You are on page 1of 4

‫َها ُؤ ُم ْ‬

‫اق َر ُءوا ِكتَابِيَ ْه‬

‫دورة ‪ :‬المدخل إلى اللغة العربية‬


‫أ‪.‬د‪ .‬دمحم العمري الجزء الثالث‬
‫أوالً ‪ :‬مقدمة عن علم البالغة‬
‫فمه اللغة وعلم األصوات وعلم الصرف والنحو ‪ -‬جمٌع هذه الحلمات األربعة باإلضافة إلى فوائدها فً ذاتها تصب‬ ‫‪‬‬
‫فً علم البالغة ‪ ،‬لذلن ال ٌمكن أن ٌتم إتمان علم البالغة إال بإتمان هذه الحلمات األربعة‬
‫علوم البالغة تأتً فً مرحلة متأخرة بعد الحلمات األربعة التً تفضً إلً علم البالغة فهما مرتبطان ببعضهم‬ ‫‪‬‬
‫البعض‪.‬‬
‫المفسر لكتاب هللا ومستنبط األحكام منه ٌحتاج إلً فمه اللغة ‪ ،‬وهدف البالغً أو المتدبر لكتاب هللا كٌف ٌصل إلً‬ ‫‪‬‬
‫ذلن‬
‫[ ٌمول علً بن أبً طالب ‪ :‬تأملت كالم العرب فوجدته اسما ً وفعالً وحرف ‪ ،‬ثم استدعً أبو األسود الدؤلً‪ -‬من‬ ‫‪‬‬
‫كبار علماء العرب ‪ -‬فمال له ‪ :‬انحو هذه النحو ] ‪ ،‬لذلن فطالب العلم ٌجب علٌه أن ٌفكن أي نص سواء من المرآن‬
‫أو الشعر أو غٌره إلً اسم وفعل وحرف ‪.‬‬
‫__________________________________________________________________________‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬مكانة اللغة العربية عند العلماء والعرب‬
‫‪ ‬العربً بلٌغ متذوق بطبعه ‪ ،‬تجده متذوق للشعر حتً وإن كان أمٌا ً ‪ ،‬وهذه خلمة هللا التً خلمه علٌها ‪ ،‬وهنان علماء‬
‫من غٌر العرب تعلموا العربٌة وفضلوها علً أي لغة أخري ن ‪ -‬ابن جنً وابن فارس ‪ ، -‬وكانت معجزة الرسول‬
‫أن وضعهم أمام نص معجز ال ٌستطٌعون محاكاته‬
‫‪ ‬ذكر ابن جنً ( وكنا إذا سألنا أبا علً الفارسً عن شئ من لغة الفارسٌة رأٌنا الغضب فً وجهه ) ‪ ،‬وذلن لحبه فً‬
‫اللغة العربٌة ‪ ،‬ما كان ٌمدم علً العربٌة شئ ‪ ،‬فمن الظلم أن تظل البالغة فً منأي عن العامة‬
‫___________________________________________________________________________‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬فقه فلسفة البالغة‬
‫المراد من علم النحو والصرف الوصول إلً مستوي الصحة فً التركٌب بناءا ً علً أصل ذلن التركٌب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫• تنمسم البالغة إلً ‪:‬‬
‫‪ -1‬علم المعانً‬
‫‪ -2‬علم البٌان‬
‫‪ -3‬علم البدٌع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النص مجوعة جمل مترابطة ترابطا لفظٌا ( حروف العطف ‪ ،‬أدوات الشرط ‪ ،‬األسماء الموصولة ) أو ٌكفً فٌها‬ ‫‪‬‬
‫الترابط المعنوي ‪ ،‬والجمل عبارة عن مجموعة من الكلمات‬
‫• إذا ً فالنص = الجمل والجمل نوعان ‪:‬‬
‫‪ ‬جملة اسمٌة وتنمسم إلً ‪:‬‬
‫جملة مجردة ‪ :‬عمدتها ( مبتدأ ‪ +‬خبر )‬ ‫‪‬‬
‫جملة منسوخة ‪ :‬عمدتها ( أداة ناسخة ‪ +‬مبتدأ ‪ +‬خبر )‬ ‫‪‬‬
‫كل ما زاد على المبتدأ والخبر ٌسمً [ فضلة ] ‪ ،‬لو استغنٌت عن الفضلة لتم المعنً‬ ‫‪‬‬
‫فمن الممكن تشكٌل الجملة كاألتً ‪ :‬عمدة ‪ +‬فضلة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬جملة فعلٌة ‪ :‬عمدتها ( فعل ‪ +‬فاعل )‬
‫‪ ‬كل ما زاد علً الفعل والفاعل ٌسمً [ فضلة ]‬
‫الترتٌب هذا ٌسمً ‪ -‬األصول الكالمٌة ‪ ، -‬مثال ‪ٌ :‬أتً أوال المبتدأ ثم الخبر ثم الفضلة‬ ‫‪-‬‬
‫العرب لم تجري دائما على األصول ‪ ،‬فكانوا ٌخالفون هذه األصول األولٌة ‪ ،‬وكان هدف العربً من مخالفة األصول‬ ‫‪-‬‬
‫هو كشف المعانً ‪ ،‬وعلم البالغة هو الذي ٌعمل علً وٌرٌد كشف هذا المعنً سواء كان أصول نحوٌة أو صرفٌة‪.‬‬
‫الذي أذهل العرب أن المرآن ال ٌخرج عن األصول إال لتحمٌك معانً دلٌمة هم أعلم الناس بها ‪ ،‬وال ٌستطٌعون‬ ‫‪-‬‬
‫مجاراتها ‪ ،‬ولد ٌحمك هذا فً معظم كالمهم ولكن لٌس بهذه الدلة‬
‫إذا فالحدٌث فً وجوه إعجاز المرآن الكرٌم هو سؤال عن مخالفات األصول ‪ ،‬فهذا هو السؤال ‪ -‬لماذا خالف‬ ‫‪-‬‬
‫العربً األصول النمطٌة –‬
‫دمحم لائم فً المسجد ‪ :‬هذا ترتٌب نمطً ‪ ،‬فمن الممكن أن نخالف هذا الترتٌب األصلً ونمول ( دمحم فً المسجد لائم )‬ ‫‪-‬‬
‫‪ٌ ،‬أتً هنا دور البالغة فٌمول البالغً( لماذا لدم الجار والمجرور )‬
‫‪ -‬علم المعانً ‪ٌ :‬سأل عن الحكمة وٌدخل فً تدبر المرآن وٌنمسم إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬معانً اللغة ‪:‬‬
‫‪ -‬رؤٌة الحكمة حول معانً اللغة ‪ٌ ،‬سأل عن المعنً المعجمً‬
‫مثال ‪ :‬لماذا لال هللا تعالً فً كتابه ٌنأون ولٌس ٌبتعدون بالرغم أنهما لهما نفس المعنً‬
‫‪ -2‬معانً الصرف ‪:‬‬
‫‪ -‬السؤال عن الحكمة ثم ٌبدأ بأخذ كلمات المرآن من الناحٌة الصرفٌة من حٌث المعانً الصرفٌة‬
‫‪ -‬مثال ‪ :‬العرب ٌمولون ( استحاذ‪،‬استعاذ‪،‬استعاد‪،‬استفاد ) المرآن فً كل المواضع أتً ب أستحاذ ‪ ،‬ثم لما جاء‬
‫الحدٌث عن الشٌطان لال استحوذ ‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ ( :‬اصبروا وصابروا ) لماذا عطف المصابرة علً الصبر‪ ،‬وما الفرق بٌنهم من ناحٌة صرفٌة ولٌس لغوٌة‬
‫فكلها تندرج تحت معنً الصبر‬
‫‪ -‬مثال ‪ ( :‬اإلصالح ‪ ،‬الصالح ) لماذا ذكر الصالح الذاتً فً هذه المواطن‪ ،‬وذكر اإلصالح المتعدي فً مواطن‬
‫أخري‬
‫‪ -‬مثال ‪ :‬لماذا ذكر فً موضع األصل فٌه التأنٌث ( إن رحمة هللا لرٌب ) واألصل ‪ -‬لرٌبة ‪-‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ :‬لماذا أنث فً موضع األصل فٌه التذكٌر ( تلتمطه بعض السٌارة ) واألصل ‪ٌ -‬لتمطه‬
‫‪ -‬مثال ‪ ( :‬ولالت األعراب ) واألصل ‪ -‬ولال ‪-‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ ( :‬فً بعض األٌات كذب لوم ‪ ،‬والبعض األخر كذبت لوم )‬
‫‪ٌ[-‬أتً مع التذكٌر والتأنٌث ‪ ،‬اإلفراد والتثنٌة والجمع ‪،‬جمع تكسٌر ‪ ،‬وجمع مذكر سالم]‬
‫‪-3‬علم النحو‪ :‬من المعانً النحوٌة التً تسأل عن الحكمة ورائها [التعرٌف والتنكٌر والتمدٌم والتأخٌر والخبرٌة‬
‫واإلنشائٌة والحذف والذكر]‬
‫ً‬
‫‪-‬مثال ‪ :‬فً كل مواضع المرآن الكرٌم كان ضمٌر " علٌه " مكسورا إال فً موضع واحد " عاهد علٌهُ هللا " فنسأل‬
‫لماذا ورد الضمٌر مضموما ً فً هذا الموضع دونا ً عن البالً‬
‫‪-‬مثال ‪ :‬لماذا عرف العسر ولماذا نكر الٌسر فً لوله ( إن مع العسر ٌسرا ً )‬
‫‪-‬لال هللا فً موضع ( وكال منها رغدا ً حٌث شئتما ) ‪ ،‬وفً موضع أخر ( وكال منها حٌث شئتم رغدا ً ) فلماذا جاءت‬
‫" رغدا ً " مرة مؤخرة ومرة ممدمة‬
‫‪ -‬عندما لال هللا لموسً ( وما تلن بٌمٌنن ٌا موسً ) فرد علٌه موسً ( لال هً عصاي أتوكأ علٌها وأهش بها علً‬
‫غنمً ) ‪ ،‬بالرغم من المفترض أن ٌكون الرد الطبٌعً هو " عصً " ‪،‬ولكن هذا دلٌل علً ذكاء موسً ألن الكالم‬
‫مع هللا فرصة نادرة فٌطل الكالم مع هللا استلذاذا ً وتشرفا ً‬
‫‪ ‬إذا علم المعانً ٌتمثل فً ‪:‬‬
‫‪-‬التذكٌر والتأنٌث‬
‫‪-‬اإلفراد والجمع والتثنٌة‬
‫‪-‬التمدٌم والتأخٌر‬
‫‪-‬الذكر والحذف‬
‫‪-‬التنكٌر والتعرٌف‬
‫‪-‬اإلنشائٌة والخبرٌة‬
‫• ال ٌمكن اإلحاطة بمرادات هللا ‪ ،‬ونمول ‪ -‬لال فالن ‪ - ، -‬غلب علً ظن فالن ‪ ، -‬وال تستخدم الحصر ‪ -‬إنما لال‬
‫هللا كذا ألجل كذا " فهذا من الخطأ ‪ ،‬فاألسرار والحكم التً تمال علً األٌات احذروا من المطع فٌها‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫إعجاز العرب عن مجاراة القرآن الكريم‬
‫• السؤال هنا ‪ :‬لماذا عجز العرب عن مجاراة القرآن الكريم؟‬
‫• فبعضهم لالوا ألن هللا صرفهم عن مجاراته ولو لم ٌصرفهم ألستطاعوا محاكاته ولد ذهب إلً ذلن كثٌرا من‬
‫المعتزله‬
‫• أهل السنة والجماعة ‪ :‬تراتبت وتوالت ألوال العلماء فً بٌان سر إعجاز المرآن فخرجوا بعلة واحدة وهً " نظم‬
‫المرآن الكرٌم " ‪ ،‬وصار تراتب فً ألوالهم وبلغ الممة عند عبدالماهر الذي استثمر كالم العلماء من لبله ‪ -‬كالجاحظ ‪-‬‬
‫وأخرجه فً شكل نظرٌة سموها " النظم "‬
‫• هللا سبحانه وتعالى أتً إلً ألفاظ العرب ولدمها منظومة بطرٌمة معجزة فً المرآن الكرٌم ‪،‬فهم الٌستطٌعون نظم‬
‫مثل هذا الشئ ( ال ٌمدم وال ٌؤخر وال ٌذكر وال ٌؤنث وال ٌذكر وال ٌحذف وال ٌذكر شئ مكان شئ إال له داللة‬
‫وممصد ) فهذا غاٌة اإلتمان فً النظم‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫‪ " -‬لل لن ٌصٌبنا إال ما كتب هللا لنا " لم ٌمل علٌنا ‪ ،‬فٌمولون هللا أرسل بهذا الحرف رسالة للمؤمنٌن أن حتً‬
‫المصٌبة تكون لن ‪ ،‬فما بالن بالنعم ‪ ،‬وهذا ممصد‬
‫‪ " -‬الذٌن هم عن صالتهم ساهون " ولم ٌمل فً صالتهم ‪ ،‬ألن من منا ٌسلم من السهو فً الصالة ‪ ،‬وهذا ممصد‬
‫‪،‬فهذه األسئلة تكشف دلة النظم‬
‫‪ " -‬ألصلبنكم فً جذوع النخل " ولم ٌمل علً جذوع النخل ‪ ،‬فمال بعض العلماء ٌراد بها التضمٌن ‪ ،‬ولال أخرون‬
‫ٌراد بها اإلنابة ‪ ،‬ولال أخرون أي ألصلبنكم علً هذا الجذع وتظل الجثة معلمة علٌه حتً تصبح وكأنها فٌه وجزء‬
‫منه‬
‫وهذا دلٌل علً دلة نظم المرآن‬
‫• إن منهج أهل السنة والجماعة فً الحدٌث عن األسرار والمعانً ٌموم علً أنهم الٌبدأون بالمرآن الكرٌم ‪،‬وإنما‬
‫ٌبدأون بكالم العرب وأشعارهم ‪ - ،‬كتاب عبدالماهر فً دالئل المرآن ‪ -‬كله شواهد شعرٌة ‪ ،‬وهذا دلٌل علً دلة‬
‫نظمه وإعجاز المرآن فً شعر العرب ‪ ،‬فكٌف بإعجازه فً ذاته‬

‫تمت الحمد هلل‬


‫___________________________________________________________________________‬

‫لٌنن لناة التلجرام‬


‫ↆ‬
‫‪https://t.me/cME0oZMq5I42NzRk‬‬

You might also like