Professional Documents
Culture Documents
()1
)2(
﷽
مقدمة
سهل لعباده أسباب املغفرة ،وجعل من املغفرة ..فعل
احلمد هلل الذي َّ
الدال عليها سيد أهل امللة،املناسك التي هي احلج والعمرة ،وجعل َّ
والصالة والسالم عل سيدنا حممد القائلُ « :خ ُذوا عنِّي من ِ
َاسكَكُم» فهو َ َ ى
وعل آله وأصحابهى إمام أهل القدوة واهلداية ،املبعوث للعاملي رمحة،
ومن تبعهم بإحسان من أهل النور واخلشية ..أما بعد:
فهذه رسالة مجعتها ـ بتوفيق اهلل ـ فيام يتعلق بأحد واجبات حج
بيت اهلل احلرام ..وهو اإلحرام من امليقات ،وجيب يف العمرة كذلك.
ومن املعلوم أن امليقات زماين ومكاين ،فالكالم يف هذه الرسالة حول
عل مذهب اإلمام الشافعي رمحه اهلل. امليقات املكاين ،وهو ى
ِ
الر َسا َلة املسامة بـ«الثمر الداني يف امليقات
ِِ
ب َج ِع َهـٰذه ِّ
َو َس َب ُ
املكاني» هو تشعب مسألة اإلحرام من امليقات املكاين سواء كان
للمقيم بمكة أو خارجها ،أو احلج عن نفسه أو عن غريه ،وغري
ذلك مما هو موجود يف هذه الرسالة ،فرأيت أن األو ىل مجع مسائلها
()3
عل طالب العلم ال َف ْهم واملعرفة،
وحواصلها ومل َّ شتاهتا؛ كي يسهل ى
عل الوجه
وإيصاهلا بعد ذلك للحجاج واملعتمرين وغريهم ى
الصحيح.
أسأل اهلل الكريم املنان أن يوفق املسلمي ألداء احلج والعمرة
وييرسها هلم ويقبلها منهم ،وأن يكتب يف هذه الرسالة القبول،
ويبارك فيها ،ويعم النفع هبا ،وأن يكتب التوفيق لكل من قرأها أو
عل نرشها بأي أسلوب كان ،وما كان يف هذه الرسالة من قام ى
صواب ..فمن اهلل ،وإرشاد مشاخيي ،وما كان من خطأ ..فمن
ِ ِ يقي إِ َّل بِاهلل َع َل ْي ِه ت ََو َك ْل ُ
نفيس﴿ ،وما تَوفِ ِ
ت َوإِ َل ْيه ُأن ُ
يب﴾. ََ ْ
وجز ىى اهلل خري ًا كل من ساعدين وأعانني ى
عل إخراج هذه
الرسالة خصوص ًا مشاخيي بارك اهلل فيهم وأطال يف عمرهم ،وهلم
من اهلل الفضل والثواب العظيم ،إنه جواد كريم ،رؤوف رحيم.
وعل آله
ى عل سيدنا وموالنا حممد خاتم النبيي، َّ ى
وصل اهلل تعا ىل ى
وصحبه وس َّلم أمجعي ،واحلمد هلل رب العاملي.
*** *** ***
()4
اإلحرام من امليقات
()5
واألصل فيها :قول حرب األمة سيدنا عبداهلل بن عباس ريض اهلل
ت(ِ )1ألَ ْه ِل املَ ِدين َِةَ ..ذا عنه« :إِ َن النَبِي ـ ص َّل اهللُ ع َل ِ
يه َو َس َل َم ـ َو َق َ َ َ َ ٰ
َاز ِلَ ،و ِألَ ْه ِل
اجل ْح َف َةَ ،و ِألَ ْه ِل ن َْجدَ ..ق ْر َن ا َملن ِ احل َل ْي َف ِةَ ،و ِألَ ْه ِل َ
الش ْأ ِمُ .. ُ
َْي ِه َن ِِم َ ْن
ال َي َم ِنَ ..ي َل ْم َل َم[ ،وقالُ ]:ه َن ََُل َن(َ ،)2و َمل ِ ْن َأت َٰى َع َل ْي ِه َن ِم ْن غ ْ ِ
ث َأن َْش َأَ ،حت َٰى كَ ..ف ِم ْن َح ْي ُ ون َذلِ َ َان ُد َ َأ َرا َد َ
احل َج َوال ُع ْم َر َة(َ ،)3و َم ْن ك َ
َأ ْه ُل َم َك َةِ ..م ْن َم َك َة(( »)4أخرجه البخاري ،134/2ومسلم ،)839/2
ات ِعرق». هل ِ
الع َر ِاقَ ..ذ ُ وعند النسائي يف «سننه» (َ « :)123/5وألَ ِ
( )1قوله «و َق َ
ت» :أي :جعلها مواقيت ،وذلك يف حجة الوداع كام قال اإلمام أمحد،
وكان يف السنة العارشة( .حاشية اجلمل )402/2
( )2قوله « ُه َن» :أي :هذه املواقيتَ « ،لـ ُه َن» :أي :هلذه النواحي ،أي :ألهلهن ى
عل
هل ا َمل ِدينَ ِة» ،أو الضمري يف هلن لألهل
ت ألَ ِ
تقدير املضاف املدلول عليه بقوله « َو َق َ
وأ َّن َثه ملشاكلة ما قبله ،أو ألنه اكتسب التأنيث من املضاف إليه ،ورواية أيب داود « ُه َن
عل جواز دخول مكة بغري إحرام( .فتح ( )3قوله «ِم َْن َأ َرا َد َ ِ
احل َج َوال ُع ْم َر َة» :فيه داللة ى
الباري )386/3
( )4قوله « َحت َٰى َأ ْه ُل َم َك َةِ ..م ْن َم َك َة» :أي :حيرمون من مكة ،وحمله يف اإلحرام
ح
باحلج؛ ألن العمرة من احلل( .حاشية البجْيمي عّل املنهج )112/2
ٰ
()6
اإلحرام من امليقات باحلج والعمرة ..نوعان:
وله قسامن:
القسم األول :املقيم بمكة
القسم الثاين :املقيم خارج مكة.
()7
األول :اإلحرام باحلج للمقيم بمكة ـ سواء كان مكي ًا أم ال()1ـ..
من نفس مكة( ،)2ولو قارن ًا أو متمتع ًا أو آفاقي ًا( ،)3وجيوز أن حيرم من
مجيع نواحي مكة ال من خارجها ولو حماذي ًا هلا ـ عند ابن حجر ـ؛
يه َو َس َّل َمَ « :حت َٰى َأ ْه ُل َم َك َةِ ..م ْن َم َك َة».
لقوله ص َّل اهلله َع َل ح
َ ى
( )1والغريب ـ وهو مقابل املكي ـ إذا كان حيرم من مكة متمتع ًا ،أو اتفق هلبثه هبا سنة،
فأراد اإلحرام ..فسبيله سبيل املكي ،أي :فيحرم من مكة ،وأما من مسكنه بعد
امليقات ولو يف احلرم ..يكون حمله ميقاته( .هناية املطلب ،213/4هناية املحتاج )258/3
( )2وذكر يف الروضة :أما املقيم بمكة مكي ًا كان أو غريه ،ففي ميقاته للحج وجهان:
أصحهام :نفس مكة .والثاين :مكة وسائر احلرم.
فعل األول :لو فارق بنيان مكة وأحرم يف احلرم ..فهو ميسء يلزمه الدم وإن مل
ى
وعل الثاين :حيث أحرم يف احلرم ..فال إساءة ،أما إذا
ى يعد كمجاوزة سائر املواقيت.
أحرم خارج احلرم ..فميسء قطع ًا ،فيلزمه الدم ،إال أن يعود قبل الوقوف بعرفة إ ىل
عل الثاين( .روضة الطالبني )38/3
عل األصح أو احلرم ى
مكة ى
( )3اآلفاقي :هو من مسكنه فوق امليقات الرشعي( .روضة الطالبني )38/3
()8
وعند الرميل :فلو أحرم من حماذاة مكة ..فال إساءة وال دم ،كام لو
أحرم من حماذاة سائر املواقيت(.)1
أما لو فارق حدود مكة وأحرم يف حد احلرم أو خارج احلرم..
فقد أساء ويلزمه الدم إن مل يعد إ ىل مكة قبل وقوف عرفة ،كام لو
جاوز خطة قرية هي ميقاته ثم أحرم.
مسألة :هل األفضل للمقيم بمكة أن حيرم من باب داره ،أو من
عل
املسجد احلرام؟ املعتمد أن حيرم من باب داره ،لكن يسن له ى
()2
( )1الذي وافق ابن حجر يف عدم جواز اإلحرام بمحاذاة مكة :تلميذه عبد الرؤوف
الزمزمي ،والذي وافق الرميل بجواز املحاذاة :املحب الطربي وشيخ اإلسالم
الكربى للكُردي )399/4
ٰ واخلطيب الرشبيني( .احلاشية
ص)168
()9
.2ثم يأيت إ ىل باب داره فيحرم عند أخذه يف السري بنفسه أو
دابته؛ إذ اإلحرام ال يسن له عقب الركعتي ،بل عند اخلروج
إ ىل عرفة أو إ ىل من ىى(.)1
.3ثم يدخل املسجد حمرم ًا لطواف الوداع املسنون له(.)2
وال يسن للمقيم بمكة أن حيرم من الطرف األبعد عن مقصده
عل ميقات أو ميقاته قريته أومر ىليقطع الباقي حمرم ًا ،بخالف من َّ
حح َّلته ..فإنه حيرم من الطرف األبعد من مكة؛ ليقطع الباقي حمرم ًا.
( )1قال الشافعي :أحب ملن أحرم يف بلده أن خيرج متوجه ًا يف طريق حجه عقب
إحرامه وال يقيم بعد إحرامه ،قال الشافعي :وكذا لو كان إحرامه من جوف مكة.
(جمموع اإلمام النووي )210/7
( )2قال ابن حجر :وإنام مل يعد ندب هذا التعريج صارف ًا عن قصد التوجه لعرفة؛ ألنه
من متعلقاته( .فتح اجلواد )243/1
()10
مكة إ ىل عرفات ..فهو منتقل من األفضل إ ىل غري األفضل ،فكيف
يقاس احلل باحلرم حت ىى يستحب قصده من األماكن البعيدة.
عّل أسن ٰى الطالب ،459/1
(جمموع اإلمام النووي ،210/7فتح العزيز ،78/7حاشية الرميل ٰ
ى الكريم
حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،37/4هناية املحتاج وحاشية الشربامليس ،258/3برش ٰ
ص ،608إعانة الطالبني ،341/2اإلقناع ،442/2حاشية الرتميس )98/6
()11
[من كان مقي ًام بمكة ثم أحرم خارج بنياهنا]:
من كان مقي ًام بمكة ثم أحرم خارج بنيان مكة ..فله حالتان:
األول :إذا وصل إ ىل مرحلتي فأكثر ..فلها ثالث صور:
ٰ احلالة
.1أنه إذا كان ميقات اجلهة التي خرج إليها أبعد من مرحلتي..
فيتعي هنا الوصول مليقات اآلفاقي أو حماذاته يمين ًا أو شامالً
وإن َب هعد عنه أو مثل مسافته ،وإال ..أساء ولزمه دم؛ ألنه ملا
بلغ مرحلتي أو أكثر ..صار بمنزلة األجنبي عن مكة.
بخالف:
عل مرحلتي،
.2ما إذا كان ميقات جهة خروجه ى
.3أو إذا مل يكن هلا ميقات ..فيكفي الوصول إ ىل مرحلتي وإن
مل يصل إ ىل عي امليقات.
وعّل كال املسألتني :إذا وصل إ ىل عي امليقات أو حماذاته أو مثل
ٰ
مسافته يف املسألة األو ىل ،أو وصل إ ىل مرحلتي يف املسألة الثانية..
سقط الدم.
()12
وأما قضية اإلثم ..فننظر :إن قصد ابتداء عند اخلروج من مكة
الوصول إ ىل امليقات أو العود إ ىل مكة لإلحرام منها أو حمرم ًا ..فال
إثم ،بخالف ما إذا فارقها بقصد اإلحرام خارجها من غري قصد
الوصول مليقات وال قصد العود إليها ..فينبغي حتريمه وإن وصل
بعد ذلك مليقات أو عاد إليها ،نعم ينبغي عدم التحريم عند
اإلطالق ،أي :بأن مل يقصد شيئ ًا.
احلالة الثانية :إذا وصل إ ىل أقل من مرحلتي.
فاحلكم فيها :أنه إن مل يرجع إ ىل مكة قبل الوقوف بعرفة( ..)1أساء
ولزمه دم ،بخالف إذا رجع إ ىل مكة قبل الوقوف ..فإنه يسقط الدم.
( )1وجه اعتبارهم للوقوف هنا دون غريه ـ بخالف ما يأيت يف نحو امليسء بمجاوزة
امليقات ـ بأنه ال يتصور هنا فعل نسك واجب وال مندوب غريه؛ ألن الفرض أن
املكي أحرم خارج مكة وأراد سقوط الدم بعوده إليها قبل أن يبعد عنها مرحلتي
وقبل أن يقف ،فبدخوله إليها حينئذ ..يسقط الدم ،بخالف ما لو بعد عنها مرحلتي
ومل يصل مليقات؛ لتقرر الدم عليه بمصريه كاألجنبي منها ،وبأنه عاد إليها بعد
منى نسك ،فه َّ
ال أحلق قلت :نحو مبيت ى
الوقوف فلم يمكن اعتبار نسك غريه ،فإن َ
= عل صورة الركن ..فأحلق به،
فرق بأن هذا ى
قلت :هي َّ
بنحو طواف القدوم ،ه
()13
هذا كله يف دم ترك اإلحرام من مكة؛ ملا فيها من اإلساءة؛ وألنه
ببعده عن مكة مرحلتي ..انقطعت نسبته إليها فصار كاآلفاقي
فتعي ميقات جهته أو حماذيه أو مثل مسافته( .جمموع اإلمام النووي ،180/7
()14
ملا مل يتعرضوا لتحديد احلرم فيه ،فإن مل يظهر له يشء أو مل جيد عالمة
لالجتهاد ..تعي عليه االحتياط بأن يصل إ ىل أبعد حدٍّ عن يمينه أو
يساره ،ولو أخرج إحد ىى رجليه عن احلرم واعتمد عليها وأحرم..
كفاه.
ولو أحرم يف احلرم ومل خيرج إ ىل احلل وأت ىى بأفعال العمرة ..لزمه
اإلثم والدم واحلط عن األجرة إن كانت العمرة لغريه؛ لرتكه
اإلحرام من امليقات ،وكذلك أجزأته عن عمرة اإلسالم وغريها؛
النعقاد إحرامه اتفاق ًا وإتيانه بعده بالواجبات.
ال ومل ح
ينو اخلروج عند وحمل اإلثم :إذا كان مكلف ًا عامل ًا عامد ًا مستق ً
اإلحرام.
فلو خرج إل ح
احلل بعد إحرامه وقبل الرشوع يف طوافها( ..)1فحكمه ى
كالتايل:
( )1أي :قبل جماوزته احلجر ،فال عربة بام تقدم عليها( .حاشية الرشواين )50/4
()15
.1أنه ال إثم عليه إن كان عند اإلحرام عازم ًا ى
عل اخلروج وإال..
أثم(.)1
.2وال دم( )2عليه وإن مل ينو اخلروج إ ىل احلل حالة اإلحرام.
.3وال حط عن األجرة.
عل اخلروج
فإن أراد سقوط اإلثم الذي حصل بسبب عدم عزمه ى
إ ىل احلل حالة اإلحرام ..فليخرج إ ىل احلل بقصد التدارك ألجل
الواجب ،أما إذا خرج وكانت نيته لغرض آخر كشغل أو تنزه ..فال
يسقط اإلثم.
()16
وأما بالنسبة لسقوط الدم ..فيسقط بمجرد اخلروج إ ىل احلل ،ولو
كان خروجه لغرض آخر كاحتطاب أو ال لغرض أص ً
ال(.)1
والثالث :إن أراد اإلحرام باحلج والعمرة مع ًا ـ أي :ح
الق َران ـ ..
فمن مسكنه أو من مكة ،ومل يلزمه اخلروج إ ىل أدن ىى احلل()2؛ تغليب ًا
للحج.
عل الوقوف حيث ال يرض فيه الصارف ،إذ القصد قطع املسافة حمرم ًا .اهـ
( )1قياس ًا ى
عل نظم ابن املقري لدماء احلج( .حاشية اجلمل )399/2
جل َّامل املكي ى
من رشح ابن ا َ
أدنى احلل كام لو أراد العمرة
( )2وقيل :إن أراد القران ..لزمه إنشاء اإلحرام من ى
عل اإليضاح
وحدها( .اإليضاح يف مناسك احلج ص ،)168وقال ابن حجر يف حاشيته ى
عل األصح يسن له ذلك؛ خروج ًا من هذا اخلالف.
(ص :)168يؤخذ منه أنه ى
()17
[أفضل بقاع ِ
احل ِّل لإلحرام بالعمرة]:
.1ح
اجل ْعرانة(.)1
.2ثم التنعيم ،املعروف اآلن بـ"مساجد عائشة"( ،)2واملعترب يف
بأعل اجلبل(.)3
ى حده :ما باألرض ،ال ما
وحكي
عل األفصح ،ه ِ
( )1اجلعرانة :وهي بكرس اجليم وسكون العي وختفيف الراء ى
كرس العي وتثقيل الراء وعليه أكثر املحدثي ،سميت باسم امرأة كانت تسكنها ،قيل:
اعتمر منها ثالثامئة نبي عليهم الصالة والسالم ،قال باعشن يف «برش ىى الكريم»:
"واستشكل تقديم اجلعرانة يف األفضلية؛ ألنه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم أحرم منها يف
رجوعه من غزوة حني ،ومل يكن يف احلرم ،والكالم يف األفضل ملن هو فيه ،وهو
ظاهر" ،وقال الواقدي :إنه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم أحرم من اجلعرانة من املسجد
قصوى يف ليلة األربعاء لثنتي عرشة بقيت من
ى األقص الذي حتت الوادي بالعدوة ال
ى
برشى الكريم ص ،609حاشية قليويب /2
ٰ تهى اهـ (ونائي)( .إعانة الطالبني ،343/2
ذي القعدة ان ى
،121حاشية اجلمل ،398/2حاشية الرشواين )50/4
( )2أي :زوجة النبي َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم ،هنسب إليها؛ إلحرامها بالعمرة منه بأمره
ح
ل اهلله َع َليه َو َس َّل َم( .حاشية قليويب )121/2َص َّ ى
وعل شامله جبل يقال له ناعم،
ى ( )3سمي بذلك :ألن يمينه جبل يقال له نعيم،
والوادي نعامن( .خمترص تشييد البنيان ص)230
()18
.3ثم احلديبية( ،)1وفيها مسجده َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم الذي بويع
فيه حتت الشجرة.
وسبب كون األفضل يف اإلحرام يف هذه الثالثة:
.1لالتباع يف األول ،وهو أنه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم (اِ ْعت ََم َر ِمن َْها
وع ِه ِم ْن ُحن َْني َسنَ َة َث َامن َبعدَ ك ِيف رج ِ
ُ ُ َل ْي ًالُ ،ث َم َأ ْص َب َح(َ )2ك َبائِت َو َذلِ َ
َفتْحِ َم َك َة) [متفق عليه] ،قال ابن حجر :واجلعرانة أو ىل؛ ألنه َص َّ ىل اهلله
َع َل حيه َو َس َّل َم اعتمر منها مرة ،فمن قال مرتي ..فقد غلط.
.2وألمر عائشة باالعتامر يف الثاين(.)3
( )1احلديبية خم َّففة الياء ،وقيل :مشددة :اسم بئر ـ أي :مكان مشتمل ى
عل بئر ـ بي
طريق ححدة ،ح
وحدة باحلاء يف طريق جدة واملدينة ،يقال :أهنا املعروفة ببئر شمس،
سميت بذلك ألن عندها شجرة حدباء ،كانت بيعة الرضوان حتتها فصغرت( .إعانة
الطالبني ،343/2برش ٰى الكريم ص ،610حاشية البجْيمي ع ّٰل املنهج ،111/2حاشية اجلمل )398/2
( )2قوله (ثم أصبح) أي :ثم عاد بعد االعتامر إ ىل اجلعرانة فأصبح فيها ،فكأنه بات
فيها ومل خيرج منها( .حاشية الرشواين )50/4
( )3وذهب معها أخيها عبدالرمحن ريض اهلل عنهام ،وقدَّ م النبي َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم
عل يمينه
عل اجلعرانة؛ لضيق الوقت أو لبيان اجلواز ،سمي بذلك؛ ألن ى
احلديبية ى
()19
.3وهلم حه باالعتامر منه يف الثالث(.)1
قال ابن حجر يف التحفة :وسبب فضل اإلحرام بالعمرة من
صل هبا وأراد الدخول لعمرته ى احلديبية أنه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم
هم باالعتامر منها ..فقد وهم( )2؛ ألنه لحـام أحرم من منها ،ومن قالَّ :
ذي احلليفة.
ح ح
وقال الرميل :ف هقدم فع هله َص َّ ىل اهلله َع َليه َو َس َّل َم( )3ثم َأ ه
مره ثم ََهه،
عل الفاضل.
وإن زادت مسافة املفضول ى
وعل يساره جب ً
ال يقال له :ناعم ،والوادي نعامت (هناية ومغني). ى جب ً
ال يقال له :نعيم
(حاشية الرشواين ،50/4حاشية اجلمل )397/2
( )1وَهه بذلك مع متكنه من الدخول من غريه املساوي له من حيث إنه من بقاع
عل غريه فتأمل( .حاشية قليويب )121/2
عل أفضليته ى
احلرم ..دليل ى
( )2التعبري باهلم املذكور ..قاله الغزايل ،وصوب يف املجموع أنه أحرم من ذي احلليفة
وإنام هم بالدخول إ ىل مكة من احلديبية ،وجياب بإمكان اجلمع بينهام بأنه هم أوال
باالعتامر منها ثم بعد إحرامه هم بالدخول منها( .هناية املحتاج )264/3
( )3قوله ( َف هقدم فعله :)...وال ينافيه ذا قاعدة الشافعي يف األصول أنه إذا تعارض
القول والفعل وعهلحم التاريخ ..كان املتأخر ناسخ ًا؛ ألن أمره باالعتامر من التنعيم وإن
()20
فائدة :يندب ملن مل حيرم من أحد هذه الثالثة ..أن جيعل بينه وبي
احلرم بطن واد ـ أي :أي واد كان ـ ،ثم حيرم.
(حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،49/4فتح اجلواد ،243/1هناية املحتاج ،264/3حاشية
ى الكريم ص)609
قليويب ،120/2حاشية اجلمل ،399/2برش ٰ
()21
إل مكة ميقات]:
األول[ :أن يكون يف طريقه ٰ
ٰ احلالة
( )2تزعم العامة أهنا نسبت لسيدنا عيل -كرم اهلل وجهه-؛ ألنه قا َت َل اجلن فيها ،وال
أصل له ،بل تنسب إليه؛ لكونه حفرها( .حتفة املحتاج وحاشية الرشواين )39/4
()22
وأما إن مل يسلكوا طريقها وسلكوا طريق اجلحفة أو ذات عرق..
فام سلكوا طريقه فهو ميقاهتم وإن حاذوا ميقات ًا قبله؛ ألن عي
مر بميقات فهو من أهله ،كام إذا
امليقات أقو ىى من حماذاته ،فكل من َّ
ومر بعي اجلحفة.
حاذ ىى ذا احلليفة َّ
.2اجلحفة( ،)1وهو ميقات املتوجه من الشام ـ الذين ال يمرون
بذي احلليفة ـ وأهل مرص واملغرب.
واإلحرام من رابغ أفضل من اجلحفة بأحد رشطي:
أ .إن جهلت اجلحفة.
ب .أو تعذر هبا فعل السنن(.)2
( )1اجلحفة :وهي قرية خربة ،سميت بذلك؛ ألن السيل نزل عليها فأجحفها ،أي:
(برشى الكريم ،610حاشية اجلمل )401/2
ٰ أزاهلا وأذهبها ،وهي أوسط املواقيت.
( )2واإلحرام من رابغ ـ وهي قبل اجلحفة بيسري ـ الذي اعتيد ليس مفضوالً لكونه
عل أكثر احلجاج ،فلو عرف
قبل امليقات؛ بل لعلتي :األول :لرضورة انبهام اجلحفة ى
واحد عينها يقين ًا ..كان توجهه إ ىل اإلحرام منها أفضل.
مستثنى من
ى والثاين :لعدم ماء هبا يغتسلون به لإلحرام .قال احلفني :ويكون هذا
= مفضولية اإلحرام قبل امليقات ملن بطريقه ميقات.
()23
والسنن :كغسل اإلحرام ،وكالتنظف بقص شارب وأخذ شعر
اإلبط والعانة واألظفار ـ إال يف عرش ذي احلجة ملريد التضحية ـ
وإزالة الريح الكرهية واألوساخ ،وغسل الرأس بسدر ونحوه ،ويكون
عل الغسل ،ويندب أيض ًا أن يلبد َّ
الذ َكر شعره تقديم هذه األمور ى
بصمغ ونحوه؛ لئ َّ
ال يتولد فيه القمل ،وال يتشعث يف مدة اإلحرام،
ويكون التلبيد بعد الغسل ،ويسن كذلك تطييب البدن قبل اإلحرام،
إل الكوع فقط،
وأن ختضب املرأة غري املحدَّ ة قبل اإلحرام يدهيا ى
يصل ركعتي لإلحرام،
ى ومتسح وجهها بيشء منه ،ويسن كذلك أن
يصل يف مسجد امليقات إن كان َث َّم مسجد.
ى واألفضل أن
قلت :كيف هجعلت ميقات ًا مع نقل مح ىَّى املدينة إليها أوائل اهلجرة بدعائه = فإن َ
لت :ما عهلحم ح
مر هبا طائر هح َّم؟ ق ُ َص َّ ىل اهلله َع َليه َو َس َّل َم ؛ لكوهنا مسكن اليهود ،ى
حتى لو َّ
عل يه َو َس َّل َم ال يأمر بام فيه رضر ..يوجب همن قواعد الرشع أنه ص َّل اهلله َع َل ح
محل ذلك ى َ ى
أهنا انتقلت إليها مدة مقام اليهود هبا ثم زالت بزواهلم من احلجاز ،أو قبله حي
التوقيت هبا ،وقد أ َّق َت النبي ص َّل اهلله َع َل ح
يه َو َس َّل َم املواقيت ..عام حجه( .حتفة املحتاج َ ى
عّل املنهج )111/2
وحاشية الرشواين ،39/4حاشية البجْيمي ٰ
()24
ـم َل هم ويرمرم ،مشهور يف زماننا َ .3ي َل ْم َلم( ،)1ويقال له :أ َل ْ
بالسعدية ،وهو ميقات املتوجه من حهتامة اليمن(.)2
َ .4ق ْرن املنازل( ،)3وهو ميقات املتوجه من نجد اليمن ونجد
احلجاز(.)4
.5ذات ِع ْرق( ،)5وهو ميقات املتوجه من املرشق كالعراق
وخراسان.
ح
( )1قال الكردي :جبل من جبال هتامة جنويب مكة مشهور بـ"السعدية"( .برش ٰ
ى
الكريم ص)610
( )2أي :من األرض املنخفضة من أرض اليمن ،فالتهامة اسم لألرض املنخفضة،
ويقابلها نجد ،فإن معناه األرض املرتفعة ،وقال النووي :قال أصحابنا :وحيث جاء
يف احلديث وغريه أن يلملم ميقات أهل اليمن ..املراد :ميقات حهتامة ال كل اليمن،
فإن نجد اليمن ميقاهتم ميقات نجد احلجاز( .حاشية الرشواين ،39/4اإليضاح يف مناسك
احلج ص)171
( )1وذكر مغني املحتاج ( :)225/2واإلحرام من العقيق ـ وهو واد فوق ذات عرق ـ
روى ابن عباس:ألهل العراق وخراسان ..أفضل من ذات عرق؛ ألنه أحوط ،وملا ى
ِ « َأ َن ُه َص َ ّٰل اهللُ َع َل ِيه َو َس َل َم َو َق َ
رش ِق ..ال َعق َيق» رواه الرتمذي َ
وح َّسنه ،لكن ت ألَ ْه ِل املَ ْ ِ
رده يف املجموع ففيه ضعف ،وهلذا مل جيب العمل به ،لكن يستحب الحتامل صحته.
()26
[زوال معامل امليقات]:
إذا كان امليقات قرية فخربت ،وانتقل أهلها عنها ..كان امليقات
موضع القرية األو ىل وإن انتقل االسم إ ىل الثانية ،سواء انتقلوا إ ىل
أقرب من األو ىل إ ىل مكة ،أو إ ىل أبعد منها.
ى رج ً
ال يريد أن حيرم من وقد روي( :أن سعيد بن جبْي رأ ٰ
ميقات ذات عرق ،فأخذ بيده حت ٰى أخرجه من البيوت وقطع به
األول).
ٰ الوادي وأت ٰى به املقابر ثم قال :هذه ذات عرق
ِ
سعيد بن جبْي اإلما ُم الشافعي يف األم )152/2 (البيان للعمراين ،110/4أخرج أثر
( )1وبه يندفع ما قيل( :بدر ميقات ألهلها) أي :فتكون ميقات ًا ملن يأيت عليها كأهل
مرص فكيف َّ
أخر املرصيون إحرامهم عنه( .حتفة املحتاج وحاشية الرشواين )43 / 4
()27
[األفضل كون اإلحرام من امليقات]:
( )2وقيل ـ وهو قول احلاوي كالرافعي ـ :األفضل أن حيرم من دويرة أهله ـ أي :من
بلده ـ؛ ألنه أكثر عمالً؛ وألن عمر وعلي ًا ريض اهلل عنهام فرسا به إمتام احلج والعمرة
احل َج َوا ْل ُع ْم َر َة﴾ [البقرة ،]196:وقد فعله مجاعة من الصحابة يف قوله تعا ىل ﴿ َو َأ ِِتوا َ
والتابعي ،واألظهر :األول ،فإنه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم َّ
أخر إحرامه من املدينة إ ىل
احلليفة إمجاع ًا يف حجة الوداع ،وكذا يف عمرة احلديبية ..رواه البخاري؛ وألنه أقل
= تغرير ًا بالعبادة؛ ملا يف املحافظة ى
عل واجبات اإلحرام من املشقة.
()28
عل امليقات،
قال الدمريي :أطلق مجاعة الكراهة يف تقديم اإلحرام ى
ولو قيل :إنه خالف األو ىل ..لكان أو ىل ـ أي :وهو املعتمد ـ.
= لكن األو ىل أن حيرم عند أخذه يف السري ال مع إقامة ببلده ،فإن إحرامه حينئذ
خالف األو ىل عند الكل.
يستثنى من حمل اخلالف صور :منها :احلائض والنفساء ،فاألفضل هلام أن
ى (تنبيه):
عل النص ،ومثلهام اجلنب ،ومنها :ما لو شك يف امليقات خلراب
حيرما من امليقات ى
مكانه ،فاالحتياط أن يستظهر ندب ًا ،وقيل :وجوب ًا ،ومنها :مسألة النذر.
قوله( :من دويرة أهله) :أي :من بلده ،فإذا أحرم من بلده ..حرم عليه مجيع
حمرمات اإلحرام من حي إحرامه إ ىل فراغ حجه ،ودويرة تصغري دار .قال اإلسنوي:
راعى الرافعي طول اإلحرام هنا ،ومل يراعه فيمن أراد اإلحرام
ى لك أن تقول كيف
عل أن اخلروج إ ىل التنعيم أفضل من احلديبية.
بالعمرة وهو بمكة ،حيث وافق ى
(فتح اجلواد ،244/1مغني املحتاج 228/2ـ ،229حاشية الشربامليس ،262/2حاشية
عّل املنهج ،112/2حاشية
عّل املحيل ،120/2حاشية اجلمل ،403/2حاشية البجْيمي ٰ
عمْية ٰ
عّل الغرر البهية )128/4
الرتميس ،122/6حاشية الرشبيني ٰ
()29
وقد جيب اإلحرام قبل امليقات :كأن نذره من دويرة أهله ـ كام
جيب امليش بالنذر ـ وإن كان مفضوالً( ،)1وكاإلحرام من ميقات
املحجوج عنه وكان ميقاته أبعد من ميقات احلاج عن غريه ،أو
عل األجري ميقات أبعد.
رشط ى
املستأجر َ َ
طرو حيض
وقد يسن اإلحرام قبل امليقات :كام لو خشيت املرأة َّ
أو نفاس عند امليقات ،وكام لو َق َصدَ احلج أو العمرة من املسجد
األقص فيحرم منه(.)2
ى
( )1وال يقال :إن هذا مفضول بالنسبة للميقات فكيف انعقد؟ ألنا نقول :املانع من
االنعقاد ..هو املكروه ،ال ما كان غريه أفضل منه( .حاشية الشربامليس )263/2
ج ِد
ج ِد ْاألَ ْق َص إِ َل املَ ْس ِ
( )2وذلك للخرب الضعيفَ « :م ْن َأ َه َل بِ َحج َأ ْو ُع ْم َرة ِم َن املَ ْس ِ
شك الراوي( .حاشية اجلنَ ُة ـ» َّ ت َل ُه َ احل َرا ِم ..غ ُِف َر َل ُه َما َت َقدَ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه َو َما ت ََأ َخ َر ،ـ َو َو َج َب ْ
َ
( )1هذا كالم ابن قاسم ،أما احللبي فقال :كل ميقات وجد به مسجد ..األفضل أن
( )2وقيل :من البيداء ،أي :الذي قدام ذي احلليفة( .حاشية الرشواين )41/4
قال الشيخ زكريا األنصاري يف احلاشية :وكأن السبكي اعتمد يف إحرامه من
املسجد الذي أحرم منه َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم ..رواية ابن عباس ،لكن األحاديث
()31
(النجم الوهاج ،437/3حتفة املحتاج وحاشية الرشواين 41/4و ،49هناية املحتاج ،260/3
ى الكريم ص ،611حاشية اجلمل ،403/2حاشية الرتميس )122/6
مغني املحتاج ،224/2برش ٰ
فمن مل يكن يف طريقه ميقات ،فهو إما أن حياذي ميقات ًا ،أو حياذي
ميقاتي ،أو ال حياذي ميقات ًا ،أو يكون مسكنه بي مكة وامليقات.
عل أنه إنام أحرم عند انبعاث راحلته ،ومنها :حديث أنس بن الكثرية الشهرية تدل ى
ِ
مالك يف صحيح البخاري( :ثم ركب َص َ ّٰل اهللُ َع َليه َو َس َل َم ٰ
حتى استوت به راحلته
عل أن رواية ابن عّل البيداء ثم محد اهلل عز وجل وس َبح ،ثم َ
أهل باحلج والعمرة) ،ى ٰ
عباس ضعيفة ،وحينئذ ففي استثناء ذي احلليفة ..نظر ،بل األقرب عدم االستثناء،
نعم ..ينبغي استثناؤها من وجه آخر وهو اإلحرام من البيداء أفضل من بقيتها ،وإن
فرض أنه ليس األبعد من مكة؛ اتباع ًا له ص َّل اهلله َع َل ح
يه َو َس َّل َم( .حاشية اجلمل )403/2 َ ى
عل الطائرة ،قال العالمة الشيخ حسن
عل كالراكب ى
( )1وكذلك املحاذاة تكون من أ ى
بن حممد املشاط :األَو ىل لركاب الطائرة أن ال يركبوها إال بعد أن يتجردوا من املحيط
واملخيط ،ويرتدوا مالبس اإلحرام من غري نية إحرام ،فيتمكنوا عند املحاذاة
للميقات من نية أحد النسكي (العمرة أو احلج) فال هتبط هبم الطائرة جلدة إال وقد
()32
فإن اشتبه عليه امليقات أو موضع املحاذاة ..أخذ بقول من خيربه
عن علم( ،)2فإن مل جيده ..اجتهد إن علم أدلة املحاذاة ،ويسن أن
حيتاط()3؛ ليتيقن املحاذاة أو فوقه ،فإن حتري ..قلد جمتهد ًا(.)4
نووا اإلحرام ،وال جيوز هلم التأخري باإلحرام جلدة؛ ألن جدة ليست ميقات ًا رشعي ًا
ألهل اآلفاق( .إسعاف أهل اإلسالم ص)41
( )1ألن املحاذاة بال َّظهر ..صف هة املجاوزين ،واملحاذاة بالوجه ..صفة من مل ح
ينته بعده
ل امليقات ،وهو مار إليه( .هناية املطلب )211/4
إ ى
جرى عليه الرميل يف النهاية وابن حجر يف حاشية اإليضاح وهو ظاهر كالم شيخ
ى ()2
اإلسالم يف رشحي البهجة ،وأما عبارة ابن حجر يف التحفة( :فإن اشتبه عليه موضع
املحاذاة ..اجتهد) ،ومل يذكر (أخذ بقول من خيربه عن علم) ،ومثله يف اإلمداد وفتح
اجلواد ،ووافقه عليه شيخ اإلسالم يف رشحي املنهج والروض واخلطيب الرشبيني يف
الكربى للكُردي
ٰ رشحي املنهاج والتنبيه واجلامل الرميل يف رشح نظم الزبد( .احلاشية
)406/4
حاذى امليقات أو فوقه( .حاشية الرتميس
ى حتى يتيقن أنه قد
( )3أي :بأن يستظهر ى
)112/6
عل التحري ..مل جيز له التقليد،
( )4قال ابن حجر يف حاشية اإليضاح :أنه حيث قدر ى
الكربى للكُردي )406/4
ٰ وإال ..لزمه( .احلاشية
()33
تعي االحتياط برشوط:
فإن فقد من يقلدهَّ ..
أ .إن خاف فوت احلج ،أو كان قد تضيق عليه احلج يف هذه
السنة(.)1
أما لو تضيق عليه وكان االحتياط يؤدي إ ىل تفويته ..كان عذر ًا يف
عدم وجوبه حينئذ؛ ألن األصل براءة الذمة وعدم العصيان؛ لعدم
تيقن املجاوزة.
ب .إذا مل خيش فوت رفقة.
عل حمرتم.
ت .إذا أمن ى
ى الكريم ص ،611حاشية الرتميس 112/6ـ
(حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،41/4برش ٰ
)113
( )1وفيه :أن الفرض أنه إ ىل اآلن مل هحيرم ،فال يلزمه االستظهار ـ أي :االحتياط ـ إال
إن خاف الفوت وكان قد تضيق عليه احلج يف هذه السنة؛ ألنه ال يمكنه حتصيل
الواجب الذي خوطب بأدائه فور ًا إال باالستظهار ،وما مل يتم الواجب املطلق إال به..
فهو واجب ،أما إذا مل يتضيق عليه ..فهو بسبيل من اإلحرام أو الرتك ،فكيف يلزمه
بمعنى
ى االستظهار ألجل يشء مل يلزمه؟! ولعل (أو) يف قوله (أو كان قد تضيق عليه)
الواو( .حاشية الرتميس 112/6ـ )113
()34
ى ميقاتني( ..)1فلها حالتان:
.2وإن حاذ ٰ
إما أن تكون دفعة (أي :متوازيي)،
وإما أن تكون مرتبة (أي :متواليي).
األول :إن كانت املحاذاة دفعة ـ كأن يكون أحدَها عن
ٰ فاحلالة
يمينه واآلخر عن شامله ـ ..فلها أربع صور(:)2
( )1املراد بمحاذاة امليقاتني :أي :حماذاهتام ولو فيام يئول إليه احلال ،وأما االعتذار بأنه
فاملعنى :أنه حاذاَها واحد ًا بعد
ى حياذي بصدره ..فال جيوز؛ ألن املراد هنا يمنة ويرسة،
حاذى ميقاتي منها بأن كان طريقه بينهام .فذكر عمرية يف
ى وعبارة كنز الراغبي :أو
عل كنز الراغبي ( :)119/2قوله (بأن كان طريقه بينهام) :خرج ما لو كانا يف
حاشيته ى
جهة واحدة ،وهو ظاهر ،لكن عبارة اإلسنوي :سواء كان أحدَها عن يمينه واآلخر
عن شامله ،أو كانا مع ًا يف جهة واحدة.
وعل ٍّ
كل :إما أن يستويا يف القرب ( )2ألنه إما أن يستويا يف القرب إ ىل مكة أو خيتلفا ،ى
إليه أو خيتلفا( .حاشية الرتميس )113/6
()35
أ .إن استو ىى امليقاتان يف القرب إ ىل مكة واستويا يف القرب إ ىل
الشخص ..فميقاته حماذاهتام.
أ
50كلم
100كلم
ب
100كلم
أ
20كلم
80كلم
100كلم
ب
()36
ت .إن اختلف امليقاتان يف القرب إ ىل مكة واستويا يف القرب إ ىل
الشخص ..فميقاته األبعد إ ىل مكة(.)1
170كلم
أ
50كلم
50كلم
100كلم
ب
( )1صورة حماذاهتام مع ًا مع كون أحدَها أبعد من مكة بالنسبة لآلخر :انحراف أحد
الطريقي لوعورة ونحوها( .فتح العالم )251/4
()37
وفائدة ذلك :أنه لو جاوز بغري إحرام وأراد الرجوع وقد جهل
حمل املحاذاة ..رجع لألبعد إ ىل مكة يف الثالثة( ،)1ولألقرب إ ىل
الشخص يف الرابعة.
100كلم
أ
20كلم
80كلم
170كلم
ب
( )1واستشكل بأنه إذا رجع إ ىل أهيام ..فقد حاذاَها؛ ألن الغرض من حماذاهتام دفعة،
حتى يمتنع الرجوع إ ىل
فمع الرجوع إ ىل أحدَها كيف يمكن اجلهل بموضع املحاذاة ى
غري األبعد؟ وأجيب :بأنه ليس املمنوع جمرد الرجوع إليه ،بل مع سلوك طريقه عند
التوجه منه إ ىل مكة لكوهنا أقرص ،بخالف ما لو رجع إليه ثم سلك طريق األبعد أو
طريق ًا بينهام ى
عل مثل مسافته التي سلكها عند املجاوزة ..فإنه جيوز كام جيوز ابتداء،
تأمل( .حاشية الرتميس )114/6
()38
واحلالة الثانية :إن كانت املحاذاة مرتب ًا ـ كأن يكون كل من
امليقاتي عن يمي الشخص ،أو عن شامله ،أو أحدَها عن يمينه
واآلخر عن شامله ـ ..فلها تسع صور(:)1
أ ،.ب ،.ت .إذا كان امليقات األول أبعد إ ىل مكة من امليقات
الثاين ،سواء كان امليقات األول أبعد إ ىل الشخص أو أقرب أو
استو ىى امليقاتان إليه(.)2
100كلم
أ
90كلم
ب
( )1ألنه إما أن يكون امليقات األول أبعد إ ىل مكة من الثاين ،أو َها إ ىل مكة سواء ،أو
وعل ٍّ
كل :امليقاتان إ ىل الشخص سواء ،أو األول أقرب ى الثاين أبعد إ ىل مكة من األول،
ل الشخص من الثاين وبالعكس( .حاشية الرتميس )113/6
إ ى
عل ٍّ
كل تكون املسافة منه إليه واحدة ،كام مر ى
( )2املراد باستوائهام إليه :أن يكون إذا َّ
عّل الغرر البهية )125/4 قاله ابن حجر( .تقرير الرشبيني ٰ
عّل حاشية ابن قاسم ٰ
()39
ث .إذا كان امليقاتان مستويي إ ىل مكة ،وامليقات األول أقرب إ ىل
الشخص.
100كلم
أ
20كلم
100كلم
80كلم
ب
100كلم
أ
20كلم
170كلم
80كلم
ب
فاحلكم يف هذه اخلمس الصور :أنه هحي حرم من امليقات الذي حاذاه
أوالً.
()40
إل الشخص ،سواء كان
ح ،خ ،د .إذا كان امليقات الثاين أقرب ى
إل مكة ،أو أقرب( ،)1أو استو ىى امليقاتان إليها.
امليقات الثاين أبعد ى
100كلم
أ
80كلم
170كلم
20كلم
ب
100كلم
أ
80كلم
70كلم
20كلم
ب
100كلم
أ
80كلم
100كلم
20كلم
ب
( )1فائدة :إذا كان امليقات أقرب إ ىل مكة وإ ىل الشخص ..فاإلحرام يكون منه ،سواء
كان امليقات األول أو الثاين.
()41
ذ .إذا استو ىى امليقاتان إ ىل الشخص وكان الثاين أبعد إ ىل مكة(.)1
100كلم
أ
50كلم
50كلم
170كلم
ب
( )1أي :كأن كان األبعد إ ىل مكة منحرف ًا أو وعر ًا ،فلو جاوزَها مريد ًا للنسك ومل
يعرف موضع املحاذاة ثم رجع إ ىل األبعد أو مثل مسافته ..سقط الدم ،أو إ ىل اآلخر
ل مكة ..-مل يسقط (هناية ومغني)( .حاشية الرشواين )42/4
-أي :األقرب إ ى
()42
ِ
.3ومن مل حياذ ميقات ًا ..أحرم ى
عل مرحلتي من مكة()2؛ إذ ال ( )1
عّل مرحلتني) :قال ابن الرفعة :هذا احلكم من ختريج اإلمام ـ أي:
( )2قوله( :أحرم ٰ
إمام احلرمي ـ رمحه اهلل ،وحتصل معرفة املرحلتني من مكة :بأن كان عنده من يعرف
)261/3
( )3هبذا يندفع ما قيل :قياس ما يأيت يف حارضي احلرم أن املسافة منه ال من مكة :أن
تكون هنا كذلك ،ووجه اندفاعه :أن اإلحرام من املرحلتي هنا بدل عن أقرب
عل مرحلتي منها ال من احلرم ،فاعتربت
ميقات إ ىل مكة ،وأقرب ميقات إليها ى
املسافة من مكة ال من احلرم( .حتفة املحتاج )42/3
()43
غريب جدة مثل من خرج من سواكن ـ ميناء السودان ـ إ ىل
عل حماذاة رابغ وال يلملم ،فإنه
جدة من غري أن ينحرف ى
يصل جدة قبل أن حياذي ميقات ًا ،وجدة مرحلتان إ ىل مكة(،)1
فتكون هي ميقاته ..وبام تقرر ُيعلم :أن املحاذاة بعد
املرحلتي ..ال تعترب ( .برش ٰ
ى الكريم ص ،611حاشية الرتميس )115/6 ( )2
( )1أي :جدة القديمة ،أما جدة احلديثة ..فهي أقل من مرحلتي إ ىل مكة.
( )2وقال ابن قاسم :ه َّ
ال اعتربت املحاذاة ولو بعد املرحلتي ،وربام أيده إطالقهم
(برشى الكريم ص)612
ٰ املحاذاة.
( )3أي :إن كان يف برية ساكن ًا منفرد ًا بي مكة وامليقات ..أحرم من منزله ال يفارقه
غري حمرم ،وقال جماهد :إن كان داره بي مكة وامليقاتَّ ..
أهل من مكة( .جمموع اإلمام
()44
من أبعد طرفيها من مكة ،فإن أحرم من أقرب طرفيها إ ىل
مكة ..جاز.
وإن كان من أهل خيام ..استحب أن حيرم من أبعد أطراف اخليام
إل
إل مكة ،وال جيوز أن يفارقها ى
إل مكة ،وجيوز من الطرف األدن ىى ى
ى
جهة مكة غري حمرم.
وإن كان يف واد ..استحب أن يقطع طرفيه حمرم ًا ،فإن أحرم من
الطرف األقرب إ ىل مكة ..جاز.
فإن أحرم بعد جماوزة قريته وفارق العمران إ ىل جهة احلرم ومل
يرجع إليه ..أساء ولزمه الدم ،سواء أحرم من مرحلتي أو أكثر أو
أقل إ ىل مكة أو احلرم؛ ألن هذا دم إساءة ،فال يسقط عن حارضي
املسجد احلرام( )1وال غريه ،بخالف دم التمتع أو القران.
فإن عاد إ ىل قريته قبل التلبس بنسك ..سقط الدم.
()45
ومن ترك قريته وفارق العمران وقصد ميقات ًا من املواقيت فأحرم
منه ..جاز وال دم عليه ،كاملكي إذا خرج إ ىل امليقات فأحرم منه.
(البيان للعمراين ،110/4روضة الطالبني ،40/3جمموع اإلمام النووي ،203/7النجم
ى الكريم ص ،612فتح العالم
الوهاج ،433/3حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،42/4برش ٰ
)251/4
()46
[امليقات املعنوي]:
( )1قوله (ثم أراده) :وتنرصف إرادته احلج بإرادة زيارة أهل أو جتارة( .حاشية قليويب
)119/2
()47
قال ابن قاسم ع ىل أيب شجاع :وأهل النجعة( )1املنتقلون فيام بي
عل األشبه كام
املواقيت اخلمسة وبي مكة ..ميقاهتم موضع إرادهتم ى
يف اخلادم ،قال :ولو أقاموا بموضع ولو يوم ًا ..اعترب ،ولو أراده
حالة السري إ ىل جهة مكة ..أحرم من حيث أراده ،فإن تقدم ولو
بخطوة ومل حيرم ..كان مسيئ ًا .اهـ.
ى الكريم ص،612
(حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،43/ 4هناية املحتاج ،261/3برش ٰ
عّل الغرر البهية ،126/4حاشية الرتميس )116/6
عّل حاشية ابن قاسم ٰ
تقرير الرشبيني ٰ
مر بامليقات]:
[حكم من َ
( )1النجعة :هو اإلبعاد يف الذهاب لطلب الرعي( .حتفة املحتاج ،)215/6ويف
ح
الكإل يف موضعه. القاموس املحيط ( :)765/1النجعة :طلب
()48
فأما القسم األول :وهو أن يريد اإلحرام بنسك من حج أو
عمرة ،فاحلكم فيه:
أنه مت ىى وصل( )1إ ىل امليقات وهو يريد العمرة مطلق ًا ـ أي :سواء
يف عامه أو يف غري عامه وإن طال الزمن ـ أو احلج يف عامه ،وكذا يف
غري عامه عند ابن حجر( ..)2وجب عليه اإلحرام قبل املجاوزة
( )1أي :وهو مكلف حر ولو كافر ًا ثم أسلم ال جمنون وعبد وصبي وإن كملوا قبل
الوقوف( .حاشية قليويب )119/2
( )2خالف ًا للنهاية واملغني ولشيخ اإلسالم يف رشحي املنهج والروض ،قال باعشن:
واعتمد ما قاله الرميل ..الزيادي واحللبي ،وظاهر كالم السيد عمر البرصي يميل
إليه ،واستظهره ابن اجلَ َّامل يف رشح نظم الدماء.
وى الشهاب الرميل ما نصهُ ( :سئل) الشهاب الرميل عمن قصد النسك يف
ويف فتا ى
العام القابل ودخل مكة هبذا القصد فهل جيب عليه أن حيرم بنسك للدخول أو ال؟
عل
فأجاب :بأن الداخل إ ىل مكة بالقصد املذكور ..يستحب له أن حيرم بنسك ى
عل مقابله .اهـ ،هكذا رأيته أطلق النسك املقصود يف القابل ومل يقيده
األصح ،وجيب ى
باحلج فليتأمل (برصي).
قال ابن اجلَ َّامل يف رشح اإليضاح :ومل يقيد النسك باحلج والبد من تقييده؛ إذ
الكربى للكُردي ،409/4حاشية الرشواين )43/4
ٰ العمرة ال تتأ َّقت( .احلاشية
()49
بالنسك الذي أراده( )1وإن أراد إقامة طويلة( )2كشهر بموضع قبل
مكة ،خالف ًا للشهاب الرميل(.)3
(( )1تنبيه) :قال اجلرداين :ويؤخذ منه :أن ما يفعله بعض الناس من إنشاء سفره
لقصد احلج والعمرة ،وإذا وصل إ ىل امليقات يقول :أنا قاصد اإلقامة بجدة أو بمكة
جمرد ختيل إلسقاط مشقة اإلحرام من امليقات عنه ،والظاهر :أن ذلك ال ينفعه؛ ألن
َّ
خيفى عليه الزيف ـ أي :الرديء ـ( .فتح العالم )252/4
الناقد بصري ال ى
( )2قوله (وإن أراد إقامة طويلة :)...لعل حمله فيمن أنشأ السفر بقصد مكة أو احلرم،
مر بذي احلليفة للنسك مع إنشاء
عل من َّ
وإال فهو مشكل القتضائه وجوب اإلحرام ى
السفر إ ىل غري جهة احلرم كجدة والطائف ،وهو بعيد جد ًا وحرج تأباه حماسن
الرشيعة( .حاشية الرشواين )43/4
فتاوى الشهاب الرميل ما نصهُ ( :سئل) عمن خرج من بلده مريد ًا للنسك مع
ى ( )3ويف
نية اإلقامة ببندر جدة شهر ًا أو نحوه للبيع والرشاء ،فهل تباح له جماوزة امليقات من
غري إحرام لتخلل نية اإلقامة بجدة أم ال تباح له املجاوزة؟
فأجاب :من بلغ ميقات ًا مريد ًا نسك ًا ..مل جتز له جماوزته بغري إحرام ،وإن قصد
اإلقامة ببندر بعد امليقات شهر ًا مث ً
ال للبيع ونحوه ،إال أن يقصد اإلقامة بالبندر
= املذكور قبل اإلحرام .اهـ.
()50
(تنبيه) :قال اجلرهزي :ظاهر كالمهم :أن الوصول إ ىل ذات
امليقات ..غري موجب االلتزام حكمه ،بخالف املجاوزة ،فلو وصل
شخص إ ىل ذي احلليفة ثم مل جياوزها ورجع إ ىل طريق أخر ىى إ ىل
اليمن ..جاز؛ لعدم املجاوزة ،وهو الظاهر.
جل َّامل يف رشح اإليضاح :وينبغي أن هيق َّيد بام إذا مل يكن البندر يف جهة
= قال ابن ا َ
مر بذي احلليفة قاصد ًا اإلحرام باحلج ناوي ًا
احلرم ،وإال فهو مشكل؛ القتضائه أن من َّ
اإلقامة ببندر الصفراء أو بدر أن له التأخري إ ىل ذلك وليس كذلك .اهـ.
جل َّامل املوافق ملا قاله الشارح ـ أي :ابن
خيفى أن ما قاله ابن ا َ
قال الرشواين :وال ى
نوى اإلقامة يف نحو الصفراء نحو سنة.
حجر ـ ..فيه حرج شديد ،ال سيام فيام إذا ى
قال العالمة الشيخ عبداهلل بن أمحد باسودان عن السيد أمحد مجل الليل ـ مفتي
فتوى له جواز
ى املدينة املنورة ـ يف جواب سؤال يف ذلك :أن الشهاب الرميل ذكر يف
عل اإلقامة ببلد قبل مكة برشطي:
تأخري اإلحرام إذا عزم ى
.1أن يقصد اإلقامة باملوضع املذكور قبل اإلحرام.
.2وأن يكون مدة اإلقامة به شهر ًا أو نحوه.
وذلك أن مصابرة اإلحرام تشق إذا كان فوق مخسة عرش يوم ًا ،ومن َث َّم أحلق
الكربى
ٰ فتوى( .احلاشية
ى شيخنا حممد بن سليامن الكردي العرشين اليوم بالشهر يف
للكُردي 409/4ـ ،410حاشية الرشواين ،43/4عدة املسافر وعمدة احلاج والزائر ص)131
()51
[أن يكون قاصد ًا للحج والعمرة مع ًا أو يقصد احلج فقط أو
العمرة فقط ثم حيرم من امليقات بخالف ما قصد]:
.1أن يكون قاصد ًا للحج والعمرة مع ًا عل وجه ح
القران :فلو ى
كان قاصد ًا حج السنة األو ىل مع اإلحرام بعمرة عند جماوزة
امليقات يف أشهر احلج فأحرم بعمرة وحدها ،ثم بعد جماوزة
عل العمرة ..لزمه الدم لإلساءة(.)1
امليقات أدخل احلج ى
وجيب عليه الرجوع فور ًا لسقوط دم جماوزة امليقات ال لسقوط
دم القران ،فإن رجع بعد دخول مكة وقبل التلبس بالنسك ..سقط
الدمان ،فإن رجع بعد أن تلبس بنسك غري عرفة ـ كطواف قدوم ـ..
سقط دم القران فقط.
وأما إن كان قد أحرم بالعمرة من امليقات ومل يطرأ له قصد
اإلحرام باحلج إال بعد جماوزة امليقات ،فأحرم باحلج من مكان ما
قصده ..فال يلزمه دم.
( )1وأما عند النشييل ..فال دم عليه؛ ألن املحذور جماوزة امليقات غري هحم حرم وهذا
هحم حرم( .حاشية الرشواين )44/4
()52
.2أن يكون قاصد ًا للحج فقط :فلو أراد حج السنة األو ىل
ومر بامليقات يف أشهر احلج فأحرم بعمرة وحدها..
وحده َّ
وجب الدم إن مل يرجع يف إحرام احلج للميقات.
.3أن يكون قاصد ًا للعمرة فقط :فلو أراد العمرة وحدها
فأحرم بحج وحده يف السنة األو ىل يف أشهر احلج ..وجب
يف إحرام العمرة بعد ذلك احلج من امليقات ،فإن أحرم هبا
عل
من أدن ىى احلل ..لزمه الدم ؛ ألنه مل حيرم بام أراده ى
()1
( )1وخالف عبدالرؤوف الزمزمي والنَّشييل يف هذه املسألة والتي قبلها بأنه ال دم.
(حاشية الرشواين )44/4
()53
مسألة (ب) :من أحرم باحلج أوالً من ميقات بلده ،ثم بعد
الفراغ من أعامل احلج أحرم بالعمرة من أدن ىى احلل ..فال دم عليه.
الكربى للكُردي
ٰ (احلاوي الكبْي ،72/4حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،44/4احلاشية
املحربة لبافضل ص)69
املحررة والفوائد َ
ى الكريم ص ،612املسائل َ
،412/4برش ٰ
[ميقات املتمتع]:
( )1والدم هنا وحيث أطلق :شاة ،أو هسبع بدنة ،أو [ هسبع] بقرة مما جيزيء أضحية.
(حتفة املحتاج )150/4بترصف
()54
وأما إذا جاوز امليقات غري مريد للنسك ثم أحرم بالعمرة ..فعليه
دم التمتع وال جيب عليه دم اإلساءة ،سواء كانت املسافة مرحلتي أو
أكثر أو أقل(.)1
عل اآلفاقي الذي متتع وهو ناوي االستيطان بمكة
تنبيه :يلزم الدم ى
ولو بعد العمرة؛ ألن االستيطان ال حيصل بمجرد النية()1؛ ألنه التزم
بمجاوزة امليقات.
( )1قال ابن الص َّباغ :ذكر الشيخ أبو حامد [اإلسفراييني] :أن الشافعي قال يف
حتى صار بينه وبي مكة مسافة ال
القديم( :إذا مر بامليقات ،ومل حيرم بالعمرة منه ى
تقرص فيها الصالة ،فأحرم بالعمرة من هناك ..مل يلزمه دم التمتع)؛ ألنه صار من
حارضي املسجد احلرام ،وإنام جيب عليه دم لرتك امليقات( .البيان للعمراين )79/4
وقال اإلمام الغزايل :إذا دخل اآلفاقي مكة غري مريد للنسك ،فكام دخل مكة
اعتمر ثم حج ،فال يكون متمتع ًا؛ ألنه صار من حارضي املسجد ،إذ ال يعترب فيه قصد
اإلقامة ،قال الرافعي :وهذه املسألة موضع توقفه ،ومل أرها لغريه ،وما ذكره من عدم
اعتبار اإلقامة مما ينازع فيه كالم عامة األصحاب ،ونقلهم عن النص ،فإنه ظاهر يف
اعتبارها بل يف اعتبار االستيطان ،وقال النووي" :املختار أنه متمتع ليس بحارض ،بل
يلزمه الدم" ،واختار السبكي مقالة الغزايل( .حاشية عمْية )61/2
()55
أما العود إ ىل امليقات أو الدم يف إحرام سنته ..فال يسقط بنية
اإلقامة.
(كنز الراغبني مع حاشية عمْية ،161/2أسن ٰى املطالب وحاشية الرميل ،465/1مغني
املحتاج ،289/2هناية املحتاج )327/3
وأما إذا اعتمر املتمتع( )2ومل يرد العود إ ىل امليقات ..لزمه أن حيرم
باحلج من نفس مكة ،وهي يف حقه كهي يف حق املكي ،لكن عليه دم
( )1قوله (ال حيصل بمجرد النية) :قال الكردي :ضابط اّلستيطان :هو الذي ال
يظعن شتا ًء وال صيف ًا إال حلاجة ،فيؤخذ منه أنه البد من اإلقامة بمكة أو قرهبا بحيث
يميض عليها شتاء وصيف ومل خيرج فيهام إال حلاجة ،مع عدم قصد اخلروج مما ذكر
لغري حاجة فيام بقي من عمره؛ ألهنم رصحوا أن جمرد النية ال حيصل هبا االستيطان بل
البد من وجوده بالفعل ،وقبل ميض تلك املدة ..فليس متوطن ًا بالفعل بل بالنية وهي
نوى اخلروج لغري حاجة ولو بعد سني متطاولة ..فإنه ال يكون
ال تكفي ،وكذا لو ى
متوطن ًا( .حاشية الرشواين )151/4
( )2يشرتط أن تقع عمرته ـ أي :نية اإلحرام هبا وما بعدها من األعامل ـ يف أشهر
وأتى
نوى اإلحرام بالعمرة مع آخر جزء من رمضان ى
ثم لو ى
احلج من سنة احلج ،ومن َّ
أتى هبا كلها قبل أشهر احلج
بأعامهلا كلها يف شوال ..مل يلزمه دم مع أنه متمتع ،كمن ى
()56
س ِم َن التمتع()1؛ لقوله تعا ىلَ ﴿ :ف َم ْن ِتَ َت ََع بِا ْل ُع ْم َر ِة إِ َ ٰل َْ
احل ِّج َف َام ْاس َت ْي َ َ
[البقرة.]196 : َاَلدْ ِي﴾
وإن خرج من مكة إ ىل احلل ،وأحرم باحلج من هنالك ..فقد ترك
ميقاته ،فإن عاد إ ىل مكة حمرم ًا قبل الوقوف بعرفة ..كان كام لو أحرم
مض إ ىل عرفات قبل أن يعود إ ىل مكة ..فيجب عليه
من مكة ،وإن ى
دمان :دم التمتع ،ودم لرتك اإلحرام من مكة.
وإن أحرم باحلج من موضع من احلرم خارج مكة ،ومل يعد إ ىل
مكة قبل الوقوف بعرفة ..فهل هو كمن أحرم من مكة؟
واملعنى يف إجياب الدم :كونه ربح ميقات ًا ،إذ لوكان أحرم باحلج أوالً من ميقات
ى ()1
بلده لكان حيتاج بعد فراغه من احلج إ ىل خروجه إ ىل أدن ىى احلل ليحرم بالعمرة ،وإذا
استغنى عن اخلروج لكونه حيرم باحلج من جوف مكة( .هناية املحتاج )326/3
ى متتع..
()57
اجلواب :ال ،بل هو كمن أحرم من احلل فهو ميسء؛ ألن مكة
صارت ميقات ًا له ،فهو كمن لزمه اإلحرام من قرية ،فخرج عنها
وأحرم.
فلو عاد إ ىل امليقات الذي أحرم بالعمرة منه ،أو إ ىل مسافة مثله
وأحرم باحلج ..فال دم ،وهو متمتع ،ووجه التسمية باملتمتع..
استمتاعه بمحظورات اإلحرام بي العمرة واحلج ،ومثله ما لو
أحرم باحلج من مكة ،ثم ذهب إ ىل امليقات حمرم ًا قبل التلبس بيشء
من أفعال احلج ..فال دم أيض ًا.
ولو عاد إ ىل ميقات أقرب منه إ ىل مكة من ميقات عمرته وأحرم
منه ـ بأن كان ميقات عمرته اجلحفة فعاد إ ىل ذات عرق ـ فهل هو
كالعود إ ىل ميقات عمرته؟ األصح :نعم؛ ألنه أحرم من موضع
ليس ساكنوه من حارضي املسجد احلرام.
واآلفاقي إذا جاوز ميقات بلده غري مريد للنسك ثم ع َّن له
النسك وهو يف أدن ىى احلل فأحرم بالعمرة منه ثم عاد إليه عند
اإلحرام باحلج ..سقط عنه الدم؛ ألن ذلك املحل ميقاته ،بخالف ما
()58
إذا كان مقي ًام بمكة وأحرم بالعمرة من أدن ىى احلل ..فال يسقط عنه
الدم بالعود إليه؛ ألنه ليس ميقاته.
(البيان للعمراين 80/4ـ ،81جمموع اإلمام النووي ،179/7روضة الطالبني ،48/3كنز
الراغبني ،161/ 2هناية املحتاج ،326/3فتح العالم )177/4
مسألة :أن اآلفاقي املتمتع لو دخل مكة وفرغ من أعامل عمرته ثم
خرج إ ىل حمل بينه وبي مكة مرحلتان ،فإن كان ميقات اجلهة التي
خرج إليها أبعد من مرحلتي ..فيتعي هنا الوصول مليقات اآلفاقي
أو حماذاته يمين ًا أو شامالً وإن بعد عنه أو مثل مسافته.
فإن وصل إليها ..سقط عنه الدمان ـ أي دم التمتع ودم اإلساءة
برتكه اإلحرام من امليقات وهو مكة ـ ،وإن مل يصل إليها فأحرم من
عل مرحلتي من مكة ..سقط دم التمتع دون دم
دون امليقات ى
اإلساءة.
عل مرحلتي أو مل يكن هلا
وإذا كان ميقات جهة خروجه ى
ميقات ..فيكفي الوصول إ ىل مرحلتي وإن مل يصل لعي امليقات.
()59
وإذا خرج إ ىل حمل دون مرحلتي ثم أراد اإلحرام باحلج ..جاز
له تأخريه إ ىل أن يدخل مكة ،بل لو أحرم من حمله ..لزمه دخول
مكة قبل الوقوف بعرفة أو الوصول إ ىل امليقات أو حماذيه أو مثل
مسافته ،فإن مل يفعل ما هأ حمر به ..لزمه دمان( ،)1أي :دم التمتع ،ودم
اإلساءة برتكه اإلحرام من امليقات وهو مكة.
وإن أحرم املتمتع من موضع من احلرم خارج مكة ومل يعد إ ىل
مكة ..فهو كمن أحرم من احلل()2؛ ألن مكة صارت ميقاته ،فهو
كمن لزم اإلحرام من قريته التي بي مكة وامليقات فجاوزها
وأحرم.
(جمموع اإلمام النووي ،180/7حتفة املحتاج وحاشية الرشواين 37/4ـ ،38حاشية الرتميس
)100/6
( )1وقيل :كمن أحرم من مكة؛ ألهنام سواء يف اإلحرام وحتريم الصيد وغريه( .جمموع
( )2قال ابن الص َّباغ :ال جيب عليه إال دم واحد؛ ألن دم التمتع إنام وجب لرتك
اإلحرام باحلج من ميقات بلده ،وال فرق بي أن يرتك من امليقات مسافة قليلة أو
كثرية ،فإنه ال جيب عليه إال دم واحد( .البيان للعمراين )81/4
()60
احلالة الثانية :إذا كان غري آفاقي :فإما أن يكون مكي ًا أو من
حارضي املسجد احلرام ،وإما أن يكون من غري حارضي املسجد
احلرام.
فاألول :إن كان مكي ًا أو كان من حارضي املسجد احلرام (وهم
من استوطنوا احلرم أو حم ً
ال دون مرحلتي من احلرم) :فإن متتع أو
قرن ..صح متتعه وقرانه ،ولكن ال جيب عليه دم()1؛ لقوله تعا ىل:
ج ِد َ
احل َرا ِم﴾ [البقرة ]196:واملعن ىى ك ملَ ِن َمل ْ َيك ُْن َأ ْه ُل ُه َح ِ ِ
ارضي املَ ْس ِ ﴿ َذلِ َ
يف ذلك :أهنم مل يربحوا ميقات ًا( )2عام ًا ألهله وملن َّ
مر بامليقات(.)3
( )1عبارة هناية املطلب ( :)173/4من قربت مسافته ،إذا أحرم بالعمرة من وطنه ،ثم
أحرم باحلج من جوف مكة ..فال يلزمه يشء.
( )2قوله( :مل يربحوا ميقات ًا) أي :مل يستفيدوا ترك ميقات ،أي :مل يسقط عنهم ميقات
عام كان يلزمهم اإلحرام منه ،بخالف اآلفاقي فإنه ربح ميقات ًا أي :اكتسب راحة
فمتى ربح امليقات ..ربح
واكتفى منه باإلحرام من مكة ،ى
ى بسقوط اإلحرام من امليقات
(حاشية اجلمل الراحة برتك اإلحرام منه واالكتفاء باإلحرام من مكة .اهـ (عزيزي).
)493/2
= وال يشكل أيضا بأهنم جعلوا ما دون مسافة القرص كاملوضع الواحد يف هذا ومل
جيعلوه يف مسألة اإلساءة ،وهو إذا كان مسكنه دون مسافة القرص من احلرم وجاوزه
حتى ال يلزمه الدم كاملكي إذا أحرم من سائر بقاع مكة ،بل
وأحرم كاملوضع الواحد ى
ألزموه الدم وجعلوه مسيئ ًا كاآلفاقي؛ ألن ما خرج عن مكة مما ذكر تابع هلا ،والتابع
بمقتض الدليل يف املوضعي ،فهنا
ى يعطى حكم املتبوع من كل وجه؛ وألهنم عملوا
ى ال
بمقتض اآلية ،وهناك ى ال يلزمه دم؛ لعدم إساءته لعدم عوده؛ ألنه من احلارضين
كَ ،ف ِم ْن
ون َذلِ َ
َان ُد َ
يلزمه دم إلساءته بمجاوزته ما عي له بقوله يف اخلربَ « :و َم ْن ك َ
ِ َ
عل أن املسكن املذكور كالقرية بمنزلة ث َأن َْشأ َحت َٰى َأ ْه ُل َم َك َة م ْن َم َك َة» [متفق عليه] ،ى
َح ْي ُ
مكة يف جواز اإلحرام من سائر بقاعه وعدم جواز جماوزته بال إحرام ملريد النسك.
(هناية املحتاج )326/3
()62
والثاين :إن كان من غري حارضي املسجد احلرام:
فإن كان من غري حارضي املسجد احلرام ،فخرج من بيته يقصد
مكة متمتع ًا ناوي ًا للمقام بمكة بعد فراغه من احلج ،فتمتع أو قرن..
مل يسقط عنه الدم؛ ألنه ال يصري مقي ًام إال بالنية والفعل.
فإذا استوطنها ثم متتع بعد ذلك ،أو قرن ..فال دم عليه؛ ألنه صار
من حارضي املسجد احلرام( .البيان للعمراين )83/4
[للمتمتع مسكنان]:
( )1املراد باألهل :الزوجة واألوالد الذين حتت حجره دون اآلباء واإلخوة( .مغني
املحتاج )289/2
()63
فإن كان مقامه بالقريب أكثر ..فال يلزمه دم التمتع ،وإن أحرم
من البعيد ،وباألو ىل ال دم إذا كان له مسكن واحد قريب وأحرم من
مكان بعيد يذهب إليه حلاجة(.)1
الثانية :وحتتها اثنان أيض ًا :وهو ما إذا استوت إقامته هبام كستة
وستة ..فالعربة بام به أهله وماله دائ ًام حيث كان أهله فقط يف اآلخر،
فإن مل يالزموه دائ ًام ..فاألكثر كسبعة ومخسة.
الثالثة :وحتتها اثنان أيض ًا :وهو ما إذا استوت إقامته هبام لكن
بأحدَها أهله وباآلخر ماله ..فاالعتبار بام به أهله دائ ًام أو أكثر.
الرابعة :وحتتها اثنان :وهو ما إذا استوت إقامته ،وله بكل أهل
ومال ..فاالعتبار بام هبامله األكثر بأحدَها دائ ًام أو أكثر.
وعل هذا فاملكي إذا ذهب إ ىل املدينة حلاجة ثم أحرم بالعمرة من
ى ( )1قال ابن قاسم:
ذي احلليفة ..ال يلزمه دم التمتع ،فسقوط الدم عن احلارض ..يكفي فيه استيطانه
مكان ًا حارض ًا ،وال يقدح فيه خروجه عن احلضور واإلحرام من مكان بعيد،
()64
عل
اخلامسة :وهي ما إذا استوت إقامته وأهله وماله ..فام عزم ى
الرجوع.
السادسة :وهي ما إذا استو ىى مجيع ما ذكر ،وهو اإلقامة واألهل
عل الرجوع ..فاالعتبار بام خرج منه.
واملال والعزم ى
عل
السابعة :وهي ما إذا استوت اإلقامة واألهل واملال والعزم ى
الرجوع واخلروج بأن خرج من كل منهام ..فام أحرم به منه(.)1
عّل التحفة )185/4
(حاشية الرشواين ،185/4حاشية ابن قاسم ٰ
عل دون
و َمن لوطنه طريقان إ ىل احلرم (كأهل الطائف) أحدَها ى
مرحلتي ..ال يعد من حارضي املسجد احلرام ،كام نص عليه ابن
جل َّامل
حجر يف التحفة يف باب صالة املسافر ،وأما الونائي وابن ا َ
( )1هذا ما ذكر هنا ،وزاد يف اإليعاب :وعن الفوراين ينظر إ ىل أهيام ينسبه الناس..
فهو منه ،وله وجه ظاهر ،ويف املجموع عن النص :ويسن أن يريق دم ًا بكل حال،
والظاهر أنه دم متتع ،ويؤخذ من ذلك أن كل ما قيل بوجوبه ..يسن إخراج دم يف
تركه ويكون كدم التمتع( .حممد صالح الرئيس)( .حاشية الرشواين )151/4
()65
فعندَها :أنه يعد من حارضي املسجد احلرام؛ إذ األصل براءة الذمة
من الدم(( .)1حتفة املحتاج ،383/2حاشية الرشواين ،185/4حاشية اجلمل )493/2
[نية التمتع]:
وهل يشرتط نية التمتع؟ األوجه :أهنا ليست برشط()1؛ ألن الدم إنام
وجب عليه لرتكه اإلحرام باحلج من ميقات بلده ،وهذا املعن ىى موجود
وإن مل ينو التمتع.
()66
وهل يشرتط يف التمتع أن تكون العمرة واحلج من شخص
(البيان للعمراين ،84/4هناية املحتاج واحد؟ األصح :ال يشرتط ذلك(.)2
)327/3
من جاوز امليقات( )3غري حمرم وهو يريد عمرة أو حج ًا( )1ولو يف
العام القابل (عند ابن حجر) ثم أحرم بعمرة مطلق ًا ـ أي ولو كان يف
( )1والوجه الثاين :أهنا رشط يف وجود الدم؛ ألنه مجع بي العبادتي يف وقت
إحداَها ،فافتقرت إ ىل النية ،كاجلمع بي الصالتي.
فإذا قلنا بالثاين :فهل من رشط هذه النية أن تكون عند اإلحرام بالعمرة ،أو
عل
يكفي أن ينوي ذلك يف نية اجلمع قبل الفراغ من أفعال العمرة؟ فيه وجهان ،بناء ى
ل( .البيان للعمراين )85/4
القولي يف نية اجلمع بي الصالتي يف وقت األو ى
( )2والوجه الثاين :قال اخلرضي :يشرتط ذلك( .البيان للعمراين )85/4
حتى يشمل .1 :ما لو نذره من ( )3املراد بـ"امليقات" :كل ٍّ
حمل يلزمه اإلحرام منه ،ى
دويرة أهله .2 ،وما لو أحرم منها مث ً
ال ثم أفسده فإنه جيب عليه اإلحرام يف القضاء
منها أو من مثل مسافتها ـ كام سيأيت تفصيله ـ .3 ،واملحل املحاذي مليقات .4 ،أو
= الذي َع َّن له اإلحرام منه .5 ،أو من الساكن فيه وهو بي مكة وامليقات.
()67
غري سنته ـ أو بحج يف السنة التي أراد النسك فيها ولو غري السنة
ال من العمرة مطلق ًا
األو ىل (عند ابن حجر)( ..)2فعليه دم()3؛ ألن ك ً
واحلج يف السنة التي أراد النسك فيها ويف السنة القابلة ..تأ َّدت
بإحرام ناقص.
( )1وإن كان حال املجاوزة يف غري أشهر احلج( .حاشية ابن حجر ٰ
عّل اإليضاح )177
( )2أي :أن عند ابن حجر :لو جاوز امليقات مريد ًا حج السنة الثانية وأقام بمكة
وأحرم منها فيها ـ أي من مكة يف السنة الثانية ـ ..وجب الدم( .حاشية الرشواين )44/4
()68
وأما عند الرميل واخلطيب :إن أحرم باحلج يف سنة أخر ىى غري
سنة املجاوزة ..فال يلزمه دم؛ ألن إحرام هذه السنة ال يصلح
إلحرام غريها ،ولو أراد احلج يف السنة األو ىل فحج يف السنة
الثانية ..فال دم عليه.
ويشرتط لوجوب الدم ..اثنان:
.1أن يكون قاصد ًا للنسك عند جماوزة امليقات.
.2أن ال يرجع بعد إحرامه إ ىل ذلك امليقات أو مثل مسافته ـ وإن
مل تكن ميقات ًا( )1ـ قبل التلبس بنسك ،سواء دخل مكة أم ال.
فإن رجع بعد التلبس بنسك بأن كان ركن ًا كالوقوف بعرفة أو
عل صورة الركن كطواف القدوم أو
ى
( )2
طواف العمرة ،أو سنة
طواف الوداع املسنون عند اخلروج لعرفة ..مل يسقط عنه الدم.
وعرب مجع متقدمون( :بمثل مسافته من ميقات آخر) ،وأخذ بمقتضاه غري واحد،
(َّ )1
منهم الشيخ زكريا يف رشح املنهج واخلطيب يف املغني( .حتفة املحتاج وحاشية الرشواين )46/4
(حاشية الرتميس ( )2وبعض األصحاب ـ كام يف الرافعي ـ من مل جيعل للسنة تأثري ًا.
)121/6
()69
عل صورة الواجب بخالف ما إذا رجع بعد تلبسه بمسنون ى
عل صورة يشء كاإلقامة بنمرة يوم
كمبيت من ىى ليلة التاسع ،أو ال ى
()1
عل صورة الواجب :)...أي كام رجحه العالمة ( )1قوله (بخالف مسنون ى
عبدالرؤوف الزمزمي وابن اجلَ َّامل ،وخالفهام الونائي( .حاشية الرشواين 48/4ـ )49
( )2وقضيته :أن الدم وجب ثم سقط بالعود ،وهو وجه ،والذي صححه الشيخ أبو
عيل والبندنيجي ..أنه موقوف ،فإن عاد ..بان أنه مل جيب عليه ،وإال ..بان أنه وجب
عليه .واملاوردي :أنه ال جيب أصالً ،وتظهر فائدة اخلالف :فيام لو دفع الدم للفقري
ورشط الرجوع إن مل جيب عليه( .حتفة املحتاج )48/4
وذكر الرشواين يف حاشيته ( :)48/4قوله (واملاوردي :أنه ال جيب أصالً) :أي:
= ألن وجوبه تع َّل َق بفوات ال َعود ومل يفت ،وهذا هو املعتمد (مغني وهناية).
()70
وهل يشرتط يف سقوط دم املجاوزة بالرجوع أن ّل يرصفه لفرض
آخر أو ّل يرض الصارف فيكفي الرجوع إ ٰل حمل املجاوزة ولو
لفرض آخر أو ّل لفرض؟ أفت ىى ابن حجر بعدم الرضر كالوقوف.
(حاشية اجلمل )407/2
تنبيه :إذا كان الشخص بعد جماوزته امليقات مل حيرم بحج أو
عمرة ،أو أحرم بحج يف غري السنة التي أراد النسك فيها ..فال دم
عليه؛ ألن لزوم الدم إنام هو لنقص النسك ،ومع عدم اإلحرام ..ال
نسك ،وبه يتضح أن املجاوزة وحدها ..غْي موجبة للدم ،وإنام
املوجب له ..النقص.
وفارقت العمرة احلج :يف كون اإلحرام بالعمرة يلزمه الدم ولو
يف غري تلك السنة؛ إذ اإلحرام بالعمرة ال يتأ َّقت ،بخالف اإلحرام
باحلج يف سنة فإنه ال يصلح لغريها.
= أقول ـ أي :الرشواين ـ :قضية هذا التعليل أنه ال فرق بي ما صححه الشيخ أبو
عيل والبندنيجي وبي ما صححه املاوردي؛ ألن حدوث العود بعده غري معلوم عند
َش َط الر ُج َ ِ ِ ِ ِ
وعل الوجه
ى وع :)...أي: املجاوزة ،وقوله (ف َيام َل ْو َد َف َع الدَ َم ل ْل َفقْي َو َ َ
صححه الشيخ أبو عيل والبندنيجي واملاوردي ..يرجع .اهـ وعل ما َّ األول ..ال يرجع ،ى
()71
ولو تكررت املجاوزة املحرمة ومل حيرم إال من آخرها ..مل يلزمه
إال دم واحد ،وإن أثم يف كل مرة.
ولو جاوزه كافر مريد ًا للنسك ثم أسلم وأحرم ومل يرجع ..لزمه
دم؛ ألنه مكلف بالفروع؛ خالف ًا للمزين.
( )1أي :وإن ع َّلق السيد عتقه بصفة يمكنه فعلها حال املجاوزة ،خالف ًا ملن وهم فيه؛
ألن هذا اإلمكان ال يقتيض خماطبته بالوجوب كام هو جيل( .حاشية ابن حجر ٰ
عّل اإليضاح
ص)178
()72
الدم يف مال الويل( )1إن مل يرجع به إ ىل امليقات قبل التلبس بنسك ولو
بوكيله معه.
أما لو ع َّن ـ أي :أراد ـ للنسك بعد املجاوزة فأحرم عنه أو أذن
له ..فال يشء عليه.
أما إذا جاوز املو ىل مريد ًا للنسك بغري إذن الويل ..فال اعتبار به؛
إذ ال يصح إحرامه بغري إذن الويل ،فإرادته ذلك قبل إذنه ..لغو ،فإن
كمل بعد املجاوزة ..فميقاته حيث ع َّن له ولو بعرفة.
ه
ووكيل الويل إن قرص بعد اإلذن يف اإلحرام له من امليقات..
عل الويل.
فالدم عليه ،وإن أذن له الويل يف املجاوزة ،وال رجوع له ى
عل
وويل الكافر مع موليه ..كهو يف إرادته لنفسه؛ لقدرته ى
اإلسالم ليتبعه فيحرم عنه.
()73
وأما الزوجة :فلو جاوزت امليقات مريدة للنسك بغري إذن
عل أنه ال جيوز
الزوج ..فال دم عليها وإن طلقت قبل الوقوف؛ بناء ى
هلا أن حترم بغري إذن الزوج ،كام نص عليه ابن قاسم ،و َق َّيدَ الونائي
نهسكَها بالنفل.
()74
(تنبيه) :استشكل ما قيل يف حق النايس لإلحرام ـ ومثله النائم
من باب أو ىل ـ بأنه يستحيل أن يكون حينئذ مريد ًا للنسك عند
جماوزة امليقات.
فأجاب الرميل واخلطيب :بأنه ربام يتصور بمن أنشأ سفره من
بلده قاصد ًا للنسك وقصده مستمر فسها عنه حي املجاوزة ،فعليه
الدم.
وأجاب ابن حجر :بأن العربة يف لزوم الدم وعدمه ..بحاله عند
آخر جزء من امليقات ،وحينئذ فالسهو إن طرأ عند ذلك اجلزء ..فال
دم ،أو بعده ..فالدم.
()75
قال الرشواين :وقضية هذا :أن نحو النايس يف مجيع أجزاء
امليقات ..ال يلزمه عود وال دم باتفاق.
مسألة (أ) :لو جاوز امليقات مغم ىى عليه ..فاألوجه أنه ال دم
عليه؛ خلروجه باإلغامء عن أهلية العبادة فسقط أثر اإلرادة السابقة
رأس ًا(.)1
مسألة (ب) :ال يتصور اإلكراه هنا؛ إذ حمل النية القلب ،فإن
عل فعل املحرمات ..أخربه باإلحرام حيث أمن غائلته ،وإال
أكرهه ى
عل امل ح
كره إن علم املكره ويرجع به ى
عل َ فال ،والدم يف املحرمات ى
بإحرامه.
( )1هذا عند ابن قاسم ،قال الرشواين :وهذا هو الظاهر ،وإن قال الونائي
(حاشية كاملغمى عليه اهـ.
ى والبرصي :ومثل الساهي ..النائم وغري األهل للعبادة
الرشواين )46/4
()76
فإذا جاوز امليقات مريد الرجوع إليه أو إ ىل مثل مسافته قبل
التلبس بنسك يف تلك السنة ..فإنه ال يأثم باملجاوزة إن رجع()1؛ ألن
حكم اإلساءة ارتفع برجوعه وتوبته بخالف ما إذا مل يرجع حيث ال
عذر( ،)2فإن كان مل يرجع لعذر كمرض وغريها كام يأيت ..فال إثم
وإن وجب عليه الدم.
.5أن يكون قاصد ًا بسفره هذا دخول مكة أو احلرم.
.6أن يكون قاصد ًا للنسك عند جماوزة امليقات.
.7أن جياوز امليقات إ ىل جهة احلرم.
( )1أي :كام يف التحفة .اهـ .وقال الكردي :ويف النهاية واملغني نحوه ،ويف رشحي
وى العود عند املجاوزة ..ال إثم مطلق ًا،
اإليضاح للجامل الرميل وابن عالن :أنه إذا ن ى
ثم إن عاد ..فال دم أيض ًا ،وإال لزمه الدم من غري عصيان ،وإذا ى
عص وذبح الدم ،فإنام
عل بافضل)( .حاشية
انتهى (كردي ى
ى يقطع دوام اإلثم ال أصله ،فال بد فيه من التوبة.
الرشواين )44/4
( )2قال السيد عمر البرصي :إذا أحرم ومل يعد من غري عذر يأثم من حينئذ .ويف
يوافقه( .حاشية الرشواين رشحي اإليضاح للرميل وابن عالن وابن قاسم والونائي ما
44/4ـ )45
()77
أ َّما لو جاوز امليقات ال إ ىل جهة احلرم بل يمنة أو يرسه ..فله أن
يؤخر إحرامه ،لكن برشط أن حيرم من حمل مثل مسافة ميقاته إ ىل
مكة أو أبعد.
وذلك مثل أهل اليمن يزورون النبي َص َّ ىل اهلله َع َلي حه َو َس َّل َم بعد
احلج ،ويمرون يف رجوعهم بذي احلليفة قاصدين النسك يف عامهم
بعد إقامتهم ببلدهم ..فال جيب عليهم اإلحرام؛ ألن جماوزهتم
امليقات يف غري جهة احلرم ،بخالف املكي إذا رجع بعد زيارة النبي
َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم إ ىل مكة وكان قاصد ًا للنسك ..فيجب عليه
اإلحرام.
(تنبيه) :من خرج من مكة لزيارة رسول اهلل َص َّ ىل اهلله َع َل حيه َو َس َّل َم،
فزار ثم وصل ذا احلليفة ،فإن كان عند امليقات قاصد ًا نسك ًا حاالً أو
مستقبالً ..لزمه اإلحرام من امليقات بذلك النسك إن أمكن ،أو
بنظريه إن مل يمكن ،وإال ..لزمه الدم إن مل يرجع قبل التلبس
بالنسك.
()78
وإن كان عند امليقات قاصد ًا وطنه أو غريه ومل خيطر له قصد مكة
لنسك ..مل يلزمه اإلحرام من امليقات بيشء ،وإن كان يعلم أنه إذا
جاء احلج وهو بمكة ..حج ،أو أنه ربام خطرت له العمرة وهو
بمكة فيفعلها؛ ألنه حينئذ ليس قاصد ًا احلرم بام وضع له من
النسك ،وإنام هو قاصده ألمر آخر ،واحتامل وقوع ذلك منه ..هبعد
ال نظر إليه.
بخالف ما إذا قصده عند املجاوزة لنسك حارض أو مستقبل..
فإنه قاصده ملا وضع له ،فلزمه تعظيمه به أو بنظريه؛ لوجود املعن ىى
الذي وجب اإلحرام ألجله من امليقات فيه.
ى
ى الفقهية الكرب ٰ
(حتفة املحتاج وحاشية الرشواين وحاشية ابن قاسم 44/4ـ ،49الفتاو ٰ
،124/2هناية املحتاج 261/3ـ ،262مغني املحتاج 227/2ـ ،228حاشية اجلمل ،407/2
ى الكريم ص،612
الكربى للكُردي ،410/4برش ٰ
ٰ عّل املنهج ،113/2احلاشية
حاشية البجْيمي ٰ
عّل املنهج القويم ،435/2عدة املسافر وعمدة
حاشية الرتميس 117/6ـ ،121حاشية اجلرهزي ٰ
احلاج والزائر ص)132
()79
إل مكة؟]:
إل مكة تساوي مسافة جدة ٰ
[هل مسافة يلملم ٰ
()81
فيه من مرص ليس له أن يؤخر إحرامه من حماذاة اجلحفة؛ ألن كل
حمل من البحر بعد اجلحفة أقرب إ ىل مكة منها" .اهـ.
وعبارة باعشن :وال وجه ملا يف التحفة إال إن قيل :إن مبن ىى
عل التقريب ،وهو الذي كان يعلل به الشيخ حممد صالح
املواقيت ى
الريس تبع ًا لشيخه إدريس الصعيدي جواز تأخري اإلحرام إ ىل جدة
ويفت ىى به ،أو يكون جبل يلملم ممتد ًا بعد السعدية بحيث يكون بي
سمعت من بعض الثقات أن الشيخ
ه آخره وبي مكة مرحلتان ،وقد
علمت أن يلملم جبل
ه حممد صالح املذكور كان يقول بذلك ،وقد
وسمعت أن بحذاء السعدية جبلي:
ه حماذ للسعدية،
أحدمها :بي طرفه املحاذي ملكة وبي مكة أكثر من مرحلتي،
والثاين :ممتد جلهة مكة وبينه وبي مكة باعتبار طرفه الذي بجهتها
مرحلتان فأقل(.)1
كجدة إليها أو أقل ،فإن صح ذلك ..اجته ،بل اتضح ما يف التحفة؛ ألن العربة من
= حيث الوجوب يف املواقيت ..بآخرها .اهـ،
()82
فإن حتقق أنه األخري ..فال شك يف جواز اإلحرام من جدةَ ،ف َحر ْر
جبل يلملم ،فإن حتقق وحتققت املفارقة التي يقولوهنا ..فال وجه ملا
قاله يف التحفة ،بل هيشعر بذلك قول التحفة؛ ألن مسافتها ـ أي :جدة
ـ كمسافة يلملم إ ىل مكة .اهـ
فإذا حتقق التفاوت ..بطل املساواة وبطل ما بني عليها من جواز
التأخري إ ىل جدة ،وهو واضح ،إال إن ثبت واحد من األمرين للذين
سقناَها .اهـ.
أقول ـ أي :الرشواين ـ :
عل التقريب ،كالم التحفة
األمر األول :وهو أن مبن ىى املواقيت ى
والنهاية واملغني وغريهم ..رصيح يف خالفه.
عل منسك الونائي :قوله( :يلملم جبل من هتامة) :مل َأر من
= ويف حاشية باعشن ى
عل يساره ،وهل هو املمتد إ ىل
عل يمي الذاهب إ ىل مكة أو ى
ضبط هذا اجلبل ،وهو ى
مكة من السعدية أو املعرتض ،فإن كان هو املمتد ..فال يبعد أنه مساو جلدة إ ىل مكة
باعتبار آخره ،بل ربام أنه أقرب ،وعليه فجدة ميقات ألهل اليمن ،فليحرر هذا
املوضع .اهـ( .يلملم ميقات أهل اليمن ص)3
()83
واألمر الثاين :وهو كون جبل يلملم ممتد ًا بعد السعدية ..إلخ،
مبني ع ىل كونه األخري من اجلبلي اللذين بحذاء السعدية الذي بي
طرفه وبي مكة مرحلتان فأقل ،وقد نص التحفة والنهاية واملغني
عل أنه "ّل ميقات أقل من مرحلتني" ،فتبي أنه ليس جبل
وغريهم ى
يلملم ،وإنام هو األول من اجلبلي املذكورين الذي بي طرفه وبي
مكة أكثر من مرحلتي .انته ىى من حاشية الرشواين.
وخالصة أقوال العلامء يف ذلك:
فممن قال باجلواز :ابن حجر اهليتمي ،وإدريس الصعيدي،
وحممد صالح الرئيس ،والنشييل "مفتي مكة" ،وأمحد َب ْلحاج ،وابن
همطري ،وابن زياد ،وحممد بن حسي احلبيش "مفتي الشافعية بمكة".
وممن قال بعدم اجلواز :عبد اهلل بن عمر باخمرمة ،وحممد بن أيب بكر
األشخر ،وعبدالرؤوف بن حيي ىى الزمزمي ،وزين الدين املليباري
جل َّامل ،والبطاح ،وسليامن بن
صاحب فتح املعي ،والونائي ،وابن ا َ
حيي ىى بن عمر مقبول األهدل.
(حتفة املحتاج وحاشية الرشواين ،45/4فتح املعني وترشيح املستفيدين ص ،182إعانة
الطالبني )344/2
()84
إل امليقات]:
[لزوم الرجوع ٰ
( )1أي :بقصد تدارك الواجب (ونائي) ،أي :ال متنزه ًا أو أطلق ،وهذا رشط لدفع
اإلثم دون الدم (باعشن)( .حاشية الرشواين )46/4
()85
مسافته ،إال من ع َّن له ـ أي :أراد ـ العمرة وهو باحلرم ..فيلزمه
اخلروج إ ىل أدن ىى احلل مطلق ًا.
فإن رجع ..فال دم عليه ،ومل تكن جماوزته حمرمة إن نو ىى الرجوع
عند املجاوزة ،وإال لزم اإلثم للمجاوزة ولو يف صورة العذر؛ ألن
العذر إنام يسقط وجوب الرجوع ال إثم املجاوزة.
أما لو رجع إ ىل ميقات آخر دون مسافة ميقاته ..فال يسقط به
فوته بإساءته؛ ألنه
الدم عنه ،وإن سقط به دم التمتع؛ ألنه قضاء ملا َّ
دم إساءة بخالف دم التمتع ،فإن مل يرجع وكان مكلف ًا عامد ًا عامل ًا
عص.
ى باحلكم( )1ومل يكن له عذر..
ح
( )1أي :ال عامل بامليقات أو جاهل به؛ ألن امل ْقس َم ى
يأبى ذلك ،إذ هو فيمن جاوز
()86
لتقصريه يف حق اجلاهل املعذور والنايس وإن كان ال إثم فيهام؛ إذ ال
فرق يف املأمورات بي العامل العامد وغريه إال يف اإلثم.
أما من كان معذور ًا كأن ضاق الوقت عن الرجوع بأن خيش
فوت احلج لو رجع ،أو كان الطريق خموف ًا بأن خاف فيه ى
عل نفسه
( )1
عل نفسه همؤثر وإن مل تكن حمرتمة ـ كزان حمصن ـ؛ إذ ال يؤمر بمبارشته
( )1خوفه ى
قتل نفسه( .احلاشية الكرب ٰ
ى )412/4
( )2ودخل يف املال :ما لو كان القدر الذي خياف عليه يف رجوعه ..بقدر قيمة الدم
عل مال
الذي يلزمه حيث مل يعد أو دوهنا ،وقياس ما يف التيمم من أنه لو خاف ى
يساوي ثمن ماء الطهارة ال يعترب أنه هنا كذلك ،فيجب العود وإن خاف ،وقد يفرق:
بأن ما هنا إسقاط ملا ارتكبه ،وما يف التيمم طريق للطهارة التي هي رشط لصحة
الصالة ،وهي أضيق مما هنا ،فال جيب العود وال إثم بعدمه( .حاشية الشربامليس )262/3
الوحشة هنا عذر ًا ،فام فيها خمالف للتحفة ،وقال يف رشح العباب :وقضية قول
املجموع( :وانقطاع عن رفقة أنه عذر وإن مل خيف منه ولو مل حيصل له وحشة بفراقه)=
()87
الرجوع مشقة ال حتتمل عادة وإن مل يبح التيمم ،أو خاف ع ىل حمرتم
عل نفسه ..فال يلزمه الرجوع إ ىل
يرتكه أو يستصحبه أو بضع أو ى
امليقات وال إ ىل مثل مسافته يف كل ذلك؛ للرضر.
بل حيرم عليه يف األو ىل وهي خشية فوات احلج ولو ظن ًا ،وكذا
عل حمرتم وذلك إن أد ىى إ ىل تفويت حمرتم
األخرية وهي اخلوف ى
كعضو.
ومن األعذار كذلك :أن يكون ساهي ًا عن لزوم الرجوع أو
جاه ً
ال به.
ومع عدم لزوم الرجوع بسبب العذر ..يلزمه دم إن أحرم يف تلك
السنة؛ إلساءته برتك اإلحرام من امليقات ،ولقول ابن عباس ريض
َيس ِم ْن ن ُُسكِ ِه َش ْيئ ًا َأ ْو ت ََر َ
ك ُهَ ..ف ْل ُي ْه َر ْق َدم ًا) أخرجه مالك
ِ
اهلل عنهامَ ( :م ْن ن َ
يف املوطأ.
()89
[ميقات قضاء نسك أفسده]:
(جيب عليه يف القضاء ـ أي :قضاء نسك أفسده ـ ..أن حيرم من
أبعد املوضعي ـ وَها امليقات الرشعي واملوضع الذي أحرم منه يف
األداء ـ أو مثل مسافته).
ورشح هذه العبارة :أنه إن كان أحرم يف األداء من امليقات
الرشعي ..أحرم منه يف القضاء ،وإن كان أحرم قبل امليقات من
دويرة أهله أو غريها ..لزمه أن حيرم يف هذا القضاء من ذلك
املوضع ،فإن جاوزه غري حمرم ..لزمه الدم كام يلزمه بمجاوزة
امليقات الرشعي.
وإن كان أحرم يف األداء بعد جماوزة امليقات الرشعي ..نظر :إن
جاوزه مسيئ ًا ..لزمه يف القضاء اإلحرام من امليقات الرشعي ،وليس
له أن ييسء ثاني ًا ،وهذا مما يدخل يف قوهلم( :حيرم يف القضاء من
أبعد املوضعي).
وإن جاوزه غري ميسء ـ بأن مل يرد النسك ثم بدا له بعد جماوزته
فأحرم ثم أفسده ـ ..فوجهان:
أصحهام :يلزمه أن حيرم يف القضاء من امليقات الرشعي.
()90
والوجه الثاين :له أن حيرم من ذلك املوضع ليسلك بالقضاء مسلك
األداء(.)1
فلو اعتمر من امليقات ثم أحرم باحلج من مكة وأفسده ..كفاه يف
القضاء أن حيرم باحلج من نفس مكة بال خالف.
( )1قال الرافعي وغريه :والوجهان فيمن مل يرجع يف األداء إ ىل امليقات ،أما من كان
رجع ثم عاد ..فيلزمه يف القضاء اإلحرام من امليقات وجه ًا واحد ًا ،واهلل أعلم،
عل أنه ال جيب أن هحي حرم يف القضاء يف الزمن الذي أحرم منه يف األداء،
واتفق أصحابنا ى
بل له التأخري عنه ،بخالف املكان الذي أحرم منه يف األداء ،وممن رصح باملسألة
القايض حسي والبغوي والرافعي ،وفرقوا بأن اعتناء الرشع بامليقات املكاين أكمل،
حتى لو نذر اإلحرام يف
وهلذا يتعي مكان اإلحرام بالنذر وال يتعي زمانه بالنذر ،ى
شوال له تأخريه ،هكذا ذكر هذا االستشهاد القايض حسي والرافعي وغريَها.
قال القايض حسي :وهو استشهاد مشكل؛ ألن طول اإلحرام عبادة ،وما كان
عبادة ..لزمه بالنذر ،قال :وأصل هذه املسألة أنه لو نذر الصوم يف أيام طوال له أن
يصوم يف قصار ،ولو نذر أن يصوم أطول أيام السنة ..لزمه؛ ألنه متعي ،وكذا قال
(جمموع اإلمام النووي الرافعي ،وأظن هذا االستشهاد ال خيلوا من نزاع ،واهلل أعلم.
)390/7
()91
ومثله :لو أفرد احلج ثم أحرم بالعمرة من أدن ىى احلل ثم
أفسدها ..كفاه أن حيرم يف قضائها من أدن ىى احلل بال خالف ،وال
يلزمه يف القضاء الطريق الذي سلكه يف األداء ،بل له سلوك طريق
آخر ولكن برشط :أن حيرم من قدر مسافة اإلحرام يف األداء.
ى الكريم ص)608
(جمموع اإلمام النووي 389/7ـ ،390هناية املحتاج ،342/3برش ٰ
()92
النوع الثاين :اإلحرام عن غْيه بحج أو عمرة:
( )1قال باعشن :لو تربع مكي بنسك عن آفاقي وأحرم به من مكة ..استوجه يف
(برشى الكريم ص)609
ٰ ورط نفسه.
عل املتربع؛ ألنه الذي َّ
«املنح» :وجوب الدم ى
( )2ومثله :املهعت َمر عنه.
()93
له جماوزهتا ليحرم من رابغ ميقات املحجوج عنه؛ إذ ال جيوز له
انتهاك حرمة امليقات الرشعي باملرور عليه من غري إحرام ليحرم من
غريه؛ مراعاة جلانب املحجوج عنه.
عل ذي احلليفة ،أما لو
مر من طريق املدينة ى
والفرض أن املدينَّ ..
مر من طريق مرص كأن جاء منها وسلك طريقها ..فيحرم من رابغ
َّ
من غري شبهة؛ ألهنا كام هي ميقات املحجوج عنه ..هي ميقات
احلاج عن غريه أيض ًا يف هذه احلالة؛ ألنه من قبيل قوله يف احلديث:
َْي َأ ْهلِ ِه َن».
« َو َمل ِ ْن َأت َٰى َع َل ْي ِه َن ِم ْن غ ْ ِ
ومثاله أيض ًا :ما لو استؤجر مرصي بمرص عن مكي مات بمكة
عل املرصي احلاج عن غريه
أو عضب هبا وهو مقيم هبا ..فيمتنع ى
جماوزة اجلحفة ليحرم من مكة التي هي ميقات املحجوج عنه؛ ملا
سبق.
()94
فإن أحرم من ميقات أقرب من ميقات املحجوج عنه( ..)1أساء
ولزمه الرجوع إ ىل ميقات املحجوج عنه أو ما حياذيه أو مثل مسافته،
كام رجحه البغوي والغزايل واعتمده ابن حجر يف معظم كتبه وشيخ
جل َامل الرميل وغريهم.
اإلسالم زكريا واخلطيب الرشبيني وا َ
فإن مل يرجع إليه ولو لعذر ..فعليه الدم ،وحيط من األجرة إذا
مستأجر ًا ..قدر أجرة املثل ،وذلك بام يقابل املسافة املرتوكة
َ كان
باعتبار السري واألعامل ،فمث ً
ال إن كان اإلحرام من ميقات املحجوج
عنه أجرة مثله َع َرشة ،ومن املوضع الذي أحرم منه تسعةَّ ..
حط من
رش هه.
املسم ىى هع ْ َ
(حاشية اجلمل ( )1صورته :كام لو كان املنيب مدني ًا والنائب مرصي ًا فأحرم من رابغ.
)402/2
()95
[أقوال فيام يتعلق باإلحرام بميقات أقرب من ميقات املحجوج
عنه]:
هناك وجه آخر :باالكتفاء بميقات آفاقي يمر عليه األجري وإن
كان أقرب من ميقات املحجوج عنه ،وال إثم وال دم عليه وال َّ
حط
من األجرة ،وعليه األكثرون ،و هن حقل عن نص الشافعي وأنه علله بأن
سو ىى بي املواقيت ،وجوزه صاحب املهذب والتتمة والشامل
الرشع َّ
والبيان وغريها ،ورجحه األذرعي واعتمده ابن حجر يف مواضع من
حاشية اإليضاح واإليعاب وابن قاسم يف رشح أيب شجاع(.)1
( )1قال يف «املهامت»" :وما هذكر من جواز اإلحرام من امليقات األقرب من ميقات
املحجوج عنه ..مناف للتعيي الذي نحن نفرع عليه" ،وقال الرشواين :إنام يظهر
الرتجيح بذلك ـ أي باإلحرام من ميقات أقرب من ميقات املحجوج عنه ـ فيام إذا
كان التعيي لفظي ًا بأن عينوا يف العقد ميقات املحجوج عنه ،بخالف ما إذا كان رشعي ًا
بأن مل يتعرضوا للميقات ..فإنه ال عدول حينئذ ،فإن ميقات األجري ميقات رشعي
()96
وهو وإن كان غري معتمد عند أكثر املتأخرين ..فيه فسحة كبرية،
وجيوز تقليده والعمل به لألجري؛ ألن هذا من عمل النفس.
وقضية ما تقرر من جواز العدول لألقرب :أن املكي لو استؤجر
للحج عن آفاقي ..جاز اإلحرام من مكة وال حط من األجرة وال
جل َامل الطربي(.)1
دم عليه ،واعتمده ا َ
والذي اعتمده املحب الطربي :لزوم خروج املكي إ ىل امليقات ولو
عل ما تقدم من جواز العدول
أقرب من ميقات املحجوج عنه ى
لألقرب ،فإن خالف ..لزمه الدم واحلط من األجرة( ،)2و هفرق بي
مكة وغريها من املواقيت بأن املستأجر لو أت ىى غريها من املواقيت..
( )1قال الرشواين :وال يسع ألهل مكة إال تقليد ما اعتمده اجلامل الطربي ،وإال
ل امليقات برتك الدم وترك احلط( .حاشية الرشواين )41/4
فيأثمون عند عدم اخلروج إ ى
( )2ألن مكة ليست ميقات ًا لغري َمن فيها( .حاشية الرشواين )41/4
()97
كان ميقاته ،ولو أت ىى إ ىل مكة بال إحرام مع إرادة النسك ثم أحرم
منها ..لزمه الدم ،فأجريه كذلك فيهام( .)1اهـ.
[إذا َ َ
َشط املستأجر ميقات معني]:
= وجب من ميقات رشعي أو نذري أو رشطي ..إ ىل مثله يف املسافة فيحرم منه وإن
مل يكن ميقات ًا (باعشن)( .حاشية الرشواين )41/4
( )1أي :فإن كانت أجرة مثال ملدة بتاممها من ذلك األبعد مثال ع ََرشة ومن املوضع
هرش هه( .حاشية اجلمل)403/2
املسمى ع ْ َ
ى الذي أحرم منه تسعةَّ ..
حط من
()99
صح بأجرة املثل؛ ألنه أذن له،
فإن أحرم من امليقات األقربَّ ..
عل املعضوب أو الويل املستأجر عن امليت؛ إذ هو مقرص
والدم ى
بتعيي ذلك.
(أسن ٰى املطالب 453/1ـ ،454حتفة املحتاج وحاشية الرشواين 40/4ـ ،41مغني املحتاج
ى الكريم ص ،608حاشية
،225/2حاشية الشربامليس ،260/3حاشية اجلمل ،403/2برش ٰ
الرتميس )100/6
عل ميقات
ال يشرتط يف صحة االستئجار ..ذكر امليقات ،وحيمل ى
تلك البلدة يف العادة الغالبة ،فإن كان للبلد طريقان خمتلفا امليقات،
أو طريق يفيض إ ىل ميقاتي -كالعقيق وذات عرق ألهل العراق،
وكاجلحفة وذي احلليفة ألهل الشام فإهنم تارة يمرون هبذا ،وتارة
عل ميقات
يمرون هبذا ..-فالراجح :اليشرتط ذكر امليقات ،وحيمل ى
بلد املحجوج عنه يف العادة الغالبة ،ويبق ىى الكالم يف حال االستواء،
وحيتمل أنه يتخري وأن يعترب ما سلكه بالفعل ،ومن هنا يعلم حكم
عل الشام.
عل مرص وتارة ى
أجري أهل الروم الذين تارة يمرون ى
عّل التحفة )41/4
(حاشية ابن قاسم ٰ
()100
[األجْي إذا حج واعتمر عن غْيه]:
()101
صورته :إن استأجر رجل ً
رجال من اليمن ليحرم عنه باحلج من
امليقات ،فلام بلغ األجري امليقات ،أحرم بعمرة عن نفسه ،فلام حتلل
عنها ،أحرم عن املستأجر بحجة من مكة ..لزم األجري الدم ،ال
ألجل املنفعة ـ أي :بأن احلج والعمرة عن شخصي ـ ولكن ألجل
أنه ترك اإلحرام عن املستأجر من امليقات.
وهل بإلزامه الدم ينجرب به اخللل حت ٰى ّل حيط يشء من األجرة؟
األصح أنه حيط من األجرة يشء.
فإن فرغ املعتمر من عمرته ،ورجع إ ىل امليقات ،فأحرم منه بحجة
عن املستأجر ..فال دم وال حيط من األجرة يشء.
وإن كان مل َي حع َّن له ـ أي :مل يرد ـ أن يعتمر عن نفسه إال بعد
فراغه من احلج عن الغري ..فالقياس أنه ال جيب الدم ،كام قاله
القايض حسي ،بخالف البندنيجي.
مسألة :لو أحرم بالعمرة عن املستأجر من امليقات ،فإذا حتلل منها
أقام يعتمر عن نفسه من أدن ىى احلل ،ثم حيرم باحلج عن املستأجر من
مكة ..فيجب عليه للعمرة األو ىل عن نفسه من أدن ىى احلل دم؛ ملا
()102
ذكرناه فيام قبلها ،وال جيب عليه الدم ألجل ما بعدها من ال هع َمر؛
ألن املأجور عليه أن حيرم عن نفسه من امليقات بنسك واحد ال غري.
(البيان للعمراين 86/4و ،394/7جمموع اإلمام النووي ،130/7النجم الوهاج )436/3
()103
وعّل هذا :يكره الدخول بغري إحرام ،وعليه فال يلزم اإلحرام
املتويلٰ :
من امليقات.
قال ال هكردي :وأما غري القاصد للنسك ..فيسن له اإلحرام من
امليقات ويكره تركه؛ خروج ًا من خالف من أوجبه.
وأما إن أراد دخول مكة حلاجة تتكرر كاحلطاب واحلشاش
والصياد والسقا ونحوهم ،أو أراد دخول موضع دون احلرم ..مل
يلزمه اإلحرام.
(احلاوي الكبْي 72/4و ،74البيان للعمراين ،112/4جمموع اإلمام النووي ،11/7احلاشية
الكربى للكُردي )403/4
ٰ
وأما القسم الثالث :وهو أن ال يريد دخول مكة ،وال يشء من
احلرم ،وال يريد اإلحرام بنسك ..فال حكم بمجاوزته للميقات،
وهو كسائر املنازل ال يلزمه اإلحرام منه.
فإن جاوزه ثم أراد اإلحرام بحج أو عمرة ..أحرم من موضعه
مر عليه؛
الذي حدثت إرادته فيه ،ومل يلزمه العود إ ىل امليقات الذي َّ
ألن العود إ ىل امليقات إنام جيب عليه من لزمه اإلحرام من امليقات،
()104
وهذا مل يكن اإلحرام من امليقات واجب ًا عليه ،فلم يكن العود واجب ًا
عليه( .احلاوي الكبْي )75/4
()105
)106(
املراجع
()107
)10كنز الراغبي بحاشية قليويب وعمرية ،جالل الدين املحيل،
دار الفكر.
)11فتح الباري ،احلافظ أمحد ابن حجر العسقالين ،دار املعرفة.
)12أسن ىى املطالب ،شيخ اإلسالم زكريا بن حممد األنصاري،
دار الكتاب اإلسالمي.
)13فتح الوهاب بحاشية البجريمي ،شيخ اإلسالم زكريا بن
حممد األنصاري ،دار الفكر.
عل أسن ىى الطالب ،شهاب الدين أمحد بن
)14حاشية الرميل ى
محزة الرميل ،دار الكتاب اإلسالمي.
)15حتفة املحتاج ،أمحد بن حممد بن عيل بن حجر اهليتمي ،دار
إحياء الرتاث العريب.
)16فتح اجلواد برشح اإلرشاد ،أمحد بن حممد بن عيل بن حجر
اهليتمي ،مطبعة احللبي.
)17الفتاو ىى الفقهية الكرب ىى ،أمحد بن حممد بن عيل بن حجر
اهليتمي ،دار الفكر.
()108
عل اإليضاح ،أمحد بن حممد بن عيل بن
)18حاشية ابن حجر ى
حجر اهليتمي ،مكتبة األسدي.
)19مغني املحتاج ،حممد بن أمحد اخلطيب الرشبيني ،دار الكتب
العلمية.
)20اإلقناع بحاشية البجريمي ،حممد بن أمحد اخلطيب
الرشبيني ،دار الفكر.
)21هناية املحتاج ،حممد بن أمحد بن محزة الرميل ،دار الفكر.
عل التحفة ،أمحد بن قاسم العبادي ،دار
)22حاشية ابن قاسم ى
إحياء الرتاث العريب.
عل املحيل ،أمحد سالمة القليويب ،دار الفكر.
)23حاشية قليويب ى
عل املحيل ،أمحد الربليس عمرية ،دار الفكر.
)24حاشية عمرية ى
عل النهاية ،نور الدين الشربامليس ،دار
)25حاشية الشربامليس ى
الفكر.
)26حاشية اجلمل ،سليامن بن عمر بن منصور العجييل ،دار
الفكر.
()109
عل املنهج ،سليامن بن حممد بن عمر
)27حاشية البجريمي ى
ال هب َج ْ َري حمي ،مطبعة احللبي.
)28إعانة الطالبي ،أبوبكر بن حممد شطا (املشهور بـ
"البكري") ،دار الفكر.
)29احلاشية الكرب ىى حممد بن سليامن الكردي ،مطبعة العامرية
الرشفية.
)30حاشية الرشواين ،عبداحلميد الرشواين ،دار إحياء الرتاث
العريب.
)31برش ىى الكريم ،سعيد بن حممد باعشن ،دار املنهاج.
الرتميس ،حممد حمفوظ الرتميس ،دار املنهاج.
)32حاشية َّ
عل املنهج القويم ،عبد اهلل بن سليامن
)33حاشية اجلرهزي ى
اجلرهزي ،دار املنهاج.
)34فتح العالم ،حممد بن عبد اهلل اجلرداين ،ابن حزم.
عل الغرر البهية ،دار
)35حاشية الشيخ عبدالرمحن الرشبيني ى
الكتب العلمية.
()110
)36عدة املسافر وعمدة احلاج والزائر ،عبداهلل بن أمحد
باسودان ،مطبعة املدين.
)37إسعاف أهل اإلسالم بوظائف احلج إ ىل بيت اهلل احلرام،
حسن بن حممد املشاط ،مطبعة األنوار.
)38املسائل املحررة والفوائد املحربة ،فضل بن عبدالرمحن
بافضل.
)39يلملم ميقات أهل اليمن ،أبوبكر بن زين بافضل.
()111
)112(
الفهرس
مقدمة 3 ..............................................................................
اإلحرام من امليقات 5 ..................................................................
اإلحرام من امليقات باحلج والعمرة ..نوعان7 ......................................... :
النوع األول :اإلحرام عن نفسه7 ..................................................... :
ما يتعلق بالقسم األول :وهو املقيم بمكة7 ............................................ :
[من كان مقي ًام بمكة ثم أحرم خارج بنياهنا]12........................................ :
[حكم من كان باحلرم وأحرم بالعمرة فيها]15........................................ :
[أفضل بقاع ِ
احل ِّل لإلحرام بالعمرة]18............................................... :
والقسم الثاين :املقيم خارج مكة21....................................................:
إل مكة ميقات]22.................................. : األول[ :أن يكون يف طريقه ٰ ٰ احلالة
[املواقيت التي أ َقتها النبي ص َّل اهللُ ع َل ِ
يه َو َس َل َم]22..................................... : َ َ ٰ
[زوال معامل امليقات]27.............................................................. :
[من مسكنه بني ميقاتني]27.......................................................... :
[األفضل كون اإلحرام من امليقات]28................................................ :
احلالة الثانية[ :من مل يكن يف طريقه ميقات]32......................................... :
[امليقات املعنوي]47................................................................. :
مر بامليقات]48............................................................ :
[حكم من َ
[ميقات املتمتع]54................................................................... :
()113
[للمتمتع مسكنان]63................................................................ :
[ َمن لوطنه طريقان فهل يعد من حارضي املسجد احلرام؟]65......................... :
[تكرير العمرة من املتمتع]66......................................................... :
[نية التمتع]66....................................................................... :
[لزوم الدم عند جماوزة امليقات بغْي إحرام]67......................................... :
[حكم جماوزة العبد والصبي واملجنون والزوجة للميقات]72.......................... :
[حصول املعصية يف جماوزة امليقات بغْي إحرام]74.................................... :
إل مكة؟]80........................... :
إل مكة تساوي مسافة جدة ٰ
[هل مسافة يلملم ٰ
إل امليقات]85........................................................ :
[لزوم الرجوع ٰ
[ميقات قضاء نسك أفسده]90....................................................... :
النوع الثاين :اإلحرام عن غْيه بحج أو عمرة93....................................... :
[أقوال فيام يتعلق باإلحرام بميقات أقرب من ميقات املحجوج عنه]96................ :
[إذا َ َ
َشط املستأجر ميقات معني]98.................................................. :
[ّل يشرتط يف صحة اّلستئجار ذكر امليقات]100 ..................................... :
[األجْي إذا حج واعتمر عن غْيه]101 ............................................... :
[األجْي إذا أحرم عن غْيه ثم أراد اإلحرام عن نفسه]101 ............................. :
املراجع 107 ..........................................................................
الفهرس 113 .........................................................................
()114