You are on page 1of 24

‫جامعة األزهر الرشيف‬

‫قطاع اللغة العربية‬


‫الشعبة العامة‬
‫من بيان حرف مشبه بالفعل‬
‫يف كتاب أوضح املسالك‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬
‫أمحد كارجى معارف‬

‫الفرقة ‪:‬‬
‫الرابعة )عامة(‬

‫حتت اإلشراف‪:‬‬
‫حممد إبراهيم حسنني عبد الفتاح‬

‫رقم اجللوس‬

‫‪ 11‬مجادي األوىل ‪ 1442‬ه ـ ‪ 26 /‬ديسمرب ‪ 2020‬م‬


‫املقدمة‬
‫احلمد هلل الذي أنزل القرآن الكرمي ‪ ،‬بلسان عريب مبني ‪ ،‬هدى وذكرى للمتققني ‪ ،‬وشفاء ورمحة للعاملني ‪ ،‬ونورا‬
‫وضياء للعاملني ‪ .‬والصالة والسالم على خامت األنبياء وسيد القراء وأفصح البلغاء الذي يسر هللا القرآن بلسانه ‪ ،‬واختاره‬
‫ألدائه وبيانه وعلى أصحابه وسلم ‪ .‬وبعد ‪.‬‬

‫تناولت هذا البحث بتحقيق املخطوطة من كتاب أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك ‪ .‬واخرتته اباب من أبواب‬
‫األحرف الثمانية الداخلة على املبتدأ واخلرب ‪ .‬وقد قمت هذا البحث أن يقسم إىل ‪ :‬مقدمة ‪ ،‬وقسمني ( الدراسة ‪،‬‬
‫والتحقيق ) ‪ ،‬وخامتة ‪.‬‬

‫القسم األول ‪ ( :‬الدراسة ) ويشتمل على املبحثني ‪:‬‬


‫املبحث األول ‪ ( :‬ابن مالك ) ‪ ،‬ويتضمن احلديث عن ألفية ابن مالك ( صاحب األلفية ) ‪ :‬امسه ‪ ،‬ومولده ‪،‬‬
‫ووفاته ‪ ،‬وكنيته ‪ ،‬ونشأته ‪ ،‬وصفاته ‪ ،‬ومؤلفاته ‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ ( :‬ابن هشام األنصاري ) ويتضمن احلديث عنه ‪ :‬امسه ‪ ،‬ومولده ‪ ،‬ووفاته ‪ ،‬وشيوخه ‪ ،‬وتالميذه ‪،‬‬
‫وصفاته ‪ ،‬وأخالقه ‪ ،‬ومؤلفاته ‪.‬‬

‫وأما القسم الثاين ‪ ( :‬التحقيق ) فيتضمن الكتاب حمققا ومذيّال ابلتعليقات ‪.‬‬

‫ويف اخلتام ‪ :‬قد تضمنت أهم النتائج اليت توصلت إليها من خالل هذا البحث ‪ ،‬مث أتبعها ابلفهارس ‪ .‬فكان‬
‫البحث وبرح اخلفاء ‪ ،‬فأرجو من هللا العلي القدير أن ينفع به وأسأله – سبحانه وتعاىل – أن يطيل يف عمر أستاذي‬
‫ومعلمي األستاذ الدكتور ‪ /‬حممد إبراهيم حسنني عبد الفتاح حفظه هللا ‪ -‬تعاىل – الذي اكتفى برعايته ‪ ،‬فكان الناصح‬
‫األمني ‪ ،‬واألب احلاين الفطني ‪ ،‬فنسألك توجيهاته وإرشادته ‪ ،‬حىت مت البحث بتوفيق هللا ‪ .‬أدام هللا عطاءه لعشاق‬
‫العربية وحمبيها وذوده عن حياضها ‪ ،‬كما أرجو أن أكون وفقت يف إخراج هذا البحث كما ينبغي ويليق ‪.‬‬
‫ۡ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِيها َس َل ٰ ۚ‪ٞ‬م َو َءاخ ُِر َد ۡع َوى ٰ ُه ۡم أ ِن َ‬
‫ٱۡل ۡم ُد ِ َّّلِلِ َر ِب ٱل َعٰل ِم َني ‪ [ ‬يونس ‪. ] 10 :‬‬ ‫َ ۡ َ ُٰ ۡ َ ُ ۡ ََٰ َ‬
‫ك ٱلل ُه َّم َوَت َِّي ُت ُه ۡم ف َ‬ ‫‪ ‬دعوىهم فِيها سبحن‬

‫أمحد كارجي معارف‬

‫‪1‬‬
‫القسم األول ‪ :‬الدراسة‬
‫املبحث األول ‪ :‬ترمجة موجزة اببن مالك‬
‫امسه ومولده ووفاته وكنيته ‪:‬‬
‫حممد بن عبد هللا بن مالك أبو عبد هللا اإلمام العالمة مجال الدين الطائي الجياين النحوي اللغوي (‪ . )1‬تشري أكثر‬
‫الرواايت إىل أن ابن مالك ُولد سنة ستمئة ‪ ،‬وتُويف بدمشق سنة اثنتني وسبعني وستمئة (‪ . )2‬وكان ابن مالك يكىن أبيب‬
‫عبد هللا ‪ ،‬ويلقب جبمال الدين ‪.‬‬

‫نشأته وصفاته ‪:‬‬


‫نشأ ابن مالك ابملغرب وانتقل إىل املشرق ‪ .‬وأخذ العربية عن العلماء ‪ ،‬أحدها على اثبت بن حممد ابن حيان‬
‫الكالعي ‪ ،‬وحضر جملس أيب علي الشلوبني ‪ .‬وكان ابن مالك إماما يف العربية واللغة ‪ ،‬طلع الكثري ‪ ،‬وضبط الشواهد‬
‫مع داينة وصيانة وعفة وصالح ‪ ،‬وكان مربزا يف صناعة العربية (‪. )3‬‬

‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫لقد كتب ابن مالك عدة كتب يف حياته ‪ ،‬ومن مصنفاته ‪ ،‬هي ‪ :‬التسهيل ‪ ،‬والعمدة ‪ ،‬واخلالصة األلفية ‪ ،‬والكافية‬
‫الشافية ‪ ،‬وشواهد التوضيح ‪ ،‬واملثلث املنظوم ‪ ،‬وشرحه ‪ ،‬واملقصور واملمدود منظوما ‪ ،‬وشرحه ‪ ،‬وغري ذلك ‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬ترمجة موجزة اببن هشام‬


‫امسه ومولده ووفاته ‪:‬‬
‫العالمة املشهور أبو حممد عبد هللا مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد هللا بن هشام‬
‫هو اإلمام الفاضل ‪ّ ،‬‬
‫األنصاري املصري ‪ُ .‬ولد ابلقاهرة يف ذي القعدة سنة مثان وسبعمائة من اهلجرة (‪ . )4‬ومن جمثّ درس العربية وأتقن منذ‬
‫وشب حمبّا للعلم والعلماء ‪ ،‬والزم وأخذ عن الكثريين منهم ‪.‬‬
‫نشأته ‪ّ ،‬‬
‫شيوخه وتالميذه ‪:‬‬

‫‪ 1‬ذيل مرآة الزمان لليونيين ‪76 / 3‬‬


‫‪ 2‬البلغة يف تراجم أئمة النحو واللغة ‪ ،‬ص ‪268‬‬
‫‪ 3‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪270‬‬
‫‪ 4‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة للعسقالين ‪416 : 415 / 2‬‬

‫‪2‬‬
‫أن ابن هشام لزم كثريا من كبار عصره ‪ ،‬وتل ّقى العلم على أيدي علماء زمانه ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو حيان األندلسي ‪ ،‬ابن‬
‫السراج ‪ ،‬وابن مجاعة ‪ ،‬وغريهم ‪ .‬ومل أجد يف كتب الرتاجم تالميذ ابن هشام ‪ ،‬وأكتفي مما يقول اإلمام السيوطي يف‬
‫"وخترج به مجاعة من أهل مصر وغريهم" (‪. )1‬‬
‫كتابه ‪ّ :‬‬

‫صفاته وأخالقه ‪:‬‬


‫كان ابن هشام يشهر ((ابلتواضع والرب والشفقة ودماثه اخللق ورقة القلب)) (‪ )2‬وعفته ‪ ،‬وحسن سريته ‪ ،‬واستقامته‬
‫‪ ،‬وكان إىل ذلك صبورا يف طلب العلم حىت آخر حياته ‪ ،‬ونعرف من شعره ‪:‬‬
‫ومن خيطب احلسناء يصرب على البذل‬
‫ج‬ ‫يصطرب للعل ِم ْ‬
‫يظفر بنيله‬ ‫ْ‬ ‫ومن‬
‫ج‬
‫(‪)3‬‬
‫ذل‬
‫يذل النفس يف طلب العال يسريا يعش دهرا طويال أخا ّ‬
‫ومن ال ّ‬
‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫ولقد صنّف ابن هشام األنصاري كثريا من الكتب ؛ منها ‪ :‬اإلعراب عن قواعد اإلعراب ‪ ،‬التحصيل والتفصيل‬
‫لكتاب التذييل والتكميل ‪ ،‬الروضة األدبية يف شواهد علم العربية ‪ ،‬شذور الذهب ‪ ،‬وشرحه ‪ ،‬قطر الندى وبل الصدى‬
‫‪ ،‬وشرحه ‪ ،‬شرح اللمحة أليب حيّان األندلسي ‪ ،‬مغين اللبيب عن كتب األعاريب ‪ ،‬أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك‬
‫؛ هذا هو الكتاب الذي عملنا يف التحقيق ‪.‬‬

‫بغية الوعاة ‪68 / 2 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫املصدر السابق ‪69 / 2 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫املصدر السابق‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬
‫القسم الثاين ‪ :‬التحقيق‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا ابب األحرف الثمانية الداخلة على املبتدأ واخلرب‬
‫فتنصب املبتدأ (‪ )2‬ويسمى امسها ‪ ،‬وترفع خربه ويسمى خربها (‪ . )3‬فاألول والثاين ‪(( :‬إ ّن)) (‪ )4‬و ((أ ّن)) ‪ .‬ومها لتوكيد‬
‫لكن)) (‪ : )6‬وهو االستدراك (‪ )7‬والتوكيد ‪ ،‬فاألول حنو ‪" :‬زيد‬
‫الشك عنها ‪ ،‬واإلنكار هلا ‪ .‬والثالث ‪ّ (( :‬‬
‫النسبة (‪ ، )5‬ونفي ّ‬
‫شجاع لكنّه خبيل" ‪ ،‬والثاين حنو ‪" :‬لو جاءين أكرمتُه لكنه مل جيئ" ‪ .‬والرابع ((كأ ّن)) ‪ :‬وهو للتشبيه املؤّكد ؛ ألنه مركب‬
‫ّ‬
‫من الكاف و ((أ ّن)) ‪ .‬واخلامس ‪ :‬وهو ِّ‬
‫للتمين ‪ ،‬وهو ‪ :‬طلب ما ال طمع فيه أو ما فيه عسر (‪ ، )10‬حنو ‪" :‬ليت‬ ‫(‪)9‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫وعرب عنه‬
‫لعل)) ‪ :‬وهو للتوقّع ‪ّ ،‬‬
‫فأحج منه" ‪ .‬والسادس (( ّ‬
‫(‪)12‬‬
‫ت يل ماال َّ‬ ‫الشباب عائد" ‪ ،‬وقول منقطع الرجاء ‪" :‬لجْي ج‬
‫)‪)11‬‬

‫َ َ َّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َّ َ ُ ۡ ُ‬
‫ٱّلِل ُيدِث َب ۡع َد ذٰل ِك أ ۡم ٗرا ‪ ، )13( ‬أو اإلشفاق يف املكروه ‪ ،‬حنو ‪  :‬فل َعلك َبٰخِع‬ ‫ِ‬
‫ابلرتجي يف احملبوب ‪ ،‬حنو ‪  :‬لعل‬
‫قوم ّ‬

‫‪ 1‬هذا هو القسم الثاين من النواسخ املبتدأ ‪ ،‬وهي إ ّن وأخواهتا ‪ .‬فإ ّن وأخواهتا كلها حروف ؛ ألهنا ال تفيد معىن يف نفسها بل البد من وجود أمر معها ‪ .‬فكيف‬
‫فع مع أهنا حروف ‪ ،‬وهذه احلروف اليت هي حروف تفيد معىن تدخل على األمساء ‪ ،‬وختتص ابألمساء ‪ .‬فإن إ ّن وأخواهتا ال تدخل على‬ ‫النصب والر ج‬
‫ج‬ ‫تعمل‬
‫األفعال بل ختتص ابألمساء ‪ .‬واملقصود احلروف هنا املشبه ابلفعل‪ ،‬ومسي مشبه ابلفعل من حيث الرتكيب ؛ فإهنا ترتكب من ثالثة أحرف فصاعدا ‪ ،‬وأيضا‬
‫هلا معىن أفعال ‪ ،‬كما سيأيت ‪.‬‬
‫‪ 2‬صحيح ‪ ،‬إذا قلنا تنصب االسم فيكون حتصيل احلاصل ‪ ،‬فلذلك عرب ابملبتدأ ‪.‬‬
‫ذهب رفعه وأتيت برفع جديد فهي تنسخ حكم املبتدأ واخلرب ‪ .‬أما عند الكوفيني فهي تنصب‬ ‫‪ 3‬اتفق على أن البصريني تنصب االسم وترفع اخلرب ‪ ،‬مبعىن تُ ِ‬
‫االسم وال تؤثر شيئا يف اخلرب بل اخلرب مرفوع مبا ارتفع به خرب مبتدأ وهو عندهم املبتدأ‪ ،‬املبتدأ يعمل يف اخلرب ‪.‬‬
‫أن وإ ْن ‪ ،‬فـ ((إ ْن)) تكون للنفي وشرطية ‪ ،‬وال تكون انسخة ‪ .‬و ((إ ّن)) هي ّأم الباب ‪.‬‬ ‫‪ 4‬لالحرتاز عن َّ‬
‫تغري شيئا يف تركيبها ‪ ،‬وأ ّن تجقلِبها ملفرد ‪ .‬فاألول ‪ ،‬قد يدخل عليها عامل وقد ال‬
‫فإ ّن وأ ّن يتفقان يف املعىن وخيتلف كل منهما يف تركيبه مع الملة ‪ ،‬فإ ّن ال ّ‬
‫‪5‬‬

‫يدخل ؛ ألهنا مجلة ‪ .‬خبالف الثاين ‪ ،‬فالبد أن يدخل عليها عامل ؛ ألهنا مع امسها وخربها مفرد ‪.‬‬
‫‪ 6‬قيل إهنا مركبة وقيل بسيطة ‪ ،‬واأل ج‬
‫جوىل أهنا بسيطة ‪.‬‬
‫‪ 7‬وهو تعقيب الكالم برفع ما يُتوهم ثبوتُه ونفيه ‪.‬‬
‫وقوى صاحب املباين ((بساطها)) واستدل له أبوجه‬ ‫‪8‬‬
‫هذا ما قاله اخلليل وسيبويه ومجهور البصريني ‪ .‬وقال بعض البصريني ‪ :‬األوىل أن يكون حرفا بسيطا ‪ّ ،‬‬
‫‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]11 / 2 ،‬‬
‫‪(( 9‬ليت))‬
‫طلب املستحيل ‪ ،‬سواء كان مستحيال عقليا أو مستحيال عاداي ‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ُ‬
‫‪ 11‬وهذا من املستحيل العادي‬
‫‪ 12‬هذا ليس أمر مستحيل ولكنه أمر ممكن إىل أنه متعسر بنسبة إلنسان فقري‬
‫‪ 13‬سورة الطالق ‪ ،‬اآلية ‪1 :‬‬
‫لعل هللا حمدث أمرا ‪.‬‬
‫وجه االستشهاد ‪ :‬فـ لفظ الاللة امسها ‪ ،‬ومجلة (حيدث بعد ذلك أمرا) ‪ ،‬يُشرتط يف مجلة اخلرب أن تؤول ابملفرد ؛ ألن ّ‬
‫‪4‬‬
‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫ك لعلّنا نتغدَّى" ‪ ،‬ومنه ‪  :‬ل َعل ُهۥ َي َت َذك ُر ‪ ، )2( ‬قال الكوفيّون‬
‫نفسك ‪ ، )1( ‬قال األخفش ‪ :‬وللتعليل ‪ ،‬حنو ‪" :‬أف ِر ْغ عملج ج‬
‫َّ ۡ َ َ‬

‫جر ِ‬ ‫َ ُ ۡ َ َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫امسها وكسر المها األخرية (‪ . )4‬والسابع ((عسى))‬ ‫‪ :‬ولالستفهام ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬وما يدرِيك لعلهۥ ي َّزَّكٰٓ ‪ ، )3( ‬وعُ جقْيل جتيز َّ‬
‫لعل)) ‪ ،‬وشرط امسها أن يكون ضمريا ‪ ،‬كقوله (‪: )5‬‬ ‫يف لُغيّة ‪ :‬وهي مبعىن ‪ّ (( :‬‬
‫فأعودها‬
‫حنوها ُ‬ ‫انر ٍ َّ‬
‫كأس وعلها تجش ّكى فآيت ج‬ ‫فقلت ‪ :‬جعساها ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)6‬‬

‫وقوله (‪: )7‬‬


‫أقول هلا لعلِّي أو جعساين‬
‫ِ (‪)8‬‬
‫ُ‬ ‫ويل نفس تنا ِز ُعين إذا ما‬

‫السراج يف‬
‫وهو حينئذ حرف وفاقا للسريايف ونـج جقلجه عن سيبويه ‪ ،‬خالفا للجمهور يف إطالق القول بفعليته (‪ )9‬والبن َّ‬
‫يتوسط إال إن كان‬
‫هن مطلقا وال ّ‬
‫(‪)11‬‬
‫إطالق القول حبرفيته ‪ .‬والثامن ((ال)) النافية للجنس ‪ ،‬وستأيت ‪ .‬وال يتقدم خرب ّ‬
‫(‪)10‬‬

‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫َٓ‬ ‫َ‬


‫نكاٗل ‪  ، )12( ‬إ ِ َّن ِِف َذٰل َِك لع ۡ َِۡب ٗة ‪. )13( ‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫احلرف غري ((عسى)) و ((ال)) ‪ ،‬واخلرب ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬حنو ‪  :‬إِن ََل ۡي َنا أ‬

‫‪ 1‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪6 :‬‬


‫وجه االستشهاد ‪ :‬لعلك ‪ :‬الكاف امسها منصوب ‪ ،‬وابقع ‪ :‬خربها‬
‫‪ 2‬سورة طه ‪ ،‬اآلية ‪44 :‬‬
‫‪ 3‬سورة عبس ‪ ،‬اآلية ‪3 :‬‬
‫(لعل هللاِ) ما زال لفظ الاللة صار جمرور بـ َّ‬ ‫ِّ‬
‫لعل ‪ .‬هذا عدها يف لغة عقيل من حروف الر ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫لعل ‪ ،‬ويقال بـ َّ‬ ‫لعل ‪ ،‬تقول ‪َّ :‬‬ ‫لعل أو َّ‬
‫‪ 5‬القائل ‪ :‬هو صخر بن العود احلضرمي ‪[ .‬خزانة األدب ‪]223 / 2 ،‬‬
‫لعل ‪ ،‬واتصل بضمري اهلاء ‪ ،‬ويسمى امسه ‪ .‬وانر كأس خربه ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫الشاهد ‪ :‬عساها انر كأس ‪ .‬و ((عسى)) مبعىن ّ‬
‫‪ 7‬القائل ‪ :‬هو عمران بن حطّان بن ظبيان السدوسي اخلارجي (ت) ‪ 84‬هـ ‪ .‬املصدر السابق‬
‫‪ 8‬الشاهد ‪ :‬عساين‬
‫‪ 9‬ذهب المهور إىل أ ّن ((عسى)) فعل وهو الصحيح ‪.‬‬
‫‪ 10‬وأما ابن السراج ذهب إىل أنه حرف‬
‫‪11‬جواز يف ((كان)) يتوسط اخلرب ويتقدم اخلرب ‪ .‬وأما يف ((إ ّن)) أضعف من كان ؛ لذلك ال يتقدم اخلرب وال يتوسط إال إذا كان ظرفا أو جارا وجمرور ‪.‬‬
‫‪ 12‬سورة املزمل ‪ ،‬اآلية ‪12 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬لدينا ‪ :‬خرب إ ّن مقدم ‪ ،‬وأنكاال ‪ :‬امسها مؤخر ‪ .‬ويتوسط خرب ((إ ّن)) بينها وبني امسها ؛ ألن (لدينا) هو ظرف ‪ .‬فكما ذكران ‪ ،‬جيوز أن يتوسط‬
‫بني ((إ ّن)) وامسها ابلظرف والار اجملرور ‪ .‬فأصل يف هذه ‪ :‬إ ّن أنكاال لدينا ‪.‬‬
‫‪ 13‬سورة النازعات ‪ ،‬اآلية ‪26 :‬‬

‫‪5‬‬
‫تعني ((إ ّن)) املكسورة حيث ال جيوز أن يس ّد املصدر مسدَّها َّ‬
‫ومسد معمولجيها ‪ ،‬و ((أ ّن)) املفتوحة حيث‬ ‫فصل ‪ :‬ت ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫صح االعتباران ‪ .‬فاألول (‪ )2‬يف عشرة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫جيب ذلك ‪ ،‬وجيوز ((إ ّن وأ ّن)) إ ْن َّ‬
‫ٓ‬
‫َّ ۡ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ٓ‬ ‫َٓ ۡ‬
‫ٱّلِلِ ‪. )5( ‬‬ ‫‪ – 1‬أن تقع يف االبتداء (‪ ، )3‬حنو ‪  :‬إنَّا أ َ‬
‫نزل َنٰ ُه ‪ ، )4( ‬ومنه ‪  :‬أٗل إِن أو ِِلاء‬ ‫ِ‬

‫يدا جالس" ‪.‬‬


‫حيث إ ّن ز ً‬
‫جلست ُ‬
‫ُ‬ ‫حيث)) (‪ ، )6‬حنو ‪" :‬‬
‫‪ - 2‬أو اتلية لـ (( ُ‬
‫يدا أمري" ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أو لـ ((إذ)) (‪ )7‬كـ "جئتُك إذ إ ّن ز ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬
‫‪ – 4‬أو ملوصول (‪ ، )8‬حنو ‪َ  :‬ما إ ِ َّن َم َف ِاَتَ ُهۥ َلَ ُن ٓوأ ‪ ، )9( ‬خبالف الواقعة يف حشو الصلة ‪ ،‬حنو ‪(( :‬جاء الذي عندي‬
‫أن ِحراء مكانجه" (‪ ، )11‬إذا التقدير ما ثبت ذلك ‪ ،‬فليست يف التقدير اتلية‬ ‫أنّه فاضل)) (‪ . )10‬وقوهلم ‪" :‬ال أفعلُه ما َّ‬
‫للموصول ‪.‬‬
‫َٓ ۡ‬ ‫‪َ ‬و ۡٱلك َِتٰ ۡ ُ‬
‫‪ ٢‬إِنَّا أ َنزل َنٰ ُه ‪. )12( ‬‬ ‫ني‬
‫ب ٱلمب ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ – 5‬أو جوااب لقسم ‪ ،‬حنو ‪:‬‬

‫‪ 1‬شرع املصنف يف بيان اهلمزة ((إ ّن)) ‪ ،‬وفتح اهلمزة ((أ ّن)) واستواء الطرفني ‪ ،‬فاختصار ثالثة كلمات ‪ :‬تُكسر اهلمزة ((إ ّن)) ؛ إذا كانت تعطى معىن االبتداء‬
‫بشكل ‪ ،‬وسنرى أهنا كلها حتاول إىل االبتداء ولكن مطالب االبتداء عشرة ‪ .‬وإذا كانت تؤول ابملصدر عند ذلك ‪ ،‬فهي تكون املفتوحة ‪ ،‬وإذا كان حيتمل‬
‫األمران ؛ حتويلها ابملصدر واالبتداء فيجوز وجهان ‪ ،‬هذا خمتصر الباب ‪ .‬فقد عقد الشيخ له ثالثة الفصول ‪ :‬فصل األول ‪ ،‬بكسر مهزة ((إ ّن)) ‪ ،‬الفصل‬
‫الثاين ‪ ،‬بفتح مهزة ((أ ّن)) ‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫استواء الطرفني ‪.‬‬
‫‪ 2‬وجوب ((إ ّن)) املكسورة‬
‫‪ 3‬االبتداء ‪ :‬إما أن يكون حقيقيا ‪ ،‬أبن تقع ((إ ّن)) يف أول الكالم ال يسبقها شئء ‪ .‬وإما أن يكون حكميا ‪ ،‬إذا وقعت يف أول الملة وسبقها حرف ال‬
‫يغريه ‪[ .‬حاشية ايسني على التصريح ‪]215 / 1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة القدر ‪ ،‬اآلية ‪1 :‬‬
‫هذه البداية صرحية جدا تبدأ بكسر مهزة ((إ ّن)) ‪ ،‬ولكن أحياان أتيت البداية بعد أداة استفتاح ‪ ،‬كما سيأيت ‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪62 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬وقعت ((إ ّن)) مكسورة اهلمزة يف أول الكالم حكميا ؛ ألهنا سبقت بـ ((أال)) وهو حرف استفتاح معناه التنبيه ‪ .‬فـ ((أال)) هنا ال يغري االبتداء ‪.‬‬
‫‪ 6‬عرفنا أ ّن ((حيث)) تضاف إليها المل وال تضاف إليها املفردات إال نكرة ‪ .‬ولذلك ملا كانت تضاف إليها المل ‪ ،‬فالملة يف بدايتها قسمان ‪ :‬قسم املضاف‬
‫حيث) ونريد الملة ‪ ،‬نبدأ جبملة اإلضافة (إ ّن زيدا جالس) ‪.‬‬ ‫(جلست ُ‬
‫ُ‬ ‫وقسم املضاف إليه ‪ .‬فأما بداية املضاف إليه يكون مكسورا ‪ ،‬كما يف هذا املثال ‪:‬‬
‫حيث)) ؛ فإهنما ال يضافان إال إىل المل ‪ .‬و ((إ ْذ)) هنا مبعىن الوقت ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫وأما هنا أيضا ‪ ،‬أ ّن ((إ ّن)) بكسر اهلزة بعد ((إ ْذ)) و (( ُ‬
‫‪ 8‬أي ‪ :‬إذا كانت ((إ ّن)) يف أول مجلة الصلة تكسر ‪ ،‬أما إذا كانت مبهمة يف داخلها فإهنا تفتح ‪ ،‬كما يف املثال ‪.‬‬
‫‪ 9‬سورة القصص ‪ ،‬اآلية ‪76 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((إ ّن)) ؛ ألهنا تلت ((ما)) املوصولة ‪ ،‬وحكم كسرها وجوب ‪ .‬و ((ما)) اسم موصول ‪ ،‬ومجة ((إ ّن مفاحته ‪ ))...‬صلة ‪.‬‬
‫‪ 10‬يف هذا املثال ‪ ،‬ليست يف بداية الصلة ‪ ،‬فـ ((عندي أنّه فاضل)) دخل يف حشو الصلة ‪.‬‬
‫‪ 11‬إذ التقدير هنا ما ثبت وجوودها حراء ‪ ،‬عند ذلك فهذا صار التقدير ما أ ّن ما ثبت الوجود ‪ ،‬إذ التقدير ما ثبت ذلك ليس فلتقدير اتلية ملوصول وإمنا هي‬
‫اتلية لفعل مقدر تقديره ثبت ‪.‬‬
‫‪ 12‬سورة الدخان ‪ ،‬اآلية ‪3 – 1 :‬‬

‫‪6‬‬
‫َ ۡ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٱّلِلِ ‪. )1( ‬‬ ‫‪ – 6‬أو حمكيّة ابلقول ‪ ،‬حنو ‪  :‬قال إ ِ ِّن عبد‬
‫َ‬
‫َّ َ ٗ َ ُ ۡ َ َ ٰ ُ َ‬‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ َ َ َ ُّ َ‬ ‫َ َٓ‬
‫ون ‪. )2( ‬‬ ‫ك ِم ۢن بَ ۡيت َِك ب َ‬
‫ٱۡل ِق ِإَون ف ِريقا مِن ٱلمؤ ِمن ِني لك ِره‬ ‫‪ – 7‬أو حاال ‪ ،‬حنو ‪  :‬كما أخرجك رب‬
‫ِ‬
‫مررت برجل إنّه فاضل" (‪. )3‬‬
‫‪ – 8‬أو صفة ‪ ،‬حنو ‪ُ " :‬‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ َّ ُ َ ۡ ُ َّ َ َ ُ ُ َ َّ ُ َ ۡ َ ُ َّ ُ َ ٰ َ َ ٰ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ون ‪. )5( ‬‬ ‫‪ – 9‬أو بعد عامل ُمعلّق ابلالم (‪ ، )4‬حنو ‪  :‬وٱّلِل يعلم إِنك لرسوُلۥ وٱّلِل يشهد إِن ٱلمنفِقِني لكذِب‬

‫ٱّلِل َي ۡف ِص ُل بَ ۡي َن ُه ۡم ‪. )7( ‬‬


‫‪ – 10‬أو خربا عن اسم ذات (‪ ، )6‬حنو ‪" :‬زيد إنه فاضل" ‪ ،‬ومنه ‪  :‬إ َّن َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫والثاين (‪ )8‬يف تسعة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫َ َٓ ۡ‬ ‫َ َ‬
‫كفِ ِه ۡم أنَّا أ َنزۡلَا ‪. )9( ‬‬
‫َ ۡ َ ۡ‬
‫‪ – 1‬أن تقع فاعلة ‪ ،‬حنو ‪  :‬أو لم ي‬
‫ۡ‬ ‫َ‬‫َ ُ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ۡم أ ۡ َ‬
‫ۡشك ُتم ‪. )10( ‬‬ ‫‪ – 2‬أو مفعولة غري حمكية ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬وٗل َتافون أن‬

‫الشاهد ‪ :‬جميء ((إ ّن)) ؛ لوقوعها جوااب للقسم‬


‫‪ 1‬سورة مرمي ‪ ،‬اآلية ‪30 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((إ ّن)) ؛ لوقوعها حمكية القول‬
‫‪ 2‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪5 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬عندما قال سبحانه وتعاىل ‪(( :‬كما أخرجك ربك من بيتك ابحلق)) ‪ ،‬انتهى الكالم ‪ .‬وجاءت الواو احلالية ‪ ،‬والملة احلالية يف بدايتها ‪(( ،‬وإ ّن‬
‫فريقا من املؤمنني لكارهون)) ‪ .‬أبن ((كما أخرجك ربك من بيتك ابحلق)) كل الذي جاء أخرجك وربك إىل آخره ؛ كل هذا معرفة وبعد املعارف أحواال‬
‫‪.‬‬
‫‪ 3‬الشاهد ‪(( :‬مررت برجل)) نكرة ‪(( ،‬إنّه فاضل)) ؛ مجلة الصفة كلها تبدأ بـ ((إ ّن)) ‪.‬‬
‫‪ 4‬عندما يعلق ابلالم ‪ ،‬والالم هلا ابتداء فيصبح العمل حمل الالم ويسمونه من ابب التعليق ‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة املنافقون ‪ ،‬اآلية ‪1 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((إ ّن)) يف املوضعني ؛ ألن الفعل ((يعلم)) و ((يشهد)) ؛ كالمها عُلّق عن العمل ابلالم االبتدائية ‪.‬‬
‫‪ 6‬أي ‪ :‬اسم املعىن ‪ ،‬يعين ما أيخذ احليز من الفراغ ‪.‬‬
‫‪ 7‬سورة احلج ‪ ،‬اآلية ‪17 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬إذا مل تقرأ اآلية ال تستطيع أن تفهم ((ومنه إ ّن هللا يفصل بينهم)) ‪ ،‬وارجع واقرأ من أوهلا ‪ ،‬قوله تعاىل ‪(( :‬إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئني‬
‫والنصارى ‪ ...‬إ ّن هللا يفصل بينهم)) ‪ ،‬قوله‪(( :‬إن الذين آمنوا ‪ ))...‬هذا كل اسم إ ّن ‪ ،‬واخلرب هو ((إ ّن هللا يفصل بينهم)) ‪ ،‬الملة كل اخلرب ؛ ولذلك وقع يف‬
‫خرب عن اسم الذات ‪.‬‬
‫‪ 8‬وجوب ((أ ّن)) املفتوحة‬
‫‪ 9‬سورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪51 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((أ ّن)) ؛ ألهنا تؤول ما بعدها مبصدر ‪ ،‬يقع يف حمل رفع فاعل ‪ .‬إذا حاولنا مجلة ((أ ّان أنزلنا)) إىل املصدر وهو اإلنزال ؛ فلذلك يكون ‪ :‬أومل‬
‫يكفهم إنزالنا ‪.‬‬
‫‪ 10‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪81 :‬‬
‫حمكي ‪ .‬والتقدير ‪ :‬أال ختافون إشراككم ؟‬ ‫الشاهد ‪ :‬جميء ((أ ّن)) ؛ ألهنا مؤولة مع معموليها مبصدر ‪ ،‬يقع يف حمل نصب مفعوال غري ّ‬
‫‪7‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ – 3‬أو انئبة عن الفاعل ‪ ،‬حنو ‪  :‬قُ ۡل أ ِ َ‬
‫وِح إ ِ ََّل أنَّ ُه ۡٱس َت َم َع َن َفر م َِن ا ِجل ِن ‪. )1( ‬‬
‫ۡ‬ ‫َ َٓ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬
‫ۡرض ‪  ، )2( ‬فَل ۡوٗل أنَّ ُهۥ ََك َن م َِن ٱل ُم َسب ِ ِح َني ‪. )3( ‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ – 4‬أو مبتدأ ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬وم ِۡن َءايٰتِهِۦٓ أنك ت َرى ٱۡل‬

‫‪ - 5‬أو خربا عن اسم معىن غري قول وال صادق عليه خربها ‪ ،‬حنو ‪" :‬اعتقادي أنَّه فاضل" ‪ ،‬خبالف ‪" :‬قويل إنّه‬
‫فاضل" (‪ )4‬و "اعتقاد ز ٍ‬
‫يد إنَّه حق" ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ۡ‬ ‫َ‬
‫‪ – 6‬أو جمرورة ابحلرف ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬ذٰل َِك بأ َّن َّ َ‬
‫ٱّلِل ُه َو َ‬
‫ٱۡل ُّق ‪. )5( ‬‬ ‫ِ‬
‫َٓ‬
‫َ ۡ َ َ َّ ُ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ون ‪. )6( ‬‬ ‫‪ – 7‬أو جمرورة ابإلضافة ‪ ،‬حنو ‪ۡ  :‬لق مِثل ما أنكم تن ِطق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ۡم َلَع ٱلۡ َعٰلَ ِم َني ‪. )7( ‬‬
‫ۡ ُ ُ ْ ۡ َ َ َّ ٓ ۡ َ ۡ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ ۡ ُ ُ‬
‫‪ – 8‬أو معطوفةً على شيء من ذلك ‪ ،‬حنو ‪  :‬ٱذكروا ن ِعم ِِت ٱل ِِت أنعمت عليكم وأ ِّن فضلت‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ َ َ ۡ َّ‬ ‫ٓ‬
‫ۡ َ ُ ُ ُ َّ ُ ۡ َ‬
‫ك ۡم ‪. )8( ‬‬ ‫ني أن َها ل‬
‫‪ – 9‬أو مبدلةً من شيء من ذلك ‪ ،‬حنو ‪ِ  :‬إَوذ يعِدكم ٱّلِل إِحدى ٱلطائِفت ِ‬

‫والثالثة (‪ )9‬يف تسعة ‪:‬‬


‫َ‬
‫ِنك ۡم ُس ٓو َءۢا ِِبَ َهٰلة ُث َّم تَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب ‪ ، )10( ‬فالكسر على معىن ‪ :‬فهو‬ ‫ٖ‬ ‫تقع بعد فاء الزاء ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬م ۡن َع ِمل م‬
‫أحدها ‪ :‬أن ج‬
‫غفور رحيم ‪ ،‬والفتح على معىن ‪ :‬فالغفران والرمحة ؛ أي ‪ :‬حاصالن ‪ ،‬أو فاحلاصل الغفران والرمحة ‪ .‬كما قال هللا تعاىل‬
‫ٱلَّش َف َي ُئوس ‪ )11( ‬؛ أي ‪ :‬فهو يؤوس ‪.‬‬
‫‪ِ  :‬إَون َّم َّس ُه َّ ُّ‬

‫والثاين ‪ :‬أن تقع بعد ((إذا)) الفجائية ‪ ،‬كقوله (‪: )12‬‬

‫‪ 1‬سورة الن ‪ ،‬اآلية ‪1 :‬‬


‫ن))‬
‫إيل استماءُ نفر)) ؛ لذلك كانت ((أ ّ‬
‫وحي ّ‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((أ ّن)) ؛ ألهنا مؤولة مع ما بعدها مبصدر واقع يف حمل رفع انئب الفاعل ‪ ،‬والتقدير ‪(( :‬قل أُ ج‬
‫مفتوحة ‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪39 :‬‬
‫الشاهد ‪ :‬جميء ((أ ّن)) ؛ تؤول مع ما بعدها مبصدر يف حمل رفع االبتداء ‪ ،‬والتقدير ‪(( :‬رؤيتك األرض من آايته)) ‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪143 :‬‬
‫‪4‬‬
‫فيجب كسرها ؛ ألهنا وقعت خربا عن ((قويل))‬

‫‪ 5‬سورة احلج ‪ ،‬اآلية ‪62 :‬‬


‫‪ 6‬سورة الذارايت ‪ ،‬اآلية ‪23 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪47 :‬‬
‫‪ 8‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪7 :‬‬
‫‪ 9‬جواز كسر ((إ ّن)) وفتحها‬
‫‪ 10‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪54 :‬‬
‫‪ 11‬سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪49 :‬‬
‫معني ‪[ .‬خزانة األدب ‪]27 / 4 ،‬‬ ‫‪12‬‬
‫مل ينسب البيت إىل قائل ّ‬
‫‪8‬‬
‫عبد ال جقفا واللها ِزِم‬
‫إذا أنَّه ُ‬
‫وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا‬
‫فالكسر على معىن إذا هو عبد ال جقفا ‪ ،‬والفتح على معىن فإذا العبوديّة ؛ أي ‪ :‬حاصلة ‪ ،‬كما تقول ‪" :‬خرجت فإذا‬
‫األسد" ‪.‬‬
‫ٱلرح ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬
‫الثالث ‪ :‬أن تقع يف موضع التعليل ‪ ،‬حنو ‪  :‬إنَّا ك َّنا مِن َق ۡب ُل نَ ۡد ُعوهُ إنَّ ُهۥ ُه َو ٱل َ ُّ‬
‫ۡب َّ‬
‫الكسائي‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫انفع‬ ‫اءة‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ِيم ‪‬‬ ‫ُۖ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ ۡ ۡ َّ َ َ ٰ َ َ َ َ َّ‬
‫كن ل ُه ۡمۗۡ ‪‬‬ ‫ابلفتح على تقدير الم العلة ‪ ،‬والباقون ابلكسر على أنه تعليل مستأنف ‪ ،‬مثل ‪  :‬وص ِل علي ِهمُۖ إِن صلوتك س‬

‫لك" ‪.‬‬
‫ك ؛ أ ّن (‪ )3‬احلمد والنعم جة ج‬
‫(‪ ، )2‬ومثله ‪" :‬لبّـْي ج‬
‫والرابع ‪ :‬أن تقع بعد فعل قسم وال الم بعدها ‪ ،‬كقوله (‪: )4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الصب‬
‫ك ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أين أبو ذج ّايل ج‬ ‫العلي‬
‫أو جحتلفي بربّك ِّ‬
‫تعني الكسر‬
‫الفعل ‪ .‬أو ذُكرت الالم ّ‬
‫ُضمر ُ‬‫فالكسر على الواب ‪ ،‬والبصريون يوجبونه ‪ ،‬والفتح بتقدير ((على)) ولو أ ج‬
‫يدا لجقائم" ‪.‬‬ ‫لفت َّ‬
‫إن ز ً‬ ‫إمجاعا ‪ ،‬حنو ‪" :‬وهللا َّ‬
‫إن زيدا قائم" و " جح ُ‬
‫القول‬
‫أمحد هللا" ‪ ،‬ولو انتفى ُ‬ ‫اخلامس ‪ :‬أن تقع خربا عن قول وخمربا عنها بقول والقائل واحد ‪ ،‬حنو ‪" :‬قج ِويل ِّ‬
‫إين ُ‬
‫إين مؤمن" و‬ ‫ِِ‬
‫أمحد هللا" ‪ ،‬أو القول الثاين ‪ ،‬أو اختلف القائل ُكسرت ‪ ،‬حنو‪" :‬قجويل ّ‬
‫أّن ُ‬‫تحت ‪ ،‬حنو ‪" :‬علمي ّ‬‫األول فُ ْ‬
‫حيمد هللا" ‪.‬‬
‫يدا ُ‬‫"قجويل إ ّن ز ً‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫ِيها َو َٗل َت ۡع َر ٰ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ ُ َ‬
‫وع ف َ‬
‫ى ‪َ ١١٨‬وأنك ٗل‬ ‫‪ ‬إِن لك أٗل َت‬ ‫السادس ‪ :‬أن تقع بعد واو مسبوقة مبفرد صاحل للعطف عليه ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫َۡ َُْ َ َ‬
‫‪ ، )5(  ١١٩‬قرأ انفع وأبو بكر (‪ )6‬ابلكسر ‪ :‬إما على االستئناف أو العطف على مجلة ((إ ّن)) األول ‪،‬‬ ‫ِيها َوٗل تَ ۡض َ ٰ‬
‫َح‬ ‫تظمؤا ف‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫وع ‪. ‬‬ ‫والباقون ابلفتح ابلعطف على ‪ ‬أٗل َت‬

‫ابلارة‬ ‫السابع ‪ :‬أن تقع بعد ((حىت)) ‪ ،‬وخيتص الكسر ابالبتدائية ‪ ،‬حنو ‪ " :‬جم ِرض حىت إ ّهنم ال يج ُ‬
‫رجونجه" ‪ ،‬والفتح َّ‬
‫عرفت أمورك حىت أنّك فاضل" ‪.‬‬
‫والعاطفة ‪ ،‬حنو ‪ُ " :‬‬

‫‪ 1‬سورة الطور ‪ ،‬اآلية ‪28 :‬‬


‫‪ 2‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪103 :‬‬
‫ن))‬‫‪(( 3‬إ ّ‬
‫العجاج ‪[ .‬شرح الشواهد الشعرية يف أمات الكتب النحوية ‪]329 / 3 ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫القائل ‪ :‬هو رؤبة بن ّ‬
‫‪ 5‬سورة طه ‪ ،‬اآلية ‪119 - 118 :‬‬
‫‪ 6‬هو أبو بكر بن عيّاش عن عاصم‬

‫‪9‬‬
‫الثامن ‪ :‬أن تقع بعد (( ّأما)) ‪ ،‬حنو ‪" :‬أما إنّك فاضل" ‪ ،‬فالكسر على أهنا حرف استفتاح مبنزلة (( ّأال)) ‪ ،‬والفتح‬
‫على أهنا مبعىن ‪ :‬أحقًّا ‪ ،‬وهو قليل‪.‬‬
‫َ‬
‫َ َ َ َّ َّ َ َ ۡ ُ َ ُ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون ‪ ، )1( ‬فالفتح عند سيبويه على أ ّن‬ ‫جرجم)) والغالب الفتح ‪ ،‬حنو ‪ٗ  :‬ل جرم أن ٱّلِل يعلم ما ي ِِس‬
‫التاسع ‪ :‬بعد ((ال ج ج‬
‫الفراء على أ ّن "ال جرم"‬
‫"جرم" فعل ماض ‪ ،‬و "أ ّن وصلتها" فاعل ؛ أي ‪ :‬وجب أ ّن هللا يعلم ‪ ،‬و "ال" صلة ‪ .‬وعند ّ‬
‫الفراءُ من أن بعضهم ينزهلا منزل جة‬
‫من)) بعدمها مق ّدرة ‪ ،‬والكسر على ما حكاه ّ‬
‫رجل ‪ ،‬ومعنامها ‪ :‬الب ّد ‪ ،‬و (( ْ‬
‫مبنزلة ال ج‬
‫اليمني ‪ ،‬فيقول ‪" :‬ال جرم آلتِيجـنَّك" ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬وتدخل الم االبتداء (‪ )2‬بعد ((إ ّن)) املكسورة على أربعة أشياء ‪:‬‬
‫ٓ‬ ‫َ‬
‫أحدها ‪ :‬اخلرب ‪ ،‬وذلك بثالثة شروط ‪ :‬كونه مؤخرا ‪ ،‬ومثبتا ‪ ،‬وغري ماض ‪ ،‬حنو ‪  :‬إ َّن َرّب ل َس ِم ُ‬
‫ٱَل ََعءِ ‪ ، )3( ‬‬
‫يع ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يت ‪ ، )6( ‬خبالف‬ ‫ِ‬ ‫ٖ‬ ‫ٍ‬ ‫ك ل َع َ ٰ‬
‫َل ُخلق َعظِيم ‪ِ  ، )5( ‬إَونَّا ۡلَ ۡح ُن نُ َۡحۦ َونُ ِم ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ َ ۡ ُ َ ُ ُّ ُ ُ ُ ُ‬
‫وره ۡم َو َما ُي ۡعل ُِنون ‪ِ  ، )4( ‬إَون‬ ‫ِإَون ربك ِلعلم ما تكِن صد‬
‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫َٓ‬ ‫َ‬
‫ٱّلِل ٗل َي ۡظل ُِم ٱۡلَّ َاس َش ۡي ًئا ‪ ، )8( ‬وش ّذ قوله (‪: )9‬‬
‫نكاٗل ‪ ، )7( ‬وحنو ‪  :‬إ َّن َّ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬إِن ََل ۡي َنا أ‬
‫ِ‬
‫لجال متشاهبان وال جسواءُ‬ ‫تسليما وترًكا‬
‫جعلم إ ّن ً‬
‫وأ ُ‬

‫‪ 1‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪23 :‬‬


‫يد ‪ ،‬إال مع الضمائر تفتح ‪ ،‬حنو ‪:‬‬ ‫‪ 2‬قبل أن نفصل البد أن نفرق أوال ما بني الم االبتداء والم الر وغريه ‪ .‬أن الم الر مكسورة ‪ ،‬حنو ‪ :‬ذلك الكتاب لِز ٍ‬
‫ك ‪ .‬وابلنسبة الم االبتداء ‪ ،‬مثال ‪(( :‬قام زيد)) ونريد أن نقوي هذا الكالم ‪ ،‬فقلنا ‪(( :‬زيد قائم)) ‪ ،‬فإذا أردان نقويه أكثر ‪ ،‬نقول ‪(( :‬لجزيد‬
‫هذا الكتاب لج ج‬
‫قائم)) ‪ ،‬وإذا أردان أن نقويه أكثر ‪ ،‬نقول ‪(( :‬إ ّن زيدا لقائم)) ‪ .‬إذن ‪ ،‬هذه الالم تسمى بالم االبتداء ‪ ،‬كانت يف بداية الكالم من أجل التوكيد ‪ .‬وعندما‬
‫فسمي الم املزحلقة أي ‪ :‬انتقل من‬ ‫جاءت ((إ ّن)) يف أول الكالم وهي حرف التوكيد أيضا ‪ ،‬فاجتمع املؤكدان ‪ :‬الالم و إ ّن ‪ .‬إذا أن نؤخر الالم من املبتدأ ُ‬
‫املبتدإ إىل اخلرب ‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة إبراهيم ‪ ،‬اآلية ‪39 :‬‬
‫الشاهد ‪(( :‬إ ّن)) حرف مشبه ابلفعل ‪(( ،‬ريب)) امسها منصوب ‪(( ،‬لجسميع)) الالم ‪ :‬الم املزحلقة هي اليت كانت الم االبتداء ‪ ،‬حتول إىل الم املزحلقة هلا‬
‫مرفوع وهي مضاف ‪.‬‬
‫‪ 4‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪74 :‬‬
‫‪ 5‬سورة القلم ‪ ،‬اآلية ‪4 :‬‬
‫الكاف امسها ‪(( ،‬لعلى خلق)) دخلت على الار واجملرور ‪.‬‬
‫‪ 6‬سورة احلجر ‪ ،‬اآلية ‪23 :‬‬
‫الشاهد ‪(( :‬إ ّان)) أصلها إننا ‪(( ،‬لنحن حني ومنيت)) دخلت على اخلرب ‪.‬‬
‫‪ 7‬سورة املزمل ‪ ،‬اآلية ‪12 :‬‬
‫‪ 8‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪44 :‬‬
‫‪ 9‬القائل ‪ :‬هو أبو حزام ‪[ .‬خزانة األدب ‪. ]330 / 10 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫َّ َّ َ ۡ َ َ‬
‫الرجل" و‬
‫نعم ُ‬ ‫يدا لج ج‬
‫وخبالف ‪ ،‬حنو ‪  :‬إِن ٱّلِل ٱصط َٰٓف ‪ ، )1( ‬وأجاز األخفش والفراء ‪ ،‬وتبعهما ابن مالك ‪" ،‬إ ّن ز ً‬
‫يقوم" ؛ ألن الفعل الامد كاالسم ‪ ،‬وأجاز المهور "إ ّن زيدا لقد قام" ؛ لشبه املاضي املقرون بـ قد‬
‫(( ))‬
‫"لجعسى أن ج‬
‫ابملضارع لقرب زمانه من احلال ‪ ،‬وليس جواز ذلك خمصوصا بتقدير الالم للقسم ال لالبتداء ‪ ،‬خالفا لصاحب الرتشيح‬
‫(‪ . )2‬وأما ‪ ،‬حنو ‪" :‬إ ّن زيدا لقام" ففي الغُّرة (‪ . )3‬أ ّن البصري والكويف على منعها إن ق ّدرت لالبتداء ؛ والذي حنفظه أ ّن‬
‫األخفش وهشاما (‪ )4‬أجازاها على إضمار ((قد)) ‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬معمول اخلرب ‪ ،‬وذلك بثالثة شروط أيضا ‪ :‬تق ّدمه على اخلرب وكونه غري حال ‪ ،‬وكون اخلرب صاحلا لالم ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫عمرا‬
‫عمرا ضارب" ‪ ،‬خبالف "إ ّن زيدا جالس يف الدار" ‪ ،‬و "إ ّن زيدا ركبا منطلق" ‪ ،‬و "إ ّن زيدا ً‬‫حنو ‪" :‬إ ّن زيدا لج ً‬
‫ضرب" خالفا لألخفش يف هذه احلالة ‪.‬‬
‫َ‬
‫الثالث ‪ :‬االسم ‪ ،‬بشرط واحد وهو أن يتأخر ‪ ،‬إما عن اخلرب ‪ ،‬حنو ‪  :‬إ ِ َّن ِِف َذٰل َِك لع ۡ َِۡب ٗة ‪ ، )6( ‬أو عن معموله ‪،‬‬
‫حنو ‪" :‬إ ّن يف الدار لجزيدا جالس" ‪.‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫الرابع ‪ :‬الفصل (‪ ، )7‬وذلك بال شرط ‪ ،‬حنو ‪  :‬إ ِ َّن َهٰ َذا ل ُه َو ٱل َق َص ُص َ‬
‫ٱۡل ُّق ۚ‪ ، )8(  ٞ‬إذا مل يُعرب ((هو)) مبتدأ ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬وتتصل ((ما)) الزائدة هبذه األحرف إال ((عسى)) و ((ال)) ؛ فتك ّفها عن العمل ‪ ،‬وهتيؤها للدخول على المل‬
‫َ ۡ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ٓ َ‬ ‫َ َ‬
‫َّ َ ُ َ ُ َ‬
‫ون إَِل ٱل َم ۡو ِت ‪ ، )10( ‬وأما قوله (‪: )11‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪ ،‬حنو ‪  :‬قُ ۡل إ ِ َّن َما يُ َ ٰٓ‬
‫وِح إ ِ ََّل أن َما إِل ٰ ُهك ۡم إِلٰه َوٰحِدُۖ ‪ ، )9( ‬و ‪ ‬كأنما يساق‬

‫‪ 1‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪33 :‬‬


‫املاردي ‪[ .‬بغية الوعاة ‪. ]553 / 1 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫هو خطاب بن يوسف بن هالل القرطب أبو بكر ّ‬
‫الدهان ‪ ،‬وهو سعيد بن املبارك ‪ ،‬املتوىف سنة ‪ 569‬هـ ‪ .‬والغرة هو كتاب شرح اللمع البن جين ‪[ .‬وفيات األعيان ‪. ]109 / 1 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫البن ّ‬
‫‪ 4‬هو عبد هللا ‪ ،‬هشام بن معاوية الضرير ‪ ،‬النحوي الكويف ‪ ،‬تويف سنة ‪ 209‬هـ ‪[ .‬بغية الوعاة ‪. ]328 / 2 :‬‬
‫عمرا )) والالم ‪ :‬الم املزحلقة ‪(( ،‬عمرا)) مفعول به مقدم بـ ضارب ‪ ،‬و ((ضارب)) خرب‬ ‫‪5‬‬
‫الشاهد ‪(( :‬إ ّن)) حرف مشبه ابلفعل ‪ (( ،‬زيدا )) امسها ‪ (( ،‬لج ً‬
‫‪ 6‬سورة النازعات ‪ ،‬اآلية ‪26 :‬‬
‫‪ 7‬وهو املسمى عند الكوفيني عمادا ؛ ألنه يعتمد يعتمد عليه يف أتدية املعىن ‪ ،‬وضمري فصل عند البصريني ؛ ألنه يفصل بني اخلرب والنعت ‪[ .‬شرح التصريح ‪:‬‬
‫‪. ]55 / 2‬‬
‫‪ 8‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪62 :‬‬
‫الشاهد ‪(( :‬إ ّن)) حرف مشبه ابلفعل ‪ ،‬و ((هذا)) اسم اإلشاره مبين على السكون يف حمل نصب ‪ (( ،‬جهلو)) الالم الم املزحلة دخلت على ضمري الفصل‬
‫((احلق)) اسم ‪ .‬ومجلة ((هلو القصص)) خرب املبتدأ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للتوكيد ‪(( ،‬القصص)) خرب إ ّن‬
‫‪ 9‬سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪108 :‬‬
‫‪ 10‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪6 :‬‬
‫‪ 11‬القائل ‪ :‬هو األفواه األودي صالءة بن عمرو بن مالك [شرح الشواهد الشعرية يف أمات الكتب النحوية ‪]325 / 3 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫قضى فسوف يكو ُن‬
‫ولكنّما يُ ج‬ ‫فوهللاِ ما فارقتكم قاليا لكم‬

‫فما موصولة ال كافة إال ((ليت)) فتبقى على اختصاصها ‪ ،‬وجيوز إعماهلا وإمهاهلا ‪ .‬وقد ُروي هبما قوله (‪: )1‬‬
‫قالت ‪ :‬أال ليتما هذا احلمامج لنا إىل محامتنا أو نص جفه ِ‬
‫فقد‬ ‫ُ‬ ‫ج‬
‫لعل)) فقط ؟ أو‬
‫ونجدر اإلعمال يف ((إمنا)) ( ) ‪ ،‬وهل ميتنع قياس ذلك يف البواقي مطلقا ؟ أو يسوغُ مطلقا ؟ أو يف (( ّ‬
‫‪2‬‬

‫فيها ‪ .‬ويف ((كأ ّن)) ‪ ،‬أقوال ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬يُعطجف على أمساء هذه احلروف ابلنصب ‪ :‬قبل جميء اخلرب وبعده ‪ ،‬كقوله (‪: )3‬‬
‫الصيُوفا‬ ‫ِ‬
‫العباس و ُ‬ ‫يدا أيب‬ ‫ود واخلري جفا‬
‫بيع الُ ج‬
‫إ ّن الر ج‬
‫يء م َِن‬ ‫‪ ‬أ َ َّن َّ َ‬
‫ٱّلِل بَر ٓ‬ ‫لكن)) ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ويُعطف ابلرفع بشرطني ‪ :‬استكمال اخلرب ( ) ‪ ،‬وكون العامل ((أ ّن)) أو ((إ ّن)) أو (( ّ‬
‫‪4‬‬

‫ُ‬ ‫ۡ‬
‫ٱل ُم َّۡشك َ‬
‫ِني َو َر ُس ُ‬
‫وُلۚ‪ٞ‬ۥ ‪ ، )5( ‬وقوله (‪: )6‬‬ ‫ِ‬
‫األب‬ ‫ِ‬
‫األم النجيبةج و ُ‬
‫فإ ّن لنا ج‬ ‫ابملدينة جرحلُه‬ ‫أمسى‬
‫يك ج‬‫فمن ُ‬
‫ج‬
‫وقوله (‪: )7‬‬
‫اخلال‬
‫ب األصل و ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمي الطيّ ُ‬
‫لكن ّ‬
‫صجرت يب يف التسامي ُخ ُؤولة و ّ‬
‫وما قج ّ‬
‫واحملققون على أن رفع ذلك وحنوه ‪ ،‬على أنه مبتدأ ُحذف خربه أو ابلعطف على ضمري اخلرب ‪ ،‬وذلك إذا كان‬
‫بينهما فاصل ‪ ،‬ال ابلعطف على حمل االسم ‪ ،‬مثل ‪" :‬ما جائين من رجل وال امرأة" ‪ ،‬ابلرفع ؛ ألن الرافع يف مسألتنا‬
‫ِين َء َام ُنوا ْ َو َّٱَّل َ‬
‫ِين‬ ‫االبتداء وقد زال بدخول الناسخ ‪ .‬ومل يشرتط الكسائي والفراء الشرط األول متسكا ‪ ،‬بنحو ‪  :‬إ َّن َّٱَّل َ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫َّ َّ َ َ َ َ ٰٓ َ َ ُ ُ َ ُّ َ َ‬ ‫ادوا ْ َو َّ ٰ‬
‫ون َلَع ٱۡلَّب ِ ِي ‪ ، )9( ‬وقوله (‪: )10‬‬ ‫َ‬
‫ٱلصب ِ ُئون ‪ ، )8( ‬وقراءة بعضهم ‪  :‬إِن ٱّلِل وملئِكتهۥ يصل‬
‫َ ُ‬
‫ه‬

‫‪ 1‬القائل ‪ :‬هو النابغة الذبياين‬


‫‪ 2‬حنو ‪" :‬إمنا زيدا قائم" بنصب زيد ‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]63 / 2 :‬‬
‫العجاز‬ ‫‪3‬‬
‫القائل ‪ :‬هو رؤبة بن ّ‬
‫‪ 4‬إذا استكمله نرفع ‪ ،‬وإذا مل يستكمل اخلرب ننصب‬
‫‪ 5‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪3 :‬‬
‫‪ 6‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 7‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 8‬سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪69 :‬‬
‫‪ 9‬سورة األحزاب ‪ ،‬اآلية ‪56 :‬‬
‫‪ 10‬القائل ‪ :‬هو ضابئ بن احلارث الربمجي ‪[ .‬الشعر والشعراء ‪]350 / 1 :‬‬

‫‪12‬‬
‫يب‬
‫فإين وقيّار هبا لغجر ُ‬ ‫أمسى ابملدينة جرحلُه‬
‫ك ج‬ ‫فم ْن يج ُ‬
‫ج‬
‫وقوله (‪: )1‬‬
‫بغاة ما بقينا يف ِش ِ‬
‫قاق‬ ‫وإال فاعلموا أ ّان وأنتم‬
‫ُ‬
‫وخرجها املانعون على‬
‫الفراء إذا مل يتقدم اخلرب خفاء إعراب االسم ‪ ،‬كما يف بعض هذه األدلة ‪ّ .‬‬
‫ولكن اشرتط ّ‬
‫األول ‪ ،‬كقوله (‪: )2‬‬
‫التقدمي والتأخري ؛ أي ‪ :‬والضابئون كذلك ‪ ،‬أو على احلذف من ّ‬
‫وإن مل تبوحا ابهلوى دنِ ِ‬
‫فان‬ ‫فإين وأنتما‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫خليلي ‪ ،‬هل طب ؟ ّ‬
‫ويتعني التوجيه األول يف قوله ‪:‬‬
‫يب‬
‫فإين وقيار هبا لغر ُ‬
‫وال يتأتى فيها الثاين ألجل الالم إال إن ق ّدرت زائدة مثلها يف قوله ‪:‬‬
‫ُّأم احلُ ِ‬
‫ليس لج جع ُجوز شهرب ْة‬
‫َ‬ ‫َ ٰٓ َ‬
‫والثاين يف وقوله تعاىل ‪َ  :‬و َملئِك َت ُهۥ ‪ ، ‬وال يتأتى فيه األول ألجل الواو يف ‪َ ‬و َس َي ْصل ْو َن ‪ ‬إال إن ق ّدرت للتعظيم‬
‫َ‬
‫مثلها يف ‪ ‬قَال َر ۡ‬
‫ٱر ُ‬
‫ون ‪. )3( ‬‬
‫جع ِ‬‫ب ِ‬ ‫ِ‬

‫متسكا بنحو قوله (‪: )4‬‬


‫ومل يشرتط الفراء الشرط الثاين ُّ‬
‫يس‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يف بجلدة ليس هبا أن ُ‬ ‫يس‬
‫اي لجيتجين وأنت اي مل ُ‬
‫وخرج على أن األصل ((و ِ‬
‫أنت معي)) والملة حالية ‪ ،‬واخلرب قوله ‪(( :‬يف بلدة)) ‪.‬‬

‫‪ 1‬القائل هو بشر بن أيب أيب خازم ‪ ،‬ويكىن أاب نوفل ‪[ .‬الشعر والشعراء ‪]270 / 1 :‬‬
‫‪ 2‬مل نسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 3‬سورة املؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪99 :‬‬
‫العجاج‬ ‫‪4‬‬
‫القائل ‪ :‬هو رؤبة بن ّ‬
‫‪13‬‬
‫ُ‬
‫ََۡ ۡ َ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ون ‪‬‬ ‫فصل ‪ُ :‬ختجفَّف ((إ ّن)) املكسورة لثقلها ‪ ،‬فيكثر إمهاهلا لزوال اختصاصها ‪ ،‬حنو ‪ِ  :‬إَون ك ل َّما َجِيع َلينا ُمَض‬
‫َ‬ ‫ُ ٗ َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ ،‬وتلزم الم االبتداء بعد املهملة فارقة بني‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِإَون لُك ل َّما ِلُ َوف َِي َّن ُه ۡم ‪‬‬ ‫‪ ،‬وجيوز إعماهلا استصحااب لألصل ‪ ،‬حنو ‪ :‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يقوم" ‪ ،‬أو معنوية ‪ ،‬كقوله (‪: )3‬‬


‫اإلثبات والنفي ‪ ،‬وقد تُغين عنها قرينة لفظية ‪ ،‬حنو ‪" :‬إ ْن زيد لن ج‬
‫ِ‬
‫املعادن‬ ‫كانت كِر جام‬
‫مالك وإ ْن مالك ْ‬ ‫الضيم من آل ٍ‬ ‫أان ابن أُابة ج‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫‪ِ ‬إَون‬ ‫ك َف ُروا ل ُ ُۡيل ُِقونَ َك ‪، )4( ‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وإن ويل ((إن)) املخففة فعل كثُر كونه مضارعا انسخا ‪ ،‬حنو ‪ِ  :‬إَون يَكاد ٱَّلِين‬
‫َّ ُ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ َ‬ ‫َّ ُ ُّ َ َ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َ‬
‫ِين ‪ ، )7( ‬‬
‫نظنك ل ِمن ٱلك ِذبِني ‪ ، ‬وأكثر منه كونه ماضيا انسخا ‪ ،‬حنو ‪ِ  :‬إَون َكنت لكبِرية ‪  ، ‬إِن كِدت لُتد ِ‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫َ‬
‫ۡ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َٓ‬
‫وندر كونه ماضيا غري انسخ ‪ ،‬كقوله (‪: )9‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫سق َ‬
‫ِني ‪‬‬ ‫َثه ۡم لفٰ ِ‬ ‫ِإَون َو َج ۡدنا أك‬

‫املتعم ِد‬
‫عليك عُقوبةُ ّ‬
‫ت ج‬ ‫جحلّ ْ‬ ‫ملسلما‬
‫ت ً‬ ‫ت ميينُك إ ْن قجت ْل ج‬
‫ُشلّ ْ‬
‫ندر منه كونه ال ماضيا وال انسخا‬
‫قعد لزيد" ‪ ،‬خالفا لألخفش والكوفيني ‪ ،‬وأ ُ‬ ‫وال يقاس عليه ‪" :‬إن قام ألان ‪ ،‬وإن ج‬
‫نفسك ‪ ،‬وإ ْن يشينُك جهلِيج ْه" ‪.‬‬
‫‪ ،‬كقوهلم ‪" :‬إ ْن يزينُك لج ُ‬
‫وخت َّفف ((أ ّن)) املفتوحة ‪ ،‬فيبقى العمل ولكن جيب يف امسها كونه ضمريا حمذوفا ‪ ،‬فأما قوله (‪: )10‬‬
‫فصل ‪ُ :‬‬
‫وأنْك هناك تكون الثِماال‬ ‫أبنْك ربيع وغيث مريع‬

‫‪ 1‬سورة يس ‪ ،‬اآلية ‪32 :‬‬


‫‪ 2‬سورة هود ‪ ،‬اآلية ‪111 :‬‬
‫‪ 3‬القائل ‪ :‬هو ِ‬
‫الط ِرَّماح ‪ ،‬وامسه ‪ :‬احلكم بن حكيم بن نفر ‪ .‬الشعر والشعراء ‪585 / 2 :‬‬
‫‪ 4‬سورة القلم ‪ ،‬اآلية ‪51 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الشعراء ‪ ،‬اآلية ‪186 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪143 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪56 :‬‬
‫‪ 8‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪102 :‬‬
‫‪ 9‬القائل ‪ :‬هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية ‪ ،‬وهي بنت عم أمري املؤمنني سيدان عمر بن اخلطاب ‪[ . ‬األعالم ‪]242 / 3 :‬‬
‫‪ 10‬القائل ‪ :‬هي جنوب بنت العجالن بن عامر اهلذلية ‪[ .‬خزانة األدب ‪]390 / 1 :‬‬

‫‪14‬‬
‫حتتج لفاصل‬ ‫ِ‬
‫فضرورة ‪ ،‬وجيب يف خربها ‪ :‬أن يكون مجلة ‪ ،‬فإن كانت امسية أو فعلية ‪ ،‬فعلُها جامد أو دعاء مل ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫خٰ ِم َس َة أَ َّن َغ َض َ‬
‫ب‬
‫َ ۡ َ‬
‫‪ ‬وٱل‬
‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َّ‬
‫ني ‪َ  ، )3( ‬وأن ل ۡي َس ل ِِۡل َ ٰ‬
‫نس ِن إِٗل َما َس َ َٰع ‪، )4( ‬‬ ‫ِ‬
‫ۡ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫(‪ ، )2‬حنو ‪َ  :‬و َءاخ ُِر َد ۡع َوى ٰ ُه ۡم أ ِن َ‬
‫ٱۡل ۡم ُد ِ َّّلِلِ َرب ٱل َعٰلم َ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ٱّلِلِ َعل ۡي َها إن ََك َن م َِن َّ ٰ‬ ‫َ ٓ‬
‫ٱلص ِدق َِني ‪ ، )5( ‬وجيب الفصل يف غريهن بـ ((قد)) ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬و َن ۡعل َم أن قَ ۡد َص َد ۡق َت َنا ‪ ، )6( ‬أو تنفيس ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫َ َ ۡ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب أن لن‬ ‫‪ ‬أُيس‬ ‫ون ف ِۡت َنة ‪، )8( ‬‬ ‫حنو ‪َ  :‬عل َِم أن َس َيكون ‪ ، )7( ‬أو نفي بـ ((ال أو لن أو مل)) ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬و َحس ُِب ٓوا أٗل تك‬
‫ۡ ََ ُ َ َۡ ُ‬ ‫ٓ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ۡ َ ُٓ َ ٌ‬ ‫َۡ َ ُ‬ ‫َۡ َ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يقدِر عليهِ أحد ‪  ، )9( ‬أُيسب أن لم ي َرهۥ أحد ‪ ، )10( ‬أو لو ‪ ،‬حنو ‪  :‬أن لو نشاء أصبنٰهم ‪ُ ، )11( ‬‬
‫ويندر تركه ‪ ،‬كقوله‬
‫(‪: )12‬‬
‫قبل أ ْن يسألوا أبعظ ِم ِ‬
‫سؤل‬ ‫يؤملُون فجادوا‬
‫علموا أن َّ‬
‫ج ُ‬
‫(‪)13‬‬
‫ومل يذكر ((لو)) يف الفواصل إال قليل من النحويني‪ ،‬وقول ابن الناظم ‪" :‬إ ّن الفصل هبا قليل" وهم منه على أبيه‬
‫‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬وختفف ((كأ ّن)) قيبقى أيضا إعملها لكن جيوز ثبوت امسها وإفراد خربها ‪ ،‬كقوله (‪: )14‬‬
‫ب‬
‫كأ ْن وريديْه رشاء ُخلُ ْ‬

‫‪ 1‬الملة‬
‫‪ 2‬أما مع االمسية ؛ فألنه جيء بعد ((أ ْن)) ابسم وخرب ‪ ،‬كما جيء هبما بعد املثقلة العاملة ‪ .‬وأما الفعل الامد ‪ ،‬فهو كاالسم ‪ ،‬واالسم غري حمتاج إىل فصل‬
‫‪ ،‬فكذلك ما أشبهه ‪ .‬وأما الدعاء ‪ ،‬فشبيه ابلامد يف عدم التصرف ‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]90 / 2 :‬‬
‫‪ 3‬سورة سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪10 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النجم ‪ ،‬اآلية ‪39 :‬‬
‫‪ 5‬سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪9 :‬‬
‫‪ 6‬سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪113 :‬‬
‫‪ 7‬سورة املزمل ‪ ،‬اآلية ‪20 :‬‬
‫‪ 8‬سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪71:‬‬
‫‪ 9‬سورة البلد ‪ ،‬اآلية ‪5 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البلد ‪ ،‬اآلية ‪7 :‬‬
‫‪ 11‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪100 :‬‬
‫‪ 12‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 13‬وخالصة ما تقدم ‪ :‬أن الفعل غري الامد ‪ ،‬وغري الدعاء ‪ ،‬إما مثبت وإما منفي ‪ .‬وهو إما أن يكون ماضيا أو مضارعا ‪ .‬فاملاضي املثبت يفصل بـ ((قد)) ‪،‬‬
‫واملضارع املثبت يفصل ابلسني أو سوف ‪ ،‬واملاضي املنفي يفصل بـ ((الم)) ‪ ،‬واملضارع املنفي يفصل بـ ((ال)) أو ((لن)) أو ((مل)) ‪ .‬وأما ((لو)) فتأيت فاصال مع‬
‫املاضي واملضارع ‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]94 / 2 :‬‬
‫‪ 14‬القائل ‪ :‬هو رؤبة بن العجاج‬

‫‪15‬‬
‫وقوله (‪: )1‬‬
‫السلم‬ ‫ٍ‬ ‫قس ٍم‬ ‫ويوما تُوافينا ٍ‬
‫كأ ْن ظبية تعطو إىل وارق ْ‬ ‫بوجه ُم َّ‬
‫كأهنا ‪ ،‬وابلنصب على حذف اخلرب ؛ أي ‪ :‬كأ ّن مكاهنا ظبية ‪ ،‬وابلر على‬‫يُرى ابلرفع على حذف االسم ؛ أي ‪ّ :‬‬
‫ت ((أ ْن)) بينهما ‪ .‬وإذا ُحذف االسم ‪ ،‬وكان اخلرب مجلة امسية مل حيتج لفاصل ‪ ،‬كقوله (‪: )2‬‬ ‫أن األصل كظبية ‪ ،‬وِزيد ْ‬
‫كأ ْن ثجدايه ح ّق ِ‬
‫ان‬ ‫ُ ُ‬ ‫وصدر ُمش ِرِق النجح ِر‬
‫َۡ‬ ‫َ َ َّ‬
‫س ‪ ، )3( ‬وقوله ‪:‬‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ َۡ َ‬
‫فصلت بـ ((مل أو قد)) ‪ ،‬حنو ‪  :‬كأن لم تغن بِٱۡلم ِ ِۚ‬
‫ْ‬ ‫وإن كانت فعلية ‪،‬‬
‫حذورها كأ ْن قد أملا‬ ‫ِ‬
‫فم ُ‬ ‫ب ج‬ ‫احلر‬
‫ك اصطالءُ لجظى ْ‬ ‫ال يـج ُهولجنّ ج‬
‫لكن)) وإمهاهلا وجواب‬
‫ختفيف (( ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٱّلِل َق َتل ُه ۡ ۚ‪ٞ‬م ‪ )4( ‬وعن يونس واألخفش جواز اإلعمال ‪.‬‬
‫وختفف ((لكن)) فتهمل وجواب ‪ ،‬حنو ‪َ  :‬ولٰك َِّن َّ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫هذا ابب ((ال)) العاملة عمل ((إ ّن)) ‪: 5‬‬


‫شروط إعماهلا‬
‫املنفي النس ‪ ،‬وأن يكون نفيه نصا ‪ ،‬وأن ال يدخل عليها جار ‪ ،‬وأن يكون‬
‫وشرطها ‪ :‬أن تكون انفية ‪ ،‬وأن يكون ّ‬
‫غالم سف ٍر حاضر" ‪ .‬فإن كانت غري انفية مل تعمل ‪،‬‬
‫امسها نكرة متصلة هبا ‪ ،‬وأن يكون خربها أيضا نكرة ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫وش ّذ إعمال الزائدة يف قوله (‪: )6‬‬
‫مرا‬ ‫ِ‬
‫ذوو أحساهبا عُ ج‬
‫الم ُ‬
‫إذًا لج ج‬ ‫ذنوب هلا‬
‫لو مل تكن جغطفا ُن ال ج‬

‫‪ 1‬القائل ‪ :‬هو علباء بن أرقام اليشكري ‪[ .‬خزانة األدب ‪]364 / 4 :‬‬


‫‪ 2‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 3‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪24 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪17 :‬‬
‫‪ 5‬وتسمى ‪(( :‬ال)) النافية للجنس ؛ أي ‪ :‬لكل فرد من أفراد النس كله ‪ ،‬ال لنفي الوحدة ‪ ،‬وإال أعملت عمل ((ليس)) ‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]103 / 2 :‬‬
‫‪ 6‬القائل ‪ :‬هو الفرزدق‬

‫‪16‬‬
‫نفي النس ال‬
‫يد هبا ُ‬ ‫قائما بل رجالن" وكذا إن أر ج‬
‫ولو كانت لنفي الوحدة عملت عمل ليس ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال رجل ً‬
‫(‪)1‬‬

‫على سبيل التنصيص ‪ ،‬وإن دخل عليها اخلافض خفض النكرة (‪ ، )2‬حنو ‪" :‬جئت بال ز ِاد" ‪ ،‬و "غضبت من ال ٍ‬
‫شيء"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املربد وابن كيسان‬
‫ُمهلت ‪ ،‬ووجب عند غري ّ‬ ‫جئت بال شيءج" ابلفتح ‪ ،‬وإن كان االسم معرفة أو منفصال منها ؛ أ ْ‬
‫‪ ،‬وش ّذ " ُ‬
‫َ‬
‫تكرارها ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال زيد يف الدار وال عمر" ‪ ،‬وحنو ‪ٗ  :‬ل ف َِيها َغ ۡول ‪ ، )3( ‬وإمنا مل تكرر يف قوهلم ‪" :‬ال نجولُك أن تفعل"‬
‫‪ ،‬وقوله (‪: )4‬‬
‫ال ِ‬
‫أنت شائية من شأننا شاين‬ ‫أشاء ما ِ‬
‫شئت ‪ ،‬حىت ال أز ُال ملا‬ ‫ُ‬
‫للضرورة يف هذا أو لتأول ‪(( :‬ال نجولُك)) ب ـ ((ال ينبغي لك)) ‪.‬‬
‫فصل ‪ :‬وإذا كان امسها مفردا ؛ أي ‪ :‬غري مضاف وال ٍ‬
‫شبيه بُين على الفتح ؛ إن كان مفردا أو مجع تكسري ‪ ،‬حنو‬
‫رجال" وعليه أو على الكسر إن كان مجعا أبلف واتء ‪ ،‬كقوله (‪: )5‬‬
‫رجل ‪ ،‬وال ج‬
‫‪" :‬ال ج‬
‫ات ِّ‬
‫للش ِ‬
‫يب‬ ‫فيه نجل ُذ وال َّلذ ِ‬
‫إ ّن الشباب الذي ججمد عواقبهُ‬
‫مثىن أو جمموعا على ح ّده‬
‫تحه بصري إال أاب عثمان ‪ ،‬وعلى الياء إن كان ّ‬
‫ُروي هبما ويف اخلصائص أنه ال جييز فج ج‬
‫(‪)6‬‬

‫‪ ،‬كقوله (‪: )7‬‬


‫تتابع‬ ‫ِ‬
‫لكن لج ُوّراد املنون ُ‬
‫و ْ‬ ‫ابلعيش ُمتِّعا‬
‫ِ‬ ‫تجـ جعَّز فال إلف ِ‬
‫ني‬
‫وقوله (‪: )8‬‬
‫شؤو ُن‬
‫ابءج إال وقد عنْتهم ْ‬ ‫بنني وال آ‬
‫الناس ال ج‬
‫ُحي جش ُر ُ‬
‫تضمن معىن (( ِمن)) بدليل ظهورها ‪ ،‬يف قوله (‪: )9‬‬
‫قيل ‪ :‬وعلة البناء ّ‬
‫‪ 1‬أو أمهلت وتكررت ؛ واختيار اإلمهال أو اإلعمال خاضع ملا يقتضيه املعىن املراد ‪.‬‬
‫‪ 2‬ألن ((ال)) ال تتوسط بني عامل ومعمول ‪ ،‬وتكون حينئذ ملغاة بني الار واجملرور ‪ ،‬ويعمل فيما بعدها ؛ مع داللتها على النفي ‪ ،‬وال تُع ّد زائدة ؛ فيفسد‬
‫املعىن ‪ .‬وذهب بعضهم إىل أ ّن ((ال)) اسم مبعىن ((غري)) ‪ ،‬جمرورة حبرف الر ‪ ،‬وعالمة جرها الكسرة املقدرة على األلف ‪ ،‬وما بعدها جمرور إبضافتها إليه ‪.‬‬
‫[شرح التصريح ‪. ]109 / 2 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪47 :‬‬
‫‪ 4‬مل ينسب البيت إىل قائله‬
‫‪ 5‬القائل ‪ :‬هو هو سالمة بن جندل بن عبد عمرو ‪ .‬الشعر والشعراء ‪106 / 3 :‬‬
‫‪ 6‬كتاب أليب الفتح عثمان ابن جين‬
‫‪ 7‬مل ينسب البيت إىل قائله‬
‫‪ 8‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 9‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬

‫‪17‬‬
‫سبيل إىل ِه ِ‬
‫ند‬ ‫وقال أال ال ِمن ٍ‬ ‫فقام ي ُذود الناس عنها ِ‬
‫بسيفه‬ ‫ج ُ ج‬
‫وقيل ‪ :‬تركيب االسم مع احلرف ك ـ ((مخسة عشر)) ‪ .‬وأما املضاف وشبهه فمعرابن ‪ ،‬واملراد بشبهه ‪ :‬ما اتصل به‬
‫قبيحا فعلُه حممود ‪ ،‬وال طالعا جبال حاضر ‪ ،‬وال خريا من زيد عندان" ‪.‬‬
‫شيء من متام معناه ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ً‬
‫فصل ‪ :‬ولك يف حنو ‪" :‬ال حول وال قوة إال ابهلل" مخسة أوجه ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫فتحهما وهو األصل ‪ ،‬حنو ‪ٗ  :‬ل َب ۡيع فِيهِ َوٗل ُخلة ‪ )1( ‬يف قراءة ابن كثري ‪ 2‬وأيب عمرو ‪.‬‬
‫أحدها ‪ُ :‬‬

‫والثاين ‪ :‬رفعهما ‪ ،‬إما ابالبتداء أو على إعمال ((ال)) عمل ليس ‪ ،‬كاآلية يف قراءة الباقني ‪ ،‬وقوله (‪: )3‬‬
‫مجل‬
‫يل يف هذا وال ُ‬
‫ِ‬
‫ال انقة ج‬ ‫قلت ُمعلِن ًة‬
‫ك حىت ِ‬
‫وما هجرتُ ِ‬
‫جج‬

‫والثالث ‪ :‬فتح األول ورفع الثاين ‪ ،‬كقوله ‪:‬‬


‫هذا لعمرُكم الصغّار ِ‬
‫ال َّأم ِيل إن كان ذاك وال ُ‬
‫أب‬ ‫بعينه‬ ‫ُ ج ُ‬
‫وقوله (‪: )4‬‬
‫أبي ٍ‬
‫بالء اي ُمن ُري بن عام ٍر‬
‫در‬
‫ص ُ‬‫وأنتم ذُانىب ال يجدي ِن وال ج‬ ‫ِّ‬
‫الرابع ‪ :‬عكس الثالث ‪ ،‬كقوله (‪: )5‬‬
‫مقيم‬
‫وما فاهوا به أبدا ُ‬ ‫أتثيم فيها‬
‫فال لغو وال ج‬
‫اخلامس ‪ :‬فتح األول ونصب الثاين ‪ ،‬كقوله (‪: )6‬‬
‫اخلرق على الراق ِع‬
‫سع ُ‬ ‫اتّ ج‬ ‫اليوم وال خلَّ ًة‬
‫سب ج‬ ‫ال نج ج‬

‫‪ 1‬سورة سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪254 :‬‬


‫‪ 2‬هو أبو معبد ‪ ،‬عبد هللا بن كثري بن عمرو املكي الداري ‪ ،‬ولد سنة ‪ 4‬هـ ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 120‬هـ ‪[ .‬وفيات األعيان ‪. ]41 / 3 :‬‬
‫‪ 3‬القائل ‪ :‬هو عبيد بن حصني النمريي‬
‫‪ 4‬القائل ‪ :‬هو جرير بن عطية‬
‫‪ 5‬القائل ‪ :‬هو أمية بن أيب الصلت‬
‫‪ 6‬القائل ‪ :‬هو أنس بن العباس بن مرداس‬

‫‪18‬‬
‫خصه يونس ومجاعة ابلضرورة كـ تنوين املنادى وهو عند غريهم على تقدير ((ال)) زائدة مؤكدة‬
‫وهو أضعفها حىت ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬وأ ّن االسم منتصب ابلعطف ‪ .‬فإن عطفت ومل تكرر ((ال)) وجب فتح األول ‪ ،‬وجاز يف الثاين النصب والرفع ‪ ،‬كقوله‬
‫‪:‬‬
‫وأتزرا‬ ‫ِ‬ ‫أب وابنًا مثل مروا جن وابنِه‬
‫تدى ّ‬‫إذا هو ابجملد ار ج‬ ‫فال ج‬
‫رجل وامرأ جة)) ابلفتح فشاذة ‪.‬‬
‫وجيوز ((وابن)) ابلرفع ‪ ،‬وأما حكاية األخفش ((ال ج‬
‫فتحه (‪ )2‬على أنه ُركب معها قبل جميء ((ال)) مثل "مخسة عشر"‬
‫فصل ‪ :‬وإذا ُوصفت النكرة املبنية مبفرد متصل جاز ُ‬
‫ابردا عندان"‬
‫يف فيها" ‪ .‬ومنه ‪" :‬أال ماءج ماءً ً‬
‫رجل ظر ُ‬
‫‪ ،‬ونصبه مراعا ًة حملل النكرة ورفعه مراعاة حمللها مع ال ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫قبيحا فعلُه عندان" أو‬
‫رجل ً‬‫؛ ألنه يوصف ابالسم إذا وصف ‪ ،‬والقول أبنه توكيد خطأ ‪ .‬فإن فُقد اإلفراد ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫ابردا" امتنع الفتح ‪،‬‬
‫رجل يف الدار ظريف" أو "ال ماءج عندان ماءً ً‬ ‫"ال ج ٍ‬
‫غالم سفر ظريفا عندان" أو االتصال ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫وجاز الرفع والنصب ‪ ،‬كما يف املعطوف بدون تكرار ((ال)) ‪ ،‬وكما يف البدل الصاحل لعمل ((ال)) فالعطف ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال‬
‫أحد زيد وعمرو فيها"‬
‫أحد رجل ومرأة فيها" ‪ ،‬فإن مل يصلح له فالرفع‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫رجل وامرأة فيها" والبدل ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال ج‬
‫ج‬
‫وكذا يف املعطوف الذي ال يصلح لعمل ((ال)) ‪ ،‬حنو ‪(( :‬ال امرأ جة فيها وال زيد)) ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬وإذا دخلت مهزة االستفهام على ((ال)) مل يتغري احلكم ‪ .‬مث اترة يكون احلرفان ابقيني على معنييهما ‪ ،‬كقوله‬
‫(‪: )3‬‬
‫إذا أُالقي الذي القاهُ أمثايل‬ ‫لسلمى أم هلا ججلجد‬ ‫ِ‬
‫بار ج‬‫أال اصط ج‬
‫الشلجوبِني أنه غري واقع ‪ .‬واترة يراد هبما التوبيخ ‪ ،‬كقوله (‪: )4‬‬
‫توهم ج‬
‫وهو قليل حىت ّ‬
‫ٍ‬
‫مبشيب بعده جهجرُم‬ ‫وآذجنجت‬ ‫ت شبيهتُه‬
‫أال ارعواء ملن ولّ ْ‬
‫التمين ‪ ،‬كقوله (‪: )5‬‬
‫وهو الغالب‪ .‬واترة يراد ّ‬
‫يد الغ جف ِ‬
‫الت‬ ‫أب ما أ ْجْثجت ُ‬
‫فري ج‬ ‫مر جوّىل مستطاع رجوعُه‬
‫أال عُ ج‬

‫‪ 1‬ألن نصب االسم مع وجود ((ال)) ضعيف ‪ ،‬والقياس فتحة بال تنوين ‪[ .‬شرح التصريح ‪. ]130 / 2 :‬‬
‫‪ 2‬أي ‪ :‬بناؤه على الفتح ‪ ،‬إن كان مفردا ‪ ،‬أو على ما ينوب عنها ‪ ،‬كالياء يف املثىن واجملموع ‪.‬‬
‫امللوح‬ ‫‪3‬‬
‫القائل ‪ :‬هو جمنون بين عامر ؛ قيس بن ّ‬
‫‪ 4‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬
‫‪ 5‬مل ينسب البيت إىل قائل معني‬

‫‪19‬‬
‫وهو كثري عند سيبويه واخلليل أ ّن ((أال)) هذه مبنزلة أمتىن ‪ ،‬فال خرب هلا ‪ ،‬ومنزلة ((ليت)) فال جيوز مراعاة حملها مع‬
‫يتعني كون "مستطاع" خربا أو صفة‬
‫املربد ‪ ،‬وال دليل هلما يف البيت إذ ال ّ‬‫ِ‬
‫امسها وال إلغاؤها إذا تكررت وخالفهما املازين و ّ‬
‫‪ ،‬و "رجوعه" ‪ :‬فاعال بل جيوز كون "مستطاع" خربا مقدما ‪ ،‬و "رجوعه" ‪ :‬مبتدأ مؤخرا ‪ ،‬والملة صفة اثنية ‪.‬‬
‫ََ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٓ َّ َ ٓ َّ َ َ ٌ‬
‫وترد ((أال)) للتنبيه (‪ )1‬فتدخل على الملتني ‪ ،‬حنو ‪  :‬أٗل إِن أ ۡو ِِلَا َء ٱّلِلِ ٗل خ ۡوف َعل ۡي ِه ۡم َوٗل ه ْم ُي َزنون ‪  )2( ‬أٗل يَ ۡو َم‬
‫ََ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ َ َ ۡ َ َّ ُ َ ُ‬ ‫َۡ ۡ َۡ َ َ ۡ ُ ً َ‬
‫ٱّلِل لك ۡ ۚ‪ٞ‬م ‪  )4( ‬أٗل‬ ‫ۡصوفا ع ۡن ُه ۡم ‪ )3( ‬وعرضيّة وحتضيضية فتختصان ابلفعلية ‪ ،‬حنو ‪  :‬أٗل َتِبون أن يغفِر‬ ‫يأتِي ِهم ليس م‬
‫ُ َ ٰ ُ َ َ ۡ ٗ َّ َ ْ‬
‫ك ُث ٓوا ‪. )5( ‬‬ ‫تقت ِلون قوما ن‬

‫وجل" ‪ .‬وإذا ُعلم فحذفه كثري ‪ ،‬حنو ‪ :‬‬


‫عز ّ‬‫مسألة ‪ :‬وإذا ُجهل اخلرب وجب ذكره ‪ ،‬حنو ‪" :‬ال أحد أغريُ من هللا ّ‬
‫ُ َْ‬ ‫َ‬
‫فَل فَ ۡو َت ‪  )6( ‬قَالوا ٗل َض ۡ َريُۖ ‪ )7( ‬ويلتزمه التميميون والطائيون ‪.‬‬

‫‪ 1‬تدل على توجيه الذهن وتنبيهه إىل شيء هام جييء بعمها ‪ ،‬مؤكد الوقوع عند املتكلم ‪ ،‬وكثريا ما تقع بعدها ((إ ّن)) املكسورة ‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪62 :‬‬
‫‪ 3‬سورة هود ‪ ،‬اآلية ‪8 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪22 :‬‬
‫‪ 5‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪13 :‬‬
‫‪ 6‬سورة سبأ ‪ ،‬اآلية ‪51 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الشعراء ‪ ،‬اآلية ‪50 :‬‬

‫‪20‬‬
‫اخلامتة‬
‫احلمد هلل الذي يسر وأعان ‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا الكرمي ‪ ،‬وعلى آله وصبحه الكرام ‪ ،‬أما بعد ‪.‬‬

‫علي إبنتهاء هذا البحث بعونه وتيسريه ‪ ،‬وأرجو أن أكون قح وفقت يف بيان صورة الشخصية ابن هشام ‪،‬‬
‫من هللا ّ‬
‫فقد ّ‬
‫وإبراز كتابه ‪ .‬وميكنين أن أخلص هذه الدراسة يف التايل ‪:‬‬

‫إن ابن مالك عامل لغوي كبري وأعظم حنوي يف القرن السابع اهلجري ‪ ،‬ومييل يف مذهبه النحوي غالبا إىل املذهب‬
‫البصري ‪ .‬وله مؤلفات كثرية ‪ ،‬منها "األلفية" ‪ .‬وله شروح كثرية على هذا املنت ‪ ،‬أحدها كتاب أوضح املسالك إىل ألفية‬
‫ابن مالك البن هشام األنصاري ‪ ،‬وهو الكتاب الذي درسته يف هذا التحقيق ‪.‬‬

‫ويتضح لنا مما سبق ‪ ،‬أ ّن كتاب أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك وهو أشهر الشروح على هذا املنت ‪ .‬بناء على‬
‫ذلك ‪ ،‬واخرتت حتقيقا على هذا الكتاب ‪ .‬وشرح ابن هشام يف بيان مضموم الكتاب ‪ ،‬أن هناك آراء املختلفة اليت‬
‫جيعل الكتاب مشهورا وتعليقا بني أيدي العلماء ‪ ،‬خاصة يف الباب الذي اخرتته وهو ابب األحرف الثمانية الداخلة‬
‫على املبتدأ واخلرب ‪ .‬هنالك العديد من األحرف اليت مشبهة ابلفعل ‪ ،‬كما بينا ‪ ،‬مث نكشف كل معانيها ‪.‬‬

‫عرفنا ‪ ،‬ما العلة اليت جيعل املؤلف يسمى هبذا الباب األحرف الثمانية الداخلة على املبتدأ واخلرب ‪ .‬واملقصود ابألحرف‬
‫الثمانية هنا حروف إ ّن وأخواهتا اليت تنصب املبتدأ وترفع اخلرب ‪ ،‬وهو القسم الثاين من النواسخ املبتدأ ‪ .‬ومسيت األحرف‬
‫أيضا ؛ ألهنا مشبهة ابألفعال من حيث الرتكيب وهلا معىن أفعال ‪ ،‬كما بينا ‪ .‬وبعدها ‪ ،‬أن هناك شروط يف استخدام‬
‫على األحرف السابقة على وجه صحيح كما شرح وفصل ابن هشام نفسه ‪.‬‬

‫أخريا ‪ ،‬هذا هو حبثي ﺍملتوﺍضع ؛ كثري النقصان ورجاء القبول ‪ .‬ﻭنرجو من ﺍهللا تعاىل ﺩﺍئما على ﺃﻥ حنافظ على‬
‫ﺍللغة ﺍلعربية وقواعدها للدفاﻉ عن ﺍإلسالﻡ ﻭﺍملسلمني ‪ ،‬ﻭختامه مسك ﻭيف ﺫلك فليتنافس ﺍملتنافسوﻥ ‪ .‬ﻭصـلى ﺍهللا‬
‫عليى سيدان حممد وعلى آله وصبحه ﻭسلم ‪ .‬ﻭﺍحلمد هللا ﺭﺏ ﺍلعاملني ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫املصادر واملراجع ‪:‬‬
‫‪ . 1‬القرآن الكرمي‬

‫‪ . 2‬التصريح مبضمون التوضيح للشيخ خالد زيد الدين عبد هللا األزهري ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬الدكتور عبد الفتاح حبريي‬
‫إبراهيم‬

‫‪ .3‬ذيل مرآة الزمان للشيخ قطب الدين أبو الفتح موسى بن حممد اليونيين ‪ ،‬دار الكتب اإلسالمي ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ .4‬البلغة يف تراجم أئمة النحو واللغة ‪ ،‬جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوز آابدي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد املصري ‪ ،‬دار‬
‫سعد الدين ‪.‬‬

‫‪ . 5‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة ‪ ،‬شيخ اإلسالم حافظ العصر شهاب الدين أمحد بن علي بن حممد ابن‬
‫حممد بن علي بن أمحد الشهري اببن حجر العسقالين ‪ ،‬دار اليل‬

‫‪ . 6‬بغية والوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة للحافظ جالل الدين عبد الرمحن السيوطي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو‬
‫الفضل إبراهيم ‪ ،‬دار الفكر ‪.‬‬

‫‪ . 7‬حاشية ايسن على شرح التصريح لألزهري ‪ ،‬املطبعة األزهرية‬

‫‪ . 8‬الشعر والشعراء البن قتيبة ‪ ،‬حتقيق وشرح أمحد حمم شاكر ‪ ،‬دار اآلاثر للنشر والتوزيع‬

‫‪ . 9‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب ‪ ،‬لعبد القادر بن عمر البغدادي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد السالم هارون ‪ ،‬مكتبة‬
‫اخلاجني ‪ 1419 ،‬هـ ‪ 1997 /‬م ‪.‬‬

‫‪ . 10‬األعالم قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب واملستعربني واملستشرقني ‪ ،‬خلري الدين الزركلي ‪ ،‬دار‬
‫العلم املاليني ‪.‬‬

‫‪ . 11‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ‪ ،‬أليب العباس مشس الدين أمحد بن حممد بن أيب بكر بن خلكان ‪ ،‬حققه‬
‫الدكتور إحسان عباس ‪ ،‬دار صادر بريوت ‪ 1972 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ . 12‬شرح الشواهد الشعرية يف أمات الكتب النحوية ‪ ،‬حملمد بن حممد حسن ُشّراب ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت‬
‫–لبنان ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1427 ،‬هـ ‪ 2007 /‬م ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫حمتوايت البحث‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪1‬‬ ‫املقدمة‬

‫‪2‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬الدراسة‬

‫‪2‬‬ ‫املبحث األول ‪ :‬ترمجة موجزة اببن مالك‬

‫‪2‬‬ ‫البحث الثاّن‪ :‬ترمجة موجزة اببن هشام‬

‫‪4‬‬ ‫القسم الثاّن‪ :‬التحقيق‬

‫‪4‬‬ ‫ابب األحرف الثمانية الداخلة على املبتدأ واخلرب‬

‫‪21‬‬ ‫اخلامتة‬

‫‪22‬‬ ‫املصادر واملراجع‬

‫‪23‬‬ ‫حمتوايت البحث‬

‫‪23‬‬

You might also like