‫‪ :‬أهمية النحو‬

‫باحلديث عن أمهية النّحو ميكننا القول أنه من العلوم املهمة اليت ال غىن عنها‪،‬و يظهر ذلك بشكل‬
‫جلي يف كالم العلماء القدامى واحملدثني‪،‬فمن القدامى جند عبد القاهر اجلرجاين يقول يف كتابه دالئل‬
‫اإلعجاز‪" :‬و أما زهدهم يف النحو واحتقارهم له و اصغارهم امره ‪،‬و هتاوهنم به‪،‬فصنيعهم يف ذلك أشنع‬
‫من صنيعهم يف الذي تقدم‪،‬وأشبه أن يكون صدا عن كتاب اهلل عزوجل وعن معرفة معانيه‪،‬ذلك ألهنم‬
‫ال جيدون بُ َدا من أن يعرتفوا باحلاجة إليه فيه‪،‬إذا كان قد عُلم أت األلفاظ مغلقة على معانيها حىت يكون‬
‫اإلعراب هو الذي يفتحها‪,‬وأن األغراض كامنة فيها حىت يكون هو املستخرج هلا‪،‬وأنه املعيار الذي ال‬
‫يتبني نقصان كالم ورجحانه حىت يُعرض عليه‪،‬واملقياس الذي ال يُعرف صحيح من سقيم حىت يُرجع‬
‫‪1‬‬
‫حسه‪،‬وإال من غالط يف احلقائق تفسه‬
‫‪ " .‬إليه‪،‬ال ينكر ذلك إال من يُنكر َ‬
‫ويقول ابن فارس يف كتابه الصاحيب‪":‬من العلوم اجلليلة اليت اختصت هبا العرب اإلعراب‪.‬الذي هو‬
‫الفارق بني املعاين املتكافئة يف اللفظ‪،‬وبه يُعرف اخلرب الذي هو أصل الكالم‪،‬ولواله ما متيَز فاعل من‬
‫‪"2.‬مفعول‪،‬وال مضاف من منعوت وال نعت من استفهام‪...‬وال نعت من توكيد‬

‫وبالنسبة البن خلدون فإن النحو من أهم علوم اللسان البشري‪،‬حيث يقول‪":‬أركان علوم اللسان‬
‫قدم منها النحو‪،‬إذ به يتبني أصول املقاصد‬
‫أربعة وهي‪:‬اللغة والنحو والبيات واألدب‪،‬وإن} األهم امل َ‬
‫ُ‬
‫‪"3.‬بالداللة‪،‬فيُعرف الفاعل من املفعول واملبتدأ من اخلرب ولواله جلهل أصل اإلفادة‬

‫ومن احملدثني جند عباس حسن يقول يف أمهية النحو‪":‬إنه النحو وسيلة املستعرب‪,‬وذخرية‬
‫‪4‬‬
‫املشرع واجملتهد ‪،‬واملدخل إىل العلوم العربية واإلسالمية مجيعا‬
‫‪" .‬اللغوي‪،‬وعماد البالغي‪،‬وأداة ّ‬

‫ويقول علي أمحد مدكورأن ‪":‬النحو يف الكالم كامللح يف الطعام"‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القاهر اجلرجاين ‪،‬كتاب دالئل اإلعجاز‪ -‬ج‪28:-1‬‬
‫‪2‬ابن فارس‪،‬الصاحيب يف فقه اللغة ومسائلها وسنن العرب يف كالمها‪43:‬‬
‫‪ 3‬ابن خلدون ‪ ،‬مقدمة ابن خلدون_كتاب العرب وديوان املبتدأ واخلرب يف أيام العرب والعجم والرببر ومن عاصرهم من ذوي السلطان‬
‫األكرب‪367}:‬‬
‫‪ 4‬عباس حسن ‪،‬للغة والنحو بني القدمي واحلديث‪61}:‬‬
‫‪ 5‬علي أمحد مدكور ‪،‬تدريس فنون العربية‪.334:‬‬