Professional Documents
Culture Documents
مع تنوع العلوم وتوسع االختصاصات ،رأى النور علم جدي ٌد يدعى العلم الكوني للغات The Universal Science of
Linguisticsمنذ حوالي 30سنة وتم االعالن عنه رسميًا في تشرين الثاني عام 2003في جامعة لندن .ثم تبعتها بعض
الجامعات االميركية بالبحث والدراسة.
وقد وجد الدكتور سعيد Lابراهيم الشربيني وهو أحد المتخصصين في هذا المجال ،أن اللغة العربية تتمتع بخصائص مذهلة ،لعلها
السبب في ثباتها وصمودها عبر آالف السنين ،ولعلها تكون سببًا في بقائها واستمرارها إلى وقت طويل في حين يدقق العلماء في
أسباب تساقط عدد كبير من اللغات األخرى واندثارها.
الحظ العلماء أن اللغات األلف المعروفة في العالم بدأت تندثر ،وأن 400لغة إلى اآلن قد ماتت ولم يبق سوى 604لغات وأن
اللغات قد توقفت عن االنجاب أي لم تظهر منذ وقت طويل أية لغة مستحدثة جديدةL.
وفي الهند وحدها ماتت 40لغة في العام الماضي ،ومعدل وفيات اللغات هو لغة واحدة في كل أسبوع أي بمعدل 50لغة في السنة
الواحدة.
اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر ،والمادية هي سمة العصر ،وحاجة الناس إلى الكالم المختصر تتسارع ،وال وقت لديهم
لتصريف األفعال واالعتناء باأللفاظ دونما فائدة تذكر ،ففي اللغة االنجليزية 22طريقة للتعبير الزمني (ماضي – ماضي قريب –
حاضر – مستقبل…).
وإذا فقدت اللغة أزمانها (الماضي والحاضر والمستقبل) وضمائرها تصبح “معوقة”.
وآخر لغة ماتت هي اللغة النوبية في مصر .وقد سبقتها وفاة اللغة الالتينية .ومعنى وفاة اللغة أن استعمالها قد انحسر لدرجة انها
لم تعد متداولة بين الناس وانها أصبحت مقتصرة على العلماء والمتخصصين وبعض المتشددين Lالذين بوفاتهم يتوقف استعمال
اللغة نهائيًا بين الناس.
واللغة المقبلة على الوفاة هي اللغة التي ال تمد حروفها وال تنفس فيها أي ال تحتاج إلى طول االنفاس خالل اللفظ فإذا تسارعت
األلفاظ تعتبر اللغة أنها تلهث وذلك قبيل الوفاة وذلك بعكس اللغة العربية التي تمد حروفها وتحتاج إلى أنفاس الخراج بعض األلفاظ
فيها.
ومن أسباب موت اللغات كذلك هو عجزها عن تفسير المعاني المطلوبة والمتوفرة في لغات أخرى ،فضيق اللغة يعني عدم قدرتها
على مجاراة الزمن ومتطلبات العصر.
حرف الراء في اللغة يعادل المادة الخضراء في الشجرة وهو عالمة حياة اللغة ومتى فقد هذا الحرف أو عدِّل أو خفف فمعنى ذلك
أن اللغة قد فقدت الروح.
وأما حرف الباء فهو الجذع الرئيسي لشجرة اللغات ولفظه الصحيح يعني صحة اللغة وسالمتها ومتى خفف لفظ هذا الحرف ليصير
حروفًا أخرى فالمعنى أن اللغة دخلت مرحلة الشيخوخة.
أما “أل” التعريف في بداية عدد من اللغات فهو جذر هذه اللغات وهو عالمة حياتها واستمرارها .وهذه الميزة نقلت اللغة العربية
من أسفل قائمة اللغات إلى المرتبة الثانية ألن أل التعريف هي عالمة عدم قابليتها للموت.
يرى البروفسور ديفيد كريستال وهو مقيم في ويلز في بريطانيا بحسب د .الشربيني ،أن هناك لغة أم بدأت بها البشرية وهي لغة
حيّ ة باقية وال زالت متداولة بين الناس وال بد من وجود أشخاص يجيدونها على الدوام وستبقى هذه اللغة وتستمر .لكنه ترك لمن
سيأتي بعده Lتحديد أية لغة هي هذه اللغة األم.
تجري المقارنة بين اللغات على مستويات عدة لمعرفة ما إذا كانت تنحدر من لغة أم واحدة .فهناك لغة أم وابنتها وربما حفيدتها.
وتجري المقارنة بين تشابه األلفاظ والمعاني ،كما تجري مقارنة التأنيث والتذكير في األفعال وفي ضمائر الجمع والمتكلم والغائب
والمخاطب.
فنجد عالقة جينية بين الالتينية وااليطالية ونجد أنواعًا من الشبه في الصرف والنحو بين اللغتين العربية واليابانية .ولعل ما ثبت
الح ْمي ِر ي كان يسيطر على بعض جزر اليابان في العصور القديمة ما يفسر مثل هذه العالقة ،والقول هنا للدكتور من أن االسطول ِ
الشربيني.
وعلى سبيل المثال فإن شيًئا من الشبه يظهر بين كلمة girlاالنكليزية وكلمة جارية بالعربية ومعناهما “فتاة”.
أما كلمة talkفربما كان مردها إلى كلمة انطلق أي تكلم وحدك دون تبادل للحديث مع الغير.
النسيج الصوتي:
زيادة على المعاني في كل لغة تجري دراسة األلفاظ واألصوات الناجمة عنها ،وعلى الرغم من حداثة هذه الدراسات فقد انتبه
علماء الغرب إلى سالسة ألفاظ القرآن وانسيابها وتجاورها في جمل موسيقية منسجمة ليس فيها ما يخدش األسماع .وقلّما تجد
لغةً في العالم غير العربية يمكن تلحين جملها المنثورة بنغمات موسيقية بهذه الكثافة.
وهناك أحرف في بعض اللغات تشير إلى خلل في اللفظ مثل الحرف الفرنسي oويسمى “الحرف الناسف” ألنه يوقف انسياب
الجملة عند لفظه وينسف اللفظ الذي بعده.
وكذلك في اللغة االنكليزية بحيث يلغي هذا الحرف لفظ الحروف اآلتية بعده مثل court – walk – talkالخ…
ومن الدالئل على موت بعض اللغات ألسباب صوتية هو تجاور بعض الحروف غير المنسجمة مع بعضها مثل حرفي القاف والجيم
واللغة العربية ليس فيها كلمات يتجاور فيها مثل هذين الحرفين.
تتميز اللغة العربية بكثير من الخصائص فهي تحتوي على أوسع المفردات وأكثر األوصاف ،وتراعي كافة الضمائر وتصرف
األفعال في كافة األزمنة ،كما تراعي التأنيث والتذكير .وتمتاز بالمثنى وهو ما بين الجمع والمفرد.
ومن أهم ما تتميز به اللغة العربية أنها بقيت محافظة على جميع قواعدها وخصائصها وغالبية مفرداتها رغم مرور آالف السنين
عليها ،بينما نجد أن الفرنسية واالنكليزية مثالً تعرضتا منذ العصور الوسطى لتعديالت واسعة حتى تمكنتا من مجاراة العصور
المتأخرة ،لجهة األلفاظ وتصريف األفعال وتعديل بعض التعابير.
– الجهاز الكاشف
انجز العلماء جهازًا يدعى Machine Translationوهو عبارة عن آلة صغيرة الحجم توضع أمام الفم لتعطي على
الشاشة عدد األصوات التي تصدر عنه عند التلفظ بحرف أو كلمة ما.
أمكن لهذا الجهاز أن يعطي فكرة عن التأثير الصوتي واالنفعالي لكل حرف أو كلمة.
جاء هذا الجهاز بنتائج جيدة لعدد كبير من اللغات على حد قول الدكتور الشربيني ،لكن المفاجأة كانت مع اللغة العربية إذ كيف
تعطي “أل” التعريف ثالثة أصوات على الشاشة وهذا طبيعي بينما تعطي كلمة “هللا” صوتًا واحدًا! اذ عجز الجهاز عن احصاء
عدد األصوات التي تخرج من حرف “الالم” المشددة Lفي لفظة اسم الجاللة ،مما دعا العلماء إلى تسمية هذا الصوت بالصوت
المهيمن ، The over whelming soundومن الغريب أن لفظ الالم المفخمة غير موجود في أية كلمة عربية باستثناء
لفظ اسم الجاللة “هللا و اللهم” .ثم تأتي الالم مخففة في بقية األلفاظ التي تبدأ باأللف والالم…
أعطى لفظ كلمة رب على الجهاز األثر الصوتي اآللي لعبارات محددة مثل الباعث والخالق والمعطي والمنشئ والمكرم ،وذلك عند
لفظ حرف “الراء” من كلمة رب.
مما جعل المعنى اآللي المنبعث من حرفي الراء والباء مجتمعين أن رب تعني الخالق األكبر والباعث األكبر والمعطي األكبر.
وفي الختام فإن األبحاث ال زالت جارية حول اللغة األكثر صمودًا بين لغات العالم ولم تتوقف بعد وال زالت اللغة العربية تعطي
أفضل النتائج بين سائر اللغات وبشائرها تتضح تباعًا ،وتتميز اللغة بمفردات ليست في غيرها فالشكر والمدح معروفان في معظم
اللغات لكن الحمد والتسبيح والتكبير مثالً ليست موجودة إال في قاموس اللغة العربية ويكفي Lأن جامعة لندن قررت تصنيف اللغة
العربية بأنها واحدة من اللغات األم وتم اعتمادها في تصانيف كثيرة Lعلى أنها لغة باقية وقابلة للعيش طويالً .ومن المتوقع أن ال
يبقى من لغات العالم سوى 15لغة متداولة في العام 2030وال يصمد منها حتى العام 2090إال 3لغات والعربية واحدة من هذه
اللغات الصامدة الثالث.
ويكفي تفسير لفظة “عربية” من وحي القرآن لقوله تعالى{ :عربًا أترابًا} وتعني شبابًا لكي نستلهم أن اللغة العربية التي صمدت
1400سنة حتى اآلن هي لغة شابة لن تموت .انها لغة القرآن ولغة أهل الجنة ،انها لغة الخلود.
- Arabic language is the only language that will remain at the end of this
century, In shaa.a-llaah
-في بريطانيا يتم تدوين معظم االبحاث الهامة والملفات والوثائق المهمة والضرورية باللغة العربية لتكون متاحة الجيالهم
القادمة
- In Britain most important researches, audit files, documents etc. are
translated into
Arabic to be available for future generations – because English language will
also die
-االلف والالم هي جذر شجرة اللغة في هذا العلم والراء هو الروح والباء العمود الفقري والميم تربة اللغة ومقياس طول حياة
اللغة بتواجد االلف والالم فيها وصحة نطق الراء والباء
الترجمة الوحيدة لكلمة {الحمد} هي الحمد ،فالحمد وصف بما هو حق ،والشكر يكون من عطاء أو مقابل ،والمدح قد تكون فيه
مبالغة
"Älhämdu".
It doesn't exist in any other language.
Älhämd is truthfully describing, while Praising can exceed the truth and
thanking can be a reverse
reward...
لفظ الجاللة "هللا" يعطي آليا صوتا واحدا عوض الخمسة -وهذا أدى إسالم أحد مخترعي هذه اآللة التي تحسب أصوات األلفاظ ،-
وهو -لفظ الجاللة "هللا" -لفظ جامع لكل األسماء الحسنى والصفات العلى
كلمة "رب" ،الراء فيها تعني أو تشمل أو تدل على كل صفات الربوبية التي قد يشترك فيها المخلوق مع الخالق ،فاهلل تعالى يعطي
والناس يعطون ،هللا تعالى يهب والناس يهبون ،هللا تعالى يكرم والناس يكرمون ،هللا تعالى يحيي ويميت ،والناس يحيون
ويميتون وهكذا -علما أن عطاء وهبة وكرم وإحياء وإماتة هللا تعالى مطلق وعطاء وهبة وكرم وإحياء وإماتة الناس نسبي ،-
لهذا فالباء في "رب" تعني Lأو تشمل أو تدل على األكبر ،فاهلل تعالى هو المحيي األكبر ،والمميت األكبر ،والمعطي األكبر ،
والكريم األكبر ،والوهاب األكبر وهكذا -تذكر أخي وتذكري أختي مصطلحي المطلق والنسبي فهما مفيدان جدا في فهم وضبط
الفروق في هذا الباب ،فملك هللا تعالى الخالق مطلق ،وملك المخلوق مقيد أو نسبي ،وقدرة هللا تعالى الخالق القادر مطلقة
عربي تعني الشاب الذي ال يشيخ ،وعليه فمن معاني {عربا أترابا} الشابات المتقاربة السن اللواتي ال يشخن
-والكثير من المعلومات الجديدة األخرى التي كشفها الدكتور سعيد الشربينى عالم اللغة الكونى ،بارك هللا تعالى فيه ،في جامعة
لندن قسم علم اللغة الكوني حيث يسمى فيها قسم اللغة العربية بقسم اللغة األم
Many other information can be gained from listening to both lectures In
shää.ä-llaah
وهناك ثالثة كتب في األقل تبرهن ن على أن اللغة العربية أقدم اللغات وأنها األصل الذي تفرعت منه اللغات األخرى.
وأ َّو لها كتاب األب أنستاس ماري الكرملي "نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها" .يقول الكرمي في تصديره لكتابه" :هذا بحث
وإيضاحا لما فيها من دقائق األوضاع،
ً صا للحقيقة ،ودفاعًا عن اللغة المضرية،لغوي ،جريت فيه على األسلوب الحديث تمحي ً
ُ
وخفايا األسرار ،وغوامض الحروف ،وخصائصها ،وبدائع الصيغ وأوزانها ،وما فيها من مختلفات لغى القبائل ،متوق ًعا البلوغ به
إلى الحق ،غير مبتغ أج ًر ا وال شكورا؛ إنما كل أمنيتي خدمة العربية ،وحمل أبنائها على السير في مثل هذا المنهج ،ليعلم غيرهم أن
لسان العرب فوق كل لسان ،وال تدانيها لسان أخرى من ألسنة العالم جماالً ،وال تركيبا ،وال أصوال ،وال ...وال ...وال.)150("...
ويحوي الكتاب تسعة وثالثين فصالً يعرض فيها المؤلف آراءه مقارنًا بين اللغاتُ ،م ْر ِج ًعا كثي ًرا من الكلمات في لغات عديدة إلى
أصول عربية .ويذكر أن من أسباب عدم Lاهتمام المستشرقين بهذه الحقيقة أنهم " ...ال يريدون أن يكون بين العربية وبين لغاتهم
أدنى صلة ،أو مجانسة ،أو مالبسة ،أو مشابهة ،خوفًا من أن يقال لهم ،أو أن نقول لهم نحن العرب :بيننا وبينكم ،يا قوم ،لُحمة
نسب قديم ،وصلة رحم؛ وهو مما يتبرأون منه ،وينبذونه من مسامعهم ،بل ينفضون ثيابهم عند سماع هذه الكلمات ،كأنها
تدنسهم ،وتدنس Lثيابهم ،بل ال يريدون أن يتصوروا مثل هذه الفكرة ،الهادمة ألبنيتهم المتصدعة المتشققة ،تلك األبنية التي
أقاموها منذ أن وضع أسسها إمامهم األلماني األكبر مكس ُملَر"(.)151
ولست أريد هنا مناقشة ما في الكتاب من آراء أو اشتقاقات ،وسأرجئ هذا إلى ما بعد الفراغ من الكتابين اآلخرين.
والكتاب األول لمؤلف هندي اسمه محمد أحمد مظهر وعنوانه "العربيةُ :أص ُل اللغات كلها" .ويؤسس المؤلف كتابه على نبوءة
لنبي الطائفة األحمدية التي ظهرت في الهند ،فيقول ما ترجمته" :زعم حضرة ميرزا غالم أحمد ،المسيح الموعود ،أن اللغة
العربية أ ّم اللغات كلها ،وكان زعمه مبنيًّا على المعرفة التي ُأوحيت إليه"( .)152كما يشير إلى أن حضرة ميرزا غالم أحمد ألّف
كتابًا سنة *1895أسماه " ِمنَن الرحمن" حاول فيه البرهنة على هذا القول مستدالً بعدد من اآليات القرآنية .ويحدِّد ميرزا رأيه في
كلمة ألقاها في مؤتمر األديان الكبرى الذي عقد في الهور سنة 1896بقوله" :لقد بيّنّا في كتابنا " ِمنَن الرحمن" أن اللغة العربية
هي اللغة الوحيدة التي تستطيع القول بأنها اللغة اإللَهية ،اللغة التي تنبثق Lمنها كل أنواع المعرفة ،واللغة األم لكل اللغات ،والوسيط
األول واألخير لحمل الوحي اإللَ هي .فهي األولى ألنها كلمة هللا األولى ،وألنها اللغة التي تعلّم البشر أن يصوغوا لغاتهم منها ،كما
أنها األخيرة ألن كتاب آخر الرساالت السماوية ـ أي القرآن ـ كان باللغة العربية"(.)153
ولتأكيد هذا الرأي يؤلف مظهر هذا الكتاب ،وتقوم األدلة التي أتى بها على بعض المبادئ التي ذكرها في المقدمة ،وهي:
1ـ وجود قوانين محددة Lعن طريقها اشتَقَّت اللغات كلُّها جذو َرها من اللغة العربية .
2ـ أن هذه القوانين واضحة وبسيطة ،كما أنها مقبولة في الدراسات الفيلولوجية ،لكن الغربيين لم يحاولوا تطبيقها على العربية .
3ـ أنه يمكن تطبيق هذه القوانين على اللغات كلها إذا قسمنا جذور الكلمات في كل اللغات إلى عشرة أقسام(.)154
ويتكون الكتاب من ثالثة أبواب :يتكلم في الباب األول عن مسألة النقاش في أصل اللغة .ويتفرع النقاش فيه إلى سبب تجاهل
األوروبيين للكالم عن اللغة العربية عند مناقشتهم مسألة أصل اللغة ،ويدلل ـ من بعد ـ على أن اللغة العربية عالمية وأنها لغة
منضبطة ،وأنها أحسن اللغات .ثم يتكلم عن المبادئ التي اتبعها في اشتقاق جذور الكلمات في اللغات المختلفة من اللغة العربية. .
الخ.
وفي الباب الثاني يحلل الكيفية التي اشتقت بها اللغات جذورها من العربية ،ويتكون الباب الثالث من قاموس للجذور من مختلف
اللغات وأصولها العربية.
أما القوانين التي تحكم تغيير الجذور العربية إلى الجذور المقابلة لها في تلك اللغات فهي عشرة:
وهذه هي الجذور األساسية في العربية التي يمكن أن تغيَّر في اللغات األخرى ،وذلك بتغيير ترتيبها أو بالزيادة عليها أو النقص
منها بحسب القوانين الستة األخرى وهي:
هـ ـ قَ ْل ُ
ب الجذ ِر الثالثي .
وـ قلب الجذر الثنائي .
زـ* الزيادة في أول الجذر .
ح ـ الزيادة في نهاية الجذر .
ط ـ إبدال صوت في جذر الكلمة العربية بصوت آخر في الموضع نفسه .
ي ـ حذف صوت من بداية الجذر العربي في نظيره غير العربي(.)155
ويمكن أن نلحظ هنا أنه ال يَ صعب على هذه القوانين تغيير أية كلمة في أية لغة إلى أية صيغة نريدها ،ولذلك لن أتوقف عند مناقشة
تحليله.
والكتاب الثاني من تأليف تحية عبد العزيز إسماعيل* * بعنوان" :اللغة العربية الفصحى ،أ ُّم اللغات الهندية واألوروبية وأص ُل
الكالم" ،ونشر في القاهرة سنة 1989م( .)156وال يستحق هذا الكتاب ـ على الرغم من الضجة التي قامت حوله ـ أي تعليق ،ذلك
أنه مكتوب بلغة إنجليزية ركيكة ج ًّد ا وهو األمر الذي أدى إلى الغموض في كثير من النقاط التي نوقشت .هذا أوالً؛ وثانيًا أنه يفتقر
إلى أدنى درجات التخطيط المنهجي الذي رأيناه في الكتاب السابق .فهو يدخل مباشرة في معالجة الموضوع من غير أن يرسم لنا
أهداف البحث والطرق التي يتبعها في معالجة القضايا المطروحة .وثالثًا ،هو مآلن باألخطاء التاريخية عن اللغة العربية ذاتها.
ومن ذلك ما تذكره المؤلفة في المقدمة من أن النحويين Lالعرب في القرن السابع الميالدي سجلوا كل كلمة نطقها العرب .وهو قول
غير صحيح ألن اللغويين العرب لم يبدأوا في تسجيل الشعر العربي ومتن اللغة إال في القرن الثامن ،ثم إنهم باعترافهم لم يسجلوا
مما قالت العرب إال أقله ،كما قال أبو عمرو بن العالء.
ويجمع هذه الكتب الثالثة وغيرها أنها غير مقنِعة علميا .وحتى لو صحت المقارنات التي توردها هذه الكتب فهي ال تفيدنا Lشيًئا في
إثبات أن الجذور العربية كانت األصول التي جاءت منها هذه الكلمات .فأقصى ما يمكن أن تدل عليه ـ إن كانت صحيحة ـ أن هناك
تشابهات بين اللغة العربية واللغات األخرى .كما يمكن النظر إلى هذه التشابهات على أن مصدرها الصدفة المحض أو اقتراض
اللغات بعضها من بعض على مدى أكثر من ثمانية آالف سنة من هجرات األقوام واحتكاكهم بعضهم ببعض( .)158Lوالدليل على أن
صحيحا أننا نجد كتبًا أخرى تأخذ هذه األمثلة نفسها لكي تزعم أن اللغة العربية نفسها مشتقة من
ً ما وصلت إليه هذه الكتب ليس
لغات أخرى .ومن ذلك ما يراه لويس عوض من أن اللغة العربية فرع من فروع أسرة اللغات الهندية األوروبية( .)159وكذلك ما
يراه المؤلف التركي نعيم حازم أوناط؛ إذ يزعم أن مقارنة الجذور العربية بالجذور التركية تدل على أن اللغة العربية أخذت أكثر
جذورها من جذور من اللغة التركية( ،)160بل إن هذا المؤلف كان ير ّد في كتابه هذا على كتاب الكرملي الذي عرضناه هنا.
و بعتبر كتاب اللغة العربية أصل اللغات كلها لعبد الرحمان أحمد البوريني تتويج لكل هذه الدراسات بحيث يقول في الصفحة 21
من كتابه في طبعته األولى ما يلي:
كتاب عنوانه “اللغة العربية أصل اللغات” ..والكتاب باإلنجليزية والمؤلفة هي تحية عبد العزيز إسماعيل أستاذة متخصصة في علم
اللغويات ،تدرس هذه المادة في الجامعة ،إذن هي ضالتي..
وعرفت أنها قضت عشر سنوات تنقّ ب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الحكم القاطع..
فازداد فضولي وشوقي والتهمت الكتاب في ليلتين.
والكتاب في نظري ثروة أكاديمية وفتح جديد Lفي علم اللغويات يستحق أن يلقى عليه الضوء ،وأن يقيّم وأن يأخذ مكانه بين
المراجع العلمية المهمة.
وألفت نظر القارئ أوال أن يمر بعينيه على الجداول الملحقة بالمقال ويالحظ األلفاظ المشتركة بين اللغة العربية واإلنجليزية ،وبين
العربية والالتينية ،وبين العربية واألنجلوساكسونية ،وبين العربية والفرنسية ،وبين العربية واألوروبية القديمة ،وبين العربية
واليونانية ،وبين العربية واإليطالية ،وبين العربية والسنسكريتية ،ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع فيه كل شوارع
اللغات المختلفة ،وهذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات والمحيطات التي تفصل شعوبها بعضها عن بعض وأعود إلى
السؤال:
لماذا خرجت المؤلفة بالنتيجة القاطعة أن اللغة العربية كانت األصل والمنبع ،وإن جميع اللغات كانت قنوات وروافد منها؛ تقول
المؤلفة في كتابها:
أن السبب األول هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات األخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة الالتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط،
والساكسونية بها ألفا جذر! بينما العربية بها ستة عشر ألف جذر لغوي ،يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل واالشتقاق
والتركيب ..ففي االنجليزية مثال لفظ Tall بمعنى طويل والتشابه بين الكلمتين في النطق واضح ،ولكنا نجد أن اللفظة العربية
تخرج منها مشتقات وتراكيب بال عدد (طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل ..إلخ ،بينما اللفظ اإلنجليزي
Tallال يخرج منه شيء.
ونفس المالحظة في لفظة أخرى مثل Goodباإلنجليزية وجيد بالعربية ،وكالهما متشابه في النطق ،ولكنا نجد كلمة جيد يخرج
منها الجود والجودة واإلجادة ويجيد ويجود وجواد وجياد… إلخ ،وال نجد لفظ Goodيخرج منه شيء!
ثم نجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن ..فمثال قاتل وقتيل وفيض وفيضان ورحيم ورحمن
ورضى ورضوان وعنف وعنفوان ..اختالفات في المعنى أحيانا تصل إلى العكس كما في قاتل وقتيل ،وهذا التلوين في اإليقاع
الوزني غير معروف في اللغات األخرى ..وإذا احتاج األمر ال يجد اإلنجليزى بدا من استخدام كلمتين مثل Good & Very
Goodللتعبير عن الجيد واألجود.
وميزة أخرى ينفرد بها الحرف العربي ..هي أن الحرف العربي بذاته له رمزية وداللة ومعنى ..فحرف الحاء مثال نراه يرمز للحدة
والسخونة ..مثل حمى وحرارة وحر وحب وحريق وحقد وحميم وحنظل وحريف وحرام وحرير وحنان وحكة وحاد وحق..
بينما نجد حرفا آخر مثل الخاء يرمز إلى كل ما هو كريه وسيئ ومنفر ،ويدخل في كلمات مثل :خوف وخزي وخجل وخيانة
وخالعة وخنوثة وخذالن وخنزير وخنفس وخرقة وخراء وخلط وخبط وخرف وخسة وخسيس وخم وخلع وخواء..
ونرى الطفل إذا لمس النار قال ..أخ ،ونرى الكبير إذا اكتشف أنه نسي أمرا مهما يقول“ :أخ”؛ فالنسيان أمر سيئ ،وهذه الرمزية
الخاصة بالحرف والتي تجعله بمفرده ذا معنى هي خاصية ينفرد بها الحرف العربي ..ولذا نجد سور القرآن أحيانا تبدأ بحرف واحد
مثل :ص ،ق ،ن ،أو ،ألم ..وكأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئا.
نستطيع أن نؤلّ ف بالعربية جمال قصيرة جدا مثل “لن أذهب” ومثل هذه الجملة القصيرة يحتاج اإلنجليزي إلى جملة طويلة
ليترجمها فيقول I shall not goليعني بذلك نفس الشيء؛ ألنه ال يجد عنده ما يقابل هذه الرمزية في الحروف التي تسهل
عليه الوصول إلى مراده بأقل كلمات.
وإذا ذهبنا نتتبع تاريخ اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها فسوف نكتشف Lأن نحوها وصرفها وقواعدها
وأساليب التراكيب واالشتقاق فيها ثابتة لم تتغير على مدى ما نعلم منذ آالف السنين ،وكل ما حدث أن نهرها كان يتسع من حيث
المحصول والكلمات والمفردات كلما اتسعت المناسبات ،ولكنها ظلت حافظة لكيانها وهيكلها وقوانينها ولم تج ِر عليها عوامل الفناء
واالنحالل أو التشويه والتحريف ،وهو ما لم يحدث في اللغات األخرى التي دخلها التحريف واإلضافة والحذف واإلدماج
واالختصار ،وتغيرت أجروميتها مرة بعد مرة.
وفي اللغة األلمانية القديمة نجد لغة فصحى خاصة بالشمال غير اللغة الفصحى الخاصة بالجنوب ،ونجد أجرومية مختلفة في
اللغتين ،ونجد التطور يؤدي إلى التداخل واإلدماج واالختصار والتحريف والتغيير في القواعد ،ونفس الشيء في الالتينية
وأنواعها في اليونانية وفي األنجلوساكسونية ،ولهذا اختار هللا اللغة العربية وعاء للقرآن؛ ألنه وعاء محفوظ غير ذي عوج،
وامتدح قرآنه بأنه {قرآنا عربيا غير ذي عوج}.
وح ّد ث وال حرج عن غنى اللغة العربية بمترادفاتها حيث تجد لألسد العديد من األسماء؛ فهو الليث والغضنفر والسبع والرئبال
والهزبر والضرغام والضيغم والورد والقسورة… إلخ.
ونجد كل اسم يعكس Lصفة مختلفة في األسد ،ونجد لكل اسم ظالال ورنينا وإيقاعا.
ومن الطبيعي Lأن يأخذ الفقير من الغني وليس العكس ،ومن الطبيعي أن تأخذ الالتينية والساكسونية واألوروبية واليونانية من
العربية ،وأن تكون العربية هي األصل األول لجميع اللغات ،وأن تكون هي التي أوحيت بقواعدها وتفعيالتها Lوكلماتها إلى آدم كما
قال القرآن{ :وعلم آدم األسماء كلها}.
ولكن المؤلفة ال تكتفي بالسند الديني ،وإنما تقوم بتشريح الكلمات الالتينية واألوروبية واليونانية والهيروغليفية ،وتكشف عن
تراكيبها وتردّها إلى أصولها العربية شارحة ما ج ّد على تلك الكلمات من حذف وإدماج واختصار تفعل هذا في صبر ودأب وأناة
ومثابرة عجيبة.
لغة آدم .
خالد سعد فردان القحطاني
عند الحديث عن لغة آدم فإن هذا الموضوع كالحديث عن أمور الغيب ال يستطيع أحد أن يجزم فيه بقول صحيح ولكن نستطيع أن
نضع بعض النقاط والتلميحات لعلها تكون مدخالً لمن أراد البحث العلمي في هذا الموضوع ولعل الكشوفات القادمة سوا ًء اآلثارية
أو العلمية تزيل الغموض عن هذا الموضوع أو لعل تطور علم اللغات أو ما يسمى حديثا ً باسم " اللغة الكونية " يكشف عن لغة
آدم " ..وما أوتيتم من العلم إال قليال " ...
إن الباحثين عن لغة آدم Lفي األغلب ليسوا من مناصري نظرية التطور لداروين والتي ترى أن التطور الخلقي من خلية أحادية ...
إلى قرد ..إلى إنسان أول ...إلى اإلنسان الحالي تشمل أيضا ً مسألة تطور اللغة وقد يوافقهم بعض أصحاب األديان السماوية في
مسألة التطور وهو ليس تطورا بمفهوم الداروينية ولكنه اعتقاد بوجود بشر قبل آدم Lويستدلون باآلية " إن هللا اصطفى آدم ونوح
وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فيرون أن اصطفاء آدم Lكان اصطفاءا من بين آخرين ...وهناك حديث عند الصوفية
( إسناده ضعيف جداً ) "قبل آدم ألف آدم ..أو ألف ألف آدم "... Lفتم اصطفاء آدم ليكون تاج الخليقة ولكن هؤالء أيضا ً يختلفون
مع الداروينيين في مسألة اللغة هل تطورت أم هي مما خص به آدم توقيفا ً وجبل عليه
يقول نعوم تشومسكي عالم اللغويات الشهير :إن اللغة سمة بشرية " أي قابلية الكالم والتعبير غريزة في البشر تميزه عن
الحيوان
وهناك أمر آخر وهو زمن آدم ؟!! متى كان أو متى كان بدء هذه الدنيا؟
عمر الكون يقدر بـ 13مليار سنة ولكن المقصود عمر اإلنسان على األرض !!! .
في التوراة نجد عمر الحياة على األرض بل عمر الكون 6018سنة !!! واالكتشافات األثرية وحدها جديرة بتكذيب ذلك
القرآن لم يحدد متى بدأت الحياة ولكن في األحاديث هناك ما يشير إلى ذلك ففي حديث أبي سعيد الخدري :قام فينا رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم بعد العصر فما ترك شيئا ً إلى يوم القيامة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان قال :أما إنه
لم يبق من الدنيا فيما مضى إال كما بقى من يومكم هذا " ......يقول الحافظ البقاعي في تفسيره " نظم الدرر في تناسق اآليات
والسور " :
وبحساب ذلك يكون ما بقى من اليوم هو عشر العشر أي ( )%1أي بقى من عمر الدنيا ( )%1وبحساب بسيط لإلمام البقاعي
الذي عاش في القرن التاسع الهجري قال إن خلق آدم كان قبل 100ألف سنة تقريبا ً .
فهذا العمر التقريبي لزمن آدم Lيجعل التغيير في لغته حتى وصلتنا تغييراً كثيراً وقد تكون لغة آدم بدأت كلغة واحدة ثم انفجرت منها
جميع اللغات على غرار نشأة الكون ( )Big Bangوليس فيما بقى اآلن من اللغات ما يشابهها وهذا فرض البد من أخذه
بالحسبان ولكن هل كانت لغته توقيفيه أم اصطالحية؟
مسألة أن اللغة توقيفية أو اصطالحية مسألة خالف أخرى فأصحاب مدرسة التطور المعرفي ( أوغست كونت ) ترى أن اإلنسان
انتقل في مراحل تطويرية من الهمجية الصرفية إلى الخرافة إلى األديان إلى العلم وخالل هذه المراحل تكونت اللغة .
وعند المسلمين مثالً نجد الغالبية يميلون إلى أن اللغة توقيفية ولكن هناك اتجاه يرى أنها مصطلحة كالمعتزلة أو اللغوي الكبير ابن
جنى وغيره .
ومن أدلة أصحاب القول بأنها توقيفية قوله تعالى " :الرحمن علم القرآن خلق اإلنسان علمه البيان " ". علمه البيان "
والبيان :هو اإلفصاح والتبيين والتعبير وهذا ال يكون إال بلغة فهي ضمنا مما علمه اإلنسان ".
أما قوله " ومن آياته خلق السموات واألرض واختالف ألسنتكم " فمنهم من فسر " اختالف ألسنتكم " باللهجات وطريقة النطق
ولكن مفسراً كبيراً كابن كثير يقول " اختالف ألسنتكم " أ ي لغاتكم وهذا ال يعطي داللة قاطعة أنها مختلفة منذ البداية فقد تكون
لغة واحدة ثم تعددت اللغات باختالف اللهجات وتباعد البشر
والتوراة تشير صراحة أن اللغة كانت واحدة حتى عهد نوح عليه السالم وأن األلسن تبلبلت بعد النزول من السفينة وصار هناك
80لغة !!! .
الكتب السماوية تشير إلى أن هللا علّم آدم اللغة ولكن الخالف في ماذا علمه ؟
في القرآن ( وهو الكتاب الوحيد المحكم وغير المحرف ) يقول هللا " وعلم آدم األسماء كلها " ،وفي تفسير ابن كثير يقول ابن
عباس إنه علمه أسماء األشياء من المالئكة واألرض والمخلوقات حتى الفأر والفأرة ...ولكن هناك بعض المفسرين المتأخرين
يفسرون هذه اآلية بأن هللا علّم آدم اللغات كلها !!! وبقيت في نسله أي علمه تقريبا ً 6000لغة ( المعروفة لنا على األقل ) والتي لم
يبق حيا ً منها ( أي يوجد من يستخدمه ويتداوله " سوى 601لغة ولكن هذا الرأي ال يصمد أمام تشابه اللغات واشتقاق بعضها من
بعض فبعض اللغات بل أكثرها ما هي إال حفيدة Lللغة أخرى أو حفيدة ثانية وهذا معلوم لعلماء اللغات ...بل إن اللغويين حديثا ً
يجمعون على أن جميع اللغات ترجع ألصلين فقط ( السامية – الهندوأوروبية) بل والدراسات حاليا ً تتجه إلرجاعها ألصل واحد فقط
هي السامية.
في التوراة تجد تحديداً Lجازما ً للغة آدم Lوأنها السريانية ( السوريانية ) نسبة لسوريا المنطقة وهي نفسها اآلرامية وبعض اللغويين
يجعل السوريانية إحدى لهجات اآلرامية ...
والتوراة ( وإحدى نسخها مكتوبة باآلرامية ) تشير أن لغة إبراهيم عليه السالم هي اآلرامية ولغة عيسى عليه السالم هي اآلرامية
( ال زالت اآلرامية مستخدمة اليوم لشعب يعيش بعضه في سوريا ولبنان وهي قريبة للعربية وقد تكون كلمة اآلرامية ترجمة غير
دقيقة للعربية مع إسقاط العين وقد أخذ العرب رسم حروفنا هذه التي نكتب بها ( س ،ص ،ع ) من اآلراميين ).
وفكرة التوراة في أن لغة آدم هي السريانية ( السوريانية ) انتقلت لبعض المسلمين الذين ينقلون عن أهل الكتاب ونجدها واضحة
في كالم أئمة الشيعة في كتاب الكافي وغيره .
التقسيم الحديث للغات إلى سامية وغير سامية غير مقبول ( ومسألة السامية ونسبه اليهود المتأخرين للسامية ومسألة عداء
السامية كلها أمور سياسية ليجعل هناك جذوراً مستقلة لليهود الذين يبدأ تاريخهم من عهد يعقوب عليه السالم أي قبل الميالد
بألفي عام على األكثر مع طمس تاريخ العرب القديم ( عاد و ثمود ) الذين ال يوجد لهم ذكر في العهد القديم لدى اليهود وتاريخ
لغتهم لينسب الجميع إلى سام بن نوح !!! ) .
التقسيم الحديث للغات يقسم اللغات السامية إلى :
لغات سامية شمالية غربية :الكنعانية ( منها تفرغت العبرية ) والفينيقية واآلرامية(السوريانية) والسينائية والموآبية
واألوغاريتية
ولغات سامية شمالية شرقية :األكادية (األكدية) وما تفرع منها من بابلية وأشورية .
واللغات الجنوبية تشمل :العربية الشمالية والجنوبية والحبشية .
وعند مقارنة اللغة العربية باللغة األكدية مثالً نجد التشابه والتقارب بينهما نجد ذلك مثالً في ترجمة " ملحمة جلجامش " والتي
ترجمت للعربية وأفضل ترجمة لها ترجمة الدكتور سامي األحمد بل من أ سماء ملوك بابل :جندت نصر .
بل إن حضارة أوغاريت أو " رأس شمرا " في الشمال الغربي من بالد الشام وعمرها يعود لأللف السابع قبل الميالد أصلها
حضارة عربية يمنية انتقلت إلى هناك فاألبجدية والحروف عربية بل إن اللغات اآلثارية القديمة وخاصة في بالد الرافدين "
األكادية " السومرية ،اآلرامية ...ال تفك رموزها إال من خالل معاجم اللغة العربية حتى يقول روجر بيكون " Lمن أراد أن يقرأ
الحضارات القديمة فليتعلم Lالعربية " .
السومريون هم الشعب الذي سكن في بالد مابين النهرين (العراق ) في الفترة الممتدة من 5000ق.م .الى 4000ق.م .تقريبا
حسب رأي المؤرخين الغربيين Lوفي بحث قام به الباحث محمد رشيد ناصر ذوق لمجلة ديوان االدب قال :لقد رسم أو نقش
السومريون لغتهم التي كانت معهم في جنوب جزيرة العرب و بحر العرب و الخليج العربي ( عمان ) بما يسمى
بالطريقة( المسمارية) التي تتكون من صور مشابهة تماما للرسوم السينائية التصويرية و نرى ذلك التشابه بوضوح عندما نقوم
بمعاينة الحروف األوغاريتية و كيف وصل تطور المسمارية الى الحروف الهجائية في حضارة اوغاريت و ايبال .من هذا المنطلق
و بعد Lالتحقيق فإن األوغاريتية تشابه تماما التصويرية السينائية من حيث الشكل و تشابه العربية الفصحى من حيث اللفظ و الشكل
أيضا ثم يورد أمثلة (تقريبا 20كلمة) من التشابه بين الكلمات السومرية والعربية ويضيف في بحثه العلمي ( لغة آدم– عطاء ابدي
لبني آدم ) Lعن نشأة األبجدية فيقول :
( قبل أن تكون للحروف اسماء كان االنسان يرسم الكلمات التي ينطقها ،فعندما رسم االنسان القديم Lالحية و النسر كان يقصد بها
لفظتا الحياة و النصر ،فجاء الرسم و النطق و المعنى مطابقا له باللغة العربية ،فمن رسم الحية و اطلق عليها اسم حية كان ناطقا
بالعربية وهذه الرسومات نراها في كل الحضارات لتدل على المعنى و اللفظ ،فرسومات الحية التي تلتف على الشجرة تعني شجرة
حية ،و رسم الحية التي تلتف على الكأس تعني كأس الحياة ....الخ
و اذا عدنا الى اصل الحروف تبين لنا أنها رموز لكلمات سبقتها كان االنسان قد رسمها مثل ( اليف – بيت – جمل – ماء – عين –
نار -سمك ....الخ ) .فحرف اليف(أ) كما نعرفه هو نفسه حرف الفا اليوناني و اصله رسم لحيوان اليف رسمه االنسان قديما
للداللة على الحيوان االليف قبل أن يصبح لفظا لحرف واحد من حروف االبجدية..وحرف باء كما نعرفه – هو نفسه حرف بيتا
اليوناني و ان اصله رسم و لفظ بيت.و اصل حرف ميم ايضا هو ماء و موج و رسمه مطابق للفظه واصل حرف عين – رسم العين
و لفظها وحرف السين –اصله سمك لفظا و كتابة ....الخ )
الفينيقيون أو الكنعانيون كما تسميهم التوراة يقال أنهم اخترعوا األبجدية وذلك باستبدال حروف الكتابة المسمارية الـ 550بـ 30
حرفا ً صوتيا ً ( أصبحت الحقا ً 22حرفا ً بعد بعض التعديالت Lمن طرف اإلغريق ثم الرومان ) والتاريخ القديم يذكر أنهم أول من
حولوا الكلمات المسموعة إلى لغة مكتوبة وآثار هذه األبجدية عاشت إلى اليوم في اللغة المالطية وهي اللغة األقرب للعربية من
بين اللغات الحية اليوم مع اللغة العبرية .
عند مقارنة اللغات نجد تشابها كبيرا بينها وهذه يجعلها مشتقة من بعضها وليس القصد بالتشابه هو وجود كلمات متشابهة فهذا
شيء طبيعي جداً أن تأخذ اللغات من بعضها بعض الكلمات ولكن القصد من التشابه هو التشابه في القواعد واألساليب واإلعراب
وانتقال الكلمات بين اللغات شي معروف وطبيعي ولكن يظل السؤال :أي لغة أخذت من األخرى؟
يجيب الدكتور مصطفى محمود رحمه هللا بقوله :الفقير هو من يأخذ من الغني ،إشارة ألن جذور العربية تجاوز ال 19ألف جذر
وأقرب لغة لها في عدد الجذور ال تجاوز 4آالف جذر
عند البحث في اللغات نجد أن أكثر لغة في الجذور هي اللغة العربية ( )16000جذرا ولكن عند النظر لإلنجليزية أو الفرنسية فهي
ال تتعدى 4000 Lجذر بل إن العبرية جذورها 2500جذر وهي إحدى فروع اللغة الكنعانية (والكنعانية إحدى لهجات اآلرامية
القديمة وليست إحدى اللغات السامية كما ينشر ) وهي لهجة من العربية القديمة بل حروفها الـ 22نفس الحروف العربية بل
وبترتيبها األبجدي( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت )
اللغة الصينية مع امتداد حروفها إلى 2500حرف ( وهي أكثر لغة اآلن ينطق Lبها الناس لوجود 2مليار صيني ) ولكن جذورها
قليلة مقارنة بالعربية .
حتى اللغة اليابانية تعتبر ( حفيد ثالث ) للغة العربية كما يشير الدكتور سعيد الشربيني عالم اللغة الكونية في جامعة لندن .
بالنسبة للكلمات نجد أن الجذور العربية منتشرة في أكثر اللغات وخاصة اللغة اإلنجليزية بل إن أحد الدكاترة العراقيين قد صنف
معجما ً اسماه معجم الفردوس للجذور العربية الموجودة في اإلنجليزية فذكر اكثر من ( )1500جذر عربي في اللغة اإلنجليزية وهو
رقم مبالغ فيه قليالً ألنه أدخل فيه أسماء األعالم العربية ( مثل أحمد – علي ....وغيرها ) .
أحد فالسفة اإلغريق ( فيلون االسكندراني ) Lأتى بنظرية عن لوغوس ( )Aogosومعناها :الكلمة ,وال يهمنا النظرية بقدر ما
تهمنا كلمة لوغوس وقربها الشديد من كلمة " لغة " العربية .
وحتى اللغات في جنوب أمريكا ( وهي تجاوز األلفين سوا ًء المستخدمة أو الميتة ) نجد فيها جذوراً عربية كثيرة. L
ينبغي أن نشير إلى أن أقدم مخطوط وجد في العالم هو مخطوط وجد في مناجم الفيروز في صحراء سيناء مكتوب باللغة العربية
وعمره 4000سنة .
في السنة نجد عدّة أحاديث عن اللغة العربية ففي الحديث " :أول من تكلم العربية هود " وفي الحديث اآلخر " أول من تكلم
العربية المبينة إسماعيل " ،وفي الحديث الذي صححه األلباني " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل" .
وهذا إشارة ألن العربية القديمة هي لغة هود الجد األعلى إلبراهيم على األرجح وللعرب العاربة .أما اللغة العربية المبينة أو
الفصحى فأول من تكلمها هو إسماعيل وإذا كان هود يتكلم العربية القديمة فإن إبراهيم كذلك على األرجح تكلمها أي العربية أو
اآلرامية كما تشير التوراة ولكن ابنه الذي نشأ مع قوم آخرين من العرب العاربة تأثرت لهجته العربية بلهجة جرهم فنشأت لهجة
جديدة هي اللغة العربية الفصحى والتي استمرت في العرب العدنانية ( وهي تسمى بالمستعربة وهذا مسمى غير صحيح ) إلى أن
نزل بها القرآن وكانت تسمى العربية الفصحى أو العربية النزارية مع بقاء اللهجات األخرى كاليمانية أو الحميرية ونزل القرآن
باللهجات ( األلسن) السبع ولكن جمع أخيراً في عهد عثمان بن عفان على لسان واحد تقريبا ً ( ألنه يوجد في القرآن الموحد اآلن
بعض الكلمات بل واألساليب والقواعد لبعض اللهجات األخرى التي كانت مستخدمة عند العرب مثل :كلمة قسورة المستخدمة في
لهجة زبيد ومثل " إن هذان ساحران " برفع اسم إن بدل نصبه والمستخدمة في لهجة الحارث بن كعب ) وغيرها .....
هناك نقطة مهمة وهي أن اللغة العربية القديمة جداً تختلف عن لغة عاد وهود ( اختالف لهجات ) وتختلف عن لغة إبراهيم
وتختلف عن لغة إسماعيل وهي الفصحى كما تختلف الفصحى عن لهجتنا العامية اآلن .
عندما نقف عند هذه اآلية " وعلم آدم Lاألسماء كلها " ما هي اللغة التي إذا علمت أسماءها استطعت اشتقاق األفعال منها ؟!! .
على حدود معرفتي في اللغات ال يوجد سوى اللغة العربية فاألسماء ( المصادر خاصة وليست األعالم ) تستطيع اشتقاق األفعال
منها بل والصفات ....فمثالً :
اسم :كتاب تستطيع أن تشتق منه :كتب ،يكتب ،اكتب ،كاتب ،مكتبة ،اكتتاب ،كتب ،كاتبة ،كتيّب ،كتّاب ،مكتوب ....
بل إن اسم آدم والموجود في عدة Lلغات إضافة للغة العربية مشتق من األدم أو األديم وهو الجلد ألنه خلق من أديم األرض وفي
العربية أيضا ً آدم Lهو الرجل الطويل .
بل حتى أسماء المالئكة واألنبياء المتفق عليها بين المسلمين وأهل الكتاب عربية فمثال جبريل:جبروت اإلله ،فكلمة :ايل ،أو
إ ّل ،والمعروفة في العبرية باإلله هي كلمة عربية فصحى
وفي األثر عن أبي بكر أنه عندما سمع قرآن مسيلمة قال :وهللا ما يخرج هذا الكالم من إ ّل ...أي من إاله .وكذلك ميكائيل أي
ملكوت هللا واسرائيل أي أسير هللا أو عبدهللا ومنه إسماعيل أي اسماع هللا بل اسم إبراهيم عربي أيضا ً أي إبراء ( ..تنزيه) اإلله
هيم أي اإلله .وفي اإلنجيل يقول عيسى " إيلي إيلي لم شبكتني" إلهي إلهي لم أوقعتني في الشبك " .
ال ننسى أن لغة أهل الجنة هي العربية كما في الحديث " يدخلون الجنة على صورة يوسف ولسان أحمد " وآدم كان في الجنة
والقرآن عربي وقد كتب قبل خلق السموات واألرض بخمسين ألف سنة ولكن هذه مسألة عقدية عميقة :كيف كتب؟ وهل كتب
بنفس اللغة ؟ وهل كالم هللا ( وخطاب المالئكة وخطاب آدم Lوموسى) تنطبق عليه لغة معينة أم هو لغة إالهية يتم إيقاع المعنى في
قلب المخاطب وهل القرآن وهو بال شك كالم هللا كان مكتوبا ً بالعربية أم بغيرها والكتابة هل هي كتابة حقيقية أم مجازية لذلك ال
أرى الخوض في هذا االستدالل كثيراً .
إذا كانت هناك لغة مرشحة أن تكون أم اللغات فهي اللغة العربية وهناك من جزم بهذا مثل الدكتورة تحية عبدالعزيز في بحثها "
اللغة العربية أصل اللغات كلها " ،وكذلك الدكتور عبدالرحمن سعيد البوريني في كتابه الموسوم بنفس العنوان .
أرشح أن اللغة العربية بأي لهجة كانت هي لغة آدم Lألنها اللغة القادرة على البقاء هذه اآلالف من السنين وعلم اللغة الكوني حاليا ً
يدرس حياة اللغات وصمودها وأن العربية هي التي ستصمد لوحدها فقط بعد 100سنة
هذا إن سلمنا أن لغته األصلية لم تندثر بعد انبثاق عدة لغات منها وهللا أعلم .
المرجع:
?http://www.arabiclanguageic.org/view_page.php
id=5946
وان كان ال بد من العودة الى اصل الحروف قبل ان نحاول معرفة مدلوالتها فإني سأحاول في عجالة العودة الى اصل و مدلوالت
الحروف كما اوردتها في بحثي العلمي ( لغة آدم – عطاء ابدي لبني آدم ) .
(( قبل أن تكون للحروف اسماء كان االنسان يرسم الكلمات التي ينطقها ،فعندما رسم االنسان القديم الحية و النسر كان يقصد
بها لفظتا الحياة و النصر ،فجاء الرسم و النطق و المعنى مطابقا له باللغة العربية ،فمن رسم الحية و اطلق عليها اسم حية
كان ناطقا بالعربية وهذه الرسومات نرها في كل الحضارات لتدل على المعنى و اللفظ ،فرسومات الحية التي تلتف على الشجرة
تعني شجرة حية ،و رسم الحية التي تلتف على الكأس تعني كأس الحياة ....الخ
و اذا عدنا الى اصل الحروف تبين لنا أنها رموز لكلمات سبقتها كان االنسان قد رسمها مثل ( اليف – بيت – جمل – ماء – عين
– نار -سمك ....الخ ) .
فحرف اليف كما نعرفه هو نفسه حرف الفا اليوناني و اصله رسم لحيوان اليف رسمه االنسان قديما للداللة على الحيوان االليف
قبل أن يصبح لفظا لحرف واحد من حروف االبجدية..
وحرف باء كما نعرفه – هو نفسه حرف بيتا اليوناني و ان اصله رسم و لفظ بيت.
و اصل حرف ميم ايضا هو ماء و موج و رسمه مطابق للفظه
واصل حرف عين – رسم العين و لفظها
وحرف السين – اصله سمك لفظا و كتابة .... الخ )) – 2
ان ما يوصلنا اليه متابعة الحروف الى مصدرها بشكل علمي هو انها من اصول عربية و أن الذي رسمها قبل انتقالها الى
الحروف ( كان ينطق باللغة العربية أو لغة تشبهها لفظا ) لذلك علينا نعيد Lالحروف الى مصدرها بشكل علمي قبل ان نخوض في
العالقة بين الحروف و الكلمات.
اليكم هذا الجدول الذي وضعته و الذي يبين االصل العلمي للحروف االبجدية في اوغاريت مضافا اليه الرسوم السينائية التي
تطورت لتصبح االبجدية في فينيقيا و اليونان و في الجزيرة العربية خالل 300ميالدية .هذا الجدول الذي اعتمدته موسوعة
مقاتل من الصحراء كمرجع ( مع خطأ في الملحق حيث أن هذه الجدول من وضع الكاتب – محمد رشيد ناصر ذوق و ليس هنري
س .عبودي ).
دراسة علمية جديدة :العربية تتربع عرش اللغات نهاية القرن الحالي
د عبد الرحمان الخالدي
ظهرت حقائق علمية جديدة مؤخراً تهم واقع ومستقبل اللغة العربية ،ليس فقط باعتبارها اللغة الخالدة لخلود القرآن ،ولكن أيضا
باعتبارها لغة تملك كل مقومات الهيمنة على اللغات األخرى.
ليس األمر مبالغة أو انحيازا عاطفيا للغة العربية فقط ،ولكنه نتائج أبحاث علمية لم يكشف عنها العرب وال المسلمون ،وإنما الذي
اكتشفها وعبر عنها ونشرها هو فريق علمي غربي بإحدى جامعات لندن ،ليس فيه من المسلمين العرب إال عالم واحد ،هو
الدكتور سعيد الشربيني من جمهورية مصر العربية وهو من تولى اإلعالن عما وصل إليه فريقه.
العلم الذي أتحدث عنه هنا هو ما يعرف بعلم اللغة الكوني ،وهو العلم الذي يدرس لغات العالم جميعها في وقت واحد بمقارنة النظام
النحوي والعالقة الجينية بينها ليع ِر ف أسباب موتها وأسباب بقائها واستمرارها وكذاقوتها وضعفها ،أي هو العلم الذي يدرس لغات
العالم دفعة واحدة ليعرف مراحل نشأتها وشبابها وشيخوختها ،وليعرف بالتالي أي لغة يكتب لها الخلود لخصائصها ومميزاتها.هذا
العلم بدأ سنة 2003على يد زمرة من العلماء الغربيين في جامعة لندن ،قسم "علم اللغة الكوني" حيث يسمى فيها قسم اللغة
العربية بقسم "اللغة األم" ،وليس "قسم اللغة العربية".
أهم الخالصات التي توصل إليها هذا الفريق كشف عنها الدكتور الشربيني في سلسلة حلقات تلفزيونية بقناة الرحمة قبل أيام ومن
جملة ما أشار إليه ،وهو كثير جدا ،أذكر به تعميما للفائدة وبشارة لمحبي لغة الضاد ،أن غالبية اللغات اآلن تحمل في ذاتها عوامل
فنائها وموتها إال اللغة العربية ،فهي لغة خالدة لخلود القرآن إلى قيام الساعة .وقد علل الدكتور سعيد هذا الحكم باإلشارة إلى أنه
ثبت علمياأن جملة "الحمدهلل" التي قالها آدم عليه السالم عند خلقه كانت بالعربية .وذلك ألن كلمة "الحمد" اليمكن أن تترجم إلى
أي لغة أخرى بما يحفظ لها معناها كماهو .فهي إن ترجمت ستكون إماشكرا وهومقابل شيء ما ،أومدحا ،وهو ما تجوز فيه
المبالغة ،أماالحمد فهو الشكر دون مقابل والمدح دون مبالغة ،وإن كان يجوز مثال أن نحمد في فالن أو عالن سلوكا معينا ،كأن
نقول "أحمد فيك خلق الوفاء" وإن لم يشر الدكتور الشربيني إلى هذه المالحظة .وعليه فهذه الكلمة اليمكن ترجمتها ،بما يحفظ
لها معناها ،بكلمةأخرى أبدا في أي لغةعلى األرض ،حيةكانت أو ميتة.
وفي سياق بيان أفضلية اللغة العربية على غيرها أشار الشربيني إلى أن فريقه أثبتعلميامن خالل دراسة نسبة وفاةاللغات على
األرض أنه عند نهاية القرن الحالي لن تبقى سوى ثالث لغات فقط منها وعلى رأسها اللغة العربية باإلضافة إلى اإلنجليزية
والصينية.
وأن اللغة اإلنجليزية التي تهيمن على العالم اآلن ،والتي لم يخف إعجابه بها ،قد دخلت عمليا في مرحلة شيخوخة واعوجاج ،غير
أن وفاتها لن تكون كوفاةم عظماللغات ،فهي ستموت على األلسن بمعنى لن تكون لغة الحديث إطالقا ،لكن سيُبقى عليها لغةً
الكترونية للعلم فقط .غير أنه في المقابل أكد أن عدد اللغات التي تموت في السنة الواحدة هو 50لغة ،بمعدل لغة واحدة كل
أسبوع ،مشيرا إلى أن آخر لغة ماتت هذه السنة هي اللغة النوبية بمصر ،وأن عدد اللغات الحية حاليا هو 601لغة ،بينما عدد
اللغات التي ماتت هو 402لغة ،وأن عدد اللغات التي ماتت بالهند وحدها في السنة الماضية فاق أربعين لغة ،كما أنه بحلول
2030يتوقع هذا الباحث أن تبقى فقط 15لغة فقط من أصل الـ 601الحالية ،لتبقى فقط ثالث لغات عند نهاية هذا القرن ،أي
بحلول ، 2100طبعا لن تكون منها الفرنسية ألنه يتوقع أال تستمر هذه اللغة على قيد الحياة أكثر من 70سنة لتموت نهائيا .وهو
ما عبر عنه بظاهرة "كوليرا اللغات".
أما اللغة الصينية فلعراقة تاريخها وتعدد أصواتها وحروفها(حوالي 60صوتا) إال أنها أصبحت لغة ُمع َّوقة لما اعتراها من عيوب
تتعلق بوضعية الضمائر وابتعادها عما سماه بـ ـ"فطرية التعبير الزمني" :الماضي والحاضر والمستقبل .وهي في هذا تشترك مع
اإلنجليزية اآلن التي أصيبت هي األخرى باعوجاج حيث لم يعد من الخطأ أن يقول الطالب اإلنجليزي في المرحلة الثانوية مثال أنا
أذهب أمس أو أنا أذهب غدا عوضا عن ذهبت أو سأذهب غدا ،بل إن الجهات المسؤولة عن التعليم في بريطانيا تناقش بشكل
رسمي أن تضيف اللواحق والمحددات أمس ""Yesterdayواليوم ""Todayوغدا " "Tomorrowلألفعال لتحديد
الزمن المقصود .وهذا االعوجاج ،يقول الشربيني،مقدمة للموت المحقق ،ولذلك يقول إن العربية لن تموت العتدال أصواتها ،فهي
َاب َولَ ْم يَ ْج َعل لَّهُ ِع َو َجا" وقريب لغة ليس بها اعوجاج لقوله تعالى في مطلع سورة الكهف" :ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َأن َز َل َعلَى َع ْب ِد ِه ا ْل ِكت َ
ً ً َّ َ
آن ِمن ُك ِّل َمثَ ٍل لَّ َعلَّ ُه ْم يَتذكرُونَ ،قرآنا َع َربِيّا غ ْي َر ِذي
َ ُ َ س فِي َه َذا ا ْلقُ ْر ِ من هذا كذلك قوله تعالى في سورة الزمرَ " :ولَقَ ْد َ
ض َر ْبنَا لِلنَّا ِ
ج لَّ َعلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ ".ويستشهد Lعلى ذلك بأن الكتب المكتوبة باللغة الالتينية مثال قبل 500سنة فقط ال يمكن للعامة اآلن قراءتها ِع َو ٍ
مهما حاولوا ،وال يستطيع ذلك إال الدارسون المتخصصون جدا في هذه اللغة القديمة ،فكانت النتيجة أن أصبحت هذه الكتب شيئا
من التاريخ.غير أن األمر مختلف تماما في ما يتعلق Lباللغة العربية ،ذلك أن العرب بإمكانهم قراءةالكتب المكتوبة قبل 1400سنة،
وأن ما دخل عليها من تغيرات لم يدخل على معاني الكلمات ومدلوالتها أوطريقة نطقها الصحيحة ،وإنماالذي ُألحق بها وأضيف
نقط للكلمات وشكل لها ممايزيد اللغة قوة ووضوحا .ويؤكد رأيه هذا فيضرب مثال داعما حيابالقرآنا لكريم ،وهو إليها إنما هومجرد ٍ
الكتاب الذي ما يزال يتلى تواترا ومشافهة منذعهد الرسول صل هللا عليه وسلم يومناهذا بالحروف نفسها واألصوات نفسها التي
بها نزل والتي تالها رسول (ص) هللا نفسه .ليخلص إلى أن اللغةالعربية محفوظة بحفظ هللا للقرآن الكريم .أمااللغة ال ِعبرية فهي لغة
ميتة منذ آالف السنين ،وقدأعاد اليهود استعمالها فعال ،لكنهم ل ميستطيعوا إحياءها إل ابعد أن غيروا فيها الكثي والكثير جدا
فصارت مسخا للغة كان تذات يوم "عبرية".
ويؤكد الدكتور الباحث من جملة المعطيات العلمية الجديدة التي أدلى بها أن العربية ليس بها عوج على اإلطالق وأنها شابَّة كما
بدأت ،وأنها أي كلمة "العربية" تعني من جملة ما تعنيه "الشباب" أو "الشابة" وإن لم يشر لمصدر هذا المعنى المشار إليه ،كما
أكد أن كلمة "العربية"إن هي إال صفة لهذه"اللغة العربية" وليس اسما لها ،فعندما أقول أنت عربي فكأنني Lأتمنى أن تظل دائما
شْأنَاهُنَّ ِإنشَاء،
شابا ،ولعل هذا التفسير يجد ما يؤكده Lفي قوله تعالى وهو يتحدث عن جزاء أصحاب اليمين في اآلخرةِ" :إنَّا َأن َ
ين " حيث يذهب المفسرون إلى أن كلمة "عربا"ومفردها "عَروب" تعني "العواشقب ا ْليَ ِم ِ فَ َج َع ْلنَاهُنَّ َأ ْب َكا ًراُ ،ع ُربًا َأ ْت َرابًاَ ،أِّل ْ
ص َحا ِ
المتحببات إلى أزواجهن ،اللواتي يحسن التبعل" ،وال يفترض حدوث هذا تصوريا إال ممن كانت شابة حيوية.
وإذا كان خير الحق ما شهد به األعداء والخصوم فإن هذا الدكتور الباحث يؤكد أن في بريطانيا اآلن ،كما في أمريكا يتم تدوينL
معظم األبحاث والدراسات والوثائق الهامة ،وحتىالمعاهداتالدولية ،باللغة العربية لتكون متاحة لألجيال القادمة ،وهذا اعتراف
ضمني منهم بخلود هذه اللغة وتفوقها على اللغة اإلنجليزية ،فباألحرى الفرنسية مثال .وما يدعم هذا ويؤكده أن جامعات مرموقة
كثيرة بدأت تعتني باللغة العربية عناية خاصة،فبدأت تكتب بها وتترجم إليها ،وآخرجامعة شرعت في ذلك هي جامعة طوكيو.
ولكي يضفي الشربيني على حقائقه العلمية هاته صفة المصداقية واليقين يشير ،ضمن سلسلة محاضراته سالفة الذكر التي خص
بها قناة الرحمة ،وهذا فعال مما يثير االستغراب والدهشة،إلى أن الكونجرس األمريكي وافق على قرار كتابة صيغ التحذير على
معلبات المخلفات النووية التي تلقى في أماكن غير مأهولة بالسكان في أمريكا،والتي يتوقع المسؤولون األمريكيون أن يصل إليها
اإلعمارالسكاني بعد 100سنة( ،وافق على كتابة التحذير) باللغةالعربية وليس باإلنجليزية أو غيرها،فقط ،يقول الشربيني،ألنهم
يعلمون أنها هي اللغة التي ستبقى.
هذه المعطيات العلمية الجديدة التي كشف عنها الدكتور الشربيني Lتقتضي من الباحثين Lوالمهتمين باللغة العربية أن يبدوا برأيهم
في الموضوع ،بعيدا عن كل تعصب أو تشنج ،إننا نريده نقاشا علميا موثقا قائما على الحجة والدليل .وإني ،كمهتممتابع ،أتساءل
ماذا سيكون موقف الكائدين للغة الضاد إذا ما ثبت صدق هذه النتائج العلمية سالفة الذكر ،ماذا سيكون موقف هؤالء وقد كشف
النقاش الدائر حول دفاتر تحمالت القطب العمومي ،وخاصة ما تعلق منها بالهوية واللغة العربية ،عن وجود لوبي قوي ال يريد
للعربية أن تنتشر وال أن تأخذ مكانتها الطبيعية في وقت صار الصراع مؤهالألن يصبح صراعا حول اللغة والهوية بامتياز.
ت اللغةُ العربية ،ولكنهم لم يعدوا وخلَصت هذه الدراساتُ إلى اختيار ست لغات يُ َّ
رجح أن يكتب لها البقا ُء مستقبال؛ من هذه اللغا ِ
العربيةَ في مقدمة هذه اللغات.
ومع التحفظ على نتائج هذه الدراسة ،فإنا نجزم بأن اللغة العربية تتمي ُز بما ال تتمي ُز به أي لغة أخرى ،وهذا ما يُقِر به الغربيون
ضا ،والفض ُل ما شهدت به األعدا ُء ،فهذا المستشرق الغربي الفرنسي (رينان) -وهو معروفٌ بتعصبه الشديد وبغضه للعرب- أي ً
يقول :إن هذه اللغة تميزت بالنضج من أول ظهور لها وحتى اآلن ،فال يُعرف لها طفولة ،وال يعرف لها شيخوخة ،برغم أنها
أقوام متفرقين بد ٍو مرتحلين ليست لهم دولةٌ وال مدينة وال حاضرة متحضرة. ٍ ظهرت وسط
وكفى بمثل هذا القول من هذا الغربي المتعصب الذي يقر بأن اللغة العربية لغة قوية ليست كأي لغة.
شيخنا الدكتور فتحي جمعة -أستاذ اللغويات بدار العلوم -قصةً عجيبة؛ أن جماعة من العلماء الروس وضعوا النفايات
ُ وقد حكى لنا
النووية في أماكن بعيدة يُتوقع العثور عليها بعد أربعة أو خمسة قرون ،فأرادوا أن يكتبوا رسالةً لهذه األجيال المستقبلية ،فبحثوا
وفتشوا واستفتوا أه َل الخبرة باللغات ليعلموا اللغة التي يمكن أن تبقى بعد هذه القرون الطويلة ،فلم يجدوا لغة يمكن أن تبقى هذه
المدة الطويلة إال اللغة العربية ،فكتبوا رسالتهم باللغة العربية ،فانظر إلى هذه األمة البعيدة Lعن العربية كيف يشهدون بأن اللغة
العربية هي لغة المستقبل؟!
حديث طويل ذو شجون ،حيث ملئ بالحرب عليها من غير أهلها ،وكذلك -ويا لألسف! -من أهلها ،ففي حين تعتز ٌ ُ
وحديث العربية
َ ُ ُ
دولة كفرنسا بلغتها اعتزا ًزا نحن أولى بمثله ،نلقي نحن بِلغتِنا تحت األقدام نابذين لها ورافضين.
كانت هناك مذيعة فرنسية في التليفزيون الفرنسي تجرى حوا ًرا مع رجل ألماني ،مسئول من المسئولين أو نحو ذلك ،وكان الحوار
يجرى بالفرنسية فقط من الطرفين ،ثم سألته سؤاال ولكن استعصت نقطةٌ واحدة من ألفاظ السؤال على فهمه ،فذكرت له الكلمةَ
باأللمانية حتى يفهم ..وفى اليوم التالي أقيلت هذه المذيعةُ من عملها! ولكن لماذا..؟ ألنها تكلمت بكلمة ألمانية واحدة في
التليفزيون الفرنسي وسمعها ماليين الفرنسيين.
أين نحن من ذلك؟! يحسب (المثقف العربي) أنه ما دام يتكلم بلغات أخرى غير العربية فهو بهذا قد بلغ منتهى الثقافة والعلم
والتحضر ،بل ينظر للعربية نظرة احتقار وتنقص ،وقل من يحسن العربية فضال عمن يدافع عنها ويذب الطاعنين عنها.
وقد واجهت اللغةُ العربية -منذ أوائل القرن العشرين -حربًا شديدة Lعلى يد االستعمار (وهو عن العمار بعيد) حيث كانت كل دولة
أجنبية تحاو ُل أن تفرض لغتَها على الدولة المحتلة ،فرنسيةً كانت لغتُها أو إنجليزية ،ويكفي أن يعلم ما حدث من (فرنسه) في بالد
المغرب ،يعلم آثارها اآلن ك ُّل من قرأ أو سمع شيًئا من أخبار المغرب ،حيث ترى أكثر المغاربة يتحدثون Lالفرنسية بطالقة ،ربما
أكثر من لغتهم العربية.
وهكذا أو ما يقرب منه في كل البالد المحتلة ،وفى مصر رأينا خطة المحتل في تدمير التعليم وتغير األساس الثقافي للتعليم Lمن
العربية إلى اإلنجليزية.
مدارس تدرس باللغة اإلنجليزية ،وهي مدارس أجنبية في أرض عربية وال يخفى الخطة الغربية لتحويل األمة عن
ُ وظهرت بعد ذلك
هويتها .ليس إلى هوية أخرى بل إلى (ال هوية) .تحويلها إلى مسخ ال عربي إسالمي وال هو لهويتهم ينتسب ،ال إلى هؤالء وال إلى
هؤالء.
وكذلك محاوالت الدعوة إلى العامية أن تكون وسيلةَ الكتابة بدال من الفصحى ،ويكون الكالم والتأليف والتعامل بها في كل شيء
بدال من الفصحى.
إلي آخر محاوالت الحرب على العربية من قبل أهلها .كيف نحس ونحن نقرأ عن مثل هذه المؤامرات على لغة العرب والمسلمين
لغة القرآن والسنة؟!
َألَ ٌمُّ ..
أي ألم..
ع من فروع اللغات السامية –مثل العربية– ولكنها لم تصمد لالندثار واالختفاء أمام زحف اعلم -وفقك هللا– أن اللغة العبرية فر ٌ
اللغات األخرى ،وجاء عليها وقتٌ سادت فيه اللغةُ اآلرامية عليها ،وانتقل الناس للتعامل والخطاب باآلرامية تاركين العربيةَ لتندثر
تما ًما وليكتب عليها الفنا ُء التام ،وذلك منذ القرن السادس قبل الميالد ،وتركها أهلها أنفسهم ،وجعلوا مكانَها اآلرامية وسيلة
للتعامل بينهم في حياتهم اليومية ،وانحصرت في معابد اليهود في نطاق ضيق ج ًّدا ،واختفت من دنيا الناس ،وظلت هكذا ستة
وعشرين قرنًا تخلَّلتها محاوالتٌ لإلحياء ،لكنها سرعان ما غابت مرة أخرى وتالشى ذك ُرها تما ًما.
حتى جاء العص ُر الحديث ،وظهرت فكرةُ الدولة الصهيونية ،فكان من الطبيعي أن تكون أول اهتماماتهم اللغة؛ ألنها دليل على
الهوية ،فعادوا إلى لغتهم التي ماتت ،حتى إنهم أسموا دولتهم بالدولة العبرية نسبة إلى لغتهم.
وعادت هذه اللغةُ التي كانت قد ماتت واندثرت قرونا طواالً ،عادت للحياة لدنيا الناس؛ يتحدثون Lبها ويكتبون ،وأصبح لها عالم
أدب يُكتب بها ،ويشارك في المسابقات ،ويكون محالً للدراسات األدبية والنقدية ،ويكون له جمهور منوكيان ،بل وأصبح لها ٌ
القراء.
فانظر ماذا فعل هؤالء -على ما هم عليه من باطل -مع لغتهم التي كانت قد ماتت ،فماذا فعلنا نحن مع لغتنا التي ما ماتت وال ضعفت
وال شاخت وال نقصت؟!
مهانة وأي مهانة لهذه اللغة التي جعلها هللا لغة القرآن واصطفاها على غيرها من اللغات.
ولكن لماذا ظلت هذه اللغةُ قويةً شامخة برغم كل ما حدث لها من هجوم ومحاوالت هدم وتدمير؟ خالصة القول في ذلك أن هذه
اللغة هي لغة القرآن ،لذا فإنها ستظل باقيةً ما دام القرآنُ باقيًا (ولعلنا نفرد لذلك مقاال مستقال) ولذلك يجزم علما ُء اللغة أن اللغة
العربية هي لغة المستقبل ،وستبقى حية قادرة على مسايرة الحضارة والتطور والتقدم.
ويدل على ذلك مقدرتُها العجيبة على استيعاب أعقد المصطلحات الغربية والتعبير عنها بمصطلحات عربية ،وهذه شبهة كانت
ق اللغة العربية لغةً لدراسة العلوم التجريبية؛ كالطب والهندسة وغيرهما
تعرض من قبل لهؤالء المستغربين الذين يرفضون تطبي َ
من العلوم التي تدرس في بالد العرب المسلمين بلغة غير اللغة العربية منذ عشرات السنين ،وال يستثنى من ذلك إال سوريا فقط،
فإن الطب وغيره يدرس فيها باللغة العربية حتى اآلن.
يقولون :إن اللغة العربية ال تستوعب المصطلحات الغربية ،ومن ثم فال بد أن تظل الدراسة باللغات األجنبية.
وهذا أمر بعيد عن الصواب؛ فإن اللغة العربية لغة ثرية بمفرداتها وتراكيبها ،بل هي من أثرى اللغات ،بل ال نكون مبالغين إذا قلنا
إنها أثرى اللغات على اإلطالق ،ولن تعجز عن أن يكون فيها مفردات تعبر عن هذه المصطلحات العلمية الحديثة ،وللمجامع اللغوية
العربية جهو ٌد في تعريب األلفاظ والمصطلحات وأسماء اآلالت واألجهزة الحديثة ،وما زالوا يخرجون العشرات من األلفاظ الجديدةL
التي تحتملها اللغة العربية تعبي ًرا عن مصطلحات وكلمات أجنبية.
(ملحوظة)[ :اعتمدت في هذا المقال على محاضرات د .فتحي جمعة أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم بالقاهرة].
المراجع :
-1جريدة القبس الكويتية
-2لغة آدم – محمد رشيد ناصر ذوق – منشورات جروس برس – -1995لبنان
-3موسوعة مقاتل من الصحراء :
http://www.moqatel.com/mokatel/data/behoth/melmiah12/logat392/1/
mokatel9_4-2.htm#30
email: zaouk_rachid@yahoo.com
)Ethics (29) Esthetics (6) politics (6
الصفحات
Ethics
مخلوقات هللا من أكوان الميم النورانية من المالئكة و من أاكوان النون النارية من الجن
شرح أرجوزة الكواكب
الطفل الروسي المعجزة من داغستان
رهان باسكال
معجزات هللا في خلقه ALLAH miracles
ALLAH the Universal Cosmological Constantهللا وحدة الثابت العددي للفراغ الكوني
ُ
جزيئات الماء هللاَ....؟ كيف تُسبّ ُح
لكل لغات العالم )) dnaالبصمة الوراثية (( اللغة العربية تحمل
قل هو هللا أحد ......والبصمة الوراثية
الكاتب والمفكر الموسوعي محمد حسن كامل
المقامات التركية و الموشحات االندلسية مصدر الموسيقى الكالسيكية
اسرار الحروف
الفنون اإلسالمية
الفرق ما بين الزمن و الوقت
BIOGEOMETRY SCIENCEعلم هندسة التشكيل الحيوي
صور الكواكب الثمانية واالربعين
أسماء النجوم العربية و معناها اللغوي
سرأكوان حرف الميم
نظرية أبواب السماء علي كيالي
الحجة الكونية و رهان باسكال
خلقنا االنسان في أحسن تقويم
قصة بدإ الخلق أوال فأوال
تحفة النبالء في قصص األنبياء
شجرة الحياة
: Ω = 3 + aالمعادلة الكبرى للنظام الكوني
علم النسبة في الحضارة االسالمية
الحكمة المتعالية
علم اللغة الكوني Universal Science of Linguistics
الحركة الجوهرية
Get this widget
Esthetics
Axiology
واألنطولوجيا Epistemologyالفلسفة تدور حول ثالثةـ مباحث رئيسيةـ وهي اإلبستمولوجيا
أو فلسفة المعرفة وفلسفة الوجود وفلسفة القيمة )1الوجود من Axiology.واألكسيولوجيا Ontology
epistomologyمبحث المصادر سؤال من أين و متى و من؟ )2لماذا؟ المعرفة ontologyأين؟
مبحث القيم و األخالق ما هو الهدف؟ Axiologyمبحث المعرفة كيف و لماذا’؟ )3القيم إلى أين؟
أرشيف المدونة اإللكترونية
)▼ 2015 (22
أغسطسo ▼ )22(
أغس ◄ )1( 05
أغس ▼ )1( 07
علم اللغة الكوني Universal Science of Linguistics
أغس ◄ )3( 11
أغس ◄ )7( 12
أغس ◄ )2( 13
أغس ◄ )1( 14
أغس ◄ )2( 15
أغس ◄ )1( 16
أغس ◄ )1( 17
أغس ◄ )2( 18
أغس ◄ )1( 20
) ◄ 2016 (19
التسميات
)Esthetics (6
)Ethics (29
)politics (6
:ترجم الموقع إلى اللغة