Professional Documents
Culture Documents
تفسري النسفي
جزء عم
للصف األول الثانوى
بسم هللا الرمحن الرحيم
مقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدان حممد،
وعلى آله وأصحابه أمجعني .وبعد،،،
فهذا كتاب ((تيسري تفسري النسفي جلزء عم)) املقرر على الصف األول الثانوي،
توخينا فيه تسهيل العبارة ،وتوضيحها مبا يتناسب وعقول أبنائنا الطالب،
وراعينا فيه اآلت:
- ۱قدمنا له مبقدمة موجزة يف علوم القرآن الكري.
- ۲تقسيم السورة إىل موضوعات رئيسة.
- ٣حذف القراءات غري املتواترة ،واليت ال يتعلق هبا املعىن.
- ٤عزو اآلايت املستشهد هبا أثناء التفسري إىل سورها.
- ٥ختريج األحاديث وأسباب النزول واحلكم عليها.
- ٦استخراج األسرار البالغية من كل سورة.
- ۷ذكر الدروس املستفادة من السورة.
- ٨إضافة أسئلة يف هناية كل سورة.
وللاه نسأل أن ينفع بعملنا هذا الطالب ،وأن يرزقنا عليه جزيل الثواب،
وصلى للا على سيدان حممد ،وعلى آله وأصحابه وسلم.
جلنة تطوير املناهج ابألزهر الشريف
مقدمة يف علوم القرآن الكري
مبادئ علوم القرآن الكري
_ ۱تعريف علوم القرآن الكري:
هي :مباحث تتعلق ابلقرآن الكري من انحية نزوله ،كمعرفة أول وآخر ما
نزل ،وأسباب النزول ،وما نزل قبل اهلجرة وما نزل بعدها ،ومن انحية كتابته
ومجعه ورمسه ،ومن انحية إعجـازه وأسلوبه ،وأمثاله ،وقصصه ،وتفسريه،
وتوضيح ألفاظه ،ومعانيه.
_۲موضوع علوم القرآن:
القرآن ذاته ،من هذه النواحي السابقة اليت تتعلق آبايته ،وسوره ،وأسباب
نزوله ،ومكيه ،ومدنيه.
_۳سر التسمية:
مسي هذا العلم بعلوم القرآن ،ومل ي هسم بعلم القرآن؛ ألن كل مبحث من
مباحثه يـ هعد علما مستقال قائما بذاته ،قد ألفت فيه مؤلفات.
_٤فوائد معرفة علوم القرآن:
(أ) زايدة املعرفة هبداايت القرآن ،وآدابه ،وأحكامه ،وتشريعاته.
(ب) الرد على شبهات اجلاهلني واحلاقدين اليت أاثروها حول القرآن
الكري.
(ج) معرفة الشروط اليت جيب توافرها يف من يريد تفسري القرآن الكري .
تعريف ابلقرآن الكري وأبمسائه ومقاصده
- ۱القرآن الكري لغة :مصدر كالقراءة ،مشتق من الفعل «قرأ» مبعىن
((تال)) ،مث نُقل من املعىن املصدري ،وجعل امسا لكالم هللا تعاىل ،من ابب
إطالق املصدر على مفعوله.
جز املُنز ُل على رسوله ﷺ،
كالم هللا املُع ُ
_ ۲القرآن الكري اصطالحا :هو ُ
املنقول ابلتواتر ،املتعبد بتالوته.
_ ٣أمساء القرآن الكري:
()۱ (أ) القرآن ،قال تعاىل ﴿ :سورة اإلسراء .اآلية﴾.9 :
()۲ (ب) الكتاب ،قال تعاىل ﴿ :سورة الكهف .اآلية﴾.۱ :
()٣ (ج) ال ُفرقان ،قال تعاىل ﴿ :سورة الفرقان .اآلية﴾ .۱ :
()٤ (د) الذكر ،قال تعاىل ﴿ :سورة األنبياء .اآلية﴾.50 :
()٥ (هـ) التنزيل ،قال تعاىل ﴿ :سورة الشعراء .اآلايت ١٩٢ :ـ ﴾ .١٩٤
هذه أشهر أمساء القرآن الكري ،وما عده بعض العلماء أمساء للقرآن ،فهي يف
احلقيقة صفات له ،وليست أمساء.
__________
( )۱سورة اإلسراء .اآلية.9 :
( )۲سورة الكهف .اآلية.1 :
( )٣سورة الفرقان .اآلية.1 :
( )٤سورة األنبياء .اآلية.٥٠ :
( )٥سورة الشعراء .اآلايت.١٩٤ _ ١٩٢ :
_ ٦مقاصد نزول القرآن:
(أ) هداية الناس:
نزل القرآن الكري هلداية الناس إىل ما يسعدهم يف دنياهم وآخرهتم ،ومتتاز هذه
اهلداية عن غريها أبّنا عامة ،واتمة ،وواضحة.
أما عمومها :فألّنا مشلت الثقلني ،اإلنس واجلن يف كل زمان ومكان.
()۱ قال تعاىل على لسان رسوله ﷺ ﴿ :سورة األنعام ،اآلية﴾ .19 :
واملعىن :أن هللا تعاىل قد أنزل علي هذا القرآن بواسطة وحيه؛ ألُنذركم به اي أهل
مكة ،وألُنذر به مجيع من بلغه هذا القرآن.
وأما متامها :فألّنا تضمنت أمورا حيتاج الناس إليها يف عقائدهم ،وأخالقهم،
وعباداهتم ،ومعامالهتم ،وألّنا نظمت عالقة الفرد بربه ،وبنفسه ،وابلكون الذي
يعيش فيه ،ووفقت بني مطالب الروح واجلسد.
وأما وضوحها :فألّنا عرضت املوضوعات والقضااي عرضا رائعا مؤثرا،
جيمع بني اإليضاح واإلقناع.
(ب) اإلعجاز:
القرآن معجزة خالدة تشهد بصدق النيب ﷺ فيها بلغه عن ربه.
والدليل على إعجازه :أن هللا حتدى العرب أن أيتوا مبثله ،أو بعشر سور
من مثله ،أو بسورة واحدة من مثله ،فعجزوا.
____________
( )۱سورة األنعام ،اآلية.19 :
وإذا كان العرب -وهم أرابب الفصاحة والبالغة -قد عجزوا فغريهم أشد
(.)۱ عجزا ،قال تعاىل ﴿ :سورة اإلسراء .اآلية﴾ .٨٨ :
(ج) التعبد بتالوته:
جيب على املسلم أن يُكثر من تالوة القرآن؛ ألن هذه التالوة ترفع درجاته،
ومتحو سيئاته ،وهتُذب أخالقه ،وتشرح صدره.
قال هللا تعاىل ﴿ :سورة فاطر .اآلية﴾ .٢٩ :
(.)۲
وقال رسول هللا ﷺ(( :من قرأ حرفا من كتاب هللا فله به حسنة ،واحلسنة
بعشر أمثاهلا ،ال أقول امل حرف ،ولكن ألف حرف ،والم حرف ،وميم حرف
)) (.)٣
__________
( )۱سورة اإلسراء .اآلية.٨٨ :
( )۲سورة فاطر .اآلية٢٩ :
( )٣صحيح ،رواه الرتمذي.
-۲فوائد معرفته:
(أ) متييز الناسخ من املنسوخ؛ فإذا وردت آيتان ،أو آايت يف موضوع واحد،
وكان احلُكم يف إحدى هذه اآلايت يُغاير احلكم يف األُخرى وال سبيل
إىل اجلمع بينها أبي وجه ،فإننا نعرف أن اآلية املتأخرة يف النزول قد
نسخت املتقدمة.
(ب) الوقوف على اتريخ التشريع اإلسالمي ،وتدرجه يف تربية األمة.
(ج) مدى عناية الصحابة -ابلقرآن الكري حىت عرفوا زمان نزوله،
ومكانه ،وأسبابه.
- ٣أو ُل ما نزل من القرآن:
اتـفق اجلمهور على أن أول ما نزل من القرآن الكري إبطالق صدر سورة
(.)۱ العلق ،إىل قوله ـ جل شأنه ﴿ :سورة العلق .اآلية﴾.٥ :
والدليل على ذلك :ما ُروي عن عائشة أم املؤمنني * أّنا قالت)) :أو ُل ما
بُدئ به رسول هللا ﷺ من الوحي الرؤاي الصاحلة يف النوم ،فكان ال يرى رؤاي إال
جاءت مثل فلق الصبح ،مث ُحبب إليه اخلالء ،وكان خيلو بغار حراء فيتحنث ـ
أي :يتعبد -فيه الليايل ذوات العدد قبل أن يـنزع ـ أي :يعود ـ إىل أهله ،ويتزود
لذلك ،مث يرجع إىل خدجية فيتزود ملثلها ،حىت جاءه احلق وهو يف غار حراء،
ك فقال :اقرأ ،قال :ما أن بقارئ ،قال فأخذين فغطين ـ أي :ضمىن-
فجاءه املل ُ
قلت :ما أن بقارئ ،فأخذين فغطين
حىت بلغ مين اجلهد مث أرسلين ،فقال :اقرأُ ،
فقلت :ما أن بقارئ ،فأخذين
الثانية حىت بلغ مين اجلهد مث أرسلين فقال :اقرأُ ،
_________
( )۱سورة العلق .اآلية.٥ :
)) (.)۱ فغطين الثالثة مث أرسلين ،فقال ﴿ :سورة العلق .اآلية ﴾ ٣-۱ :احلديث
_٤آخر ما نزل من القرآن:
(.)۲ الصحيح أن آخر ما نزل من القرآن على اإلطالق :هو قوله تعاىل ﴿ :سورة البقرة .اآلية﴾ ٢٨١ :
فقد نزلت هذه اآلية قُبيل وفاة النيب ﷺ بتسع ليال
فقط ،أما قوله تعاىل ﴿ :سورة املائدة .اآلية )٣(﴾ ٣ :فقد نزلت قبل وفاة النيب
ﷺ أبكثر من شهرين ،يف حجة الوداع ،يوم عرفة ،يف السنة العاشرة للهجرة.
املكي واملدين
- ۱تعريف املكي واملدين :
املكي :ما نزل قبل اهلجرة ،ولو كان نزوله يف غري مكة.
واملدين :ما نزل بعد اهلجرة ،ولو كان نزوله يف غري املدينة.
وعلى هذا ،فقوله تعاىل ﴿ :سورة املائدة .اآلية )٤(﴾ ٣ :من القرآن املدين،
مع أنه نزل بعرفة يف حجة الوداع.
وقوله تعاىل ۞﴿ :سورة النساء .اآلية )٥(﴾٥٨ :من القرآن
املدين ،مع أنه نزل يف جوف الكعبة عام الفتح.
_________
( )۱متفق عليه.
( )۲سورة البقرة .اآلية.٢٨١ :
( )٣سورة املائدة .اآلية.٣ :
( )٤سورة املائدة .اآلية.٣ :
( )٥سورة النساء .اآلية.٥٨ :
- ۲طريق معرفة املكي واملدين :
ال سبيل إىل معرفة املكي واملدين إال عن طريق ما نُقل عن الصحابة ؛
ألّنم شاهدوا نزول الوحي ،وعرفوا زمانه ومكانه.
- ٣ضوابط القرآن املكي :
(أ) ُكل سورة فيها لفظ ((كال)) فهي مكية ،وقد ورد هذا اللفظ ثالث وثالثني
مرة يف مخس عشرة سورة ،يف النصف الثاين من القرآن.
(ب) ُكل سورة فيها سجدة فهي مكية.
(ج) ُكل سورة فيها قصص األنبياء ،واألمم السابقة فهي مكية ،ما عدا
سوريت البقرة ،وآل عمران.
(د) ُكل سورة افتُتحت حبرف من حروف التهجي فهي مكية ،ما عدا
سوريت البقرة ،وآل عمران.
- ٤ضوابط القرآن املدين:
(أ) ُكل سورة تتحدث عن التشريعات فهي مدنية.
(ب) ُكل سورة تتحدث عن اجلهاد وأحكامه فهي مدنية.
(ج) ُكل سورة تتحدث عن املنافقني وصفاهتم فهي مدنية.
مدنية.
- ٥عدد السور املكية واملدنية:
السور املكية :ثنتان ومثانون سورة.
السور املدنية :عشرون سورة.
السور املختلف فيها :اثنتا عشرة سورة.
()۱ نزول القرآن الكري منجـما
ا -كيفيته:
نزل القرآن كله ابلوحي اجللي ،بواسطة جربيل ﷺ على قلب النيب ﷺ.
()۲ کما قال سبحانه وتعاىل ﴿ :سورة الشعراء .اآلايت﴾۱۹٥-١٩٣ :
- ۲دليله:
من األدلة على نزول القرآن الكري ُمنجما:
(.)٣ (أ) قوله تعاىل ﴿ :سورة اإلسراء .اآلية﴾ ۱٠٦ :
(.)٤ (ب) قوله تعاىل ﴿ :سورة الفرقان .اآلية﴾ ٣٢ :
- ٣مدته:
اختُلف يف مدة نزول القرآن منجما على الرسول ﷺ تبعا لالختالف يف ُمدة
بعثة الرسول ﷺ وهو يف مكة ،فقيل :عشرين سنة ،وقيل :ثالث وعشرين سنة،
وقيل :مخس وعشرين سنة .واألقرب للتحقيق :نزوله منجما يف ثالث وعشرين
سنة.
__________
( )۱منجما يعين :يف أوقات متفرقة.
( )۲سورة الشعراء .اآلايت ١٩٣ :ـ .۱۹٥
( )٣سورة اإلسراء .اآلية.۱٠٦ :
( )4سورة الفرقان .اآلية.٣٢ :
- ٤احلكمة يف نزول القرآن الكري منجما:
(أ) تثبيت قلب الرسول ﷺ ،وتسليته ،ورفع احلرج عنه ،وإزالة ما يعرتي
صدره من ضيق وحزن.
قـال وتعـاىل ﴿ :سورة الفرقان .اآلية ، )۱(﴾ ٣٢ :وقـال تـعـاىل ﴿ :سورة هود .اآلية﴾ ١٢٠ :
()۲
__________
( )۱سورة الفرقان .اآلية.٣٢ :
( )۲سورة هود .اآلية.١٢٠ :
( )۳سورة اإلسراء .اآلية.۱٠٦ :
وكم من قضية توقف النيب ﷺ يف البت فيها ،حىت نزل يف شأّنا قرآن يـُتـلى،
فكان ما نزل فيها تقريرا شافيا ،وحكما عادال ،ال يستطيع أحد رده ،وال يسع
املسلمني إال قبوله والرضى به؛ مثل حادثة اإلفك.
(د) التدرج يف التشريع وتربية األُمة:
من أهم األهداف اليت أُنزل من أجلها القرآن مفرقا :التدرج ابألمة يف ختليهم
عن الرذائل ،وحتليهم ابلفضائل ،والرتقي هبم يف التشريعات ،فلو أّنم أُمروا
بكل الواجبات ،و ُّنوا عن مجيع املنكرات مرة واحدة لشق عليهم ،ولضعفت
اهلمم الصغرية عن التجاوب واملسايرة؛ مثل حتري اخلمر.
- ٥الداللة على اإلعجـاز:
على الرغم من نزول القرآن ُمفرقا يف حنو ثالث وعشرين سنة ،ويف أوقات
متباينة ،وأحكام خمتلفة ،وحوادث متعددة ،إال أنه قد ُرتب ترتيبا عجيبا؛ حبيث
ال ترى فيه خلال بني آايته ،وال تنافرا بني كلماته ،وال تناقضا يف معانيه ،وال اختالفا
يف مقاصده ومراميه.
قال تعاىل ﴿ : :سورة هود .اآلية ﴿ ،)۱(﴾ ۱ :سورة النساء .اآلية﴾ ٨٢ :
(.)۲
_________
( )۱سورة هود .اآلية.۱ :
( )۲سورة النساء .اآلية.٨٢ :
تفسري القرآن
-١تعريف التفسري:
رت الكلمة إذا
كلمة التفسري يف اللغة معناها :اإليضاح والتبيني ،تقول :فس ُ
وضحت معناها وبينته.
(.)۱ قـ ــا تعـ ــاىل ﴿ :سورة الفرقان .اآلية﴾ ٣٣ :
أي :توضيحا وتبيينا.
والتفسري اصطالحا :علم يُبحث فيه عن مراد هللا تعاىل من كالمه بقدر الطاقة
البشرية.
- ۲مناهج التفسري:
سلك العلماء منهجني أساسيني لتحصيل معاين القرآن الكري مها:
(ب) التفسري ابلرأي. (أ) التفسري ابملأثور.
التفسري ابملأثور:
تعريفه :هو بيان معىن اآلية مبا ورد يف القرآن ،أو السنة ،أو أقوال الصحابة
والتابعني .
مكانته:
هو أفضل أنواع التفسري وأعالها؛ ألن التفسري ابملأثور إما أن يكون تفسريا
للقرآن بكالم هللا تعاىل ،فهو أعلم مبراده ،وإما أن يكون تفسريا للقرآن بكالم
بني لكالم هللا تعاىل ،وإما أن يكون أبقوال الصحابة ،فـ ُهم
الرسول ﷺ فهو املُ ُ
____________
( )۱سورة الفرقان .اآلية.٣٣ :
الذين شاهدوا التنزيل ،وهم أهل اللسان ،ومتيزوا عن غريهم مبا شاهدوه من
القرائن واألحوال حني النزول ،أو أبقوال التابعني الذين عاصروا أصحاب
رسول هللا ﷺ.
أنواعه :التفسري ابملأثور نوعان:
- ١ما توافرت األدلة على صحته .فهذا جيب قبوله ،وال جيوز العدول عنه.
- ٢ما مل يصح ،فيجب رده ،وال جيوز قبوله ،وال االشتغال به إال للتحذير منه.
مصادره:
أهم ((طرق التفسري ابملأثور)) هي:
- ١القرآن:
تفسري القرآن ابلقرآن أفضل طرق التفسري ،ومن أمثلته تفسري الكلمات يف
قوله تعاىل ﴿ :سورة البقرة .اآلية .)۱(﴾ ٣٧ :بقوله تعاىل ﴿ :سورة األعراف .اآلية﴾ ٢٣ :
(.)۲
- ٢السنة:
ومبينة له.
إذا مل جتد تفسري القرآن يف القرآن فعليك ابلسنة ،فإّنا شارحة للقرآن ُ
قال تعاىل:
(.)٣ ﴿ سورة النحل .اآلية﴾ ٤٤:
ومن أمثلة تفسري القرآن ابلسنة :تفسري اخليط األبيض واخليط األسود أبنه
بياض النهار وسواد الليل.
__________
( )۱سورة البقرة .اآلية.٣٧ :
( )۲سورة األعراف .اآلية.٢٣ :
( )۳سورة النحل .اآلية.٤٤ :
-أقوال الصحابة:
وإذا مل جتد تفسري القرآن يف القرآن وال يف السنة ،فعليك بتفسري الصحابة رضي
هللا عنهـم فإّنم أعلم بذلك؛ لما اختُصوا به من جمالسة الرسول ﷺ ومشاهدة
القرائن واألحـداث والوقائع .ومـن أمثلـة تفسري القرآن أبقـوال الصحابة:
مـا ورد عن ابن عباس من تفسري (األب) يف قوله تعاىل ﴿ :سورة عبس .اآلية﴾ ٣١ :
()۱
__________
( )۱سورة عبس .اآلية.٣١ :
( )۲الطرب :هو الذي يشقق به األحطاب ،و(ستان) الناحية واملوضع.
(و) دقته يف استنباط األحكام الشرعية من اآلايت.
. ۲تفسري القرآن العظيم البن كثري:
مؤلفه :أبو الفداء عماد الدين إمساعيل بن عمرو بن كثري الدمشقي ،ولد يف
بُصرى يف الشام سنة٧٠٠ :هـ ،وتُويف سنة٧٧٤ :هـ.
ويُعد تفسريه من أشهر كتب التفسري ابملأثور بعد تفسري ابن جرير الطربي.
ويتميز مبا يلي:
(أ) يذكر اآلية ،مث يُفسرها بعبارة سهلة موجزة.
(ب) جيمع اآلايت املناسبة لآلية ،ويُقارن بينها.
(ج) يذكر األحاديث املرفوعة اليت هلا صلة ابآلية ،مث يردف هذا أبقوال
الصحابة والتابعني وعلماء السلف.
(د) يُعقب على ما يف التفسري ابملأثور من منكرات اإلسرائيليات غالبا مبينا
خطورهتا وحمذرا من أثرها السيئ على عقائد املسلمني
.
التفسري ابلرأي
تعريفه:
هو تفسري القرآن ابالجتهاد املستويف لشروطه ،وهي ـ بعد توفر صحة االعتقاد
ولزوم سنة الدين ـ أن يكون ملما أبصول الدين واللغة واالشتقاق وعلوم البالغة
والفقه وأصوله وأسباب النزول ...إخل.
أقسامه:
ينقسم التفسري ابلرأي إىل قسمني:
- ١التفسري ابلرأي احملمود:
وهو التفسري املُستمد من القرآن ومن سنة الرسول ﷺ ،وكان صاحبه عاملا
ابللغة العربية وأساليبها ،وبقواعد الشريعة وأصوهلا.
حكمه:
أجازه العلماء ،وهلم أدلة كثرية على ذلك منها:
(.)۱ (أ) قولـه تعـاىل ﴿ :سورة حممد .اآلية﴾ ٢٤ :
وغريها من اآلايت اليت تدعو إىل التدبر يف القرآن الكري.
(ب) دعاء الرسول ﷺ البن عباس بقوله (( :اللهم فقهه يف الدين وعلمه
التأويل )) ،ولو كان التفسري مقصورا على النقل ،وال جيوز االجتهاد فيه
ملا كان البن عباس ميزة على غريه.
(ج) أن الصحابة اختلفوا يف التفسري على وجوه ،فدل على أنه من
اجتهادهم.
وهبذا يظهر أن التفسري ابلرأي احملمود جائز .وهللا -تعاىل -أعلم.
أهم املؤلفات فيه:
مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري.
مؤلفه :أبو عبد هللا حممد بن عمر الرازي امللقب بفخر الدينُ ،ولد يف الري-
ببالد فارس -سنة٥٤٤ :هـ ،وتُويف سنة ٦٠٦ :هـ.
_________
( )۱سورة حممد .اآلية.٢٤ :
ويُعد تفسريه من أوسع التفاسري ،فقد أتثر كثريا ابلعلوم العقلية ،فتوسع
فيها ،وسلك يف تفسريه مسلك احلكماء والفالسفة وعلماء الكالم ،واستطرد يف
العلوم الرايضية والطبيعية والفلكية واملسائل الطبية.
- ٢التفسري ابلرأي املذموم:
التفسري مبجرد الرأي واهلوى.
وأكثر الذين فسروا القرآن مبجرد الرأي هم أهل األهواء والبدع ،الذين
اعتقدوا معتقدات ابطلة ليس هلا سند وال دليل ،ففسروا آايت القرآن اب يُوافق
آراءهم ومعتقداهتم الزائفة ،ومحلوها على ذلك مبجرد الرأي واهلوى.
حكمه:
حرام ،واألدلة على ذلك كثرية منها:
(.)۱ ۱ـ قوله تعاىل ﴿ :سورة األعراف .اآلية﴾ ٣٣ :
(.)۲ ۲ـ وقوله سبحانه ﴿ :سورة اإلسراء .اآلية﴾ ٣٦ :
_____________
( )۱سورة األعراف .اآلية.٣٣ :
( )۲سورة اإلسراء .اآلية.٣٦ :
أهم املؤلفات فيه:
مرآة األنوار ومشكاة األسرار.
مؤلفه :هو املوىل عبد اللطيف الكازرانی.
ويـُعد هذا التفسري مرجعا مهما من مراجع التفسري عند اإلمامية االثنا عشرية
-فرقة من فرق الشيعة -وأصال لمن يريد أن يقف على مدى أتثري عقيدة صاحبه
يف فهمه لكتاب هللا ،وتنزيله لنصوصه على وفق ميوله املذهبية ،وهواه الشيعي.
أهداف الدراسة
بنهاية دراسة مادة التفسري يُتوقع من الطالب أن:
- ١يعرف مقاصد سور جزء عم ،وما اشتملت عليه من موضوعات.
- ٢يعرف معاين املفردات الغامضة.
- ٣يقف على التفسري التحليلي لآلايت.
- ٤يقف على أوجه اإلعراب املعينة على استيعاب املعاين.
- ٥يتذوق األسرار البالغية للقرآن الكري من خالل سور جزء عم.
- ٦يستنبط الدروس املستفادة من السور.
سورة النبأ
(مكية وهي :أربعون آية)
سورة النبأ .اآلية٥-۱ :
________________________________________________________________
النبأ العظيم
﴿ عم ﴾ أصله ((عن ما)) ،مث أُدغمت النون يف امليم ،فصار ﴿ عما ﴾ ،مث حذفت
األلف ختفيفا؛ لكثرة االستعمال يف االستفهام ،فصار ﴿ عم ﴾ ،وهذا استفهام ليس على
حقيقته؛ إذ املراد به تفخيم املُستفهم عنه؛ ألنه تعاىل ال ختفى عليه خافية ﴿ يـتسآءلُون ﴾
يسأل بعضهم بعضا؛ أو يسألون غريهم من املؤمنني ،والضمري ألهل مكة حيث
كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ويسألون املؤمنني عنه على طريق االستهزاء
﴿ عن النـبإ العظيم ﴾ أي :البعث ،وهو بيان للشأن املفخم؛ وتقديره :عم يتساءلون؟
يتساءلون عن النبإ العظيم ﴿ الذي ُهم فيه ُخمتل ُفون ﴾ فمنهم من يقطع إبنكاره ومنهم
من يشك ،وقيل :الضمري للمسلمني والكافرين ،وكانوا مجيعا يتساءلون عنه،
فاملسلم يسأل ليزداد خشية ،والكافر يسأل استهزاء ﴿ .كال ﴾ حرف ردع وزجر
عن االختالف ،واملراد :الردع عن االختالف أو التساؤل هزؤا ﴿ .سيـعل ُمون ﴾ هذا
وعيد هلم أبّنم سوف يعلمون عيان أن ما يتساءلون عنه حق ﴿ ،كالسيـعل ُمون ﴾
كرر حرف الردع للتشديد ،و ((مث)) هنا للرتتيب الزمين واملعنوي ،مما يُشعر أبن
الثاين أبلغ من األول وأشد.
سورة النبأ .اآلية۱٤-٦ :
________________________________________________________________
من أدلة القدرة اإلهلية يف السورة
ۡ ۡ
﴿ أ ۡمل َنعل ٱأل ۡرض م َٰهدا ﴾ ملا أنكروا البعث ،قيل هلم :أمل خيلُق من أُضيف إليه
البعث هذه اخلالئق العجيبة؛ فلم تنكرون قدرته على البعث ،وما هو إال اخرتاع
كهذه االخرتاعات؟ أو قيل هلم :مل فعل هذه األشياء؟! واحلكيم جل شأنه ال
يفعل عبئا ،وإنكار البعث يؤدي إىل أنه عابث يف كل ما فعل؟ ﴿ .م َٰهدا ﴾ فراشا
ۡ
فرشناها لكم حىت سكنتموها ﴿ وٱجلبال أ ۡواتدا ﴾ لألرض لئال متيد -أي تضطرب
ۡ ۡ ۡ
وتتحرك -بكم ﴿ وخلق َٰن ُك ۡم أزَٰوجا ﴾ ذكرا و أنثى ﴿ .وجعلنا نـ ۡوم ُك ۡم ُسباات ﴾ قطعا
ۡ
ت :القطع ﴿ ،وجعلنا ٱل ۡيل لباسا ﴾ سرتايسرتكم ألعـالكـم وراحة ألبدانكم ،والسب ُ
ۡ
عن العيون إذا أردمت إخفاء ما ال حتبون االطالع عليه ﴿ .وجعلنا ٱلنـهار معاشا ﴾
وقت معاش تتقلبون يف حوائجكم ومكاسبكم.
﴿ وبـنـ ۡيـنا فـ ۡوق ُك ۡم س ۡبـعا ﴾ سبع مسوات ﴿ شدادا ﴾ مجع شديدة أيُ :حمكمة
قوية ال يؤثر فيها مرور الزمان ،أو غالظا غلظ كل واحدة مسرية مخسمائة عام.
ۡ
﴿ وجعلنا سراجا وهاجا ﴾ مضيئا وقادا أي :جامعا للنور واحلرارة؛ واملراد الشمس.
ۡ ۡ
﴿ وأنزلنا من ٱل ُم ۡعصرَٰت ﴾ أي :السحائب إذا أعصرت أي شارفت أن تعصرها
الرايح فتُمطر ،أو الرايح ألّنا تنشئ السحاب وتدر األخالف :مجع خلف وهو
الضرع (أي تنزل ماء دافقا منهمرا بشدة وقوة) (تشبيه ابلضرع احلافل ابللنب)
سورة النبأ .اآلية۲۱-۱٤ :
________________________________________________________________
ۡ
فيصح أن جتعل مبدأ لإلنزال ﴿ .مآء ثجاجا ﴾ ُمنصبا بكثرة ﴿ لنُخرج بهۦ ﴾ ،ابملاء
كالرب والشعري ﴿ ونـباات ﴾ وكأل ﴿ وج َٰنت ﴾ بساتني ﴿ ألفافا ﴾ ملتفة
﴿ حبا ﴾ ُ
األشجار واحدها لف كجذع وأجذاع ،أو لفيف كشريف وأشراف ،أو ال واحد
له كأوزاع ،أو هي مجع اجلمع؛ فهي مجع لُف واللف مجع لفاء وهي شجرة جمتمعة.
مشاهد من يوم القيامة
ۡ
﴿ إن يـ ۡوم ٱلف ۡصل ﴾ بني احملسن واملسيء واحملق واملبطل ﴿ كان م َٰيقتا ﴾ وقتا
خ﴾حمددا ومنتهى معلوما لوقوع اجلزاء ،أو ميعادا للثواب والعقاب ﴿ .يـوم يُنف ُ
ۡ
بدل من ﴿ يـ ۡوم ٱلف ۡصل ﴾ أو عطف بيان ﴿ يف ٱلصور ﴾ يف القرن (هو البوق املُعد
ۡ ۡ
للنفختني) ﴿ .فـتأتُون أفـواجا ﴾ حال؛ أي مجاعات خمتلفة أو أمما كل أمة مع رسوهلا
﴿ وفُتحت ٱلسمآءُ ﴾ قرأ ابلتخفيف :عاصم ومحزةُ والكسائي ،أيُ :شقت لنزول
ۡ
املالئكة ﴿ فكانت أ ۡبـ َٰواب ﴾ فصارت ذات أبواب وطرق وفروج وما هلا اليوم من
ۡ ۡ
ال ﴾ عن وجه األرض ﴿ فكانت سرااب ﴾ أي هباء ُختيل فروج ﴿ و ُسريت ٱجلب ُ
الشمس أنه ماء.
ُ
عقاب الطاغني
ۡ
﴿ إن جهنم كانت م ۡرصادا ﴾ طريقا عليه ممر اخللق ،فاملؤمن مير عليها والكافر
يدخلها .وقيل :املرصاد :احلد الذي يكون فيه الرصد ،أي :هي حد الطاغني
الذي يرصدون فيه للعذاب وهي مآهبم ،أو هي مرصاد ألهل اجلنة ترصدهم