You are on page 1of 3

‫مفهوم الصرف‬

‫ُيقصد به التغيري الذي يتناول صيغة الكلمة وأصلها‪ ،‬وبنيتها‪ ،‬وذلك من أجل إظهار‬
‫م ا يف حروفه ا من أص الة وزي ادة‪ ،‬أو ص حة وإعالل وإب دال‪ ،‬أو غ ري ذل ك من الظ واهر‬
‫الصرفَّية يف الكلمة‪ ،‬ويف معرفة ما هو الصرف‪ ،‬فإن الصرف هو ِعلم ُيبحث فيه عن قواعد‬
‫أبني ة الكلم ة العربَّي ة وأحواهلا وأحكامه ا غ ري اإلعرابَّي ة‪ ،‬وب ذلك ف إن ماهي ة م ا ه و علم‬
‫الص رف تت وافر على تبي ان كيفي ة ت أليف الكلم ة املف ردة‪ ،‬وذل ك بتبي ان وزهنا‪ ،‬وحركاهتا‪،‬‬
‫وع دد حروفه ا‪ ،‬إض افة إىل ترتيبه ا‪ ،‬وم ا يع رض ل ذلك من تغي ري يف الكلم ة حيث التب ديل‬
‫واحلذف‪ ،‬ويف ح روف الكلم ة بني م ا ه و أص الة وزي ادة‪ ،‬إذن فالص رف ي درس ص يغ‬
‫الكلمات العربَّية ودراسة بنيتها بالعودة إىل أصلها يف اجلذر‪.1‬‬

‫أمهية ِعلم الَّص رف‬ ‫‪-1‬‬

‫لق د اعت ىن العلم اء ق دميا وح ديثا بدراس ة الص رف‪ ،‬ملا ل ه من أمهي ة وِم يزة خاص ة يف‬
‫علوم اللغة العربية‪ ،‬وهو ال يقل أمهية عن ِعلم النحو‪ ،‬والدارس يستطيع مالحظة أّن هناك‬
‫الكثري من الكتب اليت تشتمل على العلمني معا‪ ،‬بل إّن هناك من العلماء َم ن ُيق ّد م دراسة‬
‫الَّص رف قبل دراسة الَّنحو‪ ،‬وتكمن أمهّيته يف ما يأيت‪:‬‬

‫معرفة الُبنية الَّص رفية الثابتة للكلمة‪ ،‬حيث تساعد على معرفة موقعها اإلعرايب‬ ‫ا‪.‬‬
‫ا تغرِّي حبس ب اجلمل ة‪ ،‬واألص ل معرف ة الث ابت أوًال مث معرف ة ا تغرِّي ‪ 2‬ففي املث ال‬
‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫اآليت‪ :‬أس عُد عام ٌل نش يط‪ ،‬جند أّن كلم ة (أس عُد ) هي اس م‪ ،‬وق د خُي َّي ل للن اظر‬
‫والق ارئ غ ري ا تمِّعن أّن (أس عُد ) فع ل وليس امسًا‪ ،‬ولكّن ه حني ي درك أهّن ا اس م‬
‫ُمل‬
‫فإّن ه يس تطيع أن يع رف موقعه ا اإلع رايب الص حيح (وه و مبت دأ)؛ فالكلم ة يف‬
‫الَّص رف ثابتة‪ ،‬أّم ا يف الَّنحو فهي ُمتغرِّي ة حبسب موقعها يف اجلملة‪.‬‬
‫‪ 1‬تعريف علم الصرف‪ ،www.uobabylon.edu.iq ،‬اّطلع عليه بتاريخ ‪.2019-10-19‬‬
‫د‪ .‬عبده الراجحي‪ ،‬التطبيق الصرفي‪ (،‬بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،)1973 ،‬ص‪10-8 .‬‬ ‫‪2‬‬
‫املساعدة على َفهم ما تقصده نصوص الشريعة ومعرفة اُحلكم الشرعي منها‪،‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫ومث ال ذل ك أّن ه من الس َّنة تش ميت الع اطس‪ ،‬من الفع ل َّمشت‪ ،‬والتش ميت ه و‬
‫الَف رح ببالء اآلخ ر‪ ،‬أّم ا من الناحي ة الش رعية ف املعىن ه و العكس من خالل‬
‫الدعاء بإزالة الشماتة بالعاطس‪ ،‬ألّن أحد معاين التضعيف هو السلب واإلزالة‪.‬‬
‫املعاين ا ستفادة من حروف الزيادة؛ إذ إّن لك ِّل حرف زائد على َأصل الكلمة‬ ‫ج‪.‬‬
‫ُمل‬
‫‪3‬‬
‫يف اللغة العربية معًىن مقصودًا ُيؤّديه وُيفيده‪ ،‬وأمثلة ذلك ما يأيت‪:‬‬
‫‪ -‬عن د زي ادة اهلم زة على أول الفع ل الثالثي‪ ،‬فإهّن ا تفي د التعدي ة يف بعض‬
‫معانيه ا‪ ،‬أي حُت ّو ل الفع ل من الزم إىل ُمتع ٍّد‪ ،‬مث ل الفع ل الالزم (ك ُر م) يف‬
‫اجلملة‪ :‬ك ُر م الرجل على أهل بيته‪ ،‬حيث إّن ه إذا دخلت اهلمزة عليه فإهّن ا‬

‫ُتفي د التعدي ة‪ ،‬وق د أص بح الفع ل ُمتع ِّديًا‪ ،‬كم ا يف اجلمل ة‪ :‬أك رَم الرج ُل‬
‫ضيوَفه‪ ،‬والفعل (أكرم) أصبح ُمتعِّديًا بزيادة اهلمزة‪.‬‬
‫عند زيادة التضعيف‪ ،‬وذلك بتضعيف احلرف الثاين من َأصل الكلمة‪ ،‬فإّن‬ ‫‪-‬‬
‫هذه الزيادة ُتفيد يف بعض معانيها الكثرة واملبالغة‪ ،‬مثل (ك َّر م) يف اجلملة‪:‬‬
‫كَّر م املدير ُموَّظفيه‪ ،‬أي أّنه أحسن تكرميهم وبالغ فيه‪.‬‬
‫‪ -‬عن د زي ادة األل ف بع د احلرف األول من أص ل الفع ل‪ ،‬فإّن ه ُيفي د يف بعض‬
‫معانيه ا شاركة‪ ،‬مثل‪ :‬راَج ع الّز بوُن ا وَّظَف ؛ فا راجعة حصلت مبشاركة‬
‫ُمل‬ ‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫الط رَفني‪ ،‬وحنو‪ :‬ج اَلَس األُب ابَن ه‪ ،‬أي إّن األب ش ارك ابن ه يف اجللس ة‪،‬‬
‫فاملشاركة هنا ّمتت بني الفاعل واملفعول به‪.‬‬
‫عند زيادة التاء على أّو ل أصل الفعل الثالثي‪ ،‬وتضعيف َعينه‪ ،‬فإّنه ُيفيد يف‬ ‫‪-‬‬
‫بعض معاني ه التكُّل ف‪ ،‬مث ل‪ :‬تص رَّب الرج ل على مص يبته‪ ،‬الزي ادة يف تص رَّب‬
‫تفيد التكُّلف‪ .‬عند زيادة األلف‪ ،‬والسني‪ ،‬والتاء على أّو ل الفعل‪ ،‬فإّنه يفيد‬

‫د‪ .‬عبده الراجحي ‪،‬التطبيق الصرفي‪ (،‬بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،)1973 ،‬ص‪40-30 ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫يف بعض معانيه الطلب‪ ،‬مثل‪ :‬استغفر ا ذنب رّبه‪ ،‬أي طلب املغفرة من اهلل‬
‫ُمل‬
‫تعاىل يف فعل (استغفر)‪.‬‬
‫فروع علم الصرف‬ ‫‪-2‬‬
‫‪4‬‬
‫يتناول ِعلم الَّص رف دراسة ما يأيت‪:‬‬

‫امليزان الصرّيف‪ :‬وهو مقياس وضعه علماء اللغة الَعرب؛ ملعرفة ُبنية الكلمة‪ ،‬وجعلوا‬ ‫‪-1‬‬
‫أصوله الثالثية هي‪ :‬ف ع ل؛ إذ تقابل الفاء احلرف األول من أصل الفعل‪ ،‬وتقابل‬
‫‪5‬‬
‫العني احلرف الثاين‪ ،‬وتقابل الالم احلرف الثالث‪.‬‬
‫ح روف الزي ادة ال يت ت دخل على األفع ال‪ :‬ت دخل بعض احلروف زائ دة على َأص ل‬ ‫‪-2‬‬
‫الكلمة‪ ،‬وتؤّدي معًىن داللّيًا ُمعَّينًا خاّص ًا هبا‪ ،‬وهي جمموعة يف كلمة (سألتمونيها)‪،‬‬
‫مثل األلف الزائدة يف عامِل ‪ ،‬فاألصل الثالثي هو َعِلَم ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أبنية األفعال واألمساء‪ :‬أي إن كانت جُم َّر دة أو مزيدة‬ ‫‪-3‬‬
‫املصادر‪ :‬وتتض ّم ن املصدر الصريح‪ ،‬مثل‪ :‬صعود وانطالق‪ ،‬واملصدر امليمي‪ ،‬مثل‬ ‫‪-4‬‬
‫موِقف‪ ،‬واملصدر الصناعي‪ ،‬مثل وطنّية‪ ،‬ومصدر املرة‪ ،‬مثل َج لسة‪ ،‬ومصدر اهليئة‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫مثل ِو قفة‬

‫املشَتّقات‪ :‬وتتضّم ن اسم الفاعل‪ ،‬مثل كاِتب‪ ،‬واسم املفعول‪ ،‬مثل مكتوب‪ ،‬وصيغة املبالغة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫حِذ ر‪ ،‬والصفة ا شَّبهة‪ ،‬مثل أمحر ومحراء‪ ،‬وامسا الزمان واملكان‪ ،‬مثل َمْو ِعد وَمْو ِقف‪ ،‬واسم اآللة‪،‬‬
‫ُمل‬
‫مثل ِم فتاح‪ ،‬كما يتناول لم الَّص رف األمساء اجلامدة‪ ،‬كعناصر الطبيعة احلّس ية‪ ،‬كشمٍس وَرُج ٍل ‪،‬‬
‫ِع‬
‫‪.8‬فهما امسان ال فعل هلما وال اشتقاق‬

‫د‪ .‬حممد حلواين‪ ،‬المغني الجديد في علم الصرف‪ (،‬لبنان‪ :‬دار الشرق العريب)‪ ،‬ص‪.445-444 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫د‪ .‬عبده الراجحي‪ ،‬التطبيق الصرفي‪ (،‬بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،)1973 ،‬ص‪10-8 .‬‬ ‫‪5‬‬

‫د‪ .‬حممد حلواين‪ ،‬المغني الجديد في علم الصرف‪ ،...‬ص‪.78 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬عبده الراجحي‪ ،‬التطبيق الصرفي‪،...‬ص ‪.216‬‬


‫‪ 8‬د‪ .‬حممد حلواين‪ ،‬المغني الجديد في علم الصرف‪( ،‬لبنان‪ :‬دار الشرق العريب)‪ ،‬ص‪208-207 .‬‬

You might also like