You are on page 1of 9

‫الممنوع من الصرف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األسماء المعربة في العربية تنقسم على نوعين ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬قسم يدخله نوع أصيل من التنوين ال يدخل غير هذا القسم وال يفارقه في حاالت‬
‫إعرابه المختلفة ‪ ,‬إال إذا كان مضافا أو مقترنا بـ (ال) فيحذف منه التنوين ‪.‬‬
‫ويدل وجود هذا التنوين على أن االسم المعرب الذي يحويه يكون أشد تمكنا ً في االسمية من‬
‫سواه ولهذا يسمى ((تنوين األمكنية)) ‪ ,‬أي التنوين الدال على أن هذا االسم المعرب أمكن‬
‫وأقوى درجة في االسمية من غيره ويسمى أيضا تنوين (الصرف) نحو ‪ :‬محمد ‪ ,‬علي ‪,‬‬
‫زيد ‪ .....‬الخ ‪.‬‬
‫فائدته ‪ :‬إن وجود هذا التنوين في االسم المعرب يفيده خفة في النطق إضافةً إلى الداللة‬
‫على األمكنية ‪.‬‬
‫وقد كان وجود هذا التنوين دليال على (األمكنية) ألن انضمامه إلى (اإلعراب) في اسم واحد‬
‫جعل هذا االسم مشتمال على عالمتين بدال من واحدة يبعدانه كل البعد عن الحروف وعن‬
‫األفعال هما ‪( :‬التنوين) و(اإلعراب) إذ التنوين ال يدخل الحروف وال األفعال ‪ ,‬وكذلك‬
‫اإلعراب ال يدخل الحروف وال أكثر األفعال ‪ .‬فبهذا التنوين المقصور على األسماء المعربة‬
‫صار االسم القوي المتمكن باإلعراب أقوى وأمكن باجتماع اإلعراب والتنوين معا ً كما صار‬
‫أخف نطقا ً ولهذا يسمى هذا النوع من األسماء المعربة بـ (المتمكن األمكن )‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قسم ال يدخله هذا النوع األصيل من التنوين ويمتنع وجوده فيه ‪ ,‬فيكون امتناعه دليال‬
‫على أن االسم المعرب متمكن في االسمية ولكنه غير (أمكن) ‪ ،‬إذ ال يبلغ في درجة التمكن‬
‫وقوته مبلغ القسم السالف أي (المتمكن األمكن) ‪ ,‬كاألسماء ‪ :‬عمر ‪ ,‬عثمان ‪ ,‬مريم ‪ ,‬فاطمة‬
‫‪ .....‬وغيرها من األسماء الممنوعة من الصرف ‪ ,‬أي الممنوعة من أن يدخل عليها تنوين‬
‫(الصرف) الدال على (األمكنية) والمؤدي إلى خفة النطق ‪.‬‬
‫وإنما كان هذا القسم (متمكنا غير أمكن) الشتماله على عالمة واحدة هي اإلعراب وبسببها‬
‫كان محصورا ً في األسماء المعربة وحدها ‪ .‬أما تنوين (األمكنية) فال يدخله ‪ .‬وبسبب‬
‫حرمانه هذا التنوين وامتناع دخوله اقترب من الفعل والحرف إذ صار شبيها بهما في‬
‫حرمانهما من التنوين وامتناع دخوله عليهما ‪.‬‬
‫وإذا امتنع دخول تنوين (األمكنية) على االسم الذي ال ينصرف امنع تبعا ً لذلك جره بالكسرة‬
‫‪ ,‬فيُجر بالفتحة نيابة عنها بشرط أن ال يكون هذا االسم مضافا ً وال مقترنا ً بـ (ال) فإن‬
‫أُضيف أو اقترن بـ(ال) وجب جره بالكسرة وهذا هو حكم الممنوع من الصرف ‪.‬‬
‫س ‪ /‬لنا أن نسأل كيف يمكن لنا التمييز بين القسمين والحكم على االسم المعرب بأنه من‬
‫القسم األول (األمكن ) أو المنصرف أو أنه من القسم الثاني (المتمكن) أو الغير منصرف ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬نقول ‪ :‬لقد اقتصر النحاة على وضع عالمات مضبوطة تميز االسم المعرب المتمكن‬
‫وهو (الممنوع من الصرف) وتدل عليه بغير خفاء وال غموض ‪ ,‬فمتى وجدت تلك‬
‫العالمات في االسم المعرب كانت دليال على أنه (ال ينصرف) ‪ ,‬ومتى خال منها كان فقدها‬
‫دليال على أنه من القسم األول وهو (المعرب األمكن) أو (المعرب المنصرف) ‪.‬‬
‫أي أن عالمة االسم الممنوع من المنصرف (وجودية) ‪ ,‬وعالمة االسم المنصرف (عدمية )‬
‫أي (غير وجودية) ‪ .‬غير أن العالمة الدالة على منع االسم من الصرف قد تكون واحدة ‪,‬‬
‫وقد تكون اثنتين معا ‪ ,‬ولهذا كانت األسماء الممنوعة من الصرف على نوعين هما‪:‬‬
‫نوع يمنع صرفه حين توجد فيه عالمة واحدة ‪ ,‬ونوع يمنع صرفه حين توجد فيه عالمتان‬
‫ت تسع ‪ ,‬فمجموع عالمات النوعين أحدى عشرة عالمةً ‪.‬‬‫معا من بين عالما ٍ‬
‫أوال ‪ :‬النوع الذي يمنع من الصرف لوجود عالمة واحدة أو (علة واحدة)‪:‬‬
‫يجب أن يكون هذا النوع إما مشتمال على (ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة) أو يأتي‬
‫على وزن (صيغة منتهى الجموع) وهما كاآلتي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة‪:‬‬
‫إن (األلف المقصورة) هي ألف تجئ في نهاية االسم المعرب لتدل على تأنيثه نحو (ذكرى‪,‬‬
‫و رضوى (علم على جبل في الحجاز) ‪ ,‬وجرحى ‪ ,‬وحبلى ) وغيرها ‪ ,‬فيكون ممنوعا من‬
‫الصرف الشتماله عليها ‪ ،‬وعند إعراب هذه الكلمات نقول ‪ :‬إنها مرفوعة بضمة مقدرة على‬
‫األلف أو منصوبة بفتحة مقدرة على األلف كذلك ‪ ,‬أو مجرورة بفتحة مقدرة على األلف‬
‫أيضا نيابة عن الكسرة ألنه ممنوع من الصرف ‪.‬‬
‫وأما الممدودة فال بد أن يسبقها مباشرة (ألف زائدة للمد) فتُقلب ألف التأنيث همزة ‪ ,‬ومن‬
‫أمثلتها ‪ :‬صحراء ‪ ,‬وحمراء ‪ ,‬وزكرياء ‪ ,‬وأصدقاء ) وغير ذلك ‪ .‬وهذه الكلمات ترفع‬
‫بالضمة الظاهرة ‪ ,‬وتنصب بالفتحة الظاهرة ‪ ,‬وتجر بالفتحة الظاهرة كذلك نيابة عن الكسرة‬
‫وإنما تجر هذه األسماء المشتملة على (ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة) بشرط خلوها‬
‫من (ال) ومن اإلضافة ‪ ,‬وإال وجب جرها بالكسرة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ صيغة منتهى الجموع ‪:‬‬

‫تعريفها ‪ :‬وهي كل جمع تكسير بعد ألف تكسيره حرفان ‪ ,‬أو ثالثة أحرف بشرط أن يكون‬
‫أوسط هذه الثالثة حرفا ً ساكنا ً ‪ ,‬نحو ‪( :‬معابد ‪ ,‬أقارب ‪ ,‬طبائع ‪ ،‬تجارب ‪ ،‬مناديل ‪,‬‬
‫عصافير ‪ ,‬أحاديث) وغيرها ‪.‬‬
‫حكم صيغة منتهى الجموع ‪:‬‬
‫هو حكم غيرها من األسماء الممنوعة من الصرف فيجب تجريدها من تنوين (األمكنية) كما‬
‫يجب جرها بالفتحة نيابة عن الكسرة بشرط أال تكون مقترنة بـ (ال) و أال تكون مضافة ‪.‬‬
‫فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالفتحة كذلك نيابة عن الكسرة ‪.‬‬
‫ومن أحكامها أيضا ‪ :‬أنها إذا تجردت من (أل) ومن (اإلضافة) وكانت اسما ً منقوصا ً نحو‪:‬‬
‫وثوان جمع ثانية ) و أصلهما (دواعي ‪ ،‬و ثواني) كان األغلب هنا أن‬
‫ٍ‬ ‫)دواعٍ جمع داعية ‪،‬‬
‫تحذف ياؤها ويجئ التنوين عوضا ً عنها ‪ ,‬ويبقى تنوين العوض هذا في آخرها في حالتي‬
‫الرفع والجر ‪ .‬أما في حالة النصب فتبقى (الياء) وتظهر عليها الفتحة بغير تنوين ‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دواعي‬
‫َ‬ ‫(للرحالت دواعٍ تحتمها ‪ ،‬وما عرفتُ إلغفالها من دواعٍ ‪ ،‬وعليكم أن تعرفوا‬
‫االرتحا ِل ) ‪ .‬فترفع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة ‪ ,‬وتنصب بالفتحة الظاهرة على‬
‫الياء ‪ ,‬وتجر بالفتحة المقدرة على الياء المحذوفة نيابةً عن الكسرة ‪ .‬والتنوين المذكور في‬
‫حالتي الرفع والجر هو عوض عن الياء المحذوفة ‪.‬‬
‫فإن كانت صيغة منتهى الجموع اسما منقوصا مقترنا ً بـ (ال)أو مضافا ً وجب أن تبقى ياؤها‬
‫وأن تكون ساكنة وتقدر عليها الضمة والكسرة في حالتي الرفع والجر‪ ,‬وتكون متحركة‬
‫بالفتحة الظاهرة في حالة النصب ‪ ,‬نحو ‪( :‬من الثوان ْي تكون الساعات واأليام ‪ ,‬فليس العمر‬
‫نستهين بها ‪ ,‬وليست الثوان ْي إال قطعا ً من الحياة نفقدها ونحن عنها‬
‫ُ‬ ‫الثواني التي‬
‫َ‬ ‫إال‬
‫غافلون) ‪ .‬هذه في حال االقتران بـ (ال) ‪.‬‬
‫تفر‬
‫دواعي الخير وتستجيب لها ‪ ,‬وأن َ‬
‫َ‬ ‫والشر كثيرة ‪ ،‬فعليك أن تميزَ‬
‫ِ‬ ‫الخير‬
‫ِ‬ ‫ومثل ‪( :‬دواع ْي‬
‫من دواع ْي الشر وتبتعد عنها ) ‪ .‬هذه في حال اإلضافة ‪.‬‬
‫حكم ملحقاتها ‪:‬‬
‫ليس الحكم السابق خاصا ً بصيغة منتهى الجموع األصلية ‪ ,‬وال مقصورا عليها وحدها ‪,‬‬
‫وإنما يشملها ويشمل ما ألحق بها ‪ ,‬والملحق بها هو ‪ :‬كل اسم جاء وزنه مماثال لوزن صيغة‬
‫من صيغ منتهى الجموع مع داللته على المفرد سواء أكان هذا االسم عربيا أصيال ‪ ,‬أم غير‬
‫أصيل ‪ ,‬علما ً أم غير علم ‪ ,‬مرتجال أم منقوال ‪.‬‬
‫فمثال العلم العربي المرتجل األصيل كلمة (هوازن) اسم قبيلة عربية ‪ ,‬ومثال العلم المعرب‬
‫أي (المنقول من غير العربية) كلمة (شراحيل) فقد استعمله العرب علما وسمي به عدة‬
‫رجال‪.‬‬
‫ومن األعجمي المعرب الذي ليس بعلما ً كلمة (سراويل) بصورة الجمع اسم نكرة مؤنث‬
‫لإلزار المفرد ‪.‬‬
‫ومثال األعالم المرتجلة في العصور الحديثة ‪( :‬كشاجم) علم رجل ‪ ,‬و(بهادر) علم مهندس‬
‫هندي ‪ ,‬و(صنافير) علم قرية مصرية ‪ ,‬و(أعانيب) كذلك ‪.‬‬
‫وغنما كانت تلك األلفاظ ومنها (سراويل) ملحقات ألنها تدل على مفرد ‪ ,‬مع أن صيغتها‬
‫صيغة منتهى الجموع ‪ .‬فما جاء على وزنها وداال على المفرد فإنه يمنع من الصرف‬
‫للمشابهة ( أي المماثلة) بين الوزنين بالرغم من داللته على مفرد ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬النوع الذي يمنع من الصرف لوجود علتين معا ً ‪:‬‬


‫يمنع االسم من الصرف عندما توجد فيه علتان أو عالمتان تمنعانه من الصرف ‪ ,‬وهنا البد‬
‫أن تكون إحدى العلتين المجتمعتين (معنوية) واألخرى (لفظية) ‪ .‬وتنحصر العلة المعنوية‬
‫في (الوصفية) وفي (العلَ َمية) ‪ ,‬وينضم لكل واحدة منهما علة أخرى (لفظية) البد ان تكون‬
‫من بين علل تسع دون غيرها وهي ‪( :‬زيادة األلف والنون ‪ ،‬ووزن الفعل ‪ ,‬والعدل ‪,‬‬
‫والتركيب ‪ ,‬والتأنيث ‪ ,‬والعجمة ‪ ,‬وألف اإللحاق ) ‪.‬‬
‫فينضم للوصفية إما زيادة األلف والنون ‪ ,‬وإما وزن الفعل ‪ ,‬وإما العدل ‪.‬‬
‫وينضم العلمية إما واحدة من هذه الثالث أي (األلف والنون الزائدتين أو وزن الفعل أو‬
‫العدل ) وإما (التركيب ‪ ,‬أو التأنيث ‪ ,‬أو العجمة ‪ ,‬أو ألف اإللحاق) ‪.‬‬
‫آــ االسم الممنوع من الصرف للوصفية وما ينظم إليها وجوبا من إحدى العلل الثالث ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يمنع االسم من الصرف للوصفية مع زيادة األلف والنون إذا كان على وزن (فعالن)‬
‫ومؤنثه (فعلى) بشرطين ‪ :‬أن تكون وصفيته أصلية (أي غير طارئة) ‪ ,‬وأن يكون تأنيثه‬
‫بغير التاء في األغلب ‪ .‬ومثاله ‪ :‬عطشان ‪ ,‬وغضبان ‪ ,‬وسكران فإن أشهر مؤنثاتها عطشى‬
‫‪ ,‬وغضبى ‪ ,‬وسكرى ‪ .‬فإن األغلب أو(الشائع) في تأنيث هذه األسماء يكون بغير تاء‬
‫التأنيث ‪ .‬وغير الشائع (الغير مشهور) يكون تأنيثها بالتاء فنقول ‪ :‬عطشان وعطشانة ‪,‬‬
‫وسكران وسكرانة ‪ ,‬وهكذا الباقي ‪ .‬فعلى اللغة المشهورة (الشائعة) يمنع من الصرف وعلى‬
‫اللغة الغير مشهورة أو (الغير شائعة) يكون منصرفا ً ‪.‬‬
‫فإن كان الغالب المسموع على مؤنث هذه األسماء وجود تاء التأنيث في آخره لم يمنع من‬
‫صان للرجل اللئيم ) فإن‬
‫سيْفان ‪ ,‬للرجل الطويل الممشوق القامة) و( َم َّ‬
‫الصرف نحو‪َ (:‬‬
‫صانة ‪.‬‬
‫مؤنثها الشائع بالتاء فنقول في المؤنث ‪ :‬سيفانة ‪ ,‬وم َّ‬
‫وكذلك إن كانت وصفيته غير أصلية (طارئة) فإنه ال يمنع من الصرف وإنما ينصرف‬
‫نحو‪ :‬كلمة (صفوان) في قولنا ‪ :‬بئس رجل صفوان قلبه‪ .‬ألن أصل الصفوان هو (الحجر)‪,‬‬
‫ثم انتقل هذا االسم من العلمية إلى الوصفية فصار طارئا ً في الوصفية ‪.‬‬
‫مالحظة ‪ /‬إذا زالت الوصفية وحدها وسمي بهذا االسم بأن صار علما مزيدا باأللف والنون‬
‫كان نسمي رجال (بغضبان أو بسكران) فإنه يظل على حاله ممنوعا من الصرف من‬
‫الصرف ؛ ألن الوصفية التي زالت ح َّل محلها العلمية الجديدة ‪ ،‬و بانضمام العلمية إلى‬
‫األلف والنون الزائدتين فإنه يجتمع في االسم العلتان المؤديتان إلى منعه من الصرف ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ ويمنع االسم من الصرف للوصفية مع وزن الفعل بالشرطين السالفين (وهما ‪ :‬أال‬
‫يكون مؤنثه الشائع مختوما بتاء التأنيث ‪ ,‬وأال تكون وصفيته طارئة أي إي أصلية ) ‪.‬‬
‫ويتحقق الشرطان في الوصف الذي على وزن (أ ْف َعل) ومؤنثه (فَ ْعالء أو فُ ْعلى) مثل ‪ :‬أحمر‬
‫حمراء ‪ ,‬وأبيض بيضاء ‪ ,‬وأسمر سمراء ‪ ,‬ونحو ‪ :‬أفضل وفضلى ‪ ,‬وأحسن وحسنى ‪,‬‬
‫وأدنى ودنيا وغيرها ‪ .‬فهذه األلفاظ وأشباهها ممنوعة من الصرف لتحقق الشرطين فيها ‪.‬‬
‫فإن كان مؤنث الوصف بالتاء لم يُمنع من الصرف نحو ‪(:‬أرمل ) في قولنا ‪ :‬سلمتُ على‬
‫رج ٍل أرم ٍل ‪( .‬بالكسرة مع التنوين) أي فقير ؛ ألن مؤنثه (أرملة) بالتاء ‪.‬‬
‫وكذلك ينصرف الوصف إذا كانت وصفيته طارئة (أي غير أصلية) نحو كلمة (أرنب) في‬
‫ب (بالكسرة مع التنوين أي جبان) ‪ ,‬فالوصف هنا منصرف بالرغم‬ ‫قولنا ‪ :‬مررتُ برج ٍل أرن ٍ‬
‫من أن مؤنثه ال يكون بالتاء ألن وصفيته طارئة سبقتها االسمية األصلية للحيوان المعروف‪.‬‬
‫مالحظة ‪ /‬يقول اللغويون‪ :‬أن هناك ألفاظا ً قد وضعت أول نشأتها أوصافا ً أصلية ثم انتقلت‬
‫بعد ذلك إلى االسمية المجردة وبقيت فيها فاستحقت منع الصرف بحسب أصلها األول الذي‬
‫وضعت عليه ال بحسب حالتها الجديدة التي انتقلت إليها مثل (أدهم) اسم للقيد المصنوع من‬
‫الحديد ؛ فإنه في أصل وضعه وصف للشيء الذي فيه دُهمة (أي سواد) ثم انتقل منه فصار‬
‫اسما مجردا للقيد ومثل (أرقم) فإنه في أصل وضعه وصف للشيء المرقوم (أي‪ :‬المنقط) ثم‬
‫انتقل منه فصار اسما ً للثعبان المنقط بالبياض والسواد ‪ ,‬ومثل ‪(:‬أسود) فأصله وصف لكل‬
‫شيء أسود ‪ ,‬ثم انتقل منه فصار اسما ً للثعبان األسود ‪ .‬هذا على األولى أو المشهور في هذه‬
‫األسماء فقط ‪ .‬ولكن يصح منعها من الصرف كذلك بحسب االسمية الطارئة فيها ووزن‬
‫مي بهذه األوصاف أسماء أعالم فإنه تزول الوصفية ويحل محلها العلمية‬ ‫س َ‬‫الفعل ؛ ألنه إذا ُ‬
‫فيجتمع في اللفظ علتان تمنعانه من الصرف هما العلمية ووزن الفعل ‪ .‬كتسمية رجل بـ‬
‫(أدهم أو أرقم أو أسود) ‪.‬‬
‫فالصرف أفضل إن كانت االسمية هي األصلية والوصفية هي الطارئة ‪ ،‬والمنع من‬
‫الصرف أولى إن كانت الوصفية هي األصلية واالسمية هي الطارئة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ويمنع االسم من الصرف للوصفية مع العدل في إحدى حالتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬أن يكون االسم أحد األعداد العشرة األولى أي من(‪1‬ـ‪ )10‬وصيغته على وزن‬
‫(فُعَال) أو ( َم ْف َعل) نحو ‪ :‬أُحاد و َم ْو َحد ‪ ,‬وثناء ومثنى ‪ ,.‬وثالث ومثلث ــــ ُ‬
‫عشار ومعشر ‪.‬‬
‫ويقول النحاة ‪ :‬إن كل لفظ من هذه األلفاظ هو معدول عن لفظ العدد األصلي المكرر مرتين‬
‫االضياف أُحاد ‪ ،‬معدولة عن الكلمة العددية‬
‫َ‬ ‫للتوكيد ‪ ,‬فكلمة (أُحاد) في مثل ‪ :‬صافحتُ‬
‫االضياف واحدا ً واحدا ً ‪ ،‬فعدل العرب‬
‫َ‬ ‫األصلية المكررة (واحدا ً واحداً) واألصل ‪:‬صافحتُ‬
‫عن الكلمتين إلى كلمة واحدة ــ للتخفيف ـ تؤدي معناهما ‪ .‬وإن كلمة (ثُناء) في مثل ‪ :‬سار‬
‫الجند ثُنا َء ‪ ،‬معدولة عن أصلها العددي المكرر مرتين للتوكيد وهو ‪ (:‬اثنين اثنين) للتخفيف‪,‬‬
‫وكذلك باقي األعداد العشرة ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬كلمة (أُخَر) في مثل ‪(:‬سجل التاريخ لفاطمة (عليها السالم) ‪ ,‬ولنساءٍ أُخ ََر أثرهن‬
‫في الدين ونشر العلم ) ‪ ,‬وإن (أُخَر) كما يقول النحاة معدول عن كلمة (آخر) فقالوا ‪(:‬نساء‬
‫اُخر) بصيغة الجمع ومنعوه من الصرف الشتماله على الوصفية والعدل ‪.‬‬

‫ب ـ االسم الممنوع من الصرف للعلمية مع إحدى العلل السبع ‪ ,‬وهي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ يمنع االسم من الصرف إذا كان علما ً مركبا تركيبا ً مزجيا ً ‪ ,‬والمراد بالتركيب المزجي ‪:‬‬
‫هو كل كلمتين امتزجتا (أي ‪ :‬اختلطتا) بأن اتصلت ثانيتهما بنهاية األولى حتى صارتا‬
‫كالكلمة الواحدة ‪ ،‬من جهة أن اإلعراب أو البناء يكون على آخر الثانية ‪ ,‬وأما آخر الكلمة‬
‫األولى فقد يكون ساكنا ً نحو ‪ :‬بور سعيد ‪ ,‬ونيويورك ‪ ,‬ومعدي كرب ‪ ,‬وقد يكون متحركا ً‬
‫ط َب َرستان ‪ ,‬وسيبويه ‪ ،‬وخالويه ‪ ,‬وحضرموت ‪ ,‬وبعلبك ‪.‬‬ ‫بالفتحة وهذا هو األكثر نحو ‪َ :‬‬
‫فإنها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ويمنع االسم من الصرف إذا كان علما ً مختوما بألف ونون زائدتين ‪ ,‬سواء أكان العلم‬
‫لإلنسان أم لغيره ‪ ،‬نحو ‪ :‬عثمان ‪ ،‬فرحان ‪ ،‬قحطان ‪ ،‬غطفان أسماء أشخاص ‪ ،‬ونحو ‪:‬‬
‫شعبان ‪ ,‬رمضان أسماء شهور ‪ ،‬ونحو ‪ :‬عمان اسم بلد ‪ ،‬ونحو ‪ :‬رغدان اسم قصر بها ‪.‬‬
‫فهذه األسماء تمنع من الصرف للعلمية وزيادة األلف والنون ‪ .‬فإن كان الحرفان (األلف‬
‫والنون) أصليين معا ‪ ،‬أو النون وحدها ‪ ،‬حينئ ٍذ لم يمنع االسم من الصرف ‪ ،‬فمثال األصليين‬
‫‪ :‬بان (اسم جبل بالحجاز) ‪ ،‬وخان ( أي الدكان أو الفندق) ‪ ،‬ومثال أصالة النون ‪ :‬أمان ‪،‬‬
‫ولسان ‪ ,‬وضمان ‪.‬‬
‫وإن كانا معا صالحين األصالة وللزيادة أو كان أحدهما هو الصالح وحده جاز في االسم‬
‫الحس بمعنى ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫سان) علم رجل ‪ ،‬فيجوز أن يكون مشتقا ً من‬‫الصرف والمنع ‪ ,‬نحو ‪( :‬ح َّ‬
‫الشعور ‪ ،‬فيمنع من الصرف للعلمية وزيادة الحرفين ‪ ,‬ويجوز أن يكون مشتقا ً من الحسن‬
‫فال يمنع من الصرف ؛ ألن الزائد حرف واحد هو النون ‪.‬‬
‫َس بمعنى ‪ :‬دخول البالد ‪ ،‬فيمنع من الصرف للعلمية وزيادة‬
‫سان) قد يكون من الغ ّ‬ ‫وكذلك ( َ‬
‫غ َّ‬
‫الحرفين ‪ .‬وقد يكون من الغ ْسن بمعنى ‪ :‬المضغ فال يمنع من الصرف ؛ ألن الزائد حرف‬
‫واحد هو النون ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ويمنع االسم من الصرف للعلمية والتأنيث ‪ ،‬ومنعه إما واجب وإما جائز وهما كاآلتي ‪:‬‬

‫أ ـ فالواجب يتحقق في صور ‪:‬‬


‫منها ‪ :‬أن يكون العلم مختوما بالتاء الزائدة الدالة على التأنيث ‪ ،‬سواء أكان علما لمذكر‬
‫نحو‪( :‬عنترة ‪ ،‬وطلحة ‪ ،‬وحمزة ‪ ،‬ومعاوية ‪ ).....‬أم علما ً لمؤنث نحو‪( :‬فاطمة ‪ ،‬وعبلة ‪،‬‬
‫وميّة ‪ ،‬وبثينة‪ )......‬وسواء أكان ثالثيا نحو‪( :‬أمة ‪ ،‬وهبة ‪ ،‬و ِعظة ) أعالم نساء ‪ ،‬أم غير‬
‫ثالثي كما ُم ِث ّل ‪ ،‬وسواء أكان ساكن الوسط أم متحركه ‪ ،‬فجميع األعالم المختومة بالتاء‬
‫الزائدة الدالة على التأنيث ممنوعة من الصرف حتما ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يكون غير مختوم بتاء التأنيث ولكنه علم لمؤنث وأحرفه تزيد على ثالثة أحرف‬
‫نحو ‪ :‬زينب ‪ ،‬سعاد ‪ ،‬صباح ‪ ،‬اعتماد ‪ )......‬أعالم نساء ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يكون غير مختوم بها ولكنه علم لمؤنث ثالثي محرك الوسط نحو ‪ :‬ق َمر ‪ ،‬أ َمل ‪،‬‬
‫ت ُ َحف ‪ .....‬أعالم نساء ‪.‬‬

‫ب ـ والجائز يتحقق حين يكون العلم المؤنث ثالثيا ً ساكن الوسط نحو ‪ :‬ه ْند ‪ ،‬دعْد ‪ ,‬م ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫شمس ‪ .....‬أعالم نساء ‪ ،‬أو يكون العلم المؤنث ثنائيا ً كيد علم فتاة ‪ .‬فيجوز فيهما الصرف‬
‫ْ‬
‫وعدمه ‪.‬‬
‫‪4‬ـ يمنع االسم من الصرف للعلمية مع العجمة بشرطين ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬أن يكون علما ً في أصله األعجمي ثم ينقل بعد ذلك إلى اللغة العربية علما ً فيها‬
‫أيضا ً ‪.‬‬
‫وثانيهما ‪ :‬أن يكون رباعيا فأكثر ‪.‬‬
‫فمثال المستوفي للشرطين ‪ :‬يوسف ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬إسماعيل ‪.......‬‬
‫أ ـ فإن لم يتحقق الشرط األول بأن كان االسم غير علم في أصله األعجمي (أي‪ :‬األجنبي)‪،‬‬
‫فإن نقله العرب إلى لغتهم واستعملوه أول استعماله عندهم علما ً فإنه يُمنع من الصرف ‪،‬‬
‫نحو‪( :‬بُ ْندار) اسم جنس لتاجر المعادن ‪ ،‬و(قالون) اسم جنس للشيء الجيد ‪ .‬والكلمتان في‬
‫اللغة األجنبية ليستا علمين وقد نقلهما العرب إلى لغتهم علمين في أول استعمالهما العربي‬
‫ولهذا منعا من الصرف في الرأي الشائع ‪.‬‬
‫فإن لم يستعمله العرب أول استعماله عندهم علما ً وإنما نقلوه إلى لغتهم نكرة أول األمر ثم‬
‫جعلوه علما ً بعد ذلك لم يمنع من الصرف ‪ .‬نحو ‪( :‬ديباج) و(لجام) و(فيروز) فكل منها في‬
‫اللغة األجنبية اسم جنس ‪ ،‬وقد نقله العرب إلى لغتهم اسم جنس كذلك في أول األمر فال‬
‫يجوز منعه من الصرف ‪.‬‬
‫ب ـ وإن لم يتحقق الشرط الثاني بأن كان العلم األعجمي ثالثيا ً فإنه ال يمنع من الصرف‬
‫شتَر) علم على حصن‪.‬‬
‫سواء أكان ساكن الوسط نحو ‪ :‬نوح ‪ ،‬ولوط ‪ ،‬أم متحرك الوسط كـ ( َ‬
‫‪5‬ـ ويمنع االسم من الصرف للعلمية مع ألف اإللحاق المقصورة ‪:‬‬

‫بيان هذا أن العرب كانوا يلحقون بآخر بعض األسماء ألفا ً زائدة الزمة مقصورة أو‬
‫ممدودة ليصير االسم على وزن اسم آخر ويخضع لبعض األحكام اللغوية التي يخضع لها‬
‫ذلك االسم اآلخر ومنها ‪ :‬الصرف وعدمه ‪ ،‬وتسمى هذه األلف (ألف اإللحاق) ومن أمثلتها‬
‫(علقى) علم لنبات ‪ ،‬و(أرطى) علم لشجر ‪ ،‬وهما ملحقان بجعفر ‪ .‬وقد ص َّح منعهما من‬
‫الصرف للعلمية وألف اإللحاق المقصورة ؛ ألن ألف اإللحاق المقصورة في الكلمتين زائدة‬
‫الزمة وزيادتها الالزمة في آخرها جعلتها على وزن (فَ ْعلَ َ‬
‫ى) المختومة بألف التأنيث‬
‫المقصورة الالزمة التي يمتنع صرف االسم بسببها ‪ ،‬فلما أشبهت ألف اإللحاق في زيادتها‬
‫ولزومها ألف التأنيث امتنع صرف االسم معها كما يمتنع مع ألف التأنيث ‪ ،‬غال أن ألف‬
‫التأنيث يكفي وجودها وحدها للمنع ‪ ،‬أما ألف اإللحاق فالبد أن ينضم لها العلمية ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫هذا علقى يتكلم ‪ ،‬ورأيتُ علقى ‪ ،‬ومررتُ بعلقى ‪.‬‬

‫‪6‬ـ ويمنع االسم من الصرف للعلمية مع وزن الفعل ‪:‬‬

‫يمنع هنا بشرطين ‪:‬‬


‫أ ـ أن يكون االسم على وزن يخص الفعل ‪.‬‬
‫ب ـ أن يكون االسم على وزن يغلب فيه الفعل ‪.‬‬
‫وإن المراد بالوزن الذي يخص الفعل هو األ يوجد في غيره إال ندورا ‪ ،‬أي األ يوجد في‬
‫ب ‪ ،‬أو َكلَّ َم) منعته من‬ ‫غير الفعل األ قليال كوزني (فُ ِع َل ‪ ،‬وفَعَّ َل) فلو سميت رجال بـ ( ُ‬
‫ض ِر َ‬
‫الصرف فتقول ‪( :‬هذا ضرب وكلم ‪ ،‬ورأيت ضرب وكلم ‪ ،‬ومررتُ بضرب وكلم ) ‪.‬‬
‫وأما المراد بما يغلب فيه الفعل ‪ :‬فهو أن يكون الوزن يوجد في الفعل كثيرا ً ‪ ،‬أو أن يكون‬
‫فيه زيادة تدل على معنى في الفعل ‪ ،‬وال تدل على معنى في االسم ‪ ،‬فاألول ‪ :‬كوزني (إ ْف ِعل‬
‫صبَع) فإن هاتين الصيغتين يكثران في الفعل دون االسم فلو‬ ‫‪ ،‬وإ ْف َعل) نحو ‪( :‬إثْ ِمد ‪ ،‬وإ ْ‬
‫سميت رجال بـ (إثمد ‪ ،‬وإصبع ) منعته من الصرف للعلمية ووزن الفعل فتقول‪(:‬هذا إثم ُد‬
‫وإصب ُع ‪ ،‬ورأيت إثم َد وإصب َع ‪ ،‬ومررتُ بإثم َد وإصب َع) ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬كوزني (أفعل ‪ ،‬ويفعل) نحو ‪( :‬أحمد ‪ ،‬ويزيد ) فإن كال من الهمزة والياء يدل‬
‫على معنى في الفعل وهو التكلم والغيبة وال يدل على معنى في االسم ‪ ،‬فهذا الوزن غالب‬
‫في الفعل ‪ ،‬بمعنى أنه به أولى ‪ ،‬فتقول‪( :‬هذا أحم ُد ويزي ُد ‪ ،‬ورأيتُ أحم َد ويزي َد ‪ ،‬ومررتُ‬
‫بأحم َد ويزي َد) فتمنعهما من الصرف للعلمية ووزن الفعل ‪.‬‬

You might also like