Professional Documents
Culture Documents
الطبعة الثانية
1440هـ 2019 -م
J
احلمد هلل رب العاملني ،الذي ميز أهل اإلسالم باإلسناد يف الدين ،وحفظ دينهم
من زيغ الزائغني ،ومن حتريفات املبطلني ،وأظهر احلق بالعلامء الربانيني ،والدعاة
املصلحني.
والصالة والسالم عىل من رشفه اهلل بالسنة الغراء ،وجعل كالمه ككالمه يف االتباع
واالقتفاء ،وجعل رسالته خامتة الرساالت يف األرجاء ،وبعد:
فإن ِمن ِمنن اهلل تعاىل عىل العبد أن يوفق إىل اتباع منهج الصحابة ومتبعيهم بإحسان،
مقتف ًيا آثارهم يف العلم والعمل ،متب ًعا لألكابر من أهل العلم واحللم.
وإن مؤلفات علامء السنة يف بيان منهج ومعتقد أهل السنة قد فاقت العد ،وبلغت
احلد ،ومن أهم ذلك مؤلفات العامل الرباين ،إمام أهل السنة واجلامعة أمحد بن حممد بن
ِ
رسائ ُله وتوجيهاتُه، حنبل الشيباين (241هـ) فله رسائل ،ومؤلفات عدة ،ومن أمهها
وخطاباتُه يف العقيدة.
» ،وهي الرسالة التي رواها ومن رسائله العظيمة ،رسالة« :
) ،وملا يرس اهلل تعاىل االطالع عىل هذا املؤ َّلف ،الصغري يف مبناه، (
الكبري يف معناه ،وقمت بتدريسه يف دروس عدة ،ويف أثناء ذلك وقفت عىل كالم لبعض
4
ال ُكتَّاب فيه نفي هلذه الرسالة عن أن تكون لإلمام أمحد ،فوقع مني موقع االرتياب ،كيف
وقد احتج به األصحاب ،فتتبعت تلكم العبارات ،ورجوت نفيها باألدلة الثابتات؛
فكان ذلك سب ًبا الختيار هذا البحث.
ثم أتبعتها بتحقيق الرسالة عىل نسخ عدة؛ فخرجت يف أهبى حلة ،وظهرت يف
أوضح عبارة.
وحتى يكون السري فيها منهج ًّيا ،والغور فيها تأصيل ًّيا ،جعلت الكتابة يف هذا
البحث وفق اخلطة التالية:
خطة البحث:
( أ ) املقدمة.
(ب) خطة البحث.
(ت) منهج البحث.
(ث) شكر وتقدير.
(ج) الدراسات السابقة.
وأما مطلبا البحث فعىل النحو اآليت:
املطلب األول :أسانيد الرسالة.
املطلب الثاين :ذكر شبهات النافني للرسالة ،والرد عليها.
اخلامتة :وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها ،مع التوصيات.
5
منهج البحث:
قد تتبعت يف هذا البحث املنهج التحلييل؛ فكان السري فيه عىل النحو اآليت:
( أ ) تتبعت مظان الرسالة يف املؤلفات التي تكون للحنابلة.
(ب) درست أسانيد الرسالة.
(ت) تتبعت أقوال علامء احلنابلة حول الرسالة.
(ث) مجعت املادة العلمية ثم قسمتها حسب خطة البحث.
(ج) مل أترجم لألعالم الوارد ذكرهم يف البحث حتى ال خيرج البحث عن أصل
وأيضا حتى ال تزيد
ً موضوعه من جهة ،ومن جهة أخرى لكثرة ذكر الرجال فيها،
صفحاهتا عن الكم املطلوب ملثل هذه البحوث.
(ح) مل أبني البلدان الواردة ذكرها يف البحث.
6
بعد محد اهلل ،Fأشكر كل من قام باملوافقة عىل هذا البحث ،ومن قام
بتحكيمه؛ كام أسأل اهلل تعاىل أن جيعل ما يقوم به املحكم من تقويم يف ميزان حسناته،
واهلل أسأل السداد ،وأن يوفقنا للرشاد ،وأن ينجينا يوم التناد ،وأكرر شكري عىل من كان
خريا ،وصىل اهلل وسلم عىل
سب ًبا يف طبع هذه الرسالة ،ومن تربع بطبعها؛ فجزاهم اهلل ً
نبينا حممد ،وعىل آله وصحبه أمجعني ،واحلمد هلل رب العاملني.
7
الدراسات السابقة
مل أقف عىل دراسة سابقة هلذا املوضوع مستقلاً ،إال أن من قام بتحقيق الرسالة ذكر
طر ًفا مما يدل عىل أن الرسالة لإلمام أمحد((( ،وأما أن يذكر أحدهم الشبهات كلها بالعد،
والرد عليها بالتفصيل واجلمع اجلليل فلم أقف عليه ،وهلذا مجعت اهلمة جلمع املراجع،
والنظر فيام قيل فكان هذا البحث.
وعىل بركة اهلل تعاىل نبدأ ،وبه نستمد العون والرشاد ،وهو سبحانه وحده املوفق
للسداد.
( )1انظر :مقدمة الشيخ /عمرو بن عبد املنعم لرسالة أصول السنة من مطبوعات مكتبته ،اإلسكندرية.
8
املطلب الأول
أسانيــد الرسالـة
قد وقفت عىل عدة أسانيد هلذه الرسالة ،وهذا يؤكد أن هلا أصلاً ،وأنه مما يعتمد
عليها فصلاً ،وهذه األسانيد تعضد بعضها اعتضا ًدا؛ فتكون بمثابة إثبات للرسالة ملن
متعن الروايات ،وقارهنا بام ذكرت بعدُ من املنقوالت ،وإليكم أسانيد الرسالة العاليات
والنازالت ،مرتبة برتتيب الوفيات:
-1إسناد اإلمام اخلالل((( :قد روى بعض أجزاء من الرسالة؛ فقال« :حدثنا حممد
ابن سليامن اجلوهري((( ،ثنا عبدوس بن مالك العطار ،سمعت أبا عبد اهلل يقول :أصول
السنة ،(((»...وهذا ِمن أعىل األسانيد يف إثبات هذه الرسالة ،حيث َّ
إن َبني اإلمام اخلالل
وبني اإلمام أمحد راويني فقط.
-2إسناد اإلمام الاللكائي :وقد روى أصول السنة كلها ،متفرقا؛ فقال« :أخربنا
عيل بن حممد بن عبد اهلل السكري ،قال :حدثنا عثامن بن أمحد بن عبد اهلل بن بريد
الدقيقي((( ،قال :حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب -قراءة من كتابه يف
شهر ربيع األول ،سنة ثالث وتسعني ومائتني -قال :حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن
ِ
املنقري -بِتن َ
ِّيس ،-قال :حدثني عبدوس بن مالك العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد
بن حممد بن حنبل يقول :أصول السنة عندنا »...وبني اإلمام الاللكائي وبني اإلمام أمحد
مخسة رواة.
-3إسناد ابن البناء (الذي وصلت إلينا خمطوطته مستقلة)((( ،وهي من أكمل
النسخ -كام يظهر يل واهلل تعاىل أعلم -قال الراوي عنه« :حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل
حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال :أخربنا والدي أبو عيل احلسن بن أمحد بن البنا
قال :أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان املعدل قال :حدثنا عثامن
بن أمحد بن السامك ،حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب -قراءة عليه من
كتابه ،يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني -حدثنا أبو جعفر حممد بن
ِ
ِّيس -قال :حدثني عبدوس بن مالك العطار ،قال :سمعتسليامن املنقري البرصي -بِتن َ
أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل Iيقول :أصول السنة عندنا »...:وبني ابن
البناء واإلمام أمحد ستة أشخاص؛ فهي َب ْعدَ رواية اإلمام الاللكائي من حيث العلو يف
اإلسناد.
-4إسناد القاضي اب��ن أب��ي يعلى :قال« :قرأت عىل املبارك ،قلت له :أخربك
عبد العزيز األزجي ،أخربنا عيل بن برشان ،أخربنا عثامن املعروف بابن السامك ،حدثنا
احلسن بن عبد الوهاب ،حدثنا سليامن بن حممد املنقري ،حدثني عبدوس بن مالك
العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد ابن حنبل Iيقول :أصول السنة(((»...؛
فاجتمع سند ابن أيب يعىل مع ابن البناء والاللكائي يف ابن برشان املعدل ،وبني القايض
ابن أيب يعىل واإلمام أمحد سبعة رواة.
( )1وقد يرس اهلل تعاىل ومجعت مجيع النسخ املخطوطة؛ ألعيد طباعتها بعد املقارنة بني املخطوطات ،ورأيت
أن أطبعه مع هذا البحث مضمو ًما.
( )2طبقات احلنابلة (.)226/1
10
-5إسناد ابن اجلوزي :للعالمة ابن اجلوزي إسنادان وقد أوردمها يف كتابه :مناقب
اإلمام أمحد:
( أ ) قال« :أخربنا حممد بن أيب منصور ،قال :أنبأنا احلسن بن أمحد الفقيه ،قال:
حدثنا عيل بن حممد املعدِّ ل ،قال :أخربنا ابن السامك ،قال حدثنا احلسن بن عبد الوهاب،
قال حدثنا حممد بن سليامن ،قال :حدثني عبدوس بن مالك العطار ،قال :سمعت أبا
عبد اهلل أمحد ابن حنبل يقول ،»...:وهذا إسناد ٍ
عال البن اجلوزي؛ فبينه وبني اإلمام
أمحد سبعة رواة.
(ب) قال( :أخربنا أبو الربكات بن عيل البزار ،قال :أخربنا أمحد بن عيل ال ُّطريثيثي،
قال :أخربنا هبة اهلل بن احلسن الطربي ،وأخربنا حممد بن نارص احلافظ ،قال :أنبأنا احلسن
ابن أمحد الفقيه ،قاال :حدثنا عيل بن أمحد املعدِّ ل ،قال :حدثنا عثامن بن أمحد ،قال :حدثنا
أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب ،قال :حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري ،قال:
حدثنا عبدوس بن مالك العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد ابن حنبل يقول،(((»...:
وهذا إسنا ٌد نازل البن اجلوزي؛ فبينه وبني اإلمام أمحد عرشة رواة ،ولكن يتميز بأن فيه
اإلمام هبة اهلل الطربي الاللكائي احلافظ.
اإلمام أبو بكر اخلالل أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب العنربي
علي بن حممد املعدل أبو احلسني ابن بشران علي بن حممد السكري
اإلمام الاللكائي
أبو علي احلسن بن أمحد البنا العزيز األزجي
وبعد ذكري هلذه األسانيد يتبني لكل منصف أن هلذه الرسالة أصلاً ،وأن هلا أسانيد
متعددة ترجع إىل الراوي عن اإلمام أمحد ابن حنبل ،Vو َت َعدُّ ُد األسانيد السيام يف
الكتب والرسائل دليل عىل ثبوهتا ،وألزيد األمر بيانًا فأورد ُش َبه من نفى الرسالة مع بيان
الرد عليها يف املطلب اآليت.
12
املطلب الثاين
ذكر شبهات النافني للرسالة ،والرد عليها
ٌ
جهبذ من رسدت األسانيد املتعددة لرسالة أصول السنة التي يروهيا
ُ بعد أن
جهابذة تالمذة اإلمام أمحد ،Vوهو عبدوس بن مالك العطار ،Vوعنه بواسطة
ووسائط أئمة احلنابلة كاإلمام اخلالل ،والاللكائي ،وابن البنا ،وابن أيب يعىل ،والعالمة
ٍ
مقتصد أهنا ثابتة عن اإلمام ،Vفأورد اآلن ُش َبه النافني ابن اجلوزي Xيظهر لكل
للرسالة؛ فأقول:
مل أجد من العلامء املتقدمني من نفى نسبة الرسالة إىل اإلمام أمحد Vرصاحة،
وإنام وقفت عىل بعض ما قد يكون ُش ْب َهة ملن يتعلق هبا ،وأذكر هذه الشبهات ثم أفندها
اع هذه ُ
الشبهات هي: باألدلة والرباهني الساطعات ،وجمُ َّ ُ
-1أن يف سنده راو ًيا جمهولاً ،وهو حممد بن سليامن املنقري(((.
-2أن املنقري حديثه ضعيف(((.
-3قال أبو اخلطاب الكلوذاين يف كتابه التمهيد بعد أن ذكر فقرة من رواية عبدوس
عن اإلمام أمحد( :وهذه الرواية -إن صحت -فاملراد به((()...؛ فهذا يشعر أن الرواية
فيها نظر عند أيب اخلطاب؟!
( )1ذكر ذلك الشيخ عمرو عبد املنعم يف طبعته لرسالة أصول السنة لإلمام أمحد (ص )21عن أحد أفاضل
مشاخيه ،ومل ُي َس ِّمه ،ثم َر َّد بأن التنييس هو اجلوهري البرصي ،وهو ليس بمجهول؛ واكتفى هبذا الرد.
( )2وقد ضعف شيخنا د .عطية الزهراين -وفقه اهلل -حمقق كتاب السنة للخالل رواية املنقري عن عبدوس
عن اإلمام أمحد (.)174 ،173/1
( )3نقل ذلك شيخ اإلسالم يف درء تعارض العقل والنقل (.)51/9
13
وهبذا يعلم أن اجلوهري -هذا -وهو املنقري نفسه ،متهم بقلب الرواية عىل
الثقات.
أيضا فإن ابن حبان مشهور بالتجريح الغايل كام هو معروف بالتوثيق العايل،
ثم ً
فأمره التساهل يف األمرين ،ومتابعته عىل ما يقوله مطل ًقا نوع مني.
وقد روى عن املنقري أكثر من اثنني -وهبذا ترتفع اجلهالة عنه ،-وهم:
-1حممد بن أمحد املستنري ،روى عنه ،كام ذكره ابن حبان وأن له رواية عنه من
طريق املستنري.
-2اإلمام اخلالل صاحب (السنة) ،وهو إمام معروف مشهور ،روى عنه يف
كتابه السنة((( مبارش ًة فقال« :حدثنا حممد بن سليامن اجلوهري ،ثنا عبدوس بن مالك
العطار.»...
-3أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب العنربي ،ومن طريقه روى األئمة كتاب
أصول السنة ،كالاللكائي ،وابن أيب يعىل ،وابن اجلوزي ،وابن البناء.
فربواية هؤالء الثالثة عن حممد بن سليامن املنقري اجلوهري ترتفع جهالة العني
عنه.
وأما جهالة احلال فإنه مل جيرحه أحد إال اإلمام ابن حبان البستي بقوله« :إنه يقلب
األخبار عىل الثقات» ،وهذا نوع جرح ،ومن املعلوم أنه إذا مل يكن يف الراوي طعن بسبب
آخر ،وروى شي ًئا ُعرف عدم قلبه له ،أنه يوثق به فيام تبني أنه مل يقلبه ،ويرتك ما قلبه،
وسأبني -فيام يأيت -أن األئمة رووا هذا اجلزء من االعتقاد ومل ينتقدوه ،ومل يبينوا أنه
مقلوب ،فبهذا ُيعلم أنه مل يقلبه.
فكون األئمة رووا من طريق اجلوهري هذه الرسالة ،وهم معروفون مشهورون،
كاخلالل اإلمام املشهور املختص بروايات اإلمام أمحد ،والعنربي اإلمام املشهور
باحلديث ،هذا يؤكد لنا أهنم عرفوا عدم َق ْلبِه هلذا املروي.
ثان ًيا :القول بأن (حممد بن سليامن املنقري) ضعيف ،كان يصح االحتجاج به
أيضا مل جيرحه إال ابن حبان ،وهو غال يف اجلرح،
لو كان األمر يف رواية احلديث ،ثم ً
كتساهله يف املدح؛ فإذا ذكر للراوي حدي ًثا أو حديثني ليس عىل اجلادة أسقطه ألجل
ذلك ،ومن َي ْس َلم من هذا ،وقد يرى قلب بعض األحاديث؛ ف َين ِْس ُبه إىل القلب لذلك.
ثم إن اإلمام اخلالل روى عن املنقري هذا ،وروى عنه العنربي ،ومها إمامان ،وهو
شيخهام ومها أدرى به من غريمها.
وأيضا فإن اجلوهري البرصي روى الرسالة عن شيخ له برصي مثله ،ولو روى
ً
عن شيخ آخر غري برصي لقيل أنى له ذلك التفرد ،أما وقد تفرد عن شيخ بلدته فال غرابة
يف ذلك.
16
ثال ًثا :قد يصح اليشء -ولو كان يف سنده يشء -إذا كان يشهد له األصولَ ،فك َْم
ب إىل عامل ،وارتضاه الناس بالقبول ،ومل يطعنوا فيه ،مع أن السند فيه أناس ِ ِ
من كتاب نُس َ
كثريا ما
جماهيل ،وإنام قبلوه ألنه موافق ألصول ذلك اإلمام ،وهلذا فإن شيخ اإلسالم ً
ٍ
حديث -ولو كان فيه ضعف -يشهد له أصول اإلسالم ،كام قال ابن القيم يقول عن
Vبعد أن ذكر حدي ًثا فيه ٍ
راو متكلم فيه« :وسمعت شيخ اإلسالم يعظم أمر هذا
(((
وكثريا ما ترى
احلديث وقال :أصول السنة تشهد له وهو من أحسن األحاديث» ً ،
شيخ اإلسالم يستشهد بكتاب لشهرته((( ،بل هذا صنيع اإلمام أمحد ،Vكام نبه عليه
احلافظ ابن القيم يف كتابه إعالم املوقعني(((؛ فإنه بني أن اإلمام أمحد Vيستشهد
باألحاديث الضعيفة إذا مل جيد يف الباب إال هي.
وهكذا يقول املؤرخون يف الكتب ،وال ينظرون إىل أسانيدها إال إذا وجدت فيها
خمالفة ملذهب املنقول عنه ،أو فيه ما خيالف املشهور عنه(((.
راب ًعا :أما القول بأنه كان يقلب األخبار ،ويأيت بامللزقات ،ولذلك فإن روايته
للكتاب ال تصح ألنه قلبها ،وأن االعتقاد البن املديني؛ فهذا بعيد جدًّ ا ،وذلك من أوجه
كثرية ،منها:
-1أنه لو قلب شي ًئا من هذه الرسالة لذكر ذلك األئمة ،وقد رووا ُه ْم مجيع
ِ
األئمة نقا ٌد جهابذةٌ. الرسالة ،وعىل رأس
-2أن أئمة احلنابلة ُم ْهت َُّمون بعقيدة اإلمام أمحد أيام اهتامم ،حتى إهنم نفوا عنه كل
ما قيل ،كام نفوا عنه ما رواه التميميون من االعتقاد ،ونحو ذلك ،ومل ينف أحد منهم هذه
الرسالة العظيمة.
-3أن هناك فرو ًقا كثرية بني ما ذكره الاللكائي يف عقيدة اإلمام أمحد من رسالة
عبدوس ،وبني عقيدة اإلمام عيل ابن املديني ،وهذه الفروق قط ًعا ال تكون جوهرية،
وذلك ليس لكون الرسالة البن املديني ،وإنام ألن االعتقاد متشابه؛ فكال اإلمامني من
أئمة احلديث ،وشيوخهام واحد ،وبلدهتام واحدة ،وهلذا جتد تشا ًهبا عظيماً يف كتب عقائد
أهل السنة واجلامعة ،وإن كان هناك بعض االختالف ،وأذكر ثالثة فروق بني أصول السنة
وبني اعتقاد ابن املديني حتى يتبني أنه غريه -وخشية اإلطالة مل أذكر مجيعها -ومنها:
( أ ) يف بداية رسالة اإلمام أمحد( :أصول السنة عندنا :التمسك بام كان عليه أصحاب
رسول اهلل Hواالقتداء هبم ...إلخ) ويف اعتقاد ابن املديني بدايته( :السنة الالزمة
التي من ترك منها خصلة مل يقلها أو يؤمن هبا مل يكن من أهلها :اإليامن بالقدر خريه ورشه،
ثم تصديق باألحاديث واإليامن هبا ،ال يقال :مل؟ وال كيف؟ ..إلخ)(((.
(((
(ب) يف اعتقاد ابن املديني( :وإذا رأيت الرجل حيب أبا هريرة ويدعو له ...إلخ)
فهذه العبارة بنصها غري موجودة يف أصول السنة.
(ت) ويف اعقتاد ابن املديني( :وإذا رأيت الرجل حيب عمر بن عبد العزيز ويذكر
حماسنه ،وينرشها ((()...إىل آخر الرسالة؛ فإن هذه اجلملة غري موجودة يف أصول السنة
ال لف ًظا وال معنى.
( )1رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (.)186-185/1
( )2رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (.)191/1
( )3رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة لاللكائي (.)192/1
18
-4أن الرسالة ليس فيها يش ٌء مما خيالف مذهب اإلمام أمحد ال مجلة وال تفصيلاً ؛
نتحلاً عليه ،أو مقلو ًبا ملز ًقا به.
فكيف يكون ُم َ
-5لو كانت الرسالة موضوعة عليه ،أو مقلوبة ،لكان فيها ما خيالف اعتقاده،
ولو يف بعض األمور؛ ألن من مقاصد الوضاعني الزيادة عىل أئمة املسلمني ،وتشويه
معامل عقيدهتم ،وهذا مل يوجد.
خامسا :أذكر العلامء الذين ذكروا الرسالة ،ونقلوا عنها ،واستشهدوا هبا ،ونسبوها
ً
إىل اإلمام أمحد ،ومل يعرتضوا عىل يشء منها؛ فمنهم:
-1اإلمام اخلالل أبو بكر أمحد بن حممد بن هارون بن يزيد اخلالل (311هـ)،
وهو أقدم من استشهد بالرسالة ،وقد سبق وبينت أنه روى جز ًءا من هذه الرسالة(((،
(واخلالل معروف بأخذه عن أصحاب اإلمام أمحد ،وأنه قد رصف جهده وعنايته إىل
مجع مسائل اإلمام أمحد؛ فهو من أعلم الناس هبا ،ورحلته إىل أنطاكية مثبتة يف ترمجته،
وهناك سمع هذه الرسالة من حممد بن سليامن اجلوهري ،وقد سمعها من اجلوهري
كذلك :احلسن بن عبد الوهاب بتِنِّيس؛ فلو كانت موضوعة عىل اإلمام أمحد ،أو مل يضبط
اجلوهري روايتها لكان ثمة اختالف بني الروايتني)(((.
-2إمام أهل السنة يف عرصه اإلمام أبو حممد احلسن بن عيل بن خلف الربهباري
(329هـ) ،فقد ألف كتابه «رشح أصول السنة» ورتبه عىل ترتيب هذه الرسالة ،بل ونقل
فقرات منها ،وإن مل يرش إىل ذلك كام هو عادة العلامء القدامى(((.
-3اإلمام احلافظ أيب القاسم هبة اهلل بن احلسن بن منصور الطربي الاللكائي
(418هـ) ،فقد نقل الرسالة كلها يف كتابه رشح أصول اعتقاد أهل السنة واجلامعة ،كام سبق
وأن بينت ،وكذلك يف الكتاب املفرد من كتابه ،املسمى :بالعقيدة رواية أيب بكر اخلالل(((.
-4القايض حممد بن احلسني أبو يعىل (458هـ) ،فإنه نقل من الرسالة واستشهد
هبا كام ذكر ذلك أبو اخلطاب ونقلها عنه شيخ اإلسالم ابن تيمية(((.
-5العالمة اجلامع أبو عيل احلسن بن أمحد ابن البناء (491هـ) راوي املخطوطة
التي وصلت إلينا؛ فإنه إمما ناقد بصري ،وقد روى ابنه الرسالة عنه ،ومل يثبت عنه يشء يف
نفيه ،أو نقده ،ال يف النسخة املخطوطة ،وال يف مؤلفاته األخرى.
-7القايض أبو احلسني حممد ابن القايض حممد بن احلسني ابن أيب يعىل (526هـ)؛
فقد نقل الرسالة بكاملها يف طبقاته -كام سبق وأرشت.-
-8العالمة احلافظ أبو الفرج مجال الدين عبد الرمحن بن عيل بن حممد ابن اجلوزي
(597هـ) ،كام سبق وأن بينت أنه أوردها من طريقني عن اجلوهري هذا ،ولو مل يكن ثابتًا
عنده لنبه عىل ذلك.
-9العالمة الفقيه أبو حممد عبد اهلل بن أمحد ابن قدامة املقديس (620هـ) استشهد
بالرسالة بذكر اسمها وإيراد أوهلا ،وذلك يف موضعني من مؤلفاته :V
( أ ) يف معرض رده عىل نصيحة ابن عقيل يف كتاب :حتريم النظر يف كتب الكالم،
ونصه( :وقال اإلمام أمحد Iأصول السنة :عندنا التمسك بام كان عليه أصحاب
رسول اهلل Hواالقتداء هبم ،وترك البدع ،وكل بدعة ضاللة)(((.
(ب) وقال يف كتابه ذم التأويل(((« :وقال اإلمام :أصول السنة عندنا التمسك
بام كان عليه أصحاب رسول اهلل واالقتداء هبم وترك البدع وكل بدعة فهي ضاللة»؛
فاستشهد هذا اإلمام اجلهبذ بنصوص هذه الرسالة يف معرض الرد ومل يقل املخالفون له
إهنا منحولة عىل اإلمام ،أو مقلوبة عليه ،بل وجزم ابن قدامة فقال( :وقال اإلمام.)...
-10احلافظ ضياء الدين حممد بن عبد الواحد املقديس الصاحلي (643هـ) ،وهو
من كبار احلنابلة ،ومن املختصني بام روي عن اإلمام أمحد ،وقد أوقف هذه الرسالة كام
عليها خطه ،وعليها السامعات ،ولو كانت هذه الرسالة موضوعة عىل اإلمام أمحد ،أو
مقلوبة ،أو ملزقة ،لبني ذلك ،وملا كان أوقفها دون تنبيه ،بل إن آحاد طلبة العلم إذا
كتاب ما ً
خطأ أثبتوا ذلك إما يف موضعه ،أو عىل طرة الكتاب؛ فكيف بإمام ٍ وجدوا يف
جهبذ ،وناقد بصري مثل احلافظ ضياء الدين املقديس .V
-11ال َع َل ُم ُ
اله َما ُم َش ْي ُخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية
(728هـ)( ،وهو من هو ،من العلم بأحوال الرواة ،مما جيعلنا نحتج بجزمه يف نسبة هذه
الرسالة إىل اإلمام أمحد)((( ،وقد استشهد هبا شيخ اإلسالم يف عدة مواضع من كتبه يف
معرض الرد عىل اخلصم مما يدل أنه يثبت الرسالة فقد ذكر فقرات منها يف معرض الرد
عىل ِ
احلليِّ الرافيض يف كتابه :منهاج السنة النبوية((( ،وذكر الفقرة رقم ( ((()8يف درء
التعارض مستشهدً ا هبا يف موضعني((( ،وقال« :وهلذا قال اإلمام أمحد يف رسالة عبدوس
بن مالك :أصول السنة عندنا ،(((»...وأورد شي ًئا منها يف الفتاوى الكربى(((.
وتأمل:
( أ ) أن شيخ اإلسالم ذكرها بصيغة اجلزم.
(ب) نسب القول إىل اإلمام أمحد.
(ت) استشهد هبا ،يف عدة مواضع من كتبه.
(ث) مما يؤكد نسبة رسالة أصول السنة لإلمام أمحد أن شيخ اإلسالم رشحها،
وكيف يرشح شيخ اإلسالم رسال ًة ليست لإلمام أمحد ،Vويا ليتنا وقفنا عىل هذا
الرشح لكان آية يف بابه -عىل غرار كالم شيخ اإلسالم الذي هو كالبحر املدرار -ولكن
الكتاب مفقود حسب علمي ،وذكره مؤلف كتاب :مؤلفات شيخ اإلسالم ابن تيمية(((.
-12العالمة املؤرخ احلافظ الذهبي (748هـ) ملا ذكر يف سري أعالم النبالء((( ترمجة
ب إليه ،وما مل يصح عنه ،ومل يذكر ضمن ذلك رسالة :أصول ِ
اإلمام أمحد ،ذكر بعض ما نُس َ
كبار تالمذتِه ،مسائل وافرة يف عدة جملدات، السنة ،بل قال بعد ذلك( :وقد َد َّو َن عنه ُ
كاملروذي ،واألثرم ،وحرب ،وابن هانئ ،والكوسج ،...وعبدوس العطار)((( ،وأشهر
مسائل عبدوس العطار Vالتي ت ُْذك َُر عنه يف ترمجته يف أي كتاب إنام هو هذه الرسالة
املشهورة باسم أصول السنة ،ومل ينكره الذهبي؛ فاعجب ممن ينكره؟!
-13العالمة شمس الدين أبو عبد اهلل حممد بن مفلح املقديس احلنبيل (763هـ) يف
كتابه اآلداب الرشعية ،حيث قال فيه (فصل يف النظر إىل ما خيشى منه الوقوع يف الضالل
والشبهة) ثم قال« :قال عبدوس بن مالك العطار :سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حنبل
Iيقول :أصول السنة عندنا التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل H
واالقتداء هبم ،وترك البدع»...؛ فهذا إمام من األئمة املختصني باملذهب احلنبيل ،وهو
وذاكرا هلا يف موضع احلجاج.
ً ينقل عن هذه الرسالة مستشهدً ا هبا ،مؤيدً ا هلا،
-15العالمة عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر البعيل األزهري الدمشقي
(1071هـ) ،فقد استشهد بنصوص من الرسالة يف كتابه العظيم :العني واألثر؛ فقال:
(قال اإلمام أمحد � أصول السنة عندنا التمسك بام كان عليه رسول اهلل H
(.)358-177/11( )1
(.)330/11( )2
( )3املنهج األمحد (.)435/1
23
واتباع القرآن ،وليس يف السنة قياس ،وال ترضب هبا األمثال ،وال تدرك بالعقول- ،أو
قال :باملعقول -وال باألهواء ،إنام هو االتباع وترك اهلوى)((( ،وقد قال يف مقدمة كتابه
العني واألثر( :املقصد األول يف املنصوص من عقائد احلنابلة عن اإلمام أمحد ،((()I
فهذا يدل أنه متيقن من إثبات الرسالة إىل اإلمام أمحد ،وإال كيف ينقل عنها ،ويثبتها مع
أن من مقاصد تأليفه بيان املنصوص من عقائد احلنابلة عن اإلمام أمحد .V
-16العالمة األصويل عبد القادر بن أمحد ابن بدران الدمشقي احلنبيل (1346هـ)،
فقد نقل نص الرسالة بكاملها ،فابن بدران Vاستشهد هبا يف بيان إثبات عقيدة اإلمام
أمحد(((.
ومما جيدر التنبيه عليه أن ابن بدران Vقال« :روضة يف كلامت اإلمام يف مسائل
من أصول الدين» وذكر مجلاً من االعتقاد من رواية أيب داود صاحب السنن ،قال« :أدرج
أبو يعىل هذه الرواية يف رواية عبدوس السابقة ،وأفردها ابن اجلوزي»((( ،فإن كان يريد
كل ما جاء يف رواية أيب داود أنه أدخلها يف رواية عبدوس فهذا مل يصح يف نظري -إال أن
يكون يف نسخة أخرى مل أقف عليها ،وإن كان يريد بعض ما فيها؛ فهذا أمر طبيعي فإن
الروايتني متشاهبتان.
اإلسالم يف االعتقاد املفصل -ويف مواضع أخر-؛ ألن هذه الكتاب ُي َف ِّصل عقيدة إمام
من أئمة الدين ،ريض به املقتدون من املسلمني ،ومل ينكرها ،ومل يردها ،ولو مل يكن ثابتًا
عنده ملا أثبتها يف املجموع.
-18العالمة املحدث حممد نارص الدين األلباين (1420هـ) ،وهو أول من أخرج
الرسالة مفرد ًة يف هذا العرص ،وطبعه يف حياته .V
وبعد هذا اجلمع كله أرجو أن أكون قد أجليت البحث حقه ،وأوفيت الرسالة
إثباهتا ،ويتبني لكل منصف -بإذن اهلل تعاىل -أن هذه الرسالة العقدية املخترصة املسامة
بأصول السنة ثابتة عن اإلمام أمحد ،Vوينبغي االهتامم بنرشها ،ونثرها بني الناس،
حتى يعرف الناس عقائد األئمة ويكونوا عىل بينة من أمر العقيدة يف امللة ،ويبتعدوا
عن بنيات الطريق ،وعن ضالالت املضلني ،وانحرافات املبطلني ،وأن ال يلتفتوا إىل
تشكيكات املشككني ،واهلل أسأل القبول ،وأن يسلك بنا السبيل املأمول ،وصىل اهلل
وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني ،واحلمد هلل رب العاملني.
25
E
وفيها بيان أهم النتائج والتوصيات
بعد محد اهلل وتوفيقه يل حيث يرس يل رسد األدلة التي تثبت هذه الرسالة العقدية
العظيمة لإلمام أمحد Vتوصلت إىل هذه النتائج املهمة:
-1إن رسالة أصول السنة هلا أسانيد متعددة عن املنقري اجلوهري عن عبدوس بن
مالك العطار عن اإلمام أمحد رمحهم اهلل تعاىل.
-2كثرة األسانيد يف الكتب والرسائل دليل عىل وجود أصلها ،وصحة نسبتها.
حيا
-3مل ينف أحد من املتقدمني رسالة أصول السنة عن اإلمام أمحد Vنف ًيا رص ً
يعتمد عليه.
-4ضعف اإلسناد يف نسبة الكتب والرسائل ال يلزم منه عدم صحة نسبة الكتاب؛ ألن
املحدثني ما قصدوا ذكر األسانيد وال مجعها إال لآلثار.
-5الشهرة يف نسبة الكتب كافية ما مل تكن ألصول العامل خمالفة.
-6الذين ذكروا رسالة أصول السنة واستشهدوا هبا أئمة نقاد ،وجهابذة من علامء
احلنابلة ،وهذا جيعل اإلنسان يستيقن صحة نسبة الرسالة لإلمام أمحد .V
-2أويص نفيس والباحثني إىل عدم اخلوض يف غامر األسانيد للكتب والرسائل والبلدان
والتواريخ ألن أئمة احلديث مل يقصدوا مجع األسانيد إال لآلثار ،ولكل جمال وحال.
تقو ٌل عىل األئمة ،أو نسب إليهم ما هو خمالف للمعروف
تقول ُم ِّ
-3أن هنتم باألسانيد إذا َّ
املشهور عنهم يف مذهبهم ومعتقدهم.
االفتتاحيــة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء واملرسلني ،وبعد؛
فإن كتاب أصول السنة لإلمام أمحد بن حنبل ،Vمن الكتب التي بينت أصول معتقد
أهل السنة واجلامعة ،وهو من الكتب التي اشتهرت ،وانترشت ،وجعل اهلل له القبول،
وأصبح املبتدئ واملنتهي يبتغي إليه الوصول ،وذلك لِ َما لإلمام أمحد يف قلوب املسلمني
احلب والرضا.
-عامة ،واملتبعني ملنهج السلف خاصةُّ -
ولعدم وجود نسخة حمققة يتبني بقراءته املعنى من أول وهلة ،وصعوبة بعض
العبارات ملا يف املطبوع من سقط ،هذا كان أحد األسباب التي رصفت مهتي لتحقيق
الكتاب ،لكون الرسالة مرغوبة فرجوت أن جيعل اهلل للنسخة املحققة القبول؛ فكان
ال بد من رصف اهلمة إىل حتقيق نسخ الكتاب.
وقد طبع الكتاب طبعات مكررة ،ومل حيظ -فيام أعلم -بتحقيق عىل نسخ عدة،
جلد ،حتى خيرج الكتاب بأمجل ُح َّلة، جلد يف مقابلة النسخ با َّ
وهلذا شمرت عن ساعد ا ِّ
وأفضل رونق ِ
وح َّلة ،واهلل أسأل القبول ،وأن جيعله متقبلاً .
وجعلت البحث يف مقدمة ثم النص املحقق.
منهج التحقيق
( )1قاله الشيخ البسام عن كتاب :حاشية املقنع للشيخ سليامن بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الوهاب ،X
كام يف كتاب :علامء نجد خالل ثامنية قرون (.)296/1
30
-6مل أترجم لألعالم الوارد ذكرهم يف املخطوط ،وذلك ألين ترمجت هلم يف قسم
الدراسة.
-7أبني معاين الكلامت الغريبة.
-8رقمت الفقرات حتى يسهل الرجوع ،ومعرفة معاين اجلمل.
-9وضعت العالمات اإلمالئية من الفواصل ،والنقط ...إلخ.
واضحا
ً -10ضبطت مجيع الكلامت يف املتن املحقق بالشكل ،حتى يكون املتن معر ًبا
سلسا ،ويكون احلفظ عليه صونًا من اخلطأ -بإذن اهلل.-
ً سهلاً
31
وصف النسخ
يرس اهلل Fيل الوقوف عىل عدة نسخ ،وهذه النسخ خمتلفة ،وهذه أوصافها:
-1املخطوطة األصل ،والتي رمزت هلا بـ(أ) وهي نسخة ابن البنا الراوي ،وهي
يف نفس الوقت نسخة احلافظ املقديس الواقف :وقد أخذهتا من الشيخ د .عبد اإلله
األمحدي -وفقه اهلل -يف املدينة النبوية -رشفها اهلل -وهي مصورة من خمطوطات دار
الكتب الظاهرية ،بدمشق.
وبعد االطالع عليها تبني يل أهنا أقرب املخطوطات إىل نص رواية (عبدوس بن
مالك) وهلذا جعلتها األصل ،ثم ما أخذته أو أضفته من النسخ األخرى جعلته بني
قوسني ،وبينت مأخذه يف احلاشية.
وهذه املخطوطة ،كتبت بخط مرشقي واضح ،وليس فيها أي طمس ،وتقع يف
[ ]5-1لوحات مع الصفحة األوىل واألخرية التي عليها السامعات ،ويف كل وجه
سطرا] وعليها بعض التصحيحات ،ويبدو أهنا بنفس خط
سطرا [ً 75=15×5
[ً ]15
الناسخ.
وهذه النسخة مقابلة عىل نسخة أخرى ،ومما يدل عىل ذلك أن يف آخرها لفظة
«قوبل» ،ويبدو أهنا آلت إىل احلافظ ضياء الدين املقديس ،فقد كتب يف [ب:]10/
«وقف احلافظ ضياء الدين أبو عبد اهلل حممد بن عبد الواحد املقديس ،Vوقد توىف
احلافظ املقديس سنة 643هـ ،واملخطوطة كتبت قبل احلافظ املقديس بأكثر من قرن؛ فقد
كتبت يف سنة 529هـ ،كام يف آخر املخطوط.
32
وهذه املخطوطة عليها سامعات عدد من العلامء ،كام يف آخر املخطوط [ب،]15/6/
و ُذكر يف آخر املخطوط اسم كاتبه وهو :عبد اهلل بن حممد بن عبد اهلل احلراين((( ،وأنه
انتسخها يف :ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة (529هـ) ،ويبدو أهنا كتبت بعد
وفاة ابن أيب يعىل بثالث سنوات ،ولعلها قوبلت عىل نسخة من الطبقات -واهلل أعلم،-
وصححت عليه ،ومع ذلك فإن ثمت فروقات بني نسخة ابن البنا ،ونسخة الطبقات.
-2نسخة رشح أصول السنة أليب القاسم الاللكائي «418هـ» ،والتي رمزت
هلا بـ(ل) وقد اعتمدت عىل الطبعة املحققة من الكتاب املذكور ،وهو بتحقيق :د .أمحد
مشكورا بتحقيق الكتاب عىل عدة نسخ ،كام ذكر ذلك يف مقدمة
ً سعد الغامدي ،وقد قام
حتقيقه للكتاب ،وضمن ذلك هذه الرسالة.
-3نسخة طبقات احلنابلة البن أيب يعىل «526هـ» ،والتي رمزت هلا بـ(ط)،
واعتمدت من الكتاب املذكور عىل طبعة دار الكتب العلمية ،بريوت ،باهتامم :أبو حازم
أيضا حمقق عىل نسخ.
أسامة بن حسن ،وأبو الزهراء حازم عيل هبجت ،وهذا الكتاب ً
-4نسخة مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي «597هـ» ،والتي رمزت هلا بـ(ج)،
واعتمدت عىل طبعة د .عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي ،دار هجر ،مرص.
-5نسخة ابن بدران الدمشقي «1346هـ» من كتابه :املدخل إىل مذهب اإلمام
أمحد بن حنبل ،والتي رمزت هلا بـ(ب) ،واعتمدت عىل طبعة املكتبة العلمية ،بريوت،
وقد نص ابن بدران Vعىل وجود الرسالة يف الطبقات واملناقب ،ويبدو أهنا قريبة
جدًّ ا من نسخة طبقات احلنابلة ،ومع ذلك فإن بينها وبني ما يف [ط] فروقات ،وغالب
ظني أنه وقف عىل نسخة من الطبقات مل نقف عليها؛ فتعترب نسخة أخرى.
( )1مل أقف له عىل ترمجة.
33
-6قابلت الفقرات بام وجدته منقولاً يف كالم اإلمام اخلالل ،من كتابه :السنة،
ورمزت له بـ(خ) ،وهذه تعترب نسخة سادسة؛ لكنها ليست نصية وال كاملة ،وإنام هي
متفرقة.
-7قابلت الفقرات بام وجدته منقولاً يف كتب شيخ اإلسالم ابن تيمية ،ورمزت له
أيضا متفرقة
بـ(ش) ثم أذكر الكتاب واجلزء والصفحة ،وهذه تعترب نسخة سابعة؛ لكنها ً
يف ثنايا كتبه .V
34
-1يف الفقرة [[ ]4وترك اخلصومات يف الدين] ويف نسخة [ل] و[ط] زيادة [وترك
اجللوس مع أصحاب األهواء ،وترك املراد واجلدال] وال توجد هذه الزيادة يف نسخة [أ]
و[ج] و[ب] ،وال شك أن هذه الزيادة تفيد معنى زائدً ا ،فإن النهي عن اخلصومات
مطل ًقا يشء ،والنهي عن اجللوس مع أصحاب األهواء ،وترك جداهلم أخص منه.
-2يف نسخة [ل] الفقرة [« ]10ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة مل
يقلها ويؤمن هبا مل يكن من أهلها ]..فقوله[ :مل يقلها] غري مفهوم املعنى ،وبالرجوع إىل
النسخ األخرى يتبني أن الصواب [مل يقبلها] فيتبني املراد.
-3يف الفقرة [« ]15وال يضعف أن يقول :القرآن ليس بمخلوق» وهذا واضح
«وال يصف أن يقول» وهذا تصحيف يف V املعنى ،ويف نسخة الشيخ األلباين
النسخة.
-4هناك تقديم وتأخري يف نسخة [ج] ويف نسخة [ب] ،وقد بينت هذا يف موضعه؛
فارجع إليه إن شئت.
-5ظن بعضهم أن قول اإلمام أمحد يف الفقرة [« :]30ومن ترك الصالة فقد كفر»
أنه أراد أن هذا حديث ،واإلمام أمحد Vإنام ساق الكالم للداللة عىل أن العمل من
اإليامن ،بدليل أن من ترك الصالة كفر ،والصالة عمل ،ومل يسق كالمه مساق احلديث،
ويتبني هذا ملن تأمل يف سياق الكالم.
35
-6سقط يف الفقرة [ ]33اسم «طلحة »Iمن النسخة [أ] وهو موجود يف
نسخة [ل ،ط ،ج](((.
( )1وأما النسخ املطبوعة من «أصول السنة» فأبني بعض ما فيها من الفروقات:
-1نسخة الشيخ األلباين Vفإنه حاول أن يصحح نسخته بقدر املستطاع ،ومع ذلك فلم ختل
نسخته من بعض األخطاء -تب ًعا للنسخة -التي يصعب معها فهم املعنى ،والظاهر أن الشيخ وقف
عىل نسخة الظاهرية ،ولكن ال أدري عىل أي نسخة صحح نسخته؛ إال أن يكون اجتها ًدا منه؛ فإن بعض
التصحيحات مل أجدها يف كل النسخ ،مثل تصحيحه يف الفقرة رقم [ ]15حيث كتب« :وال يوصف أن
يقول» وهي يف مجيع النسخ« :وال يضعف أن يقول »:إال يف نسخة [ل] ففيها« :وال ت َْض َعف أن تقول،»:
واضحا ،وجزى اهلل الشيخ عىل ما بذل فإنه -حسب علمي -أول من أخرج هذا ً وهبذا يكون املعنى
الكتاب مفر ًدا ،ويكفيه يف ذلك السبق ،فجزاه اهلل عن اإلسالم واملسلمني خري اجلزاء.
-2نسخة الشيخ عمرو عبد املنعم سليم -وفقه اهلل -فقد اعتمد يف طبعته ورشحه عىل نسخة الظاهرية
املشار إليها بحرف [أ] ،وقد نص هو عىل ذلك كام يف مقدمة كتابه (ص)19؛ وهلذا وجد يف الطبعة
األخطاء التي هي موجودة يف تلك النسخة ،ومن ذلك سقط عبارات ثابتة يف النسخ األخرى -كام تبني
لك يف بيان الفروقات بني النسخ ،-ومنها ما يف (ص )78من كتابه« :ثم بعد هؤالء أصحاب الشورى
اخلمسة :عيل بن أيب طالب ،والزبري ،وعبد الرمحن بن عوف ،وسعد ،وكلهم للخالفة»؛ فوقع تب ًعا لنسخة
[أ] يف خطأين يف هذا املوضع:
األول :أنه مل يذكر اسم «طلحة .»I
والثاني :أنه مل يذكر «كلهم يصلح للخالفة» كام هو يف النسخ األخرى ،وهذا يؤكد أمهية الرجوع إىل عدة
نسخ ،حتى يظهر املعنى ،وال يفوتني أن أنبه إىل أن جهده -سدده اهلل -مشكور ،وعمله مربور ،والكامل
عزيز.
-3نسخة د .الوليد بن حممد بن سيف النرص -نفع اهلل به ،-نص عىل أنه اعتمد عىل ثالث ٍ
نسخ ،وهي:
نسخة الظاهرية [أ] وقد رمز هلا [ر] ،ونسخة طبقات احلنابلة ،ورمز هلا كرمزنا [ط] ،ونسخة رشح
أصول السنة لاللكائي ورمز هلا كرمزنا [ل] ،ومل يعتمد عىل نسخة [ج] ،وال عىل نسخة [ب] مع أن
فيهام زوائد ،وهذه النسخة التي أخرجها الشيخ هي -حسب علمي -أقرب النسخ إىل الصواب ،ومع
ذلك وقع فيه بعض األخطاء ،مثل قوله يف (ص[ :)60وطلحة] ثم قال يف احلاشية( :قال شيخنا -أي
األلباين :-ساقطة من األصل ،واستدركتها من صحيح البخاري) قلت :وهذا االستدراك من الشيخ
األلباين حسن؛ ولكن د .الوليد اعتمد عىل نسخة [ل] ونسخة [ط] وهي موجودة فيهام؛ فال وجه
الستدراكه من موضع آخر ،ثم قال يف نفس الفقرة[ :وسعد] قال يف احلاشية( :غري موجودة يف [ر])..
= مع أهنا موجود يف نسخة الظاهرية [ر] التي عندي.
36
-4نسخة عيل بن حسني أبو لوز ،وهذا الكتاب نسخة من حتقيق الدكتور الوليد بن سيف النرص ،كام =
رصح أبو لوز نفسه يف مقدمة كتابه فقال« :وكان عميل يف الكتاب عىل النحو اآليت -1 :اعتمدت يف املتن
عىل النسخة التي قام بتحقيقها األخ املفضال الوليد بن حممد نبيه بن سيف النرص ،والتي قدم هلا فضيلة
الشيخ عيد عبايس» فلم تتميز هذه الطبعة إال بكوهنا عليها رشح فضيلة الشيخ الدكتور عبد اهلل بن عبد
الرمحن اجلربين .V
وعىل كل حال فإين ال أنكر أين قد استفدت من مجيع هذه النسخ ،سواء من حيث رد الشيخ عمرو بن
عبد املنعم عىل منكر الكتاب ،أو من حيث رشح الدكتور الوليد عىل الكتاب ،أو من حيث االستفادة من
رشح الشيخ الدكتور عبد اهلل بن عبد الرمحن اجلربين.
وأحسب أن نسختي هذه متيزت بضبط النص ،وبيان الفروقات وإن دقت ،ورشح الكتاب من كالم
العلامء األجالء ،واهلل أسأل املغفرة والعفو.
37
رمـــوز النســخ
-1املخطوطة املروية من طريق ابن البنا ،وهي األصل رمزت هلا بـ(أ).
-2نسخة رشح أصول السنة لاللكائي رمزت هلا بـ(ل).
-3نسخة طبقات احلنابلة البن أيب يعىل رمزت هلا بـ(ط).
-4نسخة مناقب اإلمام أمحد البن اجلوزي رمزت هلا بـ(ج).
-5نسخة املدخل البن بدران رمزت هلا بـ(ب).
-6الفقرة إذا كانت يف السنة للخالل رمزت له بـ(خ).
-7الفقرة إذا كانت يف كتب شيخ اإلسالم رمزت له بـ(ش) ثم أذكر الكتاب وموضع
النقل.
واهلل وحده املؤمل أن جيعل هذا العمل مقبولاً عنده ،وأن يضع له القبول يف
األرض ،وصىل اهلل وسلم عىل نبينا ٍ
حممد وعىل آله وصحبه وسلم.
38
النص احملقق
[أ# ]11/2/
حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال :أخربنا والدي
أبو عيل احلسن بن عمر بن البنا قال :أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن
برشان املعدِّ ل قال((( :حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك((( ،حدثنا أبو حممد احلسن بن
عبد الوهاب((( أبو العنرب قراءة عليه((( من كتابه ،يف شهر ربيع األول من((( سنة ثالث
(((
وتسعني ومائتني( ،قال)((( حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن((( املنقري البرصي
( )1قال ابن أيب يعىل « :Vقرأت عىل املبارك ،قلت له :أخربك عبد العزيز األزجي ،أخربنا عيل بن برشان،
أخربنا عثامن املعروف بابن السامك» فاجتمع سند ابن أيب يعىل مع نسخة (أ) يف ابن برشان ،غري أنه سامه
(عيل) ويف نسخة (أ) (عبد اهلل) ،واجتمع سنده مع (ل) يف العنربي [ط.]226/1/
وقال اإلمام الاللكائي :أخربنا عيل بن حممد بن عبد اهلل السكري ،قال :حدثنا عثامن بن أمحد بن عبد اهلل ()2
ابن بريد الدقيقي ،قال :حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب أبو العنرب قراءة من كتابه يف شهر ربيع
األول سنة ثالث وتسعني ومائتني به[ ...ل .]176-175/1/فيجتمع إسناده مع إسناد نسخة (أ) يف
أيب العنرب.
يف (ط) :حدثنا احلسن بن عبد الوهاب ،حدثنا سليامن بن حممد املنقري ،حدثني عبدوس بن مالك ()3
العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حنبل Iيقول. ..
(عليه) ساقطة من نسخة( :ل). ()4
(من) ساقط من (ل). ()5
زيادة أثبتها من( :ل). ()6
يف [خ :]172/1اجلوهري ،وهو املنقري البرصي ،واجتمع سند اإلمام اخلالل يف املنقري مع نسخة ()7
(أ).
(البرصي) ساقط من (ل). ()8
39
بِتِنِّيس ،قال :حدثني عبدوس بن مالك العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد
ابن حنبل (((Iيقول:
[ ]1أصول السنة عندنا :التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ،H
واالقتداء هبم(((.
ُ
وترك البدع. []2
ٍ
بدعة فهي ضالل ٌة. [ُّ ]3
وكل
[ ]4وترك اخلصومات يف الدين((([ ،وترك]((( [اجللوس مع أصحاب األهواء،
وترك املراء واجلدال](((.
[ ]5والسنة عندنا آثار رسول اهلل .H
[ ]6والسنة تفرس القرآن.
[ ]7وهي دالئل القرآن(((.
(((
[ ]8ولي�س يف الس�نة قي�اس ،وال تضرب هل�ا األمث�ال ،وال ت�درك بالعق�ول
وال األهواء(((.
ما كان((( مثله يف [القضاء و]((( القدر ،ومثل أحاديث الرؤية كلها(((ْ ،
وإن َن َّبت عن
((( ((( (((
عليه اإليامن هبا ،وأن ال يرد منها منها املستمع ،وإنام األسامع ،واستوحش
حر ًفا واحدً ا ،وغريها من األحاديث املأثورات عن الثقات.
[ ]13وأن((( ال خياصم أحدً ا ،وال يناظره((( ،وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف
القدر ،والرؤية ،والقرآن ،وغريها من السنن مكروه ،ومنهي((( عنه.
السن َِّة
السنَّ َة -من أهل ُّ
(((1 (((1
[[ ]14و] ال يكون صاحبه [-و] إن أصاب بكالمه ُّ
([ )1ج.]231/
( )2زيادة من (ب) ،واألحاديث الواردة يف القدر كثرية ،يمكن النظر إليها يف كتاب القدر من صحيحي
اإلمام البخاري ومسلم؛ فإهنام قد وضعا هلذا املوضوع أحاديث خاصة ،كلها دالة عىل إثبات القدر ،وأن
اهلل Fعلم األشياء قبل وجودها ،وأنه تعاىل كتب ذلك وفق علمه يف كتاب عنده ،ثم شاء ذلك
وأوجده ،وهذا ال ينايف أن يكون للعبد مشيئة واختيار؛ فإن اهلل Fكتب ذلك وفق علمه وحكمته،
وال منافاة بني القدر والرشع[ .انظر يف هذه املسألة :التدمرية لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،وكتاب شفاء
العليل يف مسائل القضاء والقدر والتعليل للعالمة ابن القيم].
( )3يعني اإلمام أمحد Vبأحاديث الرؤية األحاديث التي تدل عىل رؤية اهلل Fعيانًا باألبصار
للمؤمنني يف دار القرار ،وهذه األحاديث بلغت حد التواتر ،وهي كثرية وطرقها متنوعة ،وقد أورد مج ًعا
منها اإلمام مسلم يف صحيحه حتت باب :إثبات رؤية املؤمنني رهبم يف اآلخرة ،وهذا يف كتاب اإليامن من
صحيحه ،وألف علامء احلديث يف هذا الباب كت ًبا ومؤلفات مستقلة ،ومن هذه املؤلفات :الرؤية لإلمام
الدارقطني .V
([ )4ل.]177/1/
( )5يف (ل) و(ط) و(ج) و(ب) :فإنام.
( )6يف (ب) :فيها.
( )7يف نسخة (ل) :وال خياصم.
( )8يف (ط) :وال يناظر.
( )9يف نسخة (ل) و(ط) و(ج) و(ب) :منهي.
( )10زيادة من (ل).
( )11زيادة من (ب).
42
َحتَّى َيدَ َع ِ
اجلدَ َال[ ،و ُيس ِّلم]((( ،ويؤمن باآلثار.
(((
[ ]15والقرآن كالم اهلل ،وليس بمخلوق ،وال يضعف((( أن يقول[ :القرآن]
ليس [أ[ ]12/3/بـ]ـ((( ـمخلوق؛ قال((( :فإن((( كالم اهلل ليس ببائن منه((( ،وليس
منه يشء((( خملوق.
[ ]16وإياك ومناظرة من [أحدث]((( فيه.
ظ َو َغ ْي ِر ِه.
[ ]17ومن(َ ((1ق َال بِال َّل ْف ِ
َ ْ
ف فِ ِيه فقال ال أدري! [أ]( ((1خملوق أو ليس بمخلوق؟ وإنام هو كالم اهلل؛ [َ ]18و َم ْن َو َق َ
بدعةِ ،م ْثل َم ْن َق َال :هو خملوق( ،((1وإنام هو كالم اهلل وليس بمخلوق. ٍ فهو( ((1صاحب
[ ]19واإليامن بالرؤية يوم القيامة؛ كام ُر ِو َي عن النَّبِ ِّي Hيف( ((1األحاديث
الصحاح.
(((
مأثور -عن رسول اهلل قد رأى ربه؛ فإنه H [ ]20وأن النبي
-Hصحيح(((.
[قد]((( رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ،ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة
ان عن ابن َع ّب ٍ
اس. هر َ ِ ((( عباس ،ورواه عيل بن ٍ
ٍ
يوسف بن م َ
َ زيد عن ُّ ُ عن ابن
يف نسخة (ل) :وأنه. ()1
حيمل عىل أنه رآه يف املنام. ()2
زيادة من (ط). ()3
[ب 27/من املدخل] .هذه الروايات التي فيها أن النبي Gرأى ربه ،جاءت عن ابن عباس ()4
بطرق متعددة كام نبه عليها اإلمام أمحد ،Vوانظرها يف كتاب :الرؤية للدارقطني ،باب :ذكر األحاديث
التي رويت عن النبي Hأنه رأى ربه ،Fذكر الرواية عن ابن عباس.
ِ ِ
ت الأْ ُ َّم ُة َعلىَ َأ َّن ُه لاَ َي َرا ُه َأ َحدٌ فيِ الدُّ ْن َيا بِ َع ْينهَ ،ولمَ ْ َي َتن ََاز ُعوا قال اإلمام ابن أيب العز احلنفي ( :Vوا َّت َف َق ِ
َ
ِ ِ ِ ِ
َ ِ
اص ًة :من ُْه ْم َم ْن َن َفى ُر ْؤ َي َت ُه با ْل َعينْ َ ،ومن ُْه ْم َم ْن أ ْث َبت ََها َل ُه .H فيِ َذل َك إِلاَّ فيِ نَبِ ِّينَا َ Hخ َّ
الص َحا َب ِة َ Mو َم ْن َب ْعدَ ُه ْم فيِ ُر ْؤ َيتِ ِه ،H ف َّ اختِلاَ َ «الش َفا» ْ اض فيِ ِكتَابِ ِه ِّ َو َحكَى ا ْل َقاضيِ ِع َي ٌ
وق ِح َ ٍ لمِ ِ ِ ِ َار َع ِائ َش َة َ Jأ ْن َيك َ
ني َس َألهَ َاَ :ه ْل ُون َ Hر َأى َر َّب ُه بِ َعينْ َر ْأسهَ ،و َأنهَّ َا َقا َل ْت َسرْ ُ َوإِ ْنك َ
ف ِش ْع ِري ممِ َّا ُق ْل َتُ ،ث َّم َقا َل ْتَ :م ْن َحدَّ َث َك َأ َّن محُ َ َّمدً ا َر َأى َر َّب ُه َف َقدْ ك ََذ َب. َر َأى محُ َ َّمدٌ َر َّب ُه؟ َف َقا َل ْتَ :ل َقدْ َق َّ
ف َعنْ ُهَ ،و َق َال اخت ُِل َ ود َو َأبيِ ُه َر ْي َر َة َو ُْثم َق َال :و َق َال جمَ َا َع ٌة بِ َقو ِل َع ِائ َش َة ،Jوهو المَْ ْشهور َع ِن اب ِن مسع ٍ
ْ َ ْ ُ ُ ُ َ ُ َ ْ َ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اس َ :Lأ َّن ُه نيَ .و َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ ني َوا ْل ُف َق َهاء َوالمُْ َت َك ِّلم َ َار َه َذا َوا ْمتنَا ِع ُر ْؤ َيته فيِ الدُّ ْن َيا جمَ َا َع ٌة م َن ا ُمل َحدِّ ث َ بِإِ ْنك ِ
َ Hر َأى َر َّب ُه بِ َع ْينِ ِهَ ،و َر َوى َع َطا ٌء َعنْ ُهَ :أ َّن ُه َرآ ُه بِ َق ْلبِ ِهُ .ث َّم َذك ََر َأ ْق َوالاً َو َف َو ِائدَ ُ ،ث َّم َق َالَ :و َأ َّما ُو ُجو ُب ُه
َصَ ،والمُْ َع َّو ُل فِ ِيه َعلىَ آ َي ِة الن َّْج ِمَ ،وال َّتن َُاز ُع ِ ِ ِ ِِ
لنَبِ ِّينَا َ Hوا ْل َق ْو ُل بِ َأ َّن ُه َرآ ُه بِ َع ْينه َف َل ْي َس فيه َقاط ٌع َولاَ ن ٌّ
ِ
الر ْؤ َي َة فيِ
اض ُ Vه َو الحْ َ ُّقَ ،فإِ َّن ُّ ورَ ،والاْ ْحتِماَ ُل لهَ َا ممُ ْ ِك ٌنَ ،و َه َذا ا ْل َق ْو ُل ا َّل ِذي َقا َل ُه ا ْل َقاضيِ ِع َي ٌ ف َيها َم ْأ ُث ٌ
ِ
َص بِ َأ َّن ُه َ Hر َأى َر َّب ُه بِ َعينْ ِ ِ ِ ِ
وسى َ ،Sلك ْن لمَ ْ َي ِر ْد ن ٌّ الدُّ ْن َيا ممُ ْكنَ ٌة ،إِ ْذ َل ْو لمَ ْ َت ُك ْن ممُ ْكنَ ًة ،لمََا َس َألهَ َا ُم َ
يح ِهَ ،ع ْن َأبيِ َذ ٍّر َ Iق َالَ :س َأ ْل ُت ر ْأ ِس ِه ،ب ْل ورد ما يدُ ُّل َعلىَ َن ْف ِي الر ْؤي ِة ،وهو ما رواه مس ِلم فيِ ص ِح ِ
َ ُّ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ ْ ٌ َ ََ َ َ َ َ
ت نُورا» .و َقدْ روى مسلمِ ٍ ِ
«ر َأ ْي ُ ً َ َ َ ُ ْ ٌ ُور َأنَّى َأ َرا ُه»َ .وفيِ ِر َوا َيةَ : ول اهلل َ Hه ْل َر َأ ْي َت َر َّب َك؟ َف َق َال« :ن ٌ َر ُس َ
س ك َِل ٍ ِ وسى الأْ َ ْش َع ِر ِّي َ Iأ َّن ُه َق َالَ :قا َم فِينَا َر ُس ُ
تَ ،ف َق َال« :إِ َّن ول اهلل Hبِ َخ ْم ِ ماَ َأ ْي ًضا َع ْن َأبيِ ُم َ
ارارَ ،و َع َم ُل الن ََّه ِ ي ِف ُض ا ْل ِق ْس َط َو َي ْر َف ُع ُهُ ،ي ْر َف ُع إِ َل ْي ِه َع َم ُل ال َّل ْي ِل َق ْب َل َع َم ِل الن ََّه ِ اهللَ اَل َينَا ُم َو اَل َينْ َب ِغي َل ُه َأ ْن َينَا َم ،خَ ْ
ِ ِ (وفيِ ِر َوا َي ٍة :الن َُّار)َ ،ل ْو ك ََش َف ُه أَلَ ْح َر َق ْ ِ
ص ُه ات َو ْج ِهه َما ا ْنت ََهى إِ َل ْيه َب رَ ُ ت ُس ُب َح ُ ُّورَ ، َق ْب َل َع َم ِل ال َّل ْي ِل ،ح َجا ُب ُه الن ُ
ابَ ،و َم ْعنَى َق ْولِ ِه= : ِ
ُورا»َ :أ َّن ُه َر َأى الحْ َج َ تن ً «ر َأ ْي ُ ِ ِ لأِ
-واهللُ َأ ْع َل ُمَ -م ْعنَى َق ْوله َبيِ َذ ٍّر َ ُون َ ِم ْن َخ ْل ِق ِه»َ .ف َيك ُ
44
واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ،Hوالكالم فيه بدعة،
ولكن نؤمن به كام جاء((( عىل ظاهره ،وال يناظر((( فيه أحدً ا(((.
[ ]21واإليامن بامليزان يوم القيامة(((؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن
جناح بعوضة»((( ،ويوزن العبد وأعامل العباد(((؛ كام جاء يف األثر ،واإليامن به(((،
ُ
وترك جمادلته. والتصديق به[ ،ب ]12/3/واإلعراض َع َّمن((( رد ذلك،
(((
[ ]22وأن اهلل [تبارك و]((( تعاىل((( ُيك ِّلم العباد يوم القيامة ،ليس بينهم وبينه
ترمجان ،واإليامن [به]((( والتصديق به(((.
(((
حوضا يوم القيامةَ ،ي ِر ُد
ً [ ]23واإليامن باحلوض ،وأن لرسول اهلل H
عليه ُأ ّمتُه ،عرضه مثل طوله ،مسرية((( شهر ،آنيته كعدد((( نجوم السامء ،عىل ما صحت
به األخبار من غري وجه.
[ ]24واإليامن بعذاب القرب ،وأن هذه األمة تفتن يف قبورها ،وت ُْس َأل((( عن اإليامن
َك ٌري ،كيف شاء [اهلل ،((1(]Dوكيف واإلسالم ،ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ
ُ ٌ َ َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ
أراد ،واإليامن به ،والتصديق به(.((1
زيادة من (ل). ()1
(تعاىل) ساقط من (ط) و(ب). ()2
يف (ط) و(ب) :ليس بينه وبينهم. ()3
زيادة من (ل) ،و(ط). ()4
«ما (( )5به) ساقط من (ج) و(ب) .ويدل له حديث َع ِدي ب ِن حاتِ ٍم َ Iق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل َ :H َ ُ ِّ ْ َ
ِ ِ
ان؛ َف َينْ ُظ ُر َأ ْي َم َن منْ ُه َف اَل َي َرى إِ اَّل َما َقدَّ َمَ ،و َينْ ُظ ُر َأ ْش َأ َم منْ ُه ِ
ج ٌمنْك ُْم َأ َحدٌ إِ اَّل َس ُي َك ِّل ُم ُه اهللَُ ،ل ْي َس َب ْينَ ُه َو َب ْينَ ُه ت ُْر مُ َ
اء َو ْج ِه ِه؛ َفا َّت ُقوا الن ََّار َو َل ْو بِ ِش ِّق تمَ ْ َر ٍة»[ .أخرجه ِ ِ
َف اَل َي َرى إِ اَّل َما َقدَّ َمَ ،و َينْ ُظ ُر َبينْ َ َيدَ ْيه َف اَل َي َرى إِ اَّل الن ََّار ت ْل َق َ
البخاري يف صحيحه ،كتاب الرقاق ،باب من نوقش احلساب عذب ،ومسلم يف صحيحه ،كتاب الزكاة،
باب احلث عىل الصدقة.]..
( )6يف (ل) و(ط) و(ج) و(ب) :ترد.
( )7يف (أ) :مسريه.
( )8يف (ط) :عدد .وقد ورد يف احلوض أحاديث كثرية قد مجعها يف مكان واحد اإلمام مسلم يف صحيحه،
كتاب الفضائل ،باب إثبات حوض نبينا ،Gويمكن مراجعة هذه األحاديث للوقوف عىل
وصف احلوض ،وطوله وعرضه ،ووصف مائه ،ووصف الورود عليه ،وقد ألف مؤلفات خاصة يف
احلوض ،ومنها :احلوض والكوثر لبقي بن خملد.
( )9يف (أ) :و ُيسأل.
( )10زيادة من (ل) ،ويف (ط) و(ج) و(ب) :كيف شاء اهلل.
([ )11ج .]233/أحاديث إثبات عذاب القرب ونعيمه ،وفتنة القرب وسؤاله بلغت حد التواتر ،وقد أوردها =
46
[ ]26وبقو ٍم يخَ ُْر ُجون من النار بعدما احرتقوا وصاروا َف ْحماً ؛ ف ُي ْؤ َم ُر هبم إىل هنر
عىل باب اجلنة؛ كام جاء يف((( األثر ،كيف شاء [اهلل]((( ،وكام شاء((( ،إنام هو اإليامن به
والتصديق به.
=أئمة احلديث يف كتبهم ،وضمن جماميعهم ،وانظر طرفا من ذلك يف صحيح اإلمام البخاري ،كتاب
اجلنائز ،باب ما جاء يف عذاب القرب ،وما بعدها من األبواب ،وهكذا اإلمام مسلم يف صحيحه ،كتاب
املساجد ومواضع الصالة ،باب استحباب التعوذ من عذاب القرب ،وقد ألف مؤلفات عدة يف هذا
الباب من ذلك :كتاب إثبات عذاب القرب للبيهقي.
ومما جاء يف إثبات الشفاعة للنبي Gما أورده اإلمام مسلم يف صحيحة ،كتاب اإليامن ،باب ()1
إثبات الشفاعة وإخراج املوحدين من النار ،وقد ألف العلامء مؤلفات مستقلة يف الشفاعة ،ومنها :كتاب
الشفاعة للشيخ أيب عبد الرمحن مقبل بن هادي الوادعي.
(يف) ساقط من (ج) و(ب). ()2
زيادة من (ل) و(ط). ()3
يف (ط) و(ب) :يشاء. ()4
زيادة من (ب). ()5
[ج.]234/ ()6
[ل .]179/1/وقد جاءت األحاديث متواترة يف إثبات خروج الدجال ،وأورد اإلمام البخاري أحاديثه ()7
يف صحيحه ،كتاب الفتن ،باب ذكر الدجال ،ومسلم يف صحيحه ،كتاب الفتن وأرشاط الساعة ،باب
ذكر الدجال وصفته.
قوله (مريم) ساقط من (ط) ،وقوله )S( :ساقط من (ل) .انظر أحاديث نزول عيسى بن مريم ()8
Sوقتله للدجال يف صحيح اإلمام البخاري ،كتاب أحاديث األنبياء ،باب نزول عيسى ابن مريم،
وصحيح اإلمام مسلم ،كتاب اإليامن ،باب نزول عيسى ابن مريم...
47
( )1يف (ط) :األثر .واحلديث أخرجه :أبو داود يف سننه ،كتاب السنة ،باب الدليل عىل زيادة اإليامن ونقصانه،
والرتمذي يف جامعه ،كتاب اإليامن ،باب ما جاء يف استكامل اإليامن وزيادته ونقصانه ،وقال الرتمذي
ِ يسىَ :ه َذا َح ِد ٌ ِ ِ ٍ (وفيِ ا ْل َباب َع ْن َأبيِ ُه َر ْي َرةََ ،و َأن ِ
يح).
يث َصح ٌ َس ْب ِن َمالكَ ،ق َال َأ ُبو ع َ عقبهَ :
([ )2ط.]228/1/
( )3يف (ج) و(ب) :من الفقرة [ ]32وحتى الفقرة [ ]59أخر .واألحاديث التي تدل عىل كفر تارك الصالة،
قد أوردها اإلمام مسلم يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب بيان إطالق اسم الكفر عىل من ترك الصالة،
الش ِك َوا ْل ُك ْف ِر
الر ُج ِل َو َبينْ َ رِّ ْ ولَ « :بينْ َ َّ ول اهللِ َ Hي ُق ُ ولَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ عن َجابِ َر ْب َن َع ْب ِد اهللِ َ Lي ُق ُ
الص اَل ِة» .وانظر التفصيل يف حكم تارك الصالة كتاب الصالة للعالمة ابن القيم .V ت َْر ُك َّ
( )4يف (ل) و(ط) و(ج)ُ :ن َقدِّ م.
( )5من هذه الفقرة موجود يف [ج ص ]216إىل الفقرة [ .]36ومما يدل لذلك ما جاء يف حديث ا ْب ِن ُع َم َر
ابُ ،ث َّم ُع ْثماَ َنَّاس فيِ َز َم ِن النَّبِ ِّي H؛ َفن َُخيرِّ ُ َأ َبا َبك ٍْرُ ،ث َّم ُع َم َر ْب َن الخْ َ َّط ِ
ُخيرِّ ُ َبينْ َ الن َِ Lق َالُ « :كنَّا ن َ
ان .»Mرواه البخاري يف صحيحه ،كتاب املناقب ،باب فضل أيب بكر بعد النبي .Hا ْب َن َع َّف َ
( )6يف (ل) :اخلمس ،ومكتوب يف بعض النسخ عىل الصواب( :اخلمسة) ،كام بينه املحقق.
48
[وطلحة]((( ،والزبري ،وعبد الرمحن بن عوف ،وسعد [بن أيب وقاص]((([ ،و]((( كلهم
[يصلح]((( للخالفة ،وكلهم إمام ،ويذهب يف ذلك إىل((( حديث ابن عمر :I
«كنا َن ُعدّ -وروسول اهلل َ -Hح ٌّي ،وأصحابه متوافرون :أبو بكر ،ثم عمر ،ثم
عثامن ،ثم نسكت».
[ ]35ثم من((( َب ْع ِد أصحاب الشورى :أهل ٍ
بدر من املهاجرين ،ثم أهل بدر من
األنصار ،من أصحاب رسول اهلل Hعىل قدر اهلجرة والسابقة ،أولاً فأولاً .
[ ]36ثم أفضل الناس بعد هؤالء :أصحاب رسول اهلل Hالقرن((( الذي
ِ
ُبع َث فيهم ،ك ُُّل َمن صحبه َسنَ ًة ،أو ً
شهرا ،أو يو ًما ،أو ساعة ،أو رآه [مؤمنًا به](((؛ فهو
من أصحابه ،له [من]((( الصحبة عىل قدر ما صحبه[ ،ب ]13/4/وكانت سابقته معه،
وسمع منه ،ونظر إليه نظرة(.((1
[ ]37فأدناهم صحبة :هو أفضل من القرن الذين مل يروه ،ولو لقوا اهلل بجميع
األعامل ،كان( ((1هؤالء الذين صحبوا النبي Hورأوه وسمعوا منه ومن رآه
( )1زيادة من (ل) و(ط) إال أن يف (ط) و(ج) طلحة بعد الزبري.
( )2زيادة من (ط).
( )3زيادة من (ج).
( )4زيادة من (ل) و(ط) و(ج).
( )5يف (ل) :ونذهب إىل ،ويف (ط) و(ج) :ونذهب يف ذلك إىل .واحلديث أخرجه البخاري يف صحيحه،
كتاب املناقب ،باب فضل أيب بكر بعد النبي .H
(( )6من) ساقط من (ط).
([ )7ل.]180/1/
( )8زيادة من [ش منهاج السنة ]383/8وجل هذه الفقرة موجود يف هذا املوضع منه.
( )9زيادة من (ل) و(ط) و(ج).
(( )10نظرة) :ساقط من (ط).
( )11يف (ط) :كام ،والصواب من (أ) و(ل) و(ج).
49
بعينه -وآمن به -ولو ساعة]((( أفضل -لصحبتهم (((-من التابعني ،ولو عملوا كل
أعامل اخلري(((.
َولِ َي ((( ِ
والفاجر[ ،ومن [ ]38والسمع والطاعة لألئمة ،وأمري املؤمنني :ال ِّ
رب
اخلالف َة ،واجتمع((( الناس عليه((( ،ورضوا به(((.
[ ]39ومن [خرج] عليهم بالسيف حتى صار خليف ًةُ ،
وس ِّم َي((( أمري املؤمنني(.((1 (((
رتك. ِ
والفاجر -ال ُي ُ -الرب (((1 ٍ
ماض مع األمراء إىل يوم القيامة ِّ [ ]40والغزو
ٍ
ماض ،ليس ألحد أن يطعن عليهم، [ ]41وقسمة الفيء ،وإقامة احلدود إىل األئمة
وال ينازعهم.
[ ]42ودفع الصدقات إليهم جائزة[ ،و]((( نافذة[ ،و]((( من دفعها إليهم أجزأت
فاجرا(((.
عنهَ ،ب ًّرا كان أو ً
ف [كل]((( َم ْن َو ّاّل ُه((( جائز ٌة((( ،تام ٌة ركعتني(((؛
وخ ْل َ
[ ]43وصالة اجلمعة َخ ْل َف ُهَ ،
(((1
من أعادها((( فهو مبتدع((( ،تارك لآلثار ،خمالف للسنة ،ليس له من فضل اجلمعة
يشء ،إذا مل ير الصالة خلف األئمة[ ،كائنني]( ((1من كانواِّ :برهم وفاجرهم؛ فالسنة
بأن( ((1يصيل( ((1معهم ركعتنيَ [ ،من أعادمها فهو ُمبت َِدع]( ((1ويدين([ ((1أ]14/5/
بأهنا تامة[ ،و]( ((1ال يكن( ((1يف صدرك من ذلك( ((1شك(.((1
( )1زيادة من (ل) ،والفقرة إىل هنا موجودة يف [ش منهاج السنة .]529/1
( )2زيادة من (ط).
([ )3ل.]181/1/
( )4زيادة من (ج).
( )5يف (ل) و(ب)ُ :وليِّ َ ،ويف (ج)َ :وليِ َ .
( )6يف (ب) زيادة :إمامته.
( )7يف (ط) :ركعتان وهي أصح ألهنا صفة ،وصفة املرفوع مرفوعة.
( )8يف (ل) و(ج) و(ب)( :أعادمها) والضمري راجع إىل الركعتني ،وإذا قيل( :أعادها) فالضمري راجع
إىل الصالة.
( )9مجلة( :من أعادها فهو مبتدع) موجود بنصه يف [ش جمموع الفتاوى .]286/3
( )11زيادة من (ب). ( )10يف (ط) :مجعته.
( )13يف (ل) و(ج) و(ب) :أن تصيل. ( )12يف (ط) :أن.
( )14زيادة من (ل) ،وكام قال حمققه :هي زيادة من نسخة (هـ) و(ز).
( )15يف (ل) و(ج) و(ب) :وتدين.
( )16زيادة من (ل).
( )17يف (ج) :ال يكون.
(( )18من ذلك) ساقط من (ب).
([ )19ج ،]241/وهذه الفقرة يف [ش الفتاوى الكربى ]475/2بمعناه.
51
[ ]44ومن خرج عىل إمام من أئمة((( املسلمني -وقد [كان الناس]((( اجتمعوا
عليه ،وأقروا له باخلالفة((( ،بأي وجه كان :بالرضا ،أو بالغلبة -فقد شق هذا اخلارج
عصا املسلمني ،وخالف اآلثار عن رسول اهلل H؛ فإن مات اخلارج عليه مات
ِمي َت ًة جاهلي ًة.
[ ]45وال حيل قتال((( السلطان ،وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل
ذلك؛ فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق(((.
[ ]46وقتال اللصوص واخلوارج جائز((( ،إذا عرضوا للرجل يف نفسه ،وماله؛
فله أن يقاتل عن نفسه ،وماله ،ويدفع عنها((( بكل ما يقدر(((.
[ ]47وليس له إذا فارقوه أو((( تركوه أن يطلبهم ،وال يتبع( ((1آثارهم ،ليس
ألحد إال [لـ]ـإلمام( ،((1أو ِ
والة املسلمني.
[ ]48إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك( ،((1وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا.
( )1ساقط من (ل) ،وهي موجودة يف نسخة من نسخها ،كام ذكر ذلك حمققه.
( )2يف (أ) :كانوا ،والزيادة من (ل) و(ط).
([ )3ط.]229/1/
( )4يف (ط) :قتل.
( )5يف (ج) و(ب) :انتهت رواية عبدوس هبذه الفقرة ،وما بعدها من الفقرات قدمت .وكام بينت فإن يف (ج)
و(ب) تقديم وتأخري ،ومجيع فقرات الرسالة موجودة لكنها عىل غري ترتيب نسخة (أ) و(ل) و(ط).
( )6هذه الكالم موجود يف (خ )172/1بنصه.
( )7يف (ط) و(ج) و(ب) :عنهام.
( )8هذه الفقرة وما بعدها أخرت يف (ب) ،وصارت هي آخر الرسالة ،عىل خالف ترتيب النسخ األخرى.
( )9يف (ط) :وتركوه.
( )10يف (ج) :أو يتبع ،ويف (ب) :وال يتتبع.
( )11زيادة من( :ل) و(ب).
(( )12ذلك) ساقط من (ب).
52
[ ]49فإن مات عىل يديه((( يف دفعه عن نفسه يف املعركة((( فأبعد اهلل املقتول.
[ ]50وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال -وهو يدفع عن نفسه ،وماله -رجوت له
الشهادة ،كام جاء يف األحاديث(((.
[ت]((( بقتاله ،ومل ت َْأ ُم ْر((( بقتله،
[ ]51ومجيع اآلثار يف هذا[ :ب ]14/5/إنام َأ َم َر ْ
وال اتباعه(((.
[ ]52وال جيهز((( عليه إن((( ِصرُ َعْ ،أو َ
كان َج ِر ًحيا(((.
أسريا فليس له أن يقتله ،وال [أن]( ((1يقيم عليه احلد ،ولكن [ ]53وإن أخذه ً
يرفع أمره إىل َمن َولاّ ُه اهلل؛ َف َي ْحكُم( ((1فِيه(.((1
[ ]54وال نش�هد( ((1على [أحد من]( ((1أه�ل القبلة بعمل يعمل�ه بجنة وال نار،
( )1ساقط من مجيع نسخ (ل) ،وفيها :فإن أتى عليه ،ويف (ط من نسخة ل) ويف (ج) و(ب) :فإن أتى عىل
بدنه.
( )2يف (ط) :باملعركة.
([ )3ج.]240/
( )4زيادة من (ط).
( )5يف (أ) و(ل) و(خ) :تؤمر ،ويف (ج) و(ب)ُ :يؤمر.
( )6من الفقرة [ ]45وحتى هناية الفقرة [ ]50موجودة يف [خ.]174/1/
( )7ساقط من مجيع نسخ (ل) وفيها( :جييز) ،قال حمققه :ولعل الصحيح( :جيهز) ،وال شك أن هذا هو
الصواب ،وذلك ما هو موجود يف نسخة (أ) ،و(ط) و(ج) و(ب) و(خ).
([ )8ل.]182/1/
حيا.
حيا ،ويف (ج) :وإن كان جر ً( )9يف (ب) :طر ً
( )10زيادة من (ب).
( )11الفقرة [ ]52 ،51موجود بنصه يف [خ.]173/1
كبريا.
وتأخريا ً
ً ( )12يف (ج) بعد هذه الفقرة فقرة [ ،]37وهذا مما يدل أن ثم تقديماً
( )13يف (ل) :وال يشهد.
( )14زيادة من (ل).
53
نرجو للصالح ،ونخاف عليه((( ،ونخاف عىل امليسء املذنب ونرجو((( له رمحة اهلل(((.
[ ]55و َمن َل ِق َي اهللَ بِ َذن ٍ
ْب يجَ ِ ُ
ب((( َل ُه [به]((( الن ََّار تائ ًبا غري مُصرِّ عليه فإن اهلل
[ (((]Dيتوب عليه ،و[اهلل]((( يقبل التوبة عن عباده ،ويعفو عن السيئات.
يم َع َل ْي ِه َحدُّ ذلك الذنب [يف الدنيا]((( فهو كفارته؛ ِ ِ
[[ ]56و] َم ْن َلق َي ُه َو َقدْ ُأق َ
(((
هبا العقوب ُة؛ َف َأ ْم ُر ُه إىل اهلل [ ،((1(]Dإن شاء َع َّذ َب ُه ،وإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه(.((1
[َ ]58و َم ْن َل ِق َي ُه ِمن( ((1كافِ ٍر َع َّذ َب ُهَ ،ولمَْ َي ْغ ِف ْر َل ُه(.((1
الر ْج ُم َح ٌّق َعلىَ َمن َزنَا َو َقدْ ُأ ْح ِص َن ،إِ َذا ا ْعترَ َ َ
ف( ،((1أو قامت عليه بينة، [َ ]59و َّ
( )1يف (ل) :يرجو ..وخياف عليه ،ويف (أ) عليهم ،وما أثبته من (ط).
( )2يف (ل) :وخياف ..ويرجو.
( )3هذه الفقرة قدمت يف (ج) و(ب) ،وفيهام قال :وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة
وال نار ،نرجو للصالح ،ونخاف عىل امليسء املذنب ،ونرجو له رمحة اهلل.
( )5زيادة من (ط) و(ج). ( )4يف (ط) و(ج) و(ب) :جتب.
( )7زيادة من (ل) نسخة :ط ،ومن (ط). ( )6زيادة من (ل) و(ب).
( )9زيادة من (ط) و(ب). ( )8زيادة من (ل).
( )11زيادة من (ط). (( )10يف) ساقط من (ج).
( )13يف (ل) و(ط) و(ج) :استوجب. ( )12زيادة من (ط) و(ج) و(ب).
( )14زيادة من (ل) ،ويف (ط) :إىل اهلل تعاىل.
([ )15ج ]238/وتداخلت الفقرتان [ ]56-55يف (ب) ،وفيها :ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك يف الدنيا
من الذنوب التي قد استوجب هبا العقوبة فأمره إىل اهلل ،إن شاء عذبه ،وإن شاء غفر له.
كافرا.
( )16يف (ل) و(ط) :ومن لقيه ً
( )17هذه الفقرة ساقط من (ب) ،ثم يف (ج) بعد هذه الفقرة ،فقرة []68؛ ففيها تقديم وتأخري كثري.
( )18يف (ل) :اعرتاف.
54
[و]((( قد رجم رسول اهلل صىل اهلل [أ ]15/6/عليه وسلم ،و[قد رمجت]((( األئم ُة
الراشدون(((.
ص [أحدً ا]((( ِمن أصحاب رسول اهلل ،Hأو أبغضه [َ ]60و َم ِن ا ْن َت َق َ
حلدث [كان]((( ِمنْ ُه ،أو َذك ََر مساويه((( ،كان مبتد ًعا ،حتى يرتحم عليهم مجي ًعا ،ويكون ٍ
=ومسلم يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب بيان معنى قول النبي « :Hال ترجعوا بعدي
كفارا.»...
ً
([ )1ج.]236/
([ )2ل[ ،]184/1/ب .]28/واحلديث أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب [ﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ ﮝ] ،ومسلم يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب إذا تواجه املسلامن بسيفيهام.
( )3احلديث أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب خوف املؤمن من أن حيبط عمله ،ومسلم يف
صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب بيان قول النبي « :Gسباب املسلم.»..
( )4احلديث أخرجه البخاري يف صحيحه يف مواضع ،منها كتاب األدب ،باب من كفر أخاه بغري تأويل،
ومسلم يف صحيحه ،كتاب اإليامن ،باب بيان حال إيامن من قال ألخيه يا كافر.
([ )5ط ،]230/1/وفيه :كفر باهلل َم ْن تربأ.
( )6زيادة من (ب).
( )7يف (أ) :تربئ ،والصواب من (ل) و(ج) ،ويف (ب) :متربأ .واحلديث أخرجه اإلمام يف مسنده،
ح( ،)6723من مسند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،وابن ماجه يف سننه ،كتاب الفرائض ،باب من
أنكر ولده.
( )8يف (ل) :ونحوه من األحاديث.
([ )10ج.]237/ ( )9يف (ب) :وإنا.
( )11يف (ل) :يعلم.
( )12ما أثبته من (ط) ،ويف (أ) و(ل) و(ج) و(ب) :تفسريها.
(( )13فيه) ساقط من (ج).
( )14يف (ل) :وال يتكلم ..وال جيادل ..وال يفرس.
56
هذه األحاديث إال [بـ]((( ـمثل ما جاءت[ ،و]((( ال نردها إال بأحق((( منها.
(((
[[ ]69قال :ومن اإليامن :االعتقاد بأن]((( اجلنة والنار خملوقتان[ ،قد ُخ ِل َقتَا]
(((
كام جاء عن رسول اهلل « :Hدخلت اجلنة فرأيت قص ًرا»((( ،و«[دخلت فـ]
ـ ــرأيت [فيها]((( الكوثر»((( ،و«اطلعت يف اجلنة؛ فرأيت أكثر( ((1أهلها كذا»(،((1
و«اطلعت يف النار؛ فرأيت [أكثر أهلها النساء» و«اطلعت يف النار( ((1فرأيت]( ((1كذا
و[رأيت]( ((1كذا»؛ فمن زعم أهنام مل تخُْ َل َقا( ((1فهو مك َِّذب بِا ْل ُقر ِ
آن وأحاديث رسول اهلل ْ ُ ٌ
،Hوال( ((1أحسبه يؤمن باجلنة والنار.
ِ
القبلة ُم َو ِّحدً ا ُي َصىل((( عليهَ ،و ُيس َت ْغ َف ُر َل ُه، ��ات ِم ْن َأ ْه ِ
��ل [َ ]70و َم�� ْن َم َ
صغريا كان أو ً االستِ ْغ َف ُارَ ،وال يرتك((( الصالة عليه((( لذنب أذنبه، ب َعنْ ُه ْ
(((
وال يحُ ْ َج ُ
كبريا[ ،و]((( [ ُن َف ِّو ُض]((( َأ ْم َر ُه إِىل اهلل [.(((]D ً
تسليما
ً آخر الرسالة واحلمد هلل وحده وصلواته على حممد وآله وسلم
سمع مجيع الرسالة من لفظ الشيخ اإلمام أيب عبد اهلل حييى بن أيب عيل احلسن بن أمحد بن البنا
بروايته عن والده الشيخ اإلمام املهذب أبو املظفر عبد امللك بن عيل ابن حممد اهلمداين ،وقال هبا أدين اهلل
وسمعها كاتبها صاحب النسخة ،وكاتبها عبد الرمحن بن هبة اهلل بن املعراض احلراين
وذلك يف أواخر ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة
-احلمد هلل-
( )1يف (أ) :فيصىل ،ويف (ج) و(ب) :نصيل عليه ،ونستغفر له.
([ )2ل ،]185/1/ويف (ج) :وال نحجب.
( )3يف (ط) و(ج) و(ب) :نرتك.
أيضا :وال تُترْ َ ُك الصالة عليه.
( )4سقط من (ل) :وال حيجب عنه االستغفار ،وفيه ً
( )6زيادة من (ب). ( )5زيادة من (ل).
( )7يف (أ) :تعاىل ،والزيادة من (ل) و(ط) و(ج) ،وهنا آخر الرسالة يف مجيع النسخ ،ما عدا نسختي:
كثريا ،وبعد هذا يف (ج) و(ب) فقرة [ ،]45هذا آخر الرسالة ،واهلل وتأخريا ً
ً (ج) و(ب) فإن فيهام تقديماً
أسأل القبول.
جمردًا -
َّ -
60
#
حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال :أخربنا والدي أبو
عيل احلسن بن عمر بن البنا قال :أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان
املعدِّ ل قال :حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك ،حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب
أبو العنرب قراءة عليه من كتابه ،يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني،
قال حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري البرصي بِتِنِّيس ،قال :حدثني عبدوس بن
مالك العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل Iيقول:
[ ]1أصول السنة عندنا :التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ،H
واالقتداء هبم.
ُ
وترك البدع. []2
ٍ
بدعة فهي ضالل ٌة. [ُّ ]3
وكل
[ ]4وترك اخلصومات يف الدين ،وترك اجللوس مع أصحاب األهواء ،وترك املراء واجلدال.
[ ]5والسنة عندنا آثار رسول اهلل .H
[ ]6والسنة تفرس القرآن.
[ ]7وهي دالئل القرآن.
[ ]8وليس يف السنة قياس ،وال ترضب هلا األمثال ،وال تدرك بالعقول وال األهواء.
[ ]9وإنام هو االتباع ،وترك اهلوى.
61
[ ]10ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة ومل يقبلها ويؤمن هبا مل يكن
من أهلها:
والتصديق باألحاديث فيه ،واإليامن هبا، ُ خريه ورشه، اإليامن بالقدر ِ
ُ []11
ف؟ إنام هو التصديق ،واإليامن هبا. ال يقال :لمِ َ؟ وال َك ْي َ
حل ِديث ،و َي ْب ُل ْغ ُه َع ْق ُله ،فقد ك ُِف َي ذلك ،و ُأ ْح ِك َم له؛ فعليه ِ
[َ ]12ومن مل يعرف َت ْفسري ا َ
اإليامن به ،والتسليم له ،مثل حديث الصادق املصدوق ،ومثل ما كان مثله يف القضاء والقدر،
ومثل أحاديث الرؤية كلهاْ ،
وإن َن َّبت عن األسامع ،واستوحش منها املستمع ،وإنام عليه
اإليامن هبا ،وأن ال يرد منها حر ًفا واحدً ا ،وغريها من األحاديث املأثورات عن الثقات.
[ ]13وأن ال خياصم أحدً ا ،وال يناظره ،وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف القدر،
والرؤية ،والقرآن ،وغريها من السنن مكروه ،ومنهي عنه.
السن َِّة َحتَّى َيدَ َع
السنَّ َة -من أهل ُّ
[ ]14وال يكون صاحبه -وإن أصاب بكالمه ُّ
ِ
اجلدَ َال ،و ُيس ِّلم ،ويؤمن باآلثار.
[ ]15والقرآن كالم اهلل ،وليس بمخلوق ،وال يضعف أن يقول :القرآن ليس
بمخلوق؛ قال :فإن كالم اهلل ليس ببائن منه ،وليس منه يشء خملوق.
[ ]16وإياك ومناظرة من أحدث فيه.
ظ َو َغ ْي ِر ِه.
[ ]17ومن َق َال بِال َّل ْف ِ
َ ْ
ف فِ ِيه فقال ال أدري! أخملوق أو ليس بمخلوق؟ وإنام هو كالم اهلل؛ فهو [َ ]18و َم ْن َو َق َ
بدعةِ ،م ْثل َم ْن َق َال :هو خملوق ،وإنام هو كالم اهلل وليس بمخلوق. ٍ صاحب
[ ]19واإليامن بالرؤية يوم القيامة؛ كام ُر ِو َي عن النَّبِ ِّي Hيف األحاديث الصحاح.
[ ]20وأن النبي Hقد رأى ربه؛ فإنه مأثور -عن رسول اهلل -H
صحيح.
62
قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ،ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة عن ابن
ان عن ابن َع ّب ٍ
اس. هر َ ِ عباس ،ورواه عيل بن ٍ
ٍ
يوسف بن م َ
َ زيد عن ُّ ُ
واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ،Hوالكالم فيه بدعة،
ولكن نؤمن به كام جاء عىل ظاهره ،وال يناظر فيه أحدً ا.
[ ]21واإليامن بامليزان يوم القيامة؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن
جناح بعوضة» ،ويوزن العبد وأعامل العباد؛ كام جاء يف األثر ،واإليامن به ،والتصديق
ُ
وترك جمادلته. به ،واإلعراض َع َّمن رد ذلك،
[ ]22وأن اهلل ُ Fيك ِّلم العباد يوم القيامة ،ليس بينهم وبينه ترمجان ،واإليامن
به والتصديق به.
حوضا يوم القيامةَ ،ي ِر ُد
ً [ ]23واإليامن باحلوض ،وأن لرسول اهلل H
عليه ُأ ّمتُه ،عرضه مثل طوله ،مسرية شهر ،آنيته كعدد نجوم السامء ،عىل ما صحت به
األخبار من غري وجه.
[ ]24واإليامن بعذاب القرب ،وأن هذه األمة تفتن يف قبورها ،وت ُْس َأل عن اإليامن
َك ٌري ،كيف شاء اهلل ،Dوكيف أراد، واإلسالم ،ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ
ُ ٌ َ َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ
واإليامن به ،والتصديق به.
[ ]25واإليامن بشفاعة النبي .H
[ ]26وبقو ٍم يخَ ُْر ُجون من النار بعدما احرتقوا وصاروا َف ْحماً ؛ ف ُي ْؤ َم ُر هبم إىل هنر عىل
باب اجلنة؛ كام جاء يف األثر ،كيف شاء اهلل ،وكام شاء ،إنام هو اإليامن به والتصديق به.
خارج ،مكتوب بني عينيه «كافر» ،واألحاديث
ٌ [ ]27واإليامن بأن املسيح الدجال
التي جاءت فيه ،واإليامن بأن ذلك كائن.
[ ]28وأن عيسى ابن مريم َ Sينِزل َف َي ْق ُت ُله بِ َب ِ
اب لدٍّ .
[ ]29واإليامن قول وعمل.
63
[ ]30يزيد وينقص كام جاء يف اخلرب« :أكمل املؤمنني إميا ًنا أحسنهم خل ًقا».
[ ]31ومن ترك الصالة فقد كفر.
[ ]32وليس من األعامل يشء تركه كفر إال الصالة ،من تركها فهو كافر ،وقد
أحل اهلل قتله.
[ ]33وخري هذه األمة بعد نبيها Hأبو بكر الصديق ،ثم عمر بن اخلطاب،
ثم عثامن بن عفان ،و ُي َقدَّ ُم هؤالء الثالثة كام قدمهم أصحاب رسول اهلل ،Hمل
خيتلفوا يف ذلك.
[ ]34ثم بعد هؤالء الثالثة أصحاب الشورى اخلمسة :عيل بن أيب طالب ،وطلحة،
والزبري ،وعبد الرمحن بن عوف ،وسعد بن أيب وقاص ،وكلهم يصلح للخالفة ،وكلهم
إمام ،ويذهب يف ذلك إىل حديث ابن عمر « :Iكنا َن ُعدّ -وروسول اهلل -H
َح ٌّي ،وأصحابه متوافرون :أبو بكر ،ثم عمر ،ثم عثامن ،ثم نسكت».
[ ]35ثم من َب ْع ِد أصحاب الشورى :أهل ٍ
بدر من املهاجرين ،ثم أهل بدر من
األنصار ،من أصحاب رسول اهلل Hعىل قدر اهلجرة والسابقة ،أولاً فأولاً .
[ ]36ثم أفضل الناس بعد هؤالء :أصحاب رسول اهلل Hالقرن الذي ُب ِع َث
فيهم ،ك ُُّل َمن صحبه َسنَ ًة ،أو ً
شهرا ،أو يو ًما ،أو ساعة ،أو رآه مؤمنًا به؛ فهو من أصحابه ،له
من الصحبة عىل قدر ما صحبه ،وكانت سابقته معه ،وسمع منه ،ونظر إليه نظرة.
[ ]37فأدناهم صحبة :هو أفضل من القرن الذين مل يروه ،ولو لقوا اهلل بجميع
األعامل ،كان هؤالء الذين صحبوا النبي Hورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه
-وآمن به -ولو ساعة أفضل -لصحبتهم -من التابعني ،ولو عملوا كل أعامل اخلري.
والفاجر ،ومن َولِ َي اخلالف َة،
ِ [ ]38والسمع والطاعة لألئمة ،وأمري املؤمنني :ال ِّ
رب
واجتمع الناس عليه ،ورضوا به.
[ ]39ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خليف ًةُ ،
وس ِّم َي أمري املؤمنني.
64
رتك. ِ
والفاجر -ال ُي ُ رب ٍ
ماض مع األمراء إىل يوم القيامة -ال ِّ [ ]40والغزو
ماض ،ليس ألحد أن يطعن عليهم،ٍ [ ]41وقسمة الفيء ،وإقامة احلدود إىل األئمة
وال ينازعهم.
[ ]42ودفع الصدقات إليهم جائزة ،ونافذة ،ومن دفعها إليهم أجزأت عنهَ ،ب ًّرا
فاجرا.
كان أو ً
ف كل َم ْن َو ّاّل ُه جائزةٌ ،تام ٌة ركعتني؛ من أعادها
وخ ْل َ
[ ]43وصالة اجلمعة َخ ْل َف ُهَ ،
فهو مبتدع ،تارك لآلثار ،خمالف للسنة ،ليس له من فضل اجلمعة يشء ،إذا مل ير الصالة
خلف األئمة ،كائنني من كانواِّ :برهم وفاجرهم؛ فالسنة بأن يصيل معهم ركعتنيَ ،من
أعادمها فهو ُمبت َِدع ويدين بأهنا تامة ،وال يكن يف صدرك من ذلك شك.
[ ]44ومن خرج عىل إمام من أئمة املسلمني -وقد كان الناس اجتمعوا عليه ،وأقروا
له باخلالفة ،بأي وجه كان :بالرضا ،أو بالغلبة -فقد شق هذا اخلارج عصا املسلمني،
وخالف اآلثار عن رسول اهلل H؛ فإن مات اخلارج عليه مات ِمي َت ًة جاهلي ًة.
[ ]45وال حيل قتال السلطان ،وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل ذلك؛
فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق.
[ ]46وقتال اللصوص واخلوارج جائز ،إذا عرضوا للرجل يف نفسه ،وماله؛ فله
أن يقاتل عن نفسه ،وماله ،ويدفع عنها بكل ما يقدر.
[ ]47وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم ،وال يتبع آثارهم ،ليس ألحد إال
لإلمام ،أو ِ
والة املسلمني.
[ ]48إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك ،وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا.
[ ]49فإن مات عىل يديه يف دفعه عن نفسه يف املعركة فأبعد اهلل املقتول.
[ ]50وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال -وهو يدفع عن نفسه ،وماله -رجوت له
الشهادة ،كام جاء يف األحاديث.
65
[ ]51ومجيع اآلثار يف هذا :إنام َأ َم َر ْت بقتاله ،ومل ت َْأ ُم ْر بقتله ،وال اتباعه.
كان َج ِر ً
حيا. [ ]52وال جيهز عليه إن صرُ ِ َعْ ،أو َ
[ ]53وإن أخذه ً
أسريا فليس له أن يقتله ،وال أن يقيم عليه احلد ،ولكن يرفع أمره
إىل َمن َولاّ ُه اهلل؛ َف َي ْحكُم فِيه.
[ ]54وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة وال نار ،نرجو للصالح،
ونخاف عليه ،ونخاف عىل امليسء املذنب ونرجو له رمحة اهلل.
[ ]55و َمن َل ِق َي اهللَ بِ َذن ٍ
ْب يجَ ِ ُ
ب َل ُه به الن ََّار تائ ًبا غري مُصرِّ عليه فإن اهلل Dيتوب
عليه ،واهلل يقبل التوبة عن عباده ،ويعفو عن السيئات.
يم َع َل ْي ِه َحدُّ ذلك الذنب يف الدنيا فهو كفارته؛ كام جاء يف ِ ِ
[ ]56و َم ْن َلق َي ُه َو َقدْ ُأق َ
اخلرب عن رسول اهلل .H
ب هبا العقوب ُة؛ َف َأ ْم ُر ُه
تائب من الذنوب التي قد ت ُْست َْو َج ُ رصا غري ٍ [ ]57ومن لقيه ُم ًّ
إىل اهلل ،Dإن شاء َع َّذ َب ُه ،وإِ ْن َشا َء َغ َف َر َل ُه.
[َ ]58و َم ْن َل ِق َي ُه ِمن كافِ ٍر َع َّذ َب ُهَ ،ولمَ ْ َي ْغ ِف ْر َل ُه.
ف ،أو قامت عليه بينة ،وقد الر ْج ُم َح ٌّق َعلىَ َمن َزنَا َو َقدْ ُأ ْح ِص َن ،إِ َذا ا ْعترَ َ َ [َ ]59و َّ
رجم رسول اهلل ،Hوقد رمجت األئم ُة الراشدون.
ٍ ص أحدً ا ِمن أصحاب رسول اهلل ،Hأو أبغضه
حلدث كان [َ ]60و َم ِن ا ْن َت َق َ
ِمنْ ُه ،أو َذك ََر مساويه ،كان مبتد ًعا ،حتى يرتحم عليهم مجي ًعا ،ويكون قلبه هلم سليماً .
[ ]61والنفاق هو الكفر :أن يكفر باهلل ،ويعبد غريه ،ويظهر اإلسالم يف العالنية،
مثل املنافقني الذين كانوا عىل عهد رسول اهلل .H
[ ]62وهذه األحاديث التي جاءت« :ثالث من كن فيه فهو منافق» هذا عىل
التغليظ ،نروهيا كام جاءت ،وال نفرسها.
ضالل يضرب بعضكم رقاب بعض».
اً [ ]63وقوله« :ال ترجعوا بعدي كفا ًرا
66
#
حدثنا الشيخ أبو عبد اهلل حييى بن أيب احلسن أمحد بن البنا قال :أخربنا والدي أبو
عيل احلسن بن عمر بن البنا قال :أخربنا أبو احلسني عيل بن حممد بن عبد اهلل بن برشان
املعدِّ ل قال :حدثنا عثامن بن أمحد بن السامك ،حدثنا أبو حممد احلسن بن عبد الوهاب
أبو العنرب قراءة عليه من كتابه ،يف شهر ربيع األول من سنة ثالث وتسعني ومائتني،
قال حدثنا أبو جعفر حممد بن سليامن املنقري البرصي بِتِنِّيس ،قال :حدثني عبدوس بن
مالك العطار ،قال :سمعت أبا عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل Iيقول:
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
69
[ ]1أصول السنة عندنا :التمسك بام كان عليه أصحاب رسول اهلل ،H
واالقتداء هبم.
ُ
وترك البدع. []2
ٍ
بدعة فهي ضالل ٌة. [ُّ ]3
وكل
[ ]4وترك اخلصومات يف الدين ،وترك اجللوس مع أصحاب األهواء ،وترك املراء
واجلدال.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
70
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
71
[ ]10ومن السنة الالزمة التي من ترك منها خصلة ومل يقبلها ويؤمن هبا مل يكن
من أهلها:
والتصديق باألحاديث فيه ،واإليامن هبا، ُ خريه ورشه،اإليامن بالقدر ِ
ُ []11
ف؟ إنام هو التصديق ،واإليامن هبا. ال يقال :لمِ َ؟ وال َك ْي َ
حل ِديث ،و َي ْب ُل ْغ ُه َع ْق ُله ،فقد ك ُِف َي ذلك ،و ُأ ْح ِك َم له؛ ِ
[َ ]12ومن مل يعرف َت ْفسري ا َ
فعليه اإليامن به ،والتسليم له ،مثل حديث الصادق املصدوق ،ومثل ما كان مثله يف
القضاء والقدر ،ومثل أحاديث الرؤية كلهاْ ،
وإن َن َّبت عن األسامع ،واستوحش منها
املستمع ،وإنام عليه اإليامن هبا ،وأن ال يرد منها حر ًفا واحدً ا ،وغريها من األحاديث
املأثورات عن الثقات.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
72
[ ]13وأن ال خياصم أحدً ا ،وال يناظره ،وال يتعلم اجلدال؛ فإن الكالم يف القدر،
والرؤية ،والقرآن ،وغريها من السنن مكروه ،ومنهي عنه.
السن َِّة َحتَّى َيدَ َع
السنَّ َة -من أهل ُّ
[ ]14وال يكون صاحبه -وإن أصاب بكالمه ُّ
ِ
اجلدَ َال ،و ُيس ِّلم ،ويؤمن باآلثار.
[ ]15والقرآن كالم اهلل ،وليس بمخلوق ،وال يضعف أن يقول :القرآن ليس
بمخلوق؛ قال :فإن كالم اهلل ليس ببائن منه ،وليس منه يشء خملوق.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
73
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
74
[ ]20وأن النبي Hقد رأى ربه؛ فإنه مأثور -عن رسول اهلل -H
صحيح.
قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ،ورواه احلكم بن أبان عن عكرمة عن ابن
ان عن ابن َع ّب ٍ
اس. هر َ ِ عباس ،ورواه عيل بن ٍ
ٍ
يوسف بن م َ
َ زيد عن ُّ ُ
واحلديث عندنا عىل ظاهره؛ كام جاء عن النبي ،Hوالكالم فيه بدعة،
ولكن نؤمن به كام جاء عىل ظاهره ،وال يناظر فيه أحدً ا.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
75
[ ]21واإليامن بامليزان يوم القيامة؛ كام جاء «يوزن العبد يوم القيامة؛ فال يزن
جناح بعوضة» ،ويوزن العبد وأعامل العباد؛ كام جاء يف األثر ،واإليامن به ،والتصديق
ُ
وترك جمادلته. به ،واإلعراض َع َّمن رد ذلك،
[ ]22وأن اهلل ُ Fيك ِّلم العباد يوم القيامة ،ليس بينهم وبينه ترمجان ،واإليامن
به والتصديق به.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
76
عليه ُأ ّمتُه ،عرضه مثل طوله ،مسرية شهر ،آنيته كعدد نجوم السامء ،عىل ما صحت به
األخبار من غري وجه.
[ ]24واإليامن بعذاب القرب ،وأن هذه األمة تفتن يف قبورها ،وت ُْس َأل عن اإليامن
َك ٌري ،كيف شاء اهلل ،Dوكيف أراد، واإلسالم ،ومن ربه؟ ومن نَبِيه؟ وي ْأتِ ِيه منْكَر ون ِ
ُ ٌ َ َ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ
واإليامن به ،والتصديق به.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
77
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
78
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
79
[ ]33وخري هذه األمة بعد نبيها Hأبو بكر الصديق ،ثم عمر بن اخلطاب،
ثم عثامن بن عفان ،و ُي َقدَّ ُم هؤالء الثالثة كام قدمهم أصحاب رسول اهلل ،Hمل
خيتلفوا يف ذلك.
[ ]34ثم بعد هؤالء الثالثة أصحاب الشورى اخلمسة :عيل بن أيب طالب ،وطلحة،
والزبري ،وعبد الرمحن بن عوف ،وسعد بن أيب وقاص ،وكلهم يصلح للخالفة ،وكلهم
إمام ،ويذهب يف ذلك إىل حديث ابن عمر « :Iكنا َن ُعدّ -وروسول اهلل -H
َح ٌّي ،وأصحابه متوافرون :أبو بكر ،ثم عمر ،ثم عثامن ،ثم نسكت».
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
80
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
81
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
82
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
83
[ ]44ومن خرج عىل إمام من أئمة املسلمني -وقد كان الناس اجتمعوا عليه،
وأقروا له باخلالفة ،بأي وجه كان :بالرضا ،أو بالغلبة -فقد شق هذا اخلارج عصا
املسلمني ،وخالف اآلثار عن رسول اهلل H؛ فإن مات اخلارج عليه مات ِمي َت ًة
جاهلي ًة.
[ ]45وال حيل قتال السلطان ،وال اخلروج عليه ألحد من الناس؛ فمن فعل ذلك؛
فهو مبتدع عىل غري السنة والطريق.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
84
[ ]46وقتال اللصوص واخلوارج جائز ،إذا عرضوا للرجل يف نفسه ،وماله؛ فله
أن يقاتل عن نفسه ،وماله ،ويدفع عنها بكل ما يقدر.
[ ]47وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم ،وال يتبع آثارهم ،ليس ألحد إال
لإلمام ،أو ِ
والة املسلمني.
[ ]48إِ َّنماَ له أن يدفع عن نفسه يف مقامه ذلك ،وينوي بجهده أن ال يقتل أحدً ا.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
85
[ ]49فإن مات عىل يديه يف دفعه عن نفسه يف املعركة فأبعد اهلل املقتول.
[ ]50وإن ُقتِل هذا يف تلك احلال -وهو يدفع عن نفسه ،وماله -رجوت له
الشهادة ،كام جاء يف األحاديث.
[ ]51ومجيع اآلثار يف هذا :إنام َأ َم َر ْت بقتاله ،ومل ت َْأ ُم ْر بقتله ،وال اتباعه.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
86
كان َج ِر ً
حيا. [ ]52وال جيهز عليه إن صرُ ِ َعْ ،أو َ
[ ]54وال نشهد عىل أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة وال نار ،نرجو للصالح،
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
87
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
88
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
89
[ ]62وهذه األحاديث التي جاءت« :ثالث من كن فيه فهو منافق» هذا عىل
التغليظ ،نروهيا كام جاءت ،وال نفرسها.
ضالل يضرب بعضكم رقاب بعض».
اً [ ]63وقوله« :ال ترجعوا بعدي كفا ًرا
[ ]64ومثل« :إذا التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النار».
[ ]65ومثل« :سباب املسلم فسوق ،وقتاله كفر».
[ ]66ومثل« :من قال ألخيه :يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما».
ب َوإِ ْن َد َّق». [ ]67ومثل« :كفر باهلل تعاىل تربؤ ِمن ن ََس ٍ
[ ]68ونحو هذه األحاديث مما قد َص َّح َو ُح ِف َظَ ،فإِنَّا ن َُس ِّل ُم َل ُه ،وإن مل َن ْع َل ْم تفسريه،
وال نتكلم فيه ،وال نجادل فيه ،وال نفرس هذه األحاديث إال بمثل ما جاءت ،وال نردها
إال بأحق منها.
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
90
[ ]69قال :ومن اإليامن :االعتقاد بأن اجلنة والنار خملوقتان ،قد ُخ ِل َقتَا كام جاء
عن رسول اهلل « :Hدخلت اجلنة فرأيت قص ًرا» ،و«دخلت فرأيت فيها الكوثر»،
و«اطلعت يف اجلنة؛ فرأيت أكثر أهلها كذا» ،و«اطلعت يف النار؛ فرأيت أكثر أهلها
النساء» و«اطلعت يف النار فرأيت كذا ورأيت كذا»؛ فمن زعم أهنام مل تخُ ْ َل َقا فهو ُمك َِّذ ٌب
آن وأحاديث رسول اهلل ،Hوال أحسبه يؤمن باجلنة والنار. بِا ْل ُقر ِ
ْ
ِ [ ]70ومن م َ ِ
ب َعنْ ُه ات م ْن َأ ْه ِل القبلة ُم َو ِّحدً ا ُي َصىل عليهَ ،و ُيس َت ْغ َف ُر َل ُه ،وال يحُ ْ َج ُ َ َ ْ َ
كبريا ،و ُن َف ِّو ُض َأ ْم َر ُه إِىل
صغريا كان أو ً ً االستِ ْغ َف ُارَ ،وال يرتك الصالة عليه لذنب أذنبه،ْ
اهلل .D
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
91
تسليما
ً آخر الرسالة واحلمد هلل وحده وصلواته على حممد وآله وسلم
سمع مجيع الرسالة من لفظ الشيخ اإلمام أيب عبد اهلل حييى بن أيب عيل احلسن بن أمحد بن البنا
بروايته عن والده الشيخ اإلمام املهذب أبو املظفر عبد امللك بن عيل ابن حممد اهلمداين ،وقال هبا أدين اهلل
وسمعها كاتبها صاحب النسخة ،وكاتبها عبد الرمحن بن هبة اهلل بن املعراض احلراين
وذلك يف أواخر ربيع األول سنة تسع وعرشين ومخسامئة
-احلمد هلل-
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
................................................................................................................................
92
فهرس املصادر
-1أصول السنة لإلمام أمحد ،حتقيق :الشيخ حممد نارص الدين األلباين ،املكتب
اإلسالمي ،بريوت.
-2إعادة النظر يف بعض ما نسب إىل إمام أهل األثر خلالد بن صالح الوقيت ،دار
اخلضريي ،املدينة املنور1423 ،هـ.
-3إعالم املوقعني عن رب العاملني للعالمة احلافظ ابن القيم ،دار اجليل ،بريوت.
-4تاريخ بغداد للحافظ اخلطيب البغدادي ،املكتبة العلمية ،بريوت.
-5حتريم النظر يف كتب الكالم للحافظ أيب حممد عبد اهلل ابن قدامة املقديس ،دار عامل
الكتب ،بريوت.
-6التدمرية لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،ت :د .حممد السعوي ،مكتبة العبيكان.
-7اجلامع لسرية شيخ اإلسالم ابن تيمية إرشاف الشيخ بكر أبو زيد ،دار عامل الفوائد،
الرياض.
-8درء تعارض العقل والنقل لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،ت :د .حممد رشاد سامل.
-9ذم التأويل للعالمة ابن قدامة املقديس.
-10الذيل عىل طبقات احلنابلة للحافظ ابن رجب ،الكتب العلمية ،بريوت.
-11الروح للعالمة ابن قيم اجلوزية ،الكتب العلمية ،بريوت.
-12السنة لإلمام أيب بكر اخلالل ،ت :د .عطية بن أمحد الزهراين ،دار الراية ،الرياض،
ط1415 ،2هـ.
-13سري أعالم النبالء للحافظ الذهبي ،مؤسسة الرسالة ،بريوت.
93
-14رشح أصول اعتقاد أهل السنة لإلمام أيب القاسم الاللكائي ،ت :د .أمحد سعد
الغامدي ،دار طيبة.
-15رشح أصول السنة الشيخ عمرو عبد املنعم سليم ،مرص.
-16رشح أصول السنة لإلمام الربهباري ،دار ابن القيم ،الدمام.
-17الضعفاء واملرتوكني للعالمة ابن اجلوزي ،اجلامعة اإلسالمية ،املدينة.
-18طبقات احلنابلة البن أيب يعىل ،دار الكتاب العلمية ،بريوت.
-19العقود الدرية يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن تيمية.
-20العقيدة لإلمام اخلالل ،حتقيق :عبد العزيز السريوان.
-21العني واألثر يف عقائد أهل األثر للعالمة عبد الباقي البعيل األزهري الدمشقي،
دار مأمون.
-22الفتاوى الكربى لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،دار املعرفة ،بريوت.
-23كتاب الصالة للعالمة احلافظ ابن القيم ،دار امللك عبد العزيز ،الرياض.
-24كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ،حلاجي خليفة ،املكتبة العلمية.
-25لسان امليزان للحافظ ابن حجر ،دائرة املعرفة النظامية ،اهلند.
-26املجروحني من املحدثني والضعفاء واملرتوكني للحافظ ابن حبان البستي ،من
مطبوعات اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة.
-27جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ،مجع :الشيخ عبد الرمحن بن قاسم وابنه
الشيخ حممد ،دار العاصمة ،الرياض.
-28املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد ابن حنبل للعالمة ابن بدران الدمشقي ،الكتب
العلمية ،بريوت.
94
فهرس املوضوعات