You are on page 1of 44

‫محاضرات ‪ :‬عمم الداللة ‪1‬‬

‫السنة الثالثة ليسانس ‪ :‬تخصص لسانيات عامة‬

‫المجموعة‪ :‬الثانية‬

‫األستاذة ‪ :‬بوربونة فاطمة الزىراء‬

‫مفردات المقياس‪:‬‬

‫‪ -)1‬مدخؿ ‪(:‬بيف الداللة والمعنى )‬

‫‪ -)2‬إشكالية الداللة بيف التطور والتغيير‪:‬األسباب ‪ /‬المظاىر‬

‫‪ -)3‬الداللة المغوية والداللة غير المغوية‬

‫‪ -)4‬عمـ الداللة والمسانيات الحديثة‬

‫‪ -)5‬الداللة الصوتية والصرفية‬

‫‪ -)6‬الداللة التركيبية والسياقية‬

‫‪ -)7‬نظريات دراسة المعنى ‪(:‬اإلشارية ‪ /‬التصورية)‬

‫‪ -)8‬السموكية‬

‫‪ -)9‬السياقية‬

‫‪ -)10‬الحقوؿ الداللية في التراث العربي‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مجموعة المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫‪ -)1‬العبارة ‪ :‬ابف سينا‬
‫‪ -)2‬الخصائص ‪ :‬ابف جني‬
‫‪ -)3‬معيار العمـ في فف المنطؽ ‪ :‬أبو حامد الغزالي‬
‫‪ -)4‬فقو المغة وسر العربية ‪ :‬أبو منصور الثعالبي‬
‫‪ -)5‬الفروؽ في المغة ‪ :‬أبو ىالؿ العسكري‬
‫‪ -)6‬المزىر في عمـ المغة وأنواعيا ‪ :‬جالؿ الديف السيوطي‬
‫‪ -)7‬محاضرات في األلسنية العامة ‪ :‬فرديناند دي سوسير‬
‫‪ -)8‬دور الكممة في المغة ‪ :‬ستيفف أولماف‬
‫‪ -)9‬عمـ الداللة ‪ :‬بيار غيرو‬
‫‪ -)10‬المغة العربية معناىا ومبناىا ‪ :‬تماـ حساف‬
‫‪ -)11‬عمـ الداللة ‪ :‬أحمد مختار عمر‬
‫‪ -)12‬داللة األلفاظ ‪ :‬إبراىيـ أنيس‬
‫‪ -)13‬عمـ المغة (مقدمة لمقارئ العربي)‪ :‬محمود السعراف‬
‫‪ -)14‬مباحث في عمـ الداللة ‪ :‬كماؿ بشر‬
‫‪ -)15‬المسانيات (النشأة والتطور) ‪ :‬أحمد مزمف‬
‫‪ -)15‬عمـ المسانيات الحديثة ‪ :‬عبد القادر عبد الجميؿ‬
‫‪ -)16‬جدؿ المفظ والمعنى ‪ :‬ميدي أسعد عرار‬
‫‪ -)17‬دراسات في الداللة والمعجـ ‪ :‬رجب جواد إبراىيـ‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬مدخل ( بين الداللة والمعنى)‬
‫‪-‬الداللة ‪ :‬لغة‬

‫مشتقة مف الفعؿ "دؿ" ‪،‬أي أرشد ‪،‬سدد ‪ ،‬وجو ‪...‬مثاؿ ‪ :‬قولو تعالى ‪َ " :‬ى ْل أ َُدلُّ ُك ْم َعمَى ِت َج َارٍة تُْن ِجي ُك ْم ِم ْن‬

‫اب أ َِل ٍيم " الصؼ " ‪ ، "10‬كذلؾ قولو تعالى ‪" :‬إِ ْذ تَ ْم ِ أ ْ‬
‫ُختُ َك فَتَقُو ُل َى ْل أ َُدلُّ ُك ْم َعمَى َم ْن َي ْك ُفمُ ُو " طو‬ ‫َع َذ ٍ‬

‫"‪،"40‬أي أوجيكـ وأىديكـ‪..‬وىو بيذا المعفى ال يخرج المفظ لغة عف إبانة الشيء وايضاحو واإلرشاد إلى‬
‫معناه واليداية والبياف‪..‬‬

‫‪-‬بين الداللة والمعنى ‪:‬‬

‫"المعنى"حيث يستطيع‬ ‫مف المفيد ىنا‪ ،‬حيف تطرقنا لممعنى المغوي لممصطمح‪ ،‬التمييز بيف "الداللة" وبيػػف‬
‫مثال عند جممة ‪ :‬ما معنى الحرية؟ وما‬ ‫المتأمؿ أف يحدد"المعنى" في مقصود ثابت ساكف (حيف نقؼ‬
‫بينما تكتسب "الداللة" التوالد والحركة والنماء في محور المعاني (كما في‬ ‫معنى كممة كذا ‪..‬كذا ‪)...‬‬
‫اآليات‪ )..‬وبذلؾ يكوف "المعنى"‪ sens‬محطة ثابتة في محور الداللة "‪"signification‬‬

‫وىو"عمـ‬ ‫ولكي نميز اإلشكاؿ الواقع بيف"الداللة" و"المعنى" وجب عمينا الوقوؼ عند ىذا العمـ‬
‫الداللة"‪"،‬الدالالت"‪"،‬الداللية"‬ ‫الداللة"‪،‬والتعريؼ بو مف طرؼ الدارسيف الغرب والعرب يعرؼ بػ " عمـ‬
‫وىي تقابؿ بالمغة الفرنسية ‪"semantique":‬‬ ‫‪...‬وىي مصطمحات نجدىا في الدرس العربي الحديث‬
‫مي ال بـلاير ىو أوؿ مف كتب بحثا‬ ‫وبالمغة اإلنجميزية "‪ ، "semantics‬وقد كاف المغوي الفرنسي ‪:‬‬
‫‪1897‬ـ ‪،‬أي دراسة المعنى‬ ‫بعنواف‪ :‬مػػقالة في السيمانتيؾ "تحت اسـ"‪"emantiquess de essai‬عاـ‬
‫وصارت الكممة مقبولة في اإلنجميزية والفرنسية ‪.‬‬

‫وعميو فإف مف إيحاءات ىذيف المصطمحيف بالمغة األجنبية أف الداللة تعني "عػػمـ‬

‫المعنى"‪ ،‬فإف التعريؼ الدقيؽ ليذا العمـ كثيرة منيا ‪:‬‬

‫‪ -)1‬ىو دراسة المعنى‪.‬‬

‫‪ -)2‬العمـ الذي يدرس المعنى‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -)3‬ىو ذلؾ الفرع مف عمـ المغة الذي يتناوؿ نظرية المعنى‪.‬‬

‫‪ -)4‬ىو ذلؾ الفػػرع الذي يدرس الشروط الواجب تػ ػوافرىا في الرمز حتى يصبح‬

‫قاد ار عمى حمؿ المعنى‪.‬‬

‫معاني الكممات‬ ‫‪ -)5‬ىو فرع مف عمـ المغة يدرس العالقة بيف الرمز المغوي ومعناه‪ ،‬ويدرس تطور‬
‫التاريخية وتنوع المعاني والمجاز المغوي والعالقات بيف كممات المغة‬

‫ال رح ‪:‬‬

‫‪ -)1‬التعريف األول‪ :‬دراسة المعنى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ> أي أنو يتناوؿ المعنى تناوال عمميا ولنا أف نسأؿ مثال ‪ :‬ما ىو‬
‫المعنى ؟ ولإلجابة عنو وجب عمينا تحديد مصطمح "معنى" كما أشار إلى ذلؾ جون ليونز بأف‬

‫يحدده‪ .‬مػف خالؿ‬ ‫قاؿ‪ :‬إف مصطمح "معنى" يحتوي ىو نفسو عمى عدد مف المعاني‪ ،‬والسياؽ ىو الذي‬
‫ىذه األمثمة يتضح ىذا األمر‪:‬‬

‫‪-1‬ما معنى كممة "جبؿ"؟‬

‫‪-2‬ال معنى لمماؿ والجاه عند مف يؤمف باهلل واليوـ اآلخر‪.‬‬

‫‪-3‬ما معنى المالحظة التي أبداىا ؟‬

‫‪-4‬عندما ننظر إلى الطبيعة نرى األشياء تحمؿ معانييا في ذاتيا‪.‬‬

‫‪-5‬ال معنى لمحياة مف غير عقيدة‪.‬‬

‫‪-6‬ما معنى المعنى ؟‬

‫نالحظ في ىذه األمثمة أمريف ىاميف ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬تتعدد معاني كممة "معنى" بتعدد سياؽ األمثمة التي وردت فييا ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الثان ‪ :‬يوجد عامؿ مشترؾ بيف المعاني المتعددة لكممة معنى‪ ،‬لكننا ال نستطيع تعيينو أو تحديد نوعو‬
‫وطبيعتو ‪...‬‬

‫إلى تحديد بعض‬ ‫ثـ إف جون ليونز يفترض أنو إذا أبدلنا كممة "معنى" ووضعنا كممة"داللة" فقد نصؿ‬
‫المعاني المتضمنة في كممة "معنى" الموجودة في األمثمة السابقة ‪ ..‬واننا لنرى أف ليذه الخطوة اإلجرائية‬
‫أىمية بالغة في داللتيا ‪ ،‬وذلؾ عمى مستوييف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عمى مستوى الكممة‪:‬ثمة مجموعة مف الكممات في المغة تنتمي إلى حقؿ داللي واحد ‪ ،‬وتحتوي عمى‬
‫القيـ‪ ،‬وحينئذ تستطيع الكممات بفضميا أف‬ ‫قيـ داللية تبادلية ‪ .‬فإذا دخمت في سياؽ معيف‪ ،‬ظيػػرت ىػذه‬
‫يحدد بعضيا بعضا ‪..‬‬

‫عف "المعنى"‪،‬‬ ‫ثانيا‪:‬عمى مستوى العمـ‪:‬نالحظ أف مصطمح "عمـ الداللة" يفترؽ في داللتو اإلجرائية‬
‫فميس"عمـ الداللة" ىو "المعنى" ولكنو طرؽ دراسة المعنى(كؿ واحد في مجاؿ اختصاصو‪ ،‬ولو وجية نظر‬
‫حوؿ تفسيره لممعنى )‬

‫‪ -)2‬التعريف الثان ‪ :‬دراسة المعنى ومالبساتو‪:‬‬

‫وموضوعا‪ ،‬وعميو‬ ‫‪-1‬المعنى أقرب ما يكوف إلى متكمـ المغة ‪ ،‬فيو مف مادتو ‪ ،‬يؤسس الكػالـ مضمونا‬
‫المعنى يتصؿ بجػػميع مستويات المغة ‪،‬‬ ‫يقوـ فيمو عمى البث واالستقباؿ‪ ،‬والمالبسػػة الموجودة ىػنا أف‬
‫تحديد المعنى‪:‬ىؿ المقصود‪:‬المعنى المعجمي‪،‬أو المعنى‬ ‫ولعػؿ ىذا االتصاؿ أدى إلػى االختالؼ في‬
‫الصرفي‪،‬أو المعنى النحوي‪.‬‬

‫‪-2‬كوف المعنى نقطة التقاء لكثير مف العموـ اإلنسانية‪ ،‬والمالبسة ىنا‪:‬أف كؿ عمـ لو نظرتو الخاصة في‬
‫تعريفو لممعنى‪،‬وذلؾ لتعدد المناىج المختمفة‪..‬وكؿ يركز في مجاؿ اختصاصو‪،‬مثاؿ‪:‬يتعرض عمماء الفمسفة‬
‫ويؤلفوف حوليا آراء ونظريات تتصؿ بالشعور والالشعور‪،‬‬ ‫إلى دراسة األلفاظ وداللتيا‪،‬فيذىبوف مذاىب‬
‫بالذاكرة والتصور والتخيؿ فاأللفاظ التصاليا بالتفكير كانت وال ازلػػت مجاال ىاما لدراسة الفمسفة ‪ ،‬وىي‬
‫لصمتيا بالعقؿ والعاطفة يتناوليا عمماء النفس‪،‬كما يتناوليا عمماء المغة مف زاويتيـ الخاصة‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -)3‬التعريف الثالث‪ :‬موضوع الداللة ىو المعنى المغوي‪ ،‬والمعنى المغوي ينطمؽ مف معنى المفردة مف‬
‫حيث حالتيا المعجمية ومتابعة التطورات الداللية والتغيػرات التي تأخذىا الكممة في السياقات المختمفة‪ ،‬إذ‬
‫يصعب تحديد داللة الكممة‪.‬فالكممة ال تحمؿ معنى في ذاتيا لكف السياؽ ىو الذي يحدد داللتيا الحقيقية‪.‬‬

‫‪ -)4‬التعريف الرابع ‪ :‬يتحدث عف موضوع"عمـ الداللة" الذي يقوـ بدور العالمة أو الرمز‪ ،‬ىذه العالمات‬
‫باليد أو إيماءة بالرأس‪ ،‬كما قد تكوف كممات‬ ‫أو الرموز قد تكوف عالمات عمى الطريؽ وقد تكػػوف إشارة‬
‫وجمؿ ‪..‬مع اإلشارة بأف الرمز‪ :‬يعرؼ بأنو " مثير بديؿ يستدعي لنفسو نفس االستجابة التي قد يستدع ػػييا‬
‫شيء آخػر عند حضوره‪ ،‬الكممات رموز تمثؿ أشياء غير نفسيا‪..‬مثاؿ ‪:‬الرمز غير المغوي‪ :‬سماع الجرس‬
‫بدليؿ أف الكمب حيف سمع‬ ‫في تجربة بافموؼ مف طرؼ الكمب‪ ،‬فالجرس قد استدعى شيئا غير نفسو‬
‫الجرس ال يتوجو إليو ولكف إلى مكاف الط ػػعاـ ‪ ..‬مثاؿ‪:‬الرمز المغوي‪:‬تجربة سائؽ السيارة والعائؽ الذي‬
‫يرمز إليو في الالفتة بأف الطريؽ مغمؽ‪ ،‬إذف الالفتة استدعت شيئا غير نفسيا وىي بديؿ استدعى لنفسو‬
‫نفس االستجابة التي قد تستدعييا رؤية العائؽ ‪..‬‬

‫‪-‬اإل كال الواقع بين "الداللة والمعنى"‪:‬‬

‫ثنائية الداؿ والمدلوؿ الموجودة في عمـ الداللة تشتمؿ عمى مسائؿ تتعمؽ بالمفردات ومسائؿ أخرى تتعمؽ‬
‫بالمعنى ‪ ،‬ولكف دراسة المعنى ليست بسيطة ألسباب ‪:‬‬

‫‪ -)1‬أف قضية المعنى تتصؿ بكؿ شيء يقوـ بدور العالمة أو الرمز‪ ،‬وىذه العالمات أو الرموز قد تكوف‬
‫عالمات عمى الطريؽ‪ ،‬وقد تكوف إشارة باليد أو إيماءة بالرأس أو عف طريؽ الكممات والجمؿ ‪..‬‬

‫ميمة المغوي أف‬ ‫‪ -)2‬أف المعنى يرتبط – في جانب منو ‪ -‬بالمجموع الكمي لممعرفة اإلنسانية فػتكوف‬
‫يحدد مجاؿ دراستو‪ ،‬ويجيء بترتيب الغموض والتعقيد الظاىريف‪..‬‬

‫‪ -)3‬أف تغيرات المعنى‪ ،‬حتمت عمى الداللييف‪ ،‬اىتماـ بالظروؼ الخارجية لمشعوب التي يدرسوف لغاتيا‪،‬‬
‫أي االىتماـ بالحياة الثقافية واالجتماعية والحضارية‪..‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة الثانية ‪ :‬إ كالية الداللة بين التطور والتغيير (األسباب والمظاىر)‬

‫‪ -)1‬بدايات التطور أو التغير‪:‬‬

‫ىذه الظاىرة‪،‬‬ ‫لقد سبؽ العرب في ىذا التفكير‪ ،‬إذ كاف النص القرآني ىو العامؿ الحاسـ في وجود‬
‫ومحاولة تأوؿ أصوليا‪ .‬ولقد بدأت‬ ‫فالعرب استميموا معانيو مف خالؿ الرجوع إلى المعاني المػػستعممة‬
‫نشأة المغة‪،‬فكاف البعض يراىا توقيفية وآخروف‬ ‫اإلشارة إلى ذلؾ مف خالؿ الخالؼ الحاصؿ بيف‬
‫وعمى ىذا االختالؼ تأسست مقولة‪:‬التغير المغوي بصفة عامة‬ ‫اصطالحية ‪ ،‬واألقمية قالوا بطبيعتيا‬
‫والتغير الداللي بصفة خاصة‪ .‬وألف التطور مرتبط بالخمفيات الثقافية والحضارية‪ ،‬كاف البد لنا أف نراعي‬
‫الفروؽ الموجودة بيػف الدراسات الغربية المػػوجية لمغات تختمؼ عػف العػربية والدراسات التراثية الداللية‬
‫العربية التي كانت تتعامؿ مع معطى نصي بالدرجة األولى‪ ،‬تتمثؿ في نصوص المدونة العربية (القرآف –‬
‫الشعر‪-‬النثر) أي النصوص األدبية‪.‬‬

‫في محاضف‬ ‫يجمع الباحثوف عمى أف ىذا المصطمح وليد الثقافة المسانية الغربية الحديثة‪ ،‬وقد نشأ‬
‫الكممة عمى مر الزمف بفعؿ‬ ‫عمـ الداللة ‪ ،‬الذي ظير مع بداية القرف العشريف‪،‬فيو يطمؽ عمى تغير‬
‫عوامؿ ما‪ :‬تدرس في عمـ الداللة التاريخي ‪ ،‬وقد أكػد‬

‫ىذا الباحث ‪ :‬أحمد محمد قدور في كتابو ‪ " :‬مصنفات المحن والتثقيف " بقولو ‪ " :‬تعد دراسة التطور‬
‫الباحثين فيو عمى جوانب التغيرات‬ ‫الدالل المحور الرئيس لعمم الداللة الحديث الذي ركزت جيود‬
‫المتعاقبة الت تحدث لممعنى‪ ،‬أو ما يدعى بعمم الداللة التاريخ (‪ " )semiology‬ص‪ 295‬ىذا وقد‬
‫انطمؽ عالـ المغة دي سوسير حيف وضع لبناتو األولى حوؿ وصفية المغ ػػة مف دراستو لممنيج التاريخي‬
‫نجدىا في أي مكاف آخر مف الطبيعة‪ ،‬فارتبطت‬ ‫ليا ‪ ،‬باعتبارىا كائنا طبيعيا ينمو و يتطور في صورة‬
‫مرحمة التطور إذف بالنسبة ألي لغة ارتباطا مباش ار بالعقمية والثقافة والنظرة المستقبمية العامة لممجتمع الذي‬
‫يتحدث بيا‪.‬‬

‫ولذلؾ قيؿ يجب أف يكوف تاريخ المغة مرتبطا ارتباطا وثيقا بت ػػاريخ الثقافة القومية (نظرية الطبيعة (التطور‬
‫البيولوجي))‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫ومف خالؿ ىذه المنطمقات قيؿ أف التغير الحاصؿ في المغة ليس فسادا فييا أو انحرافا عف التعبير‬
‫الصحيح‪ ،‬وانما التغير المغوي في أغمب أحوالو ضرورة ممحة‪،‬وىو حقيقة واقعة ال يمكف إنكارىا‪.‬‬

‫ويرى الباحثوف أف مفيوـ التطور انطمؽ مف النص أو مف قراءتو ‪ .‬يػػقوؿ الباحث ‪:‬‬

‫عمم تطور الكممات‬ ‫محمود سميمان ياقوت في كتابو ‪ " :‬معاجم الموضوعات" ‪ " :‬يــدل النص عمى أن‬
‫ومعرفة تاريخيا من حيث االستعمال ييتم بالنصوص أكـــثر من غيرىا ألنو يغوص ف أعماقيا محاوال‬
‫البحث ف العائـــــالت المت ابية من المغـــات لمالحقة‬ ‫الوصول إلى أقدميا ‪....‬بل يتجاوز ذلك إلى‬
‫معنى الكــممة ف تــطوره التاريخ " ص‪.99‬‬

‫كل المغات يممسيا كل‬ ‫ويقوؿ إبراىيم أنيس في كتابو‪" :‬داللة األلفاظ"‪ " :‬تطور الداللة ظاىرة ائعة ف‬
‫دارس لمراحل نمو المغة وأطوارىا التاريخية‪..‬ودارس التطور الدالل ف لغة من المغات يستعرض من‬
‫أمامو فيمما من األحداث التـــاريخية لتمك األمة الت تتكمم بيذه المغة‪،‬وتمق دراستو ضوء قويا عمى‬
‫تطور حياتيا االجتماعية ألن دالالت ما ننطق بو من ألفاظ تتضمن كل ما لدينا من فنون وعموم وحرف‬
‫ومين وكل مظاىر حياتنا العامة والخاصة " (ص‪)124-123‬‬

‫وىكذا يدعو الباحثوف إلى االحتكاـ لمنصوص‪ ،‬ذلؾ أنيا األداة المفسرة لمغة ‪.‬يستخدـ الباحث رمضان عبد‬
‫التواب مصطمحا جديدا يربطو بمفيوـ التطورالداللي ‪ .‬يػػقوؿ ‪" :‬سياحة األلفاظ" وىو أن تخرج كممة من‬
‫الكممات من موطنيا األصم فتستعيرىا أمة من األمم‪ ،‬وعندئذ تغير ىناك جمدىا ‪ ،‬بمعنى أن أصواتيا‬
‫تتبدل وبناءىا يتحول ليتالءم مع أبنية لغة األمة الت استعارتيا‪،‬ثم تعود بعد فترة من الفترات ‪،‬قد‬
‫تطول‪ ،‬وقد تقصر إلى موطنيا األصم ‪،‬وتدور عمى األلسنة الغريبة وتطوعيا ىذه األلسنة حسب‬
‫طبيعة لسانيا فتمبس األلفاظ لباسا جديدا وقد تتغير تماما إلى درجة أننا نحس أنيا األصل ف ىذه‬
‫المغة " كتاب ‪:‬التطور المغوي ص‪.148‬‬

‫العربية األصيمة‬ ‫مثاؿ ‪ :‬كممة " تفيدة" التي ال تزاؿ مستخدمة في الريؼ المصري‪..‬وأصؿ الكممة مف‬
‫يمفظوف الواو فاء وليس في نطقيـ‬ ‫(توحيدة) ‪،‬وقد استعاره األتراؾ وسموا نساءىـ بو ‪ ،‬وألف األتراؾ‬
‫صوت"الحاء" فقد تحولت عمى لسانيـ إلى (تفيدة)‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -)2‬أسباب التغير ‪:‬‬

‫أىـ ما شغؿ عمماء‬ ‫التغير الداللي ىو الدرس الداللي الحديث ‪ ،‬حيث اقترف بعمـ الداللة التاريخي ‪.‬فمف‬
‫المغة موضوع تغير المعنى وأسباب حدوثو والعوامؿ التي تؤثر في المعنى فتغيره‪.‬‬

‫يرى محمود فيم حجازي أف التطور المغوي الذي يدرس عمـ المغة التاريخي لو‬

‫شقاف ىما ‪-1 :‬التطور في بنية الكممة‬

‫‪-2‬مجاالت االنتشار واالستخداـ المغوي‬

‫وىذاف الشقاف نابعاف مف الطبيعة الرمزية لمبنية المغوية‪،‬ومف الوظيفة االجتماعية ليا‬

‫‪-‬قد يتعرض العمماء ألسباب التغير الداللي منيـ ‪ :‬أولمان في كتابو ‪ :‬دور الكممة ف المغة‪ ،‬فينطمؽ مف‬
‫تعريفو لممعنى نفسو ‪،‬حيث أف العالقة المتبادلة بيف المفظ والمدلوؿ ىي التي تحدد ىذا التغيير ‪.‬‬

‫وىناؾ صورتاف أساسيتاف في ىذه العالقة وىي‪:‬‬

‫(انتقاؿ الكممات مف عصر إلى عصر‬ ‫‪-)1‬قد يضاؼ مدلوؿ قديـ إلى كممة جديدة‪:‬أسباب اجتماعية‬
‫مرتبطة بظيور الحاجة وتطور المجتمع) ‪،‬مثاؿ‪ :‬كممة "تسجيؿ" حيث إف الحاجة إلى ىذه الكممة ىي أقدر‬
‫عمى التعبير عف المقصود ‪.‬‬

‫لتوسيع المعنى‬ ‫‪-‬تسجيؿ بمعنى أسطوانة‬

‫مسجؿ أو التسجيؿ‬ ‫‪-‬تسجيؿ "مصدر"‬

‫مف األسباب الخارجية ‪ :‬الحاجة إلى كممة جديدة أو كممة أقدر مف غيرىا عمى التعبير المقصود ‪،‬مثاؿ‪:‬‬
‫إذا احتجنا إلى كممة مناسبة إلطالقيا عمى األسطوانة المعروفة في عالـ الغناء والموسيقى ‪،‬فأقرب طريؽ‬
‫إلى ذلؾ ىو أف توسع في معنى كممة"تسجيؿ" بحيث تشمؿ األسطوانة إضافة إلى عممية التسجيؿ نفسيا ‪.‬‬

‫‪-‬ىناؾ حاالت أخرى غير مرتبطة بالحاجة‪،‬وال يعمؿ التغيير عمى سد النقص الموجود في الثروة المفظية‬
‫وانما يضيؼ أمثمة جديدة إلى المترادفات الموجودة بالفعؿ‪.‬مثاؿ‪ :‬فعؿ "يموت" وما يشتؽ منو يصبح حائز‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫اإلنساف موت" فالمغة لدييا ثروة غنية مف‬ ‫االستعماؿ في الكالـ الدارج نحو ‪" :‬يموت فيو" ‪" ،‬يحب ىذا‬
‫الكممات التي تستطيع أف تختار منيا ما تشاء ‪.‬‬

‫استمرار استخداـ‬ ‫‪-2‬تضاؼ كممة قديمة إلى مدلوؿ جديد ‪ :‬مف األسباب التاريخية فقد يػػكوف في شكؿ‬
‫باستمرار الوظيفة رغـ االختالؼ في‬ ‫المفظ ذي المدلوؿ القديـ واطالقو عمى مدل ػ ػػوؿ حديث لإلحساس‬
‫الشكؿ ‪.‬أمثمة ‪ :‬كممة ‪ house‬الت ػػي ال تزاؿ تطمؽ عمى الشكؿ الحديث رغـ تغيره عف القديـ ‪ ،‬وكممة‬
‫‪ book‬المػػأخوذة م ػػف اإلنجميزية القديمة ‪ õcb‬والشؾ أف الطباعة قد غيرت مف مفيوـ الكممة إلى حد كبير‬

‫( المدفع – الدبابة – البريد – الياتؼ ‪.)..‬‬

‫مراحل تغير المعنى ‪:‬‬

‫إف كؿ الت ػػغيرات التي تصيب المغة ميما اختمفت في طبيعتيا وسرعتيا تقع عمى مرحمتيف‪:‬‬

‫‪ -)1‬مرحمة التغير نفسو أو االبتداع والتجديد‪ :‬ويظير ىذا في الكالـ الفعمي وىػو عمؿ فردي كالكالـ‬
‫أف يتفؽ أفراد ال حصر ليـ عمى‬ ‫نفسو‪،‬ولكف ىذا ال يعني أنو مقصور عمى فرد واحد فقد يتصادؼ‬
‫الجماعة المغوية بأف ىذا االبتداع كاف حاض ار‬ ‫االبتداع في وقت واحد‪ ،‬بؿ قد يمس عددا آخر مف‬
‫بأذىانيـ وكاف باستطاعتيـ أف يبدؤوا بو وربما فعموا وكثي ار ما يقوـ بو أحد صنفيف مف الناس‪:‬‬

‫إلى توضيح الداللة أو‬ ‫أ)‪ -‬الموىوبوف مف أصحاب الميارة في الكالـ كالشعراء واألدباء وحػػاجة األديب‬
‫تقوية أثػػرىا في الدىػػف ىي التي تحممو عػػمى االلتجاء إلى االبتداع‪.‬‬

‫فكرة أو مفيوـ‬ ‫ب)‪ -‬المجامع المغوية والييئات العممية حيف تحتاج إلى استخداـ لفظ ما لمتعبير عف‬
‫ثـ تخرج إلى دائرة المجتمع مثاؿ‪:‬‬ ‫معيف‪ ،‬وبيذا تعطي الكممة معنى جديدا يبدأ أوؿ األمر اصطالحيا‪،‬‬
‫كممة ‪،)root(racine‬التي يختمؼ معناىا بحسب مينة المتكمـ أو ىو مزارع أـ عالـ رياضيات أـ لغوي‪...‬‬

‫‪ -)2‬مرحمة انت ار التغير‪ :‬إذا ما سمع اإلنساف الشيء المػ ػػبتدع في عبارة أو في عبارات عمؽ بالذىف‬
‫وترتب عمى ذلؾ استعماؿ اآلخريف لو‪ ،‬وتػػفد بالتدريج إلػػى نظاـ‪ ،‬وتأتي بعد ذلؾ مرحمة تسجيؿ الكممات‬
‫ومعانييا في معاجـ المغة‪ ،‬وعميو فإف ىذه المرحمة تتسـ بػ‪ :‬سماع الكالـ ‪ +‬استعماؿ اآلخريف لو‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫يعمؽ "أولمان" عمى تغير المغة يسير وفؽ قاعدة أساسية ال تخمو مف ىذيف المرحمتيف‬

‫ىما ‪ :‬األولى‪ :‬مرحمة فردية‬

‫الثانية‪ :‬مرحمة اجتماعية‬

‫* سوء‬ ‫وقد يحدث في ذلؾ التداوؿ واالستعماؿ أف تتطور معاني بعض ألفاظيا ألسباب كثيرة منيا ‪:‬‬
‫الفيم‪ :‬بسبب االلتباس أو الغموض ‪..‬ويحدث سوء الفيـ حيف يصادؼ المرء المفظ ألوؿ مرة فيخمف معناه‬
‫‪ ،‬وقد ينتيي بو التخميف إلى داللة غريبة ال تكاد تمت إلى ما في ذىػػف المتكمـ بأي صمة ‪ ،‬وحيف يتكرر‬
‫ىذا اإلنحراؼ مف أكػػثر مف شخص قد يؤدي إلى تطور المفظ تطو ار مفاجئا يرثو الجيؿ الناشئ ويركف‬
‫إليو‪.‬مثاؿ‪ :‬األرض ىي الكوكب المعروؼ وىي الزكاـ ‪ ...‬الميث يعني األسد ويعني أيضا العنكبوت ‪...‬‬

‫*االنتقال المجازي‪ :‬يم ػػيز االستعماؿ المجازي م ػػف الحقيقي لمكممة عنصر الػنفي‬

‫الموجود في كؿ مجاز حي ‪..‬مثاؿ ‪ :‬رجؿ الكرسي ليست رجال‪...‬‬

‫عيف اإلبرة ليست عينا ‪...‬‬

‫وعميو فإف مف أسباب التغير الداللي صور عديدة منيا‪:‬‬

‫أ)‪ -‬قد يكوف في شكؿ االنتقاؿ مف الدالالت الحسية إلى الدالالت التجريدية نتيجة لتطور العقؿ اإلنساني‬
‫المجرد يتـ عادة في صورة تدريجية ‪،‬ثـ قد‬ ‫ورقيو‪ .‬وانتقاؿ الداللة مف المجػ ػػاؿ المحسوس إلى المجاؿ‬
‫تنزوي الداللة المحسوسة وقد تندثر‪ ،‬وقد تضؿ مستعممة جنبا إلى جنب مع الداللة التجريدية‪..‬‬

‫معينة في دالالت‬ ‫ب)‪ -‬قد يكوف في شكؿ اتفاؽ جماعة فرعية ذات ثقافة مختمفة عف استخداـ ألفاظ‬
‫تحددىا تتماشى مع األشياء والتجارب والمفاىيـ المالئمة لمينيا أو ثقافتيا‪..‬‬

‫ج)‪ -‬وقد يكوف في شكؿ استمرار استخداـ المفظ ذي المدلوؿ القديـ واطالقو عمى مدلوؿ حديث لإلحساس‬
‫باستمرار الوظيفة رغـ االختالؼ في الشكؿ‪.‬‬

‫إيحاءات مكروىة ‪،‬‬ ‫د)‪ -‬المشاعر العاطفية والنفسية‪ :‬تحظر المغات استعماؿ بعض الكممات لما ليا مف‬
‫بالالمساس أو ‪ ، taboo‬وكأف الالمساس‬ ‫أو لداللتيا الصريحة عمى ما يستقبح ذكره ‪ ،‬وىو ما يع ػػرؼ‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫يؤدي إلى التحايؿ في التعبير أو ما يسمى بالتمطؼ‪ ،‬وىو في حقيقتو إبداؿ الكممة الحادة بكممة اقؿ حدة‬
‫وأكثر قبوال ‪ ،‬وىذا التمطؼ ىو السبب في تغير المعنى ‪.‬‬

‫يقوؿ الباحث رمضان عبد التواب موضحا الفكرة‪":‬أما عوامل التطور فمنيا عوامل مقصودة متعمدة كقيام‬
‫المجامع المغوية والييئات العممية ‪ ،‬يمثل ذلك عند وجـــود الحاجة إلى خمع دالالت جديدة‪ ،‬عمى بعض‬
‫األلفاظ الت تطمبتيا حـــياة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية جديدة ‪..‬وىناك عوامل أخرى ال عورية‬
‫تتم دون تعمد أو قصد منيا السياق المضمل الذي نسمع فيو الكممة ألول مرة ‪( "..‬التطور المغوي‪،‬‬

‫ص‪. )190-189‬‬

‫‪ -‬مظاىر التغير‪:‬‬

‫خاص إلى معنى‬ ‫‪-1‬توسيع المعنى‪ :‬يقع توسيع المعنى أو امتداده‪ ،‬عندما يحدث االنتقاؿ مػف معنى‬
‫أكثر مف السابؽ‪ ،‬أو يصبح مجاؿ‬ ‫عاـ‪ ..‬ويعني توسيع المعنى أف يصبح عدد ما تشيػػر إليو الكممة‬
‫استعماليا أوسع مف قبؿ‪.‬‬

‫تضييؽ مجاليا‪.‬‬ ‫‪-2‬تضييق المعنى‪ :‬يعني ذلؾ تحويؿ الداللة مف المعنى الكمي إلى المعنى الجزئي أو‬
‫"حرامي" ىي في الحقيقة نسبة إلى‬ ‫وعرفو بعضيـ بأنو تحديد معاني الكممات وتقميميا‪ .‬م ػ ػ ػػثاؿ كممة ‪:‬‬
‫النص في القرف السابع اليجري في بعض النصوص‬ ‫الحراـ‪ ،‬ثـ تخصصت داللتيا واستعممت بمعنى‬
‫المروية ‪..‬‬

‫‪-3‬نقل المعنى ‪ :‬مف أشكاؿ انتقاؿ المعنى‪،‬ما يعرؼ باسـ (انحطاط المعنى) أو ابتذالو وعكسو (رقي‬
‫المعنى)‪ ،‬وقد تتردد الكممة بيف الرقي واالنحطاط في سمـ االستعماؿ المجازي‪ .‬أمثمة‪* :‬كممة األجر ‪:‬جراء‬
‫ما يعطي األجير لقاء عممو ‪،‬ثـ انتقؿ المعنى إلى مجاؿ ديني‪.‬‬

‫*كممة الغش‪ :‬مأخوذ مف الغشش‪ :‬المشرب الكدر وىو معنى مادي انتقؿ إلى مػعنى الخداع أو الخيانة في‬
‫البيع‪..‬‬

‫*الجرثومة‪ :‬معنى األصؿ‪ :‬العرب ( جرثومة العرب ) ثـ أصبحت تعني المكػروب‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫*قماش‪ :‬فتات ما يسقط عمى األرض ثـ أصبح يعني النسيج‪.‬‬

‫‪-4‬مجاالت التغير الدالل ‪ :‬ىناؾ ثالثة مجاالت تظير التغيرات الداللية‪:‬‬

‫‪ -)1‬المجال األساس ‪ :‬يمثؿ األصوؿ الحسية األولى لمداللة‪.‬‬

‫‪ -)2‬المجال الحس ‪ :‬يشيد التطور بيف المحسوسات بالتخصيص والتعميـ والنقؿ‪..‬‬

‫‪ -)3‬المجال الذىن ‪ :‬ترتقي الداللة الحسية عبر أشكاؿ متنوعة‪ .‬أىميا‪ :‬االستعارة‪.‬‬

‫ولعؿ ىذه المجاالت تعبر عف التسمسؿ المتدرج لتطور الداللة بدء مف المعنى الحقيقي الذي ىو غالبا ما‬
‫يكوف‪:‬‬

‫‪-1‬حسيا مرتبطا بالبيئة التي استقرت فييا أصوؿ المغة‪.‬‬

‫‪ -2‬ثـ نقال ليذا المعنى الحسي إلى محسوسات أخرى نتيجة لضغط الحاجة المتولدة مف تطور الحياة‬
‫في المجتمع‪.‬‬

‫‪-3‬وانتياء بالمرحمة التي تشيد رقي العقؿ الذي ينحو بتطور الثقافة والعموـ إلى‬

‫استخراج الدالالت المجردة وتوليدىا‪..‬‬

‫‪ -)5‬مميزات التغير الدالل ‪:‬‬

‫مف أىـ سمات التغير الداللي ما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬أنو يسير ببطء شديد‪ ،‬ليس لمفجاءة نصيب في حدوثو بؿ إف تغير الكممة يستغرؽ وقتا طويال‪.‬‬

‫يكوف في غالب األحياف‬ ‫‪-2‬يحدث مف تمقاء نفسو بطريؽ ألي ال دخؿ ف ػػيو لإلدارة اإلنسانية‪ ،‬ورأى أف ىذا‬
‫التخصص يتواضعوف عمى نقؿ داللة المفظ‪ ،‬لكي‬ ‫ول ػػيس في جميعيا‪ ،‬فػػفي مجاؿ االصطالح تجػػد أىػػؿ‬
‫يتفؽ مع ما يريدونو منو مف معنى بحيث يتناسب مع مجاؿ استعماؿ المفظ في تخصصيـ‪.‬‬

‫‪-3‬أنو جبري الظواىر ‪،‬فيو يخضع لقوانيف داللية كالتخصيص والتعميـ واالنتقاؿ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪-4‬أف الداللة الجديدة لمفظ‪ ،‬ترتبط غالبا بالداللة التي كاف عمييا والتي انتقؿ مػنيا بإحدى عالقات المجاز‬
‫المرسؿ‪..‬‬

‫‪-5‬أف التطور الداللي في غالب أحوالو مقيد بالزماف والمكاف‪ ،‬فمعظـ الظواىر يقتصر أثرىا عمى بيئة‬
‫معينة‪ ،‬وعصر خاص ‪.‬وال نكاد نعثر عمى تطور داللي لحؽ جميع المغات اإلنسانية ‪..‬‬

‫‪-6‬إنو إذا حدث تغير في بيئة معينة ظير أثره في استعماؿ جميع أفراد ىذه البيئة‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪:‬الداللة المغوية والداللة غير المغوية‬

‫النشأة ‪ ،‬أرسى‬ ‫يدلنا العنواف عمى دراسة ما يسمى بعمـ العالمات أو السيميولوجيا ‪،‬وىو عمـ حديث‬
‫دعائمو عالماف ىما ‪ :‬بيرس (األمريكي) ‪ ،‬و دي سوسير(األروبي) يبحث في حياة العالمات في المجتمع‬
‫‪،‬ويستند إلى عممي االجتماع والنفس‪.‬‬

‫وقد وقؼ دي سوسيرعمى تعريؼ المغة‪ :‬بأنيا نظاـ مف اإلشارات التي تعبر عف األفكار‪ ،‬ويمكف تشبيو‬
‫ىذا الػػنظاـ بنظاـ الكتابة‪ ،‬وقػػد سمي عمـ اإلشارات بػػعمـ العالمات (‪ .)semiology‬وباعتبار عمـ المغة‪:‬‬
‫جزء مف عمـ اإلشارات العاـ فػيو يدرس الطقوس والعادات والتقاليد وغيرىا بوصفيا إشارات ‪.‬‬

‫الداللة المغوية وغير المغوية‪:‬‬

‫في كتابو ‪" :‬المفردات ف غريب القرآن" كاآلتي ‪" :‬الداللة ما يتوصل بو إلى‬ ‫يعرفيا الراغب األصفيان‬
‫ء‪ ،‬كداللة األلفاظ عمى المعنى‪ ،‬ودالالت اإل ارات والرموز والكتابة ‪ ،‬وسواء كان ذلك بقصد‬ ‫معرفة ال‬
‫قاؿ تعالى‪َ ":‬ما َدلَّ ُي ْم َعمَى‬ ‫يقصد كمن يرى حركة إنسان فيعمم أنو ح ‪،‬‬ ‫من يجــعمو داللة أم لم يكن‬
‫َم ْوِت ِو إَِّال َد َّاب ُة ْاأل َْر ِ‬
‫ض"‪ .‬سبأ‪ ،‬اآلية‪.14 :‬‬

‫ال رح‪:‬‬

‫وسيميائية (األلفاظ‬ ‫‪ -)1‬الراغب بيذا التصور لمداللة يوسع المجاؿ اإلجرائي لت ػػشمؿ أنماطا لسانية‬
‫العالمة وعدميا‪،‬إذ تتحقؽ داللة العالمة في‬ ‫‪،‬اإلشارات‪،‬الرموز‪،‬الكتابة) ثـ يؤكػػد ىو اآلخر القصدية في‬
‫محيطيا الطبيعي واالجتماعي والثقافي سواء كاف ىناؾ قصد أـ لـ يكف ‪.‬‬

‫‪ -)2‬مف الفروؽ الموجودة بيف الداللة المغوية وغير المغوية ما يمي ‪:‬‬

‫أ‪-‬الداللة المغوية تدرس ضمف ما يسمى بعمـ العالمات (السيميولوجيا) (مصدرىا لغوي أو غير لغوي)‪،‬‬
‫والداللة غير المغوية تدرس ضمف ما يسمى بعمـ األدلة أو السيمياء‪.‬‬

‫لمتبميغ‪ ،‬فيي توضع‬ ‫ب‪-‬الداللة المغوية تحمؿ نية مقصودة لمتبميغ‪ ،‬والداللة غير المغوية قد ال تحمؿ نية‬
‫مف غير قصد ‪،‬ألنيا موجودة بالطبع لتدؿ عمى وجود أو وقوع الظاىرة‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أمثمة‪*:‬العالمة تتضمف نية مقصودة لمتبميغ‪،‬مثال‪:‬إذا كاف السحاب ينذر بالمطر بالطبع فإنو يمكف أف‬
‫يؤدي م ارقػػب السباحة إلى رفػػع الراية الحمراء التي تنذر بالسباحة الخطرة ‪ ،‬فالراية الحمراء ىي عالمة‬
‫اصطمح عميػػيا الناس لتؤدي غرضا إعالميا واخباريا ما ىو يندرج في إطار نظاـ داللي خاص ىو نظاـ‬
‫مراقبة السباحة‪.‬‬

‫*إف دخاف يتصاعد في مكاف ما إنما ىو عالمة أو إشارة طبيعية أو كما يسميو عمماء السيميولوجيا‬
‫"إشارة دالة" ‪،‬ألنو يخبرنا عف غير قصد تواصمي بوجود نار مشتعمة في مكاف معيف‪،‬ولكنو ال يراسمنا‪،‬أما‬
‫إذا كاف لدينا اتفاؽ مبيت مع مرسؿ آخر بأف ىذا الدخاف داللة كذا وكذا فإنو سيصير "إشارة"‪.‬‬

‫ج‪-‬إذا كانت الوحدات تتوفر عمى قصد التواصؿ (أو التبميغ) تسمى‪:‬عالمات(‪ )ssigne‬أما الوحدات التي‬
‫ال تتوافر عمى قصد التواصؿ فيي أمارات (مؤشرات)(‪.)indices‬‬

‫‪ -)3‬في اآلية الكريمة‪ ،‬ظؿ سميماف عميو السالـ منتصبا ومتكئا عمى عصاه‪ ،‬وىذه الييئة ىي عالمة دالة‬
‫أولتيا الجف بداللة الحياة‪ ،‬لذلؾ ظمت تسعى وتعمؿ وكأنيا مأمورة ‪،‬غير أف األمر ىينا ليس بالنطؽ أو‬
‫باإلشارة وانما بالييئة ‪.‬‬

‫( ‪)enôci‬‬ ‫‪ -)4‬الداللة غير المغوية‪ :‬تتضمف مصطمحات لسانية متخصصة منيا‪ :‬األيقونة‬
‫عندىا عالـ المنطؽ األمريكي‪:‬‬ ‫المؤشر(‪ )indice‬الرمز(‪ )symbol‬وحتى العالمة (‪ .)signe‬وقد وقؼ‬
‫ت ارزل سندرس بورس بقولو‪ ":‬األيقونة‪:‬عالمة حددت بوساطة موضوعيا الديناميك (الحرك ) بناء‬
‫عمى طبيعتيا‪:‬األيقونة الت تمثميا بالصورة‪ ،‬كصورة رجل م يور‪،‬أو صورة تصميم ىندس لمنزل"‪.‬‬

‫الت تتراسل معو‬ ‫يعرؼ المؤشر بأنو‪" :‬عالمة حددت بموضوعيا الحرك بموجب عالقتيا الحقيقية‬
‫نية ف التواصل مع عالم اإلرصاد‬ ‫(وليس لو أي قصد تبميغ ) كالسماء الراعدة الت ليس ليا أية‬
‫الجوية ‪ -‬ظيور أعراض المرض الت تساعد عمى ت خيص الداء – انخفاض مقياس الضغط ‪."..‬‬

‫ء بوساطة قوة أحد القوانين ‪ ،‬ك أن اإلعراب مثال لكممات‬ ‫الرمز يشير" إلى‬

‫بيف مفيوـ العدالة‬ ‫المغة " مثاؿ‪:‬إذا نظرنا إلى الميزاف وىو يدؿ عمى مفيوـ العدالة‪ ،‬فإننا نجد العالقة‬
‫(الوزف بيف الحؽ والباطؿ‪ ،‬إقامة العدؿ بيف الناس)‪ ،‬ورسػػـ الميزاف بنية واضحة لذلؾ تعني الرسوـ التي‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫نستعمميا في قانوف المرور مثؿ‪ :‬رسـ المنحدرات أو إمكانية سقوط الحجارة تسمى ىذه الرسوـ رموزا‪،‬‬
‫أسمفنا مرتبط‬ ‫والرموز مف وضع اإلنساف‪ ،‬وىي صنؼ خاص يتميز بصفات معينة ‪ ،‬إذ أف معناه كما‬
‫اعتباطيا بؿ وفؽ ما يحػػممو الشيء أو‬ ‫أشد االرتباط بشكمو أو صورتو واختياره لـ يكف اختيا ار عشوائيا‬
‫الشكؿ أو الصورة مف معنى يوحي إلى المفيوـ الذي نريد أف نعبر عنو‪.‬‬

‫العالمة بين دي سوسير وبيرس‪:‬‬

‫‪ -)1‬مصطمح السيميوطيقا و السيميولوجيا ‪:‬‬

‫األوؿ ظير عمى يد العالـ المنطقي األمريكي بيرس وىو أوؿ مف حاوؿ تكويف عمـ مستقؿ بذاتو ‪ ،‬والثاني‬
‫اختص بو األوربيوف في االستعماؿ منيـ دي سوسير الذي يجعؿ ىذا العمـ قاص ار عمى دراسة العالمات‬
‫في داللتيا االجتماعية ‪.‬‬

‫إال وظيفتيا المنطقية‪،‬‬ ‫‪ -)2‬األوؿ يطمقو عمى كؿ ما لو ارتباط بنظرية العالمات العامة ‪ ،‬فال يرى فييا‬
‫والثاني ييتـ بدراسة حياة الدالئؿ في صمب الحياة االجتماعية فاعتبره قسما مف عمـ النفس االجتماعي أو‬
‫قسما مف عمـ النفس العاـ ‪.‬‬

‫‪ -)3‬بين عمم الداللة وعمم العالمات ‪:‬‬

‫عمـ العالمات يتناوؿ دراسة العالمات لغوية كانت أو غير لغوية ‪ ،‬وعمـ الداللة يتناوؿ دراسة المعنى الذي‬
‫عمـ‬ ‫عمـ العالمات ‪ ،‬ىذا األخير أشمؿ منو ‪.‬‬ ‫تحممو العالمات المغوية وحدىا ‪ ،‬فيو بذلؾ أخص مف‬
‫الداللة يقدـ لمسميولوجيا دراسة جػػانب مف اىتماماتو ‪ ،‬فيما يرتبط بالرموز المغوية واستخداماتيا المختمفة‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة الرابعة ‪ :‬عمم الداللة والمسانيات الحديثة‬

‫ىذا العمـ جزء‬ ‫‪ -)1‬إف نشأة عمـ الداللة لـ تكف نشأة مستقمة عف عموـ المغة األخرى ‪ ،‬إنما كاف يعد‬
‫لصيقا بعمـ المسانيات التي اىتمت بالمساف البشري إال أف عدـ اىتماـ عمماء المسانيات بداللة الكممات‪،‬كما‬
‫أشار إلى ذلؾ "بلاير" ىو الذي كاف دافعا لبعض العمماء المغوييف إلى البحث عف مجاؿ عممي يضـ بحثا‬
‫في جوىر الكممات ودالالتيا لكي يحددوا ضمنو موضوعاتو ومعاييره وقواعده ومناىجو وأدواتو ‪ ،‬وما كاف‬
‫وعموـ األلسنية‬ ‫ذلؾ يسي ار خاصة إذا عممنا ذلؾ التداخؿ المتشابؾ الذي يجمع بيف عموـ المغة مجتمعة‬
‫المتفرعة ‪..‬‬

‫جوىر الكممات‬ ‫‪-)2‬إف المسانيات تيتـ بوصؼ الجوانب الصورية لمغة ويتجنب الخوض في استبطاف‬
‫ومعانييا الذي أصبح مف اىتمامات عمـ المغة (الحديث)‪.‬‬

‫الكممات فبرز عمـ‬ ‫‪ -)3‬استبعد عمماء المسانيات دراسة المعنى وركزوا في بحوثيـ عمى دراستو شكؿ‬
‫الداللة لكي يسد الفراغ في الدراسات المغوية مف جية والتعمؽ بالبحث في الجانب الداللي لمغة مف جية‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫الحديثة الداللية ‪،‬‬ ‫‪ -)4‬إف بعد المغة االجتماعي والثقافي يعتبر مف العوائؽ التي تقؼ أماـ الدراسات‬
‫ويمكف تحديد ذلؾ فيما يمي ‪:‬‬

‫أ‪-‬تعدد القيـ الحافة بداللة األلفاظ المركزية‪.‬‬

‫ب‪-‬إف داللة المفظ ليست ظاىرة قارة ‪،‬ذلؾ أنو يمكنيا أف تتغير دوما بحسب‬

‫التجارب الجديدة (المغوية وغيرىا التي يخبرىا المتكمـ )‬

‫‪ -)5‬إف ىذه المباحث المتشعبة التي ىي مف صميـ اىتمامات عمـ الداللة ‪،‬ىي التي‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى إبعاد دراسة الداللة مف المسانيات ‪.‬‬ ‫دفعت عمماء األلسنية ومنيـ التوزيعيون‬

‫مف حمقات عمـ‬ ‫‪ -)6‬عمـ الداللة كمبحث مف المباحث المغوية حسب ماىية المسانيات ‪ ،‬ييتـ بحمقة‬
‫المساف البشري ‪ ،‬ىذه الحمقة تكمف في المظير اإلبالغي وما يتعمؽ بو ‪ ،‬بنقؿ الخطاب إلى المتمقي ‪،‬لكف‬
‫المسانيات ال تقؼ عند تشخيص الحدث المغوي في مستواه األدائي ‪،‬بؿ تيتـ بتولد الحدث وبموغو وظيفة‬
‫ثـ بتحقيقو مردوده عندما يولد رد الػ ػ ػػفعؿ المنشود ‪ ،‬وىكذا يكوف موضوع عمـ المساف ‪:‬المغة في مظيرىا‬

‫تحمؿ إلى مؤلفاتيا المباشرة بواسطة قواعد‬ ‫األدائي ومظيرىا اإلبالغي وأخي ار في مظيرىا التواصمي ‪.‬‬
‫التوزيع والتعويض واالستبداؿ‪.‬‬

‫العموـ اإلنسانية‬ ‫‪ -)7‬ولجت المسانيات كػػؿ مجاالت االتصاالت اإلنسانية ‪ ،‬حتى غدت ممتقى لكؿ‬
‫واعتمدت في الخطاب بأنواعو ‪ ،‬والداللة فػرع أساسي في فعالية الخطاب ‪.‬‬

‫ظيرت في أروبا‬ ‫‪ -)8‬وفي األخير لـ يكف لأللسنية ىذا االىػتماـ الواسع بالمغة اإلنسانية ‪ ،‬إال بعد أف‬
‫والمعجمي والتركيبي والداللي‪.‬واستقر‬ ‫مدارس بنيوية عاينت الظاىرة المغوية مف كؿ جوانبيا ‪ :‬الصوتي‬
‫لدييا أف األلسنية ىي دراسة نواميس عمميا وأف المغة تنظيـ ‪،‬وىذا التنظيـ وظيفي يتوسمو اإلنساف لمتعبير‬
‫عف أغراضو ولعممية التواصؿ ‪،‬فمـ تعد األلسنية تيتـ بشكؿ الكممات فحسب ‪،‬بؿ أعطت لجوىرىا أىمية‬

‫كبيرة‪ ،‬وذلؾ بعدما تأكد لدى عمماء األلسنية أف البحث األلسني يبقى ناقصا ما لـ ييتـ بدراسة األصوات‬
‫بيف أصوات معينة ودالالت معينة‪،‬وجدير‬ ‫والدالالت المغوية بذاتيا ‪ ،‬بؿ تشمؿ دراسة االرتباط القائـ‬
‫بالذكر أف مفيوـ ارتباط الصوت المغوي بالداللة قد تبنتو األلسنية بصورة عامة ‪.‬‬

‫وبعد ىذا توفر لعمـ الداللة وجود مستقؿ ‪ ،‬واف بقيت تربطو بعموـ المغة األخرى وخاصة األلسنية ‪،‬وشائج‬
‫تتجمى بصورة واضحة في مجاالت البحث حيث يبرز التقاطع بيف ىذه العموـ مجتمعة ‪ ،‬ولكف ما يميز‬
‫في معنى الكممات والتراكيب متخذا في ذلؾ منيجا خاصا يتوخى‬ ‫البحث الداللي ىو عمؽ الدراسة‬
‫المعيارية في المغة والكالـ ‪.‬‬

‫التوزيعية ‪ :‬نظرية تزعميا العالـ المغوي األمريكي بمومفيمد وىي نظرية عامة لأللسنية ترى أف المغة‬ ‫(‪)1‬‬

‫تتألؼ مف إشارات معبرة تندرج جميعا ضمف نظاـ المغة لمنطؽ يكوف التعبير عمى مستويات‬
‫مختمفة‪،‬والجممة‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة الخامسة ‪ :‬الداللة الصوتية والصرفية‬

‫‪ -)1‬الداللة الصوتية‬

‫وىي الداللة التي تيتـ بدراسة عالقة الداللة بعمـ األصوات‪ ،‬نحو داللة الكممات التي يمكف أف تتحدد مف‬
‫صفات أصواتيا ‪ ،‬مما يجعؿ تغيير صوت مكاف آخر مؤث ار فػػي نحو‪ :‬ما جاء بو ابف جني ‪ :‬قضم وخضم‬
‫‪ /‬قضم ‪ :‬أكؿ اليابس خضـ ‪:‬أكؿ الرطب ‪،‬‬

‫نضح ونضخ‪ :‬كممة تنضح تدؿ عف فوراف السائؿ بقوة وعنؼ‪ /‬تنضخ‪:‬التي تدؿ عمى سيالف السائؿ بتؤدة‬
‫يراب إذا كاف‬ ‫ظاىرت النبر والتنغيم تحكماف داللة كثير مف الكممات والعبارات نحو‪ /‬كممة‬ ‫وبطء‬
‫أما التنغيـ فيو يحدد‬ ‫النبر عمى اليمز كاف معناىا شير(آب)‪:‬أوت واف كانت خالية منو كاف اسػـ عمـ‬
‫الداللة أيضا في كثير مف المواضع الحظ "جزاؤه"في قولو تعالى ((قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا‬
‫جزاؤه من وجد ف رحمو فيو جزاؤه كذلك‬

‫نجزي الظالمين)) سورة يوسف ‪.75/74‬‬

‫‪-‬جزاؤه األولى ‪-:‬تتحدد داللة جممتيا مف تنغيميا الذي يكوف بنغمة االستفياـ‪.‬‬

‫‪-‬جزاؤه الثانية ‪ -:‬تتحدد داللة جممتيا مف تنغيميا الذي يكوف بنغمة التوكيد ‪.‬‬

‫‪-‬جزاؤه الثالثة ‪ -:‬تتحدد داللة جممتيا مف تنغيميا الذي يكوف بنغمة التقرير ‪.‬‬

‫وكذلؾ لو قاؿ إنساف عندما يرى شيئا يعجبو ‪:‬سبحاف اهلل أو لو ردد ىذه الجممة نفسيا عند الغضب ‪،‬فإف‬
‫الذي يفرؽ بيف مدلوؿ ىذه الجممة في الحالتيف ىو طريقة التنغيـ ‪.‬‬

‫ومنيا ظاىرة‬ ‫ثـ إف لممعنى الوظيفي أثر في الداللة الصوتية التي تختص بعمـ الصوتيات الوظيفية‬
‫الفونيـ‪ .‬وقد تتجمى الداللة الصوتية في الفونيـ كما يمي ‪:‬‬

‫‪-1‬التمييز بيف الكممات ‪ :‬كؿ تغيير صوتي ينتج عنو تغيير داللي ‪ ،‬إذا غػػيرنا فونيـ "قاؿ" بوحدة صوتية‬
‫"ـ" يتغير المعنى ( مف قاؿ إلى ماؿ) والفرؽ واضح ‪..‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪-2‬قد يظير الفونيـ عمى شكؿ حركة ‪:‬مثؿ ‪ /‬كممة" بر"بالكسر يدؿ عمى فػػعؿ الخير‬

‫كممة "بر"بالفتح يدؿ عمى اليابس في األرض‬

‫كممة "بر" بالضـ يدؿ عمى القمح أو الحبوب‬

‫‪-3‬قد يظير الفونيـ عمى شكؿ الصيغ الصرفية فالمبني لممعموـ "عمم" يختمؼ عف "عمم" المبني لممجيوؿ‪.‬‬
‫ةباأللؼ والياء والواو‪،‬ونجد ذلؾ حيف تفرؽ‬ ‫ىذا واف لمفونيمات الطويمة وظيفة ‪،‬إذ رمز القدامى ليا‬
‫الحركات بيف اسـ الفاعؿ واسـ المفعوؿ مثال مف غير الثالثي ‪،‬باعتبار أف كال منيما كممة تختمؼ عف‬
‫األخرى مثؿ ‪ :‬مخرج ومخرج ‪ ،‬مرسؿ ومرسؿ ‪.‬أما الحركات فنجدىا تفرؽ بيف الكممات في مثؿ ‪:‬قاؿ‪-‬قيؿ‬

‫قوؿ ‪..‬وغير ذلؾ‬

‫‪ -)2‬الداللة الصرفية ‪:‬‬

‫تتضح عالقة عمـ الداللة بعمـ الصرؼ ىي أف داللة كثير مف الكممات أيضا‪ ،‬تبقى رىينة قيمتيا الصرفية‪،‬‬
‫وعمػػى األلسني أف يكشؼ ىػػذه القيـ ‪ ،‬ويحدد الػػوظائؼ الصرفية لمكممات أو المورفيمات ليتمكف مف تحديد‬
‫داللة الكممة ‪..‬‬

‫ونستطيع أف ننتبع اآلف المػ ػ ػػعاني الصرفية لبعض أنواع الكممات أو الوظائؼ ‪ ،‬والمعنى الصرفي (الوظيفة‬
‫الصرفية) ىو ما يستفاد مف األوزاف والصيغ المجردة فاسـ الفاعؿ مثال اسـ مشتؽ عمى وزف "فاعؿ" مف‬
‫الثالثي وىو ما يدؿ عمى معنى مجرد حادث وعمى فاعمو‪ ،‬ولذا فيو يشتمؿ عمى معنييف‪:‬‬

‫‪-‬المعنى المجرد الحادث مف مورفيـ الجذر (الفعؿ) ‪.‬‬

‫‪-‬الفاعؿ الحادث مف مورفيـ الصيغة (فاعؿ) ‪.‬‬

‫نحو‪ :‬كاتب –مثال‪ -‬تدؿ عمى معنى"الكتابة" الحاصؿ مف الداللة المعجمية "كتب" إضافة إلى الذات التي‬
‫كتبت ‪ .‬ولذلؾ استنتج الدارسوف مف أف كؿ كممة أتت عمى وزف فاعؿ فإنيا تجري مجرى الفعؿ في عمميا‬
‫الصيغة‪ .‬وكذلؾ داللة الكممات ‪ /‬األسماء إذ يتحدد معناىا‬ ‫النحوي‪ ،‬وتمؾ الداللة مستقاة مف الوزف أو‬
‫يدؿ عمى زمف البتة‪،‬وليذا عرفوا االسـ بأنو ما دؿ عمى‬ ‫الصرفي في الداللة عمى المسمى‪ ،‬واالسـ ال‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أما األفعاؿ فيتحدد معناىا الصرفي في الداللة عمى الحدث والزمف‬ ‫مسمى وليس الزمف جزء منو‬
‫معا‪،‬وداللة الفعؿ عمى الزمف داللة ضمنية‪،‬ومعنى الزمف أو الحدث جزء مف داللة صيغة الفعؿ أو وزنو‬

‫(كتب ‪ :‬الداللة المعجمية لمكتابة ‪ +‬زمف الكتابة الماضي ) ‪.‬‬

‫واألفعاؿ المػزيدة ‪ :‬ال تتحدد داللتيا إال بثالثة مستويات ‪ :‬الداللة المعجمية لمفعؿ‪ +‬الزمف ‪ +‬معنى حروؼ‬
‫الزيادة ) ‪ :‬نحو استفيـ ‪.‬‬

‫أي طمب وضوح‬ ‫الداللة المعجمية (فيـ ) وداللة الماضي (استفيـ) ‪ ،‬ومعنى الزيادة (است) لمطمب‬
‫الشيء وابانتو في زمف الماضي ‪.‬‬

‫‪-‬األولى مف معنى الزيادة ‪،‬والثانية مف الداللة المعجمية والثالثة مف داللة فعؿ الماضي ‪.‬‬

‫الضمائر وأسماء اإلشارة‬ ‫‪-‬والصفات يتحدد معن ػػاىا الصرفي في الداللة عمى موصوؼ بالحػػدث ‪ ،‬أما‬
‫فتعد مورفيمات حرة ومقيدة ‪،‬وتتحدد داللتيا بمعاني الصيغة الموصوفة ليا ‪.‬‬

‫‪-‬الزيادات الصرفية تؤدي إلى زيادة في المعنى "استفعؿ"‪.‬‬

‫جاءت عمى صيغة‬ ‫‪-‬صيغة"ؼݝ ؿ" منيا كممة "كذاب" أقوى في الداللة مف كممة "كاذب" ألف األولى‬
‫يجمع المغويوف عمى أنػػيا تفيد المبالغة ولذا فيي تزيد في داللتيا عمى كممة "ك ػػاذب" التي جاءت عمى وزف‬
‫"فاعؿ" ‪ ،‬فاستعماؿ كممة "كذاب" يمد السامع بقدر مف الداللة لـ يكف ليصؿ إليو أويتصوره لو أف المتكمـ‬

‫استعمؿ كممة "كاذب" وكذلؾ صيغة "ؼݝؿ" التي تدؿ عمى التكثير في الفعؿ ‪.‬‬

‫في فعؿ المفعوؿ نحو‬ ‫مثاؿ ‪ :‬الفعؿ "غمؽ" يختمؼ في الداللة عف الفعؿ "غمؽ" فالتالي يدؿ عمى الكثير‬
‫قولو تعالى ‪ " :‬وغمقت األبواب " يوسف ‪23‬‬

‫‪ -)3‬الداللة النحوية أوالتركيبية ‪:‬‬

‫لقد اجتيد العمماء الباحثوف في بياف مدى ارتباط العناصر المغوية بعضيا ببعض وفي الوقت نفسو تحدد‬
‫فالفونيمات تتحوؿ إلى مقاطع ‪،‬والمقاطع إلى‬ ‫وظيفة كؿ عػػنصر عمى نحو يمػ ػ ػػكف إدراكو مستقبال ‪،‬‬
‫مورفيمات والمورفيمات إلى جمؿ وتراكيب البنية ‪ :‬فونيمات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ> مقاطع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ> مرفيمات ػ ػ ػ> جمؿ ولذلؾ‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكاممة لمجممة ‪،‬إضافة إلى‬ ‫فإف عمـ الداللة ييتـ بكؿ ما يتعمؽ بيذه العناصر مف جية لضبط الداللة‬
‫اىتمامو بالجممة نفسيا مف جية ثانية ‪ ،‬وىي النقطة التي يمتقي فييا عمـ النحو ‪ ،‬حيث يستفيد مما يقدمو‬
‫الجمؿ ووظائؼ الكممات في ىذه الجممة‪،‬وييتـ أيضا بوظيفتي‬ ‫عمـ النحو في بياف وظائؼ‬
‫ويستفيد أيضا مف معاني التقديـ والتأخير‬ ‫الجممتيف‪:‬الصغرى‪ /‬يبتسـ ‪ ،‬والكبرى ‪ /‬حضرزيد يبتسـ ‪.‬‬
‫وأغراضيما في الجمؿ ‪ ،‬حيث إف الداللة تختمؼ بيف ‪ :‬حضر زيد مبتسما ‪ ،‬ومبتسما حضر زيد ‪.‬‬

‫مثاؿ ‪ :‬عبد اهلل قائـ ‪.............‬إخبار عف قياـ عبد اهلل لمف يجيؿ ذلؾ ‪.‬‬

‫إف عبد اهلل قائـ ‪ ..............‬تأكيد لمف يشؾ في قيامو ‪.‬‬

‫إف عبد اهلل لقائـ ‪ ................‬إجابة لمف ينكر قيامو ‪.‬‬

‫وألف النحو يقوـ برصد التغيير الذي يط أر عمى أواخر الكممات ‪،‬فإف ىناؾ عالقة تربط بيف المعنى الداللي‬
‫والوظيفة النحوية لكؿ كممة داخؿ الجممة ‪ ،‬مثاؿ‪ :‬ىناؾ فرؽ في الداللة بيف الجمؿ اآلتية ‪:‬‬

‫‪-‬الثعمب السريع البني كاد يقتنص األرنب ‪.‬‬

‫‪-‬الثعمب البني الذي كاد يقتنص األرنب كاف سريعا ‪.‬‬

‫‪-‬الثعمب السريع الذي كاد يقتنص األرنب كاف بنيا ‪.‬‬

‫سرعة الثعمب ‪ ،‬وداللة‬ ‫فداللة الجممة األولى ترتكز عمى اقتناص الثغمب لألرنب ‪ ،‬والثانية ترتكز عمى‬
‫الجممة الثالثة ترتكز عمى لوف الثعمب البني ‪ ،‬والذي كشؼ عف ىذه الدالالت المرتكزة ىو الجانب المغوي‪.‬‬

‫‪ -)4‬الداللة المعجمية ‪:‬‬

‫المعجـ أساسا وضع لمكشؼ عف معاني الكممات ‪ ،‬ولمكممة في المعجـ معنياف ‪ :‬معنى في ذاتيا‪ ،‬ومعنى‬
‫عندما تتركب مع غيرىا مف الكممات ‪ .‬ومف الممكف أف يوجد المعنى المعجمي دوف المعنى النحوي ( كما‬
‫في الكممات المفردة ) وكذلؾ أف يوجد المعنى النحوي دوف المعجمي كما في الجمؿ التي‬

‫تركب مف كممات عديمة المعنى مثؿ ‪ ":‬القرعب شرب البنع " فكممتا "القعرب" و"البنع" ال معنى ليما في‬
‫المعجـ ‪ ،‬ولذا عند تركيبيما مع غيرىما لف يفيد ىذا‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫التركيب في كشؼ الداللة ‪ .‬ومف الممكف أال يوجد لمجممة معنى في كوف مفرداتيا ذوات معاف ‪ ،‬ولذلؾ إذا‬

‫غاضبة ‪ .‬فيذه الداللة‬ ‫كانت معاني الكممات في الجممة غير مترابطة مثؿ ؾ األفكار عديمة الموف تناـ‬
‫مرتبطة بالنص المكتوب أو المقروء ‪،‬فإذا ما عرض لممرء نص ما فإف الداللة التي تتعيف فيو ىي مجموع‬
‫الدالالت‬ ‫ىذه الدالالت‪ ،‬فحتى تفيـ جممة مثال ‪" :‬أتقوؿ إف العاؽ أبويو قد تأثـ " فالبد مف مالحظة ىذه‬
‫متضافرة متماسكة‪ ،‬فيناؾ دالالت صوتية ‪،‬منيا تمؾ التي تتمثؿ في ىيئة التمفظ بيذه الجممة ‪ ،‬فقد تكوف‬
‫إنكا ار أو تعجبا ‪ ،‬وىناؾ داللة صرفية في " تأثـ" إنيا الزيادة الصرفية "المورفيمات" التي تدؿ عمى التجافي‬
‫باسـ الفاعؿ‪،‬‬ ‫عف اإلثـ وىناؾ داللة نحوية تشير إلى أف األبويف وقع عمييما الفعؿ ‪ ،‬فيما منصوباف‬
‫لمسياؽ دو ار في اإلبانة عف مالبسات ىذا‬ ‫وىناؾ أخرى معجمية تتجسد معرفة معاني المفردات ‪،‬ثـ إف‬
‫الحدث الكالمي وظروفو وعما قد يعتري الكممات مف دالالت ىام ية نضاؼ إلى الداللة المركزية ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪ :‬نظريات دراسة المعنى‬

‫‪ -)1‬الحقول الداللية‬

‫اليجرييف‪ ،‬فيما يسمى‬ ‫كانت الحقوؿ الداللية معروفة في التراث المغوي العربي منذ القرف الثاني والثالث‬
‫" الغريب المصنف " ألب عبيد القاسم بن‬ ‫بمػ ػػعاجـ الموضوعات أو معاجـ المعاني ‪ .‬وأقدـ كتاب ىو‬
‫سالم " ومعاجـ المعاني يجمع األلفاظ المعبرة عف معنى ما في باب واحد ‪ .‬وقد كاف لمعرب منيجا خاصا‬
‫مر بمرحمتيف ىما"‬

‫بأف يسمع المغوي مف‬ ‫المرحمة األولى ‪ :‬ما يمكف أف نطمؽ عمييا مرحمة "الجمع العشوائي" وكاف ذلؾ‬
‫حسب ما يسمع دوف تنظيـ أو تبويب معيف ‪،‬‬ ‫الراوية ‪ ،‬وىو أحد أبناء المغة الخمص ثـ يدوف ما يسمعو‬
‫لكف فييا مشقة في إعادة تصنيؼ تمؾ المادة المغوية ‪.‬‬

‫المرحمة الثانية ‪ :‬مرحمة الجمع المنظـ ‪،‬وذلؾ بأف يحدد عالـ المغة لمرواية موضوعا محددا يسمع منو ما‬
‫بو مف ألفاظ عنوانا واحدا مثؿ ‪:‬خمؽ‬ ‫يتصؿ بو مف كممات وألفاظ‪،‬فيضع العالـ لكؿ موضوع ما يتصؿ‬
‫اإلنساف أو النبات أو غير ذلؾ مف الموضوعات في شكؿ رسائؿ لغوية ثـ معاجـ موضوعية ثانيا ‪.‬‬

‫الداللي"وىي تقوـ‬ ‫وقد أصبح يطمؽ عمى ىذه النظرية عند عمماء المغة في عصرنا ىذا بنظرية "المجاؿ‬
‫عمى أصوؿ نظرية وطرؽ تحميؿ وتسمى كذلؾ"بالحقوؿ الداللية" ومف مميزاتيا عند العرب ما يمي‪:‬‬

‫‪ -)1‬ك ػػؿ األلفاظ التي ليا صمة بالبيئة الصحراوية‪ ،‬وقػػد اعتمد العربي في حياتو عمى مجموعة مف‬
‫الحيوانات كالخيؿ‪ ،‬األسد‪ ،‬اإلبؿ ‪..‬كما اعتمد عمى الرحمة مف مكاف إلى مكاف بحثا عف مصادر لممياه‬
‫وموارد لمعشب والكأل ‪...‬‬

‫تفسيرىا وفؽ‬ ‫‪ -)2‬المفاىيـ التي قدمت حوؿ معاجـ الموضوعات ارتبطت بشكؿ أو بآخر بمحاولة‬
‫التحاميا وىذا مف خالؿ الرحمة إلى البادية‪ ،‬والسؤاؿ بما فييا فقط ‪ ...‬وكذلؾ السياؽ الذي يعد األساس‬
‫في فيـ المعنى‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أىميا ‪ :‬كتاب‬ ‫‪2‬ىػ إلى ‪4‬ىػ مؤلفات كثيرة في ىذا النوع مف المعاجـ ولعؿ‬ ‫وقد ألفت ما بيف القرف‬
‫البف فارس‪ ،‬وكتاب التمخيص في‬ ‫األلفاظ‪ :‬لميمذاني ‪ ،‬كتاب األلفاظ‪ :‬البف السكيت ‪ ،‬متخير األلفاظ‪:‬‬
‫أسماء األشياء‪:‬ألبي ىالؿ العسكري ‪ ،‬وفي القرف‬

‫المخصص ‪:‬البف‬ ‫‪4‬ىػ ‪ :‬معاجـ منيا ‪ :‬فقو المغة وسر العربية ‪ :‬لمثعالبي ‪ ،‬مبادئ المغة ‪ :‬لإلسكافي ‪،‬‬
‫سيده ‪...‬‬

‫تعريفيا عند الباحثين ‪:‬‬

‫حقؿ الكممات التي‬ ‫ىي مجموعة مف الكممات التي ترتبط داللتيا ضمف مفيوـ أو موضوع محدد مثاؿ‪:‬‬
‫تدؿ عمى السكف أو األلواف أ والقرابة أو حتى الحيوانات سواء كانت أليفة أو مفترسة ‪.‬‬

‫‪-‬إنيا تصنؼ لأللفاظ المستعممة في نص مف النصوص أو لغة مف المغات ترتبط فيما بينيا برباط داللي‬
‫معيف ‪.‬‬

‫‪-‬الحقؿ الداللي ىو مجموعة متكاممة مف الكممات ت ػرتبط دالالتيا بمجاؿ تعبػػر مجموعيا عنو ‪...‬وعالقة‬
‫ىذه النظرية بالمعنى أف معرفة الحقؿ الذي تنتمي إليو الكممة يساعد في تعريؼ معناىا ‪ ،‬كما أف موقع‬
‫الكممة بيف أخواتيا في الحقؿ يعني درجة مف تحرير معناىا في الحقوؿ المقابمة لذلؾ الترتيب ‪.‬‬

‫مشترؾ بينيا ‪ .‬وتعنى‬ ‫‪-‬الحقؿ الداللي مجموعة مف الكممات المتقاربة في معانييا يجمعيا صنؼ عاـ‬
‫نظرية الحقوؿ بإدماج الوحدات المعجمية المشتركة في مكوناتيا الداللية في حقؿ واحد ‪.‬‬

‫التحميل ‪:‬‬

‫مع االتجاه الذي كاف‬ ‫‪ -)1‬الن أة عند الغرب ‪ :‬لقد كانت نظرية المجاؿ الداللي في العشرينات تتفؽ‬
‫سائدا في ذلؾ الوقت ‪ ،‬فقد تحولت الدراسة المسانية مف االتجاه التاريخي إلى االتجاه الوصفي عمى يد دي‬
‫سوسير رائد المسانيات الحديثة ‪ ،‬والذي ذىب إلى أف المغة نظاـ مف العالمات وأف ىذه العالمات تكتسب‬
‫قيمتيا مف خالؿ عالقاتيا بالعالمات األخرى تماما كوضعية الشطرنج (الفارس) فيي ال تعني شيئا‬

‫خارج رقعة الشطرنج وانما تستمد قيمتيا مف خالؿ عالقاتيا بالقطع األخرى‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -)2‬األصول النظرية الت تقوم عمييا النظرية ‪:‬‬

‫الداللية وليست‬ ‫‪ -)1‬أف الوحدات المعجمية (األلفاظ والكممات) تؤلؼ فيما بينيا شبكة مف العالقات‬
‫وحدات مستقمة منفصمة بعضيا عف بعض ‪.‬‬

‫مع سياقات أخرى‬ ‫‪ -)2‬إف ىذه الوحدات المعجمية يجمعيا سياؽ داللي خاص بيا ‪ ،‬قد يتداخؿ أحيانا‬
‫تتداخؿ أو تتصؿ أحيانا بوحدات عند‬ ‫مادية أو معنوية ‪ ،‬فالػػوحدات الدالة عمى خمؽ اإلنساف مثال قد‬
‫الحيواف ‪.‬‬

‫‪ -)3‬ىناؾ أشكاؿ العالقات الداللية التي تربط بيف الكممات منيا ‪:‬‬

‫أو تعدد المعنى مثاؿ‪:‬‬ ‫*أف يكوف لمكممة الواحدة (الوحدة المعجمية) غير داللة ‪...‬وىو االشتراؾ المفظي‬
‫كممة "الجدوؿ" بمعنى مجرى الماء أو جدوؿ الضرب‪.‬‬

‫*قد يكوف لعدة وحدات معجمية مدلوؿ واحد ‪ ،‬وىو الترادؼ ‪:‬أسد‪-‬ضرغاـ‪-‬ليث‬

‫*قد تكوف داللة كممة داللة مركبة مثاؿ ‪ :‬الوحدة المعجمية "أب" يمكف تحميميا إلى عنصريف داللييف ىما‬
‫‪:‬ذكر‪ +‬والد ‪ /‬ومثاؿ‪ :‬كممة "أـ" يمكف أف يحمميا ايضا إلى عنصريف داللييف ىما ‪:‬أنثى ‪ +‬والدة ‪...‬‬

‫*ىناؾ ثنائيات مف الوحدات المعجمية تدؿ عمى واحدة منيا عمى عكس داللة أخرى مثاؿ ‪ :‬كممة ‪:‬أبيض‬
‫وأسود ‪ ،‬كبير وصغير ‪...‬‬

‫كممة "نبات" تتضمف‬ ‫*ىناؾ بعض الوحدات المعجمية التي تتضمف داللة وحدات معجمية أخرى مثاؿ‪:‬‬
‫كممة "شجرة" ‪،‬و"شجرة" تتضمف "نخمة" ‪.‬‬

‫‪ -)4‬إذا أردنا أف نحمؿ بعض الظواىر الداللية لما ليا مف صمة بالوحدات المعجمية فيجب أف نميز بيف‬
‫الوحدة المعجمية وبيف معناىا أو داللتيا ‪:‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫*مصطمح "الوحدة المعجمية" ‪" emlex‬الميكسيم" لمداللة عمى البنية المغوية‬

‫*مصطمح"الوحدة الداللية" ‪" semem‬السيميم" لمداللة عمى ما ترمز إليو الوحدة‬

‫المعجمية أي المفيوـ أو المعنى ‪،‬وذلؾ عمى أساس أف الوحدة الداللية ما ىي إال عنصر واحد ‪ ،‬أي وحدة‬
‫واحدة مف عناصر أو وحدات المعنى ‪.‬‬

‫‪ -)5‬إف الوحدة المعجمية قد ترتبط بأكثر مف وحدة داللية مثاؿ ‪ :‬كممة"العيف" بمعنى "عيف الماء" ‪"..‬عيف‬
‫الحسود" ‪"..‬عيف القوـ"‬

‫‪ -)3‬مميزات الحقول الداللية من خالل تعريف "أولمان" ‪:‬‬

‫يعرفيا بقولو‪":‬ىو قطاع متكامؿ مف المادة المغوية يعبر عف مجاؿ معيف مف الخبرة"‬

‫معينا ‪ ،‬والكشؼ‬ ‫‪-1‬يكوف محور اىتماـ الحقؿ الداللي منصبا عمى جمع كؿ الكممات التي تخص حقال‬
‫عف صالتيا الواحد منيا باآلخر وصالتيا بالمصطمح العاـ ‪.‬‬

‫أو مجاال دالليا‬ ‫‪-2‬يمكف تقسيـ مفردات لغة ما إلى قطاعات أو حقوؿ معجمية يمثؿ كؿ حقؿ تصو ار‬
‫لخبرة مف الخبرات الحياتية ‪.‬‬

‫‪-3‬الكممات داخؿ الحقؿ المعجمي ليست متناثرة ‪،‬ولكنيا ترتبط معا بعالقات داللية رأسية وأفقية ‪.‬‬

‫‪-4‬القيمة الداللية لمكممة تحدد مف خالؿ دراستيا بيف مجموعة مف الكممات ترتبط بيا عف طريؽ عالقات‬
‫داللية‪.‬‬

‫‪-5‬ال تقع "الوحدة المعجمية" في أكثر مف مجاؿ داللي‪،‬وليس ىناؾ كممة ال تنتمي إلى حقؿ داللي معيف‪.‬‬

‫‪-6‬يؤدي السياؽ الذي تقع فيو الكممة دو ار ميما في تحديد داللتيا ‪.‬‬

‫‪-7‬لقد قاؿ دي سوسير بوجود عالئؽ داللية بيف المداخؿ المعجمية بإمكانيا أف تصنؼ النظاـ المساني‬
‫بالعالئؽ الترتيبية أو العالقات‬ ‫إلى مجػػموعة مف األنساؽ تخػػتمؼ بعضيا مف بعض وىو ما يسميو‬
‫التركيبية " ‪." associatif rapport‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -)4‬المقاييس الت ترتب عمى أساسيا الكممات حسب عمماء المغة‪:‬‬

‫ثالثة ‪ :‬الطريؽة‬ ‫ىناؾ طرقا صنؼ عمى أساسيا عمماء المغة المفاىيـ داخؿ الحقؿ ‪،‬وقد قسمت إلى‬
‫الشكمية‪ ،‬الطريقة السياقية ‪ ،‬وطريقة المجاالت الداللية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الطريقة ال كمية ‪:‬‬

‫تعتمد ىذه الطريقة عمى إمكانية إقامة البنية الداللية لمغة ‪ ،‬عف طريؽ الرجوع إلى مالحظات ذات حضور‬
‫موضوعي في الدواؿ ‪ ،‬مثؿ ‪:‬جمع كممة وأسرتيا االشتقاقية جمع‪-‬تجمع‪-‬تجميع‪-‬جامع ‪ ..‬فيي تشترؾ في‬
‫جذر واحد وىو الجيـ والميـ والعيف ‪ ،‬ورغـ أف ى ػػذه الطريقة تضمف النتائج المتمثمة فػػي إقامة حقوؿ داللية‬
‫بناء عػػمى عالمات شكمية‪،‬فإنيا ال تخمومف النقائص في انعداـ ىذه العالمات التي تعرؼ المادة ومف ثـ‬
‫يستحيؿ ربط كممات مختمفة في العالمات الشكمية مثؿ‪:‬لقف‪-‬درس‪-‬عمـ‪...‬‬

‫في نوعيف مف‬ ‫‪-‬الكممات في الذىف ليست عمى شيء مف الفوضى ‪ ،‬بؿ يميؿ الذىف إلى أف يرتبيا‬
‫المجموعات ‪:‬‬

‫‪-‬مجموعات يربط بيف أفراد كؿ منيا معنى عاـ واحد مثؿ ‪ :‬مجموعة (كتب ‪-‬كاتب –مكتوب ‪)..‬‬

‫‪-‬مجموعة يربط بيف أفراد كؿ منيا صيغة صرفية معينة مثؿ ‪ :‬مجموعة (كاتب ‪-‬قاتؿ – عالـ ‪)...‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطريقة السياقية ‪:‬‬

‫استعماالتيا في المغة‬ ‫وتقوـ ىذه الطريقة عمى أساس أف معرفة معنى كممة ال يتـ إال بالعودة إلى جميع‬
‫‪،‬وعبر ماييو ‪ ، meiller‬عف ىذه الطريقة بقولو ‪" :‬إف معنى كممة ما اليمكف تحديده إال بواسطة معدؿ‬
‫االستعماالت المغوية مف جانب واألفراد والفئات في مجتمع واحد مف جانب آخر"‬

‫وألحمد مختار عمر رأييف حسب الغربييف ‪:‬‬

‫‪ -)1‬الكممة تحمؿ معنى غامضا لدرجة ما ‪ ،‬ولكف المعنى يكتشؼ فقط عف طريؽ مالحظة استعمالو ‪،‬‬
‫االستعماؿ يأتي أوال ‪ ،‬وحينئذ يتقطر المعنى منو ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أماـ المنيج‬ ‫‪ -)2‬أف المعجمي يجب أوال أف يالحظ كؿ كممة في سياقيا ‪..‬ويصبح المجاؿ مفتوحا‬
‫التحميمي ‪.‬‬

‫وقد س ػػمي أصحاب ىذه الطري ػػقة بالمسانييف التوزيعييف‪ ،‬وعرؼ المنيج بال ػػتحميؿ التوزيعي ‪..‬‬

‫ثالثا ‪ :‬طريقة المجاالت الداللية ‪:‬‬

‫تصنيؼ المدلوالت‬ ‫إف طريقة المجاالت الداللية تعني تصنيؼ كممات في حقوؿ داللية ليست حسب‬
‫أساس معنوي‪،‬أي تصنيؼ الكممات لما يوجد‬ ‫تقابميا بالتوازي دواؿ كما في الطريقة الشكمية ‪ ،‬وانما عمى‬
‫مبنية عمى ما يوجد بينيا مف عالقات داللية كعالقة الترادؼ أو‬ ‫بينيا مف قرابة‪،‬أو أف تأتي الكممات‬
‫التضاد أو المشترؾ المفظي أو عالقة الصغير بالكبير ‪...‬‬

‫وقد كاف "بورزيج"‬ ‫وقد اتسع نطاؽ ىذه الطريقة ‪ ،‬ليشمؿ الترابط بيف الكممات عمى أساس االستعماؿ ‪،‬‬
‫إلى وجود عالقات بيف األفعاؿ واألسماء‬ ‫أوؿ مف تناوؿ ىذه الحقوؿ الداللية بالدراسة ‪ ،‬وذلؾ بإشارتو‬
‫كتآلؼ وتناسؽ "يرى" أو "يسمع" و"أذف" في الفكر الداللي ىو بناء المجاالت الداللية عمى أساس القرابة‬
‫الداللية ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة السابعة ‪ :‬النظرية اإل ارية‬

‫التعريؼ لبعض المفاىيـ‬ ‫تعود ىذه النظرية إلى أصوؿ فمسفية ومنطقية وسيكولوجية ‪،‬ولذا نحتاج إلى‬
‫الفمسفية منيا ما يسمى عندىـ بمراتب الوجود ‪ ،‬أي أف وجود األشياء يتجسد في ‪ 4‬أنواع ‪:‬‬

‫ذلؾ حيف تستدعي‬ ‫‪ -)1‬الوجود الذىن ‪ :‬وىو وجود صورة لشيء المتحدث عنو في الذىف ‪،‬ويظير‬
‫كممة"إنساف" مثال صورة مجردة تمخص أشكاؿ كؿ الناس الذيف رآىـ في حياتيـ ‪.‬‬

‫وأشكاليـ في الواقع‬ ‫ء‪ :‬وىو وجود أفراد البشر مثال بكؿ أجناسيـ وألوانيـ‬ ‫‪ -)2‬الوجود الخارج لم‬
‫الخارجي ‪.‬‬

‫تستدعييا في دماغو‬ ‫‪ -)3‬الوجود المفظ ‪ :‬وىو وجود أصوات الكممة التي تدؿ عمى صورتو الذىنية‪،‬‬
‫ويشار إلى أفراد ذلؾ الشيء في العالـ الخارجي وذلؾ كمفظة "إنساف" ‪.‬‬

‫‪ -)4‬الوجود الكتاب ‪ :‬وىو وجود حروؼ ىجائية مكتوبة تدؿ عمى الكممة المعنية كحروؼ كممة"إنساف"‬
‫عممية اصطالحية اصطناعية ) تشكؿ النظرية‬ ‫(وىذا الرابع ال يعتبرونو جزء مف المغة البشرية بؿ ىي‬
‫في نظاـ المغة ‪،‬بؿ إلى أصحابيا‬ ‫اإلشارية في مسار عمـ الداللة الحديث ‪،‬أولى مراحؿ النظر العممي‬
‫دي‬ ‫معتمديف في ذلؾ عمى النتائج التي توصؿ إلييا‬ ‫يرجع الفضؿ في تمييز أركاف المعنى وعناصره‬
‫سوسير في أبحاثو المسانية التي خص بيا اإلشارة المغوية باعتبارىا "الوحدة المغوية " المتكونة مف داؿ‬

‫مجموعة مف أفكار مقترنة‬ ‫ومدلوؿ ‪ ،‬داؿ ‪:‬ىو اإلدراؾ النفسي لمكممة الصوتية ‪،‬والمدلوؿ ‪ :‬ىو الفكرة أو‬
‫أعطاىا كؿ مف العالماف "أوجدن وريت اردز" عاـ‬ ‫بالداؿ‪ .‬وقد ظير ما يسمى بالنظرية اإلشارية التي‬
‫‪ 1923‬في كتابيما ‪":‬معنى المعنى" صبغتيا العممية ‪،‬حاوال فييا وضع نظرية فمسفية لمعالقات بيف المعنى‬

‫والرمز‪ ،‬وقد اشتير بمثمتيما الذي يميز عناصر الداللة بدء بالفكرة أو المحتوى الذىني ثـ الرمز أو الداؿ‬
‫‪ ،‬وانتياء إلى المشا ارليو أو الشيء الخارجي ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الفكــــــــــــــــرة‬

‫الرمز‪ -‬الكممة‪-‬االسم‬

‫ء الم ار إليو‬ ‫ال‬

‫فيذا الرسـ يميز ثالثة عناصر مختمفة لممعنى ‪ ،‬ويوضح أنو ال توجد عالقة مباشرة بيف الكممة كرمز ‪،‬‬
‫والشيء الخارجي الذي تعبر عنو ‪.‬‬

‫‪-‬الرمز‪ :‬نفسو (وىو المغة) ‪،‬الصوت المنطوؽ مثؿ كممة ‪":‬كتاب"‬

‫الفكرة أو الشعور‬ ‫‪-‬المحتوى العقم ‪ :‬الذي يحضر في ذىف السامع حيف يسمع ىذه الكممة وىي تقابؿ‬
‫عندىما ‪.‬‬

‫ء نفسو أو الموضوع‪ :‬وىو الكتاب ويطمؽ عميو المقصود ويشير المثمث إلى أنو ال توجد عالقة‬ ‫‪-‬ال‬
‫مباشرة بيف الرمز وبيف ما يدؿ عميو أو بيف الكممات واألشياء (مف الناحية المغوية) ‪،‬والكممة عندىما تحوي‬
‫جزآف وىما ‪:‬صيغة مرتبطة بوظيفتيا الرمزية ‪ ،‬ومحتوى‪ :‬مرتبط بالفكرة ‪.‬‬

‫وتعنى النظرية اإل ارية أف "معنى الكممة ىو إشارتيا إلى شيء غير نفسيا" وىنا يوجد رأياف ‪:‬‬

‫‪-1‬رأي يرى أف معنى الكممة ىو ما تشير إليو ‪.‬‬

‫‪-2‬ورأي يرى أف معناىا ىو العالقة بيف التعبير وما يشي ارليو ‪.‬‬

‫جانبا الرمز والمشار‬ ‫ودراسة المعنى عمى الرأي األوؿ تقتضي االكتفاء بدراسة جانبيف مف المثمث وىما‪:‬‬
‫إليو ‪ .‬وعمى الرأي الثاني تتطمب دراسة الجوانب الثالثة ‪،‬ألف الوصوؿ إلى المشا ر إليو يكوف عف طريؽ‬
‫الفكرة أو الصورة الذىنية ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫طبيعة الم ار إليو ‪:‬‬

‫لقد حاوؿ بعضيـ أف يحدد طبيعة المشار إليو ألقساـ الكالـ المختمفة ‪:‬‬

‫‪-1‬العمـ ‪ :‬معناه مشار إليو فرد معيف في الخارج ‪.‬‬

‫‪-2‬األفعاؿ‪ :‬معناه األحداث المشار إلييا الواقعة في الخارج ‪.‬‬

‫‪-3‬الصفات‪ :‬معناىا خصائص األشياء المشار إلييا في الخارج ‪.‬‬

‫‪-4‬األحواؿ ‪:‬معناىا خصائص األحداث المشار إلييا الواقعة في الخارج ‪.‬‬

‫‪-5‬اسـ جنس‪ :‬مثؿ ‪:‬شجرة معناه اإلشارة إلى فرد غير معيف في الخارج ‪.‬‬

‫وكممة "المشار إليو" سماىا بعض األصولييف في باب "المغات" سموىا‬

‫"الموضوع لو المفظ " منيـ ‪ :‬ال يرازي ‪ ،‬فخر الدين الرازي‪،‬الغزال ‪ .‬ىذا وقد انتشرت مقولتيـ المعروفة بػ‪":‬‬
‫المفظ موضوع لموجود الخارجي وال ينافي كونو لموجود الخارجي وجوب استحضار الصورة الذىنية "‬

‫(محسوس) كالمنضدة ‪ ،‬أو عف‬ ‫‪-‬أصحاب ىذه النظرية يقولوف إف المشار إليو قد يكوف قابال لممالحظة‬
‫كيفية كاألزرؽ ‪ ،‬أو حدث كالقتؿ أو فكرة تجريدية (كالشجاعة) ‪ ،‬ولكف في كؿ حالة يمكف أف نالحظ ما‬
‫يشير إليو المفظ ألف كؿ الكممات تحمؿ معاني ألنيا رموز تمثؿ أشياء غير نفسيا ‪.‬‬

‫معيف ‪،‬ألنيا يمكف أف‬ ‫‪-‬وقد يكوف المشار إليو غير محدد ‪ ،‬كما في كممة "قمـ" التي ال تشير إلى قمـ‬
‫نطمؽ عمى أي قمـ ‪ ،‬كأف نقوؿ ‪:‬طبقة أقالـ ‪ ،‬نوع أقالـ ‪-‬وكذلؾ الفعؿ "يجري" الذي يشير إلى نوع يحوي‬
‫كؿ أفعاؿ "الجري" ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫تفسير مقولة ‪" :‬الكممات تحمل معان ‪ ،‬ألنيا رموز تمثل أ ياء غير نفسيا"‬

‫‪-1‬المعنى يستدعيو الرمز‬

‫ء نفسو ‪.‬‬ ‫‪-2‬أما الفكرة فيستدعييا ال‬

‫وأفكار تتعمؽ بنوعيا‬ ‫مثال ‪ :‬عندما نرى شجرة ال نقوؿ ‪:‬معناىا كذا وكذا ولكف تسترجع معمومات ذىنية‬
‫لفظ"شجرة" يستدعي جزء يسي ار مف تمؾ المعمومات ال يتعدى‬ ‫وثمرىا وزراعتيا ومكانيا ‪..‬أما الرمز أو‬
‫تعريفيا عمى أنيا نبات ‪ .‬ة مثاؿ ‪ :‬شجرة البرتقاؿ ‪:‬المعنى ال يتطمب ذكر كؿ المعمومات ألننا نرجع إلى‬
‫معرفتنا‬

‫عنيا وتصورنا ليا ‪ ،‬فالمعرفة والتصور جزء مف الفكر‪...‬‬

‫ما يعاب عمى ىذه النظرية ‪:‬‬

‫‪ -)1‬كممات ليس ليا مشار إليو في الخارج كاألدوات‬

‫‪ -)2‬كممات ليا دالالت معنوية ‪:‬كالصدؽ ‪،‬الصبر‪ ،‬الحرية ‪....‬‬

‫‪ -)3‬أشياء خرافية ‪ :‬غوؿ ‪...‬‬

‫‪ -)4‬أشياء غيبية ‪ :‬كالجف ‪ ،‬المالئكة ‪ ،‬العفاريت ‪...‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة الثامنة ‪ :‬النظرية التصورية‬

‫االنجميزي "جون لوك"‬ ‫وجدت الصورة الكالسيكية لمنظرية التصورية أو النظرية العقمية عند الفيمسوؼ‬
‫التي‬ ‫أف يكوف اإلدارة الحساسة إلى األفكار‬ ‫(القرف السابع عشر) الذي يقوؿ ‪":‬استعماؿ الكممات يجب‬
‫تمثميا‬

‫وقد أطمؽ بعض الباحثيف عمى ىذه النظرية اسـ النظرية الفكرية ألف "الكممة تشي ارلى فكرة في الذىف وأف‬
‫وسـ النظرية ‪،‬فإف العمماء المتأخريف أسسوا‬ ‫ىذه الفكرة ىي معنى الكممة "ونتيجة لمطابع التجريدي الذي‬
‫أفكارىـ عمى معطيات حسية تقع تحت المالحظة والمشاىدة وأرجعوا الدالالت كميا إلى تمؾ التصورات‬
‫التي تحقؽ األثر العممي ‪،‬وىذه الفكرة قريبة مف فكرة النظرية السموكية التي تنبني عمى مبدأ المنبو‬
‫واالستجابة إال أف تحديد مرجعية اآلثار إلى التصورات الذىنية تمحؽ تمؾ الفكرة بالنظرية التصورية ‪.‬‬

‫أتى مف تبايف‬ ‫‪-‬إف عالـ األفكار عالـ مستقؿ بذاتو‪،‬فالدالالت واحدة في جميع المغات وانما االختالؼ‬
‫داللية يجب البحث عف معالميا‬ ‫األلسنة ‪ ،‬وذىب عمماء األلسنية المحدثوف إلى افتراض وجود عوالـ‬
‫وسننيا بناء عمى البنية الداللية والمغوييف اعتبروا أف التصورات واألفكار ىي كياف مستقؿ قد يستغني عف‬
‫المغة يقوؿ أحمد مختار عمر ‪:‬‬

‫" األفكار التي تدور في أذىاننا تممؾ وجودا مستقال ووظيفة مستقمة عف المغة واذا قنع كؿ منا باالحتفاظ‬
‫بأفكاره لنفسو كاف مف الممكف االستغناء عف المغة "‬

‫‪-1‬ىذه النظرية تقتضي أف لكؿ معنى متميز لمتعبير المغوي أف يممؾ فكرة ‪،‬وىذه‬

‫الفكرة يجب ‪* :‬أف يكوف حاضرة في الذىف ‪.‬‬

‫*المتكمـ يجب أف ينتج التعبير الذي يجعؿ الجميور يدرؾ أف الفكرة‬

‫المعينة موجودة في عقمو في ذلؾ الوقت‪.‬‬

‫*التعبير أف يستدعي نفس الفكرة في عقؿ السامع ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪-2‬ما داـ أف النظرية التصورية تعتبر أف المعنى ىو التصور الذي يحممو المتكمـ ويحصؿ لمسامع حتى‬
‫أف التصورات متباينة مف فرد آلخر‪،‬فتصور‬ ‫يتـ التواصؿ واإلبالغ فإف عالـ األشياء غير متجانس كما‬
‫"شجرة" مثال يحمؿ جممة مف الدالالت المختمفة اختالفا قديكثرأويقؿ بحسب وجود ىذا التصورداخؿ عالـ‬
‫األشياء كاألدوات والحروؼ وما إلى ذلؾ ‪.‬‬

‫لحالة داخمية ‪ ،‬وما‬ ‫‪-3‬ىذه النظرية تعتبر المغة وسيمة أو أداة لتوصيؿ األفكار أوتمثيال خارجيا ومعنويا‬
‫يعطي تعبي ار لغويا معنى معينا استعمالو كعالمة عمى فكرة معينة لمتفاىـ ‪.‬‬

‫قنع كؿ منا‬ ‫األفكار التي تدور في أذىاننا تممؾ لنفسو كاف مف الممكف االستغناء عف المغة ‪،‬واذا‬
‫باالحتفاظ بأفكاره لنفسو كاف مف الممكف االسغناء عف المغة‪ .‬وانو فقط شعورنا بالحاجة إلى نقؿ أفكارنا‬
‫الواحد إلى األخر الذي يجعمنا نقدـ دالئؿ ( قابمة لممالحظة عمى المستوى العاـ ) عمى أفكارنا الخاصة‬
‫التي تعتمؿ في أذىاننا ‪.‬‬

‫الفرق بين النظرية اإل ارية والنظرية التصورية ‪:‬‬

‫‪-1‬النظرية التصورية تركز عمى األفكار أو التصورات الموجودة في عقوؿ المتكمميف والسامعيف بقصد‬
‫تحديد معنى الكممة ‪.‬‬

‫‪-2‬النظرية اإلشارية تركز عمى الكممة وما تشير إلييا لتحديد معناىا أو عمى الكممة كرمز والفكرة ‪..‬‬

‫جون لوك" ‪ .‬النظرية‬ ‫‪-3‬النظرية التصورية تسمى النظرية العقمية وجدت عند الفيمسوؼ اإلنجميزي "‬
‫اإلشارية وجدت مف طرؼ "أوجدن وريت اردز"‬

‫‪-4‬النظرية اإلشارية تدرس الظاىرةالمغوية خارج إطار المغة‪،‬أما النظرية التصورية فيي تعتبر المغة وسيمة‬
‫أو أداة لتوصيؿ األفكار ‪ ،‬وما يعطي تعبي ار لغويا معنى معينا استعمالو كعالمة عمى فكرة معينة لمتفاىـ‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة التاسعة ‪ :‬النظرية السموكية‬

‫تعني لغة ‪ :‬عمـ نفس السموؾ إف التفسير السموكي لمظاىرة المغوية ينبني عمى المعطيات العممية السموكية‬

‫‪ behaviourisme‬وىي نظرية مف نظريات عمـ النفس شاعت في النصؼ األوؿ مف ىذا القرف وتوغمت‬
‫تكوف المنيج الفريد المعوؿ عميو في تقصي النشاط‬ ‫في كؿ المياديف العممية آنذاؾ حتى أوشكت أف‬
‫اإلنساني ‪.‬‬

‫البدايات األولى ‪:‬‬

‫‪-‬االتجاه السموك عن واطسون‪ :‬ىو مؤسس عمـ النفس السموكي عاـ ‪ 1921‬وىو يرى أف عمـ النفس‬
‫فرع موضوعي تجريبي بحت‪،‬مف فروع العمـ الطبيعي‪،‬وغرضو مف ذلؾ ىو التنبؤ بالسموؾ وضبطو‪،‬ذلؾ‬
‫أف السموؾ اإلنساني عنده ما ىو إال سموؾ ديناميكي ‪ ،‬وأف العقؿ ليس موضوعا مناسبا لمدراسة النفسية ‪،‬‬
‫دراسة السموؾ الظاىري مخصصا إياه لمدراسة العممية التجريبية التي عارضيا‬ ‫فيقترح بدال مف ذلؾ‬
‫عمماء التحميؿ النفساني في عصره ‪ ،‬وليس الكالـ عنده إال شكؿ مف أشكاؿ السموؾ‪.‬‬

‫ومف ىنا فإف أي إجراء عممي يتناوؿ الظاىرة النفسية بمعزؿ عف المثير واالستجابة يعد وىما عمميا‬
‫عقيما‪.‬‬

‫وأصبحت المغة أو األشكاؿ المغوية بيذه اآلراء وبناء عمى ىذا التصور سموكا ظاىريا تحمؿ كما ىي‬
‫ممحوظة في الواقع المغوي‪ ،‬دوف اعتداد بالبنية الضمنية المتوارية خمؼ البنية الظاىرة ‪،‬ألف الكالـ اليعدو‬
‫واالستجابة وقد فسرت المغة حينئذ تفسي ار بسيطا فيي ال تعدو أف تكوف‬ ‫أف يقوـ عمى مفيوـ المؤثر‬
‫مجموعة مف ردود األفعاؿ المشروطة‪.‬‬

‫‪ -)2‬ثـ ظير بعد ذلؾ "ىيل" عاـ ‪ 1930‬و "سكينر" الذي طور النظرية وأسقط معطياتيا عمى عممية‬
‫التعمـ‪،‬وىي النظرية التي أثرت في الفكر المساني عند بمومفيمد وخاصة ما كتبو عالـ النفس "بول ويس"‬
‫في كتابو ‪":‬األصول النظرية لمسموك اإلنسان "‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪-‬أسس النظرية السموكية ف عمم المغة ‪:‬‬

‫تطورت النظرية السموكية ‪،‬وأخذت مسارىا الطبيعي عمى يد المساني األمريكي "بمومفيمد" وترتكز في‬
‫جوىرىا عمى جممة أسس عممية وىي ‪:‬‬

‫‪-1‬عدـ االىتماـ بالجوانب الذىنية‪،‬نحو‪:‬العقؿ ‪،‬التطور‪،‬الفكر‪،‬وابعاد كؿ تحميؿ نفسي تطبؽ عمى الظاىرة‬
‫بمصطمح "السموؾ النطقي" أو "السموؾ المغوي"‬ ‫المغوية تيتـ فقط باألشكاؿ المغوية لذلؾ سماىا بعضيـ‬
‫‪،‬ألنيا تيتـ بالجانب الممكف مالحظتو عالنية ‪ ،‬وبما يستمزمو استعماؿ المغة أثناء االتصاؿ ‪.‬‬

‫‪-2‬التقميص مف دور الدوافع والقدرات الفطرية في الظواىر السموكية ‪،‬واعطاء أىمية قصوى لعممية التعمـ‬
‫في اكتساب النماذج السموكية وكثي ار ما تنسب الظواىر إلى البيئة الوراثية ال إلى المغة ‪.‬‬

‫‪-3‬التواصؿ المغوي في نظر السموكييف نوع مف االستجابات لمثيرات ما تقدميا البيئة أو المحيط ‪.‬فالمتكمـ‬
‫لمثيرات ما تخضع خضوعا مطمقا لحافز البيئة‬ ‫حيف أدائو الفعمي لمكالـ يكوف قد قاـ باستجابات نطقية‬
‫بأدنى قدر مف التفكير‪،‬ألف االستجابة الكالمية مرتبطة بصورة مباشرة‬ ‫دوف أف ترتبط ىذه االستجابات‬
‫تعدو أف تكوف عادات صوتية‬ ‫بالحافز وال تتطمب تدخؿ األفكار‪ ،‬وذلؾ أف المغة في نظر السموكييف ال‬
‫يكيفيا حافز البيئة‪.‬‬

‫الداللة ونظرية السموك‪:‬‬

‫الكممات ذات اإلحاالت‬ ‫التفسير السموكي لمداللة المسانية قد يكوف ناجعا إلى حد ما في تفسير بعض‬
‫بناء عمى مظاىرىا الفيزيائية المميزة ‪ .‬لكف عمى‬ ‫المحسوسة‪ ،‬والتي يمكف لنا معاينتيا في الواقع المغوي‬
‫الرغـ مف ذلؾ سيظؿ ىذا التحميؿ محدودا بحيث لينطبؽ عمى الجانب األعظـ مف الكممات المغوية ‪،‬وربما‬
‫تمؾ ىي المعضمة التي جعمت بومفيمد يقمؿ مف شأف التحميؿ الداللي ويستعده مؤقتا مف منيجو الوصفي‪،‬‬
‫عممية بعالـ المتكمـ‪،‬ولكف‬ ‫باعتبار أف أي تفسير عممي دقيؽ لمدلوالت األشكاؿ المسانية يتطمب معرفة‬
‫مستوى المعرفة حاليا ال يسمح بتحقيؽ ذلؾ‪،‬وىو األمر الذي جعؿ تالمذتو فيما بعد يتخموف عف التحميؿ‬
‫الداللي في وصفيـ لمنظاـ المساني‪،‬ال لعدـ‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أىميتو –كما يبدو في ظاىر المنيج الوصفي‪-‬بؿ لعدـ توافر نظرية داللية متكاممة قادرة عمميا عمى أقؿ‬
‫تقدي أف تفي بمتطمبات الداؿ والمدلوؿ عمى حد سواء ‪.‬‬

‫تطوير الدراسة الداللية‬ ‫‪-‬إف االتجاه المساني يتبنى النظرية السموكية في التحميؿ الداللي لـ يسيـ في‬
‫بسبب تمؾ النظرة اآللية إلى المعنى‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المحاضرة العا رة‪ :‬النظرية السياقية‬

‫لقد قامت نظرية السياؽ عمى فكرة ما عرؼ قديما لدى عمماء البالغة ‪ :‬لكؿ مقاـ مقاـ و وقد كاف عمماء‬
‫البالغة قد تمثموا تماما فكرة المقاـ ‪،‬وحكموىا في كثير مف أحكاميـ النقدية والبالغية ‪،‬في حيف انطمؽ عدد‬
‫مف الباحثيف المحدثيف مف تحديد المعنى المغوي الذي يقوـ عمى معطيات السياؽ الذي ترد فيو الكممات ‪.‬‬

‫وقد كانوا أكثر استيعابا ليذه النظرية ألنيـ ‪:‬‬

‫الكممة تعددت‬ ‫‪ -:)1‬أدركوا أف مف طبيعة المعنى المعجمي ‪:‬التعدد واالحتماؿ ‪،‬ألنو إذا تعدد معنى‬
‫احتماالت القصد منيا ‪ ،‬وتعدد احتماالت القصد يقود إلى تعدد المعنى ذلؾ ألف الكممة في المعجـ أو في‬
‫حالة اإلفراد ال تفيـ معزولة عف السياؽ ‪.‬‬

‫ىو الذي يفرض‬ ‫‪ -:)2‬الكممة توجد في كؿ مرة تستعمؿ في معنى معيف‪،‬يحددىا تحديدا مؤقتا والسياؽ‬
‫والتي في وسعيا أف تدؿ‬ ‫قيمة واحدة بعينيا عمى الكممة‪،‬عمى الرغـ مف وجود معاني متنوعة‬
‫عمييا‪،‬والسياؽ أيضا ىو الذي يخمص الكممة مف الدالالت الماضية التي تدعميا الذاكرة ‪،‬وىو الذي يخمؽ‬
‫فندريس) وىكذا تتطمب دراسة معاني الكممات عند أصحاب نظرية‬ ‫ليا قيمة حضورية (كما ذكر ذلؾ‬
‫السياؽ تحميال لمسياقات والمواقؼ التي ترد فييا ‪...‬وقد اقترح بعضيـ تقسيما لمسياؽ شمؿ كؿ ما يتصؿ‬

‫ونفسية ‪ ،‬وعمى ىذا‬ ‫باستعماؿ الكممة مف عالقات لغوية وظروؼ اجتماعية وخصائص وسمات ثقافية‬
‫يمكف أف نقسـ السياؽ إلى أربعة أقساـ‪:‬‬

‫‪-1‬السياؽ المغوي‬

‫‪-2‬السياؽ العاطفي‬

‫‪-3‬السياؽ العاطفي‬

‫‪-4‬السياؽ الثقافي ‪...‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫"الوحدات التي تسبؽ أو‬ ‫ولعؿ النظرية السياقية قامت عمى مفيوـ السياؽ الذي حدده أصحابو في أنو ‪:‬‬
‫تعقب وحدة معينة" أو "مجموعة الظروؼ االجتماعية التي تتؤخذ بعيف االعتبار لدراسة العالقة الموجودة‬
‫بيف الظواىر المغوية واالجتماعية وتعرؼ السياؽ االجتماعي لإلستعماؿ المغوي أو سياؽ الحاؿ ‪.‬‬

‫يقوؿ أحمد مختار عمر ‪" :‬أف مدرسة "لندف" عرفت بما يسمى يالمنيج السياقي أو المنيج العممي ‪،‬وكاف‬
‫زعيـ ىذا االتجاه فيرث‪ firth‬الذي وضع تأكيدا عمى الوظيفة االجتماعية لمغة ‪،‬ومعنى الكممة عند‬
‫أصحاب ىذه النظرية ىو استعماليا في المغة ‪ ..‬وقد استخدـ السياؽ في ىذه النظرية بمفيوـ واسع بحيث‬
‫يشمؿ السياؽ الصوتي والنحوي والمعجمي ‪،‬وال يظير المعنى المقصود لممتكمـ إال بمراعاة الوظيفة الداللية‬
‫لأللفاظ المستخدمة"‬

‫‪ -)1‬السياق المغوي‪ :‬ويقصد بو مجموعة األصوات والكممات والجمؿ التي تؤدي مدلوال محددا ‪ ،‬وىو ما‬
‫وما مف شؾ في أف مدلوؿ أي كممة يتحدد مف‬ ‫يحيط بالكممة مف ظروؼ ومالبسات وعناصر لغوية‬
‫خالؿ السياؽ مثاؿ‪ :‬الفعؿ ‪":‬قص" في الحقيقة يستعمؿ ولكف أفعاؿ مختمفة مثاؿ ‪" :‬الخياط يقص الثوب"‬
‫"الخبر الذي يقصو الغالـ صحيح " "البدوي خير مف يقص" ويرى "فيرث" أف المعنى ال ينكشؼ إال مف‬
‫خالؿ تسييؽ الوحدة المغوية‪ ،‬أي وضعيا في سياقات مختمفة ‪،‬ألف معظـ الوحدات الداللية تقع في‬
‫مجاورة وحدات أخرى ‪،‬وأف معاني ىذه الوحدات ال يمكف وضعيا وتحديدىا إال بمالحظة الوحدات‬
‫"‪ "doog‬األنجميزية و "حسن"العربية تقع في سياقات لغوية‬ ‫األخرى التي تقع مجاورة ليا ‪ .‬فمثال كممة‬
‫متنوعة إما وصفا ألشخاص أو ألوقات أولمقادير ‪،‬فإذا قمنا‪:‬‬

‫التفوؽ في األداء واذا‬ ‫رجؿ حسف فإنما تعني الناحية الخمقية ‪،‬واذا وردت وصفا لطبيب مثال كانت تعني‬
‫وردت وصفا لمقادير ‪:‬دقيؽ ‪ ،‬تعني الصفاء والنقاء‪.‬‬

‫‪ -)2‬السياق العاطف ‪ :‬ويقصد بو مجموعة المشاعر واالنفعاالت التي تحمميا معاني األلفاظ ‪ ،‬وتتفاوت‬
‫مف مشاعر النفور غير ما يحممو الفعؿ‬ ‫–كثرة وقمة‪ -‬في ىذه األلفاظ ‪،‬بمعنى أف ما يحممو الفعؿ "يكره"‬
‫"يبغض" رغـ اشتراكيما في أصؿ المعنى فإننا نممس شعو ار بالنفوروكراىية أشد في الفعؿ "يبغض" منو في‬
‫الفعؿ" يكره" ‪.‬‬

‫مثاؿ ‪ :‬األفعاؿ "يغبط ‪ ،‬يحسد‪ ،‬يحقد ‪:‬فالغبطة أف تتمنى أف يكوف لؾ ما عند اآلخريف‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫عند اآلخريف ‪ ،‬سواء‬ ‫مف الخير‪ ،‬دوف أف يزوؿ ىذا الخير عنيـ ‪ .‬أما الحسد فيو تمني زواؿ النعمة مف‬
‫يقؼ عند حد التمني وانما يتعداه إلى إضمار الشر‬ ‫جاء لمحاسد أو لـ يأت إليو ‪ ،‬أما الحقد فيو ال‬
‫والكراىية ‪ ،‬وقد يصؿ إلى حد اإليذاء‪.‬‬

‫‪ -)3‬سياق الموقف أو سياق الحال (المقام)‪:‬‬

‫وظروؼ ومالبساتو وقت الكالـ الفعمي‪،‬‬ ‫ىو السياؽ الذي يدرس المحيط الخارجي المتكوف مف عناصر‬
‫وقد كاف "فيرث" أكثر استيعابا ليذا السياؽ‪ ،‬حيث صاغ ىذا العالـ مف فكرة السياؽ نظرية عممية قد تمتقي‬
‫في بعض جوانبيا مع آراء القدماء‪ ،‬ولكنيا بال شؾ تختمؼ مف حيث المنيج وطريقة التطبيؽ ‪،‬حيث يرى‬
‫أف عالـ المغة إذا ما أراد أف يصؿ إلى المعنى الدقيؽ لمحدث المغوي أو الكالمي أف يبدأ بوصؼ الظواىر‬
‫المغوية المتصمة بو‪ ،‬ومحاولة تعقيدىا وفقا لخواصيا ووظائفيا في التركيب ومف أىـ الظروؼ أو العناصر‬
‫المحيطة بالكالـ الفعمي ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -)1‬شخصية المتكمـ والسامع وتكوينيما الثقافي‪ ،‬وشخصيات مف شيد الكالـ إف وجدوا دورىـ ‪.‬‬

‫‪ -)2‬العوامؿ والظواىر االجتماعية والمناخية ذات العالقة بالمغة وبالسموؾ المغوي وقت الكالـ ‪.‬‬

‫‪ -)3‬أثر الكالـ في المشتركيف فيو كاالقتناع أو األلـ أو الضحؾ ‪.‬‬

‫ومعنى ىذا أف مف أىـ خصائص السياؽ أو المقاـ عند "فيرث" ىو إبراز الدور االجتماعي الذي يقوـ بو‬
‫المتكمـ وسائر المشتركيف في الموقؼ الكالمي ‪.‬‬

‫ويرى الدكتور "تمام حسان" أف فكرة المقاـ ىذه ىي المركز الذي يدور حولو عمـ الداللة‪ ،‬وىو األساس‬
‫الذي ينبني عميو الشؽ أو الوجو االجتماعي مف وجوه المعنى ‪ .‬مثاؿ ‪ :‬إنساف يمدح آخر ‪ ،‬والثاني يستمع‬
‫داللة‬ ‫إليو بتواضع وأدب فيقوؿ لو متواضعا ‪:‬أستغفر اهلل ‪ ،‬ولكي يفيـ معنى "غفر" ىنا ال يكفي تحميؿ‬
‫الصيغة "استفعؿ" وال يكفي تحميؿ المعنى المعجمي مفردا‪ ،‬بؿ لمعرفة المعنى المراد نقؼ عمى ىيئة ذلؾ‬
‫الموقؼ الكالمي ‪ ،‬والمقاـ االجتماعي الذي حدث فيو ما حدث فالمستغفر لـ يقترؼ ذنبا ليطمب المغفرة‬
‫في ذلؾ الموضع‪ ،‬بؿ جاء بيذه الجممة في مقاـ التواضع ال االستغفار‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫الكممة ويظير في‬ ‫‪ -)4‬السياق الثقاف ‪ :‬ىو المحيط الثقافي بمفيومو الواسع ‪ ،‬وفيو يتحدد مدلوؿ‬
‫استعماؿ كممات معينة في مستوى محدد‪ ،‬فالمثقؼ مثال يختار كممة ‪/‬زوجة‪ /‬مداـ ‪ /‬لمداللة عمى امرأتو ‪،‬‬
‫في حيف يستعمؿ الرجؿ العادي لفظ "مره لمداللة نفسيا ‪.‬‬

‫دارسي اليندسة‬ ‫مثاؿ ‪:‬لفظ " الصرؼ" عند المغوييف ‪:‬عمـ األبنية ‪ ،‬ويرد مقرونا مع النحو ‪.‬أما لدى‬
‫وأىـ ما يميز النظرية السياقية لدى‬ ‫والييدروليؾ ‪،‬فيعني (التخمص مف المياه) ويستخدـ مقرونا مع الري‬
‫الدارسيف ‪:‬‬

‫الكممات بعدىا‬ ‫*أنيا تساعد عمى التحميؿ الموضوعي لمنصوص ‪،‬بحيث تتبع المعنى بسيولة وتعالج‬
‫أحداثا وأفعاال وعادات ‪،‬تقبؿ الموضوعية والمالحظة في الحياة االجتماعية ‪.‬‬

‫بالمفيوـ المعتاد‬ ‫*اتيـ بالغموض في استخداـ مصطمح"معنى" ‪ ،‬ألف سياؽ الحاؿ يعالج المعنى‬
‫(الداللي) ‪ ،‬والمستويات األخرى (نحوية‪ )..‬ليست معنية بالمفيوـ نفسو ‪ ،‬وليذا ؼ فيرث يستخدـ المعنى‬
‫ىوميف مختمفيف ‪ ،‬مفيوـ تقميدي وسموكي‬
‫بمؼ‬

‫*ال يستطيع سياؽ الحاؿ خصوصا ‪ ،‬أف يحافظ عمى قيمة محدودة لو ‪ ،‬حيث يثبت أماـ بعض العبارات‬
‫وبعض الميجات ولكف ليس كميا ‪.‬‬

‫تيدف ىذه النظرية إلى ‪:‬‬

‫‪-1‬معرفة األساليب المختمفة لممنطوقات ‪ ،‬وتصنفيا حسب المواقؼ الصحيحة إضافة إلى معرفة المالمح‬
‫الشكمية نفسيا ‪.‬‬

‫‪-2‬وصؼ االستعماؿ الفعمي لنطؽ معيف في موقفو الخاص باعتباره شيئا فريدا‬

‫‪-3‬معرفة الوظائؼ الداللية التي يمكف إرجاعيا إلى التركيبات النحوية ‪.‬‬

‫‪-4‬إبراز الدور االجتماعي الذي يقوـ بو المتكمـ وسائر المشتركيف في الكالـ‪.‬‬

‫‪-5‬وجوب تحديد بيئة الكالـ ‪ ،‬ألف ىذا التحديد يضمف عدـ الخمط بيف لغة وأخرى‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪-6‬يجب تحميؿ الكالـ إلى عناصره ووحداتو الداخمية المكونة لو ‪ ،‬والكشؼ عما بينيما مف عالقات داخمية‬
‫لكي نصؿ إلى المعنى‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫الفرؽ بيف سياؽ الحاؿ والمقاـ ‪ :‬سياؽ الحاؿ ىو مصطمح استعممو فيرث وقد كاف يأخذ في االعتبار‬
‫األقواؿ واألشخاص واألفعاؿ ‪ ،‬والمعنى المقامي ‪:‬معنى يفيـ مف الموقؼ االجتماعي الذي قيؿ فيو‬
‫الخطاب أو مف القرائف الخارجية التي تصحب المفظ في الموقؼ االجتماعي الذي قيؿ فيو النص فالمقاـ‬
‫ىو العالـ الخارجي الذي أنتج فيو النص‪.‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like