Professional Documents
Culture Documents
جامعة أم القرى
قسم اللغة والنحو والصرف
بسم هللا الرحمن الرحيم
1
أستاذة المادة :ريم خلف الجعيد
2
أن تعي أن النحو عربي محض ومن هو واضعه . -2
أن تدرك الطالبة المراحل واألطوار التي مّر بها النحو العربي . -3
أن تتعرف على المدارس النحوية المختلفة وخصائص كل . -4
أن تتعرف على أشهر النحاة ,وآرائهم النحوية . -5
أن تعرف أهم وأشهر كتب النحو في مراحل زمنية مختلفة . -6
-7أن تتعرف على بعض المسائل الخالفية والحجج والبراهين التي تساق لتأييد
أو رد اآلراء المختلفة .
-8أن تكتسب الطالبة مهارة المناقشة والترجيح في المسائل الخالفية بين
النحاة ؛ من خالل دراسة بعض مسائل الخالف .
-9أن تقف على األصول النحوية التي قام عليها النحو العربي التي تساعدها
على فهم القاعدة النحوية .
رابعا -مصادر المقرر:
نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة للشيخ محمد الطنطاوي . -
طبقات النحويين واللغويين ألبي بكر الزبيدي . -
اإلنصاف في مسائل الخالف ألبي البركات ابن األنباري . -
في أصول النحو لسعيد األفغاني . -
االقتراح في أصول النحو للسيوطي . -
األصول لتمام حسان . -
كتاب (الخصائص ) البن جني . -
تمهيد
3
نشأت اللغة العربية في أحضان جزيرة العرب خالصة ألبنائها مذ ولدت نقية سليمة,
ولبثت كذلك أحقابا مديدة ,كان العرب فيها يغدون ويروحون داخل بالدهم على ما
هم عليه من شظف العيش ،غير متطلعين إلى نعيم الحياة وزخارفها فيما حولهم من
بالد فارس والروم وغيرها ،وإن دفعتهم الحاجة إليها حينا ،وتبادل المنافع حينا آخر.
على أنه كان في أسواقهم الكثيرة التي تقام بينهم طوال العام غناء أي غناء في
عيشتهم البدوية القانعة ،ومن أشهرها عكاظ ,و مجنة ,و ذو المجاز ,ولقد كان
في هذه األسواق فوق ما تضمه من مرافق الحياة ومتطلبات المعيشة منتديات
لألدب ،يعقدون فيها المجامع ذات الشأن يتبارى فيها الخطباء ،و الشعراء من القبائل
المختلفة ،يعرضون فيها مفاخراتهم و منافراتهم و معاظماتهم وكل ما يعن لهم في
جيد الخطب وبديع الشعر ؛ كُّل ذلك عاد على اللغة بتثبيت دعمائها وإحكام
رسوخها ,وجودة صقلها .وبقيت كذلك متماسكة البنيان غير مشوبة بلوثة اإلعجام،
إلى أن سطع نور اإلسالم على ما حول الجزيرة العربية بالفتوحات اإلسالمية ,
ودخل الناس في دين هللا أفواجا ,ثم تتابعت الفتوحات في عهد الخلفاء الراشدين ,
وعهد الدولة األموية ؛ فكان من الطبعي هبوط العرب ومعهم عشائرهم وعمائرهم
إلى هذه األمصار التي افتتحوها ،ووفود أهل األمصار المفتوحة إلى جزيرة العرب
وبحكم الفتح قد كثر تملكهم للموالي في البالد المفتوحة عنوة ؛ فاختلط العرب
بغيرهم اختالطا مستمرا في البيوت واألسواق ،والمناسك والمساجد ،وتصاهروا
واندمجوا في بعضهم حتى تكون منهم شعب واحد ,واقتضى كل أولئك أن يستمع
بعضهم من بعض ,وأن يتفاهموا في كل ما يتصل بهم ؛ ولغة التخاطب الوحيدة
بينهم في كل ما يحيط بهم هي العربية ؛ فكان لزاما على غير العربي أن تكون لغته
العربية ؛ مهما عالج في ذلك وعانى ،كما كان لزاما على العربي أن يترفق بغير
العربي ,ويتريث معه في التخاطب ،ضرورة التعاون بين الطرفين فكل منهما يسمع
من اآلخر ،والسمع سبيل الملكات اللسانية فما اللغة إال وليدة المحاكاة وما يصل إلى
السمع.
وبطول هذا االمتزاج تسرب الضعف إلى لغة العربي وسليقته ،وتولد من هذا كله
أن اللغة العربية تسرب إليها اللحن ،فكانت غيرة العرب على دينهم وعربيتهم
دافعا لوضع النحو .
قال بن خلدون " :فلما جاء اإلسالم وفارقوا الحجاز لطلب الملك الذي كان في أيدي
األمم والدول ،وخالطوا العجم ،تغيرت تلك الملكة بما ألقي إليها السمع من المخالفات
التي للمتعربين ،والسمع أبو الملكات اللسانية ،ففسدت بما ألقي إليها مما يغايرها ؛
لجنوحها إليه باعتياد السمع ،وخشي أهل العلوم منهم أن تفسد تلك الملكة رأسا ,
ويطول العهد بها ؛ فينغلق القرآن والحديث على المفهوم ،فاستنبطوا من مجاري
4
كالمهم قوانين لتلك الملكة مطردة شبه الكليات والقواعد يقيسون عليها سائر أنواع
الكالم ,ويلحقون األشباه باألشباه مثل " :أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب
والمبتدأ مرفوع " ،ثم رأوا تغير الداللة بتغير حركات هذه الكلمات فاصطلحوا على
تسميته إعرابا ,وتسمية الموجب لذلك التغير عامال ،وأمثال ذلك ،وصارت كلها
اصطالحات خاصة بهم ؛ فقيدوها بالكتاب وجعلوها صناعة لهم مخصوصة،
اصطلحوا على تسميتها بعلم النحو"
5
غير أّن اللحن في صدر اإلسالم كان نادًر ا ,ولكن ازداد شيوعه على األلسنة بتقدم
الزمن ,خاصة بعد تعّر ب شعوب األقطار المفتوحة ,التي كانت تحتفظ ألسنتها
بكثير من عاداتها اللغوية.
ب-الباعث الثاني باعث قومي عربي :
يرجع إلى أن العرب يعتزون بلغتهم اعتزاًز ا شديًد ا ,وهو اعتزاز جعلهم يخشون
عليها من الفساد ,حين امتزجوا باألعاجم ؛ مما جعلهم يحرصون على رسم
أوضاعها خوًف ا من الفناء و الذوبان في اللغات األجنبية.
جـ -إلى جانب ذلك كانت هناك بواعث اجتماعية :
ترجع إلى أن الشعوب المستعربة أحست الحاجة الشديدة لمن يرسم لها أوضاع
العربية في إعرابها وتصريفها ؛ حتى تتمثلها تمثًال مستقيًم ا ,وتتقن النطق
بأساليبها نطًق ا سليًم ا .
د -كما البد أن نعقل رقي العقل العربي ونمو طاقاته الذهنية نموا أعّد ه للنهوض
برصد الظواهر اللغوية ,وتسجيل الرسوم النحوية تسجيًال تطرد فيه القواعد
وتنتظم األلفاظ انتظاًم ا يهيئ لنشوء علم النحو ,ووضع قوانينه الجامعة المشتقة من
االستقصاء الدقيق للعبارات والتراكيب الفصيحة ,ومن المعرفة بخواصها
اإلعرابية.
متى وأين كان وضعه ؟
وضع علم النحو كان في الصدر األول لإلسالم ؛ ألن علم النحو ككل قانون تتطلبه
الحوادث ,و تقتضيه الحاجات ,ولم يكن قبل اإلسالم ثمة سبب يحمل العرب على
النظر إليه ؛ فإنهم في جاهليتهم غنيون عن تعرفه ؛ ألنهم كانوا ينطقون عن سليقة
جبلوا عليها ,بخالفهم بعد اإلسالم ؛ إذ اختلطوا بالفرس والروم ,وغيرهم ؛ فحّل
بلغتهم اللحن والفساد حتى هرعوا إلى وضع النحو.
وأول ما ُو ضع -كما سنعرف الحقا -في العراق وتحديًد ا في البصرة ؛ ألن العرب
النازحين إليها كانوا من العرب الفصحاء الخلص ,ولوقوعها على طرف البادية مما
سّهل لعلمائها االتصال باألعراب الفصحاء ,ثم لوجود سوق المربد قريبا منها ,كما
كانت ملتقى األقوام من كل جنس ,إلى جانب تفّر غ علماؤها لدرس كالم العرب ,
واستنباط أصوله وقوانينه ,وكان القدماء يعرفون ذلك معرفة دقيقة ,فنصوا عليه
بعبارات مختلفة ,من ذلك قول ابن سالم " :وكان ألهل البصرة في العربية
قدمة ,وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية " ويصرح ابن النديم في هذا المجال
6
تصريًح ا أكثر وضوًح ا ,إذ يقول في حديثه عن نحاة الكوفة والبصرة ":إنما قَّد منا
البصريين أوال ألن علم العربية عنهم ُأخذ ".
وضعه عربي محّض :
حاول بعض المستشرقين أن يصلوا بين نشوء اللحن في البصرة والنحو السرياني
واليوناني والهندي ,وزعم بعض منهم أن وضعه ونشوؤه كان عربًيا خالصا
لمواجهة الفساد اللغوي الناشئ واللحن الواقع ,أّما ما حدث فيه من تنظيم وتقسيم
وتعريف وتعليل فكان منقوال عن اليونان .
والصواب أن علم النحو علم عربي خالص,وال يمكن إثبات نقله عن أمة من األمم
إثباتا علميا ؛ خاصة أن النحو العربي يدور على نظرية العامل وهي ال توجد في
أي نحو أجنبي .وكل ما يمكن أن يقال إنه ربما عرف نحاة البصرة األولون أّن
لبعض اللغات ألجنبية نحًو ا ,فحاولوا أن يضعوا نحًو ا للعربية ,راجعين في ذلك إلى
ملكاتهم العقلية التي كانت قد رقيت رقًيا بعيًد ا بتأثير ما وقفوا عليه من الثقافات
األجنبية ,خاصة الفلسفة اليونانية وما يتصل بها من المنطق ,وجعلها مستعدة ألن
تستنبط قواعد النحو وعلله وأقيسته.
واضع علم النحو:
لما كانت العلوم في األمم ال تظهر فجأة ,بل تأخذ الظهور رويًد ا رويًد ا حتى تستوي
على سوقها ,كان ذلك مدعاة ألن تغُمض نشأة بعض العلوم ,وأن يختلط على الناس
واضعوها المبّك رون.
وهذا نفسه ما حدث فيمن نسبت إليهم الخطوات األولى في وضع علم النحو
العربي,حيث اضطربت الروايات في نسبة وضع علم النحو لإلمام عليكما يرى
األنباري و القفطي .أو ألبي األسود الدؤلي كما ذهب ابن ساّل م وابن قتيبة
والزّج اجي وأبو الطيب اللغوي وغيرهم.
أو كما أبعد بعضهم في نسبته لنصر بن عاصم ,أو عبد الرحمن بن هرمز,وهو
الشك اختيار بعيد عن الواقع.
* وأما نسبته لعلي بن أبي طالب فاعتماًد ا على رواية أبي األسود الدؤلي ؛إذ
قال":دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –عليه السالم -فوجدت في يده
رقعة ؛ فقلت :ما هذه يا أمير المؤمنين ؟فقال :إني تأملت كالم العرب فوجدته قد فسد
بمخالطة هذه الحمراء –يعني األعاجم-فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه ويعتمدون
عليه,ثم ألقي إلّي الرقعة وفيها مكتوب :الكالم كله اسم وفعل وحرف فاالسم ما أنبأ
7
عن المسمى,والفعل ما أنبئ به ,والحرف ما أفاد معنى .وقال لي :انُح هذا النحو ,
وأضف إليه ما وقع إليك ,واعلم يا أبا األسود أن األسماء
ثالثة:ظاهر ,ومضمر,واسم ال ظاهر وال مضمر ,وإنما يتفاضل الناس يا أبا
األسود فيما ليس بظاهر وال مضمر " وتمضي الرواية فتذكر أن أبا األسود جمع
لعلي أشياء وعرضها عليه ,كان فيها حروف النصب :إّن ,و أّن ,و
ليت ,ولعل ,وكأّن ,ولم يذكر أبو األسود ( :لكَّن ) ؛ فقال له علي :لَم تركتها ؟
فقال:لم أحسبها منها؛ فقال :بل هي منها,فزدها فيها".
* أّما من ينسبون وضع علم النحو إلى أبي األسود الدؤلي نفسه ؛فيضطربون في
السبب الذي حمله على وضعه :فمن قائل إنه سمع قارًئ ا يقرأ اآلية الكريمة ":أن
هللا برٌئ من المشركين ورسوِله" -بكسر الم رسوله -فقال :ما ظننت أمر الناس
يصل إلى هذا ,واستأذن زياًد ا بن أبيه -والي البصرة -في أن يضع للناس رسم
العربية.
وقيل :بل وفد على زياد ,فقال له :إني أرى العرب قد خالطت األعاجم ,وتغيرت
ألسنتهم ,أفتأذُن لي أن أضع للعرب كالًما يعرفون به كالمهم؟
وقيل :أنه رسمها – أي العربية -حين سمع ابنته تقول :ما أحسُن السماء! وهي ال
تريد االستفهام بل التعجب ؛ فقال لها قولي :ما أحسَن السماَء !
ويذكر بعض الرواة :أنه وضع أبواب التعجب والفاعل والمفعول به وغير ذلك من
األبواب ,ويقول آخرون أنه وضع أبواب التعجب واالستفهام والعطف والنعت و
( إَّن ) وأخواتها.
وقد يكون ذلك كما قال الدكتور /شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية ":من
صنع الشيعة ,وكأنهم رأوا أن يضيفوا النحو إلى شيعي قديم ,فارتفع به بعضهم إلى
علي بن أبي طالب ,ووقف به آخرون عند أبي األسود ".
فواقع الحال ودالئل العقل تنفي أن يكون واضعه علًيا بن أبي طالب أو أبا األسود
لألسباب التالية:
أوال -ألن المسألة لم تقف عند سطور أو بعض أبواب نحوية تذكر مجملة ,بل
اتسعت لتصبح مقدمة أو رسالة صّن فها علي بن أبي طالب ,وكأّن ه لم يكن مشغوال
حين ذهب إلى الكوفة بإعداد الجيوش لحرب معاوية ,وال كان مشغوال بحرب
الخوارج ؛ وإنما كان مشغوال بالنحو.
8
ثانيا -ألن طبائع األشياء تنفي أن يكون قد وضع ذلك ؛ألن الرواية السابقة تحمل
في تضاعيفها ما يقطع بانتحالها ؛ لما يجري فيها من تفريعات وتقسيمات منطقية ال
تعقل أن تصدر عن علي أو عن أحد معاصريه.
ثالثا -ألّن الوضع والعبث من الرواة كان متزايدا في تلك الفترة ,وربما ظّن
بعض الرواة أّن أبا األسود الدؤلي الذي وضع نقط وحركات أواخر الكلمات في
القرآن الكريم هو واضع علم النحو أيًض ا ,فقد روي أنه اتخذ له كاتبا فطنا من بني
عبد القيس ,وقال له :إذا رأيتني قد فتحت شفتّي بالحرف ؛ فأنقط نقطة فوقه على
أعاله ,وإن ضممت شفتّي فأنقط نقطة بين يدي الحرف ,وإن كسرت شفتّي فاجعل
النقطة من تحت الحرف ,فإن أتبعت ذلك شيًئ ا من ذلك ُغ َّن ًة (تنوينا ) فاجعل النقطة
نقطتين " وأتم أبو األسود المصحف حتى آخره ,وكان هذا الصنيع الخطر سببا في
أن يختلط األمر على الرواة .
فهذه األسباب كلها تنفي نسبة علم النحو لعلي أو ألبي األسود ؛ إال أننا البد أن
ننتبه إلى أن ما توّص ل إليه أبو األسود من نقط اإلعراب ,ثم توّص ل إليه تالمذته
وعلى رأسهم نصر بن عاصم من نقط اإلعجام تمييزا لحروف القرآن المعجمة من
الحروف المهملة ,كان باعثا للبصرة للتساؤل عن أسباب هذا اإلعراب ,وتفسير
ظواهره.كما كان طبيعيا أن يطلقوا على عالمات النقط الخاصة باإلعراب أسماء
تقرن بها,وقد اشتقوها من كلماته لكاتبه "فتحت شفتي وضممتهما
وكسرتهما"فسموه نقط الفتحة والضمة والكسرة.
كما أنهم الحظوا اختالفا في إعراب األسماء حسب مواضعها من الكالم ,فهي إذا
ابتدأ بها المتكلم لزمها الرفع ,إال إذا تقدمتها إّن و أخواتها ,وإذا تلت فعال كانت إما
مرفوعة أو منصوبة ,وال يبعد أن يكونوا الحظوا اختالًف ا في كلمات اللغة وأن منها
ما يقبل الحركات الثالث بتغير حالته ,وهو األسماء المعربة ,ومنها ما يلزم حركة
واحدة وهو األسماء المبنية .
فاألصل في كل علم أن تبدأ فيه نظرات متناثرة هنا وهناك ثم يتاح له من يصوغ
هذه النظرات صياغة علمية ,
وأول نحوي بصري نجده عنده طالئع ذلك هو عبد هللا بن أبي إسحاق الحضرمي
وليس من تالميذ أبي األسود ,ولكنه من القّر اء.
ومعروف أنه لكي ُيصاغ علم صياغة دقيقة البد له من اطراد قواعده ,وأن تقوم
على االستقراء الدقيق ,وأن يكفل لها التعليل,وأن يصبح لكل قاعدة أصاًل مضبوًط ا
9
ُتقاس عليه الجزيئات قياًسا دقيًق ا ,وكل ذلك نهض به ابن أبي إسحاق وتالميذه
البصريون.
سبب تسميته بالنحو :
روت كتب األدب والتراجم على سبيل التعيين أّن هذا العلم كان يسمى بالعربية في
عصر أبي األسود ,قال ابن سالم في الطبقات " :وكان أول من استّن العربية ,
وفتح بابها ,وأنهج سبيلها ,ووضع قياسها ,أبو األسود الدؤلي".
فالتسمية بالنحو بعد عصره ,إال أنها لم تتجاوز الطبقة الثانية فقد اشتهرت عنها
مؤلفات اتسمت بأنها نحوية ,وُصِّر ح فيهاها باسم النحو.
أّما سبب تسميته بالنحو فترجع إلى الرواية التي أسلفنا ذكرها من أّن أبا األسود
عندما عرض على اإلمام علي ما وضعه ,وأقّر ه بقوله " :ما أحسن هذا النحو
الذي نحوت " ؛ فآثر العلماء تسمية هذا العلم باسم النحو ؛ استبقاًء لكلمة اإلمام التي
ُيراد بها أحد معاني النحو اللغوية.
نشأة النحو وأطواره :
مَّر النحو العربي منذ نشوئه بمراحل أو أطوار متعددة باإلمكان تحديدها على النحو
التالي :
أواًل -طور الوضع والتكوين :
وهذا الطور الذي استأثرت به البصرة صاحبة الفضل في وضعه وتعهده في
نشأتهوالكوفة منصرفة عنه بما شغلها من رواية األشعار واألخبار والنوادر زهاء
قرن من الزمان .
فكان أول من نسب إلى هذا الطور أين أبي إسحاق الحضرمي ,الذي يقول فيه أبو
الطيب ":وكان يقال عبد هللا أعلم أهل البصرة ,وأعقلهم ؛ ففرع النحو وقاسه "
وهو الذي أرسيت قواعد النحو على يده ,وفي هذا الطور نشأت حركة النقاش .
وتتبع النصوص ,واستخراج الضوابط .
واستطاع نحاة هذا الطور التصنيف فدونت فيه بعض كتب مفيدة على يد تالمذة
الحضرمي :فألف عيسى بن عمر الثقفي كتابيه في النحو :الجامع واإلكمال ,ومثله
أبو عمرو بن العالء صاحب التصانيف الكثيرة ,ورجال هذه الطبقة أظلتهم الدولة
العباسية جميعا عدا الحضرمي الذي مات سنة 117هـ ,ولم ينته هذا الطور حتى
وّف ق العلماء إلى وضع طائفة كبيرة من أصول النحو ,فتكونت لديهم فكرة التعليل
10
التي كان أول متجه لها ابن أبي إسحاق ,كما أنه أول من نشط للقياس ,وكانت كتبهم
مزدوجا من النحو والصرف واللغة واألدب ألن هذه الفروع كانت متداخلة.
ثانيا -طور النشوء والنمو :
ويبدأ من عهد الخليل بن أحمد البصري ,والرؤاسي الكوفي ,إلى أول عصر
المازني وابن السكيت ,ويعُّد هذا التطور بداية االشتراك بين البلدين ( البصرة
والكوفة ) في النهوض بالنحو ,فقد تالقت فيه الطبقة الثالثة البصرية برئاسة الخليل
واألولى الكوفية برئاسة الرؤاسي ,وكذا بعدهما طبقتان من كل من البلدين ,ويقصد
بالنحو في هذا الطور معناه العام الذي يشمل مباحث الصرف ,أّم ا مباحث اللغة
واألدب واألخبار فقد تقلصت في كتب النحو .
ومنذ بداية هذا الطور أخذ العلماء في كتب النحو اتجاًها جديًد ا ,إذ نشطوا في
االستقراء للمأثور عن العرب وإكمال الفكر واستخراج القواعد ,وكان مبعث ذلك
النشاط هو التنافس البلدي بين البصرة والكوفة ,فالخليل بعد أن جاب بوادي
البصرة والكوفة وتهامة يعود إلى البصرة ويستجمع كل ما سمع ,ويفرغ للبحث
حتى جمع أصول النحو وفرع تفاريعه ,وساق الشواهد وعلل األحكام ,إال أنه
اكتفى عن تدوينه بطلبته ,أّما يونس البصري فقصر جهده على التلقي عنه ,وكانت
له حلقات دراسة يعرفها الجميع ,أّما الرؤاسي الكوفي فقد عاد إلى الكوفة بعد أن
تلقى النحو عن البصريين ,والتقى بعمه معاذ بن مسلم الهّر اء الذي انشغل بالعمل
في األبنية والتمارين ؛ فغلبت عليه الناحية الصرفية التي التفت إليها الكوفيون
وسبقوا بها البصريين ,فكان أول مؤلف تداولوه بينهم كتاب "الفيصل" للرؤاسي ,
وفي هذا الطور تكّو ن على يد الخليل ومن معه ,و الرؤاسي ومن معه في كل بلد
من البلدين مدرسة خاصة لها علم وتتابعت الطبقات في كل مدرسة ,فظهر في
البصرة سيبويه الذي أبدع كتابه في النحو ,وأخرج الكسائي مؤلفات استفاد منها
الناس ,ثم جاء األخفش ويقابله الفراء عند الكوفيين ؛ وقد صّن ف كتبا طواال في
النحو ,وظهرت في هذا الطور أيًض ا المناظرات بين أعالم البلدين ,وكان لها
أثرها الفّعال في إشعال نار االجتهاد بينهما.
ولم ينقض هذا الطور حتى قطع النحو فيه شوًط ا كبيًر ا شارف فيه النهاية ,
وكثرت فيه المؤلفات ,نحو :كتاب سيبويه ,وكتاب الرؤاسي ( التصغير ) ,وكتاب
الكسائي (المصادر ) ,وكتاب الفّر اء ( َفَع َل وَأْف َع ل )
ثالثا -طور النضوج والكمال :
11
يبدأ من عهد المازني البصري ,وابن السكيت الكوفي ,إلى آخر عصر المبرد
البصري ,وثعلب الكوفي.
وعمل نحاة هذه الفترة على إكمال ما فات السابقين ,وشرح مجمل كالمهم ,
وتهذيب تعريفاتهم ,وخلّـصوا النحو من الصرف ,وأول من سلك هذا السبيل
المازني الذي أّلف في الصرف وحده .
ولم ينته هذا الطور حتى فاضت الدراسات النحوية في البصرة والكوفة وبغداد ,
وكانت نهاية هذا الطور في أخريات القرن الثالث ,بعد أن توافد الفريقان على بغداد
لتبدأ الحزبية في االضمحالل نتيجة توحيد الوطن.
رابعا -طور الترجيح ( بغدادي ) :
كان التمهيد لهذا الطور على أيدي الخالطين ,وأساسه المفاضلة بين المذهب
البصري والكوفي ,وإيثار المختار منهما .
وقد استمر هذا المذهب البغدادي مدة طويلة من الزمن ,إال أن اضطراب األحوال
في بغداد دعا أهل العلم إلى أن يتقدموا في البالد شرًقا وغرًبا ؛ مع ضعف الخالفة
وتقسم أقطارها بين دول متعددة ؛ فتوزع العلماء في مختلف هذه األقاليم :الشام
ومصر والمغرب واألندلس ,وقام علماء هذه الدول الحديثة باالشتغال كٌل في قطره
وأخذ المذهب البغدادي يتالشى رويًد ا.
12
ثانيا -المدارس النحوية :
المدرسة البصرية :
( بدايتها -طبقاتها ,ودور كل طبقة -أسسها -النحاة فيها)
أوال -بداياتها :
13
( متى بدأت ؟كيف بدأت ؟من كان له الفضل في نشوئها ؟ نشوء علم النحو -
السبب وراء وضع علماء البصرة النحو -الدليل على أن البصرة كانت معقل نشأة
النحو -طبقات العلماء بعد أبي اسود )
متى بدأت المدرسة البصرية ؟
بدأت المدرسة البصرية منذ نشوء النحو ؛ فقد كانت البصرة صاحبة الفضل في
وضعه وتعهده وفي نشأته أيضا ,بينما كانت الكوفة متصرفه عنه بما شغلها من
أمور علم الفقه ووضع أصوله ومقاييسه .
وقد كان القدماء يعرفون ذلك معرفة دقيقة فنصوا عليه بعبارات مختلفة ,من ذلك
قول ابن سالم " :وكان ال أهل البصرة في العربية قدمة وبالنحو ولغات العرب
والغريب عناية " وقول ابن النديم " :إنما قدمنا البصريين أوال ألن علم العربية
عنهم أخذ "
كيف بدأت ومن كان له الفضل في نشوء علم النحو ؟
كانت النواة األولى لهذا العلم ما وضع على يد أبي األسود الدؤلي من نقط اإلعراب
الذي كان باعثا للتساؤل عن أسباب هذا اإلعراب ,وتفسير ظواهره ؛ مما هيأ
لبعض أنظار نحويه بسيطة ؛ حيث الحظوا اختالفا في إعراب األسماء حسب
مواضعها من الكالم ؛ مما أدى إلى استنباط كثير من اإلحكام .
تنقسم بدايات المدرسة البصرية إلى طبقتين :
الطبقة األولى :
وهي الطبقة التي أخذت عن أبي األسود الدؤلي ( ت 69هـ ) ,واستمرت في تميز
ما تلقته عنه ,ووفقت إلى استنباط كثير من األحكام ,وقامت بنشرها وإذاعتها بين
الناس ,من هذه الطبقة :
14
ولكن لم يؤثر عنهم اال بعض نتف في مواطن متفرقة من الفن لم تبلغ حد الكتب
المنظمة ؛ إذ كان جل اعتمادهم على محفوظ صدورهم و رواياتهم .
الطبقة الثانية :
كانت أكثر عددا من سابقتها ؛ وقد ازدادت المباحث لديها ,وأضافت كثيرا من
القواعد ,ونشأت حركة النقاش بينها ؛ فجّد ت في تتبع النصوص واستخراج
الضوابط ,وقد دونت في هذه الطبقة بعض الكتب المفيدة ,وكان فيها ما ألفه عبد
هللا بن أبي إسحاق الحضرمي وهو الذي قال عنه أبو الطيب " :وكان يقال عبد هللا
أعلم أهل البصرة وأعقلهم فرغ علم النحو وقاسه "
فقد تبلور عند ابن أبي إسحاق قانوني ( القياس والتعليل ) ,و أخرج مسائل كثيرة
عليهما ,وافقه عليها عيسى بن عمر ,وخالفه بعض معاصريهما ؛ ما نفع ميدان
القول في هذا العلم ,وأِنَس الناس به ,وتداولوه في كتبهم ,وقد كانت مزيجا من
النحو والصرف واللغة واألدب ؛ الن هذه الفروع كانت متداخلة ,آخذ بعضها
بُحُج ِز بعض .
15
الدؤلي ) قد وضع مختصرا على ما تقدم بيانه .وهؤالء األربعة مما الشك فيه ما
منهم إال عزي إليه وضع النحو في بعض الروايات .
ومما الشك فيه أن إعجام المصحف بالنقط لدفع التصحيف كان من نصر بن
عاصم ويحيى بن يعمر بأمر الحجاج في عهد عبدالملك بن مروان ,بعد إعجامه
بالشكل لدفع التحريف من ِقبل أستاذهما أبي األسود في خالفة معاوية .
الطبقة الـثـانيــة :
• كانت أكثر عددا من سابقتها فقد كانت أوفر حظا منها ؛ إذ وطَّـأت لها سبيله
فازدادت المباحث لديها ,و نشأت حركة النقاش بينها ؛ فـجدت في تتبع النصوص
واستخراج الضوابط ما هيأ لها وقتها ,و استطاعت التصنيف فدونت فيه بعض كتب
مفيدة .و كان من هذه الطبقة
* عبد هللا بن أبي إسحاق الحضرمي( ت 117هـ ) الذي يقول فيه أبو الطيب " :
وكان يقال عبد هللا أعلم أهل البصرة و أعقلهم ففرع النحو وقاسه " .
* عيسى بن عمر الثقفي ( ت )149صاحب الكتابيين في النحو ( :الجامع –
اإلكمال ) .
* أبو عمرو بن العالء ( ت 154هـ ) صاحب التصانيف الكثيرة ,أخذ النحو عن
نصر بن عاصم وغيره ,اشتهر بالقراءات القرآنية ,وأيام العرب ولهجات القبائل ,
لم يخلف أثرا مكتوبا .
ورجال هذه الطبقة جميعا أظلتهم الدولة العباسية خال عبد هللا بن أبي إسحاق
16
أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد ( ت 177هـ ) أول األخافش الثالثة
1
المشهورين
أخذ عن ابي عمرو بن العالء وطبقته ,لقي االعراب وأخذ عنهم ,أخذ عنه سيبويه
* الخليل بن أحمد ( 2ت 175هـ ):
تلقى عن أبي عمرو بن العالء وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهما ,ساح في بوادي
الجزيرة العربية ,وشافه األعراب في الحجاز ونجد وتهامة ,اعتكف في داره دائبا
على العلم ليله ونهاره ,نبغ في العربية نبوغا لم يصل إليه أحد ,وقد بلغ الغاية في
تصحيح القياس ,واستخراج مسائل النحو .
* يونــــس بن حبيب :
أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبي ( ت 182هـ )
أخذ عن أبي عمرو بن العالء وغيره ,واجه العرب فسمع منهم ؛ حتى غدا مرجع
األدباء والنحويين في المشكالت ,وكانت له حلقة دراسة في الجامع بالبصرة يؤمها
العلماء واألدباء األعراب ,له مذاهب خاصة في النحو منتشرة في كتبه .
الطبقة الرابعة :
* سيـبويــــــه ( 3ت 188هـ ):
أخذ عن الخليل وأخذ عن يونس وعيسى وغيرهم ,برع في النحو حتى بَّز أترابه
فيه ؛ فاحتفى به علماء البصرة التي صار إمامها من غير مدافع .أخرج للناس كتابه
الذي أكسبه فخار األبد ؛ فانه شاهد صدق على علِّو كْع ِبه في هذا الفن .كان في
كتابه جماعا آلراء السابقين ,وظهرت له شخصية قوية في ابتداع بعض القواعد
وفي ترتيب الكتاب حاويا عناصر الفن كلها ,وتبويبه ,واضعا كل شيء وما يتصل
به معه ,مع ُح سن التعليل للقواعد ,وجودة الترجيح عند االختالف واستخراج
الفروع من القياس الذي امتأل به الكتاب ,حرص على االعتزاز بالشواهد الوثيقة
لدعم األحكام التي قررها ,عني باالستشهاد بالقران الكريم وينثر العرب والشعر ,
ولم يجنح الى االستدالل بالحديث الشريف شأن أسالفه ومعاصريه وذلك .
* اليـــزيــدي :
- 1األخافش الثالثة المشهورون هذا ,واألخفش األوسط سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه ( وسيأتي ذكره ) واألخفش األصغر أبو
الحسن علي بن سليمان من تالمذة المبرد وثعلب ,واشتهر من العلماء باسم األخفش ثمانية غير هؤالء ( ينظر نشأة النحو للطنطاوي
ص )67
- 2أفرد الخليل بترجمة خاصة تأتي الحقا .
- 3أفرد بترجمة خاصة .
17
أبو محمد يحي بن المبارك ( ت 202هـ ) تلقى عن أبي عمرو بن العالء ,وابن
أبي إسحاق والخليل ,ويونس وغيرهم ,له مؤلفات في متنوع العلوم منها
(المختصر في النحو ) كان اليزيدي يدِّر س في مساجد بغداد كما يدِّر س الكسائي ؛
فتولدت بينهما المنافسة ,فحدثت المناظرات بينهما ,وكان اليزيدي مظفرا في أغلبها
الطبقة الخامسة :
* األخفش األوسط :
أبو الحسن سعيد بن مسعدة ( ت 215هـ ) وهو أوسط األخافش الثالثة المشهورين ,
وهو أشهرهم ذكرا في النحو .
تلقى مع سيبويه عن جل شيوخه سوى الخليل ,ثم أخذ عنه بعد ذلك مع كبر سنه
عنه فكان أنحى تالميذه ,كان ضنينا بكتاب سيبويه لنفاسته ,حتى ظُـن به ادعاؤه
لنفسه ؛ ألن سيبويه لم يقرأه على أحد ,وال قرأه عليه أحد ما عداه .
* قــــــطرب :
أبو علي محمد بن المستنير ( ت 206هـ )
تلقى عن عيسى ابن عمر وسيبويه وغيرهما ,إال أن اتصاله بسيبويه أكثر ,له
تصانيف كثيره منها في النحو كتاب ( العلل )
الطبقة الـسادسـة :
* الـــَج ْر مي :
أبو ُع َم ر صالح بن إسحق الجرمي ( ت 225هـ )
نشأ في البصرة وتعلم من شيوخها النحو واللغة ,وسمع من يونس واألخفش
األوسط ,ولم يلق سيبويه .زامله في عصره وتلقيه أبو عثمان المازني ,وإليهما
انتهت الرياسة النحوية ,ولهما الفضل في إظهار ( الكتاب ) على يد شيخهما
األخفش .مصنفاته كثيرة منها في النحو مختصره المشهور وكتاب ( فرخ كتاب
سيبويه ).
* التَّـَو زُّي :
أبو محمد عبد هللا بن محمد ( ت 238هـ )
18
* -اخذ عن الجرمي كتاب سيبويه واشتهر باللغة واألدب ؛ فكان أعلم بالشعر من
المازني والرياشي .
* المازني :
أبو عثمان بكر بن محمد ( ت 249هـ )
أخذ عن أبي عبيدة ,وأبي زيد واألخفش وغيرهم مع مشاركة رفيقه أبو عمر
الجرمي ,تغلب على االخفش مع تلقيه عنه ,أبى التصنيف في النحو بعد سيبويه .
ألَّـف كتابا في علل النحو ,وكتاب ( التصريف ) وله كتب أخرى في غير النحو .
* أبو حاتم السجستاني :
سهل بن محمد ( ت 250هـ )
أخذ عن أبي زيد و األصمعي و أبي عبيدة ,4انتفع الناس بدراسته إال انه لم يكن
حاذقا في النحو ,له مصنفات مختلفة منها ( :إعراب القران) وكتاب (اإلدغام )
الريـاشي : *
أبو الفضل العباس بن الفرج ( ت 275هـ )
أخذ النحو عن المازني ,وسمع منه كتاب سيبويه ,و أخذ اللغة عن األصمعي ,ثم
صار من كبا ر النحاة واللغويين ,له تصانيف ليس منها كتاب نحو .
الطبقة الـسابعة :
* المبرد :
أبو العباس محمد بن يزيد ( ت )285
أخذ عن الجرمي والمازني وأبي حاتم ,وغيرهم ,إال أن أغلب تلقِّـيه عن المازني .
خلَّـف مصنفات في علوم متنوعة ؛ برهنت على أدبه الجم ,وعلمه الغزير ,منها :
في النحو ( المقتضب ) و ( شرح شواهد سيبويه والرد عليه ) وله في تاريخ النحاة
( طبقات النحويين البصريين وأخبارهم )
أهم القواعد أو األسس التي سارت عليها المدرسة البصرية :
- 4هؤالء الثالثة من أبرز علماء العربية في القرن الثاني ومطلع الثالث ,لهم مؤلفات عديدة معظمها في اللغة توفي أبو زيد سنة
115هـ ,وأبو عبيدة سنة 209هـ ,واألصمعي سنة 210هـ وقيل سنة 215هـ
19
السماع عن القبائل العربية الخالصة الفصاحة التي تسكن البادية التي سلمت
ألسنتها من الخلل والفساد مثل ( :قيس .أسد .تميم . ).
الرواة البد أن يشهد لهم بالثقة فال يأخذون إال ممن ُيشهد له بالحفظ والثبات
وأن يكون عربيا خالصا .
سعت هذه المدرسة إلى أن تكون القواعد مطردة اطرادا واسعا ,فكانت
تطرح الروايات الشاذة وال تتخذها أساسا لوضع قانون نحوي .
يقيسون على الكثير ,ويستنبطون منه القاعدة وما خالفه يخرجونه إلى باب
الضرورة الشعرية ,أو يضيفونه إلى باب الشاذ أو النادر ,أو يعمدون إلى
التأويل .
وقد غلبوا القياس على المسموع ؛ مؤولين الشواهد التي تخالف قياسهم ,كما
قالوا بما سموه مطردا في السماع شاذا فـي القياس .
وتفصيل ذلك أن البصريين تحروا ما نقلوه عن العرب ,ثم استقرأوا أحواله ؛
فوضعوا قواعدهم على األعم األغلب من هذه األحوال ,فإن وجدوا نصوصا قليلة
ال تشملها قواعدهم اتبعوا إحدى طريقتين :
-1إما أن يتأولوها حتى تنطبق عليها القاعدة .
-2و إما أن يحكموا عليها بالشذوذ ,أو أن تحفظ وال يقاس عليها .
20
نشأته :
أبوعبد الرحمن ,الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن بن تميم بن األزد بن يحمد من
اليمن ,عربي من أزد عمان ,نشأة وتربى في البصرة ولد سنة (100هـ) توفي
سنة(175هـ)
تكوينه العلمي :
شب على حب العلم ؛ فتردد على حلقات الفقهاء وعلماء اللغة والنحو ؛ وخاصَا
حلقات أستاذيه ( عيسى بن عمرو ,أبي عمرو بن العالء) ,ثم ساح في بوادي
جزيرة العرب ,وشافه العرب الخلّـص ,وأخذ عنهم ,ثم عاد إلى البصرة معتكفا في
داره دائبا على العلم والتأليف ؛ فنبغ في العربية نبوغا لم ُيسبق إليه ,وبلغ الغاية في
تصحيح القياس ,واستخراج مسائل النحو.
وهو واضع فن الموسيقى العربية ,وألف كتابا كان هو األصل الذي اعتمد عليه
إسحاق الموصلي في تأليف كتابه ,وواضع علم العروض والقافية ,وأول من أّلف
معجما عاما في العربية ,وله مأثرة وضع عالمات الشكل العربي المستعملة اآلن .
* أهم مؤلفاته :
( معجم العين ,المجمل في النحو ,علم العروض ,كتاب معاني الحروف ,النقط
والتشكيل ,كتاب الشواهد )
* كتاب المجمل في النحو *
يعد هذا الكتاب من أقدم ما حفظه التاريخ من التراث النحوي عند العرب في مصنف
كامل تخطى عوامل الفناء ؛ ليتصدر المرتبة األولى قبل كتاب سيبويه ,وقد صنفه
سيد علماء العربية ,وشيخ رجال البصرة ومؤسس مذهبهم ,وُم َو ِّج ـه خطاهم في
مسيرة تاريخ النحو ,فالنحو العربي نشأت أصوله في العقد الرابع من القرن األول
على يد ( عبد هللا بن ابي اسحاق الحضرمي ) عندما تلقاها الخليل بعقليته المنهجية
الفذة وأساليبه العلمية المنسقة .وصنف مواردها تحت مجموعات من الجمل تضم
األشباه والنظائر ,وزودها بالتنظير والتفسير والتمثيل واالحتجاج والتعليل ,ثم
ألحق بها بعض خلفائه زيادات متممة ومؤيدة .
* تالمذته :
21
أنجب تالمذته سيبويه ( ت 188هـ ,وتلقى عنه أيضا اليزيدي ( ت 202هـ ) ,
واألصمعي ( ت 215هـ ) ,والنضر بن شميل ( ت 204هـ ) ,وعلّي الجهضمي
( ت 250هـ ) ,وأخذ عنه الكسائي رأس المدرسة الكوفية ( ت )189
سيبويه
أبو ِبْش ر عمرو بن عثمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب ,فارسي األصل ولد
في حدود عام ( 140هـ 756/م ) في مدينة البيضاء في بالد فارس ,نشأ
بالبصرة ,والتحق بحلقات العلم هناك .
شيوخه :
أولهم عبقري العربية الخليل وهو أكثرهم تأثيرا فيه .فقد روى عنه سيبويه 522
مرة في كتابه ,و األخفش األكبر ,واألخفش األوسط ( الذي أخذ النحو عن سيبويه
فيما بعد ) ويونس بن حبيب ,وعيسى ابن عمر ,و أبو زيد األنصاري .
ومات سيبويه وجل شيوخه على قيد الحياة سنة (188هـ) وقيل سنة 180هـ ,ولم
يتجاوز عمره أربعين عاما .
* مؤلفاته
5
( الكتاب )
جمع سيبويه في كتابه ما تفرق من أقوال من تقدمه من العلماء كأبي الخطاب
االخفش والخليل ويونس وأبي زيد وعيسى بن عمرو بن العالء وغيرهم
و كان كتاب سجال آلراء الخليل في النحو ؛ لذا كثيرا ما يقول بها إذا اختلفت أقوال
العلماء ؛ فانه يوازن بينها ثم يحكم بالترجيح
و ضم إلى أقوال هؤالء العلماء ما استخرجه بنفسه من القواعد اعتمادا على سماعه
من العرب الخلص ؛ فكان كتابه جماع الفن شامال كل ما يحتاج إليه طالبه مع
الترتيب والتبويب ,وقد ظهرت شخصية سيبويه في كتابه في وضع القواعد ؛ وفي
ترتيب الكتاب ,حرص في كتابه على االعتزاز بالشواهد الوثيقة لدعم األحكام التي
قررها ,وقد جاء الكتاب أبوابا في أربعة أجزاء بدأه المؤلف بباب علم الكلم من
العربية ,واختتمه بباب في الجر ,وقد عني بالشواهد لتثبيت األحكام ,من القرآن
الكريم وفصيح كالم العرب شعرا ونثرا ,فقد اشتمل الكتاب على ما يزيد على
ثالثمائة آية و آلف وخمسين بيت من الشعر ,وقدر من األمثال وأقوال العرب .
5
-كتاب سيبويه أو ( قرآن النحو ) كما سّماه العلماء بعد ذلك .
22
مكانة كتاب سيبويه :
عظم شأن الكتاب في البصرة حتى صار علما بالغلبة ؛ فال ينصرف الذهن إذا ذكر
اسم ( الكتاب ) في الدراسات النحوية إال إلى كتاب سيبويه ,واستأثر الكتاب بجهود
العلماء بعد سيبويه بين شرح له أو شرح لشواهده ,أو تعليق عليه ,ولمكانة كتاب
سيبويه بين البصريين كان المازني يقول " :من أراد أن يصنف كتابا واسعا في
النحو بعد سيبويه فليستحيي "
تالمذته :
األخفش األوسط ( ت 215هـ ) ,و قطرب ( ت 206هـ ) ,وأخذ الكتاب عن
األخفش كل من المازني( ت249هـ ) و الجرمي ( ت 225هـ ) ,وأخذه التوزي
( ت 238هـ ) عن الجرمي .
المدرسة الكوفية:
(بدايتها ,طبقاتها -ودور كل طبقة – أسسها ,نحاتها )
* نشأة النحو الكوفي :
23
شادت البصرة صرح النحو ورفعت أركانه في حين كانت الكوفة منشغلة بقراءات
الذكر الحكيم ,ورواية الشعر واألخبار ؛ فقد نشأت في الكوفة دراسة لعلوم العربية
وإن تأخر ظهورها قرنا من الزمان .
والمدرسة الكوفية فرع لمدرسة البصرة في النحو إال أن الكوفيين قصدوا إلى أن
يكونوا مستقلين ,ويحُّد من هذا القصد أنهم كانوا تالميذ للبصريين وإلى جانب
عكوفهم جميعا على كتاب سيبويه ينهلون منه ,وإن حاولوا جاهدين أن يميزوا
نحوهم بمصطلحات تغاير مصطلحات البصريين ,والنفوذ إلى أراء خاصة بهم في
بعض العوامل والمعموالت .
وكان نحاة الكوفة يهتمون اهتماما واسعا برواية الشعر وكان االهتمام هذا نتيجة
لوجود القبائل العربية في الكوفة ,والتي تمثل الطبقة األولى فيها فاهتموا برواية
الشعر وتدوينه للتغني بمفاخر اآلباء واألجداد ,وعنوا عناية واسعة بروية األشعار
القديمة ,وتصنيف دواوين الشعر ,وان لم يعنوا بالتحري فيما جمعوا من أشعار
حتى ليقول أبو الطيب اللغوي " :الشعر بالكوفة ’ أكثر وأجمع منه بالبصرة ؛ ولكن
أكثره مصنوع ومنسوب إلى من لم يقله ,وذلك بيَّـن في دواوينهم " فساهموا بذلك
في الحفاظ على قدر كبير من التراث الضخم من أشعار العرب ؛ إذ أصبح هذا عمدة
الدرس النحوي واللغوي .
* أسس المذهب الكوفي :
-1توسعهم في السماع ,وقياسهم على كل مسموع يصل اليهم .
-2عدم تثبتهم في الرواية ومعظم شواهدهم كانت منقولة عن حماد الرواية وهو
معروف باالنتحال ..
- 3عدم التشدد في السماع عن القبائل العربية ,إذ نقلو عن األعراب الموجودين في
الكوفة ,والمتاخمين ألهل الحواضر في حين أن مدرسة البصرة كانت ترفض ذلك
-4القياس على الشاهد الواحد حتى لو خالف االصل المعروف والمتفق عليه .
-5االستشهاد بشطر بيت ال يعرف شطره اآلخر وقد ال يعرف قائله.
* مصادر النحو الكوفي :
-1النحو البصري :
24
كان أئمة الكوفيين قد وفقوا على النحو البصري مشافهة أو مناقلة ,وكان لهم منها
نقطة انطالق اعتمدوا عليها في نهجهم ,ومما يدل على ذلك :
ما ذكره أبو زيد عن الكسائي ,قال " قدم علينا الكسائي في البصرة فلقى عيسى
والخليل وأخذ منهم نحوًا كثيرًا ,ثم سار إلى بغداد فلقي إعراب الحليمات فأخذ عنهم
الفساد من الخطأ وللحن .فأنهى بذلك ما كان أخذه بالبصرة كله "
-2لغات األعراب :
حيث ذكر الرواة عن الكسائي أنه خرج إلى نجد وتهامة والحجاز ,ورجع وقد أفنى
خمس عشر قنية حبر في الكتاب عن العرب سوى ما حفظ .
-3الشعر العربي :
كان الشعر العربي جاهليه وإسالميه مصدرًا من مصادر الدراسة الكوفية ,ومحتجًا
للكوفيين ,وأساسا بنوا كثيرا من أصولهم عليه ,وقد كان للكوفيين بوجه خاص
عناية فائقة بالشواهد والنوادر .
-4القراءات القرآنية :
للنحو عند الكوفيين صلة بالقراءات القرآنية وما يتصل بها ,ويرجع ذلك ألسباب
منها:
-1أن الكوفة كانت مهبط الصحابة رضوان هللا عليهم ,فقد نزل بها عدد كبير من
الصحابة ,وقد كان أشهرهم عربا ال ُيتَّـهمون في فصاحتهم.
-2أن الذين العلماء أسسوا النحو الكوفي كانت لهم اهتمامات بالقران قراءة وتفسيرا
فأستاذ الكوفة الكسائي إمام من ائمة القراءة المتواترة ,كما إن الفَّر اء كانت له
عناية خاصة بالقران الكريم .
- 3طول اشتغال الكوفيين بالقران الكريم وانقطاعهم له ,على حين كان البصريون
مشغولين بوضع أسس القواعد النحوية ,فقد ظفرت الكوفة بثالثة من القراء السبعة
هم عاصم بن أبي النجود ,حمزة بن حبيب الزيات ,على بن حمزة ألكسائي ؛ ولم
تظفر كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والبصرة والشام إال بقارئ واحد .
25
* الرؤاسي :
أبو جعفر محمد بن الحسن لقب بالرؤاسي لكبر رأسه ,ألف كتاب ( الفيصل ) في
النحو ,توفي في الكوفة في عهد الرشيد .
* معاذ الهَّر اء :
أبو مسلم ,لُـقِّـب بالهراء لبيعه الثياب الهروية كان له اهتمام باألبنية حتى عّد ه
المؤرخون واضع علم الصرف ( ت 187هـ )
الطبقة الثانية :
* الكسائي :
أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي مولى بني أسد ,فارسي األصل ,أخذ عن معاذ
الهراء ,وعن عيسى بن عمر والخليل -من أهل البصرة – له مصنفات كثيرة
ضاع معظمها ,منها في النحو مختصر ,مات في رْن ُبَو ية سنة 189هـ
الطبقة الثالثة :
* األحمر:
أبو الحسن علي بن الحسن المعروف باألحمر ( ت 194هـ )
* الفراء :
أبو زكريا يحي بن زياد لقب بالفراء ألنة كان يفري الكالم (ت 207هـ )
* اللحياني :
أبو الحسن علي بن المبارك من بني لحيان (ت 202هـ )
الطبقة الرابعة :
* ابن سعدان :
أبو جعفر الضرير محمد بن سعدان ( ت231هـ)
* الطوال :
أبو عبد هللا محمد بن أحمد قدم بغداد (ت 243هـ )
26
* ابن قادم :
أبو جعفر محمد بن عبد هللا بن قادم توفي ببغداد سنة 251هـ
الطبقة الخامسة :
* ثعلب :
أبو العباس احمد بن يحيى المعروف بثعلب ,توفي ببغداد سنة 291هـ من صدمة
دابة له في الطريق لم يسمع وقع حوافرها ورائه لصممه .
ترجمة ألشهر نحاة الكوفة ( :الكسائي والفراء )
( النشأة ,التكوين العلمي ,األساتذة ,المؤلفات ,التالمذة )
الكسائي :
( الطبقة الثانية الكوفية )
أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد هللا الكسائي ,مولى بني أسد ,من أصل فارسي
اختلف في تسميته الكسائى ؛ فروي أنه سئل عن ذلك فقال :ألني أحرمت في كساء
وقيل :ألنه كان يلبس كساء أسود ثمينا .
نشأته :
ولد بالكوفة سنة 119هـ ,ونشأ فيها ,وأكب منذ نشأته على حلقات القّر اء ,ولزم
حلقة حمزه بن حبيب الزيات ,تعلم النحو على كبر؛ ذلك ألنه حادث قوما من
الهّباريين لحنوه فأِنَف من التخطئة ,وقام من فوره وطفق يتعلم النحو .
أخذ عن معاذ الهراء ,و توّج ه تلقاء البصرة فتلقى من علومها وعلمائها فتلقّـى عن
عيسى بن عمر ,وطالت مجالسته للخليل وأعجب به ,وقال الكسائي له :من أين
أخذت علمك هذا ؟ فقال :من بوادي نجد و تهامة فخرج ,هو وأنفذ خمس عشرة
قنينة حبر في الكتابة عن العرب ,سوى ما حفظه ,ثم عاد إلى الكوفة ينشر علمه ,
وكانت الكوفة متعطشة إلى نحو مضارٍع لنحو البصرة ,وفي الكسائي نشاط في
الدراسة والتصنيف ؛ فتقوى المذهب الكوفي ,وبدأ يناهض البصري على يد
الكسائي الذي دوى ذكره حتى وصل مسمع أمير المؤمنين المهدي في بغداد
فاستقدمه لحادثة خاصة ,ورأى فيه عالما فاستبقاه في بغداد وضمه إلى حاشية ابنه
الرشيد ؛ فاحتضنه الرشيد بعد الخالفة ليؤدب ولديه األمين والمأمون ,وصار من
الجلساء المؤنسين ومن هنا ساد المذهب الكوفي وتكاثر اتباعه وعز علماءه .
27
شيوخه
أخذ الكسائي عن أبي جعفر الرؤاسي ,ومعاذ الهراء ,وعيسى بن عمر الثقفي ,
وأبي عمر بن العالء ,ويونس بن حبيب وطالت صحبته للخليل بن أحمد .
علمه ومكانته
يعد الكسائي المؤسس الحقيقي لمدرسة الكوفة ,وإليه يرجع الفضل األكبر في
تحديد منهجها ,ووضع مصطلحاتها ,وقد سما به علمه واجتهاده إلى االتصال
بالخلفاء ,وقد كانت للكسائي مكانة أدبيه رفيعة كان مصدرها علم القراءات
القرآنية الذي اتجه إليه في بدء حياته الدراسية ,وقد اختار لنفسه قراءة خاصة هي
إحدى القراءات السبع المتواترة ,إلى جانب علو كعبه في اللغة .
مؤلفاته
كتاب ‘‘ معاني القران ‘‘ و‘‘ مختصر النحو ‘‘ و ‘‘ القراءات ‘‘ و‘‘ما تلحن فيه العوام
‘‘ وغيرها .
آثـاره
.1تأسيسه للمدرسة الكوفية ,فهو يعد أمامها وهو الذي وضع رسومها ووطأ
منهجها.
.2التوسع في القياس فلم يقف عند المستعمل الشائع على األلسن ,وال عند أعرب
البدو ؛ بل مده ليشمل ما ينطق به العرب المتحضرون .
. 3إعادة النظر في التأصيل العام لقواعد النحو بأن يفسح فيها للقراءات الشاذة وبذلك
خرج إلى صورة جديدة في النحو .
تالميذه
تالمذته كثيرون منهم الفراء ( ت 207هـ ) وهشام الضرير (ت 209هـ ) وعلي
المبارك ( ت 249هـ ) وعلي بن سعيد اللحياني ( ت 220هـ ) وابو عبيد القاسم بن
سالم ( ت 224هـ )وغيرهم .
وفاته
مات هو ومحمد الحسن صاحب المذهب الحنفي في يوم واحد سنه 189هـ ؛ فقال
الرشيد " :اليوم دفنت الفقه والنحو برْن ُبَو ية "
28
الفراء
( الطبقة الثالثة الكوفية )
هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد هللا ,الملقب بالفراء .
نشأته
ولد بالكوفة عام 144هـ ,من أصل فارسي ,كان مولى لبني أسد لقب بالفّر اء ؛
ألنه كان يفري الكالم ,أي يقطعه ويفصل القول فيه ,وعكف منذ نشأته على حلقات
الدراسة التي كانت تعقد بالكوفة ؛ تبّح ر في علوم متنوعة ؛ فكان فذا في معرفة أيام
العرب وأشعارها وأخبارها ,و الفلسفة والنجوم ,وتقصي أطراف علم النحو ؛
حتى قيل فيه :أمير المؤمنين في النحو .ذهب إلى بغداد ,ورغب في االتصال
بالمأمون ؛حتى وصله به ثمامة بن أشرش ؛ فحاطه الخليفة بعنايته ,ورغب إليه أن
يؤدب ابنيه ,كما اقترح عليه أن يؤلف كتابا يجمع فيه أصول النحو ,وهّيأ له دارا
خاصة فيها وسائل النعيم ,ومازال الفراء وجيها عند أمير المؤمنين مغبوط
المنزلة ,يؤلف ويفيض من علمه .
شيوخه
اخذ عن الكسائي ,وأبي جعفر الرؤاسي ,ويونس بن حبيب ,وغيرهم .
آثاره
-1وضعه النهائي للنحو الكوفي ؛ فكان يحاول أن يضع تفسيرا جديدا لبعض
الكلمات و األدوات ,وأن يضع في النحو مصطلحات جديدة ,أسهمت في تكوين
مدرسة كوفية مميزة.
-2بسط السماع والقياس وتوسيعهما ,حتى في القراءات ؛ فقد كان يتوسع في
الرواية عن األعراب المتحضرين ,وقد يمد القياس إلى أحكام لم ترد في القران ,
وال على ألسنة العرب غير ملتفت الى السماع .
مؤلفاته
كتاب ‘‘ معاني القران ‘‘ و‘‘ الحدود ‘‘ و‘‘ المذكر والمؤنث ‘‘ و‘‘ النوادر ‘‘ وغيرها
تالميذه
29
نبع على يد الفراء كثير من تالميذه منهم سلمه بن عاصم (ت 273هـ)وأبو عبد هللا
الطوال(ت 243هـ) ويعقوب بن السكيت (ت 244هـ) وثعلب( ت 291هـ )
وغيرهم.
وفاته
توفي سنة 207هـ وهو في طريقه إلى مكة ,وقد بلغ من العمر 63عاما.
30
حسب ما ذكره الكمال أبو البركات األنباري في كتاب ( اإلنصاف في مسائل
الخالف ) وأبو البقاء العكبري في كتاب (التبيين في مسائل الخالف بين البصريين
والكوفيين) :
-1االسم مشتق من السمو عند البصريين .وقال الكوفيون من الوسم.
-2األسماء الستة معربة من مكان واحد .وقال الكوفيون من مكانين .
-3الفعل مشتق من المصدر .وقالوا المصدر مشتق من الفعل .
-4األلف والواو والياء في التثنية والجمع حروف إعراب .وقالوا إنها إعراب.
-5االسم الذي فيه تاء التأنيث كطلحة ال يجمع بالواو والنون .وقالوا يجوز.
-6فعل األمر مبني .وقالوا معرب.
-7المبتدأ مرتفع باالبتداء والخبر بالمبتدأ .وقالوا المبتدأ يرفع الخبر والخبر يرفع
المبتدأ.
-8الظرف ال يرفع االسم إذا تقدم عليه .وقالوا يرفعه.
-9الخبر إذا كان اسما محضا ال يتضمن ضميرا .وقالوا يتضمن.
-10إذا جرى اسم الفاعل على غير من هو له وجب إبراز ضميره .وقالوا ال يجب.
-11يجوز تقديم الخبر على المبتدأ .وقالوا ال يجوز.
-12االسم بعد لوال يرتفع باالبتداء .وقالوا بها أو بفعل محذوف قوالن لهم.
-13إذا لم يعتمد الظرف وحرف الجر على شيء قبله لم يعمل في االسم الذي بعده،
وقالوا يعمل.
- 14العامل في المفعول الفعل وحده ،وقالوا الفعل والفاعل معا .أو الفاعل فقط .أو
المعني ،أقوال لهم.
-15المنصوب في باب االشتغال بفعل مقدر ،وقالوا بالظاهر.
-16األولى في باب التنازع إعمال الثاني ،وقالوا األول.
-17ال يقام مقام الفاعل الظرف والمجرور مع وجود المفعول الصريح ،وقالوا
يقام.
31
-18نعم وبئس فعالن ماضيان ،وقالوا اسمان.
-19أفعل في التعجب فعل ماض ،وقالوا اسم.
-20ال يبنى فعل التعجب من األلوان ،وقالوا يبني من السواد والبياض فقط.
32
المدرسة البغدادية :
33
( نشأتها ,مالمحها ,علماؤها ( بغداديون غلبت عليهم النزعة البصرية ,بغداديون
غلبت عليهم النزعة الكوفية ,بغداديون جمعوا بين المذهبين ) بعض القواعد
الترجيحية ,آراؤهم االجتهادية ,اضمحالل المذهب البغدادي).
نشأة المدرسة البغدادية :
نشأْت المدرسة البغدادية بعد منتصف القرن الثالث الهجري .
وكنا قد عرفنا سابقا أن الطور الثالث من أطوار النحو العربي ( طور النضج
والكمال) قد على يد نحاة المدرستين بعد أن توطدت أقدامهم في بغداد ,وكانت
مناظراتهم تتم على مرأى من العلماء الذين تنوعت اختياراتهم بين تأييد المذهب
البصري ,أو المذهب الكوفي ,وبين مزج بين المذهبين ,ثم عرض العلماء
المذهبين على بساط البحث والنقد ؛ مما مهد لقيام المذهب البغدادي .
وقد اتبع نحاة بغداد في القرن الرابع الهجري نهجا جديدا في دراستهم النحوية
يقوم على االنتخاب بين آراء المدرستين البصرية والكوفية ,وكان من أهم ما هيأ
لهذا االتجاه الجديد :أن أوائل هؤالء النحاة تتلمذوا للمبرد وثعلب ,وبهذا نشأ جيل
من النحاة يحمل آراء مدرستيهما .
مالمح هذه المدرسة :
غلبة النزعة الكوفية عليها في بادئ االمر . -1
الخلط بين آراء المدرستين :مع نزعة مذهبيه بصرية تمثلت في الزجاجي -2
وخلقه أبو علي الفارسي ,وتلميذه ابن جني ,وكانا أشد منه تأثرا بآراء
المدرسة البصرية حتى أن هذا المذهب غلب على البغداديين من بعدهم
الميل إلى الترجيح بين اآلراء الفريقين واختيار الصائب . -3
وضع بعض اآلراء االجتهادية . -4
35
ب -بغداديون غلبت عليهم النزعة الكوفية :
( ابن األنباري )
* ابن االنباري :
أبو بكر محمد بن القاسم األنباري ,كان اعلم الناس ,وأفضلهم في نحو الكوفيين
أقام مع أبوه في بغداد وأخذ عنه ,وعن ثعلب وغيرهما ( .ت 327هـ ) أهم
مصنفاته ( غريب الحديث ) و ( األضداد) و ( الكافي ) و ( الواضح ) في النحو .
ج -بغداديون جمعوا بين المذهبين :
(ابن كيسان ,األخفش الصغير )
* ابن كيسان :
أبو الحسن محمد بن احمد بن إبراهيم بن كيسان النحوي من أوائل أئمة المدرسة
البغدادية ,أخذ عن المبرد وثعلب ( .ت 299هـ ) ومن أهم مصنفاته ( :المهذب
في النحو ) و ( المختار في علل النحو )
* األخفش الصغير :
أبوالحسن علي بن سليمان بن الفضل األخفش األصغر ثالث الثالثة المشهورين ,
أخذ عن المبرد وثعلب واليزيدي ( ت 315هـ ) أهم كتبه ( شرح كتاب سيبويه ) و
( التثنية والجمع )..
من القواعد الترجيحية للمدرسة البغدادية :
* جعل اسم المصدر يعمل على فعله ( على مذهب الكوفيين).
* جواز نداء المعّر ف بال في االختيار دون التوصل إليه بأي أو اسم اإلشارة .
* جعل المصدر المنون يعمل فعله ( على مذهب البصريين ).
من آراءهم االجتهادية :
جواز تعريف الحال مطلقا . -1
جواز عدم الفصل بين أن المخففة والفعل المتصرف . -2
جواز إتباع محل المعطوف عليه مع عدم أصالته . -3
36
اضمحالل المذهب البغدادي :
بعد استيالء بني بويه على بغداد تفرق شأن الخالفة العباسية ,وتمزق شمل
العلماء ومنهم النحاة فأخذوا في الترحل الى الشام ومصر واالندلس .
37
مؤلفاته :
بلغت 30مصنفا منها :
( -الحجة في القراءات السبع ) يحتج فيه لكل قراءة من اللغة والشعر وماجاء من
آراء البصريين والكوفيين ,مع نزعة بصرية قوية .
( -التذكرة في النحو ) وهو كبير في مجلدات ولخصه أبو الفتح عثمان بن جني .
( -االيضاح النحوي ) ألفه بأمر عضد الدولة بن بويه ,ولذالك يعرف باإليضاح
العضدي .وقد عني جمع من النحاة بشرحه ؛ فشرحه عبد القاهر الجرجاني
بشرحين مطول ومختصر ,وشرحه ابن الحاجب وابن األنباري و أبو البقاء
العكبري ,وعلي ابن عيسى الربعي وغيرهم .
( -مختصر عوامل اإلعراب ) وهي مائة عامل و( المسائل الحلبية )و ( المسائل
البغدادية ) و( المسائل العسكرية ) ........وله تعليقة على كتاب سيبويه .
ابن جني
هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي ,من أحذق أهل األدب ,و أعلمهم بالنحو
والتصريف ,وصنف في ذلك كتبا أبهر بها على المتقدمين ,وأعجز المتأخرين .
ولم يكن في شيء من علومه أكمل منه في التصريف ,ولم يتكلم أحد في التصريف
أدق كالما منه.
ولد بالموصل سنة 322هـ ,وفيها أخذ النحو على يد أحمد الموصلي ,واألخفش .
لزم أبا علي الفارسي أربعين سنه ,وقرأ عليه األدب والنحو والصرف .وارتحل
معه الى بغداد والشام ومن تالمذته الثمانيني و عبدالسالم البصري ,وأبو الحسن
السمسمي .توفي ببغداد سنة 392هـ .
وكان ابن جني بغداديا ينتخب من المدرستين البصرية والكوفية ما يراه أولى
باالتباع ,مع االجتهاد في وضع بعض القواعد النحوية أسوة بأستاذة أبا علي .
والبن جني من التصانيف ما يربو عن الخمسين مصنف في اللغة والنحو والصرف
يمثل ذلك كتابه الشهير (الخصائص) وله مؤلفات في األدب أكثرها في شرح أشعار
المتنبي ,و (المحتسب في إيضاح وجوه الشواذ من القراءات ) ,باإلضافة إلى ( سر
الصناعة ) و( شرح المقصور والممدود) و( مختصر التصنيف) و (تفسير أرجوزة
أبي نواس ) و( اللمع ) و ( المذكر والمؤنث ) و( المنصف في التصريف )
وغيرها.
38
النحو في مصر والشام :
متى نشأ النحو في مصر والشام ؟
وصل النحو متأخرا إلى بالد الشام ومصر ,وتأخرت مشاركة نحاة القطرين في هذا
العلم عن فترة نشؤه ونموه في العراق ,وسبب ذلك أن العراق كان دائم االتصال
ببالد الحجاز المقدسة فسمع أهل العراق من الصحابة التابعين أحكام الدين ثم امتد
نظرهم إلى أمر اللغة والمحافظة على سالمتها إضافة إلى ما في العراق من حضارة
علميه سهلت عليهم تنظيم هذا العلم واستكمال بناءه ؛ أما الشام ومصر فكانا في أشد
الحاجة إلى تعلم الدين وعلومه ؛ فغلب العرب التابعين فيهما داعي الدين فساهم
القطران أوال في العلوم الشرعية والقراءات والحديث والفقه ,ثم جاء االهتمام
الحقا بعلوم العربية والنحو .
ما األسباب التي أدت إلي تأسيس علم النحو في مصر و الشام :
-1ورود بعض علماء العراق إلى الشام ومصر ؛ فذهب إلى الشام منهم :
الزجاجي ,أبو علي الفارسي ,ابن جني ,وذهب منهم إلى مصر عدد أيضا مثل :
التبريزي .
-2رحالت عدد من علماء مصر والشام إلى العراق ؛ لتلقي العلم .
-3كان للدولة الحمدانية في الشام دورا بارزا في دعم العلماء ,واالهتمام بعلوم
العربية ,كون أصولهم عربية ,ثم جاء من بعدهم الفاطميون الذين كانت عنايتهم
أوفر مما قبلهم ؛ فاهتموا بالدواوين ثم جاء بعدهم األيوبين واستمرت عنايتهم بالنحو
وعلوم اللغة .
طبيعة النحو في مصر والشام :
- 1كان النحو في بالد مصر والشام مشابه للنحو البغدادي في قوامه في المزج بين
أراء البصريين والكوفيين .
-2كان لكتاب سيبويه أثر بارزا في نمو النحو البلدين إذا انكب النحاة عليه فهما
وشرحا وتدريسا .
-3اتسم النحو في مصر والشام باتساع حركة التأليف ,وتمثلت تلك الحركة في
شرح كتب القدماء والرد على بعض أرائهم .
39
النشاط النحوي في مصر :
كان طبيعيا أن تنشط دراسات النحو في مصر مبكرة مع العناية بضبط القران
الكريم وقراءاته ,ما دفع الى نشؤ طبقه من المؤدبين كانوا يعلمون الشباب في
الفسطاط ,واإلسكندرية مبادئ العربية حتى يحسنوا تالوة الذكر الحكيم ,ومن
أقدمهم عبد الرحمن بن هرمز تلميذ أبي األسود الدؤلي ,و أول نحوي حمل بمصر
راية النحو بمعناه الدقيق :وّالد بن محمد التميمي البصري األصل الناشئ
بالفسطاط ( ت 263هـ ) وقد رحل إلى العراق ,فلقي الخليل بن أحمد وأخذ عنه ,
والزمه وسمع منه الكثير.
وتلت هذه الطبقة طبقه ثانية لمع فيها اسم أحمد بن جعفر ( ت 289هـ ) الذي
رحل موطنه دينور إلى البصرة في طلب النحو ,فأخذ عن المازني وحمل عنه
كتاب سيبويه ,وكان يعاصره محمد بن والد بن محمد التميمي على دراسة العربية
وبدأ بأخذ كل ما عند الدينوري ,ومعاصريه من النحاة المصريين أمثال محمود بن
حسان .
ونزل في سنه 287هـ بمصر نحوي بصري من تالميذ المبرد هو علي بن سليمان
االخفش الصغير وظل بها حتى سنة 300هـ يعلم النحو واللغة ,وله تصانيف
مختلفة فيه ,من أهمها شرحه على كتاب سيبويه ,وكان يتعصب للمبرد و
البصريين في تصانيفه .
وما نكاد نمضي في القرن الرابع الهجري لعصر الدولة اإلخشيدية حتى ظهر طائفة
من النحاة النابهين ,في مقدمتهم :
كراع النمل ( ت 316هـ) رحل إلى بغداد وأخذ عن النحويين البصريين والكوفيين ,
وكان يمزج في مصنفاته بين أرائهما ,وكان إلى أراء البصريين أميل .صنف في
اللغة كتبا مختلفة ,من أهمها ( المنجد ) ,ويقال إنه لقب بكراع النمل لقصره .
وأنبه منه وأشهر أبو العباس أحمد بن محمد بن والد ( ت 332هـ ) ورث العناية
بالنحو واإلنكباب على درسه عن أبيه وجده ,وإليه صارت نسخة أبيه من كتاب
سيبويه التي أخذها عن المبرد ,وكان يعجب بذكائه وبصره بمسائل النحو وقدرته
على استنباط ,وعاد إلى موطنه ,وأخذ يفيد الطالب ويصنف في اللغة إلى أن توفي
وأخذ عن المنذر بن سعيد قاضي قضاة األندلس معجم العين المنسوب للخليل .
40
ومن مصنفاته المطبوعة كتاب (المقصور والممدود )على حروف المعجم وهو
كتاب نفيس في بابه ,وله كتاب (االنتصار لسيبويه من المبرد ) وله أراء نحوية
مختلفة.
41
* ابن بابشاذ
أبو الحسن طاهر بن احمد المصري (ت 469هـ ) أصله من الديلم ,وفد العراق
تاجرا ولكنه انصرف إلى طلب العلم ,فأخذ عن نحاة بغداد وعلمائها ,ثم اتجه إلى
مصر وتصدر للتدريس في جامع عمرو بن العاص ,وله تصانيف في النحو منها:
( المقدمة في النحو وشرحها ) و( شرح الجمل للزجاجي )و ( شرح األصول البن
السراج)
* ابن بري
أبو محمد عبد هللا بن بري المصري ( ت 582هـ ) ,هو اكبر نحاة مصر مصري
المولد والمنشأ مقدسي األصل ,كان قيما بالنحو و باللغة وشواهدها ,له مصنفات
كثيرة ,منها ( حواش على درة الغواص في أوهام الخواص للحريري ) و ( حواش
على معجم الصحاح )
الحوفي *
أبو الحسن علي بن إبراهيم ,سمع من علماء مصر ,و بعض علماء المغرب
صنف في إعراب القران ,وصنف أيضا في تفسير القران وعلومه ,وصنف
مصنفا استوفى فيه العلل واألصول في النحو سّماه ( الموضح )
نحاة متأخرون
كان للدراسات النحوية في مصر نشاط واسع ,أخذ يتكاثر بمرور الوقت ,وصنعوا
الشروح والحواشي على مصنفات ابن هشام وابن مالك ,منهم :
* ابن عقيل
أبو عبد الرحمن بهاء الدين عبد هللا بن عبد الرحمن ( ت 769هـ ) ,وكان يعنى
بالقراءات والتفسير واألصول والفقه ,شرح ألفية ابن مالك ,وله شرح على
التسهيل البن مالك أيضا .
* ابن الصائغ
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ( ت 776هـ ) الزم أبا حيان النحوي ,وله
مصنفات مختلفة :منها ( التذكرة ) في عدة مجلدات ,وشرح على ألفية ابن مالك
42
* خالد األزهري
زين الدين خالد بن عبد الرحمن ,أخذ العلم عن علماء مصر ( ,ت 905هـ ) له
عدة مصنفات نافعة :من مصنفاته النحوية ( المقدمة األزهرية ) في علم الغريب
وشرح عليها وشرح على كتاب ابن هشام (اإلعراب عن قواعد اإلعراب ) وشرح
األلفية ,وأهم شروحه (شروح التصريح على التوضيح) البن مالك .
* السيوطي
أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ,وهو من أغزر العلماء
المصرين في عصره تأليفا في جميع الميادين :في التفسير والحديث والفقه
والتاريخ والتراجم واللغة والنحو ( .ت911هـ ) ومن أنفس كتبه اللغوية :كتاب
(المزهر في علوم اللغة ) وله في النحو مصنفات مختلفة منها :كتاب ( االقتراح في
أصول النحو ) ,ومن مصنفاته في أصول لنحو وقواعده كتاب (األشباه والنظائر)
وكتاب ( جمع الجوامع ,وشرحه همع الهوامع ) في النحو ,و( بغية الوعاة في
طبقات اللغويين والنحاة )
نحاة الشام
* ابن يعيش
هو أبو البقاء موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش نشأ بحلب ,ثم ارتحل إلى بغداد
ولم يطل المكوث فيها ,ثم عاد إلى حلب ,ثم رحل إلى دمشق ,ثم قفل ابن يعيش
بعد هذا التطواف إلى بلده حلب ,وأستقر فيها لإلفادة ( .ت643هـ ) من مؤلفاته
شرح على المفصل للزمخشري في غاية الجودة .
* ابن معط
زين الدين أبو الحسين يحيى بن عبد المعطى الزواوي ولد بالمغرب ,رحل إلى
دمشق واستوطنها ,ثم أرغبه الملك الكامل األيوبي في القدوم إلى مصر من مؤلفاته
(األلفية) في النحو التي سبق بها ألفية ابن مالك توفي بالقاهرة عام 628هـ
* ابن الحاجب
أبو عمر عثمان جمال الدين بن عمر الكردي األصل المشهور بابن الحاجب ولد ابن
الحاجب بإسنا ثم تعهده أبوه بالقاهرة ثم انتقل الى دمشق أشتهر بالتصانيف
المختصرة المنقحة في جملة من العلوم فمنها في النحو (اإليضاح) و(األمالي) و
(الكافيه) وشرحها توفي باإلسكندرية سنه 646هـ
* السخاوي
أبو الحسن علم الدين علي بن محمد ولد في سخا في مصر ,ثم انتقل إلى دمشق
وسمع من الكندي وغيره ( ,ت 643هـ )ومن تصانيفه النحوية ( شرح أحاجي
الزمخشري ) وشرحان للمفصل وله ألغاز في النحو .
* ابن الناظم
بدر الدين محمد بن محمد بن مالك ,ولد بدمشق وأخذ عن أبيه ,ثم أقام في بعلبك
من مؤلفاته النحوية شرحه على ألفيه والده ومات بدمشق سنه 686هـ
44
المدرسة األندلسية
يعد ُب عد بالد األندلس عن العراق ( مهد علم النحو ) سببا في تأخر ظهور النحو
فيها ,ولما توطد حكم المسلمين في هذه البالد ؛ اهتم والة وحكام األندلس بالعلم ,
وقربوا العلماء ,فكانت هناك رحالت لعلماء األندلس إلى المشرق ,وتوافد كثير من
علماء المشرق إلى األندلس ,كأبي علي القالي ؛ فظهر في األندلس علماء ضارعوا
علماء المشرق ,وانتشرت دراسة النحو في سائر المدن .
نشأة النحو في األندلس :
نشأت طبقة كبيرة من المؤدبين الذين كانوا يعلمون الشباب في قرطبة وغيرها من
الحواضر األندلسية مبادئ العربية ,عن طريق مدارسة النصوص واألشعار يدفعهم
إلى ذلك حفاظهم على القران الكريم ,وسالمة لغته وتالوته ؛ وبذلك كان أكثرهم
من قراء الذكر الحكيم ,وكان كثير منهم يرحلون إلى المشرق ؛ فيتلقون هذه
القراءات ويعودون إلى مواطنهم ؛ فيرسمونها للناس بجميع شارتها ,كما يرسمون
لهم العربية بمقوماتها اللغوية ,كما قام عدد من علماء األندلس برحالت إلى بالد
المشرق لالقتباس من علمائه ,ثم رجعوا إلى بالدهم ,إضافة إلى نزوح بعض
علماء المشرق إلى بالد المغرب ,نتيجة وجود مغريات مادية وأدبية مثل أبي علي
القالي.
سمات المدرسة األندلسية :
- 1تأخرت األندلس في عنايتها بالنحو البصري ,ألن علماءها كانوا يتدارسون
النحو على المذهب الكوفي اقتداء بمعلمهم األول النحوي جودي بن عثمان (
198هـ)
-2كان لكتاب سيبويه عندهم مكانة عظيمة ,وكان حفظه عندهم عالمة النبوغ في
العربية ؛ فتكاثرت نسخه ,وألفوا حوله الشروح والتعليقات .
-3ثم ظهرت عندهم مالمح الميل إلى البغداديين خاصة أبي علي الفارسي وابن
جني ,بعد أن كانوا على المذهبين البصري والكوفي .
-4أصبح لألندلسيين شخصيتهم في النحو ودراساتهم ؛ فقد تعمقوا في مصنفاتهم
على مر العصور وتعمقوا في اتجاهاته .
45
نحاة األندلس :
* ابن الِس ْي د البطليوسي :
أبو محمد عبد هللا بن محمد بن السيد البطليوسي النحوي (ت 521هـ ) كان يقرئ
الطالب النحو في قرطبة ,ثم في بلنسية ,وعني بكتاب ( الجمل ) للزجاجي فكتب
كتابا في اصطالح الخلل الواقع فيه بسبب ايجازه الشديد ,وآخر في شرح أبياته ,
وقد صنف في النحو كتابا سماه ( المسائل و األجوبة )
ابن الباذش *
أبو الحسين علي بن احمد بن خلف األنصاري الغرناطي (ت 528هـ ) كان ذا
معرفة واسعة بعلم العربية ,وصنف شروحا على كتب مختلفة للبصريين
والبغداديين ,مثل :كتاب سيبويه وكتاب المقتضب للمبرد وأصول ابن السراج
وجمل الزجاجي ,واإليضاح للفارسي .
* السهيلي
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد هللا الضرير ,صاحب كتاب الروض االنف في
شرح السيرة النبويه (ت 581هـ ) وهو تلميذ ابن الطراوة ,وابن طاهر ,وكان
بارعا في العربية والتفسير وعلم الكالم ,ومن كتبه المتصلة بالدراسات النحوية
كتابه ( نتائج الفكر ) واشتهر بأنه صاحب استنباط دقيقة.
* ابن خروف
أبو الحسن علي بن يوسف بن علي الحضرمي (ت 609هـ ) كان إماما في العربية
أخذ النحو عن ابن طاهر ,واشتهر بمناظراته في العربية مع السهيلي و بشرحه
لكتاب سيبويه ,وكتاب (الجمل ) للزجاجي ,وله اختيارات كثيرة وخاصة من
مذهب البصريين.
الشلوبيني *
أبو علي عمر بن محمد (ت 645هـ ) تلميذ السهيلي ,والجزولي ,وإليه انتهت
رياسة النحاة في األندلس ,وبرع في تالميذه جلة من النحاة ,وله تعليق على كتاب
سيبويه ,وشرحان على ( الجزولية ) ,ومصنف في النحو سماه ( التوطئة )
46
من أعالم نحاة األندلس :
* ترجمة ابن مالك
أبو عبد هللا جمال الدين محمد بن عبد هللا بن مالك الطائي ,سمع من الشلوبين في
األندلس ومن السخاوي بدمشق ,ومن ابن يعيش في حلب ,وتصدر إلقراء العربية
في حلب ثم في دمشق ( ت 672هـ ).
علمه :
كان أمة في االطالع على كتب النحاة وآرائهم ,و في اللغة وأشعار العرب التي
يستشهد بها في النحو ,وكذلك في القراءات ورواية الحديث النبوي ؛ وجعله ذلك
يكثر من االستشهاد بالقرآن في مصنفاته ,فإن لم يكن فيه الشاهد عدل الى الحديث
فإن لم يجد فيه ما يريده من الشواهد ,عدل إلى أشعار العرب ,و يعد أول من
استكثر من رواية الحديث في النحو.
اختياراته :
البن مالك اختيارات كثيرة من مذاهب البصريين والكوفيين والبغداديين ,وسابقيه
من األندلسيين ,غير أراء اجتهادية ينفرد بها ,فما اختاره :
-1من مذاهب البصريين :
-ما ذهب إليه سيبويه من أن ( نون الرفع مع المضارع المجموع هي المحذوفة في
مثل ( :تأمروني )
-مذهب المبرد في أنه ( يجوز دخول الم االبتداء على معمول الخبر المقدم عليه إذا
كان ظرفا أو جارا أو مجرورا مثل ( :إن محمدا لبك واثق ) .
-أكثر من اختيار آراء األخفش .
-2في كثير من المسائل التي ينفرد به الكوفيين نراه يختار رأيهم .
-3اختار آراء البغداديين في كثير من المسائل .
-4كان أحيانا يأخذ برأي أسالفه من األندلسيين .
47
آراؤه :
البن مالك وراء هذه االختيارات من مذاهب النحاة السابقين آراء كثيرة منها:
-1أن عالمات اإلعراب جزء من ماهية الكلمات المعربة ,بينما كان يرى الجمهور
أنها زائدة عليها.
-2جواز تثنية اسم الجمع والجمع المكسر.
-3جواز حذف عائد الموصول قياسا على حذفه في الخبر .
مذهبة :
كان يذكر الشاذ وال يقيس عليه كما يصنع الكوفيون ,وأيضا ال يْع َم د إلى تأويله كما
يصنع البصريون كثيرا ,وكان رائده دائما السماع ؛ فهو ال يدلي بحكم دون سماع
يسنده ,وكان عقله دقيقا ,ولم يستغله في تمثل آراء السالفين من النحاة ,واستنباط
اآلراء الجديدة فحسب ؛ بل استغله أيضا في تحرير مباحث النحو ومصطلحاته
وتذليل مشاكله ومصاعبة.
مؤلفاته :
( الكافية الشافية ) استوعب فيها كل ما سمعه وَش َر َح ها ( ,األلفية ) وهي ملخص
الكافية ,طبقت شهرتها األفاق ,وترجمت إلى لغات ,وعليها شروح كثيرة من هذه
الشروح ( :شرح الناظم وشرح المرادي وشرح ابن عقيل) و ( تسهيل الفوائد
وتكميل المقاصد ).
ابن مضاء القرطبي
أبوالعباس أحمد بن عبد الرحمن اللخمي القرطبي ,نشأ بقرطبة في بيت حسب محبا
للعلم ,أخذ عن ابن الرماك في إشبيلية كتاب سيبويه تفهما وسمع عليه ,وعلى غيره
من الكتب النحوية واللغوية واألدبية ما ال يحصى ,امتد فهمه إلى سائر العلوم من
األصول والهندسة وغيرها ,كان وحيد عصره وتولى رياسة القضاء في عهد أمير
المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن من دولة الموحدين ( ت 592هـ )
كتبه :
كتاب (الُم ْش ِر ق في النحو) و كتاب (الرد على النحاة ) رد في هذا الكتاب على نحاة
المشرق وفند بعض قواعدهم ( :اعتبار العامل ,توجيه العلل ,اعتبار القياس ,
التعويل على التمارين الفرضية .كتاب ( تنزيه القران عما ال يليق بالبيان ) .
48
ثالثا -تعريف بأشهر كتب النحو :
( -الكتاب ) لسيبويه
أول كتاب منهجي متكامل ينسق ويدِّو ن قواعد اللغة العربية ,سمي بـ ( الكتاب )
ألن مؤلفه تركه دون عنوان ،على حين كان العلماء في دهره ومن قبل دهره
يضعون لكل كتاب اسمًا ،وقد يكون أعجل عن تسميته ؛ ألنه توفي شابًا .
أثنى علماء اللغة على هذا الكتاب ثناء عاطرًا ،فقال عنه الجاحظ " :لم يكتب الناس
في النحو كتابًا مثله " ,وقال عنه السيرافي " :وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله
عَلمًا عند النحويين ،فكان يقال بالبصرة :قرأ فالن الكتاب ،فيعلم أنه كتاب سيبويه "
وقال الجرمي " :أنا منذ ثالثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه "
وقال " :من أراد أن يعمل كتاًبا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي " .وكان
المبّر د يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه " :هل ركبت البحر "
طبع الكتاب بتحقيق عبدالسالم هارون ،في خمسة مجلدات .
والقارئ للكتاب يدرك مدى دقته ـ رحمه هللا ـ في كل كلمة يثبتها في كتابه ،فكل
كلمة لها أهميتها الخاصة ،وأثرها الواضح في فهم القاعدة ،بل إن ضبط كل كلمة
من الكلمات له دوره المهم في فهم كالمه ـ رحمه هللا ـ .
إلى جانب االستيعاب الشامل لقواعد العربية بأوضح عبارة وأخصر لفظ ،وأدق
تعليل ,مما يستلزم التركيز الجيد أثناء القراءة .
وقد جمعت فيه مباحث النحو والصرف ،وُج عل لكل مبحث مكان من الكتاب ,فمن
موضوعات النحو :الكلمة ،والنكرة والمعرفة ،واألفعال الالزمة والمتعدية ،وأسماء
األفعال ،إلى جانب الفاعل والمبتدأ والخبر ،والمنصوبات كالمصادر المنصوبة،
والحال والمفعول فيه وإّن وأخواتها ،والنداء واالستثناء ،والممنوع من الصرف
.وغيرها
و من موضوعات الصرف :النسب والتصغير ،ونونا التوكيد ،وجمع التكسير،
وأوزان المصدر ،وصيغ األفعال ،ومعاني الزوائد ،واسم اآللة ،واسم المكان،
.والتعجب ،واإلمالة والوقف ،ومخارج األصوات واإلعالل واإلدغام
وقد كثرت في الكتاب الشواهد من القرآن ،والقراءات القرآنية واألشعار ،وقليل من
الحديث ،وتناثرت فيه األمثال وأقوال العرب النثرية بجانب األمثلة المنشأة لتمثيل
.القواعد
49
-األلفية في النحو البن مالك :
أشهر مؤلفات ابن مالك على اإلطالق ,حتى كادت تطغى بشهرتها على سائر
مؤلفاته ،وقد كتب هللا لها القبول واالنتشار ،وهي منظومة شعرية من بحر الرجز،
تقع في نحو ألف بيت ،وتتناول قواعد النحو والصرف ومسائلهما من خالل النظم
بقصد تقريبهما ،وتذليل مباحثهما ،وتسهيل حفظ مسائلهما .
ولقد لقيت ألفية ابن مالك عناية كبيرة من العلماء ،فقام بعضهم بشرحها وإعراب
أبياتها ،أو وضع حواٍش وتعليقات عليها ،وقد زاد عدد شَّر اح األلفية على
األربعين ،منهم ابن هشام وابن عقيل واألشموني وغيرهم .
-مغني اللبيب البن هشام األنصاري
هــو مصنف في النحو يعد من أبرز إسهامات االمام ابن هشام األنصاري المصري
عالم النحو الكبيـر (ت 761هـ ) ،وهو مصنف فريد من نوعه ثري في مادته ال
نظير له ،وقد سلك فيه نهجا مميزا حيث ذكر األدوات والحروف مصنفة علي
حروف المعجم ,وجمع شاردها وفصل قواعدها ،ثم عّر ج علي االحكام العامة
للجمل واشباهها ،وما يتَب ع ذلك من تقسيمات و تفريعات وتبيين للقواعد الكلية
للنحو ,واألخطاء التي يقع فيها المعربون ،وهو إلي جانب هذا كلــه غزير في
شواهده القرآنية والشعــرية ،كما ضّم نه ابن هشام آراء الكثيرين من النحاة
واألعالم السابقين عليه في كل مسألة.
-همع الهوامع للسيوطي
ألف جالل الدين ( ت 911هـ ) السيوطي كتابا مختصرا في النحو سّماه (جمع
الجوامع ) ثم شرحه شرحا مستفيضا في كتاب سماه (همع الهوامع ) حيث توسع فيه
وشرح ألفاظه ووضح معانيه وزاد في إيضاح المسائل النحوية ,وأتى لها بالشواهد
العربية من القرآن الكريم واألشعار العربية وأقوال العرب .وبين فيه آراء النحويين
ومدارسهم النحوية في المسائل المختلفة ,حتى يمكن أن يعد أوسع كتاب جمع مسائل
النحو واألقوال المختلفة فيها ,طبع في سبعة مجلدات بتحقيق د عبد العال سالم
مكرم .
-خزانة األدب ولب لباب لسان العرب ،لعبد القادر البغدادي
موسوعة مشهورة في النحو ألفها عبد القادر البغدادي ( ت 1093هـ ) جمع فيها
شواهد ( الكافية ) البن الحاجب ،وقام بشرحها جامعا علوم األدب واللغة و
متعلقاتها ،وقد اتخذ البغدادي من ذكر الشاهد سبيًال إلى ضبط روايته وشرحه
50
والترجمة لصاحبه وذكر بعض أخباره المشهورة ,وكان ال يكتفي بذكر الشاهد بل
يضم البيت إلى ما سبقه وما تاله من أبيات يتوقف عليها معناه ،أو يذكر القصيدة
كلها التي ورد فيها الشاهد إذا كانت من القصائد النادرة ،مع شرح غريبها وسبب
قولها ومنشئها ،وبهذا حفظ في كتابه كثيرًا من آثار العربية.
وقد رّت ب الشواهد على أبواب النحو التي وردت بها في شرح الكافية ,وقام
بشرحها وجمع اآلراء المختلفة للنحاة المتقدمين ،والمتأخرين حول الشاهد الذي
يعرضه .
ويعتبر هذا الكتاب مرجعا من مراجع العربية ,وال غنى للنحوي عنه ،وهو
مطبوع بتحقيق األستاذ عبد السالم هارون .
51
خامسا -أصول النحو :
لفظ ( أصول النحو) مركب إضافي ,مكون من :
أصول :جمع أصل وهو :ما ُيبنى عليه غيره.
النحو و هو :علم بأصوٍل ُيعرف بها أحوال أواخر الكلم العربّية إعرابًا وبناًء وما
يتبع ذلك.
وهذا التركيب إّما أن يكون َع َلًما على ِع ْلٍم بعينه ،فال ُيْن َظ ُر إليه باعتبار التركيبَ ،أْو
ال ،الثاني له فيه ثالثة معاٍن تجرى بها استعماالته في كالم النحاة ،وهى:
-1أصول النحو بمعنى مبادئ علم النحو ،أو القواعد األساسية في كل باب ،التي
تبنى عليها المسائل والتفريعات .
-2أصول النحو بمعنى القواعد الكلية والضوابط العاَّمة التي يسير عليها الفكر
النحوي وتدخل كل طائفة منها في عدة أبواب.
-3أصول النحو بمعنى أدلة النحو من سماع وقياس ,وغيرهما دون أن يراد به علم
له نسق ُم َع َّين .
وأّم ا أصول النحو علًم ا على ِع ْلٍم مخصوص فأنسب تعريف له في التراث تعريف
السيوطي ( ت 911هـ) في كتابه (االقتراح ) " أصوُل الَّن حِو عْلٌم ُيْبَح ُث فيِه عن
أِد َّلِة الَّن حِو اإلجمالَّي ة ِمْن حيُث هي أدّلُته ،و كيفّي ِة االستدالِل بها ،وحاِل الُمْس َت ِد ِّل"
ويتضح من هذا التعريف أن موضوع هذا العلم هو:
-1أدلة النحو اإلجمالية من حيث هي أدلته.
-2كيفية االستدالل بها.
-3حال المستدل.
-1أدلة النحو :
ذكر السيوطي أَّن الغالب منها أربعة هي :السماع ،والقياس ،واالستصحاب،
واإلجماع ،جامًع ا بذلك بين قولي ابن جنى واألنباري ( ،ذكر ابن جنى :السماع
والقياس واإلجماع ،وذكر األنبارُّي :السماع والقياس واالستصحاب )
ووصفه األدلة بأنها إجمالية فيعنى به النظر في الدليل مجمال غير ُم َفَّصل ؛ فُيْن َظ ُر
ـ مثال ـ هل القرآن وقراءاته حجة في النحو ؟ وال ُيْن َظ ُر في آياته آيًة آيًة هل هي
حجة في هذه المسألة ,أو تلك ؟
و هذا َقْي ٌد يخرج علم النحو من الحِّد ؛ ألنه ُيْب َح ُث فيه عن األدلة التفصيلية ال
اإلجمالية.
52
-2كيفية االستدالل بها :
أي النظر في هذه الكيفية في حال اجتماع األدلة أو أجزاِئها عند تعارضها ونحوه ,
كتقديم السماع على القياس ،واللغة الحجازية على التميمية إال لمانع ،وأقوى
األقبحين على أشدهما قبًح ا ،إلى غير ذلك .
كما يحتمل النظر في كيفية االستدالل بكل دليل على حدة ,دون تصور التعارض
كالنظر في كيفية االستدالل بالمنقول ،هل يكون باالستقراء أو بالمسموع الفرد؟
وهل يستدل به إلثبات التركيب والصيغة أو لبيان عدم التأويل فيهما أخًذ ا بالظاهر؟
ونحو ذلك .
-3وحال الـُمْس َت ِد ِّل :يتناول حاَل النحوّي المستنبط للمسائل من األدلة المذكورة :
أي صفاته وشروطه ،وما يتبع ذلك .
-وفي القرن الّس ادس قام ابن األنباري (ت 577هـ ) بوضع أّو ل كتاب مفرٍد خاّص
بعلم أصول الّن حو حيث رسم حدوده ،وبّي ن مسائله ،أسماه ( ُلمع األدّلة في علم
أصول الّن حو ) كما أّلف كتابا آخر باسم ( اإلعراب في جدل اإلعراب ) تناول فيه
موضوعات أصولّية كثيرة.
-ثّم جاء الّس يوطّي (ت 911هـ ) فأّلف كتابه " االقتراح في أصول الّن حو وجدِله "
واهتم العلماء بهذا الكتاب فشرحه غير واحد منه :
-ابن عّالن (ت 1075هـ ) شرح كتاب الّسيوطّي في كتاب سّماه ( داعي الفالح
لُمخّبآت االقتراح ) ،وهو شرح ممزوج بالمتن.
53
-محّمد بن الطّيب الفاسي (ت 1170هـ ) شرح كتاب الّسيوطّي وسّماه ( فيض نشر
االنشراح من روض طّي االقتراح ) ،وهو حواٍش على االقتراح ،وهو كتاب نافع
جّد ا.
54
وكذا الكسائي والفراء وعلي األحمر وهشام الضرير من الكوفيين كما نقل أبو حيان
في شرح التسهيل ,عدم استشهاد متقدمي النحاة بالحديث الشريف ,وعزا ذلك
ألمرين :
-1أن الرواية بالمعني عند المحثين جائزة ,ودليله تعدد األلفاظ في حكاية حدث
واحد ,وأن منهم األعجمي والمولد وغير المتمكن .
-2أنه وقع اللحن في الحديث بل وألفت كتب في إصالحه .
الثاني :جواز ذلك وعليه ابن مالك والبلقيني والسيرافي والصفار وابن هشام
وابن عصفور وابن خروف وغيرهم .
رأي مجمع اللغة العربية :
أنه ال يحتج في العربية بحديث ال يوجد في الكتب المدونة في الصدر األول ,
كالكتب الستة فما قبلها ويحتج بما في هذه الكتب علي سبعة أضرب :
6
األول :األحاديث المتواترة
الثاني :األحاديث التي تستعمل ألفاظها في العبادات . 7
الثالث :كتب النبي
الرابع :جوامع الكلم من قوله
الخامس :األحاديث المبينة أنه كان يخاطب كل قوم بلغتهم .8
السادس :األحاديث المتعددة الطرق والمروية بلفظ واحد .
السابع :األحاديث التي عرف من حال رواتها أنهم ال يجيزون الرواية بالمعني
كالقاسم بن محمد وابن سيرين .
- 6المتواترة لفظًا ال معني وهي التي نقلت بلفظ واحد من طريق جماعة يستحيل في العادة تواطؤهم علي الكذب في كل طبقة .
- 7كأحاديث االستفتاح والتشهد ,ودعاء القنوت .
- 8كحديث أهل اليمن ":ليس من امبر امصيام في امسفر "أي ليس من البر الصيام في السفر مع إبدال الالم ميمًا في " أل " .
55
االحتجاج بكالم العرب :
ما يحتج به من كالم العرب:
يحتج من كالم العرب بما ثبت عن الفصحاء الموثوق بعربيتهم ,اعتمادا على ما
رواه الثقات عنهم باألسانيد المعتبرة شعرا ونثرا .
وقد وضع العلماء قواعد وأصوال ُيضَب ط ويوَز ن بها االحتجاج بكالم العرب ،وهي
على ما يلي :
-1ال يحتّج بشعر الموّلدين :
حيث قّسم العلماُء الّشعراَء إلى طبقات :
-الجاهلّيون :كامرئ القيس ،والّن ابغة ،وزهير ،وغيرهم.
-المخضرمون :وهم من عاشوا في العصر الجاهلّي واإلسالمّي ،كلبيد ،وحّسان،
والخنساء رضي هللا عنهم.
-المتقّد مون :ويقال لهم اإلسالمّيون -وإن لم يكونوا مسلمين وهم الذين نشأوا في
اإلسالم ،كجرير ،والفرزدق ،واألخطل.
-الموّلدون :وهم َم ْن بعدهم كبّش ار بن برد.
-المحَد ثون :وهم من بعدهم كأبي تّمام ،والبحترّي ،والمتنّبي.
-المتأّخ رون :وهم من بعد أولئك.
فجرى العلماء على جعل منتصف المائة الّث انية من الهجرة حّد ا لّلذين يصح
االستشهاد بشعرهم من الحضرّيين ؛ فكان إبراهيم بن َه رمة (ت 150هـ) آخر من
يصّح االستشهاد بشعره -وهو قرشّي -وبّش ار بن برد (ت 167هـ) كان أّو ل
الّش عراء الُموّلدين اّلذين ال ُيحتّج بشعرهم على متن الّلغة وقواعدها.
( تنبيه مهّم ) :أّن أهل البادية استمر العلماء يدّو نون لغاتهم حّت ى فسدت سالئقهم
في القرن الّر ابع الهجرّي .
-2ال ُيحتّج بكالم العرب المخالطين للعجم ولو كانوا في العصر الجاهلّي :
ليس كّل من كان في العصر الجاهلّي واإلسالمّي ُيحتّج بكالمه ،فقد جعل العلماء
حّد ا مكانّيا إضافة إلى الحّد الّز مانّي ،فقالوا :ال يحتّج إّال بكالم الُفصحاء الموثوق
56
بعربّيتهم اّلذين لم تفُسد سليقتهم ،وضبطوا ذلك بأّال يؤخذ إّال بكالم القبائل اّلتي
سكنت قلب جزيرة العرب ،ورّد وا كالم القبائل اّلتي على الّسواحل أو بجوار
األعاجم ,فقالوا :
-يؤخذ عن قريش وهم أجود العرب ،وتميم ،وقيس ،وأسد ،فعليهم اعتمد العرب في
فهم الغريب واإلعراب والّت صريف.
-ثّم هذيل ،وبعض كنانة ،وبعض الّط ائّيين ،ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم.
وبالجملة فإّن ه لم ُيؤخذ عن حضرّي ،وال عن سّك ان البراري المجاورين لألمم
األخرى:
-فلم يؤخذ من لخم ،وجذام ،فإّن هم كانوا مجاورين ألهل مصر والقبط ,ولم يؤخذ
عن قضاعة ،وال من غّسان ،وال من إياد ،فإّن هم كانوا مجاورين ألهل الّش ام ،
وأكثرهم نصارى يقرؤون في صالتهم بغير العربّية ,وال من تغلب ،ونمر ،فإّن هم
كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ,وال من بكر ،ألّن هم كانوا مجاورين للّن بط والفرس
وال من عبد القيس ،ألّن هم كانوا من سّك ان البحرين مخالطين للهند والفرس ،وكذلك
أزد عمان ,وال من أهل اليمن أصال ،لمخالطتهم للهند والحبشة ,وال من بني حنيفة
وسّك ان اليمامة ،وال من ثقيف وسّك ان الّط ائف ،لمخالطتهم تّج ار األمم األخرى.
ومع ذلك كّله قّر ر العلماء وجوب التثّب ت في نقل أشعارهم وكالمهم ،فال يقبل إّال ما
رواه الّث قات عنهم باألسانيد الّص حيحة ؛ ومرّد األمر كّله إلى الوثوق بسالمة
الّلسان وعدم تطّر ق الفساد إليه ،وهذا هو الّض ابط الّز مانّي والمكانّي .
-3ال ُيحتّج بكالم ال سند له :
فال بّد من معرفة رواة البيت اّلذي ُيستشهد به إلثبات قاعدة نحوّية أو صرفّية ،فإّن
هناك كثيرا من األبيات ثبت وضُعها ،وأخرى ثبت تحريفها .
-4ال ُيحتّج بكالم مجهول القائل :
قال عبد القادر البغدادّي في ( خزانة األدب ) " :وُعِلم مّما ذكرنا -من تبيين
الّط بقات اّلتي يصّح االحتجاج بكالمها -أّن ه ال يجوز االحتجاج بشعر أو نثر ال
يعرف قائله ،صّر ح بذلك ابن األنباري في كتاب ( اإلنصاف في مسائل الخالف )
وعّلة ذلك مخافة أن يكون ذلك الكالم مصنوعًا ،أو لموّلد ،أو لمن ال يوثق بكالمه ".
57
ثانيا – القياس :
الّت عريف بالقياس " :هو حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه لعلة ".
والقياس هو معظم أدّلة الّن حو والقواعد الكّلية ،والّت عويل عليه في أغلب المسائل
الّن حوّية ،قال ابن األنبارّي رحمه هللا في ( لمع األدّلة ) :
" اعلم أّن إنكار القياس في الّن حو ال يتحّقق ،ألّن الّن حو كّله قياس ،ولهذا قيل في
حّد ه :الّن حو علم بالمقاييس المستنبطة من استقراء كالم العرب ،فمن أنكر القياس فقد
9
أنكر الّن حو "
ومن أمثلة ذلك :
( -كان وأخواتها)ُ ،جِمعت في باب واحد ألجل اّت فاقها في العمل ،وكثير من األحكام
ثبتت لكان أو لبعض أخواتها ،ال لجميعها ،ومع ذلك ُتَع َط ى تلك األحكام للجميع ،ما
لم يأت الّسماع بخالف ذلك.
-المصادر غير الّث الثّية :نظر العلماء إليها فجعلوا لها أوزانا ال تخرج عنها ،إّال إذا
جاء الّسماع فُيعمل به.
فالّن حو والّص رف ليسا مثل الّلغة ،فالّلغة مبناها على الّس ماع والّن قل ،ال دخل
للقياس والعقل فيها .
أركان القياس :
أركان القياس أربعة :
-1أصل ,وهو المقيس عليه .
-2فرع ,وهو المقيس .
-3حكم .
-4علة جامعة .
مثال ذلك رفع النائب عن الفاعل :رفع قياسا على الفاعل ألنه مثله :اسم أسند إليه
الفعل مقدما عليه .
- 9ص 100-95
58
فاألصل الفاعل ,والفرع النائب عن الفاعل ,والحكم الرفع ,والعلة ألنه مثله :اسم
أسند إليه الفعل مقدما عليه .
شروط القياس :
للقياس شروط ال بّد من توّفرها ,وأهّم هذه الشروط :
الشرط األول :انعدام النّص أو اإلجماع ,فمثال :ال يجوز إدخال (ال) على (كّل) و
(بعض) و(غير) بنّية المضاف إليه ،ألّن العرب لم تفعله مع كثرة الّد اعي إليه.
الشرط الثاني :أّال يكون المقيس عليه شاّذ ا ,لذلك ُأِثر عن أهل العلم قولهم :ما
خالف القياس ( أي :القواعد العاّمة ) ،فعليه ال ُيقاس.
فليس كّل ما ُسِمع عن العرب ُيقاس عليه ،لذلك كان ال بّد من عقد فصل مهّم في
بيان ذلك :
( فصل ) في أقسام المسموع.
ينقسم المسموع عن العرب إلى أقسام:
-1مّط رد في القياس واالستعمال معًا ،وهذا هو الغاية في الفصاحة ،وهو الغالب
ثبوته عن العرب .وهو الكالم اّلذي ال يخرج عن القواعد العامة المبنية على األعم
واألشمل ,واّلذي كثر استعماله في العربية ,نحو :خرج زيد ،وقام عمرو.
-2مّط رد في القياس ،شاّذ في االستعمال ,وهو الكالم اّلذي ال يخرج عن القواعد
العاّمة المبنية على األعّم واألشمل ,ولكن ندر استعماله ,نحو ( :وذر ) و( َو َد َع )
ماضي ( يذر ويدع ).
-3مّط رد في االستعمال شاّذ في القياس ,وهو الكالم اّلذي خرج عن القواعد
العاّمة المبنية على األعّم واألشمل .وكثر استعماله ,من ذلك ( :استحوذ )،
( واستنوق الجمل ) فالقاعدة العاّمة تقضي بأْن ُتبدل الواو ألفا؛ ألّن ها ساكنة مفتوح ما
قبلها ،ونظيرها :استقام واستنار وغير ذلك.
وهذا الّنوع ُيحفظ ،وال يقاس عليهُ :يحفظ ويستعمل ألّن ه الّث ابت ،وال يقاس عليه
لمخالفته القواعد العاّمة.
-4شاّذ في القياس واالستعمال معًا ,وهو الكالم الخارج عن القواعد العاّمة المبنية
على األعّم واألشمل ,ولم تستعمله العرب .وهذا الّن وع مجمع على رفضه ,ومن
األمثلة ذلك قولهم :ثوب َم ْص ُو ون ،وفرس مْق ُو ود،
59
الّش رط الّث الث :االّت حاد في العّلة ,
ومبحث العلل من أبدع وأحسن مباحث الّن حو العربّي ،وعلل الّن حاة قد أشار إليها
سيبويه في ( الكتاب ) 10بقوله " :وليس شيء مّما ُيضطّر ون إليه إّال وهم ُيحاولون
به وجها ".
وُتْع َر ُف العّلة بأمور:
-1اإلجماع :وهو أن يجمع أهل العربية على أّن عّلة هذا الحكم كذا ،مثال ذلك :
إجماعهم على أّن عّلة تقدير الحركات على المقصور هو التعّذ ر ،وفي المنقوص هو
االستثقال ،وعلى أّن عّلة إعراب األسماء احتياجها إلى ظهور المعنى .
-2النص :وهو أن ينَّص العربي على العلة ,قال أبو عمرو :سمعت رجال من
اليمن يقول :فالن لغوٌب – أي :عيّي شديد العّي – جاءته كتابي فاحتقرها ،فقلت له:
أتقول جاءته كتابي ؟ فقال :نعم ،أليس بصحيفة ؟
يقصد أّن المذّك ر قد يؤّن ث إذا أّو ل بمؤّن ث ،كما أّن المؤّن ث قد يذّك ر إذا أّو ل بمذّك ر،
كقوله تعالىَ{:فَم ْن َج اَء ُه َم ْو ِع َظ ٌة } أي :الوعظ.
-3اإليماء :وهو اإلشارة إلى العّلة بخفاء ،وهو أكثر العلل.
-4المناسبة :و هو أن يحمل الفرع على األصل بالعلة التي عّلق عليها الحكم في
األصل ,كجعل أحكام الفاعل للّن ائب عن الفاعل.
خالصة ذلك :أّن ه إذا انعدم الّد ليل على حكم كلمة معّينة ،ولم يكن األصل المقيس
عليه شاّذ ا ،واّت حد األصل مع الفرع في العّلة ،صّح القياس.
أقسام القياس :
القياس في العربية أربعة أقسام :
-1حمل فرع على أصل ,من ذلك إعالل الجمع وتصحيحه حمال على المفرد ,نحو
:قيمة وقيم ,وديمة وِدَي م ( أصل الياء الواو في كل )
-2حمل أصل على فرع ,من ذلك إعالل المصدر إلعالل فعله ( قمت ,قياما ,أقام
إقامة )
-3حمل نظير على نظير ,من ذلك توكيد المضارع بالنون بعد ( ال ) النافية حمال
لها في اللفظ على ( ال ) الناهية .
32 /1 - 10
60
-4حمل ضد على ضد ,من ذلك النصب بـ ( لم ) حمال على الجزم بـ ( لن ) ألن
األولى لنفي الماضي ,والثانية لنفي المستقبل .
61