You are on page 1of 128

‫* ‪3416‬هـ ‪ 1035/‬م‪.

‬‬
‫* حقوق الطبع حمفوظة للمحقق‪.‬‬
‫* الناشر ‪ :‬مكتبة أمري ‪ -‬كركوك‬

‫‪2‬‬
3
4
‫املقدمة‬
‫عرف الشعراني بنفسه يف كتابه لطائف املنن ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫«فإني حبمد اهلل تعاىل عبد الوهاب بن أمحد بن علـي بـن أمحـد بـن‬
‫علي بن حممد بن زوفا‪ ،‬ابن الشيخ موسى املكنى يف بالد البهنسا بأبي‬
‫العمران ‪ ،‬جدي السادس ابن السلطان أمحد ابن السلطان سـعيد ابـن‬
‫السلطان فاشني ابن السلطان حميا ابـن السـلطان زوفـا ابـن السـلطان‬
‫ريان ابن السلطان حممد بن موسى بن السـيد حممـد بـن اينفيـة ابـن‬
‫اإلمام علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه» ‪.‬‬
‫ن الـنع الـهلل مـن اهلل‬
‫وقد افتخر الشـعراني بنسـبه إ ذ ذكـر أن مـ ن‬
‫تبارك وتعاىل بها عليه شرف نسبهإ لكونه من ذريـة اإلمـام حممـد بـن‬
‫اينفية ‪ ،‬وأنه من أبناء ملوك الدرني‪.‬‬
‫وهــو الشــيخ العــاه ال اهــد ‪ ،‬الفقيــه ايــدش ‪ ،‬امل ــري الشــافعي‬
‫الشاذلي ال ويف األن اري ‪.‬‬

‫ولد الشعرانيإ عبد الوهاب بن امحد بـن علـى اينفـي إ نسـبة ىل‬
‫يف ‪ 31‬مـن شـهر رمنـان‬ ‫حممد بن اينفيـة‪ ،‬علـى ا ـل الروايـا‬
‫‪898‬هـ يف بلدة قلقشندة مب ر ونشـأ بسـاقية أبـى شـعرة مـن قـر‬
‫املنوفية واليها نسبته(الشعراني)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يف األفــق األعلــى للــتفكري‬ ‫‪ :‬هــو أ ــر ز ـ ب ـ‬ ‫والشــعراني‬
‫‪ ،‬وهـو‬ ‫اإلسالمي والنهج ال ـويف والت ـوف هـو ‪ :‬اـاا امللاليـا‬
‫الذي يرس األفق األعلـى ملـن يتسـامى‪.‬وسـبي الت ـوف ىل ذلـ‬
‫األفق هو‪ :‬االستعداد الفطــري‪،‬اململ يف ايـب اإل ـي ‪ ،‬اـ الـذكر‬
‫الــدائ ‪ ،‬واقلــق الــدائ ‪،‬والتطــوا املتوا ـ ملــا فــوق الفــرائ‬
‫والنواف ‪.‬‬
‫األفق هي مرتبة العبوديـة الكاملـة كمـا يقررهـا األاـر‬ ‫ونهاية ذل‬
‫املشهور ‪( :‬عبدي! أطعين تكن ربانياً تقول للشيء كن فيكون)(‪. )1‬‬
‫وهذا األفق جبار املرتقى ال يذل لك طالب فال يطيقـه وال ي ـ‬
‫عليه ال فوة من عباد الرمحن الذي اجتباه وا ـطفاه وجعلـه‬
‫وا‬ ‫أئمة وهداة ووراة ألنوار النبوة ايمدية ‪ ،‬وما يلقاها ال الذين‬
‫وما يلقاها ال ذو حظ عظي ‪.‬‬
‫رو أنس ‪ ‬قال ‪( :‬بينما رسول اهلل ‪ ‬ميشي ذ اسـتقبله رجـ‬
‫شاب من األن ار ‪.‬فقال له الـن ‪: ‬كيـف أ ـبحي يـا حــاراة‬

‫(‪ )1‬انظر ترمجته ‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،273/8‬األعالم‪ ،181/4‬معجم املطبوعات ‪،1131‬‬


‫جامع كرامات األولياء‪ ،374/3‬الكواكب السائرة ‪.177/28‬‬
‫(‪ )3‬انظر جمموع فتاوى ابن تيمية ج‪/4‬ص‪ ، 277‬وهناك ما يؤيد معناه مثل‪ ( :‬وما يزال عبدي‬
‫يتقرب إيل بالنوافل حىت أحبه ‪ ،‬فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر‬
‫به ‪ ..‬ولئن سألين ألعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذ يب ألعيذنه ) رواه البخاري (‪ ،)3012‬وأبو نعيم يف‬
‫احللية(‪)4/1‬والبيهقي يف الزهد(‪،)311‬والسنن (‪،) 243 /2‬والبغوي يف شرح السنة(‪.)1348‬‬

‫‪6‬‬
‫قال‪ :‬أ بحي مؤمناً باهلل حقاً‪ .‬قال ‪ : ‬انظر مـا تقـول ‪ ،‬فـان لكـ‬
‫قول حقيقة‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول اهلل ع في نفسـي عـن الـدنيا فأسـهر‬
‫نهاري فكأني بعرش ربني بارزاً وكـأني انظـر ىل أهـ‬ ‫ليلي وأظمأ‬
‫اجلنة ‪ ،‬كيف يت اورون فيها واىل أه النار كيف يتعاوون فيهـا‪ .‬قـال‪:‬‬
‫فال م )(‪. )3‬‬ ‫أب ر‬
‫اللدنيـة هـو‪ ،‬اسـتعدادها‬ ‫ومقياس عظمة ك عبقرية من العبقريا‬
‫للرتقـي يف املعــارل العلويــة وطاقتهــا علــى دمـ العبوديــة الكاملــة‬
‫وايب اإل ي‪.‬‬
‫املعـارل هـو ‪ :‬االقتـداء الكامـ واالحتـذاء‬ ‫لتلـ‬ ‫والباب املو‬
‫ال ــادق ال ــارم بامللـ األعلــى لكنســان الكامـ بــالنبوة ايمديــة‬
‫اهلل وسالمه على احبها‪.‬‬ ‫لوا‬
‫نع لقد آمنوا أن حممداً رسـول اهلل‪ ،‬هـو املفتـاا الربـاني لابـواب‬
‫هـي املدرسـة‬ ‫‪ .‬وتلـ‬ ‫والفتوحـا‬ ‫اإل ية ‪ ،‬حيث تهط الفيوضا‬
‫اهلل والتعبـد املتوا ـ يف حماريـب‬ ‫ايمدية مدرسـة التفكـر يف آيـا‬
‫ايياة ‪ ،‬وك ما يف ايياة حماريب ومساجد للمؤمنني املوقنني‪،‬مدرسـة‬
‫هي الهلل أزبي ‪:‬‬ ‫ايب اإل ي مبا فيها من شراق وا ام وفيوضا‬
‫أبا املواهب (عبد الوهاب الشعراني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬اخرجه الطرباين يف الكبري(‪ ،)2237‬والبزار(‪ ،)23‬والبيهقي يف ُشعب اإلميان(‪.)11011‬‬


‫وذكره السيوطي يف جامع االحاديث (‪ ،)20310‬واملتقي اهلندي يف كنز العمال(‪. )23111‬‬

‫‪7‬‬
‫املدرسـة و ـنيعة مـن‬ ‫والشعراني ‪ ،‬عجيبة مـن عجائـب تلـ‬
‫نائع اإلميان ولطيفة من لطائف التقو وقبس من أقباس النور‪.‬‬
‫الت وف اإلسـالمي‪:‬‬ ‫يقول أحد العلماء املخت ني يف دراسا‬
‫« ن الشعراني كان من الناحية العلمية والنظرية ـوفياً مـن الطـراز‬
‫األول‪ ،‬وكان يف الوقـي نفسـه كاتبـ ًا بـارزًا أ ـيال يف ميـدان الفقـه‬
‫وأ وله ‪ ،‬وكان م لحاً يكاد اإلسالم ال يعرف له نظـرياً ‪ ،‬وان كتبـه‬
‫السبعني ع نداً من بينها أربعة وعشرين كتاباً تعت ابتكـاراً‬ ‫الهلل جتاوز‬
‫حمناً أ يالً ه يسبق ليه أبداً وه يعاجل فكرتها أحد قبله »‪.‬‬
‫فقد جاء الشعراني مكافحاً م لح ًا ومرشـداً هادياً ‪.‬‬ ‫ولذل‬
‫فقد حرنر الت ـوف من األساطري والبدا وجاله حممدياً قرآنياً ‪.‬‬
‫وحرنر الفقه من اوده وت مته ‪ ،‬فكان األ ولي األملعي الذي مـ ل‬
‫الفقه حبرارة اإلميان فانقذه من اجلفوة واجلفاف وحبنبه ىل النـاس يـوم‬
‫جعله ال جمرد أحكام شرعية فحسب ب حقائق روحية مشرقة ‪.‬‬
‫اجملسدين و هواء اجملـادلني‬ ‫وحرنر عل الكالم ‪-‬التوحيد‪-‬من ن وا‬
‫و أعاده ىل نوره ورونقـه اإلميـاني الـذي عرفـه واهتـد بـه ال ـدر‬
‫األول و التابعون ‪.‬‬
‫وأنقذ األمة اإلسالمية من اجلـدل وايـوار واجلـري وراء األوهـام‬
‫وردها ىل النبع ال ايف يف العم اقالص لوجه اهلل‪.‬‬ ‫واقياال‬
‫وه ينســه جهــاده الــديين زعامتــه اإل ــالحية‪ ،‬فكــان امل ــلل‬
‫االجتماعي املدافع عن الفقري واملسكني والنعيف ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ولقد ظ الشعراني ىل أ ر نفس لـه يف اييـاة جماهـداً ال تلـني لـه‬
‫له راية وال ت ل له أحداش وال ترهبه قّوة ‪.‬انه جماهـد‬ ‫قناة‪ ،‬وال ختف‬
‫يف سبي اهلل فال خيشى سواه شعاره دائما كلمته اقالدة ‪:‬‬
‫شعرة مين فقد كفـر‬ ‫« لو انف ن الناس ايعاً من حولي واهت‬
‫باهلل»(‪. )3‬‬

‫أبـوه فكفلـه‬ ‫حفظ القرآن يف قريته وهـو يف بـاكورة طفولتـه‪ .‬مـا‬


‫أ وه العاه ال ويف الورا الشيخ عبد القـادر ‪.‬جـاء ىل القـاهرة وهـو‬
‫ابـن سـبعة عشــر عامـا‪.‬حفظ متــون الكتـب الشــرعية وآالتهـا علــى‬
‫زـ‬ ‫املدرسة ب‬ ‫ىل مدرسة أم وند ‪ ،‬ويف تل‬ ‫األشياخ ‪ ،‬ا انتق‬
‫الشعراني وتألق تألقاً ما الدنيا ‪ .‬ودرس على أساتذة ع ـره دراسـة‬
‫فه وتذوق بروا اجملتهد املؤمن ايب بـروا الطالـب امللـالي الـذي‬
‫ينشد ايق فـال يتع ـب ملـذهب مـن لـري دليـ والـذي ةـ ن أئمـة‬
‫اإلسالم ورجال الفكر فيه ‪،‬فال يسارا ىل ختطئـة أحـده ‪،‬وال يبـادر‬
‫ىل االعرتاض عليه ‪،‬إلميانه بأن علماء اإلسالم وأئمته على هد ً مـن‬
‫ربه وب رية من نور علمه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬نقالً بتصرف عن كتاب‪( :‬التصوف اإلسالمي واإلمام الشعراين)‪ ،‬تأليف‪ :‬طه عبد الباقي‬
‫سرور‪ ،‬دار هنضة مصر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد أفاض يف ذكر أساتذته يف كتبه كما أفاض يف ذكر جال‬
‫»‪،‬‬ ‫الك‬ ‫وتعظيمه واللناء عليه وحبه له‪ .‬يف كتابه «الطبقا‬
‫وذكر بأنه حنو مخسني شيخاً منه ‪:‬‬
‫الشيخ أمني الدين‪ ،‬اإلمام وايدش جبامع الغمري‪ ،‬والشيخ‬
‫اإلمام العالمة مشس الدين الدوا لي‪ ،‬والشيخ مشس الدين‬
‫السمانودي‪ ،‬والشيخ اإلمام العالمة شهاب الدين املسريي‬
‫والشيخ نور الدين ايلي ‪ ،‬والشيخ نور الدين اجلارحي املدرس‬
‫جبامع الغمري والشيخ نور الدين السنهوري النرير اإلمام جبامع‬
‫األزهر ‪ ،‬والشيخ مال علي العجمي‪ ،‬والشيخ اال الدين‬
‫والشيخ عيسى األ نائي‪ ،‬والشيخ مشس الدين‬ ‫ال اني‪،‬‬
‫الديروطي‪ ،‬والشيخ مشس الدين الدمياطي الواعظ ‪ ،‬والشيخ‬
‫الا الدين القليوبي ‪،‬‬ ‫شهاب الدين القسطالني ‪ ،‬والشيخ‬
‫والشيخ العالمة نور الدين بن نا ر ‪ ،‬والشيخ نور الدين‬
‫األمشوني‪ ،‬والشيخ سعد الدين الذه ‪ ،‬والشيخ برهان الدين‬
‫القلقشندي‪ ،‬والشيخ شهاب الدين اينبل ‪ ،‬والشيخ زكريا‬
‫األن اري‪ ،‬والشيخ شهاب الدين الرملي ‪ ،‬وجالل الدين‬
‫السيوطي ‪ ،‬ونا ر الدين اللقاني ‪ ،‬ولريه كلري ‪ ،‬حيث قرأ‬
‫عليه عدة كتب يف خمتلف العلوم والفنون ‪.‬‬
‫أما مشايخ ال وفية الذين أ ذ عنه و حبه فه ‪:‬‬

‫‪01‬‬
‫علي املر في ‪ ،‬وحممد الشناوي ‪ ،‬وعلي اقواص‪ ،‬وقد را يف‬
‫مقدمة كتابه بتبعيته ذا املذهب بذكر اس أحد أئمة اجلماعة ممن‬
‫ه يعا ره وهو أبو ايسن الشاذلي‪.‬‬

‫عاش االمام الشعراني ( ‪) 15‬عاماً وقد ذكر أنـه لـف فيهـا ‪100‬‬
‫شتى(‪. )3‬‬ ‫كتاب يف موضوعا‬
‫وألف يف ك أفق مـن آفـاق املعرفـة العلميـة والذوقيـة‪ ،‬فكتـب يف‬
‫التفس ـري وايــديث والفقــه والت ــوف والنحــو والطــب والكيميــاء‬
‫كتبـه مخسـة‬ ‫ولريها من ألوان العلوم واملعارف‪ .‬وقد استغرقي بع‬
‫ووقــع الكــلري منهــا يف جملــدين‪ .‬و أكلرهــا موجــود يف دور‬ ‫جملــدا‬
‫الكتب‪.‬‬
‫وقد أح ى املستشرق (بروكلمان) أكلر من ستني حمفوظـة يف دور‬
‫العل العاملية‪.‬‬
‫يقول الشعراني يف هذا ال دد‪:‬‬
‫« ومما مـن اهلل تبـارك وتعـاىل بـه علـي تـأليفي كتبـاً كـلرية يف‬
‫الشريعة‪ ،‬و لالبها ابتكرته»‪.‬‬

‫(‪ )1‬مقدمة كتاب الكوكب الشاهق للشعراين‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬حسن الشرقاوي‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫ص‪.17‬‬

‫‪00‬‬
‫(‪)3‬لواقل األنوار القدسية يف بيان العهود ايمدية ‪.‬‬
‫(‪)1‬األنوار القدسية يف بيان آداب العبودية ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬املنن الك‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬املي ان الك‬
‫(‪)5‬البحر املورود يف املواايق والعهود ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الك‬ ‫(‪)6‬الطبقا‬
‫(‪)1‬اليواقيي واجلواهر يف بيان عقائد األكابر ‪.‬‬
‫(‪)8‬الك يي األمحر يف بيان علوم الشيخ األك ‪.‬‬
‫(‪)9‬البدر املنري(يف ايديث)‪.‬‬
‫(‪)30‬تنبيه املغرتين يف آداب الدين ‪.‬‬
‫(‪)33‬درة الغواص من فتاو الشيخ علي اقواص‪.‬‬
‫(‪)31‬مشارق األنوار ‪.‬‬
‫(‪)31‬لطائف املنن واأل الق‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)34‬الدرر الك‬
‫(‪)35‬الدرر املنلورة يف زبد العلوم املشهورة‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫(‪ )3‬ن الطاعة ذا ه تكن ال ـة فأنهـا تـورش ـاحبها اجلفـاء‬
‫وقساوة القلب ‪.‬‬
‫ال فاسق ‪ ،‬فان القلب املطهـر مـن‬ ‫(‪)1‬ال يتجسس على العورا‬
‫السوء ال يظن يف الناس الّ رياً‪.‬‬
‫(‪ )1‬ياك يا أ ي ! ذا عرفي العل أن تتخـذه سـالحا تقاتـ بـه‬
‫حق أُريد به باط ‪.‬‬ ‫حق ‪ ،‬فان ذل‬ ‫ك من له علي‬
‫بواسطة جمالسته ا فهـو‬ ‫ل‬ ‫(‪)4‬اعل يا أ ي ! ن ك ما ح‬
‫جليس سوء ‪.‬‬
‫(‪)5‬اعل يا أ ي! انه كلما كلر عل العبد كلـر حسـابه‪ ،‬وكـذل‬
‫القول يف املال والعمر ‪ ،‬فيسأل العاه عن ك مسـألة تعلمهـا هـ‬
‫عم بها أم ال‪ ،‬وعن ك دره اكتسبه ه فتش عليه مـن حيـث‬
‫اي أم ال وهكذا ‪.‬‬
‫(‪ )6‬دوروا مع الشرا كيف كان ال مع الكشف فإننه قد خيطئ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫وافاه األج ايتوم يف القاهرة ‪ ،‬يف اـاد األوىل سـنة (‪911‬هــ)‬
‫ودفن جبانب زاويته بني السورين ‪ .‬وقد قام بال اوية بعده ولده الشيخ‬
‫عبد الرمحن ا توفى سنة ‪3033‬هـ‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫السنة املذكورة ـ ‪ :‬وفيها‪:‬‬ ‫قال عنه قال ابن العماد ـ يف وفيا‬
‫الشيخ عبدالوهناب ابن أمحد الشعراوي الشافعي‪ .‬قال الشيخ‬
‫عبدالرؤف املناوي يف طبقاته‪ :‬هو شيخنا اإلمام العام ‪ ،‬العابد‪،‬‬
‫ال اهد‪ ،‬الفقيه‪ ،‬ايدنش‪ ،‬اال ولي‪ ،‬ال ويف املربني‪ ،‬املسل ‪ ،‬من ذرينة‬
‫حممند بن اينفينة‪ ...‬جدن واجتهد‪ ،‬فخفظ عدنة متون‪ ...‬وعرض ما‬
‫حفظ على علماء ع ره‪ .‬ا ن شرا يف القراءة‪ ...‬وحبنب ليه ايديث‪،‬‬
‫فل م اإلشتغال به واأل ذ عن أهله‪ ،‬ومع ذل ‪ ،‬ه يكن عنده اود‬
‫ايدناني وال لدونة النقلة‪ ،‬ب هو فقيه النظر‪ ،‬ويف اق ‪...‬‬
‫ا ن أقب على اإلشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدنةً وقطـع العالئـق‬
‫الدنيوينة‪ ،‬ومكث سنني الينطجع علـى األرض لـيالً والنهـاراً‪ ،‬بـ‬
‫ال حتى ال يسقط‪ ،‬وكـان‬
‫اتنخذ له حبالً بسقف لوته ةعله يف عنقه لي ً‬
‫يطوي األينام املتوالية ويدي ال وم‪ ...‬حتنى قويـي روحانينتـه‪ ،‬ف ـار‬
‫يطري من حن اجلامع الغمري ىل سطحه‪...‬‬
‫ا ن ت دن للت نيف‪ ،‬فألّف كتباً‪...‬‬
‫خيـالف ظاهرهـا الشـرا‬ ‫وحسده طوائـف‪ ،‬فدسنـوا عليـه كلمـا‬
‫وعقائد زائفة ومسائ ختالف اإلااا‪ ،‬وأقاموا عليـه القيامـة وشـننعوا‬
‫اهلل وأظهره عليه ‪.‬‬ ‫وسبنوا ورموه بك ن عظيمة‪ ،‬فخذ‬
‫وكان مواظباً على السننة‪ ،‬مبالغاً يف الورا‪ ،‬مؤاراً ذوي الفاقة علـى‬
‫نفسه(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ابن العماد ‪ ،‬شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬ج‪/8‬ص‪.274-273‬‬

‫‪04‬‬
05
06
07
08
09
21
‫ايمد هلل الذي فرض التوبة وحرنم اإل رار ‪.‬‬
‫لـه كاتـب اااار‪.‬واشـهد‬ ‫واشهد أن ال اله ال اهلل وحده ال شري‬
‫أن سيدنا ونبينا حممداً عبده ورسوله فوة األ يار ‪ .‬لى اهلل عليـه‬
‫وعلى آله و حبه السادة األبرار‪.‬‬
‫وبعد………‬

‫فهذا تعليق على و ية الشـيخ العـارف بـاهلل تعـاىل أبـى سـحاق‬


‫بـــراهي املتبـــولي (‪ )3‬طيـــب اهلل اـــراه ‪ ،‬وجعـ ـ اجلنـــة متقلبـــه‬
‫ي وعلــيه مــن ــا‬
‫وملواه‪.‬ونفعنــا واملســلمني ب كاتــه‪.‬أعاد عل ـ ن‬
‫دعواته ‪ .‬واهلل تعاىل أسال أن ينفع به وان ةعله ال اً لوجهه‪..‬‬
‫انه على ك شيء قدير ‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫أبى إسحاق إبراهيم المتبولي ‪:‬كان نادرة عصره وصويف وقته ‪ ،‬وكان من أصحاب‬
‫الدوائر الكربى يف الوالية ‪،‬ومل يكن له شيخ إال رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم ‪.‬تويف باسدود‬
‫باملنوفية عن حنو مائة وتسع سنني سنة ‪877‬هـ‪ .‬له كتاب‪(:‬األخالق املتبولية) حققه الدكتور‬
‫منيع عبد احلليم حممود‪ ،‬وطبع يف مطبعة دار الرتاث العريب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1174‬م ‪(..‬انظر‬
‫ترمجته‪ :‬الضوء الالمع ‪ ،80/1‬األعالم‪ ،03/1‬الطبقات الكربى ‪،77/3‬جامع كرامات‬
‫األولياء ‪.)414/1‬‬

‫‪20‬‬
‫والتوبة (يف اللغة)‪ :‬الرجوا ‪ ،‬يقال تابإأي‪:‬رجع‪.‬‬
‫(ويف الشرا)‪ :‬الرجوا عما كان مذموما يف الشـرا ىل مـا‬
‫هو حممود يف الشرا‪ .‬و ـا بدايـة ونهاية‪.‬فبدايتها‪:‬التوبـة مـن‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اـ مـن ـالف‬ ‫ا املكروها‬ ‫الكبائر(‪ )3‬ا ال غائر‬
‫‪ ،‬ا من رؤية انه ار معـدوداً‬ ‫األوىل‪،‬ا من رؤية ايسنا‬
‫من فقراء(‪ )4‬ال مان‪ ،‬ا من رؤية انه دق يف التوبـة‪،‬ا مـن‬
‫(‪)5‬‬
‫خيطر له يف لري مرضاة اهلل تعاىل ‪.‬‬ ‫اطر‬ ‫ك‬
‫و أما نهايتها ‪ :‬فالتوبة كلما لفـ عـن شـهود ربـه تعـاىل‬
‫طرفة عني‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكبائر ‪ :‬كل ما أوجب حداً يف الدنيا ‪،‬كالزنا وشرب اخلمر أو وعيداً يف اآلخرة كآكل‬
‫الربا وشهادة الزور وعقوق الوالدين ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصغائر ‪ :‬ما مل يرد النص القاطع بتحرميها ‪،‬ومل تشرع هلا عقوبة حمضة بنص قاطع يف‬
‫الدنيا او اآل خرة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المكروهات ‪ :‬ما كان تركها أوىل من فعله‪ ،‬مع عدم املنع من الفعل ‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الفقرا ء ‪:‬الفقر مقام شريف ‪ ،‬ومسي الصوفية فقراء لتخليهم عن األمالك وحقيقته أن ال‬
‫يستغين العبد إال باهلل ‪ .‬والفقري صفته السكون عند العدم والبذل واإليثار عند الوجود ‪.‬‬
‫( ‪)0‬‬
‫الخاطر‪:‬ما يرد عل القلب والضمري من اخلطاب‪ ،‬ربانياً كان أو ملكياً ‪،‬أو نفسيا ‪،‬أو‬
‫شيطانيا من غري إقامة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وذكر ايققون من أه الطريق ‪:‬‬
‫أن من ندم على ذنبه طرفة عني واعرتف به فقـد ـحي‬
‫توبته الن اهلل تعاىل ه يقص علينا يف توبة أبينا السيد آدم ‪‬‬
‫ال االعرتاف والندم ‪ ،‬فلو كان ا أمر زائد لقص علينا ‪.‬‬
‫وقول العلماء ‪« :‬أن من شرط التوبة اإلقالا وع م أن ال‬
‫يعود‪ ،‬منا أ ذوه بطريق االستنباط (‪ ،)3‬ذ النادم علـى شـيء‬
‫من لوازمه اإلقالا وع م أن ال يعود»‪.‬‬
‫ومعلوم أن بالتوبة تغفر حقـوق اهلل تعـاىل ‪ ،‬وظلـ العبـد‬
‫لنفسه بارتكاب املعا ي دون الشرك بـاهلل تعـاىل ‪ ،‬وان كـان‬
‫هو يرجع ىل ظل النفس أيناً ودون حقوق اقلق من مـال‬
‫وعرض‪.‬وسيأتي الكالم عليهما ن شاء اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫وبدأ الشيخ بالتوبة إ ألنها أسـاس لكـ مقـام ترقـى ليـه‬
‫‪ .‬فكمـا أن مـن ال أرض لـه ال يـبين لـه ‪،‬‬ ‫العبد حتى ميو‬
‫له وال مقام(‪. )1‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫من ال توبة له فال حال‬ ‫كذل‬

‫(‪ )1‬االستنباط‪:‬إستخراج املعاين الدقيقة من النصوص ‪،‬ومنه ‪ :‬استنباط األحكام‪.‬‬


‫(‪ )3‬الحال ‪:‬هو ما يتحول فيه العبد ويتغري مما يرد عل قلبه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المقام‪:‬هو الذي يقوم به العبد يف األوقات من أنواع املعامالت وصنوف اجملاهدات ‪ ،‬فمىت‬
‫أقيم العبد بشيء منها عل التمام والكمال فهو مقامه حىت ينتقل منها اىل املقام اآلخر مثل‪:‬‬
‫مقام الصابرين ‪،‬ومقام املتوكلني ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ومن كالمه ‪«:‬من احك مقام توبته حفظه اهلل تعاىل مـن‬
‫سائر الشوائب الهلل يف األعمال ‪،‬فهـي نظـري مقـام ال هـد يف‬
‫الدنيا حبفظ احبه عن سائر ما حيجب عن ايق تعاىل»‪.‬‬
‫وحث على االستقامة يف التوبة إ ألنه متى ما كان يف التوبة‬
‫اعوجال انسحب حكمه ‪.‬أي االعوجال يف ك مقام بعـده ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪،‬كمن بنى حائطه مـن اللنبـا اليـابس‬ ‫في ري بناؤه مهلهالً‬
‫بغري طني‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬ ‫قال سيدي حممد بن عنان‬
‫«من استقام يف توبته عن املعا ـي ارتقـى ىل التوبـة مـن‬
‫ك ما ال يعين ‪ ،‬ومن ال يستقي فيها ال يش من التوبـة عـن‬
‫الفنول رائحة ‪ ،‬وال يقدر على رعاية اطره أبداً ب تغلب‬
‫عليه واطر املعا ي حتى يف الته»‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫وتأمـ قولـه تعـاىل للمـع ـوم األك‬
‫َق َكمَا ُأمنبر َ َومَن تَابَ مَ َع َ ‪.)1( ‬‬
‫‪ ‬فَاست نب‬

‫(‪ )1‬المهلهل‪ :‬املتقوس‪.‬‬


‫(‪ )3‬محمد بن عنان ‪:‬كان من الزهـاد والعباد ‪ ،‬وكان عل قدم يف العبادة والصيام وقيام الليل‬
‫من حني البلوغ ‪ ،‬وكان يضرب به املثل يف قيام الليل والعفة ‪ .‬تويف سنة ‪133‬هـ‪.‬‬
‫(انظر ‪ :‬الطبقات الكربى للشعراين ‪.)117/3‬‬
‫(‪ )2‬سورة هود آية ‪. 113:‬‬

‫‪24‬‬
‫فأمره اهلل تعاىل باالستقامة يف التوبة ومـن تـاب معـه مـن‬
‫ايع أتباعه وأمته ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬ ‫وقال سيدي علي اقواص‬
‫«من استقام يف توبته ‪ ،‬وزهـد يف الـدنيا فقـد انطـو فيـه‬
‫واألحوال ال اية»‪.‬‬ ‫سائر املقاما‬

‫‪:‬‬
‫«ينبغي للعبد أن يفتش أعناءه الظاهرة والباطنـة ـباحاً‬
‫ومساءً‪ ،‬ه حفظـي حـدود اهلل تعـاىل الـهلل حـدنها ـا أو‬
‫الب ـر وحفـظ‬ ‫به من ل‬ ‫!وه قامي مبا أمر‬ ‫تعد‬
‫على وجه اإل الص أو‬ ‫اللسان واألذن والقلب ولري ذل‬
‫!»‪ ..‬فان رأ جارحة من جوارحه أطاعـي شـكر‬ ‫ه تق‬
‫‪ ،‬وان رآهـا تلطخــي‬ ‫اهلل تعـاىل وه يـرَ نفســه أهـالً لــذل‬
‫مبع ية من املعا ي أ ذ يف الندم واالستغفار ا يشكر اهلل‬
‫املع ــية وه يبت ـ‬ ‫تعــاىل ذ ه يقــدر عليــه أكلــر مــن تل ـ‬

‫(‪ )1‬علي الخواص ‪:‬شيخ اإلمام الشعراين ‪،‬كان أمياً ال يكتب وال يقرأ ‪،‬وكان يتكلم عل معاين‬
‫القرآن العظيم والسنة املشرفة كالماً نفيساً حتري فيه العلماء‪(.‬انظر ‪:‬الطبقات الكربى ‪،120/3‬‬
‫جامع كرامات األولياء ‪.)271/3‬‬

‫‪25‬‬
‫والــدمام‬ ‫جوارحـه الـهلل ع ـي بـاألمراض واجلراحـا‬
‫والقروا‪،‬فان ك عنو استحق ن ول الباليا به‪.‬‬
‫الـدنيا تبعـاً هلل‬ ‫يا أ ي ‪،‬وال م التوبـة وابغـ‬ ‫فاعل ذل‬
‫تعاىل‪ ،‬فان اهلل تعاىل ه ينظر ليها منذ لقها لشدة بغنه ا ‪.‬‬
‫ويف ايديث ‪« :‬حب املال والشرف ينبتان النفاق يف القلب‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫كما ينبي املاء البق »‬
‫(‪)1‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل‬ ‫وقد كان أبو عبد اهلل سفيان اللوري‬
‫يقول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ال انه حيـب‬ ‫«لو أن عبداً عَبدَ اهلل تعاىل جبميع املأمورا‬
‫الدنيا ‪ ،‬ال نودي عليه يوم القيامة علـى رؤوس اجلميـع ‪،‬أال‬
‫ايق تعاىل ‪ ،‬فيكـاد‬ ‫ن هذا فالن بن فالن قد أحب ما ابغ‬
‫ي وجهه يسقط»‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن أىب الدنيا يف ( ذم املالهي) عن ابن مسعود إال انه قال‪( :‬حب الغناء )‪.‬و أخرجه‬
‫الديلمي يف مسند الفردوس(‪ )4211‬من حديث أنس بن مالك ‪،‬ولكنه قال‪( :‬الغناء واللهو)‬
‫و( العشب) بدل البقل‪ .‬واورده االمام الغزايل يف االحياء (‪ ،)433/4‬قال االمام العراقي يف‬
‫خترجيه ‪ :‬مل أجده هبذا اللفظ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سفيان الثوري ‪:‬الفقيه احلافظ احلجة العابد ‪ ،‬صاحب التفسري املشهور ‪ .‬ولد سنة ‪17‬هـ‬
‫ومات سـ ـ ــنة ‪131‬هـ (انظر ‪ :‬تذكرة احلفاظ للذهيب ‪، 312/1‬وفيات األعيان ‪،137/3‬‬
‫طبقات املفسرين ‪، 112/1‬الطبقات الكربى ‪. )41/1‬‬
‫(‪ )2‬المأمورات ‪:‬الفرائض‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫واملراد بالدنياإ ما زاد على اياجة الشرعية ‪.‬‬
‫وكان أبو ايسن علي امل ين(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬
‫«لو زكيت رجالً حتى جَعلتموه دِّيقاً ال يعبأ ايق تعـاىل‬
‫به وهو يساكن الدنيا تقلبه ‪.‬‬
‫ــوانه وعيالــه ولريهــ‬ ‫فقي له ‪ ،‬فإذا ساكنها ألج‬
‫من الالزم لينفـقـها عليه ‪.‬‬
‫مَـن هَلـ‬ ‫‪ ،‬واهلل ما هل‬ ‫فقال ‪ :‬دَعونا من هذه ال لقا‬
‫من أه الطريـق ال مـن حَـالوة الغنبنـى يف نفوسـه ‪ ،‬واهلل‬
‫عليـه عَـرض‬ ‫الذي ال له الّ هو‪ ،‬أني ال أعرف مـن يَـد‬
‫مـع بـراءة‬ ‫الدنيا فيقسمه على حُقوق اهلل تعاىل في ـري ذلـ‬
‫سياحته حنبجاباً قاطعاً لَه عن اهلل تعاىل»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬ ‫وكان سيدي أبو ايسن الشاذلي‬

‫(‪ )1‬علي المزين‪:‬كان من اورع املشايخ وأحسنهم حاالً‪،‬صحب سهل بن عبداهلل واجلنيد‬
‫البغدادي ‪،‬أقام مبكة جماورا ‪،‬وتويف هبا سنة ‪238‬هـ(انظر ‪:‬الرسالة القشرية ص‪ 40‬الطبقات‬
‫الكربى ‪،11/1‬طبقات الصوفية ص‪. ) 12‬‬
‫(‪ )3‬أبو الحسن علي الشاذلي ‪:‬ولد سنة ‪011‬هـ يف بالد غمارة بريف املغرب ونشأ يف بين‬
‫زرويل ‪،‬وتفقه وتصوف بتونس نزيل اإلسكندرية وشيخ الطائفة الشاذلية صاحب األوراد‬
‫املسماة (حزب الشاذيل )و(السر اجلليل يف خواص حسبنا اهلل ونعم الوكيل )تويف سنة‬
‫‪303‬هـ‪( .‬الطبقات الكربى ‪، 4/3‬األعالم ‪،210/4‬نور األبصار ‪ 324‬جامع كرامات‬
‫األولياء ‪.)241/3‬‬

‫‪27‬‬
‫«ال يرتقى مُريد ال ن حني له حمبة ايق تعاىل‪ ،‬وال حيبه‬
‫الـدنيا و أهلـها ‪ ،‬وي هـد يف نعـي‬ ‫ايق تعاىل حتـى يـبغ‬
‫الدارين» ‪.‬‬
‫وقال أيناً‪:‬‬
‫« ك مُريد أحب الدنيا فايق تعاىل يُكرمَـه علـى حَسـب‬
‫حمبته ا ‪ ،‬كلرةً وقلّةً»‪.‬‬
‫فيجب على املريد أن يرمي الدنيا من يده ومـن قلبـه أول‬
‫د وله يف الطريق‪ ،‬ومتى تلقن على شيخ أو أ ذ عليه العهد‬
‫ىل الدنيا فالبد أن يرجع من حيـث جـاء وترفنـه‬ ‫وهو ميي‬
‫الطريق فأن أق أساس ينـعه يف الطريـق ال هـد يف الـدنيا‪.‬‬
‫فمن ه ي هـــد يف الدنيا ال ي ل له بناء شـــيء يف اا رة‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬ ‫وكان سيدي عبد القادر اجليلي‬
‫«من أراد اا رة فعليه بال هـد يف الـدنيا ‪ ،‬ومـن أراد اهلل‬
‫تعاىل فعليه بال هد يف اا رة‪ .‬ومادام يف قلـب العبـد شـهوة‬

‫(‪ )1‬عبد القادر الجيلي ‪:‬ولد جبيالن سنة ‪471‬هـ ودخل بغداد فسمع احلديث‪ ،‬وتفقه عل‬
‫ايب سعيد املخرمي احلنبلي ‪ ،‬وهو أحد األقطاب املعروفني وجمدد عظيم ‪ .‬من مؤلفاته‪:‬‬
‫(الغنية)‪(،‬فتوح الغيب )‪(،‬الفتح الرباين )تويف سنة ‪031‬هـ وله تسعون سنة (البداية والنهاية‬
‫‪،303/13‬كشف الظنون ‪،1311‬الطبقات الكربى ‪،118/1‬األعالم ‪،47/ 4‬نور األبصار‬
‫‪،334‬شذرات الذهب ‪.) 118/4‬‬

‫‪28‬‬
‫الدنيا أو لذة من لذاتها من مأكول أو ملبوس أو‬ ‫من شهوا‬
‫منكوا أو والية أو رياسة أو تدقيق يف فن مـن فنـون العلـ‬
‫ال ائد عن الغـرض ‪ ،‬كرواية ايـديث اان‪ ،‬وقراءة القــرآن‬
‫(‪)3‬‬
‫والفقه‪ ،‬والف احة ‪ ،‬فلـيس‬ ‫السبع ‪ ،‬وكالنجوم‬ ‫بالروايا‬
‫هذا حمنباً يف اا رة ‪ ،‬و منا رالب يف الدنيا تابعٌ واه» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬ ‫وكان أبو عبدا هلل املغربي‬
‫«الفقري اجملرد عـن الـدنيا وان ه يعمـ شـيئاً مـن أعمـال‬
‫الفنائ أفن من هؤالء املتعبدين ومعه الـدنيا ‪.‬ذرة مـن‬
‫عم الفقري اجملرد أفن من اجلنببال من أعمال أه الدنيا» ‪.‬‬
‫وكان سيدي أبو املواهب الشاذلي(‪ )1‬رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫«العبادة مع حمبة الدنيا شغ ُ قلبٍ وتعبُ جواراٍ‪،‬فهي وانْ‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬معرفة علم التنجيم ‪ ،‬والنجام‪:‬الذي ينظر يف النجوم وحيسب مواقيتها وسريها ليعلم‬
‫هبا أحوال العامل ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبداهلل المغربي ‪ :‬أستاذ إبراهيم بن شيبان وتلميذ علي بن زين عاش مائة وعشرين‬
‫سنة ومات سنة ‪311‬هـ ودفن عل جبل طور سيناء ‪(.‬الرسالة القشريية ‪،28‬الطبقات الكربى‬
‫‪،71/1‬طبقات الصوفية ص‪.)07‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أبو المواهب الشاذلي ‪:‬كان من الظرفاء اإلجالء األخيار والعلماء الراسخني واألبرار ‪،‬‬
‫عمل املوش ـ ــحات الربانية وألف الكتب الفائقة اللدنية ‪ ،‬من مؤلفاته ‪(:‬قوانني حكم اإلشراق‬
‫لكافة الصوفية يف مجيع اآلفاق )(جامع كرامات األولياء ‪،382/1‬الطبقات الكربى ‪.)33/3‬‬

‫‪29‬‬
‫كلـر ْإ قليلــة‪ ..‬و منـا هـي كـلرية‪ .‬يف َوهْـ ح ـاحنببها وهـي‬
‫ورة بال روا ‪ ،‬وأشبااٌ اليـة لـري حاليـة(‪ )3‬و ـذا تـر‬
‫كــلريا مــن أربــاب الــدنيا ي ــومون كــلرياً وي ــلون كــلرياً‬
‫نور ال هاد‪ ،‬وال حالوة العبادة»‪.‬‬ ‫وحيجون كلرياً وليس‬
‫وحقيقة ال هد يف الدنيا ‪:‬‬
‫هو ترك املي بايبـة ال للـو اليـد مـن الـدنيا لعـدم نهـي‬
‫الشارا عن التجارة وعن عم ايـرف‪ ،‬وال قائـ بـذل ‪،‬و‬
‫منا درل اهور ال حابة والتابعني على لو اليد مـن الـدنيا‬
‫اظهـروا‬ ‫ليقتدي به ايجوبون عن مشاهدة األكابر‪ ،‬فلذل‬
‫ا َّ وال هد يف الدنيا للو اليد ونهوه عن التبسط يف الـدنيا‬
‫وفاً عليه أن يـد لوا يف حمبتهـا فـال يهتـدون بعـد ذلـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ال‬ ‫للخــرول عــن حبهــا وامل امحـة عليهــا فــان الكــاملني‬
‫يشغله عن اهلل تعاىل شيء يف الكونني لالف القا رين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالية غير حالية‪:‬فارغة ال مملؤة ‪.‬‬


‫( ‪)3‬‬
‫الكامل‪ :‬هو اجلامع جلميع العوامل االهلية والكونية الكلية واجلزئية ‪،‬وهو كتاب جامع‬
‫للكتب االهلية الكونية ‪،‬فمن حيث روحه وعقله كتاب عقـلي مســم بأم الكتاب ‪،‬ومن حيث‬
‫قلبه كتاب اللوح احملفوظ ‪.‬ومن حيث نفسه كتاب احملو واالثبات ‪.‬فهو الصحف املكرمة‬
‫املرفوعة املطهرة اليت ال ميسها واليدرك اسرارها اال املطهرون من احلجب الظلمانية‪( .‬التعريفات‬
‫للجرجاين)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فسل يا أ ي لك مَن تراه متجمالً يف الليـاب مـن القـوم‬
‫(‪)3‬‬
‫فلـ‬ ‫ال ن نب ْفيَ على أتباعنبهنب أن يتنبعوه مع اجله ميشده‬
‫وفاً على تالمذته ‪.‬أو تأمره بان يقول‬ ‫أن تنهاهُ عن ذل‬
‫ال تقتدوا بي يف حسن املالبس و املناكل واملراكب ‪ ،‬فان هذا‬
‫مـن مـال حـالل و ال‬ ‫ليس لك اان ‪ ،‬هذا ن وجـد ذلـ‬
‫الشـيخ واجـب فـافه ‪.‬اـ ال خيفـى أن‬ ‫فاإلنكار على ذل‬
‫ـ‬ ‫ال اهدين ما زهدوا حقيقة ال فيما ه يقس وأما ما قس‬
‫فال ي ل ألحد ال هد فيه بان يرتكه ‪ .‬و منا ال هد فيه يكـون‬
‫ليه عـادة حبيـث ال يبخـ بـه عـن مسـتحقه وال‬ ‫برتك املي‬
‫يا أ ي ‪.‬‬ ‫يشتغ به عن ربه ‪.‬فاعل ذل‬

‫(‪) 1‬‬
‫رمحه اهلل تعـاىل ‪ « :‬ال ي ـل‬ ‫قال سيدي على املر في‬
‫ملريد قدم يف اإلرادة حتـى يـرتك فعـ املباحـا (‪ )1‬وةعـ‬

‫(‪ )1‬يمشده‪ :‬يشاغله‪.‬‬


‫(‪ )3‬علي المرصفي ‪:‬من مشاهري األولياء وأكابر العارفني ومن األئمة الراسخني يف العلم ‪ .‬كان‬
‫بداية أمره أميا ‪ .‬له مؤلفات نافعة ‪ .‬اختصر الرسالة القشريية ‪.‬مات حوايل سنة ‪121‬هـ‬
‫(جامع كرامات األولياء ‪، 237/3‬الطبقات الكربى ‪.)113/3‬‬
‫(‪ )2‬المباح‪:‬ما ال يثاب عل فعله و ال يعاقب عل تركه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أو أوىل‬ ‫مكان ك مباا تركهُ مأموراً شرعياً من منـدوب‬
‫‪ ،‬وةتنب املباا كأنه منهي عنه كراهةَ تنـ يه(‪. »)2‬‬
‫وقد ااعوا على‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫دون‬ ‫«أن كــ مــن مهــد لنفســه ارتكــاب الــر ص‬
‫(‪)4‬‬
‫ال ةيء منه شيء يف الطريق»‪.‬‬ ‫الع ائ‬
‫وقال سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعاىل ‪« :‬ما جعـ اهلل‬
‫تعاىل املباا ال تنفيساً لبين السيد آدم ‪ ‬من مشقة التكليف‬
‫حني ركّب اهلل تعاىل يف ذواته املل » ‪.‬‬
‫املباا كما فعـ باملالئكـة ألنهـ ال يعرفـون‬ ‫ه يشرا‬
‫كـانوا يسـبِّحون الليـ َ والنهـارَ و ال‬ ‫للمل طعمـاً‪ ،‬فلـذل‬
‫يفرتون‪.‬‬
‫قال ( علي اقواص ) ‪:‬‬
‫وملا كان القوم من شانه األ ـذ بـالع ائ دون الـر ص‬
‫‪ ،‬طلــبوا مـن‬ ‫طلباً للرتقـي كما هـو معــلوم مـن أحــوا‬
‫جُه َد ُه وةعلون مكان‬ ‫املريدين العم على تقلي املباحا‬

‫(‪ )1‬المندوب‪:‬ما يثاب عل فعله وال يعاقب عل تركه ‪.‬‬


‫(‪ )3‬كراهة تنـزيه‪:‬ما كان إىل احلل اقرب ‪،‬وال يستحق فاعله العتاب بل ادىن الثواب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرخصة‪:‬إباحة التصرف ألمر عارض مع قيام الدليل عل املنع‪.‬‬
‫(‪ )4‬العزيمة‪:‬احلكم الثابت بدليل ٍ‬
‫خال من ُمعارض راجح ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫طاعة يلابون عليها‪ ،‬فان ه ةدوا طاعة نووا باملباا مـن‬ ‫ذل‬
‫بأك ـ تل ـ‬ ‫أك ـ وكــالمٍ ــرياً ‪،‬كــالتقو علــى العبــادا‬
‫كالم وحنـو‬ ‫وانه ببع‬ ‫الشهوة‪،‬وزوال العبوسة مبباسطة‬
‫ذل ‪.‬‬
‫وآ َذوا املريدَ بالنوم من لري ضرورة ‪ ،‬وال يأك مـن لـري‬
‫جوا وبالكالم من لري حاجة ‪ ،‬ومبخالطة الناس ال لنرورة‬
‫يف سائر أحواله ‪،‬‬ ‫‪ .‬فأرادوا أن يلاب مريده اواب الواجبا‬
‫فيأك حني ةـب عليـه األكـ ‪ ،‬ويـتكل حـني ةـب عليـه‬
‫(‪)3‬‬
‫فال ينـ ل عن االستحباب‬ ‫الكالم ملالً‪.‬فان ن ل عن ذل‬
‫فيأك حني يُستحب األك ويتكل حني يُستحب الكالم ‪.‬‬
‫آ َذوا املريد بالنسيان وبـاالحتالم ومَـدنبن الرجـ يف‬ ‫وكذل‬
‫ليـ ـ أو نهـــار الّ ياجة‪.‬وآ َـــذوه بـــاقواطر ولـــو لَـ ـ‬
‫لكوننبها تُوقنبـفُ عـن‬ ‫املباحا‬ ‫تستقر‪،‬وآ َذوه بأك الشهوا‬
‫الرتقي ‪.‬‬
‫ويف زبور السيد داود ‪: ‬‬

‫(‪ )1‬االستحباب‪:‬مرتبة يف احلكم ادىن من مرتبة السنة املؤكدة وهو ما فعله الرسول ‪ ‬مرة أو‬
‫مرتني مث تركه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ،‬فـان قلـوب‬ ‫أك الشهوا‬ ‫« يا داود حذنر وأنذر قوم‬
‫حمجوبة عين »(‪.)1‬‬ ‫أه الشهوا‬
‫يطرد العبد عن حنرة اهلل تعـاىل‪،‬‬ ‫وكما أن أك الشهوا‬
‫مد الرِّج من لري حاجة جبامعٍ سوءُ األدب ‪.‬‬ ‫فكذل‬
‫وقال أيناً ‪:‬‬
‫( ال يبلغ املريد مقام ال دق حتى ي يد يف تعظي أمـر اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫وةتنب املكروه‬ ‫تعاىل ونهيه ‪ ،‬فيفع املندوب كأنه واجب‬
‫كأنه حرام ‪ ،‬وةتنب ايرام كأنه كفر ‪،‬وينوي جبميع املباحا‬
‫‪ ،‬فينوي بـالنوم يف القيلولـة إ التقـو‬ ‫رياً ليلاب على ذل‬
‫املداواة لنفسـه ذا‬ ‫على قيام اللي ‪ ،‬ويتناول بع َ الشـهوا‬
‫بالكلية ‪ ،‬فان لسان حـال الـنفس يقـول‬ ‫نفر ْ من العبادا‬
‫ألراضــي و ال ــرعت ‪.‬‬ ‫ل ــاحبها إ كــن معــي يف بع ـ‬
‫ينوي بلباس اللياب الفا رة إ ظهارَ نعمة اهلل تعـاىل‬ ‫وكذل‬
‫يأك ال ائد من الطعـــــام‬ ‫دون ايظوظ النفسانية ‪ ،‬وكذل‬
‫والبارد ايلو من الشراب ألج استجابة أعنـائه لشــــكر‬
‫اهلل تعاىل بع م ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الغزايل ‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬ج‪/4‬ص‪.12‬‬


‫(‪ )3‬الواجب ‪:‬الفرض ‪ ،‬وهو ما ثبت طلبه طلبا جازما بنص قطعي الثبوت وقطعي الداللة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وقــد كــان أبــو ايســن الشــاذلي رمحــه اهلل تعــاىل يقــول‬
‫أل حابه‪( :‬كلـوا مـن أطيــب الطعـام ‪،‬واشــربوا مـن ألـذ‬
‫الشراب ‪ ،‬وناموا علـى أوطـأ الفـراش ‪ ،‬والبسـوا مـن ألـني‬
‫وقال‪ :‬ايمد هلل يستجيب‬ ‫اللياب ‪ ،‬فان أحدك ذا فع ذل‬
‫ب الشعري بـامللل ‪،‬‬ ‫ك ُّ عنوٍ فيه للشكر لالف ما ذا أك‬
‫ولــبس العبــاءة ‪ ،‬ونــام علــى األرض‪،‬وشــرب املــاء املــا‬
‫وعنـده امشئـ از‬ ‫السا ن ‪ ،‬قال‪ :‬ايمد هلل‪،‬فانه يقـول ذلـ‬
‫سخط على مقـدور اهلل تعـاىل ‪،‬ولـو انـه نظـر بعـني‬ ‫وبع‬
‫الب رية لوجد االمشئـ از والسـخط الـذي عنـده يـرجل يف‬
‫اإلا على من متتع بالدنيا بيقني فان املتمتع بالـدنيا فَعَـ َ مـا‬
‫أباحه ايق سبحانه وتعاىل ‪ .‬ومن كان عنده امشئ از وسخط‬
‫فقد فع ما حرمه ايق ع وج )‪.‬‬
‫يا أ ي‬ ‫وافع ذل‬
‫إ وفـاً مـن ضـياا األجـور‪،‬‬
‫وظلمة القلب ‪ .‬ومنها استحالء العبادة ‪.‬‬
‫قال احب الو ية ( الشيخ براهي املتبولي )‪ «:‬هو س‬
‫قات حمبط للعم ولوال شهود النعفاء تعظي مقـامه عنـد‬

‫‪35‬‬
‫الناس بسهر الليالي الكاملة ما استطاعوا سهر ليلـة كاملـة ‪،‬‬
‫فنالً عن دوام السهر»‪.‬‬
‫الريـاء إ‬ ‫وقد ااع العـارفون علـى‪ « :‬أن مـن عالمـا‬
‫‪ ،‬الن الــنفس ال تســتلذ بعبــادة ال ان‬ ‫اســتحالء العبــادا‬
‫وافقي هواها‪،‬ولو أنها ل ي من ا و للق عليها »‪.‬‬
‫ومنها العم هلل تعاىل ولشيء آ ر‪.‬‬
‫قال سـيدي عبـد القـادر الدشـطوطي(‪ )3‬رمحـه اهلل تعـاىل‪:‬‬
‫بـإ الص الق ـد هلل تعـاىل ‪،‬وال تتهـاون يف ذلـ ‪،‬‬ ‫«علي‬
‫تهل »‪.‬‬ ‫علي‬ ‫وترضى بتلبيس نفس‬
‫أمرين‪ :‬فانٍ وباقٍ‪.‬‬ ‫يف فع العبادا‬ ‫كأن يكون الباعثُ ل‬
‫وهذا من ا عب طرق الرياء على املبتدئني‪ ،‬النه يُشبه عليه‬
‫ويعسر عليه اقالص منه لالف الريـاء اجملـرد فانـه يفهـ‬
‫بأدنى تأم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولو للـب البـاقي علـى الفـاني فهـو ريـاء ‪.‬وقـول‬
‫بعنه ‪ :‬ذا للب الباعث الباقي‪،‬كان ايك له إ منـا هـو يف‬

‫(‪ )1‬عبد القادر الدشطوطي‪:‬من أكابـ ــر األولياء العارفني ‪ ،‬وكان ضريراً ‪،‬وكان يسم صاحب‬
‫مصر‪،‬ع َّمر عدة جوامع يف مصر وقراها‪،‬وكان له القبول التام عند اخلاص والعام‪.‬مات سنة‬
‫َ‬
‫‪121‬هـ‪(.‬الطبقات الكربى ‪ ،134/3‬جامع كرامات األولياء ‪30/3‬و‪.)311‬‬

‫‪36‬‬
‫حق العوام الذين ال يقدرون على سلوك الطريـق ‪ .‬أمـا مـن‬
‫يقدر على سلوك الطريق من العلماء فال يسامل مبل ذل ‪.‬‬
‫عنـد أمـري أو معظَّـ‬ ‫وملال الفاني والباقي ‪ :‬أن يكون ل‬
‫املعظ ي ـلي اجلمعـة أو لريهـا يف‬
‫األمري أو َّ‬ ‫حاجة‪ ،.‬وذل‬
‫ال ف األول أو يف مكان معروف به فتجتهد يف ال ـالة ىل‬
‫املكـان‬ ‫مرادك منه ال لتؤدي الفرينة يف ذلـ‬ ‫جانبه لتح‬
‫العمـ‬ ‫ال فة‪.‬ومن املعلوم ن الباعث على ذلـ‬ ‫على تل‬
‫هو ذاك الق ـد األول ال ق ـد تقـان أمـور ال ـالة ‪.‬وقـد‬
‫ااعوا على ‪ :‬أن توحيد الق ـد واجـب ليجعلـوا ـ همنـا‬
‫واحــداً متعلقــاً بواحــد ال يُشــ مــن توحيــد ايــق تعــاىل‬
‫رائحة‪.‬ومنها‪ :‬العبادة بق د التقرب مـن حنـرة اهلل تعـاىل ‪،‬‬
‫كالعم بأجرة‪.‬قالوا ‪ :‬وهـذه العلّـة أ فـى العلـ ‪،‬‬ ‫فان ذل‬
‫ورمبا ترقى احبها ىل قريب من حنرة اهلل تعاىل ‪ ،‬فيقال له‬
‫ارجع لسي من أهلها‪ ،‬منا أهلها من يعبـد اهلل تعـاىل امتلـاالً‬
‫قب‬ ‫ألمره ‪ ،‬ووفاءً بواجب حقه تعاىل‪.‬ومنها ‪ :‬ادعاء املقاما‬
‫بلولهــا أو بعــد بلولهــا‪ ،‬وه يــؤذن ـ يف ظهارهــا‪،‬ا أن‬
‫أبـداً كمـا‬ ‫املُدنعي يُعاقب حبرمان ما ادعاه‪،‬فال يناله بعد ذل‬
‫جُرِّبَ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ومنها‪:‬حمبة طالا الناس على العبادة‪.‬ولريها‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو ايسن الشاذلي رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫« من اضِّر شـيء علـى املريـدين إ اإلكلـار مـن األعمـال‬
‫‪ ،‬ذ ال ي داد بكلرتهـا ال طـرداً‬ ‫ليُحمد على ذل‬ ‫ال ايا‬
‫أو مقت ًا ‪ ،‬وهذا خيفـى علـى كـلري مـن املريـدين ‪ ،‬ومـن هنـا‬
‫أوجبوا على املريد اإلسرارَ بعمله حسب طاقته حتـى يقـو‬
‫ويتمنكن»‬
‫وقال أيناً‪ « :‬رمبا يفع املريد أمراً حيمد عليه وال يق ـده‬
‫كأن يرد ملال ما‬ ‫‪ ،‬فيظن انه خملص ‪ ،‬وايال انه مراء ‪ ،‬وذل‬
‫‪ ،‬في غي ىل‬ ‫يعطيه له الناس تعففا فيحمده الناس على ذل‬
‫مــدحه ‪ ،‬فريجــع عملــه ىل الريــاء‪ ،‬ولــو ه يق ــد ذلــ‬
‫أوالً‪.‬ومنها‪ :‬ترك العم من اج الناس»‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪:‬‬ ‫قال الفني بن عياض‬
‫«ترك العم من أجـ النـاس ريـاء‪ ،‬والعمـ مـن أجـ‬
‫ايق تعاىل منهما»‪.‬‬ ‫الناس شـرك ‪ ،‬واإل الص ‪ :‬أن يعافي‬

‫(‪ )1‬الفضيل بن عياض‪:‬ولد بسمرقند ونشأ بابيور‪،‬من األولياء العاملني وشهرته تغين عن‬
‫تعريفه‪،‬اسند احلديث وجاور احلرم مات سنة ‪ 187‬هـ(الرسالة القشريية ‪،10/‬الطبقات الكربى‬
‫‪،08/1‬األعالم ‪،102/0‬جامع كرامات األولياء ‪،441/3‬طبقات الصوفية‪.)1/‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ :‬أن من ع م على عبادة وتركها خمافة أن يراه‬ ‫ومعنى ذل‬
‫الناس فهو مراء ‪ ،‬ألنه تركها من اج الناس‪.‬أمـا لـو تركهـا‬
‫ليفعلها يف اقلوة ‪ ،‬فهذه مستحب ‪ ،‬ال أن تكـون فرينـة أو‬
‫زكاة واجبـة ‪ ،‬أو يكـون ممـن يُقتـد بـه ‪ ،‬فـاجلهر يف ذلـ‬
‫أفن ‪.‬ومنها‪:‬حكاية األعمال ال اية الهلل وقعـي يف أزمـان‬
‫مني ‪ ،‬وه يشعر بها أحد ال لغرض شرعي ‪.‬فان حكايتهـا‬
‫بغري لرض شرعي يردها ىل ورة الرياء بها حال عملها‪.‬‬
‫ومن و ية سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعاىل أل حابه‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بأعمالك فانه يبطلها كالرياء على‬ ‫«احذروا من التسميع‬
‫ايديث»(‪. )1‬‬ ‫حد سواء كما را بذل‬
‫‪،‬‬ ‫لكن للتسـميع دواءإ وهـو‪ :‬أن ينـدم العبـد علـى ذلـ‬
‫توبة ادقة بأنه ال يعود ليسـمع أحـداً مـن‬ ‫ويتوب من ذل‬
‫ال لـة ‪،‬‬ ‫الناس بعم من أعماله‪ .‬ذ التوبة ال ادقة متحو تل‬
‫حيحاً مبشيئة اهلل تعاىل )‪.‬‬ ‫رجع العم‬ ‫تاب كذل‬

‫(‪ )1‬التسميع‪:‬إيراد القول احلسن (كقراءة القران‪،‬وقراءة احلديث وحنو ذلك ) للفت أنظار‬
‫الناس إىل القائل ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم ‪( :‬من َمسَّ َع َمسَّ َع اهلل به‪،‬ومن راءى راءى اهلل به)‪ .‬رواه‬
‫مسلم (‪ ، )3187‬وابن ماجه (‪ ، )4317‬والبخاري (‪ ، )3124‬وأبو يعل (‪، )1034‬‬
‫والطرباىن (‪.) 1711‬‬

‫‪39‬‬
‫إ كمل رج كان حيل اجلس ا طرأ عليـه‬ ‫ومل ذل‬
‫مرض افسد حته ‪ ،‬فاستعم دواءً نافعاً فأزال اهلل تعاىل بـه‬
‫املــرض وعــاد اجلســ بفنــ اهلل تعــاىل ىل حــال‬ ‫ذلــ‬
‫ــحته‪..‬فعل أن للتســميع دواء لــالف الريــاء ألنــه يفســد‬
‫العم من أ له‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫من يستحيي منه‪ .‬وقـد‬ ‫ذا د‬ ‫ومنها قطع امل ا املباا‬
‫كان الفني بن عياض رمحه اهلل تعاىل يقول ‪ « :‬لـو قيــــ‬
‫علي َ السـاعة فسـوييُ يـيهلل بيـدي‬ ‫أن أمري املؤمنني دا‬
‫قنبفيُ أن اُكتب يف جريدة املنـافقني» ‪ .‬فـال تقطـع يـا أ ـي‬
‫ال بنيـة ـاية‪.‬فان ـرق‬ ‫امل ا املباا ألج دا ـ ٍ عليـ‬
‫ناموس العبد عند من يستحيي منـه أوىل مـن ارتكابـه ـفة‬
‫النفاق ‪.‬ومنها ال يادة يف اإلطراق واقشوا لد ول أحد مـن‬
‫األكابر ولريه ‪.‬‬
‫وقد كان سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعاىل يقـول‪ «:‬ذا‬
‫(‪)1‬‬
‫يف‬ ‫على أحدك ويف يده سبحة يسبِّل بها فال يـدمها‬ ‫د‬

‫(‪ )1‬المزح المباح ‪ :‬املِزاح ؛االنبساط مع الغري من غري تنقيص أو حتقري له‪ .‬واملزاح املنهي عنه‬
‫هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه‪،‬فانه يورث كثرة الضحك وقسوة القلب ويوجب األحقاد‬
‫ويسقط املهابة والوقار‪.‬‬
‫(‪ )3‬يدمها ‪ :‬يغطيها ويسويها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يــده ال بنيــة ــاية هروب ـاً مــن الوقــوا يف الريــاء ايــبط‬
‫لاعمال»‪.‬‬
‫ودقائق الرياء كلرية مذكورة يف كتب القوم ‪.‬‬
‫يا أ ي‪.‬‬ ‫فاعل ذل‬

‫إ انــه مــن الســموم‬


‫القاتلة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬ ‫قـال اإلمـام سه‬
‫(‪)1‬‬
‫« منا حجب اقلـق عـن الو ـول ومشـاهدة امللكـو‬
‫بشيئني‪:‬‬
‫سوء الطعمة ‪ ،‬وأذ اقلق»‪.‬‬
‫وقال أيناً‪:‬‬
‫بكتاب اهلل تعاىل ‪ ،‬واإلقتداء‬ ‫« أ ولنا سبعة‪ :‬التمس‬
‫‪،‬‬ ‫ايالل ‪ ،‬وكف األذ‬ ‫بسيدنا رسول اهلل ‪، ‬وأك‬
‫واجتناب املعا ي ‪ ،‬والتوبة ‪ ،‬وأداء ايقوق»‪.‬‬

‫(‪ )1‬سهل بن عبد اهلل التستري ‪:‬القدوة العارف ومن أكابر علماء املتصوفة املتكلمني يف علوم‬
‫اإلخالص والرياضيات‪.‬له مواعظ وأحوال وكرامات مات سنة ‪ 382‬ه(الرسالة‬
‫القشرييةص‪،34‬الطبقات الكربى‪،33/1‬جامع الكرامات ‪،111/3‬طبقات الصوفية ص ‪.)48‬‬
‫(‪ )3‬الملكوت‪:‬عامل الغيب املختص باألرواح والنفوس‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وكف األذ على نوعني‪:‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحدهما‪:‬كف أذ اجلوارا الظاهرة‬
‫اانيهما‪:‬كف القلب عما خيطر فيه من سوء الظن بالناس ‪،‬‬
‫فانه من السموم القاتلة ‪ ،‬وال يشعر به ك أحد ‪ ،‬السيما‬
‫سوء الظن باألولياء والعلماء ومحلة القران ‪.‬‬
‫ويف و ية سيدي علي بن وفا(‪ )1‬رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫« ياك !أيها املريدون أن تقعوا يف حـق أحـد مـن أقـران‬
‫شيخك ‪ ،‬فان يوم األولياء س ‪ ،‬ولو ه يؤا ذوك ‪.‬‬
‫و ياك ا ياك ! من االستهانة بغيبة أحـد وه يبلغـه تلـ‬
‫افوا منها أكلر مما ختافون ذا بلغته فان وليـه اهلل‬ ‫الغيبة ‪ ،‬ب‬
‫حينئذ»‪ .‬هـ‪.‬‬
‫يا أ ي !‪.‬‬ ‫فاعل ذل‬

‫(‪ )1‬الجوارح الظاهرة‪:‬العضو من اإلنسان والسيما اليد‪.‬‬


‫(‪ )3‬علي بن وفا‪:‬كان فقيها عارفا بفنون العلم بارعا يف التصوف‪،‬حسن الكالم فيه‪،‬ولد سنة‬
‫‪710‬هـ بالقاهرة وكان عل احسن حال وامجل طريقة‪،‬وملا بلغ سبعة عشرة سنة جلس مكان‬
‫ابيه وشاع ذكره وبعد صيته وانتشر اتباعه وذكر مبزيد اليقظة وجودة الذهن والرتقي يف األدب‬
‫والوعظ‪.‬مات سنة ‪817‬هـ (جامع كرامات األولياء ‪،208/3‬الضوء الالمع ‪،31/3‬طبقات‬
‫املفسـرين ‪،247/1‬انباء الغمر ‪،218/3‬الطبقات الكربى ‪.)31/3‬‬

‫‪42‬‬
‫إ فـان أكـ‬
‫لري ايالل يقسي القلب ويظلمه وحيجبه عن د ول حنـرة‬
‫اهلل تعاىل وخيلق اللياب‪.‬‬
‫قال اإلمام أبو حنيفة (‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫«لو أن عبدا َعبَدَ اهلل تعاىل حتى ار مل هذه السـارية ‪،‬‬
‫يف جوفها حالل أم حرام مـا تقبـ‬ ‫ا انه لو ه يدر ما يد‬
‫منه»‪.‬‬
‫وقــال أبــو ســحاق بــراهي ابــن اده ـ (‪ )1‬رمحــه اهلل‬
‫أن ال ت ـوم‬ ‫بعـد ذلـ‬ ‫ومـا عليـ‬ ‫تعاىل‪«:‬طيب مطعمـ‬
‫النهار وال تقوم اللي »‪ .‬يعين‪ :‬نفالً‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫وقال أبو بكر الرتمذي‬

‫(‪ )1‬اإلمام أبو حنيفة ‪:‬أحد األئمة األربعة املشهورين‪.‬مات سنة ‪ 101‬هـ‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫إبراهيم ابن ادهم‪:‬من أبناء امللوك‪.‬خرج متصيدا فهتف به هاتف أيقظته من غفلته فرتك‬
‫طريقته يف التزين بالدنيا ورجع إىل طريقة أهل الزهد والورع‪،‬مات بالشام سنة ‪ 131‬هـ (حلية‬
‫األولياء‪،237/7‬والبداية والنهاية‪،20/11‬والرسالة القشرييةص‪،12‬الطبقات الكربى‪،01/1‬‬
‫واألعالم ‪،21/1‬وجامع كرامات األولياء‪.)280/1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أبو بكر الترمذي‪ :‬هو من اجل مشايخ خراسان و أطهرهم خلقا و أحسنهم‬
‫سياسة‪.‬لقي قدماء املشايخ ببلخ مثل امحد بن حضروية‪(.‬الطبقات الكربى ‪،83/1‬طبقات‬
‫الصوفية ‪.) 33‬‬

‫‪43‬‬
‫«ما منع القوم من الو ول ال اإلستدالل بغـري الـدلي ‪،‬‬
‫يف الطريــق علــى حــد الشــهوة وأكــ ايــرام‬ ‫والــرك‬
‫والشبها »‪.‬‬
‫وقال اإلمام سه رمحه اهلل ‪:‬‬
‫«مَ ـن ه يكــن مطعمــه مــن حــالل ه يكشــف عــن قلبــه‬
‫حجاب‪،‬وتســارعي ليــه العقوبــا ‪،‬وال تنفعــه ــالته وال‬
‫يامه وال دقته» ‪.‬‬
‫وقال اإلمام سـفيان رمحـه اهلل تعـاىل ‪« :‬علـيك بأكـ‬
‫ايالل و ياك وأك ايرام‪ .‬فاني كنيُ وأنا آك ايالل أقـرأ‬
‫ااية فيُفتَل لي سبعون باباً من العل ‪ ،‬فلما أكليُ مـن طعـام‬
‫من ال يتورا نبر ُ أقرأ ااية وُأرددهـا فـال يفـتل لـي بـاب‬
‫واحد»‪.‬‬
‫وقال الشيخ علـي الشـاذلي رمحـه اهلل تعـاىل ‪« :‬مـن أكـ‬
‫ايالل النَ قلبُه‪ ،‬ورق ‪ ،‬ونار‪ ،‬و َق نومُه ‪ ،‬وه يُحجَـبْ عـن‬
‫حنــرة اهلل تعــاىل‪ .‬ومــن أكــ لــري اياللإقســى قلبــه ‪،‬‬
‫وللظ‪،‬وأظلـ ـ ‪،‬وحجـــب عـــن حنـــرة اهلل تعـــاىل‪،‬وكلر‬
‫من الة رمحة اهلل إ الن أك لري ايـالل حيـرك‬ ‫نومه‪.‬وذل‬
‫األعنـاء للمعا ـي‪ ،‬فيطلـب كـ عنـو منـه أن يع ـي ‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫فيتفن اهلل عليه بالنوم لريحيه من املعا ي ‪ ،‬كما انه يتفن‬
‫على الطائع بأك ايالل ليقيمه بني يديه ليالً ونهاراً »‪.‬‬
‫وقال سـيدي علـي اقـواص‪ «:‬مـن أكـ ايـرام وأطـال‬
‫العبادة فهو كايَمَام الذي رَقد على بي ٍ فاسـدٍ‪،‬فهو يُتعنبـبُ‬
‫نفسَه يف طول املقام ا ال يفرخ شيئاً‪ ،‬ب خيرل مذراً»‪.‬‬
‫ومن مفاسد أك ايرام اسـتحالله نـاراً ‪ ،‬فيـذهب سـجية‬
‫‪ ،‬ويعمـي‬ ‫الص النيـا‬ ‫الفكر ولذة الذكر ‪ ،‬وحيرق نبا‬
‫الب رية ‪ ،‬ويظل الب ر ‪ ،‬ويـوهن الـدين والبـدن والعقـ ‪،‬‬
‫ايكــ‬ ‫ويــورش الغفلــة والنســيان ‪ ،‬ومينــع مــن ذوقــا‬
‫واملعارف‪..‬‬
‫‪،‬ا قال ‪:‬‬ ‫وأطال يف ذل‬
‫«وباجلملة فجميع املعا ي الهلل يفعلـها العبـد منـا سـببها‬
‫أك ايرام‪ ،‬فمن أك ايرام وطلب أن يعم الطاعـة فقـد‬
‫رام ايال» ‪.‬‬

‫ةب على من أك شيئاً ا وجد بعده عالمة من عالما‬


‫ايـرام أن يأ ــذ يف القــيء ذا أمكنــه ‪ ،‬و ال أ ــذ يف التوبــة‬
‫واإلستغفار‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الطعام عرتاض مـن حيـث‬ ‫‪ -‬أن يكون للشرا على ذل‬
‫وضع اليد ‪.‬‬
‫‪-‬ومنها وجود الظلمة يف القلب واللقـ يف الطبيعـة حتـى‬
‫كأن من أكله أك ر ا اً‪.‬‬
‫‪-‬ومنها أن يقوم من النوم فيمكث ساعة حتى يستيقظ كما‬
‫يقع ملن يأك الربا‪.‬‬
‫‪-‬ومنها أن تلعب النفس فيتقيأه قهراً عليه من لري معاجلة‪.‬‬
‫يا أ ي !‬ ‫فاعل ذل‬
‫وال تغف عن تفتيش هذه اللقمة فانـه الطـب ‪ ،‬وال تأكـ‬
‫‪ ،‬ال تلتفي ليه‬ ‫طعام من ال يتورا يف كسبه ولو لنب من‬
‫وال لقوله‪« :‬كَسر َ َاطرنا»‪ .‬وهذا األمر َق مَـنْ يتنبـه لـه‬
‫من مشايخ هذا الع ر ‪ ،‬ب بعنه يأك من طعام املسـكني‬
‫فلما الموه قال ‪ « :‬نبفيُ أن أكسـر ـاطره ومـا ُعبنبـدَ ايـقُّ‬
‫تعاىل بشيء أفن َ من جَـ اقَـواطر» ‪ .‬وهـذا مـن اجلهـ‬
‫بقواعد الشريعة وال فرق حينئـذ بينـه وبـني مـن عـ م عليـه‬
‫شخص بان يشرب معه اقمر‪ ،‬فلـو قـال منـا شـربي جَـ اً‬
‫قاطره ‪ ،‬حددناه وه نقب له عذراً‪ ،‬وحكمنا بفسقه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫إ فانـه معـدود مـن‬


‫الة الك عند القوم‪.‬‬
‫وقد أشار سيدي عمر بن الفارض (‪)3‬رمحه اهلل تعاىل بقوله‪:‬‬
‫س ْ بأذيال ا وَ وا لَع اَلحَيا‬
‫تَم ن‬
‫(‪)1‬‬
‫و َ ِّ سـبي الناسكني وانبن جلوا‬
‫وهوإ أي ايياء الطبيعي‪:‬‬

‫حبنرة الناس‬ ‫حبنرة الناس‪ ،‬واكلر من يرتك ذل‬


‫أ ــحاب األنفــس كالقنــاة واملباشــرين (‪ )1‬والشـــــيوخ‬
‫وحنوه ‪.‬فإذا كلف أحده أن يذكر اهلل تعاىل حبنـرة النـاس‬
‫عنده ج كأنه ارتكب مع ية ‪ ،‬فمل هـؤالء ةـب‬ ‫ح‬
‫( ‪)1‬‬
‫عمر بن الفارض‪:‬أحد مشاهري األولياء وأكابر العارفني‪،‬وكان مجيال نبيال‪،‬حسن اهليئة‬
‫واللبس‪،‬حسن الصحبة والعشرة‪،‬رقيق الطبع‪،‬عذب املنهل‪ ،‬فصيح العبارة‪،‬ومناقبه كثرية‪.‬مات‬
‫سنة ‪323‬هـ (التكملة لوفيات النقلة ‪ ،88/2‬الطبقات الكربى ‪،11/1‬األعالم ‪،00/0‬جامع‬
‫كرامات األولياء ‪.) 413/3‬‬
‫(‪ )3‬املراد من البيت هو‪:‬عدم الوقوف عل األعمال دون اهلل عز وجل‪(.‬انظر ‪:‬الطبقات‬
‫الكربى ‪11/1‬وديوانه ص‪.)84‬‬
‫(‪ )2‬المباشرين‪:‬املنفذين لقوانني الدولة من صاحب ديوان احلكومة والكتاب والشهود والصرييف‬
‫وغريهم ‪ .‬انظر‪:‬صبح االعش ‪، 401/2‬للقلقشندي)‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫حتى خيرجوا عن الك ‪.‬‬ ‫عليه الذكر برفع ال و‬
‫وكان سيدي حممد (‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل يـأمر أ ـحابه برفـع‬
‫بالــذكر يف األســواق والشــوارا واملواضــع اقربــة‬ ‫ال ــو‬
‫املهجورة ويقول ‪:‬‬
‫«اذكروا اهلل تعاىل يف هذه األماكن حتى ي ري تشـهد لكـ‬
‫يوم القيامة ‪ ،‬وخترقوا ناموس طبع النفس فـأنك يف حجـاب‬
‫ما ه خترقوه»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫إ فان الغش يف ايرفـة‬


‫مذموم شرعاً‪.‬‬
‫وقد رو مسل يف حيحه عن أبى هريرة ‪:‬‬
‫يده‬ ‫أن الن ‪ ‬مر يف السوق على ُ ة من طعام فاد‬
‫فيها فناليْ أ ابعه بلالً فقـال‪ :‬مـا هـذا يـا ـاحب الطعـام‬
‫فقال‪ :‬يارسول اهلل أ ابته الســماء ‪،‬قال ‪ :‬أ فال جعلته فوق‬

‫(‪ )1‬سيدي محمد‪:‬اشتهر بابن عبد الدائم املديين ‪،‬الشيخ العارف باهلل‪،‬وكان ذات مست هبي‬
‫ونظافة‪،‬وهو ابن أخت سيدي مدين‪.‬له رسالة يف علم السلوك يتداوهلا أهل طريقته يف‬
‫مصر‪.‬مات سنة ‪881‬هـ (الطبقات الكربى ‪،18/3‬جامع كرامات األولياء ‪. )377/1‬‬

‫‪48‬‬
‫الطعام حـتى يراه الناس‪ ،‬ا قـال ‪ « : ‬مَـنْ لشـنا فلـيس‬
‫منا» (‪ .)3‬هـ ‪.‬‬
‫نسان يعرف يف حرفته ما يقـع بـه التقـو‬ ‫ومعلوم أن ك‬
‫وما به يقع الغش‪،‬وقد جع اهلل تعاىل العبد أمينا على نفسـه‬
‫يف حرفته ‪ ،‬فإذا لَش َانَ دينَه ونَفسَهُ والناسَ أاعني‪.‬‬
‫وقد قالوا‪ « :‬ك من ن ـل يف حرفتـه ‪ ،‬وه يعتمـد عليهـا‬
‫(‪)1‬‬
‫ماله من حيث ال يشـعر حتـى ي ـري‬ ‫بارك اهلل له يف دامر‬
‫من أوسع الناس مـاالً‪.‬ومن لـش يف حرفتـه انكشـف حالـه‬
‫بركته و ار عن قريب ينرب به املل يف اقــمول‬ ‫وتبدد‬
‫‪ ،‬ألن اهلل تعاىل جع الفقر يف الغش ‪،‬وال كة يف التقو »‪.‬‬
‫وقد حث املشايخ سـلفاً و لفـاً علـى عمـ ايرفـة تبعـاً‬
‫السـادة‬ ‫للقرآن العظي والسـنة الشـريفة‪.‬وأشـهره يف ذل‬
‫(‪)1‬‬
‫فكان الشيخ أبو ايسن الشاذلي رمحـه اهلل تعـاىل‬ ‫الشاذلية‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪ )113‬إال انه قال‪( :‬من غش فليس مين) ‪ ،‬وأبو يعل (‪ ، )3031‬وابن‬
‫حبان (‪ ، )4110‬وابن منده (‪ ، )001‬والبيهق (‪.)11014‬‬
‫(‪ )3‬دامر‪ :‬خاسر‪ ،‬هالك ال خري فيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشاذلية‪:‬طريقة صوفية‪،‬مؤسسها الويل الكبري ايب احلسن الشاذيل وتقوم طريقته عل تقوى‬
‫اهلل تعاىل يف السر والعالنية واتباع السنة يف األقوال واألفعال واإلعراض عن اخللق يف اإلقبال‬
‫واالدبار والرضا عن اهلل تعاىل يف القليل والكثري والرجوع إىل اله تعاىل يف السراء والضراء‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫يقول‪:‬‬
‫ربه تعـاىل عليـه فقـد َك ُملَـيْ‬ ‫« من اكتسب وقام بفرائ‬
‫جماهدتُه»‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬ ‫وكان الشيخ أبو العباس املرسي‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫سـبحته‬ ‫«عليك بالسبي ‪ ،‬وليجع أحدك مكوكـه‬
‫وقدومه(‪ )4‬سبحته ‪ ،‬واقياط (‪)5‬سبحته‪،‬والسفر سبحته»‪.‬‬
‫«وقد ااع العلماء علىإ أن الكسب واجب وجوباً مؤكداً‬
‫ملحقاً برتبة اإلميان» ‪.‬‬
‫ظ ـا يف‬
‫ومعلوم أن من ال كسب لـه ‪ ،‬فهـو كـاملرأة ال حَـ َّ‬
‫الرجولية‪.‬‬
‫وكان احب الو ية رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬

‫(‪ )1‬أبو العباس المرسي‪:‬كان من أكابر العارفني‪،‬أصله من املغرب ونزل اإلسكندرية‪،‬وكان‬


‫يقال انه مل يرث علم الشيخ ايب احلسن الشاذيل غريه‪ ،‬وهو اجل من اخذ عنه الطريق‪ ،‬ومل‬
‫يضع كتبا‪،‬وكان يقول كتيب أصحايب‪.‬مات سنة ‪ 381‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬المكوك‪:‬آلة يف احلياكة‪.‬‬
‫(‪ )2‬السبحة‪:‬التطوع من الذكر والصالة‪.‬قال ابن األثري يف النهاية يف غريب احلديث‪:‬وقد يطلق‬
‫التسبيح عل غريه من أنواع الذكر جمازا كالتحميد والتمجيد وغريها‪.‬‬
‫(‪ )4‬القدوم‪:‬آلة للنجر والنحت‪.‬‬
‫(‪ )0‬الخياط‪:‬ما خيط به‪،‬اإلبرة‪.‬ومنه قوله تعاىل(( حىت يلج اجلمل يف سم اخلياط)) أي يف‬
‫ثقب االبرة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫«حك الفقري الذي ال حنبرفة له إحك البُومَـة السـاكنة يف‬
‫اقَراب ليس فيها نفع ألحد‪.‬‬
‫وملا ظهر ‪ ‬بالرسـالة ه يـأمر أحـداً مـن أ ـحابه بـرتك‬
‫ايرفة الهلل بيده ب أقره على حرفه (‪ )3‬وأمـره بالن ـل‬
‫فيها»‪.‬‬
‫وكان يقول‪:‬‬
‫النــاس وهـ يف حــرفه ال مَــن‬ ‫«الكامـ ‪ :‬مَــن يســل‬
‫يأمره برتك ايرفة حتى يسلكه ‪ ،‬فانه ما من أمـر مشـروا‬
‫احبه ىل حنرة اهلل تعاىل منه‬ ‫ال وميكن العارف أن يو‬
‫لالف األمور الهلل ه تشرا»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وكان يقول ‪« :‬املؤمن ايرتف أكم عندي من اجملاذيـب‬
‫من مشائخ ال وايا الذين يأكلون بدينه وليس بيـده حرفـة‬
‫الناس وأوسا ه »‪.‬‬ ‫دنيوية تعفه عن دقا‬
‫وقد أكرم اهلل تعاىل ايرتفة بأمور فنلوا بها على املتعبدين‬

‫(‪ )1‬قال رسول اهلل ‪ ( : ‬ما أكل أحد طعاماً خرياً من أن يأكل من عمل يده) أخرجه‬
‫أمحد (‪ ، )17331‬والبخارى (‪ ، )1133‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪. )1334‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المجذوب‪( :‬يف اصطالح الصوفية) َ‪:‬من جلبه احلق اىل حضرته وأواله ما شاء من‬
‫املواهب بال كلفة وال جماهدة ورياضة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫من لري حرفة ‪:‬‬
‫‪:‬أن أعمال أحده له لكونه يأك من كسبه ال مـن‬
‫الناس وأوسا ه ‪.‬‬ ‫دقا‬
‫‪:‬عدم دعواه العل وتكـ ه علـى اجلـاهلني فيشـهد‬
‫حقارة نفسه وتعظي لريه‪.‬‬
‫‪:‬سالمته من الشبه العقلية يف اهلل تعـاىل ويف رسـله‬
‫و أحكامه‪.‬‬
‫‪ :‬ذا وقع يف مع ية ي ري يشهد قبحها ال ير انـه‬
‫فع شيئاً بفكرها ‪.‬ولري ذل ‪.‬‬
‫وكان سيدي علي اقواص يقول‪«:‬عندي ان الـذي يأكـ‬
‫من كسبه ولو مكروها كايجـام(‪)3‬والقنـواتي(‪ )1‬أحسـن مـن‬
‫املتعبد الذي يأك بدينه ويطعمه الناس ب الحه» ‪ .‬هـ‪.‬‬
‫ا ال خيفى أن الكسب للتكاار والتفا ر مذموم شرعاً ويف‬
‫ايديث‪( :‬من طلب الدنيا حالً متكااراً مفا راً لقي اهلل تعاىل‬
‫وهو عليه لنبان)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الحجام‪:‬من احرتف احلجامة‪،‬وهي مص الدم أو القيح من اجلروح‪.‬‬


‫(‪ )3‬القنواتي‪:‬الذي يفتح األقنية للري والبزل ويفتح اجملاري لتصريف الفضالت البشرية‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو نعيم يف احللية (‪ )111/2‬والبيهقي يف شعب األميان (‪.)11274‬‬

‫‪52‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمحـه اهلل تعـاىل يقـول‪ « :‬طلـب‬ ‫وكان اإلمام الشافعي‬
‫ال يادة من ايالل عقوبة ابتلى اهلل بها أه التوحيد»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫إ أي واطرها يف الشرا‪.‬‬
‫قال اإلمام سه رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫« أسوأ املعا ي حديث النفس ولع لالب النـاس ال‬
‫ذنباً‪،‬و ذا اتقى املريد اإل غاء ىل حديث الـنفس‬ ‫يعدون ذل‬
‫وكان مالزماً للذكر‪،‬اتقد القلب بالـذكر و ـار القلـب سـراً‬
‫حمفوظاً‪،‬وهناك يبعد الشيطان عنه ك البعد‪،‬ويبعد عـن العبـد‬
‫اقواطر الشيطانية وال ي ري معه ال واطر نفسانية وحينئـذ‬
‫يسعى يف قطعها واتقائها مبي ان العل »‪ .‬هـ‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫بطريقه الشـرعيإوهو تقليـ‬
‫األك شيئاً فشيئاً‪.‬‬
‫وقدم اجلوا على لريه ألنه معظ أركـان الطريـق‪ ،‬وألنـه‬
‫ليس للنفس يف بداية أمرها شيء أسرا النقيادها مـن اجلـوا‬
‫ألنه مذل امللوك فنالً عن لريه ‪ ،‬و ألنه حي من األجـ اء‬

‫(‪ )1‬اإلمام الشافعي‪:‬أحد األئمة األربعة املشهورين‪.‬تويف يف مصر سنة ‪314‬هـ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الرتابية واملائية بقـدر مـا يكـون في ـفو القلـب والن بـاقي‬
‫األركان تابع له باقا ة وألن واطرَ النفس ال تنـعف ال‬
‫به‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫رمحـه اهلل تعـاىل يف‬ ‫وذكر الشيخ حمي الدين ابن العربـي‬
‫املكية) ‪ « :‬أن اهلل تعاىل ملا لق النفس قـال ـا‬ ‫(الفتوحا‬
‫َمن أنا فقالي‪:‬مَن أنا ‪ ،‬فأسكنها يف حبر اجلوا ألف سنة اـ‬
‫قال تعاىل ا‪ :‬مَن أنا‪.‬فقالي ‪ :‬أني ربي »‪.‬‬
‫وكان الشيخ أبو سليمان الداراني(‪ )1‬رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫«مفتــاا الــدنيا الشــبع ومفتــاا اا ــرة اجلــوا» ‪ .‬يعــين‪:‬‬
‫أعما ا‪.‬‬

‫(‪ )1‬محي الدين ابن العربي‪:‬فيلسوف‪،‬من أئمة املتكلمني يف كل علم‪.‬ولد يف مرسيه باألندلس‬
‫سنة ‪ 031‬هـ وانتقل إىل اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبالد الروم والعراق واحلجاز‪.‬لقب‬
‫بالشيخ األكرب‪.‬مات سنة ‪328‬هـ يف دمشق‪.‬وله حنو أربعمائة كتاب ورسالة ‪.‬منها ‪:‬‬
‫(الفتوحات املكية )و(فصوص احلكم)‪( .‬األعالم ‪،381/3‬ميزان االعتدال ‪،118/2‬جامع‬
‫كرامات األولياء ‪،118/1‬شذرات الذهب ‪،111/0‬كشف الظنون ‪،1328‬البداية والنهاية‬
‫‪،103/12‬هدية العارفني ‪،114/3‬الطبقات الكربى ‪،132/1‬التكملة لوفيات النقلة‬
‫‪.)000/2‬‬
‫(‪ )3‬أبو سليمان الداراني‪ :‬ولد يف داران قرية من قرى دمشق ‪.‬وكان كبري الشان يف علوم‬
‫احلقائق والورع‪.‬مات سنة‪310‬هـ‪( .‬الرسالة القشريية ص‪،30‬الطبقات الكربى ‪.)38/1‬‬

‫‪54‬‬
‫وملا لق اهلل الدنيا جع يف اجلوا العل وايكمة وجعـ‬
‫يف الشبع اجله واملع ية‪.‬‬
‫وكان حييى بن معاذ الرازي(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫«الشبع نار والشهوة مل ايطب يتولد منه اإلحـراق ‪،‬وال‬
‫تنطفي ناره حتى حيرق احبها»‪.‬‬
‫وكان سه بن عبداهلل التسرتي رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫« مَن أراد أن يأك يف اليوم مرتني فلياح له مَعلفاً »‪.‬‬
‫بن دينار(‪ )1‬رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬ ‫وكان مال‬
‫«من أراد أن يفر الشيطان من ظنبله فليقهر شهوته»‪.‬‬
‫كلرية‪.‬‬ ‫و أقاوي السلف يف ذل‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫والسـهر املفـرطني‬
‫ذا دعوتهـا‬ ‫‪ ،‬تعذيباً ـا لتنقـاد لـ‬
‫ألنهـا قبـ الرياضـة تشـبه الدابـة‬ ‫ملرضاة اهلل تعاىل ‪ ،‬وذلـ‬

‫( ‪)1‬‬
‫يحيى بن معاذ‪:‬كان أوحد وقته يف زمانه‪،‬له لسان يف الرجاء خصوصا وكالم يف‬
‫املعرفة‪.‬مات يف نيسابور سنة ‪308‬هـ(الرسالة القشريية ص‪،37‬الطبقات الكربى‬
‫‪،31/1‬طبقات الصوفية ‪.) 33‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مالك بن دينار‪:‬كان يتقوت من عمل اخلوص‪،‬ويف بعض األوقات يكتب املصاحف‪.‬‬
‫مات سنة ‪121‬هـ (الطبقات الكربى ‪.)23/1‬‬

‫‪55‬‬
‫ايرون(‪ )3‬وكالعج الـذي يعلمونـه الطحـن يف الطـاحون ‪،‬‬
‫فرتاهــ ةوعونــه ويغمــون عينيــه ويدورونــه بالنــرب يف‬
‫حتـى يظهـر‬ ‫الطاحون ولريها على الفار ‪ ،‬فال ي ال كذل‬
‫منه كمال االنقياد‪ ،‬فهناك يطعمونه ويفكون الغمـاء عـن‬
‫عينيه‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫إ ألنه ليس فيه فائـدة دنيويـة‬
‫‪ ،‬وقد عدنوا مـن تبـاا ا ـو‬ ‫وال أ روية ‪ ،‬فهو أ و املو‬
‫دليـ‬ ‫يلار النوم على قيام اللي يف مل ليالي الن ف‪،‬وذل‬
‫على عدم حمبة ايق تعاىل ‪.‬‬
‫وقال ‪« :‬السهر الدائ يذيب األركان األربعـة وحيلـها‬
‫كاملاء والرتاب وا واء والنار‪ ،‬وهناك ينظر ىل عـاه امللكـو‬
‫فيشتاق ىل مرضاة اهلل تعاىل» ‪.‬‬
‫وكان الشيخ أبو حممـد ايسـن القـ از (‪ )1‬رمحـه اهلل تعـاىل‬
‫يقول‪:‬‬

‫(‪ )1‬الدابة الحرون‪:‬الدابة اليت تلزم املكان ومل تفارقه‪.‬‬


‫(‪ )3‬أبو الحسن القزاز‪:‬مل اعثر عل ترمجته يف املصادر املتيسرة وأوعز الشيخ الكيالين يف الغنية‬
‫( ‪ 1233‬حتقيق‪:‬فرج توفيق)إىل الشيخ احلسن القزاز ومل يرتجم احملقق له‪ ،‬وكذلك القشريي يف‬
‫الرسالة القشريية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ال عنـد‬ ‫« بُين هذا األمر على االاة أشـياء ‪ :‬أن ال يأكـ‬
‫الفَاقــة ‪ ،‬وال ينــام ال عنــد الغلبــة ‪ ،‬وال يــتكل ال عنــد‬
‫النرورة»‪.‬‬
‫وكان ابن اجلوزي(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬
‫ال فهو كـذاب‪ :‬تـرك‬ ‫« ك مريد ال يكون فيه االش‬
‫املال والطعام واملنـام‪ .‬فـال يأ ـذ مـن كـ واحـد ال بقـدر‬
‫النرورة وهناك ي ـلل جملالسـه ايـق تعاىل‪،‬فمـا كـ ذاكـر‬
‫جمالس»‪ .‬هـ‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فان فيها ريي الدنيا واا رة‪.‬‬
‫وقد رو الشيخان عن أبى سعيد اقدري رضي اهلل عنه ‪:‬‬
‫أن رجال قال ‪ :‬أي الناس افن يا رسول اهلل‪.‬قال‪:‬رج‬
‫ةاهد بنفسه وماله يف سبي اهلل تعاىل‪.‬قال‪ :‬ا مَن قال‪: ‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫ابن الجوزي‪:‬هو مجال الدين ابو الفرج عبد الرمحن البغدادي احلنبلي‪.‬ولد سنة ‪018‬هـ‬
‫ووافاه األجل يف بغداد سنة‪017‬هـ‪.‬من مؤلفاته‪:‬زاد املسري يف علم التفسري ومنهاج القاصدين‬
‫وصفوة الصفوة‪(.‬وفيات األعيان ‪ ،231/3‬شذرات الذهب ‪،221/2‬هدية العارفني‬
‫‪،031/1‬التكملة لوفيات النقلة ‪،214/1‬البداية والنهاية ‪.)38/12‬‬
‫(‪ )3‬العزلة‪:‬انفراد القلب باهلل‪ ،‬وقد يراد هبا اخللوة اليت هي انفراد القالب عن الناس‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫رج يعت ل يف شعب من الشعاب يعبد ربه (‪.)3‬‬
‫وكان السري (‪)1‬رمحه اهلل تعاىل يقول‪ « :‬مَن أراد أن يسـل‬
‫له دينه وان يسرتيل بدنه ويق لمه فليعت ل الناس»‪.‬‬
‫ويؤيده حديث ‪:‬‬
‫(ليأتني على الناس زمان ال يسل لذي دين دينه ال مَن فَر‬
‫بدينه من قرية ىل قرية ومن شاهق ىل شاهق ومن حجـر ىل‬
‫حجر كاللعلب الذي يرو )(‪.)1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬ ‫وكان الشيخ أبو بكر الوراق‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ 111 / 3‬و ‪ )331 / 4‬ومسلم (‪ )21 / 3‬وأبو داود (‪)3480‬‬
‫والنسائي (‪ )00 / 3‬والرتمذي (‪ )1331‬وابن ماجه (‪ )2178‬والبيهقي (‪ )101 / 1‬وأمحد‬
‫(‪ 13 / 2‬و ‪ 27‬و ‪ 03‬و ‪.)88‬‬
‫(‪ )3‬السري السقطي‪:‬خال اجلنيد البغدادي وأستاذه‪.‬وكان تلميذ معروف الكرخي‪ .‬كان أوحد‬
‫زمانه يف الورع واألحوال السنية وعلوم التوحيد‪.‬مات سنة ‪301‬هـ‪(.‬الرسالة القشريية ‪،13‬حلية‬
‫األولياء ‪،113/1‬البداية والنهاية ‪،12/1‬تاريخ بغداد ‪،187/1‬الطبقات الكربى ‪،32/1‬جامع‬
‫كرامات األولياء ‪.)88/3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو نعيم ىف احللية (‪ ، )118/3‬والبيهق ىف الزهد الكبري ( ‪ ، )421‬والرافع‬
‫(‪ )31/3‬واحلارث ىف بغية الباحث (‪ ، )774‬والديلم (‪ . )8317‬ومعىن يروغ ‪ :‬إذا مال‬
‫وحاد عن الشيء‪.‬‬
‫(‪ )4‬أبو بكر الوراق‪:‬أصله من ترمذ‪،‬أقام ببلخ‪،‬وصحب امحد بن حضرويه وغريه‪.‬وله تصانيف‬
‫يف الرياضيات واآلداب واملعامالت‪(.‬الرسالة القشريية ‪،28‬الطبقات الكربى ‪،78/1‬طبقات‬
‫الصوفية ص‪. )03‬‬

‫‪58‬‬
‫الفتنــة مــن عهــد الســيد آدم عليــه ال ــالة‬ ‫«مــا ظهــر‬
‫والسالم ىل وقتنا هذا ال من اقلطـة‪ ،‬ومَـن جَانـبَ النـاسَ‬
‫كان ىل السالمة أقرب»‪.‬‬
‫وقد أاعوا على انه ‪:‬‬
‫«البد للمريد من الع لة عن أبناء جنسه يف البداية‪ .‬ا مـن‬
‫يف اقلوة ‪ ،‬ا من يف النهاية»‪.‬‬
‫وكان سيدي الشيخ حممد املنري(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬
‫«قد للط قوم فظنوا أن من اعت ل الناس رل عـن كـون‬
‫املؤمن ألف مألوف ‪،‬وايالة أنها أوىل مبقام األُلفـة ‪ ،‬ألنـه ذا‬
‫اعت ل الناس في نفسه واشتاقي الناس ىل رؤيتـه فـألفوه‬
‫اإلئتالف إ منا هو بالروا ‪ .‬يـديث‬ ‫أكلر من املخالط‪.‬وا‬
‫( األرواا جنود جمندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها‬
‫ا تلف)(‪.» )1‬‬
‫فعل مما قرناه انه ال يقال ‪ :‬الع لـة أفنـ مطلقـاً وال‬
‫اقلطــة أفنـ مطلقـاً‪.‬لكن العــارف أوا ــر عمــره حيــن ىل‬

‫(‪ )1‬محمد المنير‪:‬أحد أصحاب الشيخ إبراهيم املتبويل‪،‬وكان حيج كل سنة‪.‬وقيل انه حج‬
‫سبعة وستني حجة‪.‬مات سنة ‪121‬هـ(الطبقات الكربى ‪،111/3‬جامع الكرامات‪.)317/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى(‪ ،)2108‬ومسلم ( ‪،)3328‬وأبو يعل (‪ ،)4281‬والقضاع (‪،)374‬‬
‫أمحد (‪ ،)7133‬وأبو داود (‪،)4824‬وابن حبان (‪. )3138‬‬

‫‪59‬‬
‫الوحدة كالبداية ‪ ،‬فال ي ري له وقي يسع الناس‪،‬كما وقع لـه‬
‫‪ ‬أوا ر عمره حني أُن لي عليه سورة الن ر (‪. )3‬‬
‫وسئ سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعاىل ‪ ،‬عن ‪ :‬الفـرق‬
‫بني الع لة واقلوة‪ .‬فقـال ‪ « :‬اقلـوة إ تكـون عـن األليـار‬
‫الذين يشتغلون عن اهلل تعاىل‪ .‬والع لة إ تكـون عـن الـنفس‬
‫وما تدعو ليه‪.‬ويفرق أيناً بان الع لـة إ لـيس مـن لوازمهـا‬
‫االشتغال باهلل تعاىل لالف اقلوة»‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫ال لنرورة شـرعية‪.‬قال ‪( : ‬مَـن‬
‫سَرهُ أَن يَس َل َ فَليَل َمح ال ميَ)(‪.)1‬‬

‫ت إِ ََّ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫وأُنزلت عليه (سورة النصر) فعرف انه الوداع ‪ ،‬وقال صل اهلل عليه وسلم ‪( :‬نُعيَ ْ‬
‫نـَ ْف ِسي) فلما قاهلا رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم ‪ ،‬قال له جربيل عليه السالم ( يا أخي‪..‬‬
‫ُوىل}(الضح ‪( .) )4:‬رواه امحد (‪،)1872‬والطرباين يف املعجم‬ ‫ك ِم َن األ َ‬ ‫{ولَ ِ‬
‫آلخَرةُ َخيـر لَّ َ‬ ‫َ‬
‫الكبري(‪ )1171‬ويف االوسط (‪،) 887‬والبيهقي يف دالئل النبوة (‪ ،)137‬والدارمي (‪،)81‬‬
‫والتربيزي يف مشكاة املصابيح(‪،)0131‬وعبدالرزاق يف املصنف (‪ ، )31343‬وابو نعيم يف‬
‫معرفة الصحابة(‪.)3710‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن أىب الدنيا ىف الصمت (‪ ، )11‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ،)4127‬والطرباىن‬
‫ىف األوسط (‪ ،)1124‬والقضاع (‪،)271‬وايب يعل (‪.)2317‬‬

‫‪61‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬ ‫وكان األستاذ القشريي‬
‫ملا‬ ‫ملا علموا أن الكالم من اافا‬ ‫« منا أمر القوم السكو‬
‫ىل مـن مييـ‬ ‫املدا واملي‬ ‫فيه من حظ النفس و ظهار فا‬
‫الكالم»‪.‬‬ ‫عن أشكاله حبسن النطق‪.‬ولري هذا من آفا‬
‫وكان الشيخ أبو بكر بن عيـاش(‪ )1‬رمحـه اهلل تعـاىل يقـول‪:‬‬
‫‪ ،‬كمـا تنشـف األرض بعـد‬ ‫«كلرة الكالم تنشف ايسـنا‬
‫املاء»‪.‬‬
‫وكان الفني رمحه اهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫« من عَدن كالمه من عمله ق كالمه‪.‬وما وَرحاوا ايكمة ال‬
‫بال َمي والتفكـر‪ .‬والـوَرا يف النطـق أشـد منـه يف اللقمـة‬
‫واللياب»‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وقد ااعوا على‪« :‬أن األنوار الربانية خترل من قلب املريد‬
‫ذا تكل بلغوٍ‪.‬وي ري قلبه مظلماً‪.‬وانه متى انهـدم ركـن مـن‬
‫أركان الطريق تبعه الباقي »‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫األستاذ القشيري‪:‬األمام العامل‪،‬اجلامع بني الشريعة واحلقيقة‪.‬عبد الكرمي بن هوازن‬
‫القشريي‪.‬ولد سنة‪273‬هـ وتويف مبدينة نيسابور سنة ‪430‬هـ‪.‬من مصنفاته(الرسالة القشريية)يف‬
‫علم التصوف و(لطائف اإلشارات)يف التفسري‪(.‬وفيات األعيان ‪،311/1‬تاريخ بغداد‬
‫‪،82/11‬كشف الظنون ‪031‬و‪،1001‬االعالم ‪،07/4‬طبقات السبكي ‪.)342/2‬‬
‫(‪ )3‬ابو بكر بن عياش‪:‬كان زاهداً ورعاً‪ .‬مات سنة ‪112‬هـ (الطبقات الكربى‪.)02/1‬‬

‫‪60‬‬
‫وذكروا أن معظ األركان أربعة ‪:‬‬
‫«اجلوا ‪ ،‬والسهر‪ ،‬والع لة ‪ ،‬والع ـمة(‪ )3‬ومـا زاد علـى‬
‫هذه فهو من التوابع»‪.‬‬

‫وأنشدوا‪:‬‬
‫س َميْ أركانُهُ‬
‫بَييُ ال حوالَيةنب قُ ِّ‬
‫سَـادَاتُنا فيه من األبـْدالح‬
‫ما بني ميٍ واعت الٍ دائماً‬
‫(‪)1‬‬
‫اجلوا والسهر الن يه العالي‬

‫يا أ ي!‬ ‫واعل ذل‬


‫إ فانه نور للمؤمن يـوم القيامـة‬
‫يسعى من بني يديه ومن لفه‪.‬‬
‫ويف كالم من طال وقوفه بني يدي اهلل تعاىل يف الظالم ابي‬
‫اهلل تعاىل قدميه على ال راط يوم ت ل ل األقدام‪.‬‬

‫(‪ )1‬العصمة‪ :‬منع اهلل تعاىل عبده من املعاصي مع التمكن منها‪ .‬وجاء يف األثر ‪ ( :‬من جالس‬
‫صاحب بدع ة نزعت منه العصمة ووكل إىل نفسه ومن مش إىل صاحب بدعة مش يف هدم‬
‫اإلسالم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لواقح األنوار القدسية لالمام الشعراين ص‪ ، 483‬فيض القدير للمناوي (‪.)2124‬‬

‫‪62‬‬
‫وقد رو مسل يف حيحه ‪:‬‬
‫(أفن ال الة بعد املكتوبة ال الة يف جوف اللي ) (‪.)3‬‬
‫ورو البيهقي والنسائي ‪:‬‬
‫(حيشر الناس يف عيد واحـد يـوم القيامـة فينـادي منـاد‬
‫فيقول ‪ :‬أيـن الـذين كـانوا تتجـافى جنـوبه عـن املنـاجع‬
‫‪،‬فيقومون وه قلي فيد لون اجلنة بغـري حسـاب‪،‬ا يـؤمر‬
‫بسائر الناس ىل ايساب) (‪.)1‬‬
‫ورو الرتمذي‪:‬‬
‫ـالنبحنيَ قَـ ْبلَ ُك ْ ‪َ ،‬وهُـوَ‬
‫نب‬ ‫نبقيَامح اللَّ ْي ح ‪َ ،‬فإحنهُ دَأْبُ ال‬
‫( َع َليْ ُك ْ ب نب‬
‫قُ ْربَ ـة‪ .‬لَكُ ـ ْ حلَــى رَبِّكُ ـ ْ ‪َ ،‬ومَكْفَ ـرَة‪ .‬لنبلسـ ِّـيئَا نب ‪َ ،‬و َمنْهَــاة‪ .‬عَ ـنح‬
‫اإلح ْا ح)(‪.)1‬‬
‫ويف رواية الط اني ‪( :‬ومطردة للداء عن اجلسد)(‪. )4‬‬
‫ورو ابن أبى الدنيا والبيهقي‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ، )11138‬ومسلم (‪ ، )1132‬وأبو داود (‪ ، )3431‬والرتمذى (‪)428‬‬


‫وقال ‪ :‬حسن صحيح‪ .‬والنسائ ( ‪ ، )1312‬وابن ماجه(‪ ، )1743‬وابن حبان (‪،)3032‬‬
‫وابن خزمية (‪ ، )1124‬والبيهق (‪ ، )8313‬وأبو يعل (‪. )3210‬‬
‫(‪ )3‬رواه البيهق ىف شعب اإلميان(‪،)2344‬وهناد (‪)173‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطرباىن (‪ ، )3104‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ،)2181‬والرتمذي(‪، )2318‬‬
‫وابن خزمية(‪ ،)1120‬واحلاكم(احلاكم ( ‪.) 218 / 1‬‬
‫(‪ )4‬رواه البيهق ىف السنن الكريى(‪ ،)4822‬والطرباىن ( ‪. )3104‬‬

‫‪63‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫(أشراف أمهلل محلة القران وأ حاب اللي )‬
‫ورو الط اني يف الكبري‪:‬‬
‫ليلــة يف فــة مــن الطعــام والشــراب ي ــلي‬ ‫(مــن بــا‬
‫تداركي حوله ايُور العني حتى ي بل)(‪. )1‬‬

‫وكان سيدي امحد بن الرفاعي (‪ )1‬رمحه اهلل تعاىل يقول‬


‫أل حابه ‪:‬‬
‫« عليك بالقيام يف الللث األ ر من اللي وال تفرطوا‬
‫يف ذل ‪.‬انه ما من ليلة من ليالي السـنة ال وينـ ل فيهـا رزق‬
‫من السماء فيفرق على املستيقظني وحيرم منه النائمون»‪.‬‬
‫وقد أوحى اهلل ىل السيد داود عليه ال الة والسالم ‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الطرباىن (‪ ، )13333‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ .)3712‬وابن عدى (‪، 07/7‬‬
‫ترمجة ‪ ، )1183‬واخلطيب البغدادي (‪. ) 81/8‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطرباىن (‪.)11811‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫احمد الرفاعي‪:‬اإلمام الزاهد‪،‬مؤسس الطريقة الرفاعية‪.‬ولد يف قرية حسن يف واسط‬
‫بالعراق سنة ‪013‬هـ وتفقه وتأدب فيها وكان يسكن قرية أم عبيدة بالبطائح(بني واسط‬
‫والبصرة) وتويف هبا سنة‪078‬هـ‪.‬من مصنفاته (الربهان املؤيد)و(حالة أهل احلقيقة مع‬
‫اهلل)‪(.‬وفيات األعيان ‪،00/1‬الطبقات الكربى ‪،131/3‬نور األبصار‪،331‬االعالم‬
‫‪،174/1‬جامع كرامات االولياء ‪.)411/1‬‬

‫‪64‬‬
‫(يا داود كذب من ادعى حمبهلل فإذا جن اللي نام عين)(‪.)3‬‬
‫وكان سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعـاىل حيـث أ ـحابه‬
‫كلرياً على ننبية قيام اللي ويقول ‪:‬‬
‫ال على العمـ ‪،‬‬ ‫« ن الشارا قد رتب اللواب على النيا‬
‫فمن ع م على ري وه يقس له أعطاه اهلل اجـر نيتـه ‪ ،‬فانـه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬وه يقـ‬ ‫قال يف ايديث ‪( :‬و منا لك أمـر ء مـا نـو )‬
‫لك أمر ء ما فع ‪.‬‬
‫فعل أن من واظب على ترك قيام اللي فليس له يف طريق‬
‫ال ايني ن يب‪.‬‬
‫وتأم يا أ ي أن من يعكس يف حنوره موكب السـلطان‬
‫(‪)1‬‬
‫تب رة وذكر ألولي األلباب‪.‬‬ ‫كيف يقطعون جامكيته‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫(‪ )1‬اورده ابن اجلوزي يف املنثور (ص‪ ،)0‬والقشريي يف تفسريه (‪،)181/2‬والزهري يف‬
‫اإلحتافات السنية باألحاديث القدسية (ص‪.)132‬‬
‫(‪ )3‬جزء من حديث(إمنا األعمال بالنيات‪ )..‬أخرجه‪ :‬البخاري( ‪ ) 1‬ومسلم ( ‪) 1117‬‬
‫وابن املبارك يف الزهد( ‪ ،)188‬والطيالسي ( ‪ ،) 27‬واحلميدي ( ‪ ،) 38‬وأمحد( ‪،) 30/1‬‬
‫وأبو داود ( ‪ ، ) 3311‬وابن ماجه ( ‪ ، ) 4337‬والرتمذي ( ‪ ،) 1347‬والبزار ( ‪،) 307‬‬
‫والنسائي (‪ ،) 08/1‬وابن اجلارود ( ‪ ، ) 34‬وابن خزمية ( ‪.)143‬‬
‫(‪ )2‬الجامكية‪(:‬كلمة تركية)؛ مرتب خدام الدولة من العسكرية واملدنية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وال ترتك قيام اللي ‪ ،‬فقد ورد يف ايديث‪:‬‬
‫( ن أم السيد سليمان عليه ال الة والسالم قالي ‪ :‬يا بين‬
‫ال ترتك قيام اللي ‪ ،‬فان ترك قيام الليـ يـدا الرجـ فقـرياً‬
‫يوم القيامة)(‪.)3‬‬

‫ملا ورد‪:‬‬ ‫‪ ،‬أي‬


‫يف السـماء كنـور‬ ‫يكـن نـور بيتـ‬ ‫ِّ يف زوايـا بيتـ‬ ‫(‬
‫الكواكب والنجوم أله الدنيا)(‪. )1‬‬
‫ويف ال حيحني‪:‬‬
‫(أفن ال الة الة املرء يف بيته ال املكتوية)(‪.)1‬‬
‫السلف ‪:‬‬ ‫وقال بع‬
‫ــالة النافلــة يف البيــي كفن ـ الفرينــة يف‬ ‫«أن فن ـ‬
‫املسجد»‪.‬‬

‫(‪)1‬أخرجه ابن ماجه (‪،)1223‬وابن عساكر(‪،)377/33‬والبيهقي يف اآلداب(‪،)378‬‬


‫والسيوطي يف اجلامع الصغري(‪ )3188‬ويف الفتح الكبري(‪،)8213‬والطرباين يف االوسط‬
‫(‪.)227‬‬
‫(‪ )3‬أورده الغزايل يف اإلحياء ‪.202/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪،)318‬و أمحد (‪ ،)31333‬ومسلم (‪ ،)188/3‬والنسائ ( ‪، )1011‬‬
‫وابن خزمية (‪ ،)1314‬والرتمذي (‪ ،)401‬والدارمي (‪ ،)1272‬وأبو داود (‪. )1447‬‬

‫‪66‬‬
‫وعــن أبـي اجلَلَـدنب (‪ )3‬قــال ‪ «:‬لقــي عيســى عليــه ال ــالة‬
‫بايي القيـوم مـا‬ ‫والسالم بليس ‪ ،‬فقال له‪ :‬يا بليس أسأل‬
‫ويقطع ظهرك ‪ ،‬فقال بليس ‪ :‬يا نـ اهلل‬ ‫الذي يس جسم‬
‫أمـا الـذي يسـ‬ ‫تـ‬ ‫سألتين بايي القيوم مـا أ‬ ‫لوال ان‬
‫جسمي ف هي اقيـ يف سبي اهلل تعاىل‪.‬وأما الـذي يقطـع‬
‫ظهــري إ ف ــالة الرج ـ الفرينــة يف مســجده والنافلــة يف‬
‫بيته»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫ال‬ ‫وال تشرا يف قيام اللي‬


‫ألن ن ف املوكـب اإل ـي ال يكـون ال‬ ‫‪ ،‬وذل‬
‫بعد د ول الن ف اللاني من اللي ‪ ،‬وهو أول وقوف ك اء‬
‫اينرة اإل ية ‪ ،‬ومـن األدب أن ال يقـف العبـد بـني يـدي‬

‫(‪ )1‬أبو الجلد‪ :‬هو ِجيالن بن فروة األسدي البصري ‪ ،‬تابعي ‪،‬الواعظ ‪ ،‬املعروف باحلفظ‬
‫والسرد‪ ،‬وكان من العباد ‪ .‬وكان للكتب املنزلة حافظاً‪ ،‬ومبواعظ األنبياء وأحواهلم واعظاً‪،‬‬
‫وباألذكار هلجاً الفظاً‪ (.‬حلية االولياء اليب نعيم(‪، )481/3‬البخاري يف التاريخ‬
‫الكبري(‪ ،)301/3/1‬ابن سعد يف الطبقات الكربى(‪ )131/1/7‬وذكره ابن حبان يف‬
‫الثقات(‪ ، )107‬والدواليب يف الكىن( ‪ ،) 121 / 1‬والزبيدي يف شرح القاموس (جلد)‬
‫و(جيل) وذكره احلافظ يف لسان امليزان يف األمساء( ‪.)144 /3‬‬

‫‪67‬‬
‫أه‬ ‫سيده ال بعد وقوف مَن هو اك منه عادة ‪ ،‬وعلى ذل‬
‫حنرة ملوك الدنيا‪،‬فال يقف األدون ال بعد وقوف األك ‪.‬‬
‫وقد كان سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعـاىل ذا جـاء ىل‬
‫اجلامع ل الة ال بل وه يرَ يف اجلامع أحداً يقف علـى بابـه‬
‫اضعاً ذليالً ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫ىل حنرة سيده ال تبعاً لغريه»‪.‬‬ ‫« مللي ال يد‬

‫ينبغي ملن اق عليه قيام الليـ وتـرادف عليـه الكسـ أن‬


‫من وقوا يف املعا ي الباطنية‬ ‫يفتش نفسه ‪ ،‬فرمبا يكون ذل‬
‫إ كرياء وك وعجب وحقـد وحسـب وحسـد ومكروحـب‬
‫حممدة ودنيا ولري ذل ‪.‬فيبادر ىل التوبة من ملـ ذلـ ‪.‬و ال‬
‫عـن‬ ‫فع األمور املكفرة للذنوب ‪ ،‬فان الـذنوب ذا كفـر‬
‫العبد فقد طهر ذاته وما بقي ا مانع من الوقـوف بـني يـدي‬
‫املواكب الشريفة ال عدم القسمة‪.‬‬ ‫ربها يف تل‬
‫وكان سيدي افن الدين(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ونفعنـا ب كتـه‬

‫(‪ )1‬أفضل الدين‪:‬أحد أفراد العارفني وأئمة األولياء املقربني‪ ،‬وهو أخو اإلمام الشعراين يف‬
‫الطريق‪.‬مات سنة ‪143‬هـ‪(.‬جامع كرامات األولياء ‪. )018/1‬‬

‫‪68‬‬
‫ذا وجد يف قلبه شـيئاً مـن األمــراض البــاطنية يـرتك قيـام‬
‫الليـ ويقول‪:‬‬
‫«اسـتحي أن اقف بذاتي املتلطخة بالقـذر بني أ ـفياء اهلل‬
‫تعاىل»‪.‬‬
‫وكان بعنه ذا نام عن حنور املوكب اإل ي يف ليلة من‬
‫الفنـ يـارب الـذي ه توقـف هـذه‬ ‫الليالي يقول ‪ « :‬لـ‬
‫الطــاهرين‬ ‫النجســة القــذرة بــني أهــ حنــرت‬ ‫الــذا‬
‫املطهرين»‪.‬‬
‫قلي ‪ :‬وهذا وان كان فيه ري كلري من جهة هن النفس‪،‬‬
‫حظـه مـن الوقـوف‬ ‫فينبغي للعبد أن يندم وحي ن على فوا‬
‫املواكـب الشـريفة وقـي تفـرق‬ ‫بني يدي ربه تعـاىل يف تلـ‬
‫الغنائ ‪.‬‬
‫يا أ ي !‬ ‫فاعل ذل‬

‫‪.‬‬ ‫أينا‬
‫فقد قالوا ‪:‬‬
‫« ما اجتمع ااعـة ال وفـيه ولـي هلل تعـاىل يشـفعه اهلل‬
‫تعاىل يف رفقته»‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وابي يف حيل مسل عن أبى هريرة ‪ ( :‬أن رجال أعمى‬
‫أتى ىل الن ‪ ‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل ليس لي قائد يقودني ىل‬
‫ة أن اُ لي يف بـيهلل ! فـر ص لـه ‪،‬‬ ‫املسجد‪ ،‬فه لي ر‬
‫فلمــا وىلن دعـــاه ‪ ،‬فقــال ‪ :‬هــ تســمع النــداء بال ــالة‬
‫قال‪:‬نع ‪.‬قال‪:‬فاجب(‪.)3‬‬
‫الة اجلماعة م يبة‪.‬‬ ‫وقد كان السلف يعدون فوا‬

‫رل ىل حائط له (يعين حديقة خن )‬ ‫وقد وقع أن بعنه‬


‫فرجع وقد لىن الناس الة الع ر‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫« نا هلل‪ ..‬فاتين الة اجلماعة‪ُ ..‬أشهدك أن حائطي على‬
‫املساكني دقة»‪.‬‬

‫وفاتي عبد اهلل ابن عمر رضي اهلل عنهما الة العشاء يف‬
‫الليلة حتى طلع الفجر جَـ اً ملـا فاتـه‬ ‫اجلماعة ‪ ،‬ف لى تل‬
‫من الة العشاء يف اجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪، )1421‬والنسائي (‪ )111/3‬ويف الكربى (‪،)824‬والبيهقي يف السنن‬


‫الكربى(‪ ،)4771‬وابو داود(‪ ،)003‬وأبو عوانة (‪ ،)7 / 3‬والطيالسي (‪ ،)212‬وامحد‬
‫(‪.)283‬‬

‫‪71‬‬
‫وعن عبيد اهلل بن عمر القواريري(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل قـال ‪:‬‬
‫« ه تكن تفوتين الة يف اجلماعة‪،‬فن ل بي ضـيف فشـغلي‬
‫بسببه عن الة العشاء يف املسجد‪ ،‬فخرجي اطلب املسـجد‬
‫أل لي فيه مع الناس فـإذا املسـاجد كلـها قـد ـلى أهلـها‬
‫اجلماعـة‬ ‫وللقي‪،‬فرجعي ىل بيهلل وأنـا حـ ين علـى فـوا‬
‫فقليإ ورد يف ايديث‪(:‬أن الة اجلماعة ت يد علـى ـالة‬
‫الفذ سبعاً وعشرين)(‪ ، )1‬ف ليي العشاء سبعاً وعشرين مرة‬
‫ا مني فرأيتين يف املنام على فرش مع قوم على يـ وهـ‬
‫إ فرســي لفه إ فال أيقه ‪ ،‬فالتفـيَ‬ ‫أمامي وأنا ارك‬
‫فلسـي تلحقنـا‪.‬‬ ‫لين واحد مـنه ‪ ،‬وقـال ‪ :‬تتعـب فرسـ‬
‫فقلي‪ :‬وه يا أ ـي‪ .‬قـال ‪ :‬ألنـا ـلينا العشـاء يف اجلماعـة‬

‫(‪ )1‬عبيد اهلل بن عمر القواريري‪ :‬اإلمام احلافظ ‪ ،‬حمدث اإلسالم ‪ ،‬أبو سعيد اجلشمي موىل‬
‫بين جشم وأحد كبار ائمة العلم ببغداد‪ ،‬بعد أن استقر هناك ونشر هبا علما كبريا‪ .‬وقبل ذلك‬
‫كان بالبصرة ‪ ،‬ولد سنة ‪103‬هـ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 320‬هـ ‪ ( .‬سري اعالم النبالء ج‪/11‬ص‪442‬‬
‫وتاريخ االسالم ج‪ 881/0‬لالمام الذهيب ‪ ،‬تاريخ بغداد ج‪/11‬ص‪ 231‬للخطيب البغدادي‪،‬‬
‫وهتذيب الكمال ج ‪/ 11‬ص ‪124‬للحافظ املزين)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مالك (‪ ، )388‬وأمحد (‪ ، )0223‬والبخارى (‪ ، )311‬ومسلم (‪، )301‬‬
‫والرتمذى (‪ )310‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬والنسائ (‪ ، )827‬وابن ماجه (‪ ، )781‬وابن‬
‫حبان (‪. )3103‬‬

‫‪70‬‬
‫وأني ليي وحدك‪ ،‬فاستيقظي وأنا مهموم ح ين»(‪.)1‬‬
‫السلف ‪ « :‬ما فاتي أحداً ـالة اجلماعـة الّ‬ ‫وقال بع‬
‫بذنب أ ابه ‪ ،‬وقد كانوا يع ون أنفسه سبعة أيام ذا فاتـي‬
‫الة اجلماعـة ‪ ،‬وقيـ ‪ :‬ركعـة ‪ .‬ويعـ ون أنفسـه‬ ‫أحده‬
‫االاة أيام ذا فاتته التكبرية األوىل مع اإلمام»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫مطلقـاً إ‬

‫(‪ )1‬يف السري للذهيب ‪ 410 / 13‬يف ترمجة املزين إمساعيل بن حيىي قال ‪ :‬يقال‪ :‬كان إذا فاتته‬
‫صالة اجلماعة صل تلك الصالة مخسا وعشرين مرة‪ ،‬وكان يغسل املوت تعبدا واحتساباً‬
‫وهو القائل‪ :‬تعانيت غسل املوت لريق قليب‪ ،‬فصار يل عادة ‪ ،‬وهو الذي غسل الشافعي‬
‫اعةَ التـَّْي ِم ُّي ‪ :‬وقال حممد‬ ‫ِ ِ‬
‫بن َمسَ َ‬
‫اعةَ أَبُو َعْبد اهلل ُحمَ َّم ُد ُ‬
‫رمحه اهلل‪ .‬وفيه أيضاً يف ترمجة ‪ :‬ابْن َمسَ َ‬
‫بن عمران‪ :‬مسعته يقول‪ :‬مكثت أربعني سنة مل تفتين التكبرية االوىل إال يوم ماتت أمي‪،‬‬
‫فصليت مخسا وعشرين صالة‪ ،‬أريد التضعيف‪( .‬وينظر ‪ :‬تاريخ بغداد ‪،242 ،243 / 0‬‬
‫وهتذيب الكمال‪ ، 211 / 30‬ووفيات االعيان ‪ ،318 / 1‬وطبقات السبكي‪..14 / 3‬‬
‫وقال احلافظ يف اإلصابة ‪ ..130 / 3‬وعند الطرباين يف الكبري( ‪ ، ) 12142‬وهو يف احللية‬
‫( ‪ ) 212 / 1‬ـ بسند جيد ـ عن نافع أن بن عمر كان حييي الليل صالة‪ ،‬مث يقول يا نافع‬
‫أسحرنا ‪ .‬فيقول‪ :‬ال ‪ .‬فيعاود‪ ،‬فإذا قال نعم‪ ،‬قعد يستغفر اهلل حىت يصبح ‪ .‬ومن طريق‬
‫أخرى ( يف حلية االولياء ‪ ) 212 / 1‬عن نافع ‪ ،‬كان ابن عمر‪ :‬إذا فاتته صالة العشاء يف‬
‫اجلماعة أحيا بقية ليله‪ .‬وعند البيهقي يف الشعب(‪: )3132‬إذا فاتته صالة يف مجاعة صل‬
‫إىل الصالة األخرى‪.‬‬
‫(‪ )3‬المظالم‪:‬ما أُخذ من الشخص ظلماً‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ألنه ديوان(‪ )3‬ال يرتكه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وأما ظل العبد لنفسه بارتـكاب املعا ي دون الشرك باهلل‬
‫تعاىل وان كان هو يرجع ىل ظل النفس أينا فانه ديـوان ال‬
‫يعبأ ايق تعاىل به إ يغفر بالتوبة‪.‬‬
‫قال سيدي علي اقواص رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫«مظاه العباد على االاة أقسام ‪:‬‬
‫قس يتعلق بـالنفوس ‪ ،‬وقسـ يتعلـق بـاألموال ‪ ،‬وقسـ‬
‫يتعلق باألعراض»(‪.)1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فأما النفوسإفلها أحكام عديـدة يف ملـ القتـ العمـد‬
‫واقطأ (‪ ،)4‬ووجوب القود (‪ )5‬والديـة (‪)6‬والكفـارة(‪ )1‬ولـري‬
‫مما هو مذكور يف كتب الفقه‪.‬‬ ‫ذل‬

‫(‪ )1‬الديوان‪:‬الدفاتر اليت تدون فيها احلجج وحنوها‪.‬‬


‫(‪ )3‬األعراض‪:‬موضع املدح والذم يف اإلنسان‪ ،‬ويأيت مبعىن العفة عن الزنا‪،‬ومنه‪:‬طعن يف‬
‫عرضه‪،‬أي‪:‬رماه بالزنا‪.‬‬
‫(‪ )2‬القتل العمد‪:‬يكون بتعمد الضرب بالسالح او ما اجري جمرى السالح وعند بعضهم مبا‬
‫يقتل به غالبا‪.‬‬
‫(‪ )4‬القتل الخطأ‪:‬أن يقصد الضرب وال يقصد املضروب‪،‬كأن يرمي صيدا فإذا هو إنسان‪.‬‬
‫(‪ )0‬القود ‪:‬القصاص ‪ ،‬وقتل القاتل بدل القتيل‪.‬‬
‫(‪ )3‬الدية‪:‬املال الواجب يف إتالف نفوس اآلدميني‪.‬‬
‫‪ )7(.‬الكفارة ‪ :‬تصرف أوجبه الشرع حملو ذنب معني‪ ،‬كاالعتاق والصيام واالطعام‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وأما األموال إفانه البد من ردنهـا ىل املظلـوم أو واراـه ‪،‬‬
‫ه يبق لري التـ دق بها عن ـاحـبها علـى‬ ‫وان تعذر ذل‬
‫مذهب مَن ير ذل ‪.‬فان عج عن رد املظاه فليسـتكلر مـن‬
‫الــهلل يــويف منهــا الغرمــاء (‪ )3‬عنــد املي ـ ان ‪ ،‬و ال‬ ‫ايســنا‬
‫فليتأهب لتحم أاقال املظلوم وأوزاره يوم القيامـة‪،‬كما ورد‬
‫يف ال حيل‪:‬‬
‫أ ـذ مـن حسـناته وأعطـى‬ ‫( ن مَن كاني لـه حسـنا‬
‫طـرا عليـه مـن سـيئا‬ ‫للمظلوم‪،‬ومن ه يكن له حسـنا‬
‫املظلوم وكتب له كتاب اىل النار) (‪.)1‬‬
‫حمققي األئمة فيها تف يالً‬ ‫وأما األعراض إ فقد ذكر بع‬
‫حسناً لعلـه أحـوط الوجـوه يف هـذا البـاب وهـو‪ :‬أن تلـ‬
‫املظلمة ن كاني ليبة أو منيمة فال خيلو األمر فيها مـن أحـد‬
‫حالني ‪ :‬أما أن تكون قد بلغي املظلوم أو ه تبلغه‪.‬فان بلغي‬

‫(‪ )1‬الغرماء‪:‬لفظ مشرتك يطلق عل من هلم الدين وعل من عليهم الدين‪.‬وحيدد السياق املعىن‬
‫املراد منهما‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم ‪ (:‬من كانت عنده مظلمة ألخيه مـن عرضـه أو مالـه‬
‫فليؤدها إليه قبل أن يأت يوم القيامة ال يقبل فيه دينار وال درهم إن كان لـه عمـل صـاُ أ ُِخـذ‬
‫ـت عليــه)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منــه َوأ ُْعطـ َـي صــاحبه ‪ ،‬وإن مل يكــن لــه عمــل صــاُ أُخــذ مــن ســيئات صــاحبه فَ ُحملَـ ْ‬
‫(أخرجه أمحد (‪ ، )11081‬والبخارى (‪، )3131‬والرتمذى (‪ )3411‬وقال ‪ :‬حسن صحيح‬
‫غريب ‪ ،‬وابن حبان (‪. )7233‬‬

‫‪74‬‬
‫تعني التحلـ منهـا‪ ،‬وان ه تبــلغه فـان كــان تبليغهــا لــه‬
‫يـورش أذ جديداً فيورش من ايقد وانقطـاا املـودة وحنـو‬
‫كلـرة‬ ‫املظلمة‪.‬فالطريق يف ذلـ‬ ‫ما هو أ عب من تل‬ ‫ذل‬
‫االستغفار له دون تبليغه وطلب التحلـ منـه ‪،‬اـ ال خيفـى‬
‫يا أ ي ن من الذنوب ما يشتبه أمره مـن جهـة كونـه‬ ‫علي‬
‫من مظاه النفس أو مظاه العباد كال نا أو اللواط مـلالً إ فـان‬
‫حيتــال ىل تف ــي ليظهــر بواســطته وجــه‬ ‫األمــر يف ذلــ‬
‫ال واب‪.‬وهو أن يقال أن كان املفعول به مبذوالً كاني تل‬
‫املظلمة من مظاه النفس‪ ،‬وان كان الفاع قد راوده وعـاوده‬
‫ال ـورة‬ ‫من مظاه العباد ال ـعبة ألنـه آذ تلـ‬ ‫كان ذل‬
‫وقهرها وجرها ىل املع ية‪.‬ومن سَن سُـنة سَـيئة كـان عليـه‬
‫وزرها ووزر من عم بها ىل يوم القيامة‪ .‬وأينا فانـه هتـ‬
‫عرضها وآذ أهلها ومحله العار ولري ذل ‪.‬‬

‫األعراض اشد من األموال‪.‬‬


‫قال العلماء ‪ « :‬لو أن شخ اً أ ذ مال شخص ا تـورا‬
‫فجاء بعد موته ىل وراته واىل ايع أهـ األرض فجعلـوه يف‬
‫حنب ٍّ ما كان يف حنب ‪ ،‬فعرض املؤمن أشدُّ من مَالنبه»‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ومن كالم الشيخ أبي املواهب الشاذلي رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫« مما يوقف املريد عن الرتقـي وقوعـه يف ليبـة أحـد مـن‬
‫فليقـرأ الفادة‪،‬وسـورة‬ ‫املسلمني‪ ،‬ومَن ابتلى بوقوعه يف ذل‬
‫اإل الص‪،‬واملعوذتني‪،‬وةعــ اــوابهن يف ــحائف ذلــ‬
‫ني‬ ‫الشــخصإ يف أنــي رأيــي رســول اهلل ‪ ‬يف املنــام فــا‬
‫بذل ‪ .‬وقال ‪ :‬أن الغيبة واللواب يقفان بـني يـدي اهلل تعـاىل‬
‫وأرجو أن يتوازنا»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫تبعاً للقران العظي ‪.‬‬


‫ويف ايديث من رواية البخاري ‪:‬‬
‫( ني ألستغفر اهلل تعاىل وأتـوب ليـه يف اليـوم سـبعني‬
‫مرة ) (‪.)3‬‬
‫وملسل ‪:‬‬
‫(وانه َليُغَانُ على قل وأني ألسـتغفر اهلل تعـاىل مائـة‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪، )0148‬وأمحد (‪ ، )8474‬والنسائ ىف الكربى (‪ ، )11371‬وابن‬


‫حبان (‪ ، )130‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ، )321‬والديلم (‪.)7134‬‬

‫‪76‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫مرة)‬
‫والبن حبان ‪ ( :‬أن كنا لنعد لرسول اهلل ‪ ‬يف اجمللس‬
‫أني التواب الرحي ‪،‬‬ ‫الواحد‪ :‬رب الفر لي وتب علين ان‬
‫مائة مرة )(‪.)1‬‬
‫ويف و ية سيدي أبي ايسن الشاذلي رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫باالســتغفار‪ ،‬وان ه يكــن هنــاك ذنــب‪،‬واعت‬ ‫«عليــ‬
‫باستغفار املع وم األك ‪ ‬بعد البشارة والـيقني مبغفـرة مـا‬
‫تقدم من ذنبه وما تأ ر(‪.»)3‬‬
‫وينبغي كلرة االستغفار عند أول اللي وآ ره وأول النهار‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)17881‬وعبد بن محيد (‪ ،)234‬ومسلم (‪ ،)3713‬وأبو داود‬


‫(‪ ، )1010‬والنسائ ىف عمل اليوم والليلة ( ‪ ، )443‬وابن حبان (‪ ، )121‬والبغوى (‪)81‬‬
‫‪ ،‬والطرباىن (‪ . )887‬ومعىن (يُـغَا ُن) ‪:‬يغط ويغش ‪.‬والغني الذي كان يعارض قلب النيب وكان‬
‫يتوب منه ليس ألحد أن حيكم عليه بوصف أو نعت أو يشبهه بش ـ ـ ــيء أو يضرب له مثالً‬
‫قال اهلل تعاىل‪{:‬ما كذب الفؤاد ما رأى}‪ ،‬الن قلب النيب (صل اهلل عليه وسلم) خمصوص‬
‫بالرؤية‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن حبان يف صحيحه(‪،)137‬و أمحد( ‪ ،)31/3‬وأبو داود( ‪ ،) 1013‬والرتمذي‬
‫( ‪ ) 2424‬وقال ‪ ( :‬حسن صحيح غريب )‪ ،‬والنسائي يف عمل اليوم والليلة ( ‪، ) 408‬‬
‫وابن ماجه ( ‪، ) 2814‬‬
‫ِ ِ‬
‫َّم ِم ْن ذَنْبِ َ‬
‫ك اللَّهُ َما تَـ َقد َ‬ ‫اشارة اىل قوله تعاىل ‪ { :‬إِنَّا فَـتَ ْحنَا لَ َ‬
‫ك فَـْت ًحا ُمبِينًا * ليَـغْفَر لَ َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ك‬
‫يما }(الفتح‪.)3-1‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ويـه ِدي َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك صَراطًا ُم ْستَق ً‬ ‫َخَر َويُت َّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ َ ْ َ‬ ‫َوَما تَأ َّ‬

‫‪77‬‬
‫وآ ره ‪ ،‬يديث ابن ماجة‪:‬‬
‫(ما من حـافظني يرفعـان ىل اهلل تعـاىل يف يــوم ـحيفة‬
‫فري يف أول ال ـحيفة ويف آ ــرها اسـتغفار‪ ،‬ال قـال اهلل‬
‫لعبدي ما بني طريف ال حيفة‪ ،‬فطوبى ملـن‬ ‫تعاىل ‪ :‬قد لفر‬
‫وجد يف حيفته استغفارا كلرياً)(‪.)3‬‬
‫وعند توقف الرزق إ يديث ابن حبان‪:‬‬
‫(من ل حمَ االستغفار جع اهلل له يف ك ضيق خمرجـاً ومـن‬
‫ك ه فرجاً ورزقه من حيث ال يَحتَسنببُ) (‪.)1‬‬

‫وعند وقوا الذنب إ ملا رو اياك يف حيحه ‪:‬‬


‫املوكـ بإح ـاء‬ ‫(ما من مسل يعم ذنبا ال وقف امللـ‬
‫فان استغفر اهلل تعاىل يف شيء من تلـ‬ ‫ذنوبه االش ساعا‬
‫ه يوقعه عليه وه يعذب عليه يوم القيامة)(‪.)1‬‬ ‫الساعا‬

‫(‪ )1‬رواه البيهقي يف شعب االميان(‪ ،)3831‬والطرباين يف كتاب الدعاء (‪ ، )111‬والرتمذي‬


‫(‪ ، ) 182/1‬و أبو يعل يف مسنده (‪،) 143 /3‬وابن عساكر (‪،) 441/11‬واملنذري يف‬
‫الرتغيب والرتهيب(‪.)411‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ، )1018‬وابن ماجه (‪ ، )2811‬والبيهق ( ‪. )314‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه احلاكم (‪ )7370‬وقال ‪ :‬صحيح اإلسناد ‪.‬ووافقه الذهيب‪ ،‬والطرباين يف‬
‫االوسط(‪. )17‬‬

‫‪78‬‬
‫وعنـد تــام ايــع األعمــال إ فقــد ااــع العــارفون عــن‬
‫استحباب تام األعمال باالستغفار‪.‬‬
‫ويف ايديث ‪( :‬انه كـان ‪ ‬يسـتغفر اهلل تعـاىل عقـب كـ‬
‫على نقص‬ ‫مكتوبة االش مرا )(‪. )3‬تشريعاً المته وتنبيهاً‬
‫طاعته ‪.‬فعل انه ينبغي للعبد أن يكلر االستغفار ليالً ونهـاراً‬
‫يـأمن العبـد مـن‬ ‫سواءً تذكر ذنوباً معينة أو ه يتذكر‪ ،‬وبذل‬
‫َـذبَ ُه ْ َوهُـ ْ‬
‫ن ول البالء عليه لقوله تعاىل ‪َ :‬ومَا كَانَ اللَّهُ مُع ِّ‬
‫ستَغْفنبرُونَ ‪.)1( ‬‬
‫يَ ْ‬

‫يتأكد على العبد كلرة االستغفار كلمـا اعتقـد النـاس فيـه‬


‫اقري وهو يف الباطن ـالف ذلـ ‪ .‬ومـا دام للعبـد سَـريرة‬
‫يفتنل بها يف الباطن يف الدنيا واا ـرة ‪ ،‬فـالالئق بـه كلـرة‬
‫االستغفار واقوف لتلبيسه على الناس‪.‬‬
‫وقد قالوا‪ « :‬أشر الناس من يظن الناس فيه اقري وهـو يف‬
‫الباطن على الف ذل » ‪ ،‬فإذا ختلق مبا ظنه الناس فيه كان‬

‫رسول اهلل ‪-‬صل اهلل عليه وسلم‪ -‬إذا َسلَّ َم‬


‫ورد أحاديث كثرية‪ ،‬منها حديث ‪( :‬كان ُ‬
‫( ‪)1‬‬

‫يَستَـ ْغ ِفُر اهلل ثَالثاً) أخرجه أمحد (‪ ، )370/0‬ومسلم (‪ ، )14/3‬وأبو داود (‪، )1012‬وابن‬
‫ماجة (‪، )138‬والرتمذي (‪، )211‬والنسائي (‪،)38/2‬وابن خزمية (‪.)727‬‬
‫(‪ )3‬سورة األنفال ‪/‬آية ‪. 22 :‬‬

‫‪79‬‬
‫له حك آ ر‪ ،‬فان من شرط الكام ‪ :‬أن يشهد كماله ونق ه‬
‫معاً‪ ،‬ليعطني كال منهما حقه من الشكر واالستغفار‪ .‬ومـادام‬
‫ناق ًا فهو دـي حكـ مـا تشـهده مـن نقـص أو كمـال يف‬
‫حالتني خمتلفتني ‪ ،‬ألنه احب عني واحـدة لـالف الكامـ‬
‫فانه احب عينني أو عني ال ت اح عني احبتها‪ ،‬وَق مَن‬
‫‪ ،‬والغالــب يف النــاس حمبـته لــكلرة‬ ‫يتفقد نفسه يف ذل‬
‫اعتقاد النـاس فيه فـوق مـا يسـتحقونه وال يكـاد أحـده‬
‫يستغفر من ذل ‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫إ أي ايياء الشرعيإفانه من اإلميان‪.‬‬


‫وقد قالوا ‪ « :‬العبادة اانان وسبعون باباً أحـد وسـبعون يف‬
‫ايياء من اهلل تعاىل ‪ ،‬وواحد يف ايع أنواا ال »‪.‬‬
‫ويف ايديث‪:‬‬
‫( استحيوا من اهلل حق ايياء‪.‬قالوا نا نســتحيي يارسـول‬
‫‪ ،‬ولكن من استحى من اهلل‬ ‫اهلل وايمد هلل‪.‬قال‪:‬ليس ذل‬
‫تعاىل فليحفظ الرأس وما وعى ‪ ،‬والبطن وما حو ‪ ،‬وليذكر‬
‫والبلى‪.‬ومن أراد اا رة ترك زينة ايياة الـدنيا‪ ،‬فمـن‬ ‫املو‬

‫‪81‬‬
‫فقد استحى من اهلل تعاىل حق ايياء) (‪.)3‬‬ ‫فع ذل‬
‫وكان الفني رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬
‫الشقاء‪ :‬القسـوة يف القلـوب ‪ ،‬واـود‬ ‫«مخس من عالما‬
‫العني ‪ ،‬وقلة ايياء‪،‬والرلبة يف الدنيا‪،‬وطول األم »‪.‬‬
‫وكان السري رمحه اهلل تعاىل يقول ‪:‬‬
‫« ن ايياء واألنس يطرقان القلب وان وجـدا فيـه ال هـد‬
‫والورا حطا و ال رحال‪ ،‬وعالمة املسـتحيي عـدم وقوعـه يف‬
‫الذنب»‪.‬‬
‫قلي ‪ :‬لع املراد بعدم الوقواإعدم اإل رار‪.‬‬
‫وقد سئ سيدي علي املر في رمحه اهلل تعاىل عـن معنـى‬
‫قو ‪ « :‬ال يكون املريد مسـتقيماً يف التوبـة حتـى ال يكتـب‬
‫الشمال ذنباً عشرين سنة‪.‬ه املراد انـه ال يقـع يف‬ ‫عليه مَلَ‬
‫مع ية أ الً أم املراد انه ال يُ نبرُّ ب يتـوب ويسـتغفر علـى‬
‫الفور !»‪..‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ، )2371‬والرتمذى (‪ )3408‬وقال ‪ :‬غريب ‪ .‬والطرباىن (‪، )11311‬‬


‫واحلاكم (‪ )7110‬وقال ‪ :‬صحيح اإلسناد ‪ .‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪، )7721‬وابن أىب‬
‫شيبة (‪ ، )24231‬والبزار (‪ ، )3130‬وأبو يعل (‪ ، )0147‬والطرباىن ىف الصغري (‪. )414‬‬

‫‪80‬‬
‫فقال‪ « :‬املراد اللاني ‪ ،‬الن املريد ذا وقـع يف الـذنب بـادر‬
‫الذنب على اإلار فال‬ ‫ىل التوبة واالستغفار فامنحى عنه ذل‬
‫شيئاً يكتبه ال ميكث أكلـر مـن سـاعة لعـ العبـد‬ ‫ةد املَل‬
‫كتابـة‬ ‫يتوب ويستغفر‪ ،‬فإذا ندم العبـد واسـتغفر تـرك املَلـ‬
‫الذنب»‪ .‬هـ‪.‬‬
‫ا ـ ال خيفــى أن املَلكــني ال يكتبــان ال املعا ــي القوليــة‬
‫والفعلية ذا تلفظ بها احبها‪.‬وقال فَعليُ كذا وكذا ‪ ،‬لقوله‬
‫تعاىل فيهما‪  :‬كراما كاتبني يعلمون ما تفعلون‪. )3( ‬‬
‫والعل لري الكتابة فافه ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أينا يا أ ي إ‬
‫فقد قالوا ‪ « :‬ال ينبغي للرج أن يطلب العلـ وايـديث‬
‫حتى يعم يف األدب عشرين سنة»‪.‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬كاد األدب أن يكون اللي الدين» ‪.‬‬
‫شيئان‪ :‬مراعاة أدب العبودية‪،‬‬ ‫وقالوا‪«:‬القرآن الكري‬
‫وتعظي حقوق الربوبية»‪.‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬من تر ص يف األدب رجع من حيث جاء»‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة االنفطار‪/‬آية ‪.13-11‬‬

‫‪82‬‬
‫وقالوا ‪« :‬مـن ال أدب لـه فـال شـريعة لـه‪،‬وال ميـان وال‬
‫توحيد»‪.‬‬
‫ىل حنرة‬ ‫بعبادته اىل اجلنة وال ي‬ ‫وقالوا‪ « :‬العبد ي‬
‫اهلل ال باألدب يف العبادة‪،‬ومَن ه يراا األدب يف طاعته فهـو‬
‫حمجوب عن ربه تعاىل »‪.‬‬
‫وقــالوا‪ « :‬تــرك األدب موجــب للطــرد ‪ ،‬فمــن أســاء‬
‫األدب على البساط رُد ىل الباب ‪ ،‬ومـن أسـاء األدب علـى‬
‫الباب رُد اىل سياسة الدواب (‪. »)1‬‬
‫أولياء اهلل تعاىل ىل مـا و ـلوا بكلـرة‬ ‫وقالوا‪ « :‬ما و‬
‫األعمال‪ ،‬و منا و لوا باألدب وحسن اقلق»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬

‫‪.‬‬
‫فقد قالوا‪ «:‬من نسي اهلل تعاىل فقد كفر به»‪.‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬ك مَن تساه بالغفلة وه يكن عليه أشـد مـن‬
‫ضرب السيوف فهو كاذب ال يـجيء شيء منه يف الطريق»‪.‬‬

‫(‪ )1‬سياسة الدواب‪ :‬راضها وعين هبا ‪ ،‬والسائس ‪ :‬رائض الدواب ومدرهبا‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬ذا ترك العارف(‪ )3‬الذكر نفساً أو نفسـني قـي‬
‫اهلل تعاىل له شيطاناً فهو له قرين ‪ ،‬و أما لري العارف فيسامل‬
‫وال يؤا ذ ال يف مل درجة أو درجتني أو زمن أو‬ ‫مبل ذل‬
‫زمنني أو ساعة أو ساعتني على حسب املراتب»‪.‬‬
‫وقد رو الشيخان ‪:‬‬
‫(قال اهلل تعاىل ‪:‬أنا عند ظن عبدي بـي‪ ،‬وأنـا معـه ن‬
‫ذكرني ‪،‬فان ذكرني يف نفسه ذكرته يف نفسي ‪ ،‬وان ذكرنـي يف‬
‫ما ذكرته يف ما ري من مالئه)(‪.)1‬‬
‫ورو ابن حبان‪:‬‬
‫(اكلروا ذكر اهلل تعاىل حتى يقولوا جمنون)(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬العارف‪ :‬من يعظم ربه أمام الناس ليعظموه‪ ،‬ويكربه أمامهم ليكربوه‪ ،‬فإذا عظموه عظموا‬
‫كالمه‪ ،‬وعظموا أوامره‪ ،‬فأطاعوه وجتنبوا معاصيه ‪،‬وكذلك حيبب اهلل خللقه بذكر آالئه وإنعامه‬
‫وإحسانه‪ ،‬وصفات كماله‪ ،‬ونعوت جالله‪ ،‬فالقلوب مفطورة عل حب من أحسن إليها‪ ،‬فإذا‬
‫ذكرت آالء اهلل وإنعامه تعلقت حببه‪ ،‬وهان عليها ترك الذنوب‪ ،‬وترك اإلصرار عليها‪ ،‬ونشطت‬
‫وتلذذت بطاعته‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أمحد (‪ ، )1241‬والبخارى (‪ ، )3171‬ومسلم (‪ ، )3370‬والرتمذى (‪)2312‬‬
‫وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وابن ماجه (‪ ، )2833‬وابن حبان (‪. )811‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد (‪ ،)11371‬وعبد بن محيد (‪ ،)130‬وأبو يعل (‪ ،)1273‬وابن شاهني ىف‬
‫الرتغيب (‪،)211/3‬وابن السين (‪ ،)4‬وابن حبان (‪ ، )817‬واحلاكم (‪ )1821‬والبيهق ىف‬
‫شعب اإلميان (‪ )033‬والديلم (‪. )313‬‬

‫‪84‬‬
‫ورو مسل والنسائي والب ار ‪:‬‬
‫( أال أنبئك لري أعمالك وأزكاها عند مليكك وارفعها‬
‫يف درجاتك ‪،‬و ري لك من نفاق الذهب والـوَرحق(‪ )3‬و ـري‬
‫لك ـ مــن أن تلقــوا عــدوك فتنــربوا أعنــاقه وينــربوا‬
‫أعناقك ‪.‬قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬ذكر اهلل ع وج )(‪. )1‬‬
‫ورو الط اني‪(:‬ليس تتحسر أه اجلنـة ال علـى سـاعة‬
‫به وه يذكروا اهلل تعاىل فيها) (‪.)1‬‬ ‫مر‬
‫ورو أينــا‪(:‬مَن ه يــذكر اهلل تعــاىل فقــد بــر ء مــن‬
‫اإلميان)(‪. )4‬‬
‫ورو أيناً‪( :‬مل الذي يذكر ربـه والـذي ال يـذكر ملـ‬
‫ايي وامليي)(‪.)5‬‬
‫ذا ذكرتين‬ ‫ورو أيناً ‪( :‬يقول اهلل تعاىل ‪:‬يا ابن آدم‪ :‬ان‬

‫(‪ )1‬الورق‪:‬الدراهم املضروبة من الفضة‪.‬‬


‫(‪ )3‬أخرجه أمحد (‪ ، )31701‬والرتمذى (‪ ، )2277‬وابن ماجه (‪ ، )2711‬واحلاكم‬
‫(‪ )1830‬وقال ‪ :‬صحيح اإلسناد ‪ ،‬والبيهق ىف الشعب (‪. )011‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطرباىن (‪ ، )183‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ، )012‬والديلم (‪. )0344‬‬
‫(‪ )4‬أورده احلافظ املنذري يف كتابه (الرتغيب والرتهيب) (‪ )3212‬بلفظ ‪( :‬من مل يكثر ذكر‬
‫اهلل ؛ فقد برىء من اإلميان)‪.‬‬
‫(‪ )0‬رواه البخاري(‪ ، )3144‬ومسلم (‪ ،)771‬وابن حبان (‪، )804‬وأبو يعل (‪، )7213‬‬
‫والروياىن (‪ ، )472‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ، )023‬والديلم (‪. )3443‬‬

‫‪85‬‬
‫شكرتين‪ ،‬وان نسيتين كفرتين)(‪. )3‬‬
‫وقالوا ‪« :‬وهذا النسيان يطلق على نسيان لفلة اجله باهلل‬
‫تعاىل واإلشراك به ‪ ،‬وعلى نسيان لفلـة اإلعـراض عـن اهلل‬
‫تعاىل وطريقه ‪ ،‬وكالهما مذموم» ‪.‬‬
‫ورو الرتمذي‪ ( :‬ذا مررمت برياض اجلنة فارتعوا‪ .‬قـالوا ‪:‬‬
‫يا رسول اهلل ‪ :‬وما رياض اجلنة‪ .‬قال‪:‬حلق الذكر)(‪. )1‬‬
‫ورو أيناً ‪ ( :‬مَن لى ال بل يف ااعة ا قعـد يـذكر‬
‫لى ركعتني كاني له كأجر‬ ‫اهلل تعاىل حتى طلع الشمس ا‬
‫حجة وعمرة تامة تامة ) (‪.)1‬‬
‫ورو البــ ار ‪( :‬ذاكــر اهلل تعــاىل يف الغــافلني مبن لــة‬
‫ال ابر يف الفارنين)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الطرباين يف االوسط(‪ ،)7330‬والديلم (‪. )4411‬‬


‫(‪ )3‬أخرجه أمحد (‪ ، )13040‬والرتمذى (‪ )2011‬وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ .‬وأبو يعل‬
‫(‪ ، )2423‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪، )31‬والطرباىن ىف الدعاء (‪ ، )1811‬وأبو نعيم ىف‬
‫احللية (‪ . )338/3‬ومعىن‪" :‬رياض اجلنة" ‪ :‬رياض مجع روضة ‪ ،‬وه األرض املخضرة بأنواع‬
‫النبات املختلفة ‪" .‬فارتعوا" ‪ :‬فكلوا واشربوا ما شاء ىف خصب وسعة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذى (‪ )083‬وقال ‪ :‬حسن غريب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطرباىن ىف الكبري (‪، )1717‬ويف األوسط (‪ ،)371‬وامحد يف الزهد (ص‪،)238‬‬
‫والبزار(‪ )1701‬إال انه ذكر (كاملقاتل مع الفارين) بدال من (مبنزلة الصابر يف الفارين) ‪.‬‬
‫ومعىن ‪ ( :‬الفارين) ‪ :‬الفار؛ املنهزم ‪ ،‬واملراد به ‪ :‬املنهزم من اجلهاد‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ورو أينا ‪ ( :‬ما من قوم جلسوا جملساً وتفرقـوا منـه وه‬
‫يذكروا اهلل تعاىل فيه ال كأمنا تفرقوا عـن جيفـة محـار وكـان‬
‫عليه حسرة يوم القيامة )(‪.)3‬‬
‫ورو ابن ابي شيبة‪:‬‬
‫ويف‬ ‫(ما مـن مـؤمن ال ولقلبـه بيتـان‪:‬يف أحـدهما امللـ‬
‫األ ر الشيطان‪،‬فإذا ذكـر اهلل تعـاىل ـنس وان ه يـذكر اهلل‬
‫وضع الشيطان منقاره يف قلبه ووسوس له)(‪. )1‬‬
‫ورو ابن حبان ‪:‬‬
‫سيُع َل ُ أه اجلَمـعح منبـن أهـ الكـرم‪ .‬قيـ ‪ :‬مَـن أهـ‬
‫(َ‬
‫الكرم قال ‪ :‬أه جمالس الذكر ) (‪.)1‬‬
‫ورو أبو داود ‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه امحد يف مسنده (‪ ،)11827‬وأبو داود (‪ ، )4800‬واحلاكم (‪ ،)1818‬والبيهق‬


‫ىف شعب االميان (‪ )041‬ويف اآلداب(‪ ،)308‬وابن السين ( ‪ ،) 421‬وأبو نعيم يف حلية‬
‫االولياء ( ‪ ، ) 317 / 7‬والطرباين يف االوسط(‪. )2744‬‬
‫(‪ )3‬ذكر اجلزري يف احلصن بلفظ‪ ( :‬ما من آدمي إال ولقلبه بيتان يف أحدمها امللك ويف اآلخر‬
‫الشيطان فإذا ذكر اهلل خنس وإذا مل يذكر اهلل وضع الشيطان منقاره يف قلبه ووسوس له) رواه‬
‫ابن أيب شيبة يف مصنفة‪ .‬واوعزه العراقي يف ختريج األحياء ( ‪ ) 38/2‬اىل ابن ايب الدنيا يف‬
‫كتاب مكايد الشيطان‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد يف مسنده (‪، )11741‬وابن حبان (‪ ، )813‬والبيهق ىف شعب اإلميان‬
‫(‪ ، )020‬وأبو يعل (‪. )1143‬‬

‫‪87‬‬
‫(لئن أقعد مع قوم يذكرون اهلل تعاىل من الة الغداة حتى‬
‫تطلــع الشمس أحـب لـي مـن أن أعتـق أربعــة مـن ولـد‬
‫(‪)3‬‬
‫مساعي )‬
‫ورو اإلمام امحد ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(لنيمـة جمالس الذكر اجلنـة )‬
‫قال الشيخ ع الدين بن عبد السالم (‪ )1‬رمحـه اهلل تعـاىل ‪:‬‬
‫«وهذا ايديث وأملاله يلحـق بدرجـة األمـر الن كـ فعـ‬
‫مدحه الشارا‪ ،‬أو مـدا فاعلـه ألجلـه‪ ،‬أو وعـد عليـه لـري‬
‫عاج أو آج إ فهو مـأمور بـه ‪ ،‬لكنـه تـردد بـني اإلةـاب‬
‫والندب »‪ .‬أهـ ‪.‬‬
‫واألحاديث يف فن الذكر كلرية‬
‫يا أ ي ! ‪.‬‬ ‫فاعل ذل‬
‫وال ترتك الذكر‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)2337‬والبيهق ىف شعب اإلميان (‪ ،)031‬والضياء (‪، )3418‬وأبو‬
‫نعيم ىف احللية (‪ ، )20/2‬والطرباىن ىف األوسط (‪. )3133‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أمحد (‪ ،)3301‬والطرباين يف مسند الشاميني(‪ ،)1230‬واورده املنذري يف الرتغيب‬
‫والرتهيب(‪.)3234‬‬
‫(‪ )2‬عز الدين بن عبد السالم ‪ :‬يلقب بشيخ العلماء وبسلطان العلماء ‪ .‬ولد بالشام سنة‬
‫‪ 077‬هـ انتهت إليه اإلمامة وبلغ منزلة االجتهاد مع الزهد والورع ‪ .‬الف كتباً كثرية مات سنة‬
‫‪ 331‬هـ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫قال اإلمام سه رمحه اهلل تعـاىل ‪« :‬ســريوا ىل اهلل تعـاىل‬
‫عرجاً ومكاسري ‪ ،‬وال تنظروا ال حة ‪ ،‬فـان انتظـار ال ـحة‬
‫بطالة»‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪ «:‬ال تَرتُكنب الذِّكرَ لنبعَدَمح حُنـورحكَ‬ ‫وقال احب ايك‬
‫َمعَ اهللنب فيهنب‪ ،‬ألَن لَف َلَت َ عَن وُجودنب ذنبكرهنب أَشَدُّ منبن لَفلتنبـ َ يف‬
‫وُجودنب ذنبكرحهنب‪ .‬فَعَسى أَن يَرفَ َع َ منبن ذنبكرٍ َمعَ وُجـودنب لَفلـةٍ ىل‬
‫ذنبكرٍ َمعَ وُجودنب يَ َقظَةٍ‪َ ،‬ومنبن ذنبكنبرٍ َمعَ وُجودنب يَ َقظَةٍ ىل ذنبكنبـرٍ مَـعَ‬
‫وُجودنب حُنورٍ‪َ ،‬ومنبن ذنبكنبـرٍ مَـعَ وُجـودنب حُنـورٍ ىل ذنبكنبـرٍ مَـعَ‬
‫وُجــودنب لَيبَـةٍ َعمنــا سنبـوَ املَــذكورح‪َ { ،‬ومَــا َذلنبـ َ َعلَــى اللَّـهنب‬
‫بنبعَ حي ٍ}»(‪.)1‬‬
‫يا أ ي !‬ ‫فاعل ذل‬

‫( ‪)1‬‬
‫صاحب الحكم ‪ :‬هو ابن عطاء اهلل السكندري ‪ ،‬العارف باهلل ‪ ،‬العامل اجلامع لعلوم‬
‫التفسري واحلديث والفقه ‪ ،‬مرشد السالكني ‪ ،‬واحلكم العطائية اليت غرفها حاجي خليفة يف‬
‫كشف الظنون ‪ ،‬باهنا حكم منثورة عل لس ـ ــان اهل الطريقة ‪ ،‬ملا صنفها عرضها عل شيخه‬
‫ايب العباس املرسي فتاملها وقال له ‪ :‬لقد اتيت يف هذه الكراسة مبقاصد االحياء وزيادة ‪،‬‬
‫ولذلك تعشقها ارباب الذوق ملا رق هلم من معانيها وراق ‪ .‬مات سنة ‪ 711‬هـ ‪ .‬وقد وفقنا‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل بتحقيقه ونشره ‪ ( .‬الطبقات الكربى ‪ ، 11/3‬االعالم ‪ ، 333/1‬ايقاظ‬
‫اهلمم ‪ 1/1‬هداية العارفني ‪ 112/1‬كشف الظنون ‪. ) 370/1‬‬
‫(‪ )3‬ابن عطاء اهلل السكندري‪ ،‬احلكم العطائية (رقم ‪.)47‬‬

‫‪89‬‬
‫وال تــرتك الــذكر فانــهإ‬

‫قال األستاذ أبو علي الدقاق (‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬


‫«الذكر ركن قوي يف طريق اهلل تعاىل ‪ ،‬ب هو العمـدة يف‬
‫أحد ىل اهلل تعاىل ال بدوام الذكر» ‪.‬‬ ‫هذا الطريق‪ ،‬وال ي‬
‫وقال الشيخ أبو املواهب الشاذلي رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫« منا كان ذكـر اهلل أكـ مـن ال ـالة ‪ ،‬ألن ال ـالة و ن‬
‫لـالف الـذكر‬ ‫األوقـا‬ ‫كاني عظيمة فقد ال جتوز يف بع‬
‫فانه مستدام يف عموم اياال » ‪.‬‬
‫وقال أيناً ‪ :‬ا تلفوا أميـا افنـ الـذكر سـراً أو جهـراً‬
‫والذي أقول به ‪ « :‬ن الذكر جهراً أفن ملـن لَلبـي عليـه‬
‫القوة من أه البداية‪ .‬والذكر سراً أفنـ ملـن للبـي عليـه‬
‫(‪)1‬‬
‫من أه النهاية» ‪.‬‬ ‫اجلمعية‬
‫نبيغ ذنبكر املريد قول‪( :‬ال اله ال اهلل)‬ ‫وقال أيناً‪ « :‬أفن‬
‫ما دام له هو ‪ ،‬فإذا فنيي أهويته كان ذكر اجلاللة أنفـع لـه‬

‫(‪ )1‬ابو علي الدقاق ‪ :‬النيسابوري الشــافعي ‪ ،‬لسان وقته وأمام عصره ‪ ،‬كان فارهاً يف العلم‬
‫مبسوطاً يف احللم ‪ ،‬حممود السرية ‪ ،‬حممود السريرة ‪ .‬مات سنة ‪ 413‬هـ (الكواكب الدرية يف‬
‫الطبقات الصوفية ‪ ، 33/3‬جامع كرامات األولياء ‪.) 433/1‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجمعية ‪ :‬اجتماع اهلمم يف التوجه إىل اهلل تعاىل واالشتغال به عما سواه‬

‫‪91‬‬
‫ألن ما مت هناك ما يغين حقيقة» ‪.‬‬
‫‪ ،‬أي مرسـوم‬ ‫فافه واعل أن الـذكر‬
‫من اهلل تعاىل للعبد كمراس ملـوك الـدنيا بالوظـائف ( وهلل‬
‫املل األعلى) فمن وقف لدوام ذكـر اهلل تعـاىل فقـد أعطـى‬
‫فقد ع ل عـن‬ ‫املرسوم بأنه ولي اهلل تعاىل ‪ ،‬ومن سلب ذل‬
‫الوالية‪.‬‬
‫فــافه واعلــ أن الــذكر‬

‫قال سيدي علي املر ـفي رمحـه اهلل تعـاىل ‪ « :‬قـد عجـ‬
‫األشياخ فل ةـدوا للمريـد دواءً أسـرا يف جَـالء قلبـه مـن‬
‫مداومة الذكر ‪ ،‬فحُك الذكر يف اجلالء للقلب كحُك ايَ ا‬
‫كحكـ‬ ‫يف النحاس ‪ ،‬وحك لري الذكر من سـائر العبـادا‬
‫حيتال اىل طول زمن» ‪.‬‬ ‫ال ابون يف النحاس ‪ ،‬وذل‬
‫من طريق الـذكر كالطـائر اجملـد اىل‬ ‫وقال أيناً ‪« :‬السال‬
‫من لـري طريـق الـذكر كـال من‬ ‫القُرب ‪ ،‬والسال‬ ‫حنرا‬
‫الذي ي حف تارة ويسكن أ ر مع بعد املق د فرمبـا قطـع‬
‫ىل مق ده»‪.‬‬ ‫مل هذا عمره كله‪ ،‬وه ي‬
‫وأاعوا على إ «أن الفتل يف اللي أقرب منه يف النهار» ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وقالوا ‪«:‬ك مَن ه يذكر اهلل تعاىل من لروب الشـمس ىل‬
‫ال باا يف جملس واحد ما عدا وقي ال الة ‪ ،‬فال ةيء منـه‬
‫شيء يف الطريق» ‪.‬‬
‫له من الذكر حـال قـوي وحنـور‬ ‫وقالوا ‪ «:‬مَن ه حي‬
‫مع اهلل تعاىل فليس له قطع اجمللس» ‪.‬‬

‫فافه واعل انه‬


‫‪( ،‬أي بالذكر) ‪.‬‬
‫قال سيدي أبو مدين التلمساني(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫« مَن دامي أذكاره َفي أسراره ‪ ،‬ومَـن َـفي أسـراره‬
‫‪ :‬أن ايق تعاىل‬ ‫كان يف حنرة اهلل تعاىل قراره‪ .‬و يناا ذل‬
‫ال يقرب ىل حنرته ال من اسـتحيا منـه حـق اييـاء ‪ ،‬وال‬
‫له الكشف ورفع‬ ‫ال ح‬ ‫ي ل ألحد ن يستحيي ‪ .‬كذل‬
‫ايجاب ‪ ،‬وال ي ل له الكشف ورفع ايجـاب ال مبالزمـة‬
‫بها املريد بسرعة» ‪ .‬هـ ‪.‬‬ ‫الذكر‪ .‬وهذا طريق ي‬
‫واملراد حبنرة اهلل تعـاىل حيـث أطلقـي يف لسـان القـوم‪:‬‬

‫(‪ )1‬ابو مدين التلمساني ‪ :‬من أعيان مشايخ املغرب وصدور املربني ‪ .‬وشهرته تغين عن تعريفه‬
‫وامسه شعيب وولده مدين دفن بتلمسان وقد ناهز الثمانني سنة ‪ 081‬هـ (جامع كرامات‬
‫االولياء ‪ ، 117/3‬الطبقات الكربى ‪. ) 122/1‬‬

‫‪92‬‬
‫«شهود العبد انه بني يدي اهلل تعاىل ‪ ،‬فمـا دام هـذا مشـهده‬
‫فهو يف حنرة اهلل تعاىل فإذا حجـب عـن هـذا املشـهد فقـد‬
‫رل منها» ‪.‬‬
‫أحـــد‬ ‫فـــافه واعلـــ انـــه ‪،‬‬
‫‪ .‬أي بالـذكر ‪ .‬وقـد تقـدم أن‬ ‫الكامـ‬
‫ال به ‪.‬‬ ‫الكشف ال حي‬
‫والكشف على نوعني ‪ :‬حسي و يالي ‪.‬‬
‫العبـد عينيـه عنـد رؤيـة شـخص أو‬ ‫فاقيالي ‪ ،‬أن يغم‬
‫رؤية فع فان بقي له الكشف فهوإ يالي ‪ ،‬وان زال فليعل‬
‫أن اإلدراك قد تعلق مبا كان حمسوساً ‪ .‬ومن كشـف لـه عمـا‬
‫يفعله الناس يف قعور بيوته فهوإ كشف شيطاني ةب عليـه‬
‫التوبة منه فوراً ‪.‬‬
‫‪« ،‬الكام ال كشف له» ‪ :‬أي ألنه مشغول‬ ‫و يناا قو‬
‫بأداء أوامر ربه تعـاىل الـهلل عليـه يف كـ نفـس ‪ ،‬فـال تدعـه‬
‫األوامر املتوجهة ليه يتفر لغريها ‪.‬‬
‫ال بالـذكر فهـو‬ ‫وأما كون اإل ـالص الكامـ ال حي ـ‬
‫‪.‬‬ ‫كذل‬

‫‪93‬‬
‫وقد رووا يف رسائله فقالوا ‪ « :‬ن أول ما يتجلـى للعبـد‬
‫هلل‬ ‫ذا اشتغ بالذكر توحيد الفع هلل تعـاىل وتوحيـد امللـ‬
‫تعاىل ‪ ،‬وتوحيد الوجود هلل ‪ .‬فإذا جتلى له توحيـد الفعـ هلل‬
‫رل كشفاً ويقيناً عن شهود كون الفع له ‪ ،‬و رل به أيناً‬
‫عن طلب اللواب عليه ‪ ،‬وعن الك والعجـب والريـاء بـه ‪،‬‬
‫يف فناء اإل الص الكام » ‪.‬‬ ‫ود‬
‫فــافه وأكلــر مــن ذكــر اهلل تعــاىل ‪،‬‬
‫يديث الط اني ‪( :‬ال يقعد قوم يذكرون اهلل تعاىل‬
‫ال حفته املالئكة ولشيته الرمحة وذكره اهلل تعاىل فـيمن‬
‫عنده)(‪.)3‬‬
‫وقالوا ‪« :‬أول ما تن ل الرمحة على جمالس الذكر» ‪.‬‬
‫الواقــع‬ ‫فـافه واعلـ ! أن بـذكر اهلل تعــاىل‬
‫للناس يف هذه الدار فان ا َ والغَ فيها منا هو بقدر الغفلـة‬
‫عن اهلل تعاىل‪ .‬فمن أراد دوام السرور فليداوم علـى الـذكر ‪.‬‬
‫فال يَلومن العبد ال نفسه ذا ترادفي عليه ا موم والعموم ‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪ ، )3711‬والطيالس (‪ ، )3322‬وأمحد (‪ ، )11812‬وابن ماجة‬


‫(‪ ،)1173‬وعبد بن محيد (‪ ، )831‬وأبو يعل (‪ ، )1303‬وابن حبان (‪ ،)800‬والرتمذى‬
‫(‪ )2278‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬ومعىن‪( :‬غشيتهم) ‪ :‬غطتهم وأصابتهم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫منا هو ج اء بقدر عراضه عن ربه ع وج ‪.‬‬ ‫فان ذل‬
‫فافه واعل أن بـذكر اهلل تعـاىل ‪،‬‬

‫قال ايكي أبو عبد اهلل حممد الرتمذي(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫«ذكر اهلل تعاىل يرطب القلب ويلينه‪ ،‬فإذا ـال عـن الـذكر‬
‫أ ابته حرارة النفس‪ ،‬ونار الشـهوة‪ ،‬فقسـا وبـس وامتنعـي‬
‫األعناء عن الطاعة»‪.‬‬
‫فـــافه واعلــ أن مبداومـــة ذكـــر اهلل تعـــاىل ‪،‬‬
‫‪ ،‬من كنب وعُجب ورحياء وحَسد وسُوء‬
‫‪.‬‬ ‫ظَن وحنبقد ومَكر وحُب حممدة ولري ذل‬
‫فـــافه واعلــ أن مبداومـــة ذكـــر اهلل تعـــاىل‬
‫‪ .‬والفــرق بينهــا وبــني اقــواطر‬
‫النفسانية ‪ :‬أن ـاطر الشـيطان أكلـره يـدعو ىل املعا ـي ‪،‬‬

‫(‪ )1‬الحكيم الترمذي ‪ :‬هو اإلمام الشهري الصويف الكبري ‪ ،‬أحد أفراد العارفني وأئمة العلماء‬
‫العاملني ‪ .‬ولد يف أوائل القرن الثالث اهلجري ‪ .‬وهو واضع األساس الطريقة احلكيمة‬
‫وقاعدهتا عل الوالية وتصانيفه تبحث يف احلقيقة الوالية ودرجات األولياء ومراعاة ترتيبها ‪.‬‬
‫مات سنة ‪ 313‬هـ ‪ ( .‬جامع كرامات األولياء ‪ ، 131/1‬معجم املصطلحات الصوفية ص‬
‫‪44‬و ‪ ، 81‬طبقات الصوفية ص‪.)01‬‬

‫‪95‬‬
‫و اطر النفس يدعو ىل تباا الشهوة ‪ .‬وفرقوا بينهمـا أينـاً‬
‫بشيء أيي ‪ ،‬فال ت ول وال ترجـع‬ ‫« بان النفس ذا طالبت‬
‫ىل مرادهـا ‪ ،‬ال أن يـدوم ـدق‬ ‫ولو بعد حني حتى ت ـ‬
‫اجملاهدة ‪ .‬و أما الشيطان ذا دعاك ىل زلة خمالفته فاتـه ذلـ‬
‫عنـده سـواء »‪.‬‬ ‫ويوسوس ب لة أ ر ‪ ،‬الن ايع املخالفا‬
‫‪.‬هـ ‪.‬‬
‫ومعنى اقَاطر ‪ :‬نبطاب يَرد على النمائر ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫واعل أن بذكر اهلل تعاىل‬

‫قال اإلمام ذو النون امل ري (‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ‪« :‬مَن ذكر‬


‫اهلل تعاىل حفظه من ك شيء»‪.‬‬
‫وقالوا ‪« :‬الذكر سيف املريدين بـه يقـاتلون أعـدائه مـن‬
‫الهلل تطرقه » ‪.‬‬ ‫اجلنبن واألنس‪ ،‬وبه يدفعون اافا‬

‫(‪ )1‬ذو النون المصري‪:‬امسه ثوبان بن إبراهيم‪،‬أوحد وقته علماً‪،‬وورعاً وحاالً وكانت له فصاحة‬
‫وحكمة وشعر‪ .‬وهو أول من تكلم مبصر (ترتيب االحوال ومقامات أهل الوالية) فأنكر عليه‬
‫عبد اهلل بن عبداحلكم‪ .‬واهتمه املتوكل العباسي بالزندقة‪ ،‬فاستحضره إليه فلما دخل عليه‬
‫ووعظه بك املتوكل‪ .‬مث أطلقه‪ ،‬فعاد إىل مصر‪ . .‬مات سنة ‪340‬هـ‪(.‬الطبقات الكربى‬
‫‪،01/1‬الرسـالة القشريية ص‪،14‬األعالم ‪،113/3‬جامع كرامات األولياء ‪،332/1‬طبقات‬
‫الصوفية ص‪. )11‬‬

‫‪96‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬ن البالء ذا ن ل على قوم وفيه ذاكر حَاد عنه‬
‫البالء»‪.‬‬
‫وقالوا ‪ « :‬ن الذكر ذا متكـن مـن القلـب ـار الشـيطان‬
‫ي را ذا دنا من الـذاكر كمـا ي ـرا اإلنسـان ذا دنـا منـه‬
‫الشيطان فتجتمع عليه الشياطني فيقولون ما باله فيقال‪:‬انه دنا‬
‫من ذاكر فَ ُرا»‪.‬‬
‫يا أ ي!‬ ‫فاعل ذل‬
‫واكلر من ذكر اهلل تعـاىل‬
‫‪.‬‬
‫قال سيدي الشـيخ أفنـ الـدين رمحـه اهلل تعـاىل ‪ « :‬ن‬
‫الشيطان يركب أحدنا كلما لف عن ذكر اهلل تعاىل فانه دائما‬
‫واقف جتـاه قلـب العبـد‪ ،‬فكلمـا لفـ عـن ذكـر اهلل تعـاىل‬
‫استحوذ عليه‪ ،‬وكلما ذكر اهلل تعـاىل نـ ل عنـه‪ ،‬فلـو كشـف‬
‫بلـيس يركبـه كمـا يركـب أحـدنا ايمـارة ‪،‬‬ ‫ألحدنا لـرأ‬
‫وي رفها كيف شاء طول اللي والنهار كلما لف ‪،‬وين ل عنه‬
‫كلما ذكر اهلل تعاىل»‪.‬‬
‫وااـع القــوم علــى ‪ « :‬أن الــذكر مفتــاا الغيــب‪ ،‬وجَـار‬
‫احبه‪،‬و ذا للـب‬ ‫اقري‪،‬وأنيس املستوحش‪ ،‬وجامع لشتا‬

‫‪97‬‬
‫على الذاكر امت ل بروا الذاكر حب اسـ املـذكور‪،‬حتى أن‬
‫الذاكرين وقـع علـى رأسـه حَجـر فقطـر الـدم علـى‬ ‫بع‬
‫األرض واكتتب ‪:‬اهلل ‪..‬اهلل‪ .‬فلو ه يكن من شرف الـذكر ال‬
‫كفاية يف شرفه»‪.‬‬ ‫انه ال يوقي بوقي لكان ذل‬
‫وااعوا على‪« :‬انه ال ينبغي تركه ولو مع الغفلة»‪.‬فافه ‪.‬‬
‫واعل أن فوائد الذكر ال تنح ر‪ ،‬الن الذاكر ي ري جليس‬
‫ايق تعاىل من األسرار والعلوم كلما ذكـر ألنهـا حنـرة ال‬
‫يرد عليها أحد ويفارقها بغري مدد ‪ ،‬لكن مع اينور ‪ ،‬فيقال‬
‫ملن ادعى انه حنر بقلبه يف ذكره مع ربه تعاىل ‪:‬مـاذا أدفـ‬
‫وأعطــاك يف هــذا اجمللس‪،‬فــان قال‪:‬مــا أعطــاني شــيئاً‪.‬قلنا‬
‫شـيخا ي يـ‬ ‫له‪:‬وأني األ ر ه دنر معه يف ذكره فاختذ ل‬
‫عن اينور‪ ،‬فان ه ةـد لـه شـيخاً ‪،‬‬ ‫املوانع املانعة ل‬ ‫عن‬
‫قلنا له ‪ :‬أكلر من ذكر اهلل تعاىل باللفظ حتى ي ري ايق تعاىل‬
‫مشهودك ‪ ،‬وهناك ي ل الفتل ‪ ،‬ألن الذكر هلل تعـاىل حقيقـة‬
‫هو است حاب شهود العبد انه بني يدي ربه تعاىل ‪ ،‬والـذكر‬
‫لـه الشـهود اسـتغنى‬ ‫باللسانإ منا هو وسيلة ليه ‪،‬فإذا ح‬
‫عن ذكر اللسان فال يذكر باللسان ال يف حم يقتد به فيه ال‬
‫لري‪،‬الن حنرة شـهود ايـق تعـاىل حنـرة بهـي و ـرس‬

‫‪98‬‬
‫يستغين احبها عن الذكر‪ .‬ذ هو مبن لة الدلي ‪،‬فإذا ح لي‬
‫يـا‬ ‫اجلمعية باملدلول استغنى العبد عن الـدلي ‪.‬فـاعل ذلـ‬
‫أ ي فانه نفيس!‬
‫وملا ذكر شيئاً من فنائ الذكر أ ذ يتكل على شيء مـن‬
‫واجباته فقال ‪:‬‬
‫وال تشرك معه‪،‬أي ‪ :‬مع الذكر لـريه‪ ،‬فقـد ااعـوا علـى‪:‬‬
‫«أن ك شيء أشركه املريد مع الـذكر قطعـه عـن ســــرعة‬
‫السري‪ ،‬وأبطأ فتحه بقدره كلرة وقلة»‪.‬‬
‫وقالوا‪ « :‬ةب علـى الشـيخ أن يـأمر املريـد ن يـذكر اهلل‬
‫يأمره أن يسـوي‬ ‫تعاىل بلسانه بشدة وع م‪،‬فإذا متكن من ذل‬
‫يف الذكر بني قلبه ولسانه ويقول له‪:‬اابي على اسـتدامة هـذا‬
‫تعاىل أبداً بقلب ‪.‬وال ترتك الـذكر‬ ‫بني يدي رب‬ ‫الذكر كأن‬
‫منه حال وت ـري أعنـاؤك كلـها ذاكـرة ال‬ ‫ل‬ ‫حتى حي‬
‫والسـنن‬ ‫تقب الغفلة عن اهلل تعاىل‪،‬وال تـ د علـى الفـرائ‬
‫منـا‬ ‫املؤكدة ‪ ،‬وال تشتغ بقراءة القران وال بغريه‪،‬فـان ذلـ‬
‫هوإ ورد ال ُكمَ إالذين عرفـوا عظمـة اهلل تعـاىل‪.‬ا بعـد أن‬
‫يلقنه الذكر يأمره باجلوا على التدريج شيئاً فشيئاً لـئال يقـ‬
‫قــواه فينقطــع عــن الــذكر‪،‬ويأمره أينـاً بقلــة اللغــو والنــوم‬

‫‪99‬‬
‫‪،‬‬ ‫وباعت ال الناس‪،‬فانه البد مع االشتغال بالتوحيد من ذلـ‬
‫من نور التوحـيد تطفئه ظلمـة األك‬ ‫و ال فك شيء ح‬
‫واللغو‪،‬كـــما هـــو مقــرر يف أركــان الطريــق(‪.)3‬وقــد عج ـ‬
‫اللـه باألركـان فلـ‬ ‫األشياخ على أن يو لوا مريـداً مـع‬
‫يقدروا »‪.‬‬
‫إ أي الذكر جهراً‪ ،‬فان الـذكر جهـراً انفـع‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫ملن للبي عليه اجلمعية‪.‬‬
‫وقد ااعوا انه‪ « :‬ةب على املريد اجلهر بالذكر ‪ ،‬وان ذكر‬
‫السنبرِّ وا وينا ال يفيده رقياً‪،‬وينبغي أن يكون اجلهر برفق فانـه‬
‫ذا كان بغري رفق رمبا يرتبى له فتاق يف بطنه فيتعط جهره»‪.‬‬
‫إأي ةب على املريد أن يذكر بقوة‪.‬‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫فقد قالوا‪:‬‬
‫الطريـق‬ ‫« ذا ذكر املريد ربه بشدة وع م طويي له مقاما‬
‫بسرعة من لري بطئ‪،‬فرمبا قطع يف سنبنة ما ال يقطعـه لـريه يف‬
‫شهر واكلر»‪.‬‬
‫وقالوا‪:‬‬
‫« ةب على املريد أن يذكر بقوة تامة حبيـث ال يبقـى فيـه‬

‫(‪ )1‬أركان الطريق‪:‬أربعة ‪ :‬الصمت واالعتزال واجلوع والسهر‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫ـبع قدميـه والـدلي علـى‬ ‫متسع ويهت من فوق رأسه ىل‬
‫سيْ ُقلُوبُ ُك ْ منبـنْ بَعْـدنب َذلنبـ َ فَهحـيَ‬
‫إ قوله تعاىل ‪ُ{ :‬ا قَ َ‬ ‫ذل‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬فكما أن ايجر ال ينكسر ال‬ ‫سوَةً }‬
‫ْحجَارَةنب أَوْ أَشَدُّ قَ ْ‬
‫كَال نب‬
‫قلـب ــاحبه ال‬ ‫الذكر ال يؤار يف اع شـتا‬ ‫بقوة كذل‬
‫بقوة»‪.‬‬
‫إأي ةــب أن يكــون الــذكر يف‬ ‫وقولــه ‪:‬‬
‫ااعة‪،‬ألن الذكر يف ااعة أكلر تأارياً يف رفع ايجب‪.‬‬
‫وقد ااع العلماء سلفاً و لفاً على ‪« :‬إستحباب ذكـر اهلل‬
‫تعاىل ااعة يف املساجد ولريها من لري نَكري بشرطه»‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫رمحه اهلل تعـاىل إذكـر اإلنسـان‬ ‫وقد شبه اإلمام الغ الي‬
‫وحده وذكر اجلماعة إبأذان املنفرد وأذان اجلماعة‪.‬‬
‫املؤذنني ااعة تقطع جرم ا واء أكلر‬ ‫قال‪:‬فكما ن أ وا‬
‫ذكر اجلماعة على قلب واحد‬ ‫مؤذن واحد‪،‬كذل‬ ‫من و‬
‫أكلر تأارياً يف رفع ايجب ‪ ،‬لكون ايق تعـاىل شَـبنه القلـوب‬
‫بايجارة ومعلوم أن ايجر ال ينكسر ال بقوة ااعة جمتمعني‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪/‬آية ‪.74:‬‬


‫(‪ )3‬اإلمام الغزالي‪:‬حجة اإلسالم‪،‬مؤلف (أحياء علوم الدين)و(املنقذ من الضالل)وكتب‬
‫أخرى كثرية‪.‬ولد سنة ‪ 401‬هـ ومات سنة ‪010‬هـ‪(.‬األعالم ‪،33/7‬جامع كرامات األولياء‬
‫‪.)181/1‬‬

‫‪010‬‬
‫على قلب واحد‪،‬الن قـوة اجلماعـة اشـد مـن قـوة شـخص‬
‫واحد‪.‬‬
‫فان قي ‪:‬‬
‫أميا افن ذكر (ال اله ال اهلل) أو زيادة (حممـد رسـول‬
‫اهلل)‪.‬‬
‫فاجلواب‪:‬األفن يف ذكـر السـالكني (ال الـه ال اهلل)دون‬
‫اجلمعية مع اهلل بقلوبه ‪.‬فإذا ح لي‬ ‫لريها‪،‬حتى د‬
‫فاألمر ظاهر‪.‬‬
‫و يناا ذل ‪:‬أن (حممداً رسول اهلل) قرار‪.‬واإلقرار يكفي‬
‫يف العمر مـرة واحدة‪.‬واملق ـود مـن تكـرار التوحيـد كلـرة‬
‫اجلالء يجب النفس‪.‬‬
‫إأي ةـب علـى الـذاكر أن يستحنـر‬ ‫قوله‪:‬‬
‫عظمة ايق تبارك و تعاىل قب الشروا يف الذكر‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو بكر الكتاني(‪ )3‬رمحه اهلل تعاىل ‪ « :‬من شرط‬
‫الذاكر أن ي حبه اإلجالل والتعظي له‪،‬و ال ه يفلل احبه‬

‫(‪ )1‬أبو بكر الكتاني‪:‬أحد األئمة املشار إليهم يف علم الطريق ‪.‬له صحبة مع اجلنيد البغدادي‬
‫‪.‬و أقام مبكة وجاور هبا إىل أن مات سنة ‪ 233‬هـ ‪( .‬الرسالة القشريية ص ‪،40‬الطبقات‬
‫الكربى ‪ ،14/1‬حلية األولياء ‪ ،207/11‬جامع كرامات األولياء ‪،173/1‬طبقات الصوفية‬
‫ص‪.)11‬‬

‫‪012‬‬
‫الرجال»‪.‬‬ ‫يف مقاما‬
‫وكان يقول‪ « :‬واهلل لوال انه تعاىل فـرض علـي ذكـره ملـا‬
‫أن اذكره جالالً له‪.‬مللي يذكر ايق تعـاىل وه يغسـ‬ ‫جترأ‬
‫فمه بألف توبة مما سواه قب ذكره»‪. .‬هـ‪.‬‬
‫وأاعــوا علــى‪« :‬أن مــن ه يتحقــق بــلداب الــذكر وهــي‬
‫عشرون أدباً فبعيد عليه الفتل»‪.‬‬
‫الذكرإالتوبة من ك ما ال يعين قب الشـروا‬ ‫ومن واجبا‬
‫فيه‪،‬وكلرة الشكر بعده وعدم الشرب عقبه وعـدم االشـتغال‬
‫جبميع حقوق اقلق ال ما كان عوناً على السري‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫‪305‬‬ ‫القرآنية‬ ‫(‪ )3‬فهرس اايا‬
‫‪306‬‬ ‫(‪)1‬فهرس األحاديث النبوية واااار‬
‫‪309‬‬ ‫(‪)1‬فهرس األعالم‬
‫‪331‬‬ ‫(‪)4‬فهرس املراجع‬
‫‪316‬‬ ‫(‪)5‬الفهرس العام‬

‫‪014‬‬
‫سورة البقرة‬
‫‪303‬‬ ‫‪‬ا قسي قلوبك من بعد ذل (‪)14‬‬
‫سورة االنفال‬
‫‪19‬‬ ‫‪ ‬وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُ ْ وَهُ ْ يَسْتَغْفنبرُونَ(‪)11‬‬
‫سورة هود‬
‫‪14‬‬ ‫‪‬‬ ‫(‪)331‬‬ ‫‪‬فَاسْتَقنب ْ كَمَا ُأمنب ْر َ َو َمنْ تَابَ َمعَ َ‬
‫سورة الفتل‬
‫‪14‬‬ ‫حنَا لَ َ َفتْحًا مُبنبينًا(‪)3‬‬
‫‪‬حنا َفتَ ْ‬
‫سورة النج‬
‫‪11‬‬ ‫‪‬ما كذب الفؤاد ما رأ (‪)33‬‬
‫سورة االنفطار‬
‫‪81‬‬ ‫‪‬كراماً كاتبني يعلمون ما تفعلون(‪)31-33‬‬

‫‪015‬‬
‫‪54‬‬ ‫األرواا جنود جمندة‬
‫‪61‬‬ ‫أفن ال الة بعد املكتوبة ال الة يف جوف اللي‬
‫‪64‬‬ ‫أشراف أمهلل محلة القران وأ حاب اللي‬
‫‪66‬‬ ‫ن أم سليمان(عليه السالم) قالي‬
‫‪66‬‬ ‫أفن ال الة الة املرء يف بيته ال املكتوبة‬
‫‪13‬‬ ‫ن الة اجلماعة ت يد على الة الفذ سبعا وعشرين‬
‫‪14‬‬ ‫أ ذ من حسناته‬ ‫ن من كاني له حسنا‬
‫‪16‬‬ ‫ني الستغفر اهلل تعاىل وأتوب ليه‬
‫‪11‬‬ ‫ن كنا نعد لرسول اهلل ‪ ‬يف اجمللس الواحد‬
‫‪19‬‬ ‫انه كان ‪ ‬يستغفر اهلل تعاىل عقب ك مكتوبة‬
‫‪80‬‬ ‫استحيوا من اهلل حق ايياء‬
‫‪84‬‬ ‫أكلروا ذكر اهلل تعاىل حتى يقولوا جمنون‬
‫‪85‬‬ ‫أال انبئك لري أعمالك وأزكاها عند مليكك‬
‫‪86‬‬ ‫ذا مررمت برياض اجلنة فارتعوا‬
‫‪16‬‬ ‫حب املال والشرف ينبتان النفاق يف القلب‬
‫‪19‬‬ ‫ذاكر اهلل تعاىل يف الغافلني مبنـ لة ال ابر‬
‫‪51‬‬ ‫رج ةاهد بنفسه وماله يف سبي اهلل تعاىل‬
‫‪81‬‬ ‫سيعل أه اجلمع من أه الكرم‬
‫‪66‬‬ ‫يف السماء‬ ‫يكن نور بيت‬ ‫يف زوايا بيت‬

‫‪016‬‬
‫‪6‬‬ ‫عبدي اطعين تكن ربانياً‬
‫‪61‬‬ ‫عليك بقيام اللي فانه دأب ال ايني‬
‫‪88‬‬ ‫لنيمة جمالس الذكر اجلنة‬
‫‪84‬‬ ‫قال اهلل تعاىل‪ :‬انا عند ظن عبدي بي‬
‫‪6‬‬ ‫كيف أ بحي ياحاراة‬
‫‪58‬‬ ‫ليأتني على الناس زمان‬
‫‪85‬‬ ‫به‬ ‫ليس تتحسر أه اجلنة ال على ساعة مر‬
‫‪88‬‬ ‫لئن اقعد مع قوم يذكرون اهلل تعاىل‬
‫‪94‬‬ ‫اليقعد قوم يذكرون اهلل تعاىل ال حفته املالئكة‬
‫‪19‬‬ ‫من سَمعَ سَمعَ اهلل به‬
‫‪48‬‬ ‫ما هذا يا احب الطعام‬
‫‪49‬‬ ‫من لشنا فليس منا‬
‫‪53‬‬ ‫ما أك احد طعاما ريا من أن يأك من عم‬
‫‪60‬‬ ‫من سره ان يسل فليل م ال مي‬
‫‪64‬‬ ‫ليلة يف فة من الطعام والشراب‬ ‫من با‬
‫‪18‬‬ ‫ما من حافظني يرفعان اىل اهلل تعاىل يف يوم حيفة‬
‫‪18‬‬ ‫من ل م االستغفار جع اهلل له يف ك ضيق خمرجاً‬
‫‪18‬‬ ‫املوك‬ ‫ما من مسل يعم ذنبا اال وقف املل‬
‫‪85‬‬ ‫من ه يذكر اهلل تعاىل فقد بر ء من االميان‬
‫‪85‬‬ ‫مل الذي يذكر ربه والذي اليذكر‬

‫‪017‬‬
‫‪86‬‬ ‫من لى ال بل يف ااعة ا قعد يذكر اهلل‬
‫‪81‬‬ ‫ما من قوم جلسوا جملساً‬
‫‪81‬‬ ‫ما من مؤمن ال ولقلبه بيتان‬
‫‪60‬‬ ‫نعيي الي نفسي‬
‫‪10‬‬ ‫ه تسمع النداء بال الة‬
‫‪65‬‬ ‫وامنا لك امر ء ما نو‬
‫‪16‬‬ ‫وانه ليغان على قل‬
‫‪65‬‬ ‫يا داود كذب من ادعى حمبهلل‬
‫‪61‬‬ ‫حيشر الناس يف عيد واحد يوم القيامة‬
‫‪85‬‬ ‫ذا ذكرتين‬ ‫يقول اهلل تعاىل‪:‬يا ابن ادم ان‬

‫‪018‬‬
‫آدم(عليه السالم)‪59 ،11 ،11 :‬‬
‫أبو حنيفة(االمام االعظ )‪41:‬‬
‫براهي ابن اده ‪41:‬‬
‫ابن العربي(حمي الدين)‪54:‬‬
‫ابن اجلوزي (أبو الفرل)‪51:‬‬
‫أبو بكر بن عياش‪56:‬‬
‫أبواجللد‪61:‬‬
‫أفن الدين(الشيخ)‪91 ،68:‬‬
‫التسرتي(سه بن عبداله)‪55 ،43:‬‬
‫الرتمذي(أبو بكر)‪41:‬‬
‫الرتمذي(ايكي ابو عبداهلل حممد)‪95:‬‬
‫التلمساني(ابو مدين)‪91:‬‬
‫اللوري(ابو عبداهلل سفيان)‪44 ،16 :‬‬
‫اجليلي(الشيخ عبد القادر)‪18:‬‬
‫داود(عليه السالم)‪65 ،64 ،14 ،11 :‬‬
‫الدشطوطي(عبد القادر)‪16:‬‬
‫الداراني(ابو سليمان)‪54:‬‬
‫الدقاق(ابو علي)‪90:‬‬

‫‪019‬‬
‫الرازي(حييى بن معاذ)‪50:‬‬
‫الرفاعي(الشيخ امحد )‪64:‬‬
‫السكندري(ابن عطاء اهلل)‪89:‬‬
‫السري السقطي‪،58 :‬‬
‫سليمان (عليه السالم)‪60:‬‬
‫سيدي حممد ‪48 :‬‬
‫الشعراني(الشيخ عبد الوهاب)‪31-5:‬‬
‫الشافعي(االمام)‪51:‬‬
‫الشاذلي(ابو ايسن)‪،11:‬‬
‫الشاذلي(ابو املواهب)‪18، 15 ،19:‬‬
‫علي اقواص(الشيخ)‪،65 ،60 ،51 ،45 ،40 ،19 ،11 ،15 ،33:‬‬
‫‪،11 ،68‬‬
‫علي امل ين(ابو ايسن)‪11:‬‬
‫علي بن وفا‪41:‬‬
‫عمر بن الفارض‪41:‬‬
‫عيسى (عليه السالم)‪63:‬‬
‫ع الدين بن عبد السالم(الشيخ)‪88:‬‬
‫الغ الي(االمام)‪303:‬‬
‫الفني بن عياض‪40 ،18:‬‬
‫الق از(ابو ايسن)‪56:‬‬

‫‪001‬‬
‫القشريي(عبد الكري بن هوازن)‪63:‬‬
‫القواريري(عبيد اهلل بن عمر )‪13:‬‬
‫الكتاني(ابو بكر)‪301:‬‬
‫املتبولي(ابي اسحاق ابراهي )‪15 ،13 ،10 :‬‬
‫حممد بن عنان(الشيخ)‪14:‬‬
‫املر في(علي)‪،13:‬‬
‫املغربي(ابو عبداهلل)‪19:‬‬
‫املديين(حممد بن عبد الدائ )‪41:‬‬
‫املرسي(ابو العباس)‪50:‬‬
‫بن دينار‪55:‬‬ ‫مال‬
‫حممد املنري(الشيخ)‪59:‬‬
‫امل ري(ذو النون)‪96:‬‬
‫الوراق(ابو بكر)‪58:‬‬
‫حييى بن معاد ‪55 :‬‬

‫‪000‬‬
‫(‪ )1‬إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة‪ :‬أمحد بن أيب بكر بن إمساعيل‬
‫البوصريي(ت ‪841‬هـ)‪،‬ط‪ ،1‬دار الوطن ‪،‬الرياض‪ 1111 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)2‬اإلتحافات السنية باألحاديث القدسية‪ :‬حممد منري بن عبده أغا النقلي الدمشقي‬
‫األزهرى (ت ‪1237‬هـ)‪ ،‬دار ابن كثري ‪ ،‬دمشق‪.1173 ،‬‬
‫(‪)3‬اآلحاد والمثاني ‪ :‬ابن أيب عاصم( ت ‪ 387‬هـ)حتقيق ‪:‬د‪ .‬باسم فيصل أمحد اجلوابرة ‪،‬‬
‫ط‪ ، 1‬دار الدراية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.1111،‬‬
‫(‪)4‬إحياء علوم الدين ‪ :‬ابو حامد الغزايل(ت‪010‬هـ) ‪ ،‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫(‪)5‬اآلداب ‪ :‬أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي ( ت ‪408‬هـ )‪ ،‬حتقيق حممد عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬وختريج جمدي سيد الشورى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1183 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)6‬األدب المفرد ‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن إمساعيل البخاري (ت‪303‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد‬
‫فؤاد عبدالباقي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية ‪ ،‬بريوت ‪. 1181 ،‬‬
‫(‪)7‬األذكار من كالم سيد األبرار‪ :‬االمام النووي (ت‪373‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبدالقادر‬
‫االرناووط‪ ،‬مطبعة املالح ‪ ،‬دمشق‪.1171 ،‬‬
‫(‪)8‬أصول التصوف اإلسالمي ‪ :‬حسن شرقاوي‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬اإلسكندرية‪1111 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)9‬أضواء على التصوف ‪ :‬د‪.‬طلعت غنام ‪،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫(‪)01‬األعالم (قاموس تراجم) ‪ :‬خريالدين الزركلي(ت‪ ، )1173‬دار العلم للماليني ‪،‬‬
‫بريوت ‪1183 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)00‬اآللة واالداة‪ :‬الشاعر معروف الرصايف ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبداحلميد الرشودي ‪ ،‬وزارة الثقافة‬
‫واالعالم العراقية ‪ ،‬بغداد‪.1181 ،‬‬
‫(‪)02‬إنباء الغمر بأنباء العمر‪ :‬أمحد بن علي ابن حجر العسقالين (ت ‪802‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حسن حبشي‪ ،‬اجمللس األعل للشؤون اإلسالمية‪1118،‬م‪.‬‬
‫(‪)03‬اإلنسان الكامل ‪ :‬عبد الكرمي اجليلي(ت‪833‬ه) ‪،‬مصطف البايب احلليب‪،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 1413‬هـ ‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫(‪)04‬األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية ‪ :‬عبدالوهاب الشعراين(ت‪172‬هـ) ‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بغداد‪. 1183 ،‬‬
‫(‪)05‬إيقاظ الهمم شرح متن الحكم ‪ :‬امحد بن حممد بن عجيبة(ت‪1334‬ه) ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد امحد حسب اهلل‪ ،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪)06‬البحر الزخار (مسند البزار) ‪ :‬أبو بكر أمحد بن عمرو بن عبد اخلالق البزار‬
‫(ت‪313‬هـ)‪،‬ط‪ ،1‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬حمفوظ الرمحن زين اهلل‪ ،‬مؤسسة علوم القرآن‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪ 1411‬هـ‪.‬‬
‫(‪)07‬البداية والنهاية‪ :‬ابن كثري‪،‬إمساعيل بن عمرو(ت ‪774‬هـ )‪ ،‬دار الريان للرتاث ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪)08‬بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث‪ :‬احلافظ نور الدين اهليثمي(‪817‬هـ) ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬حسني أمحد صاُ الباكري‪ ،‬مركز خدمة السنة والسرية النبوية ‪ ،‬املدينة املنورة ‪.1113 ،‬‬
‫(‪)09‬بلوغ المرام من ادلة االحكام ‪ :‬أمحد بن علي ‪،‬ابن حجر العسقالين (ت ‪803‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق ‪ :‬الشيخ يوسف بن علي بديوي‪ ،‬دار ابن كثري ‪ ،‬دمشق‪1410 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)21‬تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم‪:‬مشس الدين حممد بن أمحد الذهيب‬
‫(ت‪ ، )748‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬عمر عبد السالم تدمري ‪،‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت ‪1187 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)20‬تاريخ الطبري ‪ :‬أيب جعفر بن جرير الطربي (ت‪ ،)401‬حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬
‫دار املعارف ‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪.1131 ،‬‬
‫(‪)22‬التاريخ الكبير‪:‬حممد بن إمساعيل بن إبراهيم أبو عبداهلل البخاري(ت‪303‬هـ) ‪،‬‬
‫مراجعة‪ :‬السيد هاشم الندوي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪. 1183،‬‬
‫(‪)23‬تاريخ بغداد‪ :‬أمحد بن علي بن ثابت املعروف باخلطيب البغدادي‪( ،‬ت ‪433‬هـ )‪،‬‬
‫بعناية حممد حامد الفقي وحممد سعيد العريف‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬القاهرة‪1241 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)24‬تاريخ مدينة دمشق‪ :‬ابن عساكر ‪ ،‬أبو القاسم علي بن احلسن (ت‪071‬هـ) ‪،‬ط‪ ، 1‬حتقيق‪:‬‬
‫عمر بن غرامة العمروي ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬بريوت ‪. 1111،‬‬
‫(‪)25‬تذكرة الحفاظ‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب(‪748‬هـ )‪ ،‬دائرة‬
‫املعارف العثمانية حبيدر آباد‪ ،‬اهلند ‪1277،‬ه‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫(‪)26‬الترغيب في فضائل األعمال وثواب ذلك‪ :‬احلافظ ابن شاهني‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن حممد‬
‫حسن امساعيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪3114 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)27‬الترغيب والترهيب ‪ :‬زكي الدين أبو حممد عبد العظيم املنذري(ت ‪303‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬إبراهيم‬
‫مشس الدين ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1417 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)28‬التصوف اإلسالمي واالمام الشعراني‪ :‬طه عبد الباقي سرور ‪،‬مكتبة النهضة املصرية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪1100 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)29‬التصوف االسالمي الخالص‪ :‬السيد حممود املنويف ‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫اإلسالمي مدرسةً ونظريةً‪ :‬حممد جالل شرف‪ ،‬دار العلوم العربية ‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التصوف‬
‫(‪ّ )31‬‬
‫‪1111‬م‪.‬‬
‫منهجا وسلوًكا‪ :‬عبد الرمحن عمرية‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫اإلسالمي ً‬
‫ّ‬ ‫التصوف‬
‫(‪ّ )30‬‬
‫(‪)32‬التصوف في اإلسالم ‪ :‬عمر فروخ ‪ ،‬دار الكتاب العريب ‪،‬بريوت‪1181 ،‬م‪.‬‬
‫التصوف في ميزان البحث والتحقيق ‪ :‬عبد القادر حبيب اهلل السندي‪ ،‬مكتبة ابن القيم‪،‬‬
‫(‪ّ )33‬‬
‫املدينة املنورة ‪1111 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)34‬التعرف لمذهب التصوف‪ ،‬أبو بكر حممد الكالباذي ‪ ،‬حتقيق حممود أمني النواوي‪،‬‬
‫مكتبة الكليات األزهرية ‪ ،‬القاهرة‪ 1411 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)35‬التعريفات‪ :‬علي بن حممد بن علي اجلرجاين (ت ‪ 813‬ه) ‪،‬مكتبة لبنان‪،‬‬
‫بريوت‪ 1178،‬م‪.‬‬
‫(‪)36‬تفسير القرآن العظيم‪ :‬ابن كثري‪،‬عماد الدين أبو الفداء إمساعيل بن عمرو(ت‪774‬هـ) ‪،‬‬
‫دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫(‪)37‬تقريب الثقات ‪ :‬ابن حبان ‪ ،‬حتقيق‪ :‬خليل بن مأمون شيحا‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪3117‬م‪.‬‬
‫(‪)38‬تكملة المعاجم العربية املؤلف‪ :‬رينهارت بيرت آن ُدوِزي (املتوىف‪1211 :‬هـ)نقله إىل‬
‫النعيمي جـ ‪ :11 ،1‬مجال اخلياط‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة‬
‫حممد َسليم َ‬
‫العربية وعلق عليه‪ :‬جـ ‪َّ :8 - 1‬‬
‫الثقافة واإلعالم‪ ،‬اجلمهورية العراقية الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬من ‪ 3111 - 1171‬م‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫(‪)39‬تلبيس ابليس ‪ :‬عبد الرمحن بن علي بن حممد أبو الفرج (ت ‪ ،)017‬حتقيق ‪ :‬د‪.‬‬
‫السيد اجلميلي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪. 1180 ،‬‬
‫(‪)41‬تهذيب الكمال‪ :‬يوسف بن الزكي عبدالرمحن أبو احلجاج املزي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬بشار‬
‫عواد معروف‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت‪1181 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)40‬تهذيب اللغة ‪ :‬أبو منصور حممد بن أمحد االزهري (ت ‪ 271‬ه) ‪،‬حققه جمموعة من‬
‫االساتذة‪ ،‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ ،‬القاهرة‪ 1134 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)42‬التوقيف على مهمات التعاريف ‪ :‬حممد عبد الرؤوف املناوي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬حممد‬
‫رضوان الداية‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪1411،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)43‬جامع االحاديث (الجامع الصغير وزوائده والجامع الكبير) ‪ :‬احلافظ جالل الدين‬
‫عبدالرمحن السيوطي(ت‪ ،)111‬مجع وترتيب‪ :‬عباس أمحد صقر وأمحد عبداجلواد ‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪،‬بريوت‪1414 ،‬هـ‪..‬‬
‫(‪)44‬جامع األصول في أحاديث الرسول‪ :‬املبارك بن حممد ابن األثري اجلزري(ت‪313‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد القادر األرنؤوط ‪،‬مكتبة البيان‪ ،‬بريوت‪. )1131،1173(،‬‬
‫(‪)45‬جامع األصول في أحاديث الرسول‪ :‬املبارك بن حممد ابن األثري اجلزري(ت‪313‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد القادر األرنؤوط ‪،‬مكتبة البيان‪ ،‬بريوت‪. 1173 ،‬‬
‫(‪)46‬الجامع الصغير من حديث البشير النذير ‪ :‬احلافظ جالل الدين عبد الرمحن‬
‫السيوطي (ت‪111‬هـ)‪،‬دار الفكر‪،‬بريوت‪.1183،‬‬
‫(‪)47‬جامع العلوم (دستور العلماء)‪ :‬االمحد نكري‪ ،‬عبد النيب الرسول ‪ ،‬دائرة املعارف‪،‬‬
‫اهلند‪ 1221 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)48‬جامع كرامات األولياء ‪ :‬يوسف بن إمساعيل بن يوسف بن إمساعيل بن حممد ناصر‬
‫الدين النبهاين(ت‪1123‬م)‪ ،‬دار الكتب العربية الكربى‪ ،‬مصر‪.1182 ،‬‬
‫(‪)49‬الحدود األنيقة والتعريفات الدقيقة ‪ :‬زكريا بن حممد بن زكريا األنصاري أبو حيىي ‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬مازن مبارك دار الفكر املعاصر ‪ ،‬بريوت‪ 1411 ،‬ه ‪.‬ـ‬
‫(‪ )51‬حقائق عن التصوف ‪ :‬عبد القادر عيس ‪ ،‬املطبعة الوطنية‪ ،‬عمان‪1411 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪005‬‬
‫(‪)50‬حلية األولياء وطبقات األصفياء ‪ :‬أبو نعيم األصبهاين‪(،‬ت‪،)421‬دار الكتاب‬
‫العريب ‪ ،‬بريوت ‪ 1410 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)52‬الحياة الروحية فى اإلسالم ‪:‬حممد مصطف حلمي‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.1184،‬‬
‫(‪)53‬الخصائص الكبرى ‪ :‬احلافظ جالل الدين عبد الرمحن السيوطي(ت‪ ،)111‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪1180 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)54‬دائرة معارف القرن العشرين‪ :‬حممد فريد وجدي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪1171 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)55‬دالئل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة‪:‬أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي ( ت‬
‫‪408‬هـ ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي قلعجي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)56‬الديوان لعمر ابن الفارض‪ :‬ابن الفارض ‪ ،‬حتقيق فوزى عطوى ‪ ،‬الشركة اللبنانية‬
‫للكتاب‪ ،‬بريوت ‪1131 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)57‬الرسالة القشيرية‪ :‬أيب القاسم عبد الكرمي القشريي (ت‪ 430‬هـ) ‪،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫احلليم حممود ‪ ،‬وحممود بن الشريف ‪ ،‬دار الكتب احلديثة‪ ،‬القاهرة‪1174 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)58‬روض الرياحين في حكايات الصالحين‪ :‬عبد اهلل بن أسعد اليافعي(ت‪783‬ه) ‪ ،‬دار‬
‫االنبار‪ ،‬بغداد ‪.‬‬
‫(‪)59‬زاد المعاد في هدي خير العباد ‪ :‬أبو عبد اهلل ابن القيم (ت‪701‬هـ)‪،‬ط‪ ،1‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫وعبد القادر األرناؤوط ‪،‬دار الرسالة‪1211،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)61‬الزهد الكبير ‪ :‬أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي ( ت ‪408‬هـ )‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬تقي‬
‫الدين الندوي ‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت ‪1182 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)60‬الزهد والرقائق ‪ :‬الشيخ عبداهلل بن املبارك (ت ‪181‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد فريد‪ ،‬دار املعارج‬
‫الدولية للنشر‪ ،‬الرياض‪1110 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)62‬سنن ابن ماجة ‪ :‬احلافظ أبو عبد اهلل حممد بن زيد القزويين(ت‪372‬هـ ) ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد فؤاد عبدالباقي ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪1413 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)63‬سنن أبي داود‪ :‬اإلمام أبو داود السجستاين(ت ‪370‬هـ )‪ ،‬حتقيق وتعليق ‪:‬عزت الدعاس‪،‬‬
‫دمشق‪1211 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫(‪)64‬سنن الترمذي‪ :‬أبو عيس حممد بن سورة الرتمذي ( ت ‪371‬هـ )‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد‬
‫شاكر وآخرون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1418 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)65‬سنن الدارقطني‪ ،‬علي بن عمر الدارقطين (ت‪280‬ه)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط‬
‫وآخرون ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬بريوت ‪ 3112،‬م‪.‬‬
‫(‪)66‬سنن الدارمي‪:‬عبداهلل بن عبدالرمحن أبو حممد الدارمي(‪ 381‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬فواز أمحد‬
‫زمريل ‪ ،‬خالد السبع العلمي‪ ،‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)67‬السنن الكبرى ‪ :‬أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي (ت ‪408‬ه) ‪،‬حتقيق ‪ :‬حممد‬
‫السعيد بسيوين زغلول‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1414 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)68‬سنن النسائي بشرح جالل الدين السيوطي وحاشية اإلمام السندي‪ :‬أمحد بن‬
‫شعيب أبو عبد الرمحن النسائي(ت‪ 212‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪ 1411،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)69‬سنن النسائي‪ :‬أمحد بن شعيب أبو عبد الرمحن النسائي(ت‪ 212‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫د‪.‬عبدالغفار سليمان البنداري ‪ ،‬سيد كسروي حسن‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪1111‬م‪.‬‬
‫(‪)71‬سيدي أحمد الدردير ‪ :‬د‪ .‬عبد احلليم حممود ‪ ،‬القاهرة‪ 1174 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)70‬سير أعالم النبالء ‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب(‪748‬هـ )‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫شعيب األرناؤوط ‪ ،‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪1412 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)72‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫(‪)73‬شرح السنة ‪:‬احلسني بن مسعود البغوي (‪011‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،3‬حتقيق ‪ :‬شعيب األرناؤوط ‪،‬‬
‫حممد زهري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪1412 ،‬هـ ‪1182 -‬م ‪.‬‬
‫(‪)74‬شرح مشكل اآلثار ‪ :‬أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة الطحاوي ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫شعيب األرناؤوط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)75‬شعب اإليمان ‪:‬أبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد السعيد بسيوين زغلول‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)76‬صبح األعشى في صناعة اإلنشاء‪ :‬أبو العباس أمحد القلقشندي (ت ‪831‬هـ) ‪ ،‬دار‬

‫‪007‬‬
‫الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة ‪1110-1114 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )77‬الصحاح في اللغة ‪ ،‬اجلوهري‪ ،‬أبو نصر إمساعيل بن محاد (ت ‪212‬ه) ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد عبدالغفور العطار‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪.1171 ،‬‬
‫(‪)78‬صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ‪ :‬حممد بن حبان بن أمحد أبو حامت التميمي‬
‫البسيت ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬شعيب األرناؤوط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت‪1112 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)79‬صحيح ابن خزيمة ‪:‬حممد بن إسحاق بن خزمية أبو بكر السلمي النيسابوري‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد مصطف األعظمي ‪،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت‪1171 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)81‬صحيح البخاري ‪ :‬البخاري‪ ،‬أبو عبد اهلل حممد بن إمساعيل (ت‪303‬هـ)‪ ،‬حتقيق د‪.‬‬
‫مصطف ديب البغا‪ ،‬دار ابن كثري ‪ ،‬دمشق‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)80‬صحيح مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج القشريي‪ ،‬ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫(‪)82‬صفة الصفوة ‪ :‬عبد الرمحن بن علي بن حممد أبو الفرج ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممود فاخوري ‪،‬‬
‫د‪.‬حممد رواس قلعه جي‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪. 1171 ،‬‬
‫(‪)83‬الصوفية والفقراء‪ :‬شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ،‬دار الفتح‪ ،‬القاهرة‪ 1184 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)84‬الضوء الالمع ألهل القرن التاسع‪ ،‬حممد السخاوي‪ ،‬دار مكتبة احلياة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪)85‬طبقات الشافعية الكبرى ‪ :‬عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف‬
‫السبكي(ت‪771‬ه)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود حممد الطناحي وعبد الفتاح احللو‪ ،‬املطبعة احلسينية‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1234 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)86‬طبقات ابن سعد الكبرى‪ ،‬حممد بن سعد الزهري‪ ،‬دار صادر‪،‬بريوت‪1107 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)87‬طبقات األولياء ‪ :‬ابن ملقن‪ ،‬مكتبة اخلاجني ‪ ،‬القاهرة ‪ 1212 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)88‬طبقات الصوفية ‪ :‬ابو عبدالرمحن السلمي‪ ،‬حتقيق‪ :‬نور الدين شريبة‪ ،‬مكتبة اخلاجني ‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1281 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)89‬الطبقات الكبرى‪ :‬عبد الوهاب بن أمحد بن الشعراىن(ت‪172‬ه) ‪ ،‬طبعة بوالق‪،‬‬
‫القاهرة ‪1114 ،‬م ‪.‬‬

‫‪008‬‬
‫(‪)91‬طلبة الطلبة ‪ :‬عمر بن حممد بن أمحد بن إمساعيل‪ ،‬أبو حفص‪ ،‬جنم الدين النسفي‬
‫(ت‪027‬هـ ) ‪ ،‬مكتبة املثىن ‪ ،‬بغداد ‪.‬‬
‫(‪)90‬طهارة القلوب‪ :‬عبد العزيز الدريين‪ ،‬مصطف البايب احلليب‪ ،‬القاهرة‪ 1171 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)92‬عدة الحصن الحصين من كالم سيد المرسلين‪ :‬حممد بن اجلزري الدمشقي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حسنني حممد خملوف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪)93‬العلل المتناهية في األحاديث الواهية ‪ :‬أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد‬
‫اجلوزي (ت ‪017‬هـ)‪،‬حتقيق ‪ :‬إرشاد احلق األثري ‪ ،‬إدارة العلوم األثرية‪ ،‬فيصل آباد‪،‬‬
‫باكستان‪1181 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)94‬عمل اليوم والليلة‪ ،‬أبو بكر ابن السين‪ ،‬حتقيق‪ :‬بشري عيون‪ ،‬دار البيان‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪.‬‬
‫(‪)95‬عمل اليوم والليلة‪ ،‬أمحد بن شعيب النسائي‪ ،‬حتقيق فاروق محادة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫الثانية ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫(‪)96‬عوارف المعارف ‪ :‬شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي البغدادي (ت‪323‬ه)‬
‫‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ 1412 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)97‬الغنية لطالبي طريق الحق‪ :‬الشيخ عبدالقادر الكيالين(ت‪031‬ه) ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ 1113 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)98‬الفائق في لغة الحديث ‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬جار اهلل بن عمر (ت ‪ 028‬ه)‪ ،‬حتقيق حممد‬
‫البجاوي وحممد ابو الفضل ابراهيم‪ ،‬دار احياء الكتب العربية ‪ ،‬القاهرة ‪. 1140 ،‬‬
‫(‪)99‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪:‬ابن حجر العسقالين (ت ‪ 803‬هـ)‪ ،‬تعليق الشيخ‬
‫عبدالعزيز بن باز‪ .‬املكتبة السلفية‪،‬ط ‪ ،2‬القاهرة ‪1417 ،‬هـ‬
‫(‪)011‬الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير‪ :‬جالل الدين عبد الرمحن بن‬
‫أيب بكر السيوطي(ت‪ ،)111‬حتقيق ‪ :‬يوسف النبهاين ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪1432 ،‬هـ ‪،‬‬
‫‪3112‬م ‪.‬‬
‫(‪)010‬الفردوس بمأثور الخطاب ‪ :‬شريويه بن شهردار بن شريويه الديلمي أبو شجاع (ت‬
‫‪ 008‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬السعيد بن بسيوين زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪1183‬م‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫(‪)012‬فصول فى التصوف ‪ :‬د‪ .‬حسن حممود عبد اللطيف الشافع ‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ 1111 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)013‬الفلسفة الصوفية في اإلسالم ‪ :‬د‪ .‬عبد القادر حممود ‪ ،‬دار الفكر العريب‪،‬‬
‫القاهرة‪1137،‬‬
‫(‪)014‬في التصوف اإلسالمي وتاريخه‪ ،‬أرنولد رينولدز نيكلسون‪ ،‬ترمجة‪:‬أبو العال العفيفي‪،‬‬
‫القاهرة‪1147 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)015‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ :‬حممد عبد الرؤوف بن تاج العارفني املناوي‬
‫(‪1121‬ه)‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى‪،‬القاهرة ‪1203 ،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)016‬القاموس الفقهي لغة واصطالحاً‪:‬سعدي أبو جيب‪ ،‬دار الفكر‪،‬دمشق‪1188 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)017‬قاموس المصطلحات الصوفي‪ :‬أمين محدي ‪ ،‬دار قباء للنشر ‪ ،‬القاهرة‪ 3111،‬م‪.‬‬
‫(‪)018‬قواعد التصوف‪ :‬أبو العباس أمحد بن حممد بن زروق(ت‪811‬ه)‪ ،‬مكتبة الكليات‬
‫األزهرية‪ ،‬القاهرة ‪1213 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)019‬قوت القلوب ‪ ،‬أبو طالب املكي(‪283‬ه) ‪ ،‬املطبعة امليمنية ‪ ،‬مصر‪ 1211،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)001‬الكامل في التاريخ‪:‬ابن االثري‪ ،‬حممد بن حممد بن عبدالواحد الشيباين (ت ‪321‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق ‪ :‬ابو الفداء عبداهلل القاضي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪. 1110‬‬
‫(‪)000‬الكامل في ضعفاء الرجال‪ :‬عبد اهلل بن عدي اجلرحاين(ت‪230‬هـ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل‬
‫أمحد عبد املوجود و علي حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1118 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)002‬كتاب الزهد ‪ :‬االمام أمحد بن حنبل ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بريوت ‪ 1181 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)003‬كتاب العين‪ :‬ابو عبد الرمحن اخلليل بن أمحد الفراهيدي(ت‪172‬ه)‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫د‪.‬مهدي املخزومي و د‪.‬إبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار ومكتبة اهلالل ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪)004‬كشاف اصطالحات الفنون‪ :‬حممد علي الفاروقي التهانوي (ت ‪ 1740‬م)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫لطفي عبد البديع‪ ،‬املؤسسة املصرية‪ ،‬القاهرة‪ 1132 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)005‬كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث على ألسنة الناس ‪:‬‬
‫إمساعيل بن حممد العجلوين(ت ‪1133‬م)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد القالش‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪ 1410‬ه‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫(‪)006‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪:‬حاجي خليفة(ت ‪ 1307‬م) ‪ ،‬وكالة‬
‫املعارف ‪ ،‬استانبول ‪1101 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)007‬الكليات‪،‬معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية‪:‬ابو البقاء الكفوي(ت‪،)1114‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪،‬بريوت‪. 1118،‬‬
‫(‪)008‬كنز العمال في سنن األقوال واألفعال‪ :‬عالء الدين علي املتقي بن حسام الدين‬
‫اهلندي(ت‪170‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود عمر الدمياطي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ـ‪1118،‬م‪.‬‬
‫(‪)009‬الكواكب الدرية في الطبقات الصوفية‪ :‬حممد عبد الرؤوف بن تاج العارفني املناوي‬
‫(‪1121‬ه)‪ ،‬دار صادر ‪،‬بريوت‪1111،‬م‪.‬‬
‫(‪)021‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم (ت ‪ 711‬ه)‪،‬‬
‫إعداد وتصنيف‪ :‬يوسف خياط‪ ،‬دار لسان العرب‪،‬بريوت‪ 1171 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)020‬لطائف المنن‪ :‬تاج الدين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن حممد‪ ،‬ابن عطاء اهلل السكندري‬
‫(ت‪711‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪:‬د‪ .‬عبد احلليم حممود ‪ ،‬مطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪ 1174 ،‬م‬
‫(‪)022‬اللمع ‪ ،‬أبو النصر عبد اهلل بن علي السراج الطوسي(ت ‪ 278‬هـ) ‪ ،‬حتقيق عبد‬
‫احلليم حممود وطه عبد الباقي سرور ‪ ،‬دار الكتب احلديثة‪،‬القاهرة‪ 1131 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)023‬اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان‪ :‬حممد فؤاد عبدالباقي(ت‪1137‬م)‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪)024‬متن اللغة ( موسوعة لغوية حديثة)‪ :‬أمحد رضا (ت ‪ 1273‬ه) ‪ ،‬دار مكتبة‬
‫احلياة‪،‬بريوت‪ 1108 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)025‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ :‬علي بن أيب بكر اهليثمي(ت‪817‬ه) ‪ ،‬دار الريان‬
‫للرتاث‪ ،‬القاهرة ‪ 1417 ،‬ه ‪.‬‬
‫(‪)026‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪ :‬تقي الدين أمحد بن عبد احلليم‪ ،‬ابن تيمية(ت ‪738‬ه)‪،‬‬
‫مجع وترتيب‪ :‬عبدالرمحن القاسم ‪ ،‬بريوت ‪1171 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)027‬مدخل إلى التصوف اإلسالمي ‪ :‬حممد ابو الوفاء الغنيمي التفتازاين(ت‪1114‬م)‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1111 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)028‬المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي ‪ :‬د‪ .‬عبد احلليم حممود‬

‫‪020‬‬
‫(ت‪1178‬م)‪ ،‬دار الكتب احلديثة‪،‬القاهرة ‪.‬‬
‫(‪)029‬المذاهب الصوفية ومدارسها‪ :‬عبد الكرمي عبد الغين قاسم‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1181،‬م‪.‬‬
‫(‪)031‬المستدرك على الصحيحين ‪،‬حممد بن عبداهلل أبو عبداهلل احلاكم النيسابوري(ت‪410‬ه)‬
‫حتقيق ‪ :‬مصطف عبد القادر عطا ‪،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بريوت ‪1111‬م ‪.‬‬
‫(‪)030‬المسند ‪ :‬االمام امحد بن حنبل(ت‪341‬هـ )‪ ،‬حتقيق ‪ :‬شعيب االرناؤوط ‪ ،‬املكتب‬
‫االسالمي ‪ ،‬بريوت‪1183 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)032‬مسند ابن الجعد‪ :‬علي بن اجلعد بن عبيد أبو احلسن اجلوهري‬
‫البغدادي(ت‪321‬ه)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عامر أمحد حيدر مؤسسة نادر ‪ ،‬بريوت ‪1111،‬م‪.‬‬
‫(‪)033‬مسند أبي داود الطيالسي‪ :‬سليمان بن داود بن اجلارود الطيالسي(ت ‪314‬ه)‪،‬‬
‫حتقيق‪:‬حممد بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬دار هجر للطباعة والنشر‪،‬القاهرة‪ 1111 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)034‬مسند أبي عوانة ‪:‬اإلمام أيب عوانة يعقوب بن إسحاق االسفرائين (ت‪213‬هـ )‬
‫حتقيق أمين بن عارف الدمشقي‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت‪1118 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)035‬مسند اإلمام عبد اهلل بن المبارك‪ :‬عبد اهلل بن املبارك املروزي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬صبحي‬
‫البدري السامرائي‪ ،‬مكتبة املعارف ‪ ،‬الرياض ‪ 1417 ،‬ه ‪.‬‬
‫(‪)036‬مسند الروياني‪ :‬احلافظ أبو بكر حممد بن هارون الروياين(ت‪271‬ه)‪ ،‬ضبطه وعلق‬
‫عليه ‪ :‬أمين علي أبو مياين ‪،‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬القاهرة ‪1413 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)037‬مسند الشافعي‪ :‬حممد بن إدريس أبو عبد اهلل الشافعي(ت ‪314‬ه)‪،‬مؤسسة الرسالة‬
‫العاملية ‪ ،‬بريوت‪3113،‬م ‪.‬‬
‫(‪)038‬المسند‪ :‬عبداهلل بن الزبري أبو بكر احلميدي(ت‪311‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حبيب الرمحن‬
‫األعظمي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫(‪)039‬مشكاة المصابيح ‪ :‬حممد بن عبد اهلل اخلطيب التربيزي(ت ‪ 741‬هـ) ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫حممد ناصر الدين األلباين ‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪. 1180 ،‬‬
‫(‪)041‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي‪ :‬أمحد بن حممد بن علي املقري‬
‫الفيومي(ت ‪ 771‬هـ)‪ ،‬حتقيق عبد العظيم الشناوي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‪ 1217 ،‬ه ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫(‪)040‬مصطلحات الصوفية ‪ :‬عبد الرزاق مجال الدين بن أمحد كمال الدين الكاشاين‬
‫(ت‪721‬ه)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬عبد اخلالق حممود‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪1184 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)042‬مصنف ابن أبي شيبة في االحاديث واالثار‪:‬احلافظ عبد اهلل بن حممد بن أيب شيبة‬
‫(ت ‪ 320‬ه) ‪،‬ضبطه وعلق عليه االستاذ سعيد اللحام‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫(‪)043‬المصنف‪:‬أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصنعاين(ت‪311‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حبيب‬
‫الرمحن األعظمي ‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪ 1412 ،‬ه ‪.‬‬
‫(‪)044‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ‪ :‬أمحد بن علي بن حجر العسقالين‬
‫(ت‪772‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشرتي‪ ،‬دار الغيث ‪ ،‬السعودية ‪،‬‬
‫‪1411‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)045‬معجم اصطالحات الصوفية‪ :‬أنور فؤاد أيب خزام‪ ،‬مراجعة‪ :‬د‪ .‬جورج مرتي‬
‫عبداملسيح‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ناشرون‪ 1112 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)046‬المعجم األوسط ‪ :‬أبو القاسم سليمان بن أمحد الطرباين(ت‪231‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫طارق بن عوض اهلل بن حممد ‪،‬عبد احملسن بن إبراهيم احلسيين ‪ ،‬دار احلرمني ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫(‪)047‬المعجم الصوفي‪ ،‬احلكمة ىف حدود الكلمة ‪:‬د‪ .‬سعاد احلكيم ‪ ،‬طبعة دندرة ‪،‬‬
‫بريوت ‪ 1411 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)048‬المعجم الكبير‪ :‬ابو القاسم سليمان بن أمحد الطرباين(ت‪231‬هـ)‪ ،‬حتقيق عبداجمليد‬
‫السلفي ‪ ،‬الدار العربية ‪ ،‬بغداد‪1218 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)049‬معجم المصطلحات العلمية العربية ‪ :‬د‪.‬فايز الداية‪،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1111 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)051‬معجم المطبوعات العربية والمعربة‪ :‬يوسف بن اليان بن موس سركيس‬
‫(ت‪1123‬م)‪ ،‬القاهرة ‪1138 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)050‬المعجم الوسيط ‪:‬جممع اللغة العربية بالقاهرة ‪ ،‬دار املعارف‪،‬القاهرة‪ 1411،‬ه‪.‬‬
‫(‪)052‬معجم لغة الفقهاء ‪ :‬د‪ .‬حممد روا قلعة جي و د‪.‬حامد صادق قنييب‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬
‫بريوت ‪ 1180 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)053‬معجم مصطلحات الصوفية‪:‬د‪.‬عبد املنعم حفين‪ ،‬دار املسرية ‪ ،‬بريوت ‪1187 ،‬م‪.‬‬

‫‪023‬‬
‫(‪)054‬معجم مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬احلسني بن حممد بن املفضل‪ ،‬أبو القاسم الراغب‬
‫االصفهاين (ت ‪ 012‬ه) ‪ ،‬دار الكاتب العريب‪ ،‬بريوت‪ 1213 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)055‬معرفة الصحابة ‪ :‬أبو نعيم أمحد بن عبد اهلل األصبهاين(ت ‪421‬هـ ) ‪،‬حتقيق‪ :‬عادل‬
‫بن يوسف العزازي‪ ،‬دار الوطن ‪ ،‬الرياض‪ 1411 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)056‬المغرب في ترتيب المعرب ‪ :‬ناصر بن عبد اهلل السيد املطرزي(ت ‪ 311‬ه)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممود فاخوري وعبد احلميد خمتار‪ ،‬حلب‪ 1211 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)057‬المقاصد النووية السبعة‪ :‬ابو زكريا حيىي بن شرف النووي(ت‪373‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫حازم ناظم فاضل ‪ ،‬ط‪،4‬دار النعمان بن ثابت‪ ،‬بريوت ‪3113،‬م‪.‬‬
‫(‪)058‬مقاييس اللغة‪:‬ابن فارس‪ ،‬أبو احلسني أمحد(ت ‪ 210‬ه)‪ ،‬حتقيق ‪:‬عبدالسالم‬
‫هارون‪ ،‬ط احلليب‪ ،‬القاهرة‪ 1143 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)059‬من أعالم التصوف اإلسالمي‪ :‬طه عبد الباقي سرور‪ ،‬جلنة الدراسات الصوفية‪،‬‬
‫مكتبة هنضة مصر ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪)061‬المنتخب من مسند عبد بن حميد ‪ :‬عبد بن محيد بن نصر أبو حممد الكسي‬
‫(ت ‪341‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬صبحي السامرائي ‪ ،‬حممود الصعيدي‪ ،‬عامل الكتب ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪ 1418‬ه‪.‬‬
‫(‪)060‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ :‬عبد الرمحن بن علي بن حممد بن اجلوزي أبو‬
‫الفرج(ت‪017‬ه) ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بريوت ‪1208 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪)062‬المنتقى من السنن المسندة ‪:‬عبد اهلل بن علي بن اجلارود أبو حممد النيسابوري‬
‫(ت‪217‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبداهلل عمر البارودي‪ ،‬مؤسسة الكتاب الثقافية ‪ ،‬بريوت ‪ 1188‬م‪.‬‬
‫(‪)063‬المنثور ‪ :‬عبد الرمحن بن علي بن حممد بن اجلوزي أبو الفرج(ت‪017‬ه)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫هالل ناجي‪ ،‬دار الغرب االسالمي‪،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪)064‬المواهب اللدنية بالمنح المحمدية‪ :‬أمحد بن حممد القسطالين (ت‪132‬ه)‪،‬شرح‪:‬‬
‫حممد بن عبد الباقي الزرقاين(ت‪1133‬ه)‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪1212،‬هـ‪.‬‬
‫(‪)065‬الموطأ ‪ :‬اإلمام مالك بن أنس(ت‪171‬هـ) ‪،‬رواية حيي بن حيي الليثي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت ‪1184 ،‬م ‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫(‪)066‬ميزان االعتدال في نقد الرجال‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز‬
‫الذهيب(‪748‬هـ )‪ ،‬دار املعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫(‪)067‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪ :‬يوسف بن تغري بردي األتابكي مجال‬
‫الدين أبو احملاسن (ت‪874‬هـ) ‪ ،‬قدم له وعلق عليه‪ :‬حممد حسني مشس الدين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪1113،‬م‪.‬‬
‫(‪)068‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ :‬شهاب الدين أمحد بن عبد الوهاب‬
‫النويري(ت‪722‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬مفيد قميحة وآخرون‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪3114 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)069‬النهاية في غريب الحديث واالثر‪ :‬جمد الدين أبو السعادات املبارك بن حممد بن‬
‫حممد بن عبد الكرمي ابن األثري (ت‪ 313‬ه)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد الزاوي وحممود حممد الطناجي‪،‬‬
‫ط احلليب القاهرة‪ 1132 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)071‬هدية العارفين اسماء المؤلفين واثار المصنفين‪ :‬امساعيل باشا البغدادي‬
‫(ت‪1131‬م)‪ ،‬وكالة املعارف ‪ ،‬استانبول ‪1101 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)070‬الوافي بالوفيات‪ :‬صالح الدين خليل بن أيبك الصفدي(ت‪734‬ه) ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫أمحد األرناؤوط وتركي مصطف ‪ ،‬دار إحياء الرتاث ‪ ،‬بريوت ‪3111 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)072‬الوجيز في أصول الفقه‪ :‬د‪.‬عبد الكرمي زيدان‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪1187 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)073‬وفيات األعيان وأنباء الزمان‪ :‬مشس الدين أمحد بن حممد بن أيب بكر بن‬
‫خلكان(ت ‪381‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بريوت‪1138 ،‬م‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫الفهرس العام‬

‫‪5‬‬ ‫تراة االمام عبدالوهاب الشعراني‬


‫‪11‬‬ ‫االستقامة يف التوبة‬
‫‪11‬‬ ‫شرط التوبة‬
‫‪11‬‬ ‫التوبة أساس ك مقام ترقى اليه العبد‬
‫‪16‬‬ ‫حمبة الدنيا وال هد فيها‬
‫‪10‬‬ ‫حقيقة ال هد يف الدنيا‬
‫‪13‬‬ ‫العلية‬ ‫طلبا لرتقي املقاما‬ ‫ترك املباحا‬
‫‪11‬‬ ‫ة والع مية‬ ‫الر‬
‫‪14‬‬ ‫مقام ال دق‬
‫‪15‬‬ ‫الرياء س قات‬
‫‪16‬‬ ‫الرياء‬ ‫من عالما‬
‫‪16‬‬ ‫ا الص الق د هلل تعاىل‬
‫‪16‬‬ ‫أمرين ‪ :‬فانٍ وباقٍ‬ ‫الباعث يف فع العبادا‬
‫‪11‬‬ ‫ملال الفاني والباقي‬
‫‪11‬‬ ‫العبادة بق د التقرب من اهلل تعاىل‬
‫‪18‬‬ ‫حمبة اطالا الناس على العبادة‬
‫‪18‬‬ ‫ترك العم من اج الناس‬
‫‪19‬‬ ‫حكاية االعمال ال اية‬
‫‪19‬‬ ‫ايذر من التسميع‬
‫‪40‬‬ ‫علي‬ ‫دم قطع امل ا املباا الج دا‬
‫‪43‬‬ ‫ايذر من اذ اقلق‬

‫‪026‬‬
‫‪41‬‬ ‫كف اذ اجلوارا الظاهرة‬
‫‪41‬‬ ‫ايذر من سوء الظن‬
‫‪41‬‬ ‫ايذر من اك لري ايالل‬
‫‪46‬‬ ‫اك ايرام‬ ‫عالما‬
‫‪41‬‬ ‫ايذر من ايياء الطبيعي‬
‫‪48‬‬ ‫ايذر من لش ايرفة‬
‫‪53‬‬ ‫املتعبدين ايرتفة واملتعبدين من لري حرفة‬
‫‪51‬‬ ‫جهاد النفس باجلوا بطريقه الشرعي‬
‫‪56‬‬ ‫النوم ا و املو‬
‫‪60‬‬ ‫الفرق بني الع لة واقلوة‬
‫‪60‬‬ ‫ال ام ال مي اال لنرورة شرعية‬
‫‪61‬‬ ‫أركان طريق الوالية‬
‫‪61‬‬ ‫قيام اللي‬
‫‪69‬‬ ‫الة اجلماعة‬
‫‪11‬‬ ‫التباعد عن الوقوا يف مظاه العباد‬
‫‪11‬‬ ‫أقسام مظاه العباد‬
‫‪15‬‬ ‫االعراض اشد من االموال‬
‫‪16‬‬ ‫االكلار من االستغفار‬
‫‪80‬‬ ‫شرط الكام‬
‫‪80‬‬ ‫ايياء من اهلل حق ايياء‬
‫‪83‬‬ ‫الشقاء‬ ‫من عالما‬
‫‪81‬‬ ‫االدب يف العبادة‬
‫‪81‬‬ ‫عدم الغفلة عن ذكر اهلل تعاىل‬

‫‪027‬‬
‫‪88‬‬ ‫الذكر مع الغفلة‬
‫‪90‬‬ ‫الذكر جهراً والذكر سراً‬
‫‪93‬‬ ‫الذكر منسوب الوالية‬
‫‪93‬‬ ‫الذكر اسرا يف الفتل من سائر العبادا‬
‫‪91‬‬ ‫عدم الو ول اىل اينرة اال ية اال بالذكر‬
‫‪91‬‬ ‫ح ول الكشف واال الص الكام بالذكر‬
‫‪91‬‬ ‫الكشف ايسي والكشف اقيالي‬
‫‪94‬‬ ‫ن ول الرمحة بذكر اهلل تعاىل‬
‫‪94‬‬ ‫زوال الغ بذكر اهلل تعاىل‬
‫‪95‬‬ ‫ذهاب القسوة عن القلب بذكر اهلل تعاىل‬
‫‪95‬‬ ‫مخود االمراض الباطنية بذكر اهلل تعاىل‬
‫‪95‬‬ ‫انقطاا اقواطر الشيطانية بذكر اهلل تعاىل‬
‫‪96‬‬ ‫الفرق بني اقواطر الشيطانية واقواطر النفسانية‬
‫‪91‬‬ ‫الذكر مفتاا الغيب‬
‫‪98‬‬ ‫فوائد الذكر‬
‫‪99‬‬ ‫الذكر باللسان‬
‫‪303‬‬ ‫ذكر االنسان وحده وذكر اجلماعة‬
‫‪301‬‬ ‫ذكر (الاله االاهلل)‬
‫‪301‬‬ ‫الذكر‬ ‫من واجبا‬

‫‪028‬‬

You might also like