You are on page 1of 12

‫اإلشتقاق الكبير واألكبر‬

‫مادة الدراسية‪ :‬فقه اللغة‬


‫محاضر‪ :‬األستاذ أمين ناصر الماجستير‬

‫اعداد ‪:‬‬

‫‪1.‬‬
‫‪2110210042‬‬ ‫‪ 2.‬لؤلؤ رمضاني‬
‫‪3.‬‬

‫قسم تعليم اللغة العربية‬


‫كلية التربية‬
‫الجامعة اإلسالمية الحكومية بقدس‬
‫‪2022‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫احلم د هلل على نعم ة االميان يف القلب املؤم نني ‪,‬خالق املالئك ة من الن ور املبني ‪ ,‬وجع ل‬
‫املالئكة رسوال للعاملني لتدبري أمر الكون ‪,‬ال يصعون اهلل ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون‪ .‬الصالة و‬
‫السالم على سيدنا اشرف االمبياء و املرسلني ‪,‬سيدنا حممد الذي جاء با حلق املبني‪ ,‬و ارسله اهلل‬
‫تعلى رمحة للعاملني و على اله و اصحابه و من تبعهم بااحسان اىل يوم الدين‪ ,‬اما بعد‪ .‬فاالشكر‬
‫اهلل تعلى على نعم ه و هدايت ه ح ىت نس تطيع ان نكتب البحث ملرحل ة الثني ة اجلامع ة االس المية‬
‫احلكومية بقد حيث أن الغرض من إعداد هذه الورقة هو إجناز مهمة دورة علم فقه اللغة‪ .‬نأمل أن‬
‫تكون ورقتنا البحثية أداة تعليمية وتعليمية للقراء‪ .‬ال ننسى أن نعرب عن امتناننا للمحاضرين يف‬
‫دورة علم فقه اللغة الذين يدرسهم األستاذ امني ناصر ‪،‬الذي قدم التوجيه واإلرشاد حىت أمتكن من‬
‫إكمال هذه املقالة‪.‬‬
‫باب األول‬

‫خلفية البحث‬ ‫أ‪.‬‬


‫الصرفية لغة هي التغيري‪ ،‬ويقال له التصريف‪ .‬وأما اصطالحا حتويل األصل الواحد‬
‫إىل أمثل ة خمتلف ة ملع اىن مقص ودة الحتص ل إال هبا كامسي الفائ ل واملفع ول واس و التفض يل‬
‫والتشبيه واجلمع وإىل غري ذلك‪ .‬وظيفة صرفية هي خاصة بالنسبة إلتقان جوانب القدرة‬
‫الناطقة باللغة العربية اليت قراءة وفهم الكتب اليت تتحدث اللغة العربية (مهرتئة) هو العلم‬
‫الذي هو املعرفة العملية والتطبيقية‪ ،‬وهذه املعرفة جماالت تطبيق معني مثل كتاب القرآن‬
‫وكتب احلديث وكتب اليت يتعلق باللغة العربية‪.‬‬
‫واللغة العربية كسائر اللغات عرضة للتطور أصاهبا ما أصاب اللغات أالخرى من‬
‫تطور ومنو وعملت فيه ا تلك العوام ل ال يت تت أثر هبا ك ل لغة حي ة‪ .‬وظه رت اجلاحة اللغة‬
‫العربي ة إىل تط وير‪ ،‬ألن اللغ ة العربي ة أو أي اللغ ة ال ميكن أن تثبت ثب وت ال دين‪ ،‬وال أن‬
‫ِّرهبا كل قوم عن أغراضهم‪ ،‬وأالغراض ال تنتهي تستقل استقالل احلي‪ ،‬ألنها ألفاظ يعب‬
‫وهو يرون أالغراض تتجدد‪ ،‬واملعاين ً واملعاين التنفد‪ ،‬والناس ال ميكن أن يعيشوا خرسا‬
‫تتول د‪ ،‬واحلاض ر هتديهم ك ل ي وم مبخ رتع‪ ،‬والعل وم تط البهم ك ل حني مبص طلحات لفظي ة‬
‫على أالق ل‪ ،‬ألنه ا ك ائن اجتم اعي حي‪ ،‬وتطوره ا ه و أالص ل التجريـيب لفهم س ري احلي اة‬
‫بالكائنات على اختالفها‪ ...‬فكل نبأة ومهسه يف حياة اجلماعة اليت تتكلم لغة ترتك أثرها يف‬
‫هذه اللغة املتكملة وتغريحاهلا‪ ،‬وحتدث أثرها يف تطورها‪.‬‬
‫وإن االش تقاق من أهم خص ائص العربي ة‪ ،‬ورمبا ك ان أمهه ا‪ ،‬ح ىت أف راد االش تقاق‬
‫بالتأليف مجاعة من املتقدمني‪ ،‬منهم األصمعي‪ ،‬وقطرب‪ ،‬وأبو احلسن األخفشي‪ ،‬وأبو نصر‬
‫الباهلي‪ ،‬واملفضل بن سلمة‪ ،‬واملربد‪ ،‬وابن دريد‪ ،‬والزجاج‪ ،‬وابن السراج‪ ،‬والرماين‪ .‬أمهية‬
‫االش تقاق يف تط ور اللغ ة العربي ة والنح اس‪ ،‬وابن خالوي ة‪ ،‬واالش تقاق ه و العام ل املؤثر يف‬
‫تنمية اللغة العربية وهو يف بنية األلفاظ وهذا يكون يف بنية الكلمة من حيث الرتاكيب وأثر‬
‫ذلك كله من تغري وتطور األلفاظ والدالالت‪.‬‬

‫أسئلة البحث‬ ‫ب‪.‬‬


‫ما هو اإلشتقاق وانواعه؟‬ ‫‪.1‬‬
‫ما هو اإلشتقاق الكبري؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما هو اإلشتقاق األكرب؟‬ ‫‪.3‬‬

‫اهداف البحث‬ ‫ت‪.‬‬


‫تعريف اإلشتقاق وانواعه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تعريف اإلشتقاق الكبري‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تعريف اإلشتقاق األكرب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫باب الثاني‬

‫أ‪ .‬البحث‬
‫‪ .1‬تعريف‪ :‬اإلشتقاق‬
‫االشتقاق يف اللغة هوأخذ شق الشيء وهو نصفه ‪ ،‬واالشتقاق األخذ يف الكالم ويف‬
‫اخلص ومة ميين اً ومشاالً م ع ت رك القص د‪ .‬واش تقاق احلرف من ‪ -‬احلرف أخ ذه من ه »‪ .‬وق د‬
‫حافظت كل املعاجم اللغوية العربية على هذا املعىن اللغوي ‪ ،‬دون أن تغري فيه شيئاً‪ .‬أما يف‬
‫االصطالح ‪ ،‬فقد أعطي االشتقاق تعريفات عدة‪ ،‬منها‪« :‬اقتطاع فرع من أصل‪ ،‬يدور يف‬
‫تصاريفه حروف ذلك األصل »‪ ،‬و « أخذ كلمة من أخرى بتغيري ما ‪ ،‬مع التناسب يف‬
‫املع ىن »‪ ،‬و «رد كلم ة إىل أخ رى لتناس بها يف اللف ظ واملع ىن » لف ظ و « ن زع من آخ ر‬
‫‪1‬‬
‫بشرط مناسبتها معىن وتركيباً ومغايرهتا يف الصيغة إخل‪.‬‬
‫مع ىن االش تقاق أخ ذ ص يغة من أخ رى م ع اتفاقهم ا مع ىن وم ادة أص لية‪ ،‬وهيئ ة‬
‫ترکیب هلا‪ ،‬لي دل بالثاني ة على مع ىن األصل بزي ادة مفيدة ألجلها اختلف ا حروفا أو هيئة‪.‬‬
‫هذا ما وضعه السيوطي من تعريف هلذه الظاهرة اللغوية يف العربية؛ وقد كرره ابن جين يف‬
‫كتاب ه (اخلص ائص) من قول ه‪ :‬تأخ ذ أص ال من األص ول فتق راه فتجم ع بني معاني ه‪ ،‬وإن‬
‫اختلفت صيغه ومبانيه‪.‬‬
‫يفي د االش تقاق بن اء ال رتاكيب العربي ة من وج ه البن اء الص رفية ح ىت يفهم الطالب‬
‫املفردات ومعانيها األصلية‪ .‬لفهمه البد للطالب أن يعرفوا صفاته اخلاصة قبل اشتخدامه يف‬
‫اخلطاب اليومي‪ .‬وأما أنواعه وحاالته فكما يلي‪:‬‬
‫(أ) االشتقاق الص غري أو األص غر ه و ن زع لف ظ من آخر أص ل من ه‪ ،‬بشرط اش رتاكهما يف‬
‫املع ىن واألح رف األص ول وترتيب ا‪ ،‬على س بيل املث ال االش تقاق اس م فاع ل (ض ارب)‬
‫واسم املفعول (مضروب) والفعل (تضارب) وغريها‪.‬‬

‫لدكتور إميل بديع يعقوب ( فقه اللغة وحصائها) كفر عقا يف ‪.‬ص‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫(ب) االشتقاق الكبري أو األكرب أو القلب اللغوي هو أن يكون بني كلمتني تناسب يف اللفظ‬
‫واملع ىن دون ت رتيب احلروف على س بيل املث ال ‪ :‬ج ذب‪ ،‬وجب د‪ ،‬ومحد‪ ،‬وم دح‪،‬‬
‫واضمحل وامضحك‪.‬‬
‫(ت) االش تقاق األك رب أو اإلب دال اللغ وي ه و إقام ة ح رف مك ان آخ ر يف الكلم ة‪ ،‬أو "ه و‬
‫ارتباط بعض اجملموعات الصوتية ببعض املعاين ارتباطاً عاماً ال يتقيد باألصوات نفسها‪،‬‬
‫ب ل برتتيبه ا األص لي والن وع ال ذي تن درج حتت ه‪ ،‬وحينئ د م ىت وردت‪ ،‬إح دى تل ك‬
‫اجملموع ات الص وتية على ترتيبه ا األص لي‪ ،‬فال ب د أن تفي د الرابط ة املعنوي ة املش رتكة‪،‬‬
‫سواء احتفظت بأصواهتا نفسها‪ ،‬أم استعاضت عن هذه األصوات‪ ،‬أو بعضها حبروف‬
‫أخر تقارب خمرجها الصويت‪ ،‬أو تتحد معها يف مجيع الصفات"‪ ،‬على سبيل املثال طن‬
‫ودن‪.‬‬
‫(د) االشتقاق الكبار أو حنت هو أن ينتزع من كلمتني أو أكثر‪ ،‬كلمة جديدة تدل على‬
‫معىن ما انتزعت منه‪ ،‬على سبيل املثال بسملة إذا قال ‪ :‬باسم الل اهلل‪ .‬هذه األنواع من‬
‫االش تقاق ت دعو دارس ي اللغ ة العربي ة ب أن يكش فوا املص طلحات العربي ة وحيولوه ا‬
‫الس تخدامها يف تعب ريهم اللغ وي حيث ك ان التعليم أداة توص يل املعلوم ات وتعوي دها يف‬
‫احلوارات العربي ة ومتثي ل الثقاف ة العربي ة ال يت هي من إح دى العوام ل اجلاري ة يف أعماهلا‬
‫‪2‬‬
‫العلمية‪.‬‬

‫‪ .2‬تعريف اإلشتقاق الكبير‪:‬‬

‫وق د اش تقت الع رب من أص ول كالمه ا فاللغ ة العربي ة من أرقى اللغ ات بيان ا خاص ة‬
‫واالشتقاق مستمر‪ ،‬وكانت دائرة االشتقاق‪ ،‬حىت النصف األخري من القرن الرابع اهلجري‪ ،‬ال‬
‫تتع دى الكلم ات املتناس ية يف اللف ظ واملع ىن م ع ت رتيب احلروف‪ ،‬وه ذا م ا يس مى باالش تقاق‬
‫الصغري أو األصغر‪ .‬لكن ابن جين أضاف إليه يف أواخر القرن الرابع اهلجري‪ ،‬بابا أخر يشمل‬
‫الكلمات املشتقة من تقاليب اللفظة الواحدة‪ ،‬مفرتضا أن ‪ 21‬هذه الكلمات تشرتك يف معىن‬
‫‪.Inayatur Rosyidah “Jurnal Pendidikan Ilmiah” Vol. 4 No. 2 (Desember) 2019, hal.112‬‬ ‫‪2‬‬
‫عام " والضرب الثاين هو االشتقاق الكبري أو األكرب أو الكبار‪ .‬وذلك حبسب اجتهاد أصحاب‬
‫درس اللغة بني متقدم ومتأخر‪ ،‬وابن جين هو احمللي فيه ‪.‬‬

‫وع رف ابن جين أن االشتقاق الكبري هو أن تأخ ذ أصال من األصول الثالثية فتعقد عليه‬
‫وعلى تقاليبه السنة معىن واحداً‪ .‬جتتمع الرتاكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه‪،‬‬
‫وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة والتأويل إليه‪ ،‬كما ‪ 22‬يفعل االشتقاقيون ذلك يف‬
‫الرتكيب الواحد‪.‬‬

‫إن كلمة العربية تشتمل على ثالثة عناصر أصلية وقد خيتلف برتتيب احلروف األصول‬
‫عن طري ق القلب وهي تش رتك يف احلروف واملع ىن دون مراع اة لل رتتيب‪ .‬حنو ‪ :‬جي د‬
‫وجذب‪ ،‬فإن احلروف يف املشتق هي عينها يف املشتق منه‪ ،‬واملعىن فيها مناسب‪ ،‬وإمنا الفرق‬
‫بينهم ا ب أن الب اء يف األص ل قب ل ال ذال على عكس الث اين‪ .‬ذك ر ابن ج ين أن ه ذا الن وع مل‬
‫يسمه أحد من أصحابه‪ ،‬غري أن أبا علي رمحه اهلل كان يستعني به‪ ،‬وخيلد إليه‪ .‬مع إعواز‬
‫‪3‬‬
‫االشتقاق األصغر‪ .‬لكنه مل يسمه وقد فطن‪.‬‬

‫امهية االشتقاق يف تطور اللغة العربية‬

‫اخلليل بن أمحد الفراهدي (املتوىف سنة ‪ 175‬ه) إىل هذه الروابط املعنوية يف االشتقاق‬
‫الكبري"‪ ،‬كما قطن إليها قبل ابن جين أستاذه أبو علي الفارسي (املتوىف سنة ‪ 377‬ه) إال‬
‫أن ال ذي توس ع فيه ا ويف ض رب األمثل ة املوض حة هلا ه و ابن ج ين نفس ه‪ .‬وق د اع رتض‬
‫السيوطي على مذهب ابن جين يف االشتقاق األكرب وهو يقول ‪" :‬هذا‬

‫مما ابتدعه اإلمام أبو الفتح ابن جين‪ ،‬وكان شيخه أبو علي الفارسي يأنس به يسرياً‪.‬‬
‫وليس معتمداً يف اللغة‪ ،‬وال يصح أن يستنبط به اشقاق يف لغة العرب"‪ .‬ومييل بعض ‪24‬‬
‫الباحثني املعاصرين إىل القول بأن أصحاب االشتقاق الكبري اقتبسوا فكرة تقليب األصول‬
‫من معجم العني (للخلي ل) واحلق أن ابن ج ين يبت دع ه ذا الن وع من االش تقاق‪ ،‬ذل ك ألن‬

‫‪ 3‬ابن جين املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134 133‬‬


‫أول من التفت إلي ه ك ان إم ام املدرس ة البص رية اخللي ل بن أمحد ص احب العني‪ ،‬ولعل ه أول‬
‫من أش ار إىل م ا يع رف يف العربي ة باملس تعمل واملهم ل‪ ،‬ألن ه ك ان يأخ ذ األص ل الواح د‬
‫ويستخرج منه بطريقة املتوليات الرياضة كل االحتماالت اللغوية مث يقرر أن هذه الكلمة‬
‫مس تعملة وأن تل ك مهمل ة‪ .‬ومل حياول ص احب العني أن يرج ع تق اليب املادة املختلف ة إىل‬
‫مع ىن واح دكما فع ل ابن ج ين ولكن لع ل فك رة كت اب العني هي ال يت أوحت إىل ابن ‪25‬‬
‫‪4‬‬
‫جيت مبوضوع االشتقاق األكرب‪.‬‬

‫وم ع أن بعض احملدثني أعجب وا بابت داع ابن ج ين وح اولوا متابع ة عمل ه‪ ،‬ف إن معظم‬
‫اللغ ويني الق دامي واحملدثني ي رون أن ه ذا الن وع من االش تقاق أض عف أن واع االش تقاق‬
‫وأقله ا فائ دة من الوج ه العملي ة‪ 5،‬وق د الح ظ بعض الب احثني أن املبالغ ة يف االعت داد هبذا‬
‫‪6‬‬
‫النوع‪ ،‬والتمثيل له رمبا قادت إىل الرغم بأن كل‬

‫لفظ تني اتفقت ا ببعض احلروف وإن نقص ح روف إح دامها عن ح روف األخ رى ف إن‬
‫إحدامها مشتقة من األخرى‪.‬‬

‫وقال أمحد حممد قدور ‪":‬أن االشتقاق األكرب بعيد عن سبيال من سبل االشتقاق‪ ،‬وإن‬
‫ب دت في ه بعض مالحمه‪ ،‬فه و ليس إال ب اب القلب أي تب ديل مواق ع احلروف‪ ،‬حنو‪ :‬جب ذ‬
‫وجذب‪ ،‬وأيس وينس‪ .‬ومحد ومدح‪ ،‬أما فكرة التقاليب فليست إال فكرة رياضية وجدت‬
‫عند ابن جين تفسريا لغويا‪.‬‬

‫وتظه ر الباحث ة أن االش تقاق الكب ري يعتم د على كلم تني ف أكثر فيحف ظ في ه املادة‬
‫األصلية هي من حروف ثالثة دون اهليئة عن طريق القلب أو خيتلف يف الرتتيب إىل مدلول‬
‫واحد‪ ،‬ومن أشكال االشتقاق األكرب العديدة سوف تعطي الفرصة الواسعة لتصبح جزءا‬

‫‪ 4‬شوقي ضيف‪ ،‬املدارس النحوية (القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،)1999 ،‬ص ‪32-31‬‬
‫‪ 5‬عبد الرمحن جالل الدين السيوطي املرجع السابق‪ ،‬ص ‪347‬‬
‫‪ 6‬صبعي الصاحل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫من اللغة‪ .‬وتدفع بوجود االشتقاق األكرب يف العربية يف تنمية تلك اللغة نفسها وهي تولد‬
‫‪7‬‬
‫اللغة بألفاظ جديدة‪.‬‬

‫ووجدنا أن كثرة استعمال االشتقاق الكبري سوف تساعد على اتساع اللغة وتنتشر‬
‫وجتري على األلس نة وه ذا ي ؤدي إىل منو يف اللغ ة وإجياد الف اظ جدي دة‪ .‬وكم ا نع رف‬
‫بدخول بعض أشكال االشتقاق الكبري الذي يكون يف معجم العريب‪ ،‬وخالصة القول أن‬
‫أشكال االشتقاق الكبري بوصفها مسامهة يف إثراء املفردات العربية من أجل تدفع يف تطور‬
‫اللغة العربية‪ ،‬وهذا بالتايل يؤدي إىل منو املصطلحات العلمية اجلديدة يف اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ .3‬تعريف اإلشتقاق األكبر‬


‫هو ارتباط نعض اجملموعات الصوتية ببعض املعاين ارتباطا عاما ال يتقيد باألصوات‬
‫نفسها‪ ,‬بل برتتيب األصلي والنوع الذي تندرج حتته‪ .‬ميكن أن يسمى اإلبدال أيضا‪ ,‬أي‬
‫اس تبدال ح روف كلم ة ب أحرف أخ رى متش اهبة يف ص يغة خمراج من الس هل ج دا النط ق‪.‬‬
‫االشتقاق األكرب أو اإلبدال اللغوي هو إقامة حرف مكان آخر يف الكلمة‪ .‬أو هو ارتباط‬
‫بعض اجملموعات الصوتية ال يتقي د ً عاما ً ببعض املعاين ارتباطا باألصوات نفسها‪ ،‬بل‬
‫برتتيبه ا األص لي والن وع ال ذي تن درج حتت ه‪ .‬وحينئ د م ىت وردت إح دى تل ك اجملموع ات‬
‫الصوتية على ترتيبه ا األصلي‪ ،‬فال بد أن تفي د الرابطة املعنوي ة املش رتكة‪ ،‬سواء احتفظت‬
‫بأصواهتا نفسها‪ ,‬أم استعاضت عن هذه األصوات أو بعضها حبروف أخر تقارب خمرجها‬
‫الصويت أو تتحد معها يف مجيع الصفات‪ .‬على سبيل املثال ظن ودن‪.‬‬
‫اإلش تقاق األك رب وأث ره يف تغ ري وتط ور األلف اظ وداللته ا‪ :‬واختالف الب احثون يف‬
‫صلة اإلبدال اللغوي باالشتقاق‪ ،‬إذ اعترب بعضهم أحد أنواع االشتقاق ومساه (االشتقاق‬
‫الكبري) ‪ ،‬أو (االشتقاق األكرب) ‪ ،‬وأن ابن جين الذي توسع يف مفهوم االشتقاق إىل حد‬
‫أدخل فيه القلب اللغوي ومل يعترب اإلبدال ضربا منه‪ ،‬وكذلك فعل السيوطي‪.‬‬

‫‪ 7‬أمحد حممد قدور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪2‬‬


‫واإلبدال املقصود بتسمية االشتقاق األكرب هو اإلبدال اللغوي ال اإلبدال الصريف‪.‬‬
‫واإلب دال الص ريف فه و جع ل ح رف مك ان ح رف آخ ر مطلق اً‪ ،‬حنو ص ام أص لها ص وم أو‬
‫كإب دال الط اء من الت اء يف اص طنع أص لها اص تنع‪ .‬وق د اهتم الص رفيون اهتمام اً كب رياً هبذا‬
‫النوع من اإلبدال‪ ،‬فاختلفوا يف عدد حروفه‪ .‬فهي عند بعضهم تسعة أحرف جيمعها قولك‬
‫ه دأت مؤطي اً‪ ،‬وهي عن د س يبويه أح د عش ر حرف اً‪ ،‬وعن د غ ريه اثن ا عش ر حرف اً‪ ،‬جيمعه ا‬
‫‪8‬‬
‫قولك طال يوم أجندته‪ ،‬أو أربعة عشر‪ ،‬او اثنان وعشرون‪.‬‬
‫وأما اإلبدال اللغوي املسمى باالشتقاق األكرب فهو ارتباط بعض اجملموعات الثالثية‬
‫الصوتية ببعض املعاين ارتباط اً عاما ال يتقيد باألصوات نفسها بل برتتيبها األصلي والنوع‬
‫ال ذي تن درج حتت ه‪ ،‬وحينئ د م ىت وردت‪ ،‬إح دى تل ك اجملموع ات الص وتية على ترتيبه ا‬
‫األص لي‪ ،‬فال ب د أن تفي د الرابط ة املعنوي ة املش رتكة‪ ،‬س واء احتفظت بأص واهتا نفس ها‪ ،‬أم‬
‫استعاضت عن هذه األصوات‪ ،‬أو بعضها حبروف أخر تقارب خمرجها الصويت‪ ،‬أو تتحد‬
‫‪9‬‬
‫معها يف مجيع الصفات‪ ،‬على سبيل املثال كشط وقشط‪.‬‬
‫واالشتقاق األكرب ويقصد به انتزاع كلمة من أخرى بتغيري يف بعض أحرفهما مع‬
‫تشابه بينهما يف املعىن‪ ،‬واتفاق يف األحرف الثابتة ويف خمارج األحرف املغرية‪ ،‬وقد وردت‬
‫من ه ذا اجلدل ح ول االش تقاق األك رب أق رب يف ظ اهرة الص وتية من أن يك ون ظ اهرة‬
‫اشتقاقية‪ .‬إن اإلبدال نظرا إىل مادة لغوية ويقارنوها مبادة أخرى مستبدلني بأصوات األوىل‬
‫أصوات الثانية لتقارب اجملارج أو لتماثل الصفات‪ ،‬وإمنا على جعل هذا اإلبدال عند الكثري‬
‫من الدارس ني نوع ا من أن واع االش تقاق اعتم ادا على تق ارب األص ول وتتماث ل املع اين بني‬
‫الصورتني املبدلة واملبدل منها‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن االشتقاق األكرب إحدى األنواع من االشتقاق‪ ،‬ألن يتفق لفظ من‬
‫لفظ أخر أو أكثر يف احلروف املتقاربة املخرج كلها أو بعضها مع املناسبة يف املعىن‪ ،‬وإن‬
‫أشكال االشتقاق األكرب اليت توفرت يف اللغة الكتابية أو الشفوية سوف يعطي املتحدث‬

‫‪8‬حممد أسعد النادري‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪270‬‬


‫‪ 9‬صبحي الصاحل‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪211-210‬‬
‫باللغة سهولة يف استعمال الفاظ ومعان مناسبة ملا يريد‪ ،‬وإن أهم وظائف أشكال االشتقاق‬
‫‪10‬‬
‫األكرب هي اإلبانة والتوضيح وهي مهمة اللغة إمجاال‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫اإلختتام‬
‫أ‪ .‬خالصة‬

‫االش تقاق يف اللغ ة ه و وأخ ذ ش ق الش يء وه و نص فه ‪ ،‬واالش تقاق األخ ذ يف الكالم ويف‬
‫اخلصومة مييناً ومشاالً مع ترك القصد‪ . .‬أما يف االصطالح ‪ ،‬فقد أعطي االشتقاق تعريفات‬
‫عدة‪ ،‬منها‪« :‬اقتطاع فرع من أصل‪ ،‬يدور يف تصاريفه حروف ذلك األصل‪ ,‬اخل‪.‬‬

‫اإلش تقاق يتك ون من ‪ 4‬ان واع وه و ‪ :‬اإلش تقاق الص غري أو األص غر‪ ,‬اإلش تقاق الكب ري‪,‬‬
‫اإلشتقاق األكرب‪ ,‬و اإلشتقاق الكبار أو حنت‪.‬‬

‫‪ 10‬املرجع السابق‪ ,‬إمام بديع يعقوب‪ ,‬ص‪208‬‬


‫المراجع‬

‫‪.Rosyidah Inayatur “Jurnal Pendidikan Ilmiah” Vol. 4 No. 2 (Desember) 2019, hal.112‬‬
‫لدكتور إميل بديع يعقوب ( فقه اللغة وحصائها) كفر عقا يف ‪.‬ص‪.‬‬

‫حممد أسعد النادري‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪. 270‬‬

‫صبحي الصاحل‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.211-210‬‬


‫إمام بديع يعقوب‪ ,‬املرجع السابق‪,‬ص ‪.208‬‬
‫شوقي ضيف‪ ،‬املدارس النحوية (القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،)1999 ،‬ص ‪32-31‬‬
‫عبد الرمحن جالل الدين السيوطي املرجع السابق‪ ،‬ص ‪347‬‬
‫صبعي الصاحل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫أمحد حممد قدور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫ابن جين املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134 133‬‬

You might also like