You are on page 1of 38

‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫تقريظ فضيلة الشيخ المقرئ إيهاب‬


‫أحمد فكري‬
‫مدرس القرآن والقراءات بالمسجد النبوي الشريف‬

‫الحم د هلل رب الع المين وأص لي وأس لم‬


‫على س يدنا محم د وعلى آل ه وص حبه‬
‫ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬
‫أم ا بع د فق د اطلعت على كت اب الش يخ‬
‫عمار إحالم في التجويد فوجدت ه مناس با‬
‫لمن يروم البدء في تعلم ه ذا العلم الن افع‬
‫وأسأل هللا تعالى أن يوفقه في ت أليف م ا‬
‫في ه نف ع للمس لمين وأن يعينه على تعليم‬
‫ذلك العلم لطالبه عملي ا على خ ير وج ه‬
‫وهللا المستعان المرجو اإلجابة‪.‬‬
‫وكتبه إيهاب أحمد فكري‬
‫مدرس القرآن والقراءات‬

‫بالمسجد النبوي الشريف‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫مقدمة‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونس تعينه‪ ،‬ونس تغفره‪ ،‬ونع وذ باهلل من ش رور‬
‫أنفس نا‪ ،‬وس يئات أعمالن ا‪ ،‬من يه ده هللا فال مض ل ل ه‪ ،‬ومن يض لل فال‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه وأش هد أن محم دا‬
‫عبده ورسوله‪.‬‬
‫ﱡﭐﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞ ﱟ ﱠ آل عمران‪١٠٢ :‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ ﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ النساء‪١ :‬‬
‫ﲪﲫﲬﲭﱠ األحزاب‪٧١ – ٧٠ :‬‬ ‫ﱡﭐﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ ﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩ‬
‫أال وإن أصدق الحديث كتاب هللا‪ ،‬وأحس ن اله دي ه دي محم د‬
‫ﷺ‪ ،‬وشر االمور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضاللة‪،‬‬
‫وكل ضاللة في النار‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬ف إن من أج ّل األعم ال وأفض لها تالوة الق رآن الك ريم‬
‫وتجويده‪ ،‬قال هللا تعالىﱡﭐﲹﲺﲻﲼﲽ ﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄ ﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋ ﳌﳍﳎﳏﳐ ﳑﳒﳓ ﱠ‬
‫فاطر‪. ٣٠ – ٢٩ :‬‬
‫ولـ ّما ك ان ذل ك ال يت أتّى إال بـمراعاة أحك ام التّالوة من تفخيم‬
‫بت‬‫رغ ُ‬
‫وترقيق وتغليظ واستفالة وإظه ار وإدغ ام وإخف اء وتش ديد‪ِ ،‬‬
‫في المشاركة في الـخير بنشر مذ ّكر ٍة ج ّد مبسّطة في أحك ام الترتي ل‬
‫على رواية اإلم ام حفص عن اإلم ام عاص م الّ تي م ال إليه ا أك ثر‬
‫الناس اليوم ‪ -‬ربّـما لسهولتها ويُسرها ‪ ،-‬فاستعنت باهلل وجـمعت م ا‬
‫أمكنني من الـمادة العلميّة مراعيا السّهولة في التعبير‪ ،‬وسـ ّميتها‪" :‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد على رواية حفص عن عاصم"‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫وقد عرضت المذ ّكرةَ على الشيخ اإلمام الـمقرئ إيه‪00‬اب أحم‪00‬د‬
‫فك‪00‬ري – حفظه هللا ورع اه ‪ -‬ف أثنى عليه ا وأوص ى خ يرا‪ .‬ورتّبت‬
‫موضوعات ه ذه الم ذ ّكرة على التّ رتيب الّ ذي نح اه ص احب تحف ة‬
‫األطفال‪ ،‬فكان العمل فيها على النّحو اآلتي‪:‬‬
‫‪-‬جعلت للرس الة مقدم ة تكلّمت فيه ا عن مب ادئ علم الترتي ل‬
‫مع ّرجا على ترجمة مختصرة لإلمامين عاصم والراوي عنه حفص‬
‫ثم على مراتب التالوة ثم على تعريف اللّحن وحكمه و أنواعه‪.‬‬
‫‪-‬ح اولت ق در اإلمك ان جم ع الض روري ال ذي ال يس ع متعلّم‬
‫أحك ام التالوة جهل ه من أحك ام التّالوة من مراجعه ا ومص ادرها‬
‫المعتمدة مراعيا التبسيط‪ ،‬وذيّلته بش واهد من بعض المت ون العلمي ة‬
‫المفيدة على غرار تحفة األطفال والمقدمة الجزرية‪.‬‬
‫‪ -‬جعلت للرسالة خاتـمة نسأل هللا تعالى حسنها‪.‬‬
‫هذا وال أدعي الكمال فال يوجد كتاب إال وفي ه من النقص م ا‬
‫هللا به عليم سوى كتاب رب العالـمين‪ .‬وكما قيل‪:‬‬
‫فجل من ال عيب فيه وعال‬ ‫إن وجدت عيبا ً فسُد الـخلال‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك‬
‫على نبينا مـحمد وآله وصحبه‪.‬‬

‫وكتبه أبو أنس ع ّمار بن الطاهر‬


‫الجزائر في ‪ 1‬شعبان ‪1436‬هـ‬
‫‪20‬‬
‫مايو ‪ 2015‬م‬
‫مبادئ علم التجويد‬
‫قال األخضري ‪$‬‬
‫الحــــد والموضــوع ثم‬ ‫إن مبـــادي كـــل علــــم‬
‫الثمــرة‬ ‫عشــــرة‬
‫واالسم االستمداد حكم الشارع‬ ‫ونسبـــــةٌ وفضلــه‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫والـواضـــــع‬
‫ومن درى الجميـع حـاز‬ ‫مس ائل والبعض بالبعـض‬
‫الشرفـا‬ ‫اكـتفى‬

‫‪ -1‬تعريف التجويد‪:‬‬
‫ُ‬
‫حسين‪.‬‬ ‫لغةً‪ :‬التّ‬
‫اصطالحا‪ :‬إخراج كل ح رف من َمخرج ه م ع إعطائ ه‬ ‫ً‬
‫‪3‬‬
‫حقه ‪ 1‬ومستحقه ‪ .‬وطريقه التلقي من أفواه المشايخ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -2‬موض‪00‬وعه‪ :‬كلم ات الق رآن من حيث أح وال النط ق به ا‪،‬‬


‫وكيفية أدائها‪.‬‬
‫‪ -3‬ثمرته‪ :‬صيانة اللسان عن الخطأ في تالوة كتاب الله تعالى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -4‬نسبته من العلوم األخرى‪ :‬التباين ‪.‬‬
‫‪ -5‬فضله‪ :‬أنه من أفضل العلوم وأشرفها‪.‬‬
‫أن أول من تكلم في ه ه و أب و المزاحـم‬ ‫‪ -6‬واض‪000‬عه‪ :‬قي ل ّ‬
‫الخاقـاني (تــ ‪325‬هـ)‪ 5‬فقد صنف في ذلك قصيدته المشهورة والّتي‬
‫أن أول من‬‫شرحها بع ُد أبو عمرو ال داني في كتاب ه التيس ير‪ .6‬وقي ل ّ‬
‫د ّون فيه هو يحيى بن يعمر (تـ ‪ 90‬هـ ) ‪ ،‬و قيل هو أبو عبيد القاسم‬
‫بن سالم ( تـ ‪ 224‬هـ ) ‪ ،‬وقيل الخليل بن أحمد الفراهي دي (تـ ‪170‬‬
‫هـ ) ‪ ،‬وقيل أبو األسود الدؤلي( تــ ‪69‬هـ )‪.‬‬
‫‪ - 1‬حق الحرف هو إعطاؤه الصفة الالزمة له التي ال تنفك عنه كالهمس واالطباق‬
‫واالستعالء واالستفال واالنفتاح‪...‬‬
‫‪ - 2‬مستحق الحرف هو إعطاؤه الصفة العارضة الناشئة عن الصفات الذاتية كترقيق المستفل‬
‫وتفخيم المستعلي ومن اإلظهار واإلدغام والقلب واإلخفاء وغير ذلك ‪...‬‬
‫‪ - 3‬أحكام قراءة القرآن للشيخ الحصري ‪ :‬ص‪ 17‬فما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 4‬معنى التباين‪ :‬أن علم التجويد علم مستقل بذاته ليس مستمدا من علم آخر – أعني أنه‬
‫مستقل عن علم من العلوم األخرى التي ليست جزءا من علوم القرآن كعلم الحديث أو علم‬
‫النحو ‪ ..‬الخ‪ .‬وإال فعلم التجويد جزء من علوم القرآن ‪ . - ..‬انظر أحكام قراءة القرآن‬
‫للحصري ص ‪26‬‬
‫‪ - 5‬النشر‪. 1/224 :‬‬
‫‪ - 6‬كشف الظنون‪. 1337 /2 ، 1/354 :‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫‪ -7‬اسمه ‪ :‬علم التجويد أو علم الترتيل‪.‬‬


‫‪ -8‬اس‪00‬تمداده‪ :‬من النق ول ّ‬
‫الص حيحة والمت واترة عن علم اء‬
‫‪1‬‬
‫القراءات الموصولة إلى رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ -9‬حكمه‪ :‬معرفته فرض كفاية‪ ،‬أما العمل به فه و ف رض عين‬
‫‪2‬‬
‫على من أراد قراءة شيء من القرآن‪.‬‬

‫‪ -10‬مسائله‪ :‬قواعده الكلي ة كق ولهم‪ :‬ك ل أل ف منقلب ة عن ي اء‬


‫يميلها حمزة والكسائي وخلف‪ ،‬ويقللها ورش بخل ف عن ه وك ل راء‬
‫مفتوحة أو مضمومة وقعت بعد كسرة أصلية أو ي اء س اكنة يرققه ا‬
‫ورش‪ .‬مثال‪ :‬كلمة " موسى " و " عيسى " يميلها حمزة والكس ائي‬
‫وخلف ‪ .‬ويقلله ا ورش بخل ف عن ه ‪ .‬كلم ة " يستبش رون " يرققه ا‬
‫‪3‬‬
‫ورش‪.‬‬

‫ترجمة مختصرة لإلمامين عاصم وحفص‬


‫عـاصــم (تـ ‪ 127‬هـ )‬
‫ي بالوالء ال ّشهير المحدث اإلم ام أب و بك ر‬
‫هو القارئ الكوفي األسد ّ‬
‫عاصم بن أبي النَّجود‪ ،‬ويقال له ابن بـَهدلة وهو أحد القراء الس بعة‪،‬‬
‫تابعي‪ ،‬قرأ عليه خل ق كث ير ‪ ،‬وإلي ه انتهت اإلمام ة في الق راءة في‬
‫الكوفة‪ .‬كان كفيف البصر‪ ،‬وك ان نحوي ا ً فص يحاً‪ .‬ثق ة في الق راءة‪،‬‬

‫‪ 1‬البدور الزاهرة‪ :‬ص ‪. 15‬‬


‫‪ - 2‬انظر التفصيل في ‪ :‬أحكام قراءة القرآن للحصري ‪ :‬ص ‪. 27 -17‬‬
‫‪ - 3‬البدور الزاهرة ‪ :‬ص ‪. 15‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫ب وفصاحة وص وت حس ن ‪ .‬ق ال أب و بك ر بن‬ ‫وكان ذا نُسُك وأد ٍ‬


‫عياش ‪ " :‬سمعت أبا إسحاق الس بيعي يق ول‪ :‬م ا رأيت أح دا أق رأ‬
‫من عاص م بن أبي النج ود " اهـ ‪ .‬ق رأ الق رآن على أبي عب د‬
‫ال رحمن الس لمي عن علي بن أبي ط الب‪ ‬عن الن بي ‪ ، ‬وق رأ‬
‫على زر بن حبيش عن عبد هللا بن مس عود ‪ ‬عن الن بي ‪ .‬ت وفي‬
‫بالكوفة في آخر سنة سبع وعشرين ومائة للهجرة‪ .‬قال أب و بك ر بن‬
‫عياش ‪ ":‬دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه ي ردد ه ذه‬
‫اآلية يحققها حتى كأنه يصليﱡﭐﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲ ﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱠ األنعام‪٦٢ :‬‬
‫‪1‬‬
‫"اهـ‪.‬‬
‫حفـص (‪ 90‬هـ ‪ 180 -‬هـ )‬
‫هو المقرئ المتقن اإلمام الكوفي أبو عمر حفص بن سليمان بن‬
‫المغيرة البزار الكوفي‪ ،‬ولد سنة ‪ 90‬هـ ‪ ،‬ق ارئ أه ل الكوف ة‪ .‬ن زل‬
‫بغداد وجاور بمكة‪ ،‬وكان أعلم أصحاب عاص م بقراءت ه‪ ،‬وه و ابن‬
‫امرأته وربيبه‪ ،‬ومن طريقه قراءة أهل المشرق‪ ،‬ثقة في القراءة كما‬
‫قال عنه الذهبي‪ :‬إنه ثقة ثبت ضابط‪ .‬وقال بن معين‪ ":‬ه و أق رأ من‬
‫أبي بكر"‪.‬‬
‫ق ال ال داني" وه و ال ذي أخ ذ ق راءة عاص م عن الن اس تالوة‪،‬‬
‫ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ أيضا ً بها"‪ ،‬وقال يحيى ابن‬
‫معين "الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاص م رواي ة أبي‬
‫عمر حفص بن س ليمان"‪ .‬وك انت الق راءة ال تي أخ ذها عن عاص م‬
‫‪2‬‬
‫ترتفع إلى علي‪ .‬توفي سنة ثمانين ومائة (‪180‬هـ)‪.‬‬

‫‪ - 1‬معرفة القراء للذهبي ‪1/88 :‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق‪. 1/140 :‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫مراتب التالوة‬
‫للتالوة ثالث مراتب هي‪ :‬التحقيق ‪ ، 1‬الحدر و التدوير‪.‬‬
‫‪ .1‬التحقيق‪ :‬هو القراءة ببطء واطمئنان مع إعطاء ك ل ح رف‬
‫حقه‪.‬‬
‫الح‪ْ 0‬د ُر ‪ - :‬بس كون ال دال – ه و اإلس راع في الق راءة م ع‬
‫‪َ .2‬‬
‫مراعاة أحكام التّجويد‪ .‬ويجب التحرُّ ز فيه من بتر الح روف ونقص‬
‫الغنّات واختالس الحركات‪ .‬وهو مذهب من يقصُر المنفصل‪.‬‬
‫‪ .3‬التّدوير ‪ :‬هو القراءة بحالة متوسطة بين الح در والتّحقي ق ‪.‬‬
‫وهو الذي ورد عن أك ثر األئم ة ممن رُوي عن ه م د المنفص ل ولم‬
‫يبلغ فيه حد اإلشباع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قال اإلمام ُ‬
‫ابن الجزريِّ في الطيِّبة‪:‬‬
‫يــر‪َ ،‬و ُكـــلٌّ‬
‫َحـــــ ْد ٍر َوتـــ ْد ِو ٍ‬ ‫يــــق‬
‫ِ‬ ‫َويُـ ْقـــ َرُأ ْالقُـــرْ ُ‬
‫آن بِالتَّحْ قِ‬
‫ُمتَّبــ ْع‬ ‫َمــ ْع‬
‫ــجــــ َّوداً‬
‫ُمــ َرتَّـــالً ُم َ‬ ‫ت ِبلُحُو ِن‬ ‫ص ْو ٍ‬ ‫َم ْع ُح ْس ِن َ‬
‫بِ ْالـــ َع َربِـــــي‬ ‫ْال َع َر ِ‬
‫ب‬
‫اللّحن وأقسامه‬
‫اللّحن ‪ :‬لغة‪ :‬الخطأ والميل عن الجهة الصحيحة‪.3‬‬

‫‪ - 1‬قسّم اإلمام ابن الجزري كيفيّات القراءة إلى ثالثة أقسام ‪ :‬التحقيق والتدوير والحدر‪.‬‬
‫فجعل التحقيق نوعا من أنواع الترتيل بمعنى أن الترتيل أعم من التحقيق ‪ .‬النشر‪-1/205( :‬‬
‫‪.) 208‬‬
‫‪ - 2‬طيبة النشر‪ :‬البيت ‪ 70‬و ‪. 80‬‬
‫‪ - 3‬انظر لسان العرب‪13/379 :‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫اصطالحا‪ :‬هو خطأ يطرأ على الكلمة فيخل بالمعنى‬ ‫ً‬


‫ت ارةً‪ ،‬ويخ ل بقواع د الق راءة والتجوي د ت ارةً أخ رى ‪ .‬وينقس م إلى‬
‫‪1‬‬

‫قسمين ‪ :‬لحن جل ّي و لحن خف ّي‬


‫األول‪ :‬اللّحن الجلي‪ :‬وه و خط أ يط رأ على الكلم ة فيخ ل ب القراءة‬
‫س واء أخ ّل ب المعنى أو ال‪ ،‬ويش ترك في معرفت ه الق راء وغ يرهم‪.‬‬
‫وذلك بأن يخرج الحرف من غير مخرجه الطبيعي كأن يجعل الث اء‬
‫ﱡﭐ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﱠ األعراف‪ ٨٦ :‬فيتغير معنى الكلمة‬ ‫سينًا في مثل‬
‫سركم" من التكسير‪.‬‬ ‫"فكثّركم" من الكثرة إلى "فك ّ‬
‫أو يجعل التاء طا ًء في مثل‪ :‬ﱡﭐ ﱈ ﱠ فتصبح "ق‪00‬انطين"‪ ،‬والقنوت ه و‬
‫الخشوع‪ ،‬والقنوط هو الجزع واليأس‪. ...‬‬
‫وقد يكون اللّحن بتغيير حرك ٍة إعرابي ٍة بدالً من حرك ٍة أخرى‪ ،‬فب دالً‬
‫ت )‪ .‬وهذا خطأ يغيّر المعنى‪.‬‬ ‫من أن يقول‪ :‬ﱡﭐﱝ ﱠ مثال يقول‪ ( :‬أنعم ُ‬
‫ي ش خص أن‬ ‫وس ّمي ب اللّحن الجلي ألن ه ينجلي أي‪ :‬يظه ر‪ ،‬وبإمك ان أ ّ‬
‫يعرفه‪ .‬وهو حرام خاصّة إن تع ّمده القارئ أو تساهل فيه‪.‬‬
‫ي‪ :‬ه و خطأ يط رأ على األلف اظ فيخ ّل بع رف‬ ‫الثّ‪00‬اني‪ :‬اللّحن الخف ّ‬
‫القراءة دون المعنى كترك الغنّة ومد المقصور وقصر الممدود‪ ،‬وسمي خفيا ً‬
‫الختصاص الق راء بمعرفته‪ .2‬وه و ح رام إن تعم ده الق ارئ أو تس اهل‬
‫فيه‪ ،‬وقيل مكروه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قال في السلسبيل الشافي‪:‬‬
‫ـالف فـي‬
‫ٍ‬ ‫ُكـلٌّ حـرا ٌم َمـ ْع ِخ‬ ‫لـــي و َخفِ ْ‬
‫ـــي‬ ‫قسمــان َج ٌّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫واللحــن‬
‫ال َخفِ ْ‬
‫ـي‬
‫خَــــ َّل بـــ ِه أو ال يَ ِخـــلُّ‬ ‫ــي فَخَطــٌأ فــي‬
‫أ َّمـــا الجـَلِ ْ‬
‫المعْنـــَى‬ ‫ال َم ْبنَــى‬
‫ٌأ‬
‫َفــ ْي فَخَطــ فــي‬
‫خــالل َك َ‬
‫تــرْ ِك‬ ‫ٍ‬ ‫غيـر ِإ‬
‫ِ‬ ‫مــن‬ ‫أ َّمـــا الخ ِ‬
‫ال َوصْ ِ‬
‫ــف‬ ‫ُــرف‬
‫ِ‬ ‫الع‬

‫‪ -‬البسيط ‪. 9:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬أحكام التالوة‪ :‬ص ‪.3‬‬


‫‪ - 3‬السلسبيل الشافي لـ عثمان مراد‪ ،‬األبيات من ‪ 151‬إلى ‪160‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫ي ُك ُل‬ ‫ف ال َجلِــ َّ‬ ‫ْــر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ويَع‬ ‫ـي ِسـوى‬ ‫ْ‬ ‫ف الـخفِ‬ ‫عر ُ‬
‫ال َيـ ِ‬
‫واحــــــ ِد‬ ‫ـو ِد‬
‫ال ُم َج ِّ‬
‫يـ ْد ُعونــــــهُ بالواجــــ ِ‬
‫ب‬ ‫ـــظ عَــن‬
‫ِ‬ ‫صـيانــــةُ الـلَ ْف‬ ‫ِ‬
‫الشرعـــي‬
‫ِّ‬ ‫ــي‬‫الجـَــلِ ِّ‬
‫ب‬‫يَ ْد ُع َونَــــــهُ بالواجــــ ِ‬ ‫ـــي‬
‫ْ‬ ‫صـوْ نُـــهُ عــــن الخـَفِ‬ ‫و َ‬
‫الصِّ ناعـــ ِ ْي‬ ‫شـــاع‬
‫ِ‬ ‫ال ُم‬
‫م ا فـيــــ ِه ِإجمـَا ُعـهُـــــ ُم‬ ‫الواجــــب‬
‫َ‬ ‫َوقِـيــــ َل ِإ َّن‬
‫َس ِويَّـــــــــــا‬ ‫الشـرْ عيَّــــــا‬
‫أحكام االستعاذة والبسملة‬
‫االس‪00‬تعاذة ‪ :‬لغة ‪ :‬االعتص ام واللّج وء‪ .‬والعي اذ ه و الملج أ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫واستعاذ به أي لجأ إليه‪ .‬وتقول "معاذ هللا " أي أعوذ باهلل‪.‬‬
‫أم ا االس تعاذة في تالوة الق رآن فهي ق ول الق ارئ أع‪00‬وذ باهلل من‬
‫الش‪00‬يطان ال‪ّ 00‬رجيم‪ .‬وهي الص يغة المخت ارة لجمي ع الق راء ألنه ا‬ ‫ّ‬
‫صيغة الواردة في س ورة النّح ل‪ .‬وال خالف بينهم في ج واز غ ير‬ ‫ال ّ‬
‫هذه الصّيغة من الصّيغ ال واردة عن د أه ل األداء‪ .‬وك ان رس ول هللا‬
‫ﷺ إذا استعاذ قال ‪ ":‬أعوذ باهلل من الشّيطان ال‪ّ 0‬رجيم من هم‪00‬زه‬
‫ونفخه ونفثه "‪ 2‬وخير الهدي هدي محم ٍد ﷺ‪ .‬وهي مشروعة‪ 3‬قب ل‬
‫البدء في القراءة لقوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ النحل‪٩٨ :‬‬

‫والبسملة هي قول القارئ ‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬وهي‬


‫آية من كتاب هللا تع الى‪ .‬ومحلّه ا بع د االس تعاذة وقب ل ّ‬
‫الش روع في‬
‫قراءة آيات القرآن‪ ،‬سواء ابت دأ الق ارئ الق راءة من أول ّ‬
‫الس ورة أو‬
‫من وس طها ‪ ،‬إال س ورة التوب ة فإن ه ال بس ملة في أوله ا‪ ،‬ويج وز‬
‫البسملة حال القراءة من وسطها‪.‬‬

‫‪ - 1‬مختصر الصحاح للرازي‪ :‬ص ‪297 / 296‬‬


‫‪ - 2‬أبو داود‪ . 1/203 :‬وابن ماجه‪. 1/265 :‬من حديث جبير بن مطعم عن أبيه‪.‬‬
‫‪ - 3‬اختلف الفقهاء في حكم االستعاذة‪ .‬فمنهم من قال بوجوبها‪ ،‬ومنهم من قال باستحبابها‪.‬‬
‫والجمهور على استحبابها في أول كل قراءة سواء ابتدأ القارئ من أول السورة أو من أي‬
‫جزء منها‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫أوال‪ :‬أوجه الجمع بين االستعاذة والبس‪00‬ملة والس‪00‬ورة‪ :‬للق ارئ‬


‫الخيار بين أربع حاالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬قطع الجميع‪ - :‬أي التوقف عند كل جزء مع التنفس ‪ .-‬مثاله ‪:‬‬
‫‪ ‬ﭷﭐﭸﭐﭹﭐﭺﭐﭻ ‪ ‬تنفس‪...‬‬
‫‪ ‬ﭑﭐﭒﭐﭓ ‪ ‬تنفس ‪..‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅ ‪ ‬اإلخالص‪.١ :‬‬

‫ب‪ -‬وصل الجميع‪ :‬بنفس واحد مع إظهار الحركات اإلعرابية‪.‬‬


‫‪:‬مثاله‬
‫ﭷﭐ ﭸﭐ ﭹ ﭐﭺ ﭐﭻ ‪ ‬ﭑﭐﭒﭐﭓ ‪ ‬ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‪ ‬اإلخالص‪:‬‬
‫‪١‬‬

‫ج‪ -‬وصل االستعاذة بالبسملة وقطع البسملة عن السورة‪ :‬مثاله‪:‬‬


‫ﭷﭐ ﭸﭐ ﭹ ﭐﭺ ﭐﭻ ﱡ ﭑﭐﭒﭐﭓ ﭐ ﱠ تنفس‪...‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ اإلخالص‪.١ :‬‬

‫د‪ -‬قطع االستعاذة عن البسملة ووصل البسملة بالسورة‪ :‬مثاله‪:‬‬


‫‪ ‬ﭷﭐﭸﭐﭹﭐﭺﭐﭻ ‪ ‬تنفس‪...‬‬
‫‪‬ﭑﭐﭒﭐﭓ ‪  ‬ﱁﱂﱃﱄﱅ‪‬اإلخالص‪.١ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحوال البسملة بين السورتين‪ :‬له ا ثالث ة أوج ه ج ائزة‪،‬‬


‫ووجه رابع ممتنع ‪.‬‬
‫أ‪ -‬قطع الجميع‪ :‬مثاله‪:‬‬
‫ﱡﭐﲎﲏﲐﲑﲒﲓ ﱠ المسد‪ ٥ :‬تنفس ‪..‬‬
‫‪ ‬ﭑﭐﭒﭐﭓ ‪ ‬تنفس ‪..‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ اإلخالص‪.١ :‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫ﱡ ﭑﭐﭒﭐﭓ ﱡﱠ ﭐ ﱁ‬ ‫ب‪ -‬وصل الجميع‪ :‬مثاله‪ :‬ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ‬


‫ﱂﱃﱄﱅﱠ المسد‪٥ :‬اإلخالص‪.١ :‬‬
‫ج‪ -‬قطع آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة ب‪00‬أول الس‪00‬ورة‪:‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﲎﲏﲐﲑﲒﲓ ﱠ المسد‪ ٥ :‬تنفس ‪..‬‬
‫ﱁﱂﱃﱄﱅﱠ اإلخالص‪.١ :‬‬ ‫ﱡ ﭑﭐﭒ ﭐﭓ ﱠ ﱡ ﭐ‬

‫د‪ -‬وصل آخر السورة بالبس‪00‬ملة وقط‪00‬ع البس‪00‬ملة عن أول الس‪00‬ورة‪:‬‬


‫وه ذا ه و الوجه الممتنع‪ .‬ووج ه امتناع ه كي ال يت وهم الس امع أن‬
‫البسملة أية من آخر السورة‪ .‬مثاله‪ :‬ﱡ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﲒ ﲓ ﱠ‬
‫ﱡ ﭑﭐﭒﭐﭓ ﱠ المسد‪ ٥ :‬تنفس ‪...‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ اإلخالص‪.١ :‬‬

‫ثالث‪00‬ا‪ :‬أوج‪00‬ه ق‪00‬راءة آخ‪00‬ر األنف‪00‬ال م‪00‬ع أول التوبة‪ :‬له ا ثالث‬
‫حاالت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قطع الجميع بال بسملة‪ :‬مثاله‪:‬‬
‫ﱡﭐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﱠ األنفال‪ ٧٥ :‬تنفس ‪...‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ التوبة‪١ :‬‬
‫وصل الجميع بال بسملة‪ :‬مثاله‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ﱁﱂﱃﱄﱠ األنفال‪ ٧٥ :‬التوبة‪١ :‬‬ ‫ﱡﭐﳑﳒﳓﳔﳕﳖ ﱠ ﱡ‬
‫ج‪ -‬السكت بينهما بال بسملة‪ :‬مثاله‪:‬‬
‫ﱡﭐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﱠ األنفال‪ ٧٥ :‬سكت ‪...‬‬
‫ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ التوبة‪١ :‬‬

‫‪1‬‬
‫قال في السلسبيل الشافي‪:‬‬
‫َأرْ بـَــــ ُع َأ ْوجُــــ ٍه‬ ‫َ‬
‫ــت في‬ ‫يَجُــو ُز ِإ ْن َش َر ْع‬
‫الستِـ َعــــــــا َذ ِة‬
‫ل ِ‬ ‫ـراء ِة‬
‫القِ َ‬

‫‪ -‬السلسبيل الشافي‪ :‬األبيات ‪ 6‬إلى ‪10‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫َو َوصْ ــ ُل أ َّو ٍل َو َوصْ ــ ُل‬ ‫الجمي ِع ثُ َّم َوصْ ـ ُل‬ ‫ط ُع َ‬ ‫قَ ْ‬
‫اثنـــا ِن‬ ‫الثَّانـي‬
‫ثَالثَـــةٌ ووا ِحــــ ٌد لـــــم‬ ‫َوجاِئــ ٌز ِ‬
‫مــ ْن هَ ِذ ِه بَي َ‬
‫ْــن‬
‫يُـ ْعتَبَــــرْ‬ ‫ـورْ‬
‫ال ّسـ ُ َ‬
‫صــلْ‬ ‫وص ْلهُمــا وال تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صــلْ‬ ‫ف اقطَ ْع َعلَ ْي ِهمـا َو ِ‬
‫ُأوالهُمــا‬ ‫ثاني ِهمــا‬
‫في ا‬ ‫ت ثُ َّم َو ْق ٌ‬
‫ص ٌل َو َس ْك ٌ‬ ‫َو ْ‬ ‫وتـوبــَـــ ٍة‬
‫فـــال ْ‬
‫ٍ‬ ‫ْـــن َأ ْن‬
‫وبَي َ‬
‫فتَـى‬ ‫أتَــــــى‬

‫أحكام النّون ال ّ‬
‫ساكنة والتنوين‬
‫النّون السّاكنة‪ :‬هي النون التي ال حرك ة له ا‪ .‬وتك ون في وس ط‬
‫وآخ ر االس م والفع ل ‪ .‬وتك ون في الح رف متطرّفة‪ .1‬وتثبت رس ما‬
‫‪2‬‬
‫وخطا ووقفا ووصال ‪ ,‬بمعنى أنها النون التي عليها سكون‬
‫والتنوين‪ :‬هو نون ساكنة تلحق آخر االسم لفظ ا وتفارق ه رس ما‬
‫لالستغناء عنها بتكرار ال َّ‬
‫شكلة عن د الض بط ب القلم‪ .‬مثال ه‪ :‬ﱡ ﭐ ﱝ ﱞ ﱠ‬
‫ﭐﲆﲇ ﲈ ﲉﲊ ﲋﲌ ﱠ ‪.‬‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱡ ﭐ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﱠ‬
‫للن ون الس اكنة وللتن وين أربع ة أحك ام‪ :‬اإلظه ار و اإلدغ ام‬
‫و اإلقالب و اإلخفاء‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫أربــــــ ُع أحكـــام فخــذ‬ ‫للنــــون إن تسكــن‬
‫تبييـنــي‬ ‫وللتنويــــن‬

‫اإلظهار‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ -‬البسيط ‪16:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬هداية القارئ ‪. 175 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫لغة‪ :‬اإليضاح و البيان‪.‬‬


‫اصطالحا‪ :‬هو إخراج كل حرف من مخرجه بال غنة فيه‪.‬‬
‫قال في السلسبيل الشافي‪:‬‬
‫ِم ْن َم ْخ َر ٍ‬
‫ج ِم ْن َغ ْي ِر غَنِّ‬ ‫أن تُ ْخ ِ‬
‫ـر َج ُكـ َّل‬ ‫االظهــا ُر ْ‬
‫ِ‬
‫الحرْ ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫َحرْ ِ‬
‫ف‬

‫وهو بالنسبة للنون الساكنة والتنوين‪ :‬النّطق بهما من مخرجهم ا‬


‫بال غن ة‪ .‬وذل ك إذا أتى بع د أيٍّ منهم ا ح رف من الح روف الس تة‬
‫التالية‪ :‬ء ‪ ,‬هـ ‪ ,‬ع ‪ ,‬ح ‪ ,‬غ ‪ ,‬خ‪ .‬وهي مجموع ة في أوائ ل كلم ات‬
‫هذه الجملة‪ :‬أخي هاك علما حازه غير خاسر‪.‬‬
‫ويس ّمى ه ذا اإلظه ار باإلظه ار الحلقي‪ .‬أم ا تس ميته إظه‪00‬ا ًرا‬
‫فلظهور النون الساكنة والتنوين عند مالقاة أحد هذه الحروف الستة‪.‬‬
‫وأما تسميته حلقيًّا فألن حروفه الستة تخرج من الحلق‪.‬مثاله‪:‬‬
‫هـ‪ِ :‬م ْن هَا ٍد ‪ ,‬بِ َخ ْي ٍر هَلْ‬ ‫ء‪َ :‬ي ْنَئ ْو َن ‪َ ,‬ع َذابٌ ألِي ٌم‬
‫ح‪َ :‬م ْن َحا َّد ‪ ,‬نَارًا َحا ِميَةً‬ ‫ق ‪َ ,‬جبَا ٍر َعنِي ٍد‬‫ع‪ِ :‬م ْن َعلَ ٍ‬
‫خ‪َ :‬وِإ ْن ِخ ْفتُ ْم ‪ ,‬يَ ْو َمِئ ٍذ‬ ‫ور ‪َ ,‬و ْع ٌد َغ ْي ُر‬ ‫غ‪ِ :‬م ْن َغفُ ٍ‬
‫َخا ِش َعةٌ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫ْ‬
‫ــت‬ ‫ـــق ِس ٍّ‬
‫ت ُرتِّبَ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ْل َح ْـل‬ ‫ظـهَـــا ُر قَبـْــ َل‬ ‫فَ اَأل َّو ُل اإِل ْ‬
‫ف‬ ‫فَ ْلتَع ِ‬
‫ْـــر ِ‬ ‫َأحْ ـر ِ‬
‫ُف‬
‫ُمـهْـ َملَتَـــــا ِن ثُـــــ َّم غَــي ٌ‬
‫ْـــن‬ ‫هَـ ْمـــ ٌز فَهَــــا ٌء ثُـــ َّم عَـي ٌ‬
‫ْـــن‬
‫خَــــا ُء‬ ‫َحـــا ُء‬

‫ب‪ -‬اإلدغام‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫لغة‪ :‬اإلدخال‬

‫‪ -‬تحفة األطفال‪ :‬البيت ‪.8 – 7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬مختار الصحاح ‪.212 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫اصطالحا‪ :‬هو دمج حرف س اكن في ح رف متح رك أو ح رف‬


‫متحرك في حرف متحرك ليصيرا بعد الدمج حرفا واحدا مشددا‪.‬‬
‫وعليه إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من الحروف‬
‫الستة اآلتي ذكرها فإنهما تدغمان فيها‪.‬‬
‫ون ‪ 1‬أي الي اء و ال راء والميم‬ ‫والح روف مجموع ة في ق ولهم‪ :‬يَرْ ُملُ َ‬
‫والالم والواو والنون ‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫ـون عندهـــم قــد‬ ‫في يَرْ ُملُ َ‬ ‫والثّانـــي إدغـــام بستـــة‬
‫ثبتــت‬ ‫أتـــت‬
‫وهو قسمان‪ :‬إدغام بغنة و إدغام بغير غنة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -1‬اإلدغام بغنة‪ :‬وحروفه أربعة‪ :‬ي ‪ ,‬و ‪ ,‬م ‪ ,‬ن‪ .‬مجموعة في‬
‫قولك‪ :‬يومن‪.‬‬
‫ويسمى اإلدغام بغنة " اإلدغام الن اقص " أي ال ذي لم يس تكمل‬
‫التش ديد‪ ،‬ألن الغن ة منعت من كمال ه‪ .‬أو ل ذهاب الح رفين وبق اء‬
‫صفتهما وهي الغنة‪.‬‬
‫لكن يستثنى من هذه القاعدة م ا إذا اجتمعت الن ون الس اكنة م ع‬
‫الواو والياء في كلمة واحدة ‪ :‬صنوان ‪ ,‬قنوان ‪ ,‬دني ا ‪ ,‬بني ان‪ .‬فإن ه‬
‫يجب إظهارها‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫تُقرأ ‪َ :‬ميَّ ْع َملْ‬ ‫َم ْن يَ ْع َملْ ‪.‬‬
‫صرُونَهُ‬‫تُقرأ ‪ :‬فَِئتُيَّن ُ‬ ‫صرُونَهُ‪.‬‬ ‫فَِئةٌ يَن ُ‬

‫‪ - 1‬الرمل هو الهرولة واإلسراع في المشي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬الغنة هي صوت لطيف يخرج من الخيشوم مركب في جسم الميم والنون ال عمل للسان‬
‫فيه‪ ،‬ويمد بمقدار حركتين‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫‪ -2‬اإلدغام ‪ 1‬بغير غنة‪ :‬وحروفه اثنان‪ :‬الالم و الراء‪.‬‬


‫تُقرأ ‪ِ :‬م َّربِّ‬ ‫ِم ْن َربِّ‬
‫تُقرأ ‪َ :‬أن َدا َدلِّي ِ‬
‫ُضلُّوا‬ ‫َأن َدادًا لِي ِ‬
‫ُضلُّوا‬
‫وهذا النوع من اإلدغام يسمى " اإلدغ‪00‬ام الكامل" لع دم وج ود‬
‫الغنة التي تمنع من كمال التّشديد ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫فيـــــه بغنــــة بينمـــو‬ ‫لكنهــا قسمــان قســم‬
‫علـمـــــا‬ ‫أدغمــا‬
‫ت دغم كدنيــا ثـــم صنـوان‬ ‫إال إذا كـــان بكلمـــة‬
‫تـــال‬ ‫فــــال‬
‫في الالم وال را ثـــم‬ ‫والثانــي إدغـــام بغيـــر‬
‫كـررنــــه‬ ‫غـنـــة‬

‫ج ‪ -‬اإلقالب‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو تحويل الشيء عن وجهه‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو جعل حرف مكان حرف مع مراعاة الغنة‪ .‬وه و‬
‫هنا قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مع الغنة ومراعاة اإلخفاء إذا‬
‫جاء بعد أيهما حرف واحد هو الباء‪.‬‬
‫تُقرأ ‪ِ :‬م ْمبَ ْع ِد‬ ‫مثاله‪ِ :‬من بَ ْع ِد‬
‫قال الجمزوري ‪:‬‬
‫ميمـــا بغنـــة مــع‬ ‫والث الث اإلقــالب عن د‬

‫‪ - 1‬من أنواع اإلدغام ما يعرف بـ‪ :‬اإلدغام الكبير واإلدغام الصغير وسيأتي بيانه‪ .‬لكن أش ير‬
‫فقط إلى أن إدغام النون الساكنة والتنوين يع ّد من قبيل اإلدغام الصغير ألنهما ساكنين أدغمت ا‬
‫في حرف متحرك‪.‬‬
‫‪ - 2‬التحفة ‪ :‬األبيات ‪. 12-11- 10‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫اإلخفــــاء‬ ‫البــاء‬

‫اإلخفاء‪:‬‬ ‫د‪-‬‬
‫لغة‪ :‬هو السّتر في كل شيء‪.‬‬
‫ار عن‬ ‫اص‪000‬طالحا‪ :‬هو حال ة بين اإلظه ار واإلدغ ام‪ ،‬ع ٍ‬
‫التشديد‪ ،‬مع بقاء الغن ة في الح رف األول‪ .‬وه و هن ا إخف اء الن ون‬
‫الساكنة أو التنوين بحالة متوسطة بين اإلظهار واإلدغام مع مراعاة‬
‫الغنة‪ .‬فال هو إظهار وال هو إدغام‪.‬‬
‫ويكون إذا جاء بعد أي منهما حرف من الحروف التالية‪:‬‬
‫ص‪ -‬ذ‪ -‬ث‪ -‬ك‪ -‬ج‪ -‬ش‪ -‬ق‪ -‬س‪ -‬د‪ -‬ط‪ -‬ز‪ -‬ف‪ -‬ت‪ -‬ض‪ -‬ظ‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫اض ِرب بِّه "‪ِ .. " ،‬من‬ ‫ض ْغثًا فَ ْ‬ ‫صبَر "‪ " ،‬أن َذرتهم"‪ِ " ،‬‬ ‫" َولَ َمن َ‬
‫‪...‬و ُد ُس ٍر* تَـجْ ِري‬ ‫َش َج َرةٍ َأ ْقالَم "‪َ ،‬‬
‫"و َجا َء فِرْ َع ْو ُن َو َمن قَ ْبلَه ‪َ " ،"..‬‬
‫آن‪ .." "..‬تَ ْق ِويـ ٍم * ثُـ َّم‬
‫‪َ .." ،"..‬ورْ َدةً َكال ِّدهَان"‪ِ .. " ،‬إنسٌ َوالَ َج ٌّ‬
‫َر َد ْدنَاه ‪" ..‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫روف واجب‬ ‫من الح‬ ‫والراب ع اإلخـفاء عـند‬
‫للفاضــل‬ ‫الفاضــل‬
‫في ِك ْل ِم ه ذا ال بيت ق د‬ ‫في خمس ة مـن بع د عشـر‬
‫ضمنتهــا‬ ‫رمزهـا‬
‫ضع‬ ‫طيبـا ِزد فِي تُقى َ‬ ‫ُدم َ‬ ‫صف َذا ثَن ا َكم َج اد َشخص قَ د‬ ‫ِ‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫َ‬
‫ظالمـا‬ ‫سما‬
‫أحكام النّون والميم المشدّدتين‬
‫ّدها –‬ ‫البد من إظهار الغنة – التي سبق تعريفها وبي ان مق دار م‬
‫عند النطق ب النون والميم المش ددتين نـحو‪ :‬إ ّن هللا اص طفى ‪ ،‬مـ ّما‬
‫يشاء ‪. ..‬‬
‫قال ابن الجزري في مقدمته‪:‬‬
‫ميم إذا مـــــا‬ ‫وأظهــر الغنــة مــن نــون‬
‫شـــــددا ‪.......‬‬ ‫ومــن‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وســـم كــال حــرف غنــة‬ ‫وغــن ميمـــا ثـــم نــونا‬
‫بــدا‬ ‫شــددا‬

‫ساكنة‬
‫أحكام الميم ال ّ‬
‫للميم الساكنة ثالثة أحكام هي‪ :‬اإلخفاء واإلدغام واإلظهار‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫لـف لَيِّنَ ٍة لِـ ِذي‬
‫ٍ‬ ‫الَ َأ‬ ‫والـ ِمي ُم ِإ ْن تَ ْس ُكن تَ ِجي قَ ْب َل ال ِه َجا‬
‫الح َجــــــا‬
‫ِ‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫إخـفــاء إدغــام وإظهـــار‬ ‫أحكامـها ثـالثــة لمـــن‬


‫فقــط‬ ‫ضبـــط‬

‫‪ -1‬اإلخف‪00‬اء‪ :‬ه و إخف اء نط ق الميم الس اكنة إذا وق ع بع دها‬


‫حرف الباء مع الغن ة‪ .‬ف إذا ج اء بع د الميم الس اكنة ح رف الب اء‬
‫‪1‬‬
‫فإنها تخفى بغنة‪ ،‬ويسمى هذا‪ :‬اإلخفاء الشفوي الواجب بغنة‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫"آمنتـم بِاهلل"‪" ،‬هم بِربهم"‪" ،‬إليهم بِـهدية"‪"،‬كنتم بِآيات ه"‪"،‬ي وم‬
‫هم بارزون"‪" ،‬عليهم بنياناً"‪" ،‬ونبلوكم بالشر"‪. ...‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وس ِّمـــه ال َّش ْفـــو َّ‬
‫ي‬ ‫ف األول اإلخفــاء عنــد‬
‫للقــــرا ِء‬ ‫البـــا ِء‬
‫‪ -2‬اإلدغام‪ :‬إذا جاء بعد الميم الساكنة حرف واحد ه و الميم‬
‫– وال تكون إال متحركة ‪ -‬فإنها – أي الميم الساكنة – تدغم فيها‪.‬‬
‫ويصيران ميما واح دة مش ددة‪ .‬ويس مى ه ذا‪ :‬اإلدغ‪00‬ام المتماث‪00‬ل‬
‫‪2‬‬
‫الصغير الواجب‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫تُقرأ ‪ :‬لَهُ َّما يَ َشا ُء َ‬
‫ون‬ ‫لَهُ ْم َما يَ َشا ُء َ‬
‫ون‬
‫فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ تُقرأ ‪ :‬فِي قُلُوبِ ِه َّم َرضٌ‬

‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وس ِّم إدغامــا صغيــرا يــا‬ ‫والثانـــي إدغـــام بمثلهـــا‬
‫فتــى‬ ‫أتـــى‬

‫‪ -‬األنوار البهية ‪ :‬ص ‪. 66- 64‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬األنوار البهية ‪ :‬ص ‪. 64‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫‪ -3‬اإلظه‪00‬ار‪ :‬إذا ج اء بع د الميم الس اكنة ح رف من الح روف‬


‫الست والعشرين المتبقية فإنها تظهر‪ ،‬وتكون أش د إظه ارا عن د‬
‫‪1‬‬
‫الواو والفاء‪ .‬ويسمى هذا ‪ :‬اإلظهار الشفوي الواجب‪.‬‬
‫مثاله‪" :‬أيّك ْم َأحسن"‪" ،‬فراغ عليه ْم ضرباً"‪" ،‬وبما كنت ْم تدرس ون"‪،‬‬
‫"لك ْم طالوت ملكا" ‪. ...‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫مــن أحــرف وسمهــا‬ ‫ث اإلظهـــا ُر فِي‬ ‫والثَّالِ ُ‬
‫شفويــ ْه‬ ‫البَـقِيَّــ ْه‬
‫لقـربهـــا والتحــــاد‬ ‫واح ذر ل دى واو وف ا أن‬
‫فاعــــرف‬ ‫تختفي‬

‫أحكام ال ّراء‬
‫لها ثالثة أحكام‪ :‬الترقيق والتفخيم وجواز الوجهين‪.‬‬
‫الترقيق‪ :‬نُحول وانح راف ذات الح رف‪ .‬التفخيم‪ :‬س َمن يط رأ‬
‫على جسم الحرف‪.‬‬

‫أ‪ -‬الترقيق‪ :‬ترقق الراء في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األنوار البهية ‪ :‬ص ‪.66 - 64‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫‪ -‬إذا كانت مكس ورة مطلق ا س واء ك انت في أول الكلم ة أو في‬
‫وسطها أو في آخرها‪.1‬‬
‫مثاله‪َ :‬م ِريج– والعص ِر– ِردءا‪. ...‬‬
‫‪ -‬إذا كانت مسبوقة بياء ساكنة سُكونا حيا أو ميتا وقفا فقط‪.‬‬
‫مثال السكون الحي‪َ :‬غ ْير – طَ ْير – َخ ْير ‪.‬‬
‫صير – قَ ِدير‪.‬‬ ‫مثال السكون الميت‪َ :‬خبِير – َكبِير – بَ ِ‬
‫‪ -‬إذا ك انت س اكنة بع د كس ر أص لي م الم ي أت بع دها ح رف‬
‫استعالء‪ .‬مثال‪ِ :‬شرْ عة‪ ،‬فِرْدوس‪.‬‬
‫ب‪ -‬التفخيم‪ :‬تفخم الراء في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت مفتوحة أو مضمومة‪.‬‬
‫ت هَّللا ‪. ..‬‬ ‫مثاله‪ :‬رَبنا‪ ،‬عش ُرون ‪ ,‬س َراجاً‪ .‬فِ ْ‬
‫ط َر َ‬
‫‪ -‬إذا كانت ساكنة وما قبلها مضموم أو مفتوح‪.‬‬
‫مثاله‪ُ :‬غرْفة ‪ ،‬قَرْ ية ‪. ...‬‬
‫‪ -‬إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وأتى بعدها حرف استعالء‬
‫مثاله‪ :‬مرْصاداً ‪ ،‬قِ ْرطَاس ‪ ,‬إرْ صادًا ‪. ..‬‬
‫‪ -‬إذا كانت ساكنة أو ُوقِف عليها بالسكون و ُسبِقت بس كون قبل ه‬
‫ض ٌّم أو فتح‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬وال َعصْ ِر‪ ,‬ال ُكف ِْر ‪ ,‬والفَجْ ِر‪..‬‬
‫‪ -‬إذا كانت ساكنة وسبقها كسر عارض‬
‫مثاله‪ِ :‬أم ارْتابوا ‪. ..‬‬
‫ج‪ -‬جواز الوجهين‪ :‬يج وز تفخيم ال راء وترقيقه ا في الح االت‬
‫‪2‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إذا كانت الراء متطرفة مكسورة فإنها ترقق وصال بال شك‪ .‬أما وقفا فبحسب ما قبلها كما‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫‪ - 2‬المقصود من هذا الجواز حالة الوقف فقط‪ .‬ألنها حالة الوصل تأخذ حكم حركتها أو‬
‫حركة ما قبلها‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫ط ِر ) في قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﱠ س بأ‪ . ١٢ :‬ال راجح فيه ا‬ ‫‪ ( -‬عين القِ ْ‬


‫‪3‬‬
‫الترقيق ‪.‬‬
‫ق ) في قوله تعالى ﱡﭐﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠ الشعراء‪ ٦٣ :‬الراجح فيها التفخيم‪.‬‬ ‫‪ ( -‬فِرْ ٍ‬
‫‪ -‬ﱡﭐﲥﱠ يوسف‪ ( ,٢١ :‬مص َر ) ‪:‬الراجح في الوقف هو التفخيم‪.‬‬
‫‪ -‬ﱡﭐ ﱞ ﱠ الفجر‪ , ٤ :‬ﱡﭐﳒﳓﱠ هود‪ , ٨١ :‬ﱡﭐﱅﱆﱠ طه‪ ٧٧ :‬الشعراء‪٥٢ :‬‬
‫‪.2‬يس ِر ‪ ,‬فأس ِر ‪,‬أس ِر ‪ :‬الراجح فيها الترقيق‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ﱡﭐﲌﱠ القمر‪ ( :١٦ :‬ونذ ِر )‪ :‬الراجح فيها التفخيم‪.‬‬
‫قال ابن الجزري‪:‬‬
‫ت‬ ‫ْر َحي ُ‬
‫ْث َس َكنَ ْ‬ ‫اك بَ ْع َد ال َكس ِ‬ ‫َك َذ َ‬ ‫ــق الـــرَّا َء ِإ َذا َمـــا‬
‫ِ‬ ‫َو َرقِّ‬
‫ــر ْ‬
‫ت‬ ‫ُكـ ِس َ‬
‫ت‬‫َأ ْو َك انَت ال َك ْس َرةُ لَي َْس ْ‬ ‫ِإ ْن لَ ْم تَ ُك ْن ِم ْن قَ ْب ِل َح رْ ف‬
‫َأصْ ــاَل‬ ‫ا ْستِـ ْعاَل‬
‫ـــف تكـريـــرا إذا‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫وأخ‬ ‫والخـلف في ف رق لـكسر‬
‫تـشـــــدد‬ ‫يوجـد‬
‫أحكام الالم‬
‫لالم عدة أحكام حسب موقعها من الكلمة‪ .‬فهي إما أن تك ون الم‬
‫[الـ ] التعريف‪ ،‬أو تكون الم لف ظ الجالل ة " هللا" أو الم اس م أو الم‬
‫فعل أو الم حرف‪.‬‬
‫أ‪ :‬الم (ألـ) التعري‪000‬ف‪ :‬له ا حكم ان اثن ان هم ا‪ :‬اإلظه‪000‬ار و‬
‫اإلدغام ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اختار في النشر ‪ 2/110‬التفخيم في "مصر" والترقيق في "القطر" نظرا للوصل وعمال‬


‫باألصل‪.‬‬
‫‪ - 2‬النشر‪. 2/110 :‬‬
‫ّ‬
‫الست‪ .‬فمنهم من قال‬ ‫‪ - 3‬اختلف أهل األداء في راء كلمة "ونذ ِر" بسورة القمر في الـمواضع‬
‫بـجواز الوجهين والترقيق مقدم كاإلمام السمنُّودي والشيخ عبد الفتاح الـ َمرصفي والشيخ‬
‫الـ ُحصري كما في أحكام قراءة القرآن‪ :‬ص‪ .161‬واختار إمام الفن ابن الجزري أن التفخيم أولى‬
‫كما في النشر‪2/105 :‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫‪ -1‬اإلظه‪00‬ار‪ :‬يجب إظه ار الم (ألـ ) التعري ف إذا ج اء بع دها‬


‫حرف من الح روف التالي ة‪ :‬أ‪ ,‬ب‪ ,‬غ‪ ,‬ح‪ ,‬ج‪ ,‬ك‪ ,‬و‪ ,‬خ‪ ,‬ف‪ ,‬ع‪ ,‬ق‪,‬‬
‫ي‪ ,‬م‪ ,‬هـ‪ .‬مثاله‪ :‬األعراب – ا ْلبَغي – ا ْل َغاشية‪ -‬ا ْل َحاقة ‪...‬‬
‫‪1‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫أوالهمــا إظهارهــا‬ ‫لِالَ ِم َألْ حـاالن قبـل‬
‫فلتعــرف‬ ‫األحـرف‬
‫ْ‬
‫ــف‬ ‫ك َو َخ‬
‫من اِ ْب ِغ َحجَّـ َ‬ ‫قب ل ارب ع مـع عشـرة خـذ‬
‫َعقِي َمــهُ‬ ‫علمـه‬

‫وتس مى ه ذه الالم بـ الالم القمرية‪ .‬وس ميت ب ذلك ألن ه يجب‬


‫إظهارها كـ ‪:‬الم كلمة القمر‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلدغام‪ :‬يجب إدغام الم (ألـ) التعريف إذا جاء بعدها حرف‬
‫من الحروف التالية‪:‬‬
‫ط‪ -‬ث‪ -‬ص‪ -‬ر‪ -‬ت‪ -‬ض‪ -‬ذ‪ -‬ن‪ -‬د‪ -‬س‪ -‬ظ‪ -‬ز‪ -‬ش‪ -‬ل‪ .‬مثال ه‪:‬‬
‫الطَّامة‪ -‬الثِّقال‪ -‬ال َّ‬
‫صاخة‪ -‬ال َّرحمن ‪. ...‬‬
‫‪2‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وعشــرة أيـضـــا ورمـزهـــا‬ ‫ثـانيـهمــــا إدغـامـهــا في‬
‫فـــــع‬
‫ِ‬ ‫أربــــع‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َدع ُسوء ظــن زر شريفــا‬ ‫ضف َذا‬ ‫ِطب ثُم ِ‬
‫صل َرحم ا تَفز ِ‬
‫لِلكــرم‬ ‫نَعم‬

‫وتسمى ه ذه الالم بـالالم الشمس‪00‬ية‪ .‬وس ميت ب ذلك ألن ه يجب‬


‫شمس‪.‬‬ ‫إدغامها كـ‪ :‬الم كلمة ال َّ‬

‫‪ - 1‬التحفة ‪ :‬البيت ‪. 25-24‬‬


‫‪ - 2‬التحفة‪ . 27-26 :‬والمقصود من البيت األخير هو الحرف األول من كل كلمة وليس كلها‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫ب‪ :‬الم لف‪00‬ظ الجالل‪00‬ة (هللا)‪ :‬لالم لف ظ الجالل ة "هللا" و "اللَّهم"‬


‫أحوال ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ابتُدئ بها فإنها تغلّظ‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡ ﭐﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱠ آل عمران‪٢ :‬‬
‫ﱅﱆﱠ المائدة‪١١٤ :‬‬ ‫ﱡﭐ‬
‫‪ -‬إذا لم يبتدأ بها وكان ما قبلها مفتوح أو مضموم فإنها تغلّظ‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﲅﲆﱠ ‪ .‬ﱡﭐﲥﲦﲧﲨﱠ البقرة‪١٨٥ :‬‬
‫قال ابن الجزري‪:‬‬
‫عـن فتـح أو ضـم كـ عبـ ُد‬ ‫وفخـــم الالم مــن اســـم‬
‫هللا‬ ‫هللا‬
‫‪ -‬إذا لم يبتدأ بها وسبقت بكسر أصلي أو عارض فإنها تُستفال‪.‬‬
‫مثال الكسر األصلي‪ :‬ﱡﭐﲊﲋﲌﱠ ‪ ,‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅ ﱠ‬
‫مثال الكسر العارض‪ :‬ﱡﭐﲦﲧﲨﲩ ﲪﱠ الزمر‪٤٦ :‬‬
‫ج‪ -‬الم الفعل‪ :‬الم الفعل هي الالم الس اكنة ال تي تك ون في الفع ل‬
‫ماض ومضارع وأمر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بأنواعه الثالثة‬
‫الماضي مثـل‪ :‬ﱡﭐﱁﱠ ﱡﭐﲬﱠ ﱡﭐﲦﱠ‬
‫المضارع مثل‪ :‬ﱡﭐﳏﱠ ﱡﭐﲊﱠ ﱡﭐﲨﱠ‬
‫األمر مثــل‪ :‬ﱡﭐﱰﱠ ﱡﭐﳇﱠ ﱡﭐﱴﱵ ﱶﱠ الفرقان‪٥٩ :‬‬

‫وحكم الم الفعل في الماضي اإلظهار مطلقًا‪ .‬أما في فعل األم ر‬


‫والمضارع فحكمها اإلظهار إال إذا وقع بعدها حرف ال راء أو الالم‬
‫وكانت الالم الساكنة قبلها متطرفة فيكون حكمها اإلدغام مثل‪:‬‬
‫فعل األمر في‪ :‬ﱡﭐﱐﱑﱒﱓﱠ طه‪١١٤ :‬‬
‫ﱡﭐ ﳃﳄ ﳅﳆﳇﳈﱠ‬
‫األنعام‪٩٠ :‬‬
‫ﱡﭐ ﱋ ﱌﱍﱎﱠ يوسف‪٩٦ :‬‬ ‫وفعل المضارع في‪:‬‬
‫ﲷ الكهف‪١ :‬‬
‫ﱡﭐﲴﲵﲶ ﱠ‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫في نح و قـل نعـم وقلنـا‬ ‫ّ‬
‫رن الم فعـــل‬ ‫وأظه‬
‫والتقــى‬ ‫مطلقًـــــا‬

‫د‪ -‬الم االسم‪ :‬هي الالم الساكنة التي تكون في األسماء‬


‫مثل‪ :‬ﱡﭐ ﱠ‬
‫ﲍ ﱡﭐﱬﱠ ﱡﭐﳕﱠ ﱡﭐﲟ ﱠ‬
‫وحكمها اإلظهار مطلقًا‪.‬‬

‫ت في الق رآن الك ريم‬


‫هـ ‪ -‬الم الحرف‪ :‬الم الحرف الساكنة لم تأ ِ‬
‫إال في كلمتي (ه ْل‪ ,‬ب ْل)‬

‫مثل‪ :‬ﱡﭐﲭﲮﱠ المائدة‪ ١١٢ :‬ﱡﭐﲗﲘﱠ األنبياء‪٤٢ :‬‬


‫وحكمها اإلظهار مطلقا إال إذا جاء بعدها حرف الالم أو الراء‬
‫مثال‪ :‬ﱡﭐﱸﱹﱠ ﱡﭐﲕﲖﲗﱠ ﱡﭐﲆﲇﲈﱠ‬

‫فحكمها حينئذ اإلدغام‪.‬‬

‫ويستثنى من هذه المواضع موضع‪:‬‬


‫ﱡﭐﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ المطففين‪. ١٤ :‬‬
‫وذلك بسبب السكت على الم (بلْ ) من طري ق الش اطبية‪ .‬والس‪00‬كت‬
‫‪1‬‬
‫يمنع اإلدغام‪.‬‬

‫‪ -‬غاية المريد‪1/87 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫اإل دغام المتماثل والمتقارب والمتجانس‬


‫اإلدغام‪ :‬لغة‪ :‬اإلدخال‪.1‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو إدخال حرف في حرف آخر ليصيرا‬
‫حرفا واحدا ُم َش َّددًا‪ .2‬وينقسم إلى ثالث ة أقس ام‪ :‬متماثل و متق‪00‬ارب و‬
‫متجانس‪.‬‬
‫أ‪ -‬اإلدغ‪000‬ام المتماثل‪ :‬ه و اتح اد الح رفين في المخ رج والص فة‬
‫كالميمين‪. ..‬‬
‫له ّمايشاءون ‪.‬‬ ‫تُقرأ‪:‬‬ ‫ﱡﭐﳬﳭﳮﱠ ق‪٣٥ :‬‬ ‫مثاله‪:‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫َحرْ فَــــا ِن فَ ْال ِم ْثــالَ ِن فِي ِه َمــا‬ ‫ج‬
‫َـار ِ‬
‫ِ‬ ‫صفَـا ِ‬
‫ت َوال َمخ‬ ‫ِإ ْن فِي ال ِّ‬
‫َأ َحــ ْق‬ ‫اتَّفَ ْق‬
‫ب‪ -‬اإلدغام المتقارب‪ :‬هو تقارب الحرفين في المخ رج والص فة أو‬
‫في المخرج فقط أو في الصفة فقط‪ .‬فعند النطق يدغم الحرف األول‬
‫الساكن بالحرف الثاني المتحرك بحيث يصيران حرفا ً واحداً مشدداً‬
‫دون م ّد ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ﱡﭐﱂﱠ المرسالت‪٢٠ :‬ﱡﭐﱊﱋ ﱠ القصص‪٨٥ :‬ﱡﭐﲆﲇﱠ النساء‪١٥٨ :‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫ت ْ‬
‫اختَلَفَــــا‬ ‫صفَـــا ِ‬ ‫َوفِي ال ِّ‬ ‫ونـا َم ْخ َرجًـــا‬ ‫َوِإ ْن يَ ُك َ‬
‫يُلَقَّبَـا‬ ‫تَقَ َ‬
‫اربَـــا‬
‫‪..............................‬‬ ‫ُمتَقَ ِ‬
‫اربَ ْي ِن‪......................‬‬

‫ج‪ -‬اإلدغام المتجانس‪ :‬هو اتحاد الحرفين في المخ رج واختالفهم ا‬


‫في الصفة‪ .‬كالطاء و التاء‪.‬‬

‫‪ -‬القاموس المحيط ‪1107 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬التمهيد ‪46 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﲎﲏﱠ ﱡﭐﲜﲝ ﱠ ﱡﭐﱶﱷ ﱠ ﱡﭐﱹﱺﱠ‬


‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫صفَـــا ِ‬
‫ت‬ ‫ِ في َم ْخــــ َر ٍ‬
‫ج ُدونَ ال ِّ‬ ‫‪َ...............‬أوْ يَ ُكونَـــــــــا اتَّفَقَــا‬
‫ُحقِّقَـــا‬
‫‪..................................‬‬ ‫بِ ْال ُمت ََجانِ َسي ِْن‪.....................‬‬

‫* مالحظة ‪:‬‬
‫كل واحد من هذه األقسام ينقسم إلى إدغام صغير وإدغ‪00‬ام‬
‫كبير‪.‬‬
‫فاإلدغام الصغير‪ :‬ما كان فيه أول الحرفين المد َغ َمين ساكنا والث اني‬
‫متحركا‪.‬‬

‫له ّمايشاءون‬ ‫تُقرأ‬ ‫ﱡﭐﳬﳭﳮﱠ ق‪٣٥ :‬‬ ‫مثاله‪:‬‬


‫تُقرأ‬ ‫ﱡﭐﲆﲇﲈﱠ النساء‪١٥٨ :‬‬
‫بَ َّرفَ َعهُ هللا‬
‫تُقرأ‬ ‫ﱡﭐﳓﳔﱠ البقرة‪٢٥٦ :‬‬
‫قَتَّ َبيَّنَ‬

‫واإلدغام الكبير‪ :‬هو ما كان فيه الحرفان متحركين ‪.‬‬


‫مث‪00‬ال‪( :‬تَأ َمنَّا ‪َ ،‬م َّكنِّي) فأص ل الكلم تين‪( :‬تَْأ َمنُنَ ا ‪َ ،‬م َّكنَنِي) حيث تم‬
‫تس كين الن ون األولى‪ ،‬ثم دمجه ا في الن ون الثاني ة فص ارت نون ا ً‬
‫مشددة‪.‬‬

‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫يـــــر‬
‫َ‬ ‫فَال َّ‬
‫ص ِغ‬ ‫َأ َّو ُل ُكـــــ ٍّل‬ ‫‪....................‬ثُــ َّم ِإ ْن َس َك ْ‬
‫ــن‬
‫َس ِّميَ ْ‬
‫ـــن‬
‫ُكــ ٌّل َكبِيـــ ٌر وا ْفهَ َم ْنــــهُ‬ ‫َأوْ حُــرِّكَ ال َحرْ فَ ِ‬
‫ــان فِــي ُكــلٍّ‬
‫بِ ْال ُمثُــــلْ‬ ‫فَقُــلْ‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫أحكام المدود‬
‫المد‪ :‬لغة‪ :‬الزيادة في الشيء‪ .1‬وهو ضد القصر‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو إطالة زمن جريان الصوت بحرف من‬
‫حروف العلة بقدر مخصوص‪ .‬أو ه و‪ :‬إطال ة الص وت بح رف من‬
‫‪2‬‬
‫حروف المد الثالثة عند مالقاة همز أو سكون‬
‫وحروفه ثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬األلف الساكنة المفتوح ما قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬الياء الساكنة المكسور ما قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬الواو الساكنة المضموم ما قبلها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫اي وهــي في‬ ‫من لف ظ َو ٍ‬ ‫حـــروفــــــــــه ثـالثـــــة‬
‫نوحيهـــا‬ ‫فَـ ِعيـهـــــا‬
‫ش رط وفتـــح قبـــل ألــف‬ ‫والكس ر قب ل اليــا وقب ل ال واو‬
‫يلتــــــزم‬ ‫ضــم‬

‫أقسام المدود ‪ :‬ينقسم المد إلى قسمين‪ :‬مد أصلي ومد فرعي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المد األصلي‪ :4‬ويسمى الطبيعي‪ :‬وه و ال ذي ال تق وم ذات‬
‫الح رف إال ب ه وال يتوق ف على س بب بع ده‪ .‬وس مي طبيعي ا ً ألن‬

‫‪ - 1‬مختار الصحاح ‪642 :‬‬


‫‪ - 2‬البسيط‪. 30 :‬‬
‫‪ - 3‬التحفة ‪ :‬البيتين ‪. 40-39‬‬
‫‪ - 4‬سمي أصليا ألصالته بالنسبة للمدود‪ .‬وذلك أنه ثابت على حالة واحدة‪ .‬انظر غاية المريد‬
‫‪93‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫ص احب الطبيع ة ال ينقص ه عن ح ده و ال يزي د عليه‪ .1‬وأحرف ه‬


‫أحرف المد الثالثة المجموع ة في كلم ة ( نوحيه ‪0‬ا )‪ .‬ويم د بمق دار‬
‫حركتين‪.2‬‬
‫مثاله‪ :‬قال‪ ،‬طال‪ ،‬الرحمن الرحي ِم‪.. ...‬‬
‫‪3‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫طبيعيــــــا‬ ‫أوال‬‫وســــم‬ ‫والـمـــــــد أصلـــــي‬
‫وهـــــو‬ ‫وفـرعـــــي له‬
‫وال بدونـــه الحــــروف‬ ‫مـــا ال توقـــف ل ه علــــى‬
‫تجتلــــب‬ ‫سبــــب‬
‫جـــا بعـــد مـــد فالطبيعــي‬ ‫بـل أي ح رف غيـر همـز أو‬
‫يكــون‬ ‫سكـون‬
‫ويندرج تحته‪:‬‬
‫مد الصلة‪ :‬هو مد ه اء الض مير ال تي يك نى به ا عن المف رد‬ ‫أ‪-‬‬
‫الم ذكر الغ ائب‪ ،‬ش ريطة أن يك ون م ا قبله ا متح رك وم ا بع دها‬
‫متحرك‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬إنَّهُو هُو‪. ... ،‬‬
‫وينقسم إلى قسمين‪ :‬مد صلة صغرى و مد صلة كبرى‪.‬‬
‫ف األول ه و م د ه اء الض مير المف رد الغ ائب إذا وقعت بين‬
‫متحركين‪ ،‬الثاني منهما ليس همزة قطع ولم ي ُْوقَف عليها‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬إنهو هو ويمد بمقدار حركتين‪.‬‬
‫ويُستثنى له ‪ -‬أي لحفص ‪ -‬قوله تعالى ﱡﭐ ﱸ ﱹﱺ ﱠ الزمر‪ . ٧ :‬فإنه يقرؤها‬
‫بضم الهاء دون صلة‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ الفرق ان‪ , ٦٩ :‬فإن ه يقرؤه ا‬
‫شرط‪.‬‬ ‫بالصلة مع تخلُّف ال َّ‬
‫أما الثاني فهو مد ه اء الض مير المف رد الغ ائب إذا وقعت بين‬
‫متح ركين إال أن الح رف ال ذي يجيء بع دها الب د أن يك ون هم زة‬
‫‪ - 1‬غاية المريد ‪.93 :‬‬
‫‪ - 2‬الحركتان عبارة عن ألف ‪ ،‬واألربع عبارة عن ألفين‪ ،‬والست عبارة عن ثالث ألفات‪.‬‬
‫أو‪ :‬إن الحركة هي مقدار ما يمد اإلنسان أصبعه أو يبسطها بحالة وسطى‪.‬‬
‫‪ - 3‬التحفة‪ :‬األبيات ‪ 35‬إلى ‪37‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫قط ع‪ .‬ويم د بمق دار أرب ع أو خمس حرك ات‪ .‬وه و ملح ق بالم ّد‬
‫المنفصل كما سيأتي‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱞﱟﱠ الهمزة‪ ٣ :‬ﱡﭐﲖﲗﱠ النمل‪٩ :‬‬

‫ب‪ -‬مد العوض‪ :‬هو الوقف على التنوين المنصوب ألفًا عوضًا‬
‫عن التنوين‪ .1‬وذلك على غير تاء التأنيث ويمد بمقدار حركتين‪.‬‬
‫بصي َرا‬ ‫تُقرأ‬ ‫ﱡﭐﳂﱠ‬ ‫سميعا َ‪.‬‬ ‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱏﱠ تُقرأ‬

‫ج‪ -‬م‪00‬د التمكين‪ :‬من أن واع الـمد األص لي م ٌّد يع رف بـ م‪ّ 0‬د‬
‫التّمكين وه و‪:‬ك ل ي اءين اجتمعت ا في كلم ة األولى منهم ا مش ددة‬
‫والثانية ساكنة سكونا ميتا ( أي ياء مدية )‬
‫مثل‪ :‬ﱡﭐﳏﱠ ﱡﭐﱒﱠ‬
‫وس ّمي مد تمكين ألن المد يخرج متم ّكنا بسبب ال ّشدة‪. 2‬‬
‫وقيل هو‪ :‬مدة لطيفة مقدارها حركتان يؤتى بها للفصل بين الواوين‬
‫ﱡﭐ ﱃ ﱄ ﱠ أو الياءين في مثل ﱡﭐ ﱊ ﱋ ﱠ ‪ 3‬حذرا من اإلدغام أو‬ ‫في مثل‪:‬‬
‫اإلسقاط ‪.‬‬
‫وعلى كال القولين فإنه مد طبيعي يضبط بالتلقي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الـمد الفرعي‪ :‬هو الـمد الزائ د عن الم د األص لي بس بب‬


‫الـهمز أو الس كون ‪ .‬وسُـ ِّم َي بالـفرعي ألن ه يـتفرع من الـ َم ِّد‬
‫الـطبيعي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫سبــب كـهمــز أو سكــون‬ ‫واآلخــر الفرعــي َموقــوف‬

‫‪ -‬غاية المريد ‪118 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬غاية المريد ‪118 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المفيد في علم التجويد ‪.29 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬التحفة ‪ :‬البيت ‪. 38‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫مسجــال‬ ‫علــى‬

‫أما ما كان متوقفا على سبب الهمز فإنه يندرج تحته ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المد ال‪00‬واجب المتصل‪ :‬وه و أن يجتم ع ح رف الم د ب الهمزة في‬
‫كلمة واحدة‪ ،‬فيزاد في مقدار المد بسبب الهمز‪ ،‬ويم د بمق دار أرب ع‬
‫أو خمس حركات وجوبا ويسمى ‪ :‬المد الواجب المتصل‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱣﱠ ﱡﭐﱄﱠ ﱡﭐﱝﱠ‪.‬‬
‫السمآء‪. ..‬‬ ‫سوآء‪،‬‬ ‫أوآلئـك ‪،‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫في كلمـــــة وذا بمتصــــل‬ ‫فواجــب إن جــاء همــ ٌز بعــد‬


‫يعـــــد‬ ‫مــد‬

‫ب‪ -‬الم‪00‬د الج‪00‬ائز المنفص‪00‬ل‪ :‬وه و أن يجيء الم د في آخ ر الكلم ة‬


‫وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها‪ ،‬ويمد بمقدار أربع أو خمس‬
‫حركات جوازا‪ ،‬ويسمى المد الجائز‪ 2‬المنفصل‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱥﱦﱠ ﱡﭐﱶﱷﱠ‬
‫ويلحق به مد الصلة الكبرى كما سبق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫ُكـــ ٌّل بِ ِك ْل َمــ ٍة َوهَـــ َذا‬ ‫َو َجائــــ ٌز َمـــ ٌد َوقَصْ ـــ ٌر ِإ ْن‬
‫صــلْ‬‫ال ُم ْنفَ ِ‬ ‫فُ ِ‬
‫صـــلْ‬

‫ج‪ -‬مد البدل الجائز‪ :‬ه و م ا ك ان أص له همزت ان األولى متحرك ة‬


‫والثانية ساكنة فأبدلت الثانية حرف مد مناس ب لحرك ة ال تي قبله ا‪،‬‬
‫فإن كانت مفتوحة ُأبدلت ألفا وإن ك انت مض مومة أب دلت واوا وإن‬
‫كانت مكسورة أبدلت يا ًء‪ .‬ويمد بمقدار حركتين‪.‬‬
‫أصله‪َ :‬أْأ َمنَ‬ ‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﲟﱠ‬
‫‪ -‬التحفة البيت ‪. 43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سمي جائزا لجواز قصره إلى حركتين عند بعض القراء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬التحفة ‪ :‬البيت ‪. 44‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫أصله‪ُ :‬أْأتُوا‪.‬‬ ‫ﱡﭐﲿﱠ‬


‫وُألحق به ك ّل مد جاء بعد همز ولم يكن أصل ذلك همزة‬
‫ساكنة‪ ،‬نحو‪ :‬ﱡﭐﱨﱠ ‪,‬ﱡﭐﲈﱠ ‪ ,‬ﱡﭐﱂﱠ‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫ب دل كآمنــــوا وإيمانــــا‬ ‫أو قــدِّم الهمــ ُز علــى المــ ّد‬
‫خــــذا‬ ‫وذا‬

‫أما ما كان متوقفا على سبب السكون فإنه يندرج تحته ما يلي‪:‬‬
‫اكن س كونا‬
‫أ‪ -‬المد الالزم‪ :‬وهو ما كان فيه المد سابقا ألي حرف س ٍ‬
‫أصليا‪ ,‬أو مشد ٍد‪ .‬وهو إم ا أن يجتم ع ب ه في الكلم ة ويس مى ‪ :‬الم‪00‬د‬
‫الالزم الكلمي أو في الح رف ويس مى‪ :‬الم‪00‬د الالزم الح‪00‬رفي‪ .‬ثم إن‬
‫كان الحرف الذي يجيء بعد المد ساكنا سكونا أص ليا س مي مخففا‪،‬‬
‫وإن كان حرفا مشددا سمي مثقال‪.‬‬
‫فصار لدينا قسمان ‪ ،‬تحت كل قسم قسمان‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وصـــال ووقفـــا بعـــد مـــد‬ ‫والزم إن السكـــــــون‬
‫طـــوال‬ ‫أصـــــال‬
‫وتل ك كلمـــي وحرفـــــي‬ ‫أقســـام الزم لديهـــــم‬
‫معـــــه‬ ‫أربعــــــة‬
‫فهــــــذه أربعـــــــــة‬ ‫كـالهمــــــا مخـفـــف‬
‫تفصـــــــل‬ ‫مثـقـــــل‬

‫‪ -1‬القسم األول‪ :‬المد الالزم الكلمي‪ :‬وهو م ا ك ان في ه الم د س ابقا‬


‫ساكن سكونا أصليا أو مشد ٍد في كلم ة ويس مى‪ :‬الم د الالزم‬
‫ٍ‬ ‫لحرف‬
‫الكلمي‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫م ع ح رف مــد فهــو كلمـــي‬ ‫ف إن بكلمــــة سكــــون‬
‫وقـــع‬ ‫اجتمـــع‬
‫وهو قسمان‪:‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫أ‪ -‬المد الالزم الكلمي المثقل‪ :‬هو ما كان فيه الم د س ابقا لح رف‬
‫مشد ٍد في كلمة‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﲟﱠ ﱡﭐ ﲗ ﱠ ﱡﭐﳇﱠ ﱡﭐ ﱠ‬
‫ﱽ ﱡﭐﱄﱠ‬
‫ب ‪ -‬المد الالزم الكلمي المخفف‪ :‬وهو ما كان فيه المد سابقا‬
‫ساكن سكونا أصليا في كلمة‪ .‬مثاله‪ :‬ﱡﭐﱫﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫لحرف‬

‫‪ -2‬القسم الثاني‪ :‬المد الالزم الحرفي‪ :‬وهو ما كان فيه المد س ابقا‬
‫لحرف ساك ٍن سكونا أصليا أو مشد ٍد في حرف ويسمى ‪ :‬المد الالزم‬
‫الحرفي‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫والمـــد وسطـــه فـ حرفــــي‬ ‫أو في ثالثـــي الحـــروف‬
‫بـــدا‬ ‫وجــــدا‬
‫وهو قسمان‪:‬‬
‫أ‪ -‬المد الالزم الحرفي المثقل‪ :‬وهو ما كان فيه المد س ابقا لح رف‬
‫مشد ٍد في حرف‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱁﱠ ﱡﭐﱁﱠ ﱡﭐ ﱠ‬
‫ﱁ‬
‫ب‪ -‬المد الالزم الحرفي المخفف‪ :‬وهو ما كان فيه المد سابقا لحرف‬
‫ساكن سكونا أصليا في حرف‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ﱁ ﱡﭐﱁﱠ ‪.‬‬
‫ﱁ ﱡﭐ ﱠ‬ ‫مثاله‪ :‬ﱡﭐ ﱠ‬
‫ﱹ ﱡﭐ ﱠ‬

‫ويمد الالزم بجميع أقسامه بمقدار ست حركات لزوما‪.‬‬

‫ويستثنى من هذه القاعدة ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬حرف العين من ﱡﭐﱁﱠ مريم‪ , ١ :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱠ الشورى‪٢ - ١ :‬‬
‫ففيه ا الوجه ان‪ :‬الط ول ( ‪ 6‬حرك ات ) أو التوس ط (‪ 4‬حرك ات )‪،‬‬
‫والطول مق ّدم‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وعيـن ذو وجهيـن والطـول‬ ‫‪..................................‬‬
‫أخصّ‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫ﱡﭐﱌﱠ األنعام‪١٤٤– ١٤٣ :‬‬ ‫‪ -‬كلمة ‪:‬‬


‫ﱡﭐﲘﱠ يونس‪ , ٥٩ :‬النمل‪٥٩ :‬‬
‫ﱡﭐﳂﱠ يونس‪٩١ , ٥١ :‬‬
‫ففيها الوجهان‪ :‬الم ّد مشبعا أو التّسهيل بين بين‪.‬‬
‫قال ابن الجزري في الطيبة ‪:1‬‬
‫أبـــدل لكـــل أو‬ ‫وهمـــزة وصــل مـــن كـ آهلل‬
‫فسهــل ‪........‬‬ ‫أذن‬
‫‪2‬‬
‫وقال الشاطبي‪:‬‬
‫وهمــزة االستفهـام فامـدده‬ ‫وإن همــز وصـل بين الم‬
‫مبـدال‬ ‫مسكـن‬
‫يسهــل عن كــــل كـ اآلن‬ ‫فللكــل ذا أولــى ويبــدله‬
‫مثـــال‬ ‫الـــذي‬

‫ب‪ -‬المد العارض للسكون‪ :‬هو ما كان فيه بعد المد ح رف متح رك‬
‫يوق ف علي ه بالس كون‪ .‬وس مي عارض ا لعروض ه بالس كون ح ال‬
‫الوقف‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ﱡﭐﱋﱠ ﱡﭐﱌﱠ ﱡﭐﱐﱠ‬
‫ويمد بقدار حركتين أو أربع أو ست حركات‪.‬‬
‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫وقفـــــــا كتعلمــــــون‬ ‫ومثـــل ذا إن عـــرض‬
‫نستعيــــن‬ ‫السكـــون‬

‫مالحظة‪ :‬يقاس على المد العارض للسكون هاء التأنيث‬


‫الممدودة كـ ‪ :‬ﱡﭐ ﲌ ﱠ ﱡﭐ ﲊ ﱠ ﱡﭐ ﲎ ﱠ ‪.‬وهاء التأنيث ‪ :‬في الوقف هاء وفي‬
‫‪3‬‬
‫الوصل تاء‪ .‬فيقال‪ :‬هاء تأنيث ممدودة عارضة للسكون‪.‬‬

‫‪ -‬الطيبة ‪ :‬البيت ‪192‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الشاطبية‪ :‬البيتان ‪192/193‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬األنوار البهية ‪112 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫ج‪ -‬مد اللين ‪ :‬هو إطال ة الص وت ب الواو الس اكنة أو الي اء الس اكنة‬
‫المفت وح م ا قبلهم ا إذا ج اء بع دهما ح رف س اكن‪ .‬ويم د بمق دار‬
‫حركتين أو أربع أو ست حركات في حالة الوقف‪ .‬مثاله‪ :‬ﱡﭐﱂﱠ ﱡﭐﱔﱠ‬

‫قال الجمزوري‪:‬‬
‫إن انفتـــاح قبـــل كــــل‬ ‫واللين منهـــا اليــا وواو‬
‫أعلنــــا‬ ‫سكنـــا‬

‫مالحظة‪ :‬اعلم أن أقوى الم دود الالزم ثم المتص ل ثم الع ارض‬


‫للسكون ثم المنفصل ثم البدل‪.‬‬
‫قال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫صــــال‬
‫ٍ‬ ‫فعـــارضٌ فـــ ُذو ا ْنفِ‬ ‫أقـوى المـ ُدو ِد الز ٌم فمـا‬
‫فبَـــ َدلْ‬ ‫اتَّ َ‬
‫صـلْ‬

‫ويتـرتب على معرفة هذه المراتب على هذا النسق أنه‪:‬‬


‫إذا اجتمع م ّدان يُ َغلَّب الم ّد األقوى‪ .‬فمثالً إذا وقفنا على كلمة‪ :‬ﱡﭐﱶﱠ‬
‫ونحن نَمد الم د الع ارض للس كون حرك تين فق ط فإنن ا نم دها أرب ع‬
‫حرك ات على أنه ا م د متص ل‪ ،‬فنك ون ق د غلَّبن ا المتص ل على‬
‫العارض للسكون‪ .‬وهكذا‪.‬‬
‫قال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫إن َأ ْقــــ َوى ال َّسبَبَيْـــن‬ ‫فَ َّ‬ ‫َو َسبَبَـــــا َمــــ ٍّد ِإ َذا َمــــا‬
‫ا ْنفَـــ َردَا‬ ‫ُو ِجــدَا‬

‫تشجير أحكام المد‬


‫المد وأقسامه‬
‫‪61‬‬
‫بسبب الهمز‬ ‫السكون‬ ‫عنبسبب‬
‫عاصم‬ ‫التمكين حفص‬
‫علىمدرواية‬ ‫مد العوض‬

‫مد الصلة‬
‫المنفصل‬ ‫العارض‬ ‫أحرف‪ :‬حي طهر‬
‫صغرى‬‫ال ّ‬

‫الصلة الكبرى‬ ‫مد اللين‬

‫المتصل‬ ‫مد الالزم‬

‫مد البدل‬ ‫الالزم الكلمي‬

‫خاتمة‬
‫الكلمي المخفف‬ ‫الكلمي المثقل‬

‫الحرفيتوفيقه إتمام هذا العم ل ال ذي أرج و‬


‫وحسن‬ ‫تم بحمد هللا وبعونه‬
‫الالزم‬
‫صا لوجهه الكريم‪ .‬آمين‪.‬‬‫من هللا تعالى أن يقبله مني‪ ،‬وأن يجعله خال ً‬
‫المخففل من هللا ونعم ة‪ ،‬وإال فمن‬ ‫المثقلهذه النّفاس ة‬
‫الحرفي ففض‬ ‫الحرفيفي‬
‫فإن كنت قد وفقت‬
‫عقلي القاص ر ‪ ،‬وظ ني باهلل تع الى أن ينف ع ب ه وأن يتغاض ى عن‬
‫هفواته جميل ‪.‬‬
‫وقد قيل‪:‬‬
‫ومـــن لـــه الـحسنــى‬ ‫مــن ذا ال ذي مــا ســاء‬
‫ُّ‬
‫فقـــط‬ ‫ُّ‬
‫قــط‬

‫وآخ ر دعوان ا أن الحم د هلل رب الع المين‪ .‬وص لى هللا وس لم‬


‫وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أال إله إال أنت أس تغفرك وأت وب‬
‫إليك‪.‬‬

‫ثبت المصادر و المراجع‬


‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫النشر في القراءات العشر البن الجزري‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫البدور الزاهرة لعبد الفتاح القاضي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هداي ة الق ارى إلى تجوي د كالم الب اري لعب د الفت اح‬ ‫‪-4‬‬
‫المرصفي‪.‬‬
‫غاية المريد في علم التجويد لعطية قابل نصر‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فتح رب البرية شرح المقدم ة الجزري ة لص فوت محم ود‬ ‫‪-6‬‬
‫سالم‪.‬‬
‫القاموس المحيط للفيروز أبادي‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫األنوار البهية شرح المقدم ة الجزري ة للش يخ عب د الباس ط‬ ‫‪-8‬‬
‫محمد حامد المعروف بعبد الباسط هاشم‪.‬‬
‫مختار الصحاح‬ ‫‪-9‬‬
‫لسان العرب البن منظور‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫معرفة القراء للذهبي‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫متن الشاطبية‪ .‬البن فيره الشاطبي‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫متن طيبة النشر البن الجزري‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫متن الجزرية لإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫ُس ين‬ ‫ال َو ْال ِغ ْل َم ِ‬
‫ان لِإل م ام ُس لَيمان بن ح َ‬ ‫متن تُحْ فَ ةُ اَأل ْ‬
‫طفَ ِ‬ ‫‪-15‬‬
‫وري‪.‬‬‫الجم ُز ِ‬
‫آللئ البي ان في تجوي د الق رآن إلب راهيم علي ش حاتة‬ ‫‪-16‬‬
‫السمنودي‪.‬‬
‫المفيد في علم التجويد لعوض بن حسن القرني‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫الوجيز في علم التجويد لمحمود سيبويه البدوي‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫التمهيد في علم التجويد البن الجزري‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫البسيط في علم التجويد للشيخ بدر حنفي محمود‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫أحكام التالوة للشيخ عادل نصار‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫غاية النهاية في طبقات القراء البن الجزري‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫متن السلسبيل الشافي لعثمان بن سليمان مراد‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪61‬‬

‫على رواية حفص عن عاصم‬

‫كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لمصطفى بن عبد‬ ‫‪-24‬‬


‫هللا كاتب المشهور بحاجي خليفة‪.‬‬

‫كشاف الموضوعات‬
‫الموض‪000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000‬وع‬
‫الصفحة‬
‫تقري‪00‬ظ فض‪00‬يلة الش‪00‬يخ إيه‪00‬اب أحم‪00‬د فك‪00‬ري‪5 ..............................‬‬
‫مقدم ة‪ 7 ..................................................................‬مب ادئ‬
‫علم التجويد ‪10 ..................................................‬‬
‫ترجمة مختصرة لإلمامان عاصم وحفص ‪13 ............................‬‬
‫مراتب التالوة ‪15 .......................................................‬‬
‫اللّحن وأقسامه‪16 .......................................................‬‬
‫أحكام االستعاذة والبسملة ‪18 ..........................................‬‬
‫أحكام النون الساكنة والتنوين ‪23 .......................................‬‬
‫أحكام النون والميم المشددتين ‪30 ......................................‬‬
‫أحكام الميم الساكنة ‪31 .................................................‬‬
‫أحك ام ال راء ‪ 34 .......................................................‬أحك ام‬
‫الالم ‪37 ..........................................................‬‬
‫اإلدغام‪42 ...............................................................‬‬
‫أحكام المدود ‪45 ........................................................‬‬
‫أقسام المدود ‪46 ........................................................‬‬
‫أوال المد األصلي ‪46 ....................................................‬‬
‫مد الصلة ‪46 .............................................................‬‬
‫مد العوض ‪48 ...........................................................‬‬
‫مد التمكين ‪48 ..........................................................‬‬
‫ثانيا المد الفرعي ‪49 .....................................................‬‬
‫المد الواجب المتصل ‪49 ................................................‬‬
‫المد الجائز المنفصل ‪50 ................................................‬‬
‫مد البدل الجائز ‪50 ......................................................‬‬
‫‪62‬‬
‫مذكرة في أحكام التجويد‬

‫المد الالزم ‪51 ...........................................................‬‬


‫المد العارض للسكون ‪54 ...............................................‬‬
‫مد اللين ‪55 .............................................................‬‬
‫تشجير أحكام المد‪57 ...................................................‬‬
‫خاتمة ‪58 ................................................................‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع ‪59 ..............................................‬‬
‫كشاف الموضوعات ‪61 .................................................‬‬

‫***‬

You might also like