You are on page 1of 5

‫الصوفية الرضوانية من النفحات الربانية‬

‫دراسة وتأليف د‪ .‬محمد فتحى محمد فوزى‬

‫أبدأ مقدمتى هذى بالحمد والثناء على ربنا الكريم المتع ال والص الة والس الم‬
‫على س يدنا رس ول هللا ﷺ وعلى آل ه وص حبه وأنص اره األب رار ومن وااله‬
‫عدد كمال هللا وكما يليق بكماله‪ ،‬وكما قال سبحانه وتع الى‪ ”:‬ي ا أيه ا الن اس‬
‫إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائ ل لتع ارفوا إن أك رمكم عن د‬
‫هللا أتقاكم إن هللا عليم خبير” وبعد‪ :‬أكتب إليكم دراستى الالحقة المعنون ة بــ‬
‫” الصوفية الرضوانية من النفحات الربانية” والتى أخذت م نى وقت ا ط ويال‬
‫بين تجميع المعلومات من مصادرها ومراجعها لص ياغتها وإع دادها لإلطالع‬
‫والقراءة ثم ُجهدا مكثفا في الكتاب ة ؛ لك ونى عن دما أكتب عن الص وفية الب د‬
‫لى من كتابة موضوعية ال تعصب وال عصبية فيها ‪،‬توض ح مع نى التص وف‬
‫وطبيعته ورأى الفقهاء والعلماء فيه من خالل القرآن الكريم والس نة النبوي ة‬
‫السمحاء ‪،‬وعالقة التصوف بعلم الكالم الذى هو كالم هللا عز وجل سواء كان‬
‫قرآن كريم أو أحاديث قدسية‪ ،‬والحديث في ذلك الموضوع ش ِّيق ألن ه ح ديث‬
‫عن األولياء والصالحين من منطلق قوله تعالى ‪ ”:‬أال إن أولي اء هللا الخ وف‬
‫عليهم وال هم يحزن ون ال ذين آمن وا وك انوا يتق ون لهم البش رى في الحي اة‬
‫الدنيا وفى اآلخرة ال تبديل لكلمات هللا ذلك هو الفوز العظيم” ؛ فيض فى على‬
‫النفس الهدوء والس كينة في وقت تتالح ق في ه األح داث ال تى تتس م ب التوتر‬
‫والعص بية ؛ فــ ‪ ”:‬أال ب ذكر هللا تطمئن القل وب” ‪ ،‬وبع د التح دث عن ذل ك‬
‫الموض وع‪ ،‬تعرض ت للح ديث عن الخنق اوات والتكاي ا والس احات ال تى هى‬
‫مساكن الصوفية والمتصوفين بمنأى عن ملذات الدنيا الفاني ة و ُزه دا فيه ا ‪،‬‬
‫وتفرغ ا للعب ادة؛ والتق رب ل ذكر هللا ‪،‬ألن إعتق اد الص وفية أن ال ذكر ي ُثم ر‬
‫المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد‪ ،‬وي ُثمر المعارف واألح وال ال تي ش َّمر‬
‫إليها السالكون‪ ،‬فال سبيل إلى نيل ثمارها إال من شجرة الذكر‪ ،‬وكلم ا عظمت‬
‫تلك الشجرة ورسخ أصلها‪ ،‬كان أعظم لثمرتها وفائدتها‪ ،‬ــــ وه و أص ل ك ل‬
‫مقام وقاعدته التي ُيبني عليها‪ ،‬كم ا ُيب نى الحائ ط على أساس ه‪ ،‬وكم ا يق وم‬
‫الس قف على ج داره‪ ،‬ومن محاس ن الص وفية أنهم ال يكتف ون ب أن يوض حوا‬
‫للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكالم النظري‪ ،‬ولكنهم باإلضافة إلى ذل ك‬
‫يأخ ذون بي د تالمي ذهم ويس يرون بهم في م دارج ال ترقي‪ ،‬ويرافق ونهم في‬
‫جميع مراحل سيرهم إلى هللا‪ ،‬يحيط ونهم برع ايتهم وعن ايتهم‪ ،‬ويوجه ونهم‬
‫بح الهم فى القبض والبس ط الش بيه باللي ل والنه ار ‪،‬وق ولهم‪ ،‬ي ذكرونهم إذا‬
‫ويقوم ونهم إذا انحرف وا‪ ،‬ويتفق دونهم إذا غ ابوا‪ ،‬وينش طونهم إذا‬ ‫ِّ‬ ‫نس وا‪،‬‬
‫ف تروا… وهلم ج را ‪ ،‬يرس مون لهم المنهج العملي ال ذي يمكنهم ب ه أن‬
‫يتحققوا بأركان الدين الثالثة‪ :‬اإلسالم ‪،‬واإليمان‪ ،‬واإلحسان ‪ :‬وه و كم ا ق ال‬
‫رس ول هللا ﷺ “” أعب د هللا كأن ك ت راه ف إن لم تكن ت راه فإن ه ي راك” ‪ .‬؛‬
‫فديدنى في الكتابة السير على نهج المصطفى ﷺ ؛فمن تع رض لوص فه ﷺ‬
‫لم يفُ ْت ه أن يصف حسن منطقه‪ ،‬وبديع بيانه‪ ،‬وبالغة قوله‪ ،‬تقول أم معبد في‬
‫فص ل ٌ ال ه ْذر وال ن ْزر‪ ،‬ك أن منطق ه‬
‫وصفها البديع لمقامه‪“ ،‬حل و المنط ق‪ْ ،‬‬
‫نظم يتحدَّ ْرن”‪ ،‬ومعنى قوله ا “ال ه ْذر وال ن ْزر” أي‪ :‬ال ب الكثير وال‬ ‫خرزات ٍ‬
‫بالقليل‪ ،‬بل هو فصل ٌ َب ِّين‪ ،‬ينظم المعاني الواسعة في ألفاظ يس يرة‪ ،‬وه و م ع‬
‫ذلك ال ُيلغ ُز وال ُيع ِّمي‪ ،‬لكن يفهم كالمه الفصحاء والبسطاء‪ ،‬وهو القائ ل عن‬
‫ت على األنبياء بست‪ :‬وأعطيت جوامع الكلم” رواه مسلم‪ .‬؛فقد‬ ‫نفسه‪“ :‬فُ ِّ‬
‫ض ْل ُ‬
‫إستفض ت فى الح ديث عن التص وف والص وفية ‪ ،‬وش رحه لكى نن أى عن‬
‫اإلنحرافات الشائعة فى هذه األيام عنهم ؛فكما يأتينا الماء من رسول هللا ﷺ‬
‫عذبا ‪ ،‬رائقا‪ ،‬شفافا‪ ،‬سلساال ‪،‬ال عكار فيه؛ فقد أتيتكم بموض وعى ه ذا ح تى‬
‫ال يصطاد اآلخرون فى المياه العكِرة‪.‬‬
‫ثم كتبت عن الس احة الرض وانية ال تى هى مق ر الطريق ة الخلوتي ة باألقص ر‬
‫بريادة شيخها العالم األزهرى الجليل العارف باهلل الشيخ زين العاب دين أحم د‬
‫رض وان س ليل الدوح ة النبوي ة الش ريفة ‪ ،‬ـــــ وال تى اليخفى أثره ا على‬
‫اآلالف من مريديها ودراويشها فى شتى بقاع األرض وصعيد مصر ودلت اه ‪،‬‬
‫مِن ذكر وطاعة وسلوك قويم وإغاثة للمله وف ويطعم ون الطع ام على حب ه‬
‫مسكينا ويتيما وأسيرا ثم تحدثت عن القطب الربانى أحم د رض وان كنم وذج‬
‫ألولياء العصر الحديث وعن كالمه وتوجيهاته حيث قال فيهم رس ول هللا ﷺ‬
‫إن هللا تعالى قال فى حديثه القدسى ‪ ”:‬من عادى لى وليا فقد آذنت ه ب الحرب‬
‫إلى عبدى بش ىء أحب إلى مم ا افترض ته علي ه ‪ ،‬وم ازال عب دى‬ ‫وما تقرب َّ‬
‫إلى بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته ‪ ،‬كنت س معه ال ذى يس مع ب ه ‪،‬‬ ‫يتقرب ّ‬
‫وبصره الذى يبصربه ‪ ،‬ويده التى يبطش بها ‪ ،‬ورجله ال تى يمش ى عليه ا ؛‬
‫وإن سألنى ألعطينه‪ ،‬ولئن استعاذ بى ألعيذن ه ‪ ،‬وم ا ت رددت عن ش ىء أن ا‬
‫فاعله ترددى عن قبض نفس المؤمن يك ره الم وت وأن ا أك ره مس اءلته ” ؛‬
‫وخير الكالم ما قل ودل‪.‬‬
‫ومن ثم قسمت موضوعى لعدة فصول‪ :‬الفص ل األول ‪ :‬التص وف والص وفية‬
‫بــتعـريف التص وف من حيث اللغ ة و االص طالح و أص ل التص وف و بداي ة‬
‫ظهور اسم الصوفية ‪ ،‬يليه الفصل الثانى‪ :‬التصوف والفقه‪ :‬ظهور التص وف‬
‫كعلم‪ -‬ظه ور التص وف كط رق وم دارس‪ -‬الط رق الص وفية س ند الطريق ة‬
‫الش اذلية المتص ل إلى الن بي ﷺ‪ .‬الطري ق لغ ة وإص طالحا – –‬
‫التـــــــصــــوف والجــــــهاد – التص وف وعلــــــــم الكالم ‪،‬ويعقب ه الفص ل‬
‫الثالث‪ :‬الصوفية والقرآن الكريم ‪ ،‬ثم الفصل الرابع‪ :‬األذك ار ‪ ،‬يتل وه الفص ل‬
‫الخ امس‪ :‬الش ريعة والطريق ة والحقيق ة ‪ ،‬وبع ده الفص ل الس ادس ‪ :‬الس مو‬
‫النورانى والسمو الظلمانى ‪ ،‬يعقب ه الفص ل الس ابع‪ :‬ق الوا عن التص وف ‪،‬ثم‬
‫الفصل الثامن‪ :‬التصوف والفلسفة ‪ ،‬ويليه الفصل التاس ع‪ :‬الخوان ق والرب ط‬
‫والزواي ا والس احات ‪ ،‬ثم الفص ل العاش ر ‪ :‬القطب الرب انى أحم د رض وان‬
‫كنم وذج ألولي اء العص ر الح ديث ‪ :‬س احته‪ ،‬ومقام ه‪ ،‬ونس به ‪ ،‬وأبن اءه‬
‫ومريديه– الشيخ وعبد الناص ر وآلـ زعل وك باش ا‪ ،‬مردف ا بالفص ل الح ادى‬
‫عشر‪ :‬مِن كالم وتوجيه ات الش يخ ‪ ،‬ثم الخاتم ة ‪،‬والتوثي ق المص ور‪ ،‬يليه ا‬
‫المراجع…‬
‫فأرجو أن يكون وفقنى هللا عز وجل فى عرض ذلك الموض وع عرض ا جي دا‬
‫ـراء األفاضل ويستفيدون من ه كم ا اس تفدت من ثم اره‪ ،‬وهللا ولى‬ ‫يتفهمه القُ ّ‬
‫التوفيق وعليه المتكل وهو المستعان‪،،،‬‬
‫د‪ .‬محمد فتحى محمد فوزى محمود‬
‫إدفــــو – مصـــــــــر‬
‫‪ 15‬أغسطس ‪2022‬م المحرم‪1444‬هـ‬
‫يطلب من دار ببلومانيا للطبع والنشر‪ :‬مصر القاهرةمرحبا‪ -‬مع الباعة وبدار‬
‫ببلوماني ا للطب ع والنش ر والتوزي ع بالق اهرة مص ر محم ول وواتس‪:‬‬
‫‪ – 0021030504636‬فرع الكويت‪1735 6586 965+‬‬
‫د‪ .‬محمد فتحى محمد فوزى محمود‬

You might also like