You are on page 1of 32

‫استفتاح‬

‫ﭐ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐ‬

‫‪1‬‬
‫ﱭ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ‬
‫ﱮ‬ ‫ﱡﭐﱫﱬ‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪82:‬‬
‫أ‌‬
‫إهداء‬
‫• إىل سيدي قرة عيني ونور القلبي سيدنا حممد صيل اهلل عليه وسلم وعىل آله وصحبه وسلم‬

‫• إىل والديت العزيزة أطال اهلل عمرها ومنعها اهلل يف حياهتا من كل مكروه ‪.‬‬

‫• إىل والدي العزيز أطال اهلل عمره ومنعه اهلل يف حياته من كل مكروه‪.‬‬

‫ب‌‬
‫شكر وتقدير‬
‫من مل يشكر الناس مل يشكراهلل عز وجل؛ انطالقا ألمر اهلل ورسول اهلل‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫فأقدم خالص الشكري بعد ريب ثم رسول صل اهلل عليه وسلم إىل ‪:‬‬

‫• إىل الدكتور اصفياء الرمحن فيصل‪.‬‬

‫• إىل مجيع األساتذة بجامعة األحقاف‪.‬‬

‫• إىل مجيع أصحايب بجامعة األحقاف‪ ،‬خصوصا اىل الدفعة األوىل القرأن وعلومه‪.‬‬

‫ج‌‬
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني محدا يوايف نعمه ويكافئ مزيده ياربنا لك احلمد كام ينبغي جلالل‬

‫‪،‬وجهك وعظيم سلطانك فلك احلمد حتى ترىض ولك احلمد إذا رضيت ولك احلمد بعد الرىض‬

‫والصالة والسالم األمتان األكمالن عىل املصطفى من عدنان نبينا حممد صلوات ريب وسالمه عليه‬

‫وعىل آله األطهار وأصحابه األخيار ومن مشى عىل هنجهم وسار إل يوم الوقوف بني يديك ياملك‬

‫ياقهار‪.‬‬

‫فإن منمن دواعي أن نشارك يف هذا البحث العظيم استكامل ملتطلبات درجة‬

‫البكالوريوس‪ ،‬وقد حدد لنا موضوع البحث‪ ،‬وهو املكي واملدين من القرآن وعالقتهام بالناسخ‬

‫والنسوخ ولذلك سأبني لكم كيف نعرف الفرق بني املكي واملدين من حيث اللغة والصطالح‬

‫‪،‬وعلقتهام ذلك بالذي نزل يف مكة و يف مدينة ‪،‬هل هناك فرق بينهام ؟ وهل بينهام عموم وخصوص‬

‫؟ وهل هناك ناسخ واملنسوخ؟‪.‬‬

‫رأيت إشكاالت يف املوضوع حيتاج إىل من يقوم بتحرير حلها ‪،‬وإن كان األمر فيه صعوبة‬

‫ولكن أسأله جلت قدرته العون والتوفيق يف هذا العمل‪ ،‬ومع اجلد والجتهاد والبحث يكون‬

‫الوصول إل الغاية التي اطلبها‪ ،‬وهي أن خيرج البحث كامال وجامعا يف بابه مرضيا عند اهلل‬

‫ورسوله عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫د‌‬
‫متهيد‬
‫ومن خالل هذا البحث الذي سميناه حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬

‫وسأقدم للقارئ مستعينا باهلل ومسرتشدا هبداه مباحث ومطالب هذا البحث كام يأيت ‪:‬‬

‫أول ‪:‬تتبع أمهية املوضوع‪.‬‬

‫• معرفة معنى املصطالحات الواردة يف البحث لغة وصطالحا‪.‬‬

‫• معرفة الكم املرتتب عليه ‪.‬‬

‫• معرفة سبب نزوهلا‪.‬‬

‫• معرفة الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سبب اختيار البحث‪.‬‬

‫من األسباب التي جتعلني أختار هذا املوضوع ‪:‬‬

‫• أن النفس متيل إل أن تذوق لذة حترير مصطالح املكي واملدين من القران وعالقتهام بني‬

‫الناسخ واملنسوخ حيث أشعر قوة الندماج مع املوضوع ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أهداف البحث‪.‬‬

‫• توضيح الفرق بني املكي واملدين من خالل اراء علامء هذه الفن‪.‬‬

‫• معرفة عالفتهام الناسخ واملنسوخ باملكي واملدين ‪.‬‬

‫• معرفة الفوئد بني الناسخ والسوخ‪.‬‬

‫ه‌‬
‫رابعا ‪:‬منهج البحث‬

‫استعملت يف هذالبحث منهجني ومها املنهج الوصفي واإلستقرائي‬

‫• يتجىل املنهج الوصفي من خالل بيان مفهوم املكي واملدين من حيث الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• ويتجىل املنهج اإلستقرائي من خالل تتبعي للقواعد الألصولية التي ذكرهتا بني الناسخ‬

‫واملنسوخ ‪.‬‬

‫خامسا ‪:‬خطة البحث‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املكي واملدين من ناحبة اللغة‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬املراد باملكي عند علامء اللغة ‪.‬‬

‫• املطلب الثاين‪ :‬املراد باملدين عند علامء اللغة‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬اعتربات عليها تسموا املكي واملدين‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬اعتبار الزمن‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬اعتبار املكان ‪.‬‬

‫• املطلب الثالث ‪ :‬اعتبار صيغة املخاطب‪.‬‬

‫‪ :‬مميزة املوضوعية‪.‬‬ ‫• امللب الرابع‬

‫• املطلب اخلامس ‪ :‬خصائص واألسلوب ‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪:‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة وصطالحا‪.‬‬

‫و‌‬
‫• املطلب الثاين ‪ :‬أنواع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب الثالث ‪:‬موضع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب الرابع ‪ :‬الذي يرتتب بعد الناسخ‪.‬‬

‫• املطلب اخلامس ‪ :‬نامذج من اعتبار املكي واملدين يف الناسخ واملنسوخ‬

‫خامتة ‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪.‬‬

‫فهرس ‪.‬‬

‫ز‌‬
‫املبحث األول ‪ :‬املكي واملدين من ناحبة اللغة‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬املراد باملكي عند علامء اللغة ‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املراد باملدين عند علامء اللغة‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬املراد با املكي عند علامء اللغة‪.‬‬


‫يظهر الباحث من خالل االطالع والقراءة انه املكي واملدين عند الباحث املتعلقة بالقرآن‬

‫الكريم اسامن يتبعهام علامء ملعرفة تاريخ نزول كالم اهلل عىل رسوله عليه افضل الصالة وتسليم ‪ ،‬ثم‬

‫يف حتديد أساس اعتبارات هذين اسمني للعلامء فموم واراء‪.‬‬

‫ومن خالل فهومهم وأرئهم لالعتبارات املعتربة لتحديد املكي من املدين يتحدد مراد هذين‬

‫املصطلحني اصطالحا عند العلامء‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬املكي لغة ‪ :‬بفتح امليم وتشديد الكاف نسبة اىل أرشف بقعة عىل وجه األرض ‪,‬منزل‬
‫‪1‬‬
‫األنبياء ومهبط الوحي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أخذ اسم مكة‪ ،‬ألهنا كاملجرى للامء‪ ،‬فهو ينجذب إليها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أسامء مكة املكرمة ‪.‬‬

‫أطلقت عىل مكة املكرمة أسامء كثرية‪ ،‬منها ما ورد يف القرآن الكريم‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬وكالم‬
‫‪3‬‬
‫العرب‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن السمعاين ‪ ،‬األنساب (‪.)417/12‬‬


‫‪ 2‬اليب الفتح العثمان بن جين النحوي‪ ،‬سر صناعة االعراب‪ ،‬ابب القاف (‪.)287/1‬‬
‫‪ 3‬أمحد بن فارس (‪ ،)1979‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة‪ ،275-274 :‬جزء‪.5 :‬‬
‫‪1‬‬
‫• أم القرى ‪ :‬حيث سامها اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬هبذا االسم يف القرآن الكريم‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱻﱼ‬
‫‪1‬‬
‫ﱽﱾﱿﲋﱠ ‪.‬‬

‫• البلد األمني‪ :‬سامها املوىل ‪-‬عز وجل‪ -‬البلد األمني‪ ،‬وجاء ذلك يف معرض القسم‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱡﱢﱣﱤﱠ‪.‬‬

‫• بكة ‪ :‬ورد ذكرها يف القرآن الكريم بلفظ بكة‪ ،‬حيث ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬

‫‪3‬‬
‫ﲍﲎﲏﲐﲑ ‪.‬‬

‫• وجاء أن بكة هي موضع البيت‪ ،‬ومكة هي ما حول البيت‪ ،‬وقيل‪ :‬سميت بكة ألن أقدام زائرهيا‬

‫يبك بعضها بعضا‪ ،‬وقيل‪ :‬بكة موضع البيت‪ ،‬ومكة هو الرم كله‪ ،‬وقيل‪ :‬بل بكة يقصد هبا‪ :‬الكعبة‬

‫واملسجد‪ ،‬ومكة مكان يطلق عىل بطن الوادي الذي ذكره اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬يف سورة الفتح‪ ،‬حيث جاء‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬
‫‪4‬‬
‫ﱎ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ‪.‬‬
‫ﱏ‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املراد باملدين عند علامء اللغة‪.‬‬

‫أوال ‪:‬املدينة لغة‪.‬‬

‫املدينة‪ :‬مدينة الرسول ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬والنسبة إليها‪ :‬مدين‪ ،‬ويف الطري‪ :‬مديني‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة األنعام‪ ،‬آية‪.92 :‬‬


‫‪ 2‬سورة التني‪ ،‬آية ‪.3 :‬‬
‫‪ 3‬سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.96 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الفتح‪ ،‬آية‪.24 :‬‬
‫‪2‬‬
‫وكل أرض يبنى هلا حصن يف أصطمتها‪ :‬فهومدينتها‪ .‬ومتدين فالن‪ :‬إذا متلك وتنعم‪ .‬ومدن‬
‫‪1‬‬
‫باملكان‪ :‬أقام به‪.‬‬

‫وغلب إطالق " املدينة " معرفا بأل لدى املسلمني عىل مدينة الرسول صىل اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويكثر أن يقال‪ " :‬املدينة املنورة " إشارة إىل أهنا منورة بأنوار ساكنها عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫واملدين نسبة غلبت عىل مدينة رسول اهلل ﷺ‪ .‬قال السمعاين ‪(( 3‬اكثر ما ينسب اليها‬
‫‪4‬‬
‫يقال ‪:‬املدين ‪،‬واملديني))‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬أسامء املدينة املنورة ‪.‬‬

‫كانت املدينة تسمى قبل اإلسالم يثرب‪ ،‬فسامها النبي صىل اهلل عليه وسلم " املدينة " وقال‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫أمرت بقرية تأكل القرى‪ .‬يقولون يثرب وهي املدينة‪ .‬تنفي الناس كام ينفي الكري خبث الديد‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬اعتربات عليها تسموا املكي واملدين‪.‬‬


‫اعتبارات عليها تسموا املكي واملدين‬

‫املطلب األول ‪ :‬اعتبار الزمن‪.‬‬

‫وهو أن املراد باملكي واملدين هو ما يتعلق بالزمان‪ ،‬فقالوا‪ :‬كل ما نزل قبل اهلجرة فهو مكي‪،‬‬

‫وكل ما نزل بعد اهلجرة فهو مدين‪ ،‬فيكون ما نزل بمكة بعد اهلجرة يعد مدنيا ‪ ،‬مثال ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ‬

‫‪ 1‬إمساعيل بن عباد بن العباس ‪ ،‬احمليط يف اللغة (‪)2/353‬‬


‫‪ 2‬صاحل عبد السميع االيب االزهري ‪ ،‬جواهر اإلكليل ( ‪.)267 / 1‬‬
‫‪ 3‬هو سعيد عبد الكرمي بن حممد منصور السمعاين ‪،‬الف األنساب والتجبري يف املعجم الكبري ‪،‬تويف ‪-‬رمحة هللا‪-‬سنة (‪ 562‬ه)‬
‫‪ 4‬للسمعاين ‪ ،‬األنساب (‪)35/5‬‬
‫‪ 5‬حديث‪ " :‬أمرت بقرية أتكل القرى‪ ." . . .‬أخرجه البخاري (الفتح ‪ ،87 / 3‬ومسلم ‪ )1006 / 2‬من حديث أيب هريرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬

‫ﱟ‬
‫ﱜﱞ ﱠ‬
‫ﱝ‬ ‫ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ‬

‫ﱩﱫﱬﱭﱮﱯﱰ‬
‫ﱪ‬ ‫ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬

‫ﱵ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁ‬
‫ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱶ‬

‫ﲂﱠ‪ 1.‬نزلت يف مكة يف حجة الوداع ‪ ،‬كام يف الصحيحني وهى يف عرفة‪ ،‬وإنام يقال مدنية ‪ ،‬ألن‬

‫العربة بالزمن وليست باملكان‪ ،‬وكذلك لو نزلت اآلية خارج مكة وهي قبل اهلجرة فحينئذ تكون‬

‫مكية كام يف سورة الجﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ‬

‫ﲏ ﲑ ﲒﲓ ﲔ ﱠ‬
‫ﲐ‬ ‫ﲄ ﲅﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ‬
‫‪2.‬وهبذا الضابط حتسن املسألة‪3.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اعتبار املكان ‪.‬‬

‫وهو أن ما نزل من اآليات أو السور يف مكة فهو مكي‪ ،‬وما نزل من اآليات أو السور يف‬

‫املدينة فهو مدين‪ ،‬ويدخل ضمن مكة واملدينة ما نزل جماورا هلام؛ كالذي ينزل يف عرفة أو نحو ذلك‪.‬‬

‫لكن هذا القول مدخول؛ ألن هناك آيات نزلت يف مكان ليس يف مكة وال يف املدينة؛ كالتي نزلت يف‬

‫تبوك ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ‬

‫ﱜﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬
‫ﱝ‬

‫‪ 1‬سورة املائدة‪3 :‬‬


‫‪ 2‬سورة احلج‪52 :‬‬
‫‪ 3‬الشيخ صالح بن مسري حممد مفتاح ‪ ،‬إرشاد الذكي ملعرفة املكي واملدين من سور القرآن الكرمي ‪ ،‬رابط‬
‫املوضوع‪https://www.alukah.net/sharia/0/120152‬‬
‫‪4‬‬
‫ﱩﱪ ﱠ‪ 1.‬فإذا كان الشاهد مراعاة املكان؛ فتبوك ليست يف مكة‪ ،‬وال يف املدينة‪ ،‬فحينئذ ال‬
‫‪2‬‬
‫يسلم هذا الضابط فضعفه بعضهم؛ ألنه يثبت من القرآن ما ليس بمكي وال مدين ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬اعتبار صيغة املخاطب‪.‬‬

‫فاملكي‪ :‬ما كان خطابا ألهل مكة‪،‬‬

‫واملدين‪ :‬ما كان خطابا ألهل املدينة‪،‬‬

‫وينبني عىل هذا الرأي عند أصحابه أن ما كان مصدرا بقوله تعاىل‪" :‬يا أهيا الناس" فهو منزل‬

‫بمكة‪ ،‬وما كان مصدرا بقوله‪" :‬يا أهيا الذين آمنوا" فهو منزل باملدينة‪ .‬لكن هذا الضابط غري‬

‫منضبط‪ ،‬ألن هناك سورا مدنية ونزل فيها‪" :‬يا أهيا الناس" ‪ ،‬كـسورة البقرة وآل عمران‪ ،‬وكذلك يف‬

‫السور املكية يأيت " يا أهيا الذين آمنوا" ‪ ،‬والقرآن الكريم هو خطاب اهلل للخلق أمجعني‪ ،‬وجيوز أن‬

‫خياطب املؤمنني بصفتهم وباسمهم وجنسهم‪ ،‬كام جيوز أن يؤمر غري املؤمنني بالعبادة‪ ،‬كام يؤمر‬

‫املؤمنون باالستمرار واالزدياد منها‪ .‬إذا‪ ،‬الراجح القول الثاين وهو ما عليه مجهور أهل العلم يف هذه‬
‫‪3‬‬
‫املسألة‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة التوبة‪42 :‬‬


‫‪ 2‬الشيخ صالح بن مسري حممد مفتاح ‪ ،‬إرشاد الذكي ملعرفة املكي واملدين من سور القرآن الكرمي ‪ ،‬رابط‬
‫املوضوع‪https://www.alukah.net/sharia/0/120152‬‬
‫‪ 3‬الشيخ صالح بن مسري حممد مفتاح ‪ ،‬إرشاد الذكي ملعرفة املكي واملدين من سور القرآن الكرمي ‪ ،‬رابط‬
‫املوضوع‪https://www.alukah.net/sharia/0/120152‬‬
‫‪5‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬مميزة املوضوعية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬ضوابط املكي ومميزاته املوضوعية‪:‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها سجدة فهي مكية‪ .‬ألنه الدعوة إىل التوحيد‪ ،‬وعبادة اهلل وحده وإثبات الرسالة‪،‬‬

‫وإثبات البعث واجلزاء وذكر القيامة وهوهلا‪ ،‬والنار وعذاهبا‪ ،‬واجلنة ونعيمها وجمادلة املرشكني‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بالرباهني العقلية واآليات الكونية‪.‬‬

‫‪ - 2‬كل سورة فيها لفظ (كال) فهي مكية‪ .‬ملا فيها من الداللة عىل الردع‪ ،‬وإنام كان مع املرشكني قبل‬
‫‪2‬‬
‫التمكني‪.‬‬

‫يقول مكي بن أيب طالب عن لفظة "كال" ‪...:‬مل تقع يف القرآن إال يف سورة مكية ألن التهديد‬

‫والوعيد اكثر ما نزل بمكة ‪ ،‬أل اكثر عتو املرشكني وجتربهم كان بمكة فإذا رايت سورة فيها "كال"‬
‫‪3‬‬
‫فاعلم أهنا مكية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كل سورة فيها‪ :‬يا أهيا الناس وليس فيها‪ :‬يا أهيا الذين آمنوا فهي مكية إال أواخر سورة الج يا‬

‫أهيا الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ‪ ....‬اآلية‪ 4.‬ألن {يا أهيا الناس} هذا خطاب يشمل املؤمن والكافر‬

‫وأهل مكة آمن بعضهم وإن كانوا قلة لكن يف اجلملة هم كفار فحينئذ خياطبون بـ {يا أهيا الناس}‬
‫‪5‬‬
‫هذا شامل‪ ،‬وهذا من أدلة أن الكفار خماطبون بفروع الرشيعة ألهنم داخلون يف هذا العموم‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز بن عثمان التوجيزي ‪ ،‬املوسوعة القرآنية‪ ،‬خصائص السور ج‪ 3‬ص ‪5‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا بن يوسف ‪ ،‬املقدمات األساسية يف علوم القرآن ص ‪60‬‬
‫‪ 3‬ملكي بن أيب طالب ‪ ،‬شرح كال بلى ونعم ص ‪ 23‬ج ‪1‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بن يوسف ‪ ،‬املقدمات األساسية يف علوم القرآن ص ‪60‬‬
‫‪ 5‬أمحد بن عمر ‪ ،‬شرح منظومة التفسري ص ‪ 12‬ج ‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫الثاين ‪ :‬ضوابط املدين ومميزاته املوضوعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها فريضة أو حد من حدود اهلل تعاىل فهي مدنية‪ 1.‬ألنه تفصيل العبادات‬
‫‪2‬‬
‫واملعامالت والدود واملواريث ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪ - 2‬كل سورة فيها ذكر املنافقني فهي مدنية‪ 3.‬ألن النفاق مل يظهر إال يف املدينة سوى سورة‬
‫‪4‬‬
‫العنكبوت فإهنا مكية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ - 3‬كل سورة فيها جمادلة أهل الكتاب فهي مدنية‪ 5.‬ألن أهل الكتاب إنام وجدوا يف املدينة‪.‬‬

‫املطلب اخلامس ‪ :‬خصائص واألسلوب ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أما من ناحية املميزات املوضوعية وخصائص األسلوب املكي فيمكن إمجاهلا فيام ييل‪:‬‬

‫‪ - 1‬الدعوة إىل التوحيد‪ ،‬وعبادة اهلل وحده‪ ،‬وإثبات الرسالة‪ ،‬وإثبات البعث واجلزاء‪ .‬وذكر القيامة‬
‫‪7‬‬
‫وهوهلا‪ .‬والنار وعذاهبا‪ ،‬واجلنة ونعيمها‪ ،‬وجمادلة املرشكني بالرباهني العقلية واآليات الكونية‪.‬‬

‫‪ - 2‬وضع األسس العامة للترشيع والفضائل األخالقية التي يقوم عليها كيان املجتمع‪ .‬وفضح‬

‫جرائم املرشكني يف سفك الدماء‪ ،‬وأكل أموال اليتامى ظلام‪ ،‬ووأد البنات‪ ،‬وما كانوا عليه من سوء‬
‫‪8‬‬
‫العادات‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪35‬‬


‫‪ 2‬أمحد بن عمر بن مساعد احلازمي ‪ ،‬شرح منظومة التفسري ص‪ 13‬ج ‪5‬‬
‫‪ 3‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪5‬‬
‫‪ 4‬د مساعد بن سليمان ‪ ،‬احملرر يف علوم القرآن ص ‪114‬‬
‫‪ 5‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪5‬‬
‫‪ 6‬أمحد بن عمر بن مساعد احلازمي ‪ ،‬شرح منظومة التفسري ص ‪ 13‬ج ‪5‬‬
‫‪ 7‬مناع بن خليل القطان ‪ ،‬مباحث يف علوم القرآن ص ‪63‬‬
‫‪ 8‬مناع بن خليل القطان ‪ ،‬مباحث يف علوم القرآن ص ‪63‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ - 3‬ذكر قصص األنبياء واألمم السابقة زجرا هلم حتى يعتربوا بمصري املكذبني قبلهم وتسلية‬
‫‪1‬‬
‫لرسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم حتى يصرب عىل أذاهم ويطمئن إىل نرص اهلل تعاىل له عليهم‪.‬‬

‫‪ - 4‬قرص الفواصل مع قلة األلفاظ وإجياز العبارة بام يقرع املسامع ويصعق القلوب ويؤكد املعنى‬
‫‪2‬‬
‫بكثرة القسم‪.‬‬

‫هذه هي ضوابط ومميزات وخصائص املكي بإجياز‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬أما من ناحية املميزات املوضوعية وخصائص األسلوب املدين فيمكن إمجاهلا فيام ييل‪:‬‬

‫‪ - 1‬بيان العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬والدود‪ ،‬ونظام األرسة‪ ،‬واملواريث‪ ،‬وفضيلة اجلهاد‪ ،‬والصالت‬
‫‪3‬‬
‫االجتامعية‪ ،‬والعالقات الدولية يف السلم والرب‪ ،‬وقواعد الكم‪ ،‬ومسائل الترشيع‪.‬‬

‫‪ - 2‬خماطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ودعوهتم إىل اإلسالم وبيان حتريفهم لكتب اهلل تعاىل‬
‫‪4‬‬
‫وجتنيهم عىل الق‪ .‬واختالفهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكشف عن سلوك املنافقني وحتليل نفسيتهم وإزاحة الستار عن جناياهتم وبيان خطرهم عىل‬
‫‪5‬‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ - 4‬طول املقاطع واآليات يف أسلوب يقرر الرشيعة ويوضح أهدافها ومراميها ‪.‬‬

‫‪ 1‬مناع بن خليل القطان ‪ ،‬مباحث يف علوم القرآن ص ‪63‬‬


‫‪ 2‬مناع بن خليل القطان ‪ ،‬مباحث يف علوم القرآن ص ‪63‬‬
‫‪ 3‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)33،34/1‬‬
‫‪ 4‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)33،34/1‬‬
‫‪ 5‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)33،34/1‬‬
‫‪ 6‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)33،34/1‬‬
‫‪8‬‬
‫املبحث الثالث ‪:‬الناسخ واملنسوخ‪.‬‬
‫• املطلب األول ‪:‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة وصطالحا‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬أنواع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب الثالث ‪:‬موضع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب الرابع ‪ :‬الذي يرتتب بعد الناسخ‪.‬‬

‫• املطلب اخلامس ‪ :‬نامذج من اعتبار املكي واملدين يف الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪:‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة وصطالحا‪.‬‬

‫قال قتادة بن دعامة ‪ 1‬معنى السنخ يف اللغة‪ (( :‬يأتى النسخ يف كالم العرب عىل ثالثة أوجه‪.‬‬

‫األول ‪ :‬أن يكون مأخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الكتاب‪ ،‬اذا نقلت ما فيه اىل كتاب آخر‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فهذا مل يغري املنسوخ منه انام صار نظريا له‪ ،‬أى نسخة ثانية منه‪.‬‬

‫وهذا النسخ ال يدخل يف النسخ الذى هو موضوع بحثنا‪.‬‬

‫والثانى ‪ :‬أن يكون مأخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الشمس الظل‪ ،‬اذا أزالته وحلت حمله‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وهذا املعنى هو الذى يدخل يف موضوع ناسخ القرآن ومنسوخه‪.‬‬

‫والثالث ‪ :‬أن يكون ماخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الريح االثار‪ ،‬اذا أزالتها فلم يبق منها‬
‫‪4‬‬
‫عوض وال حلت الريح حمل االثار))‪.‬‬

‫‪ 1‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬أبو اخلطاب السدوسي البصري (املتوىف‪117 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ 2‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬الناسخ واملنسوخ ص ‪5‬‬
‫‪ 3‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬الناسخ واملنسوخ ص ‪5‬‬
‫‪ 4‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬الناسخ واملنسوخ ص ‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫‪1‬‬
‫املنسخ يف االصطالح فهو رفع الكم الرشعى بدليل رشعى متأخر‪.‬‬

‫فالكم املرفوع بسمى (املنسوخ) ‪ ،‬والدليل الرافع يسمى (الناسخ) ويسمى الرفع (النسخ) ‪.‬‬

‫فعملية النسخ عىل هذا تقتىض منسوخا وهو الكم الذى كان مقررا سابقا‪ ،‬وتقتىض ناسخا‪ ،‬وهو‬
‫‪2‬‬
‫الدليل الالحق ‪.‬‬

‫ذكر الصوليني تعاريف عديدة لنسخ يف اصطالح ‪ ،‬وبام أن املقام ال يتسع هنا ال ستعراض‬

‫هذه تعريفات كلها وعرضها للنقد واملناقشة فسأكتفي هنا بالتعريف الذي إشتهر عند مجهور‬
‫‪3‬‬
‫أصوليون ‪( ،‬رفع) تعلق (حكم رشعي) بفعل (بدليل رشعي)‪.‬‬

‫غاية الوصول يف رشح لب األصول ‪ ،‬املؤلف‪ :‬زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري‪ ،‬زين‬
‫الدين أبو حييى السنيكي (املتوىف‪926 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العربية الكربى‪ ،‬مرص (أصحاهبا‪:‬‬
‫مصطفى البايب اللبي وأخويه)‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫قال حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ :4‬النسخ الواقع يف القرآن يتنوع إىل أنوع ثالثة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬نسخ الكم والتالوة مجيعا‪.‬‬

‫فقد أمجع عليه القائلون بالنسخ من املسلمني ويدل عىل وقوعه سمعا ما ورد وعن عائشة‪،‬‬

‫قالت‪ :‬كان فيام أنزل من القرآن‪(( :‬عرش رضعات معلومات حيرمن))‪ .‬ثم نسخن بخمس معلومات‪.‬‬

‫‪ 1‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬الناسخ واملنسوخ ص ‪6‬‬


‫‪ 2‬أمحد بن فارس بن زكرايء القزويين الرازي‪ ،‬يف معىن النسخ‪ :‬معىن السنخ يف اللغة ص ‪ 424‬ج ‪5‬‬
‫‪ 3‬زكراي األنصاري ‪ ,‬غاية الوصول يف شرح لب األصول ‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫‪ 4‬حممد عبد العظيم الزرقاين (املتوىف‪1367 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫فتويف رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم وهي فيام يقرأ من القرآن حديث صحيح رواه مسلم‪ 1.‬وإذا‬

‫كان موقوفا عىل عائشة ريض اهلل عنها فإن له حكم املرفوع ألن مثله ال يقال بالرأي بل ال بد فيه من‬

‫توقيف وأنت خبري بأن مجلة عرش رضعات معلومات حيرمن ليس هلا وجود يف املصحف حتى تتىل‬

‫وليس العمل بام تفيده من الكم باقيا وإذن يثبت وقوع نسخ التالوة والكم مجيعا وإذا ثبت وقوعه‬

‫ثبت جوازه ألن الوقوع أول دليل عىل اجلواز وبطل مذهب املانعني جلوازه رشعا كأيب مسلم‬
‫‪2‬‬
‫وأرضابه‪.‬‬

‫‪ - 2‬وأما نسخ الكم دون التالوة فيدل عىل وقوعه آيات كثرية‪.‬‬

‫منها أن آية تقديم الصدقة أمام مناجاة الرسول صىل اهلل عليه وسلم وهي ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁ‬

‫ﱋﱙﱠ ‪ 3.‬منسوخة ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱚ‬


‫ﱌ‬ ‫ﱂﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ‬

‫ﱠ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﱧﱨﱩ ﱪﱫﱬ‬
‫ﱡ‬ ‫ﱛﱜ ﱝ ﱞ ﱟ‬
‫ﱮﱴﱠ‪ 4.‬عىل معنى أن حكم اآلية األوىل منسوخ بحكم اآلية الثانية مع أن تالوة كلتيهام‬
‫ﱯ‬ ‫ﱭ‬
‫‪5‬‬
‫باقية‪ .‬ومنها أن ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱱﱲﱳﱴﱵﱶﲆﱠ ‪.‬‬

‫ﲘﲶﱠ ‪ 6.‬عىل معنى أن حكم تلك‬


‫ﲙ‬ ‫منسوخ ﭧﭐﭨﭐﱡ ﲔ ﭐﲕﲖﲗ‬
‫‪7‬‬
‫منسوخ بحكم هذه مع بقاء التالوة يف كلتيهام كام ترى‪.‬‬

‫مسلم بن احلجاج ‪ ،‬املسند الصحيح ‪ 1075‬ج ‪ 2‬رقم حديث ‪3167‬‬ ‫‪1‬‬


‫حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 2‬ج ‪214‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة اجملادلة‪12 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة اجملادلة‪13 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة البقرة‪184 :‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة البقرة‪185 :‬‬ ‫‪6‬‬
‫حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 2‬ج ‪215‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ - 3‬وأما نسخ التالوة دون الكم‪.‬‬

‫فيدل عىل وقوعه ما صحت روايته عن عمر ابن اخلطاب وأيب بن كعب أهنام قاال كان فيام‬

‫أنزل من القرآن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارمجوها ألبتة اهـ وأنت تعلم أن هذه اآلية مل يعد هلا وجود‬
‫‪1‬‬
‫بني دفتي املصحف وال عىل ألسنة القراء مع أن حكمها باق عىل إحكامه مل ينسخ‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬املواضع الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫من خالل اطالعت وبحثت عن بيان املواضع الناسخ واملنسوخ فيه أربعة األقسام‬

‫القسم األول‪ :‬نسخ القرآن بالقرآن‪:‬‬

‫وهذا القسم متفق عىل جوازه ووقوعه من القائلني بالنسخ‪ ،‬فآية االعتداد بالول مثال‬

‫نسخت بآية االعتداد بأربعة أشهر وعرش وهي ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅ‬


‫‪32‬‬
‫ﱆﱇﱈﱉﱊﱜﱠ‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬نسخ القرآن بالسنة‪ :‬وحتت هذا نوعان‪:‬‬

‫أ‪ -‬نسخ القرآن بالسنة اآلحادية‪ .‬واجلمهور عىل عدم جوازه‪ .‬ألن القرآن متواتر يفيد اليقني‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫واآلحادي مظنون‪ ،‬وال يصح رفع املعلوم باملظنون‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 2‬ج ‪215‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة ‪234:‬‬
‫‪ 3‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪80‬‬
‫‪ 4‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪80‬‬
‫‪12‬‬
‫ب‪ -‬ونسخ القرآن بالسنة املتواترة‪ .‬وقد أجازه مالك وأبو حنيفة وأمحد يف رواية‪ ،‬ألن الكل وحي‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱠ ‪.‬‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱟﱠ ‪ ، 3.‬والنسخ نوع من البيان ‪-‬‬

‫ومنعه الشافعي وأهل الظاهر وأمحد يف الرواية األخرىﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱂﱃﱄﱅﱆﱇ‬


‫‪5‬‬
‫ﱌﱖﱠ ‪ 4.‬والسنة ليست خريا من القرآن وال مثله‪.‬‬
‫ﱍ‬ ‫ﱈ ﱉﱊ ﱋ‬

‫القسم الثالث‪ :‬نسخ السنة بالقرآن ‪.‬‬

‫وجييزه اجلمهور‪ ،‬فالتوجه إىل بيت املقدس كان ثابتا بالسنة‪ ،‬وليس يف القرآن ما يدل عليه‪ ،‬وقد نسخ‬

‫ﲛﲳﱠ ‪ 6.‬ووجوب صوم يوم‬


‫ﲜ‬ ‫بالقرآن يف ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲗﲘﲙﲚ‬

‫عاشوراء كان ثابتا بالسنة ونسخ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲔﲕﲖﲗﲘ ﲊﱠ‬


‫‪87‬‬
‫‪.‬‬
‫ومنع هذا القسم الشافعي يف إحدى روايتيه‪ ،‬وقال‪" :‬وحيث وقع بالسنة فمعها قرآن‪ ،‬أو بالقرآن‬
‫‪9‬‬
‫فمعه سنة عاضدة تبني توافق الكتاب والسنة"‪.1‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬نسخ السنة بالسنة‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة النجم‪.4 ،3 :‬‬


‫‪ 2‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪80‬‬
‫‪ 3‬سورة النحل‪.44 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة ‪. 106:‬‬
‫‪ 5‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪80‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.144 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪.185 :‬‬
‫‪ 8‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪80‬‬
‫‪ 9‬انظر اإلتقان ج ‪ 2‬ص ‪.21‬‬
‫‪13‬‬
‫وحتت هذا أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬نسخ متواترة بمتواترة‪ -2 .‬ونسخ آحاد بآحاد‪ -3 .‬ونسخ آحاد بمتواترة‪ -4 .‬ونسخ متواترة‬
‫بآحاد ‪ -‬والثالثة األوىل جائزة ‪ -‬أما النوع الرابع ففيه اخلالف الوارد يف نسخ القرآن بالسنة‬
‫‪1‬‬
‫اآلحادية‪ ،‬واجلمهور عىل عدم جوازه‪.‬‬
‫فالثالثة األوىل جائزة‪ ،‬أما النوع الرابع ففيه اخلالف الوارد يف نسخ القرآن بالسنة اآلحادية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واجلمهور عىل عدم جوازه‪.‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬الذي يرتتب بعد الناسخ‪.‬‬

‫من خالل اطلعت هذاملبحث وجدت عىل هذه مسائل يبني لنا يف تغيري الكم بعد النسخ‬

‫وفيه ‪ 3‬أحكام ‪:‬‬

‫‪ -1‬النسخ إىل بدل أخف عىل نفس املكلف من الكم السابق‪.‬‬

‫كنسخ حتريم األكل والرشب واجلامع بعد النوم يف ليل رمضان بإباحة ذلك إذ قال سبحانه‪ :‬ﲙ‬

‫ﱇﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‬
‫ﱈ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬

‫ﱙ ﱛﱜ‬
‫ﱚ‬ ‫ﱎﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ‬
‫ﱏ‬

‫ﱡﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ‬
‫ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱢ‬
‫‪43‬‬
‫ﱮ ﲶﱠ ‪.‬‬
‫ﱯ‬ ‫ﱭ‬

‫‪ 1‬حممد أمحد حممد معبد ‪ ،‬نفحات من علوم القرآن ص ‪81‬‬


‫‪ 2‬للسيوطي‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن ج ‪ 2‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪187 :‬‬
‫‪ 4‬حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ,‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 222‬ج ‪.2‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -2‬النسخ إىل بدل مساو للحكم األول يف خفته أو ثقله عىل نفس املكلف‪.‬‬

‫كنسخ وجوب استقبال بيت املقدس بوجوب استقبال الكعبة يف ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲌﲍﲎ‬

‫ﲛﲝ ﲞ‬
‫ﲜ‬ ‫ﲕﲗﲘﲙﲚ‬
‫ﲖ‬ ‫ﲑ ﲓﲔ‬
‫ﲒ‬ ‫ﲏﲐ‬

‫ﲢﲳﱠ ‪ 1.‬وهذان النوعان ال خالف يف جوازمها عقال ووقوعهام‬


‫ﲣ‬ ‫ﲟﲠ ﲡ‬
‫‪2‬‬
‫سمعا عند القائلني بالنسخ كافة‪.‬‬
‫‪ -3‬النسخ إىل بدل أثقل من الكم املنسوخ ‪.‬‬

‫ويف هذا النوع يدب اخلالف فجمهور العلامء يذهبون إىل جوازه عقال وسمعا كالنوعني‬
‫السابقني ويستدلون عىل هذا بأمثلة كثرية تثبت الوقوع السمعي وهو أدل دليل عىل اجلواز العقيل كام‬
‫علمت من تلك األمثلة أن اهلل تعاىل نسخ إباحة اخلمر بتحريمها ومنها أنه تعاىل نسخ ما فرض من‬

‫ﱆﱝﱠ‬
‫ﱇ‬ ‫مساملة الكفار املحاربني بام فرض من قتاهلمﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅ‬
‫‪ 3.‬ومنها أن حد الزنى كان يف فجر اإلسالم ال يعدو التعنيف والبس يف البيوت ثم نسخ ذلك‬
‫‪4‬‬
‫باجللد ‪.‬‬
‫والنفي يف حق البكر وبالرجم يف حق الثيب ومنها أن اهلل تعاىل فرض عىل املسلمني أوال‬

‫صوم يوم عاشوراء ثم نسخه بفرض صوم شهر رمضان كله مع ختيري الصحيح املقيم بني صيامه‬
‫‪5‬‬
‫والفدية ثم نسخ سبحانه هذا التخيري بتعيني الصوم عىل هذا الصحيح املقيم إلزاما‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة البقرة‪144 :‬‬


‫‪ 2‬حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ,‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 222‬ج ‪.2‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪216 :‬‬
‫‪ 4‬حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ,‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪223‬ج ‪.2‬‬
‫‪ 5‬حممد عبد العظيم الزرقاين ‪ ,‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ص ‪ 224‬ج ‪.2‬‬
‫‪15‬‬
‫املطلب اخلامس ‪ :‬نامذج من اعتبار املكي واملدين يف الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫ومن األمثلة نزل يف املكة ثم نسخ يف املدينة ‪.‬‬

‫جهة القبلة‬

‫‪ -1‬حدثني املثنى قال‪ ،‬حدثنا الجاج بن املنهال قال‪ ،‬حدثنا مهام قال‪ ،‬حدثنا حييى قال‪ ،‬سمعت‬

‫ﲌﲒﱠ ‪ ،1‬قال‪ :‬كانوا يصلون نحو بيت املقدس‬


‫قتادة يف ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲈﲉﲊﲋ ﲍ‬
‫ورسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم بمكة قبل اهلجرة‪ ،‬وبعد ما هاجر رسول اهلل صىل اهلل عليه‬

‫وسلم صىل نحو بيت املقدس ستة عرش شهرا‪ ،‬ثم وجه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الرام‪.‬‬

‫ﲕﲗﲘﲙ‬
‫ﲖ‬ ‫فنسخها اهلل يف آية أخرى ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲓﲔ‬

‫ﲛﲝﲞﲟﲠﲡﲳﱠ ﭐ‪ ، 2.‬قال‪ :‬فنسخت هذه اآلية‬


‫ﲜ‬ ‫ﲚ‬
‫‪3‬‬
‫ما كان قبلها من أمر القبلة‪.‬‬

‫املوارث‬

‫‪ -2‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﱿ ﱠ ‪ 4.‬قال ‪:‬‬

‫فأنزلت هذه اآلية فتوارث املسلمون باهلجرة ‪ ،‬فكان ال يرث األعريب املسلم من املهاجر‬

‫املسلمني شيئا ‪ .‬ثم نسخ ذلك بعد يف سورة األحزب ‪ ،‬فقال عز وجل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳈ‬

‫ﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﭐﱠ‪ 5.‬فخلط اهلل عز وجل بعضهم ببعض وصارات‬

‫‪ 1‬سورة البقرة ‪115 :‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة‪144 :‬‬
‫‪ 3‬أبوجعفر الطربي ‪ ،‬جامع البيان يف أتويل القرآن (‪)529/2‬‬
‫‪ 4‬سورة االنفال ‪72 :‬‬
‫‪ 5‬سورة االنفال ‪75 :‬‬
‫‪16‬‬
‫ﳀﳇ ﱠ‬
‫ﳁ‬ ‫املوارث بامللك ‪ .‬وعن قوله عز وجل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲻﲼﲽﲾﲿ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫يقول ابن حزم القرطبي ‪ : 2‬ايل اولياؤكم من اهل الرشك وصية ‪ ،‬ال مرياث هلم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فأجز اهلل عز وجل الوصية ‪ ،‬وال مرياث هلم ‪.‬‬

‫استغفر لواليديه‬

‫‪ -3‬وعن قوله ﭧﭐﭨﭐﱡﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬

‫ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ‬

‫ﲪﲫﲬﲭﲮﱠ‪ 4.‬ثم نسخ منها حرف واحد ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن‬

‫يستغفر لوالديه ومها مرشكان وال يقول ‪ :‬رب ارمحهام كام ربياين صغريا‪ ،‬ولكن خيفض هلام‬

‫جناح الذل من الرمحة ويصاحبهام يف الدنيا معروفا ‪ ،‬وﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱓﱔﱕ‬


‫‪5‬‬
‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱧﱠ‪.‬‬

‫قتل املؤمنا بعمد‪.‬‬

‫‪ -4‬فقد أخرج اإلمام مسلم ‪ 6‬يف صحيحه بسنده عن سعيد بن جبري‪ ،‬قال‪ :‬قلت البن عباس‪:‬‬

‫أملن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فتلوت عليه هذه اآلية التي يف الفرقان‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬

‫‪ 1‬سورة األحزب ‪6 :‬‬


‫‪ 2‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطيب الظاهري (املتوىف‪456 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ 3‬القرطيب ‪ ،‬الناسخ واملنسوخ يف القرآن الكرمي ص ‪129‬‬
‫‪ 4‬سورة اإلسراء ‪24-23 :‬‬
‫‪ 5‬سورة األنعام ‪136 :‬‬
‫‪ 6‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطيب الظاهري (املتوىف‪456 :‬هـ)‬
‫‪17‬‬
‫ﱏﱘﱠ‪ 1.‬قال‪« :‬هذه آية مكية نسختها آية مدنية» ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲃﲄﲅ‬

‫‪32‬‬
‫ﲆﲇﲈﲉﲓﱠ‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الفرقان ‪68 :‬‬


‫‪ 2‬سورة النساء ‪93 :‬‬
‫‪ 3‬مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم ص ‪ 2318‬ج ‪ 4‬رقم ‪2023‬‬
‫‪18‬‬
‫اخلامتة‬
‫المد اهلل الذي بنعمته تتم الصالات وهذاه هي خامتة البحث املتواضع وهي عبارة عن ذكر‬
‫خمترص أهلم النتائج املستفادة منه ‪:‬‬
‫‪ )1‬يظهر الباحث من خالل بحثه أن املكي واملدين فيه تعريفات كثرية من حيث الزمان‬
‫ومكان واملخاطب‪.‬‬
‫‪ )2‬ويظهر الباحث أن املكي واملدين عنده مميزات واملواضع الذي خيتلف بينهام‪.‬‬
‫‪ )3‬ويظهر الباحث أن املكي واملدين فيه عالقات باالناسخ واملنسوخ من حيث استخدمها‪.‬‬
‫‪ )4‬وبظهر الباحث نموذج األية املكية الذي نسخ بأية املدنية‪.‬‬
‫وأخريا وإن كنت أكملت هذا البحث اال أنني ال أخلو من اخلطأ والنسيان فلذا أرجو من القارئ‬
‫النصح والبان ‪.‬‬
‫واهلل أعلم‬

‫‪19‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫القرآن الكريم‬
‫اإلتقان يف علوم القرآن ‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (املتوىف‪:‬‬

‫‪911‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬النارش‪ :‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪،‬‬

‫الطبعة‪1394 :‬هـ‪ 1974 /‬م‪.‬‬

‫إرشاد الذكي ملعرفة املكي واملدين من سور القرآن الكريم ‪ ،‬الشيخ صالح بن سمري حممد‬

‫مفتاح ‪ ،‬رابط املوضوع‪https://www.alukah.net/sharia/0/120152‬‬

‫‪.‬‬

‫أمايل ابن الاجب ‪ ،‬املؤلف‪ :‬عثامن بن عمر بن أيب بكر بن يونس‪ ،‬أبو عمرو مجال الدين‬
‫ابن الاجب الكردي املالكي (املتوىف‪646 :‬هـ) ‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬فخر صالح سليامن‬
‫قدارة ‪ ،‬النارش‪ :‬دار عامر ‪ -‬األردن‪ ،‬دار اجليل – بريوت ‪ ،‬عام النرش‪ 1409 :‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1989‬م‪.‬‬
‫األنساب ‪ :‬عبد الكريم بن حممد بن منصور التميمي السمعاين املروزي‪ ،‬أبو سعد‬

‫(املتوىف‪562 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد الرمحن بن حييى املعلمي اليامين وغريه ‪ ،‬النارش‪ :‬جملس‬

‫دائرة املعارف العثامنية‪ ،‬حيدر آباد ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1382 ،‬هـ ‪ 1962 -‬م ‪.‬‬

‫اجلامع املسند الصحيح املخترص من أمور رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه =‬

‫صحيح البخاري ‪ :‬حممد بن إسامعيل أبو عبداهلل البخاري اجلعفي (ت ‪ 256‬ه )‬

‫‪،‬املحقق‪ :‬حممد زهري بن نارص النارص ‪ ،‬النارش‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية‬

‫بإضافة ترقيم ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي) ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫جواهر اإلكليل رشح العالمة الشيخ خليل يف املذهب اإلمام إمام دار التنزيل ‪ :‬الشيخ‬

‫صالح عبد السميع اآليب األزهري( تويف سنة ‪ 1335‬ه ‪ 1916/‬م) ‪ ،‬دار النرش املكتبة ‪،‬‬

‫الثقفية ‪ :‬بريوت ‪.‬‬

‫رس صناعة اإلعراب ‪ :‬أبو الفتح عثامن بن جني املوصيل (املتوىف‪392 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬

‫الكتب العلمية بريوت‪-‬لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األويل ‪1421‬هـ‪2000 -‬م ‪.‬‬

‫رشح كال بىل ونعم والوقف عىل كل واحدة منهن يف كتاب اهلل عز وجل ‪ ،‬مكي بن ايب‬

‫طالب القييس ‪ ،‬النارش دار عامر للنرش والتوزيع تاريخ النارش ‪ ، 2003/01/01‬الطبعة‬

‫‪ 2010 /10/06‬م ‪،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1422‬هـ ‪ 2001 -‬م ‪.‬‬

‫رشح منظومة التفسري‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن عمر بن مساعد الازمي ‪ ،‬مصدر الكتاب‪:‬‬

‫دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشيخ الازمي ‪http://alhazme.net. ،‬‬

‫مباحث يف علوم القرآن ‪ ،‬مناع بن خليل القطان (املتوىف‪1420 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة‬
‫املعارف للنرش والتوزيع ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة ‪1421‬هـ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫املحرر يف علوم القرآن‪ ،‬د مساعد بن سليامن بن نارص الطيار ‪ ،‬النارش‪ :‬مركز الدراسات‬

‫واملعلومات القرآنية بمعهد اإلمام الشاطبي ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1429 ،‬هـ ‪ 2008 -‬م‪.‬‬

‫املحيط يف اللغة ‪ :‬إسامعيل بن عباد بن العباس‪ ،‬أبو القاسم الطالقاين‪ ،‬املشهور بالصاحب‬

‫بن عباد (املتوىف‪385 :‬هـ) ‪.‬‬

‫املسند الصحيح املخترص بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬مسلم بن الجاج أبو السن القشريي النيسابوري (املتوىف‪261 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫معجم مقاييس اللغة ‪ :‬أمحد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو السني (املتوىف‪:‬‬

‫‪395‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد السالم حممد هارون ‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬عام النرش‪1399 :‬هـ‬

‫‪1979 -‬م ‪.‬‬

‫املقدمات األساسية يف علوم القرآن ‪ ،‬عبد اهلل بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب‬

‫اجلديع العنزي ‪ ،‬النارش‪ :‬مركز البحوث اإلسالمية ليدز – بريطانيا‪.‬‬

‫مناهل العرفان يف علوم القرآن ‪ :‬حممد عبد العظيم الزرقاين (املتوىف‪1367 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪:‬‬

‫مطبعة عيسى البايب اللبي ورشكاه ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة ‪.‬‬

‫املوسوعة القرآنية‪ ،‬خصائص السور ‪ ،‬املؤلف‪ :‬جعفر رشف الدين ‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد العزيز‬
‫بن عثامن التوجيزي ‪ ،‬النارش‪ :‬دار التقريب بني املذاهب اإلسالمية – بريوت ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل ‪ 1420 -‬هـ‪.‬‬
‫الناسخ واملنسوخ ‪ ,‬املؤلف‪ :‬قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬أبو اخلطاب السدويس‬
‫البرصي (املتوىف‪117 :‬هـ) ‪ ,‬املحقق‪ :‬حاتم صالح الضامن‪ ،‬كلية اآلداب ‪ -‬جامعة بغداد‬
‫‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الناسخ واملنسوخ يف القرآن الكريم ‪ ،‬أبو حممد عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم األندليس‬

‫القرطبي الظاهري (املتوىف‪456 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬عبد الغفار سليامن البنداري ‪ ،‬النارش‪:‬‬

‫دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1406 ،‬هـ ‪ 1986 -‬م‪.‬‬

‫نفحات من علوم القرآن ‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد أمحد حممد معبد (املتوىف‪1430 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪:‬‬

‫دار السالم – القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1426 :،‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫رشح منظومة التفسري ‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن عمر بن مساعد الازمي ‪ ،‬مصدر‬

‫الكتاب‪ :‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشيخ الازمي ‪،‬‬

‫‪. http://alhazme.ne‬‬

‫‪23‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫استفتاح ‪ .........................................................................................‬أ‬

‫إهداء ‪ .........................................................................................‬ب‬

‫شكر وتقدير ‪ ...................................................................................‬ج‬

‫مقدمة ‪ ...........................................................................................‬د‬

‫متهيد ‪ ............................................................................................‬ه‬

‫املبحث األول ‪ :‬املكي واملدين من ناحبة اللغة‪1 .................................................. .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬املراد با املكي عند علامء اللغة‪1 .................................................. .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬املراد باملدين عند علامء اللغة‪2 ......................................................... .‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬اعتربات عليها تسموا املكي واملدين‪3 .............................................. .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬اعتبار الزمن‪3 ..........................................................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اعتبار املكان ‪4 ......................................................................... .‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اعتبار صيغة املخاطب‪5 .............................................................. .‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬مميزة املوضوعية‪6 ..................................................................... .‬‬

‫اوال ‪ :‬ضوابط املكي ومميزاته املوضوعية‪6 ............................................................ :‬‬

‫الثاين ‪ :‬ضوابط املدين ومميزاته املوضوعية‪7 ........................................................... .‬‬

‫املطلب اخلامس ‪ :‬خصائص واألسلوب ‪7 ........................................................... .‬‬

‫‪24‬‬
‫املبحث الثالث ‪:‬الناسخ واملنسوخ‪9 .............................................................. .‬‬

‫املطلب األول ‪:‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة وصطالحا‪9 .......................................... .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع الناسخ واملنسوخ‪10 ............................................................ .‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬املواضع الناسخ واملنسوخ‪12 ....................................................... .‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬الذي يرتتب بعد الناسخ‪14 ......................................................... .‬‬

‫املطلب اخلامس ‪ :‬نامذج من اعتبار املكي واملدين يف الناسخ واملنسوخ‪16 ........................... .‬‬

‫اخلامتة ‪19 ........................................................................................‬‬

‫قائمة املراجع ‪20 .................................................................................‬‬

‫فهرس املوضوعات ‪24 ..........................................................................‬‬

‫‪25‬‬

You might also like