Professional Documents
Culture Documents
manhaj al'imam 'ahmad fi musanadih
التعريف باإلمام أحمد:
هو أحمد بن محمد بن حنب ل بن هالل بن أسد ،أبو عبد اهلل الشيباني ،ولد ببغداد،
وقيل بمرو ثم حمل إلى بغداد وهو رضيع سنة (164هـ)(.)1
سمع من خلق كثير ،فقد كتب عن كل من لقيه من شيوخه صغيراً كان أم كبيراً،
ومنهم :هشيم بن بشير ،وسفيان بن عيينة ،وإ براهيم بن سعد ،والقاضي أبو
يوسف ،وغيرهم(.)2
وحدث عنه شيوخه وكبار عصره أيضا ،وممن حدث عنه :علي بن المديني،
ويحيى بن معين ،ودحيم الشامي ،واإلمام الشافعي ،وعبد الرحمن بن مهدي،
ووكيع بن الجراح ،وغيرهم(.)3
وقد بدت مخايل النبوغ والورع عليه منذ طفولته ،واتجهت همته الى طلب
الحديث وله من العمر خمس عشرة سنة ،وألف اإلمام أحمد العديد من الكتب التي
نفع اهلل تعالى بها المسلمين ومنها :المسند ،والعلل ،والناسخ والمنسوخ ،والزهد،
واألشربة ،والفضائل ،واألسماء والكنى ،وهي كتب مطبوعة ،وغيرها من
المصنفات(.)4
كان شيخا مخضوبا طواال أسمر شديد السمرة ،يخضب بالحن اء ليس بالق اني ،وفي
لحيت ه ش عرات س ود ،أبيض الث وب ،وعلي ه عمام ة .ت وفي اإلم ام أحم د ببغ داد ي وم
ينظر :التاريخ الكبير لإلمام البخاري ،حققه السيد هاشم الندوي (مكتبة الرياض الحديثة- () 1
الرياض -د.ت) ،2/5 :والكنى واألسماء لإلمام مسلم حققه عبد الرحيم محمد القشقري (ط
،1الجامعة اإلسالمية -المدينة المنورة 1404هـ).1/502 :
ينظر :الثقات ،8/18 :وطبقات الحفاظ.189 : () 2
ينظر :سير أعالم النبالء ،11/181 :وطبقات الحفاظ.189 : () 3
دراسة الكتاب:
شرع اإلمام أحمد في تصنيف المسند بعد انصرافه من اليمن بعد تلقيه عن عبد
ال رزاق س نة200هـ وب دأ بتحــرير المسنـد وعـمره 36س نة ،انتق اه من أك ثر من
700أل ف ح ديث ،س معها في رحالت ه .وق د كتب ه في أوراق مف ردة ،وفرق ه في
أج زاء منف ردة على نحو م ا تك ون المس ودة ،ورواه لـولده عب د اهلل نسخـًا وأجزاًء ،
وك ان ي أمره أن ض ع ه ذا في مس ند فالن ،وه ذا في مس ند فالن ،وك ان ينظ ر في ه
إلى آخر حياته .
وقيل عدد أحاديثه 40ألف حديث ،وقيل 30ألف حديث بدون المكرر ،روى فيه
عن 283شيخا في المسند .
يق ول محقق وا الكت اب ،من خالل التحقي ق نس تطيع تص نيف األح اديث إلى س تة
أقسام:
-1ص حيح لذات ه -2..ص حيح لغ يره -3.الحس ن لذات ه -4..الحس ن لغ يره ..
-5م ا ه و ض عيف ض عف خف ف -6..م ا ه و ش ديد الض عف يك اد يق ترب إلى
الموضوع ..
وأما القضية التي أثيرت قديمًا حول إذا كان في المسند أحاديث ضعيفة أو معلولة،
فهذا مما يسلم به من له معرفة بهذا الشأن .
ثم يقول :وال يغض من قيمة المسند كثرة األحاديث الضعيفة فيه ،فإن عددا غير
قلي ل منه ا ص الح لل ترقي إلى الحس ن لغ يره أو الص حيح لغ يره لم ا يوج د ل ه من
متابعات وشواهد كما يظهر ذلك من تخريج األحاديث ،وبيان درجاته ا ،وم ا تبقى
منه ا فه و من الض عيف ال ذي خ ف ض بطه ،م ا ع دا األح اديث القليل ة ال تي انتق دت
علي ه ،فإن ه رحم ه اهلل تع الى ي رى األخ ذ و العم ل بمض مونها ،وتق ديمها على
القي اس كم ا م ر من قول ه البن ه عب د اهلل ((ولس ت ُأخ الف م ا ض عف إذا لم يكن في
الباب ما يدفعه )) ..
وقد قال اإلمام أحمد :قد أكتب حديث الرجل ألعتبره .
وقال شيخ اإلسالم أيضًا :قد يروي اإلمام أحمد وإ سحاق وغيرهما أحاديث تكون
ض عيفة الته ام رواته ا بس وء الحف ظ ونح و ذل ك ليعت بر به ا ويستش هد به ا ،فإن ه ق د
يكون لذلك الحديث ما يشهد أنه محفوظ ،وقد يكون له ما يشهد بأنه خطأ ،وقد
يكون صاحبها كذابًا في الباطن ليس مشهورا بالكذب ،بل يروي كثيرًا من الص دق
ف يروى حديث ه ،وليس ك ل م ا رواه الفاس ق يكـون كــذبًا بـل يـجـب التبُيـن في خبره
كما قـال تـعالى (( :يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ))...اآلية ،
فيروي لُينظر في سائر الشواهد هل تدل على الصدق أو الكذب ..
وقال أيضًا :وليس ما رواه أحمد في المسند وغيره يكون حجة عنده ،بل يروي
م ا رواه أه ل العلم ،وش رطه في المس ند أن ال ي روي عن المع روفين في الك ذب
عنده ،وإ ن كان في ذلك ما هو ضعيف .
ق ال ال ذهبي :وفي ه جمل ة من األح اديث الض عيفة مم ا يس وغ نقله ا وال يجب
االحتجاج بها .
ق ال الع راقي فيم ا ينقل ه عن ه الحاف ظ ابن حج ر :مس ند اإلم ام أحم د أدعى ق وم في ه
الصحة ،وكذا في شيوخه ،وصنف الحافظ أبو موسى المديني في ذلك تصنيفًا ،
والح ق أن أحاديث ه غالبه ا جي اد ،والض عاف منه ا إنم ا ي ورده للمتابع ات ،وفيه ا
القلي ل من الض عاف ،والغ رائب ،واألف راد ،أخرجه ا ثم ص ار يض رب عليه ا شيئًا
فشيئًا ،وبقي منها بقية ،ووافته المنية قبل أن ينقحها .
أما القسم السادس األحاديث شديدة الضعف ما كان يقرب من الموضوع فقد أشار
إليها اإلمام الذهبي فقال :فيها أحاديث معدودة شبه موضوعة ،ولكنها قطرة في
بحر .وقد أدرجها النقاد في سلك الموضوعات فبلغت 38حديثًا .أورد منها الحاف ظ
ابن حج ر في الق ول المس دد في ال ذب عن مس ند اإلم ام أحم د 24ح ديثا ،األح اديث
التسعة التي جمعها الحافظ العراقي ،وأضاف إليها 15حديثًا ذكرها ابن الجوزي
في الموض وعات ،وأج اب عنه ا ح ديثًا ح ديثًا ،وق د فات ه أح اديث أخ رى نقله ا ابن
الج وزي في الموض وعات ،نقله ا الس يوطي في ج زء اس ماه ( ال ذيل الممه د )،
وعددها 14أحاديث .
منهجه :
الدقة في إيراد ألفاظ التحمل ،وبيان الفروق بين الرواة إن وجدت. -1
رتب أحاديثه على أسماء الصحابة ال على األبواب الفقهية ،ألن غايته جمع ما -2
اشتهر من األحاديث وما عنده عن مشايخه من األحاديث.
أن المس ند ك ان مس ودة ،ومن ثم وق ع الخل ل فى جمل ة مواض ع من ه ال تمس -3
جوهر الكتاب ،مثل:
أ -إدراج عدد من أحاديث المكثرين في غير مسانيدهم .
ب -تكرار الحديث الواحد بإسناده ومتنه لغير فائدة في إعادته .
ت -تفريق أحاديث الصحابي الواحد في أكثر من موقع من المسند.
ث -الخلط بين أحاديث الشاميين والمدنيين .
ج -عدم التمييز بين روايات الكوفيين والبصريين .
ح -تداخل أحاديث الرجال بأحاديث النساء .
خ -اختالط مسانيد القبائل بمسانيد أهل البلدان .
* وقد نب ه ابن عس اكر في كتابه ( ترتيب أسماء الص حابة الذين أخرج لهم اإلم ام
أحمد في المسند) على كل هذه األمور .
الزوائد :
الهيثمي جعل له زوائد سماها ( :غاية المقصد في زوائد المسند ) وقد حققه الش يخ
سيف الرحمن في رسالة دكتوراه ( جامعة الملك عبد العزيز ) وغيره من زمالئه.
شرحه المحدث أبو الحسن نور الدين محمد عبد الهادي السندي ت 1139هـ -1
في حاش ية نفيس ة ،وض منها التعليق ات اللطيف ة :من ض بط اللف ظ ،وإ يض اح
الغريب ،واإلعراب ،وغير ذلك .
للسيوطي تعليقات باسم ( عقود الزبرجد على مسند أحمد ) "طبع في بيروت، -2
وهو عبارة عن إعراب ما يشكل من ألفاظه .
ت رتيب ابن عس اكر ت 571هـ واس مه ( ت رتيب أس ماء الص حابة ال ذين أخ رج -3
حديثهم اإلمام أحمد بن حنبل في المسند ) وهو عبارة عن فهرس دقيق ألسماء
الصحابة ،ذكر فيه موضع حديثهم من المسند ،وهو مطبوع بتحقيق ( عامر
صبري ) .
ت رتيب مس ند اإلم ام أحم د على أب واب ص حيح البخ اري :لإلم ام علي بن -4
الحس ين بن ع روة بن زكن ون ت 837هـ ،وس ماه ( الك واكب ال دراري في
ترتيب في ترتيب مسند اإلمام أحمد على أبواب البخاري ) .
الفتح الرب اني ل ترتيب مس ند أحم د بن حنب ل الش يباني :للش يخ أحم د الش هير -5
بالساعاتي ت 1371هـ.
األطراف :
قلن ا فيم ا س بق أن اإلم ام أحم د ص نف أحاديث ه إلى س تة أقس ام ،والقس م الس ادس
منها:األحاديث الشديدة الضعف التي تكاد وتقترب من الموضوع .
- 1ك ابن حجر في كتاب ه ( الق ول المسدد في ال ذب عن مسند اإلم ام أحمد ) ذكر
أن هناك 24حديثا مطعونا فيها ،ورّد على هذه الطعون ،والكتاب مطبوع ب دائرة
المعارف ( بحيدر آباد )
- 2الذب األحمد عن مسند اإلمام أحمد :للشيخ ناصر الدين األلباني .
- 1اإلكمال في تراجم من له رواية في مسند اإلمام أحمد ممن ليس لهم ذكر في
ته ذيب الكم ال للم زي ،لمؤلف ه أب و المحاس ن ش مس ال دين محم د علي بن الحس ن
الحسيني الشافعي.. .
- 2واستدرك عليه ابن الجزري في كتاب سماه ( المصعد األحمد في رجال مسند
أحمد ) وقد تلف بعضه في الفتنة فكتبه بعدها مختصرا .
- 3تعجي ل المنفع ة بزوائ د رج ال األئم ة األربع ة :البن حج ر ،طب ه بتحقي ق د/
إكرام اهلل إمداد الحق.
************************************************