‫تـمهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد‬

‫لقد ارسى اخلليل وتلميذه سيبويه حقائق متعلقة بعلم النحو صارت من البديهيات او شبه ذلك ‪.‬و النظرة املتمعنة و الثاقبة يف‬
‫"الكت اب" تس مح ب إدراك حقيق ة أص الة النح و الع ريب ونقائ ه و قدس يته عن د علمائ ه األوائ ل ال ذين عاش وا يف الف رتة األوىل من‬
‫اإلسالم "أنه أنقى العربية عربية"‪.1‬وما يشري اىل قدسيته ‪ ،‬ه و نعت كت اب س يبويه وه و أول كت اب حنوي بـ"قرآن الّنح و" ‪.2‬وم ا‬
‫رسخ هذا الفكر األصيل ‪ ،‬والتصور الدقيق‪ ،‬و الفهم العميق لطبيعة صناعة هذا العلم – عند أولئك النحاة – تلك األسس و‬
‫األص ول ال يت ق ام عليه ا من جه ة‪ ،‬والتوس ع يف موض وعاته واإلملام مبس ائله من جه ة أخ رى‪ ،‬باإلض افة اىل ك ثرة العلم اء ال ذين‬
‫تع اطوه و خاض وا يف دراس ته و الت أليف في ه‪ ،‬فأص بح ب ذلك حيت ل مكان ة متم يزة يف الثقاف ة العربي ة‪.‬واحلاج ة اىل تعلم ه ألمهيت ه‬
‫أص بحت أك ثر من ض رورة‪ ،‬ه ذا م ا تش ري اليه ا تل ك الرواي ة عن عم ر بن اخلط اب –رض ي اهلل عن ه‪-‬ق ال‪":‬تعلم وا النح و كم ا‬
‫تتعلمون السنن و الفرائض" ‪.3‬فلم يكن عم ر ليحث الن اس على تعلم النحو‪ ،‬ويش دد يف ذل ك حىت يش بهه بالسنن و الف رائض ‪.‬‬
‫فصار من العلوم اليت نالت قدرا كبريا من االهتمام والدراسة‪ ،‬وكثرت يف شأنه املصطلحات منها ما علقت بالعلم ذاته أو ما‬
‫مشله من قواعد‪.‬‬

‫و"من جهل اللغة ‪ ،‬وهي األلفاظ الواقعة على املسميات‪ ،‬و جهل النحو الذي هو علم اختالف احلركات الختالف املعاين‪،‬‬
‫فلم يعرف اللسان الذي به خاطبنا اهلل تعاىل و نبينا صلى اهلل عليه وسلم ومن مل يعرف ذلك اللسان مل حتل فتواه له‪ ،‬ألنه يفيت‬
‫‪4‬‬
‫مبا ال يدري"‪.‬‬

‫المقدمة ‪ :‬يعد البحث يف الكالم و القول و اللفظ من أقدم األحباث و أكثرها رواجا منذ العصر القدمي ملا له من أمهية كبرية‬
‫لدى النحاة فاختلفت أراؤهم و أقواهلم يف املوضوع‪ ،‬وتأسيسا على هذا جاء موضوع حبثنا بعنوان ‪ :‬الكالم و القول و اللفظ‬
‫وحاولنا هبذا املوضوع اإلجابة عن اإلشكالية التالية ‪ :‬ماهو مفهوم الكالم و القول و اللفظ ؟ وماهي أقسام الكالم؟ ومالفرق‬
‫بني الكالم و القول واللفظ؟‬

‫وأما عن خطة البحث فكانت مكونة من‪ :‬مقدمة ‪ ،‬ومبحث ‪ ،‬وخامتة‪.‬‬

‫أم ا املبحث األول ك ان موس وما مباهي ة الكالم و الق ول و اللف ظ ين درج حتت ه مطل بني ‪ ،‬املطلب األول مفه وم الكالم و أقس امه‬
‫واملطلب الثاين مفهوم القول و اللفظ ‪ ،‬والفرق بني الكالم والقول واللفظ ‪ ،‬أما اخلامتة فكانت متضمنة ألهم نتائج البحث‪.‬‬

‫وق د اعتم دنا على املنهج الوص في ام ا اهم املص ادر و املراج ع ‪ :‬ألفي ة ابن مال ك‪ ،‬ألفي ة ابن معطي ‪ ،‬لس ان الع رب(ابن منظ ور)‪،‬‬
‫شرح شذور الذهب (ابن هشام األنصاري) ‪ ،‬شرح الرضي على الكافية (الرضي االسرتباذي تح يوسف عمر) ‪ ،‬اخلصائص ابن‬
‫جين‪.‬‬

‫النحو العربي و الدرس الحديث ‪ :‬بحث في المنهج‪ :‬عبد الراجحي‪1982،‬م‪،‬ط(‪ ،)9‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت‪ :‬ص‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫الراجحي‪ ،‬النحو العربي و الدرس الحديث‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫البيان و التبيين ‪ :‬الجاحظ‪( ،‬ابو عثمان عمرو بن بحر‪ ،‬ت‪255،‬هـ) تحقييق ‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.2/21 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ابن حزم (تـ‪456‬ه‪ ،)،‬تح محمد شاكر‪ ،‬دار األفاق الجديدة‪،‬بيروت‪،‬دط‪،‬دت‪.5/124:‬‬ ‫‪4‬‬
 ‫و فيي األخري نرفع امسى آيات الشكر و العرفان لكل من ساعدنا يف اجناز هذا البحث من قريب او بعيد‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية اللكالم و القول و اللفظ ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الكالم وأقسامه‪:‬‬ ‫‪-1-1‬‬
‫أوال تعريف الكالم‪:‬‬
‫أ – لغة ‪:‬‬
‫ذكر الكالم يف اربعة معان وهي ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫احلدث الذي هو التكليم‪ ،‬تقول ‪ :‬أعجبين كالمك زيدا‪ ،‬أي ‪ :‬تكليمك اياه‪...‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما يف النفس مما يعرب عنه باللفظ املفيد‪ ، 6‬حنو مضى القوم وهم كرام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ما حتصل هبا الفائدة سواءا كان لفظا أو خطأ أو إشارة أو ما نطق به لسان احلال‪.7‬‬ ‫‪-3‬‬
‫"اللفظ املركب أفاد أم مل يفد"‪.8‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ب‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬

‫استعمل النحاة (الكالم) اوال يف مطلق ما يتكلم به من األلفاظ الدالة على املعىن‪ ،‬مّث أرادوا به ذللك خصوص ما حتصل به‬
‫الفائدة من األلفاظ‪.‬‬
‫و الكالم من املصطلحات اليت ظهرت بظهور النحو‪ ،‬فقد ورد يف الروايات ان اإلمام عليا عليه السالم ألقى إىل ايب األسود‬
‫الدؤيل صحيفة جاء فيها ‪" :‬الكالم كله ‪ :‬اسم و فعل و حرف"‪.9‬‬
‫ولعل أول تعريف اصطالحي للكالم هو قول الرماين ‪":‬اكالم ما كان من احلروف داَال بتأليفه على معىن"‪.10‬‬
‫و عرف ه ابن معطي بقول ه ‪" :‬الكالم ه و اللف ظ املركب املفي د بالوض ع"‪ 11‬ويقص د بالوض ع "أن ي دل (اللف ظ) على مع ىن عين ه‬
‫الواضع بإزائه‪.12‬‬

‫شرح شذور الذهب ‪ :‬ابن هشام‪ ،‬تحقيق محيي الدين عببد الحميد ‪:‬ص ‪.19‬‬ ‫‪5‬‬

‫نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪6‬‬

‫ابن هشام‪ ،‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪7‬‬

‫همع الهوامع‪ :‬السيوطي‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون و عبد العال مكرم ‪.1/29 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪.‬معجم األدباء‪ :‬ياقوت‪ ،‬السابق ‪14/49 :‬‬
‫الحدود في النحو ‪ :‬الرماني‪ ،‬ضمن كتاب(رسائل في النحو و اللغة) تحقيق مصطفى جواد زيوسف مسكوني‪.42 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫الفصول الخمسون ‪ :‬ابن معطي ‪ ،‬تحقيق محمود الطناحي ‪.149 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫ينظر حاشية الشيخ ياسين على شرح التصريح ‪.1/20 :‬‬ ‫‪12‬‬
‫و إلبن مالك اول تعريف للكالم ‪" :‬ما تضمن من الكلم اسنادا مفيدا مقصودا لذاته"‪ .13‬و يكون الكالم مفيدا مض افا لداللت ه‬
‫على معىن حيسن السكون عليه‪ ،‬يششرتط ان يزود السامع بعلم جديد ‪ ،‬بأن ال يكون مضمونه معلوم الثبوت او اإلنتقاء‪.‬‬

‫ثانيا أقسام الكالم ‪:‬‬

‫ينقسم الكالم يف علم النحو إىل ثالثة أقسام‪:‬‬

‫االس م‪ :14‬م ا دل على مع ىن يف نفس ه‪ ،‬ومل يق رتن ب زمن‪ .‬حنو‪ :‬س واك ‪ -‬كت اب ‪ -‬حيىي‪ .‬ويك ون إم ا مرف وع أو‬ ‫‪-1‬‬
‫منصوب أو جمرور واليكون جمزوًم ا‪.‬‬
‫الفعل‪ :15‬ما دل على معىن يف نفسه‪ ،‬واق رتن ب زمن‪ .‬حنو‪ :‬ق رأ ‪ -‬كتب ‪ -‬رمى‪ .‬ويك ون إم ا مرف وع أو منص وب أو‬ ‫‪-2‬‬
‫جمزوم واليكون جمروًر ا‪.‬‬
‫احلرف‪ :16‬ما دل على معىن يف غريه‪ ،‬وما سوى االسم والفعل‪ .‬حنو‪ :‬أن ‪ -‬مل ‪ -‬ال النافية للجنس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم القول و اللفظ ‪:‬‬ ‫‪-1-2‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم القول‪:‬‬

‫أ – لغة ‪:‬‬

‫يسستعمل القول يف املعاين التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬كل لفظ نطق به اللسان تاما او ناقصا‪ ،17‬اي ما كان مستعمال من األلفاظ املفردة و املركبة سواء حسن الس كوت علي ه‬
‫أم ال ‪( ،‬فالتام هو املفيد‪ ،‬أعين اجلملة وما كان يف معناها من حنو صه و أيه ‪ ،‬والنقص ما كان بضد ذلك حنو زيد‪...‬وكان‬
‫أخوك)‪18‬إذا أريد هبا كان الناقصة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إجاد اللفظ املس تعمل و اجياده ‪ ،‬قال ابن هشام ‪":‬فأما القول فهو يف األصل مصدر (قال) إذا نطق بلفظ مستعمل ‪،‬‬
‫فمسماه احلقيقي نفس إجياد اللفظ املستعمل"‪.19‬‬
‫‪20‬‬
‫ثالثا ‪( :‬كل حرف من حروف املعجم كان او من حروف املعاين و على أكثر منه‪ ،‬مفيدا كان أو ال)‪.‬‬

‫تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد‪ :‬ابن مالك‪ ،‬تحقيق محمد كامل برككات ‪.3 :‬‬ ‫‪13‬‬

‫دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ‪ -‬ج ‪ 1‬ص ‪. 24‬‬ ‫‪14‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪15‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪16‬‬

‫ينظر لسان العرب ‪ :‬مادة (قول)‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫ينظر الخصائص ‪ :‬ابن جني‪ ،‬تحقيق محمد علي النجار ‪.1/17 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ 19‬شرح اللمحة البدرية في علم العربية ‪ :‬ابن هشام األنصاري‪ ،‬تحقيق د‪/‬صالح رواي‪ 1404،‬هـ‪1983/‬م‪،‬ط(‪ ،)22‬ممطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪.1/203:‬‬
‫ينظر شرح الرضي على الكافية ‪ ،‬تحقيق يوسف حسن عمر ‪.1/20 :‬‬ ‫‪20‬‬
‫رابعا ‪ :‬الرأي و اإلعتقاد‪ ،‬وإطالق القول عليه جماز‪( ،‬ألن اإلعتقاد خيفى فال يعرف إال بالقول ‪ ...‬كما يسمى الشيء باسم غريه‬
‫إذا كان مالبسا له )‪.21‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬
‫فقد استعمل النحاة (القول) يف خصوص معناه األول‪ ،‬لعل أقدم من يستعمله مبعناه االصطالحي هو ابن معطي‪.22‬‬
‫وق د ع رف (الق ول) مبا ينطب ق على املع ىن املذكور‪ ،‬ق ال ابن هش ام ‪ :‬ه و (اللف ظ املس تعمل)‪ 23‬أو (اللف ظ ال دال على مع ىن)‪.24‬‬
‫وشرح الالحقون املقصود من (اللفظ) هو األعم من املفرد و املركب‪ ،‬واملقصود من (الدال على معىن) هو ما يصح السكوت‬
‫عليه و ما ال يصح‪ ،25‬جلأوا اىل بيان النسبة بني القول‪ ،‬وبني كل من الكلم ة و الكالم و الكلم مبعانيه ا االص طالحية‪ ،‬واهنا نسبة‬
‫العموم‪ ،‬قال ابن معطي ‪( :‬والقول يعم اجلميع)‪ ،26‬وقال ابن مالك يف ألفيته ‪( :‬والقول عم) ‪ ،‬اي ان (الق ول) يطل ق على كك ل‬
‫من الكلمة والكالم و الكلم‪.27‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مفهوم اللفظة ‪:‬‬

‫أ – لغة ‪:‬‬
‫اللفظ يف اللغة يعين الطرح و الرمي و النبذ مطلقا ‪ ،‬اي سواء كان الطرح من الفم أم غريه ‪ ،‬وسواء كان املطروح من الفم‬
‫صوتا أم غريه‪.‬‬
‫قال ابن فارس ‪" :‬الالم و الفاء و الظاء كلمة صحيحة تدل على طرح الشيء‪ ،‬وغالب ذلك ان يكون من الفم" ‪،‬تقول ‪:‬‬
‫لفظ بالكالم يلفظ لفظا‪ ،‬ولفظت الشيء من فمي‪.28‬‬
‫فاللفظ هبذا املعىن "يطلق على كل حرف‪ ،‬من حروف املعجم كان أو من حروف املعاين‪ ،‬وعلى أكثر منه ‪ ،‬مفيدا كان أو‬
‫ال"‪.29‬‬

‫ينظر الخصائص ابن جني‪ ،‬تحقيق محمد علي النجار‪.1/19 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫ينظر الفصول الخمسون‪:‬ابن معطي‪،‬تحقيق محمود محمد الطناحي‪،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.149 :‬‬ ‫‪22‬‬

‫ينظر شرح اللمحة البدرية ‪ :‬ابن الهشام‪.1/203:‬‬ ‫‪23‬‬

‫ينظر شرح شذور الذهب ‪ :‬البن هشام ‪ ،‬السابق‪.11 :‬‬ ‫‪24‬‬

‫ينظر شرح شرح التصريح على التوضيح ‪ :‬خالد األزهري ‪.1/27 :‬‬ ‫‪25‬‬

‫ينظر الفصول الخمسون ‪ :‬ابن معطي ‪ ،‬السابق ‪.149 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫ينظر شرح ابن عقيل على األلفية ‪ :‬تحقيق محبي عبد الحميد ‪.1/16 :‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ 28‬ينظر مقاييس اللغة ‪ :‬أحمد بن فارس ‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون ‪ :‬مادة (لفظ)‪.‬‬
‫شرح الرضي على الكافية ‪ :‬ج ‪،1‬ص‪ ، 4‬دط‪ ،‬دار الطباعة و النشر لالعالن الجيزة ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪29‬‬
 ‫ب – اصطالحا ‪:‬‬
‫استعمل النحاة (اللفظ) اصطالحا مبعناه اللغوي األخري‪ ،‬اي مبع ىن اسم املفعول‪ 30‬و ارادوا به خصوص م ا كان أص واتا يلفظها‬
‫الفم ‪.31‬‬
‫وأول تعريف اللفظ ما نسبه ابن يعيش اىل سيبويه من من ان اللفظ" مجاعة حروف ملفوظة هبا "‪.32‬‬
‫ويتل وه تعري ف الرم اين ‪" :‬اللف ظ كالم من الفم"‪ ،‬ويقص د ب الكالم املع ىن اللغ وي ال االص طالحي‪ ،‬وإال أص بح اللف ظ يف‬
‫االصطالح أعم من الكالم ‪ ،‬إذ يشمله و يشمل الكلمة و الكلم و القول‪.‬‬
‫وعرف السيوطي بأنه‪( :‬الصوت املعتمد على مقطع)‪ 33‬أي ‪ :‬على خمرج يف الفم‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الفرق بين القول و الكالم و اللفظ‪:‬‬
‫فالقول و الكالم و اللفظ من حيث اصل اللغة مبعىن‪ ،‬يطلق على كل حرف من حروف املعجم كل او من حروف املعىن‪ ،‬وعلى‬
‫اك ثر من ه مفي دا ك ان أوال ‪ ،‬لكن الق ول اش تهر يف املفي د‪ ،‬خبالف اللف ظ و الكالم ‪ .‬واش تهر الكالم لغ ة يف املركب من ح رفني‬
‫فصاعدا‪.‬‬
‫واللفظ خاص مبا خيرج من الفم من القول ‪ ،‬فال يقال لفظ اهلل كما يقال ‪ :‬كالم اهلل و قوله‪.‬‬
‫وقد استعمل الكالم استعمال املصدر فقيل كلمته كالما كأعطى عطاءا ‪ ،‬مع انه يف االصل مل يعطى‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ويف اخلتام نذكر أهم النتائج اليت توصلنا إليها يف حبثنا هذا ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد البحث وجدنا أنه توجد عالقة بني الكالم و القول و اللفظ‪ ،‬فمنها ما يكون مفرد لبعض‪ ،‬وبعضهما ما يكون مجعا‬
‫لبعض و منها ما يكون فرعا لبعض أو كَال لبعض‪.‬‬

‫‪ -‬اليوجد اختالف كبري ببني الكالم و القول و اللفظ إمنا االختالف يكون يف جنس الكلمة‪ ،‬فابن هشام يذكر يف اجلنس أنه‬
‫قول‪ ،‬ويذكر الزخمشري يف اجلنس أنه (لفظ) و ما دام اللفظ جنسا للقول‪ ،‬فإن االختالف ينحصر يف ذكر اجلنس القريب أو‬
‫البعيد‪.‬‬

‫ابن الحاجب ‪،‬شرح الرضي على الكافية ‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪30‬‬

‫ينظر شرح األزهرية في علم العربية ‪ :‬خالد األزهري ‪ :‬ص ‪. 11‬‬ ‫‪31‬‬

‫شرح المفصل ‪ :‬ابن يعيش ‪،‬السابق ‪.1/19:‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ 33‬ينظر همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ‪ :‬السيوطي‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون و عبد العال سالم مكرم ‪.1/39 :‬‬
‫شرح الرضي للكافية ابن الحاجب ‪ :‬ج ‪،1‬ص‪ ،4‬دط‪.‬‬ ‫‪34‬‬
 ‫ملخص‬

‫الكالم‬ ‫القول‬ ‫اللفظ‬

‫عب ـ ـ ــارة عن م ـ ـ ــا اجتم ـ ـ ــع في ـ ـ ــه أم ـ ـ ــران‬ ‫هو جنس يشمل الكالم‬
‫هو اللفظ الدال على‬
‫هما(اللفظ واالفادة) ‪:‬‬ ‫والكلمة و الكلم مجرد‬
‫‪.‬المعنى‬
‫اللفـ ــظ ‪ :‬هـ ــو الصـ ــوت المشـ ــتمل على‬ ‫وهو الصوت يخرج من‬
‫بعض الحـروف سـواءا كـان ملفـوظ بهـا‬ ‫نحو ‪ :‬نقول (زيد) فإن هذا‬ ‫الفم وال يلزم أن يفيد‬
‫متحدثا بها أو مقدارا‪.‬‬
‫‪.‬لفظ و يدل على معنى‬ ‫‪.‬المعنى‬
‫االفـادة ‪ :‬مـا يكـون يفيـد معـنى مسـتقال‬
‫تاما يحسن السكوت عليه‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬محمد موجود‪.‬‬
‫وبعض الكالم يك ـ ــون ج ـ ــزء من ـ ــه غ ـ ــير‬
‫ملفوظ به كأن تقول‬
‫(قم – اجلس – اضـ ـ ــرب) فـ ـ ــإن هـ ـ ــذا‬
‫كالم ولكن في ظ ـ ــاهره كلم ـ ــة واح ـ ــدة‬
‫أقسام الكالم‬
‫تتضــمن شــيئا مســتترا وهــو الفاعــل ألن‬
‫تقدير الكالم قم أنت‪.‬‬
‫الفعل‬
‫الحرف‬ ‫اإلسم‬

‫م ـ ـ ـ ـ ــا ال يـ ـ ـ ـ ــدّل على‬ ‫مـ ـ ـ ـ ــا دّل على معـ ـ ـ ـ ــنى في‬ ‫هو ما دّل على معنى في‬
‫مع ـ ـ ـ ــنى في نفس ـ ـ ـ ــه‪،‬‬ ‫نفس ـ ـ ـ ــه واق ـ ـ ـ ــترن بأح ـ ـ ـ ــد‬
‫نفسه غير مقترن بزمان ‪،‬‬
‫نح ـ ـ ــو ‪ :‬إَّن ‪ ،‬وَلم‪، ‬‬ ‫األزمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪:‬‬
‫نحو‪ :‬قلم ‪ ،‬وكتاب ‪.‬‬
‫وال ‪.‬‬ ‫الماضي ‪ ،‬والحاضر‪،‬‬
‫والمستقبل ‪ ،‬نحو ‪ :‬قــام ‪،‬‬
 ‫الكالم وما يتألف منه ألفية إبن مالك‬

‫كالمنا لفظ مفيد كاستقم ‪ ...‬واسم وفعل ّمث حرف الكلم‬

‫وكلمة هبا كالم قد يؤم‬ ‫واحده كلمة والقول عم ‪...‬‬
‫‪ ...‬ومسند لالسم متييز حصل‬ ‫باجلّر والتنوين والّندا وآل‬
‫‪ ...‬ونون أقبلّن فعل ينجلي‬ ‫بتا فعلت وأتت ويا افعلي‬
‫سوامها احلرف كهل ويف ومل ‪ ...‬فعل مضارع يلي مل كيشم‬
‫وماضي األفعال بالتامز وسم ‪ ...‬بالنون فعل األمر إن أمر فهم‬
‫واألمر إن مل يك للنون حمل ‪ ...‬فيه فهو اسم حنو صه وحّيهل‬

‫الكالم و الكلم يف الدرة األلفية إلبن معطي‬

‫باهلل ريب يف األمور أعتصم ‪ ...‬القول يف حد الكالم و الكل‬

‫اللفظ ان يفد هو الكالم ‪ ...‬حنو ‪ :‬مضى القوم وهم كرام‬
‫كلمة أقسامها أحدها‬ ‫تأليفه من كلم واحدها ‪...‬‬
‫وهي ثالث ليس فيها خلف ‪ ...‬اإلسم مث الفعل مث احلرف‬
‫فاإلسم ما أبان عن مسمى ‪ ...‬يف الشخص واملعىن املسمى عما‬
‫و مصدر داللة اقرتان‬ ‫‪...‬‬ ‫والفعل ما دل على ززمان‬
‫واحلرف ال يفيد معىن إال ‪ ...‬يف غريه كهل اتى املعال‬
 ‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬عبده الراجحي‪ ،‬النحو العربي و الدرس الحديث ‪ ،‬بحث في المنهج ‪،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط(‪1982 ، )9‬م‪.‬‬
‫‪-‬الجاحظ (ابو عثمان عمرو بن بحر) البيان و التبيين‪ ،‬تحقييق ‪ ،‬عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪،‬دط‪.‬‬
‫‪-‬ابن حزم‪ ،‬اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬تح ممحمد شاكر‪ ،‬دار األفاق الجديدة‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،‬دط‪،‬دت‪.‬‬
‫‪-‬ابن هشام‪ ،‬شرح شذور الذهب ‪ ،‬تح محي الدين عبد الحميد ‪.‬‬
‫‪-‬السيوطي‪ ،‬همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ‪ ،‬تح عبد السالم هارون و عبد العال مكرم‪.‬‬
‫‪ -‬ياقوت الحموي الرومي‪ ،‬معجم األدباء‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬ابو الحسن الرماني‪ ،‬الحدود في النحو ‪ ،‬ضمن كتاب(رسائل في النحو و اللغة)‪ ،‬تح مصطفى جواد يوسف مسكوني‪.‬‬
‫‪ -‬حاشية الشيخ ياسين على شرح التصريح‬
‫‪ -‬ابن مالك‪ ،‬تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد ‪ ،‬تح محمد كامل بركات‬
‫‪-‬دليل السالك إلى ألفية ابن مالك‬
‫‪ -‬لسان العرب‬
‫‪-‬ابن جني‪ ،‬الخصائص ‪ ،‬تح محمد علي النجار ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن هشـ ـ ــام األنصـ ـ ــاري‪ ،‬شـ ـ ــرح اللمحـ ـ ــة البدريـ ـ ــة في علم العربيـ ـ ــة‪ ،‬تح د‪/‬صـ ـ ــالح رواي‪1983،‬م‪،‬ط(‪ ،)22‬مطبعـ ـ ــة‬
‫حسان‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الحاجب ‪ ،‬شرح الرضي على الكافية ‪ ،‬تح يوسف حسن عمر ‪ ،‬دط‪ ،‬دار الطباعة و النشر لالعالن الجيزة ‪ ،‬مصر‬
‫‪-‬ابن معطي الفصول الخمسون‪ ،‬تح محمود محمد الطناحي‪،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪ -‬ابن هشام ‪،‬شرح اللمحة البدرية ‪.‬‬
‫‪ -‬خالد األزهري‪ ،‬شرح التصريح على التوضيح‪.‬‬
‫‪-‬شرح ابن عقيل على األلفية ‪ ،‬تح محبي عبد الحميد‪.‬‬
‫‪-‬أحمد بن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة ‪ ،‬تح عبد السالم هارون ‪ ،‬مادة (لفظ)‪.‬‬
‫‪ -‬خالد األزهري‪ ،‬شرح األزهرية في علم العربية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن يعيش‪ ،‬شرح المفصل ‪.‬‬