Professional Documents
Culture Documents
معنى الصرف:
عرب قسمان: االسم ال ُم َ
أن االسم المعرب الذي يحويه أش ُّد تم ُّكنًا _1قسم يدخله التنوين :ويد ُّل وجودُهُ على َّ
ضا ُسمى (تنوين األمكنية أو متمكن أمكن) ،ويُس َّمى أي ً في االسمية ِمن سواه ؛ ولهذا ي َّ
(تنوين الصرف) وبهذا االسم يشتهر عند أكثر النحاة.
ُ
يكون االس ُم ب ِه أمكَن. فالصرف :هو التنوين الدال على معنى
ب في ألن انضما َمه إلى اإلعرا ِ دليًل على األمكنية ؛ َّ وإنَّما كان وجود هذا التنوين ً
بدال ِمن واحدة هما (التنوين) و شتمًل على عًل َمتَين ً اسم واح ٍد َج َع َل هذا االسم ُم ً ٍ
الحروف وعن األفعال ،إذ التنوين ال يَد ُخ ُل ِ (اإلعراب) ،فيُب ِعدانه ك َّل البعد عن
الحروف وال األفعال ،وكذلك اإلعراب ال يد ُخ ُل الحروف وال أكثر األفعال.
_2قس ٌم ال َيد ُخلُهُ هذا النوع األصيل ِمن التنوين ويمتن ُع وجوده فيه :فيكون امتناعُ ه
تمكن في االسمية ولكنَّه غير أمكن ،إذ ال يبلغ في االسم المعرب ُم ِ َ دليًل على َّ
أن ً
وقوته مبلغ القسم السابق مثل :عمر وعثمان ومريم وخديجة وغيرها درجة التمكن َّ
أن َيدخ َل عليها تنوين الصرف ِمن األسماء الممنوعة ِمن الصرف ،أي الممنوعة ِمن ْ
تمكنًا غير أمكن) الدال على األمكنية والمؤدِي إلى خفَّة النطق ،ويُس َّمى هذا القسم ( ُم ِ
محصورا في ً ؛ وذلك الشتما ِله على عًلمة واحدة وهي اإلعراب ،وبسببها كان
األسماء المعربة وحدها ،أ َّما تنوين األمكنية فًل يدخل هذا القسم ،وبسبب امتناع
صار شبي ًها بهما في حرمانهما التنوين َ َرب ِمن الفعل والحرف ،إذ دخوله عليه اقت َ
وامتناع دخوله عليهما ،وإذا امتنع دخول التنوين األمكنية على االسم الذي ال
أن ال يكون ُجر بالفتحة نيابةً عنها ،بشرط ْ ينصرف امتنع تبعًا لذلك جره بالكسرة ،في ُّ
جره بالكسرة.ب ُّ ضيف أو أقترن بـ(أل) و َج َ َ فإن أُ
مضافًا وال ُمقترنًا بـ(أل) ْ
_ سبب المنع ِمن الصرف:
أن سبب المنع ِمن الصرف هـــو مشابهة االسم للفعل ،وليس هب النحاة ُ إلى َّ ذَ َ
المقصود بالمشابهة بينهما اتِفاق االسم والفعل في المادة اللغوية نحو :قُدوم وقادم ،
وإنَّما تكون المشابهة في أوجه مخصوصة تَتَبَّعها النحاة ،متى ُو ِجدَ قس ٌم منها في
االسم ُح ِر َم التنوين.
أن الفعل عندهم أثقل ِمن االسم األمر يقو ُم عندهم على الخفة والثقل ،وذلك َّ ِ ومدار
ُ
نصرفًا.
،فما شابهَ الفعل في الثقل ُح ِر َم التنوين ،وما لم يُشابهه كان خفيفًا ُم ِ
االسم بكون االسم أكثر دورانًا في الكًلم ِمن ِ أن الفع َل أثقل ِمن ويستدِلون على َّ
االسم قد يستغني عن الفعل في الكًلم ،وال يستغني الفعل عن االسم َ الفعل ،بدليل َّ
أن
ف َّأولُه ضا أنَّه يدخله الحذف والسكون ،فقد يُحذَ ُ ومن الداللة على ثقل الفعل أي ً ِ ،
أن الثقيل قد واشتر ،وتقول :ل ْم يذهبْ واكتبْ ،وذلك َّ ِ وأوسطه وآخره نحو :يَعُد وقُم
يُتَخفَّف منه بالحذف.
أن بناء االسم أكثر ِمن بناء الفعل، ضا َّ ومن الداللة على ثقل الفعل وخ َّفة االسم أي ً ِ
المجرد
َّ المجرد ثًلثي ورباعي وخماسي نحو :قمر ودرهم وسفرجل ،والفعل َّ فاالسم
حر َج ،واالسم المزيد رباعي وخماسي وسداسي َب ودَ َ ثًلثي ورباعي نحو :ذَه َ
وسباعي نحو :استقبال ،والفعل المزيد ال يتعدَّى السداسي نحو :استَقبَ َل.
أن أبنية األسماء تبلغ نحو وأوزان األسماء أكثر ِمن أوزان األفعال ،فقد ذَكروا َّ
ألف مثال ومئتَي مثال وعشرة أمثلة ،أ َّما الفعل الثًلثي فله ثًلثة أوزان هي :فَعَ َل
وفَ ِعل وفعُ َل ،والرباعي المزيد له ثًلثة أوزان ،والمبني للمجهول معلوم ،
أخف ِمن الفعل ،ول َّما كان االس ُم أخف ِمن ُّ االسم
َ أن فدل ذلك على َّ والملحقات قليلة َّ ،
ألن الخفيف يحتم ُل الزيادة بخًلف الثقيل. الفعل احت ََم َل زيادة التنوين عليه ؛ َّ
س َم النحاةُ األسما َء المعربة إلى قس َمين: ولذا ق َّ
يحتم ُل زيادة التنوين. ِ نصرف وهو الذي نصرف ،واآلخرُ :م ِ قس ٌم ثقيل :وهو غير ال ُم ِ
أن سبب المنع ِمـــن الصرف هـــو وجود علَّتَين فر ِعيَتَين وتعليًلت النحاة تَذكـــر َّ
الفعل ،إحداهما لفظيَّة واألُخــــرى معنوية ،أو علَّ ة َ فـــي االسم يشبهُ االس ُم بهما
تقــــــوم
أن الفعل _ كما َيرون _ فرعٌ على االسم ِمن ناح َيتَين: مقامهما ،وذلك َّ
شتق ِمن المصدر الذي هو اسم ،فاالسم أصل ،فهو أقدم ِمن الفعل أن الفع َل ُم ٌّ األولىَّ :
،وهذه العلَّة لفظيَّة.
أن الفع َل يحتاج إلى االسم في الكًلم ،وهذه معنوية. الثانيةَّ :
وعلل الممنوع ِمن الصرف فرعيَّة كما يقول النحاة ،فالتعريف فرعٌ على التنكير؛
ألن الواحد أصل ،والتأنيث فرعٌ على ع على الواحد ؛ َّ ألن التنكير أصل ،والجمع فر ٌ َّ
ألن التذكير أصل...وهكذا. التذكير ؛ َّ
_ علل المنع ِمن الصرف:
أن توجد فيه ع يُمنَ ُع صرفُه بشرط ْ إن األسما َء الممنوعة ِمن الصرف نوعان :نو ٌ َّ
ت فيه علَّة واحدة عًلمتان معًا (علَّتان) ِمن علل تسع ،ونوع يُمنَع صرفُه إذا ُو ِج َد ْ
تقوم مقام العلَّتين ،والعلل يجمعها قوله:
تركــــــــيـب
ُ وتأنيث ومعرفة وعــجــمــــــــــةٌ ثـــــــــــ َّم ٌ ووصف
ٌ عد ٌل
والنون زائـــدة ِمــن قب ِلها ألف ووز ُن فع ٍل وهذا القول تق ُ
ريب
أ_ فالذي يُمنَ ُع صرفُه لوجو ِد علَّة واحدة تقوم مقام العلَّتَين ما كان ُمنتهيًا بألف التأنيث
(المقصورة أو الممدودة) ،وكذلك ما يكون على وزن (صيغة الجمع المتناهي).
_1فالمقصورة ألف تجيء في نهاية االسم ال ُمعرب لتدل على تأنيثِه ،ومثلها
فتنقلب ألفُ للمد ،
أن يس ِبقها _مباشرة_ ألف زائدة ِ أن الممدودة ال بدَّ ْ الممدودة ،إال َّ
ورضوى [علم على جبل [مصدرا] َ ،
ً ومن أمثلة المقصورة (ذِكرى التأنيث همزة ِ ،
ومن أمثلة الممدودة (صحراء ،وزكرياء ،وأصدقاء ، بالمدينة] ،وجرحى)ِ ،
وحمراء).
جمع تكسير َّأوله مفتوح وثالثهُ ألف بعدها ِ _2صيغة منتهى الجموع :وهي ُّ
كل
حرفان أو ثًلثة بينهما ساكن ،نحو( :معا ِبد ،أقارب) وكذلك( :مناديل ،تفاسير).
ُّ
كـــل جمع ُمش ِبه لـ(مفا ِعل أو مفاعيل) يُمنَ ُع صرفُه ،والمــراد بالمشابهة: ٍ ُّ
فكل
كلم ٍة
األول منها ،سواء كان َّأولُها مي ًما أم غير ميم مثل: خماسية أو سداسية فُ ِت َح الحرف َّ
اسما دت ِمن (أل) واإلضافة وكانت ً تجر ْمصاحف ،جواهر ،دراهم ،أساليب ،وإذا َّ ِ
وثوان) وأصلها( :دواعي وثواني) ُح ِذفَت ياؤها في حالَتَي الرفع ٍ (دواع
ٍ صا مثل: منقو ً
ضا عنها ،وتبقى الياء في حالة النصب وتظهر الفتحة والجر وجيء بالتنوين عو ً
بجوار ،رأيتُ
ٍ بجوار ،ررتُ ٍ جوار ،مررتُ ٍ عليها بغير تنوين مثل( :هؤالء
ي). جوار َ ِ
كل أن تبقى ياؤها في ِ ب ْ صا ُمقترنًا بـ(أل) أو مضافًا و َج َ اسما منقو ً فإن كانت ً ْ
الحاالت.
ق بصيغة منتهى الجموع: _ ما يلح ُ
صا بصيغة منتهى الجموع األصلية ،وإ َّنما يدخل في إن الحكم السابق ليس خا ًّ َّ
مماثًل لوزن صيغة منتهى الجموع مع ً اسم جاء وزنه كل ٍ لحقَ بها ِمن ِ حكمه ما أ ُ ِ
أصيًل كــ(هوازن) اسم قبيلة عربية ، ً داللته على مفرد ،سواء كان هذا االسم عربيًّا
سم َي به عدَّة رجال ،وسواء أم غير أصيل كـ(شَراحيل) فقد استعملته العرب عل ًما ِ
منقوال ،فمن األعًلم المرتجلة في العصر الحديث ً ً
مرتجًل أم كان عل ًما أم غير علم ،
كَجاشم علم على رجل ،و(بهادر) علم على مهندس هندي ،و(صنافير)علم على
سراويل) فهي فارسية المعرب الذي ليس عل ًما ( َ َّ ومن األعجمي قرية مصرية ِ ،
أن معربة ،فك ُّل هذه األسماء وما شابهها يُعدُّ ُملحقًا بصيغة منتهى الجموع ،بشرط ْ َّ
ًّ
يكون داال على المفرد.
ب_ ما يُمنع صرفه لوجود علَّتَين معًا:
أن تكون إحدى العلَّتَين ال ُمجتم َعتَين معنوية واألخرى لفظية ،وتنحصر العلَّ ة ال بدَّ ْ
المع نوية في (الوصفية) وفي (العلمية) ،والعلل الباقية لفظيَّة ،وفيما يأتي البيان:
_ ما ُيمنَ ُع ِمن الصرف للوصفية مع علَّ ٍة أخرى:
أن يكونَ تأنيثه بغير التاء ،إ َّم ا _1الصفة المختومة بألف ونون زائدتَين :بشرط ْ
ألن مؤنثه على ألنَّه ال مؤنَّث له الختصاصه بالذكور مثلَ ( :لحيان) لكبير اللحية ،أو َّ
أن تكون وصفيَّت ُه وزن (فعلى) كـ(عطشان) ومؤنثه (عطشى) ،والشرط اآلخر ْ
أصلية (غير طارئة) كما في األمثلة السابقة ،فإذا كانت وصفيته غير أصلية فإنَّه ال
قاس ، ٌ
صفوان قلبُه) أيٍ : يُمنَ ُع ِمن الصرف نحو( :صفوان) في قولهم( :هذا رج ٌل
وأصل صفوان الحجر األملس ،وإذا كان المذكر على وزن (فعًلن) والمؤنث على
سيْفانة) سيْفان) ومعناها الطويل ،ومؤنثها ( َ صرف نحوَ ( : فإن الصفة ت ُ َ وزن (فعًلنة) َّ
سيفان).
ٍ س َّلمتُ على رج ٍل فيقالَ ( :
(أفعل) :مثل( :أصفر) ،ويُشتَرط في تلك الصفة _2الصفة األصلية التي على وزن ْ
فإن مؤنث (أصفر) هو (صفراء) َّأال يكون مؤنثها بالتاء ،بل يكون على وزن (فعًلء) َّ
ال (أصفرة) ،وكذلك يكون المؤنث على وزن (فُ ْعلى) مثل :صغرى وكبرى وفُضلى
فإن كان الوصف مؤنثه بالتاء لم ي ُْمن َْع ِم نَ ،للصفات :أصغر وأكبر وأفضل ْ ،
ألن مؤنثه: رجل أرم ٍل) [بالتنوين] ؛ ٍَّ الصرف نحو( :أرمل) في قولنا( :عطفتُ على ِ
أرملة.
الوصف إذا كان وصفيَّته طارئة (ليست أصلية) نحو( :أرنب) في ُ ف نصر ُوكذلك َي ِ
ب) بالتنوين أي :جبان. قولنا( :مررتُ برج ٍل أرن ٍ
ت أربعًا) طين معًا كلمة (أربع) في قولنا( :قضيتُ في النزه ِة ساعا ٍ وم َّما فَقدَ الشر َ
ِ
َّ
وألن ألن مؤنثه بالتاء نحو( :سافرتُ أيا ًما أربعة) ؛ بالتنوين ؛ ألنَّه مصروف ؛ َّ
وصفيَّتها طارئة ،فهي ليست في أصل وض ِعها اللغوي صفة ،بل هي اسم للعدد
عم َلت صفة. المخصوص ،ث َّم استُ ِ
_3يُمنَ ُع االسم ِمن الصرف للوصفية والعدل وذلك في موض َعين:
األول :األعداد التي على وزن (فُعال) و( َم ْفعَل) ِمن واح ٍد إلى عشرة نحو :أُحاد
كرر َم َرتَين ،فمثنى معدولة ومو َحد ،وثُناء و َمثنَى ،وهذا الوزن معدول عن العدد ال ُم َّ
عن اثنَين اثنين ،وكذلك البقية.
وال تُستَعمل هذه األلفاظ َّإال نعوتًا كقوله تعالى ُّ :ﲔ ﲕ ﲕﲕ ﲕ ﲕﲕ ﲕ َّ [فاطر ، ]1
أحواال نحو ُّ :ﲕ ﲕﲕﲕ ﲕﲕﲕ ً أو
أخبارا نحو( :صًلة الليل مثنى مثنى).
ً ﲕﲕ َّ [النساء ]3أو
والثاني :كلمة (أُخر) وهي ِمن الصفات المعدولة نحو( :مررتُ بنسوةٍ أُخَ َر) ،وهي
جمع لكلمة (أُخرى) المؤنث ،وكلمة (أخرى) مذكرها (آخر).
مجرد ِمن (أل) واإلضافة ،لذلك القياس َّ أن (آخر) اسم تفضيل ووجه العدل هنا َّ
عدَلوا عن ذلك نقول( :مررتُ بنسوةٍ آخر) باإلفراد والتذكير ،لكنَّهم َ َ يقتضي ْ
أن
فقالوا( :مررتُ بنسو ٍة أ ُ َخ َر) ف ُمنِ َع ِمن الصرف للوصفية والعدل.
_ ما ُيمنَ ُع ِمن الصرف للعلمية وعلَّ ٍة أُخرى:
_1العلم المركَّب تركيبًا مزج ًّيا غير المختوم بـ(ويه) :نحو :معدي كرب
بحضرموت )
َ حضرموت ،ومررتُ
َ وحضرموت ،تقول( :هذه حضرموتُ ،ورأيتُ
،أ َّما العلم المختوم بـ(ويه) مثل مثل (سيبويه) فإنَّه يُبنى على الكسر.
_2العلم المختوم بألف ونون زائ َدتَين :مثل غطفان ورمضان ،قال تعالى ُّ :ﲕ ﲕ
ﲕ ﲕﲕﲕَّ [البقرة .]185
وهناك بعض األعًلم المختومة باأللف والنون يجوز صرفُها ومنعها ِمن الصرف
ألن النون صرفته ؛ َّ إن قَدَّرتهُ من (الحسن) َ سان) ْ ب أحرفها األصلية ،فاالسم (ح َّ بحس ِ
(الح ِس) بفتح الحاء ،وهو القتل ، َ وإن قدَّرته ِمن أصلية فهو على وزن (فعَّال) ْ ،
ألن األلف والنون زائدتان ،فهو على وزن ( َفعًلن). منَعته ِمن الصرف َّ
فإن كان العلم مؤنثًا بالتاء امتنع ِمن الصرف ُمطلَقًا ،سواء كان _3العلم المؤنثْ :
علَ ًما لمذكر نحو( :طلحة) ،أم لمؤنث نحو( :فاطمة) ،وسواء كان زائدًا على ثًلثة
أحرف كاألعًلم السابقة أم ثًلثيًّا نحو( :هبة و عظة وأَمة) أعًلم نساء.
أن سكونَ ثًلثيًّا أو فوق الثًلثي فإما ْوقد يكون مؤنَّثًا تأنيثًا معنويًا ،وإذا كان كذلك َّ
وإن كان على ثًلثة أحرف فإن كان فوق الثًلثي امتَنَ َع ِمن الصرف كـ(زينب) ْ ، ْ ،
حرك الوسط ُمنِ َع ِمن الصرف فإن كان ُم َّ حرك الوسط أو ساكنه ْ ، أن يكونَ ُم َّ فإ َّما ْ
منقوال ِمن أص ِل ِه المذكر ً فإن كان أعجميًّا أو وإن كان ساكن الوسط ْ (أمل) ْ ، نحوَ :
الذي اشتَ َه َر به إلى مؤنث ُم ِن َع ِمن الصرف ،فمثال ما كان أعجميًّا ( ُجور ،و َب ْلخ ،
منقوال (زيد وسعد وقيس) أعًلم نساء. ً وحمص) أسماء أمكنة ،ومثال ما كان ِ
منقوال ِمن مذكر جاز ً فإن كان علم المؤنث الثًلثي ساكن الوسط وليس أعجميًّا وال ْ
فيه وجهان :المنع والصرف ،والمنع أولى عند الجمهور لوجود العلمية والتأنيث
(سلمتُ على هندَ أو هندٍ). نحو( :ه ْند) تقول( :جاءت هندُ أو هندٌ) ,و َّ
أن يكونَ ع َل ًما في لغة العجم ،وزائدًا على ثًلثة أحرف _4العلم األعجمي :وشَرطُه ْ
ب صرفُه فإن كان غير علم في لغتهم ث َّم ج َعلناهُ عل ًما َو َج َ نحو( :يوسف وإبراهيم) ْ ،
_مثًل_ اسم جنس للشيء الجيد ،والكلمة ليست عل ًما في لغ ِت ِهم ،وقد نَقَلَها ً فقالون
يصير علَ ًما.َ أن فيجب صرفُها حتى بعد ْ ُ العرب إلى لغتِ ِهم على أ َّنها أسماء أجناس ، ُ
شتَر) أم حرك الوسط كـ( َ ُصرف سواء كان ُم َّ وإن كانَ العلم األعجمي ثًلثيًّا فإنَّه ي َ ْ
ساكنُه كـ(نوح).
وزن
ٍ أن يكونَ االس ُم على _5العلم الذي على وزن الفعل :والمراد بوزن الفعل ْ
مختص بالفع ِل ،كاستعمالهم صيغة الماضي الذي على وزن (فَ َّع َل) علَ ًما نحو: ٍ
ش َّم َر) ،أو على وزن (فُ ِعل) نحو (دُئِل) ،أو بصيغة المضارع نحو( تعز) و(يشكر). ( َ
وقد يكون العلم على وزن مشترك بين االسم والفعل ولكنَّه أكثر في الفعل كصيغة
س) ،و(ا ُ ْفعُل) نحو( :أ ُ ْبلُم) ،و(اِفعَ ْل) نحو: (إثمد) فإنَّه على وزن (ا ِْج ِل ْ(اِف ِع ْل) نحوِ :
جب منعه ِمن الصرف للعلمية ووزن (إصبَ ْع) فإذا سُ ِم َي بعلم منقول ِمن هذه الصيغ َو َ
ألن هذه الصيغ تَكث ُ ُر في فعل األمر المأخوذ ِمن الفعل الثًلثي. الفعل ؛ َّ
العرب كانوا يُلحقون بآخر بعض َ _6العلمية وألف اإللحاق المقصورة :بيان هذا َّ
أن
األسماء ألفًا زائ دة الزمة مقصورة أو ممدودة فيصير االسم على وزن اسم آخر،
و(أرطى) اسم ْ ع ْلقى) اسم لبنت ، ومن أمثل ِتهاَ ( : وتُس َّمى هذه األلف (ألف اإللحاق) ِ
علَ َمين للعلمية لشجر ،وهما ُملحقان بجعفر ،وص َّح منعهما ِمن الصرف إذا كانا َ
وألف اإللحاق المقصورة في الكلمتَين زائدة ال زمة ،وزيادتها الًلزمة في آخرهما
َج َعلتهما على وزن ( َف ْعلى) المختومة بألف التأنيث المقصورة الًلزمة التي يُم َن ُع
االسم بسبب وجودها ،فل َّما أش َب َهت ألف اإللحاق المقصورة في زيادتِها ِ صرف
ُ
ألف التأنيث المقصورة ،و َج َعلَت وزن االسم جاريًا على الوزن الخاص ولزومها َ
بهذه امتن َع صرفه معها كما َيمتنع مع ألف التأنيث.
فإن كان ما فيه ألف اإللحاق غير علم كعلقى وأرطى _قبل التسمية بهما_ صرفته ْ
؛ ألنَّها والحالة هذه ال تشبه ألف التأنيث ،وكذا إذا كانت ألف اإللحاق ممدودة
َصرف ما هي فيه عل ًما كان أو نكرة. ُ كـ( ِع ْلباء) اسم لقصبة العنق ،فإ َّنك ت
_7العلمية والعدل :وذلك في ثًلثة مواضع:
األول :ما كان على وزن (فُعَل) ِمن ألفاظ التوكيد المعنوي نحوُ ( :ج َمع ،وكُتَع) مثل:
بالنساء ُج َم َع) ،واألصل ِ (جاء النسا ُء ُجم ُع) و (رأيتُ النسا َء ُج َم َع) و(مررتُ
ألن مفرده (جمعاء) فعدل عن (جمعاوات) إلى ( ُج َمع). (جمعاوات) ؛ َّ
عامر ،ومثلهُ :ز َحل. ع َمر) واألصلِ : والثاني :العلم المعدول إلى وزن (فُعَل) كـ( ُ
س َحر) وهو الثلث األخير ِمن الليل ،بشرط استعماله ظرف زمان ، والثالث :لفظ ( َ
يوم ُمعيَّن ،مع تجريدِه ِمن (أل) واإلضافة ،نحو( :سافرتُ َ
يوم حر ٍ
وأن يُرا َد به َس َ ْ
أن الخميس َس َح َر) ،فهو معدول عن ال َس َحر ؛ ألنَّه معرفة ،واألصل في التعريف ْ
لتعريف العلمية ِمن جهة أنَّه ل ْم ِ وصار تعريفُهُ ُمشب ًهاَ يكونَ بـ(أل) فعد َل ب ِه عن ذلك ،
عرف. ُلفظ معه ب ُم ِ ي ْ
ب تعريفه بـ(أل) ضا يُفيدُ الداللة على الوقت المعيَّن َو َج َ اسما مح ًفإن كان (سحر) ً ْ
سحر ليلتِنا).
ُ و(طاب
َ السحر)
ُ (طاب
َ أو باإلضافة نحو:
ب صرفُه ، يوم بعينِه و َج َ وإذا كان (سحر) ُمبه ًما ،أي ال يُفيدُ الداللة على سحر ٍ
كقوله تعالى ُّ :ﱯ ﱰﲕﲕ ﱳ ﱴَّ[ القمر .]34
_ حكم العلم المؤنث على وزن (فَعا ِل):
ورقاش أعًلم نساء فللعرب ِ وقطام
ِ كحذام
ِ إذا كان علم المؤنث على وزن (فَعا ِل)
فيه طريقتان:
حذامِ حذام ،ورأيتُ ِ إحداهما :وهو مذهب أهل الحجاز ،بناؤه على الكسر نحو( :هذه
بحذام). ِ ،ومررتُ
ألن والثانية :وهو مذهب بني تميم ،إعرابه إعراب ما ال ينصرف للعلمية والعدل َّ ،
عدل
َ األصل :حاذمة وقاطمة وراقشة ،فعدل عن هذا األصل إلى وزن (فَعا ِل ) كما
بحذام).
َ حذام ،ومررتُ َ عُ َمر و ُجشَم عن عامر وجاشم ،فنقول( :هذه حذا ُم ،ورأيتُ
أن علَّ ة منعه العلمية والتأنيث المعنوي مثل (زينب بعض النحا ِة إلى َّ ُ ويذهب
ُ
وسعاد) ولع َّل هذا هو الراجح.
االسم المنقوص الممنوع من الصرف:
صا فإ َّنه يُعامل كاالسم المنقوص ، إذا كان االسم الممنوع ِمن الصرف منقو ً
والجر ،وي َُّنون تنوين عوض ،وتبقى في حالة النصب مفتوحة ِ فَتُحذَف ياؤه في الرفع
راج)
ٍ راج ،وذهبتُ إلى
ٍ (راج) _علم على مؤنث_ فتقول( :أقبلت ٍ بغير تنوين نحو:
راجي) وهو مفعول به منصوب بالفتحة بًل تنوين. َ وتقول في النصب( :رأيتُ
_ صرف الممنوع ِمن الصرف:
بتنكيره
ِ إذ ما كان منعه ِمن الصرف للعلمية وعلَّة أُخرى ،وزالت عنه العلمية
صرف ،لزوال إحدى العلَّتَين :وبقاؤه بعلَّة واحدة ال يقتضي منع الصرف ،وذلك
نحو :معد يكرب وغطفان وفاطمة وإبراهيم وأحمد وعمر ،أعًل ًما ،فهذه ممنوعة
ص َرفتها لزوال أحد سببيها _وهو ِمن الصرف للعلمية وسبب آخر ،فإذا ن َّكرتها َ
العلمية_ فتقول( :ربَّ أحم ٍد لقيتُ ) بالجر مع التنوين ،فـ(أحمد) ههنا نكرة ولذا نُ ِون
ودخلت (ربَّ ) عليه ،إذ (ربَّ ) ال تدخل َّإال على النكرات .ونحوه ( مررتُ بفاطم َة
وفاطم ٍة أُخرى) ،فـ(فاطمة)األولى ممنوعة ِمن الصرف للعلمية والتأنيث ،و(فاطمة)
الثانية مصروفة ولذا نُ ِونَت ،فهي نكرة لفقدانِها العلمية.