‫جامعة األزهر الشريف بالقاهرة‬

‫مدرسة التقليبات الصوتية! و الهجائية دراسة مقارنة بين خليل بن أحمد الفراهيدي و ابن‬
‫دريد‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‬
‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪/‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ أحمد أبو بكر‬
‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪/‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ سعيد منصور‬

‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬
‫أحمد ماوردي‬
‫إندونيسيا‬

‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ – ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ الثانية‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ‬

‫م ‪2021-2022‬‬
 ‫مقدمة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪.‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين و به نستعين على أمور الدنيا و الدين‪,‬و الصالة و السالم على‬
‫أشرف األنبياء و المرسلين سيدنا و حبيبنا و شفيعنا نبي محمد صلى هللا عليه و سلم و على‬
‫‪.‬أهله وصحبه أجمعين (أما بعد)‬
‫اللغة هو كالم الذي يكالم الناس مع غيره في اليوم وتكون معاملة به‪.‬اللغة في العالم متنوعة كاللغة‬
‫العربية واإلنجليزية واإلندونيسية وغيرها‪.‬واللغة العربية لغة رائعة و مفراداتها متنوعة و متعددة‪ ,‬ودين‬
‫اإلسالم من العرب والعرب يتكلم با للغة العربية‪ ,‬والقران معجزة لنبي محمد صلى هللا عليه وسلم داخله‬
‫من اللغة العربية‪.‬ولذلك قد جعل هللا عز وجل اللغة العربية أحسن اللغات‪.‬اللغة العربية عندها مميزات و‬
‫‪.‬فضائل! وفنون‪ .‬ليس القران فقط‪,‬بل توجد علم اللغة و فن المقال‪,‬واألدب‪,‬والشعر! وغيرها‬

‫فقد قال الثعالبي(‪ " : )1‬من أحب هللا أحب رسوله المصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬ومن أحب النبي‬
‫العربي أحب العرب ‪ ,‬ومن أحب العرب أحب اللغة العربية هالتي بها نزل أفضل الكتب على أفضل‬
‫‪.‬العجم و العرب‪ ,‬ومن أحب العربية ُعن َِي بها وثابر! عليها وصرف! همتها إليها‬

‫فإن علم اللغة ‪ ,‬ويسمى! (متن اللغة )(‪ ,)2‬هو علم يبحث عن مدلوالت جواهر المفردات وهيئاتها الجزئية‬
‫التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلوالت بالوضع الشخصي‪ !,‬وعما حصل من تركيب كل جواهر‬
‫وهيئاتها الجزئية على وجه جزئي وعن معانيها الموضوع! لها بالوضع الشخصي‪ !.‬وباختصار! فإن اللغة‬
‫‪.‬هو معرفة معاني األلفاظ المفردة‬

‫وموضوع علم اللغة هو جواهر المفردات وهيئاتها! من حيث الوضع والداللة على المعاني الجزئية‪.‬‬
‫وغاية العلم اللغة هي االحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية والوقوف! على ما يفهم من كلمات‬
‫العرب‪ .‬ومنفعة علم اللغة هي اإلحاطة بهذه المعلومات وطالقة العبارة وجزالتها! والتمكن من التفنن في‬
‫‪.‬الكالم وإيضاح المعاني بالبينات الفصيحة واألقوال البيلغة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫فقه اللغة ‪ :‬الثعالبي ‪ :‬ص ‪9‬‬
‫لحاجي خليفة ‪ ) 2/1556,1557‬كشف الظنون( ‪2.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫ولذا رأينا علماء العربية واإلسالم يشمرون عن ساعد الجد‪ ,‬ويقدحون زناد الفكر للوصول! إلى طريقة‬
‫يحرسون بها العربية من أن يقتحم حرمها دخيل ال ترضى عنه العربية‪ ,‬ويصونون بها هذه الثروة من‬
‫الضياع بموت العلماء ومن يحتج بلغتهم‪ .‬من أجل ذلك قام رواد! التأليف المعجمي باالرتحال! إلى البادية‬
‫يشافهون األعراب وأبناء القبائل في مضارب خيامهم ويسمعون منهم يسجلون ذلك كله رغبة منهم في‬
‫حفظ هذه اللغة ومعرفة أسرارها‪ !,‬كما أن هذه اللغة تشرفت بنزول القرآن بها‪ ,‬وكل العلوم العربية كانت‬
‫خدمة لمعرفة سر أعجازها‪ ,‬ومعرفة دقائقه‪ ,‬فكان التأليف المعجمي لتدوين اللغة وحفظها لتوضيح األثر‬
‫‪.‬الجلي في خدمة السياق! القرآني‬

‫إن شا ء هللا سأقدم لكم عن البحث وهو مدرسة التقليبات الصوتية والهجائية دراس!!ة مقارن!!ة بين‬
‫الخليل بن أحمد الفراهيدي و ابن دريد ‪ .‬وأقوم بكتابة بحثه على خطة و منهج كا لتالي ‪:‬‬

‫خطة كتابة البحث‬

‫قسمت البحث ثالثة الفصول و قبلهم مقدمة و بعدهم خاتمة‪,‬في كل فصل له مبحث‪ ,‬ولكل مبحث له فروع!‬

‫الفصل األول يتناول عن المقارنة في التاريخ وسيرة المعجم ومؤلفه ووضعت فيه مبحثان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث األول من!!ه موضوعه ‪ :‬عن خلي ل بن أحم د الفراهي دي وتحت!!وي! في!!ه من مول!!وده‬ ‫أ‪.‬‬
‫واسمه ودراسته ومعجمه‪.‬‬
‫المبحث الثاني منه موضوعه ‪ :‬ابن دريد وتحتوي فيه من مولوده واسمه ودراسته ومعجمه‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫الفصل الثاني يتناول عن المقارنة بنسبة المنهج المعجمي ووضعته فيه مبحثان‬ ‫‪‬‬
‫فالمبحث االول منه موضوعه ‪ :‬معجم العين لخليل وتحتوي فيه طريق! البحث في معجمه و‬ ‫أ‪.‬‬
‫نموذجه‪.‬‬
‫فالمبحث الثاني منه موضوعه ‪ :‬معجم حمهرة اللغة البن دريد وتحتوي فيه طريق! البحث‬ ‫ب‪.‬‬
‫في معجمه ونموذجه‪.‬‬

‫الفصل الثالث يتناول عن المقارنة بنسبة الخصائص في المعجم وضعته مبحثان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
 ‫فالمبحث األول منه موضوعه ‪ :‬معجم العين وتحتوي! فيه مميزاته ومآخذه‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫فالمبحث الثاني منه موضوعه ‪ :‬معجم جمهرة اللغة وتحتوي فيه مميزاته و مآخذه‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫منهج كتابة البحث‬

‫االتباع عن حياته ونشأته من الروايات اإلختالف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفحص عن نماذج في معجمه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سبب اختيار الموضوع!‬

‫المحبة في دراسة المعجم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سهولة الوصول! إلى فهم المعاني الكلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة المعرفة في معاني الكلمات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الصعوبة في كتابة البحث‬

‫الصعوبة في بحث المراجع والمصادر وقلة المفردات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أهميته‬

‫المعرفة عن حياة مؤلفي المعجم من حياتهما ودراستهما!‬ ‫‪‬‬

‫التوسع في الثقافة عن المعاني الكلمات العربية المختلفة‬ ‫‪‬‬
‫اإلستفادة من معجمهه وكتابه‬ ‫‪‬‬
‫المعرفة عن المفردات لم نعلم منها‬ ‫‪‬‬

‫وأخيرا‪ !,‬نسأل هللا عز وجل أن ينفعنا ويزيدنا علما نافعا من هذا البحث‪.‬ولعل هذا البحث نافع يستفيد‬
‫بها الناس جميعا يا رب العالمين إنه على ذلك قدير وباإلجابة جديرا وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى‬
‫اله وصحبه وسلم‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫المقارنة في التاريخ وسيرة المعجم ومؤلفه‬
‫خليل بن أحمد الفراهيدي ‪1.‬‬
‫أ‪ .‬اسمه و مولوده‬
‫هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم‪ ,‬ويقال ‪ :‬الفرهودي‪ !,‬والفراهيدي ‪ :‬نسبة إلى‬
‫فراهيد‪ ,‬وهي بطن من األزد ‪ ,‬والفرهودى! مفرد (فراهيد) ‪ ,‬ولد سنة ‪ 100‬ه فيما يعرف اآلن باسم عمان‬
‫على شاطئ الخليج العربي‪ ,‬ثم انتقل إلى البصرة غالما‪ ,‬فشب بها وتلقى العلم والدرس وكذلك يشتهر‬

‫‪.‬بلقب البصري‬

‫و كان الخليل من اللغويين القالئل اللذين انحدروا! من أصل عربي صِ رْ ف‪ ,‬فلم يكن من الموالى‪ ,‬كما‬
‫‪.‬كان غيره من أمثال ‪ :‬سيبويه (تلميذه‪ ,‬ت ‪ 180 ,‬ه )‪ ,‬وأبي عمرو بن عالء ( أستاذه ‪ ,‬ت ‪ 154 ,‬ه )‬
‫وكان الخليل يعيش في شظف! من العيش‪ ,‬ومع ذلك كان راضيا قائعا؛ ألنه كان زاهدا في متاع الدنيا‪،‬‬
‫‪.‬كما كان يحج عاما ويغزو عاما في سبيل هللا‬

‫ب‪ .‬دراسته و سيرته‬

‫كان الخليل إماما في النحو والصرف! والعروض ‪ ،‬والعلوم االنسانية بصفة عامة ‪ ،‬وقد تخرج في‬
‫مدرسته كثير من النوابغ ‪ ،‬أشهرهم ‪ :‬سيبويه صاحب في النحو ‪ ،‬والذي نقل فيه الكثير عن الخليل ‪،‬‬
‫واعتمد عليه اعتمادا كبيرا ‪ ،‬حتى أته لم تكن هناك صفحة من صفحات هذا الكتاب دون أن يشير إلى‬
‫رأي من آراء الخليل ‪ ،‬ولم تقتصر براعته على علوم اللغة ‪ ،‬ولكن تعتدها إلى علم الموسيقى والنغم ‪،‬‬
‫الذي ألهمه علم العروض وافيا كامال من غير مثال سابق! ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى براعته في علم الحساب‬
‫‪.‬ويبق! به زمانه‬

‫وتلقى الخليل علومه بالبصرة ‪ ،‬وروي عن أيوب و عاصم األحول وغيرهما ‪ ،‬وتتلمذ عمرو بن‬
‫العالء ‪ ،‬وسمع من أبي البيداء الرياحي ‪ ،‬وأبي خيرة نهشل ابن زيد العدوي وعيسى بن عمر ‪ ،‬مولى‬
‫‪...‬خالد بن الوليد المخزومي‬

‫وكان الخليل من الزهاد الدنيا ‪ ،‬والمنقطعين للعلم ‪ ،‬وكان يحج سنة و يغزو! سنة‪ .‬وقد! ترك لنا من‬
‫تصانيفه ما يدل على عبقريته ونبوغه ‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬كتاب العين ‪ ،‬وكتاب اإليقاع والنغم ‪ ،‬وكتاب‬
‫‪.‬الجمل ‪ ،‬وكتاب العروض ‪ ،‬وكتاب الشواهد ‪ ،‬وكتاب التقط والشكل ‪ ,‬وكتاب معاني الحروف‬

‫‪5‬‬
 ‫ت‪ .‬التاريخ في معجمه‬
‫كانت مفردات اللغة في عصر الخليل و قبله حفاظا عليها من الضياع ‪ ،‬وتوسال بها معرفة ما يخفى‬
‫على الناس من كتاب هللا و سنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ .‬الهدف األساسي للخليل من تأليف كتابه‬
‫‪.‬العين هو حصر ألفلظ اللغة ‪ ،‬واستيعاب كالم العرب و حصرالثروة اللفظ حصرا شامال‬

‫رتب الخليل ترتيب حروف المعجم ترتيبا علميا دقيقا يقوم على منهج علمي رسمه لنفسه‪ ،‬فنظر! إلى‬
‫الكلمات مجردة بحسب أصولها ‪ ،‬فجردها من الزياد ة ‪ ،‬ثم رتب الكلمات بحسب أوائلها ‪ ،‬وكان ترتيبا‬
‫‪.‬جديدا ابتكره الخليل ‪ ،‬ولم يكن معموال به قبله ‪ ،‬ولم يعرفه أحد قبله ‪ ،‬وهو ترتيب الصوتي‬

‫سمى الخليل معجمه بالعين ألنه بدأ من كتابته بالعين ‪ ،‬حيث يقال (‪" : )1‬بدأنا في مؤلفينا هذا‬
‫بالعين‪ ، "...‬ولما كان (العين) أول كتاب يقابل القارئ ‪ ،‬فقد بدأ بالعين ولم يبدأ بغيرها‪ .‬مما ال شك فيه‬
‫أن الخليل فقد فطن إلى أن الهمزة أعمق مخرجا من العين ‪ ،‬ولكنه الحظ عليها التغير‪ ،‬فمرة تتحول إلى‬
‫مدة ومرة تحذف ‪ ،‬وكذلك فقد عدها ضمن حروف! العلة ولم يبدأ بها كتابة ‪ ،‬كما فكن أيضا إلى أن الهاء‬
‫تلي الهمزة في الحلق ‪ ،‬وتسبق! العين‪ ،‬ولكنه وجدها! مهموسة خفية ‪ ،‬فلم يشأ أن يبدأ بها ‪ ،‬ثم اتجه إلى ما‬
‫هو أعلى منها في الحلق فوجدها ‪ :‬العين‪ ،‬وعرف من صفاتها أنها أصلح حروف! الحلق للبدء بها ؛ ألنها‬
‫‪.‬مجهورة‬

‫‪2‬‬

‫‪ 12‬العين ‪1/67‬‬

‫‪6‬‬
 ‫‪3‬‬

‫ابن دريد! ‪1.‬‬

‫أ‪ .‬اسمه و مولوده‬
‫هو ‪ :‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (‪ )1‬بن عتاهية ين حنتم ‪ ،‬وينتهى! نسبه إلى كهالن بن سبأ بن‬
‫‪.‬يشجب بن يعرب بن قحطان ‪ ،‬فهو من ساللة عربية أصلية ‪ ،‬شأنه في ذلك شأن الخليل بن أحمد‬

‫فهو من قبيلة األرد ‪ ،‬وهؤالء كان مسكنهم في مأرب ( مدينة باليمن ) وبعد تصدع سد المأرب الذي‬
‫أرغم األزد على الهجرة من سبأ إلى أماكن متفرقة في البالد ‪ ،‬فكان منهم من ارتحل إلى عمان‪ .‬وهم‬
‫الذي ينتمي إليهم ابن دريد‪.‬ولد ابن دريد بالبصرة في سكة صالح ‪ 223‬ه في خالفة المعتصم ‪ ،‬ونشأ‬
‫‪.‬بإمارة عمان على شاطئ البحر الخليج العربي‬

‫ب‪ .‬دراسته و سيرته‬

‫وكان رحمه هللا ذا حافظة نادرة‪ ،‬تحفظ كل ما يؤتى لها ‪ ،‬كما كان متكمنا من العلم موهوبا ‪ ،‬يقول أبو‬
‫الطيب اللغوي عنه ‪ :‬هو الذي انتهت إليه لغة البصريين ‪ ،‬وكان أحفظ الناس ‪ ،‬وأوسعهم علما ‪ ،‬وأقدرهم‬
‫على شعر ‪ ،‬وما ازدحم العلم والشعر! في صدر! واحد ‪ ,‬ازدحامهما! في صدر! خلف األحمر ‪ ،‬وابن دريد(‬
‫‪)2.‬‬

‫وكان أبوه من الرؤساء وذوي! اليسار! ‪ ،‬وكان عمه الحسن بن دريد من العلماء ‪ ،‬فكان للبيئة التي نشأ‬
‫بها أكثر كبير في ثقافته‪ ،‬ولم يكتف ابن دريد بما تلقاه من علم في رحاب األسرة ‪ ،‬بل تتلمذ على جلة‬
‫علماء البصرة في عصره ‪ ،‬فقد تتلمذ على أبي عثمان اآلشنائداني ‪ ،‬والسجستاني ‪ ،‬والرياشي وعبد‬
‫‪.‬الرحمن بن عبد هللا ( ابن أخي األصمعي )‬

‫وكان ابن دريد على عادة قومه في التنقل واالرتحال! من بلد إلى بلد ‪ ،‬فقد تلقى علومه على أرض‬
‫البصرة ‪ ،‬ثم انتقل إلى عمان وأقام بها اثنتي عشرة سنة ‪ ،‬ثم رجع إلى البصرة وسكنها! زمانا ‪ ،‬ثم خرج‬
‫إلى نواحي فارس بدعوة من عبد هللا محمد بن مكيال ‪ ،‬ثم انتقل إلى بغداد وأقام بها إلى أن وافته مدينته‬

‫‪3‬‬
‫دريد ‪ :‬تصغير أدرد ‪ ،‬واألدرد ‪ :‬الذي تحاتت أسنانه ‪ ،‬واألنثى ‪ :‬الدرداء‪ .‬االشتقاق ‪ :‬البن دريد ‪ :‬ص ‪(1) 292‬‬
‫مراتب النحويين ‪ ، 84‬معجم األدباء ‪(2) 18‬‬
‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
 ‫في بغداد‪ .‬وقد تتلمذ عليه جمع كبير ممن أصحبوا من العلماء المشاهير ومن أشهرتهم ‪ :‬السيرافي ‪،‬‬
‫‪.‬والقالي ‪ ،‬واألصبحاني ‪ ،‬والرماني ‪ ،‬وابن خالويه ‪ ،‬والزجاجي ‪ ،‬والمرزوباني ‪ ،‬واآلمدي! ‪ ،‬وغيرهم‬

‫ت‪ .‬التاريخ في معجمه‬

‫أطلق ابن دريد على معجمه اسم " جمهرة اللغة " وقد صرح باسمه في مقمدمته ‪ ،‬كما فعل كثير من‬
‫المؤلفين كانةا يصرحون في مقدمة كتبهم بأسماء كتبهم و يذكرون! السبب الذي جعلهم يسمونه بهذا‬
‫االسم‪.‬ثم يفصح بعد ذلك عن هدفه بهذه التسمية التي أطلقها عليه فيقول ‪ " :‬ةإنما أعرناه هذا االسم ألن‬
‫‪.‬اخترنا له الجمهور من كالم العرب وأرجأنا الوخشي المستنكر‪ ،‬وهللا المرشد للصواب "(‪)1‬‬

‫ومن األسباب التي دفعته إلى تأليف معجمه ما ذكره في مقدمة الجمهرة ‪ ،‬من اعترافه بأنه كان ضنينا‬
‫بمعارفه اللغوية معلال بخله بمعلوماته أنه لم يجد في أبناء عصره من يستحق هذه المعارف‪ .‬ومن الهدف‬
‫األخر هو جمع الجمهور! من األلفاظ الشائع على ألسنة العرب الفصحاء ‪ ،‬وترك ما عداه من الغريب‬
‫‪.‬والنادر! والمتروك! والشاذ والمعرب وغير ذلك مما ليس بمشهور! و مألوف لدى جمهور الناس‬

‫من أهم العيوب والمآخذ التي أخذت على مدرسة التقليبات الصوتية صعوبة البحث‪ ،‬مما كان سببا في‬
‫انصراف المعجمين عنها‪ ،‬وسلوكهم طريقا غير طريقها ‪ ،‬وكان ابن دريد أول من فكر في ذلك ‪ ،‬فلم يشأ‬
‫أن برتب الحروف ترتيبا صوتيا! كما فعل الخليل ومن ساره على نهجه وإنما رتبها ترتيبا هجائيا‬
‫‪(.4‬ألفبائيا)‬

‫الباحث يستنبط من هذه المقارنة في التاريخ والسيرة ومؤلفه في هذا البحث ‪ ،‬غيه اشتراك واختالف‪.‬‬
‫االشتراك في مؤلفيه هو االجتهاد في تأليف المعجم لتيسير! وصول المعاني العربية في ذهن الناس‬
‫بطريقة جمع الكلمة العربية وطريقتهما االرتحال إلى البادية ويسمعان عن كالم األعرابي فيها و‬
‫االرتجال إلى بلد أخر لدراسة اللغوية بعلماءهم وغيرهما‪ .‬واالختالف في مؤلفيها هو طريقة البحث في‬
‫المعجم ‪ ،‬عند الخليل ترتيبه الترتيب التقليبات الصوتية أما ابن دريد ترتيبه الترتيب الهجائي كما‬
‫‪.‬سنعرف! بعد ذلك‬

‫‪4‬‬
‫الجمهرة ‪ :‬ص ‪(1) 41‬‬

‫‪8‬‬
 ‫المقارنة بنسبة المنهج المعجمي‬
‫معجم العين لخليل ‪1.‬‬
‫أ‪ .‬منهجه‬
‫‪ :‬المنهج بطريقة البحث في المعجم للعين فيما يلي‬
‫األول ‪ :‬رتب الخليل المفردات حسب مخاريج الحروف ‪ ،‬فبدأ باألبعد وهي الحروف! الحلقية ثم ‪-‬‬
‫الحروف اللسانية ثم الحروف الشفوية ثم الحروف الجوفية ‪ ،‬وقد سمى كل حرف منها كتابا‪ .‬وكان‬
‫‪ :‬ترتيب الخليل للحروف! ترتيبا صوتيا‬
‫ع ح ه خ غ ‪ /‬ق ك ‪ /‬ج ش ض ‪ /‬ص س ز ‪ /‬ط د ت ‪ /‬ظ ذ ث ‪ /‬ر ل ن ‪ /‬ف ب م ‪ /‬واي ‪ /‬ء‬

‫الثاني ‪ :‬النظر إلى الحروف األصلية‪.‬والحروف األصلية في المعجم يسمى بالمادة اللغوية أو المعجمية ‪-‬‬
‫او العام أو الجذر اللغوي أو األصل اللغوي‪ .‬طريقته ببغض النظر عن الحروف! الزائذة ‪ ،‬والتجريد‬
‫الكلمة من جميع الحروف الزائدة ‪ ،‬و رد المقلوب إلى أصله ‪ ،‬وإعادة الحرف المحذوف وغيرها‪ .‬المثال‬
‫‪:‬‬
‫اتفق أصله وف ق ‪ ،‬اختار أصله خ ي ر‪ ،‬أب أصله أ ب و‬

‫الثالث ‪ :‬استطاع الخليل أن يحصر ألفاظ اللغة ‪ ،‬إلخضاعه تبويب الكلمات وترتيبها لنظام الكمية أو ‪-‬‬
‫األبنية ‪ ،‬فوجد! أن أصول الكلمات العربية على أربعة أصناف هي ‪ :‬الثنائي والثالثي والرباعي‬
‫والخماسي‪ .‬المثال في الثنائي هو مد و وسوس! ‪ ،‬أما المثال في الثالثي الصحيح هو أمن و نصر‪ ،‬أما‬
‫المعتل هو خاف و سار أصله خ و ف و س ي ر ‪ ،‬أما اللفيف هو قوي و وفى ‪ ،‬أما الرباعي هو‬
‫بسمل و دحرج ‪ ،‬أما الخماسي هو سفرجل‬

‫الرابع ‪ :‬اعتمد الخليل على نظام التقليبات الذي ابتكره ‪ ،‬وهو ضرب حروف! الكلمة األصلية بعضها ‪-‬‬
‫ببعض‪ .‬النظام عند الخليل هو أن الكلمة الثنائية تنصرف! على وجهين ‪ ،‬والكلمة الثالثية تنصرف على‬
‫ستة أوجه ‪ ،‬والكلمة الرباعية تنصرف على أربعة و عشرين وجها والكلمة الخماسية تنصرف! على مائة‬
‫‪ :‬وعشرين وجه‪ .‬ويكتب في المعجم مستعملها ويلغي مهملها‪ .‬المثال‬
‫مد أصله م د‪ ،‬ترتيبه ‪ :‬د م ‪ :‬م د ‪ ،‬د م‬

‫‪9‬‬
 ‫الممنوع أصله منع ‪ ،‬ترتيبه ‪ :‬ع ن م ‪ :‬ع ن م ‪ ،‬ع م ن ‪ ،‬ن ع م ‪,‬ن م ع‪ ،‬م ع ن ‪ ،‬م ن ع‬

‫الخامس ‪:‬ميز الخليل بين األلفاظ العربية واأللفاظ المعربة في األبينة الرباعية والخماسية بحروف! ‪-‬‬
‫‪.‬الذالقة (مربنفل)‬

‫‪.‬السادس ‪ :‬اهتم الخليل ببيان بعض اللهجات في الكتاب ونسبتها إلى أصحابها ‪-‬‬

‫السابع ‪ :‬اهتم الخليل بقضايا القلب واإلبدال واالتباع واألضداد! ‪ ،‬وكذلك! عنايته بأعالم األشخاص ‪- ،‬‬
‫‪.‬وأسماء القبائل واألماكن‬

‫‪.‬الثامن ‪ :‬اهتم بالمعنى الجاهلية ‪،‬وهي تمثل المستوى! األفصح في اللغة التي استعملها العرب ‪-‬‬

‫التاسع ‪ :‬ذكر بعض األلفاظ التي تستعمل عند بعض القبائل ‪ ،‬وكانت خاصة بهم ‪ ،‬وهي ما تقابل عندنا ‪-‬‬
‫‪.‬العامية‬

‫العاشر‪ :‬استخدم وسائل الضبط المختلفة ‪ ،‬وحرص الخليل على استخدام طريقة الضبط بالشكل أو ‪-‬‬
‫‪.‬الضبط بالقلم‬

‫‪.‬الحادي عشر ‪ :‬اهتم بشرح األلفاظ بما يزيل عنها الغموض و يرفع عتها العجمة في المعنى ‪-‬‬

‫الثاني عشر ‪ :‬فاستشهد! بالقرآن الكريم وقراءاته والحديث النبوي الشريف ورواياته والشعر العرب ‪-‬‬
‫والرجز و السجع واألمثال و أقوال العرب‬

‫ب‪ .‬نموذجه‬
‫مادة ( أ ق و)(‪)1‬‬
‫وق ‪ ،‬قال(‪ : )2‬واغتمس الرامي لها بين اُأل َوق‬
‫اُألوق ُة ‪ :‬هبطة يجتمع فيها الماء ‪ .‬والجميع ‪ :‬اُأل ُ‬
‫‪ :‬واُألوقيّة ‪ :‬وزن من اوزان الذهب ‪ ،‬وهي سبعة مثاقيل ‪ ،‬وآق فالن علينا ‪ ،‬أشرف‪ ،‬قال‬

‫‪10‬‬
 ‫آق علينا وهو شر ِآي ِق‬
‫‪ :‬واَأل ُ‬
‫وق ‪ :‬الثقل ‪ ،‬وشدة األمر ‪ ،‬وعظمه ‪ ،‬قال (‪)3‬‬
‫والجن أمس َأو َقهم مجمعا‬
‫وأوقته تأوي ًقا أي ‪ :‬حمّلته المشقة والمكروه ‪ ،‬قال (‪)4‬‬
‫‪َّ :‬‬
‫عز على قومك أن ُتَؤ َّوقِي‬
‫ّ‬

‫طريقة البحث ‪-‬‬

‫منصور!‬
‫المادة اللغوية ‪ :‬ن ص ر‬
‫الترتيب ‪ :‬ص ر ن‬
‫التقليبات ‪ ( 6 :‬ص ر ن‪ ،‬ص ن ر‪ ،‬ر ص ن‪ ،‬ر ن ص‪ ،‬ن ص ر‪ ،‬ن ر ص )‬
‫في كتاب الصاد باب الثالثي الصحيح‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬
‫انظر العين ( أ و ق ) ‪(1) 1/99‬‬
‫ديوان رئية ‪ ،‬ص ‪(2) 106‬‬
‫بال نسبة في التذهيب ‪(3) 9/376‬‬
‫(‪)4‬البيت! لجندل بت المثنى الطهوى في اللسان ‪ ،‬مادة ( أ و ق )‬

‫‪11‬‬
 ‫معجم حمهرة اللغة البن دريد ‪1.‬‬
‫أ‪ .‬منهجه‬
‫‪ :‬المنهج بطريقة البحث في المعجم لجمهرة اللغة فيما يلي‬
‫األول ‪ :‬اتفق ابن دريد مع الخليل في تصنيف معجمه على تجريد الكلمة من الحروف الزائدة ‪-‬‬
‫‪.‬واالعتماد على الحروف! األصلية وغيرها‬

‫‪.‬الثاني ‪ :‬اتفق ابن دريد منهج الخليل في التقليبات ‪-‬‬

‫الثالث ‪ :‬اعتمد ابن دريد! على نظام األبنية وهي من ابتكارت الخليل بن أحمد‪ ،‬بل في الجمهرة ‪-‬‬
‫تخصيص األبنية وهي ‪ :‬الثنائي الصحيح ‪ ،‬الثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرر‪ ،‬الثنائي المعتل وما‬
‫تشعب منه‪ ،‬الثالثي الصحيح‪ ،‬الثالثي يجتمع حرفان مثالن‪ ،‬ما كان عين الفعل أحد حروف! اللين نحو‬
‫بوب‪ ،‬ما لحق بالثالثي بحرف من حروف! اللين وما تشعب منه‪ ،‬النوادر في الهمز من الثالثي‪ ،‬اللفيف‬
‫في الهمز من الثالثي‪ ،‬الرباعي الصحيح‪ ،‬الرباعي المعتل‪ ،‬رباعي على فِ َع ٌّل وفِ ِع ٌّل و فُ ُعلٌّ‪ ،‬ما يلحق‬
‫‪.‬بالرباعي بحرف من حروف الزوائد! ‪ ،‬الخماسي‪ ،‬السداسي‪ ،‬أبواب اللفيف‪ ،‬أبواب النوادر‬

‫الرابع ‪ :‬بالنسبة لألبواب قد رتبها ترتيبا يسهل للباحث الرجوع إليه ‪ ،‬وقد أشار إألى ذلك في مقدمة ‪-‬‬
‫‪ :‬الكتاب‬
‫فمن نظر في كتابنا هذا فآثر التماس حرف ثنائي فليبدأ بالهمزة والباء إن كان الثاني باء ثقيلة أو الهمزة"‬
‫والتاء إن كان الثاني تاء ‪ ،‬وكذلك إلى آخرالحروف ‪ .‬وأما الثالثي فإنا بدأنا بالسالم ‪ ،‬فمن أحب أن يعرف‬
‫حرفا من أبنيته مما جاء على َفعْ ٍل وفُعْ ٍ!ل وفُ َع ٍ!ل و ف َِع ٍل و فُع ٍُل و َف َع ٍل وف َِع ‪ ،‬فليبغ ذلك في جمهور أبواب‬

‫‪12‬‬
 ‫السالم ‪ .‬ومن أراد بناء يلحق بالثالثي بحرف من الحروف الزوائد لعإلإنا قد أفردنا له بابا في آخر‬
‫الثالثي تقف عليه إن شاء هللا مع المعتل‪.....‬على أنا ألغينا المستنكر! ‪ ،‬واستعملنا! المعروف‪)1(".‬‬
‫‪6‬‬

‫الخامس ‪ :‬اعتمد ابن دريد في ترتيب معجمه على الترتيب األبجدي ‪ ،‬وهذا وجه المخالفة بينه و بين‬
‫الخليل إذا اعتمد الخليل في ترتيب معجمه على الترتيب الصوتي للحروف العربية وفق مخارجها ‪،‬فعدل‬
‫عن الترتيب الصوتي إلى الترتيب األبجدي المعروف! للحروف! العربية رغبة في التيسير والتسهيل على‬
‫الباحث‪ .‬وترتيبه (ء ‪ ،‬ب‪ ،‬ت‪ ،‬ث‪ ....،‬ي)‬

‫ب‪ .‬نموذجه‬
‫ب ذ ه(‪)1‬‬
‫]هبذ[‬

‫ال َهب ُْذ ‪ :‬سرعة في المشي ‪ ،‬مر َي ِ‬

‫هبذ هبذا ويهتبذ اهتباذا ويهتبذ اهتباذا‬
‫]ذهب[‬
‫و ذهب َي ْذ َهبُ ذهابا و ُذهُوبا‪ .‬وضاقت عليه مذاهبُه ‪ :‬أي طرقه‬
‫والذهاب ‪ :‬مطر خفيف قليل‬ ‫ِّ‬

‫‪.‬ومذهب الرجل ‪ :‬ممشاه لقضاء الحاجة‬

‫وفالن حسن المذهب و قبيح المذهب أي الطريقة‬
‫والذ َهبُ ‪ :‬معروف! ‪ .‬والم ُْذهب ‪ :‬كل شيء ُع َّل بماء الذهب قال األخطل‬
‫َّ‬
‫ب‬ ‫لبّاس أردية الملوك كأنما ‪ُ ###‬علَّ ْ‬
‫ت ترائبُه بماء المُذ َه ِ‬
‫ب‬
‫وبماء مُذ َه ِ‬
‫فأما هذا الداء اللذي يسمى الم ُْذ َهب فما أحسه عربيا صحيحا!‬
‫وذِئب‬
‫َ!‬ ‫ِب الرجل ‪ ،‬إذا رأى الذهب الكثير فأفزعه ‪ ،‬كما يقولون ‪َ :‬ب ِع َل وبق َِر وبح َِر‬ ‫ويقال َ‬
‫‪:‬ذه َ‬
‫إذا فزع من الذهب‬
‫والذهب ‪ :‬مكيال باليمن ‪ ،‬والجمع من أذهاب‬
‫َّ‬
‫والذهُوبُ ‪ :‬اسم مرآة‬
‫‪6‬‬

‫الجمهرة ‪ :‬ص ‪(1) 41 - 40‬‬

‫الجمهرة ‪ :‬ص ‪(1) 314‬‬

‫‪13‬‬
 ‫ُ‬
‫والذهاب ‪ :‬موضع‬
‫و َذهْ بان ‪ :‬أبو بطن من العرب‬

‫]هذب[‬
‫ْت الشيء أهْ ِذ ْب ُه هذبا ‪ ،‬إذا خلصته و نقيته وكذلك ّ‬
‫هذبته تهذيبا‬ ‫و َه َذب ُ‬
‫وهذبت النخلة ‪ ،‬إذا نقيتها من الِّيف‬
‫ورجل ُم َه َّذبٌ من العيوب ‪ :‬نقيٌّ منها ‪ ،‬ومثل من أمثالهم ‪" :‬أي الرجال ال ُم َه َّذبُ " ‪ .‬وقد جاء في الشعر ؛‬
‫‪ :‬قال النابغة‬
‫ب‬ ‫ولست بمُسْ َت ٍ!ق َأ ًخا اَل َتلُ ُّم ُه ‪ ###‬على َش َع ٍ‬
‫ث أي الرجال ال ُم َه َّذ ِ‬ ‫َ‬
‫وقالوا ‪ :‬هذبت الشيء ‪ ،‬في معنى قطعته‬
‫ب الفرس ِإهذابا ‪ ،‬إذا أسرع في جريه وهو م ُْذ ِهبٌ‬
‫وأهْ َذ َ‬

‫طريقة البحث ‪-‬‬

‫مهذب‬
‫المادة اللغوية ‪ :‬ه ذ ب‬
‫الترتيب ‪ :‬ب ذ ه‬
‫التقليبات ‪ ( 6 :‬ب ذ ه ‪ ،‬ب ه ذ ‪ ،‬ذ ب ه ‪ ،‬ذ ه ب ‪ ،‬ه ب ذ ‪ ،‬ه ذ ب )‬
‫في حرف الباء باب الثالثي الصحيح‬

‫‪14‬‬
 ‫استنبط الباحث من دراسة المقارنة في منهج و طريقة البحث بين المعجمين اختالفا و اشتراكا! كليهما‪.‬‬
‫رأى الباحث معجم العين لخليل هذا المعجم جميل و ممتاز ألنه أول المعجم في العرب التي تجمع‬
‫الكلمات المختلفة من القبائل العربية كلها‪ .‬استخدم الخليل طريقة البحث لم يوجد قبله وهي الترتيب‬
‫الصوتي‪ .‬الترتيب الصوتي هو ترتيب حروف! المعجم حيث أبعد مخارج الحروف الهجائية أو مخارج‬
‫الحروف األسبقية كما رأيت في هذا البحث أو معجم العين‪ .‬و رتب الكلمات بنظام األبنية أو نظام الكمية‬
‫‪.‬وفيه التقليبات أيضا‬

‫أما ابن دريد رأى الباحث هذا المعجم جميل و ممتاز أيضا ألنه يسهل معجم العين لخليل ‪ .‬معجم‬
‫الجمهرة يستخدم ترتيب الحروف! الهجائية العربية وفيه التقليبات‪ .‬أما نظام األبنية في هذا المعجم له‬
‫تقسيم كثير كما رأيت في هذا البحث‪ .‬في الجمهرة‪ ،‬ابن دريد جمع الكلمات المختلفة من القبائل العربية‬
‫‪.‬و اختار الكلمات المستعملة والمعروفة في معجمه و ألغى الكلمات الوحشية والمستنكرة‬

‫الخالصة من الفقرتين هي اتفاق المنهج بين المعجمين في التقليبات الصوتية و نظام األبينة ولكن في‬
‫الجمهرة لها التخصيص ‪ ،‬واختالفهما! في ترتيب حروف المعجم وهما ترتيب الصوتي عند الخليل و‬
‫‪.‬ترتيب األبجدية العربية عند ابن دريد‬

‫‪15‬‬
 ‫المقارنة بنسبة الخصائص في المعجم‬
‫معجم العين ‪1.‬‬
‫أ‪ .‬مزاياه‬
‫‪ :‬المزايا لمعجم العين فيما يلي‬
‫هذا أول المعجم ابتكره الخليل منهجا علميا جديدا من حيث الترتيب والتنظيم والتبويب ‪ ،‬فقد وضع ‪-‬‬
‫‪.‬ترتيبا! صوتيا! جديدا للحروف لم يعمل أحد قبله‬
‫‪.‬وضع جميع التقليبات التي تفرعت من المادة تحت أبعد الحروف! فيها مخرجا! ‪-‬‬
‫‪.‬معرفة أصول االشتقاق فكان يقوم على شرح ما تفرع من المادة عن طريق! االشتقاق ‪-‬‬
‫‪.‬ميز الخليل في معجمه بين نوعين من األلفاظ المهمل والمستعمل! ‪-‬‬
‫‪.‬ميز الكلمات الكلمات العربية هي من تأليف العرب واستعمالهم وبين ما هو مولد من غير لغتهم ‪-‬‬
‫‪.‬يعد معجم العين األول من نوعه الذي جمعت مادته اللغوية بطريقة رياضية ‪-‬‬
‫‪.‬اشتمل على كثير من المباحث الصوتية و الداللة واالشتقاق و دوران المادة حول معنى واحد ‪-‬‬

‫ب‪ .‬مآخذه‬
‫‪ :‬المآخذ لمعجم العين فيما يلي‬
‫‪.‬صعوبة البحث في الكتاب واألخذ منه‪ ،‬أو الوقوف! على معنى اللفظ ‪-‬‬
‫‪.‬اشتماله على كثير من التصحيفات والتحريفات ‪-‬‬
‫‪.‬وجود! أخطاء صرفية و اشتقاقية في الكتاب ‪-‬‬
‫‪.‬استشهاده بالمرذول! من أشعار المحدثين ‪-‬‬
‫‪.‬اضطرابه في جمع بعض المواد وخلطه بعض األبنية ‪-‬‬

‫‪16‬‬
 ‫معجم جمهرة اللغة ‪1.‬‬
‫أ‪ .‬مزاياه‬
‫‪ :‬المزايا لمعجم الجمهرة فيما يلي‬
‫أسهم ابن دريد في تطوير! الفكر المعجمي ‪ ،‬و نهض به إلى التيسير ‪ ،‬ورتب معجمه ترتيبا ألفبائيا ‪-‬‬
‫‪.‬أيسر من الترتيب الصوتي‬
‫اهتمامه بالشواهد المتنوعة ‪ ،‬فقد استشهد بالقرآن الكريم و قراءاته والحديث النبوي الشريف والشعر! ‪-‬‬
‫‪.‬والرجز! واألمثال و أقوال العرب الفصحاء مع الشرح والتوضيح! لما يحتاج إلى الشرح‬
‫‪.‬اهتمامه باللهجات ونسبتها! إلى أصحابها ‪-‬‬
‫‪.‬اهتمامه باأللفاظ المعربة والدخيلة ‪-‬‬
‫‪.‬النص من المهمل و الممات من األلفاظ ‪-‬‬
‫‪.‬نبه على ما لم يثبت في اللغة ولم يوثق من الرواة ‪-‬‬
‫‪.‬أمانة الرجل العلمية حيث يقول ال أدري دون تحرج ‪-‬‬

‫ب‪ .‬مآخذه‬
‫‪ :‬المآخذ لمعجم الجمهرة فيما يلي‬
‫الحظ كثير من اللغويين صعوبة في البحث في معجم الجمهرة ‪ ،‬وهذه الصعوبة ظاهرة عامة في ‪-‬‬
‫‪.‬المدرسة الصوتية والهجائية‬
‫‪.‬االضطراب! في المنهج ‪-‬‬
‫‪.‬إكثاره من األلفاظ المفردة والمولدة التي تفرد بنقلها ‪-‬‬

‫‪17‬‬
 ‫‪.‬هناك أخطاء وقعت في كتاب الجمهرة قأخذت عليه ‪-‬‬

‫الخاتمة‬
‫قد ختم الباحث بحثه بالعتق رجاء لعتق هللا تعالى له من الن!!ار وليك!!ون س!!ببا في دخ!!ول الجن!!ة واألب!!رار‪,‬‬
‫وأعطى هللا عز وجل إياكم بحسن الني!ة في مص!نع م!ع الن!بي والص!ادقين والش!هداء والص!الحين وحس!ن‬
‫أولئك رفيقا في دار المنان‪ .‬بعد أن وصلنا إلى نهاية هذا البحث يجدر لنا أن نذكر بعض نتائج المس!!تنبطة‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ .1‬عرفنا أن الخليل و ابن دريد عندهما ذكي و عبقري وماهر في علوم الدين ال سيما في علوم اللغة‪.‬‬

‫‪ .2‬اجتهاد خليل و ابن دريد في الدراسة وصناعة الكتب والمعجم لتسهيل األم!!ة المس!!لمين لدراس!!ة اللغة‬
‫العربية وفهمها‪!.‬‬

‫‪ .3‬اس!!تفدنا من المنهجين في طريق!!ة البحث عن المف!!ردات معلوم!!ات كث!!يرة ج!!دا و أس!!اليب متنوعة في‬
‫معجميه و دراية عن كشف المفردات في معجميه‪.‬‬

‫‪ .4‬في المنهجين اختالف و اشتراك ‪ ،‬ولهذا ال يجوز! علينا أن نتعصب في أحدهما بل نستفيد منهما ونفيد‬
‫لألخرين‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد ختمت هذا البحث ‪،‬نشكر ونسأل هللا تع!!الى المن!!ان والم!وت على اإلس!!الم واإليم!!ان بج!اب نبي!!ه س!يد‬
‫المرسلين خاتم األنبيين محم!!د بن عب!!د هللا بن هاش!!م الس!يد الكام!ل الف!!اتح الخ!اتم والحم!د هلل اله!!ادي إلى‬
‫سواء السبيل وحسبنا هللا ونعم الوكيل وال حوال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫‪19‬‬