬‬ ‫َق ْب َل َع َم ِل ال َّل ْي ِل‪ ،‬ح َجا ُب ُه الن ُ‬
‫اب‪َ ،‬و َم ْعنَى َق ْولِ ِه‪= :‬‬ ‫ِ‬
‫ُورا»‪َ :‬أ َّن ُه َر َأى الحْ َج َ‬ ‫تن ً‬ ‫«ر َأ ْي ُ‬ ‫ِ ِ لأِ‬
‫‪-‬واهللُ َأ ْع َل ُم‪َ -‬م ْعنَى َق ْوله َبيِ َذ ٍّر َ‬ ‫ُون َ‬ ‫ِم ْن َخ ْل ِق ِه»‪َ .‬ف َيك ُ‬
‫‪44‬‬

‫واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ‪ ،H‬والكالم فيه بدعة‪،‬‬
‫ولكن نؤمن به كام جاء((( عىل ظاهره‪ ،‬وال يناظر((( فيه أحدً ا(((‪.‬‬
‫[‪ ]21‬واإليامن بامليزان يوم القيامة(((؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن‬
‫جناح بعوضة»(((‪ ،‬ويوزن العبد وأعامل العباد(((؛ كام جاء يف األثر‪ ،‬واإليامن به(((‪،‬‬
‫ُ‬
‫وترك جمادلته‪.‬‬ ‫والتصديق به‪[ ،‬ب‪ ]12/3/‬واإلعراض َع َّمن((( رد ذلك‪،‬‬

‫اب َب ْينِي‬ ‫ف َأراه والن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫اب َي ْمن َُع م ْن ُر ْؤ َيته‪َ ،‬ف َأنَّى َأ َرا ُه؟ َأ ْي َف َك ْي َ َ ُ َ ُ‬
‫ُّور ح َج ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُور َأنَّى َأ َرا ُه»‪ :‬الن ُ‬
‫ُّور ا َّلذي ُه َو الحْ َج ُ‬ ‫=«ن ٌ‬
‫الر ْؤ َي ِة‪َ .‬واهللُ َأ ْع َل ُم)‪ .‬رشح الطحاوية له (ص‪ )116‬حتقيق‬ ‫يح فيِ َن ْف ِي ُّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َب ْينَ ُه َي ْمنَ ُعني م ْن ُر ْؤ َيته؟ َف َه َذا صرَ ِ ٌ‬
‫العالمة أمحد شاكر‪.‬‬
‫يف (ج) و(ب)‪ :‬ولكن نؤمن به عىل ظاهره‪ ،‬ومراد اإلمام أمحد أنه ال جيوز لنا أن نرد هذه الروايات بحجة‬ ‫(‪)1‬‬
‫أهنا غري ممكنة؛ فإن الرؤية ممكنة‪ ،‬وال جيوز أن نردها بحجة أنه يلزم منها التشبيه؛ فإن ذلك ليس بالزم‪،‬‬
‫وال جيوز أن نردها بحجة أنه يلزم كذا وكذا من اللوازم الفاسدة‪ ،‬وأما فهم النص واجلمع بني النصوص‬
‫فهو الذي ينبغي املصري إليه‪ ،‬وهو ال ينايف ظاهر ما ثبت عن ابن عباس ‪.L‬‬
‫يف نسخة (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪ :‬وال نناظر‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫[ل‪.]178/1/‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫قوله‪( :‬يوم القيامة) ساقط من (ل)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َي ْو َم‬
‫السم ُ‬‫يم َّ‬ ‫ول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬إِ َّن ُه َل َي ْأ يِت َّ‬
‫الر ُج ُل ا ْل َعظ ُ‬ ‫أن َر ُس َ‬ ‫جاء يف حديث أيب ُه َر ْي َر َة ‪َّ I‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وضة‪ ،‬ا ْق َر ُءوا [ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ]»‪[ .‬أخرجه البخاري يف‬ ‫ا ْلق َي َامة اَل َي ِز ُن عنْدَ اهلل َجن َ‬
‫َاح َب ُع َ‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب التفسري‪ ،‬تفسري سورة الكهف‪ ،‬باب [ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‪ ،]...‬ومسلم يف‬
‫صحيحه كتاب صفة القيامة واجلنة والنار‪ ،‬باب ‪.]1‬‬
‫(‪ )6‬يف نسخة (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪ :‬وتوزن أعامل العباد‪ .‬ومما يدل عىل هذا قوله تعاىل‪[ :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ]‪ ،‬فكلمة هلم أي العاملني‪ ،‬ومن األحاديث الدالة عىل وزن العاملني حديث ِز ِّر ْب ِن ُح َب ْي ٍ‬
‫ش‬
‫اك‪ ،‬وك َ ِ‬
‫َان يجَ تَنِي ِسواكًا ِمن الأْ َر ِ‬ ‫ٍ‬
‫يح َت ْك َف ُؤ ُه؛‬
‫الر ُ‬ ‫السا َقينْ ِ ؛ َف َج َع َل ْت ِّ‬
‫َان َدق َيق َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َع ِن ا ْب ِن َم ْس ُعود ‪َ I‬أ َّن ُه ك َ ْ‬
‫ُون؟!» َقا ُلوا‪َ :‬يا نَبِ َّي اهللِ‪ِ ،‬م ْن ِد َّق ِة َسا َق ْي ِه!‬ ‫ول اهللِ ‪ِ :H‬‬
‫«م َّم ت َْض َحك َ‬ ‫َف َض ِح َك ا ْل َق ْو ُم ِمنْ ُه‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫َان ِم ْن ُأ ُح ٍد»‪ .‬رواه اإلمام أمحد يف املسند من مسند ابن مسعود‪.‬‬ ‫«وا َّل ِذي َن ْف يِس بِ َي ِد ِه هَُلم َأ ْث َق ُل يِف المِْيز ِ‬
‫اَ‬ ‫َف َق َال‪َ :‬‬
‫(‪( )7‬واإليامن به) ساقط من (ج) و(ب)‪.‬‬
‫(‪[ )8‬ج‪.]232/‬‬
‫‪45‬‬

‫(((‬
‫[‪ ]22‬وأن اهلل [تبارك و]((( تعاىل((( ُيك ِّلم العباد يوم القيامة‪ ،‬ليس بينهم وبينه‬
‫ترمجان‪ ،‬واإليامن [به]((( والتصديق به(((‪.‬‬
‫(((‬
‫حوضا يوم القيامة‪َ ،‬ي ِر ُد‬
‫ً‬ ‫[‪ ]23‬واإليامن باحلوض‪ ،‬وأن لرسول اهلل ‪H‬‬

‫عليه ُأ ّمتُه‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬مسرية((( شهر‪ ،‬آنيته كعدد((( نجوم السامء‪ ،‬عىل ما صحت‬
‫به األخبار من غري وجه‪.‬‬
‫[‪ ]24‬واإليامن بعذاب القرب‪ ،‬وأن هذه األمة تفتن يف قبورها‪ ،‬وت ُْس َأل((( عن اإليامن‬
‫َك ٌري‪ ،‬كيف شاء [اهلل ‪ ،((1(]D‬وكيف‬ ‫واإلسالم‪ ،‬ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ‬
‫ُ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ‬
‫أراد‪ ،‬واإليامن به‪ ،‬والتصديق به(‪.((1‬‬
‫زيادة من (ل)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(تعاىل) ساقط من (ط) و(ب)‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يف (ط) و(ب)‪ :‬ليس بينه وبينهم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫زيادة من (ل)‪ ،‬و(ط)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫«ما‬ ‫(‪( )5‬به) ساقط من (ج) و(ب)‪ .‬ويدل له حديث َع ِدي ب ِن حاتِ ٍم ‪َ I‬ق َال‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ :H‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان؛ َف َينْ ُظ ُر َأ ْي َم َن منْ ُه َف اَل َي َرى إِ اَّل َما َقدَّ َم‪َ ،‬و َينْ ُظ ُر َأ ْش َأ َم منْ ُه‬ ‫ِ‬
‫ج ٌ‬‫منْك ُْم َأ َحدٌ إِ اَّل َس ُي َك ِّل ُم ُه اهللُ‪َ ،‬ل ْي َس َب ْينَ ُه َو َب ْينَ ُه ت ُْر مُ َ‬
‫اء َو ْج ِه ِه؛ َفا َّت ُقوا الن ََّار َو َل ْو بِ ِش ِّق تمَ ْ َر ٍة»‪[ .‬أخرجه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف اَل َي َرى إِ اَّل َما َقدَّ َم‪َ ،‬و َينْ ُظ ُر َبينْ َ َيدَ ْيه َف اَل َي َرى إِ اَّل الن ََّار ت ْل َق َ‬
‫البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب من نوقش احلساب عذب‪ ،‬ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة‪،‬‬
‫باب احلث عىل الصدقة‪.]..‬‬
‫(‪ )6‬يف (ل) و(ط) و(ج) و(ب)‪ :‬ترد‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (أ)‪ :‬مسريه‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ط)‪ :‬عدد‪ .‬وقد ورد يف احلوض أحاديث كثرية قد مجعها يف مكان واحد اإلمام مسلم يف صحيحه‪،‬‬
‫كتاب الفضائل‪ ،‬باب إثبات حوض نبينا ‪ ،G‬ويمكن مراجعة هذه األحاديث للوقوف عىل‬
‫وصف احلوض‪ ،‬وطوله وعرضه‪ ،‬ووصف مائه‪ ،‬ووصف الورود عليه‪ ،‬وقد ألف مؤلفات خاصة يف‬
‫احلوض‪ ،‬ومنها‪ :‬احلوض والكوثر لبقي بن خملد‪.‬‬
‫(‪ )9‬يف (أ)‪ :‬و ُيسأل‪.‬‬
‫(‪ )10‬زيادة من (ل)‪ ،‬ويف (ط) و(ج) و(ب)‪ :‬كيف شاء اهلل‪.‬‬
‫(‪[ )11‬ج‪ .]233/‬أحاديث إثبات عذاب القرب ونعيمه‪ ،‬وفتنة القرب وسؤاله بلغت حد التواتر‪ ،‬وقد أوردها =‬
‫‪46‬‬

‫[‪ ]25‬واإليامن بشفاعة النبي ‪.(((H‬‬

‫[‪ ]26‬وبقو ٍم يخَ ُْر ُجون من النار بعدما احرتقوا وصاروا َف ْحماً ؛ ف ُي ْؤ َم ُر هبم إىل هنر‬
‫عىل باب اجلنة؛ كام جاء يف((( األثر‪ ،‬كيف شاء [اهلل](((‪ ،‬وكام شاء(((‪ ،‬إنام هو اإليامن به‬
‫والتصديق به‪.‬‬

‫خارج‪ ،‬مكتوب بني عينيه «كافر»‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫[‪ ]27‬واإليامن [بـ]((( ـأن املسيح الدجال‬
‫واألحاديث((( التي جاءت فيه‪ ،‬واإليامن بأن ذلك كائن(((‪.‬‬
‫[‪ ]28‬وأن عيسى ابن مريم ‪َ (((S‬ينِزل َف َي ْق ُت ُله بِ َب ِ‬
‫اب لدٍّ ‪.‬‬

‫=أئمة احلديث يف كتبهم‪ ،‬وضمن جماميعهم‪ ،‬وانظر طرفا من ذلك يف صحيح اإلمام البخاري‪ ،‬كتاب‬
‫اجلنائز‪ ،‬باب ما جاء يف عذاب القرب‪ ،‬وما بعدها من األبواب‪ ،‬وهكذا اإلمام مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‬
‫املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب استحباب التعوذ من عذاب القرب‪ ،‬وقد ألف مؤلفات عدة يف هذا‬
‫الباب من ذلك‪ :‬كتاب إثبات عذاب القرب للبيهقي‪.‬‬
‫ومما جاء يف إثبات الشفاعة للنبي ‪ G‬ما أورده اإلمام مسلم يف صحيحة‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب‬ ‫(‪)1‬‬
‫إثبات الشفاعة وإخراج املوحدين من النار‪ ،‬وقد ألف العلامء مؤلفات مستقلة يف الشفاعة‪ ،‬ومنها‪ :‬كتاب‬
‫الشفاعة للشيخ أيب عبد الرمحن مقبل بن هادي الوادعي‪.‬‬
‫(يف) ساقط من (ج) و(ب)‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫زيادة من (ل) و(ط)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫يف (ط) و(ب)‪ :‬يشاء‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫زيادة من (ب)‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫[ج‪.]234/‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫[ل‪ .]179/1/‬وقد جاءت األحاديث متواترة يف إثبات خروج الدجال‪ ،‬وأورد اإلمام البخاري أحاديثه‬ ‫(‪)7‬‬
‫يف صحيحه‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ذكر الدجال‪ ،‬ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب الفتن وأرشاط الساعة‪ ،‬باب‬
‫ذكر الدجال وصفته‪.‬‬
‫قوله (مريم) ساقط من (ط)‪ ،‬وقوله‪ )S( :‬ساقط من (ل)‪ .‬انظر أحاديث نزول عيسى بن مريم‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ S‬وقتله للدجال يف صحيح اإلمام البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب نزول عيسى ابن مريم‪،‬‬
‫وصحيح اإلمام مسلم‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب نزول عيسى ابن مريم‪...‬‬
‫‪47‬‬

‫[‪ ]29‬واإليامن قول وعمل‪.‬‬


‫[‪ ]30‬يزيد وينقص [أ‪ ]13/4/‬كام جاء يف اخلرب(((‪« :‬أكمل املؤمنني إيامنًا أحسنهم‬
‫خل ًقا»‪.‬‬
‫[‪ ]31‬ومن ترك الصالة فقد كفر‪.‬‬
‫[‪ ]32‬وليس من األعامل يشء((( تركه كفر إال الصالة‪ ،‬من تركها فهو كافر‪ ،‬وقد‬
‫أحل اهلل قتله(((‪.‬‬
‫[‪ ]33‬وخري هذه األمة بعد نبيها ‪ H‬أبو بكر الصديق‪ ،‬ثم عمر بن اخلطاب‪،‬‬
‫ثم عثامن بن عفان‪ ،‬و ُي َقدَّ ُم((( هؤالء الثالثة كام قدمهم أصحاب رسول اهلل ‪،H‬‬
‫مل خيتلفوا يف ذلك(((‪.‬‬
‫[‪ ]34‬ثم بعد هؤالء الثالثة أصحاب الشورى اخلمسة(((‪ :‬عيل بن أيب طالب‪،‬‬

‫(‪ )1‬يف (ط)‪ :‬األثر‪ .‬واحلديث أخرجه‪ :‬أبو داود يف سننه‪ ،‬كتاب السنة‪ ،‬باب الدليل عىل زيادة اإليامن ونقصانه‪،‬‬
‫والرتمذي يف جامعه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب ما جاء يف استكامل اإليامن وزيادته ونقصانه‪ ،‬وقال الرتمذي‬
‫ِ‬ ‫يسى‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫(وفيِ ا ْل َباب َع ْن َأبيِ ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬و َأن ِ‬
‫يح)‪.‬‬
‫يث َصح ٌ‬ ‫َس ْب ِن َمالك‪َ ،‬ق َال َأ ُبو ع َ‬ ‫عقبه‪َ :‬‬
‫(‪[ )2‬ط‪.]228/1/‬‬
‫(‪ )3‬يف (ج) و(ب)‪ :‬من الفقرة [‪ ]32‬وحتى الفقرة [‪ ]59‬أخر‪ .‬واألحاديث التي تدل عىل كفر تارك الصالة‪،‬‬
‫قد أوردها اإلمام مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب بيان إطالق اسم الكفر عىل من ترك الصالة‪،‬‬
‫الش ِك َوا ْل ُك ْف ِر‬
‫الر ُج ِل َو َبينْ َ رِّ ْ‬ ‫ول‪َ « :‬بينْ َ َّ‬ ‫ول اهللِ ‪َ H‬ي ُق ُ‬ ‫ول‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬ ‫عن َجابِ َر ْب َن َع ْب ِد اهللِ ‪َ L‬ي ُق ُ‬
‫الص اَل ِة»‪ .‬وانظر التفصيل يف حكم تارك الصالة كتاب الصالة للعالمة ابن القيم ‪.V‬‬ ‫ت َْر ُك َّ‬
‫(‪ )4‬يف (ل) و(ط) و(ج)‪ُ :‬ن َقدِّ م‪.‬‬
‫(‪ )5‬من هذه الفقرة موجود يف [ج ص‪ ]216‬إىل الفقرة [‪ .]36‬ومما يدل لذلك ما جاء يف حديث ا ْب ِن ُع َم َر‬
‫اب‪ُ ،‬ث َّم ُع ْثماَ َن‬‫َّاس فيِ َز َم ِن النَّبِ ِّي ‪H‬؛ َفن َُخيرِّ ُ َأ َبا َبك ٍْر‪ُ ،‬ث َّم ُع َم َر ْب َن الخْ َ َّط ِ‬
‫ُخيرِّ ُ َبينْ َ الن ِ‬‫‪َ L‬ق َال‪ُ « :‬كنَّا ن َ‬
‫ان ‪ .»M‬رواه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب املناقب‪ ،‬باب فضل أيب بكر بعد النبي ‪.H‬‬‫ا ْب َن َع َّف َ‬
‫(‪ )6‬يف (ل)‪ :‬اخلمس‪ ،‬ومكتوب يف بعض النسخ عىل الصواب‪( :‬اخلمسة)‪ ،‬كام بينه املحقق‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫[وطلحة](((‪ ،‬والزبري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وسعد [بن أيب وقاص](((‪[ ،‬و]((( كلهم‬
‫[يصلح]((( للخالفة‪ ،‬وكلهم إمام‪ ،‬ويذهب يف ذلك إىل((( حديث ابن عمر ‪:I‬‬
‫«كنا َن ُعدّ ‪-‬وروسول اهلل ‪َ -H‬ح ٌّي‪ ،‬وأصحابه متوافرون‪ :‬أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم‬
‫عثامن‪ ،‬ثم نسكت»‪.‬‬
‫[‪ ]35‬ثم من((( َب ْع ِد أصحاب الشورى‪ :‬أهل ٍ‬
‫بدر من املهاجرين‪ ،‬ثم أهل بدر من‬
‫األنصار‪ ،‬من أصحاب رسول اهلل ‪ H‬عىل قدر اهلجرة والسابقة‪ ،‬أولاً فأولاً ‪.‬‬
‫[‪ ]36‬ثم أفضل الناس بعد هؤالء‪ :‬أصحاب رسول اهلل ‪ H‬القرن((( الذي‬
‫ِ‬
‫ُبع َث فيهم‪ ،‬ك ُُّل َمن صحبه َسنَ ًة‪ ،‬أو ً‬
‫شهرا‪ ،‬أو يو ًما‪ ،‬أو ساعة‪ ،‬أو رآه [مؤمنًا به](((؛ فهو‬
‫من أصحابه‪ ،‬له [من]((( الصحبة عىل قدر ما صحبه‪[ ،‬ب‪ ]13/4/‬وكانت سابقته معه‪،‬‬
‫وسمع منه‪ ،‬ونظر إليه نظرة(‪.((1‬‬
‫[‪ ]37‬فأدناهم صحبة‪ :‬هو أفضل من القرن الذين مل يروه‪ ،‬ولو لقوا اهلل بجميع‬
‫األعامل‪ ،‬كان(‪ ((1‬هؤالء الذين صحبوا النبي ‪ H‬ورأوه وسمعوا منه ومن رآه‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ل) و(ط) إال أن يف (ط) و(ج) طلحة بعد الزبري‪.‬‬
‫(‪ )2‬زيادة من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيادة من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ل) و(ط) و(ج)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف (ل)‪ :‬ونذهب إىل‪ ،‬ويف (ط) و(ج)‪ :‬ونذهب يف ذلك إىل‪ .‬واحلديث أخرجه البخاري يف صحيحه‪،‬‬
‫كتاب املناقب‪ ،‬باب فضل أيب بكر بعد النبي ‪.H‬‬
‫(‪( )6‬من) ساقط من (ط)‪.‬‬
‫(‪[ )7‬ل‪.]180/1/‬‬
‫(‪ )8‬زيادة من [ش منهاج السنة ‪ ]383/8‬وجل هذه الفقرة موجود يف هذا املوضع منه‪.‬‬
‫(‪ )9‬زيادة من (ل) و(ط) و(ج)‪.‬‬
‫(‪( )10‬نظرة)‪ :‬ساقط من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )11‬يف (ط)‪ :‬كام‪ ،‬والصواب من (أ) و(ل) و(ج)‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫بعينه ‪-‬وآمن به‪ -‬ولو ساعة]((( أفضل ‪-‬لصحبتهم‪ (((-‬من التابعني‪ ،‬ولو عملوا كل‬
‫أعامل اخلري(((‪.‬‬
‫َولِ َي‬ ‫(((‬ ‫ِ‬
‫والفاجر‪[ ،‬ومن‬ ‫[‪ ]38‬والسمع والطاعة لألئمة‪ ،‬وأمري املؤمنني‪ :‬ال ِّ‬
‫رب‬
‫اخلالف َة‪ ،‬واجتمع((( الناس عليه(((‪ ،‬ورضوا به(((‪.‬‬
‫[‪ ]39‬ومن [خرج] عليهم بالسيف حتى صار خليف ًة‪ُ ،‬‬
‫وس ِّم َي((( أمري املؤمنني(‪.((1‬‬ ‫(((‬

‫رتك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والفاجر‪ -‬ال ُي ُ‬ ‫‪-‬الرب‬ ‫(‪((1‬‬ ‫ٍ‬
‫ماض مع األمراء إىل يوم القيامة ِّ‬ ‫[‪ ]40‬والغزو‬
‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ليس ألحد أن يطعن عليهم‪،‬‬ ‫[‪ ]41‬وقسمة الفيء‪ ،‬وإقامة احلدود إىل األئمة‬
‫وال ينازعهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ل) و(ط) و(ج)‪.‬‬


‫(‪ )2‬يف (ل) و(ط)‪ :‬بصحبته‪.‬‬
‫(‪ )3‬إىل هناية هذه الفقرة موجود يف [ج‪ .]217-216‬ومما يدل عىل فضل الصحابة عىل من بعدهم قول اهلل‬
‫تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ] [التوبة‪،]100:‬‬
‫ِ‬ ‫ويف حديث َع ْب ِد اهللِ بن مسعود ‪َ I‬ع ْن النَّبِ ِّي ‪َ H‬ق َال‪َ :‬‬
‫َّاس َق ْر يِن‪ُ ،‬ث َّم ا َّلذ َ‬
‫ين َي ُل هَ‬
‫ونُ ْم‪،‬‬ ‫«خ رْ ُي الن ِ‬
‫ف ت َْسبِ ُق َش َها َد ُة َأ َح ِد ِه ْم َي ِمينَ ُه َو َي ِمينُ ُه َش َها َد َت ُه»‪[ .‬أخرجه‬
‫ف ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم َخ ْل ٌ‬
‫ونُ ْم؛ ُث َّم َيتَخَ َّل ُ‬
‫ين َي ُل هَ‬
‫ِ‬
‫ُث َّم ا َّلذ َ‬
‫البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب ال يشهد عىل شهادة جور‪ ،..‬ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‬
‫الفضائل‪ ،‬باب فضل الصحابة ثم الذين يلوهنم‪.]..‬‬
‫(‪ )4‬يف (ط)‪ :‬ممِ َّن‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف (ل) و(ج)‪ :‬فاجتمع‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف [ش منهاج السنة ‪ :]529/1‬فأمجع عليه الناس‪.‬‬
‫(‪ )7‬هذه الفقرة وما بعدها جعلت آخر الرسالة يف [ب‪ ،]29‬وفيها‪ :‬ورضوه‪.‬‬
‫(‪ )8‬ساقط من (أ)‪ ،‬ويف (ل) و(ج) و(ب) و(ش منهاج السنة ‪ :)529/1‬ومن غلبهم‪ ،‬والزيادة من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )9‬يف (ب)‪ :‬و ُيسمى‪.‬‬
‫(‪ )10‬من الفقرة [‪ ]36‬قوله‪ :‬ومن رآه بعينه‪ ،‬إىل هناية الفقرة [‪ ]38‬موجود بنصه [ش منهاج السنة ‪.]529/1‬‬
‫(‪ )11‬يف (أ)‪ :‬األمري‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫[‪ ]42‬ودفع الصدقات إليهم جائزة‪[ ،‬و]((( نافذة‪[ ،‬و]((( من دفعها إليهم أجزأت‬
‫فاجرا(((‪.‬‬
‫عنه‪َ ،‬ب ًّرا كان أو ً‬
‫ف [كل]((( َم ْن َو ّاّل ُه((( جائز ٌة(((‪ ،‬تام ٌة ركعتني(((؛‬
‫وخ ْل َ‬
‫[‪ ]43‬وصالة اجلمعة َخ ْل َف ُه‪َ ،‬‬
‫(‪((1‬‬
‫من أعادها((( فهو مبتدع(((‪ ،‬تارك لآلثار‪ ،‬خمالف للسنة‪ ،‬ليس له من فضل اجلمعة‬
‫يشء‪ ،‬إذا مل ير الصالة خلف األئمة‪[ ،‬كائنني](‪ ((1‬من كانوا‪ِّ :‬برهم وفاجرهم؛ فالسنة‬
‫بأن(‪ ((1‬يصيل(‪ ((1‬معهم ركعتني‪َ [ ،‬من أعادمها فهو ُمبت َِدع](‪ ((1‬ويدين(‪[ ((1‬أ‪]14/5/‬‬
‫بأهنا تامة‪[ ،‬و](‪ ((1‬ال يكن(‪ ((1‬يف صدرك من ذلك(‪ ((1‬شك(‪.((1‬‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ل)‪ ،‬والفقرة إىل هنا موجودة يف [ش منهاج السنة ‪.]529/1‬‬
‫(‪ )2‬زيادة من (ط)‪.‬‬
‫(‪[ )3‬ل‪.]181/1/‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف (ل) و(ب)‪ُ :‬وليِّ َ ‪ ،‬ويف (ج)‪َ :‬وليِ َ ‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف (ب) زيادة‪ :‬إمامته‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (ط)‪ :‬ركعتان وهي أصح ألهنا صفة‪ ،‬وصفة املرفوع مرفوعة‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ل) و(ج) و(ب)‪( :‬أعادمها) والضمري راجع إىل الركعتني‪ ،‬وإذا قيل‪( :‬أعادها) فالضمري راجع‬
‫إىل الصالة‪.‬‬
‫(‪ )9‬مجلة‪( :‬من أعادها فهو مبتدع) موجود بنصه يف [ش جمموع الفتاوى ‪.]286/3‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من (ب)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )10‬يف (ط)‪ :‬مجعته‪.‬‬
‫(‪ )13‬يف (ل) و(ج) و(ب)‪ :‬أن تصيل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )12‬يف (ط)‪ :‬أن‪.‬‬
‫(‪ )14‬زيادة من (ل)‪ ،‬وكام قال حمققه‪ :‬هي زيادة من نسخة (هـ) و(ز)‪.‬‬
‫(‪ )15‬يف (ل) و(ج) و(ب)‪ :‬وتدين‪.‬‬
‫(‪ )16‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )17‬يف (ج)‪ :‬ال يكون‪.‬‬
‫(‪( )18‬من ذلك) ساقط من (ب)‪.‬‬
‫(‪[ )19‬ج‪ ،]241/‬وهذه الفقرة يف [ش الفتاوى الكربى ‪ ]475/2‬بمعناه‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫[‪ ]44‬ومن خرج عىل إمام من أئمة((( املسلمني ‪-‬وقد [كان الناس]((( اجتمعوا‬
‫عليه‪ ،‬وأقروا له باخلالفة(((‪ ،‬بأي وجه كان‪ :‬بالرضا‪ ،‬أو بالغلبة‪ -‬فقد شق هذا اخلارج‬
‫عصا املسلمني‪ ،‬وخالف اآلثار عن رسول اهلل ‪H‬؛ فإن مات اخلارج عليه مات‬
‫ِمي َت ًة جاهلي ًة‪.‬‬
‫[‪ ]45‬وال حيل قتال((( السلطان‪ ،‬وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل‬
‫ذلك؛ فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق(((‪.‬‬
‫[‪ ]46‬وقتال اللصوص واخلوارج جائز(((‪ ،‬إذا عرضوا للرجل يف نفسه‪ ،‬وماله؛‬
‫فله أن يقاتل عن نفسه‪ ،‬وماله‪ ،‬ويدفع عنها((( بكل ما يقدر(((‪.‬‬
‫[‪ ]47‬وليس له إذا فارقوه أو((( تركوه أن يطلبهم‪ ،‬وال يتبع(‪ ((1‬آثارهم‪ ،‬ليس‬
‫ألحد إال [لـ]ـإلمام(‪ ،((1‬أو ِ‬
‫والة املسلمني‪.‬‬
‫[‪ ]48‬إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك(‪ ،((1‬وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا‪.‬‬

‫(‪ )1‬ساقط من (ل)‪ ،‬وهي موجودة يف نسخة من نسخها‪ ،‬كام ذكر ذلك حمققه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف (أ)‪ :‬كانوا‪ ،‬والزيادة من (ل) و(ط)‪.‬‬
‫(‪[ )3‬ط‪.]229/1/‬‬
‫(‪ )4‬يف (ط)‪ :‬قتل‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف (ج) و(ب)‪ :‬انتهت رواية عبدوس هبذه الفقرة‪ ،‬وما بعدها من الفقرات قدمت‪ .‬وكام بينت فإن يف (ج)‬
‫و(ب) تقديم وتأخري‪ ،‬ومجيع فقرات الرسالة موجودة لكنها عىل غري ترتيب نسخة (أ) و(ل) و(ط)‪.‬‬
‫(‪ )6‬هذه الكالم موجود يف (خ‪ )172/1‬بنصه‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (ط) و(ج) و(ب)‪ :‬عنهام‪.‬‬
‫(‪ )8‬هذه الفقرة وما بعدها أخرت يف (ب)‪ ،‬وصارت هي آخر الرسالة‪ ،‬عىل خالف ترتيب النسخ األخرى‪.‬‬
‫(‪ )9‬يف (ط)‪ :‬وتركوه‪.‬‬
‫(‪ )10‬يف (ج)‪ :‬أو يتبع‪ ،‬ويف (ب)‪ :‬وال يتتبع‪.‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من‪( :‬ل) و(ب)‪.‬‬
‫(‪( )12‬ذلك) ساقط من (ب)‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫[‪ ]49‬فإن مات عىل يديه((( يف دفعه عن نفسه يف املعركة((( فأبعد اهلل املقتول‪.‬‬
‫[‪ ]50‬وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال ‪-‬وهو يدفع عن نفسه‪ ،‬وماله‪ -‬رجوت له‬
‫الشهادة‪ ،‬كام جاء يف األحاديث(((‪.‬‬
‫[ت]((( بقتاله‪ ،‬ومل ت َْأ ُم ْر((( بقتله‪،‬‬
‫[‪ ]51‬ومجيع اآلثار يف هذا‪[ :‬ب‪ ]14/5/‬إنام َأ َم َر ْ‬
‫وال اتباعه(((‪.‬‬
‫[‪ ]52‬وال جيهز((( عليه إن((( ِصرُ َع‪ْ ،‬أو َ‬
‫كان َج ِر ًحيا(((‪.‬‬
‫أسريا فليس له أن يقتله‪ ،‬وال [أن](‪ ((1‬يقيم عليه احلد‪ ،‬ولكن‬ ‫[‪ ]53‬وإن أخذه ً‬
‫يرفع أمره إىل َمن َولاّ ُه اهلل؛ َف َي ْحكُم(‪ ((1‬فِيه(‪.((1‬‬
‫[‪ ]54‬وال نش�هد(‪ ((1‬على [أحد من](‪ ((1‬أه�ل القبلة بعمل يعمل�ه بجنة وال نار‪،‬‬

‫(‪ )1‬ساقط من مجيع نسخ (ل)‪ ،‬وفيها‪ :‬فإن أتى عليه‪ ،‬ويف (ط من نسخة ل) ويف (ج) و(ب)‪ :‬فإن أتى عىل‬
‫بدنه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف (ط)‪ :‬باملعركة‪.‬‬
‫(‪[ )3‬ج‪.]240/‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف (أ) و(ل) و(خ)‪ :‬تؤمر‪ ،‬ويف (ج) و(ب)‪ُ :‬يؤمر‪.‬‬
‫(‪ )6‬من الفقرة [‪ ]45‬وحتى هناية الفقرة [‪ ]50‬موجودة يف [خ‪.]174/1/‬‬
‫(‪ )7‬ساقط من مجيع نسخ (ل) وفيها‪( :‬جييز)‪ ،‬قال حمققه‪ :‬ولعل الصحيح‪( :‬جيهز)‪ ،‬وال شك أن هذا هو‬
‫الصواب‪ ،‬وذلك ما هو موجود يف نسخة (أ)‪ ،‬و(ط) و(ج) و(ب) و(خ)‪.‬‬
‫(‪[ )8‬ل‪.]182/1/‬‬
‫حيا‪.‬‬
‫حيا‪ ،‬ويف (ج)‪ :‬وإن كان جر ً‬‫(‪ )9‬يف (ب)‪ :‬طر ً‬
‫(‪ )10‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ )11‬الفقرة [‪ ]52 ،51‬موجود بنصه يف [خ‪.]173/1‬‬
‫كبريا‪.‬‬
‫وتأخريا ً‬
‫ً‬ ‫(‪ )12‬يف (ج) بعد هذه الفقرة فقرة [‪ ،]37‬وهذا مما يدل أن ثم تقديماً‬
‫(‪ )13‬يف (ل)‪ :‬وال يشهد‪.‬‬
‫(‪ )14‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫نرجو للصالح‪ ،‬ونخاف عليه(((‪ ،‬ونخاف عىل امليسء املذنب ونرجو((( له رمحة اهلل(((‪.‬‬
‫[‪ ]55‬و َمن َل ِق َي اهللَ بِ َذن ٍ‬
‫ْب يجَ ِ ُ‬
‫ب((( َل ُه [به]((( الن ََّار تائ ًبا غري مُصرِّ عليه فإن اهلل‬
‫[‪ (((]D‬يتوب عليه‪ ،‬و[اهلل]((( يقبل التوبة عن عباده‪ ،‬ويعفو عن السيئات‪.‬‬
‫يم َع َل ْي ِه َحدُّ ذلك الذنب [يف الدنيا]((( فهو كفارته؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[‪[ ]56‬و] َم ْن َلق َي ُه َو َقدْ ُأق َ‬
‫(((‬

‫كام جاء يف(‪ ((1‬اخلرب عن رسول اهلل ‪.H‬‬


‫(‪((1‬‬
‫ب‬ ‫(‪((1‬‬
‫تائب من الذنوب التي [قد] ت ُْست َْو َج ُ‬ ‫[‪ ]57‬ومن لقيـ[ـه](‪ُ ((1‬م ًرصا غري ٍ‬

‫هبا العقوب ُة؛ َف َأ ْم ُر ُه إىل اهلل [‪ ،((1(]D‬إن شاء َع َّذ َب ُه‪ ،‬وإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه(‪.((1‬‬
‫[‪َ ]58‬و َم ْن َل ِق َي ُه ِمن(‪ ((1‬كافِ ٍر َع َّذ َب ُه‪َ ،‬ولمَْ َي ْغ ِف ْر َل ُه(‪.((1‬‬
‫الر ْج ُم َح ٌّق َعلىَ َمن َزنَا َو َقدْ ُأ ْح ِص َن‪ ،‬إِ َذا ا ْعترَ َ َ‬
‫ف(‪ ،((1‬أو قامت عليه بينة‪،‬‬ ‫[‪َ ]59‬و َّ‬

‫(‪ )1‬يف (ل)‪ :‬يرجو‪ ..‬وخياف عليه‪ ،‬ويف (أ) عليهم‪ ،‬وما أثبته من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف (ل)‪ :‬وخياف‪ ..‬ويرجو‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذه الفقرة قدمت يف (ج) و(ب)‪ ،‬وفيهام قال‪ :‬وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة‬
‫وال نار‪ ،‬نرجو للصالح‪ ،‬ونخاف عىل امليسء املذنب‪ ،‬ونرجو له رمحة اهلل‪.‬‬
‫(‪ )5‬زيادة من (ط) و(ج)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )4‬يف (ط) و(ج) و(ب)‪ :‬جتب‪.‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من (ل) نسخة‪ :‬ط‪ ،‬ومن (ط)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )6‬زيادة من (ل) و(ب)‪.‬‬
‫(‪ )9‬زيادة من (ط) و(ب)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )8‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )11‬زيادة من (ط)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪( )10‬يف) ساقط من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )13‬يف (ل) و(ط) و(ج)‪ :‬استوجب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )12‬زيادة من (ط) و(ج) و(ب)‪.‬‬
‫(‪ )14‬زيادة من (ل)‪ ،‬ويف (ط)‪ :‬إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪[ )15‬ج‪ ]238/‬وتداخلت الفقرتان [‪ ]56-55‬يف (ب)‪ ،‬وفيها‪ :‬ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك يف الدنيا‬
‫من الذنوب التي قد استوجب هبا العقوبة فأمره إىل اهلل‪ ،‬إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء غفر له‪.‬‬
‫كافرا‪.‬‬
‫(‪ )16‬يف (ل) و(ط)‪ :‬ومن لقيه ً‬
‫(‪ )17‬هذه الفقرة ساقط من (ب)‪ ،‬ثم يف (ج) بعد هذه الفقرة‪ ،‬فقرة [‪]68‬؛ ففيها تقديم وتأخري كثري‪.‬‬
‫(‪ )18‬يف (ل)‪ :‬اعرتاف‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫[و]((( قد رجم رسول اهلل صىل اهلل [أ‪ ]15/6/‬عليه وسلم‪ ،‬و[قد رمجت]((( األئم ُة‬
‫الراشدون(((‪.‬‬
‫ص [أحدً ا]((( ِمن أصحاب رسول اهلل ‪ ،H‬أو أبغضه‬ ‫[‪َ ]60‬و َم ِن ا ْن َت َق َ‬
‫حلدث [كان]((( ِمنْ ُه‪ ،‬أو َذك ََر مساويه(((‪ ،‬كان مبتد ًعا‪ ،‬حتى يرتحم عليهم مجي ًعا‪ ،‬ويكون‬ ‫ٍ‬

‫قلبه هلم سليماً ‪.‬‬


‫[‪ ]61‬والنفاق هو الكفر‪ :‬أن يكفر باهلل‪ ،‬ويعبد غريه‪ ،‬ويظهر اإلسالم يف العالنية‪،‬‬
‫مثل املنافقني الذين كانوا عىل عهد رسول اهلل ‪.H‬‬
‫(((‬
‫[‪[ ]62‬وهذه األحاديث التي جاءت](((‪« :‬ثالث من كن فيه فهو منافق» [هذا]‬
‫عىل التغليظ‪ ،‬نروهيا كام جاءت‪ ،‬وال نفرسها‪.‬‬
‫ضالل يضرب بعضكم رقاب بعض»(((‪.‬‬
‫اً‬ ‫[‪ ]63‬وقوله‪« :‬ال ترجعوا بعدي كفا ًرا‬

‫زيادة من (ل) و(ط) و(ج)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫زيادة من (ل)‪ ،‬ويف (ط)‪ :‬ورمجت‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫هذه الفقرة قدمت يف [ج‪ ]237/‬و(ب‪ ،)28/‬وهي موجودة فيهام مع تقديم وتأخري‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫يف (أ)‪ :‬أحدٌ ‪ ،‬وهو تصحيف‪ ،‬وما ُأثبته فمن (ل)‪ ،‬وهو الصواب‪ ،‬ويف (ط)‪ :‬واحدً ا‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫زيادة (ل)‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫يف (ل)‪ :‬مساوئه‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫زيادة من (ل)‪ ،‬من نسخة (هـ)‪[ ،‬ل‪ ،]183/1/‬ويف أحد نسخها‪( :‬وقوله ‪ ،)H‬وكذلك يف (ط)‬ ‫(‪)7‬‬
‫و(ج)‪.‬‬
‫(‪ )8‬زيادة من (ل) و(ط)‪ .‬واحلديث أخرجه أمحد يف املسند‪ ،‬ح(‪ )10504‬عن عبد اهلل بن مسعود ‪ I‬عن‬
‫ث‬ ‫‪-‬وإِ ْن َصا َم َو َص ىَّل َو َز َع َم َأ َّن ُه ُم ْسلِ ٌم‪َ :-‬م ْن إِ َذا َحدَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ث َم ْن ك َُّن فيه َف ُه َو ُمنَاف ٌق َ‬ ‫النبي ‪ G‬قال‪َ « :‬ث اَل ٌ‬
‫ان»‪ ،‬ورواه النسائي يف سننه‪ :‬كتاب اإليامن ورشائعه‪ ،‬باب عالمة‬ ‫ف‪َ ،‬وإِ َذا اؤتمُ ِ َن َخ َ‬ ‫ك ََذ َب‪َ ،‬وإِ َذا َو َعدَ َأ ْخ َل َ‬
‫ان‪َ ،‬وإِ َذا َو َعدَ َأ ْخ َل َ‬
‫ف؛ َف َم ْن‬ ‫ث ك ََذ َب‪َ ،‬وإِ َذا اؤْ تمُ ِ َن َخ َ‬ ‫ث َم ْن ك َُّن فِ ِيه َف ُه َو ُمنَافِ ٌق؛ إِ َذا َحدَّ َ‬ ‫املنافق بلفظ‪َ « :‬ث اَل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫كَان ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫تك ََها»‪.‬‬‫َت فيه َواحدَ ٌة من ُْه َّن مَل ْ َتز َْل فيه َخ ْص َل ٌة م ْن النِّ َفاق َحتَّى َي رْ ُ‬
‫(‪ )9‬احلديث أخرجه البخاري يف صحيحه يف مواضع متعددة‪ ،‬ومنها كتاب العلم‪ ،‬باب اإلنصات للعلامء‪= ،‬‬
‫‪55‬‬

‫[‪ ]64‬ومثل‪« :‬إذا التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل((( واملقتول يف النار»(((‪.‬‬


‫[‪ ]65‬ومثل‪« :‬سباب املسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر»(((‪.‬‬
‫[‪ ]66‬ومثل‪« :‬من قال ألخيه‪ :‬يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما»(((‪.‬‬
‫ب َوإِ ْن َد َّق»‪.‬‬ ‫[‪ ]67‬ومثل‪« :‬كفر باهلل((( [تعاىل]((( تربؤ((( ِمن ن ََس ٍ‬
‫[‪ ]68‬ونحو هذه األحاديث((( مما قد َص َّح َو ُح ِف َظ‪َ ،‬فإِنَّا((( ن َُس ِّل ُم َل ُه(‪ ،((1‬وإن مل‬
‫(‪((1‬‬
‫َن ْع َل ْم(‪ ((1‬تفسريه(‪[ ((1‬ب‪ ،]15/6/‬وال نتكلم فيه‪ ،‬وال نجادل فيه(‪ ،((1‬وال نفرس‬

‫=ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب بيان معنى قول النبي ‪« :H‬ال ترجعوا بعدي‬
‫كفارا‪.»...‬‬
‫ً‬
‫(‪[ )1‬ج‪.]236/‬‬

‫(‪[ )2‬ل‪[ ،]184/1/‬ب‪ .]28/‬واحلديث أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب [ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ]‪ ،‬ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب إذا تواجه املسلامن بسيفيهام‪.‬‬
‫(‪ )3‬احلديث أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب خوف املؤمن من أن حيبط عمله‪ ،‬ومسلم يف‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب بيان قول النبي ‪« :G‬سباب املسلم‪.»..‬‬
‫(‪ )4‬احلديث أخرجه البخاري يف صحيحه يف مواضع‪ ،‬منها كتاب األدب‪ ،‬باب من كفر أخاه بغري تأويل‪،‬‬
‫ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب بيان حال إيامن من قال ألخيه يا كافر‪.‬‬
‫(‪[ )5‬ط‪ ،]230/1/‬وفيه‪ :‬كفر باهلل َم ْن تربأ‪.‬‬
‫(‪ )6‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (أ)‪ :‬تربئ‪ ،‬والصواب من (ل) و(ج)‪ ،‬ويف (ب)‪ :‬متربأ‪ .‬واحلديث أخرجه اإلمام يف مسنده‪،‬‬
‫ح(‪ ،)6723‬من مسند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وابن ماجه يف سننه‪ ،‬كتاب الفرائض‪ ،‬باب من‬
‫أنكر ولده‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف (ل)‪ :‬ونحوه من األحاديث‪.‬‬
‫(‪[ )10‬ج‪.]237/‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )9‬يف (ب)‪ :‬وإنا‪.‬‬
‫(‪ )11‬يف (ل)‪ :‬يعلم‪.‬‬
‫(‪ )12‬ما أثبته من (ط)‪ ،‬ويف (أ) و(ل) و(ج) و(ب)‪ :‬تفسريها‪.‬‬
‫(‪( )13‬فيه) ساقط من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )14‬يف (ل)‪ :‬وال يتكلم‪ ..‬وال جيادل‪ ..‬وال يفرس‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫هذه األحاديث إال [بـ]((( ـمثل ما جاءت‪[ ،‬و]((( ال نردها إال بأحق((( منها‪.‬‬
‫(((‬
‫[‪[ ]69‬قال‪ :‬ومن اإليامن‪ :‬االعتقاد بأن]((( اجلنة والنار خملوقتان‪[ ،‬قد ُخ ِل َقتَا]‬
‫(((‬
‫كام جاء عن رسول اهلل ‪« :H‬دخلت اجلنة فرأيت قص ًرا»(((‪ ،‬و«[دخلت فـ]‬
‫ـ ــرأيت [فيها]((( الكوثر»(((‪ ،‬و«اطلعت يف اجلنة؛ فرأيت أكثر(‪ ((1‬أهلها كذا»(‪،((1‬‬
‫و«اطلعت يف النار؛ فرأيت [أكثر أهلها النساء» و«اطلعت يف النار(‪ ((1‬فرأيت](‪ ((1‬كذا‬
‫و[رأيت](‪ ((1‬كذا»؛ فمن زعم أهنام مل تخُْ َل َقا(‪ ((1‬فهو مك َِّذب بِا ْل ُقر ِ‬
‫آن وأحاديث رسول اهلل‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٌ‬
‫‪ ،H‬وال(‪ ((1‬أحسبه يؤمن باجلنة والنار‪.‬‬

‫(‪ )1‬زيادة من (ل) و(ط) و(ب)‪.‬‬


‫(‪ )2‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف (ط)‪ :‬بأجود‪ ،‬وكذلك يف نسخة من نسخ (ل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬زيادة من (ج) و(ب)‪ ،‬ويف (أ) و(ل) و(ط)‪ :‬واجلنة والنار خملوقتان‪.‬‬
‫(‪ )5‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬احلديث أخرجه اإلمام يف مسند ‪-‬وهو من ثالثياته‪ -‬عن حييى عن محيد عن أنس‪ ،‬ح(‪.)12369‬‬
‫(‪ )7‬زيادة من (ج)‪.‬‬
‫(‪ )8‬زيادة من (ب)‪.‬‬
‫(‪ )9‬احلديث مل أجده هبذا اللفظ‪ ،‬وقد أخرج البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب يف احلوض‪ ،‬بلفظ‪:‬‬
‫ت‪َ :‬ما َه َذا َيا ِج رْ ِب ُ‬
‫يل؟ َق َال‪َ :‬ه َذا ا ْلك َْو َث ُر‬ ‫اجلن َِّة إِ َذا َأنَا بِنَه ٍر حا َفتَاه ِقباب الدُّ ر ا ُملجو ِ‬
‫ف! ُق ْل ُ‬ ‫« َب ْين اََم َأنَا َأ ِس ُري يِف َ‬
‫ِّ َ َّ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬
‫ك؛ َفإِ َذا طِينُ ُه َأ ْو طِي ُب ُه ِم ْس ٌ‬
‫ك َأ ْذ َف ُر»‪.‬‬ ‫ا َّل ِذي َأ ْع َط َ‬
‫اك َر ُّب َ‬
‫(‪ )10‬أكثر‪ :‬ساقط من (ل)‪.‬‬
‫كثريا‪ ،‬ومن ذلك ما‬ ‫(‪ )11‬قوله‪« :‬واطلعت يف اجلنة‪ ..‬الخ» ساقط من (ج)‪ .‬واحلديث هبذا اللفظ قد جاء ً‬
‫أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب ما جاء يف صفة اجلنة والنار‪ ،‬ومسلم يف صحيحه‪،‬‬
‫كتاب الذكر والدعاء‪ ،..‬باب أكثر أهل اجلنة‪.‬‬
‫(‪[ )12‬ج‪.]239/‬‬
‫(‪ )13‬ما بني القوسني زيادة من (ط)‪.‬‬
‫(‪ )14‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )15‬يف (ب)‪ :‬خيلقا‪.‬‬
‫(‪[ )16‬ب‪.]29/‬‬
‫‪57‬‬

‫ِ‬
‫القبلة ُم َو ِّحدً ا ُي َصىل((( عليه‪َ ،‬و ُيس َت ْغ َف ُر َل ُه‪،‬‬ ‫��ات ِم ْن َأ ْه ِ‬
‫��ل‬ ‫[‪َ ]70‬و َم�� ْن َم َ‬
‫صغريا كان أو‬ ‫ً‬ ‫االستِ ْغ َف ُار‪َ ،‬وال يرتك((( الصالة عليه((( لذنب أذنبه‪،‬‬ ‫ب َعنْ ُه ْ‬
‫(((‬
‫وال يحُ ْ َج ُ‬
‫كبريا‪[ ،‬و]((( [ ُن َف ِّو ُض]((( َأ ْم َر ُه إِىل اهلل [‪.(((]D‬‬ ‫ً‬
‫تسليما‬
‫ً‬ ‫آخر الرسالة واحلمد هلل وحده وصلواته على حممد وآله وسلم‬
‫سمع مجيع الرسالة من لفظ الشيخ اإلمام أيب عبد اهلل حييى بن أيب عيل احلسن بن أمحد بن البنا‬
‫بروايته عن والده الشيخ اإلمام املهذب أبو املظفر عبد امللك بن عيل ابن حممد اهلمداين‪ ،‬وقال هبا أدين اهلل‬
‫وسمعها كاتبها صاحب النسخة‪ ،‬وكاتبها عبد الرمحن بن هبة اهلل بن املعراض احلراين‬
‫وذلك يف أواخر ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة‬
‫‪-‬احلمد هلل‪-‬‬

‫سمعها من لفظي ولدي أبو بكر عبد اهلل‬


‫وأخوه بدر الدين حسن‬
‫وأمه بلبل بنت عبد اهلل‬
‫وبعضه عبد اهلادي‬
‫وصح ذلك يوم االثنني سابع عرشين شهر مجادى األوىل سنة سبع وتسعني‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف (أ)‪ :‬فيصىل‪ ،‬ويف (ج) و(ب)‪ :‬نصيل عليه‪ ،‬ونستغفر له‪.‬‬
‫(‪[ )2‬ل‪ ،]185/1/‬ويف (ج)‪ :‬وال نحجب‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف (ط) و(ج) و(ب)‪ :‬نرتك‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬وال تُترْ َ ُك الصالة عليه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط من (ل)‪ :‬وال حيجب عنه االستغفار‪ ،‬وفيه ً‬
‫(‪ )6‬زيادة من (ب)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )5‬زيادة من (ل)‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف (أ)‪ :‬تعاىل‪ ،‬والزيادة من (ل) و(ط) و(ج)‪ ،‬وهنا آخر الرسالة يف مجيع النسخ‪ ،‬ما عدا نسختي‪:‬‬
‫كثريا‪ ،‬وبعد هذا يف (ج) و(ب) فقرة [‪ ،]45‬هذا آخر الرسالة‪ ،‬واهلل‬ ‫وتأخريا ً‬
‫ً‬ ‫(ج) و(ب) فإن فيهام تقديماً‬
‫أسأل القبول‪.‬‬
‫جمردًا ‪-‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫‪60‬‬

‫منت أصول السنة‬

‫‪#‬‬

‫حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال‪ :‬أخربنا والدي أبو‬
‫عيل احلسن بن عمر بن البنا قال‪ :‬أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان‬
‫املعدِّ ل قال‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك‪ ،‬حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب‬
‫أبو العنرب قراءة عليه من كتابه‪ ،‬يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني‪،‬‬
‫قال حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري البرصي بِتِنِّيس‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن‬
‫مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل ‪ I‬يقول‪:‬‬
‫[‪ ]1‬أصول السنة عندنا‪ :‬التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ‪،H‬‬
‫واالقتداء هبم‪.‬‬
‫ُ‬
‫وترك البدع‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬
‫ٍ‬
‫بدعة فهي ضالل ٌة‪.‬‬ ‫[‪ُّ ]3‬‬
‫وكل‬
‫[‪ ]4‬وترك اخلصومات يف الدين‪ ،‬وترك اجللوس مع أصحاب األهواء‪ ،‬وترك املراء واجلدال‪.‬‬
‫[‪ ]5‬والسنة عندنا آثار رسول اهلل ‪.H‬‬
‫[‪ ]6‬والسنة تفرس القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]7‬وهي دالئل القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]8‬وليس يف السنة قياس‪ ،‬وال ترضب هلا األمثال‪ ،‬وال تدرك بالعقول وال األهواء‪.‬‬
‫[‪ ]9‬وإنام هو االتباع‪ ،‬وترك اهلوى‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫[‪ ]10‬ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة ومل يقبلها ويؤمن هبا مل يكن‬
‫من أهلها‪:‬‬
‫والتصديق باألحاديث فيه‪ ،‬واإليامن هبا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خريه ورشه‪،‬‬ ‫اإليامن بالقدر ِ‬
‫ُ‬ ‫[‪]11‬‬
‫ف؟ إنام هو التصديق‪ ،‬واإليامن هبا‪.‬‬ ‫ال يقال‪ :‬لمِ َ؟ وال َك ْي َ‬
‫حل ِديث‪ ،‬و َي ْب ُل ْغ ُه َع ْق ُله‪ ،‬فقد ك ُِف َي ذلك‪ ،‬و ُأ ْح ِك َم له؛ فعليه‬ ‫ِ‬
‫[‪َ ]12‬ومن مل يعرف َت ْفسري ا َ‬
‫اإليامن به‪ ،‬والتسليم له‪ ،‬مثل حديث الصادق املصدوق‪ ،‬ومثل ما كان مثله يف القضاء والقدر‪،‬‬
‫ومثل أحاديث الرؤية كلها‪ْ ،‬‬
‫وإن َن َّبت عن األسامع‪ ،‬واستوحش منها املستمع‪ ،‬وإنام عليه‬
‫اإليامن هبا‪ ،‬وأن ال يرد منها حر ًفا واحدً ا‪ ،‬وغريها من األحاديث املأثورات عن الثقات‪.‬‬
‫[‪ ]13‬وأن ال خياصم أحدً ا‪ ،‬وال يناظره‪ ،‬وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف القدر‪،‬‬
‫والرؤية‪ ،‬والقرآن‪ ،‬وغريها من السنن مكروه‪ ،‬ومنهي عنه‪.‬‬
‫السن َِّة َحتَّى َيدَ َع‬
‫السنَّ َة‪ -‬من أهل ُّ‬
‫[‪ ]14‬وال يكون صاحبه ‪-‬وإن أصاب بكالمه ُّ‬
‫ِ‬
‫اجلدَ َال‪ ،‬و ُيس ِّلم‪ ،‬ويؤمن باآلثار‪.‬‬
‫[‪ ]15‬والقرآن كالم اهلل‪ ،‬وليس بمخلوق‪ ،‬وال يضعف أن يقول‪ :‬القرآن ليس‬
‫بمخلوق؛ قال‪ :‬فإن كالم اهلل ليس ببائن منه‪ ،‬وليس منه يشء خملوق‪.‬‬
‫[‪ ]16‬وإياك ومناظرة من أحدث فيه‪.‬‬
‫ظ َو َغ ْي ِر ِه‪.‬‬
‫[‪ ]17‬ومن َق َال بِال َّل ْف ِ‬
‫َ ْ‬
‫ف فِ ِيه فقال ال أدري! أخملوق أو ليس بمخلوق؟ وإنام هو كالم اهلل؛ فهو‬ ‫[‪َ ]18‬و َم ْن َو َق َ‬
‫بدعة‪ِ ،‬م ْثل َم ْن َق َال‪ :‬هو خملوق‪ ،‬وإنام هو كالم اهلل وليس بمخلوق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صاحب‬
‫[‪ ]19‬واإليامن بالرؤية يوم القيامة؛ كام ُر ِو َي عن النَّبِ ِّي ‪ H‬يف األحاديث الصحاح‪.‬‬
‫[‪ ]20‬وأن النبي ‪ H‬قد رأى ربه؛ فإنه مأثور ‪-‬عن رسول اهلل ‪-H‬‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة عن ابن‬
‫ان عن ابن َع ّب ٍ‬
‫اس‪.‬‬ ‫هر َ‬ ‫ِ‬ ‫عباس‪ ،‬ورواه عيل بن ٍ‬
‫ٍ‬
‫يوسف بن م َ‬
‫َ‬ ‫زيد عن‬ ‫ُّ ُ‬
‫واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ‪ ،H‬والكالم فيه بدعة‪،‬‬
‫ولكن نؤمن به كام جاء عىل ظاهره‪ ،‬وال يناظر فيه أحدً ا‪.‬‬
‫[‪ ]21‬واإليامن بامليزان يوم القيامة؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن‬
‫جناح بعوضة»‪ ،‬ويوزن العبد وأعامل العباد؛ كام جاء يف األثر‪ ،‬واإليامن به‪ ،‬والتصديق‬
‫ُ‬
‫وترك جمادلته‪.‬‬ ‫به‪ ،‬واإلعراض َع َّمن رد ذلك‪،‬‬
‫[‪ ]22‬وأن اهلل ‪ُ F‬يك ِّلم العباد يوم القيامة‪ ،‬ليس بينهم وبينه ترمجان‪ ،‬واإليامن‬
‫به والتصديق به‪.‬‬
‫حوضا يوم القيامة‪َ ،‬ي ِر ُد‬
‫ً‬ ‫[‪ ]23‬واإليامن باحلوض‪ ،‬وأن لرسول اهلل ‪H‬‬

‫عليه ُأ ّمتُه‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬مسرية شهر‪ ،‬آنيته كعدد نجوم السامء‪ ،‬عىل ما صحت به‬
‫األخبار من غري وجه‪.‬‬
‫[‪ ]24‬واإليامن بعذاب القرب‪ ،‬وأن هذه األمة تفتن يف قبورها‪ ،‬وت ُْس َأل عن اإليامن‬
‫َك ٌري‪ ،‬كيف شاء اهلل ‪ ،D‬وكيف أراد‪،‬‬ ‫واإلسالم‪ ،‬ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ‬
‫ُ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ‬
‫واإليامن به‪ ،‬والتصديق به‪.‬‬
‫[‪ ]25‬واإليامن بشفاعة النبي ‪.H‬‬
‫[‪ ]26‬وبقو ٍم يخَ ُْر ُجون من النار بعدما احرتقوا وصاروا َف ْحماً ؛ ف ُي ْؤ َم ُر هبم إىل هنر عىل‬
‫باب اجلنة؛ كام جاء يف األثر‪ ،‬كيف شاء اهلل‪ ،‬وكام شاء‪ ،‬إنام هو اإليامن به والتصديق به‪.‬‬
‫خارج‪ ،‬مكتوب بني عينيه «كافر»‪ ،‬واألحاديث‬
‫ٌ‬ ‫[‪ ]27‬واإليامن بأن املسيح الدجال‬
‫التي جاءت فيه‪ ،‬واإليامن بأن ذلك كائن‪.‬‬
‫[‪ ]28‬وأن عيسى ابن مريم ‪َ S‬ينِزل َف َي ْق ُت ُله بِ َب ِ‬
‫اب لدٍّ ‪.‬‬
‫[‪ ]29‬واإليامن قول وعمل‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫[‪ ]30‬يزيد وينقص كام جاء يف اخلرب‪« :‬أكمل املؤمنني إميا ًنا أحسنهم خل ًقا»‪.‬‬
‫[‪ ]31‬ومن ترك الصالة فقد كفر‪.‬‬
‫[‪ ]32‬وليس من األعامل يشء تركه كفر إال الصالة‪ ،‬من تركها فهو كافر‪ ،‬وقد‬
‫أحل اهلل قتله‪.‬‬
‫[‪ ]33‬وخري هذه األمة بعد نبيها ‪ H‬أبو بكر الصديق‪ ،‬ثم عمر بن اخلطاب‪،‬‬
‫ثم عثامن بن عفان‪ ،‬و ُي َقدَّ ُم هؤالء الثالثة كام قدمهم أصحاب رسول اهلل ‪ ،H‬مل‬
‫خيتلفوا يف ذلك‪.‬‬
‫[‪ ]34‬ثم بعد هؤالء الثالثة أصحاب الشورى اخلمسة‪ :‬عيل بن أيب طالب‪ ،‬وطلحة‪،‬‬
‫والزبري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وسعد بن أيب وقاص‪ ،‬وكلهم يصلح للخالفة‪ ،‬وكلهم‬
‫إمام‪ ،‬ويذهب يف ذلك إىل حديث ابن عمر ‪« :I‬كنا َن ُعدّ ‪-‬وروسول اهلل ‪-H‬‬
‫َح ٌّي‪ ،‬وأصحابه متوافرون‪ :‬أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم عثامن‪ ،‬ثم نسكت»‪.‬‬
‫[‪ ]35‬ثم من َب ْع ِد أصحاب الشورى‪ :‬أهل ٍ‬
‫بدر من املهاجرين‪ ،‬ثم أهل بدر من‬
‫األنصار‪ ،‬من أصحاب رسول اهلل ‪ H‬عىل قدر اهلجرة والسابقة‪ ،‬أولاً فأولاً ‪.‬‬
‫[‪ ]36‬ثم أفضل الناس بعد هؤالء‪ :‬أصحاب رسول اهلل ‪ H‬القرن الذي ُب ِع َث‬
‫فيهم‪ ،‬ك ُُّل َمن صحبه َسنَ ًة‪ ،‬أو ً‬
‫شهرا‪ ،‬أو يو ًما‪ ،‬أو ساعة‪ ،‬أو رآه مؤمنًا به؛ فهو من أصحابه‪ ،‬له‬
‫من الصحبة عىل قدر ما صحبه‪ ،‬وكانت سابقته معه‪ ،‬وسمع منه‪ ،‬ونظر إليه نظرة‪.‬‬
‫[‪ ]37‬فأدناهم صحبة‪ :‬هو أفضل من القرن الذين مل يروه‪ ،‬ولو لقوا اهلل بجميع‬
‫األعامل‪ ،‬كان هؤالء الذين صحبوا النبي ‪ H‬ورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه‬
‫‪-‬وآمن به‪ -‬ولو ساعة أفضل ‪-‬لصحبتهم‪ -‬من التابعني‪ ،‬ولو عملوا كل أعامل اخلري‪.‬‬
‫والفاجر‪ ،‬ومن َولِ َي اخلالف َة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫[‪ ]38‬والسمع والطاعة لألئمة‪ ،‬وأمري املؤمنني‪ :‬ال ِّ‬
‫رب‬
‫واجتمع الناس عليه‪ ،‬ورضوا به‪.‬‬
‫[‪ ]39‬ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خليف ًة‪ُ ،‬‬
‫وس ِّم َي أمري املؤمنني‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫رتك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والفاجر‪ -‬ال ُي ُ‬ ‫رب‬ ‫ٍ‬
‫ماض مع األمراء إىل يوم القيامة ‪-‬ال ِّ‬ ‫[‪ ]40‬والغزو‬
‫ماض‪ ،‬ليس ألحد أن يطعن عليهم‪،‬‬‫ٍ‬ ‫[‪ ]41‬وقسمة الفيء‪ ،‬وإقامة احلدود إىل األئمة‬
‫وال ينازعهم‪.‬‬
‫[‪ ]42‬ودفع الصدقات إليهم جائزة‪ ،‬ونافذة‪ ،‬ومن دفعها إليهم أجزأت عنه‪َ ،‬ب ًّرا‬
‫فاجرا‪.‬‬
‫كان أو ً‬
‫ف كل َم ْن َو ّاّل ُه جائزةٌ‪ ،‬تام ٌة ركعتني؛ من أعادها‬
‫وخ ْل َ‬
‫[‪ ]43‬وصالة اجلمعة َخ ْل َف ُه‪َ ،‬‬
‫فهو مبتدع‪ ،‬تارك لآلثار‪ ،‬خمالف للسنة‪ ،‬ليس له من فضل اجلمعة يشء‪ ،‬إذا مل ير الصالة‬
‫خلف األئمة‪ ،‬كائنني من كانوا‪ِّ :‬برهم وفاجرهم؛ فالسنة بأن يصيل معهم ركعتني‪َ ،‬من‬
‫أعادمها فهو ُمبت َِدع ويدين بأهنا تامة‪ ،‬وال يكن يف صدرك من ذلك شك‪.‬‬
‫[‪ ]44‬ومن خرج عىل إمام من أئمة املسلمني ‪-‬وقد كان الناس اجتمعوا عليه‪ ،‬وأقروا‬
‫له باخلالفة‪ ،‬بأي وجه كان‪ :‬بالرضا‪ ،‬أو بالغلبة‪ -‬فقد شق هذا اخلارج عصا املسلمني‪،‬‬
‫وخالف اآلثار عن رسول اهلل ‪H‬؛ فإن مات اخلارج عليه مات ِمي َت ًة جاهلي ًة‪.‬‬
‫[‪ ]45‬وال حيل قتال السلطان‪ ،‬وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل ذلك؛‬
‫فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق‪.‬‬
‫[‪ ]46‬وقتال اللصوص واخلوارج جائز‪ ،‬إذا عرضوا للرجل يف نفسه‪ ،‬وماله؛ فله‬
‫أن يقاتل عن نفسه‪ ،‬وماله‪ ،‬ويدفع عنها بكل ما يقدر‪.‬‬
‫[‪ ]47‬وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم‪ ،‬وال يتبع آثارهم‪ ،‬ليس ألحد إال‬
‫لإلمام‪ ،‬أو ِ‬
‫والة املسلمني‪.‬‬
‫[‪ ]48‬إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك‪ ،‬وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا‪.‬‬
‫[‪ ]49‬فإن مات عىل يديه يف دفعه عن نفسه يف املعركة فأبعد اهلل املقتول‪.‬‬
‫[‪ ]50‬وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال ‪-‬وهو يدفع عن نفسه‪ ،‬وماله‪ -‬رجوت له‬
‫الشهادة‪ ،‬كام جاء يف األحاديث‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫[‪ ]51‬ومجيع اآلثار يف هذا‪ :‬إنام َأ َم َر ْت بقتاله‪ ،‬ومل ت َْأ ُم ْر بقتله‪ ،‬وال اتباعه‪.‬‬
‫كان َج ِر ً‬
‫حيا‪.‬‬ ‫[‪ ]52‬وال جيهز عليه إن صرُ ِ َع‪ْ ،‬أو َ‬
‫[‪ ]53‬وإن أخذه ً‬
‫أسريا فليس له أن يقتله‪ ،‬وال أن يقيم عليه احلد‪ ،‬ولكن يرفع أمره‬
‫إىل َمن َولاّ ُه اهلل؛ َف َي ْحكُم فِيه‪.‬‬
‫[‪ ]54‬وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة وال نار‪ ،‬نرجو للصالح‪،‬‬
‫ونخاف عليه‪ ،‬ونخاف عىل امليسء املذنب ونرجو له رمحة اهلل‪.‬‬
‫[‪ ]55‬و َمن َل ِق َي اهللَ بِ َذن ٍ‬
‫ْب يجَ ِ ُ‬
‫ب َل ُه به الن ََّار تائ ًبا غري مُصرِّ عليه فإن اهلل ‪ D‬يتوب‬
‫عليه‪ ،‬واهلل يقبل التوبة عن عباده‪ ،‬ويعفو عن السيئات‪.‬‬
‫يم َع َل ْي ِه َحدُّ ذلك الذنب يف الدنيا فهو كفارته؛ كام جاء يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[‪ ]56‬و َم ْن َلق َي ُه َو َقدْ ُأق َ‬
‫اخلرب عن رسول اهلل ‪.H‬‬
‫ب هبا العقوب ُة؛ َف َأ ْم ُر ُه‬
‫تائب من الذنوب التي قد ت ُْست َْو َج ُ‬ ‫رصا غري ٍ‬ ‫[‪ ]57‬ومن لقيه ُم ًّ‬
‫إىل اهلل ‪ ،D‬إن شاء َع َّذ َب ُه‪ ،‬وإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه‪.‬‬
‫[‪َ ]58‬و َم ْن َل ِق َي ُه ِمن كافِ ٍر َع َّذ َب ُه‪َ ،‬ولمَ ْ َي ْغ ِف ْر َل ُه‪.‬‬
‫ف‪ ،‬أو قامت عليه بينة‪ ،‬وقد‬ ‫الر ْج ُم َح ٌّق َعلىَ َمن َزنَا َو َقدْ ُأ ْح ِص َن‪ ،‬إِ َذا ا ْعترَ َ َ‬ ‫[‪َ ]59‬و َّ‬
‫رجم رسول اهلل ‪ ،H‬وقد رمجت األئم ُة الراشدون‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ص أحدً ا ِمن أصحاب رسول اهلل ‪ ،H‬أو أبغضه‬
‫حلدث كان‬ ‫[‪َ ]60‬و َم ِن ا ْن َت َق َ‬
‫ِمنْ ُه‪ ،‬أو َذك ََر مساويه‪ ،‬كان مبتد ًعا‪ ،‬حتى يرتحم عليهم مجي ًعا‪ ،‬ويكون قلبه هلم سليماً ‪.‬‬
‫[‪ ]61‬والنفاق هو الكفر‪ :‬أن يكفر باهلل‪ ،‬ويعبد غريه‪ ،‬ويظهر اإلسالم يف العالنية‪،‬‬
‫مثل املنافقني الذين كانوا عىل عهد رسول اهلل ‪.H‬‬
‫[‪ ]62‬وهذه األحاديث التي جاءت‪« :‬ثالث من كن فيه فهو منافق» هذا عىل‬
‫التغليظ‪ ،‬نروهيا كام جاءت‪ ،‬وال نفرسها‪.‬‬
‫ضالل يضرب بعضكم رقاب بعض»‪.‬‬
‫اً‬ ‫[‪ ]63‬وقوله‪« :‬ال ترجعوا بعدي كفا ًرا‬
‫‪66‬‬

‫[‪ ]64‬ومثل‪« :‬إذا التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النار»‪.‬‬


‫[‪ ]65‬ومثل‪« :‬سباب املسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر»‪.‬‬
‫[‪ ]66‬ومثل‪« :‬من قال ألخيه‪ :‬يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما»‪.‬‬
‫ب َوإِ ْن َد َّق»‪.‬‬ ‫[‪ ]67‬ومثل‪« :‬كفر باهلل تعاىل تربؤ ِمن ن ََس ٍ‬
‫[‪ ]68‬ونحو هذه األحاديث مما قد َص َّح َو ُح ِف َظ‪َ ،‬فإِنَّا ن َُس ِّل ُم َل ُه‪ ،‬وإن مل َن ْع َل ْم تفسريه‪،‬‬
‫وال نتكلم فيه‪ ،‬وال نجادل فيه‪ ،‬وال نفرس هذه األحاديث إال بمثل ما جاءت‪ ،‬وال نردها‬
‫إال بأحق منها‪.‬‬
‫[‪ ]69‬قال‪ :‬ومن اإليامن‪ :‬االعتقاد بأن اجلنة والنار خملوقتان‪ ،‬قد ُخ ِل َقتَا كام جاء‬
‫عن رسول اهلل ‪« :H‬دخلت اجلنة فرأيت قص ًرا»‪ ،‬و«دخلت فرأيت فيها الكوثر»‪،‬‬
‫و«اطلعت يف اجلنة؛ فرأيت أكثر أهلها كذا»‪ ،‬و«اطلعت يف النار؛ فرأيت أكثر أهلها‬
‫النساء» و«اطلعت يف النار فرأيت كذا ورأيت كذا»؛ فمن زعم أهنام مل تخُ ْ َل َقا فهو ُمك َِّذ ٌب‬
‫آن وأحاديث رسول اهلل ‪ ،H‬وال أحسبه يؤمن باجلنة والنار‪.‬‬ ‫بِا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعنْ ُه‬ ‫ات م ْن َأ ْه ِل القبلة ُم َو ِّحدً ا ُي َصىل عليه‪َ ،‬و ُيس َت ْغ َف ُر َل ُه‪ ،‬وال يحُ ْ َج ُ‬
‫[‪َ ]70‬و َم ْن َم َ‬
‫كبريا‪ ،‬و ُن َف ِّو ُض َأ ْم َر ُه إِىل‬
‫صغريا كان أو ً‬ ‫ً‬ ‫االستِ ْغ َف ُار‪َ ،‬وال يرتك الصالة عليه لذنب أذنبه‪،‬‬ ‫ْ‬
‫اهلل ‪.D‬‬
‫تسليما‬
‫ً‬ ‫آخر الرسالة واحلمد هلل وحده وصلواته على حممد وآله وسلم‬
‫سمع مجيع الرسالة من لفظ الشيخ اإلمام أيب عبد اهلل حييى بن أيب عيل احلسن بن أمحد بن البنا‬
‫بروايته عن والده الشيخ اإلمام املهذب أبو املظفر عبد امللك بن عيل ابن حممد اهلمداين‪ ،‬وقال هبا أدين اهلل‬
‫وسمعها كاتبها صاحب النسخة‪ ،‬وكاتبها عبد الرمحن بن هبة اهلل بن املعراض احلراين‬
‫وذلك يف أواخر ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة‬
‫‪-‬احلمد هلل‪-‬‬
‫‪ -‬مسط ًرا ‪-‬‬
‫‪68‬‬

‫منت أصول السنة‬

‫‪#‬‬

‫حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال‪ :‬أخربنا والدي أبو‬
‫عيل احلسن بن عمر بن البنا قال‪ :‬أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان‬
‫املعدِّ ل قال‪ :‬حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك‪ ،‬حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب‬
‫أبو العنرب قراءة عليه من كتابه‪ ،‬يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني‪،‬‬
‫قال حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري البرصي بِتِنِّيس‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عبدوس بن‬
‫مالك العطار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل ‪ I‬يقول‪:‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪69‬‬

‫[‪ ]1‬أصول السنة عندنا‪ :‬التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ‪،H‬‬
‫واالقتداء هبم‪.‬‬
‫ُ‬
‫وترك البدع‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬
‫ٍ‬
‫بدعة فهي ضالل ٌة‪.‬‬ ‫[‪ُّ ]3‬‬
‫وكل‬
‫[‪ ]4‬وترك اخلصومات يف الدين‪ ،‬وترك اجللوس مع أصحاب األهواء‪ ،‬وترك املراء‬
‫واجلدال‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪70‬‬

‫[‪ ]5‬والسنة عندنا آثار رسول اهلل ‪.H‬‬


‫[‪ ]6‬والسنة تفرس القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]7‬وهي دالئل القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]8‬ولي�س يف الس�نة قي�اس‪ ،‬وال تضرب هل�ا األمث�ال‪ ،‬وال ت�درك بالعق�ول وال‬
‫األهواء‪.‬‬
‫[‪ ]9‬وإنام هو االتباع‪ ،‬وترك اهلوى‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪71‬‬

‫[‪ ]10‬ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة ومل يقبلها ويؤمن هبا مل يكن‬
‫من أهلها‪:‬‬
‫والتصديق باألحاديث فيه‪ ،‬واإليامن هبا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خريه ورشه‪،‬‬‫اإليامن بالقدر ِ‬
‫ُ‬ ‫[‪]11‬‬
‫ف؟ إنام هو التصديق‪ ،‬واإليامن هبا‪.‬‬ ‫ال يقال‪ :‬لمِ َ؟ وال َك ْي َ‬
‫حل ِديث‪ ،‬و َي ْب ُل ْغ ُه َع ْق ُله‪ ،‬فقد ك ُِف َي ذلك‪ ،‬و ُأ ْح ِك َم له؛‬ ‫ِ‬
‫[‪َ ]12‬ومن مل يعرف َت ْفسري ا َ‬
‫فعليه اإليامن به‪ ،‬والتسليم له‪ ،‬مثل حديث الصادق املصدوق‪ ،‬ومثل ما كان مثله يف‬
‫القضاء والقدر‪ ،‬ومثل أحاديث الرؤية كلها‪ْ ،‬‬
‫وإن َن َّبت عن األسامع‪ ،‬واستوحش منها‬
‫املستمع‪ ،‬وإنام عليه اإليامن هبا‪ ،‬وأن ال يرد منها حر ًفا واحدً ا‪ ،‬وغريها من األحاديث‬
‫املأثورات عن الثقات‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪72‬‬

‫[‪ ]13‬وأن ال خياصم أحدً ا‪ ،‬وال يناظره‪ ،‬وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف القدر‪،‬‬
‫والرؤية‪ ،‬والقرآن‪ ،‬وغريها من السنن مكروه‪ ،‬ومنهي عنه‪.‬‬
‫السن َِّة َحتَّى َيدَ َع‬
‫السنَّ َة‪ -‬من أهل ُّ‬
‫[‪ ]14‬وال يكون صاحبه ‪-‬وإن أصاب بكالمه ُّ‬
‫ِ‬
‫اجلدَ َال‪ ،‬و ُيس ِّلم‪ ،‬ويؤمن باآلثار‪.‬‬
‫[‪ ]15‬والقرآن كالم اهلل‪ ،‬وليس بمخلوق‪ ،‬وال يضعف أن يقول‪ :‬القرآن ليس‬
‫بمخلوق؛ قال‪ :‬فإن كالم اهلل ليس ببائن منه‪ ،‬وليس منه يشء خملوق‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪73‬‬

‫[‪ ]16‬وإياك ومناظرة من أحدث فيه‪.‬‬


‫ظ َو َغ ْي ِر ِه‪.‬‬
‫[‪ ]17‬ومن َق َال بِال َّل ْف ِ‬
‫َ ْ‬
‫ف فِ ِيه فقال ال أدري! أخملوق أو ليس بمخلوق؟ وإنام هو كالم اهلل؛ فهو‬ ‫[‪َ ]18‬و َم ْن َو َق َ‬
‫بدعة‪ِ ،‬م ْثل َم ْن َق َال‪ :‬هو خملوق‪ ،‬وإنام هو كالم اهلل وليس بمخلوق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صاحب‬
‫[‪ ]19‬واإليامن بالرؤية يوم القيامة؛ كام ُر ِو َي عن النَّبِ ِّي ‪ H‬يف األحاديث‬
‫الصحاح‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪74‬‬

‫[‪ ]20‬وأن النبي ‪ H‬قد رأى ربه؛ فإنه مأثور ‪-‬عن رسول اهلل ‪-H‬‬
‫صحيح‪.‬‬
‫قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة عن ابن‬
‫ان عن ابن َع ّب ٍ‬
‫اس‪.‬‬ ‫هر َ‬ ‫ِ‬ ‫عباس‪ ،‬ورواه عيل بن ٍ‬
‫ٍ‬
‫يوسف بن م َ‬
‫َ‬ ‫زيد عن‬ ‫ُّ ُ‬

‫واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ‪ ،H‬والكالم فيه بدعة‪،‬‬
‫ولكن نؤمن به كام جاء عىل ظاهره‪ ،‬وال يناظر فيه أحدً ا‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪75‬‬

‫[‪ ]21‬واإليامن بامليزان يوم القيامة؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن‬
‫جناح بعوضة»‪ ،‬ويوزن العبد وأعامل العباد؛ كام جاء يف األثر‪ ،‬واإليامن به‪ ،‬والتصديق‬
‫ُ‬
‫وترك جمادلته‪.‬‬ ‫به‪ ،‬واإلعراض َع َّمن رد ذلك‪،‬‬

‫[‪ ]22‬وأن اهلل ‪ُ F‬يك ِّلم العباد يوم القيامة‪ ،‬ليس بينهم وبينه ترمجان‪ ،‬واإليامن‬
‫به والتصديق به‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪76‬‬

‫حوضا يوم القيامة‪َ ،‬ي ِر ُد‬


‫ً‬ ‫[‪ ]23‬واإليامن باحلوض‪ ،‬وأن لرسول اهلل ‪H‬‬

‫عليه ُأ ّمتُه‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬مسرية شهر‪ ،‬آنيته كعدد نجوم السامء‪ ،‬عىل ما صحت به‬
‫األخبار من غري وجه‪.‬‬
‫[‪ ]24‬واإليامن بعذاب القرب‪ ،‬وأن هذه األمة تفتن يف قبورها‪ ،‬وت ُْس َأل عن اإليامن‬
‫َك ٌري‪ ،‬كيف شاء اهلل ‪ ،D‬وكيف أراد‪،‬‬ ‫واإلسالم‪ ،‬ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ‬
‫ُ ٌ َ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ‬
‫واإليامن به‪ ،‬والتصديق به‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪77‬‬

‫[‪ ]25‬واإليامن بشفاعة النبي ‪.H‬‬


‫[‪ ]26‬وبقو ٍم يخَ ُْر ُجون من النار بعدما احرتقوا وصاروا َف ْحماً ؛ ف ُي ْؤ َم ُر هبم إىل هنر عىل‬
‫باب اجلنة؛ كام جاء يف األثر‪ ،‬كيف شاء اهلل‪ ،‬وكام شاء‪ ،‬إنام هو اإليامن به والتصديق به‪.‬‬
‫خارج‪ ،‬مكتوب بني عينيه «كافر»‪ ،‬واألحاديث‬
‫ٌ‬ ‫[‪ ]27‬واإليامن بأن املسيح الدجال‬
‫التي جاءت فيه‪ ،‬واإليامن بأن ذلك كائن‪.‬‬
‫[‪ ]28‬وأن عيسى ابن مريم ‪َ S‬ينِزل َف َي ْق ُت ُله بِ َب ِ‬
‫اب لدٍّ ‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪78‬‬

‫[‪ ]29‬واإليامن قول وعمل‪.‬‬


‫[‪ ]30‬يزيد وينقص كام جاء يف اخلرب‪« :‬أكمل املؤمنني إميا ًنا أحسنهم خل ًقا»‪.‬‬
‫[‪ ]31‬ومن ترك الصالة فقد كفر‪.‬‬
‫[‪ ]32‬وليس من األعامل يشء تركه كفر إال الصالة‪ ،‬من تركها فهو كافر‪ ،‬وقد‬
‫أحل اهلل قتله‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪79‬‬

‫[‪ ]33‬وخري هذه األمة بعد نبيها ‪ H‬أبو بكر الصديق‪ ،‬ثم عمر بن اخلطاب‪،‬‬
‫ثم عثامن بن عفان‪ ،‬و ُي َقدَّ ُم هؤالء الثالثة كام قدمهم أصحاب رسول اهلل ‪ ،H‬مل‬
‫خيتلفوا يف ذلك‪.‬‬
‫[‪ ]34‬ثم بعد هؤالء الثالثة أصحاب الشورى اخلمسة‪ :‬عيل بن أيب طالب‪ ،‬وطلحة‪،‬‬
‫والزبري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وسعد بن أيب وقاص‪ ،‬وكلهم يصلح للخالفة‪ ،‬وكلهم‬
‫إمام‪ ،‬ويذهب يف ذلك إىل حديث ابن عمر ‪« :I‬كنا َن ُعدّ ‪-‬وروسول اهلل ‪-H‬‬
‫َح ٌّي‪ ،‬وأصحابه متوافرون‪ :‬أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم عثامن‪ ،‬ثم نسكت»‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪80‬‬

‫[‪ ]35‬ثم من َب ْع ِد أصحاب الشورى‪ :‬أهل ٍ‬


‫بدر من املهاجرين‪ ،‬ثم أهل بدر من‬
‫األنصار‪ ،‬من أصحاب رسول اهلل ‪ H‬عىل قدر اهلجرة والسابقة‪ ،‬أولاً فأولاً ‪.‬‬
‫[‪ ]36‬ثم أفضل الناس بعد هؤالء‪ :‬أصحاب رسول اهلل ‪ H‬القرن الذي ُب ِع َث‬
‫فيهم‪ ،‬ك ُُّل َمن صحبه َسنَ ًة‪ ،‬أو ً‬
‫شهرا‪ ،‬أو يو ًما‪ ،‬أو ساعة‪ ،‬أو رآه مؤمنًا به؛ فهو من أصحابه‪ ،‬له‬
‫من الصحبة عىل قدر ما صحبه‪ ،‬وكانت سابقته معه‪ ،‬وسمع منه‪ ،‬ونظر إليه نظرة‪.‬‬
‫[‪ ]37‬فأدناهم صحبة‪ :‬هو أفضل من القرن الذين مل يروه‪ ،‬ولو لقوا اهلل بجميع‬
‫األعامل‪ ،‬كان هؤالء الذين صحبوا النبي ‪ H‬ورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه‬
‫‪-‬وآمن به‪ -‬ولو ساعة أفضل ‪-‬لصحبتهم‪ -‬من التابعني‪ ،‬ولو عملوا كل أعامل اخلري‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪81‬‬

‫والفاجر‪ ،‬ومن َولِ َي اخلالف َة‪،‬‬


‫ِ‬ ‫[‪ ]38‬والسمع والطاعة لألئمة‪ ،‬وأمري املؤمنني‪ :‬ال ِّ‬
‫رب‬
‫واجتمع الناس عليه‪ ،‬ورضوا به‪.‬‬
‫[‪ ]39‬ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خليف ًة‪ُ ،‬‬
‫وس ِّم َي أمري املؤمنني‪.‬‬
‫رتك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والفاجر‪ -‬ال ُي ُ‬ ‫رب‬ ‫ٍ‬
‫ماض مع األمراء إىل يوم القيامة ‪-‬ال ِّ‬ ‫[‪ ]40‬والغزو‬
‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ليس ألحد أن يطعن عليهم‪،‬‬ ‫[‪ ]41‬وقسمة الفيء‪ ،‬وإقامة احلدود إىل األئمة‬
‫وال ينازعهم‪.‬‬
‫[‪ ]42‬ودفع الصدقات إليهم جائزة‪ ،‬ونافذة‪ ،‬ومن دفعها إليهم أجزأت عنه‪َ ،‬ب ًّرا‬
‫فاجرا‪.‬‬
‫كان أو ً‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪82‬‬

‫ف كل َم ْن َو ّاّل ُه جائزةٌ‪ ،‬تام ٌة ركعتني؛ من أعادها‬


‫وخ ْل َ‬
‫[‪ ]43‬وصالة اجلمعة َخ ْل َف ُه‪َ ،‬‬
‫فهو مبتدع‪ ،‬تارك لآلثار‪ ،‬خمالف للسنة‪ ،‬ليس له من فضل اجلمعة يشء‪ ،‬إذا مل ير الصالة‬
‫خلف األئمة‪ ،‬كائنني من كانوا‪ِّ :‬برهم وفاجرهم؛ فالسنة بأن يصيل معهم ركعتني‪َ ،‬من‬
‫أعادمها فهو ُمبت َِدع ويدين بأهنا تامة‪ ،‬وال يكن يف صدرك من ذلك شك‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪83‬‬

‫[‪ ]44‬ومن خرج عىل إمام من أئمة املسلمني ‪-‬وقد كان الناس اجتمعوا عليه‪،‬‬
‫وأقروا له باخلالفة‪ ،‬بأي وجه كان‪ :‬بالرضا‪ ،‬أو بالغلبة‪ -‬فقد شق هذا اخلارج عصا‬
‫املسلمني‪ ،‬وخالف اآلثار عن رسول اهلل ‪H‬؛ فإن مات اخلارج عليه مات ِمي َت ًة‬
‫جاهلي ًة‪.‬‬
‫[‪ ]45‬وال حيل قتال السلطان‪ ،‬وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل ذلك؛‬
‫فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪84‬‬

‫[‪ ]46‬وقتال اللصوص واخلوارج جائز‪ ،‬إذا عرضوا للرجل يف نفسه‪ ،‬وماله؛ فله‬
‫أن يقاتل عن نفسه‪ ،‬وماله‪ ،‬ويدفع عنها بكل ما يقدر‪.‬‬
‫[‪ ]47‬وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم‪ ،‬وال يتبع آثارهم‪ ،‬ليس ألحد إال‬
‫لإلمام‪ ،‬أو ِ‬
‫والة املسلمني‪.‬‬
‫[‪ ]48‬إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك‪ ،‬وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪85‬‬

‫[‪ ]49‬فإن مات عىل يديه يف دفعه عن نفسه يف املعركة فأبعد اهلل املقتول‪.‬‬
‫[‪ ]50‬وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال ‪-‬وهو يدفع عن نفسه‪ ،‬وماله‪ -‬رجوت له‬
‫الشهادة‪ ،‬كام جاء يف األحاديث‪.‬‬
‫[‪ ]51‬ومجيع اآلثار يف هذا‪ :‬إنام َأ َم َر ْت بقتاله‪ ،‬ومل ت َْأ ُم ْر بقتله‪ ،‬وال اتباعه‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪86‬‬

‫كان َج ِر ً‬
‫حيا‪.‬‬ ‫[‪ ]52‬وال جيهز عليه إن صرُ ِ َع‪ْ ،‬أو َ‬

‫[‪ ]53‬وإن أخذه ً‬


‫أسريا فليس له أن يقتله‪ ،‬وال أن يقيم عليه احلد‪ ،‬ولكن يرفع أمره‬
‫إىل َمن َولاّ ُه اهلل؛ َف َي ْحكُم فِيه‪.‬‬

‫[‪ ]54‬وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة وال نار‪ ،‬نرجو للصالح‪،‬‬

‫ونخاف عليه‪ ،‬ونخاف عىل امليسء املذنب ونرجو له رمحة اهلل‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪87‬‬

‫[‪ ]55‬و َمن َل ِق َي اهللَ بِ َذن ٍ‬


‫ْب يجَ ِ ُ‬
‫ب َل ُه به الن ََّار تائ ًبا غري مُصرِّ عليه فإن اهلل ‪ D‬يتوب‬
‫عليه‪ ،‬واهلل يقبل التوبة عن عباده‪ ،‬ويعفو عن السيئات‪.‬‬
‫يم َع َل ْي ِه َحدُّ ذلك الذنب يف الدنيا فهو كفارته؛ كام جاء يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[‪ ]56‬و َم ْن َلق َي ُه َو َقدْ ُأق َ‬
‫اخلرب عن رسول اهلل ‪.H‬‬
‫ب هبا العقوب ُة؛ َف َأ ْم ُر ُه‬
‫تائب من الذنوب التي قد ت ُْست َْو َج ُ‬ ‫رصا غري ٍ‬ ‫[‪ ]57‬ومن لقيه ُم ًّ‬
‫إىل اهلل ‪ ،D‬إن شاء َع َّذ َب ُه‪ ،‬وإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه‪.‬‬
‫[‪َ ]58‬و َم ْن َل ِق َي ُه ِمن كافِ ٍر َع َّذ َب ُه‪َ ،‬ولمَ ْ َي ْغ ِف ْر َل ُه‪.‬‬
‫ف‪ ،‬أو قامت عليه بينة‪ ،‬وقد‬ ‫الر ْج ُم َح ٌّق َعلىَ َمن َزنَا َو َقدْ ُأ ْح ِص َن‪ ،‬إِ َذا ا ْعترَ َ َ‬ ‫[‪َ ]59‬و َّ‬
‫رجم رسول اهلل ‪ ،H‬وقد رمجت األئم ُة الراشدون‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪88‬‬

‫ٍ‬ ‫ص أحدً ا ِمن أصحاب رسول اهلل ‪ ،H‬أو أبغضه‬


‫حلدث كان‬ ‫[‪َ ]60‬و َم ِن ا ْن َت َق َ‬
‫ِمنْ ُه‪ ،‬أو َذك ََر مساويه‪ ،‬كان مبتد ًعا‪ ،‬حتى يرتحم عليهم مجي ًعا‪ ،‬ويكون قلبه هلم سليماً ‪.‬‬
‫[‪ ]61‬والنفاق هو الكفر‪ :‬أن يكفر باهلل‪ ،‬ويعبد غريه‪ ،‬ويظهر اإلسالم يف العالنية‪،‬‬
‫مثل املنافقني الذين كانوا عىل عهد رسول اهلل ‪.H‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪89‬‬

‫[‪ ]62‬وهذه األحاديث التي جاءت‪« :‬ثالث من كن فيه فهو منافق» هذا عىل‬
‫التغليظ‪ ،‬نروهيا كام جاءت‪ ،‬وال نفرسها‪.‬‬
‫ضالل يضرب بعضكم رقاب بعض»‪.‬‬
‫اً‬ ‫[‪ ]63‬وقوله‪« :‬ال ترجعوا بعدي كفا ًرا‬
‫[‪ ]64‬ومثل‪« :‬إذا التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النار»‪.‬‬
‫[‪ ]65‬ومثل‪« :‬سباب املسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر»‪.‬‬
‫[‪ ]66‬ومثل‪« :‬من قال ألخيه‪ :‬يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما»‪.‬‬
‫ب َوإِ ْن َد َّق»‪.‬‬ ‫[‪ ]67‬ومثل‪« :‬كفر باهلل تعاىل تربؤ ِمن ن ََس ٍ‬
‫[‪ ]68‬ونحو هذه األحاديث مما قد َص َّح َو ُح ِف َظ‪َ ،‬فإِنَّا ن َُس ِّل ُم َل ُه‪ ،‬وإن مل َن ْع َل ْم تفسريه‪،‬‬
‫وال نتكلم فيه‪ ،‬وال نجادل فيه‪ ،‬وال نفرس هذه األحاديث إال بمثل ما جاءت‪ ،‬وال نردها‬
‫إال بأحق منها‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪90‬‬

‫[‪ ]69‬قال‪ :‬ومن اإليامن‪ :‬االعتقاد بأن اجلنة والنار خملوقتان‪ ،‬قد ُخ ِل َقتَا كام جاء‬
‫عن رسول اهلل ‪« :H‬دخلت اجلنة فرأيت قص ًرا»‪ ،‬و«دخلت فرأيت فيها الكوثر»‪،‬‬
‫و«اطلعت يف اجلنة؛ فرأيت أكثر أهلها كذا»‪ ،‬و«اطلعت يف النار؛ فرأيت أكثر أهلها‬
‫النساء» و«اطلعت يف النار فرأيت كذا ورأيت كذا»؛ فمن زعم أهنام مل تخُ ْ َل َقا فهو ُمك َِّذ ٌب‬
‫آن وأحاديث رسول اهلل ‪ ،H‬وال أحسبه يؤمن باجلنة والنار‪.‬‬ ‫بِا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫[‪ ]70‬ومن م َ ِ‬
‫ب َعنْ ُه‬ ‫ات م ْن َأ ْه ِل القبلة ُم َو ِّحدً ا ُي َصىل عليه‪َ ،‬و ُيس َت ْغ َف ُر َل ُه‪ ،‬وال يحُ ْ َج ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫كبريا‪ ،‬و ُن َف ِّو ُض َأ ْم َر ُه إِىل‬
‫صغريا كان أو ً‬ ‫ً‬ ‫االستِ ْغ َف ُار‪َ ،‬وال يرتك الصالة عليه لذنب أذنبه‪،‬‬‫ْ‬
‫اهلل ‪.D‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪91‬‬

‫تسليما‬
‫ً‬ ‫آخر الرسالة واحلمد هلل وحده وصلواته على حممد وآله وسلم‬
‫سمع مجيع الرسالة من لفظ الشيخ اإلمام أيب عبد اهلل حييى بن أيب عيل احلسن بن أمحد بن البنا‬
‫بروايته عن والده الشيخ اإلمام املهذب أبو املظفر عبد امللك بن عيل ابن حممد اهلمداين‪ ،‬وقال هبا أدين اهلل‬
‫وسمعها كاتبها صاحب النسخة‪ ،‬وكاتبها عبد الرمحن بن هبة اهلل بن املعراض احلراين‬
‫وذلك يف أواخر ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة‬
‫‪-‬احلمد هلل‪-‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................‬‬
‫‪92‬‬

‫فهرس املصادر‬
‫‪ -1‬أصول السنة لإلمام أمحد‪ ،‬حتقيق‪ :‬الشيخ حممد نارص الدين األلباين‪ ،‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -2‬إعادة النظر يف بعض ما نسب إىل إمام أهل األثر خلالد بن صالح الوقيت‪ ،‬دار‬
‫اخلضريي‪ ،‬املدينة املنور‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬إعالم املوقعني عن رب العاملني للعالمة احلافظ ابن القيم‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -4‬تاريخ بغداد للحافظ اخلطيب البغدادي‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -5‬حتريم النظر يف كتب الكالم للحافظ أيب حممد عبد اهلل ابن قدامة املقديس‪ ،‬دار عامل‬
‫الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -6‬التدمرية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬حممد السعوي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫‪ -7‬اجلامع لسرية شيخ اإلسالم ابن تيمية إرشاف الشيخ بكر أبو زيد‪ ،‬دار عامل الفوائد‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ -8‬درء تعارض العقل والنقل لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬حممد رشاد سامل‪.‬‬
‫‪ -9‬ذم التأويل للعالمة ابن قدامة املقديس‪.‬‬
‫‪ -10‬الذيل عىل طبقات احلنابلة للحافظ ابن رجب‪ ،‬الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -11‬الروح للعالمة ابن قيم اجلوزية‪ ،‬الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -12‬السنة لإلمام أيب بكر اخلالل‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬عطية بن أمحد الزهراين‪ ،‬دار الراية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫ط‪1415 ،2‬هـ‪.‬‬
‫‪ -13‬سري أعالم النبالء للحافظ الذهبي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫‪ -14‬رشح أصول اعتقاد أهل السنة لإلمام أيب القاسم الاللكائي‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬أمحد سعد‬
‫الغامدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫‪ -15‬رشح أصول السنة الشيخ عمرو عبد املنعم سليم‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫‪ -16‬رشح أصول السنة لإلمام الربهباري‪ ،‬دار ابن القيم‪ ،‬الدمام‪.‬‬
‫‪ -17‬الضعفاء واملرتوكني للعالمة ابن اجلوزي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬املدينة‪.‬‬
‫‪ -18‬طبقات احلنابلة البن أيب يعىل‪ ،‬دار الكتاب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -19‬العقود الدرية يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫‪ -20‬العقيدة لإلمام اخلالل‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز السريوان‪.‬‬
‫‪ -21‬العني واألثر يف عقائد أهل األثر للعالمة عبد الباقي البعيل األزهري الدمشقي‪،‬‬
‫دار مأمون‪.‬‬
‫‪ -22‬الفتاوى الكربى لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -23‬كتاب الصالة للعالمة احلافظ ابن القيم‪ ،‬دار امللك عبد العزيز‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -24‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬حلاجي خليفة‪ ،‬املكتبة العلمية‪.‬‬
‫‪ -25‬لسان امليزان للحافظ ابن حجر‪ ،‬دائرة املعرفة النظامية‪ ،‬اهلند‪.‬‬
‫‪ -26‬املجروحني من املحدثني والضعفاء واملرتوكني للحافظ ابن حبان البستي‪ ،‬من‬
‫مطبوعات اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ -27‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬مجع‪ :‬الشيخ عبد الرمحن بن قاسم وابنه‬
‫الشيخ حممد‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -28‬املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد ابن حنبل للعالمة ابن بدران الدمشقي‪ ،‬الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫‪ -29‬املغني يف الضعفاء للحافظ الذهبي‪ ،‬ت‪ :‬نور الدين عرت‪.‬‬


‫‪ -30‬املقصد األرشد يف ذكر أصحاب اإلمام أمحد البن ضويان‪.‬‬
‫‪ -31‬مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬عبد املحسن الرتكي‪ ،‬دار هجر‪.‬‬
‫‪ -32‬منهاج السنة النبوية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬ت‪ :‬حممد رشاد سامل‪.‬‬
‫‪ -33‬املنهج األمحد يف تراجم أصحاب اإلمام أمحد للشيخ عبد الرمحن العليمي‪ ،‬ت‪ :‬عبد‬
‫القادر أرناؤوط‪ ،‬ومجاعة‪ ،‬دار صادر‪.‬‬
‫‪ -34‬مؤلفات شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬املنسوب البن القيم‪.‬‬
‫‪ -35‬ميزان االعتدال للحافظ الذهبي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -36‬نقض املنطق لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬مكتبة السنة املحمدية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫مقدمة بحث إثبات رسالة أصول السنة لإلمام أمحد‪3.................................‬‬


‫سبب اختيار البحث‪4...............................................................‬‬
‫خطة البحث‪4.......................................................................‬‬
‫منهج البحث‪5......................................................................‬‬
‫شكر وتقدير‪6......................................................................‬‬
‫الدراسات السابقة‪7................................................................‬‬
‫املطلب األول أسانيد الرسالة‪8......................................................‬‬
‫اإلسناد األول والثاين‪8.............................................................‬‬
‫اإلسناد الثالث والرابع‪9.............................................................‬‬
‫اإلسناد اخلامس‪10..................................................................‬‬
‫رسم بياين لألسانيد اخلمسة‪11......................................................‬‬
‫املطلب الثاين ذكر شبهات النافني للرسالة والرد عليها‪12............................‬‬
‫الوجه األول‪13.....................................................................‬‬
‫الوجه الثاين‪15......................................................................‬‬
‫الوجه الثالث والرابع‪16............................................................‬‬
‫الوجه اخلامس‪18...................................................................‬‬
‫خامتة بحث إثبات الرسالة‪25........................................................‬‬
‫‪96‬‬

‫رسالة أصول السنة لإلمام أحمد (حتقيق)‪:‬‬


‫( أ ) االفتتاحية‪28...................................................................‬‬
‫(ب) منهج التحقيق‪29..............................................................‬‬
‫(ت) وصف النسخ‪31..............................................................‬‬
‫(ث) بيان بعض الفروقات بني النسخ‪34............................................‬‬
‫(ج) رموز النسخ‪37.................................................................‬‬
‫النص املحقق‪38.....................................................................‬‬
‫رسالة أصول السنة جمر ًدا‪59.........................................................‬‬
‫مسطرا‪67.......................................................‬‬
‫ً‬ ‫رسالة أصول السنة‬
‫فهرس املصادر‪92...................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات‪95..............................................................‬‬

You might also like