You are on page 1of 13

‫المبحث االول ‪ :‬المفهوم واالصول‪:‬‬

‫‪/1‬مفهوم السيميائيات ‪.‬‬


‫أ‪ /‬لغة‪:‬‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪:‬‬
‫‪/2‬السيميائيات عند الغرب ‪.‬‬
‫أ‪/‬اليونان‬
‫ب‪/‬الغرب‬
‫‪/3‬السيميائيات عند العرب‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اتجاهات السيميائيات‪.‬‬
‫أ‪/‬االتجاه الفرنسي‪:‬‬
‫ب‪ /‬االتجاه االمريكي‪:‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مفهوم الخطاب و اصوله‬
‫‪ -1‬مفهوم) الخطاب‬
‫أ‪/‬لغة‬
‫ب‪/‬اصطالحا‬
‫‪ -1‬الخطاب عند الغرب‬
‫‪-2‬الخطاب عند العرب ‪.‬‬
‫‪-3‬الخطاب الروائي‬

‫‪11‬‬
‫‪-1‬مفهوم) السيميائيات‪:‬‬
‫المتداول بين الدارسين المتخصصين ان السميائية كعلم ومنهج نقدي انه حديث النشأة وه و مس تمد االص ول من‬
‫علوم معرفية سابقة له في الظهور خاصة اللسانيات الذي ارسى اص ولها السويس ري ق د يس اعد دوسوس ير في‬
‫عمق القرن العشرين ‪20‬ويشير به مطلقا عليه مص طلح الس يميولوجيا وق د أخ ذ م ا اص طلح علي ه بالس يميائية‬
‫زوايا نظر عديدة ‪......‬فكثرت الرؤى وتع ددت ح ول التس ميات ‪":‬أعام ل ف اخوري كم ا ي ذكر أن محم ود ج اد‬
‫يحص ر لن ا م ا يق ارب عن ألس نة اص وات دال ة للمص طلح في الس يمياء والس مية والس يميائية والس يميوطيقا‬
‫والسيميولوجيا والرموزية " ‪1‬وهذا ما اوقع الباحث في فوضى مصطلحية وعليه سنحاول اي راد اب رز التعريف ات‬
‫التي خصت بها السيميائية ‪.‬‬
‫أ‪/‬لغة‪:‬‬
‫اذا عدنا الى المع اجم العربي ة نج د مص طلح الس يمياء في لس ان الع رب ‪":‬الس يمياء العالم ة ‪:‬مش تقة من الفع ل‬
‫'سام'الذي هو مقل وب 'س م'وهي في الص ورة "فعلى"ي دل على ذل ك ق ولهم الس مة ف ان اص لها ‪":‬س مى"اذ جع ل‬
‫"سمة"(‪).....‬قولهم‪:‬سوم فرسه ‪:‬أي جعل عليه السمة وقيل‪:‬الخيل المسومة هي ال تي عليه ا الس يمة والس ومة هي‬
‫العالمة"‪.2‬‬
‫نجد كذلك‪":‬السيمياء العالمة ويقال‪:‬من سيمائهم تعرفونهم أي من عالمات وجوههم تعرفونهم ‪.3‬‬
‫وفي قاموس المحيط ورد ‪":‬السومة بالضم والسمة والسيما والسيمياء بكسرهن ‪:‬العالمة وسوم الف رص تس ويما‬
‫أي جعل عليه سمة‪. 4‬‬
‫وفي هذا الدليل ان العرب قد عرفوا لفظا يلتقي في داللته ‪,‬ومفهومه مع المعنى العربي للسيميائية وان لم يتطور‬
‫هذا المفهوم الى علم واضح له ضوابطه وقوانين ه الخاص ة ‪,‬حيث تع رض العلم اء في ابح اثهم الع رب للعالم ة‬
‫اللغوية باعتبارها اداة للتواصل ونقل المعارف‪.‬‬
‫كذلك ورد مصطلح السيمياء في القرأن الكريم في عدة مواضيع نذكر منها‪:‬‬
‫قوله تعالى‪":‬يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس الحافا "‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫قوله تعالى‪":‬ونادى اصحاب اعراف رجاال يعرفونهم بسيماهم قالوا اغنى عنكم جمعهم ما كنتم تستكبرون"‬
‫‪7‬‬
‫قوله تعالى‪":‬سيماهم في وجوههم من أثر السجود"‬
‫قوله تعالى‪":‬ولو نشاء الريناكم فلتعرفنهم بسيماهم ولتعرفهم في لمن القول وهللا يعلم اعمالهم "‬
‫‪8‬‬

‫قوله تعالى‪":‬يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي واالقدام‪.9‬‬


‫فاذا امعنا المالحظة في مشتقات لفظة "سمة"في هذه االيات نجدها تخرج عن معنى (العالمة)‬
‫اما في الثقافة الغربية تجمع عدة معاجم لغوية وس يميائية ان االص ل اللغ وي للمص طلح "الس يميولوجيا اتي ة من‬
‫االصل اليوناني الذي يعني العالمة الذي يعني الخطاب الذي نجده مس تعمال في كلم ات مث ل علم االجتم اع علم‬
‫االدي ان "الاله ون"علم االحي اء علم الحي وان ‪......‬الخ وبامت داد اك بر كلم ة تع ني العلم‪,‬وهك ذا يص بح تعري ف‬
‫‪10‬‬
‫السيميولوجيا على النحو االتي ‪:‬علم العالمات‬
‫من خالل ماتقدم من تعاريف لغوية لمصطلح السيمياء س واء العربي ة ام الغربي ة ‪,‬ت بين لن ا انه ا تص ب في مه د‬
‫واحد ‪,‬فهي العلم الذي يدرس العالمات واالنظمة اللغوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬فيصل االحمر‪-‬معجم السيميائيات – الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات االختالف – الطبعة ‪ -1‬الجزائر ‪2010-1431‬ص ‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪30,29‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬امل عبد العزيز محمود‪-‬االداء‪ -‬القاموس العربي الشامل – دار راتب الجامعية ‪,‬الطبعة ‪,1‬بيروت ‪,1997‬ص ‪311‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬الفيروز اباء ‪,‬القاموس المحيط ‪,‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع التراث‪-‬ط ‪-2‬لبنان ‪14426‬ه ‪2005-‬م ‪,‬ص ‪1124‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة البقرة – االية ‪272‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة االعراف – االية ‪47‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة الفتح – االية ‪29‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة محمد – االية ‪31‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة الرحمان – االية ‪40‬‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬ابريك بوسينس –السيميولوجيا والتواصل – فر‪،‬جواد بيبنس ‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع –القاهرة ‪،‬ط‪-2017- 2‬ص‪03‬‬

‫‪12‬‬
‫ب‪/‬اصطالحا‪:‬‬
‫تع ددت واختلفت التس ميات لعلم الس يمياء ‪,‬فهن اك من يطل ق علي ه‪(:‬س يميولوجيا‪,‬س يمياء‪,‬علم‬
‫العالمات‪,‬السيميائية ‪,‬العالماتية‪,‬نظرية االشارة‪,‬وعليه فالتعريفات متعددة منها‪:‬‬
‫ففي الفك ر الع ربي المح دث باعتباره ا أي الس يمياء وردت الي ه عن طري ق الترجم ة والمناقف ة واالطالع على‬
‫االنتاجات المنشورة في اوروبا والتلميذة على يد اساتذة السيميولوجيا في جامعات العرب فنجد ان‪:‬‬
‫صالح فضل‪:‬حدد مفهوم السيميولوجيا بأنها ‪":‬العلم الذي يدرس االنظمة الرمزية في كل االشارات الدالة وكيفية‬
‫هذه االدلة‪"1:‬وهنا نالحظ انه يشترط في االشارات ان تكون ذات داللة الن السيميائيات تدرس داللة هذه االشارات‪.‬‬
‫اما سعيد علوش فهو يعرف السيمياء بقوله‪":‬هي دراسة لكل مظاهر الثقافة ‪,‬كما لو كانت انظمة للعالمة اعتم ادا‬
‫على افتراض ظاهر الثقافة كأنظمة عالمات في الواقع ‪."2‬فنالحظ انه ربطهم ا بالثقاف ة ومظاهره ا بالنس بة‬
‫للناقد الجزائري قدور عبدهللا الث اني فق د ع رف الس يمياء بانه ا ‪":‬علم االش ارة الدال ة مهم ا ك ان نوعه ا او‬
‫اصلها (‪)........‬وان النظام الكوني بكل مافيه من اشارات ورموز هو نظام ذو داللة ‪,‬والسيمياء تختص بدراسة‬
‫بنية هذه االشارات وعالقتها في هذا الك ون ‪,‬وك ذا توزي ع وظائفه ا الداخلي ة والخارجي ة ‪,3‬فنالح ظ ان ه وس ع‬
‫مصطلح السيمياء في كونه علم يختص بدراسة االشارات المختلفة‪.‬‬
‫ويبدو من التعاريف السابقة ان السيمياء علم يهتم بالعالمة وه و اتف اق عن د الجمي ع ‪,‬أم ا مض مونه فه و دراس ة‬
‫االنظمة الرمزية والعالماتية عند كل من صالح فضل وسعيد علوش‪.‬‬
‫كانت هذه اهم االراء التي دارت حول مصطلح السيمياء عند العرب ‪,‬فالسيمياء علم واس ع ال يمكن االله ام بك ل‬
‫جوانبه ‪.‬‬
‫هذا وفي الفكر الغربي ش اح مص طلح الس يمياء او م ا يع رف ب"علم العالم ات " من ذ منتص ف الق رن التاس ع‬
‫عشر ‪.‬‬
‫وبداية القرن العشرين كونه علم يدرس انظمة الرمزية وقد بشر به العالم اللغوي فرديناند دوسوسير الذي اطل ق‬
‫عليه اسم السيميولوجيا حيث قال‪":‬اللغة نظام من العالمات تعبر عن افكار"‪,4‬ونفهم من ه ذا الق ول ان اللغ ة عالم ة‬
‫واداة للتواصل بين افراد المجتمع‪.‬‬
‫وفي تعريفه لهذا العلم يقول‪":‬السيميولوجيا تعنى بالعلم الذي يبحث عن انظمة العالمات لغوية كانت ام ايقون ة ام‬
‫حركية ‪,‬وبالتالي اذا كانت اللسانيات تدرس االنظمة اللغوية فان الس يميولوجيا تبحث في العالم ات غ ير اللغوي ة‬
‫التي تنشأ في حضن المجتمع "‪.5‬‬
‫اما تشارل بيرس فأطلق على هذا العلم اسم –الس يميوطيقا‪-‬حيث ق ال ‪":‬ليس باس تطاعي ان ادرس أي ش يء في‬
‫هذا الكون ‪ ,‬كالرياضيات ‪,‬واالخالق والميتافيزيقا‪,‬والجاذبي ة االرض ية والديناميكي ة (‪)........‬وعلم الفل ك ‪,‬وعلم‬
‫النفس‪,‬وعلم الص وتيات ‪,‬وعلم االقتص اد(‪,)....‬وعلم القي اس والم وازين اال على ان ه نظ ام س يميولوجي"‪,6‬‬
‫فالسيمياء تبعا لرؤيت ه هي العلم ال ذي يض م جمي ع العل وم االنس انية والطبيعي ة وم ا يلفت االنتب اه من خالل‬
‫التعريفين السابقين هو االختالف في تسمية مصطلح السيمياء فدوسوسير اطل ق علي ه اس م الس م الس يميولوجيا‬
‫بينما تشارل بيرس اطلق عليه السم السيميوطيقا ولعل االختالف في التسمية يعود الى اق تران ك ل مص طلح من‬
‫المصطلحين السابقين لمدرسة معينة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل ما اوردناه انفا ان السيميائية كعلم ونظرية العالمات فهي تختص بدراس ة الرم وز واالش ارات‬
‫سواء أكانت لغوية او غير لغوية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – الدار العربية للعلوم ‪,‬ناشرون منشورات االختالف – الجزائر – ط ‪ 1‬سنة ‪1431‬ه ‪2016/‬م ص ‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص‪18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬قدور عبد هللا الثاني – سيميائية الصورة – دارالغرب للنشر والتوزيع – الجزائر ‪,‬ط‪ ,2005, 1‬ص ‪52‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬ان اينوواخرون ‪ ,‬السيميائية ‪ ,‬االصول ‪ ,‬القواعد والتاريخ ‪,‬رشيد بن مالك ‪ ,‬عز الدين مناصرة ‪,‬دار مجدالوي – عمان – ط‪ 2008, 1‬ص ‪33‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬فرديناند دوسسوسير – محاضرات في االلسنة العامة‪ -‬يوسف غازي ‪ ,‬مجيد النصر ‪ ,‬المؤسسة الجزائرية للطباعة –ط‪ ,1986 – 1‬ص ‪72‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .‬محمود احمد دراسة ‪ ,‬مفاهيم في الشعرية " دراسات في النقد العربي القديم " – دار جرير‪ -‬عمان – ط ‪ , 2010 , 1‬ص‪69‬‬

‫‪13‬‬
‫عموما فهي واسعة النطاقات ايمكن احتوائها بكل جوانبها ‪,‬وهي كما قال عنها البحث سعيد بنكراد ‪":‬ليست سوى‬
‫تساؤالت تخص الطريقة التي ينتج بها االنسان سلوكاته أي معايينة ‪,‬وهي ايضا الطريقة ال تي تس تهلك به ا ه ذه‬
‫المعاني"‪.1‬‬
‫االصول المعرفية للسيمياء‪:‬‬
‫لم يكن علم السيمياء وليد العصر الحديث ‪,‬كما يزعم بعض هم ب ل ه و ق ديم النش أة ‪,‬فق د اهتم الق دامى من ع رب‬
‫وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ اكثر من الفي سنة وهذا ما يجعلنا نفصل في خلفياتها بين‪:‬‬
‫‪/1‬السيميائيات عند الغرب ‪:‬‬
‫أ‪/‬اليونان‪ :‬كونهم اكبر الفالسفة اذ تسائلوا في الوجود والمعرفة‪,‬حيث يتوالى الذكر ان االعمال الفلسفية القديمة قد‬
‫اهتمت بتركيز الجهود على دراسة العالمات ‪,‬هاته االخيرة التي انفصلت عن الطبيعة الموحشة واكتس بت ثقاف ة‬
‫التساؤل والتأمل والتفكيروالتفلسق ‪,‬فنجد افالطون قد وض ف للدالل ة على فن االقن اع وأك د ان لالش ياء ج وهرا‬
‫ثابتا وان الكلمة أداة للتوصيل‪,‬وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها تالؤم طبيعي بين الدال والمدلول‪.‬‬
‫أ‪/‬أ‪:‬االغريق‪ :‬مع المذرسة الشكلية المستمدة من الكلمة اليونانية أي بحث التي تقوم على مبدأ الشك ‪,‬والق ول ب ان‬
‫حواسنا تخوننا ‪,‬ومن روادها نجد الفيلسوف ايندموس ال ذي بحث في تحلي ل العالم ات دون توض يح ص نفها أي‬
‫دون ان ي بين ان ك انت لغوي ة ام غ ير لغوي ة ‪,‬واب رزت أن العالم ات ليس بالض رورة ان تك ون واض حة‬
‫التجلي ‪,‬ولو كانت كذلك لتراءت للجميع‪.‬‬
‫أ‪/‬ب‪:‬الطب االمبريقي‪:‬فقد كان اسم الس يميولوجيا يطل ق على المبحث الط بي ال ذي يختص ب التعرف على ان واع‬
‫االمراض وأعراضها وامارتها‪ 2‬وقد كان يعتمد على التجربة في اكتساب المعرفة ومن روادها ‪:‬‬
‫‪ -‬سكتوس امبريكوس‪:‬القرن الثاني للميالد حيث صنف العالمات الخفية‪.‬‬
‫‪ -‬جا ليتوس ‪ :‬القرن الثالث للميالد اذ وضع بين العالمة داال ومدلوال ‪.3‬‬
‫أ‪/‬ج‪:‬الرواقيون‪ :‬حيث كان لهم سبق الحضور في دراسة العالمة ‪ ,‬والق ول بانه ا ثنائي ة الح د دال وم دلول حيث‬
‫انهم ‪":‬اول من قال بان العالمة داال ومدلوال‬
‫وقد تطور للعالمة من خالل ثالثة ابعاد‪":‬‬
‫‪ -‬التعبير او الجانب المادي من العالمة‪.‬‬
‫‪-‬المحتوى او ما يعبر عنه وله شكل غير ملموس ‪.‬‬
‫‪-‬المرجع او الشيء الذي تحيل اليه العالمة وله شكل ملموس ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ب‪/‬الغرب‪ :‬فنجد في هذا المحيط كل من ‪:‬‬


‫ب‪/‬أ‪:‬رامون لول‪1335-1315:‬حيث درس وتح دث عن العالم ة ‪,‬وت رى س يزا قاس م ان ه ‪":‬ك ان يعتق د بتم ايز‬
‫العلوم‪,‬ولقد كان يرى ان لكل علم قواعد ومفاهيم مح ددة ‪ ,‬ومن ثم ة يمكن التعب ير عنه ا أبج ديا ومن ثم ة يمكن‬
‫تركيبها كاللغة المتشكلة من الحروف االبجدية ‪."5‬‬
‫ب‪/‬ب‪:‬بوشوات‪:‬فيلسوف اسباني لنشر كتابه فن المنطق عام‪1932‬اذ ميز لنا بين التمثيل وهو الشيء المحس وس‬
‫الذي يحسب رأيه قدرة تمثيل نفسه بنفسه دون الحاجة الى معنى يعبر عن ه ويكمن في ه‪,‬وبين المع نى ال ذي ي راه‬
‫مجردا اذا ارتبط بشيء ملموس يعبر عنه به ‪.‬‬
‫ب‪/‬ج‪:‬االس))بنتيير‪1716-1646:‬في حديث ه عن الفلس فة واص ل الوج ود حيث اتى من منظ ور تص ويري لفك ر‬
‫رامون لول الذي قال بتمايز العلوم ‪,‬اال ان االيسيسستر يقول ان العلوم اش تراك ج وهري في اص ولها بحيث تتم‬
‫موسوعة هاته العلوم في حالة فق ط اذا تمكن االنس ان من تش كيل عالم ات دال ة الى اص ول العل وم ‪,‬حيث ي رى‬
‫مبارك حنون ان سيميائيات االيندير ‪ ":‬عبارة عن التقاء مصطلحين بين التعبير والتمثيل والتواصل‪".‬‬
‫بعده جاء العديد من الفالسفة المتأملين في العالمة مثل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – ص ‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬ايريك بوسنيس – السيميولوجيا والتواصل – تر ‪:‬جوادبنيس ‪,‬رؤية للنشر والتوزيع – القاهرة – ط‪,1431/2010 ,1‬ص ‪23‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – الدار العربية للعلوم الناشرون – منشورات االختالف ‪,‬الجزائر ط‪,1431/2010, 1‬ص ‪23‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬ايريك بوسنيس –المرجع نفسه ص ‪07,06‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – الدار العربية للعلوم الناشرون – منشورات االختالف ‪,‬الجزائر ط‪,1431/2010, 1‬ص‪24‬‬

‫‪14‬‬
‫جون لوك‪1704-1632:‬له دراسة بعنوان "مقال حول الفهم البشري" الذي اورد فيها مصطلح وداللتها شابهت‬
‫ما جاء به افالطون‪.1‬‬
‫نجد كذلك الفيلسوف االلماني هوسرل من خالل دراسة له كانت بعنوان‪ :‬سيميائيات‬
‫السيميائيات عند العرب ‪:‬‬
‫تؤكد جل الدراسات التي مست تراث العالم العربي ان الع رب ق د عرف وا م ا يطل ق ويص طلح علي ه في زمانن ا‬
‫الحداثي السيميولوجيا ‪,‬كما ابرزت ان االفك ار المعرفي ة عن د العلم اء الع رب الق دامى ك انت ج د عميق ة القيم ة‬
‫س اهمت بارس اء اص ول وقواع د لغ ة عربي ة خالص ة ‪.....‬ومن منطلقه ا ظه رت العدي د من العل وم بمس ميات‬
‫اصطالحية مختلفة نسبت الى القرب منها السيميائية رغم ان العرب ك ان لهم س بق الخ وض فيه ا ض من اط ار‬
‫خارج عن المألوف ‪,‬ودون االشارة لها بنق اط واض حة حيث ك انت تل ك االش ارات رغم التبع ثر الحاص ل فيه ا‬
‫مندرجة ضمن مختلف اهم العلوم مثل‪ :‬علم النحو‪,‬علم البالغة‪,‬علم التفسير‪,‬والتصوف‪.....‬‬
‫وفيما يلي سنحاول ايراد اهم االشارات السيميائية عند العرب القدامى‪:‬‬
‫أ‪/‬الجاحظ‪:‬من خالل خوضه في الدراسات اللغوية متطرقا لتعريف اللغة على انها وس يلة اتص ال ونق ل المعرف ة‬
‫بين الناس من منطلق طبيعتهم القائمة على حاجة بعضهم الى بعض مبرزا من جانب اخر وظيفتها فهي االنتقال‬
‫من "معرفة الحواس الى معرفة العقول‪."2‬باالض افة الى تطرق ه الى مس ألة االش ارة وعالقته ا باللف ظ م برزا‬
‫الص لة التالزمي ة بينهم ا اذ يق ول ‪":‬الدال ة باللف ظ فام ا االش ارة فبالي د وب الرأس‪,‬وب العين والح اجب‬
‫‪3‬‬
‫(‪).........‬واالشارة واللفظ شريكان ‪,‬ونعم العون هي له‪"......‬‬
‫وكل هذا االنشاء داللة التي تعد مرادفة للبيان الكاشف لنا غموضا م ا س واء أك ان مطروح ا في ق الب لغ وي أو‬
‫‪4‬‬
‫خالف ذلك اذ يقول ‪":‬ومتى دل الشيء على معنى ‪,‬فقد اخبر عنه ‪,‬وان كان صامتا واشار اليه وان ك ان س اكنا"‬
‫اي ان الداللة تتم سواء باللفظ ام بغير اللفظ‪,‬النها تؤدي الى المع نى وه ذا باعتب ار ان الس يميائيات ت درس‬
‫العالمات اللغوية (المنطوقة والمكتوبة)او غير اللغوية (االشارات والرموز)‬
‫ب‪/‬الجرجاني‪:‬بصفته بالغي بالدرجة االولى ‪,‬المع روف بنظري ة النظم ال تي تح دث فيه ا عن اعتباطي ة العالم ة‬
‫اللغوية ‪,‬ومنه ذلك ايراده بان الفاظ اللغة عالمات دالة على مع اني ‪,‬بحيث يمكن اس تبدال عالم ة اخ رى للت دليل‬
‫على نفس المعنى‪"5‬فعبد القاهر الجرجاني جعل اللفظ مراد للسمة‪.‬‬
‫كما تحدث عن تغيير الداللة هذه االخيرة الغير متعلقة فقط بالشكل بل ت رجيح االهتم ام االك بر للس ياقات كونه ا‬
‫ت ؤدي للكش ف عن دالالت خفي ة ‪,‬وص نف لن ا الكالم الى ض ربين‪":‬م ا يص ل الى الغ رض بدالل ة اللف ظ‬
‫وح ده(‪).....‬ض رب اخ ر انت ال تص ل من ه الى الغ رض وح ده ‪,‬ولكن ي دلك اللف ظ على معن اه ال ذي يقتض يه‬
‫موضوعه في اللغة"‪:‬اي صنف يفهم من خالل اللفظ وح ده ‪,‬وص نف اخ ر يفهم من خالل معن اه ال ذي ي اتي عن‬
‫طريق الصور البيانية‪.‬‬
‫ج‪/‬الغزالي وابن سينا‪ :‬من الفالسفة والمفكرين الذين بحثوا في الداللة ف‪:‬‬
‫ابو حامد الغزالي‪ :‬تطرق لمسألة الدال والدلول والدالل ة "مكون ات الدالل ة" وفي حديث ه عن المعرف ة يق ول‪":‬ان‬
‫لالشياء وجودا في االعيان ووجودا في اللسان ووجودا في االذهان‪,‬اما الوجود في االعيان فهو الوجود االص لي‬
‫الحقيقي ‪,‬والوجود في االذهان هو الوجود العلمي الصوري والوجود في اللسان هو الوجود اللفظي الدليلي ‪.6‬‬
‫وللتوضيح اكثر نشرح قوله بما يقابله من مصطلحات حداثية ‪:‬‬
‫مراتب الداللة‪:‬‬
‫‪-‬وجود في االعيان ‪ :‬المرجع (دي سوسير)الموضوع(بيرس)‪.‬‬
‫‪-‬وجود في االذهان‪:‬المدلول (دي سوسير)المؤول(بيرس)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬ينظر – المرجع نفسه ص ‪26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – ص ‪32‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪33,32‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬نفسه ص‪33‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬م ‪,‬ن ص‪33‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات ص‪33‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬وجود في اللسان‪ :‬الدال(دي سوسير)الممثل(بيرس)‪.‬‬
‫بحيث ان العالقة بينهما متطابقة باالزمنة يقتضي بعضها وجود بعض‪.‬‬
‫اما ابن سينا فله نفس الفكرة التي تبناها الغزالي حول مكونات الداللة حيث يقول ابن سينا‪":‬ان االنس ان ق د اوتي‬
‫ق وة حس ية ‪,‬ترتس م فيه ا ص ور االم ور الخارجي ة (‪).....‬فترتس م فيه ا ارتس اما ثاني ا ثابت ا وان غ ابت عن‬
‫الحس‪...‬ومعنى داللة اللفظ ان يكون اذا ارتسم في الخيال مسموع اسم ارتسم في النفس معنى فتع رف النفس ان‬
‫‪1‬‬
‫هذا المسموع لهذا الفهوم فكلما اورد الحس الى النفس التفت الى معناه‪".‬‬
‫هذه من اهم االراء حول جذور علم السيمياء عند العرب‪,‬حيث نجدها تلتص ق احيان ا بعل وم الس حر والطلمس ات‬
‫ال تي تعتم د احيان ا على اس رار الح روف والرم وز والتخطيط ات الدال ة ‪,‬واحيان ا تلتص ق بالس يمياء وعلم‬
‫الداللة ‪,‬واحيانا بالمنطق وعلم التفسير والتأويل‪.‬‬
‫المدارس اللسانية واتجاهاتها‪:‬‬
‫‪/1‬االتجاه الفرنسي‪ :‬مع النموذج السويسري‪:‬‬
‫سيمياء فرديناند دي سوسير‪:‬ان بدايات التلميح األولى للسيميائية ك انت م ع اللس اني السويس ري "دي سوس ير "‬
‫من خالل تصوره واستخدم بع ده مص طلح الس يميولوجيا حيث ق ال‪":‬من الممكن ان يتص ور علم ا ي درس حي اة‬
‫‪2‬‬
‫الدالئل في صلب الحياة االجتماعية وقد يكون قسما من علم النفس العام وتقترح قسيمته اي علم الدالئل‪".‬‬
‫وقد اهتم دي سوسير –االشارات اللس انية (كالكلم ات) ض من دراس اته اللغوي ة معرف ا اللغ ة بانه ا منظوم ة من‬
‫العالمات االدلة المعبرة عن فكرها وعليه حدد نطاق العالمة بان ج دلها ثنائي ة متكون ة من دال وه و "مجموع ة‬
‫االصوات القابلة للتقطيع اي الصورة السمعية"‪ 3‬ومدلول هو‪":‬المفهوم الذي او المعنى الذي يشير اليه الدال"‪4‬وهو‬
‫الموضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫الدال‬

‫المدلول‬
‫‪-‬الرسم البياني ‪1-1‬نموذج االشارة السويسري‬
‫اذ يراه ا – اي ال دال والم دلول‪ -‬وجه ات الص فحة واح دة مرتبط ات ارتباط ا ك امال ال يقب ل الفص ل بينهم ا‬
‫حيث‪":‬يش دد دي سوس ير على ان الص وت والفك رة او ال دال والم دلول ال يفترق ان كم ا ه و ح ال وجهي‬
‫الورقة ‪,‬ويقول انهما يرتبطان ارتباطا حميميا في الفكر بواسطة صلة رابطة يستدعي كل منهما االخر"‪.5‬‬
‫ففي س ياق الكالم ال يوج د عالم ة او اش ارة ص وتا دون فح وى والعكس ص حيح ‪,‬وه ذا م ا يمكن ان نفس ر ب ه‬
‫نموذجه فالسهمين هم ا دالل ة على التفاع ل بين ال دال والم دلول الغ راض تحليلي ة ‪ .......‬وعموم ا فالعالم ة اة‬
‫االشارة في النموذج السويس ري ‪":‬هي الك ل ال ذي ينتج من الجم ع بين ال دال والم دلول وتس مى العالق ة بينهم ا‬
‫االشتراكية‪.6‬‬
‫وفي ذات السياق يشدد سوسير على اعتباطية االشارة خاصة الص لة بين ال دال والم دلول فه و يراه ا اعتباطي ة‬
‫دون ارتباط فطري او اسامي بين صوت او شكل الكلمة ‪,‬والمفهوم الذي ت ردع الي ه‪":‬االش ارات المس تخدمة في‬
‫الكتابة اعتباطية ومثال ذلك ان الحرف "ت" ال عالقة له بالصوت الذي يدل عليه"‪.7‬‬
‫ويقول دي سوسير‪ " :‬لو كان دور الكلمات تمثيل افاهيم محددة مسبقا الستطعنا ان نجد لكل افه وم مع ادال دقيق ا‬
‫كأن تكون هي نفسها فهي لغتين مختلفتين لكن ليس االمر كذلك ‪.8‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص‪37‬‬
‫‪2‬‬
‫بجاية ‪1‬‬
‫التحليل السيميائي للنص السردي – رواية احالم مستغانمي " االسود يليق بك " انموذجا مذكرة ماجيستر " ادب جزائري " عاصمة عبد الرحمان‬
‫‪ 2015,2014.‬ص ‪06‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬نفسه ص ‪14‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬دانيال تشاندلز – اسس السيميائية – تر ‪:‬طالل وهبة ‪,‬مراجعة ‪:‬ميشال زكريا –مركز دراسات الوحدة العربية للتوزيع ‪ ,‬ط‪, 1‬بيروت ‪ 2008‬ص ‪4 51‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪54‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬دانيال تشاندلز – اسس السيميائية – ص ‪58‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪61‬‬

‫‪16‬‬
‫لكن م ا يع اب علي ه ‪ :‬سوس ير‪-‬ه و حص ره للعالم ة في اط ار ثن ائي ق ائم على ال دال والم دلول وانق ل بعض‬
‫المؤشرات الضرورية في التحليل كالرمز وااليقون ة فنج د كال من ‪:‬تش ارلز اوغ دت و ايف ور ويتش اره ينتق دان‬
‫سوسير في كتابهما " معنى النه اهمل كليا االشياء التي تنوب عنها االشارات ‪. "1‬كذلك غيره ا من النق اد ال ذين‬
‫عادوا بعدها ايقنوا عليه انه في نموذجه انفصل عن السياق االجتم اعي ‪,‬باالض افة البع اده المرج ع الي ه اي ان ه‬
‫بتر النص عن سياقه التاريخي"‪.2‬‬
‫‪/2‬االتجاه االمريكي‪:‬‬
‫نجده مع – تشارلز سندرس بيرس‪1914-1837‬الذي جعل من السيميائيات فعليا علما قائما بذات ه فهي بالنس بة‬
‫ل ه علم االش ارة ال ذي يض م جمي ع العل وم االنس انية والطبيعي ة ‪,‬حيث يق ول‪ " :‬لم يكن بوس عي ان ادرس اي‬
‫شيءسواء تعلق االم ر بالرياض يات او الميتافيزيق ا ‪,‬او الجاذبي ة او الدينامكي ة الحراري ة او علم البص ريات ‪,‬او‬
‫الكيمياء او علم التشريح المقارن او علم الفلك او علم النفس او االقتصاد اال من زاوي ة نظ ر س يميائية "‪ ,3‬فق د‬
‫درس بيرس االفاق اللغوية وغير اللغوية اي دراسة االنظمة الخطابية رغم تعددها وتباينها كأنظمة داللي ة غ ير‬
‫متناهية وهذا ما يسميه بيرس " بالسيميوزيس" ‪. 4‬‬
‫على عكس سوس ير ال ذي ي رى ان اللغ ة ملك ة اجتماعي ة فنج دها ق د اختلف ا في االس م فسوس ير يس ميها‬
‫السيميولوجيا ‪ ,‬وبيرس السيميوطيقا‪.‬‬
‫ان نظام بيرس السيميائي يقوم على ثالثية مثل لها بما اطلق عليه ‪":‬المثلث السيميائي السويسري"‬
‫تاويل االشارة‬

‫الموجودة الممثل‬
‫أ‪/‬الممثل‪:‬الشكل الذي تتخذه االشارة وهو ليس بالضرورة ماديا مع انه يعتبر عادة كذلك يس ميه بعض المنظ رين‬
‫حامل االشارة ‪.5‬‬
‫ب‪/‬تاويل االشارة ‪:‬وهو ليس مؤوال ‪,‬انما المعنى الذي تحدثه االشارة‪.6‬‬
‫ج‪/‬الموجودة‪:‬هي شيء يتخطى وجوده االشارة التى يرجع اليها المرجع اليه‪. 7‬‬
‫حيث بيرس‪ ":‬تعني االشارة ‪(....‬باعتبارها ممثال ) شيئا الى شخص ما ‪,‬اي تولد في فكرة معادال او ربما اشارة‬
‫اكثر تطورا اطل ق على االش ارة ال تي تتول د تس ميه تاوي ل االش ارة االولى ‪ ,‬تن وب االش ارة عن ش يء م ا عن‬
‫موجودة تنوب عن موجودة بجميع نواحيها ‪.‬انما تتول د ترج ع الى فك رة م ا اطل ق عليه ا احيان ا تس مية ارض ية‬
‫الممثل"‪.8‬‬
‫وهاته العناصر الثالثية بالغة اجلل لوصف االشارة كونها تجمع اي االشارة بين ما هو ممثل "الموجودة" وكيفية‬
‫تمثيله "الممثل" وكيفية تأويله "تأويل االشارة " ويس عى ب يرس لتفاع ل بين ثالثي ة نموذج ه " الممث ل الموج ودة‬
‫تاويل االشارة ب‪ :‬سيرورة المعنى"‪...‬وبه ذا يك ون ب يرس ق د خ الف النم وذج السويس ري لالش ارة المؤلف ة من‬
‫ثنائية " الدال والمدلول" والعالمة عند بيرس قائمة على الشكل التالي وتسمى بمقوالت الوجود‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬نفسه ص ‪63‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬ينظر – دانيال تشاندلز – اسس السيميائية ص ‪63‬‬
‫‪3‬‬
‫التحليل السيميائي للنص السردي ‪ ,‬رواية احالم مستغانمي " االسود يليق بك" انموذجا – مذكرة ماجيستر " ادب جزائري" جامعة عبد الرحمان – بجاية ‪1‬‬
‫‪ ,2015/2014 –.‬ص ‪08‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬السيميوزيس مصطلح اتى به بيرس لوصف عملية تفسر العالقات على انها تشير الى اشياءها وهو يعني السيرورة الداللية‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬دانيال تشاندلز – اسس السيميائية – ترجمة ‪ :‬طالل وهبة ‪ ,‬ص ‪69‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ً‪69‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬نفسه ص ‪69‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬م ‪,‬ن ص‪69,70‬‬

‫‪17‬‬
‫االوالنية‪ :‬وهي مقولة االحساس‪.‬‬
‫الثانيانية‪ :‬وهي مقولة الوعي المذكر فيه‪.‬‬
‫الثالثانية‪ :‬وهي بحسب بيرس واقعية باشتراكها مع بعضها اي ال يقبل الفصل ‪.‬‬
‫‪/2‬مفهوم الخطاب‪:‬‬
‫الخطاب مصطلح حداثي متعدد االستعماالت تاريخيا في سياق مجاالت عدة ‪,‬وبالتالي ال يمكن حصره في مع نى‬
‫واحد ‪ ,‬ومحاولة اعط اء مفه وم ل ه تحيله ا الى الول وج للمراج ع والق واميس وح تى الى المص طلحات النقيض ة‬
‫له ‪,‬ذلك ما يستبدي لنا االختالط في استعماالته الخاصة والعامة على حد سواء مبرزا التذبذب الحاصل في ه ك ل‬
‫من خالل التشبع التاريخي له‪.‬‬
‫‪-‬وعليه سنحاول فيما يلي ايراد أبرزالتعريفات التي خص بها ‪.‬‬
‫أ‪/‬لغة‪ :‬تحيل لفظة – خطاب‪ -‬في المعاجم اللغوية العربية الى عدة معان منها ‪:‬‬
‫‪-‬في الكافي لمحمد باشا نجد ‪ " :‬الخطاب مصدر خاطب المواجهة بالكالم ويقابله ا الج واب ‪ ,‬الرس الة والخطاب ة‬
‫مصدر خطب ‪ :‬عمل الخطيب وحرفت ه والخطب مص در خطب ‪ :‬الح ال والش أن ‪ :‬ق ال فم ا خطبكم ايه ا المرس لون‬
‫‪ "1‬االمر الشديد يكثر فيه التخاطب‪ ,‬وعلى استعماله االمر العظيم المك روه ‪( ,‬ج) خط وب ‪,‬الخطب ة ‪ :‬مص در‬
‫خطب ما يخاطب به من الكالم ‪."2‬‬
‫وفي معجم المصطلحات العربية الخطاب ‪ :‬الرسالة نص مكتوب ينقل من المرسل الى مرسل اليه يتضمن ع ادة‬
‫ابناء ال تخص سواهما ثم انتقل مفهوم الرسالة من مجرد كتاب ات تض منيه الى جنس ادبي ق ريب من المق ال في‬
‫االداب الغربية سواء كتب نظما او نثرا ‪,‬او من المقامة في االدب العربي ‪."3‬‬
‫وفي معجم الوسيط ‪( :‬خاطبة) مخاطبة ‪,‬وخطابا ‪:‬كلمة وحادث ة وخاطب ة ‪ :‬وج ه الي ه كالم ا والخط اب والكالم ‪,‬‬
‫وفي القران الكريم ‪ :‬فقال اكفليها وعزني في الخطاب‪. 4‬‬
‫جاء في ‪ " :‬لسان العرب في مادة ( خ ط ب ) قوله ‪ :‬خطب الخط اب ‪ :‬الش ان او االم ر ص غر او عظم ‪ ,‬وقب ل‬
‫هو سبب االمر ‪ ....‬والخطاب ‪ ,‬االمر الذي تقع فيه المخاطبة والشأن والحال ‪ ....‬والخطاب والمخاطبة مراجع ة‬
‫الكالم ‪ ,‬وقد خاطبه بالكالم مخاطبة وخطابا‪ ,‬وهما يتخاطبان ‪."5‬‬
‫هذا وقد وردت كلمة خطاب في القران الكريم باشتقاقات كثيرة نذكر منها ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫قوله تعالى ‪ ":‬وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب "‬
‫‪7‬‬
‫قوله تعالى ‪ ":‬رب السموات واالرض وما بينهما الرحمان ال تملكون منه خطابا "‬
‫‪8‬‬
‫قوله تعالى ‪":‬وال تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون"‬
‫‪9‬‬
‫قوله تعالى ‪" :‬واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما "‬
‫اما في المعاجم االجنبية فان الخطاب ‪ " :‬مصطلح السني حديث يعني في الفرنسية وفي االنجليزية ويعني حديث‬
‫‪ ,‬محاضرة ‪ ,‬خطاب خاطب ‪ ,‬حاضر القى محاضرة ‪ ,‬وتحدث الي "‪.10‬‬
‫ثم اتسعت داللة الخطاب بحيث اصبح متعدد الدالالت ‪ ,‬ويترجم ذلك اتساع الحقول المعرفية التي اصبح يستخدم‬
‫فيها ‪ ,‬هذا ما يكشف عن الوعي المتقدم بالنسبة للخطاب وضرورة اشراته في عملية انتاج المعنى والداللة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬القران الكريم – سورة الذاريات‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬محمد باشا – الكافيا معجم حديث ‪ -‬شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ‪,‬بيروت ‪ ,1992,‬ص ‪414‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬مجدي وهبة – معجم المصطلحات العربية في اللغة واالدب ص ‪10‬‬
‫‪4‬‬
‫مجمع اللغة العربية – المعجم الوسيط – القاهرة – مطبعة ‪,‬ج‪ ,1960, 1‬مادة (خطب) االية من سورة ص ‪29‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬ابن منظور‪ -‬لسان العرب – مادة "خطب" ‪,‬ج ‪, 4‬مكتبة دار المعارف ( د‪,‬ط) –مصر‪,1979 -‬ص ‪134‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة ص – االية ‪20‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة النبا – االية ‪37‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬القران الكريم – سورة هود – االية ‪37‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.‬القران الكريم –سورة الفرقان – االية ‪63‬‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬الياس انطون الياس‪ -‬قاموس الياس العصري ‪,‬دار الجليل بيروت ‪ 1972 ,‬ص ‪191‬‬

‫‪18‬‬
‫ب ‪ /‬اصطالحا ‪ :‬مصطلح الخطاب من المصطلحات التي ولجت الدراس ات االدبي ة والنقدي ة الحديث ة واص بحت‬
‫االك ثر ت داوال ل دى المعاص رين وه ذا م ا ادب ال رحم تعاريف ه تبع ا لق د اخالت ه م ع بقي ة المف اهيم في مختل ف‬
‫االتجاهات على حد سواء فنجد انه ‪:‬‬
‫يعرف انه ‪ " :‬الكالم الموجه الى متلف يقصد االقناع والتاثير او المشاركة الكالمية بين طرفي االتص ال ح وارا‬
‫او مشافهة او كتاب ة للت اثير واالقن اع وتحقي ق مقاص د االتص ال ويقابل ه في االص طالح الغ ربي ويع ني ح ديث‬
‫وخطاب موجه‪,‬ومحاضرة ومقالة ورسالة ‪.1‬‬
‫اما عبد القادر شرشال يتصرف الى ان الخطاب يدل على ‪":‬معنى طريق صرفي ثم المحادثة والتواصل كما دل‬
‫على تشكيل عفة معنوية سواء أكانت شفهية اة مكتوبة عن نكرة ما ‪ "2‬منذ القرن ‪17‬م‬
‫وكلمة حسب ما اورده عمار بلحسن عن كلمة الالتينية بمعاني الح ديث ‪ ,‬المح اورة البي ان او الخطب ة ‪....‬وابت د‬
‫من نهاية القرن ‪ 17‬م اصبحت تعني كتابة تعليمية وعرضا ونحليال منهجيا لموضوع او تعبيرا عن فكر ‪....‬فهو‬
‫عملية فكرية ‪,‬تجري عن طريق عمليات مندرج ة ومتتابع ة " ليس تنر" بواس طة مجموع ة من الكلم ات والجم ل‬
‫تتحقق عن طريق الكفاية الخطابية ‪."3‬‬
‫ويردف فيصل االحمر في تعريفه للخطاب انه ‪ " :‬محادثة خاصة ذات طبيعة شكلية التعب ير الش كلي ونس ق عن‬
‫االفكار بالكالم او بالكتابة يشمل تعبيرا عن االفكار في شكل خطبة ديني ة او رس الة بحث ‪ ......‬الخ "‪.4‬فبحس ب‬
‫التعريف ان لسبب استعمال مصطلح الخطاب بصفة عامة على انه محادثة او الغاء خطبة ‪.‬‬
‫من جانب اخر يذهب كل من فاليري ليته ومايكل شورت في محاولة التعريف بين مفهومي الخطاب والنص الى‬
‫ان الخطاب ‪ ":‬اتصال لغوي يعت بر ص فقة بين المتكلم والمس تمع ونش اطا متب ادال بينهم ا وتتوق ف ص يغته على‬
‫غرضه االجتماعي ‪ ."5‬فهي طرح واضح واش ارة الى ان طبيع ة الخط اب بين االلس ن المتلقي ة والمتلقي ة يك ون‬
‫حسب الوظيفة التواصلية له ‪.‬‬
‫ويعرف الخطاب كذلك باعتباره ‪ " :‬ممارسات تصيغ االشياء التي تتحدث عنها بطريقة منظم ة " ‪ .‬من التعري ف‬
‫‪6‬‬

‫نستوعب ان الخطاب ينصرف الى الملمة مجموعة االفكار والمفردات المبعثرة والمشتتة ثم التعبير عنها بطريقة‬
‫منظمة ‪.‬‬
‫ومن الج انب االلس ني فيع رف الخط اب على ان ه ‪ ":‬ش بكة متفاعل ة من الم واد المتموض عة بعض ها الى ج انب‬
‫البعض االخر ‪,‬بفضل عالئق هي نفسها محل التفاعل ‪ "7‬وعليه فان الخطاب حصيلة التراكمات الملفوضية‪.‬‬
‫هناك من يرى تعريف الخطاب من خالل ربطه لمصطلح النص متلم ا فع ل البحث ان غريم اس وك ورتيس حين‬
‫اورد ضمن المعجم الس يميائي مص طلحي الخط اب والنص م ترادفين ووف ق مع نى اح ادي موح د للدالل ة على‬
‫احكام سينيائية غير لسانية ‪.‬‬
‫وفي ذات السياق –اي ربط الخطاب بالنص – يعرف الخطاب على انه ‪ " :‬مجموعة من النصوص ذات العالقة‬
‫المشتركة اي انه تتابع مترابط من صور االستعمال النص ي يمكن الرج وع الي ه في وقت الح ق واذا ك ان ع الم‬
‫النص هو الموازي المعرفي للمعلومات المنقولة والمنشطة بعد االق تران في ال ذاكرة من خالل اس تعمال النص‪,‬‬
‫فان عالم الخطاب هو جملة احداث الخطاب ذات العالقات المش تركة في جماع ة لغوي ة او مجتم ع م ا ‪ ......‬او‬
‫جملة الهموم المعرفية التي جرى التعبير عنها في اطار ما ‪.8 ".‬‬
‫الخطاب عند الغرب ‪:‬‬
‫اذا كان مصطلح الخطاب قد استخدم في الماضي لداللة على الصياغة الشكلية للكالم او الكتابة بش كل ع ام فان ه‬
‫قد اكتسب خالل العقود االربعة االخيرة من القرن العشرين ع ددا من ال دالالت الجدي دة االض افية ال تي زاحمت‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬محمود مكاشة – خطاب السلطة االعالمي – االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي –ط‪ -1‬القاهرة ‪-2005‬ص ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬عبد القادر شرشال – تحليل الخطاب االدبلي وقضايا النص – منشورات مختبر الخطاب االدبي – دار االديب – الجزائر ‪-2006‬ص ‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬عمار بلحسن –الخطاب – مادة ‪,‬القاموس العربي لعلم االجتماع –جامعة وهران – وحدة البحث في االنثرولوجيا ‪,‬االجتماعية والثقافية ‪,‬مخبر السيميولوجيا ‪ ,‬االدب والفن ‪ 1990 ,‬ص ‪4 01‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬فيصل االحمر – معجم السيميائيات – ص ‪158‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪160‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬نفسه ص ‪161‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬م‪.‬ن ص ‪164‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬روبرت دي بوجراند – النص والخطاب – االجراء ترجمة ‪ :‬تمام حسن ‪ ,‬عالم الكتب ‪,‬ط ‪,1998, 1‬ص ‪06‬‬

‫‪19‬‬
‫داللته السابقة والسبب االساسي في تنوع هذه المعاني والدالالت هي اهتمام النق اد والدارس ين الغ رب من خالل‬
‫االبحاث والدراسات االلسنية الحديثة التي تاثرت بها نظرية االدب والنقد االدبي ‪.‬‬
‫هذا وقد ظهر مصطلح " الخطاب" في حقل الدراسات اللغوية في الغرب ونما وتط ور في ظ ل التف اعالت ال تي‬
‫عرفتها هذه الدراسات والسيما بظهور كتاب فرديناند دي سوسير ( ‪ )1875,1913‬م محاضرات في اللسانيات‬
‫العامة الذي يعد مؤسسا العصر باكمله من الدرس اللساني ‪ ,‬فالخطاب عن د سوس ير م رادف للكالم فه و يت وافر‬
‫على عناصر فيزيائية من موجات صوتية وعناصر فيزيولوجية كتصويت وعناصر نفس ية تتمث ل في المتص ور‬
‫الذهني والص ورة الس معية ‪,1‬والخط اب لدي ه ت رادف الكالم ويع ارض اللغ ة ك انت ه ذه المقدم ة في اللس انيات‬
‫الحديث ة مبعث االنطالق في تخص يب مفه وم الخط اب ل دى الكث ير من اللس انين على زي ادتهم زيلل غ ‪ ,‬ه اريس (‬
‫‪, )1909,1982‬ففي بحثه المعنون ب"تحليل الخطاب" ‪.2‬‬
‫قال ابن الخطاب ‪":‬ملفوظ طويل او هو متتالية من الجمل يتك ون من مجموع ة متعلق ة يمكن من خالله ا معاين ة‬
‫بنية سلسلة من العناصر بواسطة المنهجية التوزيعية وبشكل يجعلنا نضل في مجال لساني محض "‪.‬‬
‫وقد سعى –هارييس‪-‬بمقتضى هذا التعريف الى تط بيق تص وره الت وزيعي على الخط اب ‪ ,‬ه ذا التص ور ال ذي‬
‫يرفض ان تتالف العناصر او متتاليات الجمل التي يتالف منها الخطاب بشكل اعتباطي ‪.‬‬
‫اذا كان هارييس يؤكد على وجود الخطاب هنا بنظام متتالية من الجم ل تق دم بني ة الملف وظ ف ان ايمي ل بنفينس ت‬
‫‪ 1966‬قد رفض النظر الى الخطاب من زاوية الجملة التي تطرا اليها ه ذا الب احث بوص فها "تح دد الخط اب "‬
‫ومن هنا جاء تعريفه للخطاب بانه ‪":‬ملفوظ منظورا اليه من زاوية اليات وعملي ات اش تغلته في التواص ل " او‬
‫بوصفه بتعبير اخر اكثر اتساعا كل تلفظ يفترض متكلما او مستمدا وهدف االول التاثير عن الثاني بطريق ة م ا‬
‫‪. "3‬‬
‫فالخطاب عنده هو قول يفترض متكلما او مخاطبا ويتضمن رغبة االول بالت اثير في الث اني بش كل من االش كال‬
‫وهذا يشمل الخطاب الشفهي بكل انواعه ومستوياته ومدوناته الخطي ة ‪ ,‬ويش مل الخط اب الخطي ال ذي يس تعير‬
‫وسائل الخطاب الشفهي وغاياته كالرسائل والمذكرات والمسرحيات والمؤلفات التعلمية اي كل خطاب يتوجه به‬
‫شخص الى شخص اخر ‪.‬‬
‫اما تودوروف فقد كان شفويا بنقل حصيلة االنتاج ات االلس نية بح ق الخط اب الى دائ رة العم ل االدبي فق ال ان‬
‫الخطاب هو ‪ " :‬مجموعة البنيات اللفظية التي تعمل في كل عم ل ادبي "‪ . 4‬ام ا الدراس ات االس لوبية فق د اهتمت‬
‫بتحري الخصائص اللغوية التي يتحول بها الخطاب عن سياقه االخباري الى وظيفته التاثيرية والجمالية ‪."5‬‬

‫ام ميش ال فوك و (‪ )1926,1984‬فيع د خط وة متقدم ة ج دا في جع ل الخط اب فلس فة في م رافىء المعرف ة‬


‫العقلية ‪,‬فقد عمل على تاسيس مفهوم جديد للخطاب ال يقوم على اصول السنية او منطقي ة ب ل يتش كل اساس ا من‬
‫وحدات سماها " المنطوقات " فقد قدم مفهومه عن الخطاب على ان ه ‪ ":‬منظوم ة من القواع د ال تي تنتظم داخ ل‬
‫الممارسة الخطابية وهو منظومة تسمح بتكوين مواضيع البحث وتوزيعيها وتحدد انماط الق ول او لعب ة المف اهيم‬
‫واالحتماالت "‪. 6‬فهو يحدد الخطاب بانه شبكة معقدة من العالقات االجتماعية والسياسية والثقافية ال تي ت برز‬
‫فيها الكيفية التي ينتج فيها الكالم كخطاب ينطوي على الهيمنة والمخاطر في الوقت نفسه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬ينظر سعيد يقطين – تحليل الخطاب الروائي ( الزمن ‪,‬السرد ) – الثقافة العربية – د‪,‬ط‪,‬بيروت ‪,1997-‬ص ‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬نفسه ص ‪19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬تودوروف الشعرية ‪,‬ترجمة ‪ :‬شكري المبحوث ‪ ,‬رجاء بن سالمة – الدار البيضاء – د‪,‬ط – د‪,‬ت‪-‬ص ‪16‬‬
‫‪5‬‬
‫نظال الشمالي ‪ :‬الرواية والتلريخ ‪ ,‬بحث في مستويات الخطاب في الرواية التاريخية العربية ‪ ,‬جدار الكتاب العالمي للنشر والتوزيع – ط‪3 . 2008- 1‬‬
‫‪.‬ص ‪34‬‬
‫‪6‬‬
‫نظال الشمالي ‪ :‬الرواية والتلريخ ‪ ,‬بحث في مستويات الخطاب في الرواية التاريخية العربية ‪ ,‬جدار الكتاب العالمي للنشر والتوزيع – ط‪ . 2008- 1‬ص‪1‬‬
‫‪34‬‬

‫‪20‬‬
‫ونجد اول من وضع مخططا لعملية التواص ل ه و روم ان جاكبس ون (‪ )1896,1983‬ال ذي ي رى ب ان ‪ ":‬ك ل‬
‫رسالة لغوية ال تتحقق اال من خالل تحليل الوظائف ‪ ,‬ليست التي تتحكم في عملية التخاطب ‪.7‬‬

‫الرسالة‬
‫الخطاب‬
‫فالخطاب عنده هو الرسالة التي يبثها المبدع " المخاطب الى النتلقي "المخاطب " عن طري ق قن اة االتص ال ‪,‬‬
‫وتخضع هذه الرسالة الى شفرة مشتركة بين المبدع والمتلقي ‪ ,‬الن المبدع هو الذي يركب الرسالة والمتلقي ه و‬
‫الذي يفككها اي يمارس عليها القراءة ‪.‬‬
‫الخطاب عند العرب ‪:‬‬
‫لق د تع ددت المف اهيم الخاص ة بالخط اب عن د النق اد والدارس ين الغ رب ذل ك ب اختالف تخصص اتهم وتع دد‬
‫مجاالتهم ‪,‬اما في ننتااااىت العربية النقدية االدبية فنجد العديد من المحاوالت الدراسية فيه ‪.‬‬
‫فنجد محمد الصغير يرى ان مصطلح الخطاب يرتبط بفن الخطاب ة في النص وص التراثي ة فالخطاب ة في مي دان‬
‫النثر بمنزلة القصد في ميدان الوزن فهي االطار المثالي الذي تجلى فيه البالغ ة النثري ة ‪,‬ومن ثم ف ان الخط اب‬
‫"الجاحظ"تكلم في بعض النصوص عن الخطابة والسياق فهو يقصد البالغة وليس هذا معناه انه ال يف رق بينهم ا‬
‫لكنه يتصور العالقة بينهما على هذا الشكل ال اكثر ‪."2‬‬
‫من ناحية اخرى ورد كذلك اسم مفعول "المخاطب " عند النجاة للداللة على طرق الخط اب االخ ر ال ذي يوج ه‬
‫المرسل كالمه اليه ‪,‬وذلك عند حديثهم عن المضمرات ‪,‬اذ يقول ابن يعيش في شرحه "والمضمرات ال ليس فيها‬
‫فاستفتت عن الصفات ان االحوال المقترفة بها ق د تغ ني عن الص فات واالح وال المقترن ة به ا ‪,‬حض ور المتكلم‬
‫والمخاطب والمشاههدة‪." 3‬وه ذا التص نيف ي وحي ب ان مفه وم الخط اب ينحص ر في ناحيت ه الش كلية بدالل ة‬
‫االهتمام بتصنيف االداة اللغوية المستعملة التي تشير الى طرفه االخر ‪.‬‬
‫كما نجد االمدي في تقديم تعريف واضح وجلي للخطاب قائال‪ ":‬اللفظ المتواضع عليه المقصود به افه ام من ه و‬
‫دري‬ ‫د مص‬ ‫و اح‬ ‫اب فه‬ ‫ظ الخط‬ ‫يغه لف‬ ‫ةص‬ ‫ا من ناحي‬ ‫ه ‪,‬ام‬ ‫منهي لفهم‬
‫فعل ‪:‬خاطب ‪,‬يخاطب ‪,‬خطابا ‪,‬ومخاطبة ‪.....‬وهذا يدل على توجيه الكالم لمن يفهم فع ل من دالل ة على الح دث‬
‫المجرد فمن الزمن الى الداللة االسمية ‪,‬فاصبح في عرف االصوليين يدل على ما خوطب وهو الكالم ‪."4‬‬
‫وقد انتقل هذا الى الدراسات اللغوية الحديثة عند العرب فقد اختلف الب احثون في تحدي د مفه وم الخط اب بنش اته‬
‫شان المصطلح المنقول من ثقافة الى ثقافة اخرى ‪,‬يساعد على هذا عوامل كث يرة منه ا تع دد التخصص ات ال تي‬
‫ينتسب اليها الباحثون‪.‬‬
‫ومن المحدثين نجد محمد الخطابي باعتم اده على اراء (غ ان دي ك) واطروحت ه في انس جام الخط اب من خالل‬
‫كتابه سنة ‪1977‬م يؤسس لخطابه النقدي ويعرض من خالله مظاهر الخط اب وطبيعت ه وانس جامه ‪,‬كم ا تجلت‬
‫في اعمال "فان ديك" وهي تقوم على الشكل الذاتي ‪:‬الخط اب ويتف رع الى وظيف تين ‪:‬داللي ة وتداولي ة ‪,‬وتج ري‬
‫الوظيفة الداللية للعناصر االتية ‪ :‬التراب ط واالنس جام والبني ات الكلي ة ‪,‬ام ا الوظيف ة التداولي ة فتح وي الس ياقات‬
‫واالفعال الكالمية ‪,‬تداوليات الخطاب واالفعال الكالمية الكلية ‪.‬‬
‫وانا نور الدين احمد كاحد الباحثين في مجال الخطاب فيعرفه ان ه‪":‬انج از في الزم ان والمك ان ويقتض ي لقيام ه‬
‫شروط اهمها المخاطب والمخاطب وتحدد كيان الخطاب مكونات تعلن عن حدوث ه وهي االص وات والمف ردات‬
‫(الكلمات) والتراكيب والداللة والتداول "‪.5‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .‬عبد الرزاق الورثاني ‪ :‬مفهوم االسلوبية عند جاكبسون –مجلة القلم – العدد ‪, 10‬تونس ‪ ,1977‬ص ‪113‬‬
‫‪2‬‬
‫ص‪1‬‬ ‫محمد صغير بناني – النظريات اللسانية والبالغية واالدبية عند الجاحظ من خالل البيان والتبين – ديوان المطبوعات الجامعية –الجزائر ‪,1994,‬‬
‫‪228.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬ارسطو ‪,‬طاليس الخطابة ‪ ,‬تر‪ :‬عبد الرحمان بدوي – مكتبة النهضة المصرية –القاهرة ‪.1983,‬ص ‪36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص‪36‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬نضال الشمالي ‪,‬الرواية والتاريخ بحث في مستويات الخطاب في التاريخية العربية – جدار للكتاب العالمي للنشر والتوزيع ‪,‬ط‪.2008 ,1‬ص ‪1 40‬‬

‫‪21‬‬
‫وكذا من منطلق ان الخطاب يستمد وجوده من نظامه الداخلي الممثل في اللغة فيراه ج ابر عص فور على ان ه ‪":‬‬
‫الطريقة التي تتشكل بها الجمل نظاما متتابعا تسهم بع في نسق كل متعبر متحد الخواص او على نحو يمكن معه‬
‫ان تتالف الجمل في خطاب يعينه (تشكل خطابا اوسع ينطوي على اكثر من نص مف رد ‪,‬وق د يوص ف الخط اب‬
‫بان ه مجموع ة دال ة من اش كال االداء اللفظي تنتجه ا مجموع ة من العالق ات او يوص ف بان ه مس اق العالق ات‬
‫‪1‬‬
‫المتعينة التي تستخدم لتحقيق اغراض معينة "‬
‫هذا ويعرف سعد مصلوح الخطاب فيقول ‪ ":‬الخطاب ه و رس الة موجه ة من المنش ئ الى المتلقي تس تخدم فيه ا‬
‫نفس الشفرة اللغوية المش تركة بينهم ا ‪,‬ويقتض ي ذل ك ان يك ون كالهم ا على علم بمجم وع االنم اط والعالق ات‬
‫الصوتية والصرفية والنحوية والداللية التي يكون نظام اللغة اي (الشفرة ) المشتركة وهذا النظ ام يلي متطلب ات‬
‫عملية االتصال بين اف راد الجماع ة اللغوي ة وتتش كل عالقات ه من خالل ممارس تهم كاف ة ال وان النش اط الف ردي‬
‫واالجتماعي في حياتهم "‪. 2‬‬
‫هذا ومن جانب اخر هناك من يربط تريف الخطاب بمنتجه وهدفه من طرحه كونه هو الحامل لالفكار ووجهات‬
‫نظر في قوالب ذات بناء استداللي وفق مقدمات ونتائج وامثال الرواوي بقورة‪.‬‬
‫وعليه فمن مجمل التعريفات نستدرك ان الدراسات العربي ة ك انت وفي ة الص طالحات الخط اب ال تي ق رت في‬
‫الثقافة العربية ولم تخرج عنه ا ‪,‬وه ذا ولم تتم يز اي ة محاول ة في الخ روج عن النق د االلس ني او البع د الفلس في‬
‫للخطاب ‪.‬‬
‫الخطاب الروائي ‪:‬‬
‫لقد اختلفت وجهات النظر في اعطاء مفهوم للمصطلح " الخطاب الروائي " فنجد اراء متباينة لكنها تصب كله ا‬
‫في مفهوم الخطاب وربطه بعنصر الحكي‪.‬‬
‫ينطلق سعيد يقطين في حديثه عن الخطاب الروائي بضرورة الحديث عن الخطاب الحكائي والسردي اوال ك ون‬
‫الخطاب الروائي يندرج ضمن هذا المقام ‪,‬ويرجع ذلك للطابع المنهجي ال تي تفرض ه الدراس ة الن تس مية ن وع‬
‫الخطاب المنشغل عليه متص لة اساس ا ب الحكي ‪ ,‬ويتن اول الموض وع من خالل تقس يمين ‪ :‬القص ة والخط اب ‪/‬‬
‫القصة والخطاب والنص ‪,‬فالخطاب الروائي عنده يتمثل في ‪ " :‬الطريق التي تقدم بها المادة الحكائية في الرواية‬
‫وقد تكون المادة واحدة لكن ما يتغير هو الخطاب في محاولة كتابتها ونظمها‪ ,‬فلو اعطين ا لمجموع ة من الكت اب‬
‫الروائين مادة قابلة الن تحكى وحددنا له ا س لفا شخص ياتها واح داثها المركزي ة ‪ ,‬وزمانه ا وفض ائها لوج دناهم‬
‫يقدمون لنا خطابات تختلف باختالف اتجاهاتهم وموقفهم وان كانت القصة التي يعالجون واحدة ‪."3‬‬
‫فالمادة الحكائية حسب سعيد يقطين تتمثل في كل من الشخصيات واالح داث والزم ان والمك ان فهي تع د الم ادة‬
‫االصلية التي يتحقق بها العم ل الحك ائي وال روائي ‪ ,‬وتع د القاع دة اساس ية ال تي من خالله ا يتأس س الخط اب‬
‫الروائي‪.‬‬
‫كما نجد ايضا موريس جان لوفيف الذي يرى على غرار ب اقي النق اد ويح دد المص طلح الجدي د "الخط اب" فال‬
‫نج ده يقيم تم اثال معين ا بين الكالم او الملف وظ والخط اب او توس يعا لح دودها يجعل ه يتج اوز الجمل ة ‪ ,‬ويعت بر‬
‫الخطاب شيئا مستقال بخصائصه ومميزاته يظه ر ه ذا كلي ا عن دما يتح دث عن الخط اب االدبي وب األخص عن‬
‫الخطاب الحكائي فلوفيق نجده يقترح تقسيما بين الخطاب والحكي او القصة والخطاب‪ ,‬بل نجده يتح دث بص فة‬
‫عامة عن خطاب الحكي فينطلق من خالل التمييزات التي نج دها عن د ت ودوروف وجن ييت فيب دا به ذا الخط اب‬
‫بجعل ه يس توعب الس رد ‪, "4‬فيق ول ‪ ":‬الحكي ه و ك ل خط اب ي دفعنا الى اس تدعاء ع الم م درك كواق ع م ادي او‬
‫روحي ‪,‬وهذا العالم يقع في مكان او زم ان مح ددين ‪,‬وه و يعكس غالب ا فك را مح ددا لش خص او مجموع ة من‬
‫االشخاص بما فيه ا ال راوي"‪ ,‬من خالل ه ذا الق ول يتض ح ان الخط اب ه و الم يزة ال تي توص لنا لفهم الع الم‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جابر عصفور – عصر البنيوية من ليفي شتراوس الى فوكو – دار االفاق العربية‪ -‬د‪.‬ط بغداد ‪. 1985‬ص ‪269‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1,‬‬ ‫نور الدين السد – االسلوبية وتحليل الخطاب‪ -‬دراسة في النقد العربي الحديث " تحليل الخطاب الشعري والسردي" ج ‪– 2‬دار هومة‪ -‬الجزائر‬
‫‪, 1997.‬ص ‪74‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬سعيد يقطين – تحليل الخطاب الروائي – الزمن ‪ ,‬السرد ‪ ,‬التبتير ‪ /‬الثقافة العربية د‪,‬ط –بيروت‪, 1997 -‬ص‪07‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬ينظر المرجع نفسه ص ‪33,34‬‬

‫‪22‬‬
‫المفترض ‪,‬فاستدعاء عالم مدرك كواقع مادي يجعل العالم يتح دد من خالل فك ر مح دد لش خص او مجموع ة‬
‫اشخاص بما فيها الراوي ‪.‬‬
‫اما الناقدة بمعنى العيد فقد تناولت الخطاب الروائي بالمنهج البنيوي في عدة دراسات لها فنقول ‪ ":‬ان النظر الى‬
‫الخطاب الروائي باعتباره نظاما بنائيا مغلق يعني تقديم معرفة به في حدود الوظائفية التي تشكل نظامه السردي‬
‫اي يعني بالتركيز البنائي انطالقا من اعتبار النص كونا من االشارات تعادل في مكونات العالم ال روائي دوره ا‬
‫الوظائفي وتحدد بالتالي هوية الشخصية بوظيفتها في العالقات البنائية "‪.‬‬
‫وهي في ذلك تنهج نهج بروب في مفهومه للوظيفة وفي كتابها تقنيات السرد الروائي تتن اول الخط اب ال روائي‬
‫كبنية كلية تجمع عناصرها البنائية معتمدة على المقوالت السردية التي وض عها ت ودوروف فتنقس م الرواي ة الى‬
‫قصة وخطاب ‪ ,‬ثم تحلل مكونات كل منها " ‪ .‬وفي الحالتين تسير وفق الوجهة التي رسمتها بنفس ها وبن اءا على‬
‫ذلك تشيد بالمنهج البنيوي رغم طابعها العام والسريع اذ تراه قد اتخذ مكانة ضمن الدراسات االدبية التي تكش ف‬
‫مم يزات الش كل االدبي والبني ات الداخلي ة مح ددا طبيعته ا العلمي ة الخاص ة ‪ ,‬ومج ال البح وث األنطولوجي ة‬
‫واالساطير في مقدمتها النقد االدبي ‪.‬‬
‫فالخطاب الروائي العربي ببنياته ودالالته على اعتبار ان ه يتح دد اساس ا في لغ ة ال راوي وحوارات ه ويتع دد في‬
‫مستويات الحكي التي تعيش صورة االنا واالخر من خالل المعطى االجتماعي وما يوجد فيه من وقائع واحداث‬
‫تصنع شكل الحياة ومضمونها المعاش في االطار الواقعي العام ‪.‬‬
‫ودراستنا للخط اب ال روائي س تكون من خالل بني ات مختلف ة تتص ف بالتراب ط واالتس اق والتكام ل في مج رى‬
‫عملية الحكي مشكلة نسقا بنائيا له خصائصه الداللية وهذه الدراسة النقدية تهتم بالبن اء ال داخلي للنص ال روائي‬
‫اعتمادا على التحليل السيميائي مع ما يمنحه لنا نص رواية "الرماد الذي غسل الماء‬

‫‪23‬‬

You might also like