Professional Documents
Culture Documents
مقرونة باسمه -سبحانه- ً طرق؛ فتار ًة ُتذ َكر ذكر هللا -تعالى -المالئك َة في القرآن الكريم بع ّدة ُ َ
كما في قولهَ ( :ش ِهدَ اللَّـ ُه أَ َّن ُه اَل إِ َل ٰـ َه إِاَّل ه َُو َو ْال َماَل ِئ َك ُة َوأُولُو ْالع ِْل ِم َقا ِئمًا ِب ْالقِسْ طِ اَل إِ َل ٰـ َه إِاَّل ه َُو
صلِّي َع َل ْي ُك ْم َو َماَل ِئ َك ُت ُه صالته -سبحانه( :-ه َُو الَّذِي ُي َ ْال َع ِزي ُز ْال َحكِي ُم) ]٦[،وتارة با ّتصالها ب َ
ان ِب ْالم ُْؤ ِمن َ لِي ُْخ ِر َج ُكم م َِّن ُّ
الظلُ َما ِ
ِين َرحِيمًا) ]٧[،وتارة أخرى بإضافتها إلى هللا ور َو َك َ ت إِ َلى ال ُّن ِ
ِينكحملهم لل َعرش ،قال -تعالى( :-الَّذ َ في مواضع التشريف ،كما ُذكِرت في بيان وظائفهاَ ،
ِين آ َم ُنوا)]٨[، ُون لِلَّذ َ ُون ِب َح ْم ِد َرب ِِّه ْم َوي ُْؤ ِم ُن َ
ون ِب ِه َو َيسْ َت ْغفِر َ ش َو َمنْ َح ْو َل ُه ي َُس ِّبح َ ون ْال َعرْ َ
َيحْ ِملُ َ
طة بصفاتهم من طهارة ،وعُلوّ ،وعدم فتور عن عبادة هللا ،وغيرها من ُرتب ً
وذكِرت أيضا ً م ِ ُ
رون َعن عِ با َد ِت ِه َوي َُسبِّحو َن ُه كب َ ِّك ال َيس َت ِ ذين عِ ندَ َرب َ الصفات ،كما جاء في قوله -تعالى( :-إِنَّ الَّ َ
ُدون) ]١٠[]٩[.أمّا بالنسبة إلى عدد المالئكة فهو أمر غير معلوم ،إاّل أنّ المعلوم أنّ َو َل ُه َيسج َ
عددهم كبي ٌر ج ّداً ،ومن أبرز األدلّة على ذلك ما ر ُِوي عن حكيم بن حزام عن الرسول
ُون ما أَسْ َمعُ؟ قالوا :ما َنسْ َم ُع من شي ٍء ،قال :إ ِّني -صلّى هللا عليه وسلّم -أ ّنه قال( :أ َتسْ َمع َ
ك سا ِج ٌد ْأو قا ِئ ٌم)[، شبر إاَّل وعلي ِه َم َل ٌ يط السَّما ِء ،وما ُتال ُم أنْ َتئ َِّط ،وما فيها َم ْوضِ ُع ٍ ألَسْ َم ُع أَطِ َ
]١٢[]١١.
:صفات المالئكة
الخلقيّة بيّن هللا -سبحانه -الهيئة التي ُخلِقت عليها المالئكة ،والقدرات التي صفات المالئكة َ
يمتلكونها ،وبيان ذلك فيما يأتي ]٥٤[]٥٣[:ال ي ّتصفون بالذكورة أو األنوثة .القدرة على
بشر كما أرسلهم هللا إلى مريم -عليها بصور مختلفةٍ ،ومثال ذلك إرسالهم على هيئة ٍ ٍ التش ُّكل
روحنا َف َت َم َّث َل َلها َب َشرً ا َس ِوّـًًّيا) ]٥٥[.امتالك األجنحة، َ رسلنا إِ َليها السالم ،-قال -تعالىَ ( :-فأ َ َ
ض َجاعِ ِل ت َواأْل َرْ ِ وتختلف فيما بينها بالعدد ،قال -تعالىْ :-
(ال َحمْ ُد لِلَّـ ِه َفاطِ ِر ال َّس َم َاوا ِ
اع َي ِزي ُد فِي ْال َخ ْل ِق َما َي َشا ُء إِنَّ اللَّـ َه َع َلى ُك ِّل ث َو ُر َب َْال َماَل ِئ َك ِة ُر ُساًل أُولِي أَجْ ن َِح ٍة م َّْث َنى َو ُثاَل َ
َشيْ ٍء َقدِيرٌ) ]٥٦[.صفات المالئكة ال ُخلقيّة ت ّتصف المالئكة بمجموع ٍة من األخالق الكريمة،
(بأ َ ْيدِي َس َف َر ٍة * ك َِر ٍام َب َر َرةٍ) ]٥٧[،وفيما يأتي بيان البعض من تلك الصفات[:ـ قال -تعالىِ :-
]٥٨الحياء ،ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة -رضي هللا عنها -أنّ النبي
-عليه الصالة والسالم -قال( :أَاَل أَسْ َتحِي مِن َرج ٍُل َتسْ َتحِي منه ال َماَل ِئ َك ُة)[.ـ ]٥٩الخوف من
رون)[.ـ[]٦٠
لون ما يُؤ َم َ
فع َخافون َر َّبهُم مِن َفوق ِِهم َو َي َ
َ هللا -سبحانه -وخشيته ،قال -تعالىَ ( :-ي
]٦١.
ٌ
:صفات أخرى من صفات المالئكة األخرى
ملل ،ومن عباداتهم :دوام ذِكرهم هلل -تعالى ،-ومنه التسبيح فتور أو ٍ ٍ عبادة هللا ،وطاعته دون
ُون ِب َح ْم ِد َرب ِِّه ْم)[، ين ِمنْ َح ْو ِل ْال َعرْ ِ
ش ي َُس ِّبح َ (و َت َرى ْال َماَل ِئ َك َة َحا ِّف َ
-عز وجلَّ :- ّ كما قال هللا
]٦٢باإلضافة إلى التزامهم بالصالة ،كما قال الرسول -عليه الصالة والسالم( :-أ َتسمعون
َ
شبر إال و عليه ما أسم ُع ؟ إني ألسم ُع أطي َط السما ِء و ما ُتال ُم أن َتئ َِّط ،و ما فيها موض ُع ٍ
ك ساج ٌد أو قائ ٌم)[.ـ ]٦٤[]٦٣العلم الوفير؛ فقد تل ّقت المالئكة عِ لمها من هللا -سبحانه،- م َل ٌ
وتجدر اإلشارة إلى أ ّنها ال تمتلك القدرة على التعرُّ ف إلى األشياء كما يمتلكها اإلنسان]٥٤[.
ون كما َتصُفُّ ص ُّف َ
تنظيم األمور والشؤون ،قال الرسول -عليه الصالة والسالم( :-أاَل َت ُ
وكيف َتصُفُّ ال َماَل ِئ َك ُة عِ ْن َد َر ِّب َها؟ قا َلُ :ي ِتم َ
ُّون َ ال َماَل ِئ َك ُة عِ ْندَ َر ِّب َها؟ َفقُ ْل َنا يا َرسو َل ِ
هللا،
ُّون في الصَّفِّ )[.ـ ]٥٤[]٦٥السرعة الفائقة العظيمة؛ فجبريل -عليه وف األ ُ َو َل و َي َت َراص َ
صفُ َ ال ُّ
إجابة عن سؤال أح ٍد فور ً السالم -كان يأتي إلى الرسول -عليه الصالة والسالم -بالوحي
االنتهاء من سؤاله ]٥٤[.التطهير من الشهوات ،وال يشعرون بالجوع أو العطش ،وال
يتناسلون أو يتناكحون أو ينامون]٥٣[.