ماذا تعني البالغة ؟ هي مطابقة الكالم لمقتضى الحال مع فصاحته وما هي علومها ؟ -1 علم المعاني -2 علم البيان -3 علم البديع يمكن تلمس البذور األولى للبالغة عند العرب بشكل أحكام نقدية مرتجلة قائمة على تراكم الخبرة والتذوق الفني . ليس للعرب في الجاهلية منهج واضح لدراسة البالغة . يمكن عد الصفات الفنية التي تطلق على الشاعر أمثلة لمعرفة العرب للبالغة بشكلها الفطري مثل : المهلهل والنابغة واألفوه والمرقش و ...بل يمكن القول إن ايمان العربي بإعجاز القرآن هو معرفة بالغية مبكرة . الفصاحة تخص الكلمة والكالم والمتكلم ولها
مع المعاني كل فصيح بليغ وليس كل بليغ فصيحا
ال نستطيع أن نقول لمفردة ما انها بليغة ولكن
يمكن أن نقول عنها فصيحة ،ألن البالغة تطلق
على الجمل وليس المفردة الواحدة. اهتم العلماء العرب بالدراسات البالغية اهتماما كبيرا ألسباب منها: -1تعليمية :خصت األقوام الداخلة في اإلسالم في البداية -2ونقدية :لمعرفة النص األدبي وتميز حسنه من رديئه -3ودينية :لفهم التشريع الديني النازل باللغة العربية الفصيحة تنوع المدارس البالغية يشير إلى شدة االهتمام بالدراسات البالغية ويؤشر توجه الدارسين وطبيعة ثقافاتهم في تعاطيهم مع الدرس البالغي ووفقا لذلك تحددت الدراسات البالغية بـمدرستين هما: -1 المدرسة األدبية -2 المدرسة الكالمية وثمة مدرسة أخرى مزجت بينهما ،ولكل خصائصه ساعد على انتشارها الشعراء واألدباء وأدبية القرآن الكريم سماتها -1:اعتمدت التذوق الفني في تحديد النصوص األدبية ودراستها. -2أكثرت من األمثلة -3غير معنية بمصطلحات الفلسفة والمنطق وعلم الكالم -4لم تهتم بالتعريفات الجامعة المانعة للمصطلحات البالغية -5أغلب علمائها من العرب من وسط الدولة اإلسالمية مثل :ابن سنان الخفاجي( سر الفصاحة ) ،أبو هالل العسكري ( كتب الصناعتين) ،عبد القاهر الجرجاني(أسرار البالغة ) ،ابن األثير( المثل السائر) توجه دارسيها اعتمدوا ثقافة أقوامهم في دراسة البالغة فكانت سماتها: -1 اعتمدت المصطلحات الفلسفية والمنطق وعلم الكالم في الدرس البالغي -2 قلة األمثلة األدبية -3 االهتمام بتحديد المصطلح البالغي بحيث يكون جامعا مانعا -4 االبتعاد عن التذوق الفني للنصوص األدبية أغلب علمائها من غير العرب من شرق الدولة اإلسالمية مثل: قدامة بن جعفر ( نقد الشعر) ،عبد القاهر الجرجاني(دالئل اإلعجاز)،السكاكي( مفتاح العلوم) ،القزويني( تلخيص المفتاح)و(االيضاح) ،الرازي(نهاية اإليجاز) فهو قلة من الدارسين العلماء الذين مزجوا بين
االتجاهين البالغيين األدبي والكالمي وكان لهم أثر
بالغ في تطور الدرس البالغي ،مثل : الجاحظ ( البيان والتبيين )
الشيخ عبد القاهر الجرجاني
في اللغة يعني الكشف والظهور . وفي االصطالح: هو التعبير عن المعنى الواحد بطرق متعددة بعد مطابقته لمقتضى الحال .ومباحثه تشمل الحقيقة والمجاز بأنواعه المختلفة . الحقيق ة ه ي اس تعمال اللفظ ة فيم ا وضع ت ل ه وه ي ثالث ة أنواع: -1 الحقيق ة اللغوي ة :مث ل اس تعمال القل م آلل ة الكتاب ة، والشمس للكوكب المعروف . -2 الحقيقة العرفية :مثل استعمال الكلمة على اساس العرف مثل(الجن) للكائنات غير المرئية ومثل( الدابة ) لذوات األربع. -3 الحقيق ة الشرعي ة :اس تعمال الكلم ة عل ى اس اس الشرع مثل مفردة ( االيمان ،الحج ،المؤمن ،الكافر) ... ل م تهت م الدراس ات البالغي ة بالحقيق ة بس بب القيود المعجمي ة للمفردة وتضاؤ ل فرص اإلبداع لدى الشعراء تبع ا لذل ك ،فيلج أ الشعراء للتحلي ق بخياالته م ع ن طري ق كس ر هذا القي د بأسلوب المجاز هو استعمال اللفظة في غير ما وضعت له بعالقة بين المعنى الحقيق ي القدي م والمعن ى المجازي الجدي د وبقرين ة مانع ة للذهن من إرادة المعنى الحقيقي . إذن الستعمال المجاز شرطان :المناسبة و القرينة . المناس بة :ه ي العالق ة الرابط ة بي ن المعن ى الحقيق ي القدي م والمعن ى المجازي الجدي د وق د تكون تشبيهي ة فيس مى المجاز اس تعارة ،وغي ر تشبيهي ة فيس مى المجاز مرس ال أ و عقلي ا بحسب نوع العالقة والتركيب. القرينة :هي الوسيلة المانعة م ن إرادة المعنى الحقيقي والتي تص رف ذه ن المتلق ي إل ى المعن ى المجازي وه ي نوعان : لفظية وحالية . وضح الحقيقة من المجاز فيما يأتي : *قال المتنبي راثيا أخت سيف الدولة: وليت غائبة فليت طالعة الشمسين غائبة الشمسين لم تغب تكررت لفظة (الشمسين) واألولى حقيقة تعني الكوكب المعروف ،والثانية مجاز تعني المرثية . *وقال أيضا: شمس تظللني من قامت تظللني ومن عجب الشمس الشمس األولى مجاز تشبيهي والثاني حقيقة . ينقسم المجاز إلى قسمين رئيسين: األول :المجاز اللغوي وهو قسمان :بحسب العالقة ( غير تشبيه) -المجاز المرسل -االستعارة ( إذا كانت العالقة تشبيه )
الثاني :المجاز التركيبي العقلي
هو مجاز لغوي إفرادي وهو استعمال اللفظة في غير ما وضعت له بعالقة غير تشبيهية بين المعنى الحقيقي والمجازي .وسمي مرسال إلرساله عن القيد بعالقة واحدة . أما وجوه عالقاته فهي : -1السببية -2المسببية -3الكلية -4الجزئية -5اآللية -6المجاورة -7اعتبار ما سيكون -8اعتبار ما كان وهو أن تستعمل الكلمات على وجه الحقيقة ويكون المجاز في اإلسناد والتركيب .وسمي عقليا ألنه يفهم من طريق العقل .ومبنكره هو الشيخ عبد القاهر الجرجاني . وعالقاته هي : السبببية -1
المسببية -2
الفاعلية -3
المفعولية -4
المصدرية -5
المكانية -6
الزمانية -7
الجزئية -8
الكلية -9
هو عقد مقارنة بين طرفين أحدهما مشبه واآلخر مشبه به في صفة أو أكثر تسمى وجه الشبه وبأداة أو بدونها. وأقسامه كثيرة من حيث األداة ونوع أطرافه وأكثرها قيمة فنية هي : -1التشبيه التمثيلي -2التشبيه الضمني -3التشبيه المقلوب -4التشبيه البليغ هو ما كان وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من متعدد أي من أمر أو أمور نحو قول بشار بن برد: كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه فقد شبه النقع مع األسياف بالليل مع الكواكب قيمته الفنية :هو أبلغ من غيره لما في وجه الشبه فيه من التفصيل الذي يحتاج إلى إمعان فكر وتدقيق نظر وهو أعظم أثرا في المعاني يرفع قدرها ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها. هو التشبيه الذي ال أثر صريح ألطراف التشبيه فيه ولكنه يتضمن معنى التشبيه ،والمشبه به دائما برهان على إمكان ما أسند إلى المشبه .مثل : ال تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي شبه فقر الكريم بحال قمم الجبال .ومثل: سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر هو أن تنقلب صورة التشبيه فيجيء المشبه مشبها به والمشبه به مشبها .وحسنه في مبالغته ألن األصل في التشبيه وجود الصفة في المشبه به. نحو قوله تعالى: (( قالوا إنما البيع مثل الربا )) .المقصود أنهم جعلوا الربا كالبيع فقلب مبالغة فيه .ونحوه قوله تعالى: (( أفمن يخلق كمن ال يخلق )) . هو التشبيه الذي تحذف فيه األداة ووجه الشبه وحسنه في تقريب الشمبه من المشبه به .فهو يوهم بتساوي الطرفين في القوة وعدم تفاضلهما فيتحقق التوكيد والمبالغة .مثل قوله تعالى: (( فبصرك اليوم حديد )) أي فبصرك اليوم كالحديد في قوته ونفوذه .ومثل : (( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى )) هي مجاز لغوي إفرادي عالقته المشابهة ،وهي تشبيه حذف أحد طرفيه ووجهه واألداة .وهي نوعان : استعارة تصريحية :ما صرح بلفظ المشبه به مثل قوله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور )) استعار الظلمات للكفر بجامع عدم الهداية ،واستعار النور لإليمان بجامع االهتداء على سبيل االستعارة التصريحية . االستعارة المكنية :هي ما حذف فيها لفظ المشبه به ورمز له بشيئ من لوازمه ،نحوقوله تعالى (( :واشتعل الرأس شيبا)) شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به وأشار إليه بشيء مما يخصه وهو ( اشتعل ) على سبيل االستعارة المكنية. لغة من كنيت أو كنوت أي سترت وحجبت ،وهو
إذا تركت التصريح .
اصطالحا :لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له مع
جواز إرادة المعنى األصلي لعدم وجود قرينة مانعة
من إرادته .مثل( زيد طويل النجاد) تريد به الشجاع ألنه مترتب عن طول المرء المترتب عن طول حمالة السيف .ومع ذلك يصح إرادة المعنى األصلي. -1الكناية عن صفة :المقصود بها الصفة المعنوية مثل الشجاعة والكرم والحلم والجمال..وفيها يذكر الموصوف وتستر الصفة نحو قوله تعالى(( فأصبح يقلب كفيه)) كناية عن الندم ومثل :فالن حديث السن .. -2الكناية عن موصوف :نحو قوله تعالى (( :إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ال يعقلون)) والحجرات كناية عن الخلوات .ونحو: يخلو من الهم أخالهم من الفطن أفاضل الناس أغراض لدى الزمن أخالهم كناية عن الجاهل - 3الكناية عن النسبة :ويراد بها إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه.وبها يذكر الصفة والموصوف وال يصرح بالنسبة. مثل قوله تعالى(( أولئك شر مكانا)) إثبات الشر لمكان الشيء كناية عن إثباتها لهم وهي أبلغ في الداللة على شدة شرهم فكأن شرهم أثر في مكانهم وعظم حتى صار مجسما.ونحوه (( :عليهم نار مؤصدة )) ومثل: يبيت بمنجاة من اللؤم بيتها إذا ما بيوت بالمالمة حلت س /وضح الفن البياني واشرحه مفصال: في قبة ضربت على ابن الحشرج -1إن السماحة والمرؤة والندى -2خرساء األساور ،عريض القفا ،جبان الكلب -3ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة ال تجري على اليبس -4وهللا ألبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته -5والحت الشمس تحكي عند مطلعها مرآة تبر بدت في كف مرتعش -6قال تعالى(( وما كنت متخذ المضلين عضدا )) وجه الخليفة حين يمتدح -7وبدا الصباح كأن غرته -8وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي