Professional Documents
Culture Documents
أبدأ مقدمتى هذى بالحمد والثناء على ربنا الكريم المتع ال والص الة والس الم
على س يدنا رس ول هللا ﷺ وعلى آل ه وص حبه وأنص اره األب رار ومن وااله
عدد كمال هللا وكما يليق بكماله ،وكما قال سبحانه وتع الى ”:ي ا أيه ا الن اس
إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائ ل لتع ارفوا إن أك رمكم عن د
هللا أتقاكم إن هللا عليم خبير” وبعد :أكتب إليكم دراستى الالحقة المعنون ة بــ
” الصوفية الرضوانية من النفحات الربانية” والتى أخذت م نى وقت ا ط ويال
بين تجميع المعلومات من مصادرها ومراجعها لص ياغتها وإع دادها لإلطالع
والقراءة ثم ُجهدا مكثفا في الكتاب ة ؛ لك ونى عن دما أكتب عن الص وفية الب د
لى من كتابة موضوعية ال تعصب وال عصبية فيها ،توض ح مع نى التص وف
وطبيعته ورأى الفقهاء والعلماء فيه من خالل القرآن الكريم والس نة النبوي ة
السمحاء ،وعالقة التصوف بعلم الكالم الذى هو كالم هللا عز وجل سواء كان
قرآن كريم أو أحاديث قدسية ،والحديث في ذلك الموضوع ش ِّيق ألن ه ح ديث
عن األولياء والصالحين من منطلق قوله تعالى ”:أال إن أولي اء هللا الخ وف
عليهم وال هم يحزن ون ال ذين آمن وا وك انوا يتق ون لهم البش رى في الحي اة
الدنيا وفى اآلخرة ال تبديل لكلمات هللا ذلك هو الفوز العظيم” ؛ فيض فى على
النفس الهدوء والس كينة في وقت تتالح ق في ه األح داث ال تى تتس م ب التوتر
والعص بية ؛ فــ ”:أال ب ذكر هللا تطمئن القل وب” ،وبع د التح دث عن ذل ك
الموض وع ،تعرض ت للح ديث عن الخنق اوات والتكاي ا والس احات ال تى هى
مساكن الصوفية والمتصوفين بمنأى عن ملذات الدنيا الفاني ة و ُزه دا فيه ا ،
وتفرغ ا للعب ادة؛ والتق رب ل ذكر هللا ،ألن إعتق اد الص وفية أن ال ذكر ي ُثم ر
المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد ،وي ُثمر المعارف واألح وال ال تي ش َّمر
إليها السالكون ،فال سبيل إلى نيل ثمارها إال من شجرة الذكر ،وكلم ا عظمت
تلك الشجرة ورسخ أصلها ،كان أعظم لثمرتها وفائدتها ،ــــ وه و أص ل ك ل
مقام وقاعدته التي ُيبني عليها ،كم ا ُيب نى الحائ ط على أساس ه ،وكم ا يق وم
الس قف على ج داره ،ومن محاس ن الص وفية أنهم ال يكتف ون ب أن يوض حوا
للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكالم النظري ،ولكنهم باإلضافة إلى ذل ك
يأخ ذون بي د تالمي ذهم ويس يرون بهم في م دارج ال ترقي ،ويرافق ونهم في
جميع مراحل سيرهم إلى هللا ،يحيط ونهم برع ايتهم وعن ايتهم ،ويوجه ونهم
بح الهم فى القبض والبس ط الش بيه باللي ل والنه ار ،وق ولهم ،ي ذكرونهم إذا
ويقوم ونهم إذا انحرف وا ،ويتفق دونهم إذا غ ابوا ،وينش طونهم إذا ِّ نس وا،
ف تروا… وهلم ج را ،يرس مون لهم المنهج العملي ال ذي يمكنهم ب ه أن
يتحققوا بأركان الدين الثالثة :اإلسالم ،واإليمان ،واإلحسان :وه و كم ا ق ال
رس ول هللا ﷺ “” أعب د هللا كأن ك ت راه ف إن لم تكن ت راه فإن ه ي راك” .؛
فديدنى في الكتابة السير على نهج المصطفى ﷺ ؛فمن تع رض لوص فه ﷺ
لم يفُ ْت ه أن يصف حسن منطقه ،وبديع بيانه ،وبالغة قوله ،تقول أم معبد في
فص ل ٌ ال ه ْذر وال ن ْزر ،ك أن منطق ه
وصفها البديع لمقامه“ ،حل و المنط قْ ،
نظم يتحدَّ ْرن” ،ومعنى قوله ا “ال ه ْذر وال ن ْزر” أي :ال ب الكثير وال خرزات ٍ
بالقليل ،بل هو فصل ٌ َب ِّين ،ينظم المعاني الواسعة في ألفاظ يس يرة ،وه و م ع
ذلك ال ُيلغ ُز وال ُيع ِّمي ،لكن يفهم كالمه الفصحاء والبسطاء ،وهو القائ ل عن
ت على األنبياء بست :وأعطيت جوامع الكلم” رواه مسلم .؛فقد نفسه“ :فُ ِّ
ض ْل ُ
إستفض ت فى الح ديث عن التص وف والص وفية ،وش رحه لكى نن أى عن
اإلنحرافات الشائعة فى هذه األيام عنهم ؛فكما يأتينا الماء من رسول هللا ﷺ
عذبا ،رائقا ،شفافا ،سلساال ،ال عكار فيه؛ فقد أتيتكم بموض وعى ه ذا ح تى
ال يصطاد اآلخرون فى المياه العكِرة.
ثم كتبت عن الس احة الرض وانية ال تى هى مق ر الطريق ة الخلوتي ة باألقص ر
بريادة شيخها العالم األزهرى الجليل العارف باهلل الشيخ زين العاب دين أحم د
رض وان س ليل الدوح ة النبوي ة الش ريفة ،ـــــ وال تى اليخفى أثره ا على
اآلالف من مريديها ودراويشها فى شتى بقاع األرض وصعيد مصر ودلت اه ،
مِن ذكر وطاعة وسلوك قويم وإغاثة للمله وف ويطعم ون الطع ام على حب ه
مسكينا ويتيما وأسيرا ثم تحدثت عن القطب الربانى أحم د رض وان كنم وذج
ألولياء العصر الحديث وعن كالمه وتوجيهاته حيث قال فيهم رس ول هللا ﷺ
إن هللا تعالى قال فى حديثه القدسى ”:من عادى لى وليا فقد آذنت ه ب الحرب
إلى عبدى بش ىء أحب إلى مم ا افترض ته علي ه ،وم ازال عب دى وما تقرب َّ
إلى بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته ،كنت س معه ال ذى يس مع ب ه ، يتقرب ّ
وبصره الذى يبصربه ،ويده التى يبطش بها ،ورجله ال تى يمش ى عليه ا ؛
وإن سألنى ألعطينه ،ولئن استعاذ بى ألعيذن ه ،وم ا ت رددت عن ش ىء أن ا
فاعله ترددى عن قبض نفس المؤمن يك ره الم وت وأن ا أك ره مس اءلته ” ؛
وخير الكالم ما قل ودل.
ومن ثم قسمت موضوعى لعدة فصول :الفص ل األول :التص وف والص وفية
بــتعـريف التص وف من حيث اللغ ة و االص طالح و أص ل التص وف و بداي ة
ظهور اسم الصوفية ،يليه الفصل الثانى :التصوف والفقه :ظهور التص وف
كعلم -ظه ور التص وف كط رق وم دارس -الط رق الص وفية س ند الطريق ة
الش اذلية المتص ل إلى الن بي ﷺ .الطري ق لغ ة وإص طالحا – –
التـــــــصــــوف والجــــــهاد – التص وف وعلــــــــم الكالم ،ويعقب ه الفص ل
الثالث :الصوفية والقرآن الكريم ،ثم الفصل الرابع :األذك ار ،يتل وه الفص ل
الخ امس :الش ريعة والطريق ة والحقيق ة ،وبع ده الفص ل الس ادس :الس مو
النورانى والسمو الظلمانى ،يعقب ه الفص ل الس ابع :ق الوا عن التص وف ،ثم
الفصل الثامن :التصوف والفلسفة ،ويليه الفصل التاس ع :الخوان ق والرب ط
والزواي ا والس احات ،ثم الفص ل العاش ر :القطب الرب انى أحم د رض وان
كنم وذج ألولي اء العص ر الح ديث :س احته ،ومقام ه ،ونس به ،وأبن اءه
ومريديه– الشيخ وعبد الناص ر وآلـ زعل وك باش ا ،مردف ا بالفص ل الح ادى
عشر :مِن كالم وتوجيه ات الش يخ ،ثم الخاتم ة ،والتوثي ق المص ور ،يليه ا
المراجع…
فأرجو أن يكون وفقنى هللا عز وجل فى عرض ذلك الموض وع عرض ا جي دا
ـراء األفاضل ويستفيدون من ه كم ا اس تفدت من ثم اره ،وهللا ولى يتفهمه القُ ّ
التوفيق وعليه المتكل وهو المستعان،،،
د .محمد فتحى محمد فوزى محمود
إدفــــو – مصـــــــــر
15أغسطس 2022م المحرم1444هـ
يطلب من دار ببلومانيا للطبع والنشر :مصر القاهرةمرحبا -مع الباعة وبدار
ببلوماني ا للطب ع والنش ر والتوزي ع بالق اهرة مص ر محم ول وواتس:
– 0021030504636فرع الكويت1735 6586 965+
د .محمد فتحى محمد فوزى محمود