You are on page 1of 8

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل والشكر هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على خير رسل هللا سيدنا‬
‫محمد (صلى هللا كعليه وسلم)‪ .‬في البداية انا اخترت هذا الموضوع) النه من المواضيع) الهامة و‬
‫‪.‬يستحق الكتابة عنه‪،‬و الغرض من اختياري لهذا الموضوع هو معرفة المزيد عنه‬
‫و يعد هذا الموضوع أحد المباحث النحوية المهمة في اللغة العربية اهتم بها القدماء من كتاب‬
‫سيبويه حتى السيوطي ومن بعده ‪ ،‬ولهم في بحثها مصطلحات اتفقت كثيرا ‪ ،‬واختلفت أحيانا ‪،‬‬
‫وأثاروا في هذا الموضوع جمال من القضايا ‪ ،‬وحاولوا تفسير هذا األمر وتعليل هذه الظاهرة ‪،‬‬
‫كما حاولوا أيضا اإلفادة من عدد من الشواهد الشعرية والقرآنية في عرضهم للمنوع من‬
‫‪.‬الصرف‬
‫وإن ُج ّر كانت عالمة جره الفتحة بدل الكسرة‪ .‬فال‬ ‫فهو االسم المعرب الذي ال يلحقه التنوين ‪ْ ،‬‬
‫تكون الكسرة عالمة جره اال اذا اقترن ب"أل" التعريف ‪ .‬اما التنوين فال يلحقه بتاتا‪ ،‬إاّل‬
‫أن مفهوم الممنوع من الصرف مرتبط بمعرفة‬ ‫للضرورة أو بحاالت معيّنة نشرحها الحقًا‪ ،‬كما ّ‬
‫معنى الصرف الذي عرّفه اللغويون النّحاة على أنّه ر ّد الشيء عن وجهه‪ ،‬أما عند الخليل فيُعرف‬
‫(‪)1‬‬
‫وسوف اتحدث عن‬ ‫الصرف بالتنوين‪.‬‬
‫هذا الموضوع الشامل بشكل مفصل في المطالب اآلتية‪ .‬وقسمت هذا البحث القصير الى مطلبان‪،‬‬
‫وخصصت المطلب االول للممنوع من الصرف بالتفصيل‪ ،‬والمطلب الثاني لممنوع من الصرف‬
‫‪.‬في القران الكريم‪ .‬و ختاما ال ادعي الكمال لبحثي القصير هذا انما الكمال هلل عز وجل‬

‫)‪1‬‬
‫( صالح فليح زعل المذهان\ط‪ \1‬ص ‪15،16-2،13‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‬

‫المطلب األول‪ -:‬الممنوع من الصرف‬


‫المطلب الثاني‪ -:‬الممنوع من الصرف في القرآن (نماذج مختارة)‬

‫‪:-‬المطلب األول‬

‫الممنوع من الصرف‬
‫‪2‬‬
‫تعد اللغة العربية احدى فروع العلوم االنسانية‪ ،‬إن لم يكن في مقدمتها‪ ،‬لما لها من أهمية‬
‫كبيرة في معرفة الحياة االنسانية بشكل عام‪ ،‬تحتوي اللغة العربية على فروع عدة كالنحو‬
‫والصرف والصوت والداللة وفقه اللغة ‪ ...‬إلخ يتناول كل فرع من هذه الفروع جانبا معينا من‬
‫‪.‬جوانب اللغة العربية‬
‫فعلم الصرف الذي يدرس بُنية أو هيئة الكلمة كما هي‪ ،‬وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها‬
‫اإلعرابي في الجملة‪ ،‬وال يدرس علم الصرف إال الكلمة العربية ال ُمتص ِّرفة‪ ،‬مثل‪ :‬األسماء‬
‫المعربة‪ ،‬واألفعال المتصرفة‪ ،‬وصحة الفعل‪ ،‬وعلّته‪ ،‬باإلضافة إلى أصوله‪ ،‬وزياداته‪ ،‬وال يتناول‬ ‫َ‬
‫الكلمة الجامدة التي ال تقبل أي تغيير‪ ،‬كاألسماء األعجمية؛ ألنّها منقولة من لغة أخرى‪،‬‬
‫وكاألسماء ال ّمبنية‪ ،‬مثل الضمائر‪ ،‬وال يتناول كذلك األسماء الموصولة‪ )،‬مثل‪ :‬الذي‪ ،‬واللواتي‪)،‬‬
‫وال أسماء اإلشارة‪ ،‬مثل‪ :‬هذا‪ ،‬وهاتان‪ ،‬وال أسماء الشرط‪ ،‬مثل‪َ :‬من‪ ،‬وما‪ ،‬وال أسماء االستفهام‪،‬‬
‫مثل‪َ :‬من‪ ،‬وكيف‪ ،‬وأيضا ً ال يتناول أسماء األفعال‪ ،‬مثل‪ :‬هَيْهات‪ ،‬وشتّان‪ ،‬وال األفعال الجامدة‪،‬‬
‫)‪.(1‬مثل‪ :‬بِئس‪ ،‬ونِعم‪ ،‬وعسى‪ ،‬وليس‬
‫وينقسم االسم المعرب الى قسمان‪ :‬قسم ال يدخله هذا النوع االصيل من التنوين ويمتنع وجوده‬
‫فيه‪ ،‬فيكون امتناعه دليال على ان االسم المعرب متمكن في االسمية‪ %‬ولكنه غير أمكن وقد تقع‬
‫األخطاء في نطق بعض األسماء الن ليس لها تنوين‪ ،‬وهذه الذي ال ينون يسمى الممنوع من‬
‫الصرف‪ .‬و قسم اآلخر يدخله التنوين ويدل وجوده على ان االسم المعرب الذي يحويه اش ّد تمكناً‬
‫‪.‬في االسمية من سواه‪ ،‬ولهذا يسمى متمكن أمكن‪ ،‬أو تنوين االمكنية‬
‫ّ‬
‫تنوين أتى مبيّنا ‪ ...‬معن ًى به يكون االسم أمكنا‬ ‫)‪(2‬الصّرف‬
‫فتكون اعراب الممنوع من الصرف في حالة الجر عالمة جره الفتحة بدالً عن الكسرة‪ ،‬وعالمة‬
‫رفعه هي الضمة‪ ،‬وتكون الضمة بدون تنوين‪ ،‬وعالمة نصبه تكون الفتحة وبدون تنوين أيضًا‪.‬‬
‫مت على‬‫ويجوز جر الممنوع من الصرف بالكسرة في حالة ما تم تعريفه ب “ال ”‪ ،‬مثل‪ :‬سلّ ُ‬
‫أسبق الالعبين‬
‫ِ‬ ‫األسبق‪ .‬أو كان مضافا ً ‪،‬مثل‪ :‬أثنيت على‬
‫ِ‬ ‫)‪.(3‬التلميذ‬

‫ذهب النحاة إلى أن سبب المنع من الصرف هو مشابهة االسم للفعل‪ ،‬وليس المقصود‬
‫بالمشابهة بينهما اتفاق االسم والفعل في المادة اللغوية نحو قدوم وقادم ‪ ،‬وإنما تكون المشابهة في‬
‫‪ .‬أوجه مخصوصة تتبعها النحاة‪ ،‬متى وجد قسم منها في االسم حُرم التنوين‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬محمد السامرائي\ط‪\1‬ص ‪)( 10-6‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪.‬محمد السامرائي\ط‪ 3‬ج‪\2‬ص ‪)( 403-402‬‬
‫‪3‬‬
‫\د‪.‬ط \ص ‪ ( 131-126‬على الجارم ومصطفى أمين)‬

‫‪3‬‬
‫ومدار األمر يقوم عندهم على الخفة والثقل‪ ،‬وذلك أن الفعل عندهم أثقل من االسم‪ ،‬فما شابه‬
‫الفعل في الثقل حرم التنوين‪ ،‬وما لم يشابهه كان خفيفا منصرفًا‪ .‬ويستدلون على أن الفعل أثقل من‬
‫االسم بكون االسم أكثر دورانا في الكالم من الفعل‪ ،‬بدليل أن االسم قد يستغني عن الفعل في‬
‫هللا ربنا) و (خالد غالمنا وال يستغني الفعل عن االسم‪ .‬وإذا كثر اللفظ في الكالم‬
‫الكالم فنقول ‪( :‬‬
‫‪.‬كان ذلك دااّل ً على خفته ألن الناس يستحبون الخفيف‬
‫وأوزان األسماء أكثر من أوزان األفعال‪ ،‬فقد ذكروا أن أبنية األسماء تبلغ نحو ألف مثال ومئتي‬
‫مثال وعشرة أمثلة‪ ،‬أما الفعل الثالثي فله ثالثة أوزان هي ف َعل وف ِعل وفعل والرباعي المجرد له‬
‫وزن واحد هو (فعلل)‪ ،‬والثالثي المزيد أوزانه اثنا عشر والرباعي المزيد له ثالثة أوزان‪،‬‬
‫والمبني للمجهول معلوم‪ ،‬والملحقات قليلة‪ ،‬فدل ذلك على أن االسم أخف من الفعل‪ ،‬ولما كان‬
‫‪.‬االسم أخف من الفعل احتمل زيادة التنوين عليه ؛ ألن الخفيف يحتمل الزيادة بخالف الثقيل‬
‫ويرى النحاة أن االسم أخف من الفعل ولذا احتمل التنوين الذي يسمى تنوين التمكين‪ ،‬فهذا‬
‫التنوين دليل على خفة االسم كما يقول النحاة‪ .‬وإذن فإن االسم المنصرف) يدخله التنوين للداللة‬
‫على خفته وزيادة تمكنه‪ .‬فما كان مشابها للفعل في ثقله حرم التنوين ألن الفعل ال ين ّون‪ ،‬وحرم‬
‫)‪.(1‬الجر بالكسرة ألن الفعل ال يج ّر أصالً كما ذكرت في االول‬

‫المطلب الثاني‬

‫الممنوع من الصرف في القرآن‬


‫)نماذج مختارة(‬

‫‪1‬‬
‫د‪.‬محمد السامرائي\ط‪ 3‬ج‪\2‬ص ‪)( 405-403‬‬

‫‪4‬‬
‫هناك علل منع االسم من الصرف وقسمها العلماء إلى قسمين‪ :‬األسماء الممنوعة من‬
‫الصرف لعلّة‪ :‬مثل ألف التأنيث وصيغة منتهى الجموع‪ .‬واألسماء الممنوعة من الصرف لعلّتين‪:‬‬
‫والعلّتان هما العلّة المعنويّة المحصورة) في اللفظيّة وال َعلَميّة في االسم‪ ،‬والعلّة اللفظيّة التي تتمثل‬
‫باألسماء في زيادة األلف والنون‪ ،‬والتركيب‪ ،‬والتأنيث‪ ،‬ووزن الفعل‪ ،‬وألف اإللحاق‪ ،‬والعدل‪،‬‬
‫)‪.(1‬واألعجميّة‬
‫اع ِر[الرجز]‬ ‫العلَ ُل َمج ُموعةٌ في ِ‬
‫قول ال َّش ِ‬ ‫‪:‬وهذ ِه ِ‬
‫َر ّك ْب َوز ْد ع ُْجمةً فال َوصف قد َك ُمال‬ ‫)‪( 2‬اجم ْع وزنْ عادالً أنّث بِ َم ْع ِرفَ ٍة‬
‫والعلل التي توجد في االسم وتدلُّ على الفرعية وتكون راجعة إلى اللفظ ست علل‪ ،‬وهي ‪- -1 :‬‬
‫التأنيث بغير ألف‪ ،‬و‪ -2‬العُجْ َمة‪ ،‬و‪ -3‬التركيب‪ ،‬و‪ -4‬زيادة األلف والنون‪ ،‬و‪َ -5‬و ْز ُن ْالفِ ْع ِل‪ ،‬و ‪-6‬‬
‫‪.‬ال َع ْدلُ‪ ،‬وال بد من وجود واحدة من هذه العلل مع العلمية فيه‬
‫مثال العلمية مع التأنيث بغير ألف‪ :‬جميع األعالم المؤنثة ممنوعة من الصرف مثل‪ ،‬فاطمة‪،‬‬
‫وزينب‪ ،‬وحمزة‪...‬الخ‪ .‬ما عدا الثالثي الساكن الوسط فانه يجوز صرفه‪ ،‬ومنعه‪ ،‬مثل (مصرْ ) في‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬ا ْهبِطُوا ِمصْ راً فَِإ َّن لَ ُكم َّما َسَأ ْلتُ ْم ﴾ [البقرة‪ ]61:‬حيث جاءت كلمة مصر في اآلية‬
‫مصروفة ألن ظهر التنوين عليها واما في قوله تعالى‪﴿ :‬ا ْد ُخلُوا ِمصْ َر ِإن َشآ َء هللاُ ءا ِمنِينَ َو َخرُّ وا ﴾‬
‫[يوسف‪ ]99:‬حيث جاءت كلمة في مصر ممنوعة من الصرف‪.‬واذا كان العلم المؤنث ثالثيا‬
‫‪.‬متحرك الوسط وجب منعه‬
‫ومثال العلمية مع العُجْ مة‪ :‬إدريس‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬وإبراهيم‪....‬الخ فكل االسماء االنبياء ممنوعة من‬
‫)‪.( 3‬الصرف ما عدا‪( :‬محمد‪-‬صالح‪-‬شعيب‪-‬هود‪-‬نوح‪-‬لوط) ألنها اعالم عربية خالفا لغيرها‬
‫ك وحضرموت‪...‬الخ نحو(هذه‬ ‫ومثال ال َعلَميَّة مع التركيب غير مختوم ب(ويه)‪َ :‬م ْع ِدي َك ِربُ وبَ ْعلَبَ ُ‬
‫حضرموت‪ ،‬وزرت حضرموتَ ‪ ،‬وسافرت الى حضرموتَ ) اما العلم المختوم ب(ويه) مثل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫)‪.( 4‬سيبويه فانه يبني على الكسر‬
‫ان‪َ ،‬و َعفَّ ُ‬
‫ان ورمضان مثل قوله‬ ‫ان‪َ ،‬و ُع ْث َم ُ‬
‫ان‪َ ،‬و َغطَفَ ُ‬ ‫ومثال العلمية مع زيادة األلف والنون ‪َ :‬مرْ َو ُ‬
‫نز َل فِي ِه ْالقُرْ َو ُ‬‫ُأ‬
‫اس﴾[البقرة‪]185:‬‬ ‫ان هُدًى لِلنَّ ِ‬ ‫ضانَ الَّ ِذى ِ‬
‫)‪( 5‬تعالى‪َ ﴿:‬ش ْه ُر َر َم َ‬

‫‪1‬‬
‫صالح فليح زعل المذهان\ط‪ \ 1‬ص ‪)( 15،16-2،13‬‬
‫‪2‬‬
‫( محمد بن صالح العثيمين\ط‪\ 1‬ص ‪) 473‬‬
‫‪3‬‬
‫( ايمن امين عبدالغني\ط‪\1‬ص ‪)103‬‬
‫‪4‬‬
‫د‪.‬محمد السامرائي\ط‪ 3‬ج‪\2‬ص ‪) ( 420‬‬
‫‪5‬‬
‫( ايمن امين عبدالغني\ط‪\1‬ص ‪) 103‬‬

‫‪5‬‬
‫ومثال العملية مع وزن الفعل ‪ :‬والمراد بوزن الفعل أن يكون االسم على وزن مختص بالفعل‬
‫كاستعمالهم صيغة الماضي الذي على وزن (فَعَّل) علما نحو ( َش َّمر ) ‪ ،‬أو وزن (فُ ِعل) نحو ( ُدِئل)‪.‬‬
‫‪.‬أو بصيغة المضارع نحو (تعز) و(يشكر ) و (أحمد) فنقول‪ :‬يشك ُر المجته ٌد‬
‫‪.‬ومثا ُل ال َعلَميَّة مع العدل‪ :‬هو ما كان على وزن(فُ َعل) مثل‪ُ ،‬ع َمرُ‪ ،‬و ُزفَرُ‪ ،‬وقُتَ ُم‪ ،‬وهُبَل‪...‬الخ)‬
‫وأما مع الوصفية ‪ ..‬فال يوجد منها إال واحدةً من ثالث؛ وهي ‪ -1 :‬زيادة األلف والنون‪ ،‬أو ‪-‬‬
‫‪ - 2.‬وزن الفعل‪ ،‬أو ‪ -3‬العدل‬
‫ومثال الوصفية مع زيادة األلف والنون ‪ :‬بشرط أن يكون تأنيثه بغير التاء‪ ،‬إما ألنه ال مؤنث له‬
‫الختصاصه بالذكور مثل (لَحْ يان) أو ألن مؤنثه على وزن (فعلی) ‪،‬مثل(غضبان وسكران‬
‫وريان‪..‬الخ‪.‬فهذه) األوصاف تمنع من الصرف للصفة وزيادة األلف والنون‪ ،‬ألن مؤنثاتها عطشى‬
‫وغضبي وسكرى وريّا‪.‬مثل قوله تعالى‪﴿:‬فَ َر َج َع ُمو َسى ِإلَى قَوْ ِم ِه غَضْ بَنَ َأ ِسفَا﴾ [طه‪]86:‬‬
‫ضلُ‪ ،‬وَأجْ َم ُل‪..‬الخ‪ .‬ويشترط في تلك الصفة أال يكون‬ ‫ومثال الوصفية مع وزن الفعل ‪َ :‬أ ْك َر ُم‪ ،‬وَأ ْف َ‬
‫مؤنثها بالتاء‪ ،‬بل يكون على وزن (فعالء)‪ ،‬فإن كان الوصف مؤنثه بالتاء لم يمنع من الصرف‬
‫نحو (أرمل) في قولنا‪( :‬عطفت على رج ٍل أرم ٍل [بالتنوين] أي‪ :‬فقير‪ ،‬ألن مؤنثه ‪ :‬أرملة‪ .‬ومثال‬
‫ع‪ ،‬وُأخَ ُر‪...‬الخ‪ .‬مثل قوله تعالى‪َ ﴿:‬جا ِع ِل ْال َملَ َك ِة ُر ُساًل‬ ‫ث‪ ،‬و ُربَا ُ‬ ‫الوصفية مع العدل‪َ :‬م ْثنَى ‪َ ،‬وثُاَل ُ‬
‫ث َو ُربَ َع﴾ [فاطر‪]١ :‬‬ ‫)‪ُ( 1‬أولِى َأجْ نِ َح ِة َم ْثنَى َوثُلَ َ‬
‫وَأ َّما العلتان اللتان تقوم كل واحدة منهما مقام العلتين فهما ‪ -1 :‬صيغة منتهى الجموع‪ ،‬و‪ -2‬ألف‬
‫التأنيث المقصورة؛) أو الممدودة‪ .‬أما صيغة منتهى الجموع فضابطها ‪ :‬أن يكون االسم جمع‬
‫اج َد و َمنَابِ َر‪ ،‬وأفاضل‪ ،‬وَأ َما ِجدَ‪ ،‬وَأماثِل‪ .‬أو ثالثةُ‬
‫تكسير وقد وقع بعد ألف تكسيره حرفان نحو‪َ :‬م َس ِ‬
‫ُف َو َسطُها ساكن‪ ،‬نحو‪ :‬مفاتيح‪ ،‬وعصافير‪ ،‬وقناديل‪ .‬وأما ألف التأنيث المقصورة) ؛ نحو‪:‬‬ ‫َأحْ ر ٍ‬
‫ُح ْبلَى‪ ،‬وقُصْ َوى‪ ،‬و ُد ْنيَا ‪ ،‬و َد ْعوى‪ .‬وأما َألف التأنيث الممدودة؛ فنحو ‪َ :‬ح ْمراء‪ ،‬و َد ْع َجاء‪ ،‬و َحسْنا َء‪،‬‬
‫ْضاء‪ ،‬وكحالء‪ ،‬ونافِقَاء‪ ،‬وأصْ ِدقَاء‪ ،‬و ُعلَماء‪ .‬فكل ما ذكرنا من هذه األسماء‪ ،‬وكذا ما أشبهها ال‬ ‫وبَي َ‬
‫)‪.(2‬يجوز تنوينه‪ ،‬ويُخفَضُ بالفتحة نيابة عن الكسرة‬

‫الخاتمة‬
‫في نهاية هذا التقرير نكون قد وصلت الى ان الممنوع من الصرف يعتبر أحد الكلمات التي‬
‫تتخذ شكل إعرابي متميز ومختلف عن غيره من العالمات اإلعرابية األخرى‪ ،‬حيث أنه من‬
‫‪1‬‬
‫( د‪.‬محمد السامرائي\ط‪ 3‬ج‪\2‬ص ‪) 426-415‬‬
‫( )‪2‬‬
‫محمد محي الدين عبدالحميد\ط‪\ 5‬ص ‪88-87‬‬

‫‪6‬‬
‫األسماء المعربة التي ال تقبل وجود التنوين في آخر الكلمة‪ .‬التي يتم تصنيفها من بين الممنوع من‬
‫الصرف‪ .‬فيتخذ االسم المعرب شكالً أعرابيًا يخرج عن إطار الطبيعي والمتعارف عليه داخل‬
‫القواعد النحوية‪ .‬فنحن نجد بعض األساسات المتفق عليها حول اللغة العربية‪ ،‬بأن الرفع يكون أما‬
‫بالضمة أو األلف والنصب أما يكون بالفتحة أو بوجود الياء‪ ،‬أما في حال الممنوع من الصرف‬
‫نجد األمر مختلف تماما ً عن المتعارف عليه الن اعرابه في حالة الجر يكون عالمة الفتحة والتي‬
‫تكون بمثابة التعويض عن وجود الكسرة‪ ،‬وهو ال يجر بالكسر إال في حاالت قلة يطلق عنها‬
‫حاالت الضرورة‪ .‬وفي جميع القواعد النحوية والصرفية البد من وجود شواذ بها‪ ،‬لذلك ال يمكن‬
‫أن نقوم بحصر اللغة العربية في إطار حفظ القواعد النحوية والصرفية ألن هذا األمر خطأ‪.‬‬
‫وأخيراً وليس آخراً بعد شرحي وتوضيحي لكل ما كنت أريد أتمني أن أكون قد وفقت في تقديمه‬
‫وآمل أال تضيع جهودي وما كان التوفيق إال من عند هللا‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكريم*‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬الكتب*‬

‫‪7‬‬
‫‪.‬النحو العربي‪ :‬د‪.‬محمد السامرائي‪ ،‬دار ابن كثير‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪-‬ط‪2019 ،3‬م ‪-‬‬
‫‪.‬النحو الكافي‪ :‬ايمن امين عبدالغني‪ ،‬دار الصفوة ‪ -‬الرياض‪ ،‬المملكة السعودية‪-‬ط‪2013 ،1‬م ‪-‬‬
‫النحو الواضح) في قواعد اللغة العربية‪ :‬على الجارم ومصطفى أمين‪ ،‬دار المعارف ‪-‬القاهرة‪- ،‬‬
‫‪.‬د‪.‬ط ‪،‬د‪.‬ت‬
‫صرف الممنوع من الصرف‪:‬صالح فليح زعل المذهان‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ -‬االردن‪- ،‬‬
‫‪.‬عمان‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‬
‫‪.‬التحفة السنية‪:‬محمد محي الدين عبدالحميد‪ ،‬مكتبة دار الفجر‪ -‬دمشق‪ ،‬حلبوني‪ ،‬ط‪2021 ،5‬م ‪-‬‬
‫الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة‪ :‬عبد العزيز علي سفر‪ ،‬مكتبة االسكندرية ‪-‬الكويت‪ ،‬ط ‪-‬‬
‫‪2007 ،1.‬م‬
‫‪.‬شرح الفية ابن مالك‪:‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪ ،‬ط‪1434 ،1‬ه ‪-‬‬

‫‪8‬‬

You might also like