Professional Documents
Culture Documents
الفرقة الثانية
حماضرة 8-1
ألنه سبيل نزول القرآن على النيب صلى هللا عليه وسلم ،وبني يف هذا الباب :الطريقة اليت
تلقى هبا القرآن من رب العاملني إىل أمني الوحي جربيل ومن جربيل إىل نبينا صلى هللا عليه
وسلم
ومن كان يكتب للنيب صلى هللا عليه وسلمالوحي بني يديه ،من كان يكتب له القرآن
مث التفريق والتمييز بني القرآن وبني غريه من الوحي من األحاديث اإلهلية ومن اأحلاديث
النبوية
مث انتقل إىل الباب الثاين :وهو نزول القرآن
وبني فيه نزول القرآن على النيب صلى هللا عليه وسلم وأن له نزوالن :ا نزوال مجليا ،ونزوال
مفرقا :على ما يقع من أحداث ويتوافق مع ما يكونون عليه من أحوال وأول ما نزل عليه
الباب الثالث :املكي واملدين :ملا نزل القرآن نزل بعضه يف العهد املكي ،وبعضه نزل يف العهد
الباب الرابع :أسباب النزول :أي :ما كان يقرتن بنزول القرآن من مالبسات األحداث اليت
تساعد على فهم القرآن وتبني تفسريه ،ومع ذلك هذه اآلايت تكون صرحية لغري هذه
وبني فيه كيف مجع القرآن ،ومراحل اجلمع حىت وصل القرآن إلينا
كان مما نزل من القرآن آايت حمكمات هن أم الكتاب وأُخر متشاهبات فعقد اباب للمحكم
بني فيه تعريف العام ،وأنواعه ،وصيغته الدالة عليه ،وختصيص العام ،وأنواع املخصص ،ومىت
تعريف املطلق واملقيد ،احلاالت اليت حيمل فيها املطلق على املقيد ،ومىت يلجأ إىل تقييد
املطلق.
ويشتمل على :تعريف املنطوق وتعريف املفهوم ،وأنواع داللة املنطوق ،وشروط صحة التأويل،
بيان معىن اإلعجاز واملراد به ،وأن القرآن معجز بلفظه ،وكذلك مبعانيه ،وأن هللا حتدى به
تعريف املثل ،وأنواع األمثال القرآنية ،وبيان املقاصد اليت من أجلها سيقت األمثال يف
القرءان
الباب الثالث عشر :القسم يف القرآن ،ويشمل :تعريف ،وتكوين صيغته ،وأنواعه ،وما
بيان اجلدل ،وما ميدح منه وما يذم ،وأنواع اجلدل واملذموم ،وغري ذلك من طرق اجلدل
بيان مروايت بين إسرائيل وأنواعها ،وحكم األخذ هبا يف تفسري القرآن العظيم.
-الباب الثامن عشر :أصول التفسري:
وهي القواعد اليت يعتمد عليها املفسرين ،وطريقة تفسري القرآن أبن يفسر ابلقرآن مث
وآداب التفسري ،والتعليق على اختًالف املفسرين ،وأسبابه ،وطرق التفسري وأساليبه.
ابب الوحي
والوحي أيها اأحلباب الكرام :هو طريق نزول القرآن ووصوله إلينا.
ووقوع الوحي دل عليه القرآن الكرمي ،كما يف قوله تعاىل من سورة النجم { وما ي ِ
نط ُق َع ِنََ َ
وحى } ي ی ٱ ههلوى } { إِ هن هو إِاال و ه
ح
َُ َ ُ َ ََ
• االعتبار األول :ابعتبار اسم املفعول وهو املوحى به ،وإذا عرفناه هبذا االعتبار فإننا
• االعتبار الثاين :أن يعرف الوحي اباتبار املصدر فيعرف حينئذ أبن الوحي هو ً
إعالم
مباشر ا
ك إِ ََل { إِ ۡذ ی ِ
وحی َربُّ َ كما قال تعاىل يف إثبات وحيه سبحانه إىل املالئكة قال:
ً
۟ ۟ ۡ ٰۤ
ٱل َملَـ ِٕى َك ِة أَنِی َم َعك ۡم فَـثَـبِتوا ٱلَّ ِذی َن ءَ َامنوا...
➢ النفث يف الروع
أيب بن كعب زيد بن اثبت أبو بكر الصديق عمر بن اخلطاب عثمان بن
عفان علي بن أيب طالب معاوية بن أيب سفيان عبد هللا بن أيب السرح الزبري
بن العوام املغرية بن شعبة حنظلة بن الربيع عامر بن فهرية يزيد بن أيب سفيان
خالد بن الوليد عمرو بن العاص اثبت بن قيس رضي هللا عنهم مجيعا
وكتاب الوحي:
✓ فممن كتب يف العهد املكي :عبد هللا بن أيب السرح ،وحنظلة بن الربيع
✓ و ممن كتب يف العهد املدين :أُيب بنكعب ،وزيد بن اثبت ،واثبت بن قيس
وغريهم
✓ وممن كتب يف اجلملة ومل يتميز :كأيب بكر وعمر وعثمان وعلي والزبري وغريهم
القرآن الكرمي هو كالم هللا املنزل على رسوله صلى هللا عليه وسلم بلفظه العريب ،املتعبد
قوله :القرآن :القرآن يف اللغة :مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرءان
ۡ ۡ
قال تعاىل{ :إِ َّن َعلَ ۡيـنَا ََج َعهۥ َوقـ ۡرءَانَهۥ}{فَِإ َذا قَـ َرأنَـه فَٱتَّبِ ۡع قـ ۡرءَانَهۥ}
نزول القرآن
هو االنتقال من األعلى إىل األسفل ،يقال :نزل عن دابته ونزل يف مكان كذا أي حط
رحله فيه
ٰۤ ٰۤ ۡ
لس َما ِء َما اء طَه اورا }
َنزلنَا ِم َن ٱ َّ
وعل يقول َ { :وأ َ
وربنا جل ً
فالسماء هي العلو واألرض هي األسفل.
قوله نزول القرآن مجلة إىل السماء الدنيا يف ليلة القدر :القرآن كان يف اللوح احملفوظ.
ۡ ۡ ٰۤ ۡ
َنزلنَـه فِی لَ ۡيـلَ ِة ٱل َقد ِر }
والدليل على ذلك قول هللا تعاىل { :إِ ََّّن أ َ
• نزل على النيب صلى هللا عليه وسلممفرقاا حسب اأحلوال واأحلداث يف ثًلث وعشرين
سنة
وعل مساعا بغري واسطة مث نزل به على قلب حممد عليه الصالة
فجربيل تلقاه من الرب جل ً
والسالم.
۟ ا ۡ ۡ
ت ٱلَّ ِذی َن ءَ َامنوا َوهدى ِ
ب ـثـ
َ َ َ َيِ
ل ِ
ق ۡل ٱِ
ب كِ
بر
َّ ن ِ
م ِ
س د ق ل كما قال ربنا جل وعال {:ق ۡل نَـ َّزلَهۥ روح ٱ
ی} ِ
م وب ۡشرى لِ ۡلم ۡسلِ
َ َ َ
املكي واملدين
املكي :نسبة إىل أشرف البقاع على وجه األرض مكة املكرمة زادها هللا تشريفا وتعظيما
وتكرميا.
و املدين :يف اللغة نسبة غلبت على مدينة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كما يف قوله
➢ أن املكي ما وقع خطااب ألهل مكة وأن املدين ما وقع خطااب ألهل املدينة
ما محل من مكة إىل املدينة :أي ما نزل قبل هجرة النيب صلى هللا عليه وسلم إىل املدينة
لكن محل هذا القرآن الذي نزل على النيب صلى هللا عليه وسلم يف مكة محل إىل املؤمنني من
أهل املدينة قبل أن ينتقل الرسول صلى هللا عليه وسلم إليها
)وعند أمحد يف املسند :يف سور من املفصل) فلم يذكر السور لكنه ذكر ﴿سبح اسم ربك
األعلى﴾ فتبني أنه قرأها يف املدينة وحفظها قبل أن يصل الرسول صلى هللا عليه وسلم إىل
املدينة فتبني هبذا أهنا نزلت مبكة ملت إىل ومحل الذين آمنوا يف املدينة.
ما محل من املدينة إىل مكة : .فمن القرآن ما نزل على الرسول صلى هللا عليه وسلمُ وهو
يف املدينة بعد أن هاجر إليها ومحل هذا النازل من القرآن من املدينة إىل املؤمنني يف مكة
وملا نزل صدر سورة براءة محلَه صلى هللا عليه وسلم علي بن أيب طالب ليلحق أبيب بكر حىت
يبلغ املشركني به ،فأذن فيهم )أي اندى ابآليات) وبلغهم أال حيج بعد العام مشرك
فقد أخرج اإلمام أمحد يف مسنده إبسناد صحيح عن أم املؤمنني أم سلمة يف حديث اهلجرة
إىل احلبشة وما دار بني جعفر بن أيب طالب والنجاشي ،وفيه أهنا قالت( :فقال له النجاشي
)أي جعفر( :هل معك مما جاء به عن هللا من شيء؟ قالت :فقال له جعفر :نعم
فقرأ عليه صدرا من ﴿كهيعص﴾ قالت فبكى وهللا النجاشي حىت أخضل حليته وبكت
فمن القرآن ما نزل على الرسول صلى هللا عليه وسلم يف مكة قبل اهلجرة ومحله أصحابه يف
كتاب إىل عظيم الروم ،كما عند البخاري يف الصحيح عن ابن عباس أن النيب صلى هللا
عليه وسلم كتب إليه :أسلم يؤتك هللا أجرك مرتني .فإن توليت فإن عليك إمث األريسيني
)واألريسيني هم اجملوس(
ۡ ِِ ۡ ا ۡ ۡ ۡ ۡ ِ ٰۤ ِ ۡ۟ ِ ۡ ٰۤ ۡ ۡ
ِ َّ َّ ِ َّ ِ ِ
( قل یَـأَه َل ٱلكتَـب تَـ َعالَوا إ ََل َكل َم ࣲة َس َوا ِۭء بَـيـنَـنَا َوبَـيـنَكم أَال نَـعب َد إال ٱّللَ َوَال نشر َك بهۦ َشيـا َوَال
۟ ۡ ۟ ۟ َّخ َذ بـ ۡعضنَا بـ ۡعضا أ َۡرَب اَب ِمن د ِ
ّلل فَِإن تَـ َولَّ ۡوا فَـقولوا ٱش َهدوا ِِبَ ََّّن م ۡسلِمو َن )
ون ٱ َِّ
َ َ یَـت َ
ِ
سورة الفتح نزلت ليال ،ففي البخاري عن عمر أنه قال :قال رسول اهلل صلى هللا عليه
وسلم :لقد نزلت علي الليلة سورة هي أحب إيل مما طلعت عليه الشمس ،فقرأ ( إِ اان فَتَ هحنَا
ࣰ ه
ك فَت ࣰحا ُّمبِينا )
لَ َ
أسباب النزول
هو ما نزل :ما تفيد العموم لتشمل كل ما أنزل بشأنه قرآن ،تشمل القول والفعل سواء كان
هذا القول أو الفعل من الرسول صلى هللا عليه وسلم أو كان من صحابته الكرام أو كان من
املشركني الذين أرسل إليهم الرسول صلى هللا عليه وسلم أو كان من أهل الكتاب يف املدينة
❖ ابتدائي
وهو ما مل يتقدم نزوله سبب يقتضيه فإن القرآن مل يكن نزوله وقفا على احلوادث والوقائع أو
على األسئلة واالستفسارات ،بل كان القرآن يتنزل ابتداء بعقائد اإلميان وواجبات اإلسالم
وشرائع هللا عز وجل يف حياة الفرد وحياة اجملتمع فيتنزل ابتداء من غري سبب .وهذا القسم
ِ ۡ ۡ ِ َّ ِ ۡ ِ ۡ ِ ِ ا ِۡ ِ ِ ۡ ٰۤ ٰۤ
لصلَوةَ ِ ِ
ی } { ٱلذی َن یـؤمنو َن بٱلغَيب َویقيمو َن ٱ َّ ب فيه هدى للمتَّق َ ك ٱلكتَـب َال َری َ { اۤل } { ذَ ل َ
ك وبِٱ ۡلـَ ِ
اخ َرةِ ه ۡم یوقِنو َن ِ
ل وِِمَّا رز ۡقـنـه ۡم ی ِنفقون } { وٱلَّ ِذین یـ ۡؤِمنون ِِب ٰۤا أن ِز َل إِلَ ۡيك وم ٰۤا أن ِز َل ِمن قـ ۡ
ب
َ َ َ َ ََ َ َ َ َ َ َ ََ َ
ِ ۡ ۡ ا ِ ِِ ۡۖۡ ۟ ٰۤ ۟ ٰۤ
}{ أولَـ ِٕى َك َعلَى هدى من َّرّبم َوأولَـ ِٕى َك هم ٱلمفلحو َن } فهذه اآلايت نزلت بغري واقعة وال
سبب.
❖ سبيب
وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه أي ما نزل على سبب خاص فقد كان األمر حيدث
فيسكت النيب صلى هللا عليه وسلم أو يسأل السؤال فيسكت النيب صلى هللا عليه وسلم
منتظرا ما يوحى إليه فيه فينزل جربيل على النيب صلى هللا عليه وسلم آبايت من القرآن تشتمل
مت حبمد هللا كتابة التلخيص يف مادة الرتبية والسلوك وأسأل هللا العظيم أن جيعلنا من
أوليائه الصاۡلی ِبنه ،وكرمه ،إنه أكرم مسؤول.
وصل هللا على سيدَّن حممد ،وعلى آله ،وصحبه ،وسلم
تسليما كثريا.