You are on page 1of 23

‫حتت إشراف الشيخ‬

‫شرح حتفة األطفال‪:‬‬


‫مقرر األسبوع األول‪:‬‬
‫من البداية إىل قول المصنِّف رمحه ال َّله‪ُ ( :‬ثمََّّ َك ِّر َرنَّهَّ)‪.‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪2‬‬

‫ِّ‬
‫المقدمةَّ‬

‫ِ‬ ‫الر ِح ِ‬
‫الح ْمد ل َّله َر ِّب ال َعا َلمي َن‪َ ،‬و َّ‬
‫الص ََلة‬ ‫يم‪َ ،‬‬ ‫بِ ْس ِم ال َّله َّ‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫آله‪َ ،‬و َأ ْص َحابِ ِه َأ ْج َم ِعي َن‪َ ،‬أ َّما َب ْعد‪:‬‬
‫والس ََلم َع َلى َنبِينَا محم ٍد‪ ،‬و َع َلى ِ‬
‫ِّ َ َّ َ‬ ‫َ َّ‬

‫األول‪ ،‬يف المستوى الثاين‪.‬‬


‫فهذا هو المتن َّ‬

‫َّ‬
‫للشيخ‪ :‬سليمان بن حسين بن محمد‬ ‫وهذه المنظومة‬
‫أهل مصر‪ ،‬وتويف يف َطنْ َطا‪ ،‬وكان من كبار‬ ‫الج ْمز ِ‬
‫وري رمحه ال َّله‪ ،‬وهو من ْ‬ ‫َ‬
‫الم ِ‬
‫قرئين يف عصره‪ ،‬وال يعلم متى تاريخ وفاته؛ لكنه من أهل القرن الثاين‬
‫عشر‪.‬‬

‫ون َظم هذه المنظومة يف عام ألف ومئة وثمانية وتسعين (‪)1198‬‬
‫للهجرة‪ ،‬وجعلها يف أصول علم التَّجويد‪ ،‬وأعرض عن بعض أحكام‬
‫التجويد؛ كأحكام الوقف واالبتداء‪ ،‬وصفات الحروف‪ ،‬ومخارجها‪.‬‬

‫َو َضع منظومته هذه يف تجويد القرآن‪ ،‬وسماها‪ُ « :‬تحفةَّ األطفالَّ‬


‫واشتهرت‪ :‬بـ‪« :‬تحفة األطفال»‪.‬‬
‫ْ‬ ‫والغلامنَّيفَّجتويدَّالقرآن»‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫واألصل يف التَّجويد لغ ًة هو‪ :‬التحسين(‪.)1‬‬

‫وجل‪ ،‬وهو‪ :‬إعطاءَّ ِّ‬


‫كلَّ‬ ‫َّ‬ ‫خاص بتَلوة كِتاب ال َّله َّ‬
‫عز‬ ‫ٌّ‬ ‫والتجويد‬
‫وضعه من‬ ‫ٍ‬
‫حرف ما هو يف أصل ْ‬ ‫حرفَّحقَّهَّ و ُمستحقه(‪ ،)2‬فتعطي َّ‬
‫كل‬
‫التَّشديد مثَلً‪ ،‬أو ال َّصفير‪ ،‬واإلذالق(‪ ،)3‬أو القلقلة(‪ ،)4‬ونحو ذلك‬
‫كالتَّ َف ِّشي(‪.)5‬‬

‫وحكمَّتعلَّمه‪ :‬فرض كفاية؛ إذا تع َّلمه بعض المسلِمين يكفي عن‬


‫ُ‬
‫مجيع المسلِمين‪.‬‬

‫والمقصود بالتجويد هو‪ :‬إعطاء الحروف ح َّقها‪ ،‬من غير َتنَ ُّطع فيها‪،‬‬
‫خارج عما أ ِنزل من أجله القرآن‪ ،‬كما يف‬
‫ٌ‬ ‫فإذا كان يف القراءة َتنَ ُّطع؛ فإنه‬

‫(‪َّ)1‬لسان العرب (‪َّ،)135/3‬التمهيد يف علم التجويد (‪.)74/1‬‬


‫(‪ )2‬التحديد يف اإلتقان والتجويد (‪.)70/1‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬خ َّف ة الحرف عند النطق به لخروجه من طرف اللسان‪ ،‬أو من إحدى الشفتين‪ ،‬أو‬
‫منهما مع ًا‪ .‬التمهيد يف علم التجويد (‪ ،)98/1‬العميد يف علم التجويد لمحمود بسة (‪.)62/1‬‬
‫(‪ )4‬هي‪ :‬إظهار َن ْبرة لطيفة حالة النطق بالحرف المقل َقل‪ .‬بغية المستفيد يف علم التجويد (ص‬
‫‪.)50‬‬
‫والح نك وانبساطه يف الخروج عند النطق هبا حتى يتصل‬
‫َ‬ ‫(‪ )5‬هو‪ :‬كثرة خروج بين اللسان‬
‫الحرف بمخرج غيره‪ .‬التمهيد يف علم التجويد (‪.)97/1‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪4‬‬

‫َ ٌ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ٌ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ُ‬
‫قوله سبحانه‪﴿ :‬كِتاب أنزْلاه إَِلك مبارك َِلدبروا آياتِهِ و َِلتذكر أولو‬
‫َ‬ ‫َْْ‬
‫اب﴾ [ص‪.]29 :‬‬
‫اْلْل ِ‬

‫ولهذا رأى شيخ اإلسَلم(‪ )1‬رمحه ال َّله تحريم ال َّتنَ ُّطع(‪ )2‬يف تَلوة‬
‫القرآن العظيم(‪ ،)3‬ويخشى أن يكون المتشدِّ د يف إخراج الحروف ممن‬
‫َيدخل يف قوله صىل ال َّله عليه وسلم‪« :‬إِ َّن َأ ْب َغ َضك ْم إِ َل َّي َو َأ ْب َعدَ ك ْم مِنِّي‬
‫ون(‪َ َّ)4‬والمتَ َفيْ ِهقو َن»(‪.)5‬‬ ‫القيَا َم ِة‪ :‬الثَّ ْر َثارو َن َوالمت ََشدِّ ق َ‬
‫مجلِس ًا يوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬

‫جيَّة(‪ ،)6‬مع إعطاء الحروف ح َّقها‪ ،‬من غير‬


‫بالس ِ‬
‫وإنَّما تكون القراءة َّ‬

‫الحراين‪ ،‬ث َّم‬


‫(‪ )1‬هو‪ :‬أبو العباس تقي الدين أمحد بن عبد الحليم بن عبد السَلم ابن تيمية َّ‬
‫الدمشقي‪ ،‬الحنبيل‪ ،‬ولد سنة (‪661‬هـ)‪ ،‬وتويف رمحه ال َّله سنة (‪728‬هـ)‪ .‬ذيل طبقات الحنابلة‬
‫(‪.)491/4‬‬
‫التعمق والمغاالة‪ .‬تاج العروس (‪.)264/22‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )2‬التن ُّطع‪:‬‬
‫(‪ )3‬مجموع فتاوى شيخ اإلسَلم (‪.)50/16‬‬
‫بم ِ‬
‫لء ِشدْ قِ ِه‪ ،‬تعاظم ًا واستعَل ًء عىل غيره‪ .‬شرح سنن أبي داود‬ ‫(‪ )4‬التشدُّ ق‪ :‬التَّك ُّلف يف الكَلم ِ‬

‫البن رسَلن (‪.)167/19‬‬


‫(‪ )5‬رواه الترمذي‪ ،‬أبواب البِ ِّر والصلة‪ ،‬باب ما جاء يف معايل األخَلق‪ ،‬رقم (‪ ،)2018‬من‬
‫حديث ٍ‬
‫جابر رضي ال َّله عنه‪.‬‬
‫(‪ )6‬السجية‪ :‬الطبيعة‪ .‬لسان العرب ( ‪.)372/14‬‬
‫‪5‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫ٍ‬
‫نقص‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫زيادة فيها وال‬

‫وقد كان الن َُّّبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم عربي ًا فصيح ًا‪ ،‬وكانت قراءته‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫السلي َقة ‪ ،‬مع إعطاء الحروف حقو َقها‪ ،‬فكان يقرأ يف َّ‬
‫الركعة‬ ‫عىل َّ‬
‫الواحدة‪ :‬بالبقرة والنساء وآل عمران(‪ ،)2‬ولو كانت قراءته فيها تن ُّطع؛ مل‬
‫ولخرج عليه الفجر وهو مل ِ‬
‫ينته بعد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحدة‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫ركعة‬ ‫يستطع قراءة ذلك يف‬

‫وقرأ عليه الصَلة والسَلم سورة األعراف يف صَلة المغرب(‪،)3‬‬


‫َ‬
‫بكر رضي ال َّله عنه سورة البقرة كامل ًة يف صَلة الفجر(‪.)4‬‬
‫وقرأ أبو ٍ‬

‫السلِي َقة‪ :‬طبع الرجل‪ .‬تاج العروس (‪.)459/25‬‬


‫(‪َّ )1‬‬
‫اب َت ْط ِوي ِل ا ْل ِقراءةِ فِي ص ََلةِ‬
‫استِ ْح َب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب صَلة المسافرين وقصرها‪َ ،‬باب ْ‬
‫ال َّل ْي ِل‪ ،‬رقم (‪ ،) 772‬من حديث حذيفة بن اليمان رضي اهلل عنه‪ ،‬ولفظه‪َ « :‬ص َّل ْيت َم َع ال َّنبِ ِّي‬
‫ات َل ْي َل ٍة‪َ ،‬فا ْف َتت ََح ا ْل َب َق َرةَ‪َ ،‬فق ْلت‪َ :‬ي ْركَع ِعنْدَ ا ْل ِمائ َِة‪ ،‬ث َّم َم َضى‪َ ،‬فق ْلت‪:‬‬ ‫َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َذ َ‬
‫ي َص ِّلي بِ َها فِي َر ْك َع ٍة‪َ ،‬ف َم َضى‪َ ،‬فق ْلت‪َ :‬ي ْركَع بِ َها‪ ،‬ث َّم ا ْف َتت ََح الن َِّسا َء‪َ ،‬ف َق َر َأ َها‪ ،‬ث َّم ا ْف َتت ََح َآل ِع ْم َرا َن‪،‬‬
‫ال َس َأ َل‪َ ،‬وإِ َذا َم َّر بِ َت َع ُّوذٍ َت َع َّو َذ»‪.‬‬
‫يح َس َّب َح‪َ ،‬وإِ َذا َم َّر بِسؤَ ٍ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َف َق َر َأ َها‪َ ،‬ي ْق َرأ مت ََر ِّس ًَل‪ ،‬إِ َذا َم َّر بِآ َية في َها َت ْسبِ ٌ‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب القراءة يف المغرب‪ ،‬رقم (‪ ،)764‬من حديث مروان‬ ‫ُّ‬ ‫(‪ )3‬رواه‬
‫ار‪َ ،‬و َقدْ َس ِم ْعت ال َّنبِ َّي‬
‫ب بِ ِق َص ٍ‬
‫المغ ِْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بن الحكم‪ ،‬ولفظه‪َ « :‬ق َال لي زَ ْيد ْبن َثابِت‪َ :‬ما َل َك َت ْق َرأ في َ‬
‫َص َّلى ال َّله َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َي ْق َرأ بِطو َلى ال ُّطو َل َي ْي ِن»‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه ٌ‬
‫مالك يف الموطأ‪ ،‬كتاب الصَلة‪ ،‬باب القراءة يف الصبح‪ ،‬رقم (‪ ،)270‬من حديث‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪6‬‬

‫فلو كان يف قراءهتم تشدُّ ق‪ ،‬أو تن ُّطع‪ ،‬أو تأخير يف إخراج الحروف‪،‬‬
‫ونحو ذلك؛ َل َما استطاعوا أن يقرؤوا تلك القراءة يف ذلك الوقت الوجيز‪.‬‬

‫تدبر القرآن العظيم‪ ،‬ال سيَّما إذا‬ ‫وإعطاء الحروف ح َّقها َع ٌ‬


‫ون عىل ُّ‬
‫النبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم َح َسن‬ ‫رزق مع ذلك حسن الصوت‪ ،‬فكان ُّ‬
‫«س ِم ْعت النَّبِ َّي َص َّلى ال َّله َع َليْ ِه‬ ‫(‪)1‬‬
‫الصوت؛ قال البراء رضي ال َّله عنه‪َ :‬‬
‫اء‪َ ،‬و َما َس ِم ْعت َأ َحد ًا َأ ْح َس َن‬ ‫الزيْ ُتون﴾ فِي ِ‬
‫الع َش ِ‬ ‫وس َّلم ي ْقرأ‪َ ﴿ :‬والت ِني َو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫فإن استطاع أحدٌ أن يجمل صوته من غير م ٍ‬
‫بالغة‬ ‫صوت ًا مِنْه َأو قِراء ًة»(‪ِ َّ،)2‬‬
‫َ ِّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫يف التَّجميل؛ َيفعل‪ ،‬ألنَّه َأ ْدعى لل َقبول والتَّدَ بر‪.‬‬

‫مما يختص به‪ :‬أنه ال بدَّ فيه من ال َّت َل ِّقي‪ ،‬فلو كان‬
‫والقرآن العظيم َّ‬
‫يتلق القرآن العظيم؛ مل َي ْع ِرف تَلوته‪ ،‬فمثَلً‪ :‬لو قرأ‪:‬‬
‫شخص متع ِّلم ًا ومل َّ‬
‫ٌ‬
‫﴿ق﴾؛ سوف يقرأها‪َ :‬ق‪ ،‬و ﴿ص﴾؛ سوف يقرأها‪َ :‬‬
‫ص‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫هشام بن عروة عن أبيه رضي ال َّله عنه‪.‬‬


‫(‪ )1‬هو‪ :‬أبو عمارة البراء بن عازب بن حارث بن عدي األنصاري الحارثي الخزرجي‪ ،‬أول‬
‫غزوةٍ شهدها هي أحد‪ ،‬تويف أيام مصعب بن الزبير‪ .‬االستيعاب البن عبد البر (‪.)155/1‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫ٌ‬ ‫البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب القراءة يف العشاء‪ ،‬رقم (‪،)769‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )2‬رواه‬
‫الصَلة‪ ،‬باب القراءة يف العشاء‪ ،‬رقم (‪.)464‬‬
‫‪7‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫النبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم‬ ‫ولهذا كان جبريل عليه السَلم ي ِ‬
‫دارس َّ‬
‫مرة(‪ ،)1‬ويف آخر رمضان من حياته ص َّلى ال َّله عليه‬ ‫القرآن يف ِّ‬
‫كل عا ٍم َّ‬
‫مرتين اثنتين(‪ ،)2‬فَل بدَّ من التل ِّقي من‬ ‫وس َّلم َ‬
‫دارسه جبريل عليه السَلم َّ‬
‫الرسوخ يكون‬ ‫ٍ ِ‬
‫شيخٍ موثوق بعلمه؛ ليكون أوثق يف الحفظ وأرسخ‪ ،‬ومع ُّ‬
‫يعرض القرآن كامَلً عىل‬ ‫إتقان إخراج الحروف‪ ،‬فإن استطاع المسلِم أن ِ‬

‫شيخ متم ِّكن يف فنِّه؛ فليفعل‪.‬‬

‫وضع العلماء المنظومات ُّ‬


‫والشروحات لهذا الف ِّن؛ ألمهيتها يف‬ ‫وقد َ‬

‫َان َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْي ِه‬ ‫عباس رضي ال َّله عنهما‪ ،‬ولفظه‪« :‬ك َ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬كما يف حديث ابن‬
‫ِ‬ ‫َّاس بِا ْل َخ ْي ِر‪َ ،‬وكَا َن َأ ْج َو َد َما َيكون فِي َش ْه ِر َر َم َض َ‬
‫الس ََلم كَا َن‬ ‫ان؛ إِ َّن ِج ْب ِر َيل َع َل ْيه َّ‬ ‫َو َس َّل َم َأ ْج َو َد الن ِ‬

‫َي ْل َقاه فِي ك ِّل َسن ٍَة فِي َر َم َضا َن َحتَّى َين َْسلِ َخ‪َ ،‬ف َي ْع ِرض َع َل ْي ِه َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الريحِ‬ ‫ا ْلق ْرآ َن‪َ ،‬فإِ َذا َلق َيه ِج ْب ِريل؛ كَا َن َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْيه َو َس َّل َم َأ ْج َو َد بِا ْل َخ ْي ِر م َن ِّ‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب بدْ ء الوحي‪ ،‬كيف كان بدء الوحي إىل رسول ال َّله ص َّلى ال َّله‬
‫ُّ‬ ‫ا ْلم ْر َس َل ِة» رواه‬
‫النبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم أجود‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب كان ُّ‬
‫ٌ‬ ‫عليه وس َّلم؟‪ ،‬رقم (‪،)6‬‬
‫الناس بالخير من الريح المرسلة‪ ،‬رقم (‪.)2308‬‬
‫(‪ )2‬كما يف حديث عائشة عن فاطمة رضي ال َّله عنهما‪ ،‬ولفظه‪َ « :‬فإِنَّه َأ ْخ َب َرنِي َأ َّن ِج ْب ِر َيل كَا َن‬
‫َار َضنِي بِ ِه ال َعا َم َم َّر َت ْي ِن‪َ ،‬و َال َأ َرى األَ َج َل إِ َّال َق ِد ا ْقت ََر َب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي َع ِ‬
‫ارضه بِالق ْرآن ك َّل َسنَة َم َّرةً‪َ ،‬وإِنَّه َقدْ ع َ‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب من ناجى‬ ‫ك» رواه‬ ‫َفا َّت ِقي ال َّله واصبِ ِري‪َ ،‬فإِنِّي نِعم الس َلف َأنَا َل ِ‬
‫ُّ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ب ْين يدي الناس‪ ،‬ومن مل يخبر بسر صاحبه‪ ،‬فإذا مات أخبر به‪ ،‬رقم (‪.)6285‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪8‬‬

‫فممن‬ ‫َّ‬
‫وجل للقرآن العظيم‪َّ ،‬‬ ‫تحسين القراءة؛ وهذا مِ ْن ِحفظ ال َّله َّ‬
‫عز‬
‫الج ْمز ِ‬
‫ور ُّي رمحه ال َّله‪.‬‬ ‫وضع ذلك‪ :‬الناظم سليمان َ‬
‫َ‬
‫وهذه المنظومة كان أهل ِ‬
‫العلم َّأول ما َير َغبون يف تع ُّلم التجويد؛‬
‫الشاطبية(‪ ،)2‬ثم َط ِّي َبة‬
‫الج َزر َّية(‪ ،)1‬ثم َّ‬
‫َيبدؤون هبا‪ ،‬ثم َينتقلون بعد ذلك إىل َ‬
‫وج َمعت ج َّل‬ ‫الن َْشر(‪)3‬؛ َّ‬
‫ألن هذه المنظومة سهل ٌة ويسير ٌة وواضح ٌة‪َ ،‬‬
‫أحكام التَّجويد‪.‬‬

‫(‪ )1‬المقدمة الجزرية‪ ،‬ألبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عيل الجزري‪ .‬األعَلم‬
‫للزركيل (‪.)45/7‬‬
‫(‪ )2‬واسمها‪ :‬حرز األماين ووجه التهاين‪ ،‬لإلمام القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي الرعيني‪.‬‬
‫طبقات الشافعيين (‪.)722/1‬‬
‫(‪ )3‬طيبة النشر يف القراءات العشر‪ ،‬ألبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عيل بن يوسف‬
‫الجزري‪ .‬غاية النهاية يف طبقات القراء (‪.)247/2‬‬
‫‪9‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫َّالجمَّ َُّزورَّ َِّّ‬


‫يَّرمحهَّالل َّه‬ ‫ترمجةَّاإلمام َ َّ‬

‫اسمه‪َّ،‬و َنسبه‪َّ،‬ونسبته‪:‬‬
‫الج ْمزوري‪.‬‬
‫هو‪ :‬سليمان بن حسين بن محمد َ‬
‫والجمزوري نسب ًة إىل بلدة مجْزور يف مصر‪ ،‬وهي قريبة من مدينة‬
‫َ‬
‫طنطا (‪.)1‬‬
‫لقبه‪َّ:‬‬
‫ل ِّقب باألفندي واشتهر به‪ ،‬وهي كلمة تركيَّة يشار هبا للتعظيم إال‬
‫أهنم يستعملوهنا بالميم بدل الياء غالب ًا (‪.)2‬‬

‫مولده‪:‬‬
‫األول سنة بضع وستين بعد المئة‬
‫ولد يف طنطا مصر يف شهر ربيع َّ‬
‫واأللف من الهجرة (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬فتح األقفال شرح تحفة األطفال (ص‪ ،)3‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري‬
‫القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬
‫(‪ ،)649/2‬إمتاع الفضَلء بتراجم َّ‬
‫(‪ )2‬فتح األقفال شرح تحفة األطفال (ص‪ ،)3‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري‬
‫القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬
‫(‪ ،)649/2‬إمتاع الفضَلء بتراجم َّ‬
‫القراء فيما بعد‬
‫(‪ )3‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري (‪ ،)649/2‬إمتاع الفضَلء بتراجم َّ‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪10‬‬

‫نشأته‪َّ:‬‬
‫تف َّقه عىل مشايخ كثيرين ب َطن َطا‪ ،‬وأخذ القراءات والتجويد عن النور‬
‫ِ‬
‫الم ِيهي(‪ ،)1‬وكان تلميذ ًا لسيدي مجاهد األمحدي‪ ،‬وهو شيخه الذي ل َّق َبه‬

‫باألفندي‪ ،‬وله جهود مشهودة يف خدمة القراءات والتجويد(‪.)2‬‬

‫شيوخه‪ََّّ:‬‬
‫ِ‬
‫شيوخه(‪:)3‬‬ ‫من‬
‫‪ .1‬عيل بن عمر بن أمحد بن عمر ناجي بن فنيش ِ‬
‫الم ِيهي‪،‬‬ ‫ْ‬

‫تويف سنة (‪1204‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .2‬سيدي مجاهد األمحدي‪.‬‬

‫القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬


‫(‪ )1‬هو‪ :‬عيل بن عمر بن أمحد العوين الميهي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬تويف سنة (‪1204‬هـ)‪ .‬األعَلم‬
‫للزركيل (‪.)316/4‬‬
‫القراء فيما بعد‬
‫(‪ )2‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري (‪ ،)649/2‬إمتاع الفضَلء بتراجم َّ‬
‫القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬
‫القراء فيما بعد‬
‫(‪ )3‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري (‪ ،)649/2‬إمتاع الفضَلء بتراجم َّ‬
‫القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬
‫‪11‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫مؤلفاته َّ‪:‬‬
‫منها(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬تحفة األطفال‪.‬‬
‫‪ .2‬فتح األقفال شرح تحفة األطفال‪.‬‬
‫‪ .3‬كنز المعاين بتحرير ِحرز األماين‪.‬‬
‫‪ .4‬الفتح الرمحاين بشرح كنز تحرير حرز األماين‪.‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وفاته َّ‪:‬‬
‫ال يعرف بالتحديد سنة وفاته‪ ،‬لكن آخر ما عرف أنه كان حي ًا سنة‬
‫ٍ‬
‫وثمان وتسعين من الهجرة (‪1198‬هـ)(‪.)2‬‬ ‫ألف ومئة‬
‫***‬

‫(‪ )1‬معجم المؤلفين (‪ ،)257/4‬هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري (‪ ،)649/2‬إمتاع‬
‫القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (‪.)139/2‬‬
‫الفضَلء بتراجم َّ‬
‫(‪ )2‬معجم المؤلفين (‪.)257/4‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪12‬‬

‫َِّّ‬
‫مقدمةَّالنَّاظَّمَّ‬

‫س َلي َامنُ َّ ُه َوَّ َ‬


‫الجم ُزوري َّ‬ ‫‪َ ََّّ-1‬ي ُق ُ‬
‫ولَّ َراجيَّ َرح َمةَّ ال َغ ُفورَّ َّ َّ َدوم ًاَّ ُ‬
‫َت َ َّ‬
‫ل َّ‬ ‫َو َمنَّ‬ ‫َوآلهَّ‬ ‫ُمم ٍدَّ‬
‫ى َّ َّ َّ ُ َ‬ ‫َّ‪َ َّ َّ-2‬‬
‫الحم ُدَّ للهَّ ُم َص ِّلي ًاَّ َع َل َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫قال يف َمط َلعها‪:‬‬
‫( َي ُق ُ‬
‫ول َّ َراجي ََّرح َمةَّال َغ ُفورَّ) يعني‪ :‬المؤ ِّلف رمحه ال َّله‪ ،‬راجي ًا لها‪،‬‬
‫وجل َع َليه يف ذلك‪.‬‬ ‫طالب ًا لها‪ ،‬موقِن ًا بنزول رمحة ال َّله َّ‬
‫عز َّ‬
‫( َدوم ًَّا) يعني‪ :‬دائم ًا يطلب رمحة ال َّله‪َّ.‬‬
‫َّالجم ُزوري) يقصد ن ْفسه هو‪ :‬سليمان بن حسين بن‬ ‫س َلي َامنُ ُ‬
‫َّه َو َ‬ ‫( ُ‬
‫محمد الجمزوري‪.‬‬
‫لَلستغراق؛ يعني‪ :‬مجيع المحامد ل َّله‪،‬‬
‫َ‬ ‫الحم ُدَّلَّلهَّ) األلف والَلم‬
‫( َ‬
‫وعليه‪ :‬فَل يجوز إطَلق كلمة الحمد عىل غير ال َّله‪ ،‬فَل يقال للشخص‬
‫اآلخر‪ :‬الحمد لك‪ ،‬وإنَّما يقال‪ :‬الثناء عليك‪ ،‬أو ُّ‬
‫الشكر لك وهكذا‪.‬‬
‫والحمد‪ :‬ذكْر محاسن المحمود مع ح ِّبه وتعظيمه(‪)1‬؛ يعني‪ :‬ال َّله َّ‬
‫عز‬
‫وحلمه‪،‬‬ ‫حال‪ ،‬أذكر محاسنه ‪ -‬من مغفرته‪ِ ،‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫وجل هو المحمود عىل ِّ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬بدائع الفوائد (‪.)93/2‬‬


‫‪13‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫وكرمه‪ ،‬وعطاءه‪ ،‬وغير ذلك ‪ -‬وأذكر ذلك وقلبي ميل ٌء بمحبة ال َّله‬
‫سبحانه‪ ،‬مع ِّظ ٌم له‪.‬‬
‫وجل وهو غير مع ِّظ ٍم له؛ ال يكون‬
‫عز َّ‬
‫حمد ال َّله َّ‬
‫فلو كان الشخص َي َ‬
‫حب له؛ ال يكون محد ًا‪.‬‬
‫محد ًا‪ ،‬وكذا لو كان غير م ٍّ‬
‫فَل بدَّ من اجتماع هذه األمور الثَلثة‪ :‬ذكِر محاسن المحمود‪ ،‬مع‬
‫حبِّه‪ ،‬وتعظيمه‪.‬‬
‫وجل عىل نبيه يف‬ ‫عز َّ‬ ‫َُّمم ٍَّد) يعني‪ :‬داعي ًا بأن يثني ال َّله َّ‬ ‫َّع َلى ُ َ‬ ‫( ُم َص ِّلي ًا َ‬
‫ُمم ٍَّد) ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم‪َ ( ،‬وآل َّه) وهم‬
‫المأل األعىل‪ُ ( ،‬م َص ِّلي ًاَّ َع َلىَّ ُ َ‬
‫أتباعه و َمن كان عىل طريقته(‪.)1‬‬
‫أي‪ :‬و َمن سار عىل طريقتهم‪ ،‬فأنا أص ِّلي عليه؛ كما يف‬ ‫( َو َمنَّ َت َ َّ‬
‫ل) ْ‬
‫حي َن»‪ ،‬قال الن ُّبي‬ ‫اد ال َّله الصال ِ ِ‬ ‫حديث التَّحيات‪« :‬الس ََلم َع َلينَا و َع َلى ِعب ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم‪َ « :‬فإِنَّك ْم إ َذا َف َع ْلت ْم َذل ِ َك؛ َف َقدْ َس َّل ْمت ْم َع َلى ك ِّل َعبْ ٍد‬
‫ض»(‪َّ.)2‬‬ ‫صالِحٍ فِي السمو ِ‬
‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬الحاوي الكبير (‪.)517/7‬‬


‫سمى قوم ًا‪ ،‬أو س َّلم يف الصَلة عىل غيره‬
‫البخاري‪ ،‬أبواب العمل يف الصَلة‪ ،‬باب من َّ‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )2‬رواه‬
‫مواجه ًة‪ ،‬وهو ال يعلم‪ ،‬رقم (‪ ،)1202‬من حديث عبد ال َّله بن مسعودٍ رضي ال َّله عنه‪.‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪14‬‬

‫الم ُد َّ‬
‫ود َّ‬ ‫‪َ َّ َّ-3‬و َبع ُدَّ َه َذاَّ النظ ُمَّ لل ُمر َّ‬
‫يد َّ َّ فيَّ النونَّ َوالتنوينَّ َو ُ‬
‫سمي ُت ُهَّ بـَّ « ُتح َفةَّ األَط َفال»َّ َّ َّ َّ َعن َ‬
‫َّشيخ َناَّ«الميه ِّي»َّذيَّال َك َاملَّ َّ‬ ‫َّ‪َ ََّّ-4‬‬
‫َوالث َوا َب َّا َّ‬ ‫َوال َق ُب َ‬
‫ولَّ‬ ‫َّ‪َ َّ َّ-5‬أر ُجوَّ بهَّ َأنَّ َين َف َعَّ الطل َباَّ َّ َّ َّ َواألَج َرَّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الر َجز‪.‬‬ ‫( َوبَع ُد ََّه َذاَّالنظ َُّم) يعني‪ :‬هذا النَّظم‪ ،‬من ْ‬
‫بحر َّ‬
‫(لل ُمريدَّ) يعني‪ :‬لمريد التجويد وطالب التجويد‪.‬‬
‫الم ُدودَّ َّ) َذكَر هذه‬
‫ما الذي َذكر فيه؟ قال‪( :‬فيَّ النونََّّ َوالتنوينَّ َو ُ‬
‫األمور األساس َّية‪ْ - ،‬‬
‫وإن كان استَطرد يف غيرها‪ ،‬كما سيأيت يف‪ :‬أحكام الم‬
‫فصل فيها‪.‬‬
‫أل والم الفعل‪ ،‬وأحكام الميم ‪ -‬ثم بعد ذلك سوف ي ِّ‬
‫سمي ُت ُهَّ بـَّ « ُتح َفةَّ األَط َفال»)؛ يعني‪َّ :‬‬
‫سميت هذا النظم بتحفة‬ ‫( َ‬
‫وضع هذا النظم‪،‬‬
‫األطفال‪ ،‬قال الناظم يف شرحه لها ‪ -‬يعني‪ :‬الناظم َ‬
‫وسماه‪ :‬فتح األقفال ‪« :-‬ممن هو مثيل يف هذا الف ِّن»(‪،)1‬‬
‫ووضع له شرح ًا َّ‬
‫َ‬
‫وهذا من تواضعه رمحه ال َّله‪ ،‬فَل يقصد باألطفال صغار الس ِّن فقط‪ ،‬وإنما‬
‫ِ‬
‫المبتدئ يف هذا الفن؛ وضعت له هذه القواعد‪.‬‬ ‫يعني‪:‬‬
‫َّشيخ َناَّ«الميهي») يعني‪ :‬ناقَلً عن شيخي ِ‬
‫الم ِيه ِّي‪ ،‬وهو‪ :‬عيل‬ ‫( َعن َ‬
‫ِّ‬

‫(‪ )1‬فتح األقفال (ص‪.)20‬‬


‫‪15‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫والم ِيه ِّي نسبة إىل‪ :‬مِيه؛ بلدة يف‬


‫الم ِيهي‪ ،‬مصري كذلك‪ِ ،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ِّ‬
‫بن عمر بن أمحد ِ‬

‫مصر‪ ،‬من توابع المنوفية‪ ،‬وشيخه هذا تويف عام ألف ومئتين وأربعة‬
‫للهجرة (‪1204‬هـ) (‪.)1‬‬
‫مجمل ٌة‪ ،‬والمقصود بذي الكمال؛ يعني‪:‬‬
‫َ‬ ‫(ذيََّّ َ‬
‫الك َاملَّ) هذه كلم ٌة‬
‫صاحب الكمال‪ ،‬واألخَلق المحمودة من البشر؛ يعني‪ :‬أرجو أن يكون‬
‫كذلك‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ذيَّال َكامل) المقصود فيما هو من خصائص المخلوقين‪ََّّ.‬‬

‫( َأر ُجوَّبه ََّأنَّ َين َف َعَّالطل َبا) يعني‪ :‬أ َؤ ِّمل أن ال َّله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل َينفع به‬

‫الطَلب‪.‬‬
‫َّ‬

‫( َواألَج ََّر) أي‪ :‬أن يكتب يل فيه األجر‪.‬‬


‫( َوال َق ُب َ َّ‬
‫ول) أي‪ْ :‬‬
‫أن يكتب يل فيه القبول يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وج ِزيل العطاء‪َّ.‬‬ ‫( َوالث َوابَا) أي‪ْ :‬‬
‫أن يكتب يل فيه الثواب‪َ ،‬‬

‫***‬

‫(‪ )1‬ينظر ترمجته يف‪ :‬األعَلم للزركيل (‪ ،)316/4‬معجم المؤلفين (‪.)157/7‬‬


‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪16‬‬

‫َأح َك َُّ‬
‫امَّالنونََّّالساك َنةََّّ َوالتنوينََّّ‬

‫ين َّ َّ َأر َب ُعَّ َأح َكامٍَّ َف ُخذَّ َتبيينيَّ َّ‬


‫‪ََّّ-6‬للنونَّ إنَّ َتس ُكنَّ َوللتنو َّ‬

‫َّ‪َ ََّّ-7‬فاألَو ُلَّ اإلظهَ ُارَّ َقب َلَّ َأح ُر َّ‬


‫ف َّ َّ َّلل َحلقَّ س ٌّ‬
‫تَّ ُر ِّت َبتَّ َفل َتعرفَّ َّ‬

‫َخا ُءَّ َّ‬ ‫َغي ٌنَّ‬ ‫ُثمَّ‬ ‫َّ‪َ َّ َّ-8‬هم ٌزَّ َفهَ ا ٌءَّ ُثمَّ َعي ٌنَّ َحا ُءَّ َّ َّ َّ ُمه َم َل َتانَّ‬

‫شرع َّيف تفصيل ما َذكَره؛ ألنَّه قال‪( :‬فيَّ‬


‫وضع هذه المقدِّ مة‪ ،‬بدأ َي َ‬
‫لما َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬

‫الم ُدود)‪ ،‬فبدأ بأحكام النُّون الساكنة والتنوين‪.‬‬


‫النون ََّوالتنوين ََّو ُ‬
‫والفرقَّبينَّالنونَّالساكنةَّوالتنوين‪:‬‬
‫أن النون الساكنة تكتب‪ ،‬وتنطق وصَلً ووقف ًا‪.‬‬
‫َّ‬
‫أ َّما التنوين‪ :‬سواء كان بالرفع أو النصب أو الخفض؛ فينطق وصَلً‪،‬‬
‫وال يكتب كحرف‪ ،‬وإنما يوضع كعَلمة فقط‪ ،‬وال ينطق وقف ًا‪.‬‬
‫فمثَلً‪ :‬تقول‪« :‬مِ ْن»؛ هذه النون منطوق ٌة‪ ،‬ويف التنوين تقول‪« :‬بيت»‪،‬‬
‫وصلت؛ تقول‪« :‬بي ٌت مجيل»‪.‬‬
‫َ‬ ‫لكن إذا‬
‫وأحكامهما واحدةٌ؛ من ناحية األحكام األربعة ‪ -‬كما سيأيت ‪ :-‬يف‬
‫اإلظهار‪ ،‬واإلدغام‪ ،‬واإلقَلب‪ ،‬واإلخفاء‪.‬‬
‫المتحركة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫(للنونَّإنَّ َتس ُكنَّ َّ) يعني‪ :‬إذا كانت ساكن ًة؛ َأ َ‬
‫خرج بذلك‬
‫‪17‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫فالنُّون المتحركة ليس لها أحكا ٌم‪ ،‬وهي كبقية الحروف‪ ،‬مثل‪ :‬ف‪ ،‬ط‪،‬‬
‫س‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫( َوللتنوينَّ) كذلك له أربعة أحكا ٍم كالنون الساكنة‪.‬‬
‫( َأر َب ُعَّ َأح َكا ٍَّم) أصلها‪ :‬أربعة أحكام‪َ ،‬‬
‫وح َذ َ‬
‫ف التاء المربوطة؛‬
‫الوزن‪َ ( ،‬ف ُخذَّ َتبييني)‪ :‬فخذ ما سأبينه لك‪.‬‬
‫لضرورة َ‬
‫ار) من هذه األحكام األربعة ( َقب َل ََّأح ُرفَّ)َّ يعني‪:‬‬
‫( َفاألَو ُلَّاإلظهَ َُّ‬
‫وجود النون الساكنة أو التنوين ق ْبل األحرف‪.‬‬
‫َّر ِّت َبتَّ َفل َتعرفَّ) وهي‪:‬‬ ‫(لل َحلقَّس ٌّ‬
‫ت َُّ‬

‫َّ ُمهَّـ َم َل َتانَّ ُثمَّ َغي ٌنَّ َخا َُّء) َّ‬ ‫َّحـا ُءََّّ‬ ‫( َهم ٌزَّ ََّفــهَ ا ٌءَّ ُثم َ‬
‫َّعيَّـ ٌن َ َّ‬
‫َّ‬ ‫هذه هي حروف اإلظهار‪.‬‬
‫ظهر الحرف الذي بعدها كما‬ ‫ظهر النُّون‪ ،‬وت ِ‬
‫ومعنى اإلظهار‪ :‬أن ت ِ‬

‫كم أبد ًا‪ ،‬فمثَلً‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫هو؛ يعني‪ :‬تنطق الحرف كأنه مل يأت إليه ح ٌ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫مهز‪ ،‬مثل‪ِ ﴿ :‬من أح ٍد مِن العال ِمني﴾‪،‬‬‫( َهم ٌَّز) النون ساكن ٌة بعدها ٌ‬
‫تظهر النون‪ ،‬وتظهر الهمزة‪.‬‬
‫َََْْ َ‬
‫واحدة‪ ،‬مثل‪﴿ :‬وينأون﴾‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫كذلك إذا كانت الهمزة والنون يف‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪18‬‬

‫نون ساكن ٌة بعدها ها ٌء‪.‬‬ ‫( َفهَ ا ٌَّء)‪ ،‬مثل‪َ ﴿ :‬و ُه ْم َينْ َه ْو َن﴾ ٌ‬
‫ٍ‬
‫كلمة‪ ،‬أو كلمتين َّ‪َّ.‬‬ ‫وقد يأيت اإلظهار من‬
‫َ‬
‫ظهرها‪.‬‬ ‫ن)‪ ،‬مثل‪ِ ﴿ :‬م ْن َعل ٍق﴾َّ ٌ‬
‫نون ساكن ٌة بعدها عي ٌن؛ ن ِ‬ ‫( ُثم َ‬
‫َّعي ٌَّ‬
‫َ ْ َْ ُ‬
‫ث﴾َّنو ٌن ساكن ٌة بعدها حا ٌء؛ ن ِ‬
‫ظهرها‪.‬‬ ‫( َحا َُّء)‪ ،‬مثل‪﴿ :‬و ِمن حي‬
‫( ُمه َم َل َتانَّ) أي‪ :‬غير منقوطتان‪.‬‬
‫َ َ ُْ ُ َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌْ َ‬
‫ون﴾‪ ،‬و ﴿فسينغِضون إَِلك‬ ‫ن) مثل‪﴿ََّّ:‬أجر غي ممن ٍ‬ ‫( ُثمَّ َغي ٌَّ‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪ ،‬وال توجد يف القرآن كلم ٌة يف إظهار‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫وس ُه ْم﴾‪ ،‬هذه يف‬ ‫ُر ُء َ‬

‫الغين؛ سوى هذه اآلية‪.‬‬


‫( َخا َُّء)‪ ،‬مثل‪ِ ﴿ :‬م ْن َخ ْو ٍف﴾ ٌ‬
‫نون ساكن ٌة بعدها خا ٌء؛ ن ِ‬
‫ظهرها‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫‪َ َّ َّ-9‬والثانَّ إد َغ ٌامَّ بست ٍةَّ َأ َت َّ‬


‫ت َّ َّ فيَّ « َير ُم ُلونَ »َّ عن َد ُهمَّ َقدََّّ َث َب َتتَّ َّ‬

‫َّ‪َ ََّّ-10‬لكنهَ اَّ قس َامنَّ قس ٌمَّ ُيد َغ َامَّ َّ َّ َّفيهَّ ب ُغن ٍةَّ بـَّ « َين ُمو»َّ ُعل ََّام َّ‬

‫ان»َّ َت َ َّ‬
‫ل َّ‬ ‫َّ‪َّ َّ-11‬إَّلَّ إ َذاَّ َكا َناَّ بكل َم ٍةَّ َف َ َّ‬
‫ل َّ َّ َُّتدغمَّ َكـَّ« ُدن َيا»َّ ُثمَّ«صن َو ٍ‬

‫َّ‪َ َّ َّ-12‬والثانَّ إد َغ ٌامَّ ب َغيرَّ ُغن َّه َّ َّ َّفيَّ اللمَّ َوالراَّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫( َوالثانَّ إد َغ ٌَّ‬
‫ام) يعني‪ :‬الحكم الثاين من أحكام النون الساكنة‬
‫والتنوين‪ :‬اإلدغام‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أحرف َ‬
‫سأذكرها لك‪.‬‬ ‫(بست ٍة ََّأ َتتَّ) يعني‪ :‬بستة‬
‫(فيَّ « َير ُم ُلونَ »َّ عن َد ُهمَّ َقدَّ َث َب َتتَّ) يعني‪ :‬حروف اإلدغام ستَّ ٌة‪،‬‬
‫مجموع ٌة يف قولهم‪َ ( :‬ير ُم ُل ََّ‬
‫ون) يعني‪( :‬الياء‪ ،‬الراء‪ ،‬الميم‪ ،‬الَلم‪ ،‬الواو‪،‬‬
‫النون)‪.‬‬
‫بمتحر ٍك‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ساكن‬ ‫واإلدغام معناه‪ :‬اإلدخال(‪ ،)1‬وهو‪ :‬التقاء حر ٍ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫الساكن مع‬ ‫تقى‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫ك‬ ‫متحر‬ ‫والياء‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫ساكن‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ن‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫﴾‬ ‫مثل‪َ ﴿ :‬م ْن ي َ َش ُ‬
‫اء‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫األول يف الثاين؛ يعني‪ :‬أ ِزيله‪ ،‬فأقول‪« :‬م َّيشاء»‪.‬‬ ‫المتحرك؛ أ ِ‬
‫الحرف َّ‬
‫َ‬ ‫دغم‬ ‫ِّ‬
‫وهذا اإلدخال َينقسم إىل قِسمين‪َّ:‬‬

‫(‪ )1‬لسان العرب (‪.)203/12‬‬


‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪20‬‬

‫ٍ‬
‫بصوت من خيشو ٍم َيخرج‪،‬‬ ‫أن ندخله بغنَّة؛ يعني‪:‬‬‫القسمَّاألول‪َّ:‬إ َّما ْ‬

‫اء﴾‪ ،‬ويسمى‪ :‬إدغام ًا ناقص ًا‪.‬‬ ‫مثل‪َ ﴿ :‬م ْن ي َ َش ُ‬

‫دخل ومل يغ َّن‪ ،‬مثل‪ :‬النون بعدها الراء‪:‬‬ ‫القسمَّ الثاين‪ :‬بغير غن ٍَّة‪ ،‬أ ِ‬

‫﴿ ِم ْن َر تب ِ ِه ْم﴾؛ يعني‪َ :‬أحذف النون تمام ًا‪ ،‬وال أغن‪ ،‬ويكون الحرف عن‬
‫حرفين‪ ،‬فأقول‪ِ ﴿ :‬م ْن َر تب ِ ِه ْم﴾ ‪ -‬كما سيأيت‪( :‬فيَّاللم ََّوالراََّّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ) ‪،-‬‬
‫ويسمى‪ :‬إدغام ًا كامَلً‪.‬‬
‫( َلكنهَ اَّقس َامنَّقس ٌمَّ ُيد َغ ََّام) يعني‪ :‬القسمَّاألول من أقسام اإلدغام‪:‬‬
‫اإلدغام بغنَّة؛ يعني‪ :‬اإلدغام ينقسم إىل قِسمين‪.‬‬
‫(فيهَّ ب ُغن ٍةَّ بـَّ « َين ُمو»َّ ُعل ََّام) يعني‪ :‬حروف اإلدغام بغنَّة أربع ٌة‪،‬‬
‫مجموع ٌة يف قولهم‪َ ( :‬ينَّ َُّمو) َّ‪.‬‬
‫َ ْ ُ ُ‬
‫(يا ٌَّء)‪ ،‬مثل‪﴿ :‬من ي ِريد﴾ َأ ْ‬
‫دغمها‪ ،‬واحذف النون تمام ًا‪ ،‬و ْأ ِ‬
‫ت بغنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫(نو ٌَّن)‪ ،‬مثل‪ِ ﴿ :‬م ْن ُن ْط َف ٍة فَإ َذا ُه َو َخ ِص ٌ‬
‫يم ُمب ٌ‬
‫ني﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫و(مي ٌَّم)‪ ،‬مثل‪﴿ :‬م َِّما خ ِطيئَات ِ ِه ْم﴾‪ ،‬أصلها‪ :‬من ما‪ ،‬أدغم الحرف‬
‫األول يف الثاين‪ ،‬وجعل الثاين هو المشدَّ د‪.‬‬
‫األول يف الثاين‪ ،‬فدَ خل َّ‬
‫َّ‬
‫‪21‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫َ‬
‫و(الواو) كذلك‪ ،‬مثل‪َ ﴿ :‬و َما ل ُه ْم م ِْن ُدونِهِ ِم ْن َو ٍال﴾ احذف النون‬
‫ت بغن ٍَّة‪.‬‬
‫تمام ًا‪ ،‬وانْطق الواو مع الغنَّة؛ فتقول‪« :‬مِوال»‪ ،‬و ْأ ِ‬
‫َّ‬
‫غلق األنف‪ ،‬فإ ْن‬‫فأ ِ‬‫أردت أ ْن َتعرف هل َخرج بغنَّة أم ال؟ َ‬
‫َ‬ ‫وإذا‬
‫تأت بغن ٍَّة‪،‬‬
‫استطعت أن َتنطق الحرف ‪ -‬مع إغَلق األنف ‪-‬؛ معناه‪ :‬مل ِ‬
‫ْ‬
‫استطعت أن‬
‫َ‬ ‫وقلت‪ِ ﴿ :‬م ْن َو ٍال﴾ وما‬
‫َ‬ ‫ونطقت‪،‬‬
‫َ‬ ‫أغلقت األنف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وإن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أن الحكم‬ ‫ت ِ‬
‫خرج غنَّ ًة؛ فاعلم َّ‬
‫قلت‪ِ ﴿ :‬م ْن َر تب ِ ِه ْم﴾ أ ْغ ِ‬
‫لق األنف‪،‬‬ ‫ومِثله يف اإلدغام بغير غنَّة؛ فلو َ‬
‫فإذا َخرج شي ٌء‪ ،‬أو أراد أن َيخرج شي ٌء من األنف‪ ،‬فإنه بغن ٍَّة؛ فتقول‪:‬‬
‫كم غير صحيحٍ ‪ ،‬ألنَّا نريد بغير غن ٍَّة‪.‬‬
‫ح ٌ‬
‫والضابطَّيفَّال ُغنة‪ :‬إغَلق األنف وعدَ مه‪َّ.‬‬
‫ل) يعني‪ :‬اإلدغام بغن ٍَّة ال يكون إال يف‬ ‫ثم قال‪(َّ:‬إَّلَّإ َذاَّ َكا َناَّبكل َم ٍةَّ َف َ َّ‬
‫أن يكون يف كلمتين‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫واحدة‪ ،‬فَل بدَّ ْ‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫كلمتين‪ ،‬وال يأيت مطلق ًا يف‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ََ ُ‬
‫ني ف ْر ٍث َود ٍم ْلَنا﴾‪َّ.‬‬
‫﴿من يشاء﴾‪﴿ ،‬من ي ِريد﴾‪﴿ ،‬مِن ب ِ‬
‫دغم أبد ًا؛ لذلك قال‪(ََّّ:‬إَّلَّ إ َذاَّ َكا َناَّ‬ ‫واحدة ال ت ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫فإذا كان يف‬
‫بكل َم ٍة) ‪َّ-‬حتى ولو كانت نون ًا ساكن ًة ‪َ ( -‬ف َلَّ ُتدغمَّ َكـَّ« ُدن َيا») مثل لفظ‪:‬‬
‫شرح حتفة األطفال‬ ‫‪22‬‬

‫دْ‬ ‫النْ َيا﴾ ال ت ِ‬ ‫«د ْنيا»‪ ،‬مثل‪﴿ :‬إ ِ َّن َما َه ِذه ِ َ‬
‫احل َياةُ د‬
‫الن َيا﴾ فَل تقل‪:‬‬ ‫دغم يف ﴿‬
‫ٍ‬
‫كلمة‪.‬‬ ‫الدُّ يا؛ بل ْأبقها؛ ألنها يف‬
‫نوان‪ ،‬كما قال سبحانه‪:‬‬ ‫ل)؛ يعني‪ :‬وأيض ًا ِص ٌ‬ ‫( ُثمََّّ«صن َو ٍ‬
‫ان»َّ َت َ َّ‬
‫ْ ٌ َ ٌ‬
‫ان﴾‪ ،‬وكذلك‪ :‬قِنوان يف القرآن‪﴿ ،‬ق ِن َوان دان َِية﴾‪َّ،‬‬ ‫ي ِ َْ‬ ‫ان َو َغ ْ ُ‬
‫َْ ٌ‬
‫صنو ٍ‬ ‫صنو‬‫﴿ ِ‬
‫ْ ٌ‬
‫أتت نو ٌن ساكن ٌة يف‬ ‫ٍ َّ‬
‫كلامت يف القرآن؛ ْ‬ ‫وكذلك‪﴿ :‬بُن َيان﴾‪ ،‬فهذه أربعَّ‬
‫وسط الكلمة‪ ،‬وال تد َغم‪.‬‬
‫َّخامسة يف غير القرآن وهي‪« :‬عنْوان»؛ كذلك ال تد َغم‪.‬‬ ‫ٌَّ‬ ‫ٌ‬
‫وكلمة‬
‫إذًَّا‪ :‬اإلدغام بغن ٍَّة ال بدَّ أن يكون يف كلمتين‪ ،‬سواء تنوي ٌن بعده حرف‬
‫نون ساكن ٌة بعدها حرف اإلدغام‪.‬‬
‫اإلدغام‪ ،‬أو ٌ‬
‫( َوالثانََّّإد َغ ٌامَّ ب َغيرَّ ُغنهَّ)؛ يعني‪ :‬القسمَّ الثاين من أقسام اإلدغام‪:‬‬
‫اإلدغام بغير غن ٍَّة‪.‬‬
‫(فيَّاللم ََّوالراَّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ)؛ يعني‪ :‬حروف اإلدغام بغير غنَّة‪ :‬الَلم‬
‫والراء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ََُ ْ ُ َ‬
‫جذاذا إَِّل كبِيا ل ُه ْم﴾ تنوي ٌن وبعده ال ٌم‪ ،‬أو نونٌ‬ ‫مثل‪﴿ :‬فجعلهم‬
‫ْ َت ْ‬
‫كرر الراء‪.‬‬‫بعدها را ٌء‪ِ ﴿ :‬من رب ِ ِهم﴾‪ ،‬لكن‪ِّ :‬‬
‫‪23‬‬ ‫مقرر األسبوع األول‬

‫***‬

You might also like