You are on page 1of 26

‫محاضرات في البالغة العربية‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬عباس علي الفحام‬


‫ماذا تعني البالغة ؟‬
‫هي مطابقة الكالم لمقتضى الحال مع فصاحته‬
‫وما هي علومها ؟‬
‫‪ -1 ‬علم المعاني‬
‫‪ -2 ‬علم البيان‬
‫‪ -3 ‬علم البديع‬
‫يمكن تلمس البذور األولى للبالغة عند العرب بشكل‬ ‫‪‬‬
‫أحكام نقدية مرتجلة قائمة على تراكم الخبرة والتذوق‬
‫الفني ‪.‬‬
‫ليس للعرب في الجاهلية منهج واضح لدراسة البالغة‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫يمكن عد الصفات الفنية التي تطلق على الشاعر‬ ‫‪‬‬
‫أمثلة لمعرفة العرب للبالغة بشكلها الفطري مثل ‪:‬‬
‫المهلهل والنابغة واألفوه والمرقش و‪ ...‬بل يمكن القول‬
‫إن ايمان العربي بإعجاز القرآن هو معرفة بالغية مبكرة‬
‫‪.‬‬
‫الفصاحة تخص الكلمة والكالم والمتكلم ولها‬ ‫‪‬‬

‫شروطها‬
‫البالغة تخص الكالم والمتكلم ‪ ،‬أي تخص األلفاظ‬ ‫‪‬‬

‫مع المعاني‬
‫كل فصيح بليغ وليس كل بليغ فصيحا‬ ‫‪‬‬

‫ال نستطيع أن نقول لمفردة ما انها بليغة ولكن‬ ‫‪‬‬

‫يمكن أن نقول عنها فصيحة ‪ ،‬ألن البالغة تطلق‬


‫على الجمل وليس المفردة الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم العلماء العرب بالدراسات البالغية اهتماما‬
‫كبيرا ألسباب منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تعليمية ‪ :‬خصت األقوام الداخلة في اإلسالم في‬
‫البداية‬
‫‪ -2‬ونقدية ‪ :‬لمعرفة النص األدبي وتميز حسنه من‬
‫رديئه‬
‫‪ -3‬ودينية ‪ :‬لفهم التشريع الديني النازل باللغة‬
‫العربية الفصيحة‬
‫‪ ‬تنوع المدارس البالغية يشير إلى شدة االهتمام‬
‫بالدراسات البالغية ويؤشر توجه الدارسين وطبيعة‬
‫ثقافاتهم في تعاطيهم مع الدرس البالغي ووفقا‬
‫لذلك تحددت الدراسات البالغية بـمدرستين هما‪:‬‬
‫‪ -1 ‬المدرسة األدبية‬
‫‪ -2 ‬المدرسة الكالمية‬
‫وثمة مدرسة أخرى مزجت بينهما ‪ ،‬ولكل خصائصه‬
‫‪ ‬ساعد على انتشارها الشعراء واألدباء وأدبية القرآن الكريم‬
‫سماتها‪ -1:‬اعتمدت التذوق الفني في تحديد النصوص األدبية‬
‫ودراستها‪.‬‬
‫‪ -2‬أكثرت من األمثلة‬
‫‪ -3‬غير معنية بمصطلحات الفلسفة والمنطق وعلم الكالم‬
‫‪ -4‬لم تهتم بالتعريفات الجامعة المانعة للمصطلحات البالغية‬
‫‪ -5‬أغلب علمائها من العرب من وسط الدولة اإلسالمية‬
‫مثل‪ :‬ابن سنان الخفاجي( سر الفصاحة ) ‪ ،‬أبو هالل‬
‫العسكري ( كتب الصناعتين) ‪ ،‬عبد القاهر الجرجاني(أسرار‬
‫البالغة ) ‪ ،‬ابن األثير( المثل السائر)‬
‫‪ ‬توجه دارسيها اعتمدوا ثقافة أقوامهم في دراسة البالغة‬
‫فكانت سماتها‪:‬‬
‫‪ -1 ‬اعتمدت المصطلحات الفلسفية والمنطق وعلم الكالم‬
‫في الدرس البالغي‬
‫‪ -2 ‬قلة األمثلة األدبية‬
‫‪ -3 ‬االهتمام بتحديد المصطلح البالغي بحيث يكون جامعا‬
‫مانعا‬
‫‪ -4 ‬االبتعاد عن التذوق الفني للنصوص األدبية‬
‫أغلب علمائها من غير العرب من شرق الدولة اإلسالمية مثل‪:‬‬
‫قدامة بن جعفر ( نقد الشعر) ‪ ،‬عبد القاهر الجرجاني(دالئل‬
‫اإلعجاز)‪،‬السكاكي( مفتاح العلوم)‪ ،‬القزويني( تلخيص‬
‫المفتاح)و(االيضاح) ‪ ،‬الرازي(نهاية اإليجاز)‬
‫فهو قلة من الدارسين العلماء الذين مزجوا بين‬ ‫‪‬‬

‫االتجاهين البالغيين األدبي والكالمي وكان لهم أثر‬


‫بالغ في تطور الدرس البالغي ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫الجاحظ ( البيان والتبيين )‬ ‫‪‬‬

‫الشيخ عبد القاهر الجرجاني‬ ‫‪‬‬


‫في اللغة يعني الكشف والظهور ‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪:‬‬
‫هو التعبير عن المعنى الواحد بطرق متعددة بعد‬
‫مطابقته لمقتضى الحال ‪ .‬ومباحثه تشمل الحقيقة‬
‫والمجاز بأنواعه المختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬الحقيق ة ه ي اس تعمال اللفظ ة فيم ا وضع ت ل ه وه ي ثالث ة‬
‫أنواع‪:‬‬
‫‪ -1 ‬الحقيق ة اللغوي ة‪ :‬مث ل اس تعمال القل م آلل ة الكتاب ة‪،‬‬
‫والشمس للكوكب المعروف ‪.‬‬
‫‪ -2 ‬الحقيقة العرفية‪ :‬مثل استعمال الكلمة على اساس العرف‬
‫مثل(الجن) للكائنات غير المرئية ومثل( الدابة ) لذوات األربع‪.‬‬
‫‪ -3 ‬الحقيق ة الشرعي ة ‪ :‬اس تعمال الكلم ة عل ى اس اس الشرع‬
‫مثل مفردة ( االيمان‪ ،‬الحج ‪ ،‬المؤمن‪ ،‬الكافر‪) ...‬‬
‫ل م تهت م الدراس ات البالغي ة بالحقيق ة بس بب القيود المعجمي ة‬
‫للمفردة وتضاؤ ل فرص اإلبداع لدى الشعراء تبع ا لذل ك ‪ ،‬فيلج أ‬
‫الشعراء للتحلي ق بخياالته م ع ن طري ق كس ر هذا القي د‬
‫بأسلوب المجاز‬
‫‪ ‬هو استعمال اللفظة في غير ما وضعت له بعالقة بين المعنى‬
‫الحقيق ي القدي م والمعن ى المجازي الجدي د وبقرين ة مانع ة‬
‫للذهن من إرادة المعنى الحقيقي ‪.‬‬
‫إذن الستعمال المجاز شرطان‪ :‬المناسبة و القرينة ‪.‬‬
‫المناس بة‪ :‬ه ي العالق ة الرابط ة بي ن المعن ى الحقيق ي القدي م‬
‫والمعن ى المجازي الجدي د وق د تكون تشبيهي ة فيس مى المجاز‬
‫اس تعارة ‪ ،‬وغي ر تشبيهي ة فيس مى المجاز مرس ال أ و عقلي ا‬
‫بحسب نوع العالقة والتركيب‪.‬‬
‫القرينة‪ :‬هي الوسيلة المانعة م ن إرادة المعنى الحقيقي والتي‬
‫تص رف ذه ن المتلق ي إل ى المعن ى المجازي وه ي نوعان ‪:‬‬
‫لفظية وحالية ‪.‬‬
‫وضح الحقيقة من المجاز فيما يأتي ‪:‬‬
‫*قال المتنبي راثيا أخت سيف الدولة‪:‬‬
‫وليت غائبة‬ ‫فليت طالعة الشمسين غائبة‬
‫الشمسين لم تغب‬
‫تكررت لفظة (الشمسين) واألولى حقيقة تعني الكوكب‬
‫المعروف‪ ،‬والثانية مجاز تعني المرثية ‪.‬‬
‫*وقال أيضا‪:‬‬
‫شمس تظللني من‬ ‫قامت تظللني ومن عجب‬
‫الشمس‬
‫الشمس األولى مجاز تشبيهي والثاني حقيقة ‪.‬‬
‫‪ ‬ينقسم المجاز إلى قسمين رئيسين‪:‬‬
‫األول‪ :‬المجاز اللغوي وهو قسمان‪ :‬بحسب العالقة‬
‫( غير تشبيه)‬
‫‪ -‬المجاز المرسل‬
‫‪ -‬االستعارة ( إذا كانت العالقة تشبيه )‬

‫الثاني ‪ :‬المجاز التركيبي العقلي‬


‫‪ ‬هو مجاز لغوي إفرادي وهو استعمال اللفظة في غير ما وضعت له بعالقة‬
‫غير تشبيهية بين المعنى الحقيقي والمجازي‪ .‬وسمي مرسال إلرساله‬
‫عن القيد بعالقة واحدة ‪.‬‬
‫أما وجوه عالقاته فهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬السببية‬
‫‪ -2‬المسببية‬
‫‪ -3‬الكلية‬
‫‪ -4‬الجزئية‬
‫‪ -5‬اآللية‬
‫‪ -6‬المجاورة‬
‫‪ -7‬اعتبار ما سيكون‬
‫‪ -8‬اعتبار ما كان‬
‫وهو أن تستعمل الكلمات على وجه الحقيقة ويكون‬ ‫‪‬‬
‫المجاز في اإلسناد والتركيب ‪ .‬وسمي عقليا ألنه‬
‫يفهم من طريق العقل ‪ .‬ومبنكره هو الشيخ عبد‬
‫القاهر الجرجاني ‪.‬‬
‫وعالقاته هي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫السبببية‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪‬‬

‫المسببية‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪‬‬

‫الفاعلية‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪‬‬

‫المفعولية‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪‬‬

‫المصدرية‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪‬‬

‫المكانية‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪‬‬

‫الزمانية‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪‬‬

‫الجزئية‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪‬‬

‫الكلية‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪‬‬


‫هو عقد مقارنة بين طرفين أحدهما مشبه واآلخر مشبه‬
‫به في صفة أو أكثر تسمى وجه الشبه وبأداة أو‬
‫بدونها‪.‬‬
‫وأقسامه كثيرة من حيث األداة ونوع أطرافه وأكثرها‬
‫قيمة فنية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه التمثيلي‬
‫‪ -2‬التشبيه الضمني‬
‫‪ -3‬التشبيه المقلوب‬
‫‪ -4‬التشبيه البليغ‬
‫هو ما كان وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من متعدد‬
‫أي من أمر أو أمور نحو قول بشار بن برد‪:‬‬
‫كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى‬
‫كواكبه‬
‫فقد شبه النقع مع األسياف بالليل مع الكواكب‬
‫قيمته الفنية‪ :‬هو أبلغ من غيره لما في وجه الشبه‬
‫فيه من التفصيل الذي يحتاج إلى إمعان فكر‬
‫وتدقيق نظر وهو أعظم أثرا في المعاني يرفع‬
‫قدرها ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها‪.‬‬
‫هو التشبيه الذي ال أثر صريح ألطراف التشبيه فيه‬
‫ولكنه يتضمن معنى التشبيه ‪ ،‬والمشبه به دائما‬
‫برهان على إمكان ما أسند إلى المشبه ‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫ال تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب‬
‫للمكان العالي‬
‫شبه فقر الكريم بحال قمم الجبال ‪ .‬ومثل‪:‬‬
‫سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة‬
‫الظلماء يفتقد البدر‬
‫هو أن تنقلب صورة التشبيه فيجيء المشبه مشبها‬
‫به والمشبه به مشبها‪ .‬وحسنه في مبالغته ألن‬
‫األصل في التشبيه وجود الصفة في المشبه به‪.‬‬
‫نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫(( قالوا إنما البيع مثل الربا )) ‪.‬المقصود أنهم جعلوا‬
‫الربا كالبيع فقلب مبالغة فيه ‪ .‬ونحوه قوله تعالى‪:‬‬
‫(( أفمن يخلق كمن ال يخلق )) ‪.‬‬
‫هو التشبيه الذي تحذف فيه األداة ووجه الشبه‬
‫وحسنه في تقريب الشمبه من المشبه به ‪ .‬فهو‬
‫يوهم بتساوي الطرفين في القوة وعدم تفاضلهما‬
‫فيتحقق التوكيد والمبالغة ‪ .‬مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫(( فبصرك اليوم حديد )) أي فبصرك اليوم كالحديد‬
‫في قوته ونفوذه‪ .‬ومثل ‪:‬‬
‫(( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ))‬
‫‪ ‬هي مجاز لغوي إفرادي عالقته المشابهة ‪ ،‬وهي تشبيه‬
‫حذف أحد طرفيه ووجهه واألداة ‪ .‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫استعارة تصريحية ‪ :‬ما صرح بلفظ المشبه به مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫(( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ))‬
‫استعار الظلمات للكفر بجامع عدم الهداية ‪ ،‬واستعار النور‬
‫لإليمان بجامع االهتداء على سبيل االستعارة التصريحية ‪.‬‬
‫االستعارة المكنية‪ :‬هي ما حذف فيها لفظ المشبه به ورمز له‬
‫بشيئ من لوازمه‪ ،‬نحوقوله تعالى‪ (( :‬واشتعل الرأس‬
‫شيبا)) شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به وأشار إليه‬
‫بشيء مما يخصه وهو ( اشتعل ) على سبيل االستعارة‬
‫المكنية‪.‬‬
‫لغة من كنيت أو كنوت أي سترت وحجبت ‪ ،‬وهو‬ ‫‪‬‬

‫إذا تركت التصريح ‪.‬‬


‫اصطالحا‪ :‬لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له مع‬ ‫‪‬‬

‫جواز إرادة المعنى األصلي لعدم وجود قرينة مانعة‬


‫من إرادته ‪ .‬مثل( زيد طويل النجاد) تريد به الشجاع‬
‫ألنه مترتب عن طول المرء المترتب عن طول‬
‫حمالة السيف ‪.‬ومع ذلك يصح إرادة المعنى‬
‫األصلي‪.‬‬
‫‪ -1‬الكناية عن صفة‪ :‬المقصود بها الصفة المعنوية‬
‫مثل الشجاعة والكرم والحلم والجمال‪..‬وفيها يذكر‬
‫الموصوف وتستر الصفة نحو قوله تعالى(( فأصبح‬
‫يقلب كفيه)) كناية عن الندم‬
‫ومثل‪ :‬فالن حديث السن ‪..‬‬
‫‪ -2‬الكناية عن موصوف‪ :‬نحو قوله تعالى‪ (( :‬إن الذين‬
‫ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ال يعقلون))‬
‫والحجرات كناية عن الخلوات ‪ .‬ونحو‪:‬‬
‫يخلو من الهم أخالهم من الفطن‬ ‫أفاضل الناس أغراض لدى الزمن‬
‫أخالهم كناية عن الجاهل‬
‫‪- 3‬الكناية عن النسبة ‪ :‬ويراد بها إثبات أمر ألمر أو نفيه‬
‫عنه‪.‬وبها يذكر الصفة والموصوف وال يصرح بالنسبة‪.‬‬
‫مثل قوله تعالى(( أولئك شر مكانا)) إثبات الشر لمكان‬
‫الشيء كناية عن إثباتها لهم وهي أبلغ في الداللة‬
‫على شدة شرهم فكأن شرهم أثر في مكانهم‬
‫وعظم حتى صار مجسما‪.‬ونحوه‪ (( :‬عليهم نار‬
‫مؤصدة )) ومثل‪:‬‬
‫يبيت بمنجاة من اللؤم بيتها إذا ما بيوت بالمالمة حلت‬
‫س‪ /‬وضح الفن البياني واشرحه مفصال‪:‬‬
‫في قبة ضربت على ابن الحشرج‬ ‫‪ -1‬إن السماحة والمرؤة والندى‬
‫‪ -2‬خرساء األساور ‪ ،‬عريض القفا ‪ ،‬جبان الكلب‬
‫‪ -3‬ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة ال تجري على اليبس‬
‫‪ -4‬وهللا ألبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته‬
‫‪ -5‬والحت الشمس تحكي عند مطلعها مرآة تبر بدت في كف مرتعش‬
‫‪ -6‬قال تعالى(( وما كنت متخذ المضلين عضدا ))‬
‫وجه الخليفة حين يمتدح‬ ‫‪ -7‬وبدا الصباح كأن غرته‬
‫‪ -8‬وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر‬
‫يرتقي‬

You might also like