Professional Documents
Culture Documents
ِّ
المقدمةَّ
ِ الر ِح ِ
الح ْمد ل َّله َر ِّب ال َعا َلمي َنَ ،و َّ
الص ََلة يمَ ، بِ ْس ِم ال َّله َّ
الر ْح َم ِن َّ
آلهَ ،و َأ ْص َحابِ ِه َأ ْج َم ِعي َنَ ،أ َّما َب ْعد:
والس ََلم َع َلى َنبِينَا محم ٍد ،و َع َلى ِ
ِّ َ َّ َ َ َّ
َّ
للشيخ :سليمان بن حسين بن محمد وهذه المنظومة
أهل مصر ،وتويف يف َطنْ َطا ،وكان من كبار الج ْمز ِ
وري رمحه ال َّله ،وهو من ْ َ
الم ِ
قرئين يف عصره ،وال يعلم متى تاريخ وفاته؛ لكنه من أهل القرن الثاين
عشر.
ون َظم هذه المنظومة يف عام ألف ومئة وثمانية وتسعين ()1198
للهجرة ،وجعلها يف أصول علم التَّجويد ،وأعرض عن بعض أحكام
التجويد؛ كأحكام الوقف واالبتداء ،وصفات الحروف ،ومخارجها.
والمقصود بالتجويد هو :إعطاء الحروف ح َّقها ،من غير َتنَ ُّطع فيها،
خارج عما أ ِنزل من أجله القرآن ،كما يف
ٌ فإذا كان يف القراءة َتنَ ُّطع؛ فإنه
َ ٌ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ٌ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ُ
قوله سبحانه﴿ :كِتاب أنزْلاه إَِلك مبارك َِلدبروا آياتِهِ و َِلتذكر أولو
َ َْْ
اب﴾ [ص.]29 :
اْلْل ِ
ولهذا رأى شيخ اإلسَلم( )1رمحه ال َّله تحريم ال َّتنَ ُّطع( )2يف تَلوة
القرآن العظيم( ،)3ويخشى أن يكون المتشدِّ د يف إخراج الحروف ممن
َيدخل يف قوله صىل ال َّله عليه وسلم« :إِ َّن َأ ْب َغ َضك ْم إِ َل َّي َو َأ ْب َعدَ ك ْم مِنِّي
ون(َ َّ)4والمتَ َفيْ ِهقو َن»(.)5 القيَا َم ِة :الثَّ ْر َثارو َن َوالمت ََشدِّ ق َ
مجلِس ًا يوم ِ
َْ َ َ ْ
ٍ
نقص. ٍ
زيادة فيها وال
وقد كان الن َُّّبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم عربي ًا فصيح ًا ،وكانت قراءته
ِ ()1
السلي َقة ،مع إعطاء الحروف حقو َقها ،فكان يقرأ يف َّ
الركعة عىل َّ
الواحدة :بالبقرة والنساء وآل عمران( ،)2ولو كانت قراءته فيها تن ُّطع؛ مل
ولخرج عليه الفجر وهو مل ِ
ينته بعد. ٍ
واحدةَ ، ٍ
ركعة يستطع قراءة ذلك يف
فلو كان يف قراءهتم تشدُّ ق ،أو تن ُّطع ،أو تأخير يف إخراج الحروف،
ونحو ذلك؛ َل َما استطاعوا أن يقرؤوا تلك القراءة يف ذلك الوقت الوجيز.
مما يختص به :أنه ال بدَّ فيه من ال َّت َل ِّقي ،فلو كان
والقرآن العظيم َّ
يتلق القرآن العظيم؛ مل َي ْع ِرف تَلوته ،فمثَلً :لو قرأ:
شخص متع ِّلم ًا ومل َّ
ٌ
﴿ق﴾؛ سوف يقرأهاَ :ق ،و ﴿ص﴾؛ سوف يقرأهاَ :
ص ،وهكذا.
النبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم ولهذا كان جبريل عليه السَلم ي ِ
دارس َّ
مرة( ،)1ويف آخر رمضان من حياته ص َّلى ال َّله عليه القرآن يف ِّ
كل عا ٍم َّ
مرتين اثنتين( ،)2فَل بدَّ من التل ِّقي من وس َّلم َ
دارسه جبريل عليه السَلم َّ
الرسوخ يكون ٍ ِ
شيخٍ موثوق بعلمه؛ ليكون أوثق يف الحفظ وأرسخ ،ومع ُّ
يعرض القرآن كامَلً عىل إتقان إخراج الحروف ،فإن استطاع المسلِم أن ِ
َان َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْي ِه عباس رضي ال َّله عنهما ،ولفظه« :ك َ ٍ ( )1كما يف حديث ابن
ِ َّاس بِا ْل َخ ْي ِرَ ،وكَا َن َأ ْج َو َد َما َيكون فِي َش ْه ِر َر َم َض َ
الس ََلم كَا َن ان؛ إِ َّن ِج ْب ِر َيل َع َل ْيه َّ َو َس َّل َم َأ ْج َو َد الن ِ
َي ْل َقاه فِي ك ِّل َسن ٍَة فِي َر َم َضا َن َحتَّى َين َْسلِ َخَ ،ف َي ْع ِرض َع َل ْي ِه َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْي ِه َو َس َّل َم
ِ ِ ِ
الريحِ ا ْلق ْرآ َنَ ،فإِ َذا َلق َيه ِج ْب ِريل؛ كَا َن َرسول ال َّله َص َّلى ال َّله َع َل ْيه َو َس َّل َم َأ ْج َو َد بِا ْل َخ ْي ِر م َن ِّ
البخاري ،كتاب بدْ ء الوحي ،كيف كان بدء الوحي إىل رسول ال َّله ص َّلى ال َّله
ُّ ا ْلم ْر َس َل ِة» رواه
النبي ص َّلى ال َّله عليه وس َّلم أجود
ومسلم ،كتاب الفضائل ،باب كان ُّ
ٌ عليه وس َّلم؟ ،رقم (،)6
الناس بالخير من الريح المرسلة ،رقم (.)2308
( )2كما يف حديث عائشة عن فاطمة رضي ال َّله عنهما ،ولفظهَ « :فإِنَّه َأ ْخ َب َرنِي َأ َّن ِج ْب ِر َيل كَا َن
َار َضنِي بِ ِه ال َعا َم َم َّر َت ْي ِنَ ،و َال َأ َرى األَ َج َل إِ َّال َق ِد ا ْقت ََر َب، ٍ ِ ي َع ِ
ارضه بِالق ْرآن ك َّل َسنَة َم َّرةًَ ،وإِنَّه َقدْ ع َ
البخاري ،كتاب االستئذان ،باب من ناجى ك» رواه َفا َّت ِقي ال َّله واصبِ ِريَ ،فإِنِّي نِعم الس َلف َأنَا َل ِ
ُّ ْ َ َّ َ ْ
ب ْين يدي الناس ،ومن مل يخبر بسر صاحبه ،فإذا مات أخبر به ،رقم (.)6285
شرح حتفة األطفال 8
فممن َّ
وجل للقرآن العظيمَّ ، تحسين القراءة؛ وهذا مِ ْن ِحفظ ال َّله َّ
عز
الج ْمز ِ
ور ُّي رمحه ال َّله. وضع ذلك :الناظم سليمان َ
َ
وهذه المنظومة كان أهل ِ
العلم َّأول ما َير َغبون يف تع ُّلم التجويد؛
الشاطبية( ،)2ثم َط ِّي َبة
الج َزر َّية( ،)1ثم َّ
َيبدؤون هبا ،ثم َينتقلون بعد ذلك إىل َ
وج َمعت ج َّل الن َْشر()3؛ َّ
ألن هذه المنظومة سهل ٌة ويسير ٌة وواضح ٌةَ ،
أحكام التَّجويد.
( )1المقدمة الجزرية ،ألبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عيل الجزري .األعَلم
للزركيل (.)45/7
( )2واسمها :حرز األماين ووجه التهاين ،لإلمام القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي الرعيني.
طبقات الشافعيين (.)722/1
( )3طيبة النشر يف القراءات العشر ،ألبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عيل بن يوسف
الجزري .غاية النهاية يف طبقات القراء (.)247/2
9 مقرر األسبوع األول
اسمهَّ،و َنسبهَّ،ونسبته:
الج ْمزوري.
هو :سليمان بن حسين بن محمد َ
والجمزوري نسب ًة إىل بلدة مجْزور يف مصر ،وهي قريبة من مدينة
َ
طنطا (.)1
لقبهَّ:
ل ِّقب باألفندي واشتهر به ،وهي كلمة تركيَّة يشار هبا للتعظيم إال
أهنم يستعملوهنا بالميم بدل الياء غالب ًا (.)2
مولده:
األول سنة بضع وستين بعد المئة
ولد يف طنطا مصر يف شهر ربيع َّ
واأللف من الهجرة (.)3
( )1فتح األقفال شرح تحفة األطفال (ص ،)3هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري
القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (.)139/2
( ،)649/2إمتاع الفضَلء بتراجم َّ
( )2فتح األقفال شرح تحفة األطفال (ص ،)3هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري
القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (.)139/2
( ،)649/2إمتاع الفضَلء بتراجم َّ
القراء فيما بعد
( )3هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري ( ،)649/2إمتاع الفضَلء بتراجم َّ
شرح حتفة األطفال 10
نشأتهَّ:
تف َّقه عىل مشايخ كثيرين ب َطن َطا ،وأخذ القراءات والتجويد عن النور
ِ
الم ِيهي( ،)1وكان تلميذ ًا لسيدي مجاهد األمحدي ،وهو شيخه الذي ل َّق َبه
شيوخهََّّ:
ِ
شيوخه(:)3 من
.1عيل بن عمر بن أمحد بن عمر ناجي بن فنيش ِ
الم ِيهي، ْ
مؤلفاته َّ:
منها(:)1
.1تحفة األطفال.
.2فتح األقفال شرح تحفة األطفال.
.3كنز المعاين بتحرير ِحرز األماين.
.4الفتح الرمحاين بشرح كنز تحرير حرز األماين.
وغيرها.
وفاته َّ:
ال يعرف بالتحديد سنة وفاته ،لكن آخر ما عرف أنه كان حي ًا سنة
ٍ
وثمان وتسعين من الهجرة (1198هـ)(.)2 ألف ومئة
***
( )1معجم المؤلفين ( ،)257/4هداية القاري إىل تجويد كَلم الباري ( ،)649/2إمتاع
القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري (.)139/2
الفضَلء بتراجم َّ
( )2معجم المؤلفين (.)257/4
شرح حتفة األطفال 12
َِّّ
مقدمةَّالنَّاظَّمَّ
وكرمه ،وعطاءه ،وغير ذلك -وأذكر ذلك وقلبي ميل ٌء بمحبة ال َّله
سبحانه ،مع ِّظ ٌم له.
وجل وهو غير مع ِّظ ٍم له؛ ال يكون
عز َّ
حمد ال َّله َّ
فلو كان الشخص َي َ
حب له؛ ال يكون محد ًا.
محد ًا ،وكذا لو كان غير م ٍّ
فَل بدَّ من اجتماع هذه األمور الثَلثة :ذكِر محاسن المحمود ،مع
حبِّه ،وتعظيمه.
وجل عىل نبيه يف عز َّ َُّمم ٍَّد) يعني :داعي ًا بأن يثني ال َّله َّ َّع َلى ُ َ ( ُم َص ِّلي ًا َ
ُمم ٍَّد) ص َّلى ال َّله عليه وس َّلمَ ( ،وآل َّه) وهم
المأل األعىلُ ( ،م َص ِّلي ًاَّ َع َلىَّ ُ َ
أتباعه و َمن كان عىل طريقته(.)1
أي :و َمن سار عىل طريقتهم ،فأنا أص ِّلي عليه؛ كما يف ( َو َمنَّ َت َ َّ
ل) ْ
حي َن» ،قال الن ُّبي اد ال َّله الصال ِ ِ حديث التَّحيات« :الس ََلم َع َلينَا و َع َلى ِعب ِ
َّ َ ْ َ َّ
ص َّلى ال َّله عليه وس َّلمَ « :فإِنَّك ْم إ َذا َف َع ْلت ْم َذل ِ َك؛ َف َقدْ َس َّل ْمت ْم َع َلى ك ِّل َعبْ ٍد
ض»(َّ.)2 صالِحٍ فِي السمو ِ
ات َواألَ ْر ِ َّ َ َ
الم ُد َّ
ود َّ َ َّ َّ-3و َبع ُدَّ َه َذاَّ النظ ُمَّ لل ُمر َّ
يد َّ َّ فيَّ النونَّ َوالتنوينَّ َو ُ
سمي ُت ُهَّ بـَّ « ُتح َفةَّ األَط َفال»َّ َّ َّ َّ َعن َ
َّشيخ َناَّ«الميه ِّي»َّذيَّال َك َاملَّ َّ ََّ ََّّ-4
َوالث َوا َب َّا َّ َوال َق ُب َ
ولَّ ََّ َّ َّ-5أر ُجوَّ بهَّ َأنَّ َين َف َعَّ الطل َباَّ َّ َّ َّ َواألَج َرَّ
َّ َّ
الر َجز. ( َوبَع ُد ََّه َذاَّالنظ َُّم) يعني :هذا النَّظم ،من ْ
بحر َّ
(لل ُمريدَّ) يعني :لمريد التجويد وطالب التجويد.
الم ُدودَّ َّ) َذكَر هذه
ما الذي َذكر فيه؟ قال( :فيَّ النونََّّ َوالتنوينَّ َو ُ
األمور األساس َّيةْ - ،
وإن كان استَطرد يف غيرها ،كما سيأيت يف :أحكام الم
فصل فيها.
أل والم الفعل ،وأحكام الميم -ثم بعد ذلك سوف ي ِّ
سمي ُت ُهَّ بـَّ « ُتح َفةَّ األَط َفال»)؛ يعنيَّ :
سميت هذا النظم بتحفة ( َ
وضع هذا النظم،
األطفال ،قال الناظم يف شرحه لها -يعني :الناظم َ
وسماه :فتح األقفال « :-ممن هو مثيل يف هذا الف ِّن»(،)1
ووضع له شرح ًا َّ
َ
وهذا من تواضعه رمحه ال َّله ،فَل يقصد باألطفال صغار الس ِّن فقط ،وإنما
ِ
المبتدئ يف هذا الفن؛ وضعت له هذه القواعد. يعني:
َّشيخ َناَّ«الميهي») يعني :ناقَلً عن شيخي ِ
الم ِيه ِّي ،وهو :عيل ( َعن َ
ِّ
مصر ،من توابع المنوفية ،وشيخه هذا تويف عام ألف ومئتين وأربعة
للهجرة (1204هـ) (.)1
مجمل ٌة ،والمقصود بذي الكمال؛ يعني:
َ (ذيََّّ َ
الك َاملَّ) هذه كلم ٌة
صاحب الكمال ،واألخَلق المحمودة من البشر؛ يعني :أرجو أن يكون
كذلك.
وقوله( :ذيَّال َكامل) المقصود فيما هو من خصائص المخلوقينََّّ.
( َأر ُجوَّبه ََّأنَّ َين َف َعَّالطل َبا) يعني :أ َؤ ِّمل أن ال َّله َّ
عز َّ
وجل َينفع به
الطَلب.
َّ
***
َأح َك َُّ
امَّالنونََّّالساك َنةََّّ َوالتنوينََّّ
َخا ُءَّ َّ َغي ٌنَّ ُثمَّ ََّ َّ َّ-8هم ٌزَّ َفهَ ا ٌءَّ ُثمَّ َعي ٌنَّ َحا ُءَّ َّ َّ َّ ُمه َم َل َتانَّ
فالنُّون المتحركة ليس لها أحكا ٌم ،وهي كبقية الحروف ،مثل :ف ،ط،
س ،وهكذا.
( َوللتنوينَّ) كذلك له أربعة أحكا ٍم كالنون الساكنة.
( َأر َب ُعَّ َأح َكا ٍَّم) أصلها :أربعة أحكامَ ،
وح َذ َ
ف التاء المربوطة؛
الوزنَ ( ،ف ُخذَّ َتبييني) :فخذ ما سأبينه لك.
لضرورة َ
ار) من هذه األحكام األربعة ( َقب َل ََّأح ُرفَّ)َّ يعني:
( َفاألَو ُلَّاإلظهَ َُّ
وجود النون الساكنة أو التنوين ق ْبل األحرف.
َّر ِّت َبتَّ َفل َتعرفَّ) وهي: (لل َحلقَّس ٌّ
ت َُّ
َّ ُمهَّـ َم َل َتانَّ ُثمَّ َغي ٌنَّ َخا َُّء) َّ َّحـا ُءََّّ ( َهم ٌزَّ ََّفــهَ ا ٌءَّ ُثم َ
َّعيَّـ ٌن َ َّ
َّ هذه هي حروف اإلظهار.
ظهر الحرف الذي بعدها كما ظهر النُّون ،وت ِ
ومعنى اإلظهار :أن ت ِ
نون ساكن ٌة بعدها ها ٌء. ( َفهَ ا ٌَّء) ،مثلَ ﴿ :و ُه ْم َينْ َه ْو َن﴾ ٌ
ٍ
كلمة ،أو كلمتين ََّّ. وقد يأيت اإلظهار من
َ
ظهرها. ن) ،مثلِ ﴿ :م ْن َعل ٍق﴾َّ ٌ
نون ساكن ٌة بعدها عي ٌن؛ ن ِ ( ُثم َ
َّعي ٌَّ
َ ْ َْ ُ
ث﴾َّنو ٌن ساكن ٌة بعدها حا ٌء؛ ن ِ
ظهرها. ( َحا َُّء) ،مثل﴿ :و ِمن حي
( ُمه َم َل َتانَّ) أي :غير منقوطتان.
َ َ ُْ ُ َ َْ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌْ َ
ون﴾ ،و ﴿فسينغِضون إَِلك ن) مثل﴿ََّّ:أجر غي ممن ٍ ( ُثمَّ َغي ٌَّ
ٍ
واحدة ،وال توجد يف القرآن كلم ٌة يف إظهار ٍ
كلمة وس ُه ْم﴾ ،هذه يف ُر ُء َ
ََّ ََّّ-10لكنهَ اَّ قس َامنَّ قس ٌمَّ ُيد َغ َامَّ َّ َّ َّفيهَّ ب ُغن ٍةَّ بـَّ « َين ُمو»َّ ُعل ََّام َّ
ان»َّ َت َ َّ
ل َّ ََّّ َّ-11إَّلَّ إ َذاَّ َكا َناَّ بكل َم ٍةَّ َف َ َّ
ل َّ َّ َُّتدغمَّ َكـَّ« ُدن َيا»َّ ُثمَّ«صن َو ٍ
ََّ َّ َّ-12والثانَّ إد َغ ٌامَّ ب َغيرَّ ُغن َّه َّ َّ َّفيَّ اللمَّ َوالراَّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ َّ
َّ َّ
( َوالثانَّ إد َغ ٌَّ
ام) يعني :الحكم الثاين من أحكام النون الساكنة
والتنوين :اإلدغام.
ٍ
أحرف َ
سأذكرها لك. (بست ٍة ََّأ َتتَّ) يعني :بستة
(فيَّ « َير ُم ُلونَ »َّ عن َد ُهمَّ َقدَّ َث َب َتتَّ) يعني :حروف اإلدغام ستَّ ٌة،
مجموع ٌة يف قولهمَ ( :ير ُم ُل ََّ
ون) يعني( :الياء ،الراء ،الميم ،الَلم ،الواو،
النون).
بمتحر ٍك،
ِّ ٍ
ساكن واإلدغام معناه :اإلدخال( ،)1وهو :التقاء حر ٍ
ف ْ
الساكن مع تقى ْ
ل ا فإذا ، ٌ
ة ك متحر والياء ، ٌ
ة ساكن نو ن
ُّ ال ﴾ مثلَ ﴿ :م ْن ي َ َش ُ
اء
َّ ِّ
األول يف الثاين؛ يعني :أ ِزيله ،فأقول« :م َّيشاء». المتحرك؛ أ ِ
الحرف َّ
َ دغم ِّ
وهذا اإلدخال َينقسم إىل قِسمينَّ:
ٍ
بصوت من خيشو ٍم َيخرج، أن ندخله بغنَّة؛ يعني:القسمَّاألولَّ:إ َّما ْ
دخل ومل يغ َّن ،مثل :النون بعدها الراء: القسمَّ الثاين :بغير غن ٍَّة ،أ ِ
﴿ ِم ْن َر تب ِ ِه ْم﴾؛ يعنيَ :أحذف النون تمام ًا ،وال أغن ،ويكون الحرف عن
حرفين ،فأقولِ ﴿ :م ْن َر تب ِ ِه ْم﴾ -كما سيأيت( :فيَّاللم ََّوالراََّّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ) ،-
ويسمى :إدغام ًا كامَلً.
( َلكنهَ اَّقس َامنَّقس ٌمَّ ُيد َغ ََّام) يعني :القسمَّاألول من أقسام اإلدغام:
اإلدغام بغنَّة؛ يعني :اإلدغام ينقسم إىل قِسمين.
(فيهَّ ب ُغن ٍةَّ بـَّ « َين ُمو»َّ ُعل ََّام) يعني :حروف اإلدغام بغنَّة أربع ٌة،
مجموع ٌة يف قولهمَ ( :ينَّ َُّمو) َّ.
َ ْ ُ ُ
(يا ٌَّء) ،مثل﴿ :من ي ِريد﴾ َأ ْ
دغمها ،واحذف النون تمام ًا ،و ْأ ِ
ت بغنَّة. ِ
ْ
(نو ٌَّن) ،مثلِ ﴿ :م ْن ُن ْط َف ٍة فَإ َذا ُه َو َخ ِص ٌ
يم ُمب ٌ
ني﴾. ِ ِ
َ
و(مي ٌَّم) ،مثل﴿ :م َِّما خ ِطيئَات ِ ِه ْم﴾ ،أصلها :من ما ،أدغم الحرف
األول يف الثاين ،وجعل الثاين هو المشدَّ د.
األول يف الثاين ،فدَ خل َّ
َّ
21 مقرر األسبوع األول
َ
و(الواو) كذلك ،مثلَ ﴿ :و َما ل ُه ْم م ِْن ُدونِهِ ِم ْن َو ٍال﴾ احذف النون
ت بغن ٍَّة.
تمام ًا ،وانْطق الواو مع الغنَّة؛ فتقول« :مِوال» ،و ْأ ِ
َّ
غلق األنف ،فإ ْنفأ ِأردت أ ْن َتعرف هل َخرج بغنَّة أم ال؟ َ
َ وإذا
تأت بغن ٍَّة،
استطعت أن َتنطق الحرف -مع إغَلق األنف -؛ معناه :مل ِ
ْ
استطعت أن
َ وقلتِ ﴿ :م ْن َو ٍال﴾ وما
َ ونطقت،
َ أغلقت األنف،
َ ْ
وإن
صحيح.
ٌ أن الحكم ت ِ
خرج غنَّ ًة؛ فاعلم َّ
قلتِ ﴿ :م ْن َر تب ِ ِه ْم﴾ أ ْغ ِ
لق األنف، ومِثله يف اإلدغام بغير غنَّة؛ فلو َ
فإذا َخرج شي ٌء ،أو أراد أن َيخرج شي ٌء من األنف ،فإنه بغن ٍَّة؛ فتقول:
كم غير صحيحٍ ،ألنَّا نريد بغير غن ٍَّة.
ح ٌ
والضابطَّيفَّال ُغنة :إغَلق األنف وعدَ مهَّ.
ل) يعني :اإلدغام بغن ٍَّة ال يكون إال يف ثم قال(َّ:إَّلَّإ َذاَّ َكا َناَّبكل َم ٍةَّ َف َ َّ
أن يكون يف كلمتين ،مثل: ٍ
واحدة ،فَل بدَّ ْ ٍ
كلمة كلمتين ،وال يأيت مطلق ًا يف
َ َ ْ َْ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ََ ُ
ني ف ْر ٍث َود ٍم ْلَنا﴾َّ.
﴿من يشاء﴾﴿ ،من ي ِريد﴾﴿ ،مِن ب ِ
دغم أبد ًا؛ لذلك قال(ََّّ:إَّلَّ إ َذاَّ َكا َناَّ واحدة ال ت ِ
ٍ ٍ
كلمة فإذا كان يف
بكل َم ٍة) َّ-حتى ولو كانت نون ًا ساكن ًة َ ( -ف َلَّ ُتدغمَّ َكـَّ« ُدن َيا») مثل لفظ:
شرح حتفة األطفال 22
دْ النْ َيا﴾ ال ت ِ «د ْنيا» ،مثل﴿ :إ ِ َّن َما َه ِذه ِ َ
احل َياةُ د
الن َيا﴾ فَل تقل: دغم يف ﴿
ٍ
كلمة. الدُّ يا؛ بل ْأبقها؛ ألنها يف
نوان ،كما قال سبحانه: ل)؛ يعني :وأيض ًا ِص ٌ ( ُثمََّّ«صن َو ٍ
ان»َّ َت َ َّ
ْ ٌ َ ٌ
ان﴾ ،وكذلك :قِنوان يف القرآن﴿ ،ق ِن َوان دان َِية﴾َّ، ي ِ َْ ان َو َغ ْ ُ
َْ ٌ
صنو ٍ صنو﴿ ِ
ْ ٌ
أتت نو ٌن ساكن ٌة يف ٍ َّ
كلامت يف القرآن؛ ْ وكذلك﴿ :بُن َيان﴾ ،فهذه أربعَّ
وسط الكلمة ،وال تد َغم.
َّخامسة يف غير القرآن وهي« :عنْوان»؛ كذلك ال تد َغم. ٌَّ ٌ
وكلمة
إذًَّا :اإلدغام بغن ٍَّة ال بدَّ أن يكون يف كلمتين ،سواء تنوي ٌن بعده حرف
نون ساكن ٌة بعدها حرف اإلدغام.
اإلدغام ،أو ٌ
( َوالثانََّّإد َغ ٌامَّ ب َغيرَّ ُغنهَّ)؛ يعني :القسمَّ الثاين من أقسام اإلدغام:
اإلدغام بغير غن ٍَّة.
(فيَّاللم ََّوالراَّ ُثمَّ َك ِّر َرنهَّ)؛ يعني :حروف اإلدغام بغير غنَّة :الَلم
والراء.
َ َّ َ َ َ ََُ ْ ُ َ
جذاذا إَِّل كبِيا ل ُه ْم﴾ تنوي ٌن وبعده ال ٌم ،أو نونٌ مثل﴿ :فجعلهم
ْ َت ْ
كرر الراء.بعدها را ٌءِ ﴿ :من رب ِ ِهم﴾ ،لكنِّ :
23 مقرر األسبوع األول
***