Professional Documents
Culture Documents
الكـِفَايَ ِة !!
من ُم َؤلفا ِ
ت
الكبير
ِ ق
حق ِهير ال ُم ِ
العَالم ِة اللغوي ِ الش ِ
للا
بن عب ِد ِ بن محم ِد ِ رؤوف ِ
ِ السيِ ِد
ين ال ُحسيني ِ
الد ِ
جما ِل ِ
اإلهدا ُء
هـديتـي إلخـوتي الكـرام ( وقـاية األغالط ) واألوهام .
وردهـا بـذاءةٌ قـبيـحة !! فيهـا لكم نصيحـةٌ صريحـة
انظر ( إلى القول ) ودع من فخذ بقول المرتضى خير الورى
حررا
من ( عبد نخاس ) بال مجادلة ! فالعبد بـ(التقليد) أدنى منـزلة
1
سالحنا ( البرهان ) نعم قلت لخصمي ( والسالح ) حاضر
الناصر !
والشرع والعقل ( لذي الضمير)! ( فالكـاتم ) الحجـة للشـرير
ال ُمؤ َِلف
2
بصيرته ،ومثل ـ هذا ـ يشمله قوله تعالى ( :إن هم إال كاألنعام بل هم
أضل سبيال )(. )1
وقد كـثر رد القول في كتب الفقه لفقهائنا األبرار ردا لينا ـ وخشنا
أحيانا ـ ك ٌّل غير مناف ( لآلداب ) .فلن يبلغ منـزلة « سليمان ـ ع ـ »
.ولن أكون ـ أنا ـ أقل من « الهدهد » !! .
لذا عزمت على هدم ما بنى من « قواعد » ،وبيان منافاتها « للشرع
؛ ولسانه المبين » .
ألمـور :
( أ ) امتثاال لنبينا ـ صلى للا عليه وآله ـ القائل (( :إذا ظهرت
البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهـر علمه فإن لم يفعل فعليـه لعنـة
للا )) .أنظر ـ الكافي :ج : 1باب البدع والمقاييس ـ .
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الفرقان :اآلية . 44
4 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وال شـك في ( بدعية ) القسمين من الكفاية ؛ ومنافاتهما اللغة
والشـرع
ـ كما ستعـرف ذلك إن شاء للا تعالى ـ .فاسأل ربك أال تغرق « ببحـر
دعايتهم » ! .
كتاب ـ معج ٌم للغتهم ـ سماه مؤلفه « لغة نامه » ؛
ٌ ( ب ) :للفرس
وهو بعدة مجلدات ـ ط ـ ؛ والمؤلف ( ده خدا ) .قال في مقدمته لكتابه :
( محم ٌد ـ ص ـ ليس بعربي ؛ ألنه ابن إسماعيل بن إبراهيم ـ وهذان ليسا
وحش ،والرجل
ٌ ٌ
حيوان عربيين ـ ) .وقال في كتابه مقاالت ال يقول مثلها
من عظماء قومه ،ال يقول عن صاحب الكفاية ؛ إال بكيفية العمل فقط )
.وقال ( :الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري العماني ليس بعربي ؛ ألن
كلمة « فرهود » أصلها غير عربي .
فلو اطلع العاقل على خلطهم ( في مؤلفاتهم ) على اختالف «
أهدافها » لرأى أمورا غريبة ،ودواهي عجيبة .
( ج ) :قد تقع «الكفاية» بيد من يعدها ( مصدرا ) ينسبه «
لإلمامية »!؛ وهي ال تتفق مع الشرع ؛ وال مع لغتـه .بل كل ما فيها
يمثـل رأي مؤلفها ـ وحزبه فقط ـ !.
3
( د ) :وربما فكـر المغـرور ـ بالدعـاية ـ ؛ فعاد إلى رشده ؛ وميـز
بين « المخلوط ؛ والخالص » ؛ فأكون شريكا له في الثواب وسببا
لنجاته من العقاب .
وهنا مسائل :
هو الواض ُع ؟
ظهر عل َم األصو ِل ؛ و َمن َ
َ ( المسألة األولى) متى
.
المعروف ـ عند أرباب العلم ـ تسمية « مجموعة قواعد ـ ما ـ »
علما بشرط ـ اتحاد هدف تلك القواعد ـ ،وال يضر تعدد فروعها.
و ( علم األصول ) ال وحدة في هدف قواعده ـ اللفظية ،والعملية
ـ .فاللفظـية يتضمنها علم اللغـة وغيره من علوم اللغـة .والعمليـة
مصدرها
5 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معروف .ويفسر السـنة سيرة ٌ ـ الكتاب والسنة ـ ،وتفسير الكتاب
المعصومين وعمل شيعتهم في عصرهم ـ ع ـ .
ضطرب ،ووحدتهٌ ( مفقودةٌ ) .إذ ـ مما ال شكٌ فهدف األصول م
فيه ـ حصول « التباين الكلي» بين آراء ( أرسطو ) في بحثه أللفاظ
لغته ( اإلغريقية ) في ( علم المنطق ) الذي هو إرثه ؛ ومنه أخذ
األصوليون أكثر ( مباحث ألفاظ علمهم ) ،والبقية القليلة من مباحث
ألفاظهم مأخوذة ( من علم التصـوف ) « والمنطق والتصوف » بعيدان
ـ كل البعد ـ عن ( لغة العرب ؛ وهي لغة الشرع ) فافهم ودقق نظرك ؛
( فلغة البلبالن الرطناء ال شبه لها بلغة العرب ) فافهم ! .
وأما ـ واضعه ـ ؛ فقد اختلفت الكلمة في تعيينه ؛ لكن مما ال شك
فيه أن العامة هم المؤسسون المخترعون ـ له ـ .
ولكن من هو منهم السابق لوضعه ؟ ( الشافعي ،أم أبو حنيفة ،
مذكور في محله ! .فإذا لم يتعين (
ٌ فأم غيرهما من حزبهما ؟ ) خال ٌ
الواضع ) ـ بالضبط ـ ال يمكن تحديد زمن ظهوره .
مستغرب ـ ادعاء
ٌ ومن الحادث الغريب في زماننا ـ وكل ما فيه
بعض األصوليين نسبة علم األصول إلى أمير المؤمنين ،ثم قفز ـ
بتردده ـ إلى الباقر أو الصادق ! .لكنه تغابى أن قواعدهم ـ ع ـ ضد
قواعده .فأصول األئمة ضد ( أصول العامة ) .
4
علم األصو ِل .
مصادر ِ
ُ (المسألةُ الثانيةُ) :
نسبه ( مخترعوه ) إلى الفقه ؛ والفقه منه برا ٌء .إذ مصادره ال
تتجاوز ( علم منطق اإلغريق ؛ ثم علم التصوف ؛ خالطهما آراء
األشاعرة والمعتزلة ) ؛ فهو مجموعة « إلحاد ،وزندقة ،وتشكيك » !
.
6 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأضيف إليه أخيرا ؛ آرا ٌء ماسونيةٌ ووجوديةٌ ؛ وآرا ٌء ـ فلسفيةٌ أوربيةٌ
ـ مع فلسفة يونانية قديمة ،وحكمة يونانية قديمة ! .يعرف ـ ذلك ـ
منه كل باحث حر مجرد عن العصبية والتقليد األعمى .مثـال ـ من
هذيان مخترعيـه ـ ( :بحث الضـد ،بحث مقدمـة الواجب ،مقدمة
الحرام ،المشتق ،تخصيص العام ...إلخ ) !! .
فأية لغة تقر ـ هذا الهذيان ـ .كفى خذالنا ـ لهذا الخليط ـ أن عباقرته
تالميذ «الخاجا نصير» ـ فكرا ومتابعة ـ وكفاهم خذالنا جميعا ما قالوه
ـ في تعظيم خاجاهم ـ ( :لوال تلميذه العـالمة لما فهمنا كالمه )! .ولقد
قـرأت ( تجريده ـ وشرحه ـ ) ؛ فوجدته مكررا ؛ ناقال مقاالت « ابن
سينا » وغيره ( من ملحد [ و] مشكك ) .
عد ـ بهذا البحث ـ تجده من مخترعات اليونانيين ؛ وضعه أرسطو
للغته اإلغريقية ،ونقله لهم كل ملحد ،وزنديق ،ومشكك !.
فهل للغة اإلغريق صلةٌ بلغة القرآن العربي والشريعة المحمدية (
ط متعم ٌد ؛ الهدف منه ( التشويه ) .فلماذا لم السمحاء ) ؟! .فهو خـل ٌ
يستدلوا بكالم بلغاء العرب ؛ وهم يبحثـون ألفاظهم ؟! ؛ فهل الباقـالني
ـ مثال ـ من ( بلغاء العرب) ؟! .
والخالصةُ :
مباحث األلفاظ من علم المنطق اليوناني ـ في الغالب ـ ،ثم من فلسفة
اليونان ،وغيرها .وكل أصولي يضيف ما استطاع إضافته وجده من
علوم عقلية إلحادية ال يبالي ـ بالتباين الكلي ـ بين المنقول منه
والمنقول إليه .فهم ـ حسب زعمهم ـ يبحثون ألفاظ الشرع ؛ وهي
ظ عربيةٌ !!.
ألفا ٌ
ومن تأمل بحث « الحقيقة الشرعية » انكشف له « إلحاد مقرر تلك
القواعد »
7 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
5
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واألصول العملية أدهى وأمر ؛ ففيها فسرت آياتٌ قرآنيةٌ تفسيرا
«عاميا » ؛ ووضعت في غير موضعها .
( المسألةُ الثالثةُ ) :هل عل ُم األصو ِل «فقهي » أم « سياسي » ؟!!.
أثبت التأريخ عداء بني العباس ـ لألئمة من آل محمد ـ ع ـ
.فالعباسيون لم يكتفوا بقتلهم األئمة ؛ والتنكيل بشيعتهم .بل وضعوا
فكرا في مقابل « مذهب المعصومين » ؛ وأسسوا مدارس « فقهية ،
عقلية ؛ وحتى أدبية ولغوية » ! .فقربوا كل عدو آلل محمد ( كأبي
حنيفة األصفهاني وشبهه ) .وحاربوا كل محب أئمتهم( ( )1عليهم
شيعي !.
ٌّ السالم ) كقتلهم ابن السكيت الشيعي اللغوي ؛ ألنه
حتى تعددت المذاهب تحت ستار ( حرية االجتهاد ) ! .فصارت (
أربعة ) في مقابل ( واحد )! .وكل مذهب يحاول التغلب على من سبقه
؛ بإظهار األعلمية والتحقيق .فولد ( علم األصول ) مولدا سياسيا ؛
غلف باسم ( الفقه ) في زمن هو أوائل الدولة العباسية وبتشجيع منها
؛ فصار الباحـث في ـ هذا العلم ـ هو العالم ؛ وغير الباحث فيه قليل
العلم .فدخل تحت عنوان ( الصراع الفكري بين المذاهب )! .فكتب فيه
بعض علماء الشيعة ـ للرد به على معتقد صحة قواعده ؛ ال للعمـل به
ـ ! .وتصديقا ( )2لهـذيان أصحابه كـ ( العـدة ) و ( الذريعة ) ـ مثال ـ
.وأما من صدق به ـ كابن الجنيد ـ فقد نبذت كتبه ؛ وجرح أيما تجريح
! ؛ بل كفر ولم يتبعه أح ٌد ! .
(المسألةُ الرابعةُ ) :متى دخلت قواع ُد األصو ِل في الفق ِه الجعفري ِ ؟
توقيفي ؛ فهو
ٌّ دي مما ال شك فيه أن فقه اإلمامية فقهٌ س ٌّ
معي تعب ٌّ
متون أخبار ـ ليس غير ـ ( كالكافي ،ومن ال يحضره الفقيه ،
والنهاية ،والمقنعة ...إلخ ) .
ـــــــــــــــــــــــ
( )1لعلها (( :كل محب ألئمته )) .
( )2لعلها (( :أو تصديقا )) .
8 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
والعالمة الحلي ؛ هو أول من أدخل تلك القواعد في استنباط
الفقه بإغراء من أستاذه ( الخاجا ) ( . ! )2وال أثر قبله لألصول في
فقه اإلمامية !.
والخاجا أحدث وابتدع ما يلي ذكره ـ على نحو اإليجاز ـ :
6
( أ ) نقل العقائد اإلمامية من سمعية ـ منقولة ـ تعبدية صرفة إلى
فلسفية عقلية ـ قابلة لألخذ والرد ـ ؛ بحجة التحقيق العلمي ؛ وهو يعلم
أن ( القواعد العقلية لم يتفق عليها اثنان .بل العالم العقلي ينقض
أحكامه ـ بين فترة وأخرى ـ ! .في حين ثبت ـ [ في ]( )3عهد األئمة (ع)
بالتواتر ـ ؛ النهي عن االعتماد على غير المسموع منهم (ع) ؛ ألن غير
المسموع يهدي إلى الضالل والتشكيك ؛ فقارن بين « توحيد الصدوق
» ـ مثال ـ ؛ وما كتبه الخاجا .
( ب ) هو أول ( )4من قسم « األخبار ـ حسب منهج العامة ـ »
()5
7
( المسألةُ الخامسةُ ) :الكفايةُ أجل كتاب عن َد األصوليين ـ في عصرنا ـ ؛
لــذا رأيـتُ « َردهُ» .و إخــرا َج مباحثِ ِه ( اللفــظيـ ِة ) عن اللـغــة ؛ ومباحثِـه
ب!.( العملي ِة ) عن المذه ِ
وقد سألني سائ ٌل ؛ عن علم األصول ـ عامة ـ ؛ وعن كفايـة األصول
ـ خاصة ـ فأجبت السائل بهذا الكتاب الموجز ـ جدا ـ ؛ فالحر تكفيه
اإلشارة ،و أعمى ( البصيرة ) ال يبصر ( المنارة ) !.
أغالط الكفاي ِة ـ ) ،وإن خشن كالمي
ِ وقد سميت كتابي ( الوقاية ـ من
ـ حينا ـ ؛ فكالمهم أشد خشونة ؛ والبادئ أظلم .
( المسألة السادسة) :أكاذيب و حقائق :
()1
قال محمد رضا مظفـ ٌر في مقدمته لكتاب ( جامع السعادة
الصوفـي ـ للنراقي ـ ) « :كان األخباريون يحملون الكتب األصولية
بمناديل حذرا من أن تتنجس أيديهم » !.
أقول :سبقه غيره من حزبه إلى هذه المقالة ـ الكاذبة ـ لكنني أعجب
لمحمد رضا ـ فهو يدعي األدب ؛ ويدعي أنه مفك ٌر ، ... ،و ،...إلخ ـ أال
يعلم
ـــــــــــــــــــــــ
( )1اسمه في المطبوع (( :جامع السعادات )) ؛ وبهذا وسمه ابنه في رسالة له في ترجمة
والده وفي مستند الشيعة ؛ والطهراني في الذريعة وغيرهما .
10 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طاهر بال خالف ) ؟! .أال يعلم أنه ليس كل محرم ٌ جاف على جافٌّ (
نجس ! .وكتب ( الضالل ) محرمةٌ باتفاق ( علماء المذهب ) ؛ لكنها ٌ
طاهرةٌ ـ باتفاقهم أيضا ـ .فلماذا يحمل األخبـاريون كتب هذا العـلم
بمناديل ـ وهي جافةٌ ـ عادة ـ ؟! ؛ أيجهلون قاعدة الجفاف ؟! ؛ أم
يتجاهلها مظفـ ٌر ـ لغـرض « التشهير» فقط ـ ؟! .ثم كيف استطاعوا
رد األصول ؛ وهم يحملون كتبـه ( بمناديل ) ؟! ؛ أليس هذا من العسر
والحرج ـ « المنفيين » في الدين ـ ؟! .ثم ما المراد بـ ( كتب الضالل )
ـ المحرمة باتفاق الكلمة ـ ؟ .المشهور في تعريفها أنها « :ما خالفت
مخالف للغة ـ باتفاق علماء اللغة وأهلها كافة ـ
ٌ المذهب » .واألصول
مخالف للمذهب ـ حسب سيرة أئمة المذهب وأتباعه كافة قبل عصر ٌ ،و
غوي ،وسفسطةٌ « الوزير المغولي » ـ ؛ فهو تضلي ٌل دين ٌّي ،وإفسا ٌد ل ٌّ
باسم العلم !؛ أال تكون كتبه «كتب ضالل »؟! ـ كما ستعرف إن شاء
للا تعالى ـ .
8
قال أمير المؤمنين (ع) (( :أنظر إلى ما قال ،و ال تنظر إلى من
قال )) (. )1
المسألةُ السابعةُ َ :من َ
هو ال ُمهت َم بالمذه ِ
ب؟
وغيرك بالدنيا يغـتر أنت المهتم بحفظ الدين
تتبع كتب ( األخباريين ) تجدها مشحونة بفضائل آل محمد ـ صلى
للا عليه وآله ـ ومعاجزهم ؛ وهكذا كتب فقههم ؛ فهي متون أخبار ـ
صرفة ـ أو مضمون أخبار ؛ ال تحيد عن آل محمد ـ صلى للا عليه
وآله ـ ،لكن العكس تجده في كتب أتباع مدرسة األصول ـ االجتهادية
ـ ؛ فهي للتفنيد والرد والهدم فقط ؛ بحجة ( التحقيق العلمي ) ! ؛ وإن
أدى ( تحقيقهم) إلى سب كبار ـــــــــــــــــــــــ
( )1السرائر :ج : 1ص ، 139غرر الحكم :ج : 1ص. 394
11 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علماء المذهب ؛ وتفسيق كبار محدثي اإلمامية .فالكافي ـ لمن لقبه
اإلماميـة " ثقة اإلسالم " ـ ( 8مجلدات )آل أمره ـ عندهم ـ إلى 3
مجلدات أو أقل ،وكتب الصدوق مسكوتٌ عنها ؛ وهكذا ؛ حتى تجاسر
من تجاسر منهم فنسب حاملي آثار آل محمد ـ صلى للا عليه وآله ـ
ومقتفي منهجهم إلى ( جمود الذهن )! ؛ تقليدا للملعون الغزالي ـ خذله
للا في الدارين ـ ؛ فهو الذي وصف اإلمامية بـ ( أهل التعليم ) .أجل
؛ ما من مفخرة لألصوليين إال وهو تلميذٌ لألخباريين ـ غالبا ـ وال
عكس .ثم إن األخباري ال حاجة به إلى كتب األصوليين ،وال عكس
إال باإلقـرار بالردة ـ علنا ـ عن مذهب آل محمـد ـ صلى للا عليه وآله
ـ.
المسألةُ الثامنةُ :العدوى الفكريةُ أشد خطرا ً من العدوى الجسمي ِة .
ولعل ـ هذا ـ هو سبب تحريم ( كتب الضالل ،ونجاسة الكافر ،
وتحريم الجدل ـ وعده من مميتـات القلب ـ ،كذلك التشكيـك ـ تحت
عنوان التحقيق ـ ) .فربما ثبتت الشبهة وتعذر فهم جوابها المزيل
لها .وبهذا زلت قدم كثير من العلماء ؛ فكيف بالجاهل قليل الخـبرة ؟
.وقد صح الحديث النبوي القائل ( :دعوا الناس على غفالتهم )(. )1
فتنبيه الناس ـ للشبهات ـ
ـــــــــــــــــــ
9
( )1قلت :لم نقف عليه في كتب الحديث الشيعية المتقدمة وال في المجاميع المتأخرة ؛ نعم
رواه ابن أبي جمهور في غوالي الآللئ مرسال عن النبي ـ صلى للا عليه وآله ـ (( :ذروا
الناس في غفالتهم يعيش بعضهم مع بعض )) ؛ وغالب الظن أنه من مرويات العامة ؛ فهذا
الكتاب مزي ٌج من روايات الفريقين .نعم روي في مسند زيد بن علي الذي جمعه عبد العزيز بن
إسحاق بن الهيثم البغدادي الزيدي بإسناد ـ رواته جلهم زيدية ـ إلى زيد بن علي عن أبيه عن
جده عن علي ـ عليهم السالم ـ عن رسول للا ـ صلى للا عليه وآله ـ وأيضا رواه الشيخ
الطوسي في األمالي بإسناد ينتهي إلى سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر عن رسول
حاضر لباد ؛ دعوا الناس يرزق بعضهم بعضا )) ،ٌ للا ـ صلى للا عليه وآله ـ (( :ال يبيع
عامي ؛ وقد تكاثرت الروايات به من طرق العامة كما في صحيحي ٌّ وال يخفى أن سند الطوسي
مسلم وابن حبان وسنن الترمذي وابن ماجة والنسائي ومسند أحمد وغيرهم بأسانيد تنتهي
إلى أبي الزبير عن جـابر =
12 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دون الحاجة إلى إثارتها ؛ هد ٌم للحق ؛ ونصرةٌ للباطل .
فالصواب :هو ترسيخ قواعد الحق حسب الوارد عن آل محمد ـ
صلى للا عليه وآله ـ .ثم من بعد التأكد من ثبوته في النفوس المطمئنة
؛ ال بأس من
تهيئة فئة لتعلم الجدل ـ حسب سيرة المعصومين ال الفالسفة ـ ؛ للرد
على كل ملحد .
أيأنف ( آية للا ) عن نهج األئمة ؛ ويرتضي نهج الفالسفة ( من كل
ملحد ،ومشكك ،وزنديق ) ؟! .
المسألةُ التاسعةُ :لماذا ال يتب ُع الن ُ
اس الحق ؛ بل يحبونَ الباط َل ؟
خفي ؛ ولكن الذي نعرفه ـ في الظاهر ـ :ٌّ إنه س ٌّر
حزب « في عالم الذر» ؛ فإذا دعي من سجل ٌ ( أ ) للحق جن ٌد ،وللباطل
اسمه من أهل الحق التباع الحق ؛ أسرع إلى قبوله ،ومن سجل اسمه
من حزب الباطل ثم دعي إلى قبول الحق سدت أذناه ؛ حتى ولو كان
الداعي ـ للحق ـ نبيا مرسال ؛ لماذا ؟! ،العلم عند للا تعالى فقط .لذا
ترى من كفر بالل ـ تعالى ـ وبرسله وبكتبه أضعاف المؤمنين ؛ أجب ٌر
جف خبيثةٌ وطيبةٌ .وهذا خار ٌويض ؟! ؛ ال هذا وال ذاك ؛ بل نط ٌ ٌ أم تف
عن بحث ( الجبر والتفويض ) .
ِإذن :لما كانت االستجابة لنداء الحق سرا خفيا وعدمها كذلك ؛
وجبت الدعوة إلى الحق ؛ إللقاء الحجة على مدعي عدم العلم ؛ وإللقاء
مستجيب أم تعامى
ٌ العهدة عمن طلب منه الدعوة إلى الحق استجاب
منك ٌر .
10
ـــــــــــــــــــ
ٌ
= وذكروا النص كما ذكره الطوسي ،وقد ذكر له زيادة هي (( دعوا الناس في غفالتهم يرزق
بعضهم من بعض )) ونسبها ابن شهبة إلى مسلم كما في مغنى المحتاج للشربيني وحواشي
الشرواني واعترضه ابن حجر المكي في التحفة وغيره بأن ( في غفالتهم ) ليست في مسلم ؛
بل زيادةٌ من أحد شراحه .فما وقع من المصنف ـ غفر للا له ـ من أنه صح عن النبي ـ صلى
للا عليه وآله ـ غفلة ؛ وال أخاله يريد صح عند العامة .
13 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ين ؟
الد ِ
ت ِالمسألةُ العاشرةُ :ح ْك ُم من ِك ِر ضرورية من ضروريا ِ
( أ ) ما هي الضرورية ؟ المشهـور في تعريفها ( :ما اتفق أتباع
المذهب على وجوبها أو تحريمها ) ،أو ( ما صرح الكتاب والسـنة
بهما ) .
( ب ) حكم منكر الضرورية عن عمد وإصرار ؛ هو الكفر والحكم
بردته ؛ فتبين منه زوجته بدون طالق ،وتقسم أمواله على ورثته ـ
حي ـ ،ويحرم من إرث مورثه المسلم ...إلخ . وهو ٌّ
( ج ) معاجز النبي ـ صلى للا عليه وآله ـ واألئمة ـ عليهم السالم ـ
كافة ؛ ـ خصوصا التي ذكرها القرآن الكريم للنبي ( صلى للا عليه وآله
) ـ كإسرائه بجسمه الشريف ،وصالته في البيت المعمور ـ إماما لألنبياء
والمالئكة ـ بعد أن أذن جبرائيل للصالة ،وانشقاق القمر ـ بأمره إياه
ـ ،وحضور جماعة من الجن عنده وإيمانهم به ـ صلى للا عليه وآله
ـ ،وحضـور أمير المؤمنين ـ من المدينة إلى المدائن ـ كلمح البصر ،
وأمثالها ؛ لكل معصوم من ( 14معصوما ) ؛ فمن شك أو أنكر ـ هذا
وأمثاله لهم ـ ؛ فهو منك ٌر للضروريات ؛ يحكم بكفره .
فاقرأ ( تفسير الميزان ) ؛ وأمثاله ؛ تجد رد كل ضرورية ؛ فافهم
!.
()1
قال الفيض الكاشاني ـ في آخـر كتابه « األصول األصيلة » ـ
قال الخاجا نصير ( :السؤال عن كيفية اإلسراء ( بدعةٌ ) ؛ فكيفيته
مجهولةٌ ) ( . )2ـــــــــــــــــــ
( )1ذكره الفيض في األصول األصيلة :ص ( 182سازمان چاپ دانشگاه ،إيران 1390 ،
) والرسالة مطبوعةٌ مع نقد المحصل ( دار األضواء ،بيروت ،ط1405 ،2هـ )؛ وهي في
صفحتي 471و )2( . 472نقله المصنف معنى ؛ ونصه (( :قال العالمة المحقق حجة الفرقة
الناجية نصير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ـ طاب ثراه ـ في رسالة كتبها
لبعض إخوانه " :اعلم ـ أيدك للا ـ أيها األخ الصالح ( " العزيز " في األصل ) أن أقل ما يحب
اعتقـاده على المكلف )) ...وساق كـالمه إلى أن قال (( :واإلسراء ( وفي المطبوع "
ب ،والسؤال عنه مع االستغناء عنه = ق ،واإليمان به واج ٌ واالستواء " ) ح ٌّ
11
14 الوقاية من أغالط الكفاية :المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن ،ما هو ( البراق ) الوارد ذكره في خطبة زين العابدين
وتواتره ؟! ،وما هي « قبة الصخرة ـ في القدس ـ »؟! .أليس هذا ـ
إنكارا للضروريات عند المسلمين كافة ـ »؟!!
وسار تالميذ مدرسته الفكرية على هذا ؛ كما قال « لينين » ( :
اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ) ؛ فأين هو ـ اآلن ـ ؟!
و أخيرا ؛ ستجد ردا كافيا ؛ إن لم تخدعك « األلقاب » .والحمد لل
تعالى .
رؤوف بن محمد بن عبد للا جمال الدين الحسيني العلوي المحدث .
16شعبان المعظم 1414هـ
12
الوقـايـَةُ
ِم ْن أَغـْ ِ
الط الكـَفا َي ِة
رد -ما في كفاي ِة األصو ِل-
َ
ومباحث عملية ث ألفاظ
من مباح ِ
وبحث في تاريخِ « األصو ِل»
تعارض مسائ ِل ِه م َع
ِ وبيا ُن
ين »والد ِ
« اللغ ِة ِ
ث األ َ ِ
لفاظ » باح ِ
س ُم األول :في َم ِ
«ال ِق ْ
ومعهُ
ث األصو ِل العملي ِة »
« القسم الثاني ـ في َمباح ِ
17 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القس ُم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
تفضيـله للعـقـال الحـمـد لل عـلى
للمـصطـفى وآلـه ثـم سـالم الوالـه
خـالـصةٌ زكـيـة وتـلكـم هـديـة
كي يطلب الهدايـه سميتـها ( :الوقاية )
ال يرجـون غـيره عبـ ٌد يخـاف ربـه
كي يعـلم المصـير يكتبـها ( الحقـير )
والطاهرين الشـرفا ممـتثال للمصطـفى
( من ضل عنا في سقر) إذ صح عنهم ( األثر )
إن استقمت في الفكر فاقرأ ( خليطا ) بحذر
( بوضعها ) ألنتـقم واعـلم بأني لم أقم
لم ينتـهـوا لحـد ( فإنهـم ) في الـرد
13
ما حسبـوه يوصل بل إنهم قـد حلـلوا
والبغـية المحـبوبه ( للغـاية ) المطـلوبة
في الرد بل توسعوا وإنهم قـد شـرعوا
يغفر له ( في رأيهم ) فمن يسر ( في دربهم )
لفئِـة بل مشـترك وما الحالل ( يمتلك )
وسـامع ( أفكاري ) فليعـذرني القـاري
في ردنـا ونسـبوا فأنظر إلى ( ما كتبوا )
وجانبـوا الصوابـا فقد نسـوا ( آآلدابا )
يظهر خبث ما افتري و ل م ن ج د م ن م ن كـر
ودع سبيل البخـل فاسـمح لنا بالقـول
18 أغالط الكفاي ِة :ال ُمقدمةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال بسالح أو بمال فاعدلوا فالحـق بالدليل يقبـل
وغـافـال كســوال وخـادعـوا الجهـوال
وللا هـاد وبه التسديد ولنشرع اآلن بما نريد
****************
14
19 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
قولُهُ (( :األمر األول :إن موضوع كل علم ؛ وهو الذي يبحث
فيه عن عوارضه الذاتية ـ أي بال واسطة في العروض ـ ؛ هو نفس
موضوعات مسائله عينا ،وما يتحد معها خارجا ـ وإن كان يغايرها
مفهوما ؛ تغاير الكلي ومصاديقه ؛ والطبيعي وأفراده ـ .
والمسائل :عبارةٌ عن جملة من قضايا مشتـتة ؛ جمعها اشتراكها
ـ في الداخل ـ في الغرض الذي ألجله دون هذا العلم ـ )) .
ع )) (:بمعنى هدف العلم وغايته ) مصطل ٌح « أقو ُل (( :موضو ٌ
أجنبي يونان ٌّي » .
ٌّ
(( كل علم )) :بعد سبر أبواب « األصول » كافة ؛ يظهر أنه
مستعار من « ثمانية علوم » بعضها يضاد بعض في هدفه ؛ فـ « ٌ
ٌ (*) ٌ
. الوحدة » مفقودة ،والترابط معدو ٌم ! ،ومسائله غير مشتركة
ط في ( النسبة ) ؛ حيث يجب حذف « ياء فعيلة » و (( الطبيعي )) غل ٌ
؛ فيقال :في ( حنيفة ) ( :حنف ٌّي ) .و( بجيلة ) ( :بجل ٌّي ) ،و (
طبعي » .
ٌّ طبيعة ) «
ووي )
ط آخر ؛ فـ ( ذاتٌ ) ينسب إليها ( ذ ٌّ قوله (( :ذاتية )) غل ٌ
باالتفاق! .
()3
قولُهُ (( :األمر الثاني :الوضع :هو [ نحو ]( )2اختصاص اللفظ
بالمعنى .وارتباط خاص بينهما [ ناش ]( )4من تخصيصه به تارة ؛
ومن كثرة استعماله فيه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) (( مِمِنِوافقـناِـِمنهمِـِأبوِالحسنِِاألصفهانِيِـِكماِأخبرناِبهِثقــةِ )) [ منه ـ قدس سره ـ
].
ـــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص ( 7مؤسسة أهل البيت ـ عليهم السالم ـ ،قم المقدسة ،ط، 1
1409هـ ) .
وفيه قال (( :أما المقدمة ؛ ففي بيان أمور منها :األول . )) ...
( )4( ، )2ما بين [ ] كذا في الكفاية المطبوع :ص. 9
( )3في الكفاية (( :للفظ ))
20 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15
أخـرى .وبهذا المعـنى صح تقسيمه إلى ( :التعييني ) ،و ( التعيني
) ؛ كما ال يخفى )) .
أقو ُل :لم يتعرض ـ المصنف ـ لذكر « الواضع » من هو ؟ ؛ وال
لكيفية الوضع ؟ ؛ والمقام يقتضي بيان ذلك ـ ولو تلميحا ـ !.
فالواضع ـ عند الموحدين ـ :هو ( للا تعالى ) ،وعند الملحدين (( :
الحاجة أم االختراع )) ! .فهي ( أي اللغة ) ـ أية لغة كانت ـ « توقيفيةٌ
» عند المؤمن ؛ « بشريةٌ » عند الملحد! .
ومن الغريب « هذا التقسيم » ؛ الذي ال دليل عليه من لغة العرب
؛ فهذه كتب اللغة ـ بين أيدينا ـ لم نعثر فيها على غير « الحقيقة
والمجاز » فقط ! .و« الحقيقة » واحدةٌ ـ ال تتجزأ ـ ! .و« المجاز »
واح ٌد ـ في أصله ـ كذلك !.
قولُهُ (( :ثم إن الملحوظ حال الوضع ؛ إما يكون معنى عاما ؛ فيوضع
اللفظ له تارة ؛ وألفراده ومصاديقه أخرى )) إلى قو ِل ِه (( :فيكون األقسام
ثالثة )) (. )1
أقو ُل :يتضح من كالمه ـ هذا ومما تقدم ـ أن واضع اللغة ـ أية لغة
كانت ـ إنسا ٌن ؛ فوضعه ( )2بصفات النقص ـ كالتصور وشبهه ـ !.
لكن سورة ( الروم ) و ( الرحمن ) ـ وغيرهما ـ ؛ دلي ٌل واض ٌح
على وضع لغة البشر من قبله ـ جلت قـدرته ـ أو إلهامه ـ لم يشـاركه
شريكٌ ـ [ ( :و ] ٱختالف ألسنتكم [ وألوانكم إن في . ))3(]...فكيف
اتبع المصنف « من جعل القرآن وراء ظهره » ؛ فصور ( الواضع) بما
صوره به المجسمون المشبهون ؟! ـــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 9
( )2ولعلها (( :فوصفه )) .
( )3ما بين [ ] صوبناه كما جاء في المصحف ؛ وهي اآلية 22من سورة الروم ؛ كتبت
في األصل مضطربة هكذا ( :إن في اختالف ألسنتكم ) .
21 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعده ـ أقسـام الوضع ـ ثـالثة ؛ ال دليل عليه من مصـادر اللغة !
؛ « وال حجة بقول غير أهل اللغة » في أمر لغوي محض ! .
إذ « العام » على عمومه ال يتجزأ .فإذا أريد به ( الماهية ) أو (
األفراد ) ،أو ( الجنس ) ال يختلف بصفة العموم وحقيقته .أما «
فأمر ثابتٌ ـ لغة ـ
ٌ الموضوع والموضوع له » على وجه الخصوص ؛
16
،لكن ال كما يدعيه « المصنف » ؛ فإن المفهوم من كالمه « تعدد
الواضع » ! ؛ وهذا يصح على رأي « المجسمة والملحدين » ! .
فإن قيل :ما معنى ( المرتجل ) ـ في األعالم ـ الذي اتفق النحاة
على إثباته ؟!
قيل :هو ما لم يالحظ « أصل اشتقاقه » حين االستعمال ؛ إذ ال
يوجد لفظةٌ ذات معنى ال أصل لها ؛ فهي موضوعةٌ ؛ وإال كانت مهملة
ٌ
اثنان » ـ ال ثالثة ـ ! .إذ اختالف صفات المسمى ال تدل ؛ « فاألقسام
على اختالف حقيقته ـ خصوصا في مسألة ( كالعموم أو الخصوص
).
تنبيه :ال شك في ثبوت ( الوضع الخاص ) ـ كاألعالم وغيرها ـ .
أما ( الموضوع له الخاص ) ؛ فليس معروفا في اللغة .نعم :
خاص ـ .ولو كان ( الموضوع له ) ـ ٌّ المستعمل فيه حين االستعمال ـ
خاصـا ـ ؛ لكان زيد ابن علي ـ مثال ـ ( حقيقة ) ،وما عداه ( مجازا )
! ؛ و ليس األمر كذلك ! .وبهذا يظهر عدم ثبوت ( الموضوع له )
الخاص ! ؛ بل المستعمل فيه ليس غير .إذ ال علم ـ لنا ـ بـ « الموضوع
له ـ الخـاص ـ األول » منذ بداية العربية ! ؛ فكل ما وقع في كالمنا أو
كالم غيرنا [ من ] ( )1كلمة « موضوع له خاص » ؛ إنما المقصود
هذا ليس غير .
ـــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه استظهارا .
22 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( فصل قصير )
الواضع ـ للغات البشر كافة ـ هو للا تعالى فقط ؛ بتوسط « 124
ألف نبي » ـ ابتداء بآدم وانتهاء بالخاتِم " صلى للا عليه وآله "
ـ ( وعـددهم ـ عليهم السالم ـ أكثر من هذا يقينا ) .
الواضـع « أللفـاظ العبادات والمعـامالت كافـة » هو للا تعالى ؛ ألنه
هو ( المشرع ) الذي فرضها وأبان أحكامها ؛ لكل نبي حسبما تقتضيه
حكمته تعالى .
فقول « األصوليين » ( :المعنى اللغوي « للصالة » :هو الدعاء )
محض ! .وإنما معناها الشرعي القديم ـ أي قبل اإلسالم ـ وهو ٌ غل ٌ
ط
حقيقة الصالة المفروضة على بعض األنبياء ـ آنذاك ـ ؛ كما حكى للا
17
تعالى عن نبيه زكريا ( :وهو قائ ٌم يصلي في المحراب )( : )1أي
يدعو( . )2إذ معظم العرب « وثن ٌّي » بعي ٌد عن الصالة والدعاء ؛ وكل
معروف في أديان األنبياء قبل اإلسالم . ٌ ما هو
نعم ؛ استعملوا ـ هذا اللفظ ـ لما يشبهه ؛ والوضع عا ٌّم ،
والموضوع له ـ أيضا ـ مطلقا .بدليل جعلهم التنكير ـ أصال ـ .نعم ؛
يتخصص في االستعمال نحو « :زيد وعمرو » بدليل قبول األعالم «
الشخصية والنوعية » للتنكير ؛ فلو كان تعـريفها ـ بسبب الوضع ـ ؛
لما جـاز « تنكيرها» .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة آل عمران :اآلية . 39وتخصيص صالة زكريا بالدعاء فقط يفتقر إلى مستند ممن
هم ترجمان القرآن ؛ كيف وقد روى العياشي في تفسيره عن حسين بن أحمد عن أبيه عن أبي
عبد للا ـ عليه السالم ـ قال (( :سمعته يقول :إن طاعة للا خدمته في األرض ؛ فليس شي ٌء
من خدمته تعدل الصالة ؛ فمن ثم نادت المالئكة زكريا هو قائ ٌم يصلي في المحراب )) ؛ ومثله
رواه الصدوق في فقيهه .
( )2ال إشكال في أن الدعاء يراد به المعنى الشرعي للصالة ـ في الشرائع السابقة ؛ بل في
اإلسالم أيضا كما في صالة الجنازة ـ ؛ أما حصر الصالة الشرعية في الشرائع السابقة ؛ بالدعاء
فقط ـ كما نراه اليوم في كنائس اليهود والنصارى في طقوسهم الدينية ـ ترده اآلية ( ) 43من
سورة مريم قال تعالى ( :يا مريم اقنتي لربك واسجد واركعي مع الراكعين ) ،وكذلك اآلية
( )125من سورة البقرة قال تعالى ( :وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطآئفين
والعاكفين والركع السجود ) ؛ وكذلك الرواية السابقة ،وللا أعلم .
23 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اص » بالصـفة ال بالذات ( ،والضمائر أعرف فالموضوع له « خـ ٌّ
المعارف ) ـ مبهمةٌ ـ .وكذا ( أسماء اإلشارة والموصول ) ؛ فلو كانت
معرفة بسبب الوضع ؛ لما وصفت « باإلبهام » ! .وبدليل آخر هو
شخصي لكل مفرد ٌّ أنها ( حقيقـةٌ ) حيثما « استعملت » ؛ فـ ( زي ٌد ) عل ٌم
مذكر إنسان ـ مثال ـ ؛ وإال لكان ( مجازا ) ؛ إذ ال ندري ألي ( زيد )
وضع هذا االسم ! ،وحيث قد تأثرنا ـ سابقا ـ بدراستنا المغلوطة ؛
ذهبنا في ( المعجب ) وغيره إلى خالف هذا ـ غلطا سببه « المخالطة
» ـ ،وللا الهادي والعاصم .
قولُهُ (( :والتحقيق ـ حسبما يؤدي إليه النظر الدقيق ـ أن حال
المستعمل فيه .والموضوع له فيها حالهما في األسماء )) إلى قو ِل ِه :
(( فاالختالف بين االسم والحرف في الوضع يكون موجبا ؛ لعدم جواز
استعمال أحدهما في موضع اآلخر ؛ وإن اتفقا فيما له الوضع )) (. )1
أقول :هذه مشكلةٌ ـ أثارها من أثارها ـ ! ؛ « شنشنةٌ أعرفها من
أخزم »! .إذ لو الحظ المثقف كتاب « سيبويه » ،ثم « المقتضب »
18
للمبرد ؛ وهما من أقدم مراجع علوم اللغة العربية وبعدهما « :شرح
المفصل » البن يعيش األندلسي ،ومؤلفات ابن هشام األنصاري
والزمخشري وغيرهم ؛ لما وجد هذا الخبط الغريب في مسألة الوضع
عامة ووضع الحـروف خاصة .فلو تعارض تقرير الطبيب « الباطني
» مع تقرير الطبيب « الجراح » في قضية « جراحية » ؛ قدم « العقالء
» ـ باإلجماع ـ قول الجراح ! .وهكذا علماء اللغة وعلماء األصول ـ
سيما من تأخر من األصوليين ـ ؛ فإن فقده ( الفصاحة الفطرية ) يحتم
عليه اكتسابها ؛ وهو « بالنقل » فقط ـ خصوصا في مثل عصرنا ـ .
فلو سألنا أنصار المصنف ـ وهم أكثريةٌ ـ عن دليل لغوي لتأييد مقالة
الرجل ؛ لكان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 12 ، 11
24 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصمت هو الجواب !.
وحل هذه المشكلة هكذا :إن « الحـروف » في لغة العرب
موضوعةٌ لمعان ثابتة محدودة .كما أن ألفاظها ذات هيئة ثابتة ؛ لذا
كانت أصل الجوامد وأصل المبنيات ! .فهي للربط بين اسمين ،أو اسم
وفعل ،أو جملتين ،أو لنقل معنى ،ونحوه !.
فوضعها « عا ٌّم » ،والموضوع له « عا ٌّم »! ؛ فاالبتداء في ( من
) ـ مثال ـ عا ٌّم ،وما يبتدأ به أو منه بها عا ٌّم ـ أيضا ـ .إذ إننا نجهل
االبتداء األول الذي استعمله بها الواضع ،وتعدد االستعمال إلى حد
يتعذر حصره إن ( )1قلتم بتعدد وضعه قلتم بالمحال ،أو نفيتم «
الموضوع له الخاص » كما تزعمون ! .ومهما حاولتم تصحيح مدعاكم
عارضتكم نصوص اللغة واتفاق اللغويين والوجدان ! .وإن نفي
المصنف حلول االسم محل الحرف بصورة مطلقة ؛ يدل على قلة
اطالعه بأساليب العرب في كالمهم ؛ مكتفيا بآراء المنطقيين
والفالسفة !.
أجل ؛ لقد أجمع حملة العلوم اللغوية على كثرة ( التضمين ) في
األسماء واألفعال ـ وقيل في بعض الحروف أيضا ـ ؛ وهو أن تتحمل
الكلمة معنى غير معناها األصلي ـ على جهة الحقيقة ـ .وبسببه بنيت
بعض األسماء لتضمنها معنى هو للحرف ( كمتى ،وهنا ،وكثير
19
غيرهما ) ؛ فكيف يصح نفي حلول اسم محل حرف مطلقا ـ كما ذكر ـ
؟!.
قولُهُ (( :الثالث :صحة استعمال اللفظ فيما يناسب ما وضع له
؛ هل هو بالوضع أو بالطبع ؟ وجهان ؛ بل قوالن ؛ أظهـرهما أنه
بالطبع )) إلى قو ِل ِه (( :كما تأتي اإلشارة إليه (. )) )2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1ولعلها (( :وإن قلتم )) .
( )2في كفاية األصول :ص (( : 13كما يأتي اإلشارة إلى تفصيله )) .
25 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقو ُل :إن أراد بـ « الطبع » حصول المناسبة والقرينة للمعنى
الموضوع له ـ األول ـ مع ثبوت « نظيره » في استعمال الفصحاء ؛
فهذا « هو المجاز » ؛ وإال فهو « المولد » ـ الدخيل ـ ! .أجل ؛ لو تتبع
« الباحث » سيرة « الصحابة والتابعين » ـ جميعا ـ ؛ لما وجد أنهم قد
اخترعوا «كلمة ما » ؛ فاصطلحوا عليها في أمور الدين أو الدنيا ! .
وحبذا لو دلنا أنصار المصنف على كلمة واحدة ـ بالطبع كما ذكره
المصنف ـ موضوعة من قبل الصحابة أو التابعين ؛ فكيف يجوز «
تحكيم الطبع في أمور اللغة »؟! ؛ وکيف يستقيم بناء قواعد علم هذه
مقررات علمائه ؟ !.
قولُهُ (( :الرابع :ال شبهة في صحة إطالق اللفظ وإرادة نوعه
))...إلخ ( (( . )1والخامس :ال ريب في كون األلفاظ موضوعة بإزاء
معانيها من حيث هي ؛ ال من حيث هي مرادةٌ لالفظها )2( )) ...إلخ .
أقو ُل :إن فيها سفسطةٌ نعرض عنها ـ خصوصا قوله (( :ال من
حيث هي مرادةٌ لالفظها )) ـ مع علمه وعلم غيره أن المعاني العامة
ال فائدة عملية منها إال بالقصد ،ومنه يحصل التعيين وتتم الفائدة من
وضع الكلمة .إذ « الضرب » بمعناه الحدثي المصدري ـ العام ـ مبه ٌم
ال فائدة لسامعه منه ؛ إال بالقصد والتعيين .
قولُهُ (( :السادس :ال وجه لتوهم وضع المركبات غير وضع
()3
المفردات ضرورة عدم الحاجة إليه بعد وضعها ـ بموادها ـ )) ...
إلخ .
أقو ُل :لعل المصنـف تجاهل « علم البيـان » ؛ فإن معظم مسائله
يتعلق بـ( التركيب ) ال بـ ( المفرد ) ـ وإن لوحظ أيضا ـ ! .كما نجد كتب
20
النحو وغيرها ؛ مملوءة بقولهم « :هذا مما ال نظير له في كالم العرب
» ؛ وهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )3( ، )2( ، )1كفاية األصول :ص. 18 ، 16 ، 14
26 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعنون بيت شعر أو عبارة نثر !.
منفي في علوم اللغة كافة .نعم ؛
ٌّ فنفي وضع المركبات ـ بال قيد ـ
كل مركب « بتسلسل المركبات الالمتناهي » ! ؛ هذا غير موضوع ،
إنما الموضوع ـ مركباتٌ محدودةٌ ـ ؛ احتفظت بها كتب ( األدب ،واللغة
،والبالغة )...إلخ .
وال يكون « التركيب » ـ أي تركيب ـ عربيا بليغا ؛ حتى يكون
موافقا لتلك المركبات ( المنقولة ) والقواعد الثابتة ( المقررة ) !.
فنفي وضع المركبات ـ حسب إطالق المصنف ـ ؛ مردو ٌد بعلم البيان
وغيره وإجماع أهل اللغة ؛ « وصاحب الدار أدرى بالذي فيها » .
قولُهُ (( :السابع :ال يخفى أن تبادر ـ المعنى ـ من اللفظ [ وانسباقه
إلى الذهن ـ وبال قرينة ] ( )1عالمة كونه حقيقة فيه )) ...إلخ .
أقو ُل « :التبادر » حجةٌ يستدل بها األصوليون ـ في أغلب مواضع
جدلهم ـ ! .فالبد لنا من بيان صحة « االحتجاج » به أو عدم الصحة
!.
إن المثقف الباحث يعلم علما يقينا أن اللغة « الفصحى » ضاعت
؛ بسبب اختالطها بغيرها منذ تأسيس « الدولة العباسية » بعد سقوط
« الدولة األموية » ـ خصوصا في المدن الكبرى ( كمكة المكرمة ،
والمدينة المنورة ،ودمشق ،وبغداد ،والكوفة ،والبصرة ) ـ.لكثرة
المسلمين ( غير العرب ) في تلك المدن ؛ لسبب سياسي أو اقتصادي
ـ وربما ديني أيضا ! ـ .كما كثر « تزوج العرب بغير العربيات » ؛
فأصبحت ـ منذ ذلك التأريخ ـ الفصحى بضاعة يتجر بها
« األصمعي » وأمثاله عند الخلفاء العباسيين ! .حيث يضرب تجار
اللغة وآدابها آباط الشجر ووعورة الصحـراء ؛ ليقفـوا على معـنى «
كلمة لغـوية » ـــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه عن كفاية األصول :ص. 18
27 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21
أو تفسير « بيت من الشعر» ! ؛ فيبيعون بضاعتهم في البـالط العباسي
أو في « المربد » وغيره من أسواق األدب ـ للدعاية ! ـ .وتلك حالة
الفصحى منذ أكثر من ألف عام ـ بالنسبة لزمن المصنف ! .فهل «
ظ محدودةٌ جدا ـ وبالنسبة له ـ تكاد تكونللتبادر» ـ من مجال ـ إال ألفا ٌ
« النسبة صفرا أو تحت الصفر »؟! .فما هو المسوغ اللغوي لجعل
التبادر حجة ؟! .إذ ـ المقصود به ـ :التبادر إلى أذهانهم هم أنفسهم ـ
حتما ـ ! ؛ ألنهم لم يدركوا أهل اللغـة ـ األصليين ـ .ولم يختلطوا بهم
ليعرفوا ما يتبادر إلى ذهنهم من تلك الكلمة أو ذلك التركيب ! .
فاالحتجاج بالتبادر ـ حسب اإلطالق األصولي ـ مغالطةٌ ؛ يردها التأريخ
والوجدان ؛ ويرتضيها ال ٌمغفلون ـ عباد الشخصيات ـ !.
وأخيرا ؛ لو صح االستدالل بـ « التبادر» على اإلطالق ـ خصوصا
لمن تأخر عن زمن الفصحى ـ ؛ لصح الجمع بين « النقيضين » ؛ إذ
قد ملئت الكتب «األصولية » باالحتجاج به على« متناقضين » ؛ فتش
ي » ال « كسب ٌّى » ! ؛ فال يحتج به إالتجد ! .علما بأن التبادر « فطر ٌّ
أهل اللغة األصليون فقط .وعلماء األصول كلهم قد أخذوا اللغة بالتعلم
ال بالفطرة ! .ومن أخذه بالفطرة ؛ فبلغة المولدين ال الفصحى األصيلة
! .فأين موقع التبادر ؟! ؛ بل حتى «الفطري ـ المنقول ـ » ال يمكن
االحتجاج به ـ غالبا ـ ؛ الختالف النقل أو اختالف « لهجة الفصحاء »
أنفسهم ! ( كرفع المستثنى أو نصبه ـ مثال ـ في « لهجة الحجازيين »
في قولهم « :ما الطيب إال المسكِ » ؛ ونصبه في « لهجة التميميين »
؛ فافهم الخلط ـ عند األصوليين ـ !.
وأما التبادر « العرفي الخاص» عند األصوليين ؛ فال يستدل به
أيضا! ؛ ألن مسائل هذا « الخليط » متناقضةٌ بعضها يضرب بعضا!.
وخالف علمائه ـ فيها ـ أشهـر من أن يذكر ؛ فأين التبادر «العرفي»؟!
.ولئن ثبت ـ عندهم ـ على
28 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبيل الفرض ؛ فما صلته بلغة العرب ـ مع علمنا بتعدد لهجاتها ـ ؟!.
( تنبيه )
ال يقال :إن ما ذكرته من نفي « التبادر» لغير أهل اللغة األصليين
يجعل اللغة كـ « الخزانة المقفلة » !.
22
ألننا نقول :التبادر الفطري ،ال يحتاج إلى نظر ،والتبادر الكسبي
يحتاج ،وكثيرا « يخطئ النظر» ؛ فعلم العالم بالشيء صناعةٌ نافعةٌ
يعتمد عليها ؛ لكنها دون مستوى التبادر ؛ فافهم !.
قولُهُ (( :الثامن :أنه للفظ أحوا ٌل خمسةٌ ؛ وهي :التجوز ،
واالشتراك ،والتخصيص ،والنقل ،واإلضمار .ال يكاد يصار إلى
أحدها فيما إذا دار األمر بينه وبين المعنى الحقيقي ؛ إال بقرنية صارفة
عنه إليه )1())...إلخ .
أقو ُل :إن كلمة ( أحوال ) مجملةٌ تحتمل وجوها ،والظاهر أنه
يقصد الوضع ،وعلى كل حال عطفه ( الخمسة ) على ( الحقيقة )
صراحةٌ بنفي الحقيقة عن الخمسة كافـة ! .فإن صح في ( التجـوز )
و ( النقـل ) ؛ لن يصح في ( االشتراك ) و ( التخصيص ) و ( اإلضمار
) ؛ ألنها من باب الحقيقة ال المجاز في المراد منها ـ حسب اعتراف
األصوليين أنفسهم ـ ؛ فكيف جعلها قسما مقابال للحقيقة ؟! .إذ ال
يقول المصنف ـ وال غيره ـ :إن ( عينا ) حقيقةٌ في الباصرة فقط ؛
جاز في بقية معانيها ،كما ال يقولون :إن ( الهاء ) م ٌ
جاز في الداللة م ٌ
جاز في الداللة على الخطاب ...إلخ ؛ على الغيبة ،و ( الكاف ) م ٌ
فكيف إذن زجها مع التجوز ؟! .
قوله (( :التاسع :أنه قد اختلفوا في ثبوت الحقيقة الشرعية
وعدمه على أقوال )2( ))...إلخ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )2( ، )1كفاية األصول :ص. 21 ، 20
29 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقو ُل :إن هذا البحث من األدلة الصـريحة على تناقض ( علم
األصول ) ـ حتى عند األصوليين ـ ؛ إذ ال تكاد توجد مسألةٌ واحدةٌ ـ
من مسائله ـ خاليةٌ عن أخذ ورد ـ إال النادر جدا ـ !.
« والحقيقة الشرعية » مما تضاربت به كلماتهم كما قال ؛ فلو
صحت لجاز لقريش وغيرهم أن يقولوا :جئت بما ليس في لغتنا ؛
فليس لك أن تقول ( :فأتوا [ بسورة ] ( )1من مثله ) ،ولما جاز
وصف القرآن بـ ( العربية ) ! .فالمناسبة موجودةٌ ،ومنكرها منك ٌر
للواضحات ،والقرينة « الفعـلية » عمل الرسول ـ صلى للا عليه وآله
23
ـ ؛ فهذان ركنا المجـاز قد تحققا ،ودعـوى « التعيين» ـ بالمعنى «
الجديد » ـ عاريةٌ عن الدليل ؛ إال المغالطة فقط !.
وأغرب من الحقيقة الشرعية ( الحقيقة العرفية ) ! ؛ كأن اللغة
موقوف يدخله كل من يحتاج إلى الدخول إليه ! .
ٌ خا ٌن
( توضيح )
الحج لغة :القصد .
والحج الشرعي :قص ٌد معي ٌن بعمل الرسول ـ صلى للا عليه وآلهِ
ـ .فالمناسبة ( القصد ) .والقرينة عمله ـ صلى للا عليه وآلهِ ـ .ال
قريش ـ لغرابته ..على لغتهم ـ !. ٌ وضع جديدا .وإال ألنكره
( الحقيقةُ )
بعد أن ثبت أن واضع «أصول اللغات البشرية » هو للا تعالى ،
واأللفاظ الشرعية ـ كافة في جميع األديان ـ منه تعالى أيضا ؛ فالصالة
( دعا ٌء ) حقيقةٌ شرعيةٌ ،ومصداقها ـ في اإلسالم ـ صالة األموات ؛
تكبير فقط .وبعض أنواع الصالة اليومية ( حال الخـوف فإنها دعا ٌء و ٌ
الشـديد ) ،وذات األفعـال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه كما في اآلية 23من سورة البقرة ؛ وكتبت في األصل ( بآية ) ؛ ولعله
حصل اشتبا ٌه .
30 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المخصوصة حقيقةٌ ـ مثل سابقتها ـ ؛ ألن المشرع واح ٌد ؛ فهو يسمي
ما يشاء بما يشاء ،والعبادات االضطرارية ـ كافة ـ حقيقةٌ تسميتها ـ
ٌ
مجاز .فما كان في األديان السابقة مع زوال مقوماتها كال أو بعضا ـ ال
؛ فقد عرف العرب تلك األلفاظ ؛ وإن لم يعتقد بعضهم بصحتها ؛ فهي
جاريةٌ على ألسنتهم على كل حال ؛ فال صحة لقول األصوليين :إن
جاز ؛ ألنهم ال يستطيعون نفي اسم الصالة الصالة ـ بمعنى الدعاء ـ م ٌ
عن صالة الميت وغيرها ـ من اختياري أو اضطراري ـ ؛ والكل حقيقةٌ
ال م ٌ
جاز ؛ مع التغاير الشديد ! .
( تنبيه ٌِ )
قد يفهم بعض التناقض في كالمنا ؛ فنقول :إن رد كالم الخصم
بما ينفيه كاف في البحث .أما رأينا الشخصي في المسألة ؛ فهو ما
كثير في الكتب !.
تقدم قريبا ،وسابقه لإلقناع ليس غير ،و مثل هذا ٌ
( تنبيه ٌِ )
24
بحكم قواعدهم ـ وهي حجةٌ عندهم وعليهم ـ ؛ ومنها القول بـ «
الحقيقة الشرعية » ،وعدم قائل بـ « مجاز شرعي » ـ حتى اآلن ـ نقول
( :الرسول ) ( النبي ) ( ،المعصوم ) ( ،أمير المؤمنين ) ( ،اإلمام
خاص ،ومنها عا ٌّم ـ الثني عشر ليس غير ـ ؛
ٌّ ظ شرعيةٌ ؛ منها) ألفا ٌ
فالقائل بالحقيقة الشرعية وثبوتها عنده حجةٌ عليه ؛ ليس له تجاوز
هذه الحقيقة ،واستعمال ( ألقاب دينية خاصة ) ما سبقه أح ٌد من علماء
اإلمامية ـ حتى عهد قريب ـ ؛ فافهم ! .فإن صحت الحقيقة الشرعية
التعينية ـ كما يدعون ـ جعلت دليال مع عشرات األدلة ؛ على أن واضع
اللغات ـ هو للا تعالى ـ ال اإلنسان ؛ حيث لم تكن ألفاظ الشريعة القرآنية
من النبي ـ كما هو صري ٌح في كثـير من اآليات ـ ! .لكن المـراد يتنافي
معها ـ أعني البالغ ـ ؛ إذ ال يتم « إنذار أم القرى ومن
31 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٌ ٌ
حولها » بغير لغتهم ،ومعلو ٌم من لغتهم أنها حقيقة ومجاز ؛ فسلوك ()1
مخالف للغرض
ٌ أحد المعنيين كاف في ( اإلنذار ) ،وتأسيس ( ثالث ) ؛
المذكور .
أما ما ذكره ـ من الخالف ـ في إرادة ( الصحيح أو األعم ) ـ من
فاسد وصحيح من هذه األلفاظ ـ ؛ فتصوراتٌ خياليةٌ صرفةٌ ؛ إذ من
المعلوم ـ لغةِ وشرعا ـ أن ( الصحيح ) هو المراد ،ولئن سمي (
الفاسد ) بتسمية ( الصحيح ) مجـازا ـ بعالقة ما كان حسب المأمور
به ـ فذلك من أوسع أبواب اللغة ؛ فال حاجة إلى تخيالت « الباقالني
» وأمثاله ! .
قولُهُ (( :العاشر :أنه وقع الخالف في أن ألفاظ العبادات أسام
لخصوص الصحيحة أو لألعم منها )2( )) ...إلخ .
أقولِ :إن نشر « المعتقدات الباطلة واآلراء اإللحادية » ؛ تختلف
طرقه باختالف ملكة ناشرها ( العلمية والبيانيـة ) ؛ فمن ذلك :
الظهور بمظهر « الرد .وتأييد الضد »! ـ ؛ لكن الهـدف ( الخفي
) قد تحقق ؛ إذ قد تم نشره وتعريف ( القراء ) به ؛ بطريقة « الرد
وإظهار الخالف » !.
ومنه « :تعظيم منـزلة أعداء الحق » ؛ وتعريف القراء بهم ! ـ بعد
أن كانت معرفتهم مقصورة على « فئة ضالة معينة » ـ ؛ وذلك بسبب
25
كثرة النقل عنهم والرد عليهم ! .فلو كان الغـرض « نقض الباطل
واالنتصار للحـق » حقيقة ـ غير مبطنة ـ ! ؛ لردوا الباطل ـ بعينـه ـ
دون ذكر اسم صاحبه نحو «:إن قيل :كذا ؛ فرده كذا » ؛ بشرط عدم
نشر للباطل أيضا !.اإلكثار منه ؛ ألن ذلك ٌ
فإن قيل « :الساكت عن الحق شيطا ٌن أخرس » قيل « :كل شيء
تجاوز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1اقتبسه المصنف من قوله تعالى ( :ولتنذر أم القرى ومن حولها ) ،وهو مقط ٌع من اآلية
92من سورة األنعام ،وكذا اآلية 7من سورة الشورى إال أن فيها ( :لتنذر ) ...دون الواو
.
( )2كفاية األصول :ص. 23
32 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حده أنقلب إلى ضده » .
فـ ( قال الباقالني ...والجبائي ...والكعبي ) ...إلخ ـ مثال ـ في
عشرات الكتب األصولية ـ الشيعية ـ ؛ أدى إلى نشر «مبادئ العامة »
في أفكار « أبناء الخاصة » بسبب ذلك اإلكثار والخلط! ؛ حتى لقد شاع
ق»!؛ ـ عند أبناء هذا الجيل ـ أن الفخر الرازي ـ مثال ـ « عال ٌم محق ٌ
والصدوق ـ مثال ـ « محد ٌ
ث جام ٌع » ! .
وبعد :إن التناقضات ـ في هذه المسألة ـ وكل مسألة مسألة ـ من
هذا العلم السياسي ـ دلي ٌل صري ٌح على منافاة « قواعده » كافة للقرآن
الكريم ! .
فالنهي الصريح المكرر فيه عما يؤدي إلى الخالف ـ وهوِ من أسباب
الفشل ـ قد تجاوز حد العشرات ! .و قد سميناه « سياسيـا » ؛ ألن
وضعه ونشره واستعماله وتشجيع علمائه وطالبيه ؛ قد صدر عن «
البالط العباسي» ـ عدو آل محمد ـ ؛ فالوالد يوصي الولد من خلفاء
الجور به وبمن يسلك نهجه !.
الذين هم عن صالتهم ساهون ل للمصلين =قال تعالى ( :فوي ٌ
) ( . )1إن هذه اآلية الشريفة ـ وعشرات غيرها ـ صريحة
()2
=
الداللة على نفي الصالة المقصودة للشارع عن كل صالة باطلة ؛
وغيرها ـ من العبادات ـ كذلك .ولغته وقصده شي ٌء واح ٌد ؛ وإال لكان
أحدهما عبثا ! .أما تسمية غير المراد باسم المراد ؛ فكتسمية العرب
المسافرين « قافلة » عكس الحقيقة ـ تفأوال ـ ،وفي الشرعيات بناء
26
على ما كان أو يكون مجازا .وقولنا في المراد من أسماء المعامالت
؛ هو قولنا في المراد من أسماء العبادات .
قولُهُ (( :الحادي عشر :الحق وقوع االشتراك للنقل والتبادر ؛
وعدم صحة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1اآليتان 4و 5من سورة الماعون ،وكتبت ( ويل ) في األصل ؛ والصواب ( فوي ٌل ) كما
أثبتناه .
( )2حق العبارة أن تكون (( إن هاتان اآليتان الشريفتان )) ألنهما آيتان ال آيةٌ واحدةٌ .
33 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلب بالنسبة إلى معنيين أو أكثر للفظ واحد )1( )) ...إلخ .
أقو ُل :لو قرأ الباحث المتتبع كتاب « قوانين األصول » ـ للميرزا
القمي ـ وغيره من الكتب األصولية الموسعة ؛ لوقف على تأويالت
غريبة وأدلة أغرب في مسألة ( المشترك ) وغيرها من مسائل « هذا
الخليط الغريب » ! ؛ إال أن مصادر اللغة تنفي الكثير مما أثبته
األصوليون ؛ فالمشترك في اللغة أشهر من أن يحتاج إلى دليل ! ؛
ولوضوحه ال يحتاج كذلك إلى تأويل ! .وما ذكره ـ المصنف هنا ـ يليق
بعلم المنطق والحكمة والفلسفة ...إلخ ؛ وال يليق بـ ( لغة العرب )
المبنية على االختصار والبيان والخفة ال على التعقيد والتقعر ! ؛ فما
كتب كثيرةٌ
ذكره إلى « لغة الصوفية والفالسفة » أقرب ! .ولقد ألفت ٌ
على شكل « معجم لغوي » جمع فيها مؤلفوها المشترك !.
ار ـ ؛
وأما استدالله بـ ( التبادر ) الذي لم يبق من أهل لغته ـ دي ٌ
فليس في موقعه ؛ كذلك صحة السلب ؛ فالنقل كاف ؛ وهو وحده
الواسطة ـ بيننا وبين « أصحاب اللغة األصليين » ـ .
قولُهُ (( :الثاني عشر :أنه [ قد ] ( )2اختلفوا في جواز استعمال
اللفظ في أكثر من معنى على سبيل االنفراد واالستقالل ـ بأن يراد منه
كل واحد كما إذا لم يستعمل إال فيه ـ على أقوال )) .
أقولِ :هذه األوصاف التي ذكرها تنطبق على « المشترك » الذي
سبق ذكره ؛ إال أنه أطلق الكالم آنفا ؛ وخصه ـ هنا ـ في االستعمال في
فرض غير واقع في لغة العرب ،و « الحكم العقلي ٌ آن واحد .لكن هذا
» ال دخل له في ـــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 35
( )2ما بين [ ] أثبتناه عن كفاية األصول :ص36
27
34 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسائل اللغوية ،وكان األليق بالمؤلف أن يتتبع كالم العرب ؛ لنفي
أو إثبات تلك التصورات الوهمية ! .
والحق أن مثل هذا االستعمال ال وجود له في لغة العرب ؛ بل (
القرينة ) هي « المشخصة للمعنى المشترك » حتما .
قولُهُ (( :الثالث عشر [ :إنه ] ( )1اختلفوا في أن ـ المشتق ـ حقيقةٌ
في خصوص ما تلبس بالمبدأ ـ في الحال ـ أو فيما يعمه وما انقضى
عنه على أقوال ؛ بعد االتفاق على كونه مجازا فيما تلبس به في
االستقبال )) ...إلخ .
أقو ُل :البد من تمهيد ـ لهذا الموضوع ـ قبل الدخول فيه .
ال يستطيع « أصولي » ـ سن ٌّي أو متشي ٌع ـ أن يذكر « علم األصـول
» ـ بقسميه ( اللفظي والعملي ) ـ قبل الدور العباسي الثاني! .وبهذا
التأريخ ـ باتفاق ال خالف فيه ـ أصبحت اللغـة الفصحى «كسبيـة » !
،وقبـله « فطرية »! ؛ خصوصا في المدن الكبرى ( كبغداد ،والبصرة
،والكوفة ،ومكة ،والمدينة ،وبالد الشام ،ومصر ) حيث ملئت
بالمسلمين الجدد الذين وفدوا للتعلم وغيره من األسباب إلى تلك المدن
كافة .
وبهذا السبب ضاعت اللغة الفصحى ـ الختالطها بغيرها ! ـ ؛ فسلب
االحتجاج بشعراء تلك الفترة وما بعدها إلى زماننا ،مع العلم :أن «
واضع علم األصول » نفسه ـ وهو الشافعي ،أو أبو حنيفة ،أو
غيرهما على خالف في ذلك ـ هو من األعاجم ـ نسبا أو اختالطا ودرسا
ـ!.
فإذا عـرفت ذلك ؛ سـلهم ما هي ( الحقيقـة ) ؟ ؛ وما هو المجـاز
؟ ـــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه عن كفاية األصول :ص. 38
35 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجبك «كتبهم » ( :الحقيقة ) « :استعمال اللفظ فيما وضع له »
.وحينئذ نقول :إن الفترة الزمنية بين واضع « اللغة » وواضع «
28
بشر »! ـ ،كما أن بينه وبين األصول » تعد باآلالف ـ إن قلنا « إنه ٌ
أهلها الفصحاء تعد بالمئات !.
وقد ثبت ـ بالنقل الصحيح ـ أن ( أفعاال ) ال وصف لها .و ( أوصافا
ئ ) ،ولم يرد لـ ( ذرأ ) () ال فعل لها ؛ فقد قالوا ( :برأ ) فهو ( بار ٌ
متقارب ؛ مما يدل على « توقيفية اللغة
ٌ ئ ) ؛ ومعناهما واح ٌد أو ذار ٌ
» !.
و ( المجاز ) « :استعمال اللفظ في غير ما هو له ؛ لمناسبة
وقرينة ».
فهل ( تلبس ) ـ مثال ـ ،وكلمة ( مشتق ) ـ بالمعنى األصولي ـ
مجازي ـ ؟!
ٌّ حقيقي أو
ٌّ لهما ذك ٌر ـ
إن ( تلبس ) ـ بمعنى اتصف ـ ؛ و ( مشتق ) األصولي منفيان
في اللغة ؛ فكيف قسمتموه ( حقيقة ) و ( مجازا) ؟! .
مع أن ( اسم الفاعل ) ـ وهو في مقدمة ( المشتقات ) في اللغة ـ
حقيقة في الحال ؛ حقيقة في االستقبال أيضا .ومثله أمثلة ( المبالغة
) ؛ فهي « :اسم فاعل بصيغة مختلفة عنه بسبب المبالغة » ؛ ومعناهما
واح ٌد إال في المبالغة والتكثير .
واألغلب في « مفعول » كذلك ؛ فكيف جعلتم حقيقة اللغة مجازا ؛
ومجازها حقيقة ؟! ؛ وكيف وضعتم فيها ما ليس منها ؟! ..إذ ال يوجد
فيها واح ٌد من مئة من « مصطلحات » علمكم ؟!
( تنبيه )
( المجاز ) « :استعمال اللفظ في غير ما وضع له ـ لمناسبة وقرينة
ـ » ،ولكن ال مطلقا ؛ بل البد من وجود ( نظير ) له في كالم الفصحاء
؛ وإال كان التعبير غلطا ـ وإن صحت المناسبة ووجـدت القرنية ـ ،
ف ؛ ألن صلته بقولهم ( :حصدنا ط صـر ٌ مثال ( :حصدت العلم ) غل ٌ
رؤوس القـوم ) من باب
36 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« االستعارة » مفقودةٌ غير منصوصة .
توقيفي » ،ومن تتبع ( األول ) ،و ( الثاني ) ...إلى
ٌّ فالمجاز «
آخر بحـث « المشتق » يجد المصنف قد أعرض عن اللغة ـ مطلقا ـ
معتمدا على مال صدرا الشيرازي ،والخاجا نصير الطوسي ،وبعض
29
الصوفيـة (*) وكثير من العامة ؛ حتى كأن العربية لغة الفالسفة
والصوفية وتخيالت العامة !.
قولُهُ (( :المقصد األول في األوامر ؛ وفيه فصو ٌل :
األول :فيما يتعلق بمادة األمر من الجهات ؛ وهي عديدةٌ :
األولى :أنه [ قد ]( )1ذكر ـ للفظ األمر ـ معاني متعددة :
منها :الطلب ؛ کما يقال (:أمره بکذا ) .
ومنها :الشأن ؛ كما يقال ( :شغله أمر كذا ) .
ومنها :الفعل ؛ كما في قوله تعالى ( :وما أمر فرعون برشيد )
()2
.
ومنها :الفعل العجيب )) ...إلخ .
أقو ُل :كان األجدر ـ بالمصنف ـ أن يختار ما يناسب ( غرضه )
جازي ـ منها ـ
ٌّ حقيقي وم
ٌّ من هذه المعاني ،أو أن يشير إلى ما هو
دون خلط ،أو أن يذكر ما يفرق به ـ ولو لبعض المعاني ـ ! .
ور ) ،وبمعـنى الطـلب (
فـ ( األمر ) ـ بمعـنى الشـأن ـ جمعه ( أمـ ٌ
أوامر ) ...إلخ ،وأما تردده ـ في اشتراط االستعالء في األمر ( بمعنى
الطلب اإللزامي ) ـ مناف للغة .
=======================================
مغاير للغة وحقيقتها ـ ال نريد ذکره ـ )) [ منه رحمه
ٌ (*) (( ولهم في ( أصل االشتقاق ) کال ٌم
للا ] .
ــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه عن كفاية األصول :ص. 61
( )2سورة هود :اآلية . 97
37 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تنبيه )
ليس « الطلب » أمرا ـ باتفاق أهل اللِِغة ـ ؛ بل من معانيه ـ
األمر ـ ،كما أن الطلب يشمل األمر والنهي معا ؛ لذا ال ينصرف إلى
أحدهما إال بقرينة .ومن تتبع «كتب اللغة » عرف الفرق بين األمر
والطلب ـ اللذين خلطهما المصنف ـ !.
قولُهُ (( :وأما بحسب االصطالح ؛ فقد نقل االتفاق على أنه حقيقةٌ
ٌ
مجاز في غيره .وال يخفى أنه عليه ال يمكن في القول المخصوص
30
االشتقاق منه ؛ فإن معناه ـ حينئذ ـ ال يكون معنى حديثا )1( )) ...إلخ
.
أقو ُل :سبق ـ بقليل ـ قوله (( :هذا بحسب العرف واللغة )) ( )2؛
أمور :
ٌ ويفهم من كالمه ـ هذا ـ
األمر األو ُل :إن المصطلحات العرفية تقابل المعاني اللغوية ؛ وذلك
ُ
منفي بالعرف واللغة معا ،وال يمكن حمل « العرف » في كالمه على ٌّ
العرف اللغوي ؛ لعدم صحة التجزئة .
األمر الثانِي :إن المصطلح األصولي غير المصطلح اللغوي ؛ و ُ
وحينئذ يقع األصوليون في « بئر التناقضات » ـ التي يتعذر عليهم
الخروج منها ـ .
( أ ) إن اعتراف المصنف ـ وهو من أعالم علماء األصول ـ
باصطالحين ( لغوي وأصولي ) ؛ يلزمه ـ بالقول القطعي المؤكد ـ أن
( مباحث األلفاظ األصولية ) مباحث مستقلةٌ ؛ قد تتفق وقد ال تتفق مع
قوانين اللغة ،وحينئذ تسلب صحة إضافة ( األصول ) إلى الفقه ؛ ألن
لغته ( عربيةٌ ) .
( ب ) لقد اخترع « محي الدين ابن العـربي » لغة للصوفيـة
سمـاها ــــــــــــــــــــ
( )2( ، )1كفاية األصول :ص62
38 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( البلبالن ) ! ،واخترع ( واضع األصول ) لغة سمى مباحثها ( :
مباحث األلفاظ ) .فـ ( أل ) « عهديةٌ ذهنيةٌ خاصة » تنصرف ـ عندهم
ـ إلى تلك القواعد واأللفاظ التي اخترعها ( واضع األصول ) ؛ وطورها
السائرون على نهجه ال إلى « لغة الفقه » ( وهي لغة القرآن العربي
) !.
ٌ
وشهادة المصنف ـ هنا ـ كافية في صحة ما ذهبنا إليه ! .فالباحث
حر في اختيار نهج ( البلبالن وأخيه » أو نهج ( القرآن وما تفرع منه
ٌّ
) !.
( ج ) قول األصوليين بالعـرف ـ مطلقا ـ وحكم العقالء ـ مطلقا ـ
في « المسائل اللغوية » دلي ٌل صري ٌح على وجـود ( لغة أصوليـة
31
خاصة ) ؛ كلغة ( الصوفية ) ؛ وإال « فالعربية »« توقيفيةٌ » ال «
عرفيةٌ عامةٌ » وال « عقليةٌ» ! .فافهم !.
( د ) ومما يدل على وجود « لغة أصولية خاصة » نفيه صحة
االشتقاق من « األمر»! ـ على الصورة التي أشار إليها ـ ؛ علما بأن
قياسي ؛ والبد للقياسي من أن يؤيد بالسـماع
ٌّ ماعي و
ٌّ « االشتقاق » س
أصولي » ال صلة
ٌّ قياسي «
ٌّ ؛ وإال بطل ! .لكـن ما تعرض له المصنف
له « باللغة »!.
قولُهُ (( :الجهة الثالثة :ال يبعد كون لفظ األمر حقيقة في
الوجوب ؛ النسباقه منه عند إطالقه )1( )) ...إلخ .
أقولِ :إن مسألة « داللة األمر على الوجوب أو على االستحباب
أو على القدر المشـترك ـ بينهما ـ .أو ...أو ...إلخ » ؛ دلي ٌل صـري ٌح
على « منافاة » قواعد هذا « الخليط » ألوامر القرآن ! .فهذه المسألة
في ( مباحث األلفاظ ) من أهم المسائل ،وفيها من الخالف ـ عندهم ـ
نظير ــــــــــــــــــــ
ٌ ما ال يوجد له
( )1كفاية األصول :ص62
39 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند العقالء !؛ أفأمرهم للا ـ باالختالف ـ فأطاعوه؟! ؛ أم تتبعوا ـ اللغة
ـ فقالوا طبقا لتتبعهم ؟! أم خلطوا «آراء اليونانيين وغيرهم » في
الشرع ولغته ؛ ليضلوا به عباد للا ؟! .
فقف من « خليطهم » على حذر! ؛ مكتفيا بما في هذه المسألة من
اختالف قد تجاوز حد المعقول !.
توقيفي » ؛ فما ظنك بما
ٌّ ماعي
ٌّ لغوي س
ٌّ علما بأن أصل مسألتهم «
ليس بتوقيفي ـ إن وجد ـ !
« والحقيقة اللغوية » « :إفعل » ـ وما قام مقامها ـ لإللزام والحتم
كثير (
؛ وهو الوجوب ومخالفها عاص مذمو ٌم ،ومجاز هذه الصيغة ٌ
منه االستحباب ،والدعاء ،والتهديد ) ...إلخ .وكل هذه المجازات
بقرينة « اتحاد الطلب واإلرادة » .
()1
قولُهُ (( :الجهة الرابعة :الظاهر أن الطلب الذي [ يكون ] هو
معنى األمر ليس هو الطلب الحقيقي الذي يكون طلبا بالحمل الشائعِ
الصناعي ؛ بل الطلب اإلنشائي الذي ال يكون بهذا الحمل طلبا مطلقا ؛
32
بل طلبا إنشائيا سواء أنشئ بصيغة " إفعل " ،أو بمادة الطلب ،أو
بمادة األمر ،أو بغيرهما ))...إلخ .
أقولِ :ال يشك من تتبع كتب اللغة أن بين الطلب واإلرادة فرقا
واتحادا ؛ كالفرق بين الجنس ونوعه .
فمن أوجه الفرق :االختالف في اللفظ ـ ال على جهة الترادف ؛
فالطلب من ( طلب ) واألمر من ( أمر ) .
ومنها :اختالفهـا في المعنـى ؛ فالطـلب ال يدل على اإللزام والحتم
؛ وال ينصرف منه هذا إال بقرينة .واألمر :إلزا ٌم وحت ٌم ؛.وال يتخلف
عن هذا إال ــــــــــــــــــــ
( )1ما بين أثبتناه عن كفاية األصول :ص62
40 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنشائي ؛ وليس بأمر ـ كاالستفهام مثال
ٌّ بقرينة ،ومن الطلب :ما هو
طلب ؛ وليس بإنشائي لفظا ؛ بل معنى فقط ـ كما في ( ٌ ـ ،ومن األمر
ليفعل ) ـ .
فأين االتحاد بينهما دون قرينة ـ حسب مصطلح أهل اللغة ال
مصطلح األشاعرة أو المعتزلة ـ !.
فلسفي ! ؛ فما هذا الخـبط
ٌّ كالمي وال
ٌّ ي ال
فموضوعكم ـ هنا ـ لغو ٌّ
والخلط ؟!
()1
قولُهُ (( :واعلم :أن الحق ـ كما عليه أهله وفاقا للمعتزلة
وخالفا لألشاعرة ـ هو اتحاد الطلب واإلرادة ـ بمعنى أن لفظيهما
موضوعان بإزاء مفهوم واحد ،وما بإزاء أحدهما في الخارج يكون
بإزاء اآلخر ـ ))...إلخ .
أقو ُل :لقد أكثر « األصوليون » في كثير من مواضيع «
أصولهم » من القول « وفاقا للمعتزلة »! .و« خالفا لألشاعرة » !؛
حتى عـد بعض المغفلين ـ أو المتغافلين ـ المعتزلة من الشيعة أو العكس
« ،والتشيع الحق » بري ٌء منهم !.
ثم نقـول ـ هنا ـ ما قلناه ـ آنفـا ـ :إن الحجـة في ( مباحث األلفاظ ) (
النص اللغوي ) فقط !.
( تنبيه )
يبدو أن المصنف يرى االتحاد خارجا بينهما بصورة مطلقة ،أو
لغوي » غير إنشائي ( لفظا أو
ٌّ طلب «
ٌ اإلنشائي منهما ،وال يوجد
33
مرفوض إال في مواضع معينة أو
ٌ معنى ) ! ،كما أن االتحاد ـ بينهما ـ
قرينة دالة !.
كثير في كالمه
لغوي ـ ومثله ٌ
ٌّ ٌ ()2
قولُهُ (( :قاطبة )) ـ باإلضافة ـ غلط
؛ ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول المطبوع :ص (( : 64فاعلم )) .
( )2لم ترد هذه اللفظة إال في موضع واحد في المطبوع عند كالمه عن ( التمسك بالعام في
غير الشك بالتخصيص ) :ص 223جاء بها للتمثيل في مقطع من زيارة عاشوراء ( لعن للا
بني أمية قاطبة ) أما في هذا الفصل ـ األول ـ فلم ترد ؛ فربما سقطت من المطبوع ؛ وليته
أتى بالعبارة كاملة .
41 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فـ ( قاطبة ) ،و ( كافة ) ( وشتى ) ؛ مما ثبت عدم جواز إضافته
مطلقا .كـ ( هذا ) وغيره من أسماء اإلشارة !.
قولُهُ (( :الفصل الثاني :فيما يتعلق بصيغة األمر ،وفيه مباحث :
األول :أنه ربما يذكر للصيغة معان قد تستعمل( )1فيها ؛ وقد عد
منها :الترجي ،والتمني ،والتهديد ،واإلنذار ،واإلهانة ،واالحتقار
،والتعجيز ،والتسخير ...إلى غير ذلك .وهذا ـ كما ترى ـ ضرورة أن
الصيغة ما استعملت في واحد منها ؛ بل لم تستعمل إال في إنشاء الطلب
.إال أن الداعي إلى ذلك كما يكون تارة هو البعث والتحريك نحو
المطلوب الواقعي ؛ يكون أخرى أحد هذه األمور ـ كما ال يخفى ـ )) ...
إلخ .
أقو ُل :إن « التفريق» بين الصيغة اإلنشائية الطلبية وبين «
الداعي» تحك ٌم! .فالصيغة ( إفعل ) وما يقوم مقامها ال تختلف ؛ إنما
االستعمال بالقرينة والمناسبة ـ وهما ركنا المجاز ـ هو المتغير ؛ وهذا
تأثير ـ كما زعم
ٌ موقوف على « النص اللغوي » ؛ وليس ـ للداعي ـ ٌ
المصنف ـ ! .
()3
ظ [ :ال يخفى ] إن ما ذكرناه في صيغة األمر ()2 قوله (( :إيقا ٌ
؛ جار في سائر الصيغ اإلنشائية )) .
ظ مجر ٌد ـ مبهمةٌأقو ُل :إن الصيغ ـ المشار إليها هنا بما هي لف ٌ
أثر ؛ إنما اللفظ وداعيه ( مشتركٌ ،وبما هي مقصودةٌ ليس ـ للداعي ـ ٌ
جاز ) ،واألول والثاني ال دليل عليهما ، ف ) أو ( م ٌ ) أو ( متراد ٌ
ع باط ٌل .
منصوص ثابتٌ ؛ فالداعي ـ بال نص لغوي ـ ممنو ٌ ٌ والثالث
فقول القائل ( :يا جبل اغفر لي ) ــــــــــــــــــــ
34
( )1في كفاية األصول المطبوع :ص (( : 69قد استعملت )) .
( )2ما بين [ ] أثبتناه عن الكفاية المطبوع :ص. 69
( )3في الكفاية المطبوع (( :ما ذكروه )) .
42 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرفوض لغة ؛ وإن تحقًّق ( الداعي ) ـ عند المتكلم ـ ؛ لعدم استعمال ٌ
مثله عند أهل اللغة !.
قوله (( :المبحث الثاني :في أن الصيغة حقيقةٌ في الوجوب ،أو
في الندب ،أو فيهما ،أو في المشترك بينهما وجوهٌ ـ بل أقوا ٌل ـ ال
يبعد تبادر الوجوب عند استعماله بال قرينة )1( )) ...إلخ .
أقو ُل :ما رأيت علما تضاربت اآلراء في مسائله كافة ـ بحيث ال
تكاد مسألةٌ تخلو من خالف ـ مثل ما هو في « أصول فقههم »!.
وصيغة « األمر » فيها ـ عندهم ـ ما يزيد على الحد الذي ذكره
المصنف بالضعف .لكن النصوص ( الشرعية واللغوية معا ) متفقةٌ
على أن ( األمر ) للوجوب ؛ كما أن ( النهي ) للحرمة ،والمناسبة
والقرينة واضحتان فيما خالف هذا من معانيهما المجازية ؛ فقوله
تعالى ( :أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) ( )2م ٌ
جاز ـ حتما ـ ؛ ألن للا ـ
تعالى ـ ال يأمر بالفسق !.
ولو صدقنا المصنف ـ فيما سبق من كالمه قريبا من ـ أن ( ا لداعي
) هو سبب تغيير ( صيغة األمر ) من الحقيقة إلى المجاز ؛ لكان ذلك
كفرا ! ؛ حيث ال تتوقف «إرادته التكوينية » على ( الداعي ) مطلقا
!.
قولُهُ (( :المبحث الثالث :هل الجمل الخبرية التي تستعمل في
مقام الطلب أو البعث ـ مثل " :يغتسل " ،و" يتوضأ " ،و " يعيد
" ـ ؛ ظاهرةٌ في الوجوب أو ال ؟ ))...إلخ (.)3
أقو ُل :إن المصنف اختار داللتها على الوجوب « استظهارا » ؛
وهو ليس ــــــــــــــــــــ
( )3( ، )1كفاية األصول ص. 70
( )2سورة اإلسراء :اآلية . 16
43 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35
بجزم ـ في عرفهم ـ ؛ بل هو أقرب إلى التردد ؛ فيكون ـ رأيه ـ مردودا
بالنصوص الشرعية واللغوية واالستعمال .كما أن تعليله علي ٌل ؛ حيث
حمل استعمالها على باب ( الكناية ) ؛ بدليل ما استشهد به من أمثلتها
؛ لكنه غفل ـ أو تغافل ـ عن باب ( التنـزيل ) ؛ و هو واس ٌع في لغة
العرب .
ثم إعادة مسألة « الداعي» ـ التي هي من المخترعات المولدة وال
صلة لها في بحثه هذا وال ما سبقه ـ [بـ]قوله :إن الداعي هو سبب
المعاني في ( إفعل ) ـ وما ألحق بها ـ ؛ مردو ٌد بقوله تعالى ( :ما منعك
األمر على « الداعي » ؛ لتخلفتٌ أال تسجد إذ أمرتك ) ( )1؛ فلو توقف
إرادته ـ تعالى ـ ؛ ألن « الداعي » هو السبب ؛ وال يكون السـبب حتى
تتحقق إرادته ؛ وهذا منفـ ٌّي عند أهل ( التوحيد ) و ( اللغة ) !.
قولُهُ (( :المبحث الرابع [ :أنه ] ( )2إذا سلم أن الصيغة ال تكون
حقيقة في الوجوب ؛ هل ال تكون " ظاهرة " فيه أيضا [ أو تكون ]
( )3؟ )) .
موقوف على
ٌ أقو ُل :إن «الظهور » معناه ظهور المراد ؛ وهو
« الوضع » وهو الحقيقة فالظهور والحقيقة بينهما من تالزم ال ينفك
إال بجهل الوضع ،وحينئذ يجب البحث عنه من مصادره ،وليس «
للبراءة وغيرها» مجا ٌل في حكم لغوي توقيفي ! .فجعل الظهور شيئا
والحقيقة شيئا آخر خياالتٌ تدل عـلى البون الشاسع بين المصطلح
اللغوي واألصولي ـ المولد ـ ! .
قولُهُ (( :المبحث الخامس :إن إطالق الصيغة هل يقتضي كون
الوجوب توصليـا ؟ ـ فيجزي إتيانه مطلقا ولو بدون قصد القربة ـ أو
ال ؟ ؛ فالبد ــــــــــــــــــــ
( )1سورة األعراف :اآلية . 12
( )3( ، )2ما بين [ ] أثبتناه عن الكفاية المطبوع :ص. 72
44 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)) من الرجوع فيما شك في " تعبديته " و" توصليته " إلى األصل ؟
(. )1
أقو ُل :ليست هذه المسألة من « مباحث األلفاظ » ؛ بل مسائل
الشرع موقوفةٌ على فهم أدلته الخاصـة في المسألة ؛ إذ ال تعرف اللغة
36
« التوصلي» ؛ و« التعبدي » ؛ بل تعرف « وجوبا » ـ وهو الحقيقة
ـ ؛ والمعاني المجازيـة ـ التي مر بعضها ـ ؛ فهذه المسألة دالةٌ على
متناقض مع مئات األدلة !.
ٌ أن ( األصول ) خلي ٌ
ط
()2
)) قوله (( :المبحث السادس ...
كالسابق ـ ديني تعبدي محض ـ ال صلة له باللغة ؛ فخذ خليطا من
«أصولهم» ما شئت عدوا !.
()3
)) قولُهُ (( :المبحث السابع ...
كسابقيه أيضا .
()4
قولُهُ (( :المبحث الثامن . )) ...
محض
ٌ دي
ج عن قوانين اللغة واستعمال الفصحاء ؛ فهو تعب ٌّ خار ٌ
موقوف على الدليل الشرعي ؛ فاللغة تفهم من ( إفعل ) :وجوب ٌ
اإلتيان بالمأمور به ،وتكفي المرة حتما ؛ فإذا كان مراد اآلمر أكثر
منها نصب قرينة تدل على مراده ؛ هذا ما في لغة العرب .وأما ما نقله
عن السكاكي ففلسفةٌ خياليةٌ ـ إن صحت ـ
فعنده فقط ! ؛ ضرورة أن سياق آية ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
) ( ، )5ــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 72
( )2فيه :ص 76قال (( :قضية إطالق الصيغة كون الوجوب نفسيا تعينيا عينيا ))...إلخ .
( )3فيه :ص 76قال (( :إنه اختلف القائلون بظهور صيغة األمر في الوجوب وضعا أو
إطالقا فيما إذا وقع عقيب الحظر أو في مقام توهمه على أقوال )) ...إلخ .
( )4فيه :ص 77قال (( :الحق أن صيغة األمر مطلقا ال داللة لها على المرة وال التكرار
)) ...إلخ .
( )5سورة آل عمران :اآلية . 133
45 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
. وكذا آية ( :فاستبقوا الخيرات )
قولُهُ (( :المبحث التاسع :الحق أنه ال داللة للصيغة ال على الفور ؛
وال على التراخي .نعم قضية إطالقها جواز التراخي ،والدليل عليه
تبادر طلب إيجاد الطبيعة منها بال داللة على تقييدها ـ بأحدهما( )2ـ ؛
فالبد في التقييد من داللة أخرى ؛ كما ادعي داللة غير واحد من اآليات
على الفورية .وفيه من ٌع )) .
أقو ُل :إن الصيغة بحسب وضعها اللغوي تدل على ( الفور ) ؛
أمر نسب ٌّى يحدده العرف ؛ بدليل جواز اللوم ـ وربما العقاب ـ
وهو ٌ
37
للمأمور بسبب التأخير .ومن قال " :إن الصيغة مشتركةٌ بين الفور
والتراخي في أصل وضعها اللغوي " ـ مستدال بكثرة استعمالها فيهما
في لغة العرب ؛ والشواهد كثيرةٌ ـ ؛ فليس بمخطئِ ،لكن حقيقة هذه
المسألة تعود إلى قرائن الحال ؛ و منها :نوعية المأمور به ،وحالة
المأمور .ثم إن كان اآلمر هو الشارع ؛ والمأمور به حكما شرعيـا ؛
فلن يفتقر إلى كل هذه االحتماالت العليلة ؛ بل البحث عن القرينة كاف
،وفي حالة فقدها ؛ فاألمران .
وعلى كل حال فالمسألة من ( مسائل الشرع ) ؛ ال من ( مباحث
األلفاظ ) .
ط كان الالزم أن ينزه قلمه عنه ، وقوله « :أحد اآليات » غل ٌ
)3 (
38
والعقل يرفض إجهاد الفكر بأمر مجهول وحكم غير معلوم مصدره ؛
كهـذه العبارة التي أجهد المصنف بها نفسه ؛ وأشغل غـيره .
قولُهُ (( :األول :إن اإلتيان بالمأمور به باألمر الواقـعي ـ بل
()3
األمر االضطراري أو الظاهري أيضا ـ يجزي عن التعبد به ))...
(( الموضع الثاني :وفيه مقامان :األول :في أن اإلتيان بالمأمور
به باألمر االضطراري ؛ هل يجزي عن اإلتيان بالمأمور به باألمر
الواقعي ثانيا بعد رفع االضطرار )4( ))...إلخ .
أقو ُل :قسمية هذه المباحث ـ مباحث األلفاظ ـ واإلدعاء أنها مما
تتحمله لغة العرب جريمةٌ أدبيةٌ وخيانةٌ تأريخيةٌ ؛ فالواجب على كل
مثقف الوقوف في وجه « لغة الصوفية والفالسفة » أن تدخل لغة
العرب ذات اللسان المبين! ؛ ــــــــــــــــــــ
( )4( ، )1كفاية األصول :ص. 84 ، 81
( )2سورة البقرة :اآلية . 286
( )3في الكفاية المطبوع :ص (( : 83بل باألمر )) ،وفي نسخة (( :أو باألمر )) .
47 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما أن قوله " « باألمر الواقعي» في زمن الغيبة الكبرى ؛ ال يوافقه
عليه واح ٌد من ألف من علماء اإلمامية ـ إال من شذ ـ !.
قولُهُ (( :فص ٌل :في مقدمة الواجب :
[ و ]( )1قبل الخوض في المقصود ينبغي رسم األمور :
()2
39
الغافل ؛ فيتذكر « نهي القرآن الكريم » سلوك سبيل تؤدي إلى الخالف
،من ذلك قوله تعالى ( :منيبين إليه وٱتقوه وأقيموا ٱلصالة وال تكونوا
من المشركين = من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما
لديهم فرحون )( )3؛ فعمل لتحسينه « :ما تعمله الماشطة التي تدلس
العروس»! ؛ آمنا من « النقد ».؛ لخلو الساحة العلمية ورغبة الناس
في الدنيا ! .
ــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه عن الكفاية المطبوع :ص. 89
( )2في الكفاية المطبوع (( :أمور )) .
( )3سورة الروم :اآليتان . 32 ، 31
48 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ب ) ما هو المراد من « الواجب » المبحوث عن « مقدمته »
هنا ؟
إن كان شرعيا ؛ فالمرجع « النبي وآله » ـ ع ـ ؛ فالواجب البحث
عما أمروا ـ ع ـ به أتباعهم .وإن كان مكتسبا من اللغة ؛ فالواجب البحث
عنه في كتب اللغة .وإن كان عقليا ـ كما صرح به المصنف ـ ؛ فالمسألة
ـ حينئذ ـ من مسائل العلوم العقلية ؛ فما وجه زجها في أصول منسوبة
« للفقه » ؛ أيكون الفقه مستنبطا بـ « العقول » ؟!
( ج ) هل تم تعيين حكم مقدمات الواجبات الدينية من قبل النبي
واألئمة ـ ع ـ أم ال ؟ .
(( الصالة عمود الدين )) ؛ وقد تم تعيين الوضوء ،الغسل ،التيمم ،
اللباس ،المكان ،الوقت ،القبلة ...إلخ ،ولم تبق مسألةٌ واحدةٌ من
مقدماتها مشكوكٌ فيها ؛ فهي بحاجة إلى مثل هذا البحث !.
( الزكاة ) ؛ وقد تم بيان ما تجب فيه ،والنصاب ،والمستحق ،
ومن تجب عليه ...إلخ .
( الصوم ) ؛ وقد تم تعيين شروط التكليف به ،ووقت وجوبه ،
ورؤية الهالل ،واختالف األفق ...إلخ.
واجب
ٌ وال أطيل « الحديث » ؛ بل أختصره بهذا السؤال :هل يوجد
( في أصول الدين أو في فروعه ـ مهما كان الفرع ـ ) ؛ لم تستوف
الشريعة شروطه وأحكامه ؛ سواء ما يتعلق منها بنفس الواجب أم
بمقدماته أم بالمكلف به ...إلخ ؛ حتى تحتاج « استعارة » هذه المباحث
40
من األشاعرة تارة ؛ ومن المعتزلة أخرى ؟! ؛ بل ومن غيرهم ـ وهم
كثير ـ ؟!.
ٌ
اللهم إال أن يكون سبب سلوك هذه السبيل ؛ هو الغيرة وتقليد من بنى
مذهبه على «عقله » !.
49 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما اإلمامية ؛ فهم أتباع ( )12إماما معصوما ،وقد أغناهم للا تعالى
بهم (ع) عن سلوك سبيل أهل العقول و اآلراء!!.
وبع ُد :فأقسام «الواجب» ـ التي ذكرها المصنف ـ ليست مما
تعرفها اللغة .ولما كان هذا القسم ـ من كتابه ـ معدا لبحث األلفاظ فقط
؛ كان الالزم يقضي ببيان وجه استعمال الواجب ( الواقعي ،
واالضطراري ،والظاهري ،وغيرها ) أمن الحقيقة أم من المجاز ؟
؛ لكنه أهمل ذلك !.
وهو من المجاز ،واشتراكها في الوجوب هو المناسبة ،والقرينة
التصريح بالمراد من قبل الشارع ،ووجـوب المالزمة أو نفس
المقدمة أمـ ٌر ال صـلة له باللفظ ؛ بل إن صح ؛ فبسبب أمر خارج ؛ فهذا
ال صلة له بـ ( بحث اللفظ ) !.
علما بأن المفهوم وجوب الواجب وحده إال « الوجودية » ؛ كما لو
أمر السيد عبده بإحراق شيء ؛ فإن على العبد ـ أوال ـ إحضار النار
للقيام بما كلف به أما « غيرها» ؛ فموقوفةٌ على النص ؛ فإذا وجبت
( عقال أو نصا ) حصلت المالزمة ( بالعقل أو بالنص ) ؛ فالفصل بين
محض ؛ ال يدل
ٌ وجوب المقدمة وحصول المالزمة حين الوجوب تحك ٌم
عليه عق ٌل و ال لغةٌ .
قولُهُ (( :األمر الثاني :إنه ربما تقسم المقدمة إلى تقسيمات منها
:تقسيمها إلى داخلية " وهي األجزاء المأخوذة في الماهية المأمور
بها" .والخارجية " وهي األمور الخارجة عن ماهيته . )1( )) ...
أقولِ :إذا كان كل جزء ـ جزء ـ مقدمةٌ داخليةٌ للواجب ؛ وأن
الواجب هو المجموع الكلي ؛ فيلزم التكليف بما ال يطاق ،والعسر
والحرج من جهة ،ومن جهة أخرى يطلق على « من شرع بالقراءة
» بعد النـية والتكبير ــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 89
41
50 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه قائ ٌم يصلي ؛ فكيف سميت المقدمة الداخلية باسم الواجب الكلي ؟
مشهور في اللغة
ٌ ! ،وتسمية المكلف ـ مصليا ـ بمجرد الشروع
الشرعية ـ بالكتاب والسـنة وكتب الفقه كافة !.
ثم كيف جاز ـ على هذا ـ صدق نية الصالة على « التكبيرة » ـ فما
بعدها إلى التسليم ـ ؟! .والحالة ـ على هذا ـ أن ينوي « المقدمة الداخلية
»! ؛ مقدمة بعد مقدمة ؛ مع تكرار النـية ؛ وذلك من « البدع المتخيلة
» فقط ؛ غير واقعة كما نعلم! .
()1
وأما الخارجية فإنما توقف الواجب عليها [ ال يكون ] إال بأمر «
خاص » ؛ وإال لما وجبت ( كالوضوء مثال ) ؛ فإنه وجب بـ « النص »؛
ال كـ «مقدمة »! .لذا عد عبادة مستقلة ؛ وترتبت عليه شروط العبادة
كافة ،ومنها ـ مثال ـ بطالنه بالرياء ،ووجوب القربة ...إلخ ،هذا
بالنسبة « للمقدمة الشرعية » ؛ وأما غيرها ؛ فسيأتي الكالم عنها .
قولُهُ (( :ومنها :تقسيمها إلى :العقلية ،والشرعية ،والعادية .
فالعقلية :ما استحيل ـ واقعا ـ وجود ذي المقدمة بدونه .والشرعية ـ
على ما قيل ـ :ما استحيل وجوده ـ بدونه ـ شرعا ؛ ولكنه ال يخفى
رجوع الشرعية إلى العقلية ؛ ضرورة أنه ال يكاد يكون مستحيال ذلك
شرعا إال إذا أخذ فيه شرطا وقيدا ،واستحالة المشروط والمقيد بدون
شرطه وقيده يكون عقليا )2( )) ...إلخ .
أقو ُل :إعادته المقدمة الشرعية إلى العقلية ؛ والربط بينهما مطلقا
؛ ناب ٌع من قولهم " :كل ما حكم به الشرع حكم به العقل " وبالعكس
ف في صحتها ـ عند ،وتلك مقالةٌ مرفوضة ـ بالكتاب والسـنة ـ مختل ٌ
القائلين بها ــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه استظهارا ؛ ليستقيم السياق .
( )2كفاية األصول :ص. 91
51 األلفاظ
ِ ُ
مباحث : ل
ُ األو القسم أغالط الكفاي ِة :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبأمثالها ـ ! .
ثم حصـره « المقدمة الشرعية » بالقيدية والشرطية فقط ؛ تحك ٌم
محض ؛ « فالتعبديات » فوق ما نتصور ـ نحن ـ بعقولنا القاصرة ! .
ٌ
42
فالشارع قد يأمر بأمر نتصوره نحن مقدمة لغيره ؛ لكنه في الواقع
مجهو ٌل سره ـ عندنا ـ !!؛ لذا ال نستطيع الحكم عليه بشرطية وقيدية
؛ وإال لو لم يكن الوضوء للصالة « تعبديا محضا » ؛ لما سقط بعد
غسل الجنابة دون غيره من األغسال !.
فإن قيل :سقوطه بعده بسبب « النص الخاص » .
قلنا :هو دلي ٌل لنا إذ يفهم منه « التعبدية » ـ ال الشرطية والقيدية
»! ،والمقدمة « العادية » زجها في الشرعيات مضحكةٌ يعرفها من
له أدنى ذكاء ! .
قولُهُ (( :األمر الثالث :في تقسيمات الواجب :
()1
منها :تقسيمه إلى المطلق والمشروط )) ...إلخ .
أقو ُل :ثبت ـ شرعا ولغة ـ داللة األمر ـ بصيغه المختلفة لفظا ـ
على الوجوب المطلق ،وما خرج ـ عن هذا المعنى ـ فقد خرج عن
المصطلح المعهود ـ شرعا ولغة ـ ! .وحينئذ يدخل في باب « المجاز
موقوف على « القرنية الصارفة » . ٌ » ؛ وهو
تذنيب :ال يخفى أن إطالق الواجب على الواجب ٌ قولُهُ (( :
المشروط بلحاظ حال حصول الشرط ـ على الحقيقة ـ مطلقا .أما بلحاظ
مجاز على المختار ؛ حيث الٌ حال قبل حصوله )) ...إلى قوله (( :و
تلبس بالوجوب عليه قبله )2( )) ...إلخ .
أقو ُل :الوجوب في لغة العرب ـ وهي لغة الشرع ـ الحتم ،
واستحقاق ــــــــــــــــــــ
( )2( ، )1كفاية األصول :ص. 100 ، 94
52 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج عن حقيقة الوجوب ؛ فأمر خار ٌ
ٌ العقاب عند مخالفته .أما الشرط
فإن ثبت الشرط كان وجوبا آخر دل عليه لفظ الشرط بأداته الخاصة .
أما مع التركيب ـ بمعنى استفادة وجوب الشرط أو وجوب الواجب
فمجاز مطلقا ـ قبل حصولٌ المشروط من نفس الصيغة الجديدة ـ ؛
ع فيه (مرفوض ( لغة ) ؛ متناز ٌ
ٌ الشرط وبعده ـ ؛ فمختار المصنف
فقها ) !.
وعلى كل حال ينبغي نقل مثل هذه المسائل إلى األصول العملية !؛ إذ
ال صلة لها بـ « مباحث األلفاظ » !.
43
واجب
ٌ قال العالمة ابن فارس « :الشرط على ضربين :شر ٌ
ط
مذكور إال أنه غير معزوم عليه وال محتوم »
ٌ إعماله ،والشرط اآلخر
(*) .
قولُهُ (( :ومنها :تقسيمه إلى النفسي ،والغيري )1( )) ...إلخ .
أقو ُل :بعد عرض ـ هذه المواضيع .وأمثالها ـ على القرآن الكريم
القائل ( :ومن لم يحكم بما أنزل للا فأولئك هم الكافرون )( )2؛ يظهر
التناقض التام بين هذه التقسيمات الفلسفية والتعاليم القرآنية «التعبدية
التوقيفية » .كما أن اللغة لم تحدد للواجب معنى سوى الحتم والفرض
.أما صفاته األخرى ـ كالنفسي والغيري مثال ـ ؛ فموقوفةٌ على نص
أو قرينة ؛ فتكون « المسألة » من باب المجاز أو من باب « أمر جديد
ووضع جديد » من قبيل التفصيل بعد اإلجمال ،أو من قبيل « النسخ
» إلى غير ذلك مما يطرأ على األوامر والنواهي وغيرها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( * ) الصاحبي ( (( . )59فکون الشرط حقيقة ومجازا .ومجازه أکثر من حقيقته ؛ أشهر
من أن يحتاج إلى دليل ؛ فإطالق توقف المشروط على تحقق الشرط مناف للغة العرب
)) ( .المؤلف ) .
ــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 108
( )2سورة المائدة :اآلية . 44
53 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فذكر هذه التقاسيم ـ دون ذكر أمثلتها والنصوص الشرعية واللغوية
المؤيدة لها ـ تحك ٌم يليق باألشاعرة والمعتزلة ال باإلمامية المتمسكين
بأربعة عشر معصوما .
قولُهُ (( :تذنيبان :األول :ال ريب في استحقاق الثواب على امتثال
األمر النفسي وموافقته ؛ واستحقاق العقاب على عصيانه ومخالفته ـ
عقال ـ ،وأما استحقاقها ( )1على امتثال الغيري ومخالفته ؛ ففيه إشكا ٌل
؛ وإن كان التحقيق عدم االستحقاق )) ...إلخ .
فأقو ُل :ال صحة لما ذكره المصنف ـ شرعا ـ ؛ ألن الثواب لط ٌ
من للا تعالى ال بعمل العبد ؛ كما أن العقاب متروكٌ لحكمته تعالى ؛
مستور عن العقول ! ؛
ٌ فإن شاء عفا؛ وإن شاء عاقب ،واألمر غيب ٌّي
44
مخالف للثابت في الشريعة
ٌ ق لحكم الفالسفة ؛
فقول المصنف مطاب ٌ
واللغة !.
وعلى كل حال هذه المسائل ليست من ( مباحث األلفـاظ ) ال
تصريحا وال تأويال !.
( ختام في ِه تنبيه )
إن بقية مسائل « مقدمة الواجب » ـ التي أعرضنا عن ذكرها ـ ك ٌّل
ع ألعداء قياس ،واستحسا ٌن ،واجتها ٌد في مقابل النص ،وبد ٌ
ٌ منها :
ٌ ٌ
مذهب آل محمد ـ عليهم السالم ـ ،وفلسفة يونانية ( .والعاقبة للمتقين
) (.! )2
قولُهُ (( :فص ٌل :األمر بالشيء هل يقتضي النهي عن ضده أو ال
؟
فيه أقوا ٌل :وتحقيق الحال يستدعي رسم أمور :
األول :االقتضاء ـ في العنوان ـ أعم من أن يكون بنحو العينية أو
الجزئية
ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول :ص 110؛ وفيه (( :استحقاقهما )) .
( )2سورة األعراف :اآلية 128وسورة القصصِ :اآلية . 83
54 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو اللزوم من جهة التالزم بين طلب أحد الضدين وطلب ترك اآلخر ...
))
( )1إلخ .
أقو ُل :لتنظر أيها الحر إلى ما يفتتح به المصنف األبواب والفصول
والمسائل كافة من اإلشارة إلى الخالف المستمر ؛ وإلى عمل الماشطة
العلمية المعاصرة ؛ حيث عرضوا مسائل هذا الخليط كأنها ( :قولوا
:ال إله إال األصول المضطربة تفلحوا ! ) .
وإنني أطوي كشحا عن البحث في هذا الباب بكامله ؛ إذ ال صلة
له بلغة العرب ومباحث ألفاظها ؛ وليقل « عباد الشخصيات » عجز
عن الرد وهرب عن « الساحة العلمية » :ألنني لما قرأت « الموضوع
مستعار ـ حرفيا ـ من « سوفسطائية اإلغريق ولغة
ٌ » بان لي أنـه
الصوفية » ؛ فتركه لعاشقيه أفضل من إضاعة الوقت فيه والرد عليه
( لغة وشرعا ) !.
45
قولُهُ (( :فص ٌل :ال يجوز أمر اآلمر مع علمه بانتفاء شرطه ـ خالفا
لما نسب إلى أكثر مخالفينا ـ ضرورة أنه ال يكاد يكون الشيء مع عدم
علته كما هو المفروض ـ ها هنا ـ فإن الشرط [ من أجزائها ؛ وانحالل
المركب بانحالل بعض أجـزائه مما ال يخفى ،وكون الجواز في العنوان
بمعنى اإلمكان الذاتي بعي ٌد ] ( )2محل الخالف بين األعالم )) ...إلخ .
أقو ُل :قال العالم المحقق الحكيم المدقق الشيخ حسين بن شهاب
الدين الكركي العاملي ـ المتوفى 1076هـ ـ ما نصه (( :فاعلم أن أكثر
المسائل األصولية إنما يتجه العمل بها عند العامة دون الخاصة ؛ ألن
بعضها مبن ٌّي على عدم القول بوجود المعصوم ؛ الذي يجب الرجوع
إليه في أمور الدين بعد وفاة النبي ـ ص ـ )) ...إلخ « .هداية األبرار
:ص .» 304
ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول :ص. 129
( )2ما بين [ ] أثبتناه عن المطبوع :ص 137؛ والظاهر سقوطه سهوا .
55 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبع ُد :ليس لما ذكره المصنف ـ مجا ٌل في اللغة ليكون من باب «
مباحث األلفاظ » ؛ ألن غير عالم الغيوب ال يعلم بما صير إليه أمره ،
وليس له مجا ٌل ـ شرعا ـ كما قال ؛ ألن اإلمامية تعتقد بـ « تكليف
الكفار في الفروع واألصول معا » ؛ مع علمه تعالى « بجحودهم »!.
وقد كلف الباري نبيه وبلغ النبي ـ صلى للا عليه وآله ـ بإقامة علي ـ
عليه السالم ـ مقامه بعد مـوته ( يوم الغدير ) تكليفا ؛ من أطاع دخل
اإليمان ،ومن عصى دخل الكفر ال تكليفا ( صوريا امتحانيا ) كما قال
المصنف ؛ فهذا من باب ما أشار إليه شيخنا الكركي ـ كما قدمنا بعض
كالمه أخيرا ـ ؛ فكيف يصح ـ لغة ـ تحميل اللغة هذه المصطلحات
الغريبة ؛ وتحميل المذهب بما هو هد ٌم ألسسه ؟! .
قولُهُ (( :فص ٌل :الحق أن األوامر والنواهي تكون متعلقة بالطبائع
دون األفراد ،و ال يخفى أن المراد أن متعلق الطلب في األوامر هو
صرف اإليجاد ؛ كما أن متعلقه في النواهي هو محض الترك ؛
ومتعلقهما هو نفس الطبيعة المحدودة بحدود ،والمقيدة بقيود تكون
بها موافقة للغرض والمقصود من دون تعلق غرض بإحدى
الخصوصيات الالزمـة للوجودات ؛ بحيث لو كان االنفكاك عـنها ـ
46
بأسرها ـ ممكنا ؛ لما كان ذلك مما يضر بالمقصود أصال )1( )) ...إلخ
.
متناقض» !؛
ٌ أقو ُل :طالما كنا نردد القول « :إن األصول خـليط ٌ
فخذ ـ هذه المسألة منه ـ دليال على تناقـض أحكامه ؛ فقد تقدم الكالم
بوجوب « المقدمة » ـ خصوصا « الوجودية » منها ـ ؛ فما هو مدى
االنسجام مع هذا الكالم ؟! ؛ وباإلضافة إلى « التناقض» خـروج
المسألة عما هو المعروف ـ في لغة العرب والمصطلح الفقهي معا ـ
خطاب ؛ بل بفـرد ما ـ ال بعينه ٌ ! ،إذ الطبيعة «كل ٌّي طبع ٌّي» ال يتعلق به
ـ من أفراده ؛ فكيف خرج المصنف عن ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول :ص. 138
56 األلفاظ
ِ ُ
مباحث : ل
ُ األو أغالط الكفاي ِة :القسم
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« حكم المنطق واللغة » ؟! .
قولُهُ (( :فص ٌل :إذا نسخ الوجوب ؛ فال داللة لدليل الناسخ وال
المنسوخ على بقاء الجواز ـ بالمعنى األعم وبالمعنى األخص ـ كما ال
داللة لهما على ثبوت غيره من األحكام )1( )) ...إلخ .
أقولِ « :أليس فيكم رج ٌل رشي ٌد » ( )2؛ فيسأل نفسه أو يسأل (
مدرسه ) ما صلة هذه الخياالت بلغة العرب ؟! ؛ ال سيما النسخ (
شرعي جاء به القرآن ؛ وله أحكامه المعروفة ) ؛ فكيف ٌّ مصطل ٌح
يصرف العمر بما ال صلة له بشرع وال لغة ؟ ! .
نعم ؛ ثمرته ( التمويه ) و ( التشبه ) ـ بالعلم والعلماء ـ .
إن لم تكونوا من الكرام تشبهوا إن التشبـه بالكرام جـميل !
.
قولُهُ (( :فص ٌل :إذا تعلق األمر بأحد الشيئين أو األشياء ؛ ففي
وجوب كل واحد على التخيير ـ بمعنى عدم جواز تركه إال إلى بدل ،
أو وجوب الواحد ال بعينه ،أو وجوب كل منهما مع السقوط بفعل
أحدهما ،أو وجوب المعين عند للا ـ أقوا ٌل .
والتحقيق أن يقال :إنه إن كان األمر بأحد الشيئين بمالك أنه
ض واح ٌد يقوم به كل واحـد منهما ؛ بحيث إذا أتى بأحدهما هناك غر ٌ
()3
حصل به تمام الفرض )) ...إلخ .
47
أقو ُل « :الواجب التخييري » في لغة العرب والشرع أشهر من
الشمس في رابعة النهار ،و « التبادر» من أقوى الحجج ـ عند
المصنف وأمثاله ـ ،ــــــــــــــــــــ
( )3( ، )1في كفاية األصول :ص. 140
( )2المصنف لعله أخذ هذا على جهة االقتباس من اآلية بالمعنى وليس بالنص الحرفي فإن
اآلية هكذا ( أليس منكم رج ٌل رشي ٌد ) ،وهي اآلية 78من سورة هود
57 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإن معنى « التخيير » ـ كما يتبادر منه عند سماعه ـ :أن المكلف قد
فرض عليه « واح ٌد » فقط ،وقد ترك تعيين ذلك « الواحد » إلى
اختيار المكلف نفسه ؛ فبأيهما أتى فقد امتثل الواجب ؛ وسقط اآلخر .
هذا ما يفهم من «التخيير » ( لغة و شرعا ) ؛ فال معنى « للقدر
الجامع » كما تخيله المصنف ! ،و ال معنى لقوله (( :وكان التخيير
بينهما ـ بحسب الواقع ـ عقليا ال شرعيا )) ( )1؛ فعتق الرقبة ،أو صيام
شرعي !.
ٌّ عقلي ال
ٌّ شهرين متتابعين ،أو إطعام ستين مسكينا ـ مثال ـ
فنقو ُل :ما دخل العقـل في « أصل التشـريع والتكوين »؟! ؛ وهل
على ما ذكره دلي ٌل من لغة العرب ؛ وهو يبحث ألفاظها ال ألفاظ «
البلبالن » لغة الصوفية الملحدة ؟!.
قولُهُ (( :فص ٌل :في وجوب ( )2الواجب الكفائي .
والتحقيق أنه سن ٌخ من الوجوب )) ...إلى قو ِل ِه (( :كما هو قضية
توارد العلل المتعددة على معلول واحد )) إلخ (. )3
أقو ُل :لعل دفاع محاربي القبيلة عن سرحها ومرعاها ،وغير
ذلك هو من باب العمل الجماعي غير المشروط باستغراق األفراد ـ
تنفيذا ـ ؛ و إن كان مستغرقا في أصل الوجوب ،وقول المصنف بـ (
توارد العلل على معلول واحد ) ؛ مردو ٌد ؛ حيث ال علة وال معلول هنا ؛
بل تشري ٌع بالنسبة للشرعيات ،والشرعيات ال تعلل ـ حقيقة ـ .وغير
الشرعيات ـ من العرفيات ـ ال علة و ال معلول فيها أيضا !.
ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول :ص. 141
( )2في متن المطبوع :ص 143لم ترد لفظة ( وجوب ) ،وفي الهامش عن نسخة (( :
الوجوب )) .
( )3لفظة (( إلخ ) الظاهر أنها زائدة ؛ ألن ما ذكره قبلها نهاية هذا الفصل .
58 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48
إنما هي « لغةٌ صوفيةٌ » تخيلها المصنف !.
قولُهُ (( :فص ٌل :ال يخفى أنه وإن كان الزمان مما البد منه عقال في
الواجب ؛ إال أنه تارة مما له دخ ٌل فيه شرعا ؛ فيكون موقتا ،وأخرى
ال دخل له فيه أصال فهو غير موقت .
ق
والموقت :إما أن يكون الزمان المأخوذ فيه بقدره ؛ فـ ( مضي ٌ
) ،وإما أن يكون أوسع منه ؛ فـ ( موس ٌع ) )1( )) ...إلخ.
أقو ُل :قالوا « :كل ما حكم به العقل حكم به الشرع ؛ وبالعكس »
حتى شاعت هذه البدعة على ألسنة العوام وأشباههم ! ،لكنهم ـ بين
حين وآخر ـ يذكرون مسائل « حكم بثبوتها العقل ونفاها الشرع أو
بالعكس » ؛ منها هذه المسألة ؛ فقد أقر المصنف بحكم العقل في
ثبوتها ولم يحكم الشرع بثبوتها! ،وقضية الواجب ( المضيق
والموسع ) ؛ مما له دخ ٌل في اللفظ ـ لغة ـ لكن المصنف لم يذكر داللة
اللفظ لغةِ ؛ أي معنى هو ( الحقيقي ) ،وأي معنى هو ( المجازي )
،وما هو األصل في مقام ( الشك ) ،متناسيا أن « بحثه » هنا في
األلفاظ ! ؛ جريا على تفسير الصوفية ( الشرعي أو اللغوي أو العقلي
) ! ؛ فهم في جانب والمقصود في جانب آخر !.
لكننا نقول :إن داللة األمر على ( المضيق ) و ( الموسع ) حقيقةٌ
في كل منهما من باب االشتراك ؛ فالبد من قرينة ( حالية ،أو مقالية
،أو عقلية ) لتعيين المراد ،ومن ذهب إلى داللة األمر على الفـور ؛
فيتحتم عليه القول بـ ( بالمضيق ) عند الشك بينه وبين ( الموسع ) .
كما أن المصنف زج حكم العقل ـ هنا ـ متناسيا أنه ذكر عدم داللة
الفعل على ( الزمان ) عقال ! ؛ وهذا دلي ٌل لنا على تناقض « األصول
» !.
ــــــــــــــــــــ
( )1في كفاية األصول :ص. 141
59 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمر به لو كان الغرض حصوله قولُهُ (( :فص ٌل :األمر باألمر بشيء ٌ
غرض في توسيط الغير به إال بتليغ أمره به ،كما
ٌ ،ولو لم يكن له
()1
هو المتعارف في أمر الرسل باألمر والنهي )) ...إلخ .
أقولِ :إن الرسل المعصومين تثبت رسالتهم بالمعجزة ،
معروف من شروط «الراوي والرواية » ،والشق
ٌ وغيرهم بما هو
49
الثاني من كالم المصنف محض خيال صوفي ؛ ال صلة له في لغة وال
شرع !.
أمر بشيء بعد األمر به قبل امتثاله ...
قولُهُ (( :فص ٌل :إذا ورد ٌ
)) (. )2
أقو ُل :عجبا لصرف العمر بهذه «التخيالت» المرفوضة لغة
وشرعا ؛ بل وعقال ـ غالبا ـ !.
أمر بعد أمر قبل امتثاله أو بعد امتثاله إنما هو تأكي ٌد لألمر
فإذا جاء ٌ
األول ما لم تكن في الثاني« بعض الخصوصيـات » ؛ فيكون الثاني
جـديدا .هذا ما يفهمه أهل اللغة وبلغتهم « نزل الدين ».
قولُهُ (( :المقصد الثاني :في النواهي :فص ٌل :الظاهر أن النهي
بمادته وصيغته في الداللة على الطلب مثل األمر بمادته وصيغته ؛ غير
أن متعلق الطلب في أحدهما الوجود ،وفي اآلخر العدم ))...إلى قو ِل ِه :
(( نعم يختص النهي بخالف ؛ وهو أن متعلق الطلب فيه ؛ هل هو الکف
أو مجرد الترك وأن ال يفعل ؟ ؛ والظاهر هو الثاني )3( ))...إلخ .
أقو ُل « :الترك » :مفارقة الشيء ،وقد يكون اختيارا ،أو
اضطرارا .و« النهي » :كراهة الناهي للمنهي عنه ،وفعل المنهي
سبب الستحقاق ــــــــــــــــــــ
ٌ عنه
( )1في المطبوع :ص (( : 144أو النهي )) .
( )3( ، )2كفاية األصول :ص ، 145ص149
60 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العقاب مع قدرة الناهي .
محض .ومنه المنهيات
ٌ هذا هو المعنى اللغوي للنهي ؛ فهو تحري ٌم
الشرعية .
وقول المصنف ـ هنا ـ وفي األمر أيضا « بمادته وصيغته» مع تكرار
كالمه ؛ ر ٌّد صري ٌح لقواعد لغـة العـرب ! ؛ فـ « الصيغة المجردة »
ظ ،واأللفاظِ قوالب المعاني ؛ ففصل المادة ( أي المعنى ) عن لف ٌ
الصيغة ( أي اللفظ ) ؛ تحكـ ٌم ال دليل عليه ـ من اللغة ـ !.
ولئن قال النحويون ـ في باب المصادر مثال ـ :إن « فعاال» يدل
على مرض ،و « تفعاال » على االنتقال ؛ فإنما يعنون وضع هذه
الصيغ لهذه المعاني ال أن يكون المعنى شيئا والصيغة شي ٌء آخر!.
50
فكالم المصنف وغيره من «األصوليين » خال عن الدليل اللغوي ؛ بل
قال علماء العربية « :ضرب فع ٌل ماض» دون قصد لضرب وضارب
معينين ( جملةٌ اسميةٌ ) ؛ فهذا ر ٌّد على ما زعمه المصنف ـ وغيره ،
وحمل « النهي » حقيقة على االستمرار ـ حسب استمرار المنهي عنه
ـ ؛ وخالفه م ٌ
جاز .
وإذا قلنا باالستمرار ؛ فالزمه التكرار ،هذا ما عليه اللغة ؛ وجاء
به شعر العرب ؛ وهو الديوان الذي حفظ لغتهم .
قولُهُ (( :فص ٌل :اختلفوا في جواز اجتماع األمر والنهي في ( واحد
) وامتناعه [ على أقوال ] ( )1؛ ثالثها جوازه عقال وامتناعه عرفا !.
وقبل الخوض ـ في المقصود ـ يقدم أمو ٌر :األول :المراد ( )2بـ (
الواحد ) مطلق ما كان ذا وجهين مندرجا تحت عنوانين )) ...إلخ .
عقلي» ؛ فما
ٌّ أقو ُل :بعد أن صرح المصنف أن هذه المسألة « تخي ٌل
هو المبرر ــــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه من المطبوع :ص.150
( )2في األصل كتبت (( :ما المراد )) ؛ ولفظة (( ما )) االستفهامية زائدةٌ خطأ ؛ ولم ترد
في المطبوع .
61 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لزجها في « مباحث األلفاظ »؟! ؛ أليس هذا من تفاسير الصوفية ـ
خذلهم للا تعالى ـ ؟!
نصيب من الصحة ـ مهما فسروا به « ٌ ولو كان لتلك الخياالت
االجتماعِ» ـ لحصل االختالف في األوامر والنواهي اإللهية ! .
ثم نقول ـ أيضا ـ :ما هو المبرر إلدخال « العرفيات » هنا ؟! ،ثم
ما يدري المصنف وأمثاله أن « العرفيات المعاصرة » هي «العرفيات
» قبل أكثر من ألف عام ؟!.
فعالم « التحكم » في « اللغويات » و« الشرعيـات » و « العرفيات
» ـ التي مضى أهلها قبل ما يزيد على ألف عام ـ ،و « العقليات » ال
لدليل ثابت سوى الخياالت ؟ !.
وقد كان ردنا كما ترى ؛ ألن الباب ليس من اللغة ؛ فنبحثه لغويا ،
وال من الشرع ؛ إذ ال نظير له فيه ـ مطلقا ـ !.
وزجه « الصالة » ـ هنا ـ مهانةٌ للشرع والصالة ! ؛ فالصالة ـ
كعملة ورقية أو غيرهاـ تختلف ؛ فكلمة « عملة » هل تدل على «
وحدة » عرفا أم عقال ؟! .
51
اللهم جنبنا « مزالق التصوف الخبيثة » !.
()2
قولُهُ (( :وينبغي التـنبيه على أمور :األول ، )1( ....الثاني ....
،الثالث )) )3( ...إلخ .
أقو ُل :بعد التأمل ـ فيما ذكره فيها ـ يتضح أنها آرا ٌء لألشاعرة
والمعتزلة
ــــــــــــــــــــ
( )1التنبيه األول :في مناط االضطرار الرافع للحرمة ذكر في المطبوع :ص 167إلى
:ص. 174
( )2التنبيه الثاني :صغروية الدليلين لكبرى التعارض أو التزاحم في المطبوع :ص174
إلى ص. 179
( )3التنبيه الثالث :إلحاق تعدد اإلضافات بتعدد العنوانات في المطبوع :ص. 180 ، 179
62 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والصوفية وغيرهم من أهل الضالل ؛ ال صلة لها في لغة عربية وال
دين ،وإنما أجهد المصنف نفسه فيها ؛ وفرضها على ( من قلده ) ؛
ألن شيخه ( العالمة ) قد دونها في كتبه ،وكل ما دونه وجب إتباعه
!.
قولُهُ (( :فص ٌل :في أن النهي عن الشيء هل يقتضي فساده أم
()3
ال؟! )1( ))...إلى المقامين ( مقام العبادات )2( ...ومقام المعامالت ...
) إلخ .
أقو ُل :بعد الرجوع إلى ما ذكره المصنف ـ سابقا ـ في المراد من «
النهي » يظهر تناقض ما ذكره هنا مع ما ذكره هناك ؛ وكل األصول
هكذا! .فالحق اللغوي والشرعي أن النهي معناه تحريم المنهي عنه ،
وهذا معناه بطالن فعله واستحقاق العقاب على تعمد فعله.؛ ال فرق
بين ( عبادة ) أو ( معاملة ) ؛ فلو باع خمرا ،أو صلى في مغصوب ـ
متعمدا عالما ـ استحق العقاب على كليهما .والشريعة السمحاء ال
تتجاوز اللغة ،واللغة ال تزيد على هذا ؛ فما زاد فضلة ! .
قولهُ (( :المقصد الثالث :في المفاهيم :مقدمةٌ :وهي أن المفهوم
ـ كما يظهر من موارد إطالقه ـ هو عبارةٌ عن حكم ( إنشائي أو إخباري
) تستتبعه خصوصية المعنى الذي أريد من اللفظ بتلك الخصوصية ))...
( )4إلى قو ِل ِه (( :وقد انقدح من ذلك أن النـزاع في ثبوت المفهوم وعدمه
ـ في الحقيقة ـ إنما يكون في أن القضية ( الشرطية ،أو الوصفية ،أو
52
غيرهما ) هل تدل بالوضع أو بالقرينة العامة على تلك الخصوصية
المستتبعة لتلك القضية األخرى أم ال ؟ )) (. )5
ــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص 180ـ . 186
( )2نصه في الكفاية :ص (( : 186والبد ـ في تحقيقه على نحو يظهر الحال في األقوال ـ
من بسط المقال في مقامين :األول :في العبادات )) ...إلخ
( )3في الكفاية :ص 188 ،187نصه (( :المقام الثاني في المعامالت )) ...إلخ .
( )5( ، )4كفاية األصول :ص. 194 ، 193
63 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقو ُل :مِقدِمةِ فيها مسائ ُل :
المسألةُ األولى :لم يذكر المصنف بابا وال مسألة ـ ومنه هذا الباب
ـ ؛ إال وصرح أو أشار إلى نزاع وخالف فيه ! ،لكننا حينما نقرأ هذا
الباب نفسه في « أصول المظفر » ـ مثال ـ نجده كأنه من بدهيات اللغة
وضروريات الدين ! ،وال يخلو إما أن يكون « اآلخوند » قد صور (
المتفق عليه ) مختلفا فيه ! ؛ لغرض تهويل األمر ؛ وذلك خالف (
أمانة البحث ) ،أو يكون « المظفر » قد صـور ( رأيه الخاص ) رأيا
لعموم اإلمامية كأنه ( الناطق الرسمي ) باسمهم جميعا ! ،وفيه ما
فيه .
المسألةُ الثانيةُ :ال لوم على ( األخباريين ) حينما أعرضوا عن
صرف العمر في مثل هذه ( المتناقضات ) ؛ لما فيها من ( ركون إلى
الذين كفروا ) ؛ وورود النهي عن آل محمد ـ ع ـ عما يؤدي إلى
الخالف والفتنة ! .فإن لم تثبت مثل هذه المفاهيم ـ لغة وال شرعا ـ ؛
فعالم صرف العمر فيها ؛ وإهمال آثار آل محمد ـ ع ـ من أجلها ؟! .
ي ؟ ؛ أين مصدره المسألةُ الثالثةُ :هل للمفاهيم ـ جميعا ـ دلي ٌل لغو ٌّ
شرعي ؟ ؛ فأين هو من الكتاب والسـنـة ؟! . ٌّ من كتب اللغة ؟! ،أو
المسألةُ الرابعةُ :ذكر المصنف في ( باب األمر ) وفي ( باب النهي
) أن خالفهما معصيةٌ ؛ فأقول :إن مثاله ( :إن جاءك زي ٌد فأكرمه ) ،
لو أكرمه المأمور ـ قبل المجيء مثال أو بعده ـ ؛ أكان يعد عاصيا ؟!
،فما وجب فعله ال يجوز تركه ،وما وجب تركه ال يجوز فعله ؛ فهل
يرى المصنف إكرام زيد ـ قبل أو بعد المجيء ـ حراما أم مباحا ؟!( .
التبادر ) يقضي بإباحته ،وتحريمه ـ مسألةٌ شرعيةٌ ـ تتوقف على دليل
53
شرعي ال ذوقي ؟! .فالعقل يحكم ويجزم بأن المراد إكرام زيد ،نعم
يتأكد حين مجيئه إلى المأمور .
64 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبع ُد :فقد ذكر شيخنا المقدس محمد بن الحسن الحر العاملي ـ قدس
سره ـ في كتابه ( الفوائد الطوسية ) عددا جما من اآليات الشريفة
المتضمنة للشرط ؛ لكن فيه ـ ما سنوضحه ـ :
()1
(( ( ( )1ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إال مبطلون )
؛ مع أنهم كانوا يقولون ذلك ويعتقدونه قبل مجيء اآلية !!.
( ( )2قل إن كنتم تحبون ٱلل فاتبعوني يحببكم ٱلل )( )2؛ مع أن اتباعه
واجب على من يحب للا وعلى غيره ؛ والفريقان مأموران به . ٌ
( ( )3ولو أنما في األرض من شجرة أقال ٌم والبحر يمده من بعده سبعة
أبحر ما نفدت كلمات ٱلل ) ( )3؛ مع أنها ال تنفد مع وجود الشرط وعدمه
.
()4
( ( )4وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا ) ؛ مع أن المذكور لم
يزل موليا مستكبرا قبل التالوة )) .
()5
وبعد عد اآليات ـ وهي " "125آية ـ ؛ بل أكثر ؛ قال (( :ولو
أردنا إيراد األمثلة من الحديث الشريف وكالم الفصحاء والبلغاء نظما
ونثرا ؛ لطال الكالم وضاق المقام )) ( * ) ( .اهـ ) .
هذا حال أقوى المفاهيم ؛ فما الظن باألضعف ؟!
====================================
( * ) انظر الفائدة : )63( :ص : 279ط/قم ؛ ففيها تفصي ٌل كاف وبيانٌ واف .
ــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الروم :اآلية . 58
( )2سورة آل عمران :اآلية . 31
( )4( )3سورة لقمان :اآليتان . 9 ، 27
( )5نعم هي 130آية ـ إن لم يزغ بصرنا عن إحداها ـ .
65 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تنبيه )
حيث قد ثبت « :بدهيـا » أن مجاز لغة العرب ( في النظم والنثر
أضعاف مضاعفةٌ بالنسبة للحقيقة ؛ لذا فإن اللفظ يحمل على الحقيقة
ٌ )
54
بعد النظر إلى سابقه والحقه للتأكد من عدم القرينة الصارفة ؛
خصوصا في مواضيع قد كثر فيها الخروج عن الحقيقة ؛ ومنها (
المفاهيم ) هذا إن ثبتت إرادة الشرط بمجرد اللفظ ؛ ولم تثبت بدون
قرينـة أو دليل خارجي ـ حسب علمنا القاصر ـ وللا أعلم .
قولُهُ (( :فص ٌل :الجملة الشرطية هل تدل على االنتفاء عند االنتفاء
خالف بين األعالم
ٌ كما تدل على الثبوت عند الثبوت بال كالم أم ال ؟ ؛ فيه
.
ال شبهة في استعمالها وإرادة االنتفـاء عند االنتفـاء في غير مقام
؛ إنما اإلشكال والخالف في أنه بالوضع أو بقرينة عامة )1( )) ...إلخ
.
أقو ُل :سبق ذكر بعض اآليات من مجموع ( 125آية ) ! .
ال يراد من الشرط االنتفاء عند االنتفاء ؛ وال اإلثبات عند اإلثبات
؛ كما هو ظاهر تلك اآليات ـ السابقة ـ كافة .
وأما قوله ـ في عنوان الفصل ـ « :الجملة الشرطية » مع علمه
أن جمل الشرط من الجمل الناقصة المعنى ؛ ولن يتم معنـاها إال
بالجواب ؛ ويقـال له ( الجزاء ) أيضا ،وبسبب هذا النقص سميت (
جملةٌ ) ،ولم تسم (كالما ) ؛ لعدم الفائدة التي يحسن السكوت عليها
!.
عارض »
ٌ فإن قيل :نقصها «
قيل :كل ما الزم شي ٌء شيئا أثر فيه !؛ ففي ( عنوانه ) شبهةٌ
وإشكا ٌل ؛ ألنه سلك ما خالف القواعـد العربية ،وأما زعمه العلة
والمعلول في ( باب ــــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 194
66 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثير من األحكام
الشرط ) ؛ فوه ٌم صري ٌح ؛ ألن العلية لو ثبتت ؛ لبطل ٌ
كثير من القواعد العقلية واللغوية أيضا !.
الشرعية الضرورية ؛ بل و ٌ
ولئن ثبتت العلية في واحد من ألف بسبب دليل خارجي أو قرينة ؛ فال
يعني هذا أن كل قضية شرطية علةٌ ومعلو ٌل ! .
( تنبيه )
غريب جدا ؛ حيث
ٌ إنشائي )
ٌّ قول المصنف ( :إن من الشرط ما هو
لو كان اإلنشاء صالحا للجواب أو الجزاء ؛ لما افتقر إلى ( الفاء
55
الرابطة ) ! .علما بأنهم أدخلوها على ( الجمل االسمية واإلنشائية )
؛ حينما تكون جوابا ؛ لبعدها عن ( الشرطية ) ؛ ألن أصل الشرط
إخبار مبه ٌم ؛ كما هو واض ٌح من لفظه .على أن مقالته تحتاج إلى دليل
ٌ
من اللغة ؛ وأنى له به ! .
()1
)) قولُهُ (( :فص ٌل :الظاهر أنه ال مفهوم للوصف ...
()2
)) قولُهُ (( :فص ٌل :هل الغاية في القضية ...
قولُهُ (( :فص ٌل :ال شبهة في داللة االستثناء )3( )) ...إلخ .
أقو ُل :من قرأ ـ بعين اإلنصاف ـ هذه الفصول وجدها خارجة عن
قواعد اللغة ؛ متجاهلة للشريعة ونظامها ،لكننا قد استفدنا منها شيئا
هو االعتراف الضمني ـ من المصنف ـ بتقدم أبي حنيفة في هذا
المضمار ،ولم ينقل مثله عن إمام من أئمتنا ـ ع ـ «عليه » تصريحا
وال تلميحا؛ مما يدل على بعد هذا الهجين عن مذهبهم ـ ع ـ ! .
قولُهُ (( :المقصد الرابع :في العام والخاص :فص ٌل :قد عرف
العام بتعاريف وقع من األعالم فيها النقض بعدم اإلطراد تارة
واالنعكاس أخرى . )4( ))...
ــــــــــــــــــــــ
( )4( ، )3( ، )2( ، )1كفاية األصول :ص. 215 ، 209 ، 208 ، 206
67 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقو ُل :من تأمل كالم المصنف ظهر تضارب اآلراء ؛ مع أن
المسألة ـ هنا ـ لغويةٌ محضةٌ .فكان الواجب ذكر ما عرفه به أهل
اللغة ال الصوفية !.
وقوله بعدم تعلق األحكام بالعام بما هو عا ٌّم ؛ بل بمصاديقه وأفراده
نفي لوجوده ؛ ألننا قرأنا في « أل » االستغراقية أن منها ؛ في الحقيقة ٌ
ما يتعلق بالماهية أو مجموع األفراد أو فرد ال بعينه .فحصره ( التعلق
) باألفراد والمصاديق فقط ؛ مناف للغة العرب ـ وهي لغة الشرع ـ .
على أنني سمعت ـ اآلن ـ من ينفي « لغة العرب لغة للشرع » ؛ ويقول
« :العربي» ـ وصف القرآن ـ معناه الفصيح فقط ؛ وهذا غير اللغة
المعهودة !.
فقلتُ :واآليات التي منها قوله تعالى ( :ولتنذر أم القرى ومن
حولها ) ( )1أي مكة ؟! ؛ فهل كانوا غير عرب ؟! ؛ أم كان يصحب معه
56
( مترجما) ؟! .وقوله تعالى ( :وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه
) ( ، )2وغير ذلك ؛ فلتخرس ( الشعوبية الجديدة ) !.
قولُهُ (( :فص ٌل :ال شبهة في أن للعموم صيغةٌ تخصه ـ لغة وشرعا
ـ كالخصوص . )3( ))...
أقو ُل :البد من سؤال نتقدم به إلى من خضعوا لقبول ـ هذا الخليط
ـ وصدقوا بأنه « عل ٌم » ؛ هل اللغة ولغة الشرع شيئان أم شي ٌء واح ٌد
؟
كثير من كالم
فإن قلتم بالفرق بينهما ـ كما يدل عليه هنا وفي غيره ٌ
المصنف ـ إذ «ال يعطف الشيء على نفسه »! ؛ بل البد من تغاير (
حقيقة أو حكما ) ؛ لكن عشرات اآليات ترد قول المصنف ومن ماثله
ـ منها « :آيات ــــــــــــــــــــــ
( )1سورة األنعام اآلية 92 :؛ ومثلها اآلية 7من سورة الشورى إال أن فيها ( لتنذر ) دون
الواو .
( )2سورة إبراهيم :اآلية . 5
( )3كفاية األصول :ص. 216
68 األلفاظ
ِ ُ
أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :مباحث
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
التحدي» ؛ فلو كانت لغة القرآن وهو الدستور األول لشريعة
اإلسالم وشرعه غير لغة من خاطبهم بالتحدي ؛ لبطل الخطاب ؛ وحق
لهم االعتذار بأنك ( :ال تكلمنا بلغتنا ) ـ واألحاديث ( )2المتواترة عند
المسلمين كافة !.
وإن قلتم :بـ « اتحادهما» فهو الحق ؛ لكن لماذا تتظاهرون
بالفصل ؟! ؛ أللتشكيك ؟! ؛ أم لبعث «الشعوبية » من جديد ؟! ؛ أم
أينما وقعت فت ٌح ؟! .
ثم نقول ـ أخيرا ـ :هل يقدر أحدكم أن يأتي بصيغة للعموم في «
لغة الشرع » فقط ؟! ؛ أو في «اللغة فقط » ال في الشرع ؟!.
فإن عجزتم فأعيدوا النظر في « خليطكم » ؛ وكفى قولكم « :أصو ٌل
قديمةٌ ٌِ وأصو ٌل جديدةٌ »! ؛ ألنكم تضيفونها إلى « فقه محمد ـ ص ـ
وشرعه » .
فاعلموا أنكم في القرن الخامس عشر على النبوة ؛ و « ال نبي بعده
ـ صلى للا عليه وآله ـ » ،وال إمام بعد الـ ( )12ـ ع ـ ! .و « الفقيه
أمين ناق ٌل ،ودجا ٌل مشعوذٌ ! .
ٌ » اثنان :
57
قولُهُ (( :فص ٌل :ال شبهة في أن العام المخصص ـ بالمتصل أو
المنفصل ـ حجةٌ فيما بقي . )3( )) ...
صور
ٌ أقو ُل :إن هذا « المبحث » على طوله ـ وما تفرع عنه ـ ؛ فيه
جليةٌ « ألهل الخبرة واإلنصاف » :
( أ) إن المصنف جعل « قواعد اللغة » تحت قدمه ،و « الكتاب
والسنة » ــــــــــــــــــــ
( )1كآية 23من البقرة ( فأتوا بسورة من مثله ) ،وكآية 13من هود ( فأتوا بعشر سور
مثله ) ،وكآية 88من اإلسراء ( قل لو اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتون بمثل هذا القرآن ال
يأتون بمثله.) ...
( )2معطوفةٌ على (( عشرات اآليات )) ؛ والتقدير " :لكن عشرات اآليات واألحاديث
المتواترة عند المسلمين كافة ترد قول المصنف ومن ماثله " وللا أعلم .
( )3كفاية األصول :ص. 216
69 األلفاظ
ِ ُ
مباحث : ل
ُ األو القسم أغالط الكفاي ِة :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وراء ظهره ،ومن هذا « منهجه » ال ينبغي إطالة الكالم في رده .
(ب) فلسفة الصوفيـة والمعتزلة واألشاعرة والقاسطين والمارقين
أمر جل ٌّي ـ في كالمه ـ لمن وقف على آراء من أشرنا إليهم ! .
؛ ٌ
(ج ) وفي كالمه تمويهاتٌ كثيرةٌ منها « :األصحاب » كأن اإلمامية
خالف لهم ؛ وهم مخالفـون له
ٌ كافة معه ! ،و «أهل الخالف » كأنه م
؛ بينما كل ما عنده ؛ فهو منهم ليس غير!.
قولُهُ (( :المقصد الخامس :في المطلق والمقيد والمجمل والمبين
()1
ل :عرف ( المطلق ) بأنه :ما دل على شايع في جنسه )) ... :فص ٌ
()2
ثم ذكر منه (( :اسم الجنس ؛ كإنسان ،ورجـل ، )) ... ،و (( علم
الجنس ؛ كأسامة ، )3( )) ...و (( المفرد المعرف ـ بالالم ـ )4( )) ...إلخ
.
أقو ُل :من خـواص هذا المصنف أنه ما نقل قاعدة أو تعريفا ؛
منسوبين صريحا ؛ بل كل ما عنده ( تلميحاتٌ ) !.
فالتعريف ( للعام ) ال ( للمطلق ) ! ؛ والفرق بينهما ـ لغة ـ معلو ٌم
غريب ( لغة وعقال ) « ،
ٌ ؛ لكنه ( خلطهما ) ! ،وما ذكره في « أل »
والمجمل والمبين » نصيبهما نصيب سابقهما ! .
وإلى ـ هنا ـ تنتهي « مباحث هزيلةٌ » ـ نسبوها إلى ألفاظ العرب
؛ وهي منها برا ٌء ـ ؛ وتتلوها مباحث نسبوها إلى فقه المذهب الجعفري
58
،مع ما لـ « جعفر ـ ع ـ » و « مدرسته » مع « أصحاب تلك المقاالت
» من صراع فكري ؛ فهو « أشهر من الشمس في رابعة النهار »!.
وسنوضح ذلك في القسم الثاني من كتابنا ـ هذا ـ إن شاء للا تعالى
.
ــــــــــــــــــــــ
( )4( ، )3( ، )2( ، )1كفاية األصول :ص 243ـ 249
70 األلفاظ
ِ ُ
مباحث أغالط الكفاي ِة :القسم األو ُل :
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتم «القسم األول » من كتاب «الوقاية من أغالط الكفاية »
بتأريخ عصر الجمعة « /8ج 1405 /2هـ » على يد مؤلفه :رؤوف
بن محمد ـ أبي محمد جمال الدين ـ .العلوي الحسيني ؛ المحدث ؛
ويتلوه « القسم الثاني » إن شاء للا تعالى .
59
ين :
الد ِ
رؤوف جما ُل ِ
ُ
« الـ ِوقَـايَـــةُ
ِمـ َن
أَ ْغالَ ِط ( الكـِفَايَ ِة ) »
س ُم الثانِي :األصو ُل العمليةُ »
« ال ِق ْ
وفي ِه :
السياس ِة العبـاسيـ ِة وال َمغُوليـ ِة
ب عن ِ إزاحةُ النِقا ِ
للقضاء « على الفرق ِة اإلماميـة» !. ِ
60
اجتثت من فوق األرض ما لها من قرارِ ) (*) ؛ وال يجتنى منها الثمار
؛ فلذا أجرى فيه كل منطيق لسانه وأظهر فيه برهانه )1( )) ...إلخ .
أقو ُل ـ مخاطبا « من عبد للا تعالى » فقط ـ :في هذا الكالم أسرا ٌر
خفيةٌ وعقائد « مغلفةٌ »!؛ فإليك أيها الحر هذه المسائل لحل هذه
الرموز :
المسألةُ األولى :هل تعبر هذه الكلمات عن ( عقائد األصوليين )
كافة ؟!
الجوابِ « :نعم » ؛ ألن اآلخوند « أستاذ أساتذة من بعده » ! ؛
ولعدم االعتراض عليها شفويا ـ في الدرس ـ ؛ وال تحريريا ـ في
شروح الكفاية ـ فيما أعلم !.
ـــــــــــــــــــ
(*) نص اآلية ( :ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق ٱألرض ما لها
من قـرار ) [ سورة إبراهيم :اآلية . ] 26
ـــــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ج :1ص 2المطبوع بذيله حقائق األصول ( تعليقةٌ عليه للسـيد محسن
الحكيم ) ط الغدير ،نشر " بصيرتي " قم المقدسة ،ط 1408 ، 5هـ .
74 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن يعتقد «األصوليون» أن الدين قام باألصول ؛ ولواله لكان كشجرة
خبيثة !.
ط مشتركٌ توحي « الماركسية » إلى أتباعها المسألةُ الثانيةُ :تخطي ٌ
أفكار برجوازيةٌ
ٌ بوجوب الكذب وأساليب الخداع كافة ! ؛ وأن قبحه «
لي ؛ لتعاليـم ( المعلم العمـالي األول » قديمةٌ ! .وهذه الجمل تطبي ٌ
ق عم ٌّ
) ! .وإال كيف صـار « المستعار » أساسا « للمستعار منه »؟! .بمعنى
أن قواعد هذا الخليط مستلةٌ مما أشـرنا إليه ـ في أول القسم األول من
كتابنا هذا ـ ؛ أليس هذا من باب « :اكذب اكذب ؛ حتى يصدقك الناس
» ؟! .
وهل في قوله ـ مثال ـ (( :لوثاقة دالئله )) ذرةٌ من الصدق ؟!.
اقرأ ما شئت من كتاب « قوانين األصول » للميرزا القمي ؛ لتقـف
على « القيل والقال » وتناقضات االستدالل ! ؛ بأدلة ـ إن صحت ـ فال
تفيد إال الظن فقط ..فأين ( الوثاقة ) ؟!.
وقوله ـ مثال أيضا ـ (( :ولواله ...كشجرة خبيثة )) ؛ أتكون اإلمامية
()2
مدة « خمس مئة سنة تقريبا » ( أي منذ 329هـ( )1إلى 800هـ
61
) ؛ تجني فقهها من شجرة خبيثة ؟! ؛ ألنهم لم يعرفوه ـ آنذاك ـ مطلقا
!.
وليست ( العدة ) و ( الذريعة ) ؛ للعمل ؛ بل للرد ؛ ثم إن
«صاحبيهما » فردان من عدد كبير من علماء عصرهم من اإلمامية ؛
ممن لم يعرفه ؛ بل يمقته ويكفر أصحابه! ؛ كما جرى « البن الجنيد
» ؛ حيث نبذه علماء عصره ؛ فما ــــــــــــــــــ
( )1وهي سنة انتهاء الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى .
( )2ال أعلم لم اختار المصنف هذا التأريخ ؟! ؛ فإنه قد ذكر سابقا أن أول أدخل فواعد علم
األصول في الفقه هو العالمة الحلي ؛ وهو قد توفي سنة 726هـ ؛ وعلى هذا فالمدة أربع مئة
سنة تقريبا ( بين سنة الغيبة الكبرى وسنة وفاته ) وتحديدا ( 397سنة ) ؛ والشك أنها أقل
ق لوفاته بال ريب ؛ فمثال كتاب ( مبادئ من 397سنة أيضا ؛ ألن تأليفه لكتبه األصـولية ساب ٌ
األصول ) له نسخةٌ بخط تلميذه اآلوي فرغ من نسخها سنة 702هـ .
75 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه « الماركسية المغلفة » ؟!.
المسألةُ الثالثةُ « :قواعد األصول » ضد القرآن !.
قد يبدو ـ ألول وهلة ـ خشـونةٌ في هذا العنوان ؛ لكنها مـرارة
الحق ( الحق م ٌّر وكريهٌ مطعمه !) ؛ قال تعالى ( :وأكثرهم للحق
كارهون ) (. )1
ولبيانُ ـ ما ذكرناه ـ نقول :
إن اآليات القرآنية الشريفة التي تنهى عن اتباع الظن وذمه ؛
ولعـن وذم ( سالكي نهجه ) كثيرةٌ جدا ـ ربما تجاوزت 50آية محكمة
ـ ؛ قد حملها األصوليون على ( أصول الدين ) ـ دون ( فروعـه ) ؛
وهذا الحمل مردو ٌد ـ حسب ( قواعدهم ) ـ ؛ حيث قالوا ببقاء ( العام )
على عمومه حتى يثبت ( المخصص ) ؛ و ( المطلق ) على إطالقه
حتى يثبت ( المقيد ) ،و( مخصص ) و ( مقيد ) هذه اآليات غير ثابت
ف فيه ـ حتى عندهم ـ !. ؛ بل مختل ٌ
وقالوا ـ هم أيضا ـ « :إذا قام االحتمال بطل االستدالل » ؛ ومع التنـزل
اس
نقول :إن ( قواعد األصول ) طرق استنباط ،وطريق االستنباط أس ٌ
لمعرفة الدليلِ المقبول ،ودليل الفروع من ( أصول الدين ) ـ كما
قالوا هم أيضا ـ ؛ فما فروا منه وقعوا فيه !.
ق لبيان
فثبت أن ( قواعد األصول ) كافة ـ اللفظية والعملية ـ طر ٌ
األدلة فهي مشمولةٌ بـ ( 50آية ) دالة على بطالنها !.
62
وأما ما يدعون ثبوته عن أهل العصمة ( ع ) من تلك القواعد ـ
إن صحت تلك الدعوة ـ ؛ فالدليل قولهم (ع) ال قول غير معصوم ! .
المسألةُ الرابعةُ :من كتب في األصول ـ من اإلمامية ـ ؛ ال يعـرف ـ
بالضبط ـ متى ومن بدأ الكتابة في هذا ( الخليط ) ؟ ! ؛ لكن الشيء
المؤكد ـــــــــــــــــــــ
( )1سورة ( المؤمنون ) :اآلية . 70
76 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو أن الكاتب فيه ـ من اإلمامية ـ إما ليرد به على ( العامة )
المتمسكين به ؛ أو لتأثره ـ بهم ـ بسبب المخالطة والدرس ؛ حتى
صدقهم في ( باطلهم ) ! .تتبع ترجمة ( من كتب فيه ) تجد أحد
الوصفين موجودا فيه ؛ إال المتأخرين فهم ( مقلدون ) ال يجرأون على
فضحه ورده ! .
ج من أصول األئمة ـ عليهم السالم جميعا المسألةُ الخامسةُ :نموذ ٌ
ـ :لمن أراد « أصول الحق وقواعد الصدق ودليل النجاة » ؛ فعليه بـ
( الفوائد الطوسية ) للحـر العاملي ـ قـدس سـره ـ صاحب ( وسائل
الشيعة ) ،و ( األصول األصيلة ) للفيض الكاشاني ـ ره ـ ،و( هداية
األبرار إلى طريق األئمة األطهار ـ ع ـ ) للشيخ حسين بن شهاب الدين
الكركي العاملي ،وكتب أخرى ؛ ما فيها من آراء « الصوفية
والمعتزلة واألشاعرة ،وغيرهم من فرق الضالل » أث ٌر وال عي ٌن ؛ بل
عن المعصومين ـ ع ـ فقط .
قولُهُ (( :المقصد السادس :في بيان األمارات المعتبرة شرعا أو
()1
عقال ))...
63
( )3المصنف اختصره ؛ ففي الفروق (( :واألمارة ما يؤدي النظر فيه إلى غلبة الظن ؛ لنحو
ما يطلب به من جهة القبلة ؛ ويغرف به جزاء الصيد وقيم المتلفات ،والظن في الحقيقة ليس
يجب عن النظر في األمارة لوجوب النظر عن العلم في الداللة ؛ وإنما يختار ذلك عنده ؛
فاألمارة في الحقيقة )) ...إلخ .
77 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
والعالمة ؛ أن األمارة :هي العالمة الظاهرة . ))...
فمراد المصنف في عنوانِه بيان القواعد الظنية ـ المعتبرة
شرعا أو عقال ـ .
وللرد عليه وجوهٌ كثيرةٌ ـ ال يسعنا تفضيلها جميعا ـ ونكتفي باآلتي
بيانه :
أوال :هل األمارات الظنية التي وردت الرخصة فيها ـ من قبل األئمة
(ع) ـ مما يجوز القياس عليه ( كترخيصهم ـ ع ـ في االجتهاد بتعيين
جهة القبلة عند الحيرة والشك وضيق الوقت أو الخوف ) .
فإن قيل ( :نعم ) فتح ( باب القياس ) على مصراعيه ؛ وحكم
القياس معلو ٌم في ( مذهب أهل البيت ) ؛ فليسوا منه وليس منهم .وإن
( نفيتم ) ؛ فهو الحق .
ص بها ـ ؟ أم تقولون علىثم هل توجد أماراتٌ ظنيةٌ عقليةٌ ـ مرخ ٌ
أئمتكم ما لم يقولوا ؟! ؛ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) (. )2
القطع ) ( ُحجيةُ
ِ
قـولُهُ (( :وكيف كان فبيان أحكـام القطع وأقسامه يستدعي رسـم
أمور )3( )) ...إلخ .
أقو ُل :إن بيان ( هذه المغالطات ) يستدعي أمورا :
ما معنى القطع ـ عقال ولغة وشرعا ـ ؟
( القطع العقلي ) من باب « المشكك » ؛ فهو مسألةٌ ( نسبيةٌ ) منذ
القديم ؛ إال البدهيات ،وتكاد تكون محدودة ( كالواحد نصف االثنين
مثال ) .
ٌ
أما ما ترتب له ( أقيسة ،وأشكا ٌل ،وقضايا ) ...إلخ ؛ فالصراع
فيه بين العقالء على قدم وساق .وتناقض العقائد واآلراء ؛ دليل
صدق ما نقول .
ـــــــــــــــــــ
( )1الفروق اللغوية :ص : 70حرف األلف :رقم ( . ) 281
( )2سورة البقرة :اآلية . 111
64
( )3كفاية األصول :ص. 258
65
امتثا ٌل للواجب ـ هو سبب « المثوبة » ؛ فمن اعتقد أن دخوله الجنة
هو بسبب عمله الحسن فقط فقد حبط عمله ! .ولكن الصوفية ـ ومن
قلدها ال تؤمن بـ ( اإلحباط) ! .وهذا الذي ذكره المص نف ص ري ٌح
بصحة مقالة الصوفية من « نفي اإلحباط » ؛
فالمثوبة بالعمل الحسن فقط ،والعقوبة بالعمل القبيح !.
قولُهُ (( :األمر الثالث ( ... )1األمر السابع ( )) ... )2إلخ .
تفصيلي ،وقط ٌع
ٌّ عقلي ،وقط ٌع
ٌّ فردي ،وقط ٌع
ٌّ أقو ُل :قط ٌع م ٌ
نجز
مالي ،وأقسا ٌم أخرى ؛ لكننا لو بحثنا « الكتاب والسنة » ؛ لما إج ٌّ
وجدنا أثرا لما ذكره المصنف ؛ بلى ذلك عند « مال صدرا والخاجا
والرئيس » ...إلخ ؛ وه ٌم بين صوفي معروف أو إسماعيلي منحرف ؛
فمن آراء هؤالء توضع « أصول الفقه » !.
قولُهُ ـ في حجية الظن ـ [ (( :بيان ]( )3ما قيل باعتباره من األمارات
أو( )4صح أن يقال ـ وقبل الخوض في ذلك ـ ينبغي تقديم أمور :أحدها
)) ...إلخ .
أقو ُل « :مبحث األمارات غير العلمية ـ ومنها الظن ـ دلي ٌل على
تأثر القوم ـ الذين بايعوا عليا وبنيه (ع) ـ بآراء العامة الذين
رفضوهم!.إذ األمارة ـ المعمول بها ـ ال تخلو إما أن تكون مؤيدة بالنص
عن المعصومين (ع) ؛ فينبغي ـــــــــــــــــــ
( )2( ، )1كفاية األصول :ص 263فيه (( :األمر الثالث :أنه قد عرفت أن القطع بالتكليف
أخطأ أو أصاب يوجب عقال استحقاق المدح والثواب أو الذم والعقاب )) ....ثم ذكر األمر الرابع
،ثم الخامس ،ثم السادس إلى أن قال :ص (( : 272األمر السابع :إنه قد عرفت كون القطع
التفصيلي بالتكليف الفعلي علة تامة لتنجزه . )) ...
( )3ما بين [ ] أثبتناه عن الكفاية المطبوع :ص. 275
( )4هذا هو الصواب كما في المطبوع ؛ وكتبت في األصل (( لو )) .
80 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقديمه ـ مع اإلشارة عما نقل عنه ( من راو أو كتاب ) ـ ؛ أو عارية
عن النص ؛ فيكون المجتهد إماما ـ لنفسه ولمن قلده ـ ،والثاني هو
الثابت في منهجهم .
قولُهُ (( :فص ٌل :ال شبهة في لزوم إتباع ظاهر كالم الشارع في
تعين مراده في الجملة . )1( )) ...
66
أقو ُل :لو قرأ الباحث الحر ما كتبه العلماء « األخباريون » في
مسألة العمل بـ « ظواهر القرآن » ؛ لعلم أن المصنف ـ ومن على طريقته
ـ قد اختصر أدلة خصمه اختصارا ـ مخال ـ ؛ مخالفا ألمانة البحث
العلمي .على العكس من العلماء األخباريين ؛ فإنهم ينقلون حجة
خصمهم كاملة ـ مع ما يتصوره من نقض وجوابه ـ ثم يشرعون
بالجواب والنقض ؛ فانظر ـ مثال ـ كتاب « الفوائد الطوسية » للعالم
األخباري المعروف الحر العاملي ـ قدس سره ـ ولم يذكر المصنف عن
( رؤساء مذهبنا االثني عشر ـ ع ـ ) ما هو صري ٌح في دعواه ! .
كما أن المشاهد المعمول به عند أعداء آل محمد هو الموافق لمدعى
المصنف! ،واالستدالل بظاهر القرآن على جواز العمل بظاهره دو ٌر
ظاه ٌر ؛ وحجةٌ ظنيةٌ على مسألة هي من « األصول » التي منع
األصوليون أنفسهم من العمـل في « الظن ( » )2في مثلها!.
وأخيرا :لو صح جواز العمل بظاهره ؛ لثبت صحة كل مذهب «
فاسد » ؛ فإنهم جميعا يستدلون به بما يوافق ظاهره موافقة صريحة
مقبولة ذوقـا ! .
()3
)) قولُهُ (( :فص ٌل ...في حجية كالم اللغويين ...
ـــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 281
( )2ولعلها (( :بالظن )) .
( )3في الكفاية المطبوع (( :فص ٌل :قد عرفت حجيـة ظهور الكالم في تعيين المرام )) ...
وساق الكالم إلى أن قال (( :نعم نسب إلى المشهور حجية قول اللغوي بالخصوص في
تعيين األوضاع . )) ...
81 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ق باألوضاع ؛ بل ال يكون (( وال يكاد يحصل من قول اللغوي وثو ٌ
اللغوي من أهل خبرة ذلك ؛ بل إنما هو من أهل خبرة موارد االستعمال
؛ بداهة أن همه ضبط موارده ال تعيين أيا منها ـ كان اللفظ فيه حقيقة
أو مجازا ـ ؛ وإال لوضعوا لذلك عالمة )1( )) ...إلخ .
أقو ُل :لو رجع « الباحث الحر » إلى هذا المبحث ـ بتمامه ـ لبان
له :
(أ) ضرب اللغة « عرض الجدار » ؛ وحملها على سائر اللغات
األعجمية .
67
(ب) وقد ظهر أن المصنف في نهاية المطاف ال يرى اللغوي سوى
«شاهد» حسب شروط الشهادة ؛ لبيان االستعمال ال بيان الوضع .
(ج) ومن هذا البحث بدا ضعف اطالعه على آثار أهل اللغة
المفصلة ؛ ألنه لم يعرف منها سوى « القاموس المحيط » ـ مثال ليس
شيرازي ! .ولم يطلع على :
ٌّ غير ـ ؛ ألن مؤلفه فيروزآبادي
1ـ « مجاز القرآن » ألبي عبيد .
2ـ « أساس البالغة » للزمخشري .
3ـ «الفروق اللغوية » ألبي هالل العسكري .
4ـ « شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم » لنشوان
الحميري .
5ـ « المعرب » للجواليقي .مثال ال حصرا .
فمنها :ما فصل الحقيقة عن المجاز.
ومنها :ما فصل المترادف .
ومنها :ما فصل المعرب عن األصيل
فكيف حكم المصنف على اآلثار اللًّغوية دون خبرة تامة ؟! ؛ ليس
إال لسلب الثقة باللغة ـ نفسها ـ ،وترك بابها مفتوحا « لمن ال يحسن
النطق بها » ! .
ـــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 281
82 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيهان »
ِ «
األو ُل :إن علماء اللغة ـ األوائل أكثرهم من رجال الشيعة ،
وبعضهم له شرف الصحبة والرواية عن بعض المعصومين ـ ع ـ ؛
كالدؤلي ـ مثال ـ .
وقد سمى رسول للا ـ صلى للا عليه وآله ـ وأمير المؤمنين ـ ع ـ
مذاكرة أشعار العرب وأيامها وأنسابها ( علما ) .وقال أمير المؤمنين
()1
ـ ع ـ (( :وإنما تتفاضل العلماء بمعرفة ما ليس بظاهر وال مضمر ))
،وليس العلماء ( شهودا ) في مجال تخصصهم ؛ بل ( رواة ) من
جهة ؛ وأصحاب ( رأي مقبول ) ـ إن تعزز بالدليل المقبول ـ من جهة
أخرى .
68
الثانِي :نفي المصنف عالمة فارقة بين « الحقيقة والمجاز » ؛
دلي ٌل على انخفاض درجة معلوماته اللغوية ؛ إذ ال يعلم أن االستعمال
محصور بهما فقط ؛ فبيان واحد كاف لبيان الثاني ،وقد ٌ ـ كما قال ـ
تكفل «علم البيان » ببيان العالقة بين « المسند والمسنـد إليه » ؛ فإن
ٌ
مجاز ،وإن كـانت « مجازية » وقرينتها ـ حينئذ ـ واضحة ؛ فالكالم
كانت « حقيقية » ؛ فالكالم حقيقةٌ ؛ فليس الكلمة وال الكالم محصورين
بحقيقة ومجاز دائمين بل مختلفين ـ تبعا للحاجة ـ ؛ لذا بحث اللغويون
( العالقة ) فقط دون ( المفردات ) ؛ ألنها تتغير.
والتفريق بين « الوضع » و «االستعمال » في فصيح الكالم خل ٌ
ط
ط ؛ إذ ال يتكلم الفصيح إال بما وضع له اللفظ أو ما ناسب ما وضع وخب ٌ
له اللفظ ؛ فافهم ـ هداك للا ـ قلة إحاطة القوم بلغة الشرع .
ـــــــــــــــــــ
( )1أورده الحر في الفصول المهمة :ج : 1ص : 684باب : 75ح 1079 /11مسندا عن
أبي األسود الدؤلي عن أمير المؤمنين ـ عليه السالم ـ
83 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
قوله (( :فص ٌل :حجية اإلجماع :اإلجماع المنقول بخبر الواحد ُ ُ
حجةٌ عند كثير ممن قال باعتبار الخبر بالخصوص من جهة أنه من
أفراده من دون أن يكون عليه دلي ٌل بالخصوص )) ...إلخ .
بحث كثرت فيه المغالطات والتناقضات الغريبة التي ٌ أقو ُل :هذ
يرفضها الشرع والعقل ـ معا ـ ؛ ولبيان حقيقة النـزاع نقدم مسائل :
ق للشرع والعقل ؟ المسألةُ األولى :هل اإلجماع المدعى به مواف ٌ
اإلجماع « المحصل » واإلجماع «المنقول» وك ٌّل منهما تخي ٌل
محض ! .
ٌ
أما األول فقد نفوه ـ هم أنفسهم ـ ؛ خصوصا في زمن الغيبة الكبرى
.
مرفوض « شرعا » ؛ ألن اإلمامية رووا عن الثاني عشر ٌ والثاني :
()2
اب مفترـ ع ـ (( :من ادعى الرؤية قبل الصيحة والسفياني ؛ فهو كذ ٌ
متواتر .ثم إنهم جعلوه فردا من أفراد ( الخبر الواحد ) ؛ فعالم
ٌ )) ؛ وهذا
ال يطبقون عليه مصطلحهـم الذي استحدثه ( العالمة ) لعمـوم األخبار
ـ خصوصا في مقام ( التعارض )؟!
69
()3
مرفوض ـ عقال ـ ؛ ألن دخول اإلمام محتم ٌل غير مؤكد.
ٌ و[ هو ]
وقد قالوا « :إذا قام االحتمال بطل االستدالل » !.
ثم إن العقل ال يحكم بقبول كالم ( مجهو ٌل قائله ) ؛ بل يقرر ( حجية
القول ) بعد ثبوت ( أهلية القائل ) .
ـــــــــــــــــــ
( )1عبارة (( حجية اإلجماع )) لم ترد في الكفاية المطبوع :ص. 288
( )2ما بين [ ] لم يرد في األصل ؛ وأثبتناه استظهارا .
( )3نص التوقيع الصادر عن الناحية المقدسة ـ عجل للا فرجه ـ إلى السفير أبي الحسن
محمد بن علي السمري ـ كما في الغيبة للطوسي :ص :395رقم ( 365مؤسسة المعارف ،قم
المقدسة ،ط1411 ، 1هـ واالحتجاج :ج : 2ص ( 297دار النعمان ،النجف األشرف ،
اب مفتر
1396هـ ) ـ (( :أال فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصحية ؛ فهو كذ ٌ
؛ وال حول وال قوة إال بالل العظيم )) .
84 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألةُ الثانيةُ :اإلجماع والقطع .
زعم المصنف :حصول القطع لحاكي اإلجماع؛ مما جعل ( القطع
) عرضة ( للشك ) ؛ بدليل تعارض اإلجماعات وتناقض حكمها ؛
فيكون القطع حاصال مع ( النقيضـين ) وهذا محا ٌل .على أن للا تعالى
حكى عن إبليس ـ لع ـ ( :ألقعدن لهم )1() ...و ( ألغوينهم أجمعين =
.إال عبادك منهم المخلصين )( )2فمن المحتمل كون « مجهول النسب
المدعى به » شيطانا ال إماما ! .
المسألةُ الثالثةُ :كيف يكون فرد الكلي قسيما له ؟!
لقد حكموا أن اإلجماع « المنقول » من أفراد « خبر الواحد » ؛
فكيف جعلوه قسيما ونظيرا للكتاب والسنة معا في مقام تقسيم « مصادر
التشريع» ؛ بما في السنة من أنواع األخبار التي ال يصلح خبر الواحد
ـ مطلقا ـ لمعارضتها ومقابلتها ؟! .
وأخيرا اقرأ البحث في « الكفاية » يتضح لك تهافته في نفسه ؛
وتعارضه مع مقررات سابقه والحقه ؛ لكن القوم ال يرون تناقضهم
قبيحا! .أجل لقد قيلِ « :نحن نكذب لمحمد ـ صلى للا عليه وآله ـ ال
()3
عليه » ! ،وقد قال أمير المؤمنين ـ ع ـ (( :من نم عندك نم عليك ))
،والشريعة ما جاءت بكذب ال لها ـــــــــــــــــ
( )1سورة األعراف :اآلية 16؛ واآلية تامة ( :قال فبما أغويتني ألقعدن لهم صراطك
المستقيم ) .
( )2سورة الحجر :اآليتان . 40 ، 39
70
( )3قلت :نقل الحلبي من العامة في السيرة الحلبية هذا النص وعزاه للشافعي ،وكذلك
الشعراني في العهود المحمدية والذهبي في سير أعالم النبالء لكن النص هكذا (( من نم لك
نم عليك )) ،وابن أبي الحديد في شرح النهج قال (( وكان يقال )) ...وذكر النص ولم ينسبه
ألمير المؤمنين ـ عليه السالم ـ ،ولم نقف عليه في مصادرنا الحديثية ،نعم ذكره الشهيد الثاني
في رسائله ونسبه لإلمام الحسن ـ عليه السالم ـ وعنه نقل المجلسي في البحار :ج: 72
ص : 27باب 67؛ وعلى كل حال لم ينسبه أح ٌد من هؤالء إلى علي ـ عليه السالم ـ وللا أعلم
.
85 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ ُ
الوقاية من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
اب ينطق بالحق ) ! . وال عليها ( كت ٌ
قـولُهُ ـ [ في ] ( )2حجيـة الخبر الواحـد ـ (( :فص ٌل :المشهـور بين
األصحاب حجية خبر الواحد في الجملة بالخصوص ،وال يخفى أن هذه
المسألة من أهم المسائل األصولية ،وقد عرفت في أول الكتاب أن
المالك ـ في األصولية ـ صحة وقوع نتيجة المسألة في طريق االستنباط
،ولو لم يكن البحث فيها عن األدلة األربعة )3( )) ...إلخ .
أقولِ :إن مسألة « حجية الخبر الواحد » من الشواهد الصريحة
على أن « المذهب األصولي » قائ ٌم على « المتناقضات » .لكنها
مزخرفةٌ ؛ وإال كيف يكون خبر الواحد ـ مع خلوه عن القرينة ـ حجة
( عندهم ) ؟! ،مع أنهم أسقطوا أكثر أحاديث « الكـتب األربعة »
وغـيرها من كتب علم الحديث ـ المعروفة هي وأصحابـها عند عموم
الشيعة ـ عن درجة االعتبار بحجة خفاء « القرينة » .
وبعد ؛ ففي كالم المصنف داللةٌ صريحةٌ على أن لديهم من األدلة
الشرعية ما ليس من « األربعة »!.
وأخيرا :استدل بآيات ـ قد تكون متشابهةٌ ؛ أو مجملةٌ ،أو مطلقةٌ
...إلى آخر االحتماالت ـ وأخبار آحاد ( ضعيفة السند ،أو مجهولة ،
أو عامية ،أو تقية ( ) )4ـ ؛ إلثبات اآلحاد ؛ فهو دو ٌر ومغالطةٌ ! .مع أن
نقض لقوانين زعيمهم « العالمة ٌ صحة حجيةِ خبر الواحد ـ مطلقا ـ ؛
()5
الحلي » التي استوردها لهم من [ العامة ] !؛ فتم بموجبه تقسيم
األخبار؛ فهم ملزمون بنفي أحدهما !.
ـــــــــــــــــ
( )1سورة ( المؤمنون ) :اآلية . 62
( )5( ، )2ما بين [ ] أثبتناه استظهارا .
( )3كفاية األصول :ص. 293
( )4لعلها (( :أو صدرت تقية )) ،وللا أعلم .
86 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
71
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قولُهُ (( :فص ٌل :في الوجوه التي أقاموها على حجية الظن ؛ وهي
أربعةٌ :األول :إن في مخالفة المجتهد لما ظنه من الحكم ( الوجوبي
أو التحريمي ) مظنة للضرر ،ودفع الضرر المظنون الز ٌم )1( )) ...إلخ
.
أقو ُل :إن لدى اإلمامية أبوابا هي من أصول عقائدهم الثابتة التي
ال يعارضها سواها ـ أعني باب التسليم إليهم ( صلوات للا عليهم ) ،
وباب الرد إليهم (ع) ،وباب االحتياط ـ .وهذه األبواب إن لم تعارض
ما ذكـره المصنف ـ من دفع مظنة الضرر ـ معارضة أكيدة صريحة ؛
فال أقل من ظـن التعارض بينها ؛ وحينئذ ـ كما يقولون هم أنفسهم ـ :
«[ إذا ] ( )2تعارضا تساقطا » .
( تنبيه وتوضيح )
قلنا ـ أكثر من مرة ـ :إن دليل المسألة الفرعية ـ مهما كانت ـ
يعد من « أصول الدين » فرعيا كمسألته ؛ فنقول :الصالة ،والزكاة
،والصوم ،وحج البيت ،واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وبر
الوالدين وطاعتهما ...إلخ ؛ كل هذا يعد من « فروع الدين » ـ باتفاق
فعلي » ال بما هو « عقيدةٌ » ؛ فاالعتقاد
ٌّ محقق ـ ،لكن بما هو « عم ٌل
ـ بوجوب ـ شي ٌء ،وتأديتها ـ على الوجه الشرعي ـ شي ٌء ثان ؛ لذا
يعزر تاركها ويقتل منكر وجوبها ؛ ألن كل الفروع تعود إلى « أصل
» هو التصديق بما جاء به محم ٌد ـ صلى للا عليه وآله ـ من عند الحق
ض لما حكموا به ـ هم أنفسهم ض و مناق ٌ تعالى .فعملهم بالظن معار ٌ
ـ ؛ إذ حصروا « اآليات » ـ وهي بالعشرات ـ و« الروايات» ـ وهي
بالمئات بل ربما باأللوف ـ الدالة على تحريم الظن في األحكام الشرعية
بـ « أصول الدين »! ؛ فكيف عملوا به فيها ؟! ـ فتدبر ـ !.
ـــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 308
( ] [ )2أثبتناه استظهارا .
87 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
قوله (( :المقصد السابع :في األصول العملية ...
)) ُ ُ
(( فص ٌل :لو شك في وجوب شيء أو حرمته ولم تنهض عليه
إلى (( :
()3
ترك األول وفعل الثاني))...
()2
حجةٌ ؛ جاز شرعا [ وعقال ]
و[ قد ] ( )4استدل على ذلك باألدلة األربعة .أما الكتاب [ فبآيات
72
))أظهرها قوله تعالى ] ( ( )5وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال ) (... )6
( (( )7وأما السنة [ فبروايات ]( )8منها حديث الرفع( )9حيث عد ( ما ال
يعلمون ) من التسعة المرفوعة فيه )10())...إلخ .
أقو ُل :أصالة البراءة أو نفي المرجع المعصوم !! .
قسم األصوليون «أصالة البـراءة » أقساما منها « :البراءة
لعاثر
ٌ لحائر وقلمي
ٌ العقلية » ،و« البراءة الشرعية »! ؛ وإن فكري
؛ فبماذا الرد على هذه المغالطات ؛ وبروز العالم بلهجة الجاهل ،
والمؤمن بطريقة فاقد اإليمان !.
أجل ؛ إن الذي ذكره من « الكتاب والسنة ـ كما ذكره هو نفسه ـ
يشير إلى أن ( العلم ) أساس ( التكليف ) ؛ فإذا لم يحصل ارتفع (
نقض لحجية الظن مطلقا ـ حسب إقراره ـ إذ ال ٌ التكليف ) ،وفيه
يجتمع ( عل ٌم وظ ٌّن ) .وفيه ـ أيضا ـ إن المصنف وجماعته من
المتعبدين بـ ( حجية المفاهيم كافة ) ،وقد تحقق ببعث الرسل العلم
الشرعي بموارد التكليف كافة ،وما سكت الشارع عنه ـ تخفيفا
ورحمة ال نسيانا وغفلة ـ ؛ وجب سكـوتنا عنه ؛ ووجب علينا
ـــــــــــــــــ
( )10( ، )7( ، )3( ، )1كفاية األصول :ص. 339 ، 338
( ] [ )8( ، )5( ، )4( ، )2أثبتناه عن الكفاية المطبوع .
()6سورة اإلسراء :اآلية . 15
( )9روى الصدوق في التوحيد :باب 55المشيئة واإلرادة :ح : 24ص ( 353منشورات
جماعةِ المدرسين بقم المقدسة ) بسند صحيح عن حريز بن عبد للا عن أبي عبد للا ـ عليه
السالم ـ قال (( :قال رسول للا ـ صلى للا عليه وآله ـ :رفع عن أمتي تسعةٌ :الخطأ ،والنسيان
،وما أكرهوا عليه ،وما ال يطيقون ،وما ال يعلمون ،وما اضطروا إليه ،و الحسد ،والطيرة ،
والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة )) .
88 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
عدم البحث عن سبب تركه !.
وتعليق نفي التعذيب على عدم العلم ؛ ال يدل على «أصالة البراءة
» ؛ لتعارضه مع قوله تعالى ( :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون
) ( ، )2وقوله تعالى ( :وال تقف ما ليس لك به عل ٌم )( ، )3وقوله تعالى
( :قل أرأيتم مآ أنزل ٱلل لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال قل
آلل أذن لكم أم على للا تفترون ) ( )4؛ فإنه صري ٌح بوجوب التوقف !.
ونفي حصول العلم الكافي نف ٌي للكتاب والسنة ؛ أو نسبة التقصير
للمبلغ !.
73
نعم توجد بعض « المبهمات » ؛ كما وجد «المتشابه » في القرآن
امتحانا منه ـ تعالى ـ لنا ـ ؛ ليرى من رد ( المبهم والمشكوك ) إلى
أهل العصمـة ـ ع ـ ؛ ممن تقحم فيه ـ برأيه ـ ! ؛ واتبع قواعد ( أبي
حنيفة والشافعي والمعتزلة واألشاعرة والصوفية ،وغيرهم من ملحد
ومنحرف ) ! ؛ فكل ما خفي وجه الحكم فيه ؛ فهو من باب « االختبار
» ؛ ليرى من سلك باب « الرد والتسليم » للمعصومين ـ ع ـ ؛ ممن
جعلهم وراء ظهره ؛ فكان إماما لنفسه ولمن صدقه بتلك المسائل ،
وللا الهادي إلى سواء الصواب !.
وهذا البحث ـ بنفسه ـ يتطلب «كتابا » ؛ لكن الحر تكفيه اإلشارة
! ؛ ــــــــــــــــــ
( )1قال تعالى في سورة المائدة :اآليتان ( : 102 ، 101يآ أيها ٱلذين آمنوا ال تسألوا
عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل ٱلقرآن تبد لكم عفا ٱلل عنها وٱلل
) ،وروى قد سألها قو ٌم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين = غفو ٌر حلي ٌم =
الصدوق في الفقيه :باب نوادر الحدود :ح :5149ج :4ص ( 75منشورات جماعة
المدرسين ،قم المقدسة ،ط1404 ، 2هـ ) (( :وخطب أمير المؤمنين ( عليه السالم )
الناس ؛ فقال " :إن للا ـ تبارك وتعالى ـ حد حدودا ؛ فال تعتدوها ،وفرض فرائض فال
تنقصوها وسكت عن أشياء ؛ لم يسكت عنها نسيانا لها فال تكلفوها ؛ رحمة من للا لكم
فاقبلوها " )) .
( )2سورة النحل :اآلية 43وسورة األنبياء :اآلية . 7
( )3سورة اإلسراء :اآلية . 36
( )4سورة يونس :اآلية . 59
89 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
( والعاقبة للمتقين ) ،وقد قلنا ألئمتنا ـ ع ـ (( :وأمري لكم تاب ٌع
))( .! )2فمن لم تكن عنده رخصةٌ منهم ـ ع ـ فيما يحكم به ؛ فقد خرج
عن طاعتهم ـ ع ـ ! ؛ وحمل اآليـة والحديث على وجوب ( العلم ) ال
على ( البراءة ) أولى ! .
قولُهُ (( :فص ٌل :في حجية االستصحاب ( : )3وال يخفي أن عباراتهم
في تعريفه ؛ وإن كانت شتى إال أنها تشير إلى مفهوم واحد ومعنى
فارد ؛ وهو الحكم ببقاء حكم [ أو موضوع ذي حكم ] ( )4شك في بقائه
)) ...إلخ .
أقو ُل :إن بحث االستصحاب ـ كسابقه ـ من أهم المسائل
األصولية ! ،وكثرة الخالف في كل ما يتعلق به ـ حتى تعريفه أو حده
أو رسمه ـ ؛ دلي ٌل على عدم صالحيته ـ للدنيا والدين معا ـ ؛ ألن القرآن
74
كثيرا ما نهى عن إتباع ما يؤدي إلى الخالف واالختالف ـ عموما
وخصوصا ـ في أمور الدين .
وبعد :فقد زعموا في « أصولهم » ـ غالبا ـ أن من بين «
المخصصات » السؤال ؛ فلو سئل المعصوم ـ ع ـ عما يتعلق بالوضوء
ـ مثال ـ ؛ فال يجوز تعميم جوابه ـ ع ـ إلى الزكاة ـ مثال ـ ؛ ولو كان
فيه ما يناسب ؛ فقد تناسى المصنف ما حكم به ـ هناك ـ ! .
ــــــــــــــــــ
( )1سورة األعراف :اآلية ، 128وسورة القصص :اآلية . 83
( )2مقط ٌع ورد في زيارة أمير المؤمنينِ ـ عليه السالم ـ رواه ابن قولويه في كامل الزيارات
:باب : 11ح : 2 / 94ص ( 95مؤسسة نشر الفقاهة ،ط1417 ، 1هـ ) عن محمد بن
الحسن بن الوليد في كتابه ( الجامع ) عن أبي الحسن ـ عليه السالم ـ إال أن فيه (( :وأمري
لكم متب ٌع )) ؛ وكذلك ورد ضمن زيارة الحسين ـ عليه السالم ـ التي رواها ابن قولويه أيضا
في كامل الزيارات :باب : 79رقم 17 /633بإسناده عن أبي بصير عن بعض أصحابه عن
أبي عبد للا ـ عليه السالم ـ .
( )3في الكفاية المطبوع :ص (( : 384في االستصحاب وفي حجيته ـ إثباتا ونفيا ـ أقوا ٌل
لألصحاب )) .
( )4ما بين [ ] أثبتناه عن الكفاية المطبوع .
90 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما ذكره ـ من صحيحة زرارة ـ تخصص الوضوء ؛ فتسرية حكمها
المخصص بالسؤال إن لم يكن من باب ( القياس ) ؛ فمن باب (
االستحسان ) ،ولئن أجازهما ـ هو وحزبه ـ فعالم النـزاع القائم بين
اإلمامية منذ عصر أئمتـهم ـ ع ـ األول إلى نهاية الغيبـة الصغرى
وبداية الكـبرى إلى دولة « خدا بنده بن أرغون » ـ الصديق الحميم
للعالمة ؛ والممول المادي لنفقات مدرسته الفكرية ! ـ حيث حدث هذا
وأمثاله !.
وأخيرا ؛ ما صح بالدليل الشرعي من بعض أنواع ـ هذا ـ يقتصر
عليه ؛ ويكون العمل بالمثبت ال بالثابت ؛ فافهم إن كنت متبعا آلل
محمد ـ ع ـ !.
قولُهُ (( :المقصد الثامن :في تعارض األدلة واألمارات :فص ٌل :
التعارض هو تنافي الدليلين ـ أو األدلة ـ بحسب الداللة ومقام اإلثبات
على وجه التناقض أو التضاد ـ حقيقة أو عرضاـ بأن علم بكذب
أحدهما إجماال ؛ مع عدم امتناع اجتماعهما أصال ؛ وعليه فال تعارض
بينهما بمجرد تنافي مدلولهما )1( )) ...إلخ .
75
أقو ُل :نحن حينما نقول بـ ( اتحاد الفكر ) في تلك القواعد بين
أعداء آل محمد (ع) ـ ومن تظاهر بمواالتهم ـ ال ندعي جزافا ؛ فلو
فكرت في هذا التعريف وسبرت هذا البحث ؛ ثم تتبعت « التعارض »
عند اإلمامية ـ الوارد في األسئلة عن حكمه وجواب أهل العصمة (ع)
عنه ؛ لظهر لك أن التعارض عند األصوليين هو ما عند العامة ال ما
عند اإلمامية ! ؛ فانظر كالم المصنف ومقبولة عمر بن حنظلة ـ مثال ـ
ق بينه وبين ما عند اإلمامية ؛
؛ لترى « الفرق » و «االتحاد » ؛ ففر ٌ
واتحا ٌد بينه وبين ما عند العامة ؛ أجل :إنه يقول (( :بكذب أحدهما
إجماال )) ! ؛ والمقبولة وغيرها تقول بـ ( وثاقتهما)! ؛ فكيف الجمع ؟!.
ــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 437
91 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قيل :إن المصنف ال يرى ( ما احتمل كذبه إجماال ) ؛ مما
يجري فيه التعارض .
قيل :إن مجرد ذكره ـ هنا ـ كاف في صدق خروج هذا التعارض عن
الذي بحثه أئمتنا ـ ع ـ ردا على أسئلة شيعتهم ،وما ذكره المصنف من
وجوه التعارض األخرى ـ الخارجة حتما عما ورد عن آل محمد (ع) ـ
دلي ٌل صري ٌح على تعادل وترجيح وتعارض ـ كيفي خيالي ـ بعيد عن
نهجهم (ع) ؛ فتأمل ! .
قولُهُ (( :وأما الخاتمة ؛ فهي فيما يتعلق باالجتهاد والتقليد :
فص ٌل ( :االجتهاد ) لغة :تحمل المشقة .واصطالحا ـ كما عن
الحاجبي والعالمة (*) ـ " :استفراغ الوسع في تحصيل الظن بالحكم
الشرعي "! )) ( )1إلى (( :ومنه انقدح أنه ال وجه لتأبي األخباري عن
االجتهاد بهذا المعني ؛ فإنه ال محيص عنه )2( )) ...إلخ .
أقو ُل :تمهيد :ذكرنا في مقدمة ( هذا الكتاب ) أن السياسة العباسية
؛ لم ترض بالعنف وحده للقضاء على الفكر الشيعي اإلمامي ؛ بل
جندت عمالءها ـ وهم كثيرون ـ لمقابلة الفكر بالفكر ـ أيضا ـ ؛ فحدثت
( المذاهب ) وشجعتها دولتهم ! .
أما « المغول » فإنهم « ملحدون » ؛ لكنهم حينما حكموا مساحات
كبيرة
=============================
76
(*) (( الحاجبي :هو ابن الحاجب ـ من کبار علماء العامة ـ ( ،والعالمة) هو :العالمة
الحلي ،أول من أدخل تلك القواعد العامية على فقه الشيعة ـ عمليا ونظريا ـ ! ؛ طلبا
لمرضاة ( البالط المغولي) ! ؛ فانظر اتحادهما في( تعريفه) ! ،وال عبرة بالتحسينات
فإنها من عمل ( الماشطة ) بعد المؤسس ؛ فتأمل ! )) ( .المؤلف ) .
ــــــــــــــــــ
( )2( ، )1كفاية األصول :ص.464 ، 463
92 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقطنها المسلمون كان لزاما عليهم التظاهر باإلسالم ؛ فتظاهر به
بعضهم ؛ لكنهم اصطدموا بـ( المذاهب المختلفة ) ؛ فرأوا فيها خطرا
يهدد حكمهم ؛ فسعوا لـ ( توحيد ) تلك المذاهب تحت فكر ( األكثرية
) .و ( العامة ) هم األكثر عددا ؛ فتنازل ممثل ( اإلمامية ) ـ آنذاك ـ
لرغبة ( البالط المغولي ) ! ؛ وجلس مع خصمه مجلس الصديق !.
لكن ـ مع األسف ـ كان هذا التنـازل ( قوال وعمال وعقيدة ) !.
ب مسائ َل : وبعد :فإن بيانَ ـ هذا المبح ِ
ث ـ يتطل ُ
المسألةُ األولى :هل في مذهب اإلمامية ( اجتها ٌد ) ؟.
فعل ( جهد ) حمل عليه ( االجتهاد ) وإن لم يكن مصدرا له ،وفعل
( فقه ) مصدره ( فقها ) و ( فقاهة ) ؛ فانظر اختالفهما ـ لفظا ـ ! ؛
وال دليـل على ( الترادف ) ؛ فالبد من اختالفهما ـ معنى ـ عمال بالقاعدة
« :اختالف اللفظ دليل اختالف المعنى ؛ إال بدليل يدل على الترادف أو
االشتراك » .وقد ورد في القرآن ( الفقه ) فقط ؛ وورد في السنة (
الفقه ) فقط ؛ فمن أين جاء ( االجتهاد ) لفظا أو لفظا ومعنى ؟ !.
ثم إن قول المصنف « :االصطالح » ماذا يعني به ؟ ؛ ومن هو
المصطلح ؟ أهم أئمتنا (ع) ومصدر تشريعنا ؟ ؛ أم تالميذهم المقربون
عندهم ؟! ؛ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )( )1؟ ؛ وهذا ميراث
ظاهر ؛ فأتوا منه بكلمة ( اجتهاد ) واحدة فقط
ٌ آل محمد ـ ع ـ عندنا
بالمعنى الذي تعبرون بها عنه ؟! .
إذن :ورد عنهم (ع) ـ فيمن يرجع إليه ـ ( الراوي) و ( الفقيه )
فقط! .أما ( الراوي ) ؛ فسميتموه ( أخباريا ) ،و ( الفقيه ) سميتموه
( مجتهدا ) ! ؛ ــــــــــــــــــ
( )1سورة البقرة :اآلية ، 111وسورة النمل :اآلية . 64
93 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
77
فمسختم مصطلح المعصومين ـ ع ـ ؛ وأحييتم مصطلح خصمهم !.
المسألةُ الثانيةُ :هل أمرنا أئمتنا ـ ع ـ باتباع العامة أم بمخالفتهم
؟
فإن قلتم :بموافقتهم ردتكم آثار أهل الذكر ،وإن قلتم بمخالفتهم
ق لهم!.فهو الحق ؛ لكن عمل الرئيس المؤسس مطاب ٌ
ورد المصنف قول ( األخباريين ) ـ بما تمحله من تفسير الجتهاده ـ
مردو ٌد من وجوه :
(أ) معظم نقضهم لكالم العالمة ؛ ألنه المؤسس !.
(ب) يرد المصنف على ما تقدم بعد أن عجز المعاصرون عن الرد
في حينه !.
(ج) يرد األخباريون كالم خصمهم بكالم أهل العصمة ـ ع ـ فقط ؛
ويردهم المصنف بمزخرفات ( الصوفية ) !.
المسألةُ الثالثةُ :االجتهاد المطلق ؛ عرفوه بتعاريف كثيرة ؛ منها « :
الملكة ».
ٌ ٌ
أقول :هل تحصل «ملكة عامة » ؟
فإن قيل :نعم ؛ رد بصريح الكتاب وعمومه وبالسنة وعمومها
وظواهرها ،وكل ذلك حجةٌ ـ عندهم ـ ؛ كقوله تعالى ( :ومآ أوتيتم من
العلم إال قليال )( ، )1وقوله ( :وال تقف ما ليس لك به عل ٌم ) ( )2؛ حيث
علم منه «عدم الملكة » ،وقوله ـ عليه السالم ـ (( :نصف العلم ال
أعلم )) ( ، )3وقوله (ع) (( :نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون )) (. )4
ــــــــــــــــــ
( )2( ، )1سورة اإلسراء :اآليتان 85و. 36
( )3رواه مرسال عن علي ـ عليه السالم ـ بهذا اللفظ (( :قول ال أعلم نصف العلم )) الواسطي
في عيون الحكم والمواعظ :ص : 372فصل : 2باللفظ المطلق ( ط ، 1دار الحديث ) .
( )4روي هذا اللفظ في بصائر الدرجات :باب : 5ص ( 28منشورات األعلمي ،بيروت ،
ط ) 1404 ، 1في خمسِ روايات إحداها رويت في الكافي :ج:1ص : 34باب أصناف
العلماء :ح 4أيضا عن جميل عنه ـ عليه السالم ـ عن الصادق ـ عليه السالم ـ والثانية رويت
أيضا في الخصال :ص : 123ح 115باإلسناد عن أبي خديجة عنه ـ عليه السالم ـ
94 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومما يدل على عدمها ـ عقال ـ اختالف الرأي لواحد في مسألة
واحدة !.
78
فـ « المطلق » مهما فسر ال يتحقق بدليل الكتاب والسنة والعقل ؛
نفي عند كثيرين ـ منهم ـ ؛ فهو
القائم على نفيه ،و « المتجزي » م ٌّ
غير مجز ـ عندهم ـ عمال ؛ وإن أثبته بعضهم نظريا ! .
المسألةُ الرابعةُ :س ِل التأري َخ ! :
إن للفقه الشيعي اإلمامي تأريخا واضحا ؛ فسله متى حدث (
االجتهاد ) ؟! .
ال يعرف في ( فقهنا) أيام األئمة االثني عشر (ع ) سوى المنقول
عنهم (ع ) بتواتر رواة الفرقة .
وبعد نهاية الغيبة الصغرى أناب الثاني عشر ـ ع ـ عنه الرواة
عنهم والفقهاء العارفين بحکمهم ! .وهذه صراحة تدل على نفي (
االجتهاد ) إلى ( 800هـ( )1وما بعدها ) ؛ حيث ظهرت بوادر استعماله
،ولو فتشت «المقنعة » في الفقه للمفيد و«النهاية » في الفقه
للطوسي ؛ لوجدتهما ( فقها ) من أخبار محذوفـة السنـد أو مشـارا إليه
ـ أحـيانا ـ ؛ فال صلة لفقهـهم بفقـه الـ ( 800هـ ) وما بعدها! ؛ ممن
سلك مسلك نهج العالمة وجماعته ! (*) .
=================================
(*) " راجع كتاب ( الفوائد الطوسية ) لشيخنا صاحب ( وسائل الشيعة ) في
موضوعي االجتهاد والتقليد ؛ ففيه التفصيل الكافي ،وقد صنف جدنا الشهيد الثالث
المعروف بـ ( الميرزا األخباري ) محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع کتابا سماه (
منية المرتاد في ذکر نفاة االجتهاد ) [ المؤلف ] .
ــــــــــــــــــ
( )1هذا ال يستقيم حتى على ما ذهب إليه المصنف من أن العالمة هو أول من أدخل االجتهاد فإن
العالمة متوفى سنة 726هـ ؛ واألحرى أن يقال (( إلى القرن الثامن وما بعده )) ؛ فإن
إدخال االجتهاد ـ على هـذا الرأي ـ كان في بدايات القرن الثامن الهجري أو أواخر القرن
السابع ؛ وأما على اعتبار أن المحقق هـو
أول من أدخل تعريف االجتهاد ـ كما ال يخفى على من راجع معارجه ؛ هو قد توفي سنة
676هـ ـ ؛ فإن بداياته في منتصف القرن السابع تقريبا ،وللا أعلم .
95 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قولُهُ (( :فص ٌل :في التقليد (*) :وهو أخذ قول الغير ورأيه للعمل
به في الفرعيات أو لاللتزام به في االعتقاديات تعبدا بال مطالبة دليل
على رأيه! ))...إلخ (. )1
أقو ُل :إن لبيان هذه المسألة ـ بل المشكلة ـ صورا :
79
الصـــورةُ األولـى :ما هي كيفية « عمل عوام الشيعة » خالل330
سنةِ تقريبا
( وهي فترة وجود األئمة ـ ع ـ وسفراء الثاني عشر ـ ع ـ ره ) ؟ ؛ ومن
()3
330إلى النصف األول من القرن الثامن( ( )2أي حوالي 900سنة
تقريبا) ؟
الجوابِ :إن أئمتنا ( ع) سكنوا ( المدينة المنورة ) ( ،الكوفة ) ،
( بغداد ) ( ،سـر من رأى ) ( ،طـوس ) ،وشيعتهم منتشرون في (
الحجاز ،اليمـن ،العراق ) ...إلخ ،ولم تكن لهم ـ ع ـ « رسائل عمليةٌ
ار » ينقلها
معروف ـ في عصرنا ـ ؛ بل « أخب ٌ
ٌ تحريريةٌ » ؛ كما هو
عنهم (ع) إلى شيعتهم « الرواة » هذا عمل شيعتهم ـ في عصرهم ـ ؛
كما عليه « األخباريون » !.
وقد أمر األئمة شيعتهم على هذا العمل ،وبعد موت السفير الرابع
علي بن محمد السمري 329هـ كتبت كتب فقه اإلمامية كأخبار ـ ال
غير ـ بحذف سندها ـ غالبا ـ أو مع السند أو بعضه ـ كما عليه
األخباريون أيضا ـ إلى زمن العالمة وما بعده! ؛ حيث تم التقارب مع
المخالفين ( فقها ،وأصوال ،وكالما ؛ بل وبعض أصول االعتقادات )
! ؛ حيث اعتقد بعضهم بعدم وجود =========================
نائب » ال« مرجع » قـولـه « :لغـ ٌو » إذا لم يتصـل
ٌ (*) قلت :ففقيهٌ «
بـذوي العصمة فيما « ترکـوا » فهو« راو » ـ غير مفت ـ مستقـل!
( المؤلف )
ــــــــــــــــــ
( )1كفاية األصول :ص. 472
( )2هذا تجاوزا وإال فاألدق ـ إن أراد إلى وفاة العالمة الحلي 726هـ ـ " إلى الربع األول من
القرن الثامن " .
( )3بل الصواب حوالي 400سنة تقريبا .
96 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجنة والنار فعال ،وروحانية المعاد ،وإنكار البرزخ ،وإنكار الرجعة
،واستحقاق الثواب والجنة بمجرد العمل ال بلطف للا تعالى ،وغير
هذا من أنواع الزيغ الناشئِ عن ممارسة كتب ( العامة ) وكثرة
البحث فيها .
أما األخباريون فطريقتهم هي البعيدة ـ والحمد لل ـ كل البعد عن
طرق العامة والصوفية والمذاهب الفاسدة األخرى!.
80
الصورةُ الثانيةُ :حقيقةُ التقلي ِد :
إن أخذ األحكام الشرعية ( أصولها وفروعها ) ـ كما نص عليه
القرآن الكريم والسنة المطهرة والعقل السليم ـ من الباري تعالى ؛ فهو
مشرع األحكام وحده ال شريك له ( وال يشرك في حكمه أحدا ) (، )1
وتبليغها بتوسط الوحي إلى النبي المعصوم ؛ فهو مبلغها ومفسرها
فقط ! ،وال رأي له ـ في كبيرها وصغيرها ـ ؛ ثم من بعده « 12إمـاما
معصوما » كرسـول للا ال رأي لهم ـ فيها مطلقا ـ ،قال بعضهم ـ ع ـ
(( :إذا حدثتكم بشيء فسلوني أين هو من كتاب للا )) ( ، )2وقال بعضهم
ـ ع ـ (( :لست من رأيت في شيء ؛ إنما أقول " :حدثني أبي ،عن
أبيه ،عن رسول للا )) (. )3
ثم إن األدلة الشرعية الواردة عنهم ـ ع ـ قيدت العامل بفقههم «
نقلي فقط ؛ فالحاكم
ٌّ يبالحكم بحكمهم »! ،وقد علم :أن حكمهم تعبد ٌّ
بحكمهم يجب أن يتقيد بما تقيدوا هم ـ ع ـ به ؛ وإال كان ( النائب ) أفضل
من ( المنوب عنه ) أو مخالفا له !.
ــــــــــــــــــ
( )1سورة الكهف :اآلية . 26
( )2رواه البرقي في المحاسن :باب : 37ج : 1ص : 269ح ( 358دار الكتب اإلسالمية ،
طهران ) والكليني في الكافي :ج : 1ص : 60باب الرد إلى الكتاب والسنة :ح 5باإلسناد عن
أبي الجارود عن أبي جعفر ـ عليه السالم ـ ونصه (( :إذا حدثتكم بشيء فاسألوني عنه من
كتاب للا )) .
( )3لم نقف عليه في شيء من المصادر .
97 ُ أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العملية
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن نصوص الكتاب والسنة والعقل وإجماع الفرقة الناجية ؛ تحكم
بعصمة ( المبلغ ) ؛ ليسلم من الخطأ ؛ فالرجوع « الحقيقي » إلى
المعصوم فقط ،أما غيره فـ « وسائط » ليس غير .فإن ثبت تمسك
«الواسطة » ـ أعني الفقيه ـ بكالم أهل الذكر ؛ صح العمل بفتواه (
ميتا أو حيـا ) ؛ ال بما هي فتواه ؛ بل بما هي بيا ٌن للنص الوارد عنهم
ـ ع ـ ،وحينئذ ال فرق بين حي وميت ؛ ألن النقل والتفسير مصدرهما
ال يتأثر بموت .أما العامل برأيه ـ ولو بمسألة واحدة فقط ـ فغير مقبول
منه سواء كان حيـا أم ميتا ؛ ألننا قلنا إن التبليغ شـرطه « العصمة »
؛ فكل شيء ال يستند للمعصوم باط ٌل .
81
أما قول المصنف وأمثاله بقبول كالم غير المعصوم بال دليل فـ (
بدعةٌ ) ؛ ألن المعصوم نفسه قد يطالب بـ « الدليل » ؛ فكيف ال يطالب
غير المعصوم به ؟! .
نعم دليله ( إجمال ٌّي » هو علم من يرجع إليه بأنه ينقل له كالم أئمته
ـ ع ـ ؛ وإال لعدل عنه !.
الصورةُ الثالثةُ :أعبوديةٌ لغير للا تعالى ؟!! ؛ ( قل إنمآ أنا بش ٌر
مثلكم يوحى إلي ) ( ( ، )1وما ينطق عن ٱلهـوى ) ( ( ، )2ولو تقول
ثم لقطعنا منه ألخذنا منه باليمين = علينا بعض األقاويل =
) ( ( )3وال تقف ما ليس لك به عل ٌم ) ( ،ومن لم يحكم
()4
الوتين =
بما أنزل للا فأولئك هم ٱلكافرون ... ( )5()...هم ٱلظالمون ...( )6( ) ...
،واآليات كثيرة ٌ ،ــــــــــــــــــ
()7
هم ٱلفاسقون )
( )1سورة الكهف :اآلية . 110
( )2سورة النجم :اآلية . 3
( )3سورة الحاقة :اآليات 46 ، 45 ، 44
( )4سورة اإلسراء :اآلية . 36
( )7( ، )6( ، )5سورة المائدة :اآليات . 47 ، 45 ، 44
98 أغالط الكفاي ِة :القس ُم الثاني :األصو ُل العمليةُ
ِ الوقايةُ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والروايات أكثر .
والذي يبدو أن القوم تجاهلوا هذا كله ؛ فنصبوا أنفسهم بما ليس
للمعصومين ـ ع ـ ؛ فملكوا رقاب المسلمين ؛ وعملوا بآرائهم ـ التي
خطؤها أضعاف صوابها ـ دون دليل من «كتاب وال سنة وال عقل » ؛
سوى جهل أتباعهم ! .
وتَم تأليف القسم الثاني من كتاب ( الوقاية من أغالط الكفاية ) ـ
مراعين االختصار ؛ مهملين الساقط عن االعتبار ـ في صبيحة االثنين
الثامن عشر من جمادى الثانية سنة خمس وأربع مئة وألف الهجرية
على يد مؤلفه الفقير إلى رحمة ربه الغني رؤوف جمال الدين ـ أبي
محمد ـ ابن محمد بن عبد للا بن علي ابن الشهيد الثالث محمد بن عبد
النبي بن عبد الصانع بن عبد النبي « األخباري » العلوي الحسيني .
وللا تعالى نسأله الهداية لنا وإلخواننا في اإليمان ،وصلى للا على
محمد وآله المعصومين الطاهرين .
82
نقل عن «النسخة األولى » ـ وصحح ما فيها من خطأ ـ على يد
المؤلف ـ أيضا ـ في ( ميبد ) من توابع ( يزد ) صبيحة العشرين من
جماد األول سنة ست وأربع مئة بعد األلف الهجرية ؛ والحمد لل تعالى
.
ف
تنبيهات من المصنِ ِ
99
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويتلوهُ تنبيهات ـ هي منه أيضا ـ .
األو ُل :من المستغرب جدا خلو أدلة مباحث األلفاظ عن أهم دليل قامت
عليه قواعد علوم اللغة كافة ؛ ذلك هو دليل ( التتبع واالستقراء ) ! ؛ بل
يظهر من كالم بعضهم عدم اعتباره ! ،وقد عده أمير المؤمنـين (ع)
الدليل الوحيد حينما أمر أبا األسود الدؤلي بوضع « قواعد النحو » ؛
حيث قال (ع) (( :تتبعه وزد فيه ما وقع لك )) ( )1؛ كما وجدنا األئمة
(ع) يستدلون على إثبات أو نفي معنى ـ يتعلق بكالم العرب ـ بشعرهم
المعروف ـ عندهم.ـ يضاف إلى هذا إجماع علماء العربية على اعتماده
ورد ما خالفه ،كما يحكم العقل برد حكم في لغة لم يحط الحاكم بلغة
أهلها ؛ لكن األصوليين استعاضوا عنه بدليل فلسفي يوناني!.
الثانِي :أول من تعرض ألغالط كتاب ( كفاية األصول ) هو العالم
المحقق الشيخ محمد بن الشيخ مهدي الخالصي الكاظمي في كتاب له
سماه « الوقاية من أغالط الكفاية » ،وقد فقد ـ هذا الكتاب ـ حسبما
أخبرنا به ولده الكبير فضيلة الشيخ مهدي في طهران سنة ( 1405
هـ ) .
الث :زعم المصنف ـ وأمثاله ـ بطالن تقليد الميت ،ومن رجع
الث ُ
إلى فقه اإلمامية وعلم حديثهم وجد أن هذه المسألة معارضةٌ لعملهم
83
خالل فترة وجود األئمة ( 350سنة تقريبا( ، ) )2ومنذ بداية الغيبة
الكبرى سنة ( 329هـ ) إلى منتصف القرن الثامن تقريبا ؛ حيث كان
العمل على خالف زعم المصنف وأمثاله .ــــــــــــــــــ
( )1نقله الحر العاملي في الفصول المهمة :ج : 1ص : 684باب : 75ح 1079/11عن
عبد الرحمن السيوطي في كتاب ( النظائر واألشباه في النحو ) بإسناده إلى أبي األسود عن علي
ـ عليه السالم ـ .
( )2األوفق 250سنة وهي الفترة من وفاة النبي األكرم ـ صلى للا عليه وآله ـ سنة 11هـ إلى
وفاة اإلمام العسكري سنة 260هـ ؛ فبعد وفاته وقعت الغيبة الصغرى ولم يكن اإلمام حاضرا بين
شيعته كما في الغيبة الكبرى .
فتنبيهات من المصنِ ِ
100
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
إذ لو صـح قوله لكانت اإلماميـة خالل ( 9قرون تقريبا ) على
ضالل ؛ إذ ال يعترفون بـ ( الفقيه ) سوى ( ناقل ) فقط عن المعصومين
(ع ) فهو ( واسطةٌ ) ليس غير ،و ( النقل ) ال يموت بموت ( الناقل
) ؛ فلقد مات الرسول ـ صلى للا عليه وآله ـ ولم تمت ( الرسالة ) ؛
ومات األئمـة ـ ع ـ ولم تمـت ( اإلمامة ) ! .فكيف يموت ( الفقـه )
ع مستق ٌّل » !.بموت ( الفقيه ) ؟! ؛ إال أن يقولوا إنه « مشر ٌ
()2
فتش تأريخ فقه الشيعة وحديثهم خالل تسع مئة سنة تقريبا
تجد عكس ما ذهب إليه المصنف ـ وأمثاله ـ ! ؛ واختر ما شئت ! ،كما
أن « القياس المحرم واالستحسان العامي المبتدع » ظاهران فيما
استدلوا به ؛ لوال جهل الجاهل وعناد المعاند !.
الراب ُع :ينبغي أن يعلم الباحث أن األصوليين يقلد آخرهم أولهم ،
ٌ
ميدان وأخيرا فهم تالميذ ( العالمة ) وكتبه ،و( أصول الفقه )
يظهرون به ( اجتهادهم) ؛ لذا تجد اختالف التلميذ مع أستاذه ،
والمتأخر مع المتقدم منهم ؛ ألمور :
منها :إظهار هذا الخليط بمظهر المرونة وقابلية التجدد !.
ومنها :إظهار علمية « مجتهدهم » ! .
ومنها :نفي « التبعية والتقليد »!.
والحقيقة ـ بعد الرجوع إلى رسائلهم « العملية الفقهية » يظهر أن
ـ ــــــــــــــــــ
( )2( ، )1بل إلى منتصف القرن الثامن 8قرون تقريبا و 7قرون ونصف تحديدا ،نعم أول
من تطرق إلى هذه المسألة ـ بحسب وقفنا عليه ظاهرا ال واقعا ـ هو المحقق الكركي الشيخ
علي بن عبد العال ـ صاحب الخراجيات وجامع المقاصد وغيرهما ـ ؛ وهو متوفى منتصف
84
القرن العاشر ( 940هـ على المشهور وقيل 937أو 938أو ) 945حيث له رسالةٌ في
المنع من تقليد الميت ذكرت في مقدمة جامع المقاصد وذكرها الطهراني في الذريعة ؛ وتاله
الشهيد الثاني المتوفى سنة 965أو 966هـ ؛ فإن له رسالةٌ أيضا في المنع من تقليده
ف
تنبيهات من المصنِ ِ
101
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخالف ألصولهم ( )100%؛
ٌ سفسطي للدعاية ؛
ٌّ أصولهم مجا ٌل
فتش تجد !.
وتم المراد ؛ وله الحمد .
ع َْود على بَدْء !
فكر في قوله تعالى وقول مأثور ( :قل إنمآ أنا بش ٌر مثلكم يوحى
إلي ) ( ، )1و ( أنؤمن لبشرين( )2مثلنا) ،و (( يا مدبري ؛ ولست أدري
))( )3؛ يتضح لك أن البشر ـ بما هو ٌ
بشر ـ ال قابلية له على إدارة أمور
( دينه ودنياه ) ؛ وهذا من أظهر األسباب التي تفرض بعثة األنبياء
والرسل ؛ فالقائل عن وحي فقط ،أو معيـ ٌن من للا تعالى ؛ لينوب
عمن أنزل عليه ( الوحي ) أو ( ناق ٌل ) عنهما أو عن أحدهما ؛ وإال
فقد قال عن عقله « البشري » ؛ الذي صرحت اآليات بعجزه والسنة
والعقل ،واحتراق المركبة الفضائية األمريكية ـ قبل أيام بمن فيها
وكانوا ( )7نفر ـ ؛ دلي ٌل على نقص عقل اإلنسان وعلمه ؛ وجهله بـ
«عاقبة األمور » ؛ فمن نطق ال عن ( وحي ) وال عن صلة بـ ( ذي
وحى ) ؛ فهو « الشيطان المغوي » ! ؛ فتأمل ( تعريف التقليد ) !.
/ 22ج 1406 / 1هـ ( المؤلف
)
ــــــــــــــــــ
( )1سورة الكهف :اآلية . 110
( )2هذا هو الصواب كما في المصحف اآلية 47من سورة ( المؤمنون ) ؛ وكتبت خطأ (
لبشر ) .
( )3لم نقف عليها في مصادرنا الحديثية ؛ فلعلها أحد األقوال الشائعة المأخوذة معنى من
اآليات والروايات .
85
ف
تنبيهات من المصنِ ِ
103
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيهِِواجبِِ! ِ
قال للا ـ تعالى ـ في كتـابه العزيز ـ مخاطبا خليله إبراهيـم (ع) ـ :
( وطهر بيتي [ للطآئفين والقآئمين ] ( )1والركع السجود ) ( ،وأذن في
ٱلناس للحج يأتوك ، )2( ) ...وقال تعالى ( :يا مريم )...إلى ( وٱسجدي
واركعي مع الراكعين )( ، )3وعن لسان إبراهيم (ع) أيضا ( :ليقيموا
ٱلصالة ، )4()...وعن لسان محمد ( صلى للا عليه وآله ) ـ مخاطبا
قومه ـ ( :ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم ٱلمسلمين ) ( )5؛ وبهذا وغيره
يظهر أن ألفاظ العبادات حقيقةٌ شرعيةٌ عامةٌ يكثر من األنبياء السابقين
؛ ومنهم نبينا ( )6ـ صلى للا عليه وآله ـ ( بمعنى ذات األفعال الخاصـة
والدعاء فقط ) ؛ ألن المشـرع واح ٌد ـ تعالى ـ فقول األصوليين ـ بحصر
تلك الحقيقة بفقهنا ـ ؛ تحك ٌم يرده القرآن ؛ فافهم تعارض تلك اآلراء
مع صريح الكتاب والسنة والتأريخ .
ؤلف ) .
( ال ُم ِ
إن القرآن تحدى قريشا خاصة ،والعرب عامة ،والجـن واإلنس
أجمع ؛ فلو كانت ألفاظه غير معروفة لمن تحداهم لما صح ( التحدي)
،واستعمالهم األلفاظ ال يتوقف على إيمانهم بمفاهيمها ؛ فافهم هداك
للا !.
()7
( ومآ أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ) " قرآ ٌن كري ٌم " .
( ال ُم َؤ ِل ُ
ف) .
ــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه عن المصحف :اآلية 26من سورة البقرة .
( )5( ، )2سورة الحج :اآليتان 27و. 87
( )3سورة آل عمران :اآلية . 43
( )7( ، )4سورة إبراهيم :اآليتان 37و . 4
( )6على هذا يكون نبينا أحد األنبياء السابقين ؛ ولعلها (( تكثر من األنبياء السابقين ومن نبينا
)) ؛ وللا أعلم .
فِ ِ المصن تنبيهات من
104
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
86
تنبيهِِواجبِِ! ِ
ذكر نصير الدين أبو الرشيد عبد الجليل ابن أبي الحسين ابن أبي
الفضل القزويني الرازي في کتابه ( النقض ) المعروف بـ « بعض
مثالب النواصب في نقض [ بعض ]( )1فضائح الروافض ) » ـ في
سنة 560هـ تقريبا ،تم تأليفه باللغة الفارسية ـ في صحيفة ()618
وصحائف كثيرة أخرى منه ( ، )2ذكر األخباريين ،وزعم أنهم فرقة
من الشيعة اإلمامية ؛ ورد مقالتهم .
فأقو ُل :إن ذكر القزويني هذا ـ وهو قبل محمد أمين األسترآبادي
وقبل العالمة الحلي ـ لألخباريين ( )3؛ دلي ٌل صري ٌح على :
ــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه لوروده في البحار وأمل اآلملِ وفهرست منتجب الدينِ وذريعة
الطهراني عند ذكرهم لهذا الكتاب .
( )2وقال الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة :ج : 3ص : 130رقم ( 440دار
األضواء ،بيروت ) (( :ورأيت قطعة من أوائله في مكتبة الشيخ الحجة الميرزا محمد
الطهراني ؛ ذكر فيها مجلس موعظته سنة 550هـ )) .
( )3نقول :قال العالمة الحلي المتوفى سنة 726هـ في نهاية األصول (( :أما اإلمامية
فاألخباريون منهم لم يعولوا في أصول الدين وفروعه إال على أخبار اآلحاد المروية عن األئمة
ـ عليهم السالم ـ ،واألصوليون ـ كأبي جعفر الطوسي وغيره ـ وافقوا على قبول الخبر الواحد
في الفروع ولم ينكره أح ٌد سوى المرتضى وأتباعه ؛ لشبهة عرضت لهم )) .وهذا النص
ألبرز عالم أصولي ؛ بل يعد مشيد أساس األصول ورافع مبيانيه بعد بذر خاله المحقق أول
بذرة فيه ؛ وكل من جاء بعده نسب الفضل في تشييده إليه ؛ وهو متقد ٌم على األمين
األسترآبادي بـ 3قرون تقريبا فإن األمين توفي سنة 1033هـ ؛ كما أنه في نصه عند
تصنيفه اإلمامية إلى أخبارييين وأصوليين يريد منهم في عصره ؛ ذكر الشيخ الطوسي (
المتوفى 460هـ ) ؛ والسـيد المرتضى ( المتوفى 436هـ ) ـ وبينهما وبين األمين نحو 6
قرون ـ ؛ بل ويظهر أنه قصد من قبلهم أيضا وإنما ذكرهما ـ تمثيال ـ لشهرتهما وشهرة كتابيهما
اعتراف صريحٌِ
ٌ ( عدة األصول ) و ( الذريعة ) .كما أن في نصه أشار إلى نكتة لطيفة وفيهِ
بأن األخباريين ال تعويل لهم في الدين ( أصوال وفروعا ) إال على أخبار األئمة ـ عليهم السالم
ـ وهذا ما كان يقول به األمين في فوائده وغيره من األخباريين المتأخرين ؛ لكن بعض
األصوليين المتأخرين ؛ لما لزمتهم الحجة أرادوا تأويل النـص ـ على مذاقـهم ـ =
ف
تنبيهات من المصنِ ِ
105
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أ) وجودهم قبل األسترآبادي وقبل العالمة ؛ فكيف جاز نسبة
وجودهم ـــــــــــــــــــــ
= وحرفوه عن ظاهره بال دليل وال قرينة صارفة .وإليك كالم العالم األصولي المبرز ـ معاصر
المصنف ـ السـيد محمد باقر الصدر ـ رحمه للا ـ في المعالم الجديدة لألصول ـ ونترك للقارئ
الحكم هل ما فهمه هذا السـيد ؛ وكذا من نقل عنه وأيد به كالمه ـ حقا ـ يتفق مع منطـوق
87
عبارة العـالمة أم ال ؟! قال (( :وبالرغم من أن المحدث األسترآبادي كان هو رائد الحركة
األخبارية ؛ فقد حاول في فوائده المدنية أن يرجع بتاريخ هذه الحركة إلى عصر األئمة ؛ وأن
يثبت لها جذورا عميقة في تأريخ الفقه اإلمامي لكي تكتسب طابعا من الشرعية واالحترام ،
فهو يقول :إن االتجاه األخباري كان هو االتجاه السائد بين فقهاء اإلمامية إلى عصر الكليني
والصدوق وغيرهما ؛ من ممثلي هذه االتجاه في رأي األسترآبادي ،ولم يتزعزع هذا االتجاه
إال في أواخر القرن الرابع وبعده حين بدأ جماعة من علماء اإلمامية ينحرفون عن الخط
األخباري ؛ ويعتمدون على العقل في استنباطهم ؛ ويربطون البحث الفقهي بعلم األصول تأثرا
بالطريقة السـنية في االستنباط ،ثم أخذ هذا االنحراف بالتوسع واالنتشار .ويذكر المحدث
األسترآبادي بهذا الصدد كالما للعالمة الحلي الذي عاش قبله بثالث قرون جاء فيه التعبير
عن فريق من علماء اإلمامية باألخباريين ،ويستدل بهذا النص على سبق االتجاه األخباري
تاريخيا .ولكن الحقيقة أن العالمة الحلي يشير بكلمة ( األخباريين ) في حديثه إلى مرحلة
من مراحل الفكر الفقهي ال إلى حركة ذات اتجاه محدد في االستنباط ؛ فقد كان في فقهاء
الشيعة منذ العصور األولى علماء أخباريون يمثلون المرحلة البدائية من التفكير الفقهي !!
،وهؤالء هم الذين تحدث عنهم الشيخ الطوسي في كتاب المبسوط ،وعن ضيق أفقهم
واقتصارهم في بحوثهم الفقهية على أصول المسائل وانصرافهم عن التفريع والتوسع في
التطبيق .وفي النقطة المقابلة لهم الفقهاء األصوليون الذين يفكرون بذهنية أصولية
ويمارسون التفريع الفقهي في نطاق واسع ؛ فاألخبارية القديمة إذن تعبر عن مستوى من
مستويات الفكر الفقهي ال عن مذهب من مذاهبه .وهذا ما أكده المحقق الجليل الشيخ محمد
تقي المتوفى سنة ( )1248ه في تعليقته الضخمة على ( المعالم ) إذ كتب بهذا الشأن يقول :
" فإن قلت :إن علماء الشيعة كانوا من قديم الزمان على صنفين ( أخباري وأصولي ) كما أشار
إليه العالمة في النهاية وغيره .قلت :إنه وإن كان المتقدمون من علمائنا على صنفين ،وكان
فيهم أخبارية إال أنه لم تكن طريقتهم ما زعمه هؤالء ،بل لم يكن االختالف بينهم وبين
األصولية إال في سعة الباع في التفريعات الفقهية وقوة النظر إلى القواعد الكلية واالقتدار
على تفريع الفروع عليها )) انتهى .
ٌ
نقول :اإلنصاف يقتضي أيضا أن من وصفوا باألصوليين ـ آنذاك ـ طريقتهم مخالفة لما عليه
األصوليون المتأخرون ؛ وأدل دليل ( مثال ) التخالف بينهما في طريقة تصحيح األخبار
وتضعيفها وتقسيمها والعمل بها .
وقد سبق العالمة إلى التصريح بالتقسيم الشهرستاني ـ وهو من العامة ومتوفى سنة
579هـ ـ في الملل والنحل :الباب : 1المسلمون :الفصل ( 6الشيعة ) 3 :ـ اإلمامية (
ص : 192دار المعـرفة = ،
ف
تنبيهات من المصنِ ِ
106
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى محمد أمين األسترآبادي ؟! .وهل يوجد ـ في عصر القزويني ـ
فلسفةٌ حسيةٌ في أورپا وغيره ؟!(. )1
(ب) قد يفهم من كالم القزويني وجود األصولية ـ أيضا ـ فنقول :
يرد بحمله على الجهل والخلط ! .أما ذكره ـ األخبارية ـ فإقرا ٌر
ع بالحروف في إيران اعتراف ملزمين له ولغيره ( والكتاب مطبو ٌ
ٌ و
في /1رجب 1371/هـ) .والكتب كثيرةٌ غيره ؛ لكن كالمنا مع متقدم
88
القوم ومتأخرهم غير محدد ؛ فمن قال ( :من ال تقليد له ال عمل له !
) ؛ وقال ( :من ال إمامة له ؛ فعمله صحي ٌح ـ غالبا ـ ) ؛كيف يكون
حوار ؟ !.
ٌ معه
ـــــــــــــــــــ
= بيروت :ط1419 ، 7هـ ) (( :وكانوا في األول على مذهب أئمتهم في األصول ،ثم لما
اختلفوا في الروايات عن أئمتهم وتمادى الزمان اختار كل فرقة طريقة ،فصارت اإلمامية
بعضها معتزلةٌ إما وعيديةٌ وإما تفضيليةٌ ،وبعضها أخباريةٌ ،إما مشبهةٌ وإما سلفية )) انتهى
كالمه .وما يهمنا ذكره لهم ال ما قاله فيهم .
( )1والظاهر أن المصنف يريد بذلك ما زعمه معاصره السـيد الصدر في المعالم الجديدة
لألصول ؛ حيث زعم وجود ارتباط بين الحركة األخبارية ـ كما سماها ـ وبين الفلسفة الحسـية
األوربية ؛ حيث قال (( :ونحن في هذا الضوء نالحظ بوضوح اتجاها حسيا في أفكار المحدث
األسترآبادي يميل به إلى المذهب الحسي في نظرية المعرفة القائل بأن الحس هو أساس
المعرفة ؛ وألجلِ ذلك يمكننا أن نعتبر الحركة األخبارية في الفكر العلمي اإلسالمي أحد
المسارب التي منها االتجاه الحسي إلى تراثنا الفكري .وقد سبقت األخبارية بما تمثل من اتجاه
حسي التيار الفلسفي الحسي الذي نشأِ في الفلسفة األوروبية على يد " جون لوك " المتوفى
سنة ( 1704م ) و" دانيد هيوم" المتوفى سنة ( 1776م ) ،فقد كانت وفاة األسترآبادي
قبل وفاة " جون لوك " بمئة سنة تقريبا ،ونستطيع أن نعتبره معاصرا لـ " فرنسيس بيكون
" المتوفى سنة ( 1626م ) الذي مهد للتيار الحسي في الفلسفة األوروبية .وعلى أي حال
ظ بين الحركة الفكرية األخبارية والمذاهب الحسية والتجريبية في فكري ملحو ٌ
ٌّ ؛ فهناك التقا ٌء
الفلسفة األوروبية! ،فقد شنت جميعا حملة كبيرة ضد العقل ،وألغت قيمة أحكامه إذا لم
يستمدها من الحس !)) إلى أن قال (( :ولكن ذلك لم يؤد بالتفكير األخباري إلى اإللحاد كما
أدى بالفلسفات الحسية األوروبية! ؛ الختالفهما في الظروف التي ساعدت على نشوء كل
منهما ؛ فإن االتجاهات الحسيـة والتجريبية في نظرية المعرفة قد تكونت في فجر العصر
العلمي الحديث لخدمة التجربة وإبراز أهميتها ،فكان لديها االستعداد لنفي كل معرفة عقلية
منفصلة عن الحس ،وأما الحركة األخبارية فكانت ذات دوافع دينية ،وقد اتهمت العقل
لحساب الشرع ال لحساب التجربة ،فلم يكن من الممكن أن تؤدي مقاومتها للعقل إلى إنكار
غريب !
ٌ عجيب
ٌ الشريعة والدين )) انتهى ؛ وهو
فِ ِ المصن من تنبيهات
107
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم أقو ُل :مسألتان انتهـى الجـدل فيهما إلى كتب ورسائل كثيرة
جدا ـ بين الفريقين ـ هما :الدليل [/ 2أو ] ( 4)1؟ ،واألخبار / 2أو
4ـ؟.
ف إثبات ( إمامي واحد ) قبل ( العالمة ) يعد الدليل
فإن استطاع مؤل ٌ
يكن ( )4
واألخبـار ( )4فصاعدا فليسمه لنا .وإن وجدت حسيـةٌ ـ آنذاك ـ ؛
فليذكرها لنا ) ؟ .
89
لكنهم يستغلوا جهل الجهالء وعدم تتبع الكتاب الباحثين ؛
فأثبتوا ونفـوا ما تمليه عليهم أهواءهم! .
ـــــــــــــــــــ
( )1ما بين [ ] أثبتناه ؛ ليستقيم الكالم .
فتنبيهات من المصنِ ِ
108
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعصوم
ِ غير
بطالن تقلي ِد ِ
ِ بعض أدل ِة
ُ
( )1اشتراط العصمة يتعارض مع قبول قول غير المعصوم بدون
سند عنه ؛ فيجب بطالن أحدهما .
( )2دين محمد ( صلى للا عليه وآله ) يشمل الجن والمالئكة
والبشر كافة ؛ فالصنفان ( األوالن ) يقلدان من ؟!(. )1
( )3إذا كان تقليد المجتهد ـ كما وصفوه ـ ؛ هل يسأل الميت في
قبره عنه ؟! .
( )4قالوا :من ال إمامة له عمله صحي ٌح ـ غالبا ـ ،ومن ال تقليد
له عمله باط ٌل ـ مطلقا ـ ؛ أال يعني هذا تقديم المجتهد على المعصوم ؛
علما بأن اإلمامة مما ال يصح أن يقلد فيها ؛ فال يكون التقليد مقدمة
لها!.
90
ــــــــــــــــــ
منحصر في الصنفين ( الجن واإلنس ) ؛
ٌ ( )1قلت :المالئكة خارجون من ذلك واألمر
فالمالئكة ال تصدر منها المعاصي ؛ وهم دائما وأبدا ممتثلون أمر للا ؛ كما قال تعالى ( :ال
يعصون للا ما أمرهم ويفعلـون ما يؤمرون ) ؛ والمخاطبون بامتثال تعاليم الرساالت
السماوية باجتناب النواهي واتباع األوامر هما ( الثقالن ) وهم الذين كلفوا بالطاعة واجتناب
المعصية ؛ وللا أعلم .
شعر
109
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصيبته الحديث أتباعه !! ()1 ُ ُ
مات ( الحـديث ) وأهله أحيـاء لوال النفـاق لما اعـتراه الداء
دعهم كما اختاروا فلست بمسمع أهـل القبـور أينفعـن نداء ؟!
فلكم كتبتِ ولكم نظمتِ فزادهم بعـدا ونصـح األغبيـاء بالء
أترى الـنبي أم األئمـة أنقـذوا هلكى الضالل أينفعن ( )2دعـاء
****************
إن صوروا الدين من إيران مصدره فالعقل والوحي والتأريخ
يكذبه
فأرخ ( )3الناس إيمـانا بشرعتـه ذوو الرطانة واألحـداث تكتبه
فالسبق في الدين لم يثبت لهم قدما هل يفلح الكذب أم تعلوا
مراتبه ؟!.
( سلمانهم ) لم يكن منهم فأحمدنا قال انسبوه ( لنا ) والدين
(*)
قربه
====================
(*) (( ال تقولوا سلمان الفارسي ؛ بل قولوا :سلمان المحمدي )) .و (
()4
سلمان منا أهل البيت ) " حديثان نبويان "
ــــــــــــــــــ
91
( )1ولعلها (( :مصيبة الحديث أتباعه )) أو لعلها (( :مصيبة الحديث وأتباعه )) ،وللا
أعلم .
( )2هذا ما استظهرناه ؛ وقد كتبت ( أينفع ) ،وللا أعلم
( )3هذا ما استظهرناه ؛ وكتبت (( فاخ )) ،وللا أعلم .
( )4الظاهر أن هذا التعليق من المؤلف ـ رحمه للا ـ ،والحديث األول رواه الكشي في رجاله
بإسناده عن الحسين بن صهيب عن أبي جعفر ـ عليه السالم ـ نقله عنه المجلسي في البحار
:ج : 22ص ( 349ط ، 2دار الوفاء ،بيروت ) :باب : 10ح 67؛ وله تتمةٌ فيه (( :ذاك
رج ٌل منا أهل البيت )) .
وأما الحديث الثاني ؛ فقد رواه الفريقان ؛ فمن الخاصة رواه الصدوق في عيون األخبار
:ج : 1ص ( 70األعلمي ،بيروت : ) 1404 ،باب : 31ح 282بإسناده عن الرضا ـ عليه
السالم ـ عن آبائه عن علي ـ عليه السالم ـ قال (( :قال النبي ـ صلى للا عليه وآله ـ :سلمان
منا أهل البيت )) ،ورواه من العامة الحاكم في المستدرك في حديثين أحدهما عن مصعب بن
عبد للا واآلخر عن كثير بن عبد للا المزني عن أبيه عن جده قال رسول للا ـ صلى للا عليه
وآله ـ " :سلمان منا أهل البيت )) وهذا األخير رواه الطبراني في معجمه الكبير وعنه
الهيثمي في مجمع الزوائد .
فالمؤل ُ
ِ
110
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المِؤِلِفِِفيِسطورِِ ِ
شهير في العالم العربي وغيره ؛ كفى أنه مؤلف ( ٌ غوي
* عال ٌم ل ٌّ
الخزانة اللغوية = 10مجلدات ) أضخم معجم لغوي في العصر
الحاضر .
* خريج معاهد النجف األشرف الدينية الشهيرة .
* حامل لواء األخبارية في العصر الحاضر؛ مداف ٌع عنها بدون ملل
بلسانه وقلمه .
* له دواوين ـ أربعةٌ ـ .
* كتب حوالي ( 45كتابا ورسالة ) في ( 25علما ) !.
* برع بعلم الحكمة والكالم والمنطق ؛ ثم بذل جهده في ردها ـ
جميعا ـ .
* عمره الشريف حتى كتابة هذه األسطر ( 71عاما ) .
* ال يؤمن بسوى ( الحديث الصحيح ) فقط .
* كل مدع الفقاهة ال يراه إال وسيطا ال مرجعا ؛ إن لم يحد عن
المعصومين ـ ع ـ ؛ فهو راو ليس غير !.
* يرفض كل من نصب نفسـه لإلفتـاء في العصـر الحاضر ـ وإن
ادعى ( األخبارية ) ! .
* يبرأ إلى للا من كل سياسة !.
92
* تتحمل السياسة ( المغلفة بثوب الدين ) كل دم أينما سال !.
* أجمع اإلمامية على حرمة القيام بـ ( السيف) في زمن الغيبة
الكبرى ؛ فتش ـ كتبهم ـ تجد ما ذهب إليه المؤلف ـ حرسه للا ـ !.
* يحرم المؤلف ـ دام بقاؤه ـ كل حزب ( سري أو علني ) مهما
كان هدفه .
* ال يجيز المؤلف دفع الحقوق الشرعية كافة إلى روحاني ؛ بل
من المالك للمستحق ـ مباشرة ـ فقط ! ؛ كما ( ال يصلي عن غيره من
األحياء ) ! .
ف في التقلي ِد الجدي ِد
ؤل ِ
أرجوزة لل ُم ِ
112
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُطبَعِ ما يلي ـ في آخر كتاب (الوقاية ) ـ رجاء :
قرأ لي رج ٌل ( استفتاء ) في عدة أسئلة ؛ وفيها جواب المسئول
منها :
ب ) (( :االحتياط هو العدول إلى تقليد الحي )) ـ يعني قو ُل ( ال ُمجي ِ
نفسه ـ .فقلتُ هذه ( األرجوزة ) وعنوانها ( :التقلي ُد الجدي ُد ! )
( االحتياط ) يقتضـي العـدوال فافهم كالمي ال تكن جهـوال
أجبت :والشرع صريح الحكم بئس احتياطا أصله من وهـم
أيفضل ( التلميذ ) حقـا عالما يدعو إلى الثقلين فيما حكما؟!
أظنك ( المخطئ ) كالمعصـومِ! فالعقل في الغفلة
كالمعـدوم!
ما بين ذي الحق ومن ينافـق! والجاهل المخـدوع ال يفـرق
كتابعي (األحزاب ) إذ من غـير ( التقليد ) فهو أحمق
تزندقوا
ولم يكن ( إبليس ) قد أغـوانا وأحمـد للا الـذي هـدانـا
وحاذر ( الفتنة ) والضجيجـا فاثبت أخي ال تتبع التهريجـا
من حاول التجديد فهو كافر! فدينـنا اإلسـالم ال يغـيـر
وزمـرة ( اآلراء ) قـد تشتتوا فكل حكم في الكتـاب مثبت
كـذبـه القرآن ثم ( النص )! من قال إن الشـرع فيه نقص
فابحث تجد يا أيها ( ( والمحدثات ) حكمها مسطور
المأسور ) !
******************
93
خـرافـةٌ وبدعـةٌ منحطـه! (حكومة الدين ) بمعنى السلطه
(*)
من رد هذا فهـو كالمجـذوم ( فالحكـم لل وللمعصـوم )
والشك في األحكام شر فحاذر ( العدوى) وال تكن قلق
منزلق
1418 / 11 / 6هـ
ـــــــــــــــــــــ
(*) الحكم لل ـ تعالى ـ فقط ؛ والمعصوم مبل ٌغ ليس غير ؛ فافهم .
ف في التقلي ِد الجدي ِد
ؤل ِ
أرجوزة لل ُم ِ
113
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح مـا بـه خطـر
فهـو مبـا ٌ وكل حكـم لم يجئ به أثر
فهو من التخفيف فاترك لم ينسه الباري وال األئمـه
حكمه
أم أنت معصو ٌم عليه (*) أتشرك الباري بما به انفرد ؟!
يعتمـد ؟!
ـــــــــــــــــــ
(*) ( وال يشرك في حكمه أحدا ) " .القرآن الکريم [ الكهف ،آية
] 26
ـــــــــــــــــــــــــ
94
وقع الفراغ من تنسيقه وضبطه مع هوامشه في 1433 /3/29هـ بيد الكثير الزلل القليل
العمل ؛ الذي ليس له رجا ٌء ـ إال حسن ظنه بربه وبعفوه وتفضله وكرمه ؛ ومودة نبيه وأهل
بيته ومواالتهم ـ للنجاة في يوم تشيب فيه الولدان وتذهل المرضعات عن الرضعان من الهول
والخطب الجلل ؛ والحمد لل رب العالمين وصالته على محمد وآله الشموس الطوالع التي إذا
رآها القمر ـ حياء ـ أفل .
95