You are on page 1of 11

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تلخيص من كتاب ‪:‬‬


‫البيان في إعجاز القرآن ‪ ،‬صالح عبدالفتاح الخالدي ‪ ،‬دار عمار ‪،1989 ،‬‬
‫من ص ‪ 91‬حتى ‪.114‬‬
‫مادة ‪:‬‬
‫االعجاز القرآني‪.‬‬
‫يقدم لألستاذ الدكتور ‪:‬‬
‫محمد آيدين‪.‬‬
‫اسم الطالب ‪:‬‬
‫عبدالرحمن حسين‪.‬‬
‫المقدمة‬ ‫‪‬‬
‫أعجز القرآن العرب ببيانه وفصاحته وسيطر عليهم بأسلوبه حتى قال‬
‫فيه الوليد بن المغيره مقولته المشهورة وإذا ما حاولنا الوصول الى هذا‬
‫اإلعجاز فإننا لن نستطيع أن نلتمسه إال من خالل القرآن نفسه كما قال‬
‫سيد قطب – رحمه هللا – في الظالل ( البد أنه كامن في صميم النسق‬
‫القرآني ذاته ) ‪.‬‬
‫خالف ال داعي له‬ ‫‪‬‬
‫اختلف العلماء السابقون في القدر المعجز من القرآن ( السور الطويلة أم‬
‫القصيرة ) وهذا خالف ال داعي له ألن اإلعجاز كامن في الروح العامة‬
‫للقرآن فكل آية وكل كلمة فيه معجزة ‪ ،‬والكلمات المستخدمة في القرأن‬
‫ً‬
‫معجزا عندما صاغه القرآن‬ ‫هي نفسها التي في العربية ولكن صار‬
‫بأسلوبه ‪ ،‬إذن اإلعجاز الصحيح هو في النوع ال المقدار ‪.‬‬
‫مثال تطبيقي ‪ :‬سورة الكوثر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد اهتم بها العلماء ووضحوا وجوه اإلعجاز فيها ‪ ،‬وبينوا أهم ما في‬
‫آياتها الثالث من أساليب البيان حتى استخرجوا أحد وعشرون موضعا‬
‫ومنهم ‪:‬‬
‫(ِإ َّنا َأ ْع َط ْي َنا َك ا ْل َك ْو َث َر)‬
‫‪ ( -1‬إنا ) يشعر بعظمة الربوبية ‪.‬‬
‫‪ ( -2‬أعطيناك ) الخصوصية والتحقيق ‪.‬‬
‫‪ ( -3‬الكوثر ) تدل على الخير الكثير ‪.‬‬
‫( َف َ‬
‫صل ِّ ل َِر ِّب َك َوا ْن َح ْر)‬
‫‪ -1‬فاء سببيه “ جعل النعم سب ًبا إلى شكر المنعم “‪.‬‬
‫‪ ( -2‬لربك ) اظهار لكبرياء هللا ‪.‬‬
‫‪ -3‬إشارة إلى العبادتين البدنية والمالية‪.‬‬
‫‪ -4‬فيها مراعاه للسجع مع اآلية األولى بدون تكلف ‪.‬‬
‫شا ِنَئ َك ه َُو اَأْل ْب َت ُر)‬
‫(ِإنَّ َ‬
‫‪ -1‬كأن اآلية تعليل لألمر بالصالة والنحر حيث ٌيقبل على المطلوب منه‬
‫ويترك شانئه ‪.‬‬
‫‪ -2‬لم تسم اآلية المبفض الكافر – العاص بن وائل – باسمه حتى يشمل‬
‫كل كافر شانئ مبغض‪.‬‬
‫‪ - 3‬جعل هللا تعالى الخبر ( هو األبتر ) معرفة فصار كأنه هو دون غيره‬
‫األبتر الذي ال عقب له ‪.‬‬
‫وسائل إدراك اإلعجاز القرآني ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البالغة والبيان ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وهما األساس للمفسر وفيه يقول اإلمام السكاكي رحمه هللا (وفيما‬
‫ذكرنا ما ينبه على أن الواقف على تمام مراد الحكيم تعالى مفتقر إلى‬
‫هذين العلمين‪ :‬المعاني والبيان كل االفتقار‪ ،‬فالويل كل الويل لمن‬
‫تعاطى التفسير‪ ،‬وهو فيهما راجل ‪ :‬لم يحزم أمره ليكون فارس‬
‫ميدانهما )‪.‬‬
‫الذوق ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هو قوة يقدّ ر بها العمل الفني ‪ ،‬وهو مزيج من العقل والعاطفة‬
‫والحس والشعور وبالرغم من أنه فطري إلى أنه يمكن ترقيته ‪،‬‬
‫فبعد أن يتمكن اإلنسان في البالغة والبيان فإنه يستشعر هذا‬
‫الجمال الذوقي ولهذا قال الخطابي رحمه هللا تعالى فيه ‪:‬‬
‫( ذهب األكثرون من علماء النظر إلى أن أوجه إعجاز القرآن من‬
‫جهة البالغة لكن صعب عليهم تفصيلٌها وصغوا فيه إلى حكم‬
‫الذوق)‪.‬‬
‫‪ -3‬النقد ‪:‬‬
‫دعانا هللا تعالى للتدبر والتأمل في القرآن فقال تعالى (أفال يتدبرون‬
‫القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختال ًفا كثيرا ) النساء ‪:‬‬
‫‪ .82‬فالناقد يجب أن يتزود بثقافة عالية يستطيع بها الوصول لفن‬
‫التفكير وفن القول وفن التعبير وتظهر قوة القرآن في التناسق فإذا ما‬
‫استعرضنا كالم األديب الواحد أو الشاعر الواحد وجدنا فيه السمة‬
‫البشرية وهي (التغير) من حال إلى حال ومن مواطن قوة إلى ضعف‬
‫بينما نجد القرآن على مستوى واحد تختلف ألوانه باختالف‬
‫الموضوعات التي يتناولها ولكن يتحد مستواه والكمال في األداء بال‬
‫تغير وال اختالف من مستوى إلى مستوى ‪.‬‬
‫‪ ‬قال الشهيد سيد قطب رحمه هللا ‪ " :‬فليس هو إعجاز اللفظ‬
‫والتعبير وأسلوب األداء وحده ‪ ،‬ولكنه االعجاز المطلق الذي‬
‫يلمسه الخبراء في هذا النظم والتشريعات والنفسيات وما‬
‫إليها ‪. .‬والذين زاولوا فن التعبير ‪ ،‬والذين لهم بصر باألداء‬
‫الفني ‪ ،‬يدركون أكثر من غيرهم مدى ما في األداء القرآني من‬
‫إعجاز في هذا الجانب‬
‫والذين زاولوا التفكير االجتماعي والقانوني والنفسي ‪ ،‬واإلنساني‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬يدركون أكثر من غيرهم مدى اإلعجاز الموضوعي في هذا‬
‫الكتاب أيضا ً "‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مع فكرة إعجاز القرآن في مسيرتها التاريخية‪:‬‬


‫المعجزة واإلعجاز‬ ‫‪‬‬
‫إن اعجاز القرآن وسيلة إثبات نبوة النبي صلى هللا عليه وسلم فلما‬ ‫*‬
‫زعم الكفار أن القرآن كالم من عند النبي صلى هللا عليه وسلم وأنهم‬
‫يستطيعون األتيان بمثله تحداهم بذلك فلما عجزوا عن المعارضة ثبت‬
‫لهم أن القرآن هو معجزة النبي صلى هللا عليه وسلم وثبت للمسلمون‬
‫والكفار أنه القرآن هو المعجزة وبقى األمر على هذه الصورة في حياة‬
‫الصحابة والتابعين فكان على نبوة النبي صلى هللا عليه وسلم هو‬
‫القرآن واثبات أنه معجزة ولم يقفوا ليتدبروا مظاهر هذا اإلعجاز وال‬
‫وجوهه وألوانه وفي مطلع القرن الثالث بدأ الكالم حول ( إعجاز‬
‫القرآن ) فأقبل العلماء من شتى التخصصات ينظرون إلى إعجاز‬
‫القرآن وفق تخصصهم العلمي وتتابعت هذه الدراسات لتجيب على‬
‫ً‬
‫معجزا للبشر ؟ وما هو وجه هذا‬ ‫األسئلة ( لماذا كان القرآن‬
‫اإلعجاز ؟ وهل التحدي واإلعجاز مستمرين أم ال ؟‬
‫فانتقلت النظرات والدراسات منذ القرن الثالث وحتى هذا القرن –‬
‫الخامس عشر – من بحث المعجزة باعتبارها معجزة إلى بحث لماذا‬
‫كانت معجزة ؟ وما هي وجوه هذه المعجزة ؟ وبهذه الدراسات انتقل (‬
‫صا وقدم فيه المتخصصون‬ ‫إعجاز القرآن ) ليكون عل ًما مستقاًل متخص ً‬
‫الكثير من النظرات واللطائف‪ f‬العلمية ‪.‬‬

‫اإلعجاز حتى القرن الرابع‬


‫وهنا اعتمد المؤلف على دراسة السيد نعيم الحمص‪ff‬ي ( فك‪ff‬رة إعج‪ff‬از‬ ‫*‬
‫القرآن ‪ :‬منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتحليل )‬
‫وذك‪ff‬ر أن‪ff‬ه أول ممن نس‪ff‬ب ل‪ff‬ه الق‪ff‬ول بانك‪ff‬ار إعج‪ff‬از الق‪ff‬رآن ه‪ff‬و ابن‬
‫الراوندي الملحد وعيسى بن صبيح المزدار – راهب المعتزل‪ff‬ة الزاه‪ff‬د‬
‫– وفي هذا القرن بدأ القول بالصرفة من إبراهيم بن سيار النظ‪ff‬ام ورد‬
‫عليه تلميذه الجاحظ ‪.‬‬
‫وتكلم عن اإلعجاز في هذا القرن ( على بن ربيع الطبري ) في كتابه ( الدين‬
‫والدولة في إثبات نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم ) ‪.‬‬
‫اإلعجاز في القرن الرابع‬ ‫‪‬‬
‫وفي هذا القرن بدأ الكالم يأخذ طابع ال‪ff‬ترتيب والتنظيم حيث تكلم عن‪ff‬ه‬ ‫*‬
‫أبو الحسن األشعري والطبري وأبو هالل العسكري ‪.‬‬
‫وألف في هذا الق‪f‬رآن أول كت‪f‬اب في إعج‪f‬از الق‪f‬رآن من قب‪f‬ل محم‪f‬د بن‬ ‫*‬
‫يزيد الواسطي المعتزلي ولكن الكتاب مفقود منذ زمن طويل ‪.‬‬
‫* وِأشهر تكلم في هذا العصر عن اإلعجاز هو الرماني والخطابي‪.‬‬

‫‪ ‬الرماني‬
‫هو األديب المعتزلي ( على بن عيسى ) صاحب كتاب ( النكت في‬ ‫*‬
‫إعجاز القرآن ) ووجوه اإلعجاز عنده تظهر من سبع جهات ( ترك‬
‫المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة والتحدي للكافة والصرفة‬
‫والبالغة واألخبار الصادقة عن األمور المستقبلة ونقض العادة ‪،‬‬
‫وقياسه بكل معجزة )‬
‫وقد عرض أقسام البالغة العشرة في القرآن ومثل لها بأمثلة من‬ ‫*‬
‫القرآن وقد قسم البالغة إلى ثالثة طبقات ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أعلى طبقة ‪ :‬وهى بالغة القرآن المعجزة التي ال يصل إليها أحد‪.‬‬ ‫*‬
‫‪ -2‬أوسط طبقة ‪ :‬وهى ممكنة للناس وهي طبقة البلغاء الفصحاء‪.‬‬ ‫*‬
‫‪ -3‬أدنى طبقة ‪ :‬وهى كالم عامة الناس‪.‬‬ ‫*‬
‫‪ ‬الخطابي‬
‫هو األديب اللغوي المحدث صاحب رسالة (( بيان إعجاز القرآن ))‬ ‫*‬
‫وقد ركز على اإلعجاز البياني اللغوي البالغي في القرآن وجعل أقسام‬
‫الكالم البليغ ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬البليغ الرصين الجزل ‪ .‬وهو أعلى طبقات الكالم‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصيح القريب السهل ‪ ،‬وهو أوسط طبقات الكالم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجائز الطلق الرسل ‪ ،‬وهو أدنى طبقات الكالم ‪.‬‬
‫وهذه األقسام الثالثة موجودة في القرآن ثم بين أن الكالم البليغ يقوم‬
‫على ثالثة أشياء ‪:‬‬
‫‪ -1‬لفظ حامل‪.‬‬
‫‪ -2‬ومعنى به قـائم‪.‬‬
‫‪ -3‬رباط لهما ناظم‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬واعلم أن القرآن إنما سار معجزاً ألنه جاء بأفصح األلفاظ في‬
‫أحسن نظوم التـأليف مـضمنا ً أصـح‬
‫المعاني )" ‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعجاز في القرن الخامس‬


‫وهو العصر الذهبي لفكرة إعجاز القرآن حيث نضجت تلك الدراسات‬ ‫*‬
‫التي كانت في العصور قبله وكثر العلماء الذين تكلموا في اإلعجاز‬
‫وظهر فيه ابن حزم الظاهري األندلسي الذي قال بالصرفة وهو يرى‬
‫أن كل كلمة وكل حرف في القرآن معجز ألنه كالم هللا وهذا عكس‬
‫للمسألة فاألصل أن نثبت أن القرآن معجز حتى نثبت أنه هلل‪.‬‬
‫وينفي اإلعجاز البالغي عن القرآن ويبطل أدلة القائلين به ‪.‬‬
‫ضا بالصرفة في هذا العصر ابن سنان الخفاجي ويرى‬
‫وممن تكلموا أي ً‬ ‫*‬
‫ً‬
‫معجزا بفصاحته بل متفاوت في الفصاحة وبعضه‬ ‫أن القرآن ليس‬
‫أفصح من بعض وهذا مخالف لرأى الجمهور‪.‬‬

‫‪ ‬الباقالني واإلعجاز‬
‫ص‪ff‬احب الكت‪ff‬اب المش‪ff‬هور ( إعج‪ff‬از الق‪ff‬رآن ) وأهم أفك‪ff‬ار الب‪ff‬اقالني‬ ‫*‬
‫ملخصة هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتابه كان ر ًدا على مطاعن المالحدة في القرآن‪.‬‬
‫‪ -2‬أن القرآن هو معجزة النبوة وحجتها وآيتها‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن القرآن معجز ببالغته وبيانه وأسلوبه وأنه تحدى العرب فعج‪ff‬زوا عن‬
‫معارضته ولم يكونوا مصروفين عنه ول‪ff‬و نجح‪ff‬وا في المعارض‪ff‬ة لنق‪ff‬ل عنهم‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن غير العربي يدرك إعجاز القرآن باطالعه على عجز العرب عنه ‪.‬‬
‫‪ -5‬أقل المعجز في القرآن هو أقصر سورة منه‪.‬‬
‫وخالصة رأيه في اإلعجاز البالغي ‪:‬‬
‫أن أس‪ff‬لوب الق‪ff‬ران خ‪ff‬ارج عن األس‪ff‬اليب المعروف‪ff‬ة ‪ ،‬وأن‪ff‬ه معج‪ff‬ز لإلنس‬
‫والجن ‪ ،‬وأن أساليب البيان العربي وج‪ff‬دت في الق‪ff‬رآن على أعلى مس‪ff‬توى ‪،‬‬
‫وأن التأليف كالم في رأي جديد أصعب منه في رأى قديم ومع ذلك فق‪ff‬د ع‪ff‬بر‬
‫القرآن عن األفكار الجديدة بطريقة تفوق البشر‪.‬‬

‫* عبد القاهر الجرجاني في النظم القرآني‬


‫وهو رائد علم البالغة القرآنية والنظم القرآني وقد قدم في كتابه ( دالئل‬
‫اإلعجاز )‬
‫نظرية فريدة في إعجاز القرآن هى نظرية ( النظم القرآني ) وقد في اإلعجاز‬
‫القرآني خمسة كتب وهى ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المقتضب في شرح كتاب الواسطي في إعجاز القرآن ‪ ،‬وهو أول كتاب‬
‫يؤلف في اإلعجاز ‪.‬‬
‫‪ -2‬المعتضد في شرح كتاب الواسطي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرسالة الشافية في اإلعجاز ( ليثبت فيها حقيقة اإلعجاز ال ليبينه )‬
‫‪ -4‬أسرار البالغة ‪.‬‬
‫‪ -5‬دالئل اإلعجاز ‪ :‬وبسط في القول في نظرية النظم القرآني ‪.‬‬
‫ونظرا لجهودة الفريدة‬
‫ً‬ ‫وكان كتاب دالئل اإلعجاز مرجع لكل من جاء بعده‬
‫فقد سمي عصره بالعصر الذهبي ‪.‬‬

‫هدف نظرية النظم القرآني‬


‫‪ -1‬نقض فكرة المعتزلة حول خلق القرآن‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعليق اإلعجاز بما يتسع له ‪ ،‬ألن ميدان اللفظ فقط ضيق أما ميدان النظم‬
‫فهو فسيح يتسع لإلعجاز‪f.‬‬
‫‪ -3‬اإلنتصار لقضية المعنى والنظم على قضية اللفظ ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلنتصار لفكرة إعجاز القرآن وإثباتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلنتصار ألهل السنة على المعتزلة ‪.‬‬
‫واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علما ال يعترضه الشك‪ ،‬أن ال نظم في‬
‫الكلم وال ترتيب‪ ،‬حتى ويبنى بعضها على بعض‪ ،‬وتجعل هذه بسبب من تلك‪،‬‬
‫هذا ما ال يجهله عاقل وال يخفى على أحد من الناس‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك‪ ،‬فبنا أن ننظر إلى ال ّتعليق فيها والبناء‪ ،‬وجعل الواحدة منها‬
‫بسبب من صاحبتها‪ ،‬ما معناه وما محصوله؟ وإذا نظرنا في ذلك‪ ،‬علمنا أن‬
‫ال محصول لها غير أن تعمد إلى اسم فتجعله فاعال لفعل أو مفعوال‪ ،‬أو تعمد‬
‫إلى اسمين فتجعل أحدهما خبرا عن اآلخر وعلى هذا القياس‪.‬‬

‫جوهر نظرية النظم القرآني‬


‫وقد بين جوهر نظريته في قطعة من كتاب “ دالئل اإلعجاز “وهى ‪:‬‬
‫واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علما ال يعترضه الشك‪ ،‬أن ال نظم في‬
‫الكلم وال ترتيب‪ ،‬حتى يبنى بعضها على بعض‪ ،‬وتجعل هذه بسبب من تلك‪،‬‬
‫هذا ما ال يجهله عاقل وال يخفى على أحد من الناس‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك‪ ،‬فبنا أن ننظر إلى ال ّتعليق فيها والبناء‪ ،‬وجعل الواحدة منها‬
‫بسبب من صاحبتها‪ ،‬ما معناه وما محصوله؟ وإذا نظرنا في ذلك‪ ،‬علمنا أن‬
‫ال محصول لها غير أن تعمد إلى اسم فتجعله فاعال لفعل أو مفعوال‪ ،‬أو تعمد‬
‫إلى اسمين فتجعل أحدهما خبرا عن اآلخر وعلى هذا القياس‪.‬‬
‫وإذا كان ال يكون في الكالم نظم وال ترتيب‪ ،‬إال بأن يصنع بها هذا الصنيع‬
‫ونحوه‪ ،‬وكان ذلك كله مما ال يرجع منه إلى اللفظ شيء‪ ،‬ومما ال يتصور أن‬
‫يكون فيه ومن صفته‪ ،‬علمنا بذلك أن األمر على ما قلناه من أن اللفظ تبع‬
‫للمعنى في النظم‪ ،‬وأن الكلم تترتب في النطق بسبب ترتب معانيها في‬
‫النفس‪.‬‬

‫اإلعجاز في القرن السادس‬


‫ومن أشهر من تكلموا فيه عن اإلعجاز ‪ :‬الغزالي ‪ ،‬والزمخشري ‪ ،‬وابن‬
‫عطية ‪،‬وابن رشد ‪.‬‬
‫أما ابن عطية فيرى أن إعجاز القرآن ‪ :‬بنظمه وصحة معانيه وتوالي‬
‫فصاحة ألفاظه ‪ ،‬وله رأي سديد حول ألفاظ القرآن حيث قال ‪:‬‬
‫« وكتاب هللا لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن‬
‫منها لم يوجد‪ ،‬ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها‪ f‬في‬
‫مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئ ٍذ في سالمة الذوق وجودة القريحة‬
‫وميز الكالم »‬

You might also like