You are on page 1of 16

‫المصطلح الرابع‬

‫االختالف ‪ ،‬والخالف‪ ،‬والفرق بينهما‬

‫أوالً المعنى اللغوي لالختالف والخالف‪:‬‬

‫لف ظ (اختالف) مص در اختل ف‪ ،‬ولف ظ (خالف) مص در خ الف‪،‬‬


‫وكالهما يرج ع إلى جذر لغوي واح د‪ ،‬وهو (خ ل ف) ومادة ه ذا الج ذر‬
‫م دارها على مع اني‪ :‬المض ادة‪ ،‬والمغ ايرة والتب اين والتن وع‪ ،‬وع دم‬
‫التساوي‪ ،‬وعدم المماثلة‪ ،‬وعدم االتفاق‪.‬‬

‫الف األم ران واختلف ا‪ :‬لم يتفق ا‪ ،‬وك ل م ا لم يتس َاو فق د تخ الف‬
‫‪ -‬فتخ َ‬
‫واختلف‪.‬‬
‫‪ -‬ومجيء الشيء بعد الشيء يقوم مقامه يسمى َخلَفه‪ ،‬ومنه الخالفة؛ ألن‬
‫والخْلف‪ :‬القرن بعد القرن‪ ،‬ومنه‪:‬‬ ‫الثاني يجيء بعد األول يقوم مقامه‪َ ،‬‬
‫ف ِمن َب ْع ِد ِه ْم َخْل ٌ‬
‫ف(‪.﴾)1‬‬ ‫﴿ فَ َخلَ َ‬
‫‪ -‬وخالفه إلى الشيء‪ :‬عصاه إليه‪ ،‬أو قصده بعد أن نهاه عنه‪.‬‬
‫متنوعا في الطعم‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وقوله سبحانه‪ُ ﴿ :‬م ْختَِلفًا ُأ ُكلُهُ(‪ ﴾)2‬أي حال كونه‬
‫الف َأْل ِسَنتِ ُك ْم َوَأْل َوانِ ُك ْم(‪ ﴾)3‬أي تنوع‬
‫﴿اختِ ُ‬
‫ْ‬ ‫والجودة والرداءة‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫اللغات وتباين مظاهر البشرات‪ ،‬ومنه التخاليف‪ :‬األلوان المتغايرة‪.‬‬

‫() سورة مريم‪ ،‬من اآلية‪59 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سورة األنعام‪ ،‬من اآلية‪141 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة الروم‪ ،‬من اآلية‪22 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫قدام ه‪ ،‬وإ ّنم ا ُس ّمي‬
‫وخْلف ه بمع نى وراءه على العكس في الجه ة من ّ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫فكأن ه يأتي‬
‫ألن المتمسك به يثبت مطلوبه بإبطال نقيضه؛ ّ‬ ‫الخلف خلفً ا ّ‬
‫مطلوبه من خلفه‪ ،‬أي من ورائه‪.‬‬
‫ف فوه إذا تغيرت رائحته‪ ،‬ومنه الحديث‪( :‬لخلوف فم الصائم) (‪.)4‬‬
‫وخلَ َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬

‫ٍ‬
‫معان‬ ‫بناء على ما سبق ‪ -‬يدوران حول‬
‫ولفظا االختالف والخالف – ً‬
‫مشتركة‪ ،‬ولم يذكر أي تمييز بين اللفظين في استعمال كتب اللغة‪ ،‬فالخالف‬
‫واالختالف بمعنى واحد‪.‬‬

‫ثانيا المعنى االصطالحي لالختالف والخالف‪:‬‬


‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬االختالف والمخالف ة أن يأخ ذ ك ل واح د طريقً ا غ ير طري ق اآلخ ر في‬
‫حاله‪ ،‬أو في قوله(‪.)5‬‬
‫‪ -‬تغ اير أحك ام الفقه اء في مس ائل الف روع‪ ،‬س واء ك ان ذل ك على وج ه‬
‫التقابل؛ كأن يقول بعضهم في حكم مسألة ما بالجواز‪ ،‬ويقول البعض‬

‫() ينظر‪ :‬لسان العرب (‪ )192-181 /4‬تاج العروس (‪ ، )33/240‬المصباح المنير (‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،)1/178‬موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم (‪ ،)1/761‬طلبة الطلبة‪ ،‬ص (‪،)26‬‬


‫معجم اللغة العربية المعاصرة (‪.)1/683‬‬
‫() المفردات في غريب القرآن‪ ،‬ص (‪ )294‬للحسين بن محمد بن المفضل المعروف‬ ‫‪5‬‬

‫ب الراغب األص فهاني أب و القاس م‪ ،‬تحقي ق ‪ :‬ص فوان ع دنان داودى‪ ،‬الناش ر‪ :‬دار العلم ال دار‬
‫الش امية‪ ،‬دمش ق ـ ب يروت‪1412 ،‬هـ‪ .‬وينظ ر ك ذلك‪ :‬بص ائر ذوي التمي يز في لط ائف الكت اب‬
‫العزيز‬
‫مج د ال دين أب و ط اهر محم د بن يعق وب الفيروزآب ادى (ت‪817 :‬هـ) المحق ق‪ :‬محم د علي النج ار‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪ -‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1416 ،‬هـ‬
‫‪1996 -‬م‪.‬‬
‫اآلخ ر فيه ا ب المنع‪ ،‬أو ك ان على وج ه دون ذل ك؛ ك أن يق ول أح دهم‪:‬‬
‫حكم هذه المسألة الوجوب‪ ،‬ويقول غيره‪ :‬حكمها الندب‪ ،‬أو اإلباحة(‪.)6‬‬
‫‪ -‬ح د الخالف ال ذهاب إلى أح د النقيض ين من ك ِّل واح د من الخص مين‪،‬‬
‫وذل ك أن ك ل خ بر فه و على نقيض ين؛ موجب ة وس البة‪ ،‬والخالف أن‬
‫ي ذهب أح دهما إلى الموجب ة‪ ،‬واآلخ ر إلى الس البة‪ ،‬وأص ل ذل ك من‬
‫يمين ا‪ ،‬واآلخ ر ش ماالً‪ .‬والخالف‬
‫ال ذهاب في الجه ات؛ ك ذهاب أح دهما ً‬
‫في الم ذهب – وه و قص دنا بالبي ان هن ا‪ :-‬أن ي ذهب أح دهما إلى جه ة‬
‫اإلثبات‪ ،‬واآلخر إلى جهة النفي‪ ،‬كقولك‪ :‬القياس حجة‪ ،‬وقول اآلخر‪:‬‬
‫ليس بحجة؛ فالقوالن نقيضان ال يجتمعان في الشريعة؛ إذ ال يجوز أن‬
‫يكون القياس حجة هلل‪ ،‬ال حجة هلل‪ ،‬في زمان واحد(‪.)7‬‬
‫منازعة تجري بين المتعارضين؛ لتحقيق حق أو إلبطال باطل(‪.)8‬‬ ‫‪-‬‬

‫() تهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك على منهج العدل واإلنصاف في شرح مسائل‬ ‫‪6‬‬

‫الخالف (‪ )1/86‬ألبي الحجاج يوسف بن دوناس الفندالوي(ت‪543 :‬هـ) المحقق‪ :‬الدكتور‪/‬‬


‫أحم د البوش يخي‪ ،‬الناش ر‪ :‬دار الغ رب اإلس المي‪ ،‬ت ونس‪ ،‬الطبع ة‪ :‬األولى‪1430 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫() كتاب الجدل على طريقة الفقهاء‪ ،‬ص (‪ )1‬لأبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل‬ ‫‪7‬‬

‫البغدادي الحنبلي(ت‪513 :‬هـ) الناشر‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ‪.‬‬
‫() التعريفات‪ ،‬ص (‪ )105‬لعلي بن محمد بن علي الجرجاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫أيضا في‪ :‬التعريف ات‬


‫الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1405 ،‬هـ‪ .‬وانظره ً‬
‫الفقهي ة‪ ،‬ص (‪ ، )89‬التوقي ف على مهم ات التع اريف ص (‪ )322‬لمحم د عب د ال رؤوف‬
‫المناوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رضوان الداية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬االختالف في المذاهب هو‪ :‬ذهاب أحد الخصمين إلى خالف ما ذهب‬
‫إليه اآلخر(‪.)9‬‬
‫وهو إذا ذهب كل واحد إلى خالف ما ذهب إليه اآلخر(‪.)10‬‬ ‫‪-‬‬
‫مغايرا لآلخر في حاله أو في قوله(‪.)11‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أن ينهج كل شخص طريقًا‬
‫‪ -‬تعدد اآلراء ‪ ،‬واالتجاهات في القضية الواحدة(‪.)12‬‬
‫‪ -‬الخالف واالختالف ي راد ب ه مطل ق المغ ايرة في الق ول أو ال رأي أو‬
‫الحالة أو الهيئة أو الموقف(‪.)13‬‬
‫وعلم الخالف هو‪ :‬علم يمكن من حفظ األشياء التي استنبطها إمام من‬ ‫‪-‬‬
‫األئمة‪ ،‬وهدم ما خالفها دون االستناد إلى دليل مخصوص‪ ،‬إذ لو استند‬
‫وأصوليا(‪.)14‬‬
‫ً‬ ‫مجتهدا‬
‫ً‬ ‫إلى الدليل‪ ،‬واستدل به ألصبح‬
‫‪ -‬االختالف افتع ال من الخالف‪ ،‬وه و‪ :‬تقاب ل رأيين فيم ا ينبغي انف راد‬
‫الرأي فيه(‪.)15‬‬

‫() معجم الفروق اللغوية ص (‪.)28‬‬ ‫‪9‬‬

‫() المصباح المنير (‪)1/178‬‬ ‫‪10‬‬

‫() أدب االختالف في اإلسالم‪ ،‬ص (‪ )21‬للدكتور‪ /‬طه جابر فياض العلواني‪ ،‬الناشر‪ :‬المعهد‬ ‫‪11‬‬

‫العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فيرجينيا ‪ -‬الواليات المتحدة األميريكية‪1987 ،‬م‪.‬‬


‫() المرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)21‬‬ ‫‪12‬‬

‫() المرجع السابق‪ ،‬ص (‪. )22‬‬ ‫‪13‬‬

‫() المرجع السابق‪ ،‬ص (‪. )22‬‬ ‫‪14‬‬

‫() التوقيف على مهمات التعاريف ص (‪)42‬‬ ‫‪15‬‬


‫‪ -‬االختالف افتعال من الخلف‪ ،‬وه و ما يقع من اف تراق بعد اجتم اع في‬
‫أمر من األمور في الفروع التي يسوغ االجتهاد فيها(‪.)16‬‬
‫‪ -‬الخالف واالختالف عن د الفقه اء ه و أن تك ون اجته اداتهم وآراؤهم‬
‫وأقوالهم في مسألة ما متغيرة؛ كأن يقول بعضهم‪ :‬هذه مسألة حكمها‬
‫الوج وب‪ ،‬ويق ول البعض‪ :‬حكمه ا الن دب‪ ،‬ويق ول البعض‪ :‬حكمه ا‬
‫اإلباحة‪ ،‬وهكذا(‪.)17‬‬
‫‪ -‬القواع د ال تي يتوص ل به ا إلى حف ظ األحك ام المس تنبطة المختل ف فيه ا‬
‫بين األئمة أو هدمها‪ ،‬وهي المسماة بعلم الخالف(‪.)18‬‬

‫ثالثًا الفرق بين االختالف والخالف‪:‬‬

‫قال ال دكتور‪ /‬س مير مث نى علي األب ارة (ال ذي يس تقرئ اس تخدام علم اء‬
‫وفقه اء المس لمين له ذين اللفظين‪ ،‬يج د أن ع امتهم ال يفرق ون بينهم ا عن د‬
‫االس تخدام‪ ،‬وإ ن ك انوا يفرق ون بين المس ائل ال تي يس وغ فيه ا الخالف مم ا ال‬
‫يسوغ فيها‪ ،‬مع اختالف تعبيراتهم عن هذه التفرقة‪.‬‬

‫() فيض القدير شرح الجامع الصغير (‪ )1/270‬لزين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن‬ ‫‪16‬‬

‫تاج العارفين بن علي المناوي (ت ‪1031 :‬هـ) الناشر ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1415‬هـ ‪ 1994 -‬م‪.‬‬
‫() نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء‪ ،‬ص (‪ )179‬للدكتور‪ /‬محمد الروكي‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫وأصله أطروحة جامعية نال بها المؤلف دكتوراة الدولة في الدراسات اإلسالمية من جامعة‬
‫محم د الخ امس‪ ،‬كلي ة اآلداب والعل وم اإلنس انية بالرب اط‪ -‬المغ رب‪ ،‬الناش ر‪ :‬مطبع ة النج اح‬
‫الجديدة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1414 ،‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫() أصول الفقه‪ ،‬ص (‪ )12‬للشيخ محمد بن مصطفى الخضري‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬السادسة‪1389 ،‬هـ ‪1969 -‬م‪.‬‬


‫لكن ق د يوج د ف رق دقيق بين اللفظين من جه ة االس تعمال؛ فك ل منهما‬
‫يستعمل باعتبار معين في حال المختلفين‪ ،‬وإ ن كان معناهما العام واحد(‪.))19‬‬

‫ويؤك د على ه ذا ال دكتور‪ /‬محم د ال روكي بقول ه‪( :‬والملح وظ في‬


‫اس تعمال الفقه اء أنهم لم يفرق وا بين الخالف واالختالف؛ ألن معناهم ا الع ام‬
‫واح د‪ ،‬وإ نم ا ُوض عت ك ل واح دة من الكلم تين للدالل ة على ه ذا المع نى الع ام‬
‫من جهة اعتبار معين‪.‬‬

‫وبيان ذلك‪ :‬أننا إذا استعملنا كلمة "خالف" كان ذلك داالً على أن طرفً ا‬
‫من الفقهاء ‪ -‬شخص أو أكثر‪ -‬جاء باجتهاد مغاير الجتهاد اآلخرين‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن هؤالء اآلخرين؛ هل اجتهادهم واحد أو متباين‪ .‬وهكذا كلما نظرنا‬
‫إلى ط رف واح د من أط راف الخالف ك ان طرفً ا يص دق علي ه أن ه خ الف‬
‫غيره‪.‬‬

‫لكن إذا نظرن ا إلى ط رفين من أط راف الخالف‪ ،‬أو إلى أطراف ه كاف ة؛‬
‫فإننا نسمي ما ينشأ عنهم من آراء متغايرة اختالفًا‪.‬‬

‫ف إذا قلن ا‪ :‬اختل ف الفقه اء في ك ذا‪ ،‬ك ان ذل ك ب النظر إلى كاف ة أط راف‬
‫فعبِّر عن ذلك‬
‫بعض ا‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫الخالف‪ ،‬أو إلى جملة منه‪ .‬بمعنى‪ :‬أن بعضهم خالف‬
‫بمجموعه باالختالف‪.‬‬

‫() من مقال منشور على شبكة األلوكة بالشبكة الدولية لإلنترنت‪ ،‬تحت عنوان‪( :‬تعريف‬ ‫‪19‬‬

‫الخالف واالختالف) لل دكتور‪ /‬س مير مث نى علي األب ارة‪ ،‬ت اريخ اإلض افة‪4/2/2017 :‬م ‪-‬‬
‫‪7/5/1438‬هـ‪ ،‬ورابط المقال هو‪:‬‬
‫‪https://www.alukah.net/sharia/0/112190/#_ftnref19‬‬
‫وهك ذا فال تس ند كلم ة "اختالف" إال إلى كاف ة أط راف الخالف‪ ،‬أو إلى‬
‫جملة منه؛ كأن تقول‪ :‬اختلف الفقهاء في كذا‪ ،‬أو اختلف األحناف والشافعيى‬
‫في كذا‪..‬‬

‫أم ا كلم ة "خ الف" فال تس ند إال إلى ط رف واح د من أط راف الخالف‪،‬‬
‫فيقال – مثالً‪ : -‬خالف أبو حنيفة الفقهاء في كذا‪ ،‬أو خالف األحناف الفقهاء‬
‫في ك ذا – إذا ك انوا كلهم طرفً ا في الخالف‪ -‬وال يص ح أن يق ال في ذل ك‪:‬‬
‫اختل ف األحن اف؛ ألن ذل ك ال ي دل على أن األحن اف ط رف في الخالف‪ ،‬ب ل‬
‫يدل على أن الخالف دائر فيهم وهم أطرافه‪.‬‬

‫ويؤكد هذا التفريق اللفظي الدقيق استعمال القرآن الكريم لمادة الخالف‬
‫عليه الصالة والسالم ‪:-‬‬ ‫واالختالف‪ ،‬فقد قال اهلل تعالى على لسان نوح‬
‫(‪)20‬‬

‫ُأخ ِالفَ ُك ْم ِإلَى َما َْأنهَا ُك ْم َع ْنهُ(‪ ﴾)21‬فلما كان السياق هنا مرتب ً‬
‫طا‬ ‫َأن َ‬ ‫﴿و َما ُِأر ُ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬
‫بط رف واح د من أط راف الخالف‪ ،‬ع بر بكلم ة "أخ الف" لكن حينم ا يك ون‬
‫ط ا بكاف ة أط راف الخالف‪ ،‬يع بر حينئ ذ بكلم ة "اختل ف" كقول ه –‬ ‫الس ياق مرتب ً‬
‫اب ِم ْن َب ْينِ ِه ْم(‪.﴾)22‬‬
‫اَأْلح َز ُ‬
‫ف ْ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫تعالى‪ ﴿ :-‬فَ ْ‬

‫إ ًذا ف التعبير بكلم ة "الخالف" مرتب ط باعتب ار معين‪ ،‬والتعب ير بكلم ة‬


‫يكونان صورة واحدة‪،‬‬
‫معا ِّ‬
‫االختالف مرتبط باعتبار آخر معين‪ ،‬واالعتباران ً‬

‫() هكذا في أصل كتاب ‪ :‬نظرية التقعيد للروكي‪ .‬وهذا سهو منه؛ إذ اآلية واردة في سياق‬ ‫‪20‬‬

‫قصة نبي اهلل شعيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬فلزم التنبيه‪.‬‬


‫() سورة هود‪ :‬من اآلية‪.)88( :‬‬ ‫‪21‬‬

‫() سورة مريم‪ :‬من اآلية‪.)37( :‬‬ ‫‪22‬‬


‫هي المعنى العام للخالف واالختالف‪ ،‬ولهذا ال تجد فرقً ا بينهما في استعمال‬
‫الفقهاء(‪.))23‬‬

‫وق د ذهب بعض العلم اء إلى التفري ق الفعلي بين المص طلحين ‪-‬‬
‫الخالف واالختالف‪ -‬من ع دة وج وه‪ ،‬جمعه ا العالم ة أب و البق اء الكف وي في‬
‫كلياته‪ ،‬فقال‪( :‬واالختالف في األصول ضالل‪ ،‬وفي اآلراء والحروب حرام‪،‬‬
‫واالختالف في الف روع ه و ك االختالف في الحالل والح رام ونحوهم ا‪،‬‬
‫قطع ا‪ ،‬ولكن هل يق ال إن االختالف في ه ضالل كاألولين؟‬
‫واالتفاق فيه خير ً‬
‫فيه خالف‪.‬‬

‫واحدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واالختالف‪ :‬هو أن يكون الطريق مختلفًا‪ ،‬والمقصود‬

‫والخالف‪ :‬هو أن يكون كالهما مختلفًا‪.‬‬

‫واالختالف‪ :‬ما يستند إلى دليل‪.‬‬

‫والخالف‪ :‬ما ال يستند إلى دليل‪.‬‬

‫واالختالف‪ :‬من آثار الرحمة‪ ،‬كما في الحديث المشهور‪ ،‬والمراد فيه‬


‫االجتهاد‪ ،‬ال اختالف الناس في الهمم؛ بدليل‪" :‬أمتي"‪.‬‬

‫والخالف‪ :‬من آثار البدعة‪.‬‬

‫() نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء (‪.)180 ،179 /1‬‬ ‫‪23‬‬
‫وفس ر الش يخ اإلم ام أب و بك ر ح ديث‪" :‬س&&ألت ربي فيم&&ا يختل&&ف في&&ه‬
‫إلي أن ي&&ا محم&&د‪ ،‬إن أص&&حابك عن&&دي‬
‫أصحابي من بعدي‪ ،‬فأوحى اهلل تع&&الى َّ‬
‫بمنزلة النجوم بعضها أضوأ من بعض‪ ،‬فمن أخذ بش&&يء مم&&ا هم علي&&ه فه&&و‬
‫عن&&دي على اله&&دى" رواه س عيد بن المس يب عن س يدنا عم ر بن الخط اب ‪-‬‬
‫رض ي اهلل تع الى عنهم ا‪ -‬ب أن من تمس ك بطاع ة األم راء إال في المعص ية‪،‬‬
‫وباتب اع العلم اء إال في الزل ة والبدع ة‪ ،‬ول زوم الجماع ة والجمع ات إال عن د‬
‫الضرورة‪ ،‬فهو في الفروع من أهل الخالف والرحمة‪ ،‬ومن ترك شيًئا منها‬
‫فه و من أه ل الخالف والبدع ة؛ ف االختالف من آث ار الرحم ة‪ ،‬والخالف من‬
‫آثار البدعة‪.‬‬

‫ورف ع لغ يره‪ ،‬يج وز فس خه‪ ،‬بخالف‬‫ول و حكم القاض ي ب الخالف‪ُ ،‬‬


‫االختالف‪ ،‬فإن الخالف هو ما وقع في محل ال يجوز فيه االجتهاد‪ ،‬وهو ما‬
‫كان مخالفًا للكتاب والسنة واإلجماع(‪.))24‬‬

‫وأرج ع العالم ة الته انوي الف رق بين االختالف والخالف إلى وجهين‬
‫إن االختالف‬
‫اث نين فيم ا ي ذكره عن بعض هم في قول ه‪( :‬ق ال بعض العلم اء ّ‬
‫يستعمل في ٍ‬
‫قول بني على دليل‪ ،‬والخالف فيما ال دليل عليه‪ ،‬كما في بعض‬
‫حواشي "اإلرشاد"‪.‬‬

‫() الكليات‪ -‬معجم في المصطلحات والفروق اللغوية‪ )62 ،61( ،‬أليوب بن موسى الحسيني‬ ‫‪24‬‬

‫القريمي الكفوي‪ ،‬أبو البقاء الحنفي (ت‪1094 :‬هـ) المحقق‪ :‬عدنان درويش ومحمد المصري‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪.‬‬
‫أن الق ول المرج وح في مقابل ة‬
‫ويؤي ده م ا في "غاي ة التحقي ق" من ه ّ‬
‫ّ‬
‫الراجح يقال له خالف ال إختالف‪.‬‬

‫الض يائية في‬


‫وعلى ه ذا ق ال المول وي عص ام ال دين في حاش ية الفوائ د ّ‬
‫أخر‬
‫الناقص ة‪ :‬الم راد ب الخالف ع دم اجتم اع المخ الفين وت ّ‬
‫آخ ر بحث األفع ال ّ‬
‫المخالف‪ ،‬والمراد باالختالف كون المخالفين معاصرين منازعين(‪.))25‬‬

‫ام الش اطبي – رحمهم ا اهلل‬


‫ولق د ض َّم ال دكتور‪ /‬عب د الك ريم زي دان اإلم َ‬
‫تع الى – إلى ه ؤالء الق ائلين بالتفرق ة بين مص طلحي االختالف والخالف‪،‬‬
‫صادرا عن هوى النفس‪ ،‬أما ما صدر عن‬ ‫ً‬ ‫ناسبا إليه جعله الخالف ما كان‬
‫ً‬
‫اجته اد مش روع فه و اختالف‪ ،‬حيث ق ال في ذل ك‪( :‬لكن اإلم ام الش اطبي –‬
‫رحم ه اهلل تع الى‪ -‬في موافقات ه ذهب إلى أن الخالف‪ :‬م ا ص در عن اله وى‬
‫المضل‪ ،‬ال عن تحري قصد الشارع باتباع األدلة الشرعية‪ ،‬ولهذا اليعتد به؛‬
‫ألنه ناشيء عن الهوى كما اليعتد بما يخالف األمور المقطوع بصحتها في‬
‫الش رع اإلس المي‪ .‬أم ا االختالف‪ ،‬فعن ده‪ :‬م ا ص در عن المجته دين من آراء‬
‫نص قطهي فيها‪ ،‬أو كما يقول هو‪ :‬ما‬ ‫في المسائل االجتهادية التي ال يوجد ّ‬
‫يك ون في مس ائل تق ع بين ط رفين واض حين يتعاض ان في أنظ ار المجته دين‬
‫بسبب خفاء بعض األدلة وعدم االطالع عليها(‪.))26‬‬

‫() موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم (‪.)117 ،1/116‬‬ ‫‪25‬‬

‫() االختالف في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص (‪ )6‬للدكتور‪ /‬عبد الكريم زيدان‪ .‬نقالً عن ‪ :‬نظرية‬ ‫‪26‬‬

‫التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء (‪.)181 ،180 /1‬‬


‫وق د ب نى ال دكتور‪ /‬زي دان ه ذا الحكم به ذه النس بة على م واطن في‬
‫الموافقات ال دليل له فيها على ذلك‪ ،‬وقد تتبع الدكتور‪ /‬الروكي تلك المظان‬
‫في الموافقات ودلل على عدم صحة ما ذهب إليه الدكتور‪ /‬زيدان من حكمه‬
‫القائ ل في ه ‪( :‬والواق ع أن ه ذه التفرق ة بين الخالف واالختالف ال تي ق ال به ا‬
‫اإلمام الشاطبي – رحمه اهلل تعالى – هي منه محض اصطالح ال نرى لها‬
‫سندا(‪ ))27‬وعقّب على ذلك الدكتور‪ /‬الروكي بقوله‪( :‬والحقيقة أن هذا الزعم ال‬
‫ً‬
‫أساس له‪ ،‬وليس في كالم الشاطبي ما يدل على ذلك؛ ألنك إذا أجلت النظر‬
‫في كالم ه عن ه ذا الموض وع ‪ ،‬وجدت ه يس تعمل الخالف واالختالف بمع نى‬
‫شرعا إذا كان بدافع االجتهاد المشروع‪،‬‬
‫ً‬ ‫معتدا بهما‬
‫واحد‪ ،‬وأنهما كما يكونان ً‬
‫شرعا إذا كان الدافع إليهما هة الهوى المضل(‪.))28‬‬
‫ً‬ ‫قد يكونان غير معتد بهما‬

‫وبع د أن س اق األدل ة من كالم اإلم ام الش اطبي في الموافق ات وال تي‬


‫تبطل هذه النسبة ختم كالمه بقوله‪( :‬وإ ًذا فالخالف واالختالف‪ ،‬عند الشاطبي‬
‫وعن د غ يره من الفقه اء هم ا بمع نى واح د من جه ة النظ ر إلى معناهم ا‬
‫العام(‪.))29‬‬

‫وإ ذا م ا َو َّج ْهن ا َو ْجهن ا نح و البحث في اس تعمال الفقه اء له ذه المنهجي ة‬


‫في التفريق بين المصطلحين لوجدنا أن ج ّل المدونين للفقه الحنفي قد اعتمدوا‬
‫تل ك المنهجي ة في التفرق ة بينهم ا‪ ،‬فيجعل ون مص طلح الخالف حقيقً ا بغ ير‬

‫() االختالف في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص (‪ )7‬للدكتور‪ /‬عبد الكريم زيدان‪ .‬نقالً عن ‪ :‬نظرية‬ ‫‪27‬‬

‫التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء (‪.)182 /1‬‬


‫() نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء (‪.)182 /1‬‬ ‫‪28‬‬

‫() المرجع السابق‪ ،‬نفس الجزء‪ ،‬ونفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫المعتبر إما لشذوذ‪ ،‬أو ابتنائه على غير دليل‪ ،‬أو مخالفته لقطعي من نص أو‬
‫إجماع‪.‬‬

‫وممن فطن إليهم في ذل ك العالم ة تقي ال دين الس بكي‪ ،‬حيث وج دناه‬
‫يقول‪:‬‬

‫(يقول الحنفية في الخالف الشاذ إنه خالف ال اختالف يعنون بذلك أنه‬
‫إنم ا يعت بر االختالف المش هور الق ريب المأخ ذ أم ا الخالف الش اذ البعي د فه و‬
‫خالف أله ل الح ق وهك ذا أق ول إن المعت بر أن يك ون خالف يتف اوت أو‬
‫احتماالت متفاوتة‬

‫فإذا حكم بأحدها ال ينقضها من يرى غيره أصوب ألنه يحتمل عنده‬
‫أن يك ون ص وابا كم ا في الم ذاهب المش هورة أم ا الخالف الش اذ واالحتم ال‬
‫البعيد الذي يعتقد خطؤه فقد ال ينقض(‪.))30‬‬

‫وق ال العالم ة النف راوي‪( :‬ج اء في فتح الق دير وال در المخت ار وحاش ية‬
‫ابن عاب دين ونقل ه الته انوي عن بعض أص حاب الحواش ي التفري ق بين‬
‫االختالف والخالف ب أن األول يس تعمل في ق ول ب ني على دلي ل والث اني فيم ا‬
‫ال دليل عليه وأيده التهانوي بأن القول المرجوح في مقابلة الراجح يقال له‬
‫خالف ال اختالف قال‪ :‬والحاصل منه ثبوت الضعف في جانب المخالف في‬
‫الخالف كمخالف ة اإلجم اع وع دم ض عف جانب ه في االختالف وق د وق ع في‬
‫كالم بعض األصوليين والفقهاء عدم اعتبار هذا الفرق بل يستعملون أحيانا‬
‫() فتاوى السبكي (‪ )2/19‬لالمام أبي الحسن تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي(ت‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪756‬هـ) الناشر‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬لبنان – بيروت‪.‬‬


‫اللفظين بمع نى واح د فك ل أم رين خ الف أح دهما اآلخ ر خالف ا فق د اختلف ا‬
‫إختالف ا وق د يق ال‪ :‬إن الخالف أعم مطلق ا من االختالف وينف رد الخالف في‬
‫مخالف ة اإلجم اع ونح وه‪ .‬ه ذا ويس تعمل الفقه اء التن ازع أحيان ا بمع نى‬
‫االختالف(‪.))31‬‬

‫بعضا مما يدلل على ذلك‪:‬‬


‫وهاك ً‬

‫‪ -‬قال المرغيناني صاحب الهداية‪( :‬ومن طلق امرأته ثالثً ا ثم وطئها في‬
‫علي حرام‪ُ ،‬ح َّد؛ لزوال الملك المحلل من كل‬
‫العدة وقال‪ :‬علمت أنها ّ‬
‫وجه‪ ،‬فتكون الشبهة معه منتفية وقد نطق الكتاب بانتفاء ِ‬
‫الح ّل‪ ،‬وعلى‬
‫ذل ك اإلجم اع ‪ ،‬وال يعت بر ق ول المخ الف في ه ‪ ،‬ألن ه خالف ال‬
‫اختالف(‪.))32‬‬
‫‪ -‬ق ال ص احب البناي ة في ش رحه لكالم ص احب الهداي ة الس ابق‪( :‬وق د‬
‫ِ‬
‫ذكرنا الكالم فيه عن قريب‪ .‬وقال اإلمام حميد الدين الضرير ‪َ -‬رح َم هُ‬
‫اللَّهُ ‪ -‬في ش رح الف رق بين الخالف واالختالف‪ ،‬أن االختالف أن‬
‫يك ون الطري ق مختلفً ا‪ ،‬والمقص ود واح د‪ .‬والخالف أن يك ون كالمهم ا‬
‫مختلفً ا‪ .‬وق ال فخ ر اإلس الم ال بزدوي في ش رح "الج امع الص غير"‪ :‬ال‬

‫() الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ( ‪ )1/116‬ألحمد بن غنيم بن سالم‬ ‫‪31‬‬

‫النف راوي (ت‪1126 :‬هـ) المحق ق ‪ :‬رض ا فرح ات‪ ،‬الناش ر ‪ :‬مكتب ة الثقاف ة الديني ة‪ .‬وانظ ر‬
‫كذلك‪ :‬الموسوعة الفقهية الكويتية (‪.)2/291‬‬
‫() الهداية في شرح بداية المبتدي (‪ ،)6/299‬لعلي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني‬ ‫‪32‬‬

‫المرغيناني‪ ،‬أبو الحسن برهان الدين(ت‪593 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪1420 ،‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫اختالف من آثار الرحمة‪ .‬واالختالف من آثار البدعة‪ ،‬وأراد به الفرق‬
‫الم ذكور‪ .‬ق ال األت رازي‪ :‬وك ذا إرادة ص احب "الهداي ة" ولي في ه نظ ر‪،‬‬
‫ألنه لم يثبت في قوانين اللغة ما قالوا(‪.))33‬‬
‫‪ -‬ق ال الكم ال ابن الهم ام في مس ألة الطالق الثالث باللف ظ الواح د‪( :‬ل و‬
‫حكم حاكم بأن الثالث بفم واحد‪ :‬واحدة‪ ،‬لم ينفذ حكمه؛ ألنه ال يسوغ‬
‫االجتهاد فيه؛ فهو خالف ال اختالف(‪.))34‬‬
‫‪ -‬وقال الزيلعي‪( :‬وأم ا اإلجماع ف إن األمة أجمعت على أن ال دخول بها‬
‫شرط ِّ‬
‫الحل لألول‪ ،‬ولم يخالف في ذلك إال سعيد بن المسيب والخوارج‬
‫والش يعة وداود الظ اهري وبش ر المريس ي‪ ،‬وذل ك خالف ال اختالف؛‬
‫لعدم استناده إلى دليل‪ ،‬ولهذا لو قضى به القاضي ال ينفذ(‪.))35‬‬
‫‪ -‬ق ال الب ابرتي عن ت رك الق راءة في الص الة‪( :‬ف إن قي ل‪ :‬فس اد الص الة‬
‫بتركه ا في الركع تين أيض ا مجته د في ه؛ ألن أب ا بك ر األص م ال يق ول‬
‫بفسادها‪ .‬أجيب أن ذلك خالف ال اختالف؛ لكونه مخالفًا للدليل القطعي‬
‫وهو قوله تعالى {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}(‪.))36‬‬

‫() البناية شرح الهداية (‪. )6/299‬‬ ‫‪33‬‬

‫() شرح فتح القدير (‪ )3/470‬لكمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي(ت‪681 :‬هـ)‬ ‫‪34‬‬

‫الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬


‫() تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (‪ ،)2/258‬لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي (ت‪:‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪743‬هـ) الناشر‪ :‬المطبعة الكبرى األميرية ‪ -‬بوالق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1313 ،‬هـ‪.‬‬
‫() العناية شرح الهداية (‪ )1/458‬لمحمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد اهلل ابن‬ ‫‪36‬‬

‫الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي البابرتي (ت‪786 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬قال بدر الدين العيني‪( :‬والف رق بين الخالف واالختالف‪ ،‬أن االختالف‬
‫مستعمل في ٍ‬
‫قول بني على دليل‪ ،‬والخالف فيما ال دليل عليه(‪.))37‬‬
‫‪ -‬ق ال ابن الش حنة في التعقيب على ق ول مهج ور‪( :‬لكن ه ذا الق ول ق ول‬
‫مجهول مهجور مخالف لقول جمهور من العلماء والفقهاء فكان خالفا‬
‫ال اختالف ا والقض اء في موض ع الخالف ال ينف ذ ف إذا رف ع إلى ق اض‬
‫آخ ر ك ان ل ه أن يبطل ه والف رق بين الخالف واالختالف أن االختالف‬
‫م ا ك ان ط ريقهم واح ًدا والمقص ود مختل ف والخالف م ا ك ان ط ريقهم‬
‫مختلفًا(‪.))38‬‬
‫‪ -‬وقال ابن نجيم‪( :‬قالوا‪ :‬لو حكم حاكم بأن الثالث بفم واحد‪ :‬واحدة‪ ،‬لم‬
‫ينفذ حكمه؛ ألنه ال يسوغ فيه االجتهاد؛ ألنه خالف ال اختالف‪ ،‬وفي‬
‫جامع الفصولين‪ :‬طلقها وهي حبلى‪ ،‬أو حائض‪ ،‬أو طلقها قبل الدخول‪،‬‬
‫أو أكثر من واحدة‪ ،‬فحكم ببطالنه قاض ‪ -‬كما هو مذهب البعض‪ -‬لم‬
‫ينفذ‪ ،‬وكذا لو حكم ببطالن طالق من طلقها ثالثًا بكلمة واحدة‪ ،‬أو في‬
‫طهر جامعها فيه‪ :‬ال ينفذ(‪.))39‬‬

‫() البناية شرح الهداية (‪ )6/297‬ألبي محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬ ‫‪37‬‬

‫الغيتابى الحنفى‪ ،‬بدر الدين العينى (ت‪855 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪1420 ،‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫() لسان الحكام في معرفة األحكام‪ ،‬ص (‪ )221‬لإلمام الشيخ أبي الوليد أحمد بن محمد‪،‬‬ ‫‪38‬‬

‫المع روف ب ابن الش حنة الحنفي(ت‪882 :‬هـ)‪ ،‬الناش ر‪ :‬الب ابي الحل بي‪ ،‬الق اهرة ‪1393 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1973‬م‪.‬‬
‫() البحر الرائق شرح كنز الدقائق (‪ )3/257‬لزين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف‬ ‫‪39‬‬

‫ب ابن نجيم المص ري (ت‪970 :‬هـ) الناش ر‪ :‬دار الكت اب اإلس المي‪ ،‬الطبع ة‪ :‬الثاني ة‪ ،‬ب دون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال ابن عاب دين‪( :‬وعن ه ذا قلن ا ل و حكم ح اكم بأنه ا واح دة‪ :‬لم ينف ذ‬
‫حكمه؛ ألنه ال يسوغ االجتهاد فيه‪ ،‬فهو خالف ال اختالف(‪.))40‬‬

‫() رد المحتار على الدر المختار (‪ )3/233‬البن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد‬ ‫‪40‬‬

‫العزيز عابدين الدمش قي الحنفي (ت‪1252 :‬هـ) الناش ر‪ :‬دار الفكر‪-‬ب يروت‪ ،‬الطبع ة‪ :‬الثاني ة‪،‬‬
‫‪1412‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬

You might also like