You are on page 1of 11

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة لونيسي علي البليدة ‪-2-‬‬


‫كلية اآلداب واللغات األجنبية‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫إشكالية استعمال حروف الجر‬


‫لدى تالميذ السّنة األولى متوسط‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة اليسانس‬
‫تخصص ‪ :‬لسانيات عامة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫محمد دايمي‬ ‫بوسليماني لبنى‬
‫مباركي رحاب‬

‫السنة الجامعية ‪.2019-2018‬‬

‫ومصدقا لقوله تعالى " واشكروني"‬


‫‪ ...‬إلى من ال نور إال نوره وال عظمة إال عظمته‪...‬‬
‫‪...‬إليك ربي ألف حمد وشكر وثناء‪...‬‬
‫إلى المبعوث بالرحمة هادي األمة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫تسليما" وعسى أن يبعثك ربك مقام محمودا"‬
‫ومصداقا لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪1‬‬
‫(( من ال يشكر الناس ال يشكر هللا))‬
‫ولقول الشاعر‬
‫إذا أنت لم تجعل المعروف في غير أهله * * * يكن حمده ذما عليك وتندم‬
‫إلى من علمني حرفا‬
‫إلى من كان لنا مشرفا فلم يبخل علينا بالنصيحة ‪ ...‬أ ّجل آيات االحترام والتقدير‬
‫أستاذنا " محمد دايمي"‬
‫فإن كان نقص في هذا العمل فهو تقصير منا وليس منه‪ ،‬فجزاه هللا كل الخير‬
‫وإلى األساتذة الكرام كل الشكر‬
‫ولقوله تعالى ‪:‬‬
‫ولئن شكرتم ألزيدنكم"‬

‫لكم أحببنا أن نجول في طيات أيامنا في صفحات ذكرياتنا في خضم دنيانا ألجل‬
‫التعرف على سر جوهر وجودنا لنجد من أعطينا لهما مفاتيح الدنى ووضعنا تحت قدميهما‬
‫جنة عرضها السموات واألرض فكانا ركيزة حياتنا ( وقل رب احفظهما كما ربياني صغيرة‬
‫) " مباركي عبد الرزاق وفتيحة بن عبد هللا" " بوسليماني أعمر وسلمي فتيحة "‬
‫ودرستنا إلى اإلخوة األعزاء ( محمد‪،‬‬
‫نهدي هذا العمل إلى العائلة التي حوتنا وربتنا ّ‬
‫خديجة‪ ،‬أسماء‪ ،‬رجاء‪ ،‬إحسان)‬
‫وإلى الكتاكيت ( ندى‪ ،‬ياسر‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬ابراهيم )‬
‫إلى كل من يعرفنا ولم يذكره قلمنا راجين من المولى عز وجل أن يكون هذا العمل‬
‫منفعة لغيرنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقــدمـــة‬
‫الحمد هلل رافع الدّرجات لمن انخفض لجالله‪ ،‬وفاتح البركات لمن انتصب لشكر‬
‫أفضاله‪ ،‬والصالة والسالم على من مدّت عليه الفصاحة ورواقها‪ ،‬وشدّت به البالغة نطاقها‬
‫المنزل عليه قرآن عربي غير ذي عوج‪ ،‬وعلى آله‬ ‫ّ‬ ‫المبعوث باآليات الباهرة والحجج‪،‬‬
‫وكرم‪.‬‬
‫وشرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫هادين‪ ،‬وأصحابه الّذين شادوا الدّين‬

‫أما بعد‬
‫يعد علم التراكيب علما بارزا من علوم اللسان العربي‪ ،‬إذ يستعان بواسطته على فهم‬
‫سائر العلوم فاإلنسان ال يفكر إال بجمل والناس – أي ناس‪ -‬ال يتخاطبون وال يتفاهمون إال‬
‫بجمل منطوقة كانت أو مكتوبة ذات دالالت واضحة‪ ،‬فأدرك نحاتنا القدماء هذه الحقيقة إدراكا‬
‫بديهيا‪ ،‬فأنشئوا علم النحو الذي هو في األساس علم الجمل ‪.‬‬
‫ومواضيع النحو كما هو معروف لدينا كثيرة ومتعددة‪ ،‬ولذلك فقد اقتصر بحثنا على‬
‫باب من ه أال وهي حروف الجر‪ ،‬فال تكاد تخلو أي جملة من كالم العرب سواء أكانت بسيطة‬
‫أو مركبة عا ّمية أو فصيحة‪ ،‬وردت في كالم مبتدئ أو متمكن من حروف الجر‪ ،‬بل تكاد‬
‫ي أحد فينا دون أن يستعمل هذه الحروف في تعبيره الرسمي أو‬
‫تكون من المستحيل أن يعبر أ ّ‬
‫الخطابي أو أن يستغني عنها حتى في كالمه اليومي العادي‪.‬‬
‫وحروف الجر ليست مقصورة على الجر فقط أي أنها ليست محصورة في حرف الجر‬
‫واإلسم المجرور كما يتبادر إلى ذهن المبتدئ‪ ،‬بل لهذه الحروف أقسام ووظائف ومعان يجب‬
‫على المتعلم إدراكها ليحسن استعمالها كما ينبغي‪.‬‬
‫وهذا ما حاولنا التطرق إليه من خالل بحثنا الموسوم ب " إشكالية استعمال حروف‬
‫الجر لدى تالميذ السنة األولى متوسط" لما له من أهمية في قواعد النحو وهذا ان‬
‫ماهي أهمية حروف الجر في التعبير الكتابي ؟‬
‫ولقد اندرجت تحته أسئلة فرعية تمثلت فيما يلي ‪:‬‬
‫هل يدرك التالميذ حقيقة معاني حروف الجر؟‬
‫أو بعبارة أخرى‪ ،‬هل يجيد هؤالء التالميذ استعمال هذه الحروف ويحسنون توظيفها؟‬
‫‪3‬‬
‫ولعل من أهم األسباب التي دفعتنا إلى انجاز هذا البحث هي ‪:‬‬
‫رغبتنا في اختيار هذا الموضوع‪ ،‬وخاصة عدم التطرق إلى هذا الموضوع من قبل‬
‫بالدراسة ‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق ذكره ارتأينا أن نقسم البحث كاآلتي ‪:‬‬
‫جانب نظري ‪ :‬تناولنا فيه حروف الجر ومعانيها وأقسامها ووظائفها‪ ،‬معتمدة في ذلك‬
‫على جملة من المصادر أهمها ‪ :‬معجم العين للخليل ابن أحمد الفراهيدي‪ ،‬والقاموس المحيط‬
‫للفيروز أبادي‪ ،‬والكتاب لسيبويه‪.‬‬
‫وجانب تطبيقي ‪ :‬حاولنا من خالله دراسة العينة التي تمثلت في مئة تلميذ وتلميذة عن‬
‫طريق تحليل تعابيرهم الكتابية لمعرفة واقع استعمال حروف الجر‪ ،‬ونسبة األخطاء‬
‫المتداولة‪ ،‬والحلول المقترحة‪.‬‬
‫مع التنبيه إلى أنه قد واجهتنا صعوبات عند اإلحصاء‪ ،‬ويعود الفضل في ذلك إلى‬
‫الدكتور المشرف " دايمي محمد" على نصائحه وتوجيهاته‪.‬‬
‫دون أن ننسى بالذكر أننا اعتمدنا على المنهج التحليلي اإلحصائي‪.‬‬
‫وفي األخير تطرقنا في الخاتمة إلى أهم النتائج المتوصل إليها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الجر ومعانيها‬
‫ّ‬ ‫الفصل األول ‪ :‬حروف‬
‫األول ‪ :‬لغة‬
‫المبحث ّ‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اصطالحا‬
‫الجر‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تعريف‬
‫األول ‪ :‬لغة‬
‫المطلب ّ‬
‫المصطلح الثاني ‪ :‬اصطالحا‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حروف المباني والمعاني والفروق بينهما‬
‫المطلب األول ‪ :‬حروف المباني اصطالحا‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حروف المعاني اصطالحا‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أهمية حروف المعاني‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬أقسام حروف الجر‬
‫المبحث السادس ‪ :‬وظيفة حروف الجر‬
‫المبحث السابع ‪ :‬معاني حروف الجر‬

‫‪5‬‬
‫تمهيد‬
‫يواجه تعليم النّحو الكثير من المشكالت حينما يتعلّق األمر بالتالميذ‪.‬‬

‫بحيث يمثل علم النّحو العمود الفقري لكل دراسة تهتم بالّغة عموما‪ ،‬وهو في أصله أداة‬
‫سليمة لدى كل متعلّم‪ ،‬حيث يواجه التّالميذ في مختلف‬ ‫تساهم في بناء القدّرات اللغوية ال ّ‬
‫األطوار التعليمية مشكالت ج ّمة في تعلم قواعد النّحو نتيجة تعقيدها أحيانا وجفافها أحيانا‬
‫أخرى‪.‬‬

‫مع العلم أن كل حرف من هذه الحروف قد يتعدد معناه وقد يشاركه غيره في بعض هذه‬
‫المعاني أي أن المعنى الواحد قد يؤدّيه حرفانا أو اكثر لذلك على المتعلم أن يدرك حقيقة‬
‫معاني هذه الحروف ليجيد توظيفها وتجسيدها على أرض الواقع وهذا ما سنحاوله اإلجابة‬
‫عنه من خالل هذا البحث ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬حروف الجر ومعانيها‬


‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الحرف‬
‫لم يقتصر اهتمام العلماء على دراسة األسماء واألفعال‪ ،‬بل تعدى ذلك االهتمام بدراسة‬
‫صو لها اهتماما وعناية كبيرين نتيجة إدراكهم للوظيفة‬‫األدوات والحروف في العربية‪ ،‬وخ ّ‬
‫التّي تؤديها هذه الحروف في فهم كثير من األساليب اللّغوية المختلفة‪ ،‬إذ وجد خالف كبير‬
‫بين النحاة في تصنيف بعض اللكمات ضمن طائفة الحروف‪ ،‬فبعضهم يعدّها قسما من‬
‫األسماء‪ ،‬وبعضهم اآلخر يخرجها من هذين القسمين ليجعلها ضمن قائمة األفعال‪ ،‬ويبدو لنا‬
‫ومطردة لتحديد صنف‬ ‫ّ‬ ‫أن سبب الخالف يعود إلى عدم الدّقة في معرفة تطبيق مقاييس ثابتة‬
‫الكلمة‪.‬‬

‫ولهذا وجدت أنّه من األهمية أن نقف لتبيين معنى الحرف في اللّغة واالصطالح‪،‬‬
‫أن كالم العرب وجملة ال تخلو من الحروف سواء أكانت حروف ربط‪ ،‬أو عطف‪،‬‬ ‫خصوصا ّ‬
‫جر وهي مدار بحثنا‪.‬‬
‫أو ّ‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحرف لغة‬

‫‪6‬‬
‫عرفوا الحرف لغة نجد الخليل ابن أحمد الفراهيدي)‪ (1‬حيث‬ ‫ومن بين علماء النّحو الّذين ّ‬
‫قال ‪ " :‬الحرف من حروف الهجاء‪ ،‬وكل كلمة بنيت أداء عارية في الكالم لتفرقة المعاني‬
‫)‪( 2‬‬
‫وتسمى حرفا وإن كان بنائها بحرفين أو أكثر مثل ‪ :‬هل‪ ،‬بل‪ ،‬ولعل ‪".‬‬

‫سيف‪ ،‬ويقال أيضا لجانب الجبل حرف‪ ،‬وهناك معاني أخرى للحرف‬
‫شبّهت بحرف ال ّ‬
‫منها ‪ :‬الطرق‪.‬‬

‫وللحرف معان أخرى من بينها تعريف الفيروز أبادي حيث قال‪( :‬الحرف من كل شيء‬
‫طرفه‪ ،‬وشفيره وحده‪ ،‬ومن الجبل أعاله محدد‪ ،‬كعنب وال نظير له سوى ظل وظلل‪ ،‬وواحد‬
‫حروف التهجي‪ ،‬والناقة الضامرة‪ ،‬أو المهزولة‪ ،‬أو العظيمة‪ ،‬ومسيل الماء‪ ،‬وأرام سود ببالد‬
‫سليم‪ ،‬وعند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم وال فعل‪ ،‬وسواه من الحدود فاسد))‪.(3‬‬

‫وسمي الحرف حرفا لضعفه‪ ،‬وضعفه متّأت من كون معناه في غيره فشبه بحرف‬
‫الشيء الذّيهو طرفه العتماد الطرف على غيره‪ .‬وألن الحرف ينزل منزلة الجزء من الكلمة‬
‫وليس مستقال بذاته وقيل‪ :‬إنّما ضعف ألنّه يتألف منه كالم تام‪ ،‬فسبه بالنّاقة الضّعيفة الّتي‬
‫ضعفت عن الحمل و االمتهان واسم النّاقة الضّعيفة أوالضّامر حرف كما مرينا‪.‬‬

‫وقال طرفة بن العبد‪:‬‬


‫)‪( 4‬‬
‫على ألحب ظهر برجد‬ ‫وحرف كألواح اإلران نسأتها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الحرف اصطالحا‬


‫أما ّ التعريف اصطالحا فبعد قراءتنا لمجموعة من التعّاريف وجدنا أنّها تدور حول‬
‫عرفوا الحرف اصطالحا نجد سيبويه حيث قال ‪ " :‬أن الحرف ما‬ ‫االسم والفعل وما بين الذين ّ‬
‫)‪( 5‬‬
‫جاء لمعنى ليس باسم وال فعل"‬

‫ومن بين العلماء أيضا الذين عرفوا الحرف اصطالحا نجد ابن سيده حيث قال‪:‬‬
‫(الحرف من الهجاء معروف‪ ،‬والحرف األداة التي تسمى الرابطة ألنها تربط االسم باالسم‬
‫)‪( 1‬‬
‫والفعل بالفعل كعن وعلى ونحوهما‪).........‬‬

‫(‪ -)1‬هو أبو عبد الرحمان الخليل ابن أحمد ابن عمروا ابن تميم الفراهيدي األزدي أبو عبد الرحمان‪ ،‬كانت‬
‫والدته في سنة مائة للهجرة‪ ،‬وتوفي سنة سبعين ومائة‪ ،،‬وقيل خمس وسبعين ومائة‪ ،‬وللخليل من التصنيف‬
‫كتاب العين في اللغّة وهو المشهور‪ ،‬وكتاب العروض والشواهد‪ ،‬وكتاب النّقط وال ّ‬
‫شكل‪ ،‬وكتاب النّغغم‪،‬‬
‫وكتاب في العوامل‪ ،‬وفيات األعيان‪.‬‬
‫(‪ -)2‬معجم العين‪ ،‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،‬باب حفر‪.)213/1( ،‬‬
‫(‪ -)3‬الفاموس المحيط‪ ،‬الفيروز أبادي‪.)266/2( ،‬‬
‫(‪ -)4‬اإلستربادي‪ ،‬شرح الكافية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.304‬‬
‫(‪ -)5‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.421‬‬
‫‪7‬‬
‫سيبويه هو اآلخر وقسم من البصريين يسمونها بحروف اإلضافة‪ ،‬وقد ورد في الكتاب‬
‫‪ :‬وإذا قلت ‪ :‬مررت بالباء وكذلك هذا لعبد هللا وإذا قلت ‪ :‬أنت كعبد هللا )‪ (2‬فقد أضفت إلى عبد‬
‫هللا الشبه بالكاف‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬أخذت من عبد هللا فقد أضفت األخذ إلى عبد هللا " بمن"‪ ،‬وإذا‬
‫قت ‪ :‬مذ زمن‪ ،‬فقد أضفت األمر إلى وقت من الزمان ب "مذ")‪ (3‬إذا قلت أنت في الدّار فقد‬
‫أضفت كينونتك في دار إلى دار ب "في"‪.‬‬

‫وس ّماها الكوفيون حروف الصفات ألنها تحدث صفة في االسم كالظرفية والبعضية‬
‫) ‪(4‬‬
‫واالستعالء وغيرها من الصفات‬

‫الجر‪ ،‬والسبّب أنّها ّ‬


‫تجر معاني‬ ‫ّ‬ ‫أما البصريون وكثير من المتأخرين‪ ،‬فيسمونها حروف‬
‫)‪( 5‬‬
‫األفعال إلى األسماء أي توصيلها إليها‬

‫الجر ألنّها تعمل إعراب الجر في االسماء الّتي بعدها‪،‬‬


‫ّ‬ ‫والمالحظ أنّها سميت حروف‬
‫كما سميت بعض الحروف حروف النّصب وحروف الجزم وقد عملت هذه الحروف أي‬
‫حروف الجر في األسماء على ما هو األصل)‪ ، (6‬ذلك ألنّها مختصة بالدخول على االسماء‬
‫ومن حق الحرف المختص أن يعمل فيها‪ ،‬أختص به العمل الخاص بهذا النوع والجر كما هو‬
‫ألن ما جاء على أصله ال‬‫معروف لدينا هو خاص باألسماء كذلك ال يسأل عن علّة عملها ّ‬
‫يسأل عن علّته‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعريف الجر‬


‫المطلب األول ‪ :‬الجر لغة‬
‫ه‪،‬يجره‪ ،‬جران وجررت الجبل‬ ‫ّ‬ ‫جر‬
‫جاء في لسان العرب البن منظور‪ :‬الجر‪ ،‬الجذب‪ّ ،‬‬
‫أجر جرا‪ ،‬وأنجر الشيء انجذب وأجتر وأجدر قلبو التاء داالل‪ ،‬وذلك في بعض‬ ‫وغيره‪ّ ،‬‬
‫شد ما يكون من المطر وكأنّه ال يدع شيئا إالّ‬
‫وتجره‪ :‬تفعله منه‪ ،‬وجار الضّبع أ ّ‬
‫ّ‬ ‫اللغّات ‪....‬‬
‫جره‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المحكم والمحيط االعظم البن سيده (‪)22/2‬‬


‫(‪ -)2‬اإلستربادي‪ ،‬شرح الكافية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.304‬‬
‫(‪ -)3‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪.)12/1( ،‬‬
‫(‪ -)4‬اإلستربادي‪ ،‬شرح الكافية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.354‬‬
‫(‪ -)5‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ ،‬تأليف اإلمام أبي محمد عبد هللا جمال الدين ابن يوسف ابن أحمد‬
‫بن عبد هللا بن هشام األنصاري المصري المتوفي سنة (‪79‬ه)‪ ،‬منشورات المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.‬ب‪ ،1255.‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ -)6‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬مادة الحرف (اعتنى بتصحيحه أمين عبد الوهاب محمد صادق ألعبيدي)‪،‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1979 ،4‬ص ‪.125‬‬
‫‪8‬‬
‫ضبع‪ ،‬وال‬
‫وجره وجاءنا جار ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ابن األعرابي ‪ :‬يال للمطر الذّي ال يدع شيئا إالّ أساله‬
‫يجر الضّبع إالّ سيل غالب)‪. (1‬‬

‫الجر الجذب‪ ،‬كاالجترار واإلجدرار‬


‫ّ‬ ‫وجاء في قاموس المحيط للفيروز آبادي ‪" :‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫واإلستجرار والتجرير"‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الجر اصطالحا‬


‫والجر يعني جر‬
‫ّ‬ ‫هو حالة من حااللت اإلعراب الّتي تلحق األسماء وتميّزها عن غيرها‪،‬‬
‫معاني األفعال إلى األسماء أي توصيلها إليها‪ ،‬وهكذا أطلق الكوفيون على حروف الجر‬
‫)‪( 3‬‬
‫"حروف اإلضافة" ألنها تضيف معاني األفعال أي توصيلها إلى األسماء كما سبق الذكر‬

‫وأما الزجاجي فقد عرفه قائال ‪" :‬وأما الجر فإنها سمي بذلك ألن معنى الجر إضافة‪،‬‬
‫وذلك أن الحروف الجارة تجر ما قبلها فتوصله إلى ما بعدها كقولك ‪ :‬مررت بزيد فالباء‬
‫أوصلت مرورك إلى زيد‪ ...‬وهذا مذهب البصريون وتفسيرهم ومن سماه ومنهم ومن‬
‫الكوفيون خفضا‪ ،‬فإنهم فسروه تفسير الرفع والنصب فقالوا‪ :‬النخفاض الحنك عند النطق به‬
‫) ‪(4‬‬
‫وميله إلى أحد الجهتين"‬

‫هذا فيما يخص تعريف الجر في اللغة واالصطالح‪ ،‬أما فيما يخص عددها فهي‬
‫عشرون حرفا‪:‬‬

‫ثالثة منها مضت في االستثناء وهي ‪ :‬خال وعدا وحاشا‪.‬‬

‫وثالثة شاذة وهي ‪ :‬أحدهما متى في لغة هذيل وهي بمعنى " االبتدائية"‪ ،‬والثاني لعل‬
‫في لغة عقيل والثالث كي ‪.‬‬

‫واألربعة عشرة الباقية )‪ ، (5‬سبعة منها تجر الظاهر والمضمر وهي ‪:‬‬

‫من ‪ :‬ونجدها في قوله تعالى في سورة األحزاب اآلية (‪ ( )7‬ومنك ومن نوح)‬ ‫‪-1‬‬
‫إلى‪ :‬ونلتمسها في قوله تعالى في سورة المائدة الىية (‪( )48‬إلى هللا مرجعكم)‬ ‫‪-2‬‬
‫عن ‪ :‬ومثاله في قوله تعالى في سورة البينة اآلية (‪ ( )8‬رضي هللا عنهم)‬ ‫‪-3‬‬
‫على ‪ :‬ونجدها في قوله تعالى في سورة يونس اآلية (‪( )4‬إليه مرجعكم)‬ ‫‪-4‬‬

‫(‪ -)1‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬مادة حرف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ -)2‬القاموس المحيط‪ ،‬الفيروز أبادي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.338‬‬
‫(‪ -)3‬محمد سمير نجيب البدي‪ ،‬معجم المصطلحات النحوية والصرفية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫(‪ -)4‬الزجاجي‪ ،‬اإليضاح في علل النحو‪ ،‬تحقيق مازن مبارك‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،6‬عام ‪ ،1982‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ -)5‬أوضاح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ ،‬تأليف أبي محمد عبد هللا جمال الدين بن يوسف ابن أحمد بن عبد هللا بن هشام‬
‫األنصاري المصري توفي سنة ‪ 791‬من الهجرة‪ ،‬ج‪ ،3‬منشورات المكتبة العصرية صيد‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.‬ب‪ ،8255‬ص‪.5‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -5‬في‪ :‬ونلتمسها من خالل قوله تعالى في سورة المؤمنون اآلية (‪( )22‬وعليها وعلى‬
‫الفلك تحملون)‬
‫‪ -6‬الباء‪ :‬ومثالها قوله تعالى في سورة الحديد اآلية (‪( )7‬أمنوا باهلل)‬
‫‪ -7‬الالم‪ :‬نلتمسها في قوله تعالى في سورة البقرة اآلية (‪( )284‬وهلل ما في السموات)‬

‫تجر دون المضمر وهي ‪ :‬الواو‪ ،‬والتّاء‪ ،‬ومذ‪ ،‬ومنذ‪ ،‬وحتى‪،‬‬


‫ّ‬ ‫أما السبعة المتبقية‬
‫)‪( 1‬‬
‫والكاف‪ ،‬وربّ‬

‫ث ّم الذي ال يجر إالّ الظاهر ينقسم إال ما يجر إالّ الزمان‪ ،‬وهو مذ‪ ،‬منذ‬

‫تقول ‪:‬‬

‫ما رأيته مذ يومين‪ ،‬أو منذ يوم الجمعة‬

‫وما ال يجر إالّ النكرات وهو " ربّ "‬

‫يجر إأل ّ لفظ الجاللة‪ ،‬وقد يجر لفظ ّ‬


‫الرب مافا إلى‬ ‫تقول‪ :‬ربّ رجل صالح‪ ،‬وما ال ّ‬
‫الكعبة وقد يجر لفظ الرحمان‪ ،‬وهو التّاء‬

‫قال هللا تعالى في سورة األنبياء آية ‪ ( -46-‬تاهلل ألكيدن أصنامكم)‬


‫)‪(2‬‬
‫وقوله تعالى في سورة يوسف اآلية ‪( -91-‬تاهلل لقد آثرك هللا علينا) وهو كثير‬

‫ّ‬
‫ألفعلن كذا) وهو قليل‬ ‫وقالوا ‪( :‬ترب الكعبة‬

‫ّ‬
‫ألفعلن) وهو أقل‪.‬‬ ‫وقالوا (تالرحمان‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬حروف المباني وحروف المعاني والفروق بينهما‬


‫فرق علماء اللغة بين حروف المباني وحروف المعاني‬
‫لقد ّ‬

‫(‪-)1‬‬
‫(‪ -)2‬ابن هشام األنصاري‪ ،‬قطر النّدى وبل ال ّ‬
‫صدى‪ ،‬نشر دار اإلمام مالك‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪10‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حروف المباني اصطالحا‬
‫هي الحروف الهجائية التي تبنى منها الكلمة‪ ،‬وليس حرف منها معنى مستقل في نفسه‪،‬‬
‫أن هذا الحرف في االصطالح إنما‬ ‫وال في غيره ويطلق عليها حروف التهجي)‪ (1‬والظاهر ّ‬
‫سمي حرفا ألنه طرف في الكالم وفضـلة والحرف في اللـغة هو الطرف )‪. (2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حروف المعاني اصطالحا‬


‫هي الحروف التي تربط األسماء باألفعال‪ ،‬واألسماء باألسماء‪ ،‬وتدّل على معنى في‬
‫غيرها‪ ،‬ويطلق عليها حروف الربط)‪. (3‬‬
‫) ‪(4‬‬
‫قال ابن أم قاسم المرادي ‪:‬‬

‫فإن قيل ما معنى قولهم الحرف يدل على معنى في غيره‪ ،‬فالجواب معنى ذلك أن داللة‬
‫الحرف في معناه اإلفرادي متوقفة على ذكر متعلقة خالف االسم والفعل‪ّ ،‬‬
‫فإن داللة كل منهما‬
‫على معناه اإلفرادي غير متوقفة على ذكر متعلق‪.‬‬

‫أال ترى أنّك إذا قلت ‪:‬‬

‫الغالم فهم منه التعريف‪ ،‬ولو قلت (أل) مفردة لم يفهم منه معنى‪ ،‬فإذا قرن باالسم أفاد‬
‫التعريف وكذلك باء الجر فإنها ال تدل على اإللصاق حتى تضاف إلى االسم الذي بعدها‪ ،‬ألنه‬
‫يتحصل منها مفردة وكذلك القول في سائر الحروف (كحروف الجر‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والشرط‬
‫وغيره وتقييدها بالمعاني ليخرج حروف المباني التي تبنى منها الكلمة‪ ،‬وهي حروف الهجاء‪،‬‬
‫فلهمزة في كلمة (أحمد) من حروف المباني‪ :‬ألنها من بنية الكلمة بينما الهمزة في (أذهب‬
‫زيد؟) فهي حرف دال على معنى االستفهام فتكون من حروف المعاني‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أنظر المعجم الوسيط (‪ .)72/1‬وأنظر كتاب الكليات ألبي البقاء الكفوي (‪.)1657/1‬‬
‫(‪ -)2‬المرادي‪ ،‬الجني الداني في حروف المعاني‪.)2/1(،‬‬
‫صص‪ ،225/4( ،‬وأنظر محترزات التعريف ذكرها ابن أم قاسم المرادي في الجني الداني في حروف‬ ‫(‪ -)3‬ابن سيده‪ ،‬المخ ّ‬
‫المعاني (‪)1/1‬وكتاب الكليات ألبي البقاء الكفوي (‪.)1657/1‬‬
‫(‪ -)4‬الحسن ابن قاسم بن عبد هللا بن علي المرادي المعروف بابن أم قاسم‪ ،‬مفسّر أديب نحوي لغوي فقيه بارع‪ ،‬مات يوم‬
‫عيد الفطر سنة تسع وأربعين وتسمائة‪ .‬أنظر بغية الوعاة (‪ )517/1‬واألعالم للزر كلي (‪.)211/2‬‬
‫‪11‬‬

You might also like