You are on page 1of 76

READING ARABIC PROSE AND

POETRY

COMMON ADDITIONAL LANGUAGE IN ARABIC - III

III SEMESTER - B.A.

ARB3 A09
(2019 ADMISSION ONWARDS)
CBCSS

UNIVERSITY OF CALICUT
School of Distance Education
Thenjipalam, Calicut University P.O.,
Malappuram, Kerala - 673 635

19059
UNIVERSITY OF CALICUT
SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION

STUDY MATERIAL
B.A. (CBCSS 2019 Admission)
III SEMESTER
COMMON ADDITIONAL LANGUAGE IN ARABIC - III
ARB 3A 09 – Reading Arabic Prose & Poetry
Book Code - 19059

Prepared by:
MUBEENUL HAQ NADVI,
Assistant Professor on Contract,
SDE, Calicut University.

Scruitinized by;
Dr. SHAKEEB. K. T
Assistant Professor & Research Guide
Research Department of Arabic ,
AIWA College Mongam P.O,
Malappuaram

Disclaimer
"The author(s) shall be solely responsible
for the content and views expressed in this
book"

2
‫‪ - INDEX‬المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫األبواب الموضوع‬

‫الوحدة األولى‪ :‬التراث‬


‫‪6‬‬ ‫من الكتاب‪ -‬سورة القصص‬ ‫‪1‬‬
‫‪14‬‬ ‫من الحكمة‪ -‬األحاديث المنتخبة‬ ‫‪2‬‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬القصة‬


‫‪24‬‬ ‫حالوة العسل ‪ -‬من انترنت‬ ‫‪3‬‬
‫‪30‬‬ ‫زواج أبو وداعة ‪ -‬عبد الرحمن رأفت الباشا‬ ‫‪4‬‬
‫‪40‬‬ ‫مكبث ‪ -‬شيكسفير‬ ‫‪5‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬الشعر‬


‫‪50‬‬ ‫الوطن‪ -‬معروف الرصافي‬ ‫‪6‬‬
‫‪55‬‬ ‫لم تشتكي‪ -‬إيليا أبو ماضي‬ ‫‪7‬‬
‫‪58‬‬ ‫ال للحزن‪ -‬أشرف أبو زيد‬ ‫‪8‬‬

‫الوحدة الرابعة‪ :‬السعادة‬


‫‪60‬‬ ‫فن الكالم – على الطنطاوي‬ ‫‪9‬‬
‫‪66‬‬ ‫صناع السعادة‪ -‬إبراهيم فقي‬ ‫‪10‬‬
‫‪71‬‬ ‫فن اإللقاء‪ -‬محمد عبد الرحمن العريفي‬ ‫‪11‬‬

‫‪3‬‬
‫املقدمة‬

‫الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا‪ ،‬وعلى‬
‫آله وصحبه َومن وااله‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات وأغناها على اإلطالق‪ ،‬لذلك‬
‫اختارها هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬لتكون لغة القرآن الكريم‪ ،‬فقد بلغت قبل اإلسالم‬
‫أوج كمالها في التعبير عن كل األساسيات وكل ما يخص الحياة‪ ،‬وال سيما‬
‫ً ً‬
‫عن الفصاحة والنتاج األدبي شعرا ونثرا‪.‬‬
‫تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها سيكون باللغة العربية‬
‫الفصحى وليس اللهجات العامية؛ ألن هذه العاميات تعجز عن تلبية‬
‫حاجيات األجانب في التعلم في مناحي الحياة املختلفة‪ ،‬فحرص املعلمون‬
‫للغة العربية على تدريسها للناطقين على ّ‬
‫عدة مستويات‪.‬‬
‫كما نعرف لتعليم اللغة العناصر االربعة األساسية هي‪.1 :‬‬
‫االستماع ‪ .2‬املحادثة ‪ .3‬القراءة ‪ .4‬الكتابة‪ .‬عامة ال يهتم أصحاب التعليم‬
‫بالعنصرين االولين املهمين هما االستماع واملحادثة‪ .‬ولكن يهتمون‬
‫بالعنصرين األخيرين هما القراءة والكتابة‪ .‬هذا ما نواجه من املشاكل‬
‫الكبيرة في مجال تدريس اللغة واألدب في بالدنا‪ .‬وهذا الذي أدى إلى الضعف‬
‫في مستوى تعليم اللغة واألدب في بلدنا‪ .‬فال بد علينا أن يتغلب على هذه‬
‫املشكلة‪ ،‬هذا عمل شاق أيضا‪ .‬ألن بيئتنا التي تكونت في الكليات العربية‬
‫أيضا ليست عربية‪ .‬ال بد أن تكون البيئة العربية في كلياتنا العربية على‬

‫‪4‬‬
‫األقل‪ .‬نرى لتعليم اللغة االنجليزية صنعت البيئة من الصفوف االبتدائية‬
‫في املدارس‪.‬‬
‫كذلك ال بد أن تكون املادة التعليمية أيضا صالحة وقادرة ألداء‬
‫هذا املقصد‪ .‬يجب أن يتم إعدادها مراعيا هذا الجانب‪ .‬الزم أن يعطي‬
‫للعنصرين األولين االهتمام البالغ‪.‬‬
‫ومع ذلك لكل مادة تعليمية طريقة ومنهجية م َّتبعة في تدريسها؛‬
‫تتباين الحصص الدراسية بعضها عن بعض لسببين‪-1:‬طبيعة املادة‬ ‫حيث َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الدراسية‪- 2.‬طريقة ع ْرضها ِمن ِقبل ِ‬
‫املعلم‪.‬‬
‫ومادة اللغة العربية مادة أدبية ّ‬
‫حس َّية ثقافية‪ ،‬تعتمد على" النطق‬
‫ِ‬
‫َّ ً‬
‫والسماع واإلدراك والتقليد"‪ ،‬وتكون الحاجة ماسة لهذه العناصر األربعة في‬
‫قسم" املحادثة "أكثر ِمن غيرها‪ .‬واملحادثة‪ :‬هي الكالم امل َتبادل بين شخصين‬
‫فكرة معينة‪ ،‬إضافة إلى إظهار مجموعة املشاعر‬ ‫ٍ‬ ‫أو أكثر؛ إليصال‬
‫َّ‬
‫واألحاسيس عبر وسيلة النطق بالحروف العربية أو باللغة التي يتعلمها‬
‫الطالب‬
‫فهذا الكتاب مادة تعليمية لألدب العربي لطالب في مرحلة الثالثة‬
‫من البكالوريوس‪ .‬في هذا الكتاب‪ ،‬حاولنا أن نراعي هذه الجوانب حسب‬
‫االستطاع‪ .‬فجمعنا في هذا الكتاب مادة لالستماع ومادة للمحادثة ومادة‬
‫للقراءة ومادة للكتابة‪ .‬فنقدم إليكم هذا الكتاب راجيا أنكم يستفيدون من‬
‫هذا الكتاب حق االستفادة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الوحدة األولى ‪-‬التراث‬
‫من الكتاب (سورة القصص ‪)82-76‬‬

‫‪ - 1‬آيات من القرن الكريم‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫سبع آيات من سورة القصص‪82-76 :‬‬


‫َ َ َ َ ََْ ْ َ ََْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫وز َما ِإ َّن‬ ‫‪ِ .1‬إن قارون كان ِمن قو ِم موس ى فبغى علي ِهم وآتيناه ِمن الكن ِ‬
‫َّللا ال‬ ‫ال َله َق ْومه ال َت ْف َر ْح إ َّن َّ َ‬ ‫ص َب ِة أولي ْالق َّو ِة إ ْذ َق َ‬ ‫َم َفات َحه َل َتنوأ ب ْالع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح ُّب ْال َفرحين‪َ.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ َْ‬ ‫َ َ َّ َّ‬ ‫َ َْ‬
‫اآلخرة وال تنس ن ِصيبك ِمن الدنيا وأح ِسن‬ ‫‪ .2‬وابت ِغ ِف َيما آتاك َّللا الد َار ِ‬
‫َّللا ال ي ِح ُّب‬ ‫األ ْرض إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫َك َما َأ ْح َس َن ََّّللا إ َل ْي َك َوال َت ْبغ ْال َف َس َ‬
‫اد‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْامل ْفسد َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪َ .3‬ق َ‬
‫َّللا ق ْد أ ْهل َك ِمن ق ْب ِل ِه‬ ‫ال ِإ َّن َما أو ِتيته َعلى ِعل ٍم ِع ِندي أولم يعلم أن‬
‫َ‬ ‫ً ََْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ون َم ْن ه َو أش ُّد ِم ْنه ق َّوة َوأكثر َج ْم ًعا َوال ي ْسأل َعن ذن ِوب ِهم‬ ‫ِمن القر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫امل ْج ِرمون‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َن ْ َ َ َ ُّ ْ‬ ‫ال َّالذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬
‫الدن َيا َيا ل ْي َت ل َنا‬ ‫ين ي ِريدو الحياة‬ ‫‪ .4‬فخ َرج على ق ْو ِم ِه ِفي ِزين ِت ِه ق َ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِمث َل َما أو ِت َي قارون ِإ َّنه لذو َح ٍظ َع ِظ ٍيم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ين أوتوا ْالع ْل َم َو ْي َلك ْم َث َواب ََّّللا َخ ْي ٌر ّملَ ْن َآم َن َو َعم َل َ‬
‫ص ِال ًحا َوال‬ ‫ال َّالذ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .5‬وق َ ِ‬
‫ون‪.‬‬‫الصابر َ‬ ‫ي َل َّق َاها إ َّال َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ض ف َما كان له ِمن ِفئ ٍة ينصرونه ِمن دو ِن ِ‬
‫َّللا‬ ‫‪ .6‬فخ َسفنا ِب ِه َو ِبد ِار ِه األر‬
‫ين‪.‬‬‫َو َما َك َان م َن امل َنتصر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ َ‬
‫الر ْز َق ِملن‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫األ ْمس َيقولو َن َو ْي َك َأ َّن َّ َ‬
‫َّللا َي ْ‬
‫ب‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ‬
‫َ ِ‬ ‫‪ .7‬وأصبح ال ِذين تمنوا مكانه ِب َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َيشاء ِم ْن ِع َب ِاد ِه َو َي ْق ِدر ل ْوال أن َّم َّن َّللا َعل ْي َنا لخ َسف ِب َنا َو ْيكأ َّنه ال ي ْف ِلح‬
‫ون‪.‬‬ ‫ْال َكافر َ‬
‫ِ‬

‫مفهوم الكلمات‪:‬‬
‫ون "‪ :‬وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن الوى بن يعقوب ‪.‬‬ ‫"إ َّن َقار َ‬
‫ِ‬
‫وس ى "‪ :‬يقول‪ :‬كان من عشيرة موس ى بن عمران ّ‬
‫النبي صلى‬ ‫" َك َان م ْن َق ْوم م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو ابن عمه ألبيه وأمه‪.‬‬
‫َ َ َ‬
‫ف َبغى َعل ْي ِه ْم "‪ :‬فتجاوز حده في الكبر والتجبر عليهم‪.‬‬
‫"ما إن مفاتحه"‪ :‬وهي جمع مفتح‪ ،‬وهو الذي يفتح به األبواب‪،‬‬
‫ْ‬
‫وقال بعض العلماء‪ :‬عنى باملفاتح في هذا املوضع‪ :‬الخزائن ِلتث ِقل العصبة‪.‬‬
‫ص َب ِة" ‪ :‬لتثقل بالعصبة‪ ،‬وأما العصبة فإنها الجماعة‪ ،‬ما بين‬ ‫" َل َتنوء ب ْالع ْ‬
‫ِ‬
‫العشرة إلى األربعين‪.‬يزعمون أن العصبة أربعون رجال ينقلون مفاتحه من‬
‫كثرة عددها‪.‬‬
‫ْ‬
‫" أ ِولي الق َّو ِة‪ “:‬أولي الشدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫البغي يعني ‪-‬املتبذخين األشرين‪ ،‬الذين ال‬ ‫"ال َف ِر ِح َين "‪ :‬املرحين‪ .‬هو فرح‬
‫يشكرون هللا فيما أعطاهم‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫"ال ت ْف َر ْح "‪ :‬إذ قال قومه‪ :‬ال تبغ وال ت ْبطر فرحا‪.‬‬
‫" وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة"‪ :‬اطلب فيما أعطاك هللا من األموال‬
‫والنعمة‪ ،‬الدار اآلخرة وهي الجنة‪.‬‬
‫"وال تنس ى نصيبك" ‪ :‬وال تترك حظك من الدنيا‪.‬‬
‫حرم هللا عليك من البغي على‬ ‫"وال تبغ الفساد في األرض"‪ :‬وال تلتمس ما ّ‬
‫قومك‪.‬‬
‫"إن هللا ال يحب املفسدين" يقول‪ :‬إن هللا ال ّ‬
‫يحب بغاة البغي واملعاص ي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ََ ْ‬
‫"على ِعل ٍم ِع ْن ِدي " ‪ :‬على خ ْب ٍر عندي‪.‬‬
‫ذو حظ عظيم ‪:‬ذو حظ وافر من الدنيا‪.‬‬
‫َّ‬
‫وال يلقاها‪ :‬أي ال يوفق لقيل هذه الكلمة‪...‬‬
‫خسف املكان يخسف خسوفا‪ :‬ذهب في األرض‪ ،‬وخسف هللا به األرض‬
‫خسفا أي غاب به‬
‫ويكأن هللا‪ :‬حرف تندم‪".‬وي "‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تعريف القرآن الكريم‪- :‬‬

‫تعريف وجيز للقرآن الكريم‪ :‬هو كالم هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬املنزل على ّ‬
‫نبيه‬
‫ّ‬
‫املتعبد بتالوته‪ ،‬املفتتح‬ ‫محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬املعجز بلفظه‪،‬‬
‫بسورة الفاتحة‪ ،‬واملنتهي بسورة الناس‪ ،‬املكتوب في املصاحف‪ ،‬واملنقول‬
‫إلينا بالتواتر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫فالقول بأنه كالم هللا ‪-‬تعالى‪-‬؛ تمييزا له عن سائر كالم املخلوقين‬
‫من اإلنس‪ ،‬والجن‪ ،‬واملالئكة‪ ،‬والقول بأنه املنزل؛ قيد يخرج به الكالم الذي‬
‫ّ‬
‫اختص هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬بعلمه‪ ،‬أو أوحاه إلى مالئكته الكرام ليعملوا به‪،‬‬
‫وليس لينقلوه إلى أحد من اإلنس‪.‬‬
‫والقرآن الكريم هو كتاب هللا املعجز عند املسلمين‪ ،‬واإلعجاز وبأنه‬
‫محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف وبأنه منقو ٌل بالتواتر‪.‬‬
‫يعد املعجزة الخالدة التي ال يستطيع ٌ‬
‫أحد من البشر اإلتيان بمثلها‪،‬‬ ‫والقرآن ّ‬
‫صدق له‬ ‫وهو املعجزة التي ّ‬
‫أيد هللا ‪-‬تعالى‪ -‬بها رسوله الكريم؛ ليكون دليل‬
‫ٍ‬
‫على دعوته‬
‫تالوة كتاب هللا ‪-‬تعالى‪ -‬هي من أفضل األعمال التي يمكن أن يشغل‬
‫املسلم بها وقته وحياته؛ فالقرآن الكريم هو أفضل الكالم‪ ،‬وأجمله‪ ،‬وأكثره‬
‫ً‬ ‫صدقا‪ّ ،‬‬‫ً‬
‫وأعمه نفعا للناس‪ ،‬وهو تنزيل رب العاملين‪ ،‬الذي نزل به وحيه‬
‫األمين‪ ،‬وهو كتاب محفوظ من الخطأ‪ ،‬ومعصوم من الزلل؛ فليس للباطل‬
‫فضله هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على سائر الكتب السماوية‪ ،‬وجعله‬‫إليه سبيل‪ ،‬وقد ّ‬

‫‪9‬‬
‫خاتمها‪ ،‬وأنزله على خاتم األنبياء‪ ،‬واملرسلين محمد بن عبد هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‬

‫شرح اآليات‬
‫‪ .1‬وما أوتيتم من ش يء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها بين أن قارون أوتيها‬
‫واغتر بها ولم تعصمه من عذاب هللا كما لم تعصم فرعون‪ ،‬ولستم‬
‫أيها املشركون بأكثر عددا وماال من قارون وفرعون‪ ،‬فلم ينفع فرعون‬
‫جنوده وأمواله ولم ينفع قارون قرابته من موس ى وال كنوزه‪.‬‬
‫‪ " .2‬وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة"‪ :‬اطلب فيما أعطاك هللا من‬
‫األموال والنعمة الدار اآلخرة وهي الجنة ; فإن من حق املؤمن أن‬
‫يصرف الدنيا فيما ينفعه في اآلخرة ال في التجبر والبغي‪.‬‬
‫"وال تنس ى نصيبك‪ :”....‬وال تترك حظك من الدنيا‪ ،‬فتعمل فيه بما‬
‫ينجيك غدا من عقاب هللا‪ .‬وقال أيضا أي‪ :‬مما أباح هللا فيها من املآكل‬
‫واملشارب واملالبس واملساكن واملناكح‪ ،‬فإن لربك عليك حقا‪،‬‬
‫ولنفسك عليك حقا‪ ،‬وألهلك عليك حقا‪ ،‬فآت كل ذي حق حقه‪.‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫" َوأ ْح ِس ْن ك َما أ ْح َس َن َّللا ِإل ْي َك “‪ :‬أحسن في الدنيا إنفاق مالك الذي‬
‫آتاكه هللا‪ ،‬في وجوهه وسبله‪ ،‬كما أحسن هللا إليك‪ ،‬فوسع عليك منه‪،‬‬
‫وبسط لك فيها‪ .‬وهو أن تقوم بشكر هللا فيما أنعم عليك وتنفقه في‬
‫رضا هللا تعالى‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .3‬قال إنما أوتيته على علم عندي يعني علم التوراة‪ .‬وكان فيما روي من‬
‫أقرأ الناس لها‪ .‬ومن أعلمهم بها وكان أحد العلماء السبعين الذي‬
‫اختارهم موس ى للميقات‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ ُّ ْ َّ ً‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ون من هو أشد ِمنه قوة‬ ‫أ َولم يعلم أن َّللا قد أهلك ِمن قب ِل ِه ِمن القر ِ‬
‫َْ‬
‫َوأكثر َج ْم ًعا"‪ :‬ولو كان هللا يؤتي األموال من يؤتيه لفضل فيه وخير‬
‫عنده‪ ،‬ولرضاه عنه‪ ،‬لم يكن يهلك من اهلك من أرباب األموال الذين‬
‫كانوا أكثر منه ماال ألن من كان هللا عنه راضيا‪ .‬أولم يعلم أن هللا قد‬
‫أهلك من قبله أي بالعذاب من القرون أي األمم الخالية الكافرة من‬
‫هو أشد منه قوة وأكثر جمعا أي للمال‪ ،‬ولو كان املال يدل على فضل‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ملا أهلكهم‪َ " .‬وال ي ْسأل َع ْن ذن ِوب ِهم امل ْج ِرمون “‪ :‬عن ذنوب الذين مضوا‬
‫فيم أهلكوا؟"‬
‫‪ .4‬إن قارون خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة‪ ،‬وتجمل باهر‪ ،‬من‬
‫مراكب ومالبس عليه وعلى خدمه وحشمه‪ ،‬فلما رآه من يريد الحياة‬
‫الدنيا ويميل إلى زخرفها وزينتها‪ ،‬تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي‬
‫قارون‪ .‬قالوا ‪:‬يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ذو حظ وافر من الدنيا‪.‬‬
‫‪ .5‬وقال الذين أوتوا العلم باهلل‪ ،‬حين رأوا قارون خارجا عليهم في زينته‪،‬‬
‫للذين قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون قارون‪ :‬ويلكم اتقوا هللا‬
‫وأطيعوه‪ ،‬فثواب هللا وجزاؤه ملن آمن به وبرسله‪ ،‬وعمل بما جاءت به‬
‫رسله من صالحات األعمال في اآلخرة‪ ،‬خير مما أوتي قارون من زينته‬
‫َ‬ ‫وماله لقارون‪َ ".‬ث َواب ََّّللا َخ ْي ٌر ملَ ْن َآم َن َو َعم َل َ‬
‫ص ِال ًحا َوال يل َّق َاها ِإال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ون “‪ :‬وال يلقاها‪ :‬أي وال يوفق لقيل هذه الكلمة‪ ،‬إال َّ‬ ‫الصابر َ‬
‫َّ‬
‫الص ِابرون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يعني بذلك‪ :‬الذين صبروا عن طلب زينة الحياة الدنيا‪ ،‬وآثروا ما عند‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬
‫هللا من جزيل ثوابه على صالحات األعمال على لذات الدنيا وشهواتها‪،‬‬
‫ّ‬
‫فجدوا في طاعة هللا‪ ،‬ورفضوا الحياة الدنيا‪.‬‬
‫‪ .6‬ملا ذكر تعالى اختيال قارون في زينته‪ ،‬وفخره على قومه وبغيه عليهم‪،‬‬
‫عقب ذلك بأنه خسف به وبداره األرض‪ .‬فما كان له من فئة أي‬
‫جماعة وعصابة ينصرونه من دون هللا وما كان من املنتصرين لنفسه‬
‫أي املمتنعين فيما نزل به من الخسف‪.‬‬
‫‪ .7‬وأصبح الذين تمنوا مكانه باألمس أي صاروا يتندمون على ذلك التمني‬
‫ويقولون ويكأن هللا (وي )حرف تندم‪.‬‬

‫‪ .1‬األسئلة‪- :‬‬
‫من هو القارون؟‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف ابتلى هللا قارو ن؟‬ ‫‪.2‬‬
‫لم خسف هللا به األرض؟‬ ‫‪.3‬‬
‫عرف القرآن؟‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ .2‬فسراآلية‪- :‬‬
‫ّ َ َ‬
‫الر ْز َق ِملن َيشاء ِم ْن ِع َب ِاد ِه َو َي ْق ِدر‪.‬‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫‪َ )1‬و ْي َك َأ َّن َّ َ‬
‫َّللا َي ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪َ )2‬وأ ْح ِسن ك َما أ ْح َس َن َّللا ِإل ْي َك‪.‬‬
‫‪.3‬بين السياق‬
‫ْ‬ ‫‪ .)1‬ال َت ْف َر ْح إ َّن َّ َ‬
‫َّللا ال ي ِح ُّب ال َف ِر ِح َين‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪12‬‬
‫َ ْ‬
‫‪ِ .)2‬إ َّن َما أو ِتيته َعلى ِعل ٍم ِع ِندي‪.‬‬
‫‪َ .)3‬و ْي َلك ْم َث َواب ََّّللا َخ ْي ٌر ّملَ ْن َآم َن َو َعم َل َ‬
‫ص ِال ًحا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.4‬بين‬
‫‪ .۱‬ما العبرة في قصة قارون؟‬
‫‪ .- 5‬استعمل في الجمل‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .1‬خسف به‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .2‬بسط – ل‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .3‬بغي – علي‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .4‬عصبة‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .5‬نصیب‬
‫‪.6‬تخصيص‬
‫اكتب قصة قارون في فقرة‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫‪13‬‬
‫من الحكمة‬
‫(األحاديث املنتخبة)‬

‫عن أمير املؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه قال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬إنما األعمال‬
‫بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪("..‬البخاري واملسلم)‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ‬
‫َّللا كأ َّن َك ت َراه‪ ،‬ف ِإ ْن ل ْم تك ْن ت َراه‬ ‫اإلحسان قال " أن تعبد‬ ‫قال ما ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫اك " (رواه مسلم)‬ ‫َفإ َّنه َي َر َ‬
‫ِ‬
‫الدين النصيحة (رواه مسلم)‬ ‫‪.3‬‬
‫من رسول هللا ﷺ ‪":‬دع ما يريبك إلى ما ال يريبك"(رواه الترمذي‬ ‫‪.4‬‬
‫َّ‬
‫والنسائي)‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ود عقبه بن عمرو االنصاري ال َب ْد ِر ّ ِي َر ِض َي َّللا َع ْنه‪،‬‬ ‫عن أ ِبي َم ْسع ٍ‬ ‫‪.5‬‬
‫الناس ِم ْن‬ ‫ص َّلى ََّّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم ‪ (:‬إ َّن م َّما َأ ْد َر َك َّ‬ ‫ال َرسول ََّّللا َ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫اص َن ْع َما ِشئ َت) ‪-‬‬ ‫النب َّوة ْاأل َولى‪ :‬إ َذا َل ْم َت ْس َت ْحي‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َك َالم ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( َر َواه ْالب َخاري)ُّ‬
‫ِ‬
‫عن النواس بن سمعان رض ي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه‬ ‫‪.6‬‬
‫وسلم قال‪(( :‬البر حسن الخلق‪ ،‬واإلثم ما حاك في نفسك وكرهت‬
‫أن يطلع عليه الناس)) (رواه مسلم)‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ال‪ :‬أخذ رسول َّللا ﷺ ِب َم ْن ِك ِبي‬ ‫وعن ابن عمر رض ي َّللا عنهما ق‬ ‫‪.7‬‬
‫ْ َ‬
‫سبيل‪(َ .‬ر َواه البخ ِار ُّي)‬ ‫ٌ َْ َ‬ ‫ُّ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫فقال ‪":‬كن في الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو ع ِابر ٍ‬

‫‪14‬‬
‫‪ .8‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من سلك‬
‫طريقا يلتمس فيه علما سهل هللا له طريقا إلى الجنة (أخرجه‬
‫مسلم)‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ؤمن َمن ِأمنه الناس على‬
‫سلمون ِمن ِلسا ِنه وي ِده‪ ،‬وامل ِ‬
‫‪ .9‬من س ِلم امل ِ‬
‫ُّ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ْأم ِ‬
‫هاجر من هج َر الخطايا والذنوب‪ ،‬وامل ِ‬
‫جاهد‬ ‫وال ِهم وأنف ِسهم‪ ،‬وامل ِ‬
‫هللا‪.‬‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫َ‬
‫طاعة ِ‬
‫من جاهد نفسه في ِ‬

‫شرح األحاديث‪:‬‬
‫‪ .1‬هذا الحديث أصل عظيم في الدين‪ ،‬وموضوعه اإلخالص في العمل‬
‫وبيان اشتراط النية وأثر ذلك‪ ،‬وبه صدر البخاري كتابه الصحيح‬
‫وأقامه مقام الخطبة له إشارة إلى أن كل عمل ال يراد به وجه هللا‬
‫فهو باطل ال ثمرة له في الدنيا واآلخرة‪ .‬وهو أحد األحاديث التي يدور‬
‫الدين عليها قال الشافعي هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في‬
‫سبعين بابا من الفقه وقال أحمد أصل اإلسالم على ثالثة أحاديث‬
‫حديث عمر األعمال بالنيات وحديث عائشة من أحدث في أمرنا‬
‫هذا وحديث النعمان بن بشير الحالل بين والحرام بين‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلحسان لغة‪ :‬مصدر أحسن يحسن إحسانا‪ ،‬وهو ضد اإلساءة‪،‬‬
‫وهو إجادة العمل وإتقانه وإخالصه‪.‬‬
‫هذا حديث جبرائيل ملا سأل النبي ﷺ عن اإلحسان قال له النبي‬
‫ﷺ‪ :‬أن تعبد هللا كأنك تراه يعني‪ :‬كأنك تشاهده‪ ،‬يعني‪ :‬حتى تجتهد‬
‫في العمل‪ ،‬حتى تخلص في العمل‪ ،‬حتى تؤدي العمل على خير وجه‬

‫‪15‬‬
‫وأكمل وجه‪ ،‬فإن املؤمن إذا عمل كأنه يشاهد هللا وأن هللا أمامه‬
‫فإنه يجتهد في العمل‪ ،‬ويحرص على إكماله وإتمامه‪ ،‬كأنه يشاهد‬
‫هللا‪ ،‬كأنه بين يدي هللا يشاهد هللا‪ .‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك يعني‪:‬‬
‫فاعلم أنه يراك ويطلع عليك ويشاهدك‪ ،‬فاجتهد في إصالح العمل‬
‫وإحسان العمل‪ ،‬فأنت بين أمرين‪:‬‬
‫إما أن تعمل كأنك ترى هللا‪ ،‬وهذه أرفع وأعلى وهي درجة املشاهدة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن تعمل تؤمن بأن هللا يراك‪ ،‬وتعلم أن هللا يراك‪ ،‬فأنت‬
‫تعمل في مرأى من هللا ومسمع‪ ،‬فتجتهد في أداء العمل على خير‬
‫وجه؛ ألن هللا يشاهدك يعني‪ :‬تستحضر أن هللا يشاهدك ويعلم‬
‫مكانك‪.‬‬
‫‪ .3‬فهذا الحديث العظيم يدل على أن الدين هو النصيحة‪ ،‬وذلك يدل‬
‫على عظم شأنها ألنه جعلها الدين كما قال النبي‪ ،‬وهذا الحديث‬
‫يدل على أن النصيحة هي الدين‪ ،‬وهي اإلخالص في الش يء‪،‬‬
‫والصدق فيه‪ ،‬حتى يؤدى كما أوجب هللا‪ ،‬فالدين‪ ،‬وأما النصيحة‬
‫لعامة املسلمين فإنها تكون بتعليمهم وتفقيههم في الدين‪ ،‬ودعوتهم‬
‫باملعروف‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫إلى هللا‪ ،‬وأمرهم‬
‫‪ .4‬هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين‪ ،‬وأصل في الورع الذي عليه‬
‫مدار اليقين‪ ،‬وراحة من ظلم الشكوك واألوهام املانعة لنور اليقين‪.‬‬
‫الحكم النبوية البليغة؛ فهو‬ ‫هذا الحديث من جوامع الكلم‪ ،‬ومن ِ‬
‫قعد قاعدة عظيمة في ديننا اإلسالمي‪ ،‬وهي ترك‬ ‫بكلماته القليلة َّ‬
‫الشبهات‪ ،‬والتزام الحالل املتيقن‪"َ .‬د ْع ما َيريبك إلى ما ال َيريبك”؛‬
‫أي‪ :‬ما يشك فيه إلى ما ال يشك فيه‪ ،‬واملراد أن ما اشتبه حاله على‬

‫‪16‬‬
‫ً‬ ‫اإلنسان َّ‬
‫فتردد بين كونه حالال أو حر ًاما‪ ،‬فالالئق بحاله تركه‪،‬‬
‫والذهاب إلى ما يعلم حاله ويعرف أنه حالل‪ ،‬سواء أكان في أمور‬
‫الدنيا أم في أمور اآلخرة‪ ،‬فاألحسن أن ترتاح منه‪ ،‬وأن تدعه؛ حتى‬
‫فعلت َ‬
‫وأتيت‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ال يكون في نفسك قلق واضطراب فيما َ‬
‫‪(( .5‬إن مما أدرك الناس من كالم النبوة األولى))‪ ،‬قال ابن حجر‪ :‬أي‬
‫مما بلغ الناس من كالم النبوة‪ ،‬مما اتفق عليه األنبياء؛ أي‪ :‬إنه مما‬
‫ندب إليه األنبياء‪ ،‬ولم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم؛ ألنه أطبقت‬
‫عليه العقول‪(( ،‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) أورد أهل العلم‬
‫معنيين لقوله عليه الصالة والسالم‪(( :‬إذا لم تستح فاصنع ما‬
‫شئت))؛ أحدهما‪ :‬أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد‪ ،‬واملراد‪ :‬إذا لم‬
‫يكن حياء‪ ،‬فاعمل ما شئت‪ ،‬فإن هللا يجازيك على ما صنعت‪.‬‬
‫البر بأنه حسن الخلق‪ ،‬وهو شامل لفعل جميع ما من شأنه أن‬ ‫‪َّ .6‬‬
‫يوصف بالحسن من األخالق‪ ،‬سواء فيما بين العبد وربه‪ ،‬أو ما بين‬
‫العبد وأخيه املسلم‪ ،‬أو ما بينه وبين عموم الناس مسلمهم‬
‫وكافرهم‪ .‬أو هو ما اطمأنت إليه النفس‪ ،‬والنفس تطمئن إلى‬
‫الحسن من األعمال واألقوال‪ ،‬سواء في األخالق أو في غيرها‪ .‬واإلثم‬
‫تردد في النفس فمن الورع تركها‬ ‫ما تردد في النفس‪ ،‬فهو كالشبهة َّ‬
‫واالبتعاد عنها‪ ،‬حماية للنفس من الوقوع في الحرام‪ .‬فالورع ترك‬
‫ذلك كله‪ ،‬واالتكاء على ما اطمأن إليه القلب‪.‬‬
‫ٌ‬
‫غريب))؛ أي‪:‬‬ ‫‪(( .7‬كن في الدنيا))؛ أي‪ :‬في مدة إقامتك بها‪(( ،‬كأنك‬
‫ً‬
‫مشبها به؛ بأال تركن إليها وتطمئن فيها‪ ،‬قال ابن هبيرة رحمه هللا‪ :‬إن‬
‫ُّ‬
‫التشبه بالغريب؛ ألن‬ ‫رسو َل هللا صلى هللا عليه وسلم َّ‬
‫حض على‬

‫‪17‬‬
‫الغريب إذا دخل بلدة لم ينافس أهلها في مجالسهم‪ ،‬وال يجزع أن‬
‫ً‬
‫متدابرا معهم ‪.‬‬ ‫ي َرى على خالف عادته في امللبوس‪ ،‬وال يكون‬
‫همه قطع املسافة إلى مقصده‪ ،‬ال ينفذ في‬ ‫(أو عابر سبيل)‪-:‬أي‪ُّ :‬‬
‫متشبث بما يمنعه عن‬ ‫ٍ‬ ‫سفره إال بقوته وتخفيفه من األثقال‪ ،‬غير‬
‫قطع سفره‪ ،‬معه زاده وراحلته يبلغانه إلى ما يعنيه من مقصده‪،‬‬
‫وفي هذا إشارة إلى إيثار الزهد في الدنيا‪ ،‬وأخذ البلغة منها‪،‬‬
‫َ َّ ّ‬ ‫َ‬
‫يبلغه غاية سفره‪،‬‬ ‫والكفاف‪ ،‬فكما ال يحتاج املسافر إلى أكثر مما ِ‬
‫أكثر مما يبلغه َ‬
‫املح َّل‪.‬‬ ‫فكذلك املؤمن ال يحتاج في الدنيا إلى َ‬
‫‪( .8‬من سلك طريقا) ‪ :‬حسية أو معنوية‪ ،‬مثال على الحس ي‪ :‬املش ي‬
‫باألقدام إلى مجالس العلماء‪ ،‬واألمثلة على املعنوي‪ :‬حفظ العلم‬
‫ومدارسته ومذاكرته ومطالعته وكتابته والتفهم له‪ ،‬ونحو ذلك من‬
‫الطرق املعنوية التي يتوصل بها إلى العلم‪ .‬قال ابن حجر رحمه هللا‬
‫ليتناول أنواع الطرق املوصلة إلى تحصيل العلوم الدينية وليندرج‬
‫فيه القليل والكثير ( يلتمس ) يطلب ( علما ) نكره ليعم كل علم‬
‫شرعي وآلته ( سهل هللا له ) به أي بسببه ( طريقا ) في الدنيا بأن‬
‫يوفقه للعمل الصالح أو في اآلخرة ( إلى الجنة ) أي يجازيه يوم‬
‫القيامة بان يسلك به طريقا ال صعوبة فيه وال هول أي ان يدخله‬
‫الجنة ساملا‪ .‬قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا وفيه بشارة بتسهيل‬
‫العلم على طالبه ألن طلبه من الطرق املوصلة إلى الجنة‪ .‬والبد من‬
‫اإلخالص فيه ألن العلم باب من أبواب الجنة‪ ،‬والجنة ال تصلح إال‬
‫ملن علم حق هللا جل وعال‪ .‬قال العالمة عبد املحسن العباد وفقه‬
‫ُّ‬
‫هللا في شرحه على األربعين النووية‪" :‬فيه الحث على طلب العلم‬

‫‪18‬‬
‫الشرعي وسلوك الطرق املوصلة إلى تحصيله‪ ،‬سواء كان ذلك‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫بالسفر لطلبه؛ أو باألخذ بأسباب تحصيله‪ ،‬من اقتناء الكتب‬
‫املفيدة وقراءتها واالستفادة منها‪ ،‬ومالزمة العلماء واألخذ عنهم وغير‬
‫ذلك‪ ،‬والجزاء على ذلك من هللا تسهيل الطريق التي يصل بها طالب‬
‫الجنة‪ ،‬وذلك يكون بإعانته على تحصيل ما قصد‪ ،‬فيكون‬ ‫العلم إلى َّ‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫محصال للعلم‪ ،‬ويكون أيضا بإعانته على العمل بما علمه من‬ ‫بذلك ِ‬
‫الجنة"ـ‪.‬‬ ‫أحكام الشريعة‪ ،‬وذلك يفض ي به إلى دخول َّ‬
‫وفيه ترغيب في الرحلة في طلب العلم‪ ،‬واالجتهاد في تحصيله‪ ،‬ونجد‬
‫السلف في رحلتهم لطلب العلم قد ضربوا أروع الصور‪ ،‬فـأبو أيوب‬
‫األنصاري يرحل إلى الفسطاط في مصر لطلب حديث‪ ،‬وجابر بن‬
‫عبد هللا يرحل إلى دمشق في طلب حديث‪ ،‬حتى ألف العلماء‪:‬‬
‫الرحلة في طلب العلم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫صلى هللا عليه وسل َم أ َّم َته إلى َّ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُّ َّ‬
‫الق‬ ‫باآلداب واألخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الت َح ِلي‬ ‫‪ .9‬أرشد النبي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َّ َّ َ‬
‫الحديث‬
‫ِ‬ ‫سلمين‪ ،‬وفي هذا‬ ‫اإلسالمي ِة‪ ،‬التي تزيد األلفة واملودة بين امل ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َّ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رض ي هللا عنهما‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه‬ ‫هللا بن عم ٍرو ِ‬ ‫خبر عبد ِ‬ ‫ي ِ‬
‫وسل َم قال‪" :‬تدرون َمن املسلم؟" أي‪َ :‬من املسلم ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الحق‪" ،‬قالوا‪ :‬هللا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رض َي هللا عنهم في‬ ‫حابة ِ‬ ‫ورسوله أعلم"‪ ،‬وهذا حسن أد ٍب ِمن الص ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫عز َ‬ ‫األمر هلل َّ‬ ‫َ‬
‫صلى هللا عليه وسل َم‪ ،‬قال‪"َ :‬من‬ ‫ولرسوله‬
‫ِ‬ ‫وج َّل‬ ‫سليم ْ ِ ِ‬ ‫ت ِ‬
‫َ‬
‫الجامع‬ ‫الكام َل‬ ‫َسل َم املسلمون من لسانه َوي ِده"‪ ،‬أي‪َّ :‬إن امل َ‬
‫سلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سل ًما بقو ٍل وال ِف ْعل‪ ،‬وخصَّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫اإلسالم‪ :‬هو من لم يؤ ِذ م ِ‬ ‫ِ‬ ‫صال‬ ‫ِلخ ِ‬
‫رور‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫أخطائهما وأضر ِارهما؛ فإن معظم الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثرة‬
‫اللسان واليد؛ لك ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ور‪،‬‬ ‫كذب‪ ،‬ويغتاب‪ ،‬ويسب‪ ،‬ويشهد بالز ِ‬ ‫فاللسان ي ِ‬ ‫تصدر عنهما؛ ِ‬

‫‪19‬‬
‫َّ َ ّ‬
‫الل َ‬
‫سان؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ألن‬ ‫سرق‪ ،‬إلى ِ‬
‫غير ذلك‪ ،‬وقدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫قت‬ ‫وت‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬‫ضر‬
‫واليد ِ‬
‫ت‬
‫َ‬
‫اإليذاء به أكثر َ‬
‫وأسهل‪.‬‬

‫‪.1‬االستيعاب‪- :‬‬
‫عرف الكلمات اآلتية كما عرف النبي صل هللا عليه وسلم‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫‪.1‬اإلحسان‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫ب‪ .‬الدين‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫ج‪ .‬البر‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫د‪ .‬اإلثم‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫ه‪ .‬املسلم‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫و‪ .‬املؤمن‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫ز‪ .‬املهاجر‬
‫‪......................................................... :‬‬ ‫ح‪ .‬املجاهد‬
‫‪ .)۲‬اذكر حديثا يشير إلى فضل طلب العلم؟‬
‫‪ .)۳‬ما هو الحياء؟‬
‫‪ .)4‬بين املعنى‪:‬‬
‫‪ .1‬دع ما يريبك إلى ما ال يريبك‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ْ‬ ‫‪ .2‬إ َذا َل ْم َت ْس َت ْحي‪َ ،‬ف ْ‬
‫اص َن ْع َما ِشئ َت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .3‬إنما األعمال بالنيات‪.‬‬
‫‪ .5‬ما هو الحديث بين مع األمثلة؟‬

‫‪ .2‬اشرح األحاديث اآلتية‬


‫‪.1‬الدين النصيحة‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬

‫‪ .2‬البرحسن الخلق‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫ٌ َ‬ ‫ُّ ْ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫غريب‪ ،‬أ ْو َع ِاب ُرسبيل‪.‬‬ ‫الدنيا كأن َك‬ ‫‪ .3‬ك ْن في‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪......................................................................‬‬

‫‪21‬‬
‫‪.3‬كمل الفراغ‬

‫َ َ َ‬
‫‪ِ .)1‬إذا ل ْم ت ْس َت ْح ِي ‪.......................................................‬‬
‫‪ .)2‬االحسان أن تعبد ‪.................................................‬‬
‫‪ .)3‬من سلك طريقا ‪....................................................‬‬

‫تعريف الحديث‬

‫الحديث في لسان العرب‪ :‬الجديد من األشياء‪ ،‬نقيض القديم؛‬


‫شيئا ً‬
‫ويتجدد ً‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫فشيئا‪ ،‬وجمعه‬ ‫ويطلق على الكالم‪ ،‬قليله وكثيره؛ ألنه يحدث‬
‫أحاديث‪.‬‬
‫وأما الحديث في اصطالح علمائه‪ ،‬فهو‪ :‬ما أضيف إلى النبي صلى هللا‬
‫َْ‬
‫عليه وسلم‪ :‬من قول أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو وصف خلقي أو خلقي‪.‬‬
‫‪ .‬مثال القول‪ :‬الدين النصيحة (رواه البخاری) مثال الفعل‪ :‬توضأ رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ثالثا ثالثا (رواه أبو داود)‪ .‬مثال التقرير‪ :‬اقراره محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم لهم على أكل الضب وإن لم يأكله هو (البخاری) مثال‬
‫الوصف (الصفة)‪ :‬لم يكن النبي صلى هللا عليه وسلم بالطويل وال بالقصير‬
‫(رواه الترمذي)‪.‬‬
‫ولكل حديث طرفان السند واملتن واملراد بالسند الرواة واملتن النص‬
‫املروي‪ .‬وهناك كتب كثيرة لألحاديث وأشهرها ستة يعرف بالصحاح الستة‬
‫وهي الجامع الصحيح ملحمد بن إسماعيل البخاری وصحیح مسلم ملسلم بن‬

‫‪22‬‬
‫الحجاج النيسابوری وسنن أبي داود لسليمان بن األشعث السجستاني‬
‫والجامع الكبير ملحمد بن عيس ى الترمذي وسنن ابن ماجه ملحمد بن يزيد‬
‫القزويني وسنن النسائي ألحمد بن على الخراساني‪.‬‬
‫تخصيص‬
‫اجمع عشرة من األحاديث الشريفة ثم ترجمها إلى لغتك‬
‫اكتب مقالة عن محمد بن إسماعيل البخاری‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫حالوة العسل‬

‫يحكى أن رجال كان يتمش ى في أدغال افريقيا حيث الطبيعة الخالبة‬


‫وحيث تنبت األشجار الطويلة‪ ،‬بحكم موقعها في خط االستواء وكان يتمتع‬
‫بمنظر االشجار وهي تحجب اشعة الشمس من شدة كثافتها‪ ،‬ويستمتع‬
‫بتغريد العصافير ويستنشق عبير الزهور التي تنتج منها الروائح الزكية‪.‬‬
‫وبينما هو مستمتع بتلك املناظر‪...‬سمع صوت عدو سريع والصوت‬
‫في ازدياد ووضوح والتفت الرجل الى الخلف وإذا به يرى أسدا ضخم الجثة‬
‫منطلق بسرعة خيالية نحوه‪ ،‬ومن شدة الجوع الذي الم باألسد أن خصره‬
‫ضامرا بشكل واضح‪ .‬أخذ الرجل يجري بسرعة واألسد وراءه وعندما اخذ‬
‫األسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديمة فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في‬
‫البئر‪.‬‬
‫وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به املاء وأخذ الرجل يتمرجح‬
‫داخل البئر وعندما أخذ انفاسه وهدأ روعه وسكن زئير األسدواذا به يسمع‬
‫صوت ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر‪.‬‬
‫وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من األسد والثعبان اذا‬
‫بفأرين أسود واآلخر أبيض يصعدان الى أعلى الحبل ‪ ,‬وبدءا يقرضان الحبل‬

‫‪24‬‬
‫وانهلع الرجل خوفا وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب الفأرين ‪ ,‬وأخذ‬
‫يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشماال بداخل البئر وأخذ يصدم‬
‫بجوانب البئر ‪ ,‬وفيما هو يصطدم أحس بش يء رطب ولزج ضرب بمرفقه‬
‫واذا بذالك الش يء عسل النحل تبني بيوتها في الجبال وعلى األشجار وكذلك‬
‫في الكهوف ‪ ,‬فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر ذلك ومن شدة‬
‫حالوة العسل نس ي املوقف الذي هو فيه ‪ ,‬فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ‬
‫لعقة وكرر ذلك‪.‬‬
‫وفجأة استيقظ الرجل من النوم مزعجا!!! فقد كان حلما‪ ،‬وقرر‬
‫الرجل أن يذهب الى شخص يفسر له الحلم‪ ،‬وذهب الى عالم وأخبره بالحلم‬
‫فضحك الشيخ وقال‪ :‬ألم تعرف تفسيره؟؟‬
‫قال الرجل‪ :‬ال‪.‬‬
‫قال له‪ :‬األسد الذي يجري ورائك هو ملك املوت‪ ،‬والبئر الذي به‬
‫الثعبان هو قبرك‪ ،‬والحبل الذي تتعلق به هو عمرك‪ ،‬والفأرين األسود‬
‫واألبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك‪ .‬قال‪ :‬والعسل يا شيخ؟؟ قال‪:‬‬
‫هي الدنيا من حالوتها أنستك أن وراءك موت وحساب‪.‬‬

‫معنى املفردات‬
‫تمش ى‪ :‬مش ى‬
‫جمع دغل ‪:‬أدغال‬

‫‪25‬‬
‫جالبة‪ :‬جذابة‬
‫خط االستواء‪equator:‬‬
‫تغريد‪ :‬غناء‬
‫بحكم ‪due to:‬‬
‫عبير ‪:‬عطر‪perfume‬‬
‫عدو‪ :‬ركض‪Race‬‬
‫قفز ‪:‬وثب‬
‫ضخم ‪:‬كبير‬
‫خصر ‪:‬وسط‪ ،‬املراد هنا البطن‬
‫تمرجح ‪:‬اهتر وتذبذب كما في األرجوجة‬
‫روع ‪:‬خوف‬
‫لعقة ‪:‬لحس أي تناوله باللسان‬
‫مزعج ‪:‬مضایق‪disturbing‬‬
‫قص‪ :‬قطع‬
‫‪ -I‬االستيعاب‬
‫‪ .1‬أين كان الرجل يمش ى؟‬
‫‪ .2‬كيف كان يمش ى؟‬
‫‪ .3‬كيف كان األسد؟‬

‫‪26‬‬
‫ماذا فعل الرجل حينما اقترب منه األسد؟‬ ‫‪4‬‬
‫ماذا سمع الرجل من جوف البئر؟‬ ‫‪5‬‬
‫ما هي حالوة العسل؟‬ ‫‪6‬‬
‫إلى أين ذهب الرجل االستفسار الحلم؟‬ ‫‪7‬‬

‫‪ .II‬القصة القصيرة‬
‫هی قطعة نثرية يعالج فيها الكاتب جانبا من الحياة يركز فيه فكره‬
‫فال يزيد على املقصود‪ .‬فهو يقتصر على سرد حادثة أو بضع حوادث قصيرة‬
‫يتألف منها موضوع مستقل بشخصياته ومقوماته‪ .‬وعناصر القصة‬
‫الحكاية والشخصيات والعقدة والحل‪.‬‬
‫فالحكاية مجموعة من األحداث والشخصيات هم الناس الذين في‬
‫القصة والعقدة هي موضوع القصة والحل نقض للمشكلة‪.‬‬
‫‪ .III‬تخصيص‬
‫اكتب قصة من خيالك‪.‬‬
‫‪ .IV‬اكتب ما ترى من النص من مناظر الطبيعة‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................. ..........‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .V‬أكتب أمثلة مماثلة‬
‫‪.....................‬‬ ‫بئر قديمة‬ ‫‪ )1‬عدو سريع ‪،‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪ )2‬حبل البئر‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪ )3‬بحكم‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪ )4‬في ازدياد‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪ )5‬من النوم‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬

‫‪28‬‬
‫‪....................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪ )6‬هو ملك املوت‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬
‫‪ .VI‬استعمل في الجمل‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫ألم‬ ‫‪)1‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫تتعلق‬ ‫‪)2‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫تذوق‬ ‫‪)3‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫حالوة‬ ‫‪)4‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫وراء‬ ‫‪)5‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫تمرجح‬ ‫‪)6‬‬
‫‪.......................................... :‬‬ ‫أخذ‬ ‫‪)7‬‬

‫‪29‬‬
‫زواج أبو الوداعة‬
‫عبد الرحمن رأفت الباشا‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬كنت أالزم مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طلبا للعلم‪،‬‬
‫وكنت أداوم على حلقة سعيد بن املسيب‪ ،‬وأزاحم الناس عليها باملناكب‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أياما‪ ،‬فتفقدني‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫وظن أن بي مرضا أو عرض لي‬ ‫فتغيبت عن حلقة الشيخ‬
‫عارض…فسأل عني من حوله‪ ،‬فلم يجد عند أحد منهم خبرا‪.‬‬
‫فلما عدت إليه بعد أيام َّ‬
‫حياني‪ ،‬ورحب بي وقال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫أين كنت يا أبا وداعة؟‬
‫توفيت زوجتي فاشتغلت بأمرها‬ ‫ْ‬ ‫وهللا يا سيدي‬
‫قلت‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫ونعينك‬ ‫َ‬
‫ونشهد جنازتها معك‪،‬‬ ‫َ‬
‫فنواسيك‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هال أخبرتنا يا أبا وداعة‬
‫على ما أنت فيه‪.‬‬
‫َْ َ‬ ‫ً‬
‫فاست ْبقا ِني‬ ‫فقلت‪ :‬جزاك هللا خيرا‪ ،‬وهممت أن أقوم‪...‬‬
‫وقال لي‪ :‬اجلس‪ ،‬فجلست حتى انصرف جميع َمن كان في املجلس‪ ،‬ثم قال‬
‫لي‪:‬‬
‫زوجة لك يا أبا وداعة؟‬ ‫ّ َ‬
‫أما فكرت في استحداث ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫يزوجني َ‬
‫ابنته‪ ،‬وأنا ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫شاب نشأ يتيما‪ ،‬وعاش فقيرا‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬يرحمك هللا‪ ،‬ومن ِ‬
‫فأنا ال أملك َ‬
‫غير درهمين‪ ،‬أو ثالثة دراهم‬
‫ّ‬
‫أزوجك ابنتي‬
‫فقال‪ :‬أنا ِ‬

‫‪30‬‬
‫َ‬
‫فانعقد لساني وقلت‪:‬‬
‫ّ‬
‫أتزوجني ابنتك بعد أن عرفت من أمري ما عرفت؟‬ ‫َ‬
‫أنت‪ِ ،‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬هذا هو اإليمان‪..‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ..‬فنحن إذا جاءنا من نرض ى دينه وخلقه َّزوجناه‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫التفت إلى َمن كان قريبا منا‪،‬‬ ‫وأنت عندي مرض ُّي الدين والخلق‪ ،‬ثم‬
‫وناداهم‪ ،‬فلما أقبلوا عليه‪ ،‬وصاروا عنده‪ ،‬حمد هللا عز وجل‪ ،‬وأثنى عليه‪،‬‬
‫ََ‬
‫وعقد لي على ابنته‪ ،‬وجعل مهرها‬ ‫وصلى على نبيه محمد صلوات هللا عليه‪،‬‬
‫درهمين اثنين‬
‫َ‬
‫فقمت وأنا ال أدري ما أقول من الدهشة والفرح‪ً .‬أيعقل هذا؟ هذا التابعي‬
‫الجليل‪ ،‬يبدو أن له ابنة في أعلى مستوى‪ ،‬حتى خطبها أمير املؤمنين لولده‬
‫الوليد‪.‬‬
‫ً‬
‫يومئذ صائما‪ ،‬فنسيت صومي‪ ،‬وجعلت أقول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثم قصدت بيتي‪ ،‬وكنت‬
‫ويحك يا أبا وداعة‪ ،‬ما لذي صنعته بنفسك؟‬
‫ممن تستدين‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ممن تطلب املال؟‬
‫َّ‬
‫وظللت على حالي تلك حتى أذن املغرب‪،‬‬
‫ً ً‬ ‫َّ‬
‫فأديت املكتوبة‪ ،‬وجلست إلى فطوري‪ ،‬وكانت خبزا وزيتا‪ ،‬فما إن تناولت منه‬
‫ً‬
‫لقمة أو لقمتين حتى سمعت الباب ي َ‬
‫قرع‪ ،‬فقلت‪ :‬من الطارق؟‬
‫قال‪ :‬سعيد‬

‫‪31‬‬
‫َ‬
‫سعيد بن‬ ‫إنسان اسمه سعيد أعرفه إال‬ ‫كل‬‫مر بخاطري ُّ‬
‫فوهلل لقد ّ‬
‫ٍ‬ ‫قال‪ِ :‬‬
‫املسيب‬
‫يتوقعه‪ ،‬سعيد!! من سعيد؟ فالن‪ ،‬ال‪ ،‬فالن‪ ،‬استعرض َّ‬ ‫َّ‬
‫كل إنسان‪ ،‬لكن‬ ‫لم‬
‫ً‬
‫لم يخطر في باله إطالقا أن يكون الطارق سعيد بن املسيب ـ‬
‫ً‬
‫ذلك ألنه لم َيره منذ أربعين سنة إال بين بيته واملسجد ـ من أربعين سنة من‬
‫بيته إلى املسجد ـ‬
‫الباب فإذا بي أمام سعيد بن ّ‬
‫املسيب‪،‬‬ ‫فتحت َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫حدثت‬ ‫فظننت أنه قد بدا له من أمر زواجي من ابنته ش يء ـ لعله ندم أو‬
‫مشكلة ـ‬
‫َ‬
‫أرسلت ّ‬ ‫ّ‬
‫إلي فأتيتك!!‬ ‫فقلت له‪ :‬أبا محمد‪ ،‬هال‬
‫قال له‪ :‬بل أنت أحق أن آتي إليك اليوم‬
‫قلت‪ :‬تفضل ّ‬
‫علي‬
‫قال‪ :‬كال إنما جئت ألمر‬
‫قلت‪ :‬وما هو يرحمك هللا؟‬
‫ً‬
‫قال‪ :‬إن ابنتي أصبحت زوجة لك بشرع هللا منذ الغداة‪ ،‬وأنا أعلم أنه ليس‬
‫مكان‪ ،‬وزوجتك في‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫معك أحد يؤنس وحشتك‪ ،‬فكرهت أن تبيت أنت في ٍ‬
‫مكان آخر‪ ،‬فجئتك بها‬
‫ً‬
‫مستعدا ـ‬ ‫فقلت‪ :‬ويحي جئتني بها لم يكن‬

‫‪32‬‬
‫قال‪ :‬نعم‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فالتفت إليها‪،‬‬ ‫فنظرت فإذا هي قائمة بطولها‪،‬‬
‫بنيتي‪ ،‬على اسم هللا وبركته ّأما أنا فقد وقفت‬‫زوجك يا َّ‬
‫ِ‬ ‫وقال‪ :‬ادخلي إلى بيت‬
‫ً‬
‫أمامها مشدوها‪ ،‬ال أدري ماذا أقول غير معقول هذا الش يء!! ـ ثم إني بادرت‬
‫فنحيتها من ضوء السراج حتى‬ ‫فسبقتها إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت‪َّ ،‬‬
‫ال تراها ـ خبزة وزيت‪ ،‬ال يوجد غيرها ثم صعدت إلى السطح وناديت الجيران‬
‫فأقبلوا َّ‬
‫علي وقالوا‪ :‬ما شأنك؟‬
‫َ‬
‫فقلت‪ :‬عق َد لي سعيد بن املسيب على ابنته اليوم في املسجد‪ ،‬وقد جاءني بها‬
‫أدعو أمي فهي بعيدة عن هذه الدار‬ ‫اآلن على غفلة‪ ،‬فتعالوا آنسوها‪ ،‬حتى َ‬

‫أزوجك سعيد بن املسيب ابنته‪،‬‬ ‫ويح َك أتدري ما تقول؟ َّ‬


‫عجوز منهن َ‬‫ٌ‬ ‫فقالت‪:‬‬
‫ضن بها على الوليد بن عبد امللك؟!‬ ‫وحملها لك إلى البيت بنفسه‪ ،‬وهو الذي َّ‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬وها هي ذي عندي في بيتي‪ ،‬فهلموا إليها وانظروا‬
‫فتوجه الجيران إلى البيت‪ ،‬وهم ال يكادون يصدقونني‪ّ ،‬‬
‫ورحبوا بها‪ ،‬وآنسوا‬ ‫ّ‬
‫تحرك ِوفق ما تقتضيه عوائد الناس‬ ‫وحشتها‪ .‬والحقيقة ّأن اإلنسان إذا ّ‬
‫صار ًّ‬
‫عاديا‪ ،‬لكن هذه بطولة‪.‬‬
‫**************‬
‫إلي‪ ،‬وقالت‪ :‬وجهي من‬ ‫ْ‬
‫التفتت ّ‬ ‫وما هو إال قليل حتى جاءت أمي‪ ،‬فلما رأتها‬
‫ً‬
‫وجهك حرام‪ ،‬إن لم تتركها لي حتى أصلح شأنها ليس هذا معقوال‪ ،‬نعتني بها‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ون ِلبسها ـ ثم أزفها إليك كما ت َزف كرائم النساء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فضم ْتها إليها ثالثة أيام‪ ،‬ثم َّزف ْتها َّ‬
‫إلي‪ ،‬فإذا هي من‬ ‫أنت وما تريدين‪َّ ،‬‬
‫فقلت‪ِ :‬‬
‫ً‬
‫أبهى نساء املدينة جماال‪ ،‬وأحفظ الناس لكتاب هللا عز وجل‪ ،‬وأرواهم‬
‫لحديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأعرف النساء بحقوق الزوج‬
‫ّ‬ ‫أياما ال يزورني أبوها أو ٌ‬ ‫ً‬
‫أحد من أهلي‪ ،‬ثم إني أتيت حلقة‬ ‫فمكثت معها‬
‫َّ‬
‫الشيخ في املسجد فسلمت عليه‪َّ ،‬‬
‫فرد علي السالم ولم يكلمني ـ أي لكي ال‬
‫انفض املسجد ولم َ‬
‫يبق غيري‬ ‫ّ‬ ‫يحرجني ـ فلما‬
‫قال‪ :‬ما حال زوجتك يا أبا وداعة؟ كيف زوجتك؟‬
‫ُّ‬
‫العدو‬ ‫قلت‪ :‬هي على ما يحب َّ‬
‫الصديق ويكره‬
‫قال‪ :‬الحمد هلل‬
‫ً ً‬ ‫فلما عدت إلى بيتي وجدته قد َّ‬
‫وجه إلينا مبلغا وفيرا من املال‪ ،‬لنستعين به‬
‫على حياتنا‪.‬‬

‫إدراك املعنى‬
‫تغیبت‪ :‬غبت‬
‫حلقة‪ :‬حلقة الشيخ مجلسه‬
‫تفقد‪ :‬طلبه عند غيبته‬
‫عارض ‪:‬عرض عارض ‪ -‬منع مائع‬
‫نواسيك‪ :‬نعاونك‬

‫‪34‬‬
‫استبقى ‪:‬طلب البقاء‬
‫استحداث ‪:‬تجديد‬
‫انعقد ‪:‬ارتبط وعجز عن اإلفصاح‬
‫عقد لي على ابنته ‪:‬زوج ابنته لي‬
‫دهشة‪ :‬تحير‬
‫استدان ‪:‬طلب الدين‬
‫فطور‪Break Fast:‬‬
‫مكتوبة ‪:‬الصالة املفروضة‬
‫طرق ‪:‬ضرب وقرع‬
‫بخاطري ‪:‬في نفس ي‬
‫بدا له ‪:‬ظهر له‬
‫الغذاة ‪:‬الضحی‬
‫بات يبيت ‪:‬مکث في الليل‬
‫تعثرت ‪:‬كبت حتى كادت تقع‬
‫مالءت‪ :‬ثوب‬
‫مشدوها ‪:‬ذاهال حائرا‬
‫القصعة‪ :‬الصفحة التي يوضع فيها الطعام‬

‫‪35‬‬
‫نحى ‪:‬أزال‬
‫على غفلة ‪:‬من غير معرفة‬
‫آنسوها‪ :‬سلوها وأزيلوا وحشتها‬
‫ضن ‪:‬بخل‬
‫هلموا‪ :‬بادروا‬
‫زف ‪:‬أهدی‬
‫کرائم ‪:‬جمع كريمة‬
‫ضم ‪:‬قبض وجذب إليها‬
‫أبهى ‪:‬أحسن‬
‫أحفظ ‪:‬من يحفظ القرآن جيدا‬
‫أرواهم‪ :‬من تعلم الحديث جيدا‬
‫انفض‪ :‬غادر الحضور املجلس‬
‫وفير‪ :‬كثير‬
‫سعيد ابن املسيب رض ي هللا عنه ‪:‬عالم زاهد تقي من كبار التابعين‬
‫ومحدثيهم ومدرس املسجد النبوي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ - 1‬استعمل في الجمل‬
‫‪.۳‬داوم‬ ‫‪.۲‬ضن‬ ‫‪.1‬رف‬
‫‪.6‬تفقد‬ ‫‪ .5‬تعثر‬ ‫‪ .4‬عارض‬
‫‪.۷‬خاطر‬
‫‪ - 2‬بين السياق‬
‫‪.1‬هي ما يحب الصديق ويكره العدو‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪.۲‬وجهي من وجهك حرام‬
‫‪.....................................................‬‬
‫‪.۳‬أبا محمد؟ هال أرسلت إلي فاتيك‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪ .3‬االستيعاب‬
‫‪ 1‬من هو أبو محمد في القصة؟‬
‫‪ ۲‬کم شخصا في القصة ؟ ومن هم ؟‬
‫‪ ۳‬كيف كانت بنت ابن املسيب ؟‬
‫‪ 4‬لم زوج ابن املسيب ابنته ألبي وداعة؟‬
‫‪ 5‬كم أعطى أبو وداعة لزوجته من املهر؟‬

‫‪37‬‬
‫‪ .4‬اكتب كما في املثال‬
‫‪ .1‬اكتب املفرد‬
‫کرائم‬ ‫حقوق‬ ‫نساء‬ ‫جيران‬ ‫أيام‬
‫‪. 2‬اكتب املاض ي‬
‫تبيت‬ ‫تستدين‬ ‫أدعو‬ ‫يرحم يصدق‬
‫‪ .3‬اكتب املضارع‬
‫رض ي‬ ‫عرف‬ ‫عاش‬ ‫استحدث‬
‫‪.4‬اكتب الجمع‬
‫شیخ‬ ‫مسجد‬ ‫باب‬ ‫مکان‬ ‫زوج‬
‫‪.5‬الضد‬
‫حياة‬ ‫وفير‬ ‫صديق‬ ‫جاء‬
‫‪ .6‬املصدر‬
‫التفت‬ ‫رحب‬ ‫قرع‬ ‫أثني‬ ‫عقد‬
‫‪.7‬األمر‬
‫أثنى‬ ‫نادی‬ ‫سمع‬ ‫طلب‬ ‫توجه‬
‫‪ -8‬النهي‬
‫اشتغل‬ ‫انصرف‬ ‫أذن‬ ‫صعد‬ ‫وقف‬

‫‪38‬‬
‫تخصيص‬
‫‪ .۱‬اكتب هذه القصة في فقرة ال تزيد على عشر سطور‪.‬‬
‫‪ .۲‬ترجم القصة إلى لغتك‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مكبث‬
‫ويليام شيكسبير‬
‫ترجمة حسين أحمد أمين‬
‫املشهد األول‬
‫دانسينين‪-‬غرفة بالقلعة‬

‫) يدخل طبيب مع إحدى الوصيفات(‬


‫الطبيب‪ :‬شاركتك فى السهر واملراقبة ليلتين ‪ ،‬غير أنى لم أر ما ذكرت ه‪ .‬متى‬
‫كانت آخر الطبيب‪ :‬شاركت مرة سارت فيها أثناء نومها؟‬
‫الوصيفة‪ :‬منذ خرجت جاللته مع الجيش‪ ،‬رأيتها مرا ًرا تنهض من فراشها‪،‬‬
‫وتلتحف بعباءتها املنزلية‪ ،‬وتفتح صوانها فتخرج منه ورقة‬
‫تطويها‪ ،‬وتكتب فيها‪ ،‬وتقرأها ثم تعود ثانية إلى الفراش‪ ....‬كل هذا‬
‫وهي غارقة في نوم عميق‪.‬‬
‫الطبيب‪ :‬إنه لخلل عظيم فى الطبيعة أن يؤدى املرء إذ يخلد إلى راحة النوم‬
‫يؤديه فى حال يقظته‪ .‬فهل سمعتها في أى وقت من األوقات تقول‬
‫ً‬
‫شيئا وهي فى نومها املضطرب هذا‪ ،‬خالف سيرها وأفعالها‬
‫األخرى؟‬
‫الوصيفة ‪:‬ذاك ش ئ لن أبوح به يا سيدي‬
‫ّ‬
‫الطبيب ‪ :‬بإمكانك أن تبوحى به لى‪ .‬بل إنه من األفضل أن تفعلى‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬ال لك وال ألى إنسان ما دمت أفتقرإلى شاهد ّ‬
‫يؤمن على ما أقول‬
‫)تدخل ليدى مكبث وهى تحمل شمعه(‬
‫انظر !ها هى ذى !وهذا بالضبط هومسلكها ‪..‬أقسم لك أنها غارقة‬
‫فى النوم‪..‬‬
‫فلنختبئ ونراقبها‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬كيف حصلت على هذه الشمعة؟‬
‫الوصيفة ‪ :‬كانت بجانب فراشها ‪..‬فهى تصر على أن يكون ثمة ضوء أينما‬
‫كانت ‪.‬وهذا هو ما أمرتنا به‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬انظرى ! عيناها مفتوحتان‪.‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬أجل ‪ ،‬ولكنهما ال تريان‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬ماذا عساها تصنع اآلن ؟ أنظرى كيف تفرك يديها‪.‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬تلك عادتها ‪ ،‬أن تبدو وكأنما تغسل يديها ‪.‬لقد شاهدتها تفعل‬
‫ذلك ملدة ربع ساعة‪.‬‬
‫ليدى مكبث ‪ :‬ال تزال هنا بقعة‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬صه ! إنها تتكلم ‪..‬سأكتب ما تنطق به حتى تستعين ذاكرتي فيما‬
‫بعد بما ّدونته‬
‫ليدى مكبث ‪ :‬اختفى أيتها البقعة امللعونة ! أقول لك اختفى ‪ !..‬الساعة تدق‬
‫الواحدة ‪ ..‬الثانية ‪..‬قد حان الوقت إذن ‪..‬الجحيم مظلم ‪..‬عار‬

‫‪41‬‬
‫عليك ياسيدى ‪.‬عار عليك أن تكون جنديا وتخاف ‪..‬لم نخاف‬
‫أن يعرف ّ‬
‫سرنا وما من أحد يملك أن يسائلنا؟ ولكن‪ ،‬كيف‬
‫كان بوسعنا أن ّ‬
‫نخمن أن بالرجل العجوز مثل هذا القدر‬
‫الغزير من الدم؟‬
‫الطبيب ‪ :‬أسمعت ما تقول؟‬
‫ليدى مكبث ‪ :‬كان لسيد فايف زوجة ‪.‬نعم ‪.‬ليدى مكدف أين هى اآلن ما‬
‫هذا؟ ألن تزول البقع عن هاتين اليدين؟ كفاك يا موالي‬
‫كفاك ‪..‬عالمات خوفك تفسد علينا كل شيئ‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬واأسفاه ! قد وصل إلى سمعك ما كان ينبغى إخفاؤه عنك‪.‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬بل لقد نطقت هى بما لم يكن ينبغى أن تنطق به ‪.‬غير أنى واثقة‬
‫من أن السماء وحدها تعلم ما تعلمه هى‪.‬‬
‫أشم رائحة الدم ‪.‬وما بمقدور كل عطور حزيرة العرب‬ ‫ليدى مكبث ‪ :‬الزلت ّ‬
‫ّ‬
‫أن تعطر هذه اليد الصغيرة ‪.‬أواه !أواه !أواه!‬
‫ّ‬
‫الطبيب ‪ :‬ما أبشعه من منظر ! قلبى يتمزق أملا‪.‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬ما أحسبنى أرض ى بأن يكون لى قلب كهذا ولوصرت ملكة‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬حسنا ‪...،‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬آمل أن يكون األمر كذلك يا سيدى‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬ال خبرة لى بمثل هذا املرض ‪ .‬غير أنى عرفت أناسا كانوا يسيرون فى‬
‫نومهم وماتوا فى فراشهم وهم مرتاحو الضمير‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ليدى مكبث ‪ :‬اغسل يديك ‪..‬البس عباءتك املنزلية ‪..‬ال تبد شاحب الوجه‬
‫هكذا ‪.‬أخبرك مرة أخرى أن بانكو قد دفن وال يمكنه أن يخرج‬
‫من قبره‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬هكذا إذن!‬
‫ليدى مكبث ‪ :‬إلى الفراش ‪..‬هيا إلى الفراش ‪..‬هناك من يقرع الباب ‪..‬هيا ‪ ،‬هيا‬
‫‪ ،‬هيا ‪ ،‬هيا‪ ..‬ناولنى يدك ‪..‬ما فات قد فات ‪..‬إلى الفراش ‪..‬إلى‬
‫الفراش ‪..‬إلى الفراش ‪..‬إلى الفراش‪.‬‬
‫)تخرج(‬
‫الطبيب ‪ :‬أتمض ى اآلن إلى فراشها؟‬
‫الوصيفة ‪ :‬من فورها‪.‬‬
‫الطبيب ‪ :‬ثمة شائعات شريرة يتهامس بها الناس ‪.‬وما الخلل غير الطبيعى إال‬
‫نتيجة فعل غير طبيعى ‪...‬العقول املريضة تفش ى أسرارها إلى‬
‫الوسائد الصماء ‪..‬إنها إلى عون القساوسة أحوج منها إلى عون‬
‫األطباء ‪..‬فليغفر هللا لنا جميعا ‪..‬أحيطيها برعايتك‪ ،‬وأبعدى عن‬
‫متناولها كل ما يمكن أن تقتل به نفسها ‪.‬وراقبيها على‪ .‬الدوام ‪..‬‬
‫طابت ليلتك ‪..‬لقد أربكت عقلى ّ‬
‫وحيرت بصرى ‪..‬األفكار تراودنى وال‬
‫أجرؤ على التعبير عنها‪.‬‬
‫الوصيفة ‪ :‬طابت ليلتك يا سيدى الطبيب‪.‬‬
‫)يخرجان(‬

‫‪43‬‬
‫وليم شكسبير ر (‪(Shakespeare‬‬
‫أديب بريطاني شهير ولد سنة ‪ 1564‬ومات سنة ‪ 1616‬ميالدية من أشهر‬
‫مؤلفاته روميو وجوليت وهاملت‬
‫العاملي‪ ،‬إذ يطلق عليه لقب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشخصيات املشهورة في األدب‬ ‫هو أحد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الوطني‪ ،‬ع ِرف ّأن شكسبير كان شاعرا‪ ،‬وممثال‪ ،‬وكاتبا‬
‫ُّ‬ ‫الشاعر اإلنجليز ُّي‬
‫َ‬
‫اشتهر به‪ ،‬حيث‬ ‫أكثر ما‬ ‫ّ‬
‫للمسرحيات كانت َ‬ ‫ولكن كتابته‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمسرحيات‪،‬‬
‫كتب شكسبير في املسرح‬ ‫كل العصور‪َ .‬‬ ‫مسرحي في ّ‬
‫ّ‬ ‫يعتبره الكثيرون أعظم‬
‫البريطاني خالل العصر اإلليزابيثي والجاكوبيني‪ ،‬أو ما يسمى بعصر النهضة‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫األدبية التي ال تزال منتشرة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬تاركا خلفه إرثا كبيرا من األعمال‬
‫حتى الوقت الحالي‪.‬‬
‫املناسبة‪- :‬‬
‫والنص ترجمة للمشهد‬ ‫مسرحية مشهورة لوليم شكسبير ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫مكبث‬
‫األول من فصلها الخامس‪ .‬ترجمه حسين أحمد أمين املصر ّي ‪.‬كان مكبث‬
‫قائد جنود امللك بانكو ‪.‬دعا مكبث يوما امللك إلى قصره للضيافة وفى الليلة‬
‫حرضته زوجته ليدى مكبث على قتل امللك ‪.‬فقتل مكبث امللك وصار ملكا ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ولكن أهل امللك أخذوا يعملون الستيراد امللك منه وفى آخر األيام نرى‬
‫مكبث يعاند أوضاعا شاقة وفى نفس الوقت أصاب ليدى مكبث داء‬
‫السرنمة ( ‪ )somnambulism‬فلنقرأ الباقى‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفهم واإلدراك‪- :‬‬
‫وصيفات ‪ :‬جمع وصيفة خادمة امللكة‬
‫سهر ‪ :‬قض ى الليل غير نائم‬
‫جاللته ‪his majesty:‬‬
‫عباءة ‪ :‬رداء طويل واسع‪frock, gown‬‬
‫صوان ‪ :‬خزانة‬
‫خلل ‪ :‬اضطراب‪ ،‬علة‪disorder‬‬
‫باح ‪ :‬باح ّ‬
‫بالسر‪disclose‬‬
‫ّأمن ‪ :‬طمأن ‪ ،‬ضمن‬
‫ّثمة ‪ :‬هناك‪in that place‬‬
‫فرك ‪ّ :‬‬
‫حك‬
‫صه ‪ :‬اسكت‬
‫بقعة ‪ :‬مكان ‪. Spot, stain‬ليدى مكبث يرى فى النوم أثر دم امللك على يدها‪.‬‬
‫خمن ‪ّ :‬‬
‫قدر‪. to assess, to guess‬‬ ‫ّ‬

‫الرجل العجوز ‪ :‬امللك ‪ .‬ليدى مكبث تتذكر مشهد قتل امللك‬


‫أواه ‪ :‬آه!‪ah! Oh‬‬
‫وما بقدور ‪... :‬تظن أن يدها ملوثة بدم امللك وأنها ال تستيطع أن تنظفها‪.‬‬

‫‪45‬‬
experience:‫خبرة‬
pale, dim‫ باهت‬: ‫شاحب‬
immediately‫ فورا‬: ‫من فورها‬
rumor‫ ج شائعة‬: ‫شائعات‬
bad :‫شريرة‬
ّ : ‫تهامس‬
to whisper together‫تسار‬
pillow‫ جمع وسادة‬: ‫وسائد‬
ّ ‫مؤنث‬ ّ
deaf‫أصم‬ : ‫صماء‬
priest :‫قساوسة‬
good night :‫طابت ليلتك‬
ّ : ‫أربك‬
mated, to confuse‫حير‬
: I have an opinion :‫األفكار يراودني‬

ّ ّ
‫ وازن النص بالنص األصلي‬- I
1. Hark ! She speaks. I will set down what comes her, to satisfy my
remembrance the more strongly.

46
‫‪2. Yet who would have thought the old man to have had so much‬‬
‫‪blood in him.‬‬
‫‪3. All the perfumes of Arabic will not sweeten this little hand.‬‬
‫‪.2‬املناقشة‬
‫‪ .1‬مفاد املشهد‬
‫‪ .2‬كيف أصاب ليدى مكبث داء السرنمة ؟‬
‫‪ .3‬إنها إلى عون القساوسة أحوج منها إلى عون األطباء؟‬
‫‪ .4‬ماذا أراد شكسبير بقوله" وما بمقدور كل عطور جزيرة العرب أن‬
‫تعطر هذه اليدالصغيرة‪".‬‬
‫‪.3‬تخصيص‬
‫اكتب فقرة عن‬
‫شخصية ليدى مكبث‬‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫شخصية الطبيب‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬املسرحية فى األدب العربي‬
‫ّ‬
‫املسرحية‬‫‪.4‬‬
‫يقدم النص‬‫املسرحية لغة هى كلمة مشتقة من املسرح ‪.‬وهي الخشبة التى ّ‬‫ّ‬
‫عليها ‪.‬أما اصطالحا فهى نوع من الفن األدبي الذي تمثل فيه فئة من األفراد‬
‫حادثة إنسانية‪ ،‬حيث يحاكون أدوارها بناء على حركتهم ودورهم على‬
‫املسرح ‪.‬باإلضافة إلى املحادثات التى تتم بينهم فيها‪ .‬والغاية من هذا الفن‬
‫األدبي هى االنتقاد أو التثقيف أو املتعة الفنية أو العظة ‪.‬عناصر املسرحية‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬الفكرة والشخصيات والصراع والحركة والحوار والبناء أي تقسيمها إلى‬
‫فصول ومشاهد‪.‬‬
‫‪-5‬األسئلة‬
‫من هو شيكسفير‬ ‫‪-1‬‬
‫من زوجة مكبث‬ ‫‪-2‬‬
‫إنه لحلل عطيم في الطبيعة؟ ماهو؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ال تزال هنا بقعة" ما املراد بالبقعة؟‬ ‫‪-4‬‬
‫من قام بترجمة "مكبث" إلى العربية ؟‬ ‫‪-5‬‬
‫خرجت جاللته مع الجيش‪ ،‬من خرج ؟‬ ‫‪-6‬‬
‫قد وصل إلى سمعك ما كان ينبغي إخفاؤه‪ ،‬ما هو ؟‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ .6‬بين السياق‬
‫‪" .1‬أتمض ى اآلن إلى فراشها"‬
‫‪- ۲‬إلى الفراش‪ ...‬هيا إلى الفراش‬
‫‪- 3‬ال زلت أشم رائحة الدم‬
‫‪ -4‬ما أبشعه من منظر ! قلي يتمزق أملا‪.‬‬
‫‪-5‬أجل‪ ،‬ولكنهما ال تريان‬
‫‪ .7‬بين املراد‬
‫‪.1‬األفكار تراودني وال أجرؤ على التعبير عنها‬
‫‪.2‬ثمة شائعات يتهامس بها الناس‬

‫‪48‬‬
‫‪.3‬ال تبد شاحب الوجه هكذا‬
‫‪.4‬تفتح صواها فتخرج منه ورقة تطويها‬
‫‪.5‬لقد شاهدتها "تفعل ذلك ملدة ساعة"‬

‫‪49‬‬
‫الوحدة الثالثة – الشعر‬
‫الوطن‬

‫فـيـب َـنـي عـلى ّ‬ ‫ْ‬


‫أس املـؤاخـاة بـنيان‬ ‫أمـا آن أن تـنـسـى من القوم أضغان‬
‫ً‬ ‫أمــا آن يـ َ‬
‫ف ـت ـك ـسـ َـب عـزا بـالتـنـاصـر أوطـان‬ ‫ـرمــى الت ـخـاذل جـانـبـا‬
‫وأن التـعـادي فـي الديـانـة عـدوان‬ ‫عــالم الت ـعــادي ألخـتـالف ديـانـة‬
‫ّ‬
‫فـ َـتـ ْـعــمـ َـر بــلدان وتــأمـ َـن قــطــان‬ ‫ومـا َ‬
‫ض َّـر لو كـان التـعـاون ديـنـنـا‬
‫َ‬
‫ف ـمــاذا عــلي ـنـا أن ت َـع َّـدد أديـان‬ ‫إذا ج ـم ـع ـت ـنــا وحــدة وطـنـ ّـيــة‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫لســان وأوطــان وب ــاَّلل إي ـمــان‬ ‫إذا القــوم َعـ َّـمت ـهـم أمـور ثـالثـة‬
‫بـهـا قـال أنـجـيـل كـمـا قـال قـرآن‬ ‫ـأي اع ـت ـقـ ٍـاد مــانـ ٌـع مــن أخـ ّـوة‬
‫فـ ّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫عــلى ر ْســله إال َلي ـسـ َـعــد أن ـســان‬ ‫كـتـابـان لم يـنـزلهـمـا َّللا ربـنا‬
‫ً‬
‫فـدعـواه فـي أصـل الديـانـة بهـتـان‬ ‫فـمـن قـام بـاسم الدين يدعو م ّف ِرقا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫إذا فـإتـبـاع الديـن يا قوم خسران‬ ‫أن ـشـقـى بـأمـر الديـن وهـو سـعـادة‬
‫َ‬
‫إلى كــل قــول لم يـ ّـؤيــده بــرهــان‬ ‫ولكــن ج ـهـل الجـاهـليـن طـحـا بـهـم‬
‫ـس ش ـيـطـان‬‫تـ َـخـ َّـبط َـه مــن شــدة املَـ ّ‬ ‫فـهـامـوا ب َـت ْـيهـاء األباطيل كالذي‬
‫تـد ّر لكـم مـنـهـا مـدى العمر ألبان‬ ‫َمــواطـن ـكــم يــا قــوم أ ّم كــريـمـة‬

‫‪50‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ف ـفـ ِـي ح ـضـنـهـا مـه ٌـد لكـم َومـبـاءة وفـي قـلبـهـا عـطـف عـليـكـم وت ْـحنان‬
‫ف ـمــا بــالكـم ال تـحـسـنـون وواجـب عـلى االبـن لالم الكـريـمـة أحـسان‬

‫‪ ..‬معروف الرصافي‬

‫االدراك والفهم‬
‫أضغان ‪:‬جمع ضغن حقد‬
‫أس ‪:‬أساس‬
‫تخاذل ‪:‬ضعف‬
‫تعادی ‪:‬عادى بعضهم بعضا‪become hostile to‬‬
‫قطان ‪:‬جمع قاطن املقيم باملكان‪ ،‬املواطن‬
‫بهتان ‪:‬باطل ‪ ،‬کذب‬
‫سعادة‪happiness :‬‬
‫طحا به ‪:‬ذهب به‬
‫تخبطه الشيطان ‪ :‬مسته بخبل أو جنون‬
‫در ‪:‬سال‪ ،‬تدفق‬
‫مباعة ‪ :‬مسکن‬

‫‪51‬‬
‫هام ‪:‬ذهب ال يدري أين يتوجه‬
‫تيهاء ‪ :‬من التيه أي‪ :‬الضالل يقال أرض تبهاء تضل‬
‫الناس كثيرا‬
‫مدى العمر ‪:‬غايته‬

‫معروف الرصافي ( ‪(1875 - 1945‬‬


‫شاعر العراق في عصره‪ ،‬من أعضاء املجمع العلمي العربي (بدمشق) ‪ ،‬أصله‬
‫من عشيرة الجبارة في كركوك ‪ ،‬ويقال أنها علوية النسب‪.‬‬
‫ولد ببغداد سنة ‪ 1875‬م أي ‪ 1294‬هـ‪ ،‬ونشأ بها في الرصافة‪ ،‬وتلقى دروسه‬
‫االبتدائية في املدرسة الرشيدية العسكرية‪ ،‬ولم يحرز شهادتها‪.‬‬
‫وتتلمذ لألمام محمود شكري اآللوس ي رحمه هللا في علوم العربية وغيرها‬
‫مدة عشر سنوات‪ ،‬واشتغل بالتعليم‪ ،‬ونظم أروع قصائده‪ ،‬في االجتماع‬
‫والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني‪.‬‬
‫ً‬
‫ورحل بعد الدستور إلى األستانة‪ ،‬فعين معلما للغة العربية في املدرسة‬
‫ً‬
‫امللكية‪ ،‬وانتخب نائبا عن املنتفق في مجلس املبعوثان العثماني‪.‬‬
‫وانتقل بعد الحرب العاملية األولى إلى دمشق سنة (‪ ، )1918‬ورحل إلى‬
‫ً‬
‫القدس وعين مدرسا لألدب العربي في دار املعلمين بالقدس ‪ ،‬وأصدر‬
‫جريدة األمل اليومية سنة (‪ )1923‬فدامت أقل من ثالثة أشهر ‪ ،‬وانتخب في‬
‫مجلس النواب في بغداد‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫زار مصر سنة (‪ )1936‬وبعدها قامت ثورة رشيد عالي الكيالني ببغداد فكان‬
‫من خطبائها‪ ،‬وتوفي ببيته في األعظمية ببغداد سنة ‪.1945‬‬
‫شيد له تمثال في الساحة املقابلة لجسر األحرار عند التقاطع مع شارع‬
‫الرشيد املشهور قرب سوق السراي واملدرسة املستنصرية االثرية تمجيدا‬
‫له‪ .‬يتسم شعره بجودة كلماته وحسن انتقائه لها كتب نثرا وقال شعرا‪ ,‬له‬
‫ديوان اسمه الرصافي‪.‬‬

‫االستيعاب‬
‫على أي أس يبنى البنيان؟‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف تكسب األوطان العز؟‬ ‫‪.2‬‬
‫"االعتقاد ال يمنع األخوة" ما تبرير الشاعر؟‬ ‫‪.3‬‬
‫لم أنزل هللا اإلنجيل والقرآن؟‬ ‫‪.4‬‬
‫"إذا عمت القوم ثالثة أمور" ‪ -‬فما هي ؟‬ ‫‪.5‬‬
‫‪-‬التفريق باسم الدين بهتان ‪ -‬لم؟‬ ‫‪.6‬‬
‫الوطن أم كريمة ‪ -‬لم يقول الشاعر هكذا؟‬ ‫‪.7‬‬
‫في حضنها مهد لكم ‪ -‬حضن من؟‬ ‫‪.8‬‬
‫ال تحسنون واحبكم ‪ -‬من وملن؟‬ ‫‪.9‬‬

‫‪53‬‬
‫صل بالتصريحة ما يالئمها من األبيات‬

‫‪ -1‬ما أنزل هللا القرآن واإلنحيل إآل لسعادة اإلنسان‪.‬‬


‫‪- 2‬يجب أن يرفع بنيان الوطن على أساس األخوة‬
‫‪- 3‬التعاون بين املواطنين يثمر التطور والسالمة‪.‬‬
‫‪-4‬إذا تركنا التخاذل نصل إلى العزة‪.‬‬
‫‪ 5-‬العدوان باسم الدين جهل ال يدل عليه برهان ديني‬

‫تخصیص‬
‫‪- 1‬أعد قائمة للمترادفات الواردة في "الخواطر"‬
‫‪-2-‬اكتب مقالة عن "الوطن"‬

‫‪54‬‬
‫لم تشتكي‬

‫ّ‬
‫واألرض ملكك والسما واألنجم‬ ‫كم تشتكى وتقول ‪ :‬إنك معدم‬
‫ونسيمها والبلبل املترنم‬ ‫ولك الحقول وزهرها وأريحها‬
‫ّ‬
‫يتضرم‬ ‫والشمس فوقك عسجد‬ ‫واملاء حولك ّ‬
‫فضة رقراقة‬
‫ّ‬
‫والنور يبني فى السفوح وفى الذرا دورا مزخرفة وحينا يهدم‬
‫ّ‬ ‫آياته ّ‬ ‫فكأنه ّ‬
‫قدام من يتعلم‬ ‫الفنان يعرض عابثا‬
‫بحرتعوم به الطيور ّ‬
‫الحوم‬ ‫فكأنه لصفائه وسنائه‬
‫وتبسمت فعالم ال ّ‬
‫ّ‬ ‫هشت لك ّ‬‫ّ‬
‫تتبسم‬ ‫الدنيا فما لك واجما‬
‫لعز قد مض ى أو كنت تشفق من حلول مصيبة‬‫إن كنت مكتئبا ّ‬
‫هيهات يمنع أن ّ‬
‫يحل ُّ‬
‫تجهم‬ ‫هيهات ي رجعه إليك ّ‬
‫تندم‬
‫أو كنت جاوزت الشباب فال تقل شاخ الزمان فإنه ال يهرم‬
‫‪-‬إيليا أبو ماض ى‬

‫إيليا ضاهر أبو ماض ى‬


‫ّ‬
‫مسيحي لبناني يعتبر من أهم شعراء املهجر فى أوائل‬ ‫شاعر عربي‬
‫القرن العشرين ‪.‬نشأ فى عائلة بسيط الحال لذلك لم يستطع أن يدرس فى‬

‫‪55‬‬
‫قريته سوى الدروس االبتدائية ‪.‬وعندما ّ‬
‫اشتد الفقر فى لبنان رحل إلى مصر‬
‫بهدف التجارة ‪.‬نشر أولى قصائده بمجلة" الزهور ‪".‬اتجه أبو ماض ى إلى نظم‬
‫الوطنية والسياسية ‪.‬اضطر من مطاردة السلطات‬ ‫ّ‬ ‫الشعر فى املوضوعات‬
‫للهجرة إلى الوالية املتحدة ‪.‬شارك فى تأسيس الرابطة القلمية مع جبران‬
‫وميخائيل نعيمة ‪.‬من أعماله تذكار املاض ى وتبر وتراب والجداول والخمائل‬
‫وديوان إيليا أبو ماض ى ‪.‬عاش أبو ماض ى بين فترة ‪ 1890‬و ‪ 1957‬م‪.‬‬

‫الفهم واالدراك‬
‫أريح ‪ :‬رائحة ّ‬
‫طيبة‬
‫مترنم‪singing :‬‬
‫رقراقة ‪ :‬متأللئة‬
‫عسجد ‪ :‬ذهب‬
‫ّ‬
‫تضرم ‪ :‬اضطرم‪to burn‬‬
‫ّ‬
‫قدام ‪ :‬أمام‬
‫عام يعوم ‪ :‬سبح عامت ّ‬
‫السفينة فى املاء ‪ :‬سارت‬
‫سناء ‪ :‬ضياء‬
‫ّ‬
‫حوم ‪ :‬من حام يحوم جمع حائم أى عطاش‬
‫تجهم ‪ :‬استقبله بوجه عبوس‪to frown‬‬
‫شاخ ‪ :‬هرم‬

‫‪56‬‬
‫اشرح األبيات‬

‫ّ‬ ‫آياته ّ‬ ‫‪ )1‬فكأنه ّ‬


‫قدام من يتعلم‬ ‫الفنان يعرض عابثا‬
‫تجهم‬ ‫هيهات يمنع ان ّ‬
‫يحل ّ‬ ‫‪ )2‬أو كنت تشفق من حلول مصيبة‬
‫وتبسمت فعالم ال ّ‬
‫ّ‬ ‫هشت لك ّ‬ ‫ّ‬
‫تتبسم‬ ‫الدنيا فما لك واجما‬ ‫‪)3‬‬

‫*تنتهى آخر كلمة قصيدة" كم تشتكى "بامليم فتقال هذه قصيدة ّ‬


‫ميمية ‪.‬‬
‫أنشد القصائد فى هذا الكتب ّ‬
‫وبين نوع القصيدة‪.‬‬
‫*الحياة فى نظر أبي ماض ى سانحة من سوانح الوجود‪ ،‬على اإلنسان أن‬
‫ّ‬
‫واقعية حافلة بالتفاؤل واالستمتاع‪".‬‬ ‫ينظر إليها نظرة‬
‫ّبين هذا التصريح فى ضوء" كم تشتكى"‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ال للحزن‬

‫صبي سأل صديقه الحزين‪:‬‬


‫ما هو سر الحزن لديك ؟‬
‫الحزين‪ :‬هذا صديقي‪ ،‬أسرع مني‪ ،‬لو نتباري‪ ،‬قد يسبقني‪،‬‬
‫صبية أخرى تسأل الصديق الحزين‪:‬‬
‫قل لي سر الحزن لديك؟‬
‫الحزين‪ :‬هذا أختي‪ ،‬أشطر مني في الشطرنج‪ ،‬قد تهزمني‪.‬‬
‫صبي ثالث يسأل الصديق الحزين‪:‬‬
‫ما هو سبب الحزن لديك؟‬
‫الحزين‪ :‬هذا جاري أمهر مني‪ ،‬يحرز أهدافا تدهشني‪.‬‬
‫كورال األصدقاء‬
‫عرفنا اآلن سر الحزن‬
‫لكنك أفضلنا في الفن‬
‫فارسم وانس لون الحزن‬
‫أرسم وانس لون الحزن‬
‫أشرف أبو زيد‬

‫‪58‬‬
‫ادراك املعنى‬
‫تباري ‪ :‬تسابق ‪to compete‬‬
‫أشطر ‪ :‬أي أحسن مني دهاء‬
‫شطرنج ‪( :‬لعبة) ‪Chess‬‬
‫هزم‪ :‬کسر‪to defeat‬‬
‫أحرز‪ to gain :‬أحرز نصرا‪Win a victory‬‬
‫أمهر‪ :‬من مهر أي صار ماهرا ‪become skilled‬‬
‫كورال ‪song of a group(choral):‬‬

‫االستيعاب‬
‫‪ -1‬ماذا يسأل الصبي صديقه الحزين ؟‬
‫‪ -2‬ما هو جوابه ؟‬
‫‪ -3‬ما سبب حزن الثالث ؟‬
‫‪ -4‬ما هو السبيل إلى إزالة الحزن ؟‬
‫‪ .II‬تخصيص‬
‫‪-1‬اكتب مذكرة حول هذا الشعر‬
‫‪- ۲‬عالم الشعر الحر‬
‫‪-3‬اقرض شعرا حرا من نفسك‬

‫‪59‬‬
‫الوحدة الرابعة – السعادة‬
‫فن الكالم‬

‫إن اإلنسان – كما يقولون – حیوان ناطق‪ .‬وليس النطق أن يخرج‬


‫الحروف ويصف الكالم‪ ،‬بل أن يعرف كيف يتكلم‪ ،‬ورب كلمة تدخل الجنة‬
‫وكلمة تدخل النار‪ ،‬وكلمة أنجت من القتل وكلمة دفعت صاحبها إلى القتل‪.‬‬
‫ورب صاحب حاجة عند وزير أو كبير عرف كيف يطلبها فقضيت له‪ ،‬وآخر‬
‫طلبها فلم يصل إليها‪ .‬وكثيرا ما كان يقصدني أرباب الحاجات يسألونني أن‬
‫أكلم لهم من أعرف من الوزراء والكبراء‪ ،‬وأنا أكره أن أسأل في حاجة لي أو‬
‫لغيري‪ ،‬فكنت أعتذر إليهم‪ ،‬ولكني أفيدهم فائدة أكبر من وساطتي‪ ،‬هي أن‬
‫ألقنهم الكالم الذي يقولونه للوزير أو للكبير‪ ،‬ولوال أن الوقت يضيق عن‬
‫التمثيل لضربت لذلك أمثاال‪ .‬وفي كتب األدب العجائب في هذا الباب‪.‬‬
‫وهذا فن ال يتعلم تعلما‪ ،‬ولكن يوصل إليه بالقلب الذكي‪ ،‬وبأن تعرف څلق‬
‫من تكلمه والطريق إلى نفسه‪ .‬وكل نفس لها باب وإليها طريق؛ لم يخلق هللا‬
‫نفسا مغلقة ال باب لها‪ ،‬فهذا يدخل إليه من باب التعظيم‪ ،‬وهذا من باب‬
‫العاطفة‪ ،‬وهذا من باب املنطق‪ ،‬وهذا من باب التهديد والتخويف‪ ،‬وهذا‬
‫يزعجه التطويل ويحب االختصار‪ ،‬وهذا يؤثر الشرح والبيان ‪ ...‬وال بد لك‬
‫قبل أن تكلم أحدا أن تعرف من أي باب من هذا األبواب تدخل عليه‪ .‬وال‬
‫أذهب بك بعيدا‪ ،‬بل أبقى معك في الدار ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫قد يجيئك ولدك وهو عابس مبرطم‪ ،‬فيقول لك بال سالم وال كالم‪:‬‬
‫أريد نصف ليرة‪ .‬فتقول له‪ :‬أما أخذت البارحة نصف ليرة‪ ،‬أكل يوم نصف‬
‫ليرة؟ وتطرده‪ ،‬ويجيء الولد اآلخر فيقبل يدك ويسلم عليك‪ ،‬ويقول لك‪:‬‬
‫بابا‪ ،‬أنا أشكرك ألنك أعطيتني أمس نصف ليرة‪ ،‬ولكني أنفقتها وأنا أريد‬
‫غيرها‪ ،‬ولكني مستح وسأقتصد ولن أنفقها كلها مثل املرة املاضية‪ .‬فتقول‬
‫له‪ :‬ملاذا تستحي مني؟ هل يستحي أحد من أبيه؟ خذ هذه ليرة‪.‬‬
‫إنك ال تفضل ولدا على ولد وال تبخل بنصف الليرة‪ ،‬ولكن األول‬
‫أساء األدب فعاقبته بالحرمان‪ ،‬والثاني أحسن األدب فأجبت له الطلب‪.‬‬
‫واملرأة الحكيمة التي تعرف خلق زوجها وتعرف كيف کلمه تصل إلى‬
‫كل ما تريده منه‪ ،‬واملرأة الحمقاء تحرم نفسها من كل ش يء‪ .‬األولى تعرف‬
‫الوقت املناسب لعرض طلبها‪ ،‬فال تجيء زوجها وهو غضبان أو متضايق‪ ،‬بل‬
‫تنظر ساعة رضائه وانطالق نفسه فتطلب منه‪ .‬وال يكفي الرضا منه‪ ،‬بل‬
‫يجب أن يكون مع رضا النفس امتالء اليد‪ ،‬فإذا كانت تعلم أن الزوج ليس‬
‫لديه من املال ما يلى به الطلب لم يفذها حسن العرض وال جمال القول‪.‬‬
‫وليست العبرة بألفاظ الكالم فقط‪ ،‬بل باللهجة التي يلقي بها هذا‬
‫الكالم‪ .‬والتحية إن ألقيت بلهجة جافة كانت شتيمة‪ ،‬والشتيمة إن ألقيت‬
‫بلهجة حب كانت تحية‪ ،‬والولد الصغير يعرف هذا بالفطرة؛ إن قلت وأنت‬
‫ضاحك‪" :‬أخ يا خبيث " سر وابتسم‪ ،‬وإن قلت وأنت عابس مهدد‪" :‬تعال یا‬
‫آدمي يا منظوم"‪ ،‬خاف وهرب‪ ،‬وإن قلت لصديقك في الدار‪" :‬تفضل اقعد"‪،‬‬
‫كانت مكرمة‪ ،‬وإن قالها رئيس املحكمة للمحامي في وسط دفاعه كانت‬

‫‪61‬‬
‫إهانة‪ ،‬مع أن الكلمة واحدة‪ ،‬وإن كتبت لم يكن بين حاليها اختالف‪ ،‬وما‬
‫نقلها من حال إلى حال إال اللهجة‪.‬‬
‫وخذ مثال أقرب‪ ،‬كلمة "صباح الخير"‪ .‬إن صباح الخير قد يكون‬
‫معناها أي "ال أبالي بك وال أحس غيابك وال حضورك”‪ ،‬وذلك إن قلتها‬
‫ووجهك خال من كل تعبير وصوتك خال من الحرارة‪ ،‬كأنك ردد جملة‬
‫محفوظة‪ .‬وقد يكون معناها أني أعطف عليك ولكني أراك دوني وأحس أني‬
‫أرفع منك"‪ ،‬إن قلتها وأنت‬
‫باسم بسمة دبلوماسية‪ ،‬وقد أحنيت رأسك ربع معشار (سانتیمتر)‬
‫انحناءة مصطنعة‪ .‬وقد يكون معناها أي "صديقك املخلص لك”‪،‬إن قلتها‬
‫بابتسامة صادقة وبلهجة طبيعية‪ .‬وقد يكون معناها أني أحتقرك وأزدريك"‬
‫إن قلتها وأنت مصعر خدك زاو نظرك شامخ بأنفك‪ ،‬فإذا عوتب القائل‬
‫قال‪ :‬إنما قلت صباح الخير‪.‬‬
‫وقد يكون للكلمة أحيانا عكس معناها الذي يدل عليه لفظها‪،‬‬
‫يفهم ذلك من قرائن القول وظروف الكالم‪ .‬فإذا خرجت من العمل أنت‬
‫وزميلك‪ ،‬فاصطحبتما في الطريق حتى بلغت دارك‪ ،‬تقول له‪ :‬تفضل معنا‪.‬‬
‫فيقول لك‪ :‬في أمان هللا‪ .‬ألن "تفضل معنا" هنا معناها "فارقنا واذهب عنا"‪،‬‬
‫بدليل أنه لو أخذها على حقيقتها وتفضل معك لضقت به وعجبت منه‪.‬‬

‫(على طنطاوي‪ -‬من صوروخواطر)‬

‫‪62‬‬
‫معاني املفردات‪-:‬‬
‫ناطق ‪ :‬قادر على التكتم‬
‫أنجى ‪:‬خلص وأنقذ‬
‫دفع إلى‪ :‬سلم إلى‪ ،‬أرسل إلى‪to send to‬‬
‫أرباب الحاجات ‪ :‬ذوو الحاجات‬
‫اعتذر‪to apologize, excuse oneself :‬‬
‫وساطة‪Mediation :‬‬
‫تمثيل‪ :‬ضرب املثال‬
‫ذكي‪: Smart :‬الهاتف الذكي‪Smart Phone‬‬
‫مغلق ‪:‬ضد مفتوح‬
‫أزعج‪to 63isturb :‬‬
‫عابس ‪:‬کالج ‪ Trowning‬وفي التنزيل عبس وتولی‬
‫مبرطم ‪:‬انتفخ غضبا وغيضا‬
‫ليرة‪Lira,Pound :‬وحدة نقدية‬
‫البارحة ‪:‬أمس‪Yesterday‬‬
‫متضايق ‪:‬منزعج‪annoyed‬‬
‫انطالق النفس‪Happy mind :‬‬

‫‪63‬‬
‫لهجة‪Manner of speaking, tone :‬‬
‫أخ يا خبيث ‪ :‬كالم عامي‬
‫آدمی یا منظوم ‪ :‬كالم عامي شامي معناها‪ ،‬صالح مستقیم مجاهد ‪.‬‬
‫محامي ‪:‬وكيل املحكمة‬
‫دبلوماسية‪Diplomatic :‬‬
‫مصطنعة‪ :‬متكلفة‪Artificial‬‬
‫مصعر ‪:‬صعر خده ‪to turn away the face in disdain‬‬
‫شامخ ‪:‬عال‪high‬‬

‫‪.1‬االستيعاب‬
‫‪)1‬ما هو النطق؟‬
‫‪”)2‬وهذا فن ال يتعلم تعلما" ماذا أراد املصنف هذا الكالم؟‬
‫‪)۳‬ما هي أبواب النفس في رأي الكاتب ؟‬
‫‪)4‬ما الفرق بين املرأة الحكيمة والحمقاء؟‬
‫‪)5‬ما املراد باللهجة؟‬
‫‪)6‬متى تكون معنى "صباح الخير" ال أبالي بك؟‬

‫‪64‬‬
‫‪ )۲‬اذكر املعنى‬
‫‪)1‬أخ يا خبيث‬
‫ب) تعال یا آدمي يا منظوم‬
‫ج) تفضل معنا‬

‫علي الطنطاوي‬
‫هو فقيه وأديب وقاض سوري‪ .‬ويعد من كبار أعالم الدعوة‬
‫اإلسالمية واألدب العربي في القرن العشرين‪ .‬كتب في كثير من الصحف‬
‫العربية‪ .‬عمل منذ شبابه في سلك التعليم اإلبتدائی والثانوي في سوريا‬
‫والعراق ولبنان‪.‬‬
‫ولد ‪ ۱۲‬يونيو عام ‪ ۱۹۰۹‬وتوفي ‪ 18‬حزيران عام ‪ ۱۹۹۹‬بجدة‪ .‬ودفن‬
‫في مقيرة مكة املكرمة‪ .‬وله مؤلفات كثيرة منها أعالم التاريخ‪ ،‬ورجال من‬
‫التاريخ‪ ،‬وفتاوى على الطنطاوي‪ ،‬وقصص من التاريخ‪ ،‬وقصص من الحياة‪،‬‬
‫وصور وخواطر‪ ،‬والنص مأخوذ من هذا األخير‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫صناع السعادة‬
‫إبراهيم فقي‬

‫ً‬
‫تروي األسطورة الصينية أن شيخا أراد أن يعرف الفرق بين‬
‫ّ‬
‫السعداء والتعساء‪ ،‬فقصد أحد الحكماء ليسأله‪ ،‬وقال له‪ :‬يا حكيم‪ ،‬هال‬
‫أخبرتني ما الفرق بين السعداء والتعساء؟‬
‫نظر إليه الحكيم ّ‬
‫بحنو ثم قاده إلى قصر كبير‪ ،‬فما إن نزال إلى البهو‬
‫ً ً‬
‫حتى شاهدا أناسا كثرا تمتد أمامهم املوائد عامرة بأطيب الطعام‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬
‫أجسادهم نحيلة‪ ،‬وتبدو على سيماهم عالمات الجوع‪ .‬رغم أن كال منهم‬
‫يمسك بملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار‪ ،‬لكنهم ال يستطيعون أن يأكلوا‪.‬‬
‫فقال الشيخ للحكيم‪ :‬لقد عرفت هؤالء‪ ،‬إنهم التعساء‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم قاده الحكيم بعدها إلى قصر آخر ‪ ،‬يشبه القصر األول تماما‪،‬‬
‫وكانت موائده عامرة بأطيب الطعام‪ ،‬وكان الجالسون مبتهجين‪ ،‬تبدو عليهم‬
‫عالمات الصحة والقوة والنشاط‪ ،‬وكانت في يد كل منهم ملعقة ضخمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طولها أربعة أمتار أيضا‪ ،‬فما إن رآهم الشيخ حتى صرخ قائال‪ :‬هؤالء هم‬
‫السعداء‪ ،‬ولكني لم أفهم حتى اآلن الفرق بين هؤالء وأولئك؟‬
‫ً‬
‫فهمس الحكيم في أذنيه قائال‪ :‬السعداء يستخدمون نفس مالعق‬
‫ً‬
‫التعساء‪ ،‬لكن ال ليأكلوا بها‪ ،‬بل ليطعم بعضهم بعضا‪ .‬فالـ "أنا" هي سبب‬
‫التعاسة‪....‬و"نحن" طريق السعادة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الح َياة غير أن كل واحد منا يحياها بطريقة‬ ‫كلنا نعيش هذه َ‬
‫مختلفة‪ ،‬ويتفاعل معها ويراها بشكل مختلف‪ ،‬وبيننا أناس استطاعوا أن‬
‫يحيوها سعداء ليس ألنهم نالوا كل ما يريدون‪ ،‬بل ألنهم تعاملوا مع كل‬
‫مافيها بحكمة وفن ‪ ،‬فذاقوا حالوتها وخرجوا من بوتقة ذواتهم إلى فضاء‬
‫العطاء الرحب حين فكروا في اآلخرين‪ ،‬في اآلباء الدين يأنسون بهم‪ ،‬وشريك‬
‫الحياة الذي يعايشونه‪ ،‬واألوالد الذين يربونهم‪ ،‬واألصدقاء والجيران الذين‬
‫يتعاملون معهم‪ ،‬فلماذا ال نكون أنا وأنت من صناع اللحظات السعيدة‬
‫ألنفسنا ولكل من حولنا؟ملاذا ال تتجاوز األنا والذات لنفكر في (هو ‪ ..‬وهم‪..‬‬
‫ونحن)‪.‬‬
‫فالتمرس على االهتمام باآلخرين والتفكير فيهم‪ ،‬ومحاولةإدخال‬
‫ش يء من محامي السرور والسعادة والبهجة على قلوب أحبائنا مما يرض ي‬
‫ربنا‪ ،‬ويزين دنيانا‪ ،‬ويخرجنا من ظالم أنفسنا إلى أنوار العطاء الحب‪.‬‬

‫د‪ .‬إبراهيم فقي‬


‫د‪ .‬إبراهيم محمد السيد الفقي عاش بين فترة ‪ 1950‬اغسطس و ‪۲۰۱۲‬‬
‫فبراير‪ .‬وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي‬
‫العاملية التي تتألف من املركز الكندي للتنمية البشرية وغيرها‪ .‬حصل على‬
‫الكثير من الشهادات الدولية…‬

‫‪67‬‬
‫إدراك املعانی‬
‫أسطورة‪Legend, Myth:‬‬
‫السعداء ‪:‬ضد التعبياء‬
‫قاد ‪to lead :‬‬
‫بهو‪hall :‬‬
‫موائد‪ :‬جمع مائدة‬
‫عامرة ب ‪:‬مليئة‪full of‬‬
‫أطايب ‪more delicious :‬‬
‫نحيلة ‪become slender :‬‬
‫سمات ‪:‬جمع سمة أي عالمة‬
‫ملعقة ‪Spoon :‬‬
‫أمتار ‪:‬جمع متر‪meter‬‬
‫تماما ‪:‬بالتمام‪completely‬‬
‫مبتهج ‪:‬فرحان‪happy‬‬
‫تفاعل ‪to interact:‬‬
‫بوتقة ‪melting pot :‬‬
‫عایش ‪to live with :‬‬

‫‪68‬‬
‫تمرس ‪:‬تعود‪be experienced‬‬
‫رحب ‪:‬واسع‬
‫‪ -I‬االستيعاب‬
‫‪ .1‬إلى أين قاد الحكيم الرجل ؟‬
‫‪ .2‬ماذا شاهد الرجل في البهو ؟‬
‫‪ .3‬كم طول امللعقة ؟‬
‫‪ .4‬كيف كانت أجساد التعساء نحيلة ؟‬
‫‪. .5‬ما الفرق بين السعداء والتعساء ؟‬
‫‪ .6‬ما هو سبب التعاسة والسعادة ؟‬
‫‪ .7‬ما الذي يخرجنا من الظالم إلى النور ؟‬
‫‪ II.‬استعمل في الجمل‬
‫تمرس‬ ‫‪.1‬‬
‫بهجة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عامرة ‪-‬ب‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫شاط‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الفرق‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪III‬اذكرمفرد الكلمات اآلتية‬
‫تعساء‬ ‫‪)1‬‬
‫أطايب‬ ‫‪)2‬‬
‫أناس‬ ‫‪)3‬‬

‫‪69‬‬
‫جيران‬ ‫‪)4‬‬
‫أنوار‬ ‫‪)5‬‬
‫‪ .IV‬اذكرجمع الكلمات اآلتية‬
‫جالس‬ ‫‪)1‬‬
‫حکیم‬ ‫‪)2‬‬
‫نفس‬ ‫‪)3‬‬
‫جسد‬ ‫‪)4‬‬
‫سعيد‬ ‫‪)5‬‬
‫‪ .V‬اذكراملضارع‬
‫رض ي‬ ‫تجاوز‬
‫عرف‬ ‫أراد‬ ‫أخرج‬
‫‪ .VI.‬اذكرالضد‬
‫حالوة‬ ‫سعداء‬
‫ضخمة‬ ‫نحيلة‬
‫‪ .VII.‬لخص‪" :‬صناع السعادة" في فقرة‬
‫‪.......................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫‪70‬‬
‫فن اإللقاء‬

‫محمد عبد الرحمن العريفي‬

‫اإللقاء هو فن مخاطبة الجمهور والتأثير فيهم وقد عبرنا عنه بكلمة "فن"‬
‫ألنه قابل للتطور ببذل الجهد‪ ،‬واملمارسة الفعلية ليصبح مهارة و "مخاطبة‬
‫الجمهور" تكون بكلمات املنطوقة و"التأثير فيهم" يكون بالعواطف واملشاعر‬
‫واإلحساسات الصادقة‪ .‬وألف في ذلك يكون‪ :‬بمصاحبة النظرات املعبرة‬
‫والحركات املوضحة‪ ،‬واإليحاءات املؤثرة‪ ،‬والوسائل املساعدة‪.‬‬
‫قال هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫الر ْح َمن َّ‬ ‫ْ َّ‬
‫َّللا َّ‬
‫الر ِح ِيم‬ ‫ِ‬ ‫ِبس ِم ِ‬
‫َّ ْ‬ ‫ََ َ ْ ْ‬ ‫َ َّ َ ْ ْ َ‬
‫اإلن َس َان (‪َ )3‬عل َمه ال َب َي َان (‪))4‬سورة‬
‫الرحمن (‪ )1‬علم القرآن (‪ )2‬خلق ِ‬
‫َّ ْ َ‬
‫الرحمن)‬
‫عن عبد هللا عمر قال‪ :‬قدم رجالن من املشرق‪ ،‬فخطبا‪ ،‬فعجب الناس‬
‫لبيانهما فقال رسول هللا إن من البيان لسحرا(البخاري)‪.‬‬
‫وملا وفد وفد الحجاز على عمر بن عبد العزيز اشرأب منهم غالم‬
‫للكالم‪ .‬فرأى عمر وراءه أشياخا شابت لحاهم‪ ،‬وهم ساكتون والغالم‬
‫يتقدم‪ .‬فقال‪ :‬يا غالم‪ ...‬ليتكلم من هو أسن منك‪ .‬فقال الغالم‪ :‬يا أمير‬
‫املؤمنين‪ :‬إنما املرء بأصغريه‪ :‬قلبه‪ ،‬ولسانه‪ ،‬ولو أن األمور بالسن لكان هنا‬

‫‪71‬‬
‫من هو أحق بمجلسك منك (يعني الخالفة) فقال عمر‪ :‬صدقت‪ ،‬تكلم‬
‫فتكلم الغالم‪ ،‬فأجاد‪ ،‬وأفاد‪...‬‬
‫ثم سأل عمر عن سن الغالم؟ فقيل‪ :‬عشر سنين ‪،‬فاللسان يرفع من‬
‫أخفض به السن‪ ،‬وال يرفع السن من أعياه املقال‪.‬‬
‫*****‬
‫خطبة واحدة وخطیبان‬
‫تجد أحيانا خطيبان يصور خطبة من كتاب معين‪ ،‬فيلقيها بنصها‪،‬‬
‫ويصورها خطیب آخر‪ ،‬ويلقيها أيضا بنصها ومع ذلك؛فالخطيب األول‬
‫يجذب الناس إليه بينما الثاني ال يعبأ الجمهور له‪ ،‬وال يقبلون عليه‪.‬‬
‫فقد اتحد املضمون‪ ،‬واختلف التأثير‪ ،‬والسبب الرئيس في ذلك‬
‫طريقة اإللقاء‪ ،‬ومهارات الخطيب في التأثير على الجمهور‪.‬‬
‫***********‬
‫خرجت أمنا عائشة رض ي هللا تعتمر‪ ،‬فنزلت في طريقها بحي من أحياء‬
‫العرب‪ ،‬فسمعت رجال يقول‪ :‬أي أخ كان في الدنيا أنفع ألخيه‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ما ندری‬
‫قال رجل‪ :‬وهللا أنا أدري‪ .‬موس ى حين سأل ألخيه النبوة‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬أعظم شفاعة عرفها التاريخ هي‪ :‬شفاعة موس ى عند ربه جل جالله‬
‫ألخيه هارون (ع) وما املؤهالت التي رفعت هارون املرتبة األنبياء؟‬
‫إنها الفصاحة‪ ،‬والقدرة على البيان ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫ّ َ َ َ‬ ‫صح م ّني ل َس ًانا َف َأ ْرس ْله َمع َي ر ْد ًءا ي َ‬ ‫َو َأخي َهارون ه َو َأ ْف َ‬
‫ص ِّدق ِني ۖ ِإ ِني أخاف أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫يك ِذبو ِن( القصص ‪.)34 :‬‬
‫وملا استجاب هللا عز وجل ملوس ى (ع) وصار أخوه هارون (ع) نبيا‪ ،‬سأل ربه‬
‫أن يهبه حسن اإللقاء وقوة التأثير أيضا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً ّ‬ ‫ص ْدري‪َ .‬و َي ّس ْر لي َأ ْمري‪َ .‬و ْ‬
‫احل ْل ع ْق َدة ِّمن ِل َسا ِني‪َ .‬ي ْفقهوا‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ّ ْ َْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫"قال ر ِب اشرح ِلي ِ‬
‫ٰ‬ ‫َ‬
‫ق ْو ِلي" – (سورة طه ‪")28-25‬‬
‫فأتم هللا عليه بهذه النعمة‪ ،‬فقال‪-:‬‬
‫(قال قد أوتيت سؤلك يا موس ى) (طاه‪.)36-‬‬

‫(من تجربتي في ربع قرن للدكتور محمد‬


‫بن عبد الرحمن العريفي ‪-‬مع تصرف)‪.‬‬

‫معاني املفردات‪- :‬‬


‫مشاعر‪:‬جمع شعور‪feeling-‬‬
‫احساسات ‪ :‬جمع إحساسة‪affection، feeling‬‬
‫معبرة‪voiced :‬‬
‫موضحة ‪:‬مبينة‬
‫إيحاءات ‪:‬من إيحاء‪inspiration‬‬

‫‪73‬‬
‫مؤثرة ‪:‬من أثر‪influence‬‬
‫وسائل ‪:‬جمع وسيلة أداة‪ ،‬واسطة‬
‫اشرأب ‪:‬مد عنقه واملراد تقدم‬
‫لحا ‪:‬جمع حية‪beard‬‬
‫انخفض‪ :‬ضد رفع‬
‫أعيا ‪:‬أعجر‪ ،‬تعب‬
‫عبأ ‪:‬لم يعبأ به‪not to care of‬‬
‫مضمون ‪:‬محتوی‪content‬‬
‫أحياء ‪:‬جمع حي‬
‫مؤهالت ‪qualifications:‬‬
‫فصاحة ‪eloquence, fluency :‬‬
‫سؤلك ‪:‬ما سألت‬

‫‪ .1‬االستيعاب‬
‫‪ )۱‬بين املعنى‬
‫ا) اشرأب منهم غالل للكالم‬
‫ب) ال يرفع السن من أعياه املقال‬

‫‪74‬‬
‫ج) ال يعبأ الجمهور له‬
‫‪ )2‬بين السياق‬
‫‪)1‬إنما املرء بأصغريه‬
‫ب) وهللا أنا أدري‬
‫ج) رب اشرح لي صدري‪.‬‬
‫‪ )3‬أي أخ كان في الدنيا أنفع ألخيه ؟‬
‫‪ )4‬ما مؤهالت هارون عليه والسالم التي رفعته إلى مرتبة األنبياء؟‬
‫‪" )5‬هو أفصع مني لسانا" من قال؟ ملن؟‬
‫‪ )6‬ما السبب الرئيس ي في تأثير الخطيب ؟‬
‫‪ )۷‬کم سن الغالم الذي تكلم من وفد الحجاز ؟‬
‫‪ )8‬ما هو اإللقاء ؟‬
‫‪)۹‬لم عبر املصنف عن اإللقاء أنه فن ؟‬
‫‪.II‬امإل الخانات كما في املثال‪:‬‬
‫األمر النهي‬ ‫املصدر‬ ‫املضارع‬ ‫املاض ي‬
‫ال تلق‬ ‫ألق‬ ‫إلقاء‬ ‫يلقي‬ ‫ألقى‬
‫تكلم‬
‫ممارسة‬

‫‪75‬‬
‫الخطبة (اإللقاء)‬
‫اإللقاء فن مخاطبة الجمهور والتأثير فيهم‪ ،‬وللخطبة ثالثة عناصر‬
‫املقدمة والعرض والخاتمة‪ .‬وتكون املقدمة تمهيدا للموضوع وواضحة‬
‫وجذابة وقصيرة‪ .‬وجودة العرض تعتمد على وحدة املوضوع والترتيب‬
‫والتسلسل والوضوح وقوة التدليل‪ .‬وللحكاية وضرب األمثال والتكرار‬
‫واستعمال الجمل القصيرة واأللفاظ الرنينة دور كبير في إبراز فكرة‬
‫الخطيب‪ .‬وفي الخاتمة يجمع الخطيب أطراف املوضوع ويترك في السامعين‬
‫صورة واضحة موجزة له‪.‬‬

‫أعد خطبة‬
‫خطبة الترحيب‬
‫خطبة االفتتاح‬
‫خطبة التهنئة‬

‫‪76‬‬

You might also like