You are on page 1of 16

‫أﺻﻮل اﻟﻓﻘﻪ اﻟﺤﻨﻔﻲ‬

‫اﻟﺘﺎﻧﻴﻪ ﻗـﺎﻧﻮن‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬

‫أصول الفقه الحنفي‬


‫القسم الول ‪ :‬الدراسة الموضوعية‬

‫الباب الول ‪ :‬حروف المعاني‬

‫● تمهيد‪ :‬جرت عادة الصوليين على أن يتناولوا في مباحثهم في علم أصول الفقه‪ :‬الالم على بعض‬
‫الحروف وذلك لمرين‪:‬‬
‫● الول‪ :‬مساس الحاجة إليها في استنباط الحاام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية المشتملة على‬
‫هذه الحروف‪.‬‬
‫● الثاني‪ :‬توقف طائفة من المسائل الفقهية‬
‫‪ – 1‬معنى الحرف‪ :‬الحرف لغة‪ :‬الطرف‪ ،‬والحرف من كل شيء طرفه وحده‪ ،‬ويطلق لفظ الحرف على الحروف‬
‫التسعة والعشرين التي هي أصل ترا كيب الالم وتسمى بحروف التهجي‪.‬‬
‫ويطلق أيضا ا على الوجه الواحد‪ ،‬ومنه قوله ا تعالى ﴿ومن الناس من يعبد ا على حرف﴾)‪ ( 1‬أي على‬
‫وجه واحد‪.‬‬
‫والحرف في اصصطلح‪ :‬هو قسم من أقسام الالم العربي‪ .‬والالم العربي ينقسم إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫اصسم‪ ،‬والفعل‪ ،‬والحرف‪.‬‬
‫‪ – 1‬اصسم‪ :‬ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الزمنة الثلثة (الماضي‪ ،‬المضارع‪ ،‬المر)‪.‬‬
‫‪ – 2‬الفعل‪ :‬ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الزمنة الثلثة (الماضي‪ ،‬المضارع‪ ،‬المر)‪.‬‬
‫‪ – 3‬الحرف‪ :‬ما دل على معنى في غيره‪ ،‬أي أنه ص يستقل بالمفهومية‪ ،‬أي بمفهومية المعنى منه‪ ،‬وإنما يدل‬
‫على معنى في غيره‪ ،‬ص في نفسه‪ ،‬فالحرف ص يدل على المعنى بنفسه بل بانضمام لفظ آخر أو شيء آخر‬
‫» والحروف صلت بين السماء والفعال‬ ‫إليه‪.‬‬

‫لماذا سميت حروف المعاني بهذا اصسم؟‬


‫‪ :‬لذا يقول إمام الحرمين وسميت بحروف المعاني لمرين‬
‫الول‪ :‬أنها توصل معاني الفعال إلى السماء‪. ،‬‬
‫الثاني‪ :‬تمييز حروف المعاني عن حروف المباني‪ ،‬التي ص تدل على معنى أصل‪،‬ا لنها من بنية الالمة‬
‫الساسية‪ ،‬أي وضعت لغرض التركيب‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-1-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬

‫أنواع الحروف‪:‬‬
‫النوع الول‪ :‬حروف العطف وهي‪ :‬الواو‪ ،‬والفاء‪ ،‬وثم‪ ،‬وبل‪ ،‬ولان‪ ،‬و أو‪ ،‬وحتى‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬حروف الجر وهي‪ :‬الباء‪ ،‬وعلى‪ ،‬ومن‪ ،‬وإلى‪ ،‬وفي‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الظروف وهي‪ :‬مع‪ ،‬وقبل‪ ،‬وبعد‪ ،‬وعند‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬أدوات الشرط وهي‪ :‬وإن‪ ،‬وإذا‪ ،‬ومتى‪ ،‬وكيف‪.‬‬
‫ومما ينبغي التنبيه إليه‪ :‬أن النوع الثالث وهو (الظروف) من السماء ص من الحروف‪ ،‬كما أن النوع الرابع وهو‬
‫(أدوات الشرط) منها ما هو ‪ :‬ظرف‪ ،‬ومنها ما هو اسم ‪.‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬حروف العطف‬
‫العطف لغة‪ :‬الثني والرد ‪.‬‬
‫واصطلحاا‪ :‬تابع يدل على معنى مقصود بالنسبة مع متبوعه يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف‬
‫العشرة‪ ،‬مثل قام محمد وعلى‪ ،‬فعلى تابع مقصود بنسبة القيام إليه مع محمد ‪.‬‬
‫فالعطف في الالم‪ :‬أن يرد أحد المفردين إلى الخر في الحام الذي له‪.‬‬
‫أو إحدى الجملتين إلى ما ثبت للولي‪ ،‬كما في قولك‪ :‬صلى محمد وعلى ‪.‬‬
‫وفائدة العطف‪ :‬اصختصاص وإثبات المشاركة‬
‫المبحث الول ‪ :‬معنى الواو ‪:‬‬

‫اختلف الصوليون في معنى الواو على ثلثة آراء هي‪:‬‬


‫الرأي الول‪ :‬أن الواو لمطلق العطف‪ ،‬من غير إشعار بترتيب وص بمقارنة ومعية‪ ،‬نص على ذلك سيبويه في‬
‫ونقل أبو علي الفارسي‪ :‬إجماع نحاة البصرة والاوفة على أنها للجمع المطلق ‪.‬‬
‫ومعنى ذلك‪ :‬أنها تفيد الجمع بين المرين وتشرياهما‪ ،‬أما في الثبوت‬
‫مثل قولك‪ :‬خرج محمد وسافر على‪ ،‬وإما في الحام مثل قولك‪ :‬نجح بار وبشر‪.‬‬
‫وإما في الذات مثل قولك‪ :‬دخل وخرج محمود‪.‬‬
‫وإلى هذا الرأي ذهب جمهور العلماء من أهل اللغة وأهل الشرع ومنهم الحنفية ‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬أنها للترتيب‪ ،‬أي تأخر ما بعدها عما قبلها في الزمان‪.‬‬
‫وإليه ذهب الفراء‪ ،‬وقطرب‪ ،‬وبعض أصحاب الشافعي‪ ،‬ونقل ذلك عن المام الشافعي ‪.‬‬
‫ونسب إلى المام أبي حنيفة – رحمه ا – أنه يقول إن الواو للترتيب‪ ،‬وهذا ليس بصحيح‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-2-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫الرأي الثالث‪ :‬أن الواو للمعية والمقارنة‪ ،‬أي اصجتماع في الزمان‪ .‬ونسب هذا الرأي للمام مالك –‬

‫أدلة الرأي الول استدل الجمهور على أن الواو لمطلق الجمع بما أتى‪:‬‬
‫‪ – 1‬النقل عن أئمة اللغة‪ ،‬فقد نص سيبويه على ذلك في سبعة عشر موضعا من كتابه‪ ،‬ونقل أبو علي‬
‫الفارسي‪ :‬إجماع نحاة البصرة والاوفة على أنها لمطلق الجمع‪ ،‬كما حاى ذلك عن السيرافي وغيره ‪.‬‬
‫واعترض عليه‪ :‬بأن دعوى الجماع غير مسلمة‪ ،‬فقد نقل عن جماعة أنها للترتيب‪ ،‬منهم ثعلب‪ ،‬وغلمه‪،‬‬
‫وقطرب‪ ،‬والفراء وغيرهم‪.‬‬
‫ويجاب عنه‪ :‬بأن المراد بالجماع هنا هو إجماع الكثر‪.‬‬
‫‪ – 2‬اصستقراء‪ ،‬أي التتبع‪ ،‬فإننا لو تتبعنا موارد استعمال الواو في اللغة‪ ،‬فإننا نجدها مستعملة في مواضع ص‬
‫يصح فيها الترتيب أو المقارنة ‪.‬‬
‫والصل في الطلق الحقيقة‪ ،‬وص دليل على غير مطلق العطف‪ .‬من ذلك‪:‬‬
‫أ – أن الواو لو كانت للترتيب لما جاز دخولها فيما ص يتصور فيه إذ » تقاتل زيد وعمرو‪ ،‬واختصم محمد وعلي‬
‫« ‪ :‬كقولهم المفاعلة حقيقة في صدور الفعل من الجانبين معا وكل ما كان من باب المفاعلة يقتضي وقوع‬
‫الشيئين معا من غير ترتيب‪ ،‬ولذا ص يصح العطف هنا بلفظ الفاء‪ ،‬أو ثم‪ ،‬لدصلتهما على الترتيب‪.‬‬
‫ب – وأيضا ا لو كانت الواو للمقارنة أو للترتيب لما جاز دخولها فيما ‪ »،‬جاء مجمد وعلى قبله أو بعده « ‪ :‬ص‬
‫يتصور فيه المقارنة والترتيب كقولك فإن المقارنة هنا منتفية‪ ،‬وكذلك الترتيب‪ ،‬لنها لو كانت موضوعة‬
‫للترتيب‪ ،‬لاان قولك )قبله( تناقضا‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬وقولك )بعده( تارارا‪ ،‬والتارار كذبا عند مجيئها معا ) » جاء‬
‫زيد وعمرو « ‪ :‬خلف الصل‪ ،‬ولاان قولك ‪.‬‬
‫‪ – 3‬لو كانت الواو للترتيب‪ ،‬لاان قوله تعالى في البقرة‪} :‬ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة‪ ،‬مناقضا لقوله‬
‫تعالى في العراف‪} :‬وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا{ صتحاد القصة فيهما‪ ،‬لن دخول الباب سجدا ياون‬
‫مقدما على قوله }حطة{ كما دلت عليه آية البقرة‪ ،‬وياون مؤخرا ا عنه كما دلت عليه آية العراف‪ ،‬والقصة‬
‫واحدة فيهما‪ ،‬فياون تناقضا‪ ،‬والتناقض في كلم ا تعالى محال ) ‪.‬‬
‫وأما السماءالمختلفة ‪:‬‬
‫– أن أهل اللغة قالوا ‪ :‬السماء المختلفة‪ ،‬كألف اصثنين وواو الجماعة بين اصسمين أو السماء المتحدة‪ ،‬ولما‬
‫كانت ألف اصثنين وواو الجماعة ص يفيدان ترتيبا‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-3-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫‪ _5‬أن الواو ص تفيد الترتيب في قوله تعالى‪} :‬واسجدي وأركعي{ بتقديم الركوع على السجود‪ ،‬وفي قوله‬
‫تعالى‪} :‬فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة{ ) (‪ ،‬وقوله‪} :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما{ ) (‪ ،‬وقوله‬
‫}أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف‪.‬‬
‫‪ –6‬أن الجمع المطلق معنى معقول تمس الحاجة إلى التعبير عنه‪ ،‬بالجماع‪ ،‬وإذا كان » الواو « فالظاهر أن‬
‫الواضع وضع له لفظاا‪ ،‬وهو كذلك فيلزم أص تاون الواو للترتيب دفعا للشتراك ‪.‬‬
‫‪ – 7‬أن الواو لو كانت للترتيب لما حسن اصستفسار في قول عن تقدم أحدهما وتأخر الخر‪ »، .‬جاء زيد وعمرو‬
‫‪ – 8‬أن السيد إذا قال لعبده اشتر اللحم والخبز‪ ،‬لم يذم العبد لو اشترى الخبز أوص ا ثم اشترى اللحم‪ ،‬فلو‬
‫كانت الواو للترتيب لذم لمخالفته السيد‪ ،‬كما إذا قال اشتر اللحم أوص ا ثم اشتر الخبز ‪.‬‬
‫‪ – 9‬أن الواو لو أفادت الترتيب لصح دخولها في جواب الشرط‪ ،‬كالفاء فإنها لما كانت للترتيب صح دخولها‬
‫على الجزاء‪ ،‬بخلف الواو فإنه ص يصح دخولها على الجزاء‪ ،‬فثبت أن الواو ص تفيد الترتيب‬
‫وقد فرع الحنفية على أن الواو لمطلق الجمع‪ :‬عدم وجود الترتيب في أعضاء الوضوء بناء على العطف بالواو‬
‫في آية الوضوء في قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهام وأيديام إلى‬
‫المرافق وامسحوا برءوسام وأرجلام إلى الاعبين}‬
‫ثانياا‪ :‬أدلة القائلين بأن الواو للترتيب استدل القائلون بذلك بما يأتي‪:‬‬

‫‪ – 1‬قوله تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا{‬


‫وجه الدصلة‪ :‬أن ا تعالى ذكر السجود بعد الركوع‪ ،‬فلو لم تان الواو للترتيب لما فهم وتعين ذلك‪ ،‬ولجاز‬
‫المران معا‪.‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن الترتيب لم يفهم من هذه الية‪ ،‬وإنما فهم وتعين بفعل الرسول – صلى ا عليه‬
‫وسلم ‪ ،-‬حيث إنه صلى وقدم الركوع على السجود وقال‪) :‬صلوا كما رأيتموني أصلي(‬
‫وبذلك ياون الترتيب قد فهم وتعين بالسنة الفعلية والقولية‪ ،‬فلو كانت الواو للترتيب لما احتاج الرسول –‬
‫صلى ا عليه وسلم – إلى هذا البيان )‬
‫‪ – 2‬ما روي أنه لما نزل قول ا تعالى‪} :‬إن الصفا والمروة من شعائر ا( سأل الصحابة – رضي ا عنهم‬
‫– النبي صلى ا عليه وسلم –بأيهما نبدأ؟ فقال ‪ :‬ابدؤا بما بدأ ا به(‪.‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-4-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬

‫وجه الدصلة من الية‪:‬‬


‫أ – أن الرسول – صلى ا عليه وسلم – وهو أعلم باللسان‪ ،‬وأفصح العرب والعجم‪ ،‬فهم الترتيب من الواو‬
‫في الية‪ ،‬فأمرهم به‪.‬‬
‫ب – أنه – صلى ا عليه وسلم – نص على أن الواو للترتيب عند اشتباه الواو على الصحابة – رضي ا‬
‫عنهم – أنهم للجمع أو للترتيب‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أن الواو لو لم تان للترتيب – أي كانت للجمع – لما احتاج الصحابة إلى سؤال الرسول – صلى ا‬
‫عليه وسلم ‪ ،-‬وهم أهل فصاحة وبيان‪.‬ولما وجب الترتيب بين الصفا والمروة‪ ،‬إذ ص موجب غير الواو‪.‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪:‬‬
‫أ – أن الترتيب لم يثبت من الية‪ ،‬كما زعموا‪ ،‬وإنما استفيد بما ثبت للنبي – صلى ا عليه وسلم – من‬
‫وحي غير متلو‪ ،‬وبناء عليه قال لهم‪) :‬ابدأوا ‪ ،(...‬ثم ثبت في حق الصحابة ومن بعدهم بهذا الحديث ص بالية ؛‬
‫لن الحام المستفاد من الية هو كون الصفا والمروة من شعائر ا‪ ،‬وهذا ص يقتضي الترتيب‪.‬‬
‫ب – أن الواو لو كانت للترتيب كما زعموا‪ ،‬لما احتاج الصحابة –رضي ا عنهم – إلى السؤال‪ ،‬لنهم أهل‬
‫فصاحة وبيان‪ ،‬وبلغتهم نزل القرآن الاريم‪ ،‬فل يخفي عليهم معرفة معاني اللفاظ‪ ،‬وحيث إنهم سألوا‬
‫الرسول – صلى ا عليه وسلم ‪ ،-‬فهذا دليل على أنها ليست للترتيب‪.‬‬
‫وأما وجوب السعي بين الصفا والمروة‪ ،‬فقد ثبت بقوله تعالى‪} :‬فل جناح عليه أن يطوف بهم(‪ ،‬لنها في‬
‫معنى‪ :‬فعليه أن يطوف بهما‪ ،‬وعلى من الطواف بينهما‪ ،‬نظرا لما كان عليهما في الجاهلية من أصنام كانوا‬
‫يعبدونها‪.‬‬
‫‪ – 3‬ما روي عن النبي – صلى ا عليه وسلم – أنه قال لمن قام من أطاع ا ورسوله فقد اهتدى ومن‬
‫عصاهما « ‪ :‬خطيبا بين يديه فقال بئس خطيب القوم أنت‪ ،‬قل من عصى ا ورسوله فقد ( ‪ »:‬فقد غوي‬
‫وجه الدصلة‪ :‬أنه لو لم تان الواو للترتيب لما فرق النبي – صلى ا عليه وسلم – بين العبارتين‪.‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن الرسول – صلى ا عليه وسلم – إنما قصد بالفرق بينهما إفراد ذكر ا تعالى أوص ا‬
‫مبالغة في تعظيمه‪ ،‬ص أن )الواو( للترتيب‪ ،‬ويدل عليه أن معصية ا تعالى ورسوله ص انفااك لحدهما عن‬
‫الخرى‪ ،‬حتى يتصور فيهما الترتيب‬
‫‪ –4‬إناار الصحابة على ابن عباس – رضي ا عنهم – في أمره إياهم بالعمرة قبل الحج‪ ،‬واحتجاجهم عليه‬
‫في ذلك‪ ،‬بقوله تعالى‪} :‬وأتموا الحج والعمرة لل‪ ،‬فلوص أنهم فهموا من الية الترتيب لما أناروا ذلك عليه‪ ،‬ولما‬
‫صح احتجاجهم بها عليه‪ ،‬وفهمهم حجة‪ ،‬لنهم من أهل اللسان‪.‬‬
‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-5-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬

‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن إناار الصحابة لم يان بسبب أن الواو للترتيب‪ ،‬بل لن الواو عندهم لمطلق الجمع –‬
‫أي العم من تقديم العمرة أو تقديم الحج – فياون احتجاجهم بالية دليل على نفي وجوب تقديم العمرة‬
‫على الحج صحيح ) أنت طالق وطالق « ‪:‬‬
‫‪ _5‬أنه لو قال الزوج لزوجته غير المدخول بها طلقت واحدة‪ » .‬وطالق‬
‫وجه الدصلة‪ :‬أن الواو لو كانت للجمع لوقعت الطلقات الثلث‪،‬‬
‫مما يدل على أن الواو للترتيب‪ »، .‬أنت طالق ثلثا ا « ‪ :‬كما لو قال لها‬
‫ويجاب عن ذلك بما يأتي‪ :‬أن هذا الحام ممنوع عند بعض من يقول إن الواو للجمع المطلق‪ ،‬حيث قال‬
‫بأنه تقع الطلقات الثلث‪ ،‬ص طلقة واحدة‪ ،‬وممن قال بذلك المام مالك‪ ،‬والمام أحمد بن حنبل‪ ،‬والمام‬
‫الشافعي في القديم‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬معنى الفاء ‪:‬‬
‫ذهب جمهور العلماء إلى أن الفاء موضوعة للترتيب والتعقيب‪.‬‬
‫ومعنى التعقيب‪ :‬أنها تدل على وقوع الثاني عقب الول بل مهلة‪.‬‬
‫والتعقيب في كل شيء بحسبه‪ ،‬فيصح أن يقال‪ :‬تزوج محمد فولد له‬
‫ومن ذلك قوله تعالى‪{ :‬ألم تر أن ا أنزل من السماء ماء فتصبح الرض مخضرة ‪ .‬فاخضرار الرض ياون‬
‫دائما بعد نزول الماء‪ ،‬أو ري الرض بالماء بزمن‪ ،‬ولان العرف يعد هذا تعقيباا‪ ،‬فالمدار هو العرف‪ ،‬وهو أن ص‬
‫ياون بين المعطوفين مهلة بحسب العرف‪.‬‬
‫وقد تفرع على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أوص ‪ :‬أنه لما كانت الفاء للترتيب والتعقيب‪ ،‬فإنه إذا قال الزوج لزوجته‪ :‬إن دخلت هذه الدار فهذه الدار فأنت‬
‫طالق‪ ،‬فإنها ص تطلق إص إذا وقع الترتيب في الدخول من غير تراخ‪ ،‬فلو دخلت الثانية بعد الولى بزمن ص يعده‬
‫العرف تعقيبا‪ ،‬أو دخلت الثانية قبل الولى‪ ،‬فإنها ص تطلق في الحالتين‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬أنه لما كانت للترتيب‪ :‬فقد تفرع على ذلك فرعين هما‪:‬‬
‫بعتك هذا العبد بألف‪ ،‬فقال الخر‪ :‬فهو «حر بالفاء –ياون كلمه هذا متضمنا القبول‪ ،‬ويجعل قابل‬
‫لوالتعقيب»‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-6-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫‪-2‬لو قال شخص لخياط‪ :‬أيافيني هذا الثوب قميصا؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬فاقطعه لتخطيه‪ ،‬فلما قطعه‬
‫الخياط‪ ،‬ظهر أنه ص يافيه‪ ،‬فإنهم قالوايضمن الخياط الثوب لصاحبه‪ ،‬لن الفاء‪ :‬تفيد ترتيب الذن بالقطع‪ ،‬بناء‬
‫على خبر الخياط بافاية الثوب‪ ،‬فاأنه قال‪ :‬إن كان يافيني قميصا فاقطعه فالذن بالقطع مشروط بالافاية‪،‬‬
‫وإذا انعدم الشرط انعدم المشروط‪ ،‬فياون قطع الثوب إتلفا‪ ،‬فيضمن‪ ،‬أما لو قال للخياط‪ :‬اقطعه –بدون‬
‫الفاء –فل ضمان‪ ،‬لنه إذن مطلق بالقطع‪ ،‬كفى أو لم ياف‪.‬‬
‫استعماصت الفاء‪:‬‬
‫لما كانت الفاء موضوعة للترتيب فقد استعملت في مواضع يتحقق فيها هذا المعنى منها‪:‬‬
‫‪.1‬دخول الفاء في جزاء الشرط‪ ،‬لن الجزاء يعقب وجود الشرط بل فصل‪ ،‬مثال قوله تعالى‪{ :‬وإن جنحوا للسلم‬
‫فاجنح لها } وقوله تعالى‪{ :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ ‪،‬‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحايم‪(.‬‬
‫‪.2‬أن الفاء تدخل على المعلول‪ ،‬لن مرتبة المعلول بعد العلة‪ ،‬أي أن السبب ياون متقدما على المسبب ص‬
‫متعاقبا إياه‪ ،‬مثل ذلك قوله تعالى‪{ :‬فوكزه موسى فقضى عليه} وقوله تعالى‪{ :‬فتلقى آدم من ربه كلمات‬
‫فتاب عليه }أي قرب مجيئه‪ » ،‬جاء الشتاء فتأهب « ‪ ، :‬وقولهم فالتأهب معلول لقرب مجيء الشتاء‪ ،‬ومنه‬
‫قول الرسول –صلى ا عليه وسلم ‪) :-‬لن يجزي ولد والده حتى يجده مملوكا‪ ،‬فيشتريه فيعتقه ‪ ،‬فالعتق‬
‫معلول للشراء‪ ،‬لن الشراء علة الملك‪ ،‬والملك علة للعتق‪ ،‬وقد قال العلماء‪ :‬إن علة العلة تاون علة‬
‫لمعلولها‪.‬‬
‫وإذا كان الصل أن تدخل )الفاء( على المعلول‪ ،‬إص أنه قد ورد أيضا أنها تدخل على العلل كثيرا‪ ،‬وذلك على‬
‫خلف الصل‪ ،‬لن العلة تسبق المعلول‪ ،‬وص تاون عقبه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫أ –قوله تعالى‪{ :‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }الفاء علة للمر بالتزود‪.‬‬
‫فإن ما بعد الفاء وهو إتيان ‪ »،‬أبشر فقد أتاك الغوث «‬
‫ب –قولهم الغوث علة للبشار‪.‬‬
‫فإن ما بعد الفاء وهو ‪ »،‬إنك رابح فاتجر « ‪ :‬ج ‪ -‬قولك لخر التجارة‪ ،‬علة للربح‪.‬‬
‫ويجاب عن ذلك بما يأتي ‪.1 :‬أن الفاء في المثلة السابقة لم تدخل على العلة‪ ،‬وإنما دخلت على المعلول‪،‬‬
‫لن المعلول الخارجي إذا كان هو المقصود من العلة كان علة في الذهن‪ ،‬لخطوره بالبال أوص ا‪ ،‬وحينئذ تاون‬
‫العلة معلوص ذهنيا ا متأخراا‪ ،‬وبهذا اصعتبار دخلت عليها الفاء‪.‬‬
‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-7-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫توضيح ذلك‪ :‬أنك لو قلت لشخص‪ :‬إنك رابح فاتجر‪ ،‬فإن الربح وإن كان معلوص في الخارج للتجارة‪ ،‬لنه‬
‫يتحقق بعدها‪ ،‬إص أنه لما كان هو المقصود من التجارة‪ ،‬كان علة في الذهن لها‪ ،‬فتاون التجارة معلوص‬
‫ذهنيا‪ ،‬ولهذا دخلت عليها الفاء‪.‬‬

‫‪.٢‬أن العلة إذا كانت مما تدوم وتتراخى إلى ابتداء زمان الحام‪ ،‬كإتيان الغوث‪ ،‬حيث يدوم زمانا بعد البشار‪،‬‬
‫فإنه يصح حينئذ دخول الفاء عليها‪ ،‬لن موجبها –وهو التعقيب –ثابت على هذا التقدير‪.‬‬

‫‪.٣‬أن الفاء كما تاون للتعقيب‪ ،‬تاون أيضا ا للتعليل‪ ،‬وهو في المثلة السابقة للتعليل‪ ،‬وليست للتعقيب‪.‬‬

‫وإذا كان المر كذلك‪ :‬فل حاجة إلى اصعتراض السابق والجواب عنه‪ ،‬وهو أنها جاءت على خلف الصل‪،‬‬
‫فدخلت الفاء على العلة دون المعلول‪ ،‬لن الفاء كما تاون للتعقيب تاون للسببية أيضا ا ) ‪ .( 1‬وا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬معنى ثم ‪:‬‬
‫ثم تفيد الترتيب والتراخي‪:‬‬
‫ومعنى التراخي‪ :‬أن ياون بين المعطوف والمعطوف عليه مهلة في الفعل المتعلق بهما‪ ،‬مثال ذلك قولك‪:‬‬
‫ضربت محمدا ثم عليا‪ ،‬أو جاء زيد ثم عمرو‪ ،‬فإن المعنى أنه وقع بينها مهلة‪ ،‬ولهذا جاز أن تقول‪ :‬ضربت‬
‫زيدا ثم عمرا بعده بشهر‪ ،‬وص يصح ذلك بالفاء‪ .‬وعليه فإن )الفاء(‪) ،‬ثم( يشتركان في أن كل منهما يفيد‬
‫الترتيب‪ ،‬ويختلفان في أن )الفاء( تفيد الترتيب والتعقيب‪ ،‬أما )ثم( فإنها تفيد الترتيب والتراخي‪.‬‬
‫اختلف المام وصاحبيه في ظهور أثر التراخي‬
‫اختلف المام أبو حنيفة وصاحباه في محل التراخي‪ :‬هل هو في الحام والتالم معا‪ ،‬أم في الحام فقط؟‬
‫‪.1‬فذهب المام أبو حنيفة إلى أن التراخي ياون في الحام والتالم جميعا‪ ،‬أي بمنزلة ما لو سات ثم استأنف‬
‫الالم‪.‬‬
‫واستدل على ذلك بأمرين‪:‬‬
‫أ –أن (ثم) وضعت لمطلق التراخي‪ ،‬والمطلق ينصرف إلى الفرد الاامل –أي من كل الوجوه –والاامل‬
‫ياون في التالم والحام جميعا‪ ،‬ص في الحام فقط وإص لاان التراخي من وجه دون وجه‪.‬‬
‫ب –أن المام وصاحبيه اتفقوا على التراخي في الحام‪ ،‬وإذا بيت التراخي في الحام فيلزم منه التراخي في‬
‫التالم أيضاا‪.‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-8-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫تحقيق ذلك‪ :‬أن التراخي في الحام مع عدمه في التالم‪ ،‬ممتنع في النشاءات‪ ،‬لن أحاامها تقع عقب التلفظ‬
‫بها مباشرة من غير فصل‪.‬‬
‫فلما ثبت التراخي في الحام‪ ،‬كما هو موجب العطف بثم‪ ،‬وجب القول بتراخي الالم تقديراا‪ ،‬وذلك كما في‬
‫التعليقات‪ ،‬فمن قال لزوجته‪:‬ص ياون هذا تعليقا في الحال‪ ،‬وإنما يتراخى ‪ »،‬إن كلمت فلنا فأنت طالق «‬
‫إلى وجود الشرط‪ ،‬فاأنه قال‪ :‬عندما كلمت فلنا فأنت طالق‪ ،‬فاذلك العطف –بثم –يفيد التراخي في‬
‫التالم تقديرا‪ ،‬بناء على ثبوت التراخي في الحام‪.‬‬
‫‪.2‬ذهب الصاحبان إلى أن التراخي إنما ياون في الحام فقط دون التالم‪ .‬واستدص على ذلك بأمرين ايضاا‪:‬‬
‫أ –أساليب اللغة العربية‪ :‬فإن المتبادر منها أن التراخي ياون في الحام فقط‪ ،‬وص يقصد منها التراخي في‬
‫التالم‪ ،‬ففي قوله تعالى‪{ :‬ثم إنام بعد ذلك لميتون‪ ،‬ثم إنام يوم القيامة تبعثون ) }يفهم منه تراخي البعث‬
‫عن الموت‪ ،‬وص يفهم منه تراخي التالم بما بعد ثم عما قبلها‪ ،‬كما ص يفهم إص ثبوت قيام على متراخيا بزمان‬
‫‪ »،‬قام محمد ثم علي « ‪ :‬من قول القائل عن قيام محمد‪ ،‬وهذا هو معنى التراخي في الحام أما كون‬
‫التالملي‬
‫ب –حقيقة‪ ،‬فل وجه لجعله منفصل‪ ،‬إذ لو كان التالم منفصل لما صح العطف‪ ،‬للفصل بين المعطوف‬
‫والمعطوف عليه‬
‫ثمرة الخلف‪ :‬وقد تفرع على الخلف بين المام وصاحبيه في أثر التراخي‪ :‬أنه إذا قال لزوجته ‪ :‬أنت طالق ثم‬
‫طالق ثم طالق إن دخلت الدار‬
‫فعند الصاحبين‪ :‬تتعلق الطلقات الثلث بالشرط على الترتيب‪ ،‬وتقع مرتبة كذلك عند وجود الشرط‪ ،‬وذلك‬
‫بناء على التراخي في الحام‪،‬‬
‫وعليه‪ :‬أ –فإن كانت المرأة مدخوص بها‪ :‬تقع الطلقات الثلث عند وجود الشرط‪،‬وهو لوجود المحلية‪.‬‬
‫ب –وإن لم تان مدخوص بها‪ :‬وقعت طلقة واحدة فقط عند وجود الشرط‬
‫أما المام أبو حنيفة‪ :‬فقد فرق بين ما إذا أخر الشرط أو قدمه‪ ،‬كما فرق بين ما إذا كانت المرأة مدخوص بها أم‬
‫ص‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪:‬‬
‫أوصا‪ :‬أن يؤخر الشرط‪ :‬بأن يقول لزوجته ‪ :‬أنت طالق ثم طالق تم طالق ان دخلت الدار هذه الصورة يفرق‬
‫يبن ما إذا كانت المرأة مدخوص بها أم ص‪:‬‬
‫أ –فإن كانت المرأة غير مدخول بها‪ :‬تقع طلقة واحدة في الحال‪ ،‬ويلغو الباقي ‪.‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪-9-‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫ب –وإن كانت مدخوص بها‪ :‬فتقع عليها طلقتان في الحال لوجودالمحل‪ ،‬وتتعلق الثالثة بالشرط لقربها منه‪.‬‬

‫إن دخلت الدار‬

‫ثانياا‪ :‬أن ي يقول الزوج لزوجته ‪ :‬ان دخلت أنت طالق‪ ،‬ثم طالق‪ ،‬ثم طالق‬
‫هناك فرق إذا كان المرأة كان مدخوص بها أم ص‪:‬‬
‫أ –فإن كانت المرأة غير مدخول بها‪ :‬فيتعلق الطلق الول بالشرط‪ ،‬ويقع الثاني في الحال‪ ،‬ويلغو الثالث‪،‬‬
‫وذلك لنه لما كان التراخي عنده لها‬
‫وفائدة تعلي الول بالشرط‪ :‬أنه لو عقد عليها ثانيا‪ ،‬ثم وجد الشرط وقع الطلق‪.‬‬
‫ب –وإن كانت مدخوص بها‪ :‬فتتعلق الطلقة الولى بالشرط صتصالها به‪ ،‬وتقع الثانية والثالثة في الحال‬
‫لوجوالمحلية ‪،‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬معنى بل ‪:‬‬
‫موضوعه ‪ :‬لثبات ما بعدها‪ ،‬والعراض عما قبلها على سبيل التدارك‪ .‬مثل جاءني محمد بل علي‪.‬‬
‫وهذا معنى (بل) بصفة عامة‪ ،‬إص أن معناها يختلف بحسب ما إذا وليها مفرد أو جملة‪.‬‬
‫أوص ‪ :‬معنى (بل) إذا وليها مفرد‪ :‬إذا ولى (بل) مفرد فإنها تاون للعطف‪ ،‬ويختلف حالها باعتبار ما قبلها‪:‬‬
‫أ –فإن كان ما قبلها موجبا‪ ،‬سواء أ كان خبرا مثبتا‪ ،‬كقولك أ كرم بارا بل سعيد ‪ ،‬أم أمرا كقولك محمد بل‬
‫علي ‪.‬‬
‫فإن معنى (بل) هنا للعراض عما قبلها‪ ،‬وإثبات ما بعدها على سبيل التدارك‪.‬‬
‫ومعنى العراض عما قبلها‪ :‬أن ياون في حام المساوت عنه من غير تعرض لثباته أو نفيه‪ ،‬أو باونه‬
‫مطلوبا ا السابق نعطي حام ما قبلها –أي المعطوف عليه –وهو مجيء زيد في المثال الول‪ ،‬وإ كرام بار‬
‫في المثال الثاني‪ ،‬لما بعدها –أي المعطوف –وهو علي ‪ ،‬وسعيد‬
‫أما إذا انضم إليها (ص)صارت نصا في نفي الول‪ ،‬وذلك مثل‪ :‬سافرمحمد ص بل علي‪.‬‬
‫فعلى هذا ص ياون معنى التدارك‪ :‬أن الالم الول باطل وغلط‪ ،‬بل‬
‫معناه‪ :‬أن الخبار به ما كان ينبغي أن يحصل‪.‬‬
‫ويرى بعض العلماء‪ :‬أن معنى العراض‪ :‬هو الرجوع عن الول وإبطاله‪ ،‬وإثبات الثاني‪ ،‬لتدارك ما وقع أوص ا‬
‫من الغلط‪ ،‬وهذا‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫ب –أما إذا كان ما قبلها غير موجب –أي سواء أ كان منفيا أم منهيا‬
‫كقولك ‪ :‬ما قام بار بل بشر‪ ،‬وص تضرب زيدا ا بل عمرا ا‬
‫فإن بل هنا لتقرير ما قبلها على حالته‪ ،‬وإثبات ضده لما بعدها‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬معنى (بل) إذا وليها جملة‪ :‬إذا جاء بعد (بل) جملة‪ ،‬فتاون جرف ابتداء وإضراب‪.‬‬
‫والضراب نوعان‪:‬‬
‫الول‪ :‬إضراب إبطالي ومعناه‪ :‬إبطال الحام السابق‪ ،‬وتقرير ما بعد نحو قوله تعالى‪{ :‬أم يقولون به جنة بل‬
‫جاءهم الحق) ‪ ،} ( 1‬وقوله تعالى‪{ :‬وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مارمون}‬
‫الثاني‪ :‬إضراب انتقالي ومعناه‪ :‬اصنتقال من حام إلى حام من غير إبطال الول‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬ولدينا‬
‫كتاب ينطق بالحق وهم ص يظلمون‪ ،‬بل قلوبهم في غمرة }‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬بل إدراك علمهم في الخرة بل هم‬
‫في شك منها بل هم منها عمون } ‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬أن الضراب اصنتقالي قطع للخبر ص للمخبر عنه‪.‬‬
‫وقد تفرع على أن (بل) للعراض عما قبلها وإثبات ما بعدها ما يأتي‪:‬‬
‫أنت طالق واحدة « إنه إذا قال الزوج لزوجته غير المدخول بها‬
‫أنت طالق واحدة‪ ،‬لنه قصد » بل ثنتين ان دخلت الدار وقعت طلقة واحده للرجوع عن الول بإثبات الثاني‬
‫مقامه ‪ ،‬وتقع طلقتان عند تحقق الشرط ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬معنى لان ‪:‬‬
‫ومعنى اصستدراك‪ :‬رفع التوهم الناشئ من الالم السابق‪.‬‬
‫وذلك إما بنفي ما توهم إثباته مثل‪ :‬جاء محمد لان علي أن ذلك لما بينهما من صحبة ومخالطة‪.‬‬
‫وبإثبات ما توهم نفيه مثل‪ :‬ما جاءني بار لان إبراهيم‪ ،‬فإن هذا أيضا ا لرفع توهم المخاطب عدم مجيء‬
‫إبراهيم بسبب عدم مجيء بار‪ ،‬وذل‪.‬‬
‫استعماصت لان‪ :‬تستعمل لان‬
‫‪)1‬على أنها حرف عطف‬
‫‪ )٢‬للستئناف وابتداء كلم جديد‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪:‬‬
‫أوص ‪ :‬تاون (لان) حرف عاطفة إذا وقع بعدها مفرد‪ ،‬وبشرط أن يسبقها نفي أو نهي‬
‫مثل‪ :‬ما أ كرمت محمدا بل عليا‪ ،‬وص يهمل بار لان بشر‪.‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫ويشترط لاي تاون (لان) حرف عطف بمعنى اصستدراك شرطان‪:‬‬
‫الشرط الول‪ :‬أن ياون الالم متسقا‪ ،‬أي منتظما ا ‪ ،‬وذلك بأمرين ‪:‬‬
‫‪/ 1‬أن ياون الالم متصل بعضه ببعض غير منفصل‪ ،‬ليتحقق العطف‪.‬‬
‫‪/2‬أن ياون محل الثبات غير محل النفي‪ ،‬ليمان الجمع بينهما‪،‬‬
‫وقد تفرع على هذا الصل ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬إنه إذا قال شخص‪ :‬لمحمد علي ألف جنيه قرضا‪ ،‬فقال المقر له‪ :‬ص لان غصبا‪ ،‬فإن وصل المقر له كلمه‪،‬‬
‫فاللف غصبا‪ ،‬وإن فصل كلمه فاللف قرضا بين‬
‫أما لو حمل كلم المقر له على نفي أصل الواجب‪ ،‬لم يتسق الالم‪ ،‬لنه ص معنى لثبات وجوب اللف‬
‫بسبب الغصب‪ ،‬بعد نفي وجوبه أصل‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه لو زوج فضولي امرأة بألف جنيه‪ ،‬فلما بلغها النبأ قالت‪ :‬ص أجيز هذا الزواج لان أجيزه بألفين‪ ،‬فيحمل‬
‫قولها (بألفين)على اصستئناف‪،‬‬
‫وتاون (لان) للستئناف‪ ،‬لن الالم غير متسق‪ ،‬فل يمان حمله على التدارك ‪.‬‬

‫إذا سبق (لان) إيجاب‪ ،‬كان ما بعدها جملة وكملت ‪:‬‬


‫ويشترط في اصستدراك بـ (لان) بين الجملتين‪ :‬أن تاون الجملتان مختلفتان نفيا وإثباتا ا‬
‫هذا وقد ياون النفي ضمنيا ا –أي في المعنى فقط دون اللفظ –نحو‪ :‬سافر محمد لان علي حاضر‪.‬‬

‫الفرق بين (بل) و (لان) ‪ :‬يتضح الفرق بين (بل) و (لان) من وجهين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن (لان) أخص من (بل) في اصستدراك‪ ،‬لنك تستدرك بـ (بل) بعد اليجاب والنفي‪،‬‬
‫كقولك‪ :‬ضربت زيدا ا بل عمرا‪ ،‬وما جاءني زيد بل عمرو‪.‬‬
‫أما (لان) فل يستدرك بها بعد اليجاب‪ ،‬وإنما تقول‪ :‬ما ضربت‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أن موجب اصستدراك بالمة (لان) إثبات ما بعدها‪ ،‬أما نفي الول فليس من أحاامها‪،‬‬
‫بل يثبت ذلك بدليله‪ ،‬وهو النفي الموجود فيه صريحا‪.‬‬
‫بخلف كلمة (بل) فإن موجبها وضعا نفي الول وإثبات الثاني‪.‬‬
‫وقد ترتب على معنى (لان) بعض الفروع الفقهية منها‪:‬‬
‫‪ /1‬ما كانت أقر محمد بحديقة لعلي‪ ،‬فقال المقر له –علي فإن وصل كلمه‪ ،‬كانت الحديقة ‪ »،‬الحديقة لي‬
‫قط‪ ،‬لان لمحمود لمحمود‪ ،‬وإن فصل‪ ،‬كانت للمقر وهو محمد‪.‬‬
‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫‪ /2‬ادعى علي دارا في يد محمد وأنها له‪ ،‬فأنارها محمد‪ ،‬فأقام على البينة أمام القضاء أنها له‪ ،‬فقضى‬
‫القاضي بأنها له‪ ،‬فقال علي –المدعي‪ -‬بالم متصل‪ » ،‬ما كانت الدار لي قط‪ ،‬لانها لسعيد « ‪ :‬بعد هذا‬
‫القضاء فقال سعيد‪ :‬باعها مني أو وهبها لي بعد القضاء‪ ،‬أي أنه صدقه في القرار وهو قوله‪ :‬لانها لسعيد‪،‬‬
‫وكذبه في قوله‪ :‬ما كانت لي قط‪.‬‬
‫فما هو الحام في هذه الصورة؟‬
‫الحام في هذه المسألة‪ :‬أن الدار للمقر له وهو سعيد‪ ،‬ويجب الضمان على المقر وهو علي‪ ،‬فيضمن قيمة‬
‫الدار للمقضي عليه وهومحمد‪ ،‬وذلك لن المقضي له –علي –لما وصل اصستدراك بالنفي‪،‬‬
‫كان بيان تغيير له‪ ،‬فاأنه تالم بالنفي والثبات معا‪ ،‬فيثبت موجبهما معا‪،‬‬
‫للمقضي منه أمران‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬إبطال القرار لسعيد‪ ،‬وهو إقرار على الغير فل يسمع‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬إبطال شهادة الشهود‪ ،‬وهذا يستلزم ملك المقضي عليه وهو محمد للدار‪ ،‬وهو إقرار على نفسه‬
‫فيسمع‪ ،‬وياون حجة عليه‪ ،‬فتجب عليه القيمة‪ ،‬لنه ص يستطيع رد الدار بعد إثباتها لسعيد‪.‬‬
‫أما لو فصل اصستدراك عن النفي‪ ،‬فإن القضاء ينقض‪ ،‬وتعود الحدار إلى المقضي عليه‪،‬‬
‫وياون قوله‪ :‬لانها لسعيد‪ ،‬إقرارا على الغير فل يسمع‪ ،‬لنه حجة قاصرة‪ .‬وا أعلم‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬معنى أو ‪:‬‬


‫أو موضوعة‪ :‬لحد الشيئين أو الشياء‪ ،‬أي أن موجب هذه الالمة باعتبار أصل الوضع يتناول أحد المذكورين‪،‬‬
‫سواء دخل هذا الحرف بين اسمين أو فعلين‪.‬‬
‫فإن كانت (أو) واقعة بين مفردين أفادت ثبوت الحام لحدهما‪،‬‬
‫مثل قوله تعالى‪{ :‬فافارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليام أو كسوتهم أو تحرير رقبة‬
‫} فالواجب أحد هذه الشياء حتى لو كفر بالنواع كلها كان مؤديا بأحد النواع ص بالجميع‬
‫وإن كانت واقعة بين جملتين‪ :‬أفادت حصول مضمون إحداهما‪،‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬

‫و (أو) إما أن تاون في الخبر أو النشاء‪.‬‬


‫أوص ‪ :‬في الخبر‪ :‬أو في الخبر موضوعة للشك أو للتشايك وقد ذهب إلى ذلك كثير من أئمة النحو والصول‬

‫وأجيب عن ذلك بما يأتي‪:‬‬


‫أ –بأن المتبادر من كلمة (أو) ثبوت الحام بأحد الشيئين‪ ،‬والتبادر علمة الحقيقة‪.‬‬
‫ب –أن الالم وضع لفهام السامع‪ ،‬ص تشاياه‪ ،‬فل ياون الشك‬

‫ثانياا‪ :‬في النشاء ‪ :‬أو في النشاء تدل على التخيير والباحة‪ ،‬وص تدل على الشك ‪ ،‬والتشايك أصل‪،‬ا لنه ليس‬
‫للنشاء‬
‫مثال أو للتخيير‪ :‬قولك‪ :‬اضرب محمدا أو علياا‪ ،‬فقد أمرته بضرب أحدهما ص بعينه‪ ،‬ولم يجز له أن يضربهما‬
‫معا‪ ،‬فليس في هذا شك‪،‬‬
‫ومثال اصباحة قوله تعالي (فافارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم)‬
‫أن المخاطب في التخيير له فعل أحد المرين أو المور‪.‬‬
‫وعليه فيمان القول بأن التخيير ياون عند امتناع الجمع بين المتعاطفات‪ ،‬والباحة تاون عند جواز الجمع‬
‫بين المتعاطفات‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬معنى حتى ‪:‬‬
‫حتى موضوعة‪ :‬ويشرط لاونها حرف جر شرطان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن ياون ما بعدها جزء لما قبلها‪ ،‬نحو قولك‪ :‬أ كلت السماة حتى رأسها‪ ،‬وقرأت الرسالة حتى‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ياون ما بعدها متصل بأخر جزء‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬سلم هي حتى مطلع الفجر‪}.‬‬

‫ثانياا‪( :‬حتى) العاطفة تاون (حتى) عاطفة‪ ،‬أي يتبع ما بعدها لما قبلها في العراب‪.‬‬
‫ويشترط لاونها عاطفة ما يلي‪:‬‬
‫‪/1‬أ أن ياون المعطوف اسما ظاهراا‪ ،‬فل يجوز قولك‪ :‬قام الناس حتى أنت‪.‬‬
‫‪/2‬أأن ياون المعطوف جزءا من المعطوف عليه أفضلها أو أدونها‪،‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬مات الناس حتى النبياء‪ ،‬وقدم الحجاج حتى المشاة‪ ،‬وأ كلت السماة حتى رأسها‪،‬‬
‫وص يجوز‪ :‬جاءني‪.‬‬

‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬
‫ت ‪01555067049/‬‬ ‫كر زك إالمام ‪ 乕䕈‬ل ل رتد بي‬
‫ت ‪01222912524/‬‬ ‫“‪乕 i‬ل لع ا رقكي لع لوا زق زنو”‬
‫‪/3‬أأن ياون حام ما قبلها مما ينقص شيئا فشيئا إلى العلى أو إلى الدنى‪ ،‬كما في المثلة السابقة‪.‬‬
‫والصل في (حتى) أن تاون جارة‪ ،‬وص تتعين العاطفة إص في صورة بالنصب‪ » .‬أ كلت السماة حتى رأسها « ‪:‬‬
‫النصب‪ ،‬كما في قولك‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬تاون (حتى) حرف ابتداء ‪:‬‬
‫أي حرفا تبتدأ بعدها الجمل‪ ،‬سواء أ كان الواقع بعدها جملة أسمية أم فعلية‪.‬‬
‫أ –فإن كان ما بعدها جملة اسمية‪ :‬فإما أن يذكر الخبر‪ ،‬مثل قولك‪ :‬ضربت القوم حتى محمود غضبان‪،‬‬
‫أو خرجت النساء حتى هند خارجة‪،‬‬
‫وإما أن ص يذكر الخبر‪ .‬وحينئذ يجب أن يقدر من جنس ما تقدم مثل قولك‪ :‬قرأت الرسالة حتى آخرها‪،‬‬
‫(بالرفع) أي آخرها مقروء‪ ،‬وأ كلت السماة حتى رأسها‪( ،‬بالرفع) أي رأسها مأكول‪.‬‬
‫ب –وإن كان ما بعدها جملة فعلية‪ ،‬ففيها عدة أوجه‪:‬‬
‫الوجه الول‪ :‬تاون (حتى) للغاية‪ :‬وذلك بأن ياون ما قبلها محتمل للمتداد وضرب المدة‪ ،‬وما بعدها‬
‫صالحا صنتهاء ذلك وانقطاعه عنده‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}‬
‫الوجه الثاني‪ :‬تاون (حتى) للسببية‪ ،‬بمعنى (كي) وذلك إن لم يحتمل الصدر اصمتداد‪ ،‬والخر اصنتهاء إليه‪،‬‬
‫وصلح الصدر لن ياون سببا للفعل الواقع بعد (حتى) كقولك ‪ :‬أسلمت حتى أدخل الجنة ‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬تاون (حتى) للعطف المحض‪ :‬وذلك إن لم يصلح واحد من المرين السابقين‪ ،‬فتدل على‬
‫التشريك المجرد عن الغاية‪ ،‬والسببية‪ ،‬وتاون حينئذ دالة على التعقيب كحرف (الفاء) مثال ذلك‪ :‬عبدي حر‬
‫إن لم أتك حتى أتغدى عندك بمنزلة ما لو قال‪ :‬إن لم آتك فأتغدى عندك‪ ،‬وعليه فإذا أتاه مباشرة من غير‬
‫تراخ‪ ،‬فقد بر في يمينه‪.‬‬

‫ري‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ل‬‫ع‬


‫ع‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫م نت‪ ،‬نت لله ال لى اص‬
‫ز ‪ 튰‬ز ز‬
‫أ ركدر لع إالمام‬ ‫ل‪b‬ك ب‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫صنل ا لفع اح رف ‪ 䕈 ,‬ز لكف لع ا‪튰‬ا زلر لع لا زق زنو‬

You might also like