You are on page 1of 10

‫ُمتشابه القرآن‬

‫التشابه لُغة‪ :‬التماثل والتناظر‬


‫اصطالحاً‪ :‬تشابه الكلمات متفقة في األلفاظ مختلفة في المعنى‬
‫ال ُمتشابه لغةً‪ :‬يرجع إلى أحد المعنيين‬
‫‪ -1‬التماثل والتشابه‬
‫‪ -2‬االلتباس واإلشكال والغموض‬
‫إصطالحاً‪ -1 :‬إذا نظرنا إلى تعريف المتشابه لغةً األول وهو (التماثل والتشابه)‬
‫فإن معناه اصطالحا ً (تماثل القرآن في الكمال واإلتقان واالئتالف فال يناقض بعضه بعضا في األحكام وال يكذب‬
‫في األخبار "هللا نزل أحسن الحديث ‪...‬اآلية"‬

‫‪ – 2‬اذا نظرنا إلى التعريف الثاني للمتشابه لغةً وهو (الخفاء واإلشكال) فإن معناه اصطالحاً‪ :‬أن‬
‫ال ُمحكم ما ظهر معناه وانكشف كشفا ً يزيل اإلشكال ويرفع االحتمال‬

‫معنى النظم لغة‪ :‬مشتق من نَ َ‬


‫ظ َم وهو يدل على معنى التأليف والجمع‬
‫تعليق الكالم بعضه ببعض‬ ‫اصطالحاً‪:‬‬
‫تعريف الجرجاني‪ :‬والنظم تأليف الكمات والجمل مترتبة المعاني متنباسبة الدالالت على حسب ما يقتضيه العقل‬
‫المراد بالنظم القرآني‪ :‬هو ترابط الكلمات والجمل في القرآن ترابطا ً مرتب المعاني‬
‫متناسب الدالالت على حسب ما تقتضيه الحكمة اإللهية‬
‫‪ -‬ونظم القرآن هو أحد أهم نواحي اإلعجاز القرآني‬

‫القرآن معجز بحسب‪:‬‬


‫‪ -3‬ترتيبه ونظم آياته‬ ‫‪ -2‬شرف معانيه‬ ‫‪ -1‬فصاحة ألفاظه‬
‫تعريف متشابه نظم القرآن ك ُمركب إضافي في اإلصطالح‪ :‬ال ُمراد به في القرآن اال أنه مع اختالف عباراتهم‬
‫وهو التكرار لكلمات المتشابه من وجه ومختلفة من وجه آخر تكرار في غاية الفصاحة‬

‫عرفهُ االسكافي‪ :‬هوما تكرر من آيات الكتاب العزيز بالكلمات المتفقة والمختلفة تشابها ً لفظا ً أو اختلف إيجازا ً‬
‫عرفهُ الطبري‪ :‬ما اشتبهت األلفاظ من قصصهم عند التكرير في السور بقصة باتفاق األلفاظ واختالف المعاني‬
‫عرفه الكرماني‪ :‬بقوله اآليات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة ولكن وقع بعضها زيادة أو‬
‫نقصان أو تقديم أو تأحير‬
‫عرفهُ السيوطي‪ :‬مثل له فقال‪ :‬والقصد به إيراد القصة الواحدة في سور شتى وفواصل مختلفة بل تأتي في‬
‫موضع واحد مقدما ً وفي آخر مؤخرا ً ‪" ..‬وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة" ‪ ..‬البقرة‬
‫"وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا" ‪ ..‬األعراف‬

‫‪1‬‬
‫أهمية علم متشابه نظم القرآن‪ :‬تدول حول ‪ 3‬محاور‬

‫‪ - 1‬الموضوع‪ :‬فموضوع هذا العلم القرآن الكريم وهذا العلم مما يعتنى به من يتعرض لتفسير القرآن فذلك‬
‫أهميته من أهمية علم التفسير‬
‫‪ - 2‬النشأة‪ :‬فترجع أيضا ً أهمية هذا العلم إلى أهمية نشأته حيث أنه أُنشئ حفاظا ً على القرآن من أن يقع اللحن في‬
‫كلماته‬
‫‪ - 3‬كثرة فوائده‪:‬‬
‫‪ - 1‬إثبات عجز البشر عن اإلتيان بمثل‬
‫‪ -2‬تنبيه هللا لعباده إلى الوصايا النافعة في اآليات المتكررة‬
‫‪ -3‬يعين على تيسير حفظ القرآن وإتقانه‬
‫‪ -4‬االمتحان واالختبار للبشر ولقلوبهم‬

‫نشأة التصنيف في هذا العلم‪:‬‬


‫لخص السيوطي نشأة هذا العلم فقال أفرده بالتصنيف خلق أولهم فيما أحسب الكسائي ونظمه السخاوي وألف في‬
‫توجيه الكرماني كتابه (المتشابه في القرآن) البرهان وأحسن منه (درة التنزيل وغرة التأويل) ألبي عبدهللا‬
‫الرازي وأحسن من هذا (مالك التأويل) ألبي جعفر‬

‫مراحل نشأة علم المتشابه‪ 3 :‬مراحل‬


‫‪ - 1‬المرحلة األولى‪ :‬إفراد هذا العلم بمصنفات مستقلة وأول من ألف فيها اإلمام أبو الحسن علي بن حمزة‬
‫الكسائي ‪ ..‬وهو أحد القُراء ال‪ 7‬فبدأ هذا العلم في بداية القرن ال‪ 4‬هجريا ً‬

‫‪ - 2‬المرحللة الثانية‪ :‬وهي نظم المتشابهات في أبيات شعرية وهذا يفعله العلماء لتسهيل الحفظ على طلبة العلم‬
‫الذي نظم في المتشابهات لإلمام السخاوي‬
‫‪ - 3‬المرحلة الثالثة‪ :‬وهي توجيه المتشابه وذكر علله ونكاته ومن الكتب التي أُلفت فيه‬
‫‪ - 1‬أسرار التكرار في القرآن – البرهان (للكرماني)‬
‫‪ - 2‬درة التنزيل وغرة التأويل (عبدهللا األصبهاني) المعروف باإلسكافي‬
‫‪ - 3‬مالك التأويل (البن الزبير الغرناطي)‬
‫‪ - 4‬كشف المعاني (لبدر الدين)‬
‫‪ - 5‬قطف األزهار في كشف األسرار (للسيوطي)‬
‫ملحوظة‪ :‬بدأ علم المتشابه في بداية القرن ال‪ 4‬هجريا ً على يد اإلسكافي‬

‫‪2‬‬
‫الموازنة بين كتابي (درة التنزيل وغرة التأويل) لإلسكافي‬
‫( مالك التأويل) البن الزبير الغرناطي‬

‫‪ - 1‬كتاب درة التنزيل وغرة التأويل لإلسكافي‪:‬‬


‫التعريف باالسكافي‪ :‬هو أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا األصبهاني المعروف بـ الخطيب اإلسكافي‪ُ ..‬حبب إليه العلم‬
‫فأخذ من علماء عصره من أصبهان حتى برع في علم اللغة واألدب وصار من األعالم المشهورين ‪ ..‬توفي‬
‫‪ 420‬هجريا‬
‫مكانته العلمية‪ :‬كان من أوائل المؤلفين الذين ألفوا في توجيه اآليات المتشابهة لفظا ً في القرآن ومن جاء بعده‬
‫ممن ألف هذا النوع وقد عرف قيمته األئمة وقدروه‬
‫مؤلفاته‪ :‬ترك ثروة علمية كبيرة منها‬
‫‪ - 1‬مبادئ اللغة‬
‫‪ - 2‬نقد الشعر‬
‫‪ - 3‬درة التنزيل وغرة التأويل‬
‫‪ - 4‬غلط كتاب العين‬
‫ملحوظة‪ :‬تدوين المتشابه كان في اواخر القرن ال‪ 2‬الهجري ‪ ..‬أما تدوين المتشابه على يد االسكافي كان في‬
‫القرن ال‪ 4‬الهجري‬
‫صنفت مستقلة مخصصة في توجيه آيات القرآن لمتشابه لفظا ً التي تتفق‬ ‫موضوع كتابه‪ :‬هو أقدم المصنفات التي ُ‬
‫في بعض ألفاظها وتفترق في البعض اآلخر أو تتكرر في عدة مواضع بالكلمات المتفقة والمختلفة‬
‫منهج العالمة الخطيب االسكافي في كتابه‪:‬‬
‫امتاز منهجه بعدة أمور‬
‫‪ - 1‬الترتيب‪ :‬فرتب كتابه على ترتيب السور وآيات المصحف مبتدءا ً بسورة البقرة ثم آل عمران وهكذا إلى‬
‫سورة الناس‬
‫‪ - 2‬استدراكه على نفسه‪ :‬يذكر المتشابه في الموضع األول حسب ترتيب المصحف وأحيانا ً ينسى ذكر التشابه‬
‫في أول موطن فيستدرك على نفسه فيذكر اآلية التي فيها التشابه في الموضوع الثاني‬
‫مثال‪" :‬ومن يطع هللا ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ‪ ..‬اآلية (النساء)‬
‫"قال هللا هذا يوم ‪ ...‬لهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا ً ‪ ..‬اآلية (المائدة)‬
‫فهو لم يذكر اآلية في موضعها األول في سورة النساء بل ذكرها في المائدة‬
‫‪ – 3‬االبتكار‪ :‬يتميز المؤلف باالستقاال البارز بما لم يسبق إليه في توجيه اآليات المتشابه لفظا ً ومن يقرأ الكتاب‬
‫يُدرك هذا األمر‬

‫‪3‬‬
‫طريقة عرضه للكتاب‪:‬‬
‫اتخذ في عرض آيات المتشابه التي يريد توجيهها منهجا ً خاصا ً حيث عقد في كل سورة بحثا ً خاصا ً لكل آية‬
‫يعتبرها من نوع التشابه اللفظي ويذكر معها ما يشابهها من آيات أخرى سولء كانت من نفس السورة أو من‬
‫سور أخرى ثم يقوم بتوجيه هذا عن طريق إثارة السؤال وتقرير الجواب‬
‫الوسائل التي كان يعتمد عليها االسكافي في توجيه المتشابه‪:‬‬
‫‪ – 1‬القرآن‪ :‬فينظر في (اآليات التي تزيل اإلشكال – السياق الفاصلة)‬
‫مثال‪" :‬يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل ‪ "...‬اآلية (النساء)‬
‫" يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين هلل شهداء بالقسط ‪ "...‬اآلية (المائدة)‬
‫اآلية التي في سورة المائدة تدل على أنها للوالة فقال كونوا قوامين هلل‬
‫مثال‪" :2‬قالوا يا موسى إما أن تُلقي وإما أن نكون نحن ال ُملقين"‬
‫(إما) إنها فاصلة ‪ ..‬ألن الفواصل قبله على هذا الوزن واختير سورة طه لتكون الفاصلة فيها مساوية لما قبلها‬
‫سنة‪ :‬مثال‪" :‬تلك حدود هللا فال تقربوها"‬
‫‪ - 2‬ال ُ‬
‫"تلك حدود هللا فال تعتدوها"‬
‫كيف اختص الموضع األول (تقربوها) والموضع الثاني (تعتدوها)؟‬
‫األول خرج على أغلظ الوعيد كما قال "وال تقربا هذه الشجرة" وإنما كان نهي عن أكلها ال من الدنو منها فخرج‬
‫مخرج قول القائل إذا نهى عن الشئ وشدد األمر فيه‬
‫‪ - 3‬اللغة العربية‪ :‬ينظر في معاني الكلمات واستعمالها عند العرب وينظر في األوجه النحوية الممكنة والصور‬
‫البالغية‬
‫مثال‪" :‬وما جعله هللا إال بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به ‪ "...‬اآلية (آل عمران)‬
‫"وما جعله هللا إال بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم ‪ "...‬اآلية (األنفال)‬
‫تأخير الضمير المجرور بالباء على المناسبة اللفظية فذكر أنه تأخر لكم في الجملة قبلها ولذلك وجب التأخير‬
‫ليكون الثاني كاألول ‪ ..‬إما في سورة األنفال فتقديم الضمير المجرور لكم ألن القرآن جاء مراعيا ً حالة‬
‫المخاطبين النفسية التي كانوا عليها‬
‫مصادر الكتاب‪ :‬اعتمد على المروي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان واعتمد على كبار األئمة‬
‫مثل (أحمد الفراهيدي ‪ -‬سيبويه – الفراء – المبرد)‬
‫القيمة العلمية‪ :‬أنه أول كتاب وصل إلينا خالصا ً لتوجيه وتفسير اآليات المتشابهة في القرآن من ناحية ومن ناحية‬
‫أخرى فأهمية الكتاب تظهر فيما انطوي عليه من توجيهات سديدة وفوائد نادرة‬

‫‪4‬‬
‫‪ – 2‬كتاب مالك التأويل البن الزبير الغرناطي‪:‬‬
‫التعريف بابن الزبير‪ :‬هو اإلمام أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن بن‬
‫الحسين بن الزبير الجياني ‪ ..‬الغرناطي المنشأ ‪ ..‬كان ُمحدثا ً جليالً ناقدا ً فصيحا ً أديبا ً‬
‫مولده‪ :‬في ذي القعدة في أواخر سنة ‪ 627‬هجريا ً وقيل ‪ 628‬بمدينة جيان في أسرة عريقة النسب ذات ثراء‬
‫ويسار ووجاهة‬
‫أهم مصنفاته‪:‬‬
‫‪ - 1‬تاريخ علماء األندلس‬
‫‪ - 2‬البرهان في ترتيب سور القرآن‬
‫‪ - 3‬اإلعالم بمن ختم به القطر األندلسي من األعالم‬
‫وفاته‪ :‬توفي سنة ‪ 708‬هجريا ً بغرناطة ودفن بها يوم الثالثاء من ربيع األول عن عمر تخطى ‪ 80‬عام‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬يعني الكتاب بتوجيه المتشابه اللفظي وهذا أمر ظاهر من عنوانه وقد نص مؤلفه على ذلك في‬
‫مقدمة الكتاب توجيه ما تكرر من آياته لفظا ً أو اختلف بتقديم أو تأخير وبعض زيادة في التعبير فعسر إال على‬
‫الماهر حفظا ً وظن الغافل عن التدبر والخالد عن التفكير‬
‫منهج المؤلف‪ :‬أخذ ابن الزبير بمنهج اإلسكافي سواء في ترتيب المسائل أو طريقة عرضها وتوجيهها إال في‬
‫اختالفات يسيرة فتتبع ابن الزبير ترتيب التالوة سورة سورة فيبدأ بالنساء مثال ثم المائدة فيذكر اآلية األم التي‬
‫تكون البداية للمتشابهات ثم يلحق بها ما يشابهها من اآليات من السورة نفسها ثم من باقي السور بشكل مرتب‬
‫واعتمد ابن الزبير اآليات التي ذكرها صاحب درة التنزيل وزاد عليها ما نقص من اآليات المتشابه وةبما تبعه‬
‫في التوجيه أو خالفه وغالبا ً ما تكون له شخصيته المستقلة حتى لو توافق معه في تخريج اآلية فإنه يخالفه في‬
‫طريقة العرض والتحليل ‪ ..‬وانتهج في توجيهاته نهج تتلخص طريقته فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬االستقراء التام لمؤلفات السابقين في موضوع المتشابه‬
‫‪ - 2‬استحسانه لكتاب (درة التنزيل) وتنبيهه إلى تقدمه وأمامته في هذا الفن‬
‫‪ - 3‬النظر الدقيق الذي يؤدي به إلى نكات ولطائف لم يُسبق إليها‬
‫‪ - 4‬نقده أحيانا ً لما ُكتب قبله‬
‫الوسائل التي عتمد عليها ابن الزبير‪ :‬هي نفس الوسائل التي اعتمد عليها اإلسكافي في كتابه‬
‫‪ - 1‬القرآن‪" :‬ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام" فعقب قوله األول ‪..‬‬
‫ثم عقب بقوله‪" :‬وإنه للحق من ربك وما ربك بغافل عما تعملون"‬
‫فجاءت هذه اآلية بين آية األمر وبين ما شأنه أن يكون مبنيا ً عليها‬

‫‪5‬‬
‫"وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى" ‪ ..‬القصص‬
‫"وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى" ‪ ..‬يس‬
‫فالفاعل في سورة القصص مقدما ً ألن مرتبة الفاعل التقديم وال يتأخر عن واليته الفعل إال لعارض من جهة الفظ‬
‫أو من جهة المعنى ‪ ..‬أما تقديم المجرور في سورة يس مشيرا ً إلى إحراز معنى جليل مطلع على حكم السوابق‬

‫سنة‪ :‬هي المصدر الثاني بعد القرآن وهي وحي كالقرآن فاعتمد عليها ابن الزبير وإن كان ليس كثيرا ً‬
‫‪ - 2‬ال ُ‬
‫مثال‪" :‬لقد أرسلنا نوحا ً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا هللا ‪ "...‬اآلية (األعراف)‬
‫"ولقد أرسلنا نوحا ً إلى قومه إني لكم نذير مبين ‪( "...‬هود)‬
‫"ولقد أرسلنا نوحا ً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا هللا ‪ "...‬اآلية (المؤمنون)‬
‫إن دعاء الرسل أ ُ َممهم مما يتكرر ويتوالى في أوقات مختلفة محال متباينة ‪ ..‬فَمرة يرغبون ومرة يخوفون‬
‫وينذرون وذلك بسبب حال حال ولكل مقام مقال‬
‫‪ - 3‬اللغة العربية‪ :‬اللغة العربية في مقدمة العلوم التي اعتمد عليها ابن الزبير في توجيه المتشابه من آيات القرآن‬
‫"أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى" فعدل بالكالم عن إخبار الغيبة إلى الخطاب تحكيما ً الستحقاقه نيل الجزاء‬
‫على فعله وهو كالم يقال لمستوجب االمتحان جار مجرى الدعاء‬

‫▪‬ ‫موازنة بين درة التنزيل ومالك التأويل‬


‫‪ - 1‬االتفاق بين الكتابين في الموضوع والهدف والمنهج والوسائل المعتمدة‬
‫‪-‬الموضوع‪ :‬موضوع الكتابين واحد وهو توجيه ما تكرر من آيات القرآن أو تشابه أو اختالف بتقديم أو‬
‫تأخير أو بعض زيادة في التعبير‬
‫‪-‬الهدف‪ :‬هذا األمر يظهر حيث أن هدفهما إظهار بعض أوجه إعجاز القرآن ودفع الشبهاتوالطعون التي قد‬
‫تصوب إليه من هذا الجانب‬
‫‪-‬المنهج‪ :‬نحن في غنية عن التفصيل في هذا األمر بعدما تقدم من ذكر منهج الكتابين حتى إن الناظر في‬
‫منهج أحدهما عندما ينظر في اآلخر فإذا بلسان حاله ينطق كأنه هو‬
‫‪-‬الوسائل المعتمدة‪ :‬هي ليست من الخفاء بمكان حتى تحتاج لبيان فلوال اختالف المثال اللتبس األمر على‬
‫القارئ وظنهما واحد‬

‫‪6‬‬
‫‪ – 2‬االختالف بين الكتابين‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ابن الزبير زاد مواطن لم يتعرض لها الخطيب اإلسكافي مثل حديثه عن سورة الفاتحة ولم يتعرض‬
‫لها اإلسكافي ‪ ..‬فكان كتابه أوفى وأشمل من كتاب درة التنزيل في مجموع اآليات التي تناولها االسكافي في‬
‫كتابه (‪ )273‬بينما بلغ ما تناوله بن الزبير (‪ )377‬فيكون بذلك عدد ما أغفله صاحب درة التنزيل وحظى‬
‫بعناية صاحب مالك التأويل (‪ )104‬آية‬
‫‪ - 2‬أن ابن الزبير تجاوز مجموعة من السور تبلغ (‪ )34‬سورة لم يبين ما فيها من متشابه أغنى عن ذلك‬
‫تجنبا َ للتكرار أو ألنه ليس فيها من المتشابه شتى‬
‫أما اإلسكافي فهو يشير إلى هللا ويبين أنه تقدم الحديث عنها مثل سورة األنفال قد مر في سورة البقرة وآل‬
‫عمران من اآليات التي تشبه اآليات من هذه السورة كراهة إخالء هذه السور من تخصيصها بما خصصنا‬
‫به أمثالها‬
‫‪ - 3‬أن ابن الزبير كان أكثر إحاطة بالموضوع وأكثر استقرا ًء من الخطيب‬
‫‪ - 4‬كان ابن الزبير أكثر استشهادا ً بآراء العلماء من الخطيب‬
‫‪ - 5‬كان يرد على الفرق والملل المخالفة ألهل السنة في بعض المسائل الخالفية‬

‫▪‬ ‫مواقع التشابه في القرآن‪:‬‬


‫‪ - 1‬المتشابه في الموضوعات الرئيسية في القرآن‪:‬‬
‫من هذه الموضوعات على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫(العقيدة – العبادات – األخالقيات – نظام األسرة والتشريع – الحياة اآلخرة – القصص)‬
‫"أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا ً كثيراً"‬
‫المتشابه في موضوع العقيدة‪:‬‬
‫‪ -‬اإللهيات‪ :‬أمثلة ذلك صفتي السمع والبصر في تذيل بعض اآليات‬
‫"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باهلل إنه سميع عليم" (األعراف)‬
‫"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باهلل إنه هو السميع العليم" (فصلت)‬
‫هذا االختالف كما هو واضح إنما يتمثل في ‪ 3‬أمور في اآلية الثانية وهي تعريف الصفتين‬
‫اإلتيان بضمير الفعل مع التأكير وعرف الوصف باأللف والالم في سورة حم القتضلء المقام لهذا التأكيد‬
‫وتركه في سورة األعراف الستغناء المقام عنه فهو أمر إعراض عن الجاهلين وليس فيها األمر بمقابلة‬
‫اساءتهم باإلحسان‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬النبوات‪" :‬قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما ‪ ...‬فمن كان يرجوا لقاء ربه‪ "..‬اآلية (الكهف)‬
‫"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما ‪ ...‬فاستقيموا إليه واستغفروه" (فصلت)‬
‫"قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون" (األنبياء)‬
‫فتالحظ هنا زيادة قوله (أنا بشر) في اآليتين األولين دون الثالثة وعليه يثور في الذهن سؤل عن السر وراء‬
‫التعبير بلفظ البشرية فيهما دونها؟‬
‫فإنه تقدم في أول سورة األنبياء إثبات كون الرسل من البشر أما في سورة الكهف فلم يتقدم فيها مثل هذا‬
‫فكان مظنة اإلعالم بكونه صلى هللا عليه وسلم من البشر إرغاما ً ألعدائه ولما في ذلك من تلطفه بالحق‬
‫ورحمته ‪ ..‬وأما ما يتعلق بسورة فصلت فقد أبان ذلك عن سر التعبير بلفظ البشرية فيها ألنه إنما يحجبكم‬
‫عن ذلك ويغطي قلوبكم عن فهم ذلك ويغطي قلوبكم عن فهم ذلك الكفر‬
‫‪ -‬السمعيات‪ :‬جاء في سورة النبأ‪" :‬جزا ًء وفاقاً" ‪ ..‬جزاء أهل النار‬
‫"جزا ًء من ربك عطا ًء حساباً" ‪ ..‬جزاء أهل الجنة‬
‫إن وصف كل من الجزئين بما وصف به إنما جاء تماشيا ً مع القانون اإللهي في محاسبة العباد على أعمالهم‬
‫التي عملوها في الدنيا من خير أو شر‬

‫‪ - 2‬المتشابه في موضوع العبادات‪" :‬وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" ‪( ..‬المعارج)‬


‫"وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" ‪( ..‬الذاريات)‬
‫أن آية المعارج قد تقدمها متصالً بها ذكر الصالة والمراد هنا الصالة المفروضة فناسب ذلك أن يعقبها ذكر‬
‫فريضة أخرى من فرائض اإلسالم وهي فريضة الزكاة وهي المراد بهذا الحق المعلوم بخالف آية الذاريات‬
‫فلم يقصد بالحق المذكور فيها الزكاة المفروضة وإنما قصد بها صدقة التطوع ويدل على هذا المعنى سياق‬
‫اآليات‬
‫‪ - 3‬األخالق‪" :‬يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل‪ "...‬اآلية (النساء)‬
‫"يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين هلل شهداء بالقسط‪ "...‬اآلية (المائدة)‬
‫بالنسبة آلية النساء فقد اختلف عبارات العلماء في صوغ الجواب عن الترتيب الوارد فيها ‪ ..‬ويمكن حمل‬
‫هذا الجواب في أن تقديم القيام بالقسط فيها من حيث كونه المحور الرئيس للسياق‬
‫أما آية المائدة فلما ضمنته اآليات قبلها من أمر ونهي فناسب تقديم هلل أي كونوا قوامين بما أمرتم ونهيتم هلل‬
‫وإذا شهدتم فاشهدوا بالعدل ال بالهوى ‪ ..‬والحاصل من اآليتين وجوب القيام بالعدل والشهادة به ووجوب‬
‫القيام هلل والشهادة‬
‫‪ – 4‬القصة القرآنية‪:‬‬
‫القصة لغةً‪ :‬مأخوذة من الفعل قَص وهذه المادة تعني اتباع الشئ بالشئ فقوله قص أثره أي تتبعه‬
‫"وقالت ألخته قصيه‪ "...‬اآلية (القصص)‬
‫اصطالحا ً‪ :‬هي عبارة عن خبر وقع في زمن مضى ال يخلوا من عبرة فيه شئ من التطويل في اآلداء‬

‫‪8‬‬
‫وعي في تعريفها الجانب الديني كونها جزءا ً من كتاب سماوي بمعنى أن مدلول اقصة‬
‫القصة القرآنية‪ :‬فقد ُر َ‬
‫في القرآن هو مدلولها اللغوي مضافا ً إليه تلك الخصائص والسمات التي تميز بها القصص القرآني على‬
‫غيره‬
‫الحكمة من وقوع التشابع فيها أكثر من أي موضوع آخر في القرآن‪:‬‬
‫ينبغي تقرير حقيقة هامة وهي أن القرآن كنص سماوي معجز فإن أحد أهم السمات والخصائص التي ميزته‬
‫عن غيره من النصوص البشرية هو سمة التشابه اللفظي كونها من أظهر الدالئل على قدسية هذا الكتاب‬
‫وأنه من عند هللا ال من عند أي أحد من خلقه ‪ ..‬فالقصة القرآنية تعد أحد األركان والموضوعات الرئيسة في‬
‫القرآن‬
‫أهم فوائد القصة القرآنية‪:‬‬
‫‪ - 1‬شدة عناية الحق بالجانب المكرر من القصة‬
‫‪ - 2‬إقامة البرهان الساطع على صحة رسالة النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ - 3‬أن هذا التشابه ليس من باب الترديد أي التكرار الممل الخالي من أي فائدة‬
‫‪ - 4‬اختالف الغاية التي من أجلها ساق القصة في كل مرة‬

‫قصة آدم كنموذج لهذا التشابه في القصص القرآني‪:‬‬


‫‪ - 1‬الموضع الثاني‪ :‬التشابه بين سورتي البقرة واألعراف‬
‫"وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة و ُكال منها رغدا ً حيث شئتما‪ "...‬اآلية (البقرة)‬
‫"ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكال من حيث شئتما وال تقربا ‪ "...‬اآلية (األعراف)‬

‫هناك سؤالين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬ورد األمر آلدم وزوجته باألكل في سورة البقرة معطوفا ً على أمرهما بالسكن بواو النسق المقضية‬
‫عدم الترتيب ‪ ..‬أما في األعراف معطوفا ً بالفاء المقضية للتعقيب والترتيب واألمر واحد والقصة واحدة؟‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ - 1‬أنه وإن كان المعطوف عليه في الموضعين واحدا ً في اللفظ وهو األمر بالسكن إال أنه مختلف من حيث‬
‫المعنى فالسكن في البقرة بمعنى اإلقامة ‪ ..‬أما في األعراف فاألمر بالسكن فيه إنما هو بمعنى اتخاذ المسكن‬
‫‪ - 2‬أن الوارد في اآليتين مختلف في الموضعين ولما اختلف القصدان اختلفت العبارة عنهما ‪ ..‬فـ ورد كل‬
‫على ما يناسب ‪ ..‬وبيانه أن ما في البقرة وارد على سبيل الحكاية من هللا فهو إخبار وإعالم لرسول هللا‬
‫وأمته بما جرى في قصة آدم ‪ ..‬أما في األعراف فمقصودها تعداد نعم هللا على آدم وذريته‬
‫ثانيهما‪ :‬وصف األكل في البقرة بالرغد ولم يقع هذا الوصف في األعراف مع اتحاد األمر أيضا ً؟‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن ورود الرغد في البقرة وسقوط ذلك في األعراف ألجل كلمة منها فمعنى من للتبعيض والتبعيض قد‬
‫يسبق إلى الفهم منه إرادة التقليل وهو غير مراد هنا ‪ ..‬أما آية األعراف فلم يحتج فيها إلى استعمالها فالعبارة‬
‫أعم مما في البقرة فكلمة من في األعراف أفادت اإلباحة‬

‫‪9‬‬
‫‪ - 2‬أنه زاد في البقرة رغدا ً لما زاد في الخبر تعظيما ً حيث نسب القول إليه بقوله وقلنا وليس ذلك في‬
‫األعراف‬

‫‪ - 2‬الموضع السادس‪ :‬التشابه بين سورة البقرة وسورة طه‬


‫"فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فال خوف عليهم وال هم يحزنون" ‪( ..‬البقرة)‬
‫"فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فال يضل وال يشقى" ‪( ..‬طه)‬
‫فما الفرق بينهما وسر تخصيص كل موضع منهما بما اختص به؟‬
‫الجواب‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن الفعلين تبع واتبع بمعنى واحد وإنما اختار في طه اتبع موافقة لقوله "يومئذ يتبعون الداعي‪"...‬‬
‫‪ - 2‬أن الفعلين تبع واتبع محصالن للمعنى على الوفاء لكن الفرق بينهما أن تبع هو األصل ومعناه االتباع‬
‫من غير تكلف وال مشقة ‪ ..‬وأما اتبع فهو فرع عليه ألنه يزيد عليه في حروفه‬
‫‪ - 3‬هو مبني على ما تقرر في معنى كل من الفعلين ومدلولهما ومفاده أنه لما تقدم في آية البقرة لم يرد فيها‬
‫مما كان من إبليس سوى ما أخبر به ولما ورد في آية طه ذكر الكيفية في إغوائه‬

‫‪ - 3‬الموضع السابع‪ :‬الفرق بين أمر هللا إلبليس بالهبوط وبين أمره إياه بالخروج‬
‫"قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين" ‪( ..‬األعراف)‬
‫"قال فاخرج منها فإنك رجيم" ‪( ..‬الحجر)‬
‫أجاب اإلسكافي على ذلك‪ :‬بأنه ال فرق بينهما وال تعارض ألنه إذا أمره بالخروج من الجنة أو من السماء‬
‫فقد أمره بالهبوط إلى األرض‬

‫‪ -‬أن الفعلين معا َ يكمالن المعنى المقصود أدائه وذلك أنه لو تم االقتصار في التعبير على الفعل أخرج لربما‬
‫فهم منه أن إبليس أُخرج من الجنة إلى محل آخر في السماء أو أنه أُخرج من سماء أعلى إلى سماء أقل‬
‫‪ -‬غير أنه ينبغي التنبيه على أن هذا التقليل أو التحقير المقصود إلبليس بأمره بالهبوط لألرض ال ينسحب‬
‫على سيدنا آدم وذلك أمه في األصل قد خلقه هللا ليكون خليفة في األرض "إني جاعل في األرض خليفة" ‪..‬‬
‫ليس إبليس ‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like