You are on page 1of 29

‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.

com/altwasseen‬‬

‫كتاب الطــــواســـــين‬
‫المكتبة المحسية للتصوف‬

‫كتاب الطواسين‬
‫طس السراج‬
‫قال رضى ﷲ عنه طس سراج من نور الغيب ‪ . .‬و بدأ و ساد ‪. .‬‬
‫وجاوز السراج وعاد قمر من بين األقمار‪. .‬‬
‫برجة فى فلك األسرار ‪ . .‬سماه الحق "أميا" لجمع ھمته و‬
‫"حراميا"‬
‫لعظم نعمته و مكيا لتمكنه عند قربه ‪. .‬‬
‫شرح صدره ورفع أمره ‪ . .‬وأوجب أمره ‪ . .‬فأظھر بدره طلع بدره‬
‫من غمامة اليمامة ‪ . . .‬وأشرقت شمسة من ناحيه تھامة‪ . .‬وأضاء‬
‫سراجة من معدن الكرامة‪.‬‬
‫**********‬
‫ما أخبر إال عن بصيرته ‪ . .‬وال أمر بسنته أال عن حق ‪ . .‬سيرته حضر‬
‫فأحضر ‪ . .‬وأبصر فأخبر ‪. .‬‬
‫واندل فحدد ما أبصره أحد على التحقيق ‪ . .‬سوى صديق ‪ . .‬ألنه‬
‫وافقه ثم رفقه لئال يبقى بينھما فريق ‪ . . .‬ما عرفه عارف إالجھل‬
‫وص ف ه‬
‫" والذين أتيناھم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائھم وإن فريقا منھم‬
‫ليكتمون الحق و ھم يعلمون "‬
‫********‬

‫‪1 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫أنوار النبوة من نوره برزت و أنوارھم من نوره ظھرت و ليس فى‬


‫األنوار نور أنور و أظھر و أقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم‪.‬‬
‫ھمته سبقت الھمم وجوده سبق العدم و أسمه سبق القلم ألنه كان قبل‬
‫األمم ما كان فى األفاق وراء األفاق و دون األفاق أطوف و أشرف و‬
‫أعرف و أنصف و أرأف و أخوف و أعطف من صاحب ھذه القضية و‬
‫ھو سيد البريه الذى اسمه أحمد و نعته أوحد و أمره أوكد و ذاته أوجد‬
‫و صفته أمجد و ھمته أفرد ‪.‬‬
‫يا عجبا ما أظھره و أنظره و أكبره و أشھره و أنوره و أقدره و‬
‫أبصره لم يزل "كان" كان مشھور قبل الحواديث و الكواين و األكوان‬
‫و لم يزل كان مذكورا قبل القيل و بعد البعد و الجواھر و األلوان‬
‫جوھره صفوى كالمه نبوى علمه علوى عبارته عربى قبيلته "‬
‫المشرقى و ال مغربى " جنسه أبوى رفيه رفوى صاحبه أمى‪.‬‬
‫بأشارته أبصرت العيون به عرفت السرائر و الضمائر و الحق أنطقه‬
‫و الدليل صدقه و الحق أطلقه و ھو المدلول ھو الذى جأل الصدأ عن‬
‫الصدر المغلول و ھو الذى أتى بكالم قديم ال محدث و ال مقول و ال‬
‫مفعول ‪.‬‬
‫بالحق موصول غير مفصول ‪ . .‬الخارج عن المعقول ‪ . .‬ھو الذى‬
‫أخبر عن النھاية و النھات و نھايات النھاية‪.‬‬
‫رفع الغمام ‪ . .‬و أشار الى البيت الحرام ‪ . .‬ھو التمام ھو الھمام ھو‬
‫الذى أمر بكسر األصنام ‪ . .‬ھو الذى أرسل الى األنام و اإلحترام‪.‬‬
‫فوقه غمامة برقت ‪ . .‬تحت برقه لمعت ‪ . .‬وأشرقت وأمطرت وأثمرت‬
‫العلوم كلھا ‪ . .‬قطرة من بحره الحكم كلھا ‪ . .‬غرفه من نھره ‪. .‬‬
‫األزمان كلھا ساعة من دھره‪.‬‬
‫الحق به و به الحقيقة ‪ . .‬ھو األول فى الوصلة ‪ . .‬ھو اآلخر فى النبوة‬
‫‪ . .‬و الباطن بالحقيقة ‪ . .‬و الظاھر بالمعرفة‪.‬‬

‫‪2 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫**********‬
‫ما وصل الى علمه عالم ‪ . .‬وال أطلع على فھمه حاكم‪.‬‬
‫الحق ما اسلمه الى خلقه ألنه ھو ‪. .‬وأنى ھو ‪. .‬و ھو ھو‪.‬‬
‫**********‬
‫ما خرج من ميم "محمد" ‪ . .‬و ما دخل فى حآيه أحد ‪ . .‬حآوه ميم‬
‫ثانية و الميم أوله ‪ . .‬داله دوامه ميمه محله حآوه حاله ميم ثانية ‪.‬‬
‫*********‬
‫أظھر مقاله ‪ . .‬أبرز أعالمه ‪ . .‬أشاع برھانه ‪ . .‬أنزل فرقانه ‪ . .‬أطلق‬
‫لسانه ‪ . .‬أشرف حنانه ‪ . .‬أعجز أقرانه ‪ . .‬أثبت بنيانه ‪ . .‬رفع شأنه ‪.‬‬
‫إن ھربت من ميادينه فأين السبيل فال دليل ‪ . .‬أيھا العليل‪ . .‬و حكم‬
‫الحكماء عند حكمته ككئيب مھيل‪..‬‬
‫********‬
‫سين الفھم‬
‫ِطا ُ‬
‫أفھام الخالئق ال تتعلق بالحقيقة ‪ ،‬والحقيقةُ ال تلي ُ‬
‫ق بالخليقة ‪ ،‬الخواطُر‬
‫عالئق ‪،‬‬
‫ق الخالئق ال تصل إلى الحقائق ‪ ،‬اإلدراُك إلى علم ِ الحقيقة صعب ~‪،‬‬ ‫وعالئ ُ‬
‫فكيف إلى‬
‫ش‬‫حقيقة الحقيقة ‪ ،‬وحق الحق وراء الحقيقة ‪ ،‬والحقيقةُ دون الحق ‪ ،‬الفرا ُ‬
‫يطيُر حول‬
‫ح إلى الصباح ِ‪ ،‬ويعود إلى األشكال ‪ ،‬فيخبرھم عن الحال بألطف‬ ‫المصبا ِ‬
‫المقال ‪ ،‬ثم‬
‫ح علم الحقيقة ‪،‬‬‫يمرح بالدالل طمعاً في الوصال إلى الكمال ‪ ،‬ضوُء المصبا ِ‬
‫وحرارته‬
‫ق الحقيقة ‪ ،‬لم يرض بضوئِه وحرارته‬ ‫حقيقة الحقيقة ‪ ،‬والوصول إليه ح ُ‬
‫فيلقي جملتهُ‬
‫فيه ‪ ،‬واألشكاِل ينتظرون قدومهُ ‪،‬ليخبرھم عن النظر حين لم يرض بالخبر ‪،‬‬
‫‪3 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬
‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫فحينئٍذ‬
‫يصير متالشياً متصاغرًا متطائرًا ‪ ،‬فيبقى بال رسٍم وجسٍم وإسٍم ووسٍم ‪،‬فبأي‬
‫معنًى‬
‫يعود إلى األشكال ‪ ،‬وبأي حاٍل بعد ما صار من وصٍل ‪ ،‬وصار إلى النظر ‪،‬‬
‫استغنى عن الخبر ‪،‬ومن وصٍل إلى المنظور إستغنى عن النظر ‪ ،‬ال تصُح‬
‫ھذه‬
‫المعاني ‪ :‬للمتواني ‪ ،‬وال الفاني وال الجاني وال لمن يطلب األماني ‪ ،‬كأني‬
‫‪ ،‬كـأني‬
‫أو كـأني ھــو‪ ،‬أو ھو أنــا ‪ ،‬ال يروعني أن كنت أنت ‪ ،‬يا أيھا الظاّن ‪ ،‬ال‬
‫تحسب‬
‫أني أنا اآلن ‪ ،‬أو يكــون أو كــان ‪ ،‬كأني ھذا الجلد العارف أو ھذا حالي ‪ ،‬ال‬
‫بأس‬
‫إن كنت أنـا ولكن ال أنــا ‪ ،‬إن كنت تفھم فافھم ‪ ،‬ما صحت ھذه المعاني ألحٍد‬
‫سوى‬
‫ألحمـــــد ‪ ،‬ما كــان محمٌد أبا أحد ‪ ،‬حين جاوز الكونين وغاب عن الثقلين ‪،‬‬
‫وغمض‬
‫العين عن األيــن ؟ ‪ ،‬حتى لم يبقى لهُ ريٌن وال بين ‪ ،‬فكان قاب قوسين ‪ ،‬حين‬
‫وصل‬
‫إلى مفازِة علم الحقيقة ‪ :‬أخبر عن السواد ‪ ،‬وحين وصل إلى حقيقة الحقيقه‬
‫‪ :‬أخبر عن‬
‫الفؤاد ‪ ،‬وحين وصل إلى حق الحقيقة ‪ :‬ترك المراد ؛ واستسلم للجواد ‪،‬‬
‫وحين وصل‬
‫إلى الحق عاد فقال ‪ :‬سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي ؛ وحين وصل إلى‬
‫الغايات‬
‫قال ‪ :‬ال أحصي ثناًء عليك ‪ ،‬وحين وصل إلى حقيقة الحقيقة قال ‪ :‬أنت كما‬
‫أثنيت على‬
‫نفسك ؛ جحد الھوى فلحق المنى ؛ ما كّذب الفؤاد ما رأى ؛ عند سدرة‬
‫المنتھى ؛‬
‫ما التفت يميناً إلى الحقيقة ؛ وال شماًال إلى حقيقة الحقيقة ؛ ما زاغ البصُر‬
‫وما طغى‪.‬‬
‫ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ـ‬

‫‪4 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫س الصفاء‬
‫ط ُ‬
‫الحقيقةُ دقيقة ‪ ،‬طُُرقُھا مضيقة ‪ ،‬فيھا نيراٌن شھيقة ‪ ،‬ودونھا مفازةٌ عميقة‪.‬‬
‫الغريب سلكھا يخبر عن قطع مقامات األربعين‪:‬‬
‫مثل مقام األدب والرھب والسبب‬
‫والطلب والعجب والعطب ‪ . .‬والطرب والشرِه والتره‬
‫والصفاء والصدق والرفق ‪ . .‬والعتق والتصريح والترويح‬
‫والتمني والشھود والوجود ‪ . .‬والعبد والكد والرد واالمتداد‬
‫واالعتداد واإلنفراد واالنقياد ‪ . .‬والمراد والشھود والحضور‬
‫والرياضة والحياطة واإلفتقاد ‪ . .‬واإلصطالد والتدبر‬
‫والتحير والتفكر والتبصر ‪ . .‬والتصبر والتعبر والرفض والنقد‬
‫والتيقظ والرعاية ؛ والھدايِة والبداية‪.‬‬
‫فھذه مقامات أھل الصفاء والصفوية ‪ ،‬ولكل مقام علٌو مفھوٌم وغيُر مفھوم‪.‬‬
‫ثم دخل المفازِة وحاذھا ‪ ،‬ثم جازھا ‪ ،‬باألھل والمھل ‪ ،‬من الجبل إلى السھل‬
‫فلما قضى موسى األجل ترك األھل حين صار للحقيقِة أھ ً‬
‫ال‬
‫ومع ذلك كله رضي بالخبر دون النظر‬
‫ليكون فرقاً بينهُ وبين خير البشر ‪ ..‬فقال ‪ :‬لعلي آتيكم منھا بخبر‬
‫ف يكوُن الُمقتضى على األثر‬ ‫فإذا رضَي المقَُتضي بالخبر ‪ . .‬فكي َ‬
‫من الشجرة من جانب الطور ‪ . .‬ما سمع من الشجرة‬
‫ما سمع من بررة ‪ . .‬ومثلي مثل تلك الشجرة‬
‫فھذا كالمه ‪ . .‬فالحقيقةُ حقيقه ‪ . .‬والخليقةُ خليقه‬
‫دع الخليقة ‪ . .‬لتكون أنت ھـــو ‪ ،‬وھو أنت من حيث الحقيقة‪.‬‬
‫ألني واصف والوصف وصف الواصف بالحقيقة ‪ ،‬فكيف الواصف‪.‬‬
‫فقال له الحق ‪ :‬أنت تھدي إلى الدليل ال إلى المدلول ‪ .‬وأنــا دليل الدليل‪.‬‬
‫صيرني الحق ھاء حقيقة ‪ ،‬بالعھد والعقد والوثيقة‬
‫شاھد سري بال ضميري ؛ ھذا سري وذا طريقة‬
‫ق من ِجناني ‪ ،‬فكان علمي على لساني‪.‬‬ ‫خاطبني الح ُ‬
‫قربني منه بعد بعٍد ؛ وخصني ﷲُ واصطفاني‪.‬‬
‫ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ‬

‫س الدائرة‬
‫ط ُ‬
‫‪5 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬
‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫ھيھاتي من يدخل الدائرة والطريق مسدود‪.‬‬


‫والطالب مردود ‪ . .‬والدائرةُ ما لھا باب‪.‬‬
‫والنقطة التي في وسط الدائرة ھي الحقيقة‪.‬‬
‫ومعنى الحقيقة شيٌء ال تغيب عنهُ الظواھر وال البواطن وال تقبل األشكال‪.‬‬
‫ت إليه ‪ :‬فُخذ أربعةً من الطير فصرھن إليك ألن الحي‬ ‫فإن أردت فھَم ما أشر ُ‬
‫ال يطير‪.‬‬
‫الغيرةُ أحضرتھا بعد الغيبة ‪ .‬والھيبة منعتھا ‪ ،‬والحيرةُ سلبتھا‪.‬‬
‫ھذه معاني الحقيقة‪.‬‬
‫وأدق من ذلك دايرةُ المعادن ؛ وأثرة القواطن‪.‬‬
‫وأدق من ذلك فھم الفھم فإخفاِء الوھم‪.‬‬
‫ھذا من حول الدائرِة ينطق ؛ ال من وراء الدائرة‪.‬‬
‫وأما علُم علِم الحقيقة ‪ :‬فإنهُ حرمّي والدائرةُ حرمه‪.‬‬
‫فلذلك سمﱠي النبي صلى ﷲ عليه وسلم حرمياً‪.‬‬
‫ما خرج من دائرة الحرم سواه‪. . .‬ألنهُ فزَع آواه‪.‬‬
‫تآوه حين رأى بيتاً في دائرة الحرم وھو وراءه‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬آآه‪.‬‬
‫****************‬
‫وأدق من ذلك ذكُر النقط وھو األصل ؛ ال يزيد وال ينقص وال يبيد‪.‬‬
‫المنكر بقي في دائرة البراني وأنكر حالي حين لم يرني‪.‬‬
‫وبالزندقِة سماني ‪ ،‬وبالسوء رماني‪.‬‬
‫وصاحب الدائرِة الثانية ‪ :‬ظن أني عالٌم رباني‪.‬‬
‫والذي وصل إلى دائرة الحقيقة ‪ :‬نسي وغاب عن عياني‪.‬‬
‫كال ال ِوْزر إلى ربك يومئٍذ المستقر ينبأ اإلنسان يومئٍذ بما قدم وأخر‪.‬‬
‫ھرب إلى الخبر ‪ .‬فر إلى الوزر‪.‬‬
‫خاف من الشرر ‪ .‬إغتر وغرر‪.‬‬
‫رأيت طيرًا من طيور الصوفية ؛ وعليه الجناحان‪.‬‬
‫وأنكر شأني حين بقي على الطيران‪.‬‬
‫فسألني عن الصفاء فقلت له ‪ :‬إقطع جناحك بنقرات الفناء‪.‬‬
‫و إال فال تبغيه ‪ . .‬فقال ‪ :‬بجناحي أطيُر إلى إلفي‪.‬‬
‫فقلت لهُ ‪ :‬ويحك !! ليس كمثلِه شيء وھو السميع البصير‪.‬‬

‫‪6 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫فوقع حينئٍذ في بحر الفھم ‪. ..‬غرق‪.‬‬


‫قال تعالى ‪ ":‬ثم دنا فتدلى‪" .‬‬
‫دنا سموًا ‪ ...‬فتدلى علوًا ‪. .‬دنا طلباً ‪ ...‬فتدلى طرباً‪.‬‬
‫رأيت حبي بعين قلبي ‪ . .‬فقال من أنت ؟؟؟‬
‫قلت أنت ‪..‬أنت الذي جزت كل حٍد‬
‫لمحو أيٍن ‪ .......‬فأين أنت ؟؟؟؟‬
‫فاآلن ال أين منك أين ‪ . .‬وليس أيٌن بحيث أنت‬
‫وليس للوھِم عنك وھٌم ‪. . .‬فيعلَم الوھُم أين أنت‬
‫عن قلبِه نأى ‪ ..‬من ربِه دنا ‪. . .‬غاب حين رأى ما غاَب‬
‫كيف حضر ما حضر ؟؟؟؟ كيف نظر ما نظر ؟؟؟‬
‫تحير فأبصر ‪ ....‬أبصر فتحير‬
‫شوھد فشاھـــد ‪. .‬وصل فأنفصل‬
‫وصل بالمراد ‪ ...‬فأنفصل عن الفؤاد‬
‫ب الفؤاُد ما رأى‬ ‫ما كّذ ﱠ‬
‫أخفاهُ فأدناه ‪ . .‬وأوالهُ فأصفاه‬
‫وأرواهُ فأغذاه ‪ . .‬وصفاهُ فاصتفاه‬
‫ودعا فناداه ‪ . .‬وأبالهُ فانتقاه‬
‫ووقاهُ فأماله ‪ . .‬فكان ‪..‬قاب ‪ ...‬حين آب وأصاب‬
‫ودعﱠي فأجاَب ‪ ....‬وأبصر فغاَب‬
‫ب فطاب وقرَب فھاَب‬ ‫وشر ﱠ‬
‫فارق األمصار واألنصاَر واألسرار‬
‫والبصار واآلثار‬
‫ما ضﱠل صاحبكم ‪ . .‬ما أعتل وال مّل‬
‫ما أعتل حين بان ‪ ..‬ما مّل حين كــان‬
‫ما ضﱠل صاحبكم ‪ ..‬في مشاھداتنا وما غوى في ‪ ..‬مضافاتنا ورساالتنا‬
‫وما انحرف في مصافاتنا ومعامالتنا‬
‫ما ضﱠل صاحبكم ‪..‬في نسيان الذكر وما غوى ‪ ..‬في جوالت الفكر‬
‫بل كان للحق في األنفاس واللحظات ذاكراً‬
‫وكـــان على الباليـــا والعطايا شاكــــــــراً‬
‫إن ھو إال وحٌي يوحى‬
‫من النوِر إلى النور‪..‬‬
‫اقلب الكـــالم ‪..‬وغب عن األوھام ‪ ..‬وارفع األقدام عن الوراء واألمام‬

‫‪7 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫واقطع تيه النُظُِم والنظام ‪ ..‬وكن ھائماً مع الُھّيام‪..‬‬


‫واضطلع لتكون طيرًا بين الجبال واآلكام‬
‫جبال الفھِم وآكــام السنام‬
‫لترى ما رأى فتصير صنام الصام‬
‫في المسجد الحرام‬
‫ثم دنا ‪ ..‬كــأنهُ دنا من معنى ‪ . .‬ثم حجز كحاجز ال كراجز‬
‫ثم من مقام التھذيب ‪ ..‬ومن مقام التھذيب إلى مقام التأديب‬
‫ومن مقام التأديب إلى مقام التقريب‬
‫دنا ‪ ..‬طلباً فتدلى ‪ ..‬ھرباً ‪ . .‬دنا داعياً ‪ ..‬فتدلى منادياً‬
‫دنا مجيباً ‪ ..‬فتدلى قريبا ‪ . .‬دنا شاھداً ‪ ...‬فتدلى مشاھداً‬
‫ثّم ثﱠم ‪ .......‬ثّم ثﱠم‬
‫صيغة الكــالم في معنى الدنّو‬
‫فجاز المعنى لحقيقة الحق ‪..‬ال لطريقة الخلق‬
‫والدنو دائرة الضبط لحقيقة حق الحقائق‬
‫في دقيقة دقة الدقائق ‪ . .‬من شواھق الشواھق‬
‫بوصف ترياق التائق ‪ . .‬برؤية قطع العالئق‬

‫في نمارق الصفائق‬

‫بإبقاء البوائق‬

‫بتبيين الدقائق‬

‫بلفظ الخالص ‪ ....‬من سبيل الخاص ‪ ..‬من حيث األشخاص‬

‫ومن الدنو ما ھو بمعنى الُمعرض العريض‬

‫ليفھم المعنوي الذي سلك سبيل المرھوي‬

‫المروي النبوي‬

‫ب م كنو ن‬
‫ب يثرب في شأن ما ھو محصون مصون في كتا ٍ‬
‫قال صاح ُ‬

‫‪8 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫ب منظوٍر مسطور من معاني منطق الطيور‪:‬‬


‫كما ذكرناهُ في كتا ٍ‬

‫رجعنا إلى ‪ ...‬فكــان قاب قوسين‬

‫يرمي أين ‪...‬بسھم بين‬

‫أثبت قوسين لتصحيح بين‬

‫أو لغلبة العين ‪ ..‬أدنى بعين العين‬

‫ال أظن من يفھم كالمنا سوى من بلغ القوس الثاني‬

‫والقوس الثاني دون اللوح‬

‫ف سوى أحرف العربية‬


‫ولهُ حرو ٌ‬

‫ف من حروف العربية‬
‫ال يداخلهُ حر ٌ‬

‫ف واحٌد وھو الميـــــم‬


‫إال حر ٌ‬

‫يعني االسم األخير وھو وتر قوس األول‬

‫من زند العروة‬

‫فافھم إن كنت تفھم يا أيھا الصابر‬

‫ما خاطب المولى إال األھل‬

‫أو من لألھل أھل ‪ ...‬أو أھُل األھل‬

‫واألھُل من ال أستاَذ لهُ وال تلميذ‬

‫‪9 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫و اختيار وال تمييز ‪ . .‬وال تمويه وال تنبيه‬

‫ال به وال منه ‪..‬بل فيه ما فيه‬

‫ھو فيه ال فيه ‪ . .‬فيه تيهٌ في تيه‬

‫آيةٌ في آية ‪ . .‬الدعاوي معانيه‬

‫والمعاني أمانيه ‪ . .‬وأمنيتهُ بعيده‬

‫ق شديد ‪ . .‬إسمهُ مجيد رسمهُ فريد‬


‫طري ُ‬

‫معرفتهُ نكرته ‪ . .‬نكرته حقيقته‬

‫اسمه وثيقته اسمه طريقته ‪ . .‬وسمهُ حريقته‬

‫النحوس صفته والناموس نعته ‪. .‬والشموس ميدانه‬

‫والنفوس إيوانه ‪ . .‬والمأنوس حيوانه‬

‫والمطموس شانه ‪ . .‬والمدروس عيانه‬

‫والعروس بستانه ‪ . .‬والطبوس بنيانه‬

‫أربابهُ مھرمي أركانهُ مرھبي إرادتهُ مشربي أعوانهُ متربي إخوانهُ محربي‬

‫حواليِه ھمٌد تواليه رمٌد ‪ . .‬مقالتهُ ركز‬

‫ھذا فحسب وما دونهُ غصب‬

‫ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ‬

‫‪10 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫طاسين النقطة‬
‫وأدق من ذلك ذكُر النقط وھو األصل ؛ ال يزيد وال ينقص وال يبيد‪.‬‬
‫المنكر بقي في دائرة البراني وأنكر حالي حين لم يرني‪.‬‬

‫وبالزندقِة سماني ‪ ،‬وبالسوء رماني‪.‬‬

‫وصاحب الدائرِة الثانية ‪ :‬ظن أني عالٌم رباني‪.‬‬


‫و الذى وصل الى الثالثة ‪ . .‬حسب أننى فى األمانى‬

‫والذي وصل إلى دائرة الحقيقة نسانى‪ :‬نسي وغاب عن عياني‪.‬‬

‫كال ال ِوْزر إلى ربك يومئٍذ المستقر ينبأ اإلنسان يومئٍذ بما قدم وأخر‬
‫يفوت‪.‬‬

‫إلى الخبر‪ . .‬فر إلى الوزر‪ . .‬خاف من الشرر ‪ .‬إغتر وغرر‪.‬‬

‫رأيت طيراً من طيور الصوفية ؛ عليه جناحان‪.‬‬

‫وأنكر شأني حين بقي على الطيران‪.‬‬

‫فسألني عن الصفاء فقلت له ‪ :‬إقطع جناحك بنقرات الفناء‪.‬‬

‫و إال فال تتبعنى ‪ . .‬فقال ‪ :‬بجناحي أطيُر إلى إلفناء‪.‬‬

‫فقلت لهُ ‪ :‬ويحك !! ليس كمثلِه شيء وھو السميع البصير‪.‬‬

‫فوقع حينئٍذ في بحر الفھم ‪. .‬وغرق‪.‬‬

‫‪11 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫قال تعالى ‪ ":‬ثم دنا فتدلى ‪ " .‬دنا سمواً ‪ ...‬فتدلى علواً‪.‬‬

‫دنا طلبا ً ‪ ...‬فتدلى طربا ً ‪ .‬رأيت ربى بعين قلبي‬

‫فقال من أنت ؟؟؟‬

‫فقلت من أنت ‪ ..‬قال أنت ‪ . .‬الذي جزت كل حٍد‬


‫فليس لألين منك أين ‪ . .‬و ليس أين بحيث أنت‬
‫و ليس للدھر عنك وھم ‪ . .‬فيعلم الوھم أين أنت‬
‫انت الذى حزت كل أين ‪ . .‬بنحو ال أين فأين أنت‬

‫على قلبِه بات ‪ ..‬من ربِه دنى‪. .‬غاب حين رأنى ما غا َ‬


‫ب‬

‫كيف حضر ما حضر ؟؟؟؟ كيف نظر ما نظر ؟؟؟‬

‫تحير فأبصر ‪ ....‬أبصر فتحير ‪ . .‬شوھد فشاھـــد‬

‫وصل فأنفصل ‪ . .‬وصل بالمراد ‪ ...‬فأنفصل عن الفؤاد‬

‫"ما كّذ ﱠ‬
‫ب الفؤاُد ما رأى " أخفاهُ فأدناه‬

‫وأوالهُ فأصفاه ‪ . .‬وأرواهُ فغذاه ‪ . .‬وصفاهُ فاصطفاه‬

‫ودعاه فنداه ‪ . .‬وبالهُ فأشقاه ‪ . .‬ووقاهُ فأمطاه‬

‫فكان ‪..‬قاب ‪ ...‬حين آب وأصاب‬

‫‪12 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫ب‬
‫ب ‪ ....‬وأبصر فغا َ‬
‫ودعﱠي فأجا َ‬

‫ب‬
‫ب فھا َ‬
‫ب فطاب ‪ . .‬وقر َ‬
‫وشر ﱠ‬

‫فارق األمصار واألنصاَر واألسرار‬

‫والبصار واآلثار‬

‫ما ضﱠل صاحبكم ‪. .‬ما أعتل وما مّل‬

‫ما أعتل حين بان ‪ ..‬ما مّل حين كــان‬

‫"ما ضﱠل صاحبكم" ‪ ..‬في مضافتنا و رساالتنا ‪" . .‬ما ضﱠل صاحبكم"‬
‫فى بستان ذكر مشاھدتنا وما غوى في ‪ ..‬جوالن الفكر‬
‫بل كان للحق في األنفاس واللحظات ذاكراً‬
‫وكـــان على الباليـــا والعطايا شاكــــــــراً‬
‫إن ھو إال وحٌي يوحى ‪ . .‬من النوِر إلى النور‪..‬‬
‫اقلب الكـــالم ‪..‬وغب عن األوھام ‪ ..‬وارفع األقدام عن الوراء واألمام‬
‫واقطع تيه النُظُِم والنظام ‪ ..‬وكن ھائما ً مع الُھيّام‪..‬‬
‫و أطلع مع الھيام‬
‫واضطلع لتكون طيراً بين الجبال واآلكام ‪. .‬‬
‫جبال الفھِم وآكــام السنالم‬
‫لترى ما ترى فتصير صمصام الصيام ‪. .‬‬
‫من المسجد الحرام ‪ . .‬ثم دنا ‪ ..‬كــأنهُ دنا من معنى‬
‫ثم حاجر كعاجز ال كعاجز ‪. .‬‬

‫ثم من مقام التھذيب ‪ ..‬الى مقام التأديب‬

‫‪13 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫ومن مقام التأديب إلى مقام التقريب‬

‫دنا ‪ ..‬طلبا ً فتدلى ‪ ..‬ھربا ً ‪ . .‬دنا داعيا ً ‪ ..‬فتدلى مناديا ً‬

‫دنا شھيدا فتدلى مشاھدا فكان "قاب قوسين " يرمى "أين" بسھم‬
‫"بين" أثبت قوسين ‪ . .‬ليصحح أين ‪ . .‬أو لغيبة العين ‪ . .‬أدنى بعين‬
‫‪ .‬العين‬
‫قال العالم الغريب الحسين بن منصور الحالج رحمة ﷲ‬

‫ال أظن يفھم كالمنا سوى من بلغ القوس الثاني‬

‫ف سوى أحرف العربية‬


‫والقوس الثاني دون اللوح ‪ . .‬ولهُ حرو ٌ‬

‫ف واحٌد وھو الميـــــم‬


‫ف من حروف العربية ‪ . .‬إال حر ٌ‬
‫ال يداخلهُ حر ٌ‬

‫وتر قوس األول ‪ . .‬من زاند العروة‬


‫قال رضى ﷲ عنه ‪ :‬صيغة الكــالم في معنى الدنّو‬

‫فجاز المعنى لحقيقة الحق ‪..‬ال لطريقة الخلق‬

‫والدنو دائرة الضبط ‪ . .‬لحقيقة حق الحقائق‬

‫في دقيقة دقة الدقائق ‪ . .‬من شواھق الشواھق‬

‫بوصف ترياق التائق ‪ . .‬برؤية قطع العالئق‬

‫في نمارق الصفائق ‪ . .‬بإبقاء البوائق‬

‫بتبيين الدقائق ‪ . .‬بلفظ الخالص‪....‬‬

‫‪14 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫من سبيل الخاص ‪ ..‬من حيث األشخاص‬

‫ومن الدنو ما ھو بمعنى الُمعرض العريض‬

‫ليفھم المعنوي الذي سلك سبيل المروي النبوي‬

‫ب مكنون‬
‫ب يثرب في شأن ما ھو محصون مصون في كتا ٍ‬
‫قال صاح ُ‬

‫ب منظوٍر مسطور من معاني منطق الطيور‪:‬‬


‫كما ذكرناهُ في كتا ٍ‬

‫وجعلنا إلى ‪" ...‬فكــان قاب قوسين "‬

‫يومي ‪ . .‬العين ‪ . .‬فافھم إن كنت تفھم يا أيھا الشائق‬

‫ما خاطب المولى إال أھال ‪.‬‬

‫أو من لألھل أھال ‪ ...‬أو أھُل األھل‬

‫واألھُل من ال أستاَذ لهُ وال تلميذ‬

‫و اختيار وال تمييز ‪ . .‬وال تمويه وال تنبيه‬

‫ال به وال منه ‪..‬بل فيه ما فيه‬

‫ھو فيه ال فيه فيه‪ . .‬تيهٌ في تيه ‪ . .‬آيةٌ في آية‬

‫********‬
‫الدعاوي معانيه ‪ . .‬والمعاني أمانيه‬

‫‪15 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫وأمنيتهُ بعيده ‪ . .‬طريقُته شديدة‬

‫إسمهُ مجيد رسمهُ فريد ‪ . .‬معرفتهُ نكرته‬

‫نكرته حقيقته ‪ . .‬قيمته وثيقته ‪ . .‬اسمه طريقته‬

‫وسمهُ حريقته ‪ . .‬التحرص صفته والناموس نعته‬


‫والشموس ميدانه ‪ . .‬والنفوس إيوانه‬

‫والمأنوس حيوانه ‪ . .‬والمطموس شانه‬

‫والمدروس عيانه ‪ . .‬والعروس بستانه‬

‫والطموس بنيانه‬
‫أربابهُ مھرمي أركانهُ موھبي إرادتهُ مسؤلي أعوانهُ منزلى‬
‫إحزانهُ محزبي ‪ . .‬حواليِه ھمٌد ‪ . .‬تواليه رمٌد‬
‫مقالتهُ ركن ‪ . .‬ھذا فحسب وما دونهُ فغضب‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سين الفھم‬
‫ِطا ُ‬
‫أفھام الخالئق ال تتعلق بالحقيقة ‪ ،‬والحقيقةُ ال تلي ُ‬
‫ق بالخليقة ‪ ،‬الخواطُر‬
‫عالئق ‪،‬‬

‫ق الخالئق ال تصل إلى الحقائق ‪ ،‬اإلدراُك إلى علم ِ الحقيقة صعب ~‪،‬‬
‫وعالئ ُ‬
‫فكيف إلى‬

‫‪16 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫حقيقة الحقيقة ‪ ،‬وحق الحق وراء الحقيقة ‪ ،‬والحقيقةُ دون الحق ‪ ،‬الفرا ُ‬
‫ش‬
‫يطيُر حول‬

‫ح إلى الصباح ِ‪ ،‬ويعود إلى األشكال ‪ ،‬فيخبرھم عن الحال بألطف‬


‫المصبا ِ‬
‫المقال ‪ ،‬ثم‬

‫يمرح بالدالل طمعاً في الوصال إلى الكمال ‪ ،‬ضوُء المصبا ِ‬


‫ح علم الحقيقة ‪،‬‬
‫وحرارته‬

‫ق الحقيقة ‪ ،‬لم يرض بضوئِه وحرارته‬


‫حقيقة الحقيقة ‪ ،‬والوصول إليه ح ُ‬
‫فيلقي جملتهُ‬

‫فيه ‪ ،‬واألشكاِل ينتظرون قدومهُ ‪،‬ليخبرھم عن النظر حين لم يرض بالخبر ‪،‬‬
‫فحينئٍذ‬

‫يصير متالشياً متصاغرًا متطائرًا ‪ ،‬فيبقى بال رسٍم وجسٍم وإسٍم ووسٍم ‪،‬فبأي‬
‫معنًى‬

‫يعود إلى األشكال ‪ ،‬وبأي حاٍل بعد ما صار من وصٍل ‪ ،‬وصار إلى النظر ‪،‬‬

‫استغنى عن الخبر ‪،‬ومن وصٍل إلى المنظور إستغنى عن النظر ‪ ،‬ال تصُح‬
‫ھذه‬

‫للمتواني ‪ ،‬وال الفاني وال الجاني وال لمن يطلب األماني ‪ ،‬كأني ‪ :‬المعاني‬
‫كـأني ‪،‬‬

‫أو كـأني ھــو‪ ،‬أو ھو أنــا ‪ ،‬ال يروعني أن كنت أنت ‪ ،‬يا أيھا الظاّن ‪ ،‬ال‬
‫تحسب‬

‫أني أنا اآلن ‪ ،‬أو يكــون أو كــان ‪ ،‬كأني ھذا الجلد العارف أو ھذا حالي ‪ ،‬ال‬
‫بأس‬

‫‪17 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫إن كنت أنـا ولكن ال أنــا ‪ ،‬إن كنت تفھم فافھم ‪ ،‬ما صحت ھذه المعاني ألحٍد‬
‫سوى‬

‫ألحمـــــد ‪ ،‬ما كــان محمٌد أبا أحد ‪ ،‬حين جاوز الكونين وغاب عن الثقلين ‪،‬‬
‫وغمض‬

‫العين عن األيــن ؟ ‪ ،‬حتى لم يبقى لهُ ريٌن وال بين ‪ ،‬فكان قاب قوسين ‪ ،‬حين‬
‫و صل‬

‫إلى مفازِة علم الحقيقة ‪ :‬أخبر عن السواد ‪ ،‬وحين وصل إلى حقيقة الحقيقه‬
‫‪ :‬أخبر عن‬

‫الفؤاد ‪ ،‬وحين وصل إلى حق الحقيقة ‪ :‬ترك المراد ؛ واستسلم للجواد ‪،‬‬
‫وحين وصل‬

‫إلى الحق عاد فقال ‪ :‬سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي ؛ وحين وصل إلى‬
‫الغايات‬

‫قال ‪ :‬ال أحصي ثناًء عليك ‪ ،‬وحين وصل إلى حقيقة الحقيقة قال ‪ :‬أنت كما‬
‫أثنيت على‬

‫نفسك ؛ جحد الھوى فلحق المنى ؛ ما كّذب الفؤاد ما رأى ؛ عند سدرة‬
‫المنتھى ؛‬

‫ما التفت يميناً إلى الحقيقة ؛ وال شماًال إلى حقيقة الحقيقة ؛ ما زاغ البصُر‬
‫‪ .‬وما طغى‬

‫**********‬

‫طاسين األزل وااللتباس‬


‫سيَد الغريب‬ ‫صﱠحِة الدعاوى ‪ ،‬بَِعْك ِ‬
‫س المعانى – قال الَعالِم ال ﱠ‬ ‫فى ِ‬

‫‪18 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫أبو المِغيث قّدس ﷲُ روَحهُ‬


‫س وأَْحَمَد ‪ ،‬صلى ﷲ عليه‬
‫ما صﱠحْت الدعاوى ألََحٍد ‪ ،‬إالﱠ إلْبليِ ٍ‬
‫و سلم ‪،‬‬
‫سقَطَ عن الَعْيِن ‪ ،‬وأَْحَمد صلى ﷲ عليه و‬
‫غير أن إبليس َ‬
‫ف لَهُ عن عيِن العين ‪ . .‬قيل إلبليس "أُ ْ‬
‫سُجْد!‬ ‫سلم ُك ِ‬
‫ش َ‬
‫" وألَْحَمد "أُْنظُر "!ھذا ما سجد ‪ ،‬وأحمد )ما نَظََر( ما التفت‬
‫صَر وما طغى" ‪.‬‬ ‫يمينا ً و ال شماالً ‪" ،‬ما َزاَغ البَ َ‬
‫أما إبليس فإنﱠهُ َدَعا لَِكنﱠهُ ]ما[ َرَجَع إلى َحْولِِه ‪،‬‬

‫وأَْحَمد صلى ﷲ عليه و سلم ادعى ‪ ،‬وَرَجَع عن َحْولِِه ‪.‬‬


‫ب القلوب !‬ ‫صول ! " بِقَْوله " يا ُمقَلِ َ‬
‫]بقولِِه "بك أُحول وبَك أ ُ‬
‫صى ثناًء عليك "‬‫" وقوله "ال أُْح ِ‬
‫ث إبليس‬ ‫سماِء ُمَوِحٌد مثل إبليس ‪َ ،‬حْي ُ‬ ‫وما َكاَن فى أھِل ال ﱠ‬
‫]تََغيﱠَر[ َعلَْيِه العين ‪ ،‬وَھَجَر األَلحاظَ فى ال ﱠ‬
‫سْيِر ‪َ ،‬وعبَد المعبوَد‬
‫على التﱠجِريِد ‪،‬‬

‫ب َحْيَن طَلَ َ‬
‫ب بالمِزيد ‪ ،‬فقال‬ ‫صَل إلى التﱠفِْريِد ‪ ،‬وطُلِ َ‬
‫ولُِعَن َحْيَن َو َ‬
‫سُجْد – "!قال " الغير! "‬ ‫له "اُ ْ‬
‫قال لَهُ "وإِن عليك لعنتى ؟‬

‫" – قال " ال غير! "مالي إلى غيرك سبيل ‪،‬‬

‫ب َذليل " ‪ . .‬قال له "استْكبَْر َ‬


‫ت"‬ ‫وإنى ُمِح ﱞ‬
‫‪19 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬
‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫قال " لو كان لى َمْعَك لَْحظَةٌ ‪ ،‬لََكاَن يليق بِى التَﱠكبر والتﱠَجﱡبر ‪،‬‬

‫وأنا الﱠذى َعَرفْتَُك فى األََزِل " أنا خير ِمنْهُ"‬

‫ألَﱠن لي قدمةً فى الخدمة ‪،‬‬

‫وليس فى الكونْين أَْعَر ُ‬


‫ف ِمنْى بك َولِي فيك إرادةٌ ولك فِى إرادةٌ‬
‫‪،‬‬
‫ت لغيِرك‪ ،‬فإن لم أسُجد ‪ ،‬فال بُﱠد لي من‬ ‫إِرادتَُك فﱠى سابقة‪ ،‬إِن سجد ُ‬
‫صِل ‪ ،‬ألنﱠك َخلَقْتَنِى ِمن النار‪ ،‬والنار ترجع إلى النار ‪،‬‬ ‫الرجوع إلى األَ ْ‬
‫ولََك التقدير واالختيار‪.‬‬
‫ب والبعد واحُد‬‫ت أَﱠن القُْر َ‬
‫فما لى بُعٌد مالى بَْعدك بْعدما تَيَقﱠنْ ُ‬
‫وإِنّي وإِْن أُھجر ُ‬
‫ت فالَھْجُر صاحبى ‪،‬‬
‫ب واحد لَك الحْمُد فى التوفيق فى‬
‫وكيف يصﱡح الھجر والح ّ‬
‫ض خالص لبُْعِدي ِزلﱠتِي‪ ،‬مالي غيرك ساجد التقى‬
‫َمْح ٍ‬
‫موسى عم وإِبليس على َعقَبَِة الطور ‪،‬‬

‫‪. .‬ما َمنََعك عن السجود؟"‬ ‫فقال له " يا إبليس!‬


‫فقال منعني الدعوى بَِمْعبُوٍد واحٍد ‪،‬‬

‫ت لَهُ ‪ ،‬لُكنْ ُ‬
‫ت مثلك ‪ ،‬فأنك نُوديت مّرةً واحدةً‬ ‫ولو سجد ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫"اْنظُْر ‪ ،‬إلى الجبل "فَنَ ْ‬
‫ظر َ‬
‫ت لدعواى بمعناى ‪.‬‬
‫سَجْد ُ‬ ‫ف مّرٍة أّن اُ ْ‬
‫سُجْد فما َ‬ ‫ت أَنا أل َ‬
‫ونُودي ُ‬
‫ت األَْمَر؟‬
‫فقال لَهُ "تََرْك َ‬

‫‪20 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫" فقال "كان ذلك ابتالًء ال أَْمراً" –‬

‫فقال له "الَجَرَم قَْد غيﱠَر صورتَك"‬

‫س ‪ ،‬والحال ال ُمَعﱠول عليه فإنﱠهُ‬ ‫–قال له "يا موسى ذا وذا تَْلبيِ ٌ‬


‫يَُحوُل ‪ ،‬لكن المعرفة صحيحة كما كانْت‪ ،‬وما تََغيﱠَرْت ‪ ،‬وإِْن‬
‫الشْخص قد تََغيﱠَر "‪.‬‬

‫فقال موسى "اآلن تَْذُكُرهُ؟"‬

‫‪ -‬فقال يا موسى الفِْكَرةُ ال تذكر ‪ ،‬أنا مذكور وھو مذكور ‪ِ ،‬ذْكُرهُ‬


‫ِذكرى ‪ ،‬وِذْكِرى ِذْكُرهُ ‪َ ،‬ھْل يكون الذاكرون إال َمعا ً ؟‬

‫صفَى ‪ ،‬ووقَْتى أَْخلى ‪ ،‬وِذْكرى أَْجلى ‪ ،‬ألَنى كْن ُ‬


‫ت‬ ‫ِخْدمتِى اآلن أَ ْ‬
‫أخِدُمهُ فى القَِدم لحِظى ‪ ،‬واآلن أخدُمهُ لحظﱠِه‬
‫‪ .‬ورفََعنَا الطﱠْمَع عن المْنِع والﱠدفِع والضِر والنفع‪ ،‬أَفْرَدنَى‬
‫‪ ،‬أوجَدني ‪ ،‬حيرني طردنى لئال أختلط مع المخلصين ‪،‬‬

‫مانَعنَي عن األَغيار لَغْيرتي ‪َ ،‬غيّرني لِحْيرتِي ‪َ ،‬حيﱠَرني لُِغرْبتِي‬

‫صحبَتِي ‪ ،‬قَبََحنِي لِِمْدَحتِي ‪،‬‬


‫َحﱠرَمني ‪ ،‬ل ُ‬
‫شفَنِي لَِو ْ‬
‫صلَتي‬ ‫أَْحَرَمنِي لَِھجرتَي‪ ،‬ھجرني لِمُكا َ َ‬
‫شفَتي ‪َ ،‬ك َ‬
‫ت فى‬ ‫صلَنِي لِقَ ْ‬
‫طَعتي ‪ ،‬قَطََعنِي لُِمنِْع ُمنِيَتِي‪ ،‬وَحقِِه ما اخطا ُ‬ ‫َو َ‬
‫ت بِتَْغيِر التصوير ‪،‬‬
‫ت التقدير ‪ ،‬وال بالي ُ‬ ‫التدبير ‪ ،‬وال ردد ُ‬
‫لِي على ھذه المقادير تقدير ‪ ،‬ان عذبَني بِناره أَبَد األبِد ‪ ،‬ما‬

‫‪21 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫سٍد ‪ ،‬وال أْعرف ض ًّدا وال‬


‫ص وَج َ‬ ‫ت ألََحٍد ‪ ،‬وال أذﱡل ل َ‬
‫شْخ ٍ‬ ‫سَجد ُ‬
‫َ‬
‫ب ِمن الصادقين‬‫َولًَدا ‪َ ،‬دْعَواي َدْعَوى الصادقين ‪ ،‬وأَنا فى الح ِ‬
‫قال الحالج رحمه ﷲ ‪ ،‬وفى أحوال َعززيل أقاويل ‪،‬‬

‫ض داعيا ً ‪،‬‬ ‫أََحُدھا أنﱠه كان فى ال ﱠ‬


‫سماء داعيا ً ‪ ،‬وفي األر ِ‬
‫سَن ‪،‬‬
‫في السماِء دعا المالئكة يُريھم المحا ِ‬
‫وفي األرض دعا اإلنس يُريھم القبائح ‪،‬‬

‫سَرق الرقيق يُنسج من وراء‬ ‫ألَﱠن األشياء تُعرف بَأ ْ‬


‫ضَداِدھا ‪ ،‬وال ﱠ‬
‫المسح األَ ْ‬
‫سَود ‪،‬‬

‫سن "إن فََعْلتَھا أُجر َ‬


‫ت"‬ ‫الملَُك يعرض المحاسن ويقول للُمْح ِ‬
‫مرموًزا ‪ ،‬وَمن ال يعرف القبيح ال يعرف الحسن ‪،‬‬

‫ت مع إِبليس وفِْرَعْون فى الفُتُﱠوِة‬


‫تناظر ُ‬
‫سقَطَ َعنِي اسم الفتﱠوة"‬
‫ت‪َ ،‬‬
‫فقال إبليس "إن سجد ُ‬
‫ت من منزلة الفتﱠوةْ"‬
‫ت بِرسِولِه ‪ ،‬سقط ُ‬
‫وقال فرعون "إن آمن ُ‬
‫ت ِمن بِساِط‬ ‫ت أَنا "إْن رجع ُ‬
‫ت عن دعواي وقولي ‪ ،‬سقط ُ‬ ‫‪.‬وقُلْ ُ‬
‫الفتﱠوِة"‬
‫وقال إبليس "أنا خير ِمنْهُ" حْيَن لم يُراء َغيره َغْيراً ‪،‬‬
‫ت لَُكْم ِمن إِلٍَه غيري " حْيَن لم يَْعِرف‬
‫وقال فرعون "ما َعلِْم ُ‬
‫ق والباطل ‪،‬‬ ‫فى قَْوِمِه من يميز بين الح ّ‬

‫‪22 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫ت أنا "إن لم تعرفُوهُ فاعرفوا اثاَرهُ‪ ،‬وأنا ذلك االثر وأَنا الح ّ‬
‫ق‪،‬‬ ‫وقُلْ ُ‬
‫ت أَبَداً بالِحق َحقًّا!‬
‫ألَنى ما ِزل ُ‬
‫فصاحبي وأُستَاذي إبليس و فرعون ‪،‬‬
‫وإبليس ُھِدَد بالناِر ‪ ،‬وما َرَجَع َعن دعواه ‪،‬‬

‫وفرعون أُْغِر َ‬
‫ق فى اليم ‪ ،‬وما رجع عن دعواه ‪،‬‬
‫ت أو قُِطَعْت يداي‬
‫صلِْب ُ‬ ‫سطَِة البتّة‪ ،‬وإن قُتِْل ُ‬
‫ت أو ُ‬ ‫ولم يقر بالوا ِ‬
‫ت عن دعواي" ‪.‬‬
‫ورجالي ما رجع ُ‬

‫أُشتق اسم "إبليس" ِمن اسِمِه ‪ ،‬فغير "َعَزازيل" العين لَِعلْ ِ‬


‫ق‬
‫ِھّمتِِه ‪،‬‬
‫والّزاي الزدياد الزياَدِة فى زيادتِِه ‪،‬‬
‫و األَلِف زاَدهُ فى أُلْفَتِِه ‪،‬‬

‫والّزاي الثانية لُِزْھِدِه فى ُرْتبَتِِه ‪،‬‬

‫سِھيقتِِه ‪،‬‬
‫والياء حْيَن يأوي إلى َ‬
‫والالّم لمجاَدلَتِِه فى بَليﱠتِِه ‪،‬‬

‫قال لَهُ "التسجد؟ يا أﱡيھا المھين!‬


‫ب ‪ ،‬والمِحﱡب َمِھيُن ‪ ،‬إنﱠك تقول "َمھين" ‪،‬‬
‫" قال "ُمِح ّ‬
‫ب ُمبين ‪ ،‬ما يجر علّي يا ذا القﱠوِة المتين ‪،‬‬ ‫ت فى كتا ٍ‬ ‫وأنا قرأ ُ‬
‫ضﱠدان‬‫ف أذل لَهُ وقد َخلَْقتَنِي ِمن ناٍر وَخلَْقتَهُ ِمن طيٍن‪ ،‬وُھما ِ‬‫َكيْ َ‬

‫‪23 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫اليتوافقان ‪،‬‬

‫ضِل أَعظَم‪ ،‬وفى الِعلْم أَْعلَم ‪،‬‬


‫وإنﱢي فى الخدَمِة أَقَْدم‪ ،‬وفى الفَ ْ‬
‫وفى العمر أَتَﱡم "‬

‫سبَحانهُ "االختيار لَِي ‪ ،‬ال لََك‬ ‫‪ .‬قال لَهُ الح ﱡ‬


‫ق‪ُ ،‬‬
‫ت ُكلﱡھا واختيارى لََك ‪،‬‬
‫" قال " االختيارا ُ‬
‫ت لي يا بديع ‪ ،‬واْن َمنَْعتَني عن سجوِدِه‬
‫قد اختَْر َ‬
‫ت فى المقال فال تھجرنى فأ َنْ َ‬
‫ت السميع‬ ‫فأ َنْ َ‬
‫ت المنيع‪ ،‬وإن أخطأ ُ‬
‫ف فى العارفين أَْعرف بك‬ ‫ت أن اسجَد لَهُ فأنا المطيِع ‪ ،‬ال أَْعِر ُ‬ ‫وإن أَرّد َ‬
‫ِمنﱢى‬
‫سيِﱢدى فإنِى َوِحيـُد‬ ‫التَلُِمــنى فاللوُم ِمنّي بَعيد ُ وأَِجْر َ‬
‫ق َحقًّا إﱠن فى البْدو بْدو أَمري َ‬
‫شِديُد‬ ‫إﱠن فى الَوْعد َوْعدك الح ّ‬
‫شِھيــُد‪.‬‬
‫ب ھذا خطابي فاقرؤا واعلموا بأنى َ‬ ‫من أَراََد الَكتا َ‬
‫! يا أخي‬
‫سِمَى عزازيل ألنه وكان َمْعُزوالً فى واليتِِه ‪،‬ما َرَجَع ِمن بَدايتِِه‬ ‫ُ‬
‫س فى‬ ‫إلى نَِھايتِِه ‪،‬ألنﱠهُ ما خرج ِمن نِھايتِه‪ُ ،‬خُروُجهُ َمْعُكِو ُ‬
‫سِه ونُوِر تَْرويِسِه‪َ ،‬مرا ُ‬
‫ضه ُ‬ ‫استْقراِر تأريِسِه ُم ْ‬
‫شتََعُل بِنَاِر تَْعِري ِ‬
‫شَراِھُمهُ برھميﱠة ‪،‬‬ ‫صهُ فَِعيل رميص‪َ ،‬‬ ‫ص ‪ُ ،‬مَغابَ ُ‬‫ص َ‬ ‫محيٌل ُمَم ْ‬
‫ضَواِريهُ ُمخيِليﱠة ‪ ،‬عماياه فطھميﱠة ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ت الَوھَم‬ ‫صْمت الرصم رصًما ‪ ،‬وتََوﱠھم َ‬ ‫ت لت ر ﱠ‬ ‫يا أخى !لو فَِھْم َ‬
‫صَحاُء القوِم عن بَابِِه‬ ‫ت ھﱠما ‪ ،‬فُ َ‬
‫ت َغ ًّما ‪ ،‬وفَنْي َ‬ ‫َوھما ً ‪ ،‬ورَجع َ‬

‫‪24 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫َخَرسوا ‪ ،‬والُعَرفاء عجزوا عن ما درسوا ‪،‬‬


‫ھو الذى كان أعلَْمھم بالسجود‪ ،‬وأَقْربھم ِمن الموجود ‪ ،‬وأَْبَذلَھم‬
‫للَمجھود ‪ ،‬وأَوفْاھم بالعھود‪ ،‬وأَدناھم ِمْن المْعبود ‪ ،‬سجدوا ِآلَدَم على‬
‫شاھَدِة‬ ‫‪ .‬المساَعدة ‪ ،‬وإبليس َجَحَد السجود لُِمﱠدتِِه الطويلة على الم َ‬
‫‪.........‬‬

‫طاسين المشيئة‬
‫الدائرة األولى مشيئته و الثانية حكمته و الثالثة قدرته و الرابعة‬
‫معلومته و أزليته ‪.‬‬
‫قال ابليس ‪" :‬إن دخلت فى الدائرة األولى أبتليت بالثانية و إن قنعت‬
‫بالثانية أبتليت بالثالثة و أقنعت بالرابعة ‪.‬‬
‫فال وال وال وال وال فبقيت على األولى فلعنت إلى الثانى ‪ . .‬و طرحت‬
‫الى الثالث و أين منى الرابع‪.‬‬
‫لو علمت أن السجود ينجينى لسجدت ‪ . .‬و لكن علمت ‪ . .‬أن وراء تلك‬
‫الدائرة الدوائر ‪ . .‬فقلت فى خالى ‪":‬ھب نجوت من ھذه الدائرة ‪. .‬‬
‫كيف أنجوا من الثانية ‪ . .‬و الثالثة و الرابعة "‬
‫و األلف الخامس " ھو الحى "‪.‬‬
‫********‬
‫طاسين التوحيد‬
‫و الحق واحد ‪ . .‬أحد ‪ . .‬وحيد ‪ . .‬موحد‬
‫و الواحد و التوحيد "فى" و "عن"‬
‫علم التوحيد مفرد مجرد ‪ . .‬التوحيد صفة المَوَحد ال صفة الُمَوِحد‬
‫و إن قلت "أنا" فلك ال له ‪ . .‬و إن قلت " رجوع التوحيد الى الموحد‬
‫"‬
‫و إن قلت " توحيد" كيف يرجع المتوحد الى التوحيد؟‬
‫‪25 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬
‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫و ان قلت "من الموحد الى الموحد " فقد نسبته الى الحدة‬
‫**********‬
‫طاسين األسرار و التوحيد‬
‫االسرار منه فازعة‪ . .‬و إليه نازعة ‪ . .‬ألنه وازعة‬
‫ضمر التوحيد ضمائره ألنى مضمر ‪ . .‬بل ضمير المضمر "ھاءه"‬
‫ھاءه !‬
‫إن قلت " واه !" قالوا‪" :‬آه"‬
‫ألوان و أنواع و افشارة الى المنقوص ال يلوص‬
‫" كأنھم بنيان مرصوص "‬
‫ھى حد و الحد ال يستثنى عليه أحديته و الحد حد و أوصاف الحد الى‬
‫المحدود و الموحد ال يحد‪.‬‬
‫" الحق" مأوى الحق ال الحق ما "قال" التوحيد ألن المقال و‬
‫الحقيقة ال تصحان للخلق فكيف تصح للحق؟‬
‫********‬

‫طاسين التنزيه‬

‫********‬

‫بستان المعرفة‬
‫قال العالم السيد الغريب أبو عمارة الحسين بن المنصور الحالج قدس‬
‫ﷲ روحه‪:‬‬
‫المعرفة فى ضمن النكرة مخفية ‪ . .‬و النكرة فى ضمن المعرفة مخفية‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪26 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫النكرة صفة العارف و حليته و الجھل صورته ‪ . .‬فصور المعرفة عن‬


‫األفھام غايبة آبية كيف عرفه وال كيف ‪" . .‬أين" عرفه وال "أين"‬
‫كيف وصل‪ . .‬وال واصل‪ . .‬كيف أنفصل‪ . .‬و ال فصل ‪ . .‬ما صحت‬
‫المعرفة لمحدود قط ‪ . .‬وال معدود ‪ . .‬وال مجھود‪ . .‬وال مكدود "‬
‫المعرفة وراء الوراء ‪ . .‬و وراء المدى ‪ . .‬ووراء الھمة ‪ . .‬ووراء‬
‫األسرار ‪ . .‬ووراء األخبار ‪ . .‬وراء اإلدراك ‪ . .‬ھذه كلھا شئ لم يكن‬
‫فكان ‪ . .‬و الذى لم يكن ثم كان ال يحص إال فى مكان ‪ . .‬و الذى لم يكن‬
‫ثم كان ال يحصل إال فى مكان و الذى لم يزل كان قبل الجھات و العالت‬
‫واآلالت ‪ . .‬كيف تضمنته الجھات ‪ . .‬وكيف تلحقة النھايات‪.‬‬
‫و من قال ‪" :‬عرفته بفقدى" فالمفقود كيف يعرف الموجود؟‬
‫ومن قال ‪" :‬عرفته بوجودى" فقديمان ال يكونان‬
‫ومن قال ‪" :‬عرفته حين جھلته" و الجھل حجاب و المعرفة وراء‬
‫الحجاب ال حقيقة لھا‪.‬‬
‫ومن قال ‪ :‬عرفته باألسم فاالسم ال يفارق المسمى النه ليس بالمخلوق‬
‫و من قال ‪" :‬عرفته به" فقد أشار الى معروفين‬
‫ومن قال ‪ " :‬عرفته بصنعه " فقد أكتفى بالصنع دون الصانع‬
‫زمن قال ‪" :‬عرفته بالعجز عن معرفته " فالعاجز منقطع ‪ . .‬و‬
‫المنقطع كيف يدرك المعروف ومن قال ‪" :‬كما عرفنى عرفته"‬
‫فقد اشار الى العلم فرجع الى المعلوم و المعلوم بفارق الذات ‪. .‬ومن‬
‫فارق الذات كيف يدرك الذات‪.‬‬
‫ومن قال ‪" :‬عرفته كما وصف نفسه " فقد قنع بالخبر دون األثر ‪.‬‬
‫ومن قال ‪ " :‬عرفته على حدين " فالمعرف شئ واحد ال يتحيز وال‬
‫يتبعض "‪.‬‬
‫ومن قال " "المعروف عرف نفسه " فقد أفر بأن العارف فى البين‬
‫متكلف به ألن المعروف لم يزل كان عارفا بنفسه‪.‬‬

‫‪27 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫يا عجبا ممن ‪. .‬ال يعرف شعرة من بدنه كيف تنبت سوداء أم بيضاء‬
‫كيف مكون األشياء ‪ . .‬من ال يعرف المجمل ‪ . .‬و المفصل ‪ . .‬وال يعف‬
‫اآلخر و األول و التصاريف و العلل و الحقائق و الحيل ال تصح له‬
‫معرفة من لم يزل‪.‬‬
‫سبحان من حجبھم باألسم و الرسم و الوسم ‪ . .‬حجبھم بالقال و الحال‬
‫و الكمال و الجمال ‪ . .‬عن الذى لم يزل و ال يزال ‪. .‬القلب‪ . . .‬مضغة‬
‫جوفائية ‪ . .‬فالمعرفة ال تستقر فيھا النھا ربانية‪.‬‬
‫للفھم طول و عرض ‪ . .‬و للطاعات ‪ . .‬سنن و فرض ‪ . .‬و الخلق كلھم‬
‫فى السماء واآلرض‪.‬‬
‫و ليس للمعرفة طول و عرض وال تسكن فى السماء و االرض و ال‬
‫تستقر فى الظواھر و البواطن مثل السنن و الفرض‪.‬‬
‫ومن قال " " عرفته بالحقيقة " فقد جعل وجوده أعظم من وجود‬
‫المعبود المعروف‪.‬‬
‫ألن من عرف شيئا على الحقيقة قثد صار أقوى من مھروفه حين‬
‫ع ر ف ه‪.‬‬
‫يا ھذا ما فى الكون أقل من الذرة و أنت ال تدركھا فمن ال يعرف الذرة‬
‫كيف ال يعرف ما ھو أدق منھا بتحقيق ؟‬
‫فالعارف " من رأى " و العرفة " بمن بقى " فالمعرفة ثابته من‬
‫جھة النص و فيھا شئ مخصوص مثل دائرة العين المشقوق‪.‬‬
‫و من جانب المتالشى و المسدود من جانب العلم الذاتى‪ . .‬عينھا‬
‫غائبة فى ميمھا بالھوية ‪ . .‬منھا منقطعة ‪ . .‬منفصلة الخواطر عنھا ‪.‬‬
‫‪ .‬الھيه شاھية راغبھا راھبھا غاربھا غاربھا ‪ . .‬شارقھا غارب ‪. .‬‬
‫غاربھا شارق ‪. .‬مالھا فوق عال قال لھا تحت دان‬
‫المعرفة عن المكونات بائنة مع الديمومة دائمة ‪ . .‬طرقھا مسدودة ‪. .‬‬
‫ما اليھا الى سبيل معانيھا مبينه ما عليھا دليل ال تدركھا الحواس ‪ . .‬و‬
‫ال يلحقھا أوصاف الناس‪ . .‬صاحبھا واحد ‪ . .‬مارسھا الحد ‪. .‬‬

‫‪28 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬


‫كتاب الطــــواســـــين ‪alnafry -‬‬ ‫‪http://alnafry.googlepages.com/altwasseen‬‬

‫وارقھا رامد ‪ . .‬الصقھا فاقد ‪ . .‬بارقھا ماكد ‪ . .‬تارقھا شاكد ‪. .‬‬


‫مارقھا القد ‪ . .‬صارعھا خامد ‪ . .‬خائفھا زاھد ‪ . .‬العدھا راصد‬
‫أطنانھا أربابھا أسبابھا ‪ . .‬كأنھا ‪ . .‬كأنه كأنه ‪ . .‬كأنھا كأنخا ‪. .‬‬
‫بنيانھا أركانھا ‪ . .‬و أركانھا بنيانھا ‪ . .‬اصحابھا أصحابھا ‪ . .‬بنيانھا‬
‫بھا ‪ . .‬لھا بھا الھى ھو ‪ . .‬وال ھو ھى‪ . .‬وال ھو إال ھى ‪ . .‬وال ھى إال‬
‫ھو ‪ . .‬ال ھى إال ھو ‪ . .‬و ال ھو إال ھو فالعارف من رآى و المعرفة‬
‫" بمن بقى " العارف مع عرفانه ‪ . .‬وعرفانه ھو ‪. . .‬و المعرفة‬
‫وراء ذلك و المعروف ‪ . .‬وراء ذلك بقية القصة مع القصاص و‬
‫المعرفة مع الخواص ‪. .‬‬
‫و الكلفة مع األشخاص ‪ . .‬و النطق مع أھل الوسواس‪ . .‬و الفكرة مع‬
‫أھل األياس ‪ . .‬و الغفلة مع أھل االستيحاش‪. . .‬‬
‫و الحق حق‪ . .‬و الخلق خلق‪ . . .‬و الباس‪.‬‬
‫**********‬

‫ﺍﻟﺸــــــــــﺮﻳــــﻒ ﺍﳌــﺤـــــﺴﻰ‬

‫‪29 of 29‬‬ ‫‪03/05/2009 21:58‬‬

You might also like