Professional Documents
Culture Documents
الشريط األول
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
إن الحمد نحمده ونستعين به ونستغفره ،ونعوذ با من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يھديه فال مضل له
ومن يضلل فال ھادي له ،وأشھد أن ال إله إال وحده ال شريك له ،وأشھد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى عليه
ً
كثيرا . ً
تسليما وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
سنشرع في ھذه الليلة بإذن تعالى ليلة األحد التاسع من شھر رجب عام ست وعشرين وأربعمائة وألف من الھجرة
النبوية في منظومة الزمزمي رحمه تعالى في علوم القرآن المسماة بـ )) منظومة التفسير (( وھي أولى لذكر الشراح لھا
بھذا العنوان .
ً
)) منظومة الزمزمي (( ھذه كما ذكرت أنھا في علوم القرآن ،إذا يفھم منھا أن البحث يكون فيما يخدم القرآن وكما أن
ً
وأصوال ً
علوما وعلوما تخدم الفقه كذلك لتفسير كالم الرب جل وعال ً وعلوما تخدم علم الحديث وللفقه أصوالً ً للحديث أصوالً
وقواعد تخدم ھذا الفن ،فكما أنه ال استنباط للفقيه من النصوص نصوص الوحيين في األحكام الشرعية الحالل والحرام إال
بعد العلم بأصول الفقه ،كذلك ال يمكن للمحدث أن يصحح أو يضعف أو يحكم بصحة حديثه أو ضعفه إال بعد العلم بعلوم
الحديث كما ھو معلوم لديكم ،كذلك ھنا تأتي األھمية في توقف فھم نصوص الرب جل وعال أو القرآن الكريم القرآن العزيز
على فھم ھذه القواعد واألصول التي جعلھا العلماء في ما يسمى )) علوم القرآن (( أو )) علوم التفسير (( أو )) أصول
التفسير (( أو )) قواعد التفسير (( وكلھا كما سيأتي بيانھا ألفاظ ومصطلحات مترادفة وإن كان ثم فرق في بعضھا دون
بعض إال أنھا في جوھرھا كلھا فيما يخدم القرآن .
وال شك يتميز ھذا العلم وھو )) علوم القرآن (( على قلة وضعف ما يُطرح اآلن يتميز بأنه يبحث في كالم الرب جل
وعال من جھتين :
أوال :كونه كالم سبحانه وتعالى .ومعلوم أنه إذا كان كالم الرب أفضل من كل الكالم سواه ألنه كالم الخالق وما ً
عداه فإنه مخلوق ،حينئذ إذا كان كالم الرب جل وعال أفضل من كل كالم سواه فعلومه حينئذ تكون أفضل من كل علم
)) البرھان (( . عداه كما نص على ذلك الزركشي في مقدمة
متعلقا بكالم الرب ً متعلقا بكالم الرب جل وعال ،فإذا كان ً ًإذا تنظر في )) علوم القرآن (( أو )) علم القرآن (( في كونه
جل وعال فھو أفضل كالم وأفصح كالم وأغلب وأعجز كالم حينئذ يكون كل علم منبثق من القرآن يكون شرفه كشرف كالم
كتاب َ َ ْ َ
أنزلناه ُ القرآن ﴾ ٌ َ ِ ﴿ ، يتدبرون ْ ُ ْ َ الرب جل وعال على سائر الخلق ،كذلك فھم القرآن الذي ھو األصل في التنزيل ﴿ َ َ َ
أفال َ َ َ َّ ُ َ
آياته ﴾ ] ص ً [29 :إذا فالمقصود األعظم من إنزال القرآن ليس ھو التالوة فحسب -وإن كانت التالوة ليدبروا َ ِ ِمبارك ِّ َ َّ َّ ُ َِْ َ
إليك ُ َ َ ٌ
مقصودة باإلصالة ،وإنما المقصود باألصالة ھو التدبر والفھم ،والتدبر والفھم كما ھو معلوم ً متعًبدا بھا -إال أنھا ليست
يحصل بماذا ؟
ُنون له بالتفسير ْ َ
يحصل بالعلم بأصول الكالم الذي يُتدَ َّب ُر ،فحينئذ يصير توقف تدبر وفھم وإيضاح معنى القرآن الذي ع ِ َ
ً
متوقفا على ماذا ؟ الذي ھو الكشف واإليضاح ألنه مأخوذ من الفسر كما سيأتي وھو الكشف واإليضاح يكون
يشاء َ َ
الحكمة َمن َ ُ ْ
يؤتي ِ َ ْ عنون لھا العلماء بعلوم القرآن ،ولذلك ذكر مجاھد في قوله تعالى ِ ُ ﴿ : على فھم ھذه العلوم التي َ ْ َ َ
الحكمة ﴾ أي :الفھم يؤتي ْ ِ ْ َ َخيراً ﴾ ] البقرة . [269 :قال :الفھم واإلصابة في القرآن ِ ُ ﴿ . أوتي َ ْ فقد ُ ِ َ ومن ُ ْيؤ َت ْ ِ ْ َ َ
الحكمة َ َ ْ َ َ
واإلصابة في القرآن لماذا ؟
صوابا إذا ال بد من فھم ومن إصابة ،الفھم قد ً ً ألن األصل من تنزيل القرآن ھو الفھم واإلصابة ؛ ألن ليس كل فھم يكون
يشترك فيه العالم وغيره لماذا ؟
ألنه ما يتبادر إلى الذھن لكن إذا أريد به فھم الصحيح وھو إدراك معاني الكالم أو العلم بمعاني الكالم عند سماعه كما ھو
معنى الفھم في لغة العرب فحينئذ ال بد من تنزيل ھذا الفھم على قواعد وأصول وضوابط ألن ال يكون الكتاب وكذلك السنة ال
2
تكون مفتوحة ھكذا لكل من أراد أن يفھم فليفھم ما شاء ،ال ،ال بد من ضابط يرجع إليه العالم سواء كان في فھم النصوص
الوحيين في استنباط األحكام الشرعية الحالل والحرام أو لفھم المعاني العامة معتقد وغيره ألن الكتاب كما ھو معلوم مصدر
التشريع لألمة اإلسالمية ألن السنة واإلجماع والقياس مرجعھا إلى الكتاب فھو األصل األصيل ،وكل أصل يُستنبط أو ُتؤخذ
أيضا مقاتل في ً ً
متفرعا عليه ،فلذلك ذكر منبثقا عن الكتاب ھو األصل األصيل وما عداه كله يكون ً من الشريعة يكون حينئذ
ْ ُ
يشاء ﴾ قال :علم القرآن .حينئذ الحكمة فس َِّرت ھنا في بعض األقاويل بأنھا الفھم َ َ
الحكمة َمن َ ُ ْ ْ
يؤتي ِ َ اآلية السابقة ﴿ ُ ِ
الذين َّ
آياتي ِ َ
عن َ ِ َ سأصرف َ ْ َ
واإلصابة في القرآن وبأنھا علم القرآن ولذلك قال ابن عيينة رحمه سفيان في قوله تعالى ُ ِ ْ َ ﴿ :
الحق ﴾ ] األعراف . [146 :قال :أحرمه نعمة القرآن .لماذا ؟ بغير ْ َ ِّ يتكبرون ِفي َ ْ ِ
األرض ِ َ ْ ِ َ َ َ َّ ُ َ
ألن األصل من التنزيل ھو الفھم واإلصابة .قال ابن مسعود رضي تعالى عنه :من أراد العلم فليسور القرآن فإن فيه
علم األولين واآلخرين .يعني :علم األصول أو أصول الدين وأصول الحالل والحرام موجودة في القرآن وإنما تحتاج إلى
تسوير بمعنى تفتيش وصح ونظر وتدبر وتأمل .
ًإذا علمنا ھذا نعلم ما السر في وضع ھذه المنظومة في ھذه الدورة وفي ھذه اإلجازة الصيفية لندرك بعض ما يتعلق
واقعا على منظومة ً بأسرار ھذا العلم الشريف وھو على التفسير وما ينبني عليه ذلك العلم وھو علوم القرآن ،وكان االختيار
التفسير التي سميت بـ )) :منظومة التفسير (( .وقيل :بأنھا )) منظومة الزمزمي (( .نسبة إلى مؤلفھا وكان األشھر أنه
ذكر في ترجمته أنه ألف منظومة في التفسير وذكر شارحھا بأنھا )) منظومة التفسير (( .
منظومة التفسير للشيخ األديب المفسر عبد العزيز الرئيس الزمزمي نسبة إلى زمزم -كما سيأتي -عز الدين بن علي بن
الشيرازي
ُّ البيضاوي
ُّ عبد العزيز بن عبد السالم بن موسى بن أبي بكر بن أكبر بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود
الزمزمي الشافعي ،ولد عام تسعمائة من الھجرة بمكة ،قدم جده األعلى علي بن محمد إلى مكة في سنة ُّ المكي
ُّ األصل ُ َّ
ثم
ثالثين وسبعمائة فساعد الشيخ سالم بن ياقوت المؤذن ليكون مؤذن لعله المسجد الحرام في ذلك الوقت في خدمة بئر زمزم ،
فلما ظھر له فضله نزل له عنه يعني :تنازل له عن بئر زمزم وخدمتھا فاشتغل علي بن محمد الذي ھو جد عبد العزيز
الزمزمي بخدمة زمزم فقيل له :الزمزمي ً .إذا الزمزمي نسبة إلى ماذا ؟ إلى بئر زمزم .
ولد عبد العزيز بمكة ونشأ بھا وأخذ العلم عن أھلھا وبرع في الفنون وله في األدب اليد الطولى وله تآليف ومنھا ذكر في
النقاية (( لجالل الدين السيوطي ،وشرح مقامات ترجمتھا كذا )) منظومة في التفسير (( وھي التي معنا نظم فيھا )) ُّ َ
الحريري ،وكتاب في الفتاوى ،وله شعر حسن توفي المترجم له سنة ست وسبعين وتسعمائة بمكة .
قديما واآلن ال ذكر لھا ،وإنما يعنون بھا العلماء الوافدين ،لذلك ً ُني ِبھا خاصة في ھذه البلد الحرام وھذه المنظومة قد ع ِ َ
شروحا عدة ولھم عليھا بعض الحواشي منھا : ً أكثر الشراح من األندلسيين ونحوھم فشرح
)) نھج التيسير شرح منظومة الزمزمي في أصول التفسير (( ھذا يكاد يكون أول شرح لھا لمحسن بن علي بن عبد
الرحمن المساوي الحضرمي توفي سنة أربع وخمسين وثالثمائة وألف -قريب العھد ألف ثالثمائة وأربع وخمسين ، -وعلى
ھذا الشرح حاشيتان مطبوعتان حاشية علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي ،وحاشية الشيخ محمد ياسين الفاداني المكي
.وھذا قريب ً
أيضا .
الشرح الثاني )) :التيسير شرح منظومة التفسير (( محمد يحيى أمان المدرس بمدرسة الفالح القديمة .
وشرح في الشرحين حينئذ نقول :ھذه المنظومة أصالً لعبد العزيز من ؟ الرئيس الزمزمي وكان من أعيان علماء مكة ُ ،
المذكورين ولجاللتھا عندھم درست في الصولتية المدرسة وكذلك مدرسة الفالح القديمة .
ً
مرارا أن المقدمة مقدمتان : قدم لمنظومته بمقدمة وھي التي تسمى عندھم بمقدمة الكتاب ،وسبق
مقدمة كتاب .
ومقدمة علم .
مقدمة العلم ھي التي يُعنى بھا المبادئ العشر
َ ْ َ
عشرة َ ٍّ
فن ك ِّل
إن مبادئ فن َ ْ َ
عشرة إن مبادئ ك ِّل َ ٍّ
) )
واالسم واالستمداد حكم الشارع والواقع وفضله ونسبة
) )
ومن درى الجميع حاز الشرف مسائل والبعض بالواو اكتفى
) )
3
ھذه سيأتينا بحثھا إن شاء في الدرس القادم .
واليوم نشرع في النظم وھي ما يسمى :بمقدمة الكتاب .
مقدمة الكتاب شاع عندھم أنه يذكر فيھا البسملة والحمدلة والشھادتين وأما بعد وبراعة االستھالل وتسمية نفسه وتسمية
ً
كثيرا . كتابه إلى ما يُذكر من الواجبات والمستحبات التي مر معنا ذكرھا
قال :بسم الرحمن الرحيم .
ًإذا افتتح المصنف أو الناظم رحمه تعالى منظومته )) منظومة التفسير (( بالبسملة ،وافتتاح الشعر الذي يكون في
العلوم واآلداب ھذا متفق عليه ال بأس به ،وإنما وقع خالف فيما عدا العلوم واآلداب ھل يجوز أن يفتتح الشعر بالبسملة أو
ال ؟ على خالف ذكرناه فيما سبق ،أما ھذه التي معنا فباالتفاق أنه يجوز أن يفتتح الشعر ألنھا آية والشعر في الجملة مذموم
جاء ذمه في الشرع فھل كل شعر مذموم ؟
ال .ليس كل شعر مذموم .وعليه إذا كان الشعر فيه ما فيه فحينئذ البسملة آية من آيات الكتاب ،ھل يجوز أن يُتقدم
بالبسملة بين يدي الدواوين والشعر ؟
المسألة فيھا خالف لماذا ؟
ألن الشعر كما ذكرت لكم أنه فيه ما فيه من حيث األنواع ،والبسملة جاء في الحديث » :كل أمر ذي بال « .يعني :كل
شرعا .فھل يھتم الشرع بالدواوين ونحوھا ؟ ً أمر ذي بال وشأن يھتم به
مؤديا إلى حفظ لغة العرب فحينئذ جاء من قبيل ما ال يتم الواجب به فھو واجب لماذا ً الجواب :في الجملة ال ،إال إذا كان
؟
ألن القرآن والسنة بلسان عربي ،والقرآن على جھة الخصوص نزل بلسان عربي مبين حينئذ ال يمكن فھم لسان العرب
الذي ھو القرآن إال بفھم لسان العرب الذي نقل عن العرب أنفسھم .
) بسم الرحمن الرحيم ( نقول ً :إذا ال بأس باالبتداء بھا في ھذه المنظومة باإلجماع ألنھا مما اشتمل على العلم
واآلداب ،ابتدأ المصنف نظمه بالبسملة ألمور :
أوال :اقتداء بالكتاب العزيز .ألنه مفتتح بالبسملة . ً
ثانيا :اقتداء بالسنة الفعلية .ألن النبي كان إذا كتب الرسائل افتتحھا بـ :بسم الرحمن الرحيم إلى ھرقل عظيم ً
الروم كما جاء في صحيح البخاري .
الثالث :إن صح الحديث فيقال بالسنة القولية » :كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بـ بسم الرحمن الرحيم فھو أبتر « » .
شرعا ال يُبدأ فيه بـ بسم الرحمن الرحيم فھو أبتر -يعني كاألبتر . - ً كل أمر ذي بال « .يعني :كل شيء ذي بال يُھتم به
حسا تم الكتاب كتابته وطباعته ولم تذكر فيه حسا إال أنه ناقص من جھة المعنى لو تم ً أي ناقص البركة قالوا :فھو إن تم ً
حسا إال إنه ناقص من جھة المعنى .لماذا ؟ البسملة فحينئذ يقل النفع يعني :وإن تم ً
حسا بأن لم يتمه بالفعل ،وإما مقطوعا إما ً
ً الذنب فحينئذ ال بد أن يكون ألن النبي حكم بأنه أبتر ،واألبتر ھو مقطوع َّ َ
الذنب أو أن يكون من جھة المعنى فھو إن تمه أو أتمه فحينئذ ال بد أن يصدق عليه الحديث فھو أبتر ال بد أن يكون مقطوع َّ
الذنب ،فحينئذ الغاية المرجوة من كتابة الكتاب وتأليف المؤلف ھو نفع الناس فحينئذ إذا نقص النفع حصل ماذا ؟ كمقطوع َّ َ
حصل البتر وقل ھذا على جھة التنزل مع صحة الحديث .
األمر الرابع :إجماع المصنفين والمؤلفين .قال ابن حجر رحمه تعالى :وقد استقر عمل األئمة المصنفين على افتتاح
كتب العلم بالتسمية وكذا معظم كتب الرسائل .ذكره في مقدمة شرح البخاري وقد استقر عمل األئمة المصنفين على افتتاح
كتب العلم بالتسمية وكذا معظم كتب الرسائل ً ،إذا ھذه سنة عملية من جھة أھل العلم كأربعة أمور شرع الناظم في ابتداء
منظومته بالبسملة .
ُعلت البسملة َ
البسملة األحاديث فيھا من جھة المفردات يطول ولكن كالم مختصر ال بد منه في كل موضع يتعلق بما ج ِ ِ
مبدأً له في ذلك الفن ،والبسملة آية وال ينبغي للطالب أن يتضجر من التفقه والنظر في اآلية ألن البسملة كما ھو معلوم آية
الرحمن َّ ِ ِ
الرحيم ﴾ ] النمل [30 :حينئذ النظر فيھا َّ ْ َ ِبسم َّ ِ
وإنه ِ ْ ِ إنه ِمن ُ َ ْ َ َ
سليمان َ ِ َّ ُ يُفتتح بھا كل سورة سوى براءة وجزء آية ﴿ ِ َّ ُ
من جھة اإلعراب ،النظر فيھا من جھة معانيھا ،النظر فيھا من جھة صرفھا وبيانھا يكون من أي حيثية ؟
يكون من باب التفقه في الكتاب ،والبعض يتضجر من أي كالم يتعلق بالبسملة كأنھا خارجة عن موضوع العلم بالكلية
الحمد ِّّ َ ِS
رب كأنھا من فضول العلم ،ال ،ليس بصحيح بل ھي آية فحينئذ يكون النظر فيھا كالنظر في غيرھا كأنك تقرأ ﴿ ْ َ ْ ُ
4
الحمد ّ ﴾ ِSھذا مبتدأ ﴿ ّ ﴾ ِSھذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ،كونك تعرف أن العالمين ﴾ ] الفاتحة [2 :تقول ُ ْ َ ْ ﴿ : َْ َِ َ
ھذه جملة اسمية لھا مدلول غير كونھا جملة فعلية فيختلف المعنى من داللة الجملة االسمية وداللة الجملة الفعلية ،ونحن اآلن
نبحث في مقدمات التفسير والتفسير مبناه على لغة العرب فحينئذ ال ضجر وال تضجر .
) بسم الرحمن الرحيم (كما ھو معلوم أن الجار والمجرور ال بد أن يتعلق بمحذوف ألنه حرف جر أصلي ،وعلى
الصحيح قيل :حرف جر زائد الباء .واألصح أنه حرف جر أصلي فحينئذ ال بد من متعلق يتعلق به الجار والمجرور ال بد
للجار من التعلق بالفعل أو معناه نحو مرتقي وأحسن ما يقال :أنه فعل مؤخر مناسب .يعني :خاص مناسب بالمقام ،فعل ال
اسم ،لماذا ؟
ألن األصل في العمل األفعال ،إذا بسم ھذا متعلق بمحذوف ھذا المحذوف واجب حذفه ألن الجار والمجرور ھنا ً
اقرأْ
ري مُجْ َرى المثل ،يعني ال يجوز النطق به .وما ورد النطق بالمتعلق في الكتاب أو السنة ﴿ ْ َ متعلقا بمحذوف ُ
وأجْ ِ َ ً صار
خروجا عن المقصود ،والخروج عن المقصود ألمر ما ال ينافي أصل ً ربك ﴾ ] العلق [1 :ھذا لالھتمام بالقراءة يعني باسم َ ِّ َ
ِ ِْ
قاعدة كما ھو معلوم في شأن القواعد العامة ،كل قاعدة فقھية أو نحوية أو غيرھا نقول :األصل فيھا عمومھا لكن ال يمنع أو
يبطل عمومھا أو كونھا قاعدة أو أصل أو قضية كلية ال يمنع ذلك من استثناء بعض األفراد ،وھذا مطرد في كل العلوم ،
الذي َ َ َ
خلق ﴾ ] العلق ربك َّ ِ
باسم َ ِّ َ حينئذ بسم نقول :ھذا متعلق بمحذوف ال يجوز ذكره فإن ذكر في نحو قوله تعالى ْ َ ْ ﴿ :
اقرأ ِ ْ ِ
اقرأْ ﴾ ھذا ھو المتعلق الذي نريد أن نقدره ھنا وقد نطق به نقول :ھذا خروج عن القاعدة ألمر ما لنكمل الفائدة أھم َ ْ ﴿ [1 :
من حذف المتعلق الذي معنا وھو االھتمام بالقراءة ألن المقصود ھناك ليس التبرك بـ :بسم ،وإنما المقصود أن األعظم
واألعلى أن المقام مقام تنزيه القرآن دين تشريع ،فحينئذ نقول المقام ھنا في مقام القراءة فھي أھم من المتعلق الذي يحصل
أو يجب حذفه في ھذا المقام الذي معنا ،كذلك » باسمك ربي وضعت جنبي « نقول :التصريح به ال ينفي أن يكون األصل
واجبا ،فعل ألن األصل في العمل األفعال فرع في األسماء ،العمل الرفع والنصب والجر ً أنه محذوف وھذا الحذف يكون
ً
والجزم ھذا األصل فيه أن يكون للفعل ال لالسم ،حينئذ إذا تردد المعمول الذي معنا بين أن يكون المحذوف فعال أو ً
اسما
فاألولى أن يكون فعالً ،لماذا ؟
اسما لھذه النكتة . ألن األصل في العمل األفعال ًإذا قدرناه فعالً ال ً
مؤخرا لماذا ؟ً مقدما .تقول :بسم أقرأ ُ . ً مؤخرا يعني :ال ً أن يكون
ُ
لفائدة وھي القصر والحصر ،والقصر والحصر بمعنى وھو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه ،بسم أقرأ ال
باسم غيره .ألن تقديم ما حقه التأخير يفيد ماذا ؟
نعبد ﴾ ] الفاتحة . [5 :فنحن نقرأھا في كل ركعة ال تجزأ إياك َ ْ ُ ُ
يفيد االختصاص والقصر والحصر مثل قوله تعالى َ َّ ِ ﴿ :
نعبد ﴾ أصلھا :نعبدك .فعل وفاعل ومفعول به َِلم قدمت إياك إياك َ ْ ُ ُ
نستعين ﴾ ] الفاتحة َ َّ ِ ﴿ [5 : وإياك َ ْ َ ِ ُ
نعبد ِ َّ َإياك َ ْ ُ ُ
ركعة إال بـ ﴿ ِ َّ َ
؟
إلفادة الحصر ،ما معنى الحصر ؟
يعني :ال نعبد إال إياك .انظر ھذا المعنى الزائد عن اللفظ ال نعبد إال إياك حصر العبادة في ،ونفي العبادة عن كل ما
مطلقا عن كل ما سواه ،بسم ً نستعين ﴾ أي :ال نستعين إال إياك .إثبات االستعانة با عز وجل ونفيھا وإياك َ ْ َ ِ ُ
سوى َ َّ ِ ﴿ ،
نعبد ﴾ وھذا الحصر استفدناه من مطلقا ًإذا المعنى موجود كما ھو ھناك في ﴿ ِ َّ َ
إياك َ ْ ُ ُ ً أستعين وأتبرك بسم ال بسم غيره
ماذا ؟
ُ
من تقديم ما حقه التأخير بسم أقرأ يعني :ال بسم غيره .
أيضا الفائدة الثانية :أن ال يتقدم على اسم غيره ،يعني االھتمام .االھتمام به لئال يتقدم على اسم غيره ،حينئذ لو ً
قيل أقرأ أو أنظم بسم أو قال :أنظم باسمه .تقدم الفعل وھو داللته على الحدث وھو النظم تقدم على اسم وھذا مخالف
لألصل .
خاصا لماذا ؟ ً ً
مؤخرا ثم يكون أخر العامل قدر ِّ ُ
ًإذا ھاتين الفائدتين َ
قالوا :ألن كل من بسمل فقد أضمر في نفسه ما جعل البسملة مبدأً له ،كل من بسمل كل من قال بسم في أي قول فعل
مقدمة له ،ال يمكن أن يقول : ً نوم سفر أكل شرب ...إلى آخره ال بد أنه قد نوى في نفسه الفعل والحدث الذي جعل البسملة
بسم .ويشرب وينوي في قلبه أنه سينام يمكن ؟
ًإذا إذا قال :بسم .وشرب حينئذ نقول :قدر في نفسه ماذا ؟
5
بسم أشرب ،لو وضع جنبه وأراد أن ينام قال :بسم أنام .حينئذ يقدر في كل موضع بحسب الفعل الذي جعل
المتكلم والناطق للبسملة ما جعل البسملة مبدأً له ،فالمسافر يقدم بسم أسافر ،واآلكل بسم آكل ،والشارب بسم
أألف ،والقارئ يقول :بسم أقرأ ...إلى آخره حينئذ لھذه الفائدة وھي كون أنظم أو ُ َ ِّ
أشرب وھلم جر ،وھنا :بسم َ ْ ِ ُ
خاصا ليدل على ما جعل البسملة مبدأً له وھو الناطق والمتكلم بھا . ً متعلق البسملة الجار والمجرور
بسم الرحمن الرحيم ذكرنا أن بسم جار ومجرور متعلق بمحذوف وھو مضاف ولفظ الجاللة مضاف إليه وھو
تخفيفا ثم أدغمت الالم في الالم ثم فخمت ألجل التعظيم فقيل . : ً مشتق على الصحيح وأصله :اإلله .حذفت الھمزة
أيضا من النكات والفوائد في ھذا الموضوع أن يقال :بسم ھذا يحتمل اإلضافة ،مضاف ومضاف إليه .إما ً بسم
اإلضافة من اإلضافة البيانية ،وإما من إضافة االسم إلى المسَّمى .
وعي ولوحظ اللفظاإلضافة البيانية :أن يكون المراد اللفظ .بسم ھذه نكرة أضيف إلى لفظ الجاللة ،إلى اللفظ إن رُ ِ َ
كانت اإلضافة بيانية ،فحينئذ يصح اإلخبار بالمضاف إليه عن المضاف فيكون التقدير ِبسْ ٍم ھُو ُ حينئذ استعان بماذا ؟
بلفظ الجاللة باالسم واالستعانة والتبرك باالسم استعانة بالمسمى من باب األولى واألحرى ،وھذا متى ؟
إذا جعلنا اإلضافة بيانية ِبسْ ٍم ھُو ُ جعلت المضاف إليه خبر عن المبتدأ الذي ھو اسم ،وإن جعلت اإلضافة من إضافة
االسم إلى المسمى يعني الحظت المسمى الحظت المسمى حينئذ تكون اإلضافة مسماة عندھم عند البيانيين بإضافة االسم
﴾ ] إبراھيم . [34 :فيكون من باب إضافة النكرة نعمت ّ ِ وإن َ ُ ُّ ْ
تعدوا ِ ْ َ َ إلى المسمى فيكون التقدير كما ھو في قوله تعالى ِ َ ﴿ :
إلى المعرفة فيصير من صيغ العموم بكل اسم ھو صار المعنى بسم أي :بكل اسم ھو سمى به نفسه أو أنزله في
أحدا من خلقه أو استأثر به في علم الغيب عنده .ألنه صار من صيغ العموم فانظر الفرق بين المعنيين . كتابه أو علمه ً
إن لوحظ اللفظ لفظ الجاللة صارت اإلضافة بيانية فيكون متعلق البسملة أو التبرك أو التيمن أو االستعانة ھو لفظ الجاللة
فقط ،فيستلزم االستعانة والتبرك باالسم ألن االسم للمسمى كما قال ،االسم للمسمى .األسماء الحسنى ًإذا االسم للمسمى ،
تحصوھا ﴾ ] إبراھيم نعمت ّ ِ
َال ُ ْ ُ َ وإن َ ُ ُّ ْ
تعدوا ِ ْ َ َ وعلى الثاني اإلضافة إضافة االسم إلى المسمى تكون اإلضافة على حد قوله ِ َ ﴿ :
. [34 :حينئذ يصيغ من صيغ العموم .
بسم ،المراد به أو المعنى ما معناه ؟
ذو األولھية والعبودية على خلقه أجمعين ألن اإلله مشتق ھذا ھو الصواب أنه مشتق بمعنى أنه يدل على ذات متصفة
بصفة ولذلك وقع نزاع ھل لفظ الجاللة مشتق أو جامد ؟
جامد بمعنى أنه ال يدل على معنى تطلق على مسمى علم فقط ،مجرد عن المعنى كما تقول :زيد .ال يدل على معنى ،
تقول :صالح .يسمى الرجل صالح وليس له معنى ،ھل لفظ الجاللة يدل على معنى أو ال ؟
نقول :الصواب أنه يدل على معنى ،وھو ذات متصفة باإللھية وھي :العبودية .ألن إله فعال مشتق من أله أصله أله
يأله إلھة وألوھة وإلوھية ،وھذا مأخوذ من معنى التعبد كما قال رؤبة :
أي :تعبدي .وھذا ھو الحق أنه مشتق قوله :بأنه جامد .ال دليل عليه ،وابن القيم رحمه قال :من نسب القول
ْ
بالجُمود لسيبويه قال :أخطأ عليه .ألنه نسب إلى سيبويه أنه يقول :جامد .والصواب أنه مشتق ،وأن معناه العبودية ،إله
يعني :معبود .فعال بمعنى مفعول .
) بسم الرحمن الرحيم ( .الرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة إال أن الرحمن أشد مبالغة من
غالبا ،رحيم أربعة أحرف ورحمن خمسة أحرف حينئذ ال بد من زيادة الرحيم ألن زيادة البناء تدل على زيادة في المعنى ً
في المعنى ألنه جاء على وزن فعالن ،وفعالن كما يقول ابن القيم رحمه :يدل على االمتالء .والرحيم جاء على وزن
فعيل حينئذ نقص حرف فال بد من فرق بينھما ،حينئذ نقول :اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة كل منھما يدل
على المبالغة يعني كثرة الرحمة إال أن الرحمن أشد مبالغة وأكثر من الرحيم ،ألن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى ،
الرحمن يدل على صفة قائمة في الرب جل وعال ذاتية والرحيم يدل على تعلقھا بالمرحوم .
عام ألنه يشمل الرحمة لكل الخلق يعني :يشمل رحمة الكافر والمؤمن بل والبھائم ، ً
أيضا ٌ الرحمن من جھة المعنى
والرحيم ھذا خاص بالمؤمنين .
6
الرحمن من جھة المعنى نقول :عام .ومن جھة اللفظ خاص أي ال يجوز إطالقه على غير الرب جل وعال كاسم الجاللة
خاص ولذلك قيل :ھو االسم األعظم .الرحمن ھذا خاص ال يجوز أن يسمى به غيره أما الرحيم فھو من جھة اللفظ ٌّ ،
ً
خاصا ألن متعلقه المؤمنون . عامة فيجوز تسميته أو إطالقھا على المخلوق ألنه من جھة المعنى يكون
والرحيم كما تقول :جاء زيد الرحيم .تصف به لكن ال يقال الرحمن وأما تسمية مسيلمة الكذاب بالرحمن ھذا من باب
تعنته كما سبق بيانه .
ِّ َ ُ ِّ َ ُ
) بسم الرحمن الرحيم ( أألفُ أو أنظم ،الباء ھذه لالستعانة أو للمصاحبة على وجه الخطاب ،أألفُ حال كوني
ً
متبركا به ،والتبرك ھو :التيمن والفوز بالبركة . ً
مستعينا بذكره
قال رحمه تعالى :
عطر َ ْ ِ
األردان النبي َ ِ ِعلى َّ ِ ِّ ) المنزل ُ ُ ِ
للفرقان تبارك ُ ْ ِ
َ َ َ
)
يغشاهُ ْ
دائما َ َ ً سالم
مع َ ٍ َ ) عليه َ َّ
صلى ُ ِ ُ َ َّ ٍ
محمد
)
عقدْ
الجمان ِ ُ ُ َ ِ ْ
فھذه ِمثل ُ َ ِِ ) وبعد وآله َ ْ ِ ِ
وصحبه ُ ْ َ ، ِِ
)
به َ ِ ْ ُ
يحير لمن ِ ِ ِبداية ِ َ ْ ً ھو َّ ْ ِ ْ ُ
التفسير ضمنتھا ِ ً
علما ُ َ َ َّ ْ ُ
) )
غايةْ نظامھا في َ َ َ
مھذبا ً ِ َ ِّ ُ َ النقايةْ
نظما ِمن ُّ ََ أفردتھا َ ًَْ َُْ ْ
) )
يعينومن ُ ِ ْ ُ
الھادي َ ْ ِ َّ ُ
ألنه وأستعين ) َ
ستھدي ْ َ ِ ْ ُ َ
و أ ْ َ َ
)
النبي ( ھذا يسمى عند البيانيين اقتباس ألنه اقتبس ھذا البيت من للفرقان ** على َّ ِ ِّ المنزل ُ ُ ِ تبارك ُ ْ ِ
قوله رحمه تعالى َ َ َ ) :
عبده ﴾ ] الفرقان . [1 :فحينئذ يكون ھذا الشطر ونصف على َ ْ ِ ِ نزل َ ْ ُ ْ َ َ
الفرقان َ َ تبارك َّالِذي َ َّ
قوله تعالى في أول سورة الفرقان َ َ َ َ ﴿ :
حديثا ال على أنه منه يعني ال يصرح يقول :قال ً اقتباسا ،واالقتباس عند البيانيين ھو أن يضمن الكالم ً
قرآنا أو ً الشطر
تعالى أو قال رسول ألنه لو صرح لخرج عن كونه اقتباس ،حينئذ نقول :االقتباس ھو أن يضمن نثره أو شعره ما
وقع في القرآن أو في السنة ال على أنه منه أي :ال على وجه يُشعر بأنه من القرآن أو من السنة بأن يقال :قال تعالى :
مقتبسا ،لو قال :قال » :إنما ً الفرقان ﴾ ] الفرقان . [1 :لو قال :قال تعالى .خرج عن كونه نزل َ ْ ُ ْ َ َ تبارك َّ ِ
الذي َ َّ ﴿ ََ َ َ
مقتبسا ،وإنما يذكر القول كأنه من قوله ھو ولكنه في األصل يكون من قول الرب جل ً األعمال بالنيات « .لخرج عن كونه
ً
اقتباسا . وعال أو من كالم الرسول صلى عليه وآله وسلم ،فإن صرح قال تعالى أو قال رسول فحينئذ ال يكون
ثم ھو أقسام االقتباس ألنه إما من القرآن أو الحديث ،إما أن يكون في النظم أو في النثر ،أربع :قرآن في نظم أو نثر ،
حديث في نظم أو نثر .قد ينقل بلفظه قد يتكلم الواعظ وال يقول :قال » :إنما األعمال بالنيات « .فيقول :إنما األعمال
ً
اقتباسا ،أو نقل لفظا ومعنى يقول :إنما األعمال بالنيات .ھذه يسمى بالنيات .يقتبس كالمه وكأنه أجاب بما تضمنه الحديث ً
تغيير يسير ال يضر أصل المعنى ،ال يغير ٍ تغيير يسير كما فعله الناظم ھنا يعني :ينقل اللفظ من القرآن أو من السنة مع ٍ مع
أصل المعنى يعنى يبقى المعنى على أصله ،والمراد أصل المعنى يعني ما يُفھم من فحوى الكالم الذي دل عليه اإلسناد
تبارك ُ ْ ِ
المنزل ُ للفرقاِن عبده ﴾ ] الفرقان [1 :ھل يأتي مثله ) َ َ َعلى َ ْ ِ ِ نزل َ ْ ُ ْ َ َ
الفرقان َ َ الذي َ َّ تبارك َّ ِ
المسند والمسند إليه ألنه يقال َ َ َ َ ﴿ :
أبدا ال يمكن أليس كذلك ؟ على َّ ِ ِّ
النبي ( ً
تغير المعنى أو ال ؟
نقول :فيه تفصيل ،إن كان المراد تغير تمام المعنى وبالغة المعنى ال شك ،ألن الثاني الذي ھو شطر البيت أنزل من
األول ،وإذا كان المراد أنه تغير أصل المعنى ما دل عليه المسند والمسند إليه فالجواب ال .
ُغي ُر مع بقاء ًإذا مع المحافظة على ما دل عليه الكالم في أصل معناه ھذا شرط في االقتباس ثم قد يبقى على لفظه وقد ي َ َّ
المعنى األصلي ،وأما تمام المعنى فھذا ال شك من تغيره لماذا ؟
7
الوعاظ والكتاب واألدباء حينئذ ال بد وأن يكون أنزل ألنه ال َّ ألن القرآن أفصح وأبلغ وما طرق إليه الناظم أو غيره من
َ َ ُ
الفرقان ﴾ قال َ ﴿ :على َ ْ ِ ِ
عبده ﴾ ] ْ
الذي نزل َ ْ َ َّ َ َّ
تبارك ِ َ تبارك ُ ْ ِ
المنزل ُ ( قول جل وعال َ َ َ ﴿ : يمكن أن يساوي قول المصنف ھنا ) َ َ َ
النبي ( .ووصف العبودية أبلغ في ھذا المقام من وصف النبوة ،فلذلك الفرقان [1 :أتى بوصف العبودية ھنا قال ) :على َّ ِ ِّ
نقول :قد يتغير تمام المعنى ويبقى أصل المعنى على أصله وھو من حيث الحكم الشرعي ھذا فيه نزاع ھل يجوز االقتباس
أو ال ؟
جماھير أھل العلم على الجواز لكن بشرط عدم التغيير الكثير وبشرط استعماله فيما يليق من المعاني .
لفظيا كثير حينئذ أخرجه ًّ ً
تغيرا ًإذا نقول :الجماھير على جواز االقتباس بشرط عدم التغيير الكثير ألنه أخرجه لو غيره
عاديا ،وبشرط استعماله فيما يليق من ًّ ً
كالما ً
شرعا وإنما ينتفي االقتباس فصار على أصله فانتفى االقتباس ،ال ألنه ال يجوز
ربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين « .ھذا اقتباس من القرآن المعاني وحجتھم حديث » :أكبر َخ ِ َ ْ
أو ال ؟
اقتباس من القرآن ،وأما اإلمام مالك رحمه تعالى فمنعه
ولكن الجماھير على األول ولذلك ذكر بعضھم أن االقتباس ثالث أقسام :مقبول ،ومباح ،ومردود .والقبول واإلباحة
ھنا المراد بھا ماذا ؟
ردا من جھة عدم الذوق البياني وقد القبول من حيث الذوق البياني والبالغي وإال اإلباحة حكم شرعي والرد قد يكون ً
يكون من جھة حكم الشرعي والمراد ھنا الحكم الشرعي .
فاألول :وھو المقبول ما كان في الخطب والمواعظ .
والثاني :المباح ما كان في الرسائل والقصص .
والثالث :الذي ھو المردود على قسمين :
األول :ما نسبه سبحانه وتعالى إلى نفسه .قال السيوطي رحمه تعالى :ونعوذ با ممن ينقله إلى نفسه .ما نسبه
ُكي عن أحد بني المروان أنه وقع على مطالعة فيھا شكاية عماله فكتب إلى نفسه ونعوذ با ممن ينقله إلى نفسه كما ح ِ َ
حسابھم ﴾ ] الغاشية . [26 ، 25 :ھذا ال يجوز ،ھذا مردود اقتباس باطل لماذا ؟ علينا ِ َ َ ُ ْإن َ َ ْ َ ابھم * ُ َّ
ثم ِ َّ إن ِ َ ْ َ
إلينا َِإي َ ُ ْ فيھا َّ ِ ﴿ :
ھل ْ َ َ ْ ِ
امتألت نقول ُ ِ َ َ َّ َ
لجھنم َ ِ يوم َ ُ
ألن ھذا المعنى وھذا اللفظ من اختصاص الرب جل وعال .يقول لك :ال ينفع أن يقتبس ﴿ َ ْ َ
مزيد ﴾ ] ق ، [30 :ال نقول :ھذا اقتباس باطل ألنه مما يختص به الرب جل وعال . وتقول ُ َھلْ ِمن َّ ِ ٍ َ َُ
دين ﴾ ] الكافرون ولي ِ ِدينكم َ ِ َ ھزل .يھزل ويسخر فيأتي بآية كما يقوله بعض العامة ﴿ َ ُ ْ
لكم ِ ُ ُ ْ الثاني :تضمين آية في معنى َ َ
[6 :نقول :ھذا باطل ھذا ال يجوز لماذا ؟ لكونه ضمن آية في معنى ھزل كأنه يقول لك :يعني أنتم لكم إسالم ونحن لنا
إسالم خاص يكون ھذا التضمين أو االقتباس ھذا باطل .
ًإذا قول المصنف ھنا رحمه :
النبي ( ھذا توفر فيه شرطا االقتباس وھو عدم التغير الكثير واستعماله فيما يليق من للفرقان ** على َّ ِ ِّ المنزل ُ ُ ِ تبارك ُ ْ ِ ) َ َ َ
المعاني لماذا ؟
لما سقناه لما بدأ بالبسملة َ ِ - ألنه ساق اآلية ھنا مع التغير اليسير في معنى ممدوح وھو الثناء على الرب جل وعال ألنه َ َّ
من األدلة أو اآلثار -أراد أن يثني على الرب جل وعال ،والمراد به أن يحصل بما يذكره الثناء فيحصل الحمد حينئذ ألن
السنة عندھم على تقسيم الحديث السابقة » كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بـ :بسم « .في بعض الروايات » :بالحمد « S
8
.حينئذ كان من المستحسن أن يجمع بين البسملة والحمد ،والمقصود بالحمد ھل المقصود به لفظ الحمد عينه أم بما يدل على
الحمد وھو الثناء ؟
وخصه بعضھم باألول والصواب الثاني ،أن المراد به الثناء حينئذ أراد أن يثني على الرب جل وعال َّ ال شك أنه الثاني ،
النبي ( . َّ
للفرقان ** على ِ ِّ ِ ُ المنزل ُ ْ
تبارك ُ ِ فأتى بھذا االقتباس ًإذا نقول :ھو ممدوح وھو محمود ولذلك ذكره ھنا ) َ َ
َ
تبارك ( تفاعل مأخوذ من البركة المستقرة الثابتة الدائمة .قال أبو جعفر الطبري رحمه تعالى :وھو كقول القائل ) َ َ َ
تقدس ربنا ً .إذا تبارك بمعنى تقدس وتعالى وتعاظم أي تبارك -ھذا كالم الطبري -أي تبارك الذي نزل الفصل بين الحق َ َ َّ
نزلَ ﴾ . فصل وسورة بعد سورة مأخوذ من قوله َّ َ ﴿ : ٍ فصل وسورة بعد سورة ،ھذا المأخوذ فصالً بعد ٍ والباطل فصالً بعد
فعل -كما سبق معنى في البناء -أنه يأتي للتكثير حينئذ التكثير يحصل ألن التنزيل تفعيل من التكثير والتكرار ألن صيغة َ َّ َ
الفرقان ﴾ ] الفرقان [1 :يحصل بماذا ؟ نزل َ ْ ُ ْ َ َ الذي َ َّ تبارك َّ ِ
بماذا ھنا ؟ ﴿ َ َ َ َ
منجما وھذا سيأتي . ً فصل ،سورة بعد سورة ،آيات بعد آيات ،يعني كونه نزل ٍ فصال بعد ً يحصل بكونه
تبارك ﴾ عرفنا المراد بتبارك . ﴿ ََ َ َ
أنزل َ ﴾ ] الذي ََ ب َّ ِ َ رسوله َ ْ ِ َ
والكتا ِ على َ ُ ِ ِ نزل َ َ َ الذي َ َّ والكتاب َّ ِ
الفرقان ﴾ نزل فعل من التكرر والتكثير كقوله ِ َ ِ ْ َ ﴿ : نزل َ ْ ُ ْ َ َ الذي َ َّ ﴿ َّ ِ
نزل وأنزل ما الفرق بينھما ؟ فرق َ َّ النساء [136 :انظر َ َّ
رسوله َ ْ ِ َ ِ
والكتاب على َ ُ ِ ِ نزل َ َ َ الذي َ َّ والكتاب َّ ِ
أنزل َ ﴾ جملة واحدة ِ َ ِ ْ َ ﴿ ، مفرقا و ﴿ َ َ ً ً
منجما نزل َ ﴾ ھذا فيه إشارة إلى كونه َ َ َ
نزل ﴿ َ َّ
وأحكاما بعد أحكام ً مفصال آيات بعد آيات ً ً
مفرقا منجماً أنزل َ ﴾ ألن الكتب المتقدمة كانت تنزيل جملة واحدة والقرآن نزل الذي َ َ َّ ِ َ
كفروا َ ْ َ
لوال الذين َ َ ُ وقال َ َّ ِ َ أنزل عليه كما قال جل وعال في أثناء السورة َ َ ﴿ : ُ
اعتناء بما ْ ِ َ ً وسور بعد سور ،وھذا أشد وأبلغ وأشد
تفسيراً ﴾ ] وأحسن َ ْ ِ بالحق َ َ ْ َ َ جئناك ِ ْ َ ِّ
بمثل َِّإال ِ ْ َ َ يأتونك ِ َ َ ٍ وال َ ْ ُ َ َ ترتيال * َ َ ادك َ َ َّ ْ َ
ورتلناهُ َ ْ ِ ً فؤ َ َ به ُ َ كذلك ِ ُ َ ِّ َ
لنثبت ِ ِ واحدة َ َ ِ َ
ملة َ ِ َ ً القرآن ُج ْ َ ً
عليه ْ ُ ْ ُ نزل َ َ َ ْ ِ ُ ِّ
فرقانا ألنه يفرق بين الحق والباطل والھدى والضالل والغيِّ والرشاد ً الفرقان . [33 ، 32 :ولذلك سماه ھنا الفرقان سماه
عبده ﴾ أتى بوصف العبودية ألنه صفة مدح وثناء لماذا ؟ على َ ْ ِ ِ الفرقان َ َ نزل َ ْ ُ ْ َ َ الذي َ َّتبارك َّ ِ والحالل والحرام َ َ َ َ ﴿ ،
أسرى ِ َ ْ ِ ِ
بعبده ﴾ ] الذي َ ْ َ سبحان َّ ِألن العبودية الخاصة أخص األوصاف ولذلك ذكرت في أعلى المواقف جاء في اإلسراء ﴿ ُ ْ َ َ
قام ﴾ َ
لما َ وأنه َ َّ َ
عليه ِ َلبداً ﴾ ] الجن ُ َّ َ ﴿ [19 : يكونون َ َ ْ ِ كادوا َ ُ ُ َ يدعوه َ ُ
َْ ُ ُ عبد َّ ِ قام َ ْ ُ لما َ َ اإلسراء [1 :وجاء في مقام الدعوة ﴿ َ َ َّ ُ
وأنه َ َّ
عبده ﴾ . على َ ْ ِ ِ نزل َ ْ ُ ْ َ َ
الفرقان َ َ الذي َ َّ تبارك َّ ِ ًإذا بالدعوة يدعوكم ،وكذلك جاء في ھذا المقام وھو مقام التنزيل واإلنزال ﴿ َ َ َ َ
تبارك ﴾ تفاعل اختلف في معناه فقال تبارك ﴾ عرفنا أن المراد به تعاظم وتعالى ،وذكر الطبري رحمه قال َ َ َ َ ﴿ : ﴿ ََ َ َ
الزجاج ﴿ : تبارك ﴾ بمعنى تقدس والمراد بھما العظمة .وقال َّ َ الفراء :ھو في العربية وتقدس واحد وھو للعظمة .يعني َ َ َ َ ﴿ :
تبارك ﴾ تعالى ،وقيل تعالى عطاؤه أي : تبارك ﴾ تفاعل من البركة .قال :ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير ،وقيل َ َ َ َ ﴿ : ََ َ َ
زاد وكثر ،وقيل :دام وثبت إنعامه .قال النحاس :وھذا أوالھا في اللغة واالشتقاق .يعني :دام وثبت إنعامه ،ولذلك ذكر
تبارك ﴾ أي من البركة ،تفاعل من البركة الدائمة المستقرة الثابتة إشارة إلى قول النحاس سابقا َ َ َ َ ﴿ - ً ابن كثير -كما ذكرناه
ھناك .قال النحاس :وھذا أوالھا في اللغة واالشتقاق ألنه مأخوذ من برك الشيء إذا ثبت .ومنه سميت البركة بركة لماذا ؟
كالبركة بكسر الباء ِبرْ كة كلمة مستقرا بخالف الماء الجاري وھذا الفرق بينھما الماء الجاري ليس ِ ً ً
كثيرا ألن الماء يكون
ً
فعال لماذا ؟ صحيحة
برك الشيء إذا ثبت ومنه برك الجمل والطير على وثابتا .ھنا مأخوذ من َ َ َ ً ً
مستقرا الستقرار الماء وكثرته يكون الماء
الماء أي دام وثبت ً ،إذا نقول :البركة دوام الخير وكثرته .وعليه ال خير أكثر وأدوم من خيره سبحانه وتعالى .ولذلك لھذا
السبب ال خير أكثر وأدوم من خيره جل وعال ال يجوز إطالقه على غير الباري جل وعال ،ال يقال في حق أحد من الخلق
تبارك وال في حق النبي ،ألنه يدل على المبالغة والَكثرة في ماذا ؟
كنت ﴾ ] مريم ً [31 :إذا ُ ْ ِ َ
أطلق أين َما ُ ُ مباركا ً َ ْ َ وجعلني ُ َ َ في حصول البركة وما عداه يجوز لكن يقال مبارك أو فيه بركة ﴿ َ َ َ َ ِ
لفظ مبارك ،وكذلك يطلق على الشيب 44.55بأن فيه بركة أليس كذلك ؟ » إن من الشجر شجرة بركتھا كبركة المسلم «
تبارك على صيغة تفاعل الدالة على ومبارك .أما َ َ َ َ ِ مباركَ ًإذا أثبت النبي أن للمسلم بركة حينئذ يقال :فيه بركة .ويقال :
المبالغة وعلى وصول الشيء إلى منتھاه وغايته نقول :ھذا ال يجوز في غير الرب جل وعال .ولذلك قال بعضھم :ال يصح
تبارَك ھل له أمر ؟ ليس له أمر ،ھل له مضارع ؟ ليس له مضارع . مضارع وال أمر َ َ ٌ أن يجيء منه
9
تبارك مراد به تعاظم وتعالى جل وعال والتعاظم ھنا لكثرة المنزل ُ ( ًإذا عرفنا أن َ َ َ تبارك ُ ْ ِ
للفرقان ( َ َ َ ) . المنزل ُ ُ ِ تبارك ُ ْ ِ ) َ َ َ
وجه وأبلغه كما يُشعر بذلك اشتقاقه على صيغة تفاعل المسند إليه ٍ الخير ودوامه وذلك يكون في ذاته وصفاته وأفعاله على َ َ ِّ
أتم
جل وعال .
ً
رباعيا ، فعل مضارع صار ُنز ُل ھذا ٌ ْ أنزل ٌ َ ْ َ َ ْ َ المنزل ُ ( ھذا اسم فاعل من ْ ْ
فعل ماض ِ ُ ) ، تبارك ( ھذا ٌ ) َ َ َ
فعل ماض ي ِ َ أنزل ،
َ
قاتل ھذا ِمنْ َ َ َ
قتل ،وأما من ضرب ِ َ ،
حينئذ ال يأتي اسم الفاعل على زنة فاعل ،لم يأت على زنة الثالثي ،فضارب ھذا من َ َ َ ٍ
ألنزل ولو كان على ما اقتضه اآلية َ ْ َ ُنز ُل ھذا اسم فاعل ْ ْ ٍ ْ ْ ْ ْ َ ْ َ َْ َ َ
َ فحينئذ نقول :الم ِ ُنزل ،
ُكرم وم ِ ُخرج وم ِ وأخرج فيقال :م َِ َ وأكرم
َ َ أنزل
خرج ي َُخرِّ ُج فھو م َُخرِّ ٌج ،أليس كذلك على وزن فعل ي َُفعِّ ُل فھو م َُف ِّع ُل َ َ َ ، ُنز ُل ألنه من َ َّ َ ُنز ُل صار ْالم َ ِّ نزل َ ﴾ ْالم َ ِّ
الذي َ َّ تبارك َّ ِ ﴿ ََ َ َ
تبارك ُ ْ ِ
المنزل ُ ُنزل ) َ َ َ حينئذ يكون على زنة ْالم ْ ِ ٍ م َُفعِّل ،ھذا إذا كان من المضارع وأما إذا كان من المخفف يعني العين َ ْ َ َ
أنزل
للفرقان ( المراد من الفرقان ھنا القرآن ،فالقرآن والفرقان اسمان المنزل ُ ُ ِ للفرقان ( -وسيأتي معنى كيفية إنزال القرآن ِ ْ ُ ) - ُ ِ
الفرقان ﴾ أراد به القرآن . نزلَ ْ ُ ْ َ َالذي َ َّتبارك َّ ِ
ُسمى واحد ،من أسماء القرآن الفرقان بدليل ھذه اآلية التي معنا ﴿ َ َ َ َ من م َ ّ
ً
ُسمى واحد ،وسمي القرآن فرقانا لماذا ؟ ً ًإذا القرآن والفرقان اسمان ِبم َ ّ
ميز بينھما أو يميز بينھما وكذلك بين الحالل والحرام والھدى والضالل والغي ُفرق به بين الحق والباطل أي َ َّ َ : ألنه ي ْ َ ُ
والرشاد ،إنما يكون الفصل بماذا ؟ بالقرآن .
للفرقان ( الالم ھذه نقول :زائدة للتوكيد لماذا ؟ المنزل ُ ُ ِ ) ْ ُْ ِ
المنزل ُ ( ھذا اسم الفاعل واسم الفاعل يعمل عمل فعله إذا حلي بال مطلقاً ألن ) ْ ُ ْ ِ
وال به أو ال ؟ يتعدى بنفسه أو ال ،ينصب مفع ً ونزل فقل َّ أنزل َ َ َّ َحينئذ َ ْ َ َ
ٍ
ٌ
مفعول حينئذ نقول :الفرقان الذي ھنا في ھذا الترتيب ٍ الفرقانَ◌ ( بالنصب ، المنزل ُ ُ
تبارك ْ ُ ْ ِ
مفعوال به واألصل ) َ َ َ ً ينصب
حرف جر الزائد لماذا ؟ ٍ به منصوب وعالمة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظھورھا اشتغال المحل بحركة
ألن الالم ھذه زائدة ،وزيادتھا في ھذا الموضع قياسية ألن زيادة حرف الجر والالم على جھة الخصوص قد تكون
بين مصدقا ً ِّ َ
لما َ ْ َ حينئذ صارت الزيادة قياسية كما في قوله ِّ َ ُ ﴿ : ٍ فرعا عن الفعل اسما ً سماعية وقد تكون قياسية إذا كان العامل ً
يديه ﴾ .ألن مصدق ھذا اسم بين َ َ ْ ِ مصدقا ً ِّ َ
لما َ ْ َ صدق كذا يتعدى بنفسه َِلم قال ِّ َ ُ ﴿ : لما ﴾ َ َّ َ . مصدقا ً ِّ َ
يديه ﴾ ] البقرة ِّ َ ُ ﴿ . [97 : ََْ ِ
فتسمى ھذه الالم وھي ُف يحتاج إلى تقوية َّ َ ُ ، ضع َ ُف فإذا َ ضع َ اسما َ فحينئذ َلمِّا صار العامل ً ٍ واألصل في االسم عدم العمل ،
مفعول به منصوب َِلم زيدت الالم ؟ ٌ فعال َما ،ھذا َ
يد ﴾ ] البروج ٌ َّ [16 : ير ُ لما ُ ِ زائدة لتقوية العام ﴿ َ َّ
فعال ٌ ِّ َ
بالم تقويه ُدي ٍ اسما ع ِّ َ
ُف العامل بكونه ً ضع َ فحينئذ لما َ ٍ اسم واألصل فيه عدم العمل ، لكون فعال ھذا من أمثلة المبالغة وھو ٌ
عمالً .
تعبرون ﴾ ] يوسف [43 :تعبرون الرؤيا ھذا األصل ، للرؤ َيا َ ْ ُ ُ َ كنتم ِ ُّ ْفعل فكذلك تكون الالم قياسية ﴿ إِن ُ ُ ْ وأما إذا تقدم وھو ٌ
فزيادة الالم َِلم ؟
ُف احتاج إلى تقوية وإال األصل إن كنتم الرؤيا تعبرون ضع َ ُف ،فإذا َ ضع َ لما تقدم المعمول على عامله واألصل تأخيره َ َ َّ
ُف العامل ألنه عمل أو ألن عمله فيما بعده ليس كعمله فيما قبله ، ضع َ قدم الرؤيا تعبرون َ فحينئذ األصل تعبرون الرؤيا ،فلما ُ ِّ َ ٍ
فرق بينھما تعبرون الرؤيا عمل على وضعه ٌ ففرق بين أن يقال ) :إن كنتم تعبرون الرؤيا ( ) ،إن كنتم الرؤيا تعبرون (
وترتيبه اللغوي والعقلي لماذا ؟
ٌ
خالف حينئذ يعمل فيما قبله وھذا ٍ قدم المعمول وطبعا ،فإذا ُ ِّ َ ً ً وعقال ً
متقدما على المعمول لغة ً ألن شأن العامل أن يكون
ُف العامل على أن يعمل فيه فاحتاج إلى ماذا ؟ إلى تقوية . ضع َ األصل ،فلما تقدم معموله عليه -وھو خالف األصل َ -
مفعول به ولو دخلت عليه ٌ للرؤ َيا ﴾ ] يوسف [43 :الالم حرف جر زائد تقوية أو صلة أو تأكيد ،والرؤيا ًإذا ﴿ ِإن ُ ُ ْ
كنتم ِ ُّ ْ
الالم ،وتعبرون فعل وفاعل .
لما ربھم يرھبون ھذا األصل لكن َ َّ يرھبون ﴾ ] األعراف [154 :يرھبون ربھم -ھذا األصل -للذين ھم َّ لربھم َ ْ َ ُ َھم ِ َ ِّ ِ ْ ﴿ ِّ َّ ِ َ
للذين ُ ْ
ُدي بماذا ؟ بالم التقوية وھي زائدة لكنھا قياسية . ُف العامل عن إدراك ما قبله كما ھو عمله فيما بعده على األصل ع ِّ َ ضع َ َ
ھذان النوعان قياسيان متى ؟
10
يديه ﴾ ] البقرة بين َ َ ْ ِ مصدقا ً ِّ َ
لما َ ْ َ فحينئذ لو تأخر المعمول َحس َُن تقويته بماذا بالالم ،مثل قوله تعالى ِّ َ ُ ﴿ : ٍ إذا كان العامل ً
اسما
لما ﴾ تقول : مصدقا ً ِّ َ
يريد ﴾ ] البروج ِّ َ ُ ﴿ ، [16 : لما ُ ِ ُ فعال ٌ ِّ َ َ
يديه ﴾ َّ ﴿ ، بين َ َ ْ ِ لما َ ْ َ مصدقا ً ِّ َ
. [97 :ونحن اآلن في علوم القرآن ﴿ ُ َ ِّ
مفعول به والالم ٌ يريد ﴾ ] البروج [16 :ما ،نقول :ھذا لما ُ ِ ُ فعال ٌ ِّ َ مفعول به َّ َ ﴿ ، ٌ الالم حرف جر زائد صلة تأكيد ،وما ھذا
فعال وتقدم معموله عليه كما في قوله تعالى : ً ھنا حرف جر زائد صلة توكيد يعني جاء به للتقوية فقط ،كذلك إذا كان العامل
يرھبون ﴾ ] األعراف [154 :ھذا قياس . لربھم َ ْ َ ُ َ ھم ِ َ ِّ ِ ْ تعبرون ﴾ ] يوسف َ ِ َّ ِّ ﴿ ، [43 :
للذين ُ ْ للرؤ َيا َ ْ ُ ُ َ
كنتم ِ ُّ ْ ﴿ ِإن ُ ُ ْ
فظ وال حينئذ يكون زيادةٌ الالم سماعية ال قياسية ،يعني ُتحْ َ ُ ٍ السماعي فھو إذا كان الفعل ھو العامل والمعمول متأخر وأما َّ
يقاس عليھا .
ْت فعل وفاعل والالم حرف جر زائد صلة توكيد تقوية ،زيدٍ ضرب ُ ٍ
ضربت لزيد ھذا سماعي ال قياسي ،ضربت لزيد َ َ ٍ
مفعول به لكن ھل يحسن زيادة الالم في ھذا التركيب ؟ ٌ وھذا
الجواب :ال .
لماذا ؟
متأخرا ،إذا ً اسما ،وھو األصل في العمل لكون المعمول ً
لكون العامل فعل النتفاء النوعين السابقين لكون العامل فعال ال ً
ٍ
فحينئذ متقدما ،فجاء على األصل ً اسما ،ولم يضعف عن إدراك معموله لكونه ُف لكونه ً قوي فلم َيضْ ع ْ ٌ كان العامل على أصله
زيادة الالم تكون شاذة يُحْ فظ وال يقاس عليه ،ويعبر عنھا بأنھا سماعية . ُ َ
للفرقان ( قياسية أو سماعية ؟ المنزل ُ ُ ِ ) ْ ُْ ِ
ُنز ُل المن ِزل ُ ( الم ْ ِ تبارك ْ ُ ْ
فحينئذ يحتاج إلى تقوية فقوي بھذه الالم َ َ َ ) . ٍ قياسية لكون المنزل ھنا اسم فاعل وھو أدنى من الفعل
ُسمى واحد ،وذكر في الفرقان ،الفرقان ھذا ً للفرقان ( أي :للقرآن .فالقرآن والفرقان كما ذكرنا اسمان لِم َ ّ ھذا فاعل ) ُ ِ
وضرب ،فإذا قيل من باب نصر وضرب فماذا المراد به ؟ نصر َ َ َ قانا ألنه من باب َ َ َ وفرْ َ ً فرق بينھما َفرْ ًقا َ ُ مصدر َ َ َ
إذا قيل من باب نصر وضرب ھذا يكون في القاموس مصدره ماذا ؟
ً
كضرب َيضْ ِربُ فرقا ھكذا نعم . َ يفرق َ َ َ َ فرق َ ْ ِ ُ ص ُر َنصْ ًرا أو َ َ َ نصر َْين ُ ُق َ ً
فرقا َ َ َ ، فرق َ ْيفر ُ فعل َْيف ُع ُل فيكون َ َ َ ََ َ
وستة منھا للثالثي المجرد ( الباب ٌ فحينئذ يكون على زنته وھو الباب األول من أبواب الستة ) ٍ إذا قيل من باب نصر
مفتوحاً ص ُر َنصْ ًرا وعالمته أن تكون عين ماضيه ْ
نصر َين ُ فعل َْيف ُع ُل ولم يذكر َفعْ ل ،ألنه يرى أنھا سماعية موزونه َ َ َ األول َ َ َ
نصر فرق بينھما َفرْ قا َوفرْ َقانا بالضم فصل من باب َ َ َ ً ُ ً في الماضي ،وفي المضارع مضمومة ھذا الباب األول ھنا قال َ َ َ
سرق وال نصر وضرب كالھما بفتح العين في الماضي فيقال َ َ َ : وضرب ً ،إذا ْالمصدر متحد ولو اختلف المضارع ألن َ َ َ َ َ َ
رق بكسر العين أي الراء وسرق َيسْ ِ ُ ص ُر َ َ َ ، ْ
نصر َين ُ ُق من باب َ َ َ ْ
فرق َيفر ُ إشكال ،وإنما النظر يكون باعتبار المضارع ألن َ َ َ
ً
ردا . كرد َ ّ ُعدى من ذي ثالثة َ َ ّ ْ
رب َيضْ ِربُ والمصدر فيھما َفعْ ٌل .قياس مصدر الم َ َّ ضَ َ يكون من باب َ
َ ًّ
ردا َ َّ
كرد َ َ
ثالثة ِذي ِمنْ دَر ْالم َ َّ
ُعدى َفعْ ٌل ِقياسُ َمصْ ٍ
) )
11
ً
ُنز ُل وھناك قال في النبي ( ھذا جار مجرور متعلق بقوله ْالم ْ ِ للفرقان ( أي :للقرآن ) .على َّ ِ ِّ ُنز ُل ُ ِ للفرقان إذا للقرآن ) ْالم ْ ِ ُ ِ
مدح وثناء وما اختص به النبي من جھة ترتيب الحكم الشرعي من ٍ عبده ﴾ ] الفرقان [1 :وھو أبلغ ألنه صفة على َ ْ ِ ِ اآلية ﴿ َ َ
عند جل وعال أولى وأبلغ وأحكم مما رتبه عليه الخلق .
مأخوذ من النبأ ويحتمل أنه مأخوذ ٌ المنزل ُ ( .والنبي ھذا يحتمل أنه النبي ( نقول :جار مجرور متعلق بقوله ِ ْ ُ ْ ) : ) على َّ ِ ِّ
تخفيفا ثم أدغمت الياء في ً نبيء على وزن فعيل ،فقلبت الھمزة ياء ٌ مھموزا يكون ً من النبوة ،وعليه إذا كان من النبأ فيكون
ٌ
مأخوذ من نبي وھوالنبي ولذلك األفصح أن يقرأ بدون ھمز لكنه قرأ بالھمس نبيء بالھمس وزنه فعيل ،نقول كيف ٌ ّ الياء ،
النبأ ؟
ً ُ ٌ ٌ
ألن نبيء فعيل بتخفيف الياء ثم ھمزة وھي الم الكلمة نبيء فعيل فنقول :قلبت الھمزة ياء نبيي ثم أدغمت الياء األولى في ٌ ٌ
واوا فكيف صارت نبي حينئذ ال بد من أن تكون الالم ً ٍ نبيه من النبوة نبي ،وإذا كان من النبوة أصل ٌ الياء الثانية فصير ّ
والالم واو ؟
ياء ثم أدغمت فعيل اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداھما بالسكون فقلبت الواو ً ٌ نقول :اجتمعت الواو والياء أصله ٌ
نبيه
َّ
كل من القولين -ألنه يجوز ھذا وذاك يجوز أن يكون من النبأ ويجوز أن يكون من النب َْوة - نبي ،وعلى ٍ الياء في الياء فصار َّ
ٌ
وكل حق وعليه يقاس ،إذا كان النبي مأخوذ من النبأ وھذا فعيل ٌ كل إما أن يكون فعيل بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول وعلى ٍ
ُخبر غيره يعني الخلق بماذا ؟ بحكم عز وجل أو بالوحي ُخبر ألنه اسم فاعل م ْ ِ ٌ حينئذ يكون المعنى أن النبي م ْ ِ ٌ ٍ بمعنى فاعل
ُخبر ،اجتمع ُخبر وھو م ْ َ ً
ُخبر عن جل وعال بواسطة جبريل عليه السالم ،إذا ھو م ْ ِ ،وإذا كان بمعنى اسم المفعول فھو م ْ َ ٌ
فيه الوصفان أو ال ؟
ُخبر غيره بالوحي . ُخبر عن عز وجل بتنزيل الوحي بواسطة جبريل عليه السالم ،وھو م ْ ِ ٌ اجتمع فيه الوصفان ھو م ْ َ ٌ
ًإذا اجتمع فيه الوصفان ونيي من النبوة وھي الرفعة واالرتفاع كذلك يكون بمعنى اسم الفاعل ويكون بمعنى اسم مفعول ،
حق أو ال ؟ رافع رتبة من اتبعه وھذا ٌ ٌ وعليه يكون بمعنى اسم فاعل ھو
ضال مضل ثم يتبع النبي ارتفع أو ال ؟ ٌ حق يكون كافر
أوحي إليه فارتفع أو ُ
نبيا ثم ِ َ ارتفع باإليمان .إذا ھو رافع غيره بإتباعه عليه الصالة والسالم ،وھو مرفوع الرتبة لم يكن ً ً
ال ؟
ارتفع .
النب َْوة ،وأما في االصطالح فالمشھور ً
مشتقا من َّ مشتقا من النبأ ويصح أن يكون ً ًإذا المعاني كلھا حق ،إذا يصح أن يكون
ً
أمر بتبليغه أو ال . سواء ُ ِ َ
ٌ بشرع
ٍ حر ُأوحي إليه بشرع أو أوحى إليه إنسان ذكر ٌ ٌ عند كثير من المتأخرين بأن النبي
النحل ﴾ ] النحل [68 :ھل النحل يكون ً
نبيا ؟ ربك َِإلى َّ ْ ِ وأوحى َ ُّ َ نبيا ﴿ َ َ ْ َ إنسان ًإذا غير اإلنسان ال يكون ً
موسى ﴾ ] القصص [ 7 : أم ُ َ وأوحينا َِإلى ُ ِّ
إنسان ذكر ًإذا لو ثبت ﴿ َ َ ْ َ ْ َ ٌ ال ،ألنه ليس بإنسان ال بد أن نأخذ بھذا القيد إنسان ،
ثبت الوحي أو ال ؟
ثبت الوحي لكنھا ليست نبية ،كذلك القول بأن مريم نبية -كما قال ابن حزم
حر خرج به ذكر خرج األنثى وھذا قول الجماھير ٌ ، نبيا ،و ٌ إنسان .خرج غير إنسان فال يكون ً ٌ حينئذ نقول : ٍ -مرجوح
وأوحيناَ َ
أوحي إليه بشرع خرج ما لو أوحي إليه بغير شرع كما في قوله ْ َ ْ َ ﴿ : نبيا َ ِ ، ُ ً ْ ً
العبد ألنه أدنى منزلة من الحُرِّ فال يكون ّ
سواء أمر بتبليغه أو ال ؟ ٌ وحيا بمعنى الوحي المعروف أرضعيه ﴾ ] القصص . [7 :ليس بشرع ولو كان ً أن َ ْ ِ ِ ِ موسى َ ْ أم ُ ََِإلى ُ ِّ
ُعين ِلماذا ؟ ًإذا ھنا ُأطلق ماذا ؟ األمر بالتبليغ يعني لم ي َ َّ
كثير من المتأخرين ،ولذلك يجعلون العالقة بين النبي والرسول العموم ٍ ألنه لو قُيِّدَ باألمر بالتبليغ لصار رسوالً على قول
رسول نبي وال عكس ،وھذا ھو المشھور وإن كان حقيقة الكالم في مسألة حقيقة النبي وحقيقة ٍ والخصوص المطلق ،فكل
الرسول ھذه مسألة اجتھادية لم يثبُت في الفرق بينھما نص ،ولذلك اختلف عبارات أھل العلم ،شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه
بشريعة مكملة لشريعة من قبله والرسول من جاء بشريعة مستقلة ،وبعضھم يرى أن النبي من ٍ يرى أن النبي من جاء
قوم مخالفين وكل من ھذه األقوال الثالثة يحتاج إلى دليل بشريعة إلى ٍ ٍ قوم موافقين والرسول من جاء جاء بشريعة إلى ٍ
كال من الرسول والنبي ال شك أنه مرسل ،ھكذا كل نبي ورسول ال شك أنه مرسل شرعي وإال المسألة مسألة اجتھادية ألن ً
بمعنى أنه مأمور بالتبليغ وبعضھم يزيد على مسألة أو ما اشتھر من المتأخرين ولم يُؤمر بتبليغه أو ُعم َِّم سواء أمر بتبليغه أو
أمر بالتبليغ بمعنى أنه يُقاتل على دعوته ،والنبي أمر بالتبليغ إذا قيل النبي لم ال يقول الفرق بين الرسول والنبي أن الرسول ُ ِ َ
يؤمر بالتبليغ بمعنى أنه ال يكلم أحد يوحى إليه ويجلس في بيته يتعبد ما الفائدة من الوحي إليه ؟
12
مأمورا بالتبليغ بمعنى ً حينئذ قالوا :النبي ھو من لم يُؤمر بالتبليغ بمعنى أنه لم يأمر بالقتال على دعوته وإن كان ٍ ال فائدة ،
بيان الحق للناس ،لكن كل ھذه األقوال تحتاج في الترجيح إلى دليل واضح بين واألشھر عند المتأخرين ھو ما ذكرته أن
العالقة بينھما العموم والخصوص المطلق .
ُ ُ َ األردان ( ) َ ِ ِعطر َ ْ ِ ) على َّ ِ ِّ
النبي َ ِ ِ
عطر كفرح يقال َ :عطرت المرأة إذا تطيبت ، األردان ( فاعل ھذا اسم فاعل من َ ِ ِ عطر ْ ِ
أيضا ككتف ،يقال رجٌل عطر وامرأةٌ عاطرة ومعاطرة ومتعطرة وكالھما معطير ومعطار إذا استخدم ماذا العطر ً وعطر
ُ َ َ الذي ھو الطيب يتعھدان أنفسھما بالطيب ِ ِ َ ) .
بضم فسكون ،أصل الكم كما في ٍ دان ھذه جمع ر ُُدن فعُل األردان ( األرْ ِ
عطر ْ ِ
وردن ُه وجعل له ر ُْدناً وأرْ دَ ان القميص َ َ َّ َ الردن يعني واسع ماذا ؟ واسع الكم جمعه َأرْ دَ ان َ ، الصحاح يقال قميص واسع ُّ ِ ِ
عطر ( بمعنى الطيب األردان ( أي :طيب األصول ألن ) َ ِ ِ عطر ْ ِ َ المشھور في شرح ھذا البيت عند الشراح أن المراد بـ ِ ِ َ ) :
الكم والمراد به ُ ْ
الردن -كما ذكرناھا -أصل ِّ فحينئذ حصل فيه مجاز بمرتبتين ألن ُّ ُ ٍ األردان ( ھذا المراد به أصل ْ ُ ِّ
الكم و) َ ْ ِ
الكم ،أصل ْ ُ ِّ
الكم األردان ( جمع ر ُُدن ،ر ُُدن المراد به أصل ُ ِّ مجازا نقل إلى مطلق األصل ثم إلى أصل النسب ) َ ْ ِ ً أصل النسب
الكم نقل إلى أصل النسب يعني مطلقا ثم إلى األصل مطلق األصل نقل إلى مطلق ً ُ
الكم ھذا الذي يكون طرف الثوب أصل ّ ُّ
األردان ( أي :طيب األصول . عطر َ ْ ِ حينئذ يكون المراد بـ ) :على َّ ِ ِّ
النبي َ ِ ِ ٍ األصل ثم من مطلق األصل إلى أصل النسب
مبتدئ محذوف أي : ٍ النبي ( ويجوز الرفع على ألنه ٌ
خبر محمد ھذا بالجر بدل أو عطف بيان لقوله ) :على َّ ِ ِّ ٍ ) ُ َ َّ ٍ
محمد (
ھو محمد وإن كان األصل في جھة اللسان ما ھو ؟
حينئذ يكونٍ مبتدأ محذوف أي :ھو محمد ٍ ٌ
خبر محمد بالضم على أنه ٌ البدل أو عطف ويجوز الفصل والقطع ،فيقال :
ً
جزء أو عين المبدل منه ،والعطف بيان كذلك يجب أن يكون جملة واحدة ٌ واحدا ألن البدل ً جملة مستأنفة واألول يجعل الكالم ً
وإذا قطع صار جملتين .
محمد ( على أشرف أسمائه اسم مفعول من ُحمِّدَ فھو م َ َّ ٌ
ُحمد ) ُ َ َّ ٍ
ٌ
محمود وھذا محمد فذو العرش وشق له من اسمه ليجله
) )
محمد إذا كان كثير الخصال التي يُحمد عليھا من ْال ُم َ َّ
ضعف ُحمِّدَ للمبالغة فھو الذي يُحْ َ ُ
مد أكثر مما ٌ ھكذا قال حسان ،فھو
مد غيره من البشر ،محمد فھو الذي يحمد أكثر مما يحمد عليه البشر لماذا ؟ يُحْ َ ُ
حمدا جل وعال . لكثرة خصاله الحميدة ،وقيل لكونه أكثر الناس َحم ًْدا للرب جل وعال لكونه أكثر الخلق ً
سالم (
مع َ ٍ
صلى ُ َ َّ ِ
عليه َ محمد ( ھذا عطف بيان أو بدل قلنا من النبي ثم قال ) : سالم ( ٍ َّ َ ُ ) .
مع َ ٍ عليه َ َّ
صلى ُ َ ِ ) ُ َ َّ ٍ
محمد
ُنزل للفرقان على النبي شرع ْ ْ
يعني :بعد أن أثنى على الرب جل وعال وھو الخالق سبحانه لقوله :تبارك تعاظم وتعالى الم ِ
في الثناء على أفضل الخلق وھو النبي صلى عليه وعلى آله وسلم .
نبينا َ ِ
فم ْل عن الشقاق وأفضل الخلق على اإلطالق
) )
13
عليه َ َ ِّ ُ
وسلموا صلوا َ َ ْ ِ
آمنوا َ ُّ أيھا َّ ِ َ
الذين َ ُ سالم ( ًإذا جمع بين الصالة والتسليم امتثاالً لآلية المذكورة ﴿ َيا َ ُّ َ مع َ ٍ صلى ُ َ عليه َ َّ ِ )
فحينئذ يكون الجمع بينھما ھو األكمل في االمتثال واشتھر عند كثير من المتأخرين أنه يكره ٍ تسليما ً ﴾ ] األحزاب . [56 : َ ِْ
إفراد الصالة عن السالم والسالم عن الصالة بحجة ماذا ؟
َ
الزكاة ﴾ ] وآتوا َّ َ َ
الصالة َ ُ ْوأقيموا َّ َ َ
فحينئذ نقول الجمع بينھما كالجمع بين قوله تعالى ْ ُ ِ َ ﴿ : ٍ أن الرب جل وعال جمع بينھما ،
حكما يعني داللة االقتران ضعيفة في إفادة األحكام ولذلك ً البقرة [43 :ولذلك المراد عند األصوليين أن داللة االقتران ال تفيد
والعمرة ِ ّ ] ﴾ ِSالبقرة . [196 :جمع بينھما قال : الحج َ ْ ُ ْ َ َ وأتمواْ ْ َ َّر َُّد على من قال بوجوب العمرة استدالالً بقوله تعالى ُّ ِ َ َ ﴿ :
داللة ضعيفة ،ثم اآلية ليست في الحج وإنما ھي في ٌ الحج واجب ً .إذا العمرة ماذا ؟ واجبة ،ألنه قرنھا مع الحج نقول :ھذه
وجوب اإلتمام ووجوب اإلتمام ليس كإنشاء العبادة من أصلھا حينئذ نقول :الداللة ضعيفة وعليه االستدالل بھذه اآلية في
كراھة إفراد السالم عن الصالة أو الصالة عن السالم ضعيفة فنحتاج إلى دليل يأتي بالنھي بخصوصه ،وإنما يقال :فيه
سابقا في التفرقة بين كراھة وخالف األولى .ولذلك قال ابن الجوزي رحمه :وأما الجمع ً الخالف األولى على ما ذكرناه
تسليما ً ﴾ ] األحزاب - . [56 :وھذا وسلموا َ ْ ِ ِّ
عليه َ َ ُ َ
صلوا َ ْ ِ ُّ بين الصالة والسالم فھو األولى واألكمل واألفضل لقوله تعالى َ ﴿ :
ال نزاع أنه أفضل وأكمل ال نزاع فيه -ولو اقتصر على أحدھما جاز من غير كراھة فقد دار عليه جمع منھم مسلم رحمه
خالفا للشافعية ألن أكثر من شيع القول بالكراھة ھم الشافعية ،والنووي رحمه له نصيب أوفر حتى إن ً في صحيحه
الشافعي رحمه تعالى اقتصر على الصالة دون التسليم في خطبة الرسالة وھو من السلف بل من أئمة السلف اقتصر على
الصالة دون التسليم في خطبة الرسالة ويُنسب إلى مذھب الشافعي الكراھة بإفراد أحدھما عن اآلخر ،نعم امتثاالً لآلية أفضل
وأسلم لكن القول بالكراھة ال دليل عليه ،ولذلك نقول :جمع ھنا بين الصالة والسالم ال لكونه إذا أفرد أحدھما وقع في
الكراھة وإنما لكمال االنتساب .
سالم ( صلى عليه جار ومجرور متعلق بقوله :صلى ،والصالة كما ھو مشھور عند مع َ ٍ صلى ُ ** َ عليه َ َّ
ِ ) ُ َ َّ ٍ
محمد
المتأخرين على ما قاله األزھري :صالة من الرحمة ،ومن المالئكة االستغفار ،ومن اآلدميين التضرع والدعاء .وھذا
عليه إشكال يرد عليه إشكاالت ألن تعين الصالة بأنھا من الرحمة ھذا ورد التغاير بين الرحمة والصالة لقوله تعالى ﴿ :
ورحمة ﴾ ] البقرة . [157 :والقاعدة :أن العطف يقتضي التغاير .حينئذ لما عطفت الرحمة على ربھم َ َ ْ َ ٌ
صلوات ِّمن َّ ِّ ِ ْعليھم َ َ َ ٌ َ َْ ِ ْ
الصلوات علمنا أن الرحمة مغايرة للصالة وقد ال تكون المغايرة من كل وجه وإنما قد تكون من بعض الوجوه دون بعض ،
ميتا جائز أو ال ؟ حيا أو ً زيدا سواء كان ًّ وكذلك يجوز سؤال الرحمة لكل مسلم باإلجماع اللھم ارحم ً
جائز باإلجماع ال خالف ً ،إذا مشروعية سؤال الرحمة لكل مسلم جائزة باإلجماع والصالة جائز أو ال ؟
فيھا خالف ،واألشھر أنھا ممنوعة على جھة االستقالل يعني :ال يجوز أن تقول :زيد .إذا كان ماذا ؟ إذا صار
مرتبطا بذكره ،أما إذا كان على جھة دون مالزمة ھذا الوصف فحينئذ ال إشكال فيه أما على جھة االستقرار ً ً
وأمرا ً
شعارا
كل ما ذكرت اإلمام أحمد تقول . :نقول :ھذا خالف األصل واألصل أن الصالة تكون مختصة باألنبياء والرسول ومن
عداھم حينئذ نقول :وقع الخالف ً .إذا الصالة مختصة والرحمة عامة ًإذا الفرق بين الرحمة والصالة ،كذلك تفسير الصالة
أيضا وھو أن الدعاء يكون بخير والشر دعوت لزيد ودعوت عليه بخير وبشر والصالة ال تكون بمعنى الدعاء ھذا فيه إشكال ً
إال بخير ً ،إذا فرق بينھما فكيف تفسر الصالة بماذا ؟ بالدعاء .
ويتعدى بعلى يعني من جھة الصناعة الصناعة النحوية اللغوية تقول :دعوت لزيد ودعوت َّ يتعدى بالالم كذلك الُّدعاء َّ
المعدى بعلى ؟ َّ المعداة بعلى ھي عينھا الدعاء َّ تتعدى إال بعلى وھل الصالة على زيد .والصالة ال َّ
الجواب ال .
لماذا ؟
المعدى بعلى تفسر به الصالة التي ال َّ
تتعدى َّ وصليت عليه ھذا بالخير ،حينئذ كيف يفسر دعا َ َّ بشر ،
دعوت عليه ھذا ّ َ ألن
ثان .
إال بعلى ھذا وجه ٍ
مدع ُّوا ھو وله ھو ً ومدع ُّوا له دعوت لزيد َ ْ ً ً
مدع ُّوا َ ْ وجه ثالث :ذكره ابن القيم رحمه تعالى :أن الدعاء يقتضي َ ْ
ومدع ُّوا له كما ھو الشأن في ً مدع ُّوا َ ًْ مدعوا فقط اللھم ص ِّل على محمد نقول :ھذه ال تقتضي َ ْ ً زيد والصالة ال تقتضي إال
الدعاء حينئذ ال يمكن تفسير الصالة بالدعاء كما أنه ال يمكن تفسير الصالة بالرحمة كما أنه ال يمكن تفسير الصالة بمعنى
االستغفار ألن الصالة واالستغفار متباينان ھذا أمر مدرك من جھة الشرع ،ولذلك عدل كثير من المحققين إلى تفسير الصالة
معلقا عن أبي العالية أن الصالة من ثناؤه على عبده في المأل األعلى . ً بما ذكره أبو العالية أو ذكره البخاري في صحيحه
وتكريما ورفعة ..إلى آخره وصالة ً ً
وكذلك الصالة من المالئكة ثناؤھم عليه كذلك بأنه يزيده الرب جل وعال تشريفا
14
وتكريما ورفعة ..إلى آخره حينئذ اجتمع المعاني ً ً
تشريفا ُثني عليه وأن يزيده اآلدميين كذلك سؤال الرب جل وعال أن ي ْ ِ َ
الثالث صالة الرب جل وعال ،وصالة المالئكة ،وصالة اآلدميين في الثناء أو في سؤال الثناء وھذا أولى ما تفسر به
الصالة .
لسلم ألن سلم المصدر منه التسليم َّ َّ والسالم ھذا اسم مصدر َ َّ سالم ( ھنا جمع بين الصالة والسالم ، مع َ ٍ صلى ُ ** َ َّ ) َ
وسالم ھنا اسم مصدر ،إذا ثناء من إما أنه مشتق من السالم وھو اسم الرب جل وعال وإما أنه مأخوذ من السالمة من ً
النقائص والرذائل ،وإما أنه من السالمة يعني األمان ضد الخوف ،يعني األمان على النبي في الدنيا واآلخرة واألمان
على أمته .
صلى ( صلى مع سالم وھو ظرف يغشاهُ ( .ومع ھذا متعلق بقوله َّ َ ) : دائما ھذا متعلق بقوله َ ْ َ ) : يغشاه ( يغشاه ً ُ َ ْ دائما َ ) ً
يدل على المصاحبة حينئذ صاحب بين الصالة أو طلب الصالة مع سالم .
دائما ( ھذا ً يغشاهُ ( يغشاه الجملة صفة لسالم يغشاه بأن يغشى النبي والجملة في محل جار صفة لسالم ) ، دائما َ ْ ًَ )
متعلق به والمراد به الداللة على ديمومة السالم مع الصالة وھذا يدل على ماذا ؟
صلوايدل على أن السالم آكد من الصالة ولذلك لما أفرد فليذكر السالم دون الصالة لماذا ؟ ألنه مؤكد في اآلية بالتأكيد ﴿ َ ُّ
تسليما ھذا مفعول مطلق مؤكد لعامله ًإذا أكد السالم ولم يؤكد الصالة فدل على ً تسليما ً ﴾ ] األحزاب [56 : عليه َ َ ِّ ُ
وسلموا َ ْ ِ َ َْ ِ
ماذا ؟
يغشاهُ ( .يغشاه الجملة صفة لسالم يعني :يعمه ويفسره دائماً دائما َ ْ َ
سالم ًمع َ ٍ على أن السالم آكد من الصالة لذلك قال َ ) :
ھذا سؤال للديمومة وعدم االنقطاع .
وآله ھذا عطف على الضمير -أحسنت عليه على الضمير -صلى عليه وآله ھذا يدل على ماذا ؟ وصحبه ( ِ ِ . وآله َ ْ ِ ِ ) ِِ
ھذا فيه خالف ھل يجوز أو ال ؟ ھل يجوز العطف على الضمير المجرور أو ال ؟
تحملون ﴾ قالوا :وھذا جائز .وأما دون ُ
الفلك ُ ْ َ َ وعلى ْ ُ ْ ِوعليھا َ َ َ قالوا :يجوز مع إعادة الخافض ،عليه وعلى آله يجوز ﴿ َ َ َ ْ َ
حام َ الذي َ َ ُ َ إعادة الخافض قالوا :ھذا ال يجوز وما ورد من ذلك يكون شاذ لذلك حكموا على قوله تعالى ِ َّ ) :
به َواألرْ َ ِ تساءلون ِ ِ
( .بالخفض قالوا :ھذا شاذ ھذا باطل لماذا ؟
وباألرحامَ به َ لكونه عطف على الضمير دون إعادة الخافض واألكثر -وھو الصحيح أنه أكثر -في لغة العرب لما قال ِ ِ ) :
ْ َ ِ
واألرحام ( بالخفض َ تساءلون ِ ِالذي َ َ ُ َ ( ما دام أنه ج ُّر لفظ األرحام حينئذ يتعين إعادة الخافض الذي خفض به الضمير ) َّ ِ
به َ ْ َ ِ
ُعده الخافض الذي عُطف عليه األرحام وھو الضمير .والصواب أنه يجوز بدليل ھذه اآلية ألنھا قالوا :ھذا شاذ ألنه لم ي َ ِّ
حام ( إذا نقول :يجوز وعليه كالم الناظم ھنا ليس فيه خالف . ً َ
قراءة ثابتة صحيحة بل متواترة ) َواألرْ َ ِ
عليه ( .على الضمير دون إعادة الخافض وھو لفظ آله نقول :ھذا جائز وھذا صحيح وإن ِ وآله ( عطف على قوله ) : ) ِِ
كان األكثر في استعمال لغة العرب في إعادة الخافض .
وآله ( ھذا آل اسم جمع ال واحد له من لفظه وأضيف إلى الضمير والصواب أنه يجوز إضافته إلى الضمير ،يعني بعد ) ِِ
امتثاال لقوله » :قولوا :اللھم صل ِّ على ً أن صلى على النبي عطف عليه اآلل في طلب الصالة والثناء عليھم وھذا
محمد وعلى وآل محمد « ً .إذا الصالة على اآلل نقول :مأمور بھا من جھة الشرع فال إشكال دليلھا ثابت ،وآله ما المراد
بآل نقول :األصح أن المراد به في مثل ھذا المقام أتباعه على دينه لماذا ؟
َ
أشد َ ِ
العذاب ﴾ ] ْ َ َ
فرعون َّ أدخلوا آل َ ِ ْ َ ْ َ ُ َ
ألنه في مقام الدعاء فاألولى التعميم وال شك أن اآلل يطلق على األتباع قال تعالى ِ ْ ﴿ :
فرعوَن ﴾ من ؟ أقاربه أم أتباعه على دينه ؟ أدخلوا آل َ ِ ْ َ ْ غافر ُ ِ ْ َ ﴿ . [46 :
فرعون ﴾ فدل على أن المراد به األتباع فحينئذ في مثل ھذا المقام يفسر اآلل باألتباع وقيل أدخلوا آلَ ِ ْ َ ْ َ أتباعه وال شك ﴿ َ ْ ِ ُ
غير ذلك لكن األولى ھذا .
كزمن حركت الواو بفتح ما قبلھا فقلبت ألفا وھذا رجحه شيخ اإلسالم ابن تيمية ً َ
وصحبه ( وآله قيل :أصل آل َأول َ َ َ وآله َ ْ ِ ِ ) ِِ
فقول ضعيف ؛ ألن الھمزة تقبل ھاء كما أن الھاء تقلب ٌ رحمه تعالى وقال :مقال إال آل أصله أھل فقلبت الھاء ھمزة
ھمزة أريق ھريق قلبت الھمزة ھاء كذلك الھاء تقلب ھمزة بدليل ماذا ؟
قالوا :آل مصغر على أويل وأھيل .يصغر على أويل وأھيل ولذلك األكثر جواز أن يكون أصل آل أھل أو أول يعني :
يجوز فيه الوجھان ولذلك رجحه األشموني في شرح األلفية على ذلك أنه يحتمل أن يكون آل أصله أول كزمن تحركت الواو
أھيْل فجوز ُمع ُ َ أھيْل ھو س ِ َ ألفا فصار آل ،ويحتمل أنه منقلب على الھاء أصله أھل بدليل تصغيره على ُ َ وانفتح ما قبلھا وقلبت ً
األكثر الوجھين .
15
دائما يقتضي أن يكون المعطوف على األولوصحبه ( ھذا معطوف على آله أو معطوف على األول ألن العطف بالواو ً ) َ ْ ِِ
ِّ
وصحبه ( إذا ثلث بطلب الصالة أو السؤال من الرب جل وعال أن يصلي مع السالم على الصحب ً ھذا ھو األفصح ِ ِ ْ َ ) ،
ودليله الصحب أنھم حملة الشريعة كما أن األنبياء وسائط بين الخالق والمخلوق في تبليغ الوحي كذلك الصحابة وسائط بين
النبي ومن بعده في تبليغ الشريعة وھذا ال شك ولذلك نقل أھل العلم قاطبة أن من َ َ َ
طعن في الصحابة فقد طعن في ماذا ؟
في الشريعة ألن من الذي أوصل إلينا الشريعة إال الصحابة حينئذ أجمع أھل العلم على أنھم ع ُُدول وأن الطاعن فيھم مطعون
وھم عدول كلھم ال يشتبه ،النووي أجمع من يُعتد به كل من يُعتد به فقد أجمعوا على ماذا ؟
ون َ َّ ُ َ
األولون ﴾ ] التوبة ... [100 :إلى آخره والنبي والسابقُ َ
على أن الصحابة عدول والقرآن مستفيض بالثناء عليھم ﴿ َ َّ ِ
أمة ﴾ ] آل عمران ... [110 :إلى آخره .خير ُ َّ ٍ
كنتم َ ْ َ
قال » :ال تسبوا أصحابي « .وجاء ﴿ ُ ُ ْ
ً
مؤمنا به ومات على ذلك ولو وصحبه ( اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي ،والصحابي ھو من اجتمع بالنبي ) َ ْ ِِ
ردة في األصح كذا قال ابن حجر وشرحه في مواضعه : تخللت ِ َّ
ألنه ال يشترط فيه طول الصحبة كما ھو المتبادر في اللغة ألن الصاحب بمعنى المالزم لكن لشرف النبي ُأعْ ِ َ
طي كل
من رأى ولو لحظة واحدة ماذا ؟ حكم الصحبة ولذلك سار الصحابة علم على من أدرك النبي .
أما بعد وھو األصل فيھا وھي السنة أن يقول :أما بعد .ھذا محفوظ عن النبي لكن وبعد ( ھذه قائمة مقام َّ ) َ ْ ِِ
وصحبه ُ ْ َ ،
أما يعني حذفت وأنيبت الواو منابھا بدليل ماذا ؟
شاع ماذا ؟ شاع في االستعمال االختصار اختصروا َّ
بدليل وقوع الفاء جزائية الجواب ،ولذلك أصل أما بعد مھما يكن من شيء بعد ما تقدم فحذفت مھما يكن من شيء
أما وھو تضمنھا معنى الشرح . أما وأقيمت الواو مقامھا يعني دلت على ما دلت عليه َّ
أما مقامھا ثم حذفت َّ وأقيمت َُِّ
أما
أما ،حذفت َّ ذه ( الفاء وقعت في جواب الشرط أين الشرط ؟ أصله مھما حذفت مھما ،أقيمت مقامھا َّ وبعد ** َفھ ِ ِ) َْ ُ
أقيمت مقامھا الواو .
ُوبا ُ ِ َ
ألفا لتلو ِ ْ ِ َ
تلوھا وُ ج ً ِِْ ِ ) كمھ َْما َيكْ ِمنْ َشيْ ٍء َ َ
وفا أما َ َ
َّ
)
17
أھل ألن يُكرم بحذف ٌ بأصل مھجور وھو ما خالف االستعمال دون القياس ألنه في األصل نقول :فإنه ٍ يؤكرم ھذا نطق
ٍ
فحينئذ يحير ( أصله يحار أصل مستعمل أو مھجور ؟ نقول :مھجور ،كذلك ) َ ِ ْ ُ ٌ تبعا لألصل وھذا الھمزة لكنه صرح بھا ً
بأصل مھجور ولكن اإلشكال يرد في كسر الحاء ھنا لعله من أجل ....وھو أن يبقى التفسير وھو ٍ يكون المصنف قد نطق
التفسير ما قبل الحرف الثالث من األخير مكسور حينئذ يتعين أن يكون في الشرط الثاني مثله وإال األصل َيحْ َي ُر يحار يحي ُر ،
حينئذ وقع في إشكالين : ٍ وھو قال ُ ْ ِ َ ) :
يحير (
بأصل مھجور . ٍ األول :التصريح
والثاني :كسر الحاء واألصل فيھا الفتح َحار ي َُحار الفتح في الماضي والمضارع .
ً
يحار ويجھل بكونه مبتدأ في تعلمه أو يحير ( ًَإذا نقول :بداية أي :ابتداء في فن التفسير وھو ما تعرف به أصوله ) لمن ِ
جاھالً لفن أصول التفسير به علم التفسير .
أفردتھا ( الضمير يعود إلى ماذا ؟ ) َْ َ ْ ُ
النقاية ( أفردتھا ھنا لعله يريد المسائل في جميع المواضع الشارح في األصل جعلھا للمسائل لكن نظما ِمن ُّ َ َ ْ ) َْ َ ْ ُ
أفردتھا َ ْ ً
ضمنتھا ( أي :المسائل نقول :ال ليس بظاھر بل األولى أن يقال :فھذه أي المنظومة ) . ھناك ال يضام فھذه المسائل ) َ َّ ْ ُ
أفردتھا ( أي :ھذه المسائل المسماة ْ َ
فردتھا ( أي :تلك المسائل التي تضمنھا النظم ) َ ْ ُ َ وضمنتھا ( أي المنظومة ) .أ◌َ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ ُ
ناظما ھذه حال وھو مصدر وجائز أن تقع الحال مصدر . ً نظما ( أي :حال كوني ْ
بأصول التفسير ً َ ) .
َََ
طلع َزي ٍْد َََْ ً
كبغتة ِ َْ َ ٍ
بكثرة ) ُنكر َحاالً ََيق ُع
دَر م َ َّ ٌ
ومصْ ٌ
َ
)
18
علم منصوب على التعظيم مفعول به ألستھدي وال يصح أن يكون من باب التنازع كما ذكر تقديم ما حقه التأخير َ ،
الشاعر .
أستھدي ( أي :أطلب الھداية والتوفيق للصواب منه ال من غيره سبحانه وتعالى ألنه محل سؤال الھداية . َ َ
و ْ َ )
ً
وأستعين ( أستعون أستعين أي :أطلب منه اإلعانة ،إذا طلب الھداية وھي محل للتوفيق للصواب وطلب اإلعانة في َ
) ْ ِْ ُ َ
اإلقدام على الفعل لماذا ؟
ألن كل عمل -كما يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه تعالى : -ال بد له من إرادة جازمة وقدرة كاملة .وكل من
تخلف في فعل ما فال بد أن يرجع إلى ھذين النوعين إما اإلرادة غير الجازمة وإما القدرة غير كاملة وھذا تستخدمه حتى في
درسا ما فلم يتم لك فإما لكون اإلرادة غير جازمة وإما لكون القدرة ً متنا تحضر علما ما ًطلب العلم إذا أردت أن تحفظ ًفنا ما ً
وأستعين ( أي :أطلب أستھدي ( أي :أطلب منه التوفيق للصواب ) َ ْ َ ِ ْ ُ و َ ْ َ
َ غير كاملة ال بد من أحد ھذين األمرين حينئذ )
منه اإلعانة لماذا ؟
ألنه سبحانه الھادي ،وھذا اسم من أسماء الرب جل وعال ألنه الالم للتعليل وأستعينه ھنا الضمير محذوف ألننا إذا نصبنا
أستھدي ( على أنه مفعول به ألستعين وقلنا :ال يصح على قول الجماھير أن يكون من باب التنازع ألنه من َ َْ األول ) َ
وأستعين ( أين المفعول به ؟ محذوف وأستعين وأستعينه َ
أستھدي ْ َ ِ ْ ُ و ْ ََ َ المنصوبات والتنازع يكون في المرفوعات وھنا )
ُضر ( ألنه سبحانه الھادي اسم من أسمائه جل وعال أجز ِإنْ َْلم ي َ ّ
لة ِ ْ َ وحذف َفضْ َ ٍ ْ
حذف الضمير للعلم به وحذف ما يعلم جائز ) َ َ ٌ
بصر عباده الدال على الحق ألنه اسم فاعل مشتق من الھدى مع مصدر كالشورى والتقى وھو من أسمائه تعالى أي :الذي َ َّ َ
وعرفھم طرق معرفته حتى أقروا بربوبيته وھذا كل مخلوق إلى ما ال بد له منه في بقائه ودوام وجوده ،وھو المالك سبحانه
وتعالى لمطلق الھداية بنوعيھا ھداية داللة واإلرشاد ،وھداية التوفيق وانشراح الصدر والقلب بقبول الحق .
والثانية مختصة به جل وعال واألولى مشتركة بين الرب جل وعال والخلق ولذلك جاء نفيھا وإثباتھا يعني الھداية مطلق
من َ ْ َ ْ َ
أحببت ﴾ إنك َال َ ْ ِ
تھدي َ ْ مستقيم ﴾ ] الشورى [52 :ھذا إثبات الھداية ﴿ ِ َّ َ لتھدي َِإلى ِ َ ٍ
صراط ُّ ْ َ ِ ٍ وإنك َ َ ْ ِ
الھداية في حق النبي ﴿ َ ِ َّ َ
] القصص [56 :نفيت الھداية ھذه المحل واحد ؟
لتھدي ﴾ أي :داللة إرشاد وبيان وإيضاح وھذه مشتركة وھي وظيفة الرسول والعلماء والصلحاء وإنك َ َ ْ ِ
الجواب :ال َ َّ ِ َ ﴿ ،
تھدي ﴾ بمعنى :أنك ال تشرح إنك َال َ ْ ِ
وكل من عنده علم ال يشترك في مطلق ھذه الھداية ھداية الداللة واإلرشاد ،وأما ﴿ ِ َّ َ
قلوب العباد لقبول الحق وأما كون العبد ينشرح قلبه وصدره فھذا ليست للخلق ألنه الھادي وحده جل وعال ،عرف الجزأين
أين الجزءان ؟
الضمير ألنه الھادي عرف بأل وتعريف الجزأين من أسباب القصر والحصر عند البيانية وإن كان فيه نزاع لكن ھذا ھو
و
َ يعين ( والذي يعين كأنه علل لك ) ومن ُ ِ ْ ُ
األشھر ،تعريف الجزأين المسند والمسند إليه ألنه الھادي وحده جل وعال ) َ ْ
أستھدي ( أي :أطلب الھداية ألنه الھادي ھذا الشطر األول تعليل للجزء األول وأستعين لماذا ؟ َ َْ
يعين ( يعني والذي يعين .يعني والمعين ألن الموصول مع صلته في قوة المشتق عند البيانية ومن ُ ِ ْ ُألنه ھو الذي يعين ) َ ْ
والمعين غيره جل وعال .أي المعين لعباده على طاعته ھذا فيما يختص بالتعبد أو المعين عباده ِ كأن يقال :الھادي والمعين ،
مطلقا في التعبد وفي قضاء أمورھم وكالھما يُفيدان الحصر يعني ومن يعين والذي يعين جل وعال وھل يصح أن تكون ) ً
من ( ھنا استفھامية ؟ ھل يصح ؟ َ ْ
ومن ُ ِ ْ ُ
يعين ( ومن ُ ِ ْ ُ
يعين ( غيره ) َ ْ من ھنا كل موصولي وھذا الذي ذكره بعض الشراح ھل يصح أن تكون استفھامية ) َ ْ
غيره جل وحده يصح أو ال يصح ؟
يصح كأنه قال :وال أحد يعين غيره جل وعال .أو :ومن الذي يعين غيره سبحانه وتعالى .ولو قال في األول :ومن
يھدي .ومن الذي يھدي غيره جل وعال ًإذا ال ھادي غيره كما أنه ال معين غيره جل وعال .
ھذا ما يتعلق بمقدمة المصنف رحمه تعالى ذكرنا ما نحتاج إلى بيانه وبعضھم مختصر فيرجع إلى بعض الشروح
السابقة .
وصل وسلم على نبيه َّ وغدا إن شاء نأخذ مقدمة العلم مبادئ العشرة ونأتي عليھا بإذن تعالى ، ً نقف على ھذا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
19
الثاني
الشريط الثاني
الشريط
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمنبسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
شيئا من المقدمة التي سماھا أو أطلق ذكرنا أن ھذا النظم في علوم القرآن ،يعني الفن المسمى بعلوم القرآن ،وذكرنا ً
عليھا أھل العلم :مقدمة الكتاب .وسبق أن المقدمة مقدمتان :
مقدمة كتاب .
ومقدمة علم .
مقدمة الكتاب التي أخذناھا باألمس ،ويزيد عليھا بعض أھل العلم إذا كان له اصطالحات خاصة في الكتاب فيبين حينئذ
إذا أطلقت كذا فمرادي به كذا إذا قلت :قال الشيخ فالمراد به فالن ...إلى آخره ،ھذا ما يسمى ببيان اصطالحات ورموز
الكتاب التي اصطلح عليه المصنف ُتذكر في مقدمة الكتاب .
وأما النوع الثاني وھو :مقدمة العلم ،وھذه تذكر في الشروع أو قبل الشروع في دراسة أي فن ما ،ولھذا يعتني بھا كثير
من العلماء في أوائل كتبھم بل بعضھم يؤلف رساالت خاصة في بيان ھذه المبادئ العشرة وھي ما يسمى :بمقدمة العلم .
المبادئ العشرة المجموعة في قول محمد بن علي الصبان :
ھذه تسمى بمبادئ العلوم وتسمى بمقدمة العلم ال بد لكل شارع في فن ما أن يتصوره بوجه ما ،وأما التصور على وجه
التمام ھذا ال يكون إال بعد االنتھاء من الكم لماذا ؟
ألن التصور عندھم يحصل بالحد يعني ببيان الحقيقة والمھية ،فإذا قيل :ما حقيقة الفقه ؟
حينئذ يقول المجيب :الفقه ھو العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتھا التفسير .فيفھم حينئذ الطالب بوجه ما ،
ال يمكن أن يستوعب كل معنى كلمة الفقه االصطالحي عند أرباب الفقه من ھذا الحديث وإال لو صار ً
فقيھا تام الفقه لو أدرك
تاما في الفقه .وليس ھذا المراد إنما المراد أن يعرف ما الذي يطلبه في سعيه في فقيھا ً
الفقه كله من ھذا الحد لقلنا :صار ً
ھذا الفن فيدرس ً
كتابا ما يقول ھذا في النحو ما ھو النحو ؟
ال بد أن يعرف حقيقة النحو وال بد أن يعرف ماذا يدور ھذا الفن يعني ما موضوعه وما فائدته التي تكون مرجوة من
ً
عالما بجل ھذه المسائل لقال دراسة ھذا الفن ال بد أن يعرف استمداده ال بد أن يعرف فضله حكمه الشرعي وإال لو لم يكن
شيئا ال يعرف أھميته وال يعرف حكمه الشرعي فيدرس الفقه وال يعرف أھمية أنه يقع له الكسل والفتور ألنه يتعلل ويطلب ً
مثال حينئذ ال بد -أمر فطري -ال بد أن تفتر ھمته ويكسل ويتراجع من حيث بدأ . ً علم الحالل والحرام
ًإذا لذلك جعل أھل العلم في مبادئ الفنون ذكر ھذه المسائل العشرة :الحد ،والموضوع ،والثمرة ،التي ھي الفائدة
المرتبة على تحصيل ھذا العلم وحكمه الشرعي إن كان يتعلق به حكم شرعي وھذا أصل في العلوم التي يدرسھا طالب العلم
الشرعي ،ولذلك ال بد أن يحدد طالب العلم الشرعي ما ھو العلم الذي يسعى في تحصيله ؟ وما حقيقة ھذا العلم ؟ ھل ھو من
علم المقاصد أو من علم الوسائل ؟ لماذا ؟ إذا عرف أن ھذا من علم الوسائل حينئذ ال بد أن يتعامل معه لتعامله مع أي وسيلة
أخرى حينئذ إذا قيل مثالً :السكين للقطع .ھل يالزم السكين كل يوم أربعة وعشرين ساعة وإال أنه يأخذھا إذا احتاجھا ؟
إذا احتاجھا ،ثم إذا لم يحتج حينئذ يبتعد يتركھا حينئذ العلوم اآللة كالنحو ،والصرف ،والبيان ،وأصول الحديث ،
وأصول التفسير ،وكذلك المنطق إذا كان من علوم اآلالت ال بد أن يعرف أن ھذا علم وسيلة ،ال بد فإذا علم أنه علم وسيلة
بمعنى :أنه موصل إلى غيره وعليه ينبني أنه يأخذ ما يحتاجه في فھم الشرح ألن األصل ھو علم المقاصد علم الوحيين
الكتاب والسنة ،ثم يأخذ فائدة أخرى إن لم يعرف عن علم الوحيين الكتاب والسنة فال يتخصص في علم الوسيلة ً
أبدا ،ال
يقول :أنا أدرس المصطلح فقط .أو :أنا أصولي فقط .أو :أنا نحوي .أو :بياني .إلى آخره نقول :ال ،إال في حالة
20
واحدة إذا جرب التفسير مثالً وما استطاع أن يسلك فيه حينئذ ال بأس أن يرجع إلى الخلف فيتخصص في علم من علوم
مخطئا -أنه من الخطأ وال ً الوسائل ،وأما تخصص االبتدائي الذي يختاره الكثير من طالب العلم اآلن -في ظني وقد أكون
ُ
مقصودا لذاته في الشرع ولذلك ما أعطي النحو ً ينبغي لطالب العلم أن يتخصص ويجعل عمره يُفني عمره كله في علم ليس
وال أعطيت أصول التفسير وال أي علم من علوم الوسائل ما أعطي حكم شرعي من اإليجاب أو الندب إال لكونه صار وسيلة
لغيره ،فاإليجاب حينئذ في النحو إذا قيل :إنه واجب .ھذا واجب ال شك ولذلك فرض عين على من تعاطى التفسير ھذا
باإلجماع حكى السيوطي وغيره اإلجماع على ذلك أن علم النحو ،وعلم الصرف ،وعلم البيان أن علوم اللغة بأثرھا ھذه
وسيلة لفھم التفسير فھم كالم الرب جل وعال وعليه نقول :ما ال يتم الواجب إال به فھو واجب .وإال ما جعل شرع لم يأت
نص في القرآن قال :ادرسوا النحو .ھل جاء أمر نقول :أمر يقتضي الوجوب ؟
ال ،لم يأت لماذا ؟
ألن النحو قد يكون وسيلة إلى الشرع وقد يكون وسيلة لغير الشرع ،فما كان يحصل أن يكون وسيلة لفھم مقاصد الشرع
قلوب َ ْ َ ُ َ
أقفالھا ﴾ ] على ُ ُ ٍ أم َ َ القرآن َ ْ
يتدبرون ْ ُ ْ َ
أفال َ َ َ َّ ُ َ أخذ حكمه ألنه يجب على جمھور المسلمين أن يفقھوا كالم الرب جل وعال َ َ َ ﴿ :
محمد ً [24 :إذا نقول :ھذا ذم وال يترتب الذم إال على ترك ما ھو واجب ً .إذا ما ال يتم الواجب إال به فھو واجب ً .إذا علوم
شرحا ً مثال ويأخذً القرآن نرجع إلى ما خرجنا عنه علوم القرآن ھذا يعتبر من علوم الوسائل يقرأ الطالب منظومة الزمزمي
عليھا ثم يأخذ التحبير ثم يأخذ اإلتقان ثم يقرأ في تطبيق ھذه العلوم واألنواع المذكورة في علوم القرآن يقرأھا في مظانھا في
التفسير ،فما من كتاب من كتب التفسير إال وتجده -خاصة التفاسير األثرية -تجده إال وقد نص على أن ھذه اآلية مكية
حينئذ :علوم القرآن ھذا من علوم الوسائل . ٍ ومدنية صيفي شتائي سبب النزول ألنه يعين على الفھم إلى آخره فنقول
ًّ
إضافيا ً
تركيبا ً
مركبا علوم القرآن ھذا مركب تركيب إضافي ،علوم القرآن مضاف ومضاف إليه ،وإذا كان العلم
ومعنى لقبي علمي .كما ھو الشأن في أصول الفقه لماذا ؟ ً معنى إضافي ،لزاما أن يكون له معنيان ً : فحينئذ ً
ٍ
قل عن ُتوصل -على قول الكثيرين -ال يمكن أن يتوصل إلى إدراك معنى المركب اإلضافي الذي ُن ِ َ ألنه ال يمكن أن ي َ َ َّ َ
علما حينئذ إذا قيل للناس :علوم القرآن صار ً ٍ معناه وتركيبه اإلضافي إلى معنى اللقب العلمي إال بعد فھم جزأين وطرفين ،
مثال كتابه )) اإلتقان (( نقول :ھذا يصلح إذا ً فإذا أطلق اللفظ علوم القرآن انصرف إلى المعنى المراد الذي ضمنه السيوطي
فحينئذ ال بد في النظر في كل جزء من ٍ ً
إضافيا ً
تركيبا ً
مركبا لق على جھة اإلفراد وأما إذا كان في األصل ابتداء ُ ْ
أط ِ َ ً كان
ٍ
حينئذ نقول :علوم القرآن له معنيان : أجزائه كما يقال في أصول الفقه
معنى إضافي باعتباره مفردين يعني النظر إلى كلمة مضاف ألنه مركب من كلمتين علوم ،وقرآن ،علوم مضاف وقرآن
مضاف إليه ،علوم ھذا له معنى في اللغة ومعنى في االصطالح ،والقرآن له معنى في اللغة ومعنى في االصطالح أليس
كذلك ؟
حينئذ ال بد من النظر في كل كلمة من ھذه الكلمات فنقول :علوم :جمع علم والعلم في اللغة يطلق بمعنى المعرفة والفھم
إدراكا .والمراد باإلدراك وصول النفس ك ِْ َ ً ُدر ُ -عند الكثيرين -ولكن األصح أنه بمعنى اإلدراك ،واإلدراك مصدر َ َ ْ َ :
أدرك ي ْ ِ
إلى المعنى بتمامه سواء كان متعلق بإدراك المفردات أو المركبات سواء كان على جھة اليقين أو على جھة الظن ،فاإلدراك
ٌ
سواء مطلقا الشامل للعلم بنوعيه التصور والتصديق الذي ھو :إدراك المركبات .والتصور الذي ھو :إدراك المفردات . ً
ً
مطلقا . كان على جھة اليقين أو على جھة الظن ،العلم إدراك المعاني
21
وأما في االصطالح في مثل ھذا المقام ھنا ألن العلم من حيث االصطالح يختلف باختالف المتكلم في ذلك السند ،وھنا
كم من المسائل جمع مسألة جملة من المسائل المضبوطة بجھة واحدة جملة يعني :بعض ٌ ٌ نعرف العلم في االصطالح بأنه
وقدر مشترك ھي : ٌ ٌ
وأصل ٌ
مفعلة من السؤال وھو ما يُبرھن عنه في العلم ،المضبوطة بجھة واحدة يعني التي يجمعھا ضابط َََْ
جھة واحدة .وھذه الجھة الواحدة ھي باعتبار ماذا ؟ باعتبار ما يبحثه ذلك العالم في ذلك الفن فمثالً علم أصول الفقه نقول ٍ
علم أصول الفقه ما المراد بكلمة علم في مثل ھذا التركيب ؟
بجھة واحدة .وھي معرفة أصول الفقه ما ھو معرفة العام والخاص والمطلق والمقيد ٍ جملة من المسائل المضبوطة ٌ نقول :
،ھذه المسائل ھي العلم في ھذا التركيب ،وھنا في علم علوم القرآن نقول المراد بالجملة ھنا :أسباب النزول ،والمكي ،
والمدني ،واإلنزال ،نزول القرآن ،وكيفية إنزاله ،وقراءته ،وأداؤه ...إلى آخره كل األنواع التي ُتذكر في علوم القرآن
المقصود بلفظة علم ھنا ھي ھذه األنواع الخمسة والخمسين التي ذكرھا المصنف وھي أكثر من ذلك .
بجھة واحدة .والمراد بالجھة الواحدة ھذه ھنا يعني ٍ حينئذ نفسر العلم ھنا في االصطالح :جملة من المسائل المضبوطة ٍ
يشملھا وحدة الموضوع كما يقال وحدة الموضوع ،أسباب النزول ،المكي والمدني ،الحضري والسفري ،األداء ،اإلدغام
،اإلمالة ...إلى آخره نقول :ھذه يشملھا ماذا ؟
وحدة واحدة وھي كونھا من مباحث علوم القرآن تدرك في ھذا الفن ،ھذا ھو اللفظ األول وھو المضاف ،ثم ننتقل إلى
مشتق أو جامد وھل ھو مھموز أو غير مھموز ؟ ٌ مختلف فيه ھل ھو ٌ المضاف إليه وھو القرآن ،قرآن ھذا
لمسمى ھو كالم الرب جل وعال ً علم مرتجل أول ما ابتدع وضع ً
اسما مشتق أو جامد ؟ جامد بمعنى أنه مرتجل ٌ ٌ ھل ھو
مشتق أم جامد كما قيل في لفظ ٌ وقرْ آن ،أم أنه ابتداء ھذا محل اختالف ،ھل ھو قراءة َ ُ
يقرأ ِ َ َ ً ُ َ
قرأ َ ْ َأما أنه منقول فھو مصدر َ َ
ذات متصفة ٍ دال على صفة المتصف على ذاته ھل ھو ٌ
دال على الجاللة )) (( ھل ھو مشتق أم جامد بمعنى :ھل ھو ٌ
ٌ
بصفة أم أنه يدل على ذات فقط وال يتضمن الداللة على صفة كما ھو الشأن في الرحمن ،الرحمن ھذا فعالن صفة مشبھة ٍ
اسم مشتق من الرحمة على جھة المبالغة ما مفھومه يدل على أي شيء ماذا تفھم من كلمة الرحمن ؟ تفھم أنه يدل على ذات
بصفة ھي :العلم .جل جالله ھل ٍ بصفة خاصة وھي :صفة الرحمة .العليم يدل على ٍ
ذات متصفة ٍ ،ھذه الذات متصفة
ذات فقط كما يدل العلم في المخلوق ،المخلوق اآلن نقول زيد ھل له معنى ؟ دال على ٍ ھو ٌ
ليس له معنى بل حتى المشتقات في المخلوقين إال النبي فمحل نزاع باتفاق أنھا ال تدل على معاني ،ولذلك قد يسمى
محمود الشخص ويسمى محمد غير النبي ھل نقول :محمد ومحمود أنه يدل على أنه ذات متصفة بالحمد أو أنه يحمد أو
قد يسمى صالح يعني :ذات متصفة بالصالح قد يكون صالح بالفعل يوافق االسم المسمى ،وقد يكون من أشر خلق عز
لفظ جُرِّ دَ عن المعنى عن الوصف ھذا المراد حينئذ نقول :االسم ھنا لم يوافق مسماه .وإنما المراد أنه ٌ ٍ ً
صالحا وجل ويسمى
ً ً ٌ
ذات فقط أم ال ؟ القرآن مثله ھل ھو مشتق أم ال ؟ ثم إذا كان مشتقا أم جامدا -على القولين - ٍ دال على بلفظ الجاللة ھل ھو ٌ
ھل ھو مھموز فيقال :القرآن بالھمز .أم غير مھموز فيقال :القران .ھكذا بدون ھمز ؟
مھموز وبه قرأ ابن كثير وھو مروي عن الشافعي رحمه ٍ خاص بكالم فھو غير ٌ علم غير مشتق اسم ٌ قال بعضھم :ھو ٌ
فنقل إلى كالم الرب جل ُ
مصدرا ِ ً علم مرتجل يعني :لم يكن تعالى أن القرآن قران ھكذا يقرأ وھي قراءة ابن كثير ألنه ٌ
مرتجال ألن العلم عند أھل العربية قسمان : ً اسما صار ً
علما وعال فجعل ً
علم منقول . ٌ
وعلٌم مرتجل .
العلمية .َ ْ
استعمال في غير َ ِ َّ ٌ علم منقول ھو الذي سبق له ٌ
ً
مصدرا فنقل من العلمية كان َ ْ ً
ض ُل فضْ ال إذا ھو مصدر ،إذا ھو سابق على َ ِ َّ ً ً َ ْ
فضل َيف ُ َفضْ ل ھذا مصدر فضْ ل مصدر َ َ
َ َ
حينئذ فضل ھذا ٍ المصدرية إلى الداللة على العلم لوحده فضل تقول :ھذا فضل زيد ،وھذا فضل عمرو ،ھذا فضل .
المراد به زيادة فھل يدل على ذات ؟
علما موصوال منقول من أي شيء ؟ من المصدر ً ال يدل على ذات ،لكن لو نقلته من المصدرية إلى داللة على ذات صار ً
شرا ،وشاب قرناھا شاب قرناھا فعل ماضي وفاعل ، ،ومثله المنقول عن جملة اسمية أو المنقول عن الجملة الفعلية تتأبط ً
مفردا ھذا يسمى ً شخص معين فصار ٍ جملة فعلية إلى كونه ً
علما على ً ومفعول به ،نقل عن كونه ٌ شرا فعل وفاعل وتتأبط ً
ً
علما منقوال . ً
ابتداء أول ما وضع ،وضع على أنه علم لم ً ابتداء من أول األمر ھكذا نطقت به العرب ً والعلم المرتجل ھو الذي وُ ضع
العلمية قبل كونه أو جعله ً
علما . يستعمل في غير ْ َ َ ِ َّ
22
كسعادَ َ ُ
وأدَ ْد ارتجال ُ َ
ٍ َ ُ
وذو كفضْ ٍل َ َ َ ْ
وأسد ومن ُه َ ْ ُ ٌ
منقول َ َ َ ِْ
) )
ربا ُ
تم أعْ ِ ََ َذا ِإنْ ِ َ
بغي ِْر َوي ِْه َّ
بمزج ُر ِّ َ َو ُجم َ ٌ
)
) كبا وما ِ َ ْ ٍ
ْلة َ َ
رجل أسد ،ھذا منقول عن اسم حيوان معروف أو فضل وھو مصدر ،وذو ٍ كفضل وأسد لو سميت
ٍ ٌ
منقول ًإذا ومنه ما ھو
استعمال في غير ْ َ َ ِ َّ
العلمية ، ٌ العلمية كذلك ُأدَ د لم يسبق له
استعمال في غير ْ َ َ ِ َّ
ٌ ارتجال كسعاد ُ
وأدَ د ،سعاد قيل :ھذا لم يسبق له
علم غير مشتق خاص بكالم فإذا أطلق لفظ اسم ٌ
شخص ٌ ٍ ٍ
حينئذ يكون علم وعلم .
ٌ ًإذا على ھذا القول :بأن القرآن ٌ
اسم
القرآن انصرف إلى كالم الرب جل وعال ،مثل ما تقول :قال زيد .فتعرف زيد أنه ذات التي أدركت ماھيتھا وحقيقتھا فھو
فعال قران فعال َ ُ ،
غير مھموز ألنه وضع ھكذا وما وضع بدون ھمز ال يمكن أن يھمز فإذا قيل :قران .فحينئذ يكون وزنه ُ َ
فتكون النون أصلية واأللف زائدة ألنھا تكون الم الكلمة فعال قران ليس عندنا ھمز واأللف ھذه مقابلة لأللف والنون تكون
أصلية قران القاف ھي فاء الكلمة والراء ھي عين الكلمة قران والنون ھي الم الكلمة ،فصارت النون أصلية وھو وُ ضع
ً
ابتداء بدون ھمز وھذا منسوب إلى الشافعي . ً
ارتجاال
مھموزا ولم يؤخذ من َقرأت ً .إذا غير ً أخرج البيھقي والخطيب عن الشافعي رحمه تعالى أنه يقول :القران اسم وليس
ً
مشتق ألنه لو أخذ من قرأت لكان األصل فيه أنه مھموز ألن قرأ الھمزة ھي الم الكلمة فصارت الھمزة أصال حينئذ يكون
األصل في المصدر ألنھا وجدت في الماضي ولذلك بعضھم يستشكل يقول :كيف يقال القرآن مأخوذ من قرأ ومعلوم أن
القرآن مصدر وقرأ فعل ماضي .
الفعل
ِ ومنه يا صاح اشتقاق وأي األصل والمصدر
) أصل )
ِ
كما ھو مقرر عند البصريين على القول الراجح فكيف يقال :القرآن مأخوذ من قرأ ؟ نقول :ليس قصدھم أنه فرع العام
فعل ً ،إذا الھمزةقرأَ على وزن َ َ َ وإنما المراد أنه اجتمع معه في مادة االشتقاق وأرادوا بذلك أن يستدلوا على أن الھمزة أصل َ َ
ٍ
فحينئذ ھي الم الكلمة ً ،إذا قران سواء نطق بالھمزة قرآن أم حذفت الھمزة إلسقاط حركتھا إلى الساكن قبلھا فحذفت قران
يكون وزنه فعالن كغفران ورجحان كما سيأتي .
قرآنا - مھموزا ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت لكان كل ما قرئ ً ً ًإذا قال الشافعي رحمه :القران اسم وليس
علما على كالم الرب جل وعال ُسلم -ولو أخذ من قرأت لكان كل ما قرئ ً
قرآنا .نقول :ال ،جعل ً رحمه وھذا ليس بم َ َّ
قرأَ ً
مشتقا من َ َ مشتقا منه .نحن نقول :ھذا ال شك بتسليمه لو س ِّ َ
ُلم بكونه ً وحينئذ ال يجوز إطالقه على كل ما ُقرئ أما كونه ٍ
كالم مقروء ؟
ٍ يلزم منه أنه يُطلق القرآن على كلھل َ ْ َ
الجواب :ال ،لماذا ؟
أخذ ُ
توقيفا ،ولو ِ َ
ً علما على كالم الرب جل وعال فال يجوز ماذا ؟ استعماله في غيره صار ألننا نقول باالشتقاق ثم نجعله ً
التوراة ،واإلنجيل .يھمز قرأت وال يھمز القرآن .ھذا قول من من قرأت لكان كل ما قرئ قرآن ولكنه اسم لكتاب مثل ّ :
؟ قول الشافعي رحمه تعالى وھو إمام من أئمة اللغة .فقول الشافعي :ھو اسم لكتاب .يعني :أنه اسم علم غير مشتق
بل ھو علم مرتجل .وقال آخرون :بل ھو مشتق .ثم اختلفوا في اشتقاقه فقيل :مشتق من قرنت الشيء بالشيء ًإذا مأخوذ
من مادة االقتران مأخوذ من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدھما إلى اآلخر فلماذا سمي القرآن كالم الرب جل وعال
قران وھو من قرنت الشيء بالشيء ؟ فسمي بذلك لقران السور واآليات والحروف فيه ،حصل اقتران وھو :ضم السورة
إلى السورة ،واآلية إلى اآلية ،والكلمة إلى الكلمة ،والحرف إلى الحرف .ومنه :قيل إذا قرن الحج والعمرة قران .ألنه
قرانا من كونه ضم أحدھما إلى اآلخر .ھذا قول .وقال الفراء :ھو مشتق ضم الحج إلى العمرة أو العمرة إلى الحج فسمي ً
من القرائن .عندنا القول األول ھو مشتق من ماذا ؟ من القران وھذا مأخوذ على قول الفراء من القرائن ألن اآليات منه من
بعضا وھي قرائن ،وعلى القولين يكون بال ھمز على القول األول بأنه مشتق ً ً
بعضا ويشابه بعضھا القرآن يصدق بعضھا
من القران أو من القرائن يكون قران بال ھمز ونونه أصلية .وقال الزجاج :ھذا القول سھو .القول األخير بأنه من القرائن
سھو وفي بعض النسخ غلط والصحيح أن ترك الھمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الھمز إلى الساكن قبلھا ھذا مطرد في
مھموزا إذا قيل من القرائن نقول :قرآن .ھذا أصله ً الھمز قرآن ھذا يحتمل إذا قيل :إنه من القرائن .ال نقطع بأنه ليس
23
قصدَ حذف الھمزة ألن الھمز فيھا ِ َثقل أريد التخفيف فحذفت أريد ُ ِ ُ
حصل تخفيف وجه التخفيف أسقطت حركت الھمز يعني ِ :
ُتوفر إلى حذفه بكونه ساكن فألقيت الحركة الفتحة على ابتداء ھكذا ،ال بد أن ي َ َ ً الھمزة ال يمكن أن يُحذف الحرف المحرك
القران بتحريك الراء بالفتح من أين جاءت الفتحة ؟ ُ
قران َ . الراء لذلك تقول ُ :قرْ آن .بإسكان الراء فإذا حذفت الھمزة تقول َ :
ُ
من أين جاءت ؟
ھي حركة الھمزة إذا قران أصله قرآن ألقيت حركة الھمزة وھي الفتحة إلى الراء ثم سكنت الھمزة فصح التخفيف حينئذ ً
ألن حذف الحرف المتحرك ھذا يستعصي ألن الحرف المتحرك قوي أقوى من الحرف الساكن فحينئذ ال بد من تضعيفه
تمكنا من حذفه . َّ ٍ
حينئذ ُف
فضع َ ساكنا َ ً إدخال الضعف عليه فال بد من إسقاط حركته فإذا سقطت حركته صار
ً
يقرأ َقرْ ًءا وقرآنا مصدر زيدت األلف ُ ْ
قرأ َ َ َ مصدر لقرأت كالرجحان والغفران َ َ . ٌ واختلف القائلون بأنه مھموز قيل :ھو ََْ َ
غفرا ھذا المصدر يغف ُر َ ْ ً
غفر َ ْ ِ سماعيا َ َ َ ً والنون عليه كما سيأتي ً ،إذا مثل الرجحان والغفران ،الغفران ھذا مصدر وإن كان
القياسي وغفران ھذا مصدر سماعي ،وقيل :ھو األصل وزيدت عليه األلف والنون -كما سيأتي . -قيل :ھو مصدر
لقرأت كالرجحان والغفران سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر .وسيأتي ھذا بمعنى أنه مقروء يعني :
متلو .وقال آخرون -منھم الزجاج : -ھو وصف على ُفعْ الن .وصف ليس بمصدر إنما ھو وصف على وزن ُفعْ الن مشتق
القران قران قرأت الماء في الحوض .أي :جمعته ً .إذا قد يحتمل أن القرآن مشتق من ْ ِ القرْ ِء بمعنى الجمع ،ومنه ُ ْ َ َ : من ْ َ
ِّي بذلك ألنه جمع السور ويحتمل أنه من الجمع وھذان صوابان يعني :يحمل عليھما دون تفصيل .قال أبو عبيدة :و ُسم َ
قرآنا ؟ ألنه جامع للسور بعضھا بعضھا إلى بعض ً .إذا قيل :القرآن مأخوذ من الجمع لما سمي القرآن كالم الرب جل وعال ً
إلى بعض وسيأتي وجه آخر .وقال الراغب األصبھاني :بل لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة .وھذا أصح لكونه
ً
وخاصة كالم قرآن ،ھذا ال شك ٍ جمع قرآن ،ھذا ال شك وال لجمع كل جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة ألنه ال يُقال لكل
ٍ
حينئذ ال يصح نقله . ٍ علما على كالم الرب جل وعال إذا صار ً
وقيل :ألنه جمع أنواع العلوم كلھا .
ھذه بعض األقوال التي ذكرھا السيوطي رحمه تعالى في )) اإلتقان (( وكذلك الزكشي في )) البرھان (( ونقول :
قرأَ -يعني ما سيأتي ھو األصح -مصدر قرأ بمعنى :تال .أو بمعنى : واألظھر و تعالى أعلم أن القرآن في اللغة مصدر َ َ
قرأ يستعمل في التالوة بمعنى التالوة ويستعمل في معنى الجمع فھو َ جمع .مصدر قرأ بمعنى :تال .أو بمعنى :جمع .ألن َ َ َ ََ
لفظ مشترك أو مشترك لفظي مثل القرح والعين زيدت فيه األلف والنون كما زيدتا في الغفران يعني :القرآن األلف والنون ٌ
اسم المفعول ، مصدر بمعنى ٍ ٌ وغفرانا فعلى المعنى األول َتال فھو غفرا َ ُ ْ َ ً غفر َ ْ ً وقرآنا كما تقول َ َ َ : ً قرأَ َقرْ ًءا زائدتان .تقول َ َ :
قرأ بمعنى َ :تال .ويدل عليه َ ٌ
متلوا ألنه مأخوذ من َ َ المتلو .فسمي القرآن ُقرْ ًآنا لكونه َ ْ ُ ًّ المق ُروء أي ّ ُ ْ َ ْ : فحينئذ يكون القرآن بمعنى ْ َ ْ ٍ
قرآنه ﴾ ] القيامة . [18 ، 17 :يعني :تالوته .فصار القرآن ھنا فاتبع ُ ْ َ ُ قرأناهُ َ َّ ِ ْ ْ
فإذا َ َ َ وقرآنه * َ ِ َ
جمعه َ ُ ْ َ ُ علينا َ ْ َ ُ إن َ َ ْ َ قوله تعالى َّ ِ ﴿ :
قرأ بمعنى تال َ ً
القرْ آن قُرْ ًآنا لكونه مأخوذا من َ َ ِّي ْ ُ
المتلو .فلذلك نقول :ھذا المعنى صحيح ُسم َ اسم المفعول أي ّ ُ ْ َ ْ : مصدر لمعنى ٍ
المقرُ وء والقرآن كالم تعالى َ ْ
مق ُر ٌ
وء المفعُول بمعنى ْ َ ْ فالقرْ آن ُفعْ الن بمعنى ْ َ ْ فيكون من إطالق المصدر وإرادة اسم المفعول ْ ُ
وھو متلو وال شك في ھذا فالمعنى صحيح .
جمع -كما ذكرناه في السابق -إنه يقال : قر َأ يأتي بمعنى َتال ويأتي بمعنى َ َ َ جمع ،قلنا َ َ : وعلى المعنى الثاني الذي ھو َ َ َ
مصدر بمعنى اسم الفاعل فالقرآن ٌ جمع فھو قرأت الماء في الحوض .بمعنى :جمعته .أي :جمعته .وعلى المعنى الثاني َ َ َ ََْ ُ
أنزلت قبله وزاد عليھا أليس جامع لثمرات علوم الكتب السماوية التي ُ ْ ِ َ ْ ٌ جامع ألي شيء ؟ ٌ قارئ جامع ،القرآن جامع ، ٍ بمعنى
كذلك ؟ أليست أصول التوحيد والغيب واإليمان باليوم اآلخر موجودة في القرآن ؟
متفق عليھا بين األنبياء فھي موجودةٌ في ما سبق وزاد عليھا بأمور انفردت بھا شريعة ٌ ًإذا جمع ،وموجودة قبل ذلك ألنه
شيء ﴾ ھذاشيء ﴾ ] األنعام ِ ﴿ [38 :من َ ْ ٍ الكتاب ِمن َ ْ ٍ فرطنا ِفي ِ َ ِ النبي صلى عليه وآله وسلم ،ولذلك جاء في القرآن ﴿ َّما َ َّ ْ َ
شيء ﴾ ] األنعام : الكتاب ِمن َ ْ ٍ فرطنا ِفي ِ َ ِ نص في العموم ًإذا ﴿ َّما َ َّ ْ َ ٌ نكرة في سياق النفي وزيدت عليھا ﴿ ِمن ﴾ فدل على أنھا
. [38
جمع ألنه يستعمل في المعنيين تال ، سواء كان بمعنى تال أو بمعنى َ َ َ ٌ َ َ
قرأ
وعليه فالقرآن أصله مھموز ألن أصله ماذا ؟ َ
وجمع فيكون القرآن األصل فيه أنه مھموز أو ليس بمھموز ؟
مھموز ھذا ھو األصل فيه فإذا قرأ ابن كثير قران نقول على أي جھة ؟
على جھة التخفيف أصله قرآن ،فخفف بإسقاط حركة الھمز إلى الراء فحذفت الھمزة فصار قران .على الھمز وترك
سواء ذكرنا الھمز نطقنا بھا أو لم ننطق بالھمزة لماذا ؟ ً ً
مطلقا الھمز وزنه ُفعْ الن
24
فحينئذ صارت كالموجودة فتراعى في الوزن ً ،إذا وعليه فالقرآن أصلهٍ ً
تخفيفا يعني :لعلة لغرض . ألن الھمز ھنا حذفت
ُ
فعال . ُ
خفف بنقل حركة الھمز إلى الساكن قبلھا ثم حذفت فوزنه فعْ الن ،وعلى قول الشافعي رحمه تعالى وزنه َ مھموز ُ ِّ َ
فعال ،واستشكل البعض باجتماع معرفين وھي َّ ِ َ َ ْ :
العلمية واأللف والالم .القرآن ،القرآن صار علم فرق بين ُفعْ الن وبين ُ َ
ٌ
على كالم الرب جل وعال ،والعلم معرفة وال المعرفة ال تعرف المعرفة أليس كذلك ؟
ال تدخل على المعرفة وإنما تدخل على النكرة
قاب ُل َأ ْل م َ ِّ َ
ُؤثرا نكرةٌ َ ِ
َِ َ
إن َھَـذا
فحينئذ نقول َّ ِ ﴿ :
ٍ صلح لدخول أل عليه والقرآن بدون أل علم على كالم الرب جل وعالًإذا ضابط النكرة كل ما َ َ َ
أقوم ﴾ ] اإلسراء . [9 :ھذا قرآن َ َأتى بأل وھي معرفة وقرآن حيث ھو قبل دخول أل ھو علم فكيف ھي َ ْ َ ُ يھدي ِ َّ ِ
للتي ِ َ ْ ُْ َ
القرآن ِ ْ ِ
رفة ؟ ف َْ
المعْ ِ َ عُرِّ َ
أمر سھل أن أل ھذه زائدة وليست للتعريف ،وإنما ھي للمح الصفة ،لمح الصفة يعني :قبل جعل فالجواب أن يقال ٌ :
نوع من أنواع المعارف إذا أردت ٌ َ
بالعلمية فھوْ ً حينئذ صار ً
علما إذا صار تعريفه َ ِ َّ ٍ منقوال إذا ُنقل االسم فصار ً
علما ً لكونه
منقول عن ذاك المعنى ُ ْ ِ
تدخ ُل عليه أل وھذه األل زائدة ليست معرفة ولذلك قال ابن مالك : ٌ اإلشارة عند التكلم للداللة على أنه
نكرةٌ .رحمه قال :
قاب ُل َأ ْل م َ ِّ َ
ُؤثرا نكرةٌ َ ِ
َِ َ
أل المعرفة .ليست كل أل تكون للتعريف قد تكون أل مؤثر التعريف يعني :استفاد منھا مكفولھا التعريف رجل الرجل
معرفة ،وليد الوليد ھكذا يقول الناس :أبو الوليد .الوليد وليد تقول :ھذا اسم علم منقول وليد فعيل يعني :مولود ھو ً صار
نقل عنه وأنه مولود ُتدخل عليه أل فتقول جاء فحينئذ إذا أردت الداللة على المعنى الذي ُ ِ َ
ٍ مولود ھذا وصف نقل إلى ْ َ َ ِ َّ
العلمية
الوليد تشير إلى ماذا ؟
منقوال عن ذات الوصف الذي ھو كونه مولود . ً أل ھذه ليست معرفة ألنه ھو معرفة علم وإنما تشير إلى كونه
كذلك عباس علم مشتق من العبوسة فإذا رجل اسمه عباس وقد وافق االسم المسمى في وجه عبوس وكذا فتقول :جاء
العباس .تقصد به ماذا ؟
دل على أن علم حينئذ ال يعرف ،القرآن قرآن علم فإذا أدخلت عليه أل َّ أنه جاء عابس الوجه وإال ھو لوحده عباس ھذا َ َ
جمع ،وال إشكال .واستشكل البعض اجتماع معرفين وھما ْ َ َ ِ َّ
العلمية واأللف قرأَ بمعنى َ َ َ :
قرأ بمعنى َ :تال .أو من َ َ منقول من َ َ َ
والالم وواضح أن الالم زيدت للمح الصفة .
علما علم جنس أو علم شخص ؟ ًإذا عرفنا أن القرآن ھذا لفظ إذا أطلق انصرف إلى كالم الرب جل وعال ً ،إذا صار ً
علم شخص ،لماذا ؟
ألن مدلوله مشخص محدود ،وھذا المحدود ھل ھو في الذھن أو في الخارج ؟
فحينئذ صار علم لشخص ھذا من باب التفسير الفرق بين علم الجنس وعلم الشخص ،علم الجنس مدلوله في ٍ في الخارج
فحينئذ إذا قيل القرآن علم من أي النوعين ؟ علم شخص أو علم جنس ؟ ٍ الذھن ال وجود له في الخارج
نقول :علم شخص .شخص من التشخص له شخص له ماھية له حقيقة يدرك حينئذ تقول :ھذا القرآن من أوله إلى آخره
كالعلم الشخصي ،ويطلق باالشتراك اللفظي على مجموع القرآن كل القرآن مسماه قرآن من شخصا فصار له َ َ ِ ً ً .إذا ھذا صار
القرآن َ ْ َ ِ ُ ْ
فاستمعوا َ ُ
له ﴾ ] قرئ ْ ُ ْ ُوإذا ُ ِ َ
شخصا يتلو آية فتقول :يتلو قرآن َ ِ َ ﴿ .
ً الفاتحة إلى الناس ويطلق على بعضه ،إذا سمعت
األعراف [204 :قرأ القرآن ماذا ؟ كله أو بعضه ؟
بعضه ًإذا صح إطالقه على بعض كالم الرب جل وعال ،ولذلك ھو نقول :يطلق باالشتراك اللفظي على مجموع القرآن
كل القرآن من أوله من الفاتحة إلى سورة الناس ،وعلى كل سورة من سوره ،وعلى كل آية من آياته ،ولذلك إذا سمعت من
له ﴾ ] األعراف [204 : القرآن َ ْ َ ِ ُ ْ
فاستمعوا َ ُ قرئ ْ ُ ْ ُ
وإذا ُ ِ َ
يتلو آية من القرآن صح أن تقول :إنه يقرأ القرآن .واآلية واضحة ﴿ َ ِ َ
25
وإذا قيل :إنھا في الصالة .حينئذ ال يقع في الصالة في الركعة الواحدة أو الركعتين كل القرآن إنما يقرأ بعض القرآن فصح
إطالق لفظ القرآن عليه ،ھذا من جھة القرآن من جھة المعنى اللغوي ومن جھة االشتقاق .
أما مسماه في االصطالح يعني الشرعي المشھور في تعريفه بالطبع ال يمكن في مثل ھذا أنه يُؤتى بحد على طريقة
المناط إال اللھم في حالة واحدة .إذا قيل :ما ھو القرآن ؟ وأردت تعريف القرآن بحد تام يصدق على مسمى القرآن حينئذ
بسم ِ يدخ ُل فيه غيره وال يخرج عنه فرد من أفراده تقول :القرآن ھو ِ ْ ِ ﴿ : تقول :إذا أريد تعريف القرآن بحد تام ال َ ْ ُ
والناس ﴾ ] الناس [6 : من ْ ِ َّ ِ
الجنة َ َّ ِ العالمين ﴾ ] الفاتحة [2 ، 1 :وتقرأه من أوله إلى ﴿ ِ َ رب ْ َ َ ِ َ ِّ َ S الحمد ّ ِ الرحيم * ْ َ ْ ُ الرحمن َّ ِ ِ
َّ ْ ِ
ُسمى بالحد الحقيقي ال يخرج عنه فرد من أفراده وال يدخل فيه غيره وال َ ِ ُ
يرد أريد تعريف القرآن بحد شامل ما ي َّ ُ
صحيح إذا ِ
ٍ
فحينئذ ال ً
الرحيم ﴾ ثم تقرأ القرآن كامال إلى آخره ،وأما ما عداه الرحمن َّ ِ ِ َّ ْ ِ بسم ِ عليه غيره أي إيراد فتقول :القرآن ھو ِ ْ ِ ﴿ :
سما ،أما الحد الحقيقي بد من التقريب فقط ولو طبقت عليه من باب اإلخراج واإلدخال ھذا من باب التقريب ولذلك يسمى ر ً
ُحد بھاقيدا وبعضھم يخرج اآلخر وھلم جر يعني :يختلفون في القيود التي يمكن أن ي َ َّ فھو كما ذكرناه ،وذلك بعضھم يدخل ً
ُعنونُ له فيقال :القرآن كالم إلى آخره إال من باب إثبات أنه صفة عز وجل وما زاد القرآن .والمسلم ال يحتاج أن ي َ ْ َ
على ذلك فھو معلوم والمشھور في تأليفه أنه :كالم تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد المتعبد بتالوته
المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس .وسيأتي أنه زاد في النظم ھناك في المقدمة :المعجز بلفظه .وسيأتي أنه ھذا
من فوائده .
ُ
إذا قيل :بأن ھذا ھو مسمى القرآن نحن نفسر اآلن ما ھو ؟ نفسر مسمى القرآن عندنا اسم وعندنا مسمى ،لو قيل :ما ُ
إن َ َ
ھـذا الدليل على أن ھذا التعريف ھو مسمى القرآن ؟ لو قال لك قائل :ما الدليل أنت اآلن تقول عز وجل بقول َّ ِ ﴿ :
يھدي ﴾ ] اإلسراء . [9 :وأنت تقول :أن ھذا القرآن مسماه كالم تعالى إلى آخره ما الدليل ؟ نقول :الدليل قوله ْ ُْ َ
القرآن ِ ْ ِ
تنزيالً ﴾ ] اإلنسان . [23 :فدل على أن المنزل ھو القرآن وليس ثم منزل إال كالم القرآن َ ِعليك ْ ُ ْ َ
نزلنا َ َ ْ َنحن َ َّ ْ َ جل وعال َّ ِ ﴿ :إنا َ ْ ُ
تعقلون ﴾ ] يوسف . [2 :فدل على أن المنزل ھو : لعلكم َ ْ ِ ُ َ
عربيا ً َّ َ َّ ُ ْ
قرآنا ً َ َ ِ ّ الرب جل وعال كذلك قوله تعالى َّ ِ ﴿ :إنا َ َ ْ َ
أنزلناهُ ُ ْ
القرآن .وھو :كالم الرب جل وعال ً .إذا كالم فكالم ھذا على اصطالح المناطقة جنس يشمل كل كالم ،كالم اإلنس ،
كالم المالئكة ،كالم الجن إلى آخره كل من يمكن أن يتكلم فيصدق عليه أنه كالم ،لما أريد تقيده وإخراجه ما عدا كالم
الرب جل وعال أضيف ألن التقيد إما أن يكون بوصف أو بإضافة » خمس صلوات « حصل التقييم ھنا بماذا ؟
من ﴾ ] البقرة [221 :حصل ھنا بالوصف . مؤ ِ ٌ باإلضافة ٌ ْ َ َ َ ﴿ ،
ولعبد ُّ ْ
ًإذا كالم أضيف الكالم إلى لفظ الجاللة فأخرج ما عداه من كالم اإلنس والجن والمالئكة ،كالم تعالى كالم مسمى
معا ،ألن كثير ممن يكتب في ھذه المسائل في كالم الرب جل وعال على ما ھو المقرر في كتب النحو أنه اللفظ والمعنى ً
ً
علوم القرآن وفي التفسير إنما يقصدون بالكالم ھو :المعنى دون اللفظ إال في أصول الفقه فيعنون به اللفظ مجازا ،والمعنى
عرف القرآن السيوطي في )) الكوكب الساطع (( بقوله : يحيلونه على علم أصول الدين ولذلك َ َّ
أما القران ھا ھنا .جزء القرآن .
يفصل
َّ ً
معجزا على النبي أما القرآن ھا ھنا فالمنزل
) )
ًإذا القرآن في كتب أصل الفقه المراد به اللفظ ،والمراد بالقرآن في أصول الدين عندھم علم الكالم ليس في العقيدة السلفية
إنما ھو علم محدث مبتدع المراد به الكالم النفسي ،وإطالق الكالم على المعنى النفسي أو الحديث حديث النفس ھذا إطالق
حقيقي ،واختلفوا في إطالق الكالم على اللفظ ھل ھو حقيقي أو مجازي ؟ المرجح عندھم أنه مجاز لماذا ؟
ألن حقيقة صفة كالم الرب جل وعال ھو المعنى القائم بالناس والكالم أو اللفظ ،اللفظ عبارة ودليل عن المعنى القائم
ِ ﴾ ] التوبة . [6 :كالم ّ
يسمع َ َ َ
حتى َ ْ َ َ استجارك َ َ ِ ْ
فأجرهُ َ َّ شركين ْ َ َ َ َ من ْ ُ
الم ْ ِ ِ َ وإن َ َ ٌ
أحد ِّ َ بالنفس وھذا باطل بالنص لقوله جل وعال ْ ِ َ ﴿ :
داال على معناه ،وھذا واضح وال إشكال فيه ولذلك ال يعرف خالف عن السلف في مثل ھذه المسائل ، والذي يسمع ھو اللفظ ً
الكالبي من جھة الكالبي .ولذلك األشاعرة ُكالبية المعنى ھم يرجعون إلى ُ والخالف محدث وقيل :أول ما قال بالتفرقة ھو ُ
إثبات أن المراد بالكالم ھو المعنى النفسي وإطالقه بأن المراد به المعنى النفسي يرده النص الذي ذكرناه ويرده إجماع النحاة
بأن الكالم ھو اللفظ المركب المفيد بالوضع ،ھذا مجمع عليه عند النحاة ،وكذلك لو صح إطالق القول على ،
ويقولون ِفي َ ُ ِ ِ ْ
أنفسھم حينئذ لم احتاج إلى قيد في قوله تعالى َ ُ ُ َ َ ﴿ : ٍ بمعنى لو صح إطالقه على المعنى النفسي ً ألن القول كالم
﴾ ] المجادلة . [8 :ألن حديث النفس ھذا ال ينكره أحد ھو موجود ال إشكال فيه ھل أحد ينكر حديث النفس المعنى القائم في
26
النفس ؟ لكن ھل ھو كالم حقيقة أو ال ؟ ھذا محل النزاع ھم يقولون :إذا أطلق لفظ الكالم ؟ ھكذا دون أن يقيد انصرف إلى
معنى قائم بالنفس وال يدل على اللفظ إال بقرينه ألنه مجاز كذلك إذا أطلق القول انصرف إلى ماذا ؟ إلى ما في النفس وال يدل
أنفسھم ﴾ ] أنفسھم ﴾ ] المجادلة ِ ﴿ . [8 :في َ ُ ِ ِ ْ ويقولون ِفي َ ُ ِ ِ ْ
على اللفظ إال بقرينه ألنه مجاز .نقول قوله جل وعال َ ُ ُ َ َ ﴿ :
ويقولون ﴾ ] المجادلة . [8 :فلو كان القول إذا أطلق عن القيد انصرف إلى المجادلة [8 :جار مجرور متعلق بقوله َ ُ ُ َ َ ﴿ :
المعنى النفسي لما قيده ؟
كأنه قال :يقولون في أنفسھم في أنفسھم .ألن القول إذا أطلق انصرف إلى المعنى النفسي فلم قيد ؟ فدل على ماذا ؟
دل على أن األصل في اللفظ أن األصل في القول ھو اللفظ ألن العلم معناه ولذلك عبارة شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه
تعالى يقول :الكالم للفظ والمعنى كاإلنسان للجسد والروح .اآلن إذا قيل :ھذا إنسان .نقول :ھذا إنسان مسماه الجسد
معا .ھل ھو الروح دون جسد أو الجسد دون الروح ؟ والروح ً
بعبده ﴾ ] اإلسراء . [1 :أنه بروح أسرى ِ َ ْ ِ ِ َ
﴿ ْ َ ال ،ال يمكن أن يطلق ويراد به اإلنسان ،ولذلك من الباطل أن يقال :
معا .فإثبات اإلسراء للروح فقط دون الجسد يحتاج دون جسد نقول :العبد إذا ُأطلق يحمل على مسماه وھو الروح والجسد ً
إلى دليل نقول :ال مانع في الشرع لكن ائت بدليل ،واألصل حمل اللفظ على ظاھره كذلك الكالم بالنسبة للفظ والمعنى
كاإلنسان باعتبار الجسد والروح .
كل إطالق الكالم على ما المعنى القائم بالنفس نقول ھذا محدث وبدعة وضالل .لماذا ؟ على ٍ
ألنه ينبني عليه تحريف كالم الرب جل وعال وبأن القرآن الذي بين أيدنا المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور
حينئذ صاروا بذلك يقولون األشاعرة كالمعتزلة في أن القرآن مخلوق لكن يقولون :ال ٍ ھذا ليس بكالم الرب جل وعال ،
تأدبا وإنما يذكر في مقام التعليم فقط عند الطالب .يقال :القرآن مخلوق .وما عدا ذلك ال يكون كالم يُصرح به ً
﴾ ] الشمس [13 :مثلھا كالم ،وھذا باطل . َّ
ناقة َِ حينئذ تكون من باب إضافة تشريف ﴿ َ َ ٍ واإلضافة
كل كالم لفظا ومعنى وانتبھوا من الكتب التي في التفاسير وفي علوم القرآن ونحوھا ولذلك يذكروا حتى في ً على ٍّ
المصطلح ال يكاد َيسْ َلم يقولون :الحديث ضد القديم .في تعريف الحديث ضد القديم قد يكون في اللغة ال إشكال يُبحث عنھا
ً
حديثا لماذا ؟ لكن يقول :ھو سمي الحديث
مقابل لكالم الرب جل وعال ألنه ماذا ؟ ٌ ألنه
قائمة بالنفس .وھذا باطل .فتجد لوثة األشعرية ال يكاد يسلم منھا علم في النحو ،في الصرف ،في ٌ صفة قديمة ٌ قديم
البيان في البيان حدث وال حرج .
كالم تعالى المنزل على عبده ،المنزل يخرج كالم الذي استأثر به ھل كل كالم جل وعال منزل ؟ ھل كالم
ھو القرآن فحسب أم أنه أعم ؟
ُنزل فقوله كالم يكون م َ ّ
ٍ القرآن من كالم من بعض كالم الرب جل وعال وليس كل كالم الرب جل وعال فلذلك ليس كل
البحر ُنزل .كالم تعالى المنزل احترز به أو أخرج عن كالم الرب جل وعال الذي استأثر به ولم ينزل ﴿ ُقل َّ ْلو َ َ
كان ْ َ ْ ُ ْ :الم َ َّ
ُخر ُج ما َ ْ َ َ
أنزل محمد ي ْ ِ
ٍ مدداً ﴾ ] الكھف [109 :على جئنا ِ ِ ْ ِ ِ
بمثله َ َ ربي َ َ ْ
ولو ِ ْ َ قبل َ َأن َ َ َ
تنفد َ ِ َ ُ
كلمات َ ِّ البحر َ ْ
لنفد ْ َ ْ ُربي َ َ ِ َ مداداً ِّ َ ِ َ ِ
لكلمات َ ِّ َِ
ُنز ُل ( على محمد قد أنزل ْ
أنزل من الكتب على األنبياء قبله كالتوراة ،واإلنجيل وغيرھما ألنه مقيد ) الم َ َّ ُ
من الكتب أو ما ْ ِ َ
الرب جل وعال التوراة ،وأنزل اإلنجيل وھي من كالمه جل وعال لكنھا ليست بقرآن وعند األشاعرة ونحوھم كلھا قرآن
المعنى واحد واختلف باختالف ماذا ؟
ً
قرآنا لكونه منزل على محمد وسمي عينه توراة وسمي إنجيالً ھذا كله من الخلط .إذا على ِّي ً المنزل عليه ،فالقرآن ُسم َ
محمد يُخرج ما أنزل من الكتب على األنبياء قبله كالتوراة واإلنجيل وغيرھما كصحف إبراھيم وموسى ،متعبد بتالوته ما ٍ
جامع لكل ما يحبه الرب جل وعال ٌ اسم
ُتخذ عبادة ،ألن العبادة ھذا شأنھا ٌ َ َّ
المراد بالمتعبد ؟ يعني :ما أمر به الشرع أن ي َ
ويرضاه من األقوال واألعمال الظاھرة والباطنة ،نقول :ھذا عبادة .كل ما أمر به الشرع فھو عبادة كل ما حبه الشرع فھو
فاعلوه فھو عبادة .كيف نحكم على ُدح َ ِ ُ
عبادة ،كل ما جاء النص بأن الرب جل وعال رضي عنه فھو عبادة ،كل ما م ِ َ
الشيء بأنه عبادة ،ھل كل قول بأنه عبادة ؟
ال .ھل كل فعل ھو عبادة ؟
نقول :ال ،ال بد من ضابط وھذه المشكلة قد يُشكل على البعض حتى من طالب العلم كون ھذا الشيء عبادة أو ليس
بعبادة ما الذي ينبني عليه ؟
ينبني أوالً أنك تعرف أن ھذا عبادة وصرف العبادة لغير جل وعال كلھا أو بعضھا ما حكمه ؟
27
شرك ً .إذا الذي ال يميز العبادة عن غيرھا كيف يسلم من الشرك ،عبادة قد تكون بالقلب ،وقد تكون باللسان ،وقد تكون
وتركا فالذي ال يميز ھذا عن ذاك ال يكاد يسلم من ً ً
وعمال ً
قوال محل للتعبد للرب جل وعال ٌ بالجوارح ً ،إذا ثالثة األركان
خفيا ً ،إذا المتعبد بتالوته أي :المأمور بتالوته وقراءته في الصالة وفي غيرھا على وجه قربة الوقوع في الشرك ولو كان ًّ
متعبد بتالوته .أخرج ماذا ؟ ٌ حينئذ نقول :القرآنٍ والطاعة
الحديث القدسي على القول بأن لفظه ومعناه من عند الرب جل وعال ،وأما إذا قيل بأن المعنى من عند الرب جل وعال
حينئذ لآليات المنسوخة ) الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموھما ( فقل ٍ ولفظه من عند النبي فال إخراج وإنما يكون اإلخراج
متعبدا بتالوته ،نحن نعرف أن ھذه كانت آية لھا حرمة ولما نسخت تالوتھا ھل يصح ً فحينئذ ال يكون ٍ ھذا ُنزل أوالً لكنه ر ِ َ
ُفع
أن ُ ْتقرأ في الصالة ؟
ال يصح .
ٍ
فحينئذ نقول : ھل ھي كالم الرب منزل ؟ نعم كان ثم رفعت لھا الحرمة بالنسخ و عز وجل أن ينسخ ما يشاء كما يشاء
منزلة من عند تعالى بألفاظھا فھو ٌ ھذه منسوخة فال يُتعبد بتالوتھا ً .إذا المتعبد بتالوته أخرج الحديث القدسي إن قلنا :إنھا
أيضا منسوخ التالوة . غير متعبد بتالوتھا وخرج ً
أيضا اآلن الطرفين المركب اإلضافي علوم القرآن علوم في اللغة واالصطالح ،والقرآن في اللغة في الشرع ً إذا عرفنا
يرد السؤال ما المراد بـ :علوم القرآن بالمعنى اإلضافي ؟
ٌ
فبناء على ھذين التأليفين يمكن أن نعرف القرآن بالمعنى اإلضافي فنقول :علوم القرآن عبارة عن طوائف المعارف ً
المتصلة بالقرآن .طوائف بمعنى طائفة مثل قوله ھناك :جملة .يعني :بعض .طوائف المعارف جمع معرفة والمراد بھا
المساء ألنھا جزئيات ولذلك بعضھم يفرق بين الجزئيات والكليات فيطلق على كليات بأنھا علم على الجزئيات بأنھا معرفة ،
علم من علوم القرآن فيدخل فيه العقيدة والتوحيد ،والفقه ، قريب أو ٍ
بعيد فھو ٌ ٍ ٌ
اتصال من علم لهالمتصلة بالقرآن يعني :كل ٍ
علم من علوم القرآن واضح ھذا . علم له َعالقة بالقرآن فھو ٌوالحديث ،وأصول الفقه ،واللغة العربية بأنواعھا ،فكل ٍ
ً
مرادفا لعلوم الشريعة صار لفظ علوم القرآن بالمعنى اإلضافي مرادفا لعلوم الشريعة ألن علوم ً فحينئذ صار علوم القرآن ٍ
عموما السنة ما الذي دل عليھا في حجيتھا وإثباتھا ؟ ً القرآن الفقه من أي مأخوذ ؟ السنة
القرآن .إ ًذا ھي داخلة في القرآن كل السنة من علوم القرآن ،والفقه المستنبط من القرآن والسنة إذا ھو من علوم القرآن ،
ً
وسيلة للفقه في الوحيين دل عليه بماذا ؟ بالقرآن ًإذا كل العلوم الشرعية من علوم القرآن ،كل ما اتصل بالقرآن ً علم كان وك ُل ٍ
موضوع يطابق به ٍ لعلم يستقل ٍ
بحد أو علم من علوم القرآن ،لكن ھل ھذا يصح ھنا أن يجعل عنوان ٍ بعيد فھو ٌ قريب أو ٍٍ من
ً
الحديث والتفسير وأصول الفقه و ..و ..و ...إلى آخره ھل يصلح ھذا أن يكون فنا يتميز بنفسه وبموضوعه عن سائر الفنون
؟
ٍ
فحينئذ حينئذ صار ھذا التعريف ،التعريف ثابت وال بد ألن داللة اللفظ بالتركيب اإلضافي تدل على ھذا ٍ الجواب :ال ،
تعريف أدق وأضبط بحيث يصير َ َ ً
علما ٍ مستقل عن غيره من الفنون فال بد منٍ لفن
نقول :ھذا التعريف ال يصلح أن يكون ٍ
دون األول .
رفة اتصلت بالقرآن تدخل تحت ًإذا نقول :علوم القرآن عبارة عن طوائف المعارف المتصلة بالقرآن .يعني :كل مع ٍ
واللغة فكل ھذه العلوم ِ علوم القرآن بالمعنى اإلضافي فيشمل ذلك كل العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه واألصول
بعيد يدخل تحت ھذا التعريف فصار علوم ٍ ٍ
قريب أو تعين على فھم معاني القرآن ومقاصده ،فكل ما يتصل بالقرآن من
وعلما علىً فحينئذ ال بد من تخصيص ھذا المفھوم فنقول بالحد الثاني وھو كونه ً
لقبا ٍ دف لكل العلوم الشرعية ، القرآن مرا ٌ
علم ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله ،وترتيبه ،وكتابته ، الفن المستقل بذاته وبموضوعه علوم القرآن :ھو ٌ
وجمعه ،وقراءته ،وتفسيره ،وإعجازه ،وناسخه ومنسوخه ،ومحكمه ،ومتشابھه .إلى غير ذلك من المباحث التي ُتذكر
في أنواع علوم القرآن .
علم ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله ،وترتيبه ،وما يتبع ذلك من التتمات التي حينئذ تقول االختصار ٌ : ٍ
ستذكر في أنواع علوم القرآن .
ُ
أنواع علوم القرآن ھي مسمى ھذا الفن الذي يكون بالمعنى اللقبي العالمي بحيث إذا أطلق اللفظ انصرف إلى ھذا المعنى ،
إذا قيل :أصول الفقه انصرف إلى القواعد الكلية اإلجمالية التي تثبت بھا الفقه ،إذا قيل :علوم القرآن .بالمعنى اإلضافي
ينصرف إلى أي شيء ال يتعين مسماه ألنه يُعم كل العلوم الشرعية لكن نريد أن نحده بحل بحيث إذا أطلق انصرف إلى
نوعا ، الخمسة والخمسين ًِ َ ْ ِ
والخمسينا ( من معنى معين فنقول :علوم القرآن ھي المباحث التي ذكرھا الناظم ھنا ) َ ْ ِ
بالخمس
علم ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم نوع من ھذه األنواع الخمسة والخمسين ھي من مسمى علوم القرآن ولذلك قيل ٌ : فكل ٍ
28
ونحوه ( ألنه ال يمكن أن يعد ثمانين أو يعد مائة اإلنزال َ ْ ِ ِ
جھة ِ ْ َ ِ
من ِ َ ِ من حيث نزوله وما يتبع ذلك .ولذلك قال الناظم ْ ِ ) :
جھة معينة خاصة وھي الوقوف ٍ واثنين أو يعود خمسة وخمسين ويجعلھا تعريف ،ال ،وإنما كل ما يتعلق بفھم القرآن على
على مكيه ،وترتيبه ،ونزوله ،وآياته وعدد سوره إلى آخره ھذا ھو مبحث فن علوم القرآن .
ًإذا عرفنا حد علوم القرآن ً .إذا يسمى علوم القرآن وھذا ھو المشھور يرادفه عند المتقدمين علوم التفسير سواء كان
ْ ِْ َ َ
الحكمة ﴾ ] ومن ُ ْيؤ َت
يشاء َ َ يؤتي ْ ِ ْ َ َ
الحكمة َمن َ َ ُ باإلفراد أو بالجمع يقال :علم القرآن .كما ذكرناه عن مقاتل باألمس ﴿ ُ ِ
البقرة [269 :قال :الحكمة ما ھي ؟ علم القرآن .وذاك عن سفيان قال :الفھم واإلصابة .علم القرآن مفرد ولكنه أضيف
إلى ماذا ؟ إلى معنى فاكتسب التعريف فصار علوم القرآن ولذلك يقال :علم القرآن وعلوم القرآن .باإلفراد وبالجمع ويرادفه
عند كثيرين علوم التفسير وعلم التفسير ولذلك سمى السيوطي رحمه كتابه )) التحبير في علم التفسير (( ھذا على
ٌ
مرادف النسخة المطبوعة ،وفي )) اإلتقان (( قال )) :التحبير في علوم التفسير (( علوم بالجمع في علوم التفسير وھو
أيضا قواعد التفسير كلھا أسماء لمسمى لعلوم القرآن ويسمى أصول التفسير ويسمى علم التفسير ويسمى علم التنزيه ويسمى ً
واحد .
حيثية مذكورة يبحث في أي شيء ھذا الفن يبحث في ماذا ؟ في كالم جل وعال من ٍ موضوعه :كالم تعالى من
حيث نزوله وترتيبه إلى سائر األنواع التي تذكر في مظانھا .
فائدته :التوصل إلى فھم معاني القرآن والعمل بما فيه بعد الفھم ،ولذلك ما أنزل القرآن إال من أجل العمل ولذلك عند
أقفالھا ﴾ ] محمد . [24 :ذمھم لوب َ ْ َ ُ َ
على قُ ُ ٍ القرآن َ ْ
أم َ َ يتدبرون ْ ُ ْ َ واجب بدليل قوله تعالى َ َ َ ﴿ :
أفال َ َ َ َّ ُ َ ٌ جماھير أھل العلم أن التفسير
أو لم يذمھم ؟
ذمھم والذم إنما يترتب على ماذا ؟
على ترك واجب ،والتدبر إنما يكون بعد الفھم يعني :يتأمل ويتدبر ثم يحصل العبرة والعظة من النظر في القرآن ولم
ينزل القرآن من أجل أن يقرأ فقط وإن كان متعبد بتالوته لكنه ليس ھو المقصد األساسي من إنزال القرآن وإنما المراد به
العمل .
واضعه :الرب جل وعال ونبيه لذلك ھو علم إلھي وإن استنبط بعض أھل العلم بعض الفوائد فمصدرھا في األصل ھو
:القرآن .
استمداده :من القرآن نفسه والسنة وأساليب العرب .
مسائله :ما يبحث فيه من معرفة المكي ،والمدني ،والصيفي ،والشتائي إلى آخره .
نسبته :أنه من العلوم الشرعية وال شك بل يتوقف فھم معاني كالم الرب جل وعال وھو التفسير على معرفة أنواع علوم
القرآن .
فضله :أنه من أشرف العلوم وأجلھا .
ألن العلوم تشرف بشرف موضوعاتھا وموضوعه أجل وأشرف ألنه كالم الرب جل وعال ،ھذا العلم من حيث النشأة
متأخرا بل ذكر السيوطي أنه لم يعرف إال ْالب ْ ُِلقيني رحمه تعالى في ً بعضھم يرى أنه لم يكتب في علم علوم القرآن إال
ْ
كتابه )) :مواقع العلوم من مواقع النجوم (( .فقال :أول من ألف في علوم القرآن على جھة الجمع ھو ال ُبلقيني فبدأ ثم ھو
أتمه في كتبه الثالثة ألنه ألف أوالً )) :التحبير (( ،ثم ألف بعد ذلك )) اإلتقان (( ،و )) التحبير (( ذكر فيه مائة ونوعين
من أنواع علوم القرآن ،ثم ألف )) اإلتقان (( يعني :وسع المدارك .وجمع بعض تلك األنواع مع بعض فصيرھا ثمانين
نوعا ،ثم اختصر قيل اختصر )) مواقع العلوم (( للبُلقيني في رسالته )) النقاية (( . ً
لكن ھذا الكالم ليس بسديد كون البلقيني ھو أول من صنف في علوم القرآن ليس بسديد بل علوم القرآن نشأت مع نزول
أيضا كالطفل أول أمر يعني يدرك بالحس ً ابتداء إال على جھة العلم الجزئي ألن التأليف لما كان ھنا وھذا ٌ ً القرآن وإن لم تدون
فشيئا مثله العلوم لكنھا تكون موجودة أوالً في عھد الصحابة ثم بعد ذلك من جھة التزويد تنشأ كنشأة الطفل ً ما ينشأ َينشأ ً
شيئا
فشيئا وال تولد ھكذا وإنما تكون مستقرة ،ولذلك كيف صار ابن عباس رضي تعالى عنھما ُترجمان القرآن فقد دعا ً ً
شيئا
له النبي بأن يعلمه الكتاب في رواية البخاري يعلمه التأويل وراوية البخاري أعم يعلمه الكتاب يعني :علم الكتاب ،وعلم
الكتاب ھذا أعلم من التفسير وإن فُس َِّر التأويل بمعنى التفسير على طريقة السلف .
إماما في التفسير صار مرجع األمة حجة في التفسير وھل يمكن أن ً ً
مفسرا صار فحينئذ نقول :ترجمان القرآن صارٍ
يكون كذلك دون الوقوف على المكي والمدني وأسباب النزول ونحو ذلك ؟
ً
ال يمكن ألن بالمكي مثالً والمدني يعرف المتأخر من المتقدم فعند عدم اإلمكان يحكم بأن المدني ناسخ للمكي إذا ينبغي
عليه فائدة كبيرة عند المفسرين ،كذلك أسباب النزول ھذه تفيد في فھم كما نص شيخ اإلسالم رحمه على ذلك أنھا تعين
29
ً
معينا أو ال ؟ صار ٍ
حينئذ صار على فھم المراد من اآلية ،قد يغلق المعنى على المفسر فإذا وقف على سبب النزول أدرك
موجودا .ولكن الصحابة لكونھم فصحاء وأرباب اللغة واللسان ومعاينته للنبي قد ً ٍ
فحينئذ نقول :العلم كان ً
معينا ال شك
حاجة إلى السؤال عنھا من النبي فيدركون ما أشكل عليھم أو خفي عليھم سألوا عنه ،ولذلك لم يفسر ٍ يُدركون الكثير دون
كل القرآن للنبي لماذا ؟
ألن بعضه يدرك كما نص ابن عباس على ذلك أنه على أربعة أنحاء بعض يدركه العربي القح فيفھم المراد دون الرجوع
إلى النبي ولذلك كان ما ثبت في تفسير القرآن من الحديث المرفوع عن النبي أقل لو نظر إلى -ھو في نفسه كثير -لكن
باعتبار القرآن ستة آالف آية مثالً فنقول :ھذا قليل .لماذا ؟
ما وجھه ما سره الصحابة فصحاء أقحاح يعني :يفھمون من اللغة من النحو والبيان والصرف وإن لم تدون تلك العلوم .
موجود بالسليقة والطبيعة ومأخوذ في أنفسھم والنحو كذلك فنقول :كذلك علوم القرآن ٌ ولذلك كما قيل في فن أصول الفقه أنه
موجودة عندھم وھم أھل القرآن ،وھم أھل التفسير وھم أعلم ممن جاء بعدھم بتفسيرھم أو الوقوف على مراد الرب جل
موجودا .لما توفي النبي واتسعت رقعة البالد ً ٍ
فحينئذ نقول :العلم كان وعال وما ھذه العلوم إال شروط في المفسر ،
نوع من أنواع علوم القرآن وھو :جمع القرآن .ثم نشأ شيء من الخالف واالختالف في القراءة ظھر أول ٍ ٌ وكثر الناس ووقع
ً
نوع من أنواع علوم القرآن إذا وجد أو لم يوجد ؟ رسم القرآن أو الرسم العثماني وھو ٌ
وأيضا الحسن البصري وشعبة بن ً ٌ
تفسير لسعيد بن جبير وجد ،كذلك التفاسير التي وجدت من عھد التابعين ولذلك ينسب
الحجاج وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح ،كلھم جمعوا تفاسير في أقوال الصحابة أو جمعوا أقوال الصحابة في التفسير
وكبار التابعين .
والتفسير ما ھو التفسير ؟
نوع من أنواع علوم القرآن ،وما علوم القرآن إال خدمة لعلم التفسير ،فھو أجل أنواع علوم القرآن فإذا وجد أجل ھو ٌ
علوم القرآن وكانت سائر علوم القرآن خدمة لھذا الفن وھو فن التفسير ھل يمكن أن يقال بأن علوم القرآن لم أنواع علوم ُ
شيئا البتة حتى جاء ْالبُلقيني ؟
يدون فيه ً
والتفاسير ھذه من لدن سعيد بن جبير إلى عھد البلقيني كلھا نقول :ليست في علوم القرآن ؟
عد الحروف ، الجواب :ال ،ألنه ما من تفسير إال ويذكر فيه سائر األنواع من جھة اإلنزال ،من جھة الجمع ،من جھة ّ
مدنيا ،حضري ،أو سفري ...إلى آخره ،فيذكر في ضمن التفاسير مكيا ،أو ً من جھة القراءات ،من جھة معرفة لكونه ً
وإال ابن جرير الطبري رحمه تعالى وھو مُتوفى سنة عشر وثالثمائة قد جمع أجل تفسير إلى يومنا ھذا ،أعظم تفسير من
ٍ
فحينئذ نقول ماذا ؟ غيره وغيرُ هُ ال يغني عنه البتة
تفاسير السلف ھو تفسير ابن جرير الطبري رحمه تعالى ويغني عن ِ ِ
نقول :وجد أھم وأعلى درجات أنواع علوم القرآن وما ذكر بأن ْالبُلقيني ھو أول من صنف إلى آخره فھذا ليس بسديد وال
نطيل في ھذا المقام والوقت قد أدركنا .
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . َّ
30
الشريط الثالث
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين ،والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
قال المصنف رحمه تعالى :
بعضا من مقدمة العلم الذي ذكرنا بعضھا أو كلھا في الدرس الماضي ً التفسير ( أراد أن يبين لك في ھذا الباب ِ حد ِ ْ ِ
علم ) َ ُّ
حد مضاف يعني : خبرا لمبتدأ محذوف على ِّ حد ھذا ًحينئذ يكون ُّ
ٍ التفسير (
ِ ْ
حد ِ ِ
علم باب ) َ ُّالتفسير ( أي :ھذا ٌِ علمْ
حد ِ ِ ) َ ُّ
أصل التركيب ھذا باب حد علم التفسير فقيل :باب حد علم التفسير .ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع
ارتفاعا ،لكن ال يصح أن يقال :ھذا حد علم التفسير .ال يصح ھذا ال بد من تقديم مضاف وأصل التركيب على ما ذكرناه ً
كما قال ابن مالك رحمه تعالى :الكالم وما يتألف منه .ال يمكن أن يقال الكالم ھذا خبر لمبتدأ محذوف ھذا كالم ال يصح
ٍ
حينئذ ال بد من تقدير ألنه ليس بكالم ھو أراد ماذا ؟ أراد شرح حد الكالم ،ھنا كذلك أراد بيان حد علم التفسير بالمعنى العام
ً
المضاف محذوف ھو األصل خبر والمبتدأ محذوف ھذا باب حد ھذا حذف للعلم به ثم قيل :باب حد علم التفسير .إذا باب
ھو الخبر فحذف الخبر وأقيم وھو المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه ً ،إذا فإعرابه أن تقول ھكذا :حد ھذا
خبر لمبتدأ محذوف على تقدير ماذا ؟ على تقدير مضاف .ھذا أسھل ما يقال فيه من جھة اإلعراب ومن جھة الحركة يعني :
يكون خبر لمبتدأ محذوف وحركته يكون للرفع .
حدا وله معنيان معنى لغوي ومعنى اصطالحي . الحد ھذا مصدر َحدَ يح ُُّد َ ًّ
حد ( ّ ) َ ُّ
ً
حدادا لماذا ؟ أما معناه اللغوي فھو :المنع .ومنه سمي البواب
قالوا :ألنه يمنع من غير أفراد البيت من الدخول فيه كما يمنع الداخل أفراد الداخلين من الخروج عنه لذلك سمي ماذا ؟
حدادا لھذا ألنه يمنع الداخلين من الخروج إال بإذن بالطرق ويمنع غير الداخلين من الدخول ً ،إذا ً حدادا بواب سميً سمي
جامع مانع ،وھذا ھو معناھا االصطالحي . ٌ ھو
الحد في االصطالح عند أرباب األصول على جھة الخصوص الجامع المانع الجامع ألفراد المحدود من الدخول في الحد
،المانع من دخول غير أفراد المحدود في الحد .
َّ
والطرْ ِد تشأْ
أو ذو انعكاس ِإنْ َ َ ِّ
الحد َ ُّ
حد المانع الجامع
) )
يعني :يعبر بھذا أو يعبر بذاك المشھور أن الحد ھو الجامع المانع ،جامع لكل األفراد أفراد المحدود مانع من غيرھا أو
من غير أفراد المحدود من الدخول في الحد كما تقول :االسم كلمة دلت على معنى في نفسھا ولم تقترن بأحد األزمنة الثالثة
.كل أفراد االسم ألن االسم ھذا ھو الذي ح ُّد كل أفراد االسم زيد وعمرو وخيل وكتاب وحمار ..إلى آخره كلھا داخلة في
الحد الذي ھو كلمة دلت على معنى في نفسھا ..إلى آخره ،وھل دخل غير أفراد االسم من أفراد الفعل أو الحرف في الحد ؟
جامعا ً
مانعا . ً الجواب ال ً ،إذا صار
التفسير ( علم التفسير علم عرفنا المراد بالعلم ،وھنا علم مفرد مضاف إلى التفسير حينئذ يعم كأن العلم ھنا ِ حد ِ ْ ِ
علم ) َ ُّ
واحدا ھي علوم حينئذ نقول ھنا :أضف العلم وھو نكرة إلى المعرفة واكتسب ماذا ؟ اكتسب العموم من باب قوله تعالى ً ليس
﴾ ] إبراھيم . [34 :يعني :تعدوا نعم ً .إذا حد علم التفسير علم يعني :علوم التفسير .ألن نعمت ّ ِ وإن َ ُ ُّ ْ
تعدوا ِ ْ َ َ ِ َ ﴿:
العلوم متعددة ھنا وليست بواحدة كما سيأتي أنه عدھا خمسة وخمسين ً
نوعا .
ً
تخريجا كما أخذناه في ْ َ َ
خرج يُخرِّ ُج ِ َ ً
تفعيال َ َ ْ َ َ فعل َ َ َ ،
فعل يُفعِّ ُل ِ التفسير ھذا تفعيل من َ َ َ
ِ التفسير ( علم التفسير ،
ِ حد ِ ْ ِ
علم ) َ ُّ
أيضا مصدر فيكون من باب إضافة المصدر إلى المصدر لكن المراد ھنا حينئذ التفسير نقول :ھذا مصدر .وعلم ً ٍ القريب ،
العلم المراد به المعلوم ليس عين العلم لماذا ؟
ألنه كما ذكرناه المراد باآلحاد ھو المعلوم ،والجنس والمعنى الذھني ھذا ال تعدد فيه لماذا ؟
دائما يكون اآلحاد والتجزئة والتفاوت إنما يكون في الخارج ال في الذھن ، ألنه وحدة ذھنية وجودھا في العقل والتعدد ً
ولذلك إذا قيل :االسم كلمة دلت على معنى في نفسھا ..إلى آخر الحد أين وجود ھذا الحد ؟
جمعا ھذا ال يتصورً ً
معرفا فإذا كان المعرف في الذھن ال وجود له في الخارج إال في ضمن أفراده ،فإذا كان المحدود
وجوده في الذھن وإنما ال يكون في ماذا في خارج الذھن لماذا ؟
31
ألن التعدد تعدد األفراد إنما يكون في الخارج ،ولذلك اإلنسان يقال حيوان ناطق ماھية اإلنسان وجودھا في الذھن لكن
أفراد اإلنسان في الذھن أو في الخارج ؟
ال يمكن أن توجد في الذھن زيد وعمرو وخالد يوجد في الذھن ھذا مستحيل محال إنما يوجد في خارج الذھن الخارج عن
الموجود العام ،فتقول :ھذا فضل وھذا محمد وھذا خالد .أما في الذھن فماھية اإلنسان وحقيقة اإلنسان ھل ھي متعددة ؟
نقول :ال ھي ليست متعددة بل ھي شيء واحد وإنما اآلحاد واألفراد تكون في الخارج .
ًإذا علم التفسير علم مصدر مراد به المعدود الذي ھو متعدد في الخارج ولذلك قلنا :علوم التفسير .ھذا تفعيل وھو
مرادا به ما يرادف علوم القرآن وھذا ھو المشھور عند المتقدمين ً ومعنى خاص ً ،
معنى عام ً معنى عام أيضا ولكنه ً ً مصدر
لذلك السيوطي رحمه تعالى والزركشي وغيره ممن كتب في علوم القرآن على جھة الجمع الكلي أو الجزئي بعض العلوم
لم يفرقوا بين علوم القرآن وعلوم التفسير وقواعد التفسير وأصول التفسير بل ھذه األصح أنھا كلھا ألفاظ إن لم تكن مترادفة
فھي متقاربة والفروق التي يمكن أن توجد بين ھذه األفراد ھي فروق ليست جوھرية بحيث يفتقر كل مصطلح عن اآلخر .
علوم القرآن سبق أنه علم ذو مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله وجمعه وكتابته وترتيبه ...إلى آخره ،وعلوم
أيضا من ماذا ؟ مشتمل على علوم القرآن التفسير كذلك كل ما يتعلق بالقرآن مما يعين على فھم مراد الرب جل وعال وھذا ً
ألن جوھر أنواع علوم القرآن ولب أنواع علوم القرآن يعتمد عليھا التفسير ً ،إذا ال يكاد أن يثبت فرقا بين علوم القرآن وعلوم
ً
ً
مثال من علوم القرآن التفسير ،ولو وجد بعض أنواع فحينئذ ال تكون من أصول ولب العلم نفسه مثالً بعضھم نقول عد اآلي
وليست من علوم التفسير نقول :لو سلم لكن عد اآلي ھو لب في فھم علوم القرآن على جھة الخصوص أو فھم القرآن على
جھة الخصوص ؟
الجواب :ال ،ال ينبني عليه واألصل في فھم كالم الرب جل وعال أنه ما يعين على العمل وما يعين على التدبر وما يعين
على االتعاظ والتفكر والنظر كل ما يفيد وينتج ھذه النتيجة العظمى الكبرى التي ھي وظيفة المفسر نقول :ھذا ھو الذي
معينا لعلم التفسير وما عداه كما ھو في سائر الفنون كل فن فيه أصول وفيه مكمالت ،لو نظر في النحو فيه أصول ً يكون
وفيه مكمالت ،لو نظر إلى الصرف البيان علم مصطلح الحديث ،علم الحديث ،علم التفسير نفسه علم أصول الفقه ال بد
مثال كأصول الفقه تجد أن الثمرة متعلقة ببعض ما يبحث في أصول وليس بكل ما يكتب في ً وأن تجد أن ثمرة ھذا العلم
بعضا مما يكتب في فن أصول الفقه ھو الذي يعتمد عند ً أصول الفقه ،ال ،ھذا ال يريد ھذا العلم ھذا ،وإنما يريدون أن ثم
فمثال قاعدة مقتضى األمر للوجوب يكون ھذه قواعد أصولية لكن البحث فيھا وإثباتھا ً تطبيق العملي وما عداه يكون مكمالً ،
بأدلتھا من الكتاب والسنة والنظر الصحيح أن نقول :إثباتھا والبحث في داللة األمر على الوجوب عند اإلطالق والتجرد عن
قرينة ھو خارج عن أصول الفقه أو منه ؟
منه ال شك ،ال نفرق بين القواعد األصولية وبين إثبات القواعد األصولية كالھما من أصول الفقه حينئذ البحث في إثبات
أن مقتضى األمر يقتضي الوجوب أو أن األمر يقتضي الوجوب ھذا يحتاج لمبحث خاص ال بد من األدلة ال بد من ذكر ما
يستقرئ من الكتاب والسنة وأقوال العلماء وحكاية إجماع الصحابة ونحوھم نقول :ھذا البحث ثمرته ماذا ؟
النتيجة أن األمر يقتضي الوجوب مطلق األمر يفيد الوجوب ،نقول :القاعدة األصولية ھي األخيرة ھذه الثمرة لكن كونھا
ھي القاعدة ال يلزم منه أن يكون الدليل أو طريقة أو بحث في إثبات ھذه القاعدة خارجة عن أصول الفقه ،كذلك إذا قيل :
مباشرة المفسر الذي يعتني بإيضاح وكشف وإظھار مراد الرب جل وعال من كالمه نقول : ً أصول التفسير .التي يستعملھا
ٍ
حينئذ ينظر ً
خارجا عن أصول التفسير أو قواعده إثبات كقواعد والنتائج ال يلزم منه أن يكون البحث في النوع من حيث ھو ٍ
الباحث فيما يتعلق بأسباب النزول يبحثھا كلھا من أولھا إلى آخرھا قد يخرج بنتيجة ھي التي يطبقھا يقول :ھذا أصول
التفسير وال شك وقواعد التفسير وال شك لكن ال يلزم منه أن يكون إثبات قاعدة ھو البحث في الفن نفسه أو النوع كله من
خارجا عن مقتضى ماذا ؟ قواعد التفسير أو أصول التفسير ،حاول البعض أن يجزأ ھذه المسائل من ً أوله إلى آخره أن يكون
المعاصرين وال أظن أن اللفظ يساعدھم أو أن المعنى يقتضي ذلك ،بل كل ما يبحث في علوم القرآن وھو لب له في جوھر
العلم فال بد أن يحتاجه المفسر ،لذلك السيوطي رحمه قال )) :التحبير في علم التفسير (( .أو )) التحبير في علوم
كتابا ضمنه التحبير وزاد عليه رتبه وھذبه قال )) :اإلتقان في علوم القرآن (( ً .إذا لم يفرق بين علوم التفسير (( .ثم ألف ً
التفسير وعلوم القرآن .
نعم التفسير له مصطلح خاص ألن التفسير بالمعنى الخاص نوع من أنواع علوم القرآن وال شك لكن من حيث األدلة
اإلجمالية أما من حيث كشف المفردات والتراكيب والجمل وإيضاح أن مراد الرب جل وعال بكذا ھو كذا ھذا تفسير بالمعنى
التفسير ( المراد به حد علوم التفسير وإن شئت قل :حد علوم القرآن .وإن شئت قل :حد أصول ِ علم الخاص ً ،إذا ) َ ُّ
حد ِ ْ ِ
32
التفسير .أو حد قواعد التفسير ،كلھا متقاربة أو مترادفة وحصول بعض االختالف في دخول بعض األنواع وخروجھا من
بعض ال يلزم منه أن يستقل كل فن عن اآلخر بل كلھا مندمجة في بعض ولو وجد بعض الفروق ھذا ال يستلزم االلتفات .
التفسير ( أي :علم أصول التفسير لم سمي بذلك ؟ ِ حد ِ ْ ِ
علم ) َ ُّ
سمي بذلك ألنه مفتاح أو كالمفتاح للمفسرين علوم القرآن كالمفتاح للمفسرين كما أن مصطلح الحديث ،وقواعد الحديث ،
وعلوم الحديث ألفاظ مترادفة والمعنى واحد ولم يأت أحد يقول :علوم الحديث مغايرة ألصول الحديث أو قواعد التحديث ...
إلى آخره وإنما ھي متقاربة أو مترادفة كحاجة المحدث لمصطلح الحديث ال يمكن أن يثبت حديث صحيح أو ضعيف أو إلى
آخره أو موضوع أو نحو ذلك ال يمكن أن يحكم عليه إال بالعلم بمصطلح القواعد وأصول الحديث ،كذلك التفسير يعجز
المفسر بمعنى كلمة يعجز المفسر أن يفسر كالم الرب جل وعال وأن يكشف مراده جل وعال إال بمعونة ھذه العلوم لذلك
ف ھذا العلم أيضا يبين القرآن ويكشفه ويوضحه ألنه ما َشرُ َ سمي أصول التفسير أو علوم التفسير ألنه مفتاح للمفسرين وألنه ً
إال بشرف مبحثه بأنه يبحث فيه كما سبق أن موضوعه :كالم الرب جل وعال من الحيثية المذكورة في حد علوم القرآن .
تفسيرا وسبق أن فعل يأتي بالتكثير وھل المراد ھنا التكثير بعينه ؟ فسر ي َُفسِّ ُر َ ْ ِ ً
التفسير ( التفسير ھذا تفعيل من َ َّ َ ِ حد ِ ْ
عل ِم ) َ ُّ
نقول :نعم ،مراد به التكثير لماذا ؟
ألنه كأن المفسر يتبع سورة بعض سورة بإيضاحھا وكشف معانيھا يعني :ينظر في الفاتحة فيكشف معانيھا وأسرارھا
وحقائقھا بما يفتح الرب جل وعال عليه ثم يتبعھا بسورة البقرة ،ثم يتبعھا بسورة آل عمران وھلم جرا إلى آخر القرآن ً ،إذا
حصل التكثير أو ال ؟
فسرهُ َوي َُف ِّسرُ هُ َوي َ ُّ
ُفسرُ هُ الفسْ ِر يقال َ َّ َ :ْ
سورة بعد سورة وآية بعد آية فھو مأخوذ من َ ً نقول :حصل التكثير .إتباع المفسر
يفسرُ هُ إذا يجوز فيه الوجھان ،التفسير مأخوذ من ً وفسرهُ ضربه من باب ضرب َ ْ ِ فسرهُ نصر َ ْيف ُس ُرهُ َ َ َّ َ ُفسرُ هُ بالتخفيف َ َّ َ َ ْيف ُس ُرهُ َوي َ ِ
فعل ،ومن باب يفع ُل َ َ َفعل َ ْ ِ
الفسْ ِر وھو :الكشف واإليضاح واإلبانة .ھذا في األصل وفعله كضرب ونصر يعني :من باب َ َ َ َْ
يفس ُر والمصدر متحد في البابين َفسْ ًرا ،والفسر المراد به اإليضاح ،والكشف ،والبيان . وفسر َ ْ ِ فعل َ ْيف ُع ُل ًإذا َ َ َ
فسر َ ْيفسُرُ َ َ َ ََ َ
الفسْ ر كشف المغطى .يعني :كأنه أراد أن يجعل الفرق بين ْ
وفسرهُ ھذا بالتثقيل نقول :أبانه .وفي اللسان لسان العرب َ : َ َ َّ َ
َّ
حينئذ ال بد من زيادة في المعنى فقال :الفسر كشف المغطى .ألن ٍ الفسر والتفسير يعني التفسير فيه زيادة حرف بل حروف
الفسْ رُُشكل ،إذا فيه بُعد من جھة المعنى َ ْ ، ً حينئذ يكشفه المفسر والتفسير كشف المراد عن اللفظ ْالم ْ ِ ٍ المعنى قد يكون مشغوالً
ھذا كشف المعنى المغطى الذي ليس فيه إشكال والتفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل كأنه جعل التفسير أدق وأعمق من
ألمر مغطى في الظاھر فيكشفه ويبينه بأدنى كشف وبأدنى إظھار وبأدنى إبانة ال يحتاج إلى بحث ، ٍ الفسر ،فالفسر يكون
وأما التفسير فھو :التعمق وزيادة النظر وزيادة البحث وزيادة الكشف فيحتاج إلى عمل أكثر من جھة التدبر والنقل .ھذا من
جھة المعنى اللغوي لكن من جھة المعنى االصطالحي كالھما بمعنى واحد وقيل :التفسير أو الفسر مقلوب السفر .يقال :
أسفر الصبح إذا أضاء .ومنه يقال :السفور أسفرت المرأة عن وجھھا إذا كشفته .
حد علم التفسير قال :
ِ َ
أحوال عن
َ ْ ُْ َ ُ
يبحث ِِ
به ٌِْ
علم
) جھة ِ ْ َ ِ
اإلنزال من ِ َ ِ
كتابنا ِ ْ
ِ ِ )
) ..... ) َ ْ ِ ِ
ونحوه ......
علم مرادف لعلوم القرآن علم ذو مباحث تتعلق بالكتاب العزيز من حيث النزول وكتابته وجمعه وترتيبه وأسمائه وسوره
فحينئذ رادف المصنف ھنا معنى علوم التفسير بمعنى علوم القرآن ٍ إلى آخره وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابه إلى آخره
السابقة والمراد بالمعنى اللقبي العلمي ،وأما المعنى الذي ھو اإلضافي ھذا ال يمكن أن يعرف بعلوم القرآن المدون الذي ھو
نوعا نقول :علوم القرآن بالمعنى اإلضافي الذي سبق معنا باألمس طوائف األنواع التي سيذكرھا المصنف بخمسة وخمسين ً
َ ْ
اإلنزال ( .
جھة ِ ِ من ِ َ ِمتصلة أو طوائف المعارف المتصلة بالقرآن فيشمل كل علم لكن ھنا خصه ببعض العلم لذلك قال ْ ِ ) :
جنسا في حد العلوم ھذا إما أن يفسر باإلدراك وإما أن يفسر بالمسائل وإما أن يفسر ً به ( ) ِ ْ ٌ
علم ( العلم إذا أخذ ) ٌِْ
علم ِ ِ
وبكل قيل يعني :كل قول من ھذه األقوال الثالثة قال به بعض أھل العلم فأيده ورد اآلخر ففسر العلم باإلدراك ٍّ بالملكة ،
ً
مرارا ،أو المسائل التي واإلدراك عام يشمل التصور والتصديق إدراك وھو وصول النفس إلى المعنى بتمامه سبق معنا
تثبت بدليلھم يعني :التصديق بتلك المسائل عن دليل ،أو الملكة التي تسمى ملكة االستحضار التي تحصل بتكرار النظر في
تلك التصديقات ألن اإلنسان إذا كرر النظر في المسائل بأدلتھا حصل له نوع ملكة ھذه الملكة ال تحصل إال بالرسوخ في
33
العلم ،وبعضھم يطلق ھذه الملكة ملكة االستحضار ويريد بھا ملكة التھيؤ الكامل الذي يُذكر في شأن الفقيه والعلم بالصالح
فيما قبلھا ألن الفقه يقال فيه العلم باألحكام المراد به العلم الحاصل بالفعل في كل مسألة َمسألة إن قيل بذلك خرج أكثر الفقھاء
ٍ
فحينئذ لو ومنھم األئمة األربعة ألن ما من إمام األئمة األربعة وھو العمدة في الفقه إال وقد سئل عن مسائل فقال :ال أدري .
قيل المراد بكل مسألة بالفعل لخرج أكثر الفقھاء ولكن المراد ماذا ؟ ملكة التھيؤ التام بحيث لو سئل عن مسألة فيستحضر في
حكما فحينئذ ھو متھيئ للبحث والنظر فيً نفسه حكم المسألة ودليلھا فأجاب وقد يسأل عن مسألة بل مسائل فال يستحضر فيھا
الكتاب والسنة فيتوصل إلى النتيجة وھو الحكم بدليله ،فحينئذ لو قال اإلمام مالك رحمه وقد سئل عن بعض المسائل
تجاوزت الثالثين في أكثرھا ال أدري ھل لو بحث اإلمام مالك ونظر وتأمل وتدبر الكتاب والسنة ھل يستطيع أن يصل إلى
نتيجة أو ال ؟
ً
ولم نفى أوال نفى لماذا واستطاع بماذا ؟ نفى العلم الحصولي الحضوري واستطاع أن يصل إلى المسئول عنه يستطيع َ ِ ،
بالملكة التي تسمى ملكة التھيؤ التام يعني :عنده قدرة بحيث لو نظر في األدلة الستطاع أن يصل إلى الحكم الشرعي .ھذا
ما يُعبر بالملكة وھو عام في كل الفنون يقال :فالن نحوي .وليس المراد كل مسائل النحو تكون في ذھنه بحيث لو سئل عن
إعرابھا قال :ال أدري .يقال :ھذا ليس بنحوي .أو أنه فقيه أو أنه محدث لو سئل عن صحة حديث قال :ال أدري -أو -لم
وأحيانا يكون في البخاري أو مسلم يقول :ال أدري عن ھذا الحديث .لكن لو تأمل وجلس مع نفسه وكذا قد يصل ً علي .
ّ يمر
ً ً
إلى أنه في البخاري مثال أو بحث أن يعرف دليال أو يعرف حكمه من جھة الصحة والثبوت .
ًإذا علم يطلق ويراد به المسائل المخصوصة ويطلق ويراد به التصديقات في تلك المسائل عند دليلھا ويطلق على الملكة
الحاصلة بتكرار النظر في تلك التصديقات وتسمى ملكة االستحضار ،ويطلق ويراد به الملكة التي تسمى ملكة التھيؤ التام
وأيھما أرجح ھنا في العلم أيھما أرجح ؟
األظھر الكل .
ھذه الثالثة داخلة في المسمى وال نحتاج إلى الخالف الطويل بين الشراح ھل المراد به المسائل المخصوصة أو الملكة أو
التصديق ؟ نقول :بل يدخل الجميع يدخل الكل .
ِ
مصبحين *
عليھم ُّ ْ ِ َ َ
لتمرون َ ْ ِ َ َ
وإنكم ُ ُّ َ ُ َّ
به ( الباء ھنا بمعنى الظرفية وھي بمعنى في ﴿ َ ِ ْ أحوال ( ) ِ ْ ٌ
علم ِ ِ ِ عن َ به ُ ْ َ ُ
يبحث َ ْ ) ٌِْ
علم ِ ِ
يبحث ( ھذا فعل مضارع مغير وبالليل ﴾ ] الصافات [138 ، 137 :الباء ھنا بمعنى في ًإذا يبحث فيه علم يبحث فيه ) ُ ْ َ ُ َ ِ َّ ْ ِ
يبحث ( قلنا :ھذا فعل مضارع مغير الصيغة . ْحث ) ُ ْ َ ُ الصيغة ومن الباحث ھو طالب العلم نفسه من يطلب العلم ھو الذي َيب َ ُ
قال في القاموس :بحث عنه كمنع .ما المراد بھذا الكالم يعني من باب منع َيم َْن ُع أم َيم ِْن ُع ؟ َيم َْن ُع بالفتح ًإذا َ َ َ
بحث َيب َ ُ
ْحث ويقال
يفع ُل ،واستبحث وابتحث وتبحث تفتيش ًإذا البحث بمعنى ماذا في اللغة ؟ بمعنى :الفحص ْحث ًإذا من باب َ ْ َ ُ َ ُْ ) :
يبحث ( َ .يب َ ُ
والتفتيش .
وفي االصطالح :إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه .ھذا باصطالح أرباب الفنون ما المراد بالبحث يبحث َ
يبحث
لماذا يبحث ؟ من أراد أن يبحث ماذا يريد ؟
34
مثال يبحث ما حكمه ً في ذھنه مسألة يريد إثبات حكم لھا أليس كذلك ؟ فحينئذ إثبات المحمول للموضوع يبحث في الفاعل
فيثبت أنه مرفوع ً ،إذا أثبت المحمول للموضوع الذي يسمى بالخبر المبتدأ أو المسند للمسند إليه أو الفعل للفعال أو نائبه ،
فكلھا أسماء لمسمى واحد ً .إذا البحث في االصطالح إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه ألن ھذه وظيفة الباحث يبحث
ليصل إلى نتيجة ،إثبات المحمول بالموضوع أو نفيه عنه يعني :عنده موضوع في ذھنه مجھول الحكم في األصل فإما أن
يثبت له وإما أن ينفي عنه فإذا أثبت في نتيجة البحث نقول :ھذا ھو مراده بالبحث .
أحوال ( جار ومجرور متعلق ِ َ عن
كتابنا ( ) َ ْ أحوال ِ ِ ِ عن َ يبحث ( ْ َ ) ، به( به جار ومجرور يتعلق بقوله ُ َ ْ ُ ) : علم ُ ْ َ ُ
يبحث ِ ِ ) ٌِْ
أحوال ( .األحوال جمع حال والمراد ِ عن َ
يبحث ( .ألن مطلق البحث ال بد من تعينه يبحث في أي شيء قال ْ َ ) : بقوله ُ َ ْ ُ ) :
كتابنا ( أحوال ھذا مضاف وكتابنا مضاف إليه ألن مبحث علوم القرآن أو أحوال ِ ِ ِ عن َ به الصفة صفة ماذا ؟ كتابنا ) َ ْ
موضوعه كما سبق ھو الكتاب العزيز القرآن الكريم ھذا ھو مبحث علوم القرآن إذا قيل :ما موضوع فن النحو ؟ تقول :
الكلمات العربية من حيث اإلعراب والبناء أليس كذلك ؟ وما مبحث أو موضوع علم التصريف تقول :الكلمات العربية من
حيث ماذا ؟ من حيث كونھا مفردة وما يطرأ عليھا من تغيير ونحو ذلك كاشتقاق وغيره ،ما مبحث فن الحديث ؟ علم
الحديث ما مبحثه ما موضوعه ؟ كالم الرسول وقيل :ذاته .لكن الصواب أنه كالم النبي ،ما مبحث الطب فن الطب
؟ البدن بدن اإلنسان من حيث ماذا ؟ طوله وعرض ؟ ! ال ،من حيث الصحة والمرض ً .إذا موضوع فن كل علم ما يُبحث
مثال بدن اإلنسان من أي حيثية ؟ نقول :من حيثية واحدة ألن بدن اإلنسان له صفات فيبحث ً في ذلك الفن عنه فمبحث الطب
ذكرا وأنثى عنه من جھة بدنه من جھة دينه من جھة معتقده من جھة طوله وعرضه من جھة جماله وعدمه من جھة كونه ً
جھات متعددة صفات ،ھل مبحث الطب في الجميع ؟
الجواب :ال ،وإنما يبحث من حال أو صفة معينة وھي :الصحة والمرض .وعندنا كتابنا القرآن العزيز ھو مبحث
كتابنا ( .أحوال ھذا عام وھنا أطلقه أحوال ِ ِ ِ عن َ
يبحث َ ْ موضوع علوم القرآن أو الباحث في علم القرآن من أي حيثية قال ُ َ ْ ُ ) :
فيشمل ماذا ؟ يشمل حال كتاب من حيث اإلفراد والتركيب والجمل وكل قاعدة كلية إجمالية كالنزول والكتب الكتابة والجمع
والناسخ والمنسوخ فيدخل الجميع فيشمل حينئذ الترتيب بالمعنى الخاص والترتيب بالمعنى العام يعني :علم الترتيب بالمعنى
الخاص الذي ھو كشف معاني كالم الرب جل وعال كتفسير ابن جرير وابن كثير وغيره فحينئذ ھذا التفسير بالمعنى الخاص
كتابنا ( دخل تفسير الخاص ماذا ؟ ألنه يبحث عن أحوال أو حال أحوال ِ ِ ِ عن َ ھل يدخل معنا ھنا أو ال ؟ يأتي عن قوله ْ َ ) :
من أحوال كتاب الرب جل وعال من حيث كشف المعنى سواء كان متعلق المعنى اإلفراد أو الترتيب أو الجمل ودخل معنى
البحث عن الكتاب من حيث السند ومن حيث النزول ومن حيث كل ما يبحث من أنواع علوم القرآن أراد أن يخرج التفسير
من ِ َ ِ
جھة جھة ( من حيث وحيث ھذه للقيد تقيدية من حيث ما استطاع أن يأتي بحيثية بالحيثية فقال ْ ِ ) : من ِ َ ِ الخاص فقال ْ ِ ) :
( .وھي :مرادفة لحيث ،إذا البحث عن أحوال كتاب ربنا ھذا مطلق يشمل كل ما يتعلق بكتاب ربنا جل وعال فيدخل فيه ً
عنونحوه ( ً .إذا ) َ ْ
اإلنزال َ ْ ِ ِ
جھة ِ ْ َ ِ
من ِ َ ِ التفسير بالمعنى الخاص وليس مراده التفسير بالمعنى الخاص ھنا فأراد إفراده فقال ْ ِ ) :
كتابنا ( نا ھنا أي :معاشر المسلمين واإلضافة ھنا للتشريف تشريف من ؟ المضاف أو المضاف إليه ؟ المضاف إليه أحوال ِ ِ ِ َ
كتابنا ( اإلضافة ھنا للتشريف أي تشريف المضاف ال شك تشريف المضاف إليه لماذا ؟ ألن األمة شرفت بھذا الكتاب ًإذا ) ِ ِ
كتابنا ( أي :الكتاب المنزل إلى نبينا محمد وھو أحوال ِ ِ ِ عن َ كتابنا ( معاشر المسلمين أي :الكتاب المنزل ْ َ ) . إليه ) ِ ِ
تنزيالً ﴾ ] اإلنسان : عليك ْ ُ ْ َ
القرآن َ ِ نزلنا َ َ ْ َ نحن َ َّ ْ َ
القرآن عرفنا أن الكالم المنزل على النبي باألمس ھو القرآن ودليله ھذا ﴿ ِ َّإنا َ ْ ُ
تعقلون ﴾ ] يوسف [2 :فدل على أن كالم المنزل على لعلكم َ ْ ِ ُ َ عربيا ً َّ َ َّ ُ ْ
قرآنا ً َ َ ِ ّ [23فدل على أن المنزل ھو القرآن ﴿ ِ َّإنا َ َ ْ َ
أنزلناهُ ُ ْ
كتابنا ( .فھل الكتاب ھو عين القرآن أم شيء آخر ؟ نبينا محمد ھو :القرآن .لكن ھنا ما قال :القرآن .قال ِ ِ ) :
األلباب ﴾ ] ص ً ، [29 :إذا ُأطلق الكتاب وأريد أولوا ْ َ ْ َ ِ وليتذكر ُ ْ ُ
آياته َ ِ َ َ َ َّ َ ليدبروا َ ِ ِ مبارك ِّ َ َّ َّ ُ
إليك ُ َ َ ٌ كتاب َ َ ْ َ
أنزلناهُ ِ َ ْ َ عينه وما الدليل ؟ ﴿ ِ َ ٌ
به القرآن ًإذا القرآن والكتاب متحدان في اللفظ لفظان متحدين باإلجماع وأطرح دليل على ھذا ما جاء في سورة األحقاف ﴿
كتابا ً ﴾ ] األحقاف [30 : معنا ِ َ
سَِْ القرآن ﴾ ] ...األحقاف [29 :إلى قوله َّ ِ ﴿ :إنا َ ْ ُْ َ الجن َ ْ َ ِ ُ َ
يستمعون من ْ ِ ِّ نفراً ِّ َإليك َ َ وإذ َ َ ْ َ
صرفنا ِ َ ْ َ َ ِْ
القرآن ﴾ ] األحقاف [29 :ثم قالوا لما أنذروا قومھم : يستمعون ْ ُ ْ َ الجن َ ْ َ ِ ُ َ من ْ ِ ِّ نفراً ِّ َ إليك َ َ وإذ َ َ ْ َ
صرفنا ِ َ ْ َ المسموع واحد أو متعدد ؟ ﴿ َ ِ ْ
كتابا ً ﴾ ] األحقاف . [30 :إذا المسموع واحد أم ال ؟ ً سمعنا ِ َ
﴿ ِ َّإنا َ ِ ْ َ
واحد فدل على أن القرآن ھو الكتاب ھذا تحفظه قد يأتيك مجادل اآلن يقول لك :الكتاب غير القرآن .تقول :ال ،ألن
الدليل على أن الكتاب ھو القرآن .ألننا في زمن العجائب فقد يأتيك آت يقول :القرآن ليس ھو الكتاب .ولذلك يوجد في
بعض البلدان اآلن يقول :ال بد من أن يكون البخاري ومسلم كالترمذي .بمعنى ماذا ؟
كتابنا ِ ْ
من حينئذ ال بد أن يكون بمنزلة واحدة ألنه تراث ،على كل حال ) ِ ِ ٍ ال بد أن يخضع لقواعد التحديث في الحديث
اإلنزال ( المراد به علوم التفسير اإلجمالية ،الجار جھة ِ ْ َ ِ من ِ َ ِ اإلنزال ( يعني ما يتعلق بالكتاب على سبيل اإلجمال ) ِ ْ جھة ِ ْ َ ِ ِ َ ِ
35
جھة ( أحوال من جھة حالة كون البحث عن من ِ َ ِجھة ( .ھذا حال عن أحوال صفات كتابنا ) ِ ْ من ِ َ ِ والمجرور قوله ْ ِ ) :
اإلنزال ( فصار ماذا ؟ جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من أحواله ،والمراد به علوم التفسير َ ْ
جھة ِ ِ من ِ َ ِاألحوال ) ِ ْ
َ ْ ْ
ونحوه ( يعني :من جھة نزوله ألن اإلنزال ھذا مصدر والمراد به المُنزل ) َ َ ْ
اإلنزال َ ْ ِ ِ
جھة ِ ِ من ِ َ ِ
اإلجمالية التي تخدم الكتاب ) ِ ْ
ونحوه ( يعني :ونحو اإلنزال ونحو عطف على اإلنزال وذلك كسنده وأدائه وألفاظه ْ ِ ِ َ اإلنزال ( أي :نزوله ) جھة ِ ْ َ ِ
من ِ َ ِ ِ ْ
أنواعا التي سيذكرھا المصنف ھذا التفسير ً ومعانيه ومكيه ومدنيه وسفريه وحضريه ...إلى آخره من الخمسة والخمسين
بالمعنى العام وإذا أريد التفسير بالمعنى الخاص يقال :التفسير ھو علم بأصول يعرف بھا معاني كالم .وأحسن منه أن
يقال :بيان معاني القرآن الكريم .ھذا ھو حقيقة التفسير وعرفه الزركشي في )) البرھان (( بأنه :علم يعرف به فھم كتاب
ً
مأخوذا من وحكمه ً .إذا كل ما يرتبط بالمعنى سواء كان جل وعال المنزل على نبيه وبيان معانيه واستخراج أحكامه ِ َ ِ ِ
فرقا بين كتب جھة اإلفراد أو التركيب أو الجمل ھو التفسير ،وعليه كل التفاسير التي نھجت ھذا المنھج ،ولذلك ترى ثم ً
علوم القرآن التي ھي علوم التفسير وبين كتب التفسير كتفسير ابن جرير ،وابن كثير ،والبغوي ونحوھا ،ھذا ھو التفسير .
أولوا ْ َ ْ َ ِ
األلباب ﴾ ] وليتذكر ُ ْ ُ
آياته َ ِ َ َ َ َّ َ
ليدب ُروا َ ِ ِ مبارك ِّ َ َّ َّ كتاب َ َ ْ َ
أنزلناهُ ِ َ ْ َ
إليك ُ َ َ ٌ وتعلم التفسير بالمعنى الخاص واجب لقوله تعالى ٌ َ ِ ﴿ :
على ُ ُ ٍ
قلوب القرآن َ ْ
أم َ َ يتدبرون ْ ُ ْ َ ص . [29 :ووجه االستدالل على الوجوب واضح ولذلك قال في اآلية األخرى َ َ َ ﴿ :
أفال َ َ َ َّ ُ َ
أقفالھا ﴾ ] محمد . [24 :ذمھم على ترك التدبر وال ذم إال على ترك واجب فدل على أن التدبر واجب ،وال تدبر إال ببيان َْ َ ُ َ
معاني كالم الرب جل وعال حينئذ دل على أن التفسير واجب ،ولذلك جاء في قول عبد الرحمن السلمي :حدثنا الذين كانوا
يقرءوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد بن مسعود وغيرھما أنھم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى عليه وآله وسلم
جميعا .ھذا التفسير بماذا ً عشرة آيات لم يجاوزھا حتى يتعلموا ما فيھا من العلم والعمل ،قالوا :فتعلمنا القرآن والعلم والعمل
ونحوه ( عرفنا المراد بنحوه ألنه يشمل ؟ بمعناه الخاص ما يتجاوزوا العشر آيات إال وتعلموا منھا ما فيھا من العلم والعمل ) َ ْ ِ ِ
ونحوه ( ھذا مجمل أراد تفسيره وبيان ما الذي َيبْحث عنه أو ُيبْحث فيه في علوم القرآن كل ما يدخل تحت علوم القرآن ) َ ْ ِ ِ
ذكر لك بعض من ھذه األنواع فقال :
َيقينا َ ُ ُ
أنواعه حصرت َْ
قد ُ ِ َ ْ َ ْ ِ
والخمسينا َ ْ ِ
بالخمس ....
) )
اإلنزال َ ْ ِ ِ
ونحوه ( جھة اإلنزال يعني النزول ھذا نوع واحد فقط من جھة ِ ْ َ ِ
من ِ َ ِ ھذا تفسير ألي شيء ؟ لقوله ِ ِ ْ َ ) :
ونحوه ( ْ ِ ) .
أنواع علوم القرآن وال يمكن أن يستوفى جميع أنواع علوم القرآن الخمس والخمسين في حد واحد يقال :حده كذا ثم تذكر
ونحوه ( .ثم تعد ھذه األنواع فيقال :ھي خمسة وخمسون .لكن ھل ھي محصورة في نزال َ ْ ِ ِ
جھة اإلِ ْ َ ِ
من ِ َ ِالجميع نقول :ال ) ِ ْ
الخمسة والخمسين ؟
الجواب :ال ،لماذا ؟
ألن علوم القرآن ھذه اجتھادية ليس توقيفية متعلقھا توقيفي وقد يكون بعضه اجتھادي لكن من جھة ّ
العد وإدماج بعضھا
مع بعض وتصنيفھا وترتيبھا ھذه مسألة اجتھادية جعلية حصر الجعل يرجع إلى نفس المصنف ،ولذلك السيوطي ذكر ھنا
نوعا وذكر في )) التحبير (( مائة ونوعين وذكر في )) اإلتقان (( ثمانين ً
نوعا ،كم ھذا في )) النقاية (( خمسة وخمسين ً
خمسة وخمسين ثم ذكر في )) التحبير (( ھذا إذا كان التحبير متقدم أو متأخر ذكر في )) التحبير (( مائة نوع ونوعين ثم
زاد وأدمج فصار ثمانين ألنه أدمج بعضھا مع بعض ولذلك بعضھم -كما سيأتي -قد يذكر ستة أنواع يجمعھا شيء واحد
عقودا يعني :رؤوس ھامة ليندرج تحتھا أنواع فلو عدت العقود ً عقود ( كما سيأتي أنه جعل لھا ولذلك قال :في ) ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ُ
حينئذ صارت ستة أنواع ولكن ذكر أفرادھا وكلھا متداخلة يمكن أن تجعل في نوع واحد فجعلھا ماذا ؟ أنواع ،فالنظر إلى
األصل العام ھي ستة والنظر إلى اآلحاد التي تكون تحتھا جعلھا خمسة وخمسين والمسألة اجتھادية ليست توقيفية من حيث
ّ
العد .
حصرت ( .وقد ھذه بحرف تحقيق وحصرت بمعنى جمعت الخمسينا ( ھذا جار ومجرور متعلق بقوله ْ َ ِ ُ ) : بالخمس و َ ْ ِ
) َ ْ ِ
والحصر عبارة عن إيراد الشيء على عدد معين أو الحكم بعدم خروج األقسام عن المقسم قد يراد ھذا ويراد ذاك وھنا ثالثة
أنواع :
حصر عقلي .
وحصر استقرائي .
وحصر جعلي .
36
حصٌر عقلي أن يكون التقسيم وحصر المقسوم في عدد معين من جھة العقل ال باعتبار مالحظة الخارج ،وحصر
استقرائي تتبعي ھذا ما يسمى باالستقراء ھو حصر مما حصر النحاة ماذا ؟
الكلمة في ثالثة أقسام ھذا حصر واستقرائي ال عقلي ،العقل ال يمنع أن تكون الكلمة قسم واحد أو عشرة أقسام أو مائة
ً
جعليا جعلي يعني بجعل المصنف ً
حصرا ًّ
استقرائيا ،وقد يكون ً
حصرا العقل ال يمنع وال يوجب أن تكون ثالثة ًإذا ھذا يسمى
ٍ
حينئذ يذكر أن أنواع علوم القرآن عشرة نقول لنفسه قد يأخذ ينظر في المائة نوع مثالً من التحبير فيقول :أريد منھا عشرة .
:الحصر ھذا في عشرة من أين جاء بجعل المصنف نفسه فھو اصطالح خاص .
حصرت َ ُ ُ
أنواعه َيقينا َْ
قد ُ ِ َ ْ َ ْ ِ
والخمسينا َ ْ ِ
بالخمس ...
) )
حصرت َ ُ ُ
أنواعه َيقينا َق ْد ُ ِ َ ْ َ ْ ِ
والخمسينا َ ْ ِ
بالخمس ...
) )
تعود
ُ ُ َ ٌ َِ
خاتمة وبعدھا
َ َ ُ ٌ َّ
حوتھا ِستة ُ ُ
عقود ْ َ
وقد َ َ َ
ْ
) )
حوتھا ( أي :شملستة ( ھذا فاعل ) َ َ ْ َ حوتھا ( الضمير يعود على األنواع ) ِ َّ ٌ حوتھا ِ َّ ٌ
ستة ( ) َ َ ْ َ وقد ( ھذه بالتحقيق ) َ َ ْ َ ) َْ
عقود ( بدل من الفاعل ستة ( ما إعرابھا ؟ فاعل و ) ُ ُ ُ عقود ( ) ِ َّ ٌ عقود ( ) ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ُ وجمع تلك األنواع الخمس والخمسين ) ُ ُ ُ
عقود ( صار ) ِ َّ ٌ
ستة ( ھذا حوتھا ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ُ وقد َ َ ْ َعقود ( ھذا ھو األصل لكن ال يتأتي معه في النظم ) َ ْ حوتھا ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ٍ واألصل ) َ ْ
وقد َ َ ْ َ
37
عقود ( جمع عقد والمراد بھا القالدة شبھت المسائل بالجواھر الثمينة وإثبات عقود ( ھذا بدل من الفاعل ُ ُ ُ ) ، فاعل و ) ُ ُ ُ
واحد وخمسون ً
نوعا . ٌ عقد فيه بعض األنواع وھذه الستة العقود ھي األصل ويندرج تحتھا عقد ،وكل ٍ العقود ...كأنه ٌ
) ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ُ
عقود (
نوعا .نوعا ذكر تحته اثني عشر ً العقد األول :في ما يرجع إلى النزول وھو اثنا عشر ً
العقد الثاني :ما يرجع إلى السلف وھو ستة أنواع ذكر تحته ستة أنواع .
العقد الثالث :ما يرجع إلى األداء وھو ستة أنواع .
ٌ
أربع وعشرون ھذه كم اثنا عشر وستة وستة
العقد الرابع :ما يرجع إلى األسفار وھو سبعة أنواع .
كم ھذه واحد وثالثون .
العقد الخامس :ما يرجع إلى المعاني المتعلقة باألحكام وھو أربعة عشر ً
نوعا .
خمسة وأربعون .
العقد السادس :واألخير ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالعقاب وھو ستة أنواع .
حصرت َ ُ ُ
أنواعه َيقينا ( .بقي كام أربعة أي ھي ؟ والخمسينا َ ْ
قد ُ ِ َ ْ َ ْ ِ مجموع واحد وخمسون وھو يقول ِ ْ َ ) :
بالخمس
في الخاتمة ،جعل الخاتمة تحتھا أربعة أنواع .
خاتمة ( تشمل أربعة أنواع فصارت كلھا خمسة وخمسين ٌ وبعدھا ( أي :بعد الستة العقود ) ِ َ عقود َ َ حوتھا ِ َّ ٌ
ستة ُ ُ ُ ) َْ
وقد َ َ ْ َ
عود ( يعني مقاصده إلى تلك األنواع الخمس والخمسين . نوعا ) َت ُ ُ
ً
بد ( ال محالة وال مفر من ذكر مقدمة ً
وقبلھا ( أي :قبل الشروع في ذكر شيئا من العقود أو من الخمس والخمسين ) ال ُ َّ ) َْ َ
ي َ َُّبينُ فيھا ما يتعلق بعلم التفسير من مسائل وأحكام كتعريف القرآن واآلية والسورة ونحو ذلك .
فيه ُ ْ ِ َ ْ
معلمة ببعض ما ُ ِّ َ
خصص ِ َِ ْ ِ من ُ َ ِّ َ ْ
مقدمة بد ِ ْ
...ال ُ َّ
) )
عطر َ ْ ِ
األردان على َّ ِ ِّ
النبي َ ِ ِ المنزل ُ ُ ِ
للفرقان تبارك ُ ْ ِ
َ َ َ
) )
38
كتاب ،فيكون فصل بين بعض أجزاء المقدمة واألصل أنه يذكر مقدمة الكتاب متصلة الحمدلة والشھادة إلى آخره وما
التفسير ( ھذا ھو األصل لكنه جزء لعله ذكر المقدمة األولى ألنھا ِ حد ِ ْ ِ
علم يتعلق بالمصطلحات ثم يذكر بعد ذلك باب ) َ ُّ
التفسير ( من ھنا يبدأ نظم كتاب )) النقاية (( قد يكون ھذا الذي ألجأه إلى ھذا الصنيع ِ حد ِ ْ ِ
علم منفكة عن النقاية ثم بدأ في ) َ ُّ
.
مقدمة ( واألولى أن يقول المقدمة نعم صحيح األولى أن يقول :المقدمة . ْ َ
مقدمة ( قال المصنف رحمه تعالى َ ِّ ُ ) : ْ َ
) ُ ِّ َ
مقدمة ( المقدمة التي ذكرت ْ َ بد ِ ْ
من ُ ِّ َ حينئذ ) ال ُ َّ
ٍ ألن األكثر في لغة العرب أن إعادة النكر نكر يدل على أن الثاني غير األول
ٌ
خاتمة ( ثم وبعدھا ِ َ
أوال فإعادة نكرة معرفة يدل على أن الثاني ھو عين األول ولذلك قال في األخير الخاتمة :ألنه قال َ َ ) : ً
قال :الخاتمة .جاء الوجه األفصح لكن يقال بأن ھذه قاعدة ليست مطردة وإنما ھي قاعدة أغلبية على حد قوله جل وعال ﴿ :
وھو َّ ِ
الذي إله ﴾ ] الزخرف . [84 :السبكي انتقض ھذه القاعدة بمثل ھذا اآليات ﴿ َ ُ َ وفي ْ َ ْ ِ
األرض ِ َ ٌ إله َ ِالسماء ِ َ ٌ الذي ِفي َّ َ وھو َّ ِ َ َُ
إله ﴾ ] الزخرف . [84 :إعادة النكرة نكر يدل على أن الثاني غير األول ھذا ھو الغالب لكنه َ
األرض ِ ٌ وفي ْ َِ ْ َ
السماء ِ ٌ
إله َ ِ ِفي َّ َ
ٍ
فحينئذ في اآلية ھذه ھو عينه ،النكرة الثانية ھي عين النكرة األولى ألنك لو قلت غيره ألثبت إلھين وھذا باطل أثبت التعدد ،
إله ﴾ .نقول :ھذا ماذا اإلله الثاني ھو عين اإلله األول ،وإن كان األكثر إعادة األرض ِ َ ٌوفي ْ َ ْ ِ السماء ِ َ ٌ
إله َ ِ الذي ِفي َّ َ وھو َّ ِ ﴿ َ َُ
النكرة معرفة
إذا أتت نكرة مكررة ثم من القواعد المشتھرة
) )
المعرفان كذا توافقا يعرف ثاني ّ تغايرا وإن
) )
حصل
بسورة َ َ ْ ِْ ُ
ومنه اإلعجاز ِ ُ َ ٍ محمد َ َ ْ
نزل َ
فذاك َما َعلى ُ َ َّ ٍ
) )
فيه ﴾ ] البقرة . [2 :ولم يقل ھذا كتاب ريب ِ ِ الكتاب َال َ ْ َ فذاك ( اإلشارة ھنا للتعظيم لذلك قال َ ِ َ ﴿ :
ذلك ْ ِ َ ُ َ تعريف للقرآن ) ٌ ھذا
َ َ
لماذا ؟ إلفادة التعظيم ألن التعظيم يشار إليه بالبعد ) فذاك ( المشار إليه ،ھنا اإلشارة بالبعد للداللة على التعظيم ) فذاك (
سائال قال :ما ھو الذي ً فيه ُ ْ ِ َ ْ
معلمة ( فكأن خصص ِ ببعض ما ُ ِّ َ الفاء فاء الفصيحة أي فأقول لك ذلك لماذا ؟ ألنه قال ِ ْ َ ِ ) :
ببعض ما ً
فذاك ( فأقول لك ذاك فيكون المشار إليه القرآن ضمنا إذا كان المشار إليه قوله ِ ْ َ ِ ) : َ ِّص به علم التفسير قال ) : ُخص َ
فذاك ( المشار َ أحوال ِ ِ
كتابنا ( ) ِ عن َ
صراحة إذا كان المشار إليه قوله ْ َ ) : ً معلمة ( ويكون المشار إليه القرآن فيه ُ ْ ِ َ ْ
خصص ُِ ِّ َ
ببعض
كتابنا ( وھو القرآن ،وذكر ضن في قوله ِ ْ َ ِ ) : التفسير ( ) ِ ِ
ِ حد ِ ْ ِ
علم ذكر القرآن في السابق مرتين ) َ ُّإليه ما ھو ؟ القرآن ُ ِ َ
معلمة ( ألن أھم ما يذكر في المقدمة تعريف القرآن ثم السورة ثم اآلية ...إلى آخره فأعظم ما يعرف القرآن فيه ُ ْ ِ َ ْص ِ خص َ ما ُ ِّ
ٍ
حينئذ قال : سائال ما ھو الذي ُخص َ
ِّص به أو ما ھو كتابنا ؟ ً فحينئذ لما استحضر أن ثم ٍ ضمنا وذكر مرة صراحة ، ً فذكر مرة
ُفصحة من اإلفصاح وھو البيان واإليضاح ألنه أفصحت عند جواب ْ
فعيلة بمعنى م ِ َ َ َ َ
فذاك ( فالفاء فاء الفصيحة َ ِ ،
فصيحة ِ َ )
39
سابقا ،وتجد بعضھم يقول ً نزلْ ( ) َما ( أي :كالم كما ذكرناه محمد َ َ فذاك َما َعلى ُ َ َّ ٍ َ شرط مقدم ً .إذا اإلشارة للتعظيم ) ٍ
األولى أن يفسر ما ھنا بلفظ لماذا ؟ قالوا :ألنك لو قلت معي كالم كالم يشمل النفسي واللفظي والمراد به ھنا ماذا
لفظ تعين أن المراد به غير النفسي ،ونقول ھذا باطل كما ذكرناه باألمس ًإذا ) حينئذ لو قلت ٌ ٍ على حد زعمھم ؟ النفسي ،
أيضا صح على طريقة أھل السنة كالم الذي نزل على محمد ھنا ذكر ماذا ؟ ذكر جنس ) َما ( أي كالم ولو قلت اللفظ ً
جنسا ً فصل ثان ،ذكر ٌ ُ
اإلعجاز ( ھذا ْ
فصل ) ِ ُ
ومنه ْ ٌ محمد ( ھذا نزلْ ( على صلة الموصول ) َعلى ُ َ َّ ٍ َما ( ھذا جنس و ) َ َ
ٌ
فصل ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( ھذا ثان ) ِ ْ ُ فصل ٍ ٌ محمد ( ھذا فصل أول و ) َعلى ُ َ َّ ٍ ٌ نزلْ ( ھذا وثالثة فصول ،الجنس قوله َ ) :ما ( و ) َ َ
أخرج ماذا ؟ كالم غير جل فحينئذ ال بد من دخول وخروج ) َما ( أي :كالم َ ْ َ َ ٍ ُخرج ُدخل والفصل ي ْ ِ ثالث ،الجنس ي ْ ِ
يرد السؤال كيف عين أن المراد بـ ) َما ( ھنا وحينئذ َ ِ ُ
ٍ وعال من كالم اإلنس والجن والمالئكة خرج بقوله كالم باإلضافة
حينئذ كيف فسرنا ) َما ( ھنا بكالم ؟ ٍ كالم َ ) ،ما ( اسم موصول مبھم واإلبھام يحتاج إلى تعيين
حد ي َ َّ
ُصدرُ من السياق والقرائن من سياق الكالم وقرائن المقام نفسر ) َما ( ھنا بمعنى جنس بمعنى كالم وھذا في كل ٍّ
لفظ عام أو حقيقة أو مجاز على حسب ما يذكر في موضعه ، بلفظ أو بكالم أو ٌ ٍ حينئذ نفسرھا بماذا ؟ إما ٍ بما نقول جنس
ٍ
خرج به ما استأثر به الرب جل وعال -كما ذكرناه فصل َ َ َ ٌ نزلْ ( ھذا والذي ي َُعيِّنُ مفھوم ) َما ( ھو السياق والقرائن َ َ ) .
وخرج به األحاديث النبوية ،األحاديث نوعان :قدسية -ربانية كما يعبر البعض ، -ونبوية :يعني لفظھا ومعناھا باألمس َ َ َ -
فصل خرج ما لم ينزل مما استأثر جل وعال به وخرج ٌ نزلْ ( خرج به حينئذ ) َ َ ٍ من عند النبي وھي لم تنزل ال شك ،
عن ينطق َ ِ وما َ ِ ُ به األحاديث النبوية ألنھا من كالم النبي أليس كذلك ؟ لماذا ؟ ألن المعنى قد يقال بأنه من عند عز وجل ﴿ َ َ
وحينئذ يكون التعبير واللفظ من ٍ حينئذ المعنى في األصل أنه موحى به ٍ يوحى ﴾ ] النجم . [4 ، 3 : وحي ُ َ ھو ِ َّإال َ ْ ٌ إن ُ َ
الھوى * ِ ْ ْ ََ
ُنزل أو ال ؟ نقول :ليس معنى اجتھادي ھل اللفظ م ْ َ أنزل أو ً سواء عبر به عن معنى ُ ْ ِ َ ٌ جھة النبي ،ھل اللفظ لفظ النبي
نزلْ ( نقول :ھذا أيضا َ ،إذا ) َ َ ً بمنزل وإن كان يمكن إخراجه بقوله كالم ألنه ليس بكالم الرب جل وعال وليس بمنزل
ٌ
فصل محمد ( ھذا فصل أول خرج به ما استأثر به سبحانه واألحاديث النبوية ألن ألفاظھا لم تنزل أو لم ُ ْتنزل عليه َ ) ،على ُ َ َّ ٍ ٌ
ثان خرج به ماذا ؟ ما نزل على غيره من األنبياء كالتوراة واإلنجيل والزبور وصحف موسى وصحف إبراھيم ...إلى آخره
اإلعجاز ( ھذا فصل ثان ھذا ومنه ْ ُ محمد ( ال على غيره كالتوراة واإلنجيل والزبور ) ِ ْ ُ سواء علمناه أو لم نعلمه َ ) ،على ُ َ َّ ٍ
جز بلفظه ،وتلحظون أن محمد ْالمُعْ ِ ُ ٍ ُنز ُل على جز بلفظه ،كالم تعالى ْالم َ َّ بالمُعْ ِ ُعبر عند بعضھم ْ الفصل الثاني وھو ْالم َ َّ
ُتعبد بتالوته -وقد ذكرناه باألمس -لماذا ؟ لالحتراز عن األحاديث القدسية واآليات المنسوخة ) الشيخ المصنف لم يقل ْالم َ َ َّ
محمد لكنه لم ٍ آية نسخت ًإذا لم يُتعبد بتالوته ھي كالم ونزل على والشيخة إذا زنيا فارجموھما البتة ( ،ھذه كانت ً
يتعبد بتالوته ًإذا خرجت اآليات المنسوخة وخرجت األحاديث القدسية على القول بأن اللفظ والمعنى من عند الرب جل وعال
حكم من أحكامه والحكم على الشيء فرع عن تطوره ً ،إذا ال يمكن إدخاله في ٌ ،لكن قيل أن قوله ) :المتعبد بتالوته ( ھذا
الحدود ،ونزيد بما ذكرناه باألمس أن المراد في حد القرآن ھو التقرير فقط والرسم وليس المراد إجراءه على طريقة
وصف يمكن أن ينفصل القرآن عن غيره ) المتعبد بتالوته ( أي :الزم ٍ المناطقة ونحوھم ھذا ھو المراد ،وبذلك يذكر كل
يكون ذكره أولى من حذفه ألنه يمتاز به القرآن عن غيره ،وأما صفة المعجز بلفظه نقول ھذا نعم اختص به القرآن على
) ْ ُ
اإلعجاز ومنه ( الواو واو الحال يعني والحال أن منه من القرآن من ذلك الكالم ) ِْ ُ ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( جھة القصد ) ِ ْ ُ
معجزا للخلق إلظھار صدق النبي في دعواه ً ُنز ُل على النبي جزا للخلق أن يكون ھذا الكالم ْالم َ َّ ( للخلق أن يكون مُعْ ِ ً
ئذ يكون الرسالة ألنه رسول َّادعى الرسالة ال بد من دليل يثبت ذلك صدق الرسول وعلى أن القرآن الذي معه حق حين ٍ
معجزا إلثبات ً معجزا بلفظه ھل ھو لذاته أم لغيره ؟ نقول :لغيره ،وھو إثبات أن القرآن حق كون القرآن ً اإلعجاز ھنا كونه
معجزا بلفظه ليس ً القرآن حق وإلثبات أن دعوى الرسول أنه رسول دعوى صدق وحق فصار ماذا ؟ فصار كون القرآن
المقصود به الزعم وإنما المقصود به إثبات شيئين اثنين وھما :أن القرآن حق ،وأن النبي صادق في دعواه الرسالة .
مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة .والتحدي ما ھو ٌ خارق للعادة ٌ معجزا أو قل آية والمعجزة عندھم ٌ
أمر ً ولذلك صار القرآن
معجزا لماذا لكونه طولب أن يعارض به من كالم البشر فعجزوا عن ذلك ﴿ قلُ ً ؟ ھو طلب المعارضة ولذلك صار القرآن
بمثله ﴾ ] اإلسراء [88 :فتحداھم أن يأتوا بمثل القرآن ْ
يأتون ِ ِ ِ ِ ُ ْ
القرآن ال َ َ َ ُ
بمثل َھـذا ْ ِ ْ َ ْ
يأتوا ِ ِ ِ على َأن َ ْ ُ ْ والجن َ َ
اإلنس َ ْ ِ ُّ لئن ْ َ َ َ ِ
اجتمعت ِ ُ َّ ِ ِ
سور من مثله مفتريات فعجزوا ،ثم تحداھم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ،فدل ٍ كله فعجزوا ،ثم تحداھم أن يأتوا بعشر
على ماذا ؟ دل على أن القرآن حق وأنھم عاجزون لماذا ؟ لكون القرآن نزل بأعلى درجات لسان المخاطبة وھم فصحاء
العرب وھم أرباب اللسان وھم مساطيع الفصحاء فلما كانوا على ھذه الدرجة وكانوا يتنافسون في منثور الكالم وشعره فنزل
معجزا داللة على أنه حق وھذا ً بسورة من مثله فدل على أن القرآن حق فصار القرآن ٍ القرآن بلغتھم فعجزوا عن أن يأتوا
40
الوصف مميز له عن غيره والذي يقصد في الحد ھنا من باب التقريب ما يحصل به تمييز القرآن عن غيره ،فحصل أو ال ؟
نقول :حصل .وأما ما يُذكر في كتب البيان البالغة كما مر معنا في )) الجوھر المكنون (( أن للبالغة طرفان ٌ
حد أعلى ،
ً
سابقا -أنه القرآن قالوا وما يقرب منه وما قاربه وذكرنا ماذا أن المراد به وحد أدنى ،والحد األعلى فُس َِّر ھناك -وذكرناه
ٌ
ُ
اختصارا « » ،أوتيت جوامع الكلم « .فدل على أن النبي قد يكون ً كالم النبي ولذلك جاء » فاختصر لي الكالم
ٍ
حينئذ كيف معجزا أليس كذلك ؟ وألنه أبلغ الخلق في البالغة والفصاحة والبيان فيجب أن يكون كالمه أعلى الدرجات ً كالمه
معجزا وقلنا ھذا يتميز به القرآن دون غيره وأثبتنا أن النبي قوله معجز وأنه أدنى من القرآن في ً يوصف القرآن بكونه
مقصود لذاته والنبي قوله معجز
ٌ معجزا -أجيب :بأن المقصود ھناك اإلعجاز من باب التحدي وھو ً البالغة -وإن كان
إال أنه مقصود تبع ال لذاته .
إفادة المعنى بتركيب يُصار ويوصف اللفظ بتلك باعتبار
) )
ساحة الكالم ولبالغة وقد يسمى ذاك بالفصاحة
) )
وما له مقارب ...... حد اإلعجاز ع ُل ّ بطرفين
) )
ع ُل يعني أعلى
ًإذا البالغة لھا درجتان أعلى وأدنى ،أدنى ما يصل إلى درجة أصوات البھائم ھكذا قيل وأعلى ھذا ھو القرآن وما قاربه
حقا وأن دعوى الرسول الرسالة صدق معجزا وإلثبات كون القرآن ً ً ٌ
مقصود لذاته لكونه وھو قول النبي لكن األول
اإلعجاز ( ) ْ ُ
اإلعجاز ( ماذا إعرابه ھنا ؟ ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( قلنا ) ِ ْ ُ
ومنه ْ ُ ،والثاني يكون ماذا ؟ يكون لغيره ) ِ ْ ُ
از ( ومن ذلك الكالم ) ْ ُ
اإلعجاز ( .ما ھو الفاعل ؟ ] أحد اإلخوة قال :فاعل فقال له اإلعج ُ
ومنه ْمبتدأ مؤخر وأين خبره ) ِ ْ ُ
كوفيا نقبل منك الكوفيون يرون تقدم الفاعل على العامل ،والصواب عدمه [ . ً الشيخ :أنت كوفي ،إذا كنت
واإلعجاز منه حصل بسورة يحتمل اإلعجاز ھذا مبتدأ وجملة حصل بسورة منه ھذا خبر المبتدأ ھذا أولى ولو جعلت منه
أيضا صح ،لكنً بسورة أنھا في موضع نصب حال ٍ اإلعجاز من ذلك الكالم اإلعجاز ثم وقفت أو جعلت الجملة حصل
أخرج ماذا ھذا الفصل ْ َ ً ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( إذا َ َ بسورة منه يعني من ذلك الكالم ) ِ ْ ُ ٍ اإلعجاز ( مبتدأ وجملة حصل األولى جعل ) ْ ُ
الثالث ؟ أخرج الحديث القدسي ألنھا نزلت كالم تعالى نزل على النبي ولكنھا ليست معجزة لماذا ؟ ألنه أسقط حد أو
فحينئذ ينبغي إخراج األحاديث الربانية القدسية التي يقول فيھا النبي ٍ ٌ
متعبد بتالوته الفصل الرابع الذي ينبغي أن يُذكر وھو
قدسيا الذي يصرح به » قال تعالى :أنا عند ظن عبدي بي « » ،قال تعالى :يا ً ً
حديثا قال تعالى ھذا يُسمى
حديث قدسي واختلف العلماء ھل لفظه ومعناه من عند أم أنه المعنى من عند ٌ عبادي « ...الحديث .فنقول :ھذا
واللفظ من عند النبي ؟
إذا قلنا :المعنى من عند الرب جل وعال واللفظ من عند النبي فال إشكال أنه خالف ال إشكال لماذا ؟
ألنه لم ينزل من عند الرب جل وعال ،والكالم ھنا في كالم ) ْ ُ ْ ِ
المنزل ُ ( وھذا لم ينزل لفظه لم ينزل وإن كان المعنى
من عند الرب جل وعال .
41
ً
معجزا -الذي ھو القرآن حينئذ ال بد من إخراجه وفصله عن القرآن ،فكونه ٍ وإذا قيل بأن لفظه ومعناه نزل على النبي
فروقا بين الحديث القدسي والقرآن وھو :ً -ينفك وينفصل عن الحديث القدسي ،ولذلك أثبت أھل العلم
معجزا بلفظه . ً معجز بلفظه ،والحديث القدسي ليس ُ أن القرآن
القرآن ال يجوز روايته بالمعنى ،والحديث القدسي يجوز روايته بالمعنى .
متعبد بتالوته ،والحديث القدسي ليس كذلك . ٌ القرآن
متواترا ،والحديث القدسي منه الصحيح ومنه الضعيف بل الموضوع . ً القرآن في األصل ال يكون إال
القرآن على قول الجمھور ال يجوز قراءته للجنب والحائض ،والحديث القدسي ليس كذلك .
ً ً
حرفا واحدا ليس معلوما من الدين ً كفر ،والحديث القدسي لو أنكر متفقا عليه بين القراء َ َ َ ً ً
واحدا ً
حرفا القرآن إذا َ ْ َ َ
أنكر
بالضرورة نقول :لم يكفر .
فرق بين الحديث القدسي والقرآن . ًإذا ٌ
ٍ
جھات متعددة حاصل بلفظ القرآن .ھل المقصود أنه باللفظ فقط أم من ٌ حصلْ ( قلنا :أن اإلعجاز
بسورة َ َ ومنه ْ ُ
اإلعجاز ِ ُ َ ٍ ) ِْ ُ
معجز بلفظه يعني بألفاظه ومعانيه وأوامره ونواھيه وأخباره وقصصه وكل ما ذكر من ٌ ؟ القرآن معجز تحدى العرب وھو
حينئذ ال يختص اللفظ فقط لماذا ؟ -وإن ذكر ٍ موضوعات القرآن فھو معجز فأحكامھما كلھا عدل وأخبارھا كلھا صدق ،
حاصل لعموم موضوعات القرآن في أوامره ونواھيه ٌ المعجز بلفظه -ألن المقام مقام تحدي لكن نحن نفھم أن عموم اإلعجاز
فحينئذ الحاصل فيه اللفظ باللفظ ،ولذلك ذكرت مسألة ھنا وھي كونھم عجزوا عن ٍ وأخباره وقصصه ،أما بالنسبة للمخالفين
ُسمى بالصرفة ،يعني صُرفوا مع قدرتھم ؟ اإلتيان بمثل القرآن ھل ھو لعجزھم وضعفھم أم ما ي َّ
ً ً
أيضا ،ألنھم وجدوا فيه معنى بليغا ،ً مئ إليه بعض أھل السنة َ
األول ال شك ،والثاني مذھب المعتزلة وقال به أو ْأو َ َ
واألصح األول أنه ماذا ؟ أنه لعجزھم وضعفھم ،وھذا واضح ألن القرآن كالم ،كالم الخالق ،والبشر الذين ھم ذوات
مساويا ولو بوجه ما لكالم الخالق ،أليس كذلك ؟ ألن الكالم صفة ً كالمھم كالم مخلوق فال يمكن أن يكون كالم المخلوق
ً ً
للذات فإذا حصل التباين بين ذاتين فالتباين فالصفات من باب أولى ،فإذا ال يمكن أن يجيز العقل أصال أنھم يستطيعون في
أنفسھم ألن المعنى في الصرف ماذا ؟ أنھم يستطيعون قادرون على أن يأتوا بمثل القرآن كلھم لكن عز وجل صرفھم
حجز بينھم وبين أن يأتوا بمثله ،وھذا ٌ
قول باطل
ً
سورة من مثله أن يستطيعوا وليس في طوق الورى من أصله
) )
كلھم عاجزون عن معارضته ال ولذلك قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه تعالى :فالصواب المقطوع به أن الخلق ُ َ
يقدرون على ذلك .فالصواب المقطوع به ،ال شك في ھذا .فالصواب المقطوع به أن الخلق كلھم عاجزون عن معارضته
سورة من القرآن ألنه بشرً نفسه على أن يبدل محمد َ ْنفسُه من تلقاء ِ ٌ ال يقدرون على ذلك .ثم قال رحمه :بل وال يقدر
صفة للخالق فتم تباين كلي بين الذات والذات وبين الصفة والصفات . ٌ صفة لبشر والقرآن ً داخل في كون كالمه ٌ وھو
بسورة واحدة ،وإن حصل بالقرآن كله في آية اإلسراء ﴿ قلُ ٍ ٍ
بسورة ، حصلْ ( اإلعجاز بماذا حصل ؟ حصل بسورة َ َ) ِ ُ َ ٍ
ً
ظھيرا ﴾ ] اإلسراء : َ
لبعض ِ بعضھم ِ َ ْ ٍ
كان َ ْ ُ ُ َْ
ولو َ َ ْ
يأتون ِ ِ ِ ِ
بمثله َ ْ ُ ْ َ
القرآن ال َ َ ُ ْ َ
بمثل َھذا ْ ِ ْ ْ ُ ْ َ َ
والجن َعلى أن َيأتوا ِ ِ ِ ْ
اإلنس َ ِ ُّ اجتمعت ِ ُ َّ ِ ِ
لئن ْ َ َ َ ِ
مثله ﴾ ] ھود . [13 :فعجزوا فتحداھم بماذا ﴿ سور ِّ ْ ِ ِ
عشر ُ َ ٍ فأتوا ِب َ ْ ِ سور قال ُ ﴿ :قلْ َ ْ ُ ْ ٍ . [88ثم لما عجزوا تحداھم بماذا بعشر
حينئذ صار التحدي في مكة وفي المدينة . ٍ مثله ﴾ ] البقرة . [23 :وھذا في سورة البقرة بسورة ِّمن ِّ ْ ِ ِ َُْ ْ
فأتوا ِ ُ َ ٍ
ٍ
سورة ؟ حصلْ ( أقل السور كم آية أقل بسورة َ َ ) ِ ُ َ ٍ
بآية واحدة ؟ ورد في القرآن سورة ،ھل فحينئذ يحصل اإلعجاز بماذا بثالث آيات فأكثر ،ھل ورد تحديھم ٍ ٍ ثالث آيات
ورد التحدي بآية ؟
ٍ
سورة ما ھي ثالث حصلْ ( .يقتضي أنھا أقل ما وقع التحدي به ھو السورة ،وأقل بسورة َ َ ومنه ْ ُ
اإلعجاز ِ ُ َ ٍ ھنا قال ُ ْ ِ ) :
آيات ،فما كان من قدرھا يحصل التحدي به وما كان أدنى من ثالث وأدنى من السورة بآية من ضمن السورة ال يحصل
حصلْ ( .اختصر على السورة نقول :لماذا ؟ بسورة َ َاإلعجاز به وال التحدي به ھذا مفھومه ،ألنه قال ٍ َ ُ ِ ) :
وآية بعدھا ،ولذلك لم يحصل ٍ مستلزمه ٍ
آلية قبلھا ٌ آية مفردة بل كل ٍ
آية آية مفردة ال يتصور وجود ٍ ألنه لم يكن في القرآن ٌ
مدھامتان ﴾ ] الرحمن . [64 :ھل يعجز العربي الفصيح ..أن التحدي بآية الواحدة ألن أقل آية في القرآن كلمة واحدة ﴿ ُ ْ َ َّ َ ِ
مدھامتان ﴾ ] الرحمن [64 :في موضعھا باعتبار ما قبلھا وما ﴿ ُ ْ َ َّ َ ِ ُدھامتان أو أن يأتي بمثلھا ال يأتي ،لكن يقول :م ْ َ َّ َ ِ
42
بالغة عن المعنى السابق لم يستطيعوا إلىً بعدھا لو اجتمع اإلنس والجن أن يأتوا بكلمة في ھذا الموضع ثم ال يخل المعنى
سبيال ،وھذا أحسن ما يقال ولذلك قال بعضھم :القرآن كله معجز ،ھذا نحكم به القرآن كله معجز ،لكن فيه ما لو ً ذلك
ً
انفرد لكان معجزا بذاته لو انفردت سورة البقرة من ضمن القرآن لكانت معجزة بذاتھا ال شك في ذلك وحتى أقل سورة التي ً
ھي سورة الكوثر نقول معجزة بذاتھا .
ومنه ما إعجازه ما النضمامه إلى غيره كاآلية المفردة ھذه معجزة لكن ال من حيث ھي ألن العربي ال يعجز أن يقول :
ٍ
حينئذ نقول قبل نزول القرآن ال عبس ھذا ال يتصور ، نظر .أو ُ َّ
ثم َ َ َ ثم نظر .ھل قبل نزول القرآن لم يتلفظ أحد بقوله َّ ُ :
ثم َ َ َ
فحينئذ نقول :ھذه اآلية من حيث كونھا مفردة لم يحصل التحدي بھا ألن ٍ نظر ، ُدھام أو يقول ماذا ؟ ُ َّ
ثم َ َ َ قائل م ْ َ
ٌ يمتنع أن يقول
في إمكانھم أن يأتوا بالمفردة لكن في موضعھا بانضمامھا إلى ما قبلھا وما بعدھا يعجز البشر عن أن يأتوا بمثل ھذه اآلية
باعتبار ما قبلھا وما بعدھا لذلك قال بعضھم :القرآن كله معجز -وھذا أحسن ما يقال في ھذا الموضع -لكن فيه ما لو انفرد
معجزا بذاته ،ومنه ما إعجازه مع االنضمام فإن القرآن يتفاوت إعجازه ويتفاضل ثوابه كما أن الثواب سيأتي متفاوت ً لكان
كذلك اإلعجاز يتفاوت .
ً ٍ
بسورة ومثلھا فيه قدرھا من غيرھا ،ألنه ال يقال مثال ال حصلْ ( يعني حصل ومنه ْ ُ
اإلعجاز ِ ُ َ ٍ
بسورة َ َ اإلعجاز ِ ْ ُ
ومنه ْ ُ ) ِْ ُ
يحصل اإلعجاز بآية لو انفكت آية الدين ھل يحصل اإلعجاز باآلية ،نعم يحصل اإلعجاز ألنھا بقدر سورة الكوثر بل أكثر
ٌ
إعجاز بھا وما أدنى من ذلك سيأتي الكالم الذي ذكرناه فكل آية موازية في الكلمات واألسطر لسورة الكوثر فأكثر يحصل
ً
سابقا .
ًإذا اقتصر على السورة لماذا ؟
حصلْ ( أي حصل ومنه ْ ُ
اإلعجاز ِ ُ َ ٍ
بسورة َ َ ً
مناسبة لما قبلھا وما بعدھا ) ِ ْ ُ آية مفردة بل اآلية تستلزم ألنه لم يكن في القرآن ٌ
ٍ
بسورة واحدة .
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
َّ نقف على ھذا
43
الشريط الرابع
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد .
ال زال الحديث في مقدمة التي عنون لھا المصنف رحمه تعالى بذكر بعض ما اختص به علم التفسير
فيه ُ ْ ِ َ ْ
معلمة ببعض ما ُ ِّ َ
خصص ِ َِ ْ ِ ) من ُ َ ِّ َ ْ
مقدمة َْ َ
وقبلھا ال ُبَّد ِ ْ
)
ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( . محمد ،قال ُ ْ ِ ) : ٍ وبين أول ما ذكر في المقدمة وھو تعريف القرآن وھو ما نزل على
الحد الذي يكون عند المناطقة ولذلك بعضھم يذكر بعض الفصول ّ الحد ھو من باب التقريب وليس ّ وذكرنا أن ھذا
وبعضھم يحذفھا على حسب ما يقع في نفسه من تميز القرآن على غيره ببعض الفصول دون بعض .
محمد ،وبينا محترزات ٍ وھنا ذكر ما أجيز ثم ذكر الفصل األول الذي ھو أول اإلنزال ،والفصل الثاني وھو على
ھذين الفصلين .
فصل ومعه تسمية ألن قوله ) : ٌ حصلْ ( .ھذا ومنه ْ ُ
االعجاز ِ ُ َ ٍ
بسورة َ َ االعجاز ( .ھذا ھو الفصل الثاني ) ِ ْ ُ ومنه ْ ُ قال ُ ْ ِ ) :
حصل ( أي :حصل اإلعجاز بسورة ،وھذا بسورة ( ھذا جار مجرور متعلق بقوله ْ َ َ ) : حصلْ ( ٍ َ ُ ِ ) . اإلعجاز ِ ُ َ ٍ
بسورة َ َ ومنه ْ ُ ِْ ُ
متوھم
ٌ اإلعجاز ( يعني المعجز بلفظه وسيأتي إعرابه المعجز بلفظه قد يتوھم ومنه ْ ُ من باب التسمية لماذا ؟ ألنه لو قال ُ ْ ِ ) :
بسورة ال بأقل منھا كما سيأتيٍ حينئذ يحصل اإلعجاز ٍ حصلْ ( . ودفعا لھذا الوھم قال ٍ َ ُ ِ ) :
بسورة َ َ ً أنه ال إعجاز إال بكل القرآن
ومنه ( منه جار مجرور متعلق توجيھا في اإلعراب أن منه الواو بالطبع واو الحال ُ ْ ِ ) ، ً ومنه ْ ُ
اإلعجاز ( .ذكرنا فقوله ُ ْ ِ ) :
ٌ
وجه ،والوجه واإلعجاز ( .ھذا مبتدأ مؤخر وجملته حصل بسورة في محل نص الحال من المبتدأ ھذا ْ ُ خبر مقدم ) بمحذوف ٌ
منه ( .منه األصل أنه بسورة ھذا الجملة الخبر يبقى اإلشكال بقوله ُ ْ ِ ) : ٍ األحسن منه أن يعرب اإلعجاز مبتدأ ،وحصل
متعلق بمحذوف صفةٌ جار مجرور في األصل جار مجرور بسورة منه ،فمنه ٌ ٍ متأخر وھو مقدم عن تأخير واإلعجاز حصل
لسورة ألن الظروف كذلك الجار والمجرور بعد النكرة تعرب صفات ،والمشھور أن الصفة صفة النكرة إذا تقدمت عليھا
ومنه ( .ومنه جار مجرور متعلق بمحذوف حال وصاحب الحال ھو السورة وھذا ال ،عليه يكون قوله ُ ْ ِ ) : أعربت حا ً
اإلعراب أولى وأوجه لماذا ؟
ألننا لو قلنا :ومنه اإلعجاز .مبتدأ وخبر ،منه يُفھم التبعيض بعضه يحصل فيه اإلعجاز إال إذا جعلنا من ھنا البتداء
االبتداء من اللفظ وحصل اإلعجاز مبتدأ بماذا ؟ بلفظ القرآن ، ٌ حينئذ صار ٍ الغاية بمعنى ما يذكره البعض المعجز بلفظه
بسورة ھذه الجملة خبر حصل ٍ وجه حسن لكن األولى أن يعرب اإلعجاز مبتدأ ،ومنه ھذا حال مقدم وحصل ٌ ً
أيضا وھذا
بسورة منه ألنه ال بد من التقديم . ٍ
ٌ
استعمال القرآن جز ھذا يطلق عليه اآلية وھو ْ ً
جز ِإعْ َجازا ،والمُعْ ِ ُ َ َ
اإلعجاز ( .قلنا :اإلعجاز ھذا مصدر أعْ َجز يُعْ ِ ُ ومنه ْ ْ
) ِ ُ
وھو أولى وإن شاع عند كثير من المتأخرين إطالق اإلعجاز على اآلية والعكس ھو الصواب أن يطلق اآلية على اإلعجاز
مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة ،والمراد ٌ خارق للعادةٌ ألنه ما جاء في الكتاب والسنة إال لفظ اآلية والمعجزة عندھم ٌ
أمر
مقرون بالتحدي يأتي صاحبه يتحدى بھذه اآلية ھذا األمر الخارق للعادة مع عدم ٌ ٌ
خارق للعادة بالتحدي طلب المعارضة ٌ
أمر
بلفظ معجز ولما انتفى ذلك لما المعارضة يعني ال يعارضه أحد والمعارضة ھنا ھي ما يكون في مثل ھذا الموضع أن يُؤتى ٍ
أيضا لم يستطيعوا تحداھم أن ً سور مثله ،
ٍ تحداھم الرب جل وعال ليأتوا بمثله فعجزوا ولم يستطيعوا تحداھم أن يأتوا بعشر
أيضا لم يستطيعوا ً .إذا عدم المعارضة لم يتمكنوا من المعارضة لذلك قلنا :الصواب ھو قول من يرى أن عدم بسورة ً ٍ يأتوا
ُ
المعارضة ھنا لذواتھم .يعني قصورھم لذاتھم ال لكونھم قادرين وص ُِرفوا ،ال ،ال نقول بالصرف كما يقول المعتزلة ومن
على شاكلتھم .
ما اختص به علم التفسير
ً
سورة من مثله أن يستطيعوا وليس في طوق الورى من أصله
) )
44
وليس في طوق الورى من أصله .ليس في قدرة وطاقة الورى الخلق من أصله من أصل الخلق نفسھم لذواتھم ولكونھم
فرق بين القولين أن نقول :أنھم ٌ ُرفوا ،وإنما ھو سورة من مثله ً ،إذا ال كونھم قادرين ولكنھم ص ِ ُ ً عاجزين أن يستطيعوا
بسورة ولكنھم حُجبوا وصُرفوا عن ذلك ،لكن الصواب أنھم ٍ يقدرون على أن يأتوا بمثل ھذا القرآن أو بعشر سور أو
ُتحدى به كالم الرب جل وعال وھو صفة للخالق سبحانه ،والكالم عاجزون بأنفسھم لذواتھم والعلة واضحة أن الكالم ْالم َ َ َّ
صفة له وحاش أن تكون صفة المخلوق مساوية لصفة الخالق كما أن الفرق واضح بيِّن بين ٌ الذي يُؤتى من جھة المخلوق
ٌ
الذات ذات المخلوق وذات الخالق ،كذلك صفات الذات تابعة لھا لذلك عند أھل السنة أن الكالم في الصفات فرع الكالم في
الذات كما أن ذاته جل وعال ال تشبھه ذوات ،كذلك صفاته ال تشبھه الصفات ومنه صفة الكالم ً ،إذا ال يمكن أن يقال بأنھم
قادرون ولكنھم صُرفوا ،ھذا قول باطل بما يلزم عليه .
اإلعجاز ( يعني للخلق إعجازه للخلق إلظھار صدق النبي في صحة دعواه ألن اإلعجاز المقصود به إثبات أن ومنه ْ ُ ) ِْ ُ
صدق صلى عليه وآله وسلم .حصل بسورة ھذا مفھومه أو ھذا بيان ألقل ما يحصل به ٍ القرآن حق وأن الرسول ،رسول
اإلعجاز ،اقتصر عليه على السورة دون ما دونه وھو اآلية لماذا ؟ ألنه لم يأت نص صريح -أقول :صريح -في التحدي
ضمنا ً ،إذا اقتصر على السورة لماذا ؟ ً باآلية وإن جاء التحدي باآلية
ألنه لم يكن في القرآن آية صريحة في التحدي باآلية ألنه كما ذكرنا أنه ال يوجد آية مفردة ليس عندنا في القرآن آية
ولما بعدھا فصدق أن أقل ما يحصل به اإلعجاز والتحدي ھو السورة وأقل سورة ھي سورة مفردة بل ھي مستلزمة لما قبلھا ِ َ
الكوثر وآياتھا عددھا ثالث آيات فدل على ماذا ؟
على أنه ال تكون اآلية بمفردھا دعوى التحدي وإنما تكون بثالث آيات فأكثر .
بسورة ( قلنا :ھذا لما قبلھا وما بعدھا ) ِ ُ َ ٍ ًإذا اقتصر على السورة ألنه لم يكن في القرآن آية مفردة بل اآلية تستلزم مناسبة ِ َ
مثله ﴾ ] الطور . [34 :بحديث تحداھم أوالً بأن يأتوا بمثل القرآن ﴿ ُقل بحديث ِّ ْ ِ ِ
فليأتوا ِ َ ِ ٍ يقتضي أنه ال أقل منھا قوله تعالى ُ ْ َ ْ َ ﴿ :
سور ﴾بعشر ُ َ ٍ قل َ ْ ُ ْ
فأتوا ِ َ ْ ِ بمثله ﴾ ] اإلسراء ْ ُ ﴿ ، [88 : القرآن َال َ ْ ُ َ
يأتون ِ ِ ْ ِ ِ ھـذا ْ ُ ْ ِ بمثل َ َ على َأن َ ْ ُ ْ
يأتوا ِ ِ ْ ِ والجن َ َ
اإلنس َ ْ ِ ُّ
اجتمعت ِ ُ َّ ِ ِ
لئن ْ َ َ َ ِ
مثله ﴾ ] البقرة [23 :ھذا واضح ال إشكال ﴿ بسورة ِّمن ِّ ْ ِ ِفأتوا ِ ُ َ ٍمثله ﴾ ] يونس ْ ُ ْ َ ﴿ ، [38 : بسورة ِّ ْ ِ ِفأتوا ِ ُ َ ٍ ] ھود ُ ﴿ ، [13 :قلْ َ ْ ُ ْ
مثله ﴾ ] الطور [34 :قال الزركشي رحمه :ھذه يقتضي اإلعجاز بآية .ألنھا حديث أليس كذلك قلت : بحديث ِّ ْ ِ ِ ََُْْ
فليأتوا ِ َ ِ ٍ
مثله ﴾ ] الطور . [34 :ألنه يشمل بحديث ِّ ْ ِ ِ
ليأتوا ِ َ ِ ٍ ضمنا وھو داخل في قوله َ ﴿ :ف ْ َ ْ ُ ً صريحا وإنما جاء ً لم يرد التحدي باآلية
اآلية ،بل قال بعضھم :إن اإلعجاز يكون بجملة يعني :بعض آية وليس بآية فقط ،وإنما يكون بجملة جملة مركبة من مبتدأ
أيضا يستقيم مع ماذا ؟ مع القول بكونه لم يصرح بالتحدي بآية والسبب في ذلك أنه ال آية وخبر وفعل وفاعلھا أو نائبه وھذا ً
مفردة وكذلك ال جملة مفردة فنقول :لم يرد التصريح بالتحدي باآلية ال لكونھا ليست معجزة ،ال ،بل القرآن كله معجز لكنه
بعضه معجز بذاته فيما لو انفرد عن غيره كسورة البقرة مثالً كاملة أو عشر آيات كاملة أو سورة أكثر من ثالث آيات تقول
ھذه معجزة بذاتھا فيما لو لم تنضم إلى غيرھا ،ومنه ما ھو معجز باالنضمام إلى غيره وھو اآلية والجملة .
معجزا بل نقول :كله معجز .لماذا ؟ ً ًإذا ال يخرج القول بكون اآلية ليست معجزة ال يخرج عن كون القرآن
متحديا لمن اتصف بأعلى درجات الفصاحة حينئذ ال يعجز أن يأتي بكلمة واحدة ،وقد وردت آية واحدة ً ألن القرآن جاء
مدھامتان ﴾ .والغريب أن مدھامتان ﴾ ] الرحمن . [64:قال بعضھم :ال يوجد غيرھا ﴿ ُ ْ َ َّ َ ِ في القرآن بكلمة واحدة وھي ِ َ َّ َ ْ ُ ﴿ :
عصر ﴾ ] العصر ِ ْ َ ْ َ ﴿ ، [1 :
والفجر ﴾ ] والضحى ﴾ ] الضحى . [1 :أنه كلمة واحد ﴿ َ ْ
وال َ ْ ِ السيوطي رحمه مثل بقوله َ ُّ َ ﴿ :
الفجر [1 :أنه كلمة واحدة وھذا مثال صحيح ؟ !
والعصر ﴾ ھذه جملة فعلية ﴿ َ ْ َ ْ ِ
والفجر ﴾ والضحى ﴾ ھذه جملة ﴿ َ ْ َ ْ ِ ليس بصحيح لماذا ؟ ألنھا جملة وليس بكلمة وال كلمتين ﴿ َ ُّ َ
تقول ھذه جملة فعلية لماذا ؟ ألن أصلھا أقسم بالضحى ،أقسم بالفجر ھذا األصل فيھا ونابت الواو مناب فعل القسم لذلك ال
نحويا إال أنه مثل في التحبير بكلمة واحدة وھي ً يجوز الجمع بينھا وبين فعل القسم ً .إذا نقول :عجبنا من السيوطي مع كونھا
نظر ﴾ ] المدثر ثم َ َ َمدھامتان ﴾ .كلمة واحدة في آية قيل :ال يوجد غيرھا أما ﴿ ُ َّ والضحى ﴾ .والصواب أنه يقال ِ َ َّ َ ْ ُ ﴿ : قوله َ ُّ َ ﴿ :
[21 :ھذه جملة ثم حرف عطف على ونظر ھو المركب من فعل فاعل فيكون جملة وال يكون كلمة واحدة .
مثله ﴾ ] البقرة [23 : بسورة ِّمن ِّ ْ ِ ِ
فأتوا ِ ُ َ ٍبسورة ( .يقتضي أنھا أقل ما وقع التحدي به لقوله تعالى ْ ُ ْ َ ﴿ : ًإذا نقول :قوله ٍ َ ُ ِ ) :
بحديث ِّ ْ ِ ِ
مثله ﴾ ] الطور . [34 :يقتضي اإلعجاز بآية وقيل :إن الجملة الواحدة معجزة ﴿ ََُْْ
فليأتوا ِ َ ِ ٍ .لكن قوله تعالى :
والجواب ما ذكرناه أن اآلية مع غيرھا والجملة مع غيرھا .
45
إليه ( ) ِ ْ ُ
ومنه االنضمام َ ْ ِ
مع ِ ْ ِ َ ِ ومنه َما ْ َ ُ
إعجازهُ َ َ معجزا ِ َ ِ ِ
بذاته ُ ْ ِ َ . لكان ُ ْ ِ ً منه َما َْلو ْ َ َ َ
انفرد َ َ َ معجز ْ ِ َ ،
لكن ِ ْ ُ كله ُ ْ ِ ٌ قال بعضھم ُ ْ ُ ْ ) :
القرآن ُ ُّ ُ
مثال ،ومثلھا فيه قدرھا من غيرھا ألنه يقال :سورة ً حصلْ ( .حصل اإلعجاز بسورة كسورة الكوثر بسورة َ َ ْ ُ
اإلعجاز ِ ُ َ ٍ
الديْن وال شك لكن من حيث الديْن أيھما أكثر ؟ آية َّ الكوثر .ھذه ليست في اآليات أو ليست في الكلمات والحروف مثل آية َّ
عدد اآليات سورة الكوثر أكثر لكن من حيث الكلمات نقول :آية الدين .ھل يحصل اإلعجاز بآية الدين ؟ نعم كيف نقول بآية
ال يحصل ؟ باعتبار ما تضمنه من كلمات ًإذا بسورة حصل ومثلھا مثل السورة فيه يعني في اإلعجاز به قدرھا من غيرھا
الربا ﴾ ] الذين َ ْ ُ ُ َ
يأكلون ِّ َ معجزا كآية الربا ﴿ َّ ِ َ
ً أيضا يكون فحينئذ ننظر في سورة الكوثر عدد كلماتھا وأسطرھا ومثله من غيرھا ً ٍ
ً
البقرة ... [275 :إلى آخره نقول :ھذه معجزة ألن في عدد الكلمات أكثر من سورة الكوثر إذا مثل سورة الكوثر في قدرھا
معجز سواء كان آية مستقلة أو بعض آية وعليه نقول :ما كان ٌ مثال وعد الجمل نقول :مثلھا في غيرھا ً في كلماتھا واألصل
آية لو انفرد وليس بمعجز ھذا ما أمكن أن يؤتى بمثله فيما إذا كان كلمة أو كلمتين أو جملة فعلية أو جملية اسمية يعني :من
طويال كآية الدين ونحوھا نقول :ھذا ال يمكن أن يُؤتى بمثله وال نقول ھنا ً قصار السور .وأمكن أن يُؤتى بمثله وأما ما كان
ندعي أنھا معجزة معجزا الستلزامھا ما قبلھا وما بعدھا ًإذا مثل مسألة اآلية أو اإلعجاز والتحدي باآلية نقول :ليس كل آية َ َّ ِ ً
في ذاتھا بل ما كان يُتصور في العقل أن يأتي العربي الفصيح بمثله فيما لو انفرد .نقول :ھذا ليس بمعجز بذاته بانضمامه
ً
أوال إلى غيره وما لم يكن كذلك فال .نقول :ال ،ھو معجز بذاته ًإذا تصريح أھل العلم بكون اآلية لم يرد التحدي به نقول :
معجزة بذاتھا نقول : ً مثله ﴾ ] الطور [34 :وكون اآلية ليست بحديث ِّ ْ ِ ِ
فليأتوا ِ َ ِ ٍ ضمنا فقد ورد ﴿ َ ْ َ ْ ُ ً صريحا أماً لم يرد التحدي به
فيما -ال بد من تقيده -فيما لو أمكن أو تصور العقل أن يأتي العربي الفصيح القح بمثله وما عدا ذلك فال نقول :اآلية معجزة
سواء انضمت إلى غيرھا أو انفردت عن غيرھا .فالمسألة فيھا تفصيل .
اإلعجازُ ُ ْ ِ
لما ذكر السورة وھو كونه يحصل اإلعجاز بھا شرع في بيان حقيقة السورة ما ھي السورة ؟ إذا قيل ) :ومنه ْ َ َّ
والسورةُ ( .
ُّ َ حصلْ ( حصل بسورة من القرآن ما ھي ھذه السورة متى نحكم على بعض اآليات بكونه سورة قال ) : ِ ُ َ ٍ
بسورة َ َ
مستعمال ًإذا يقال :السورة .ويقال :السؤرة .تھمز وال تھمز اختلف في ً بدون ھمز وقد تھمز ويقال :السؤرة .وإن لم يكن
اشتقاقھا فقيل :مشتقة من سور البلد الرتفاعه .وسميت السورة سورة مع كونھا مشتقة من سور البلد لشرفھا وارتفاعھا وقيل
:السورة المنزلة الرفيعة .أصلھا المنزلة الرفيعة كما قال النابغة :
ما اختص به علم التفسير
يتذب َْذبُ
ل◌َھا َ َ َ كل َ ْ ٍ
ملك حو َ َ ترى ُ َّ
َ َ َأعْ َ َ
طاك س َ ً
ُورة تر َ َّ
أن َّ َ ََ ْ
ألم َ َ
) )
47
ضل أم داخل في الحد ؟ ما الذي ينبني على القول داخل في الحد أم زيادة ف ٍ ٌ سمة ( .ھل ھذا ألقلھا ِ َ ْ ثالث آيٍ َ َ ِّ ثم قال ُ َ ) :
داخل في الحد ؟ ٌ بأنه
سمة ( داخال في الحد ما كان أكثر من ثالث ليس ً ْ آي ألقلھا ِ َ ِّ َ َ ُ َ
بسورة قد يتوھم متوھم ھذا لكن نقول ٍ لو قيل بأن ألقل ) ثالث ٍ
:ال ،ليس داخالً في الحد وإنما ھذا من زيادة الفضل يعني :أراد أن يبين لك أقل ما يسمى سورة أو أقل ما وقع في الواقع
ألقلھا ثالث آيٍ َ َ ِّبكونه سورة ألنه ينبني عليه ماذا ؟ ينبني عليه معرفة أقل عدد آليٍ لسورة حصل اإلعجاز به فإذا قال ُ َ ) :
ثالثسمة ( .أقل سورة ھي ثالث آيات ًإذا أقل سورة حصل اإلعجاز بھا ھي سورة الكوثر .ال يوجد غيرھا ثالث آيات ) َ ُ ِ َْ
ثالث ( ھذا مبتدأ و سمة ( يعني :عالمة ُ َ ) . ألقلھا ( أقل السورة ) ِ َ ْ ثالث آيٍ َ َ ِّ ) َ ُ سمة ( سمة بمعنى :عالمة . ألقلھا ِ َ ْآيٍ َ َ ِّ
ثالث آيٍ ( عالمة ألقلھا أي :أقل ما يصدق عليه أنه سورة ً ،إذا لماذا بين أقل ما يصدق عليه أنه سمة ( خبر تقدير ) َ ُ ) ِ َْ
حصل ( .ليبين لك أن أقل ما يصدق عليه أنه سورة ھو :سورة الكوثر .وھي :أقل بسورة َ َ ْ اإلعجاز ِ ُ َ ٍ ومنه ْ ُ سورة لقوله ُ ْ ِ ) :
ما يحصل اإلعجاز بھا .وھذا متى ؟
إذا لم تجعل البسملة آية من السورة ،وأما على قول الشافعي رحمه وغيره بأن البسملة آية داخلة في مسمى سورة
داخلة في مسمى سورة سواء قلنا :ھي آية من ً فحينئذ أقل ما يكون سورة ھو :أربع آيات .وأما إذا قيل :بأن البسملة ليست ٍ
القرآن أو ليست بآية من القرآن نقول :أقل ما يصدق عليه أنه ثالث .أقل ما يصدق عليه أنه سورة ثالث آيات .وإذا قيل
حينئذ يكون أقل ما يصدق عليه سورة أربع آيات والصواب أن اآلية من ٍ آية منھا بدخول البسملة في مسمى السورة وأنھا ٌ
القرآن أو ال ؟
ً ً
ھي من القرآن ،ھذا ال شك لكن بعضھم نفى أن تكون آية أصال نفى أن تكون من القرآن وذلك في أربعة أقوال :
ً
أصال . آية من القرآن بعضھم نفى أن تكون ً
وبعضھم أثبت أنھا آية من القرآن من الفاتحة ومن كل سورة .
آية من الفاتحة دون بقية السور . وبعضھم أثبت أنھا ٌ
آية من سورة الفاتحة آية في القرآن مستقلة ويفتح بھا كل سور وليست ً آية مستقلة ھي ٌ -والصواب -القول الرابع :أنھا ٌ
حينئذ ال تعد من ضمن السور فال يقال سورة الفاتحة أولھا بسم الرحمن الرحيم بل أولھا ﴿ ْ َ ْ ُ
الحمد ٍ وال من غيرھا ،وعليه
العالمين ﴾ ولذلك الذي يدل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة حديث » قسمت الصالة بيني وبين عبد قسمين « ، رب ْ َ َ ِ َ ِّ َ S ِّ
العالمين ﴾ « .لو كانت البسملة رب ْ َ َ ِ َ
ِّ َ S الحمد ّ ِ
» قسمت الصالة « الصالة ھنا مراد بھا الفاتحة قال » :فإذا قال عبدي ﴿ ْ َ ْ ُ
أول آية لقال لو قال عبدي أو إذا عبدي قال :بسم الرحمن الرحيم لكن لما افتتح الفاتحة بالحمد علمنا أن البسملة ليست آية
من الفاتحة وال من غيرھا ھي قرآن ال شك فيه وليست بآية من كل سورة .
ثالث آيٍ ( أراد أن يميز لك ھذه اآلية ما المفصولة ( لما ذكر اآلية في قوله ُ َ ) : الطائفة َ ْ ُ َ ْ ُ ُ
واآلية سمة ، ألقلھا ِ َ ْ آي َ َ ِّ ) َ ُ
ثالث ٍ
ُ
واآلية حينئذ احتجنا إلى بيان معنى اآلية فقال ) : ٍ ثالث آيٍ ( كيف تعد اآلية حدودھا متى تطلق اللفظ آية على مسماه قال ُ َ ) :
كقائلة حذفت الھمزة ٍ أائئةَ
كقائلة ِ َ ٌ
ألفا على غير قياس ،وقيل أصلھا َ ِ َ كتمْرة قلبت عينھا ً أئية َ َ المفصولة ( آية أصلھا َ ْ َ الطائفة َ ْ ُ َ ْ
ُ
واآلية ( عرفنا اشتقاقھا معناھا في اللغة العالمة يعني تطلق اآلية عن العالمة وتطلق على المعجزة وتطلق على ُ تخفيفا ) ، ً
العبرة وتطلق على األمر العجيب وتطلق على البرھان إلى غير ذلك .
بفصل وھو آخر اآلية لذلك في األصل في ٍ ُميزةالمفصولة ( أي :م َ َّالطائفة ( أي الجملة أو القطعة من القرآن ) ْ َ ْ ُ َ ْ ُ ُ
واآلية )
عرفا طائفة من كلمات القرآن متميزةٌ بفصل ،والفصل المراد به آخر اآلية ً ،إذا ذات مقاطع فھو ما ً النقاية ( قال :وحدھا ) ُّ
بفصل وھو آخر اآلية ويسمى فاصلة يعني خاتمة اآلية ٍ المفصولة ( يعني مميزة الطائفة َ ْ ُ َ ْ ُ ُ
واآلية يسمى بالمقطع أو الفاصلة )
ذرواً ﴾ ] الذاريات . [1 :العالمة رقم واحد ھذه فاصلة نقول ھذا اسمه فاصلة ،ھل ھو والذاريات َ ْ
يسمى فاصلة تقول ماذا ﴿ َ َّ ِ َ ِ
توقيفي أم اجتھادي ؟
ُلم من وقف النبي على رأس اآلية ولذلك كانت قراءة النبي أنه يقف على نقول :األصل أنه توقيفي ،ھذا فيه ع ِ َ
حينئذ ال بأس من االجتھاد والقياس لماذا ؟ ٍ رؤوس اآلية ،فإن لم يعلم
نقصان في القرآن ؟ ٌ ألنه إذا قيس في مثل ھذا ما لم يعلم على ما علم ھل يحصل منه الزيادة أو
لم يحصل به ال زيادة وال نقصان ،وعليه ال محذور في دخول االجتھاد في الفواصل لكن األصل أنه توقيفي وھذا ھو
فحينئذ نقول ماذا نقول ال بأس من االجتھاد ،ولذلك ترون أن ٍ الغالب واألسھل فإذا لم يعلم من النبي وقف على ھذه اآلية
ربكوجه َ ِّ َ فان ﴾ ] الرحمن [26 :ھنا يفصل ﴿ َ َ ْ َ
ويبقى َ ْ ُ عليھا َ ٍ
من َ َ ْ َ متعلق بما قبلھا ﴿ ُكل ُّ َ ْ ٌ بعض اآليات تقف رؤوسھا ثم ما بعدھا
متعلق بما ٌ واآلخرة ﴾ ] البقرة [220 :ھذا الدنيا َ ِ َ ِ تتفكرون ﴾ ] البقرة [ 219 :ورأس آية ﴿ ِفي ُّ ْ َ لعلكم َ َ َ َّ ُ َ ﴾ ] الرحمن ْ ُ َّ َ َ ﴿ ، [27 :
48
اجتھادا لقيل لعلكم تتفكرون في الدنيا واآلخرة سنقف ھنا لكن وقع ماذا ﴿ َ َ َ َّ ُ َ
تتفكرون ﴾ ] ً قبله لماذا نقول ھذا لماذا نجوز لو كان
ربك ﴾ ] الرحمن [27 ، 26 :نقول ھاتان اآليتان فصل وجه َ ِّ َ ويبقى َ ْ ُ َ فان * َ َ ْ َ
عليھا ٍ من َ َ ْ َ البقرة [ 219 :فجاء رأس اآلية ﴿ ُكل ُّ َ ْ
وجه َ ِّ َ
ربك ﴾ ] ويبقى َ ْ ُ فان * َ َ ْ َ عليھا َ ٍ من َ َ ْ َ اجتھادا ال جمع ما بعدھا مع ما قبلھا ﴿ ُكل ُّ َ ْ ً بينھما بفاصل وھي توقيفية وإال لو كان
الرحمن [27 ، 26 :ألنه بالنظر العقلي ھكذا المجرد مع القصور يكون األولى الوصل أليس كذلك عقولنا قاصرة ال شك
فحينئذ نقول أولى الوصل لماذا يفصل بينھما نقول :ألن المسألة ھنا توقيفية ً ،إذا الفواصل ھذه األصل واألغلب أنھا توقيفية ٍ
وال بأس بدخول االجتھاد في بعض ووقوع االجتھاد ال يلزم منه تغير في القرآن ال ينبني عليه ال نقص وال زيادة ألن القراءة
المفصولة ( مفعولة من وقف محرم ألنه ال يختل المعنى في نفس األمر ً ،إذا قوله ْ َ ُ ْ َ ) : ٌ كما ھي لذلك يقال ليس في القرآن
حال من الطائفة ) الطائفةُ ٌ كلمات ( ھذا جار مجرور متعلق بمحذوف من َ ِ َ ٍ منه ( ) ِ ْ كلمات ِ ْ ُ
من َ ِ َ ٍ الفصل يعني المميزة ) ِ ْ
فحينئذ يكون أقلٍ كلمات ( أقل الكلمات ثالث من َ ِ َ ٍ منه ( أي :من القرآن ) ِ ْ كلمات ِ ْ ُ
من َ ِ َ ٍ المفصولة ( حالة كون تلك الطائفة ) ِ ْ َْ ُ َْ
كلمات ( معتبر ألن مفھومه أنه ال تكون اآلية كلمتين وال من َ ِ َ ٍ الطائفة المفصولة اآلية ثالث ھل ھذا مفھوم معتبر ،ھل قوله ) ِ ْ
كلمة واحدة نقول :ھذا المفھوم ال اعتبار له لقلة اآليات المؤلفة من كلمة أو كلمتين ھذا قليل ولذلك نص بعضھم أن ال يوجد
﴿ والفجر ﴾ ، والضحى ﴾ ِ ْ َ ْ َ ﴿ ، مدھامتان ﴾ ] الرحمن [64 :أليس كذلك ؟ وإن ذكر السيوطي ﴿ َ ُّ َ آية كلمة واحدة إال ﴿ ُ ْ َ َّ َ ِ
كلمات ( ًإذا قد تكون كلمة وقد تكون ماذا كلمتين ) ََِ ٍ والعصر ﴾ ،إلى آخره نقول :ھذا ليس بجيد ألنه جمل وليس بكلمة . َ َْ ْ ِ
منه ( أي :من القرآن ً .إذا علمنا حد السورة وعلمنا حد اآلية يبقى السؤال ھل ترتيب اآليات توقيفي أم اجتھادي ما المراد ) ِْ ُ
الدين ﴾ ] الفاتحة [4 ، 2 :ھل يصح أن نقول مالك يوم ِّ ِ مالك َ ْ ِ الرحيم * َ ِ ِ الرحمـن َّ ِ ِ العالمين * َّ ْ ِ رب ْ َ َ ِ َ الحمد ِّّ َ ِS
بترتيب اآليات ﴿ ْ َ ْ ُ
يوم الدين ،الحمد رب العالمين ،اھدنا الصراط المستقيم ،ال يجوز بالنص واإلجماع ترتيب اآليات توقيفي ال يجوز أن
يقدم اآلية التالية على سابقتھا وال أن تؤخر تالية على تاليھا وإال ال يجب أن تذكر اآليات على وقت المصحف العثماني الذي
أجمع عليه الصحابة ً ،إذا ترتيب اآليات توقيفي باإلجماع ولذلك قال السيوطي رحمه تعالى :اإلجماع والنصوص
المترادفة على أن ترتيب اآليات توقيفي ال شبھة في ذلك ،ولذلك جاء في صحيح البخاري عن ابن الزبير قال :قلت لعثمان
سابقا والمنسوخ ً أزواجا ً ﴾ قد نسختھا اآلية األخرى وھذا على العكس الناسخ األصل أنه يكون ويذرون َ ْ َ
منكم َ َ َ ُ َ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
يتوفون ِ ُ ْ ﴿ َ َّ ِ َ
الحول ﴾ ] البقرة متاعاً َِإلى ْ َ ْ ِ وصية ِّ َ ْ َ ِ ِ
ألزواجھم َّ َ أزواجا ً َ ِ َّ ً ويذرون َ ْ َ
منكم َ َ َ ُ َ يتوفون ِ ُ ْ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
تابعا ،وھنا ما الذي حصل ؟ ﴿ َ َّ ِ َ أن يكون ً
وعشراً ﴾ ] البقرة : أشھر َ َ ْ َ
أربعة ْ ُ ٍ َ
بأنفسھن ْ َ َ َ َ
يتربصن ِ ُ ِ ِ َّ
أزواجا ً َ َ َ َّ ْ َ َ
ويذرون ْ َ منكم َ َ َ ُ َ يتوفون ِ ُ ْ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
[240 :ھذه سابقة أم متأخرة َ ِ َّ َ ﴿ ...
[234أيھما أسبق في القرآن ؟ أيھما األول ...والوصية الثانية صحيح
أزواجا ً ﴾ قد نسختھا اآلية األخرى فلم تكتبھا ؟ -ألنھا ويذرون َ ْ َ منكم َ َ َ ُ َ يتوفون ِ ُ ْ والذين ُ َ َ َّ ْ َ ھنا قال ابن الزبير :قلت لعثمان ﴿ َ َّ ِ َ
الحول ﴾ ] البقرة [240 :ھذه منسوخة وقلنا : متاعا ً َِإلى ْ َ ْ ِ ألزواجھم َّ َ وصية ِّ َ ْ َ ِ ِأزواجا ً َ ِ َّ ً رون َ ْ َ ويذ ُ َ منكم َ َ َ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
يتوفون ِ ُ ْ منسوخة َ ِ َّ َ ﴿ -
النسخ ھذا سبق أنه مثال للبعض ال للكل األكثر في النسخ أن يكون لكل الحكم وھنا للبعض لماذا ؟
حينئذ صار ٍ ً
وعشرا شھرا فصارت أربعة أشھر ً ألنه نسخ بعض الحول وليس كل الحول ألن كان السنة اثني عشر
المنسوخ بعض الحكم وليس كل الحكم وھذا يجعل مثال النسخ أو الرفع لبعض الحكم ال لكله ،وقد يشتبه بالتخصيص وذكرنا
شيئا من مكانه .دل على ماذا ؟ على أن عثمان رضي تعالى عنه الفرق في القواعد فلم تكتبھا ؟ قال :يا ابن أخي ال أغير ً
إنما جعل في المصحف الذي سماه أو أطلق عليه :مصحف اإلمام .أنه ما اتفق عليه فعل النبي من ترتيب اآليات فقال :
ًّ
توقيفيا . فحينئذ يكون ماذا ؟ يكون ٍ شيئا من مكانه . يا ابن أخي ال أغير ً
وأما ترتيب السور بعضھا تلو بعض فھذا مما وقع فيه نزاع فقيل :توقيفي .وقيل :اجتھادي من الصحابة رضي
تعالى عنھم .وقيل قول ثالث يجمع بين القولين :بعضه توقيفي ،وبعضه اجتھادي .
واألصح أن يقال :إنه توقيفي .أن ترتيب السور على الموجود اآلن في مصحف عثمان رضي تعالى عنه أنه توقيفي
الدليل ماذا ؟
أن الرسول قرأ بعض السور مرتبة في صالته ،وروي أنه كان يجمع المفصل في ركعة وھذا يدل على ماذا ؟
على أنه رتبه على ما ھو عليه ،وروى البخاري عن ابن مسعود رضي تعالى عنه أنه قال في بني إسرائيل والكھف
ومريم وطه واألنبياء » :إنھن من العتاق األول « .رتبھا اإلسراء ،الكھف ،مريم ،طه ،األنبياء وھذه ھي الموجودة
اآلن أليس كذلك فدل على أنھا توقيفي ولذلك جاء في األحاديث أن النبي إذا نزلت آية قال » :اجعلوھا « .أو » ضعوا
موضع ويراعى لھا سورة معينة ،ثم لو وقع نزاع في ٌ ھذه في سورة كذا في موضع كذا « .فدل على أن كل آية يُراعى لھا
بعض مصاحف الصحابة رضي تعالى عنھم ألنھم يقولون يعني :ممن يحتج بكون المسألة اجتھادية اختالف المصاحف
49
مصحف ُأبي ،ومصحف ابن مسعود ،ومصحف علي رضي تعالى عنه نقول :ھذا سابق قبل اإلجماع على مصحف
عثمان رضي تعالى عنه ،وأما بعد ما وضع المصحف ورتبه عثمان على ما ھو معلوم ومتقرر من ترتيب النبي نقول
كل رجع إلى مصحف عثمان .كلھم رجعوا ورتبوا مصاحفھم على مصحف عثمان رضي تعالى عنه . ٍّ :
ما اختص به علم التفسير
ِ َْ
سمة َ َ ِّ
ألقلھا آيٍ َ ُ
ثالث الطائفة ُ َ ْ َ َ ْ
المترجمة َُِ والسورةُ
ُّ َ
) )
عدد السور في المصحف مصحف عثمان كم ؟ مائة وأربعة عشر سورة باإلجماع ؟
قيل :بإجماع من يعتدد به .وھذا صحيح بإجماع من يعتدد به وقيل :مائة وثالثة عشرة .وروي عن مجاھد بجعل
األنفال والتوبة سورة واحدة وما قيل بأنھا مائة وأحد عشر بإسقاط الفاتحة والمعوذتين على مصحف ابن مسعود رضي
ً
سورا وإنما لم يذكر الفاتحة في مصحفه لكونھا مما اشتھر أمر معلوم الكل تعالى عنه نقول :ھذا ابن مسعود ال يُنكر كونھا
ٍ
حينئذ لم يذكرھا في مصحفه ليس المراد بأنه أسقطھا وكذلك المعوذات ھذه فيھا شبه أنه رقية ً
وكبيرا ً
صغيرا يحفظ الفاتحة
وإال رجع لكونھا من القرآن .
ما اختص به علم التفسير
ِْ ُ
منه......... ََِ ٍ
كلمات ِ ْ
من َْ ُ َْ
المفصولة ُ
الطائفة ُ
واآلية
) )
كلمات ِ ْ ُ
منه ( أي :من القرآن . من َ ِ َ ٍأي :من القرآن ) ِ ْ
ما اختص به علم التفسير
والمفضولةْ
َْ ُ َ .............. ) ...............................
)
أتت َ
منه َ ِ
به ِ ْ ُ ْ َّ
والفاضل ُ الذ ِ
ِ تبت « ) به َكـ » َ َّ ِ منه على َ ِ
القول ِ ُ ِْ ُ
)
ٌ
معجز انتقل إلى مسألة إذا قيل :القرآن ھو كالم الرب جل وعال فھو صفة الخالق سبحانه وتعالى صفات المتكلم وكله
بلفظه ھذا تقرر أو ال ؟
يرد السؤال ھل يقع بينه يعني :بين الكالم نفسه ھل يقع بينه وفيه تفاضل أم ال اإلعجاز ( ومتعبد بتالوته ُ ِ َ ، ومنه ْ ُ تقرر ) ِ ْ ُ
؟
ھل بعضه أفضل من بعض أو ال ؟
به ( .إشارة إلى أن بعضھم ال َ
القول ِ ِ
ِ ول َ ِ
به ( قوله ) :على َ
منه على الق ِ ْ َ ُ َ
والمفضولة ِ ْ ُ ْ ھذه المسألة فيھا خالف ھنا قال ) :
يقول به وھو القول اآلخر وھو منسوب إلى أبي الحسن األشعري والباقالني وابن حبان أنھم منعوا التفضيل ال يقال :ھذه
مطلقا لماذا ؟ً السورة أفضل من ھذه ،وال ھذه اآلية أفضل من ھذه .
ْ ً
ُفضل عليه .لو قيل :سورة كذا أفضل من سورة كذا .إذا الم َ َّ
ُفضل عليه تنقص ْالم َ َّ قالوا :ألن الجميع كالم ولئال يوھم َ َ ُ
ً
يتوھم للمتوھم أنھا أدنى من تلك فقد يتبادر النقص إليھا فقالوا :إذا نمنع التفضيل بين القرآن ونقول :كله على مرتبة واحدة
وكله على درجة واحدة .
والمفضولة ( .ھذا القول الثاني وھو إثبات كون القرآن فيه فاضل ومفضول ألنه عبر بالمفضولة ،المفضول ْ َْ ُ َ ھنا قال ) :
ٌ
ومفضولة والسورة اسم مفعول أليس كذلك مأخوذ من الفضل مفضول واسم الفاعل منه :فاضلة .فاضل وفاضلة ومفضول
والمفضولة ( .دل على ماذا ؟ َْ ُ َْ مفضولة وفاضلة ھنا قال ) :
به ( بوجوده ) َكـ » منه ( يعني :من القرآن ) .على َ ِ
القول ِ ِ َْ ُ َْ
والمفضولة ِ ْ ُ على اختيار أن في القرآن فيه مفضول وفاضل )
وتب ﴾ ] المسد . [1 : يدا َِأبي َ َ ٍ
لھب َ َ َّ تبت « ( يعني :كسورة تبت ﴿ َ َّ ْ
تبت َ َ َ َّ ِ
50
الذ ( ھذه لغة في الذي ،الذ بحذف الياء لغة في الذي .وأبى اللذ أوبي قال ابن مالك ) :وجعل اللذ كاعتقد ( والفاضل ُ َّ ْ ِ )
فيه ( يعني :في ْ َّ
والفاضل ُ الذ ِ
ِ حينئذ نقول :ھذه لغة في الذي واللذ بحذف الياء ) ٍ يعني :وجعل الذي تعتقد .وأبى الذي أوبي
ت ( أي تلك اآلية أو السورة مراده أن المفضول ھو كالمه تعالى في حق غيره ، منه ( من جل وعال ) ََأت ِ عز وجل ) ِ ْ ُ
والفاضل ھو كالم في جل وعال كيف ھذا ؟
يداتبت َ َ َ
متعلقا بذاته وأسمائه وصفاته نقول :ھذا أشرف من جھة المعنى مما تعلق بأبي لھب أليس كذلك ؟ ﴿ َّ ْ ً يعني ما كان
القيوم ﴾ ] البقرة [255 :متعلق الحديث َ
الحي ْ ُّ ُ
ھو ْ َ ُّ ّ
وتب ﴾ ] المسد [1 :متعلق الحديث عن أبي لھب ﴿ ُ الَ ِ َ َ
إلـه ِإالَّ ُ َ لھب َ َ َّ َِأبي َ َ ٍ
عن ذات الرب جل وعال بأسمائه وصفاته أيھما أفضل من حيث المعنى ؟
آية الكرسي فنقول :ھذه أفضل من حيث ما تضمنته من المعاني العجيبة المتعلقة بذات الرب سبحانه وبأسمائه وصفاته ،
ٍ
حينئذ وتلك وإن كانت كالم عز وجل ومتعبد بتالوتھا وحصل اإلعجاز بھا إال أنھا من حيث المعنى ليست كتلك فالمقارنة
وتب ﴾ كالم خارجي عن كالم الرب جل وعال حتى يدا َِأبي َ َ ٍ
لھب َ َ َّ ھنا مقارنة نسبية وليست مطلقة يعني ال نقارن أن ﴿ َ َّ ْ
تبت َ َ
تبت ﴾ نقول :ھذه مفضولة بالنسبة إلى ماذا ؟ بالنسبة إلى آية فحينئذ ﴿ َ َّ ْ
ٍ يُتوھم النقص وإنما نقارن بعض كالمه ببعضه اآلخر
مثال ،وأما كالمه سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته فال شك أنه أعلى المقامات وما دونه وھو كالمه جل وعال في ً الكرسي
غيره ھذا ال يُوھم النقص من حيث نسبته إلى األول .
أتت ( أي َ
منه ( أي من سبحانه ) َ ِ فيه ( يعني :في عز وجل ) ِ ْ ُ الذ ( الذي ) ِ والفاضل ُ ( أي كالم في ) َّ ْ ِ ًإذا )
أتت ( .والفاضل الذي أتت فيه منه جار ومجرور متعلق بقوله تلك اآلية أو السورة فيه ومنه ھذان ظرفان متعلقان بقوله ِ َ َ ) :
أتت ( .وأتت ھذه صلة الموصول . ِ ََ ) :
ًإذا نقول :اختلف أھل العلم في ماذا ؟ في ھل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ نقول :على قولين :
األول :الذين منعوا ،وھذا منسوب إلى :أبي الحسن األشعري ،والباقالني وغيره ونسب لإلمام مالك رحمه تعالى
وضحاھا ﴾ ] الشمس [1 :كل يوم في ﴿ لذلك كره أن تردد اآليات دون غيرھا في الصالة ال تمسك آية واحدة ﴿ َ َّ ْ ِ
والشمس َ ُ َ َ
وضحاھا ﴾ لماذا ؟ ألنه يُوھم أن ھذه أفضل من غيرھا ألن اإلنسان ال تخصيص لمكان أو زمان أو مقروء إال وثم والشمس َ ُ َ َ َ َّ ْ ِ
حينئذ يوھم أن ھذه اآليات لھا مزية عن غيرھا وھذا قد يتبادر إلى ٍ فحينئذ لو خصص بعض اآليات دون بعض ٍ اعتقاد فيه ،
الذھن خاصة عند العوام قد يتبادر إلى الذھن ماذا ؟ أنھا أفضل وأن غيرھا ليس بأفضل يتوھم ماذا ؟ يتوھم النقص ،لذلك ً
ُوي معناه عن مالك قال يحيى بن أبي يحيى :تفضيل قال بعضھم :ال فضل لبعض على بعض .ألن الكل كالم سبحانه ر ِ َ
بعض القرآن على بعض خطأ .ال يجوز أن يقال :بعض القرآن أفضل من بعض لماذا ؟ قال :ألن األفضل يُشعر بنقص
واحدة ال نقص فيه .وقال قوم بالتفضيل لظواھر األحاديث ثم اختلفوا فقيل :الفضل راجع إلى ً ً
حقيقة المفضول وكالم
عظم األجر والثواب يعني المرتب على قراءة اآليات ومضاعفة الثواب ،وقيل :بل يرجع لذات اللفظ وھذا أصح مع عدم
مخالفة األول يعني :التفضيل راجع لذات اللفظ لما يتضمنه من المعاني العجيبة كالمتعلق بأسماء الرب جل وعال فالتفضيل
حينئذ يكون بماذا ؟ ٍ
ً
يكون بالمعاني العجيبة وكثرتھا ال من حيث الصفة قال بعض العلماء معلقا على ھذا االختالف يقول رحمه :والعجب
ممن يذكر الخالف -وقد ذكرته من باب التعليم فقط -والعجب ممن يذكر الخالف في ذلك بعض ورود النصوص عن
حينئذ إذا جاءت النصوص واضحة بينة صريحة في تفضيل بعض القرآن على بعض كيف يرد ٍ صاحب الشريعة بالتفضيل .
الخالف فيقال :ال تفضيل ومن فضل فقد أخطأ ؟ نقول :من منع التفضيل فقد أخطأ لماذا ؟ لورود النصوص الكثيرة التي
سورة في ٍ سورة ھي أعظم « أعظم تفضيل ًإذا أعظم ً جاءت في الصحيحين وفي غيره جاء حديث البخاري » :إني ألعلمك
العالمين ﴾ ] الفاتحة [2 :من قال ھذا ؟ النبي ً ،إذا إذا فضل النبي بعض السور على رب ْ َ َ ِ َ الحمد ِّّ َ ِS
القرآن ما ھي ؟ ﴿ ْ َ ْ ُ
بعض ھل نقول :من فضل بعض القرآن على بعض لقد أخطأ ؟
ً
حينئذ نقول :العجب ممن يحكي الخالف لورود التفضيل من صاحب الشريعة » إني ألعلمك سورة ھي أعظم سور ٍ ال ،
أبي بن كعب في الصحيحين قال ُ
العالمين ﴾ ] الفاتحة . [2 :والحديث َ ّ َ
رب َ ِ َ ْ ّ
الحمد ِّ َ ِS ْ
في القرآن « .قال :ما ھي ؟ قال ُ ْ َ ﴿ :
رسول » :أي آية في كتاب أعظم « ھناك تفضيل في السور وھنا في اآليات » أي آية في كتاب أعظم « ؟
ُ الَ ِ َ َ
إلـه قلت :ورسوله أعلم .ھذا من باب األدب قال » :يا ُأبي أتدري أي آية في كتاب أعظم « ؟ قال :قلت ﴿ ّ
القيوم ﴾ ] البقرة . [255 :قال :فضرب على صدري أو في صدري وقال » :ليھنك العلم أبا المنذر « . الحي ْ َ ُّ ُ ھو ْ َ ُّ ِ َّ
إال ُ َ
كتبا مفردة في فضائل القرآن فكل حديث وارد في ًإذا األحاديث الواردة في فضائل القرآن كلھا -وما أكثره -صنف العلماء ً
فضائل القرآن في بعض السور أو في بعض اآليات كما ھو في العشر األوائل من سورة الكھف أو في األواخر تقول :كل
51
أنكر التفضيل بل الصواب أنه يفاضل بعض بين القرآن ُنكر على َمنْ َ ْ َ حديث دل على ذلك فھو دليل على جواز التفضيل وي ْ َ َ
بعضه من بعض ،ولذلك ما تضمنته آيات األحكام ھل ھو مثل القصص ؟
الجواب :ال ،ال شك في ذلك ال يمكن أن يقارن آيات تضمنت أصول المعتقد مع آيات جاءت في ماذا ؟ في بيان بعض
القصص وال يمكن أن يفضل أو يقارن بين آيات تضمنت أحكام عظيمة في الشريعة كلية قواعد عامة مع غيرھا مما تضمن
به ( على منه ( من القرآن ) على َ ِ
القول ِ ِ َْ ُ َْ
والمفضولة ِ ْ ُ على بعض أو جزئيات الشرعية ً ،إذا التفضيل ثابت وال شك فيه )
ً
واحدا تبت واإلخالص لماذا أتت ( العلماء يذكرون مثاالً منه َ َ ِ
فيه ِ ْ ُ والفاضل ُ َّ ْ
الذ ِ ِ تبت « ( كسورة تبت )القول بوجوده ) َكـ » َ َّ ِ
؟ ھكذا في ) البرھان ( و ) اإلتقان ( وغيرھم ،وبعضھم يقول :ال تقرأ ) تبت ( في الصالة وال تقول )عبس ( ال تقرأ )
عبس َ َ َ َّ
وتولى ﴾ ] عبس [1 :ھذا في حق النبي عبس ( .سمعت بعض المعاصرين يذم من يقرأ عبس في الصالة كيف ﴿ َ َ َ
سبحان ! ًإذا نقول :لماذا قارنوا بين تبت واإلخالص ؟ ألن تبت لم نجد فيھا فضل واإلخالص ورد فيھا فضل وأنھا تعدل
ثلث القرآن .
ثم قال :ما اختص به علم التفسير
يترجم به َ ْ
وأن ُ َ ْ َ ُ قراءةٌ ِ ِ
ِ َ العربي َ ْ ُ ُ
تحرم بغير َ ْ ِ
لفظ َ َ ِ ِّ َِْ ِ
) )
وأن ُ َ ْ َ ُ
يترجم به َ ْقراءةٌ ِ ِ
أن ( َ ِ ) ، به ( قبل الواو وبعضھا أثبتته بعد ) َ ْ ھذا البيت فيه إشكال من جھة أن بعض النسخ أثبتت ) ِ ِ
ْ َ
بغير ِ
لفظ َ ٌ
قراءة ( يعني :تحرم قراءة ) ِ ْ ِ ٌ بغير ( جار ومجرور متعلق بقوله ) ِ َ العربي ( ھذا جار ومجرور ) ِ َ ْ ِ لفظ َ َ ِ ِّ بغير َ ْ ِ(ِ َِْ )،
قراءةٌ ( .العربي ( ھذا جار ومجرور متعلق بقوله َ ِ ) : لفظ َ َ ِ ِّبغير َ ْ ِ
قراءةٌ ( ھذا فاعله ) ِ َ ْ ِ تحرم ( ھذا فعل مضارع ) ِ َ العربي ( ) َ ْ ُ ُ َ َ ِ ِّ
ألنه مصدر .
جم ( أيھما أولى ؟ َ َ
يترجم ( ) ،وأنْ ِ ِ
به يُترْ َ ُ َ
وأن ُ ْ َ ُ به َ ْ ) ِِ
به ( بغير ( أنه جار ومجرور متعلق بقراءة حينئذ ) ِ ِ َ
به لو قيل ) ِ ْ ِ وأن ُ َ ْ َ ُ
يترجم ( ِ ِ َ
به ْ ٌ
قراءة ِ ِبدليل ھذا أولى لقاعدة كذا ؟ ) ِ َ
بغير ( جار ومجرور متعلق بقوله ) : َ
يترجم ( لو جعلنا ماذا ؟ ) ِ ْ ِ به ُ َ ْ َ ُ وأن ِ ِ َ
أن ( ْ ) ، َ
فحينئذ يتعين تأخير بعد ) ْ ٍ صار ال وجه له
قراءة ِبه ( قراءة ھذا ٌ تحرم ِ َ بغير ( الباء حرف جر زائد وغير مبتدأ ) َ ْ ُ ُ قراءةٌ ( .ولفظ توجيه وتخريج يمكن أن يقال ِ ْ ِ ) :
َ ِ َ
وحينئذ ال نقول ) : ٍ خبرا للمبتدأ غير حينئذ تكون ً ٍ العربي ( والجملة لفظ َ َ ِ ِّ غير ِْ َ َ
فاعل تحرم ،و ) ِبه ( الضمير يعود على ) ْ
درھم الباء حرف جر زائد ،وحسب مبتدأ مرفوع ٌ بغير ( جار ومجرور متعلق بقراءة فلما جعلنا الباء ھنا مثل بحسبك َِْ ِ
باالبتداء ورفع بضمة مقدرة ً ،إذا الباء ھنا ال نحتاج إلى متعلق لتتعلق به لماذا ؟ ألن الذي يكون حرف جر زائد أو شبيه
حينئذ لو جعلنا الباء حرف ٍ بالزائد ال يحتاج إلى متعلق وإنما الذي يكون أو يفتقر إلى متعلق يتعلق به ھو حرف الجر األصلي
بغير ( أنه به ( .وإذا جعلنا ) ِ َ ْ ِ قراءةٌ ( .ھو متعلق بغير فكذا قوله ِ ِ ) : جر أصلي ال بد من متعلق وھو قراءة ،وإذا كان َ ِ ) :
قراءةٌ ( فعل فاعل والجملة في محل رفع خبر تحرم ِ َ مبتدأ غير مبتدأ مرفوع باالبتداء والباء حرف جر جائز أين خبره ) َ ْ ُ ُ
قراءة ( .ليس عندنا قبل ) تحرم ِ َ ٌ خبرا اشتمالھا على ضمير أين الضمير في قوله ُ ُ ْ َ ) : المبتدأ ،يُشترط في الجملة في الواقعة ً
به ( .الضمير يعود على غير اللفظ العربي فاستقام الكالم قراءةٌ ( ليس عندنا ضمير يعود إلى المبتدأ فقيل ِ ِ ) : تحرم ِ َ به ( ) َ ْ ُ ُ ِِ
.
حشر واألولى تأخيره ٌ حينئذ يتعلق بالقراءة وبه صار ٍ بغير ( ھذا الجار والمجرور أصلي حرف جار أصلي وإن جعلنا ) ِ َ ْ ِ
به ُ َ ْ َ ُ
يترجم ( . وأن ِ ِ َ
على النصف الثاني ) ْ
يترجم ( فيه إشكاالت : به ُ َ ْ َ ُ وأن ِ ِ إذا قيل ْ َ ) :
يترجم ( ھذا أن ( ھذا حرف مصدر لفظي كيف يقال ُ َ ْ َ ُ ) : األول :الفصل بين أن ومعمولھا ،ھل يجوز أو ال يجوز ثم ) َ ْ
حينئذ نقول :إذا ٍ منصوبا ،فجواب ) أن به يترجم ( ، ً يغفر ال بد أن يكون َ يغفر ِلي ﴾ ] الشعراء [82 : أطمع َأن َ ْ ِ َ والذي َ ْ َ ُ مثل ﴿ َ َّ ِ
يترجم ( نقول اختلف أھل العربية في جواز الفصل بين أن به ُ َ ْ َ ُ وأن ِ ِ عرضنا عن ھذه النسخة وفي ظني أنھا أولى ) َ ْ
المصدرية ومعمولھا بالظرف والشبه .
ھذا محل نزاع ھل يجوز أو ال يجوز .
إذا قيل أريد أن أقعدَ في الدار أو في المسجد ،أريد أن أقعدَ في المسجد .
أريد :ھذا فعل ،أن :حرف مصدر ،أقعدَ :ھذا فعل مضارع منصوب بأن ،في المسجد :حال متعلق بأقعد .ھل يصح
معمول ومعمولھا الذي ھو معمول أن الذي ھو ٍ أن أقول :أريد أن في المسجد أقعدَ أو ال ؟ يعني الفصل بين أن والفعل بين
52
الفعل ،أقعد ھذا معمول أن تعلق به في المسجد ھل يجوز الفصل بين أن ومفھومھا ھذا محل نزاع ،بعضھم جوزه في السعة
يعني في االختيار ،ومذھب المصريين منھم أنه يجوز في الضرورة فقط وأما في االختيار فال يجوز الفصل بين أن
فحينئذ ال يجوز أن يقال في النثر يعني :في االختيار ٍ سواء كان في الظرف أو الجار والمجرور أو غيره ً ً
مطلقا ومدخولھا
ٍ
حينئذ أن والسعة :أريد أن في المسجد أقعد ھذا باطل ال يصح ألن أن المصدرية ھذه متصلة بمدخولھا وھو موصولھا فيلزم
ومجرورا وھذا مذھب سيبويه وھو ً ظرفا أو ً
جارا ً ً
ظاھرا أو كان سواء كان ً
اسما ٌ تاليا لھا وال يفصل عنھا بأي كان يكون ً
مذھب البصريين ،وعليه :
حينئذ صار ضرورة إذا ٍ ٌ
يترجم ( جائز أو ال ؟ جائز ألنه في مقام ضرورة ليس في النثر ليس في االختيار ، به ُ َ ْ َ ُ
وأن ِ ِ) َْ
قيل ضرورة مرادھم الشعر وليس مرادھم النثر في االختيار إذا قيل في االختيار مرادھم النسخ والضرورة أو في غير
يترجم ( ،جائز وال إشكال فيه ًإذا حل به ُ َ ْ َ ُ حينئذ على مذھب البصريين قاطبة ) َ ْ
وأن ِ ِ ٍ االختيار مرادھم الشعر وھنا جاز
اإلشكال أو ال ؟ حل اإلشكال .
ٌ به ُ َ ْ َ ُ
يترجم ( .ھذا جائز ألنه باب الضرورة وفي غير االختيار . ) َْ
وأن ِ ِ
ويترجم أريد أن في َ يترجم أن حرف يعمل نصب ينصب َ يترجم :بالرفع ليست منصوبة وھذا اإلشكال األصل وأن به
به ُ َ ْ َ ُ
يترجم َ
وأن ِ ِ
يترجم ) ْ
َ الدار أو في المسجد أقعدَ ؟ أريد أن في المسجد أقعدَ بالنصب على أنه معمول أن ھنا ً
أيضا األصل أنه
(:
ما اختص به علم التفسير
ھذا على قول بعض أھل العرب أنه إذا وجدت ) أن ( يجوز إعمالھا ويجوز إھمالھا .
مقيس عند ابن مالك رحمه ٌ أريد أن أقعدَ أن ٌ
أقعد بالنصب والرفع وھو
حمال على ما أختھا ما المصدرية ، ً وبعضھم يعني :بعض العرب ،وبعضھم أھمل أن يعني ال يعملھا النصب أھمل أن
ألن ما المصدرية ھذه ال تعمل النصب وأن المصدرية تعمل النصب بعضھم حمل ما المصدرية على أن فأعملھا وھو شاذ ،
وأن ِ ِ
به حرفا مھمالً ً ،إذا ھنا ْ َ ) : ً وبعضھم حمل أن المصدرية على ماذا ؟ على ما المصدرية فأبطل عملھا أھملھا فصارت
لغة لماذا ؟ حمل أن المصدرية على ما المصدرية ألن ما المصدرية ال تعمل وأن األصل فيھا أنھا جائز ً
ٌ يترجم ( .نقول ھذاَُ ْ َ ُ
عمال ،يعني :ما المصدرية ھذا األصل ،ولو وجد شرط تحقق نصب أن المصدرية ً تعمل ولو وجب إعمالھا حيث استحقت
ُتم (
الرضاعة ( ] البقرة . [233 :قراءة ابن محيصن ) ي ِ ُّ أرادَ َأن ي ِ ُّ
ُتم َّ َ َ َ لمنْ َ َ
ضمن نقول يجوز اإلھمال ) ِ َ
ٍ بعلم وال
وعدم تركھا ٍ
يغفر لِي ﴾ ]أطمع َأن َ ْ ِ َ
والذي َ ْ َ ُ
يتم فعل مضارع مرفوع كيف رفع وأن سبقته أليس ھو مثل ﴿ َ َّ ِ ُتم ( أن حرف مصدر ُّ أرادَ َأن ي ِ ُّ
) ََ
الشعراء [82 :ھذا مثله ال شك إنه مثله لكن ھنالك نصب وھنا أھمل وكالھما جائز ومقيس في لغة العرب .
ما اختص به علم التفسير
مني السالم وأن ال تشعرا أحدا أن تقرءان على أسماء ويحكما
) )
ٍ
فحينئذ أن تقرءان ،تقرءان :النون ثابتة أو ال ؟ ثابتة واألصل أن تقرءا ھذا مذھب البصريين وعند الكوفيين ال يجوز
يترجم ( الفرق بين به ُ َ ْ َ ُ يترجم ( فيه إشكاالن وقد وجد الحالن الحمد ) َ ْ
وأن ِ ِ به ُ َ ْ َ ُ مخففة من الثقلية ً .إذا قوله ْ َ ) :
وأن ِ ِ ً تكون أن
أن َ
به ( حصل الفصل بين ) ْ أن المصدرية معمولھا بمعمول المعمول ،ما ھو معمول أن ؟ الفعل ترجم ما معمول المعمول ) ِ ِ
وأن ِ ِ
به َ
مطلقا يعني في النثر وفي الضرورة ) ْ ً جائز في الضرورة وھو مذھب البصريين ،وبعضھم جوزه ٌ ( ومعمولھا وھو
أيضا جائز ومقيس كما ھو مذھب ابن مالك رحمه تعالى وإال األصح واألحسن نقول األصح لو ٌ يترجم ( بالرفع نقول ھذا ً َُ ْ َ ُ
بغير ( قيل ) قراءة به وأن يترجم ( ال إشكال وبعض النسخ فيه شرح التفسير ھكذا ) قراءة به وأن يترجم ( ،على جعل ) ِ َ ْ ِ
وأن َ
قراءةٌ ْ حينئذ نقول َ ِ ) :ٍ متعلق بقراءة
ٍ وحينئذ لو قيل ) ِ َ ْ ِ
بغير ( ٍ الباء حرف جر زائد وليس بأصلي فال يحتاج إلى متعلق ،
به ُ َ ْ َ ُ
يترجم ( وھذا أحسن . ِِ
ما اختص به علم التفسير
53
َُ ْ َ ُ
يترجم ِِ
به َْ
وأن قراءةٌ
ِ َ ) العربي َ ْ ُ ُ
تحرم بغير َ ْ ِ
لفظ َ َ ِ ِّ َِْ ِ
)
يترجم ( أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر به ُ َ ْ َ ُ يعني مراده أنه ال يجوز ويحرم قراءة بغير اللفظ العربي ) َ ْ
وأن ِ ِ
العربي ( إن عطفناه على األول ) لفظ َ َ ِ ِّ غير َ ْ ِ
قراءةٌ ( ويحتمل أنه على عطف على ) َ ْ ِ معطوف على ماذا ؟ يحتمل أنه على ) ِ َ
مغايرا ،وأيھما أولى ؟ً قراءة ( فاعل صار العطف ٌ العربي ( صار من عطف التفسير وإن عطفناه على اآلخر ) ِ َ لفظ َ َ ِ ِّ بغير َ ْ ِ
َِْ ِ
وأن ِ ِ
به الثاني عطف المغايرة ھو األصل وإذا تردد أن يكون بين عطف التفسير وعطف المغايرة حمل على الثاني ْ َ ) ،
قراءةٌ ( المعنى المراد بھذا العربي ( عطف تفسير ويدل عطفه على ) ِ َ لفظ َ َ ِ ِّبغير َ ْ ِ
عطف على ) ِ َ ْ ِ
ٌ يترجم ( المصدر المنسبك َُ ْ َ ُ
البيت أنه يحرم قراءة القرآن بغير اللفظ العربي وبالمترجم به ،وعلى الثاني نقول :يحرم قراءة القرآن بغير اللفظ العربي
وترجمته ،تحرم الترجمة وتحرف القراءة بغير اللفظ العربي .
ِّ
بالحد ، ھذه المسألة وقع فيھا نزاع عند بعضھم وكان الخالف ليس بواقع وإنما ھو متصور أو متوھم لكن ھذا يمكن رده
محمد المتعبد بتالوته المعجز بلفظه ً .إذا ھو كالم ألفاظه وحروفه ٍ نقول :القرآن ما ھو ؟ كالم المنزل على نبيه
ٌ
المنزل ُ ( إذا ھذا مكان محلھا منزلة وإذا ترجم ً ) ُ ِْ ومعانيه وتراكيبه وجمله وسوره وآياته من أين ؟ من جل وعال
ً
بلغة أخرى قبل أن ندخل في التفاصيل نقول إذا ترجم القرآن بالفارسية مثال ھل المترجم ھو القرآن ؟ القرآن ٍ
] البقرة [2 ، 1 :أتى بكل كلمة ما يرادفھا ذلك ْ ِ َ ُ
الكتاب ﴾ َ
نقول :القرآن ھو كالم المنزل إذا قال ﴿ :الم * ِ َ
مثال أو االنجليزية أو الفرنسية ،الكالم اإلنجليزي ھذا الذي ترجم به القرآن ،االنجليزي ھذا ھل ھو منزل من عند ً بالفارسية
الرب جل وعال ؟
لغة أخرى بأن يُجعل كل حينئذ لو قيل بجواز ترجمة القرآن إلى ٍ ٍ ال ،بل األمر واضح وال يحتاج إلى كثير إعمال ذھن ،
قرآنا لماذا ؟ لغة أخرى لبطل كونه ً مرادف للفظ آخر في ٍ ٍ ٍ
لفظ
ً
النتفاء كونه كالم الرب جل وعال وإنما ينسب إلى قائله ،ثم انتفاء كونه معجزا ،ثم انتفاء كونه منزل من عند الرب جل
وعال .
ًإذا لم ينطبق عليه الحد ،فكل دعوى إلى ترجمة القرآن ترجمة حرفية بأن يُجعل بإيذاء كل كلمة في القرآن كلمة أخرى
وحينئذ ال نحتاج إلى دخول في تفاصيل . ٍ لغة أجنبية ونحوھا نقول :ھذا يبطله تعريف القرآن السابق ، من ٍ
ًإذا نقول :المعنى الذي دل عليه البيت السابق ھو أنه يحرم قراءة القرآن بغير اللفظ العربي وبالمترجم به .
الترجمان المفسر للكالم ،وقد ترجمه وترجم عنه إذا فسر كالمه بلسان الترجمة ما المراد بالترجمة ؟ قال في القاموس ُّ :
آخر ،وقيل :نقله من لغة إلى لغة أخرى .
ًإذا نقول :الترجمة في اللغة تأتي بمعنى التفسير والبيان واإليضاح وتأتي بمعنى النقل .الترجمة التي يمكن أن تكون
داخلة معنا ھنا في البحث نوعان :
ترجمة حرفية .
وترجمة تفسيرية معنوية .
الترجمة التفسيرية المعنوية ھذه تتعلق بالمعنى فقط دون اللفظ فيُشرح المعنى بلغة أخرى من غير تقييد بحرفية اللفظ .
يعني :يأتي إلى مراد من آية فيقول :المراد بھذه اآلية كيت وكيت بلسان آخر غير عربي ھذه تسمى ماذا ؟
ترجمة تفسيرية معنوية أن يترجم وينقل المعنى الذي دل عليه القرآن يترجمه إلى لغة أخرى من غير أن يتقيد بترتيب
اآليات وال الكلمات .
رب ْ َ َ ِ َ
العالمين ﴾ ] الفاتحة : الحمد ِّّ َ ِS
الترجمة الحرفية ھي :إبدال لفظ األصل بلفظ آخر مرادف له باللغة أخرى .يأتي ﴿ ْ َ ْ ُ
رب ﴾ في الحمد ﴾ في لغة العرب الحمد يأتي بالفارسية يقول :كذا ﴾ ِSّ ﴿ .ھذا في العربية يأتي بالفارسية يقول :كذا ﴿ َ ِّ ُ ْ َ ْ ﴿ [2
العالمين ﴾ يأتي بمرادفھا في الفارسية فتكون ھذه ترجمة ماذا ؟ حرفية نقل كل كلمة من العربية يأتي بمرادفھا في الفارسية ﴿ ْ َ َ ِ َ
العربية إلى الفارسية نقول :ھذه ترجمة حرفية .والتفسيرية المعنوية ينظر إلى المعنى دون أن يتقيد ،تقول :وصف الرب
جل وعال بالربوبية وأنه رب للعالمين يأتي بھذا المعنى فيترجمه إلى لغة أخرى نقول :ھذه ترجمة تفسيرية معنوية .
محالة وغير ممكنة وال مقدور عليھا .ھذا محال يستحيل أن يترجم القرآن حرفاً ٌ ً
ترجمة حرفية نقول :ترجمة القرآن
ً
حرفا بلغة أخرى ولذلك ما نقل أبي حنيفة رحمه بأنه أجاز قراءة القرآن بالفارسية مطلقا سواء كان في الصالة أو في َ ً
غيرھا لمن أحسن العربية أو غيرھا ھذا ر َُّد عليه مع صحة رجوعه رحمه عن ھذا القول ،ر َُّد عليه بأنه لو جاز الترجمة
54
قرآنا ألن القرآن قرآنا وھذا يكفي في إبطال ھذا القول ،لو جازت الترجمة الحرفية لخرج عن كونه ً الحرفية لخرج عن كونه ً
أعجميا ً ﴾ ] فصلت [44 :وھذا يدل قرآنا ً َ ْ َ ِ ّ
جعلناهُ ُ ْ
ولو َ َ ْ َ
مبين ﴾ ] الشعراء [195 :ولذلك جاء ﴿ َ َ ْ عربي ُّ ِ ٍ ماذا ؟ نزل ﴿ ِ ِ َ ٍ
بلسان َ َ ِ ٍّ
حينئذ ما ُنسب إلى أبي حنيفة أنه يجوز قراءة القرآن بالفارسية ٍ ً
أعجميا على ماذا ؟ على أنه ال يمكن أن يكون ماذا ؟ أن يكون
كان في أول أمره ثم رجع ،وأما أبو يوسف فقيده بأن لم يحسن العربية لكن ما ذكرناه ھو أصح .
محالة وغير ممكنة وال مقدورة أو مقدور عليھا والعلماء متفقون على عدم ً ًإذا نقول :فترجمة القرآن ترجمة حرفية
عقال فضالً عن ھل وقعت أم ال ؟ ولھذا قال القفال الشاشي رحمه :عندي ً إمكانھا فضالً عن وقوعھا ،يعني :ال تتصور
أحدا أن يأتي بالقرآن بالفارسية .لماذا ؟ قال :ألنه إذا أراد أن يقرأه بالفارسية فال يمكن أن يأتي بجميع مراد أنه ال يقدر ً
معجزا ،وعن ً قرآنا ،وعن كون جل وعال وإنما إن جاء فإنما يكون ببعض .وأحسن من ھذا أن يقال :إنه يخرجه عن كونه ً
كونه متعبد بتالوته ألنه إذا أراد أن يقرأه بالفارسية فال يمكن أن يأتي بجميع مراد الرب جل وعال فإن الترجمة -ھكذا
ً
عقال قال -إبدال لفظة بلفظة تقوم مقامھا وذلك غير ممكن ًإذا نقول :الخالصة القراءة بغير اللسان عربي غير متصور
واقعا أو ليس بواقع ،فظھر من ھذا كما قال الزركشي فظھر من ھذا أن الخالف في جواز قراءته بالفارسية فضال عن كونه ً ً
ال يتحقق لعدم إمكان تصوره ألن في كتب الفروع يذكرون ھذه المسألة إذا ذكروا الفاتحة وأنھا ركن ھل يجوز قراءتھا
الفارسية أو ال ؟
جدا ھل يجوز قراءته بالفارسية أو ال ؟ فمنھم من يقول :جائز .ومنھم من يقول :لو جاز بطلت ھذا خالف غريب ً
صالته .وبضعھم يقول :فسدت الصالة .وبعضھم يقول :جائز لمن ال يحسن .نقول :ھذا الخالف باطل من أصله لماذا ؟
عربياً
قرآنا ً َ َ ِ ّ متكلما بكالم ليس من جنس الصالة فبطلت صالته ﴿ َِّإنا َ َ ْ َ
أنزلناه ُ ُ ْ ً قرآنا صارألنه لو نقل بالفارسية لخرج عن كونه ً
أعجميا ً ﴾ ] فصلت . [44 :قال الزركشي رحمه تعالى في ) البرھان ( : قرآنا ً َ ْ َ ِ ّ
جعلناهُ ُ ْ
ولو َ َ ْ َ
﴾ ] يوسف [2 :وقوله ْ َ َ ﴿ :
واستقر اإلجماع على أنه تجب قراءة القرآن على ھيأته التي يتعلق بھا اإلعجاز لنقص الترجمة عنه ولنقص غيره من األلسن
عن البيان الذي اختص به دون سائر األلسنة .وعبر عن ھذا المعنى ابن تيمية رحمه تعالى بقوله :وأما اإلتيان بلفظ يبين
ً
موجودا فضال عن كونه ً المعنى كبيان لفظ القرآن فھذا غير ممكن أصالً .إذا قيل :غير ممكن .يعني :ال يتصور في العقل
بواقع .
ٍ واقعا أو ليس ً
فضال عن كونه ً في الواقع أم ال .فالنفي ھنا نفي لإلمكان وللتصور
أيضا ً
أما الترجمة التفسيرية المعنوية فھي كما ذكرناه سابقا أن يأتي إلى المعنى فيأخذ المعنى ويترجمه إلى لغة أخرى ھذا ً
جوازا ،وأما الترجمة التفسيرية المعنوية من أجل العمل فجائزة وقيدھا بعضھم ً منعا وال فيه تفصيل ليس على إطالقه ً
كالزركشي في ) البرھان ( للضرورة يعني :المعنى معاني القرآن يفسر بلغة بلسان غير عربي للضرورة لماذا ؟ لما سيأتي
ثم فرق بين التفسيرية إن شاء وھذا على ما مشى عليه كثير من عدم التفريق بين التفسيرية والمعنوية واألحسن أن يقال َّ ّ :
والمعنوية .قال الشاطبي في الموافقات بعد أن قسم لنا معاني القرآن إلى نوعين :
معان أصلية . ٍ
ومعان ثانوية .
ٍ
ألنه يطلق القول فيقال :الترجمة المعنوية للقرآن جائزة ،وھذا يطلقه البعض لكن ھذا ليس على إطالقه ألن المعنى الذي
دل عليه القرآن نوعان : ّ
معان أصلية . ٍ
ومعان ثانوية فرعية .
ٍ
المعاني األصلية المراد بھا :التي يستوي في فھما كل من عرف مدلوالت األلفاظ المفردة والمركبة وأساليب تركيب
المعرفة العامة إجمالية يعرف أن سورة الفاتحة تبحث في ماذا ؟ تبحث في إثبات الربوبية جل وعال ،وإثبات األلوھية ،
وإثبات األسماء والصفات ً ،إذا ھذا فھم عام .
وأما المعاني الثانوية ھي :خصائص اللسان العربي التي يرتفع بھا شأن كالم مما يتعلق بعلوم البيان والمعاني والبديع ما
يمسى عندھم بخواص التراكيب .
متعلما أو مدركا لما يدرك به خصائص التراكيب أو ال ،يعني يستوي فيه ً ً ثم معنى أصلي يستوي في فھمه سواء كان ًإذا َ َّ
معان في القرآن ثانوية ال تدرك إال بعمق وتدبر ونظر في كالم العرب أوالً ثم من ٍ العامي الذي عنده نوع بيان وغيره َّ َ ،
وثم
لفظيا أو ً ً
مشتركا القرآن حتى تستنبط ھذه المعاني من تقديم وتأخير وحذف واستعارة وكناية ومجاز وحقيقة إلى آخره كونه
معنويا إلى آخره فنقول :ھذه خواص التراكيب التي ال تدرك إال بالبيان وال تدرك إال بالبديع والمعاني وإال تدرك إال ً ً
مشتركا
بالتعمق والرسوخ في لغة العرب ھذه ال يمكن ترجمتھا ،وإنما تتعلق الترجمة بالمعاني األصلية فقط لذلك قال الزمخشري :
معان
ٍ إن في لسان العرب .أو قال :كالم العرب من لطائف المعاني ما ال يستقل بأدائه لسان .يعني :لسان العرب يدل على
55
ولطائف وخصائص تتعلق بالتراكيب ھذه الخصائص وھذه المعاني الخاصة واللطائف التي تؤخذ من لسان عربي ال يمكن
حينئذ تتعذر الترجمة لمعاني القرآن الثانوية كما تعذرت ترجمة القرآن ترجمة حرفية ٍ أن يقوم مقام اللسان العربي لسان آخر
أيضا عقالً وال يتصور ترجمة ماذا ؟ المعاني الثانوية ،وھذا النوع من المعاني الثانوية غير مقدور عليه في ترجمة ً تتعذر
القرآن ألنه ال يفي بحقھا أي لسان غير اللسان العربي ألن أي لغة ال تحمل تلك الخواص كل لغة ال تحمل تلك الخواص .
أما القسم األول وھو المعاني األصلية فھي التي يمكن نقلھا إلى لغة أخرى قال الشاطبي رحمه -الشاطبي بحث ھذه
المسألة في ) الموافقات ( بحث نفيس : -إن ترجمة القرآن على الوجه األول -ويعني به النوع األول المعاني األصلية -
ممكن ومن جھته ٌ ممكن إن ترجمة القرآن على الوجه األول -وھو المعاني األصلية العامة التي يشترك في فھمھا الكل -
جائزا باتفاق أھل اإلسالم ً صح تفسير القرآن وبيان معانيه للعامة ومن ليس له فھم يقوى على تحصيل معانيه وكان ذلك
فصار ھذا االتفاق حجة في صحة الترجمة على المعنى األصلي .
ًإذا عرفنا أنه ال بد من التفريق في القول بأنه يصح ترجمة معاني القرآن بين المعاني األصلية والمعاني الثانوية ،المعاني
حرف من لسان غير عربي في مقابلة ٌ حرف كذلك ال يقومٍ الثانوية ھذه كالترجمة الحرفية لماذا ؟ ألنه كما ال يقوم حرف مقام
أيضا فيه تفصيل . متعذرا بقي ماذا ؟ المعاني األصلية وھل كل معنى أصلي يصح ترجمته أو ال ھذا ً ً معنى ثانوي إذا صار
الترجمة التفسيرية أن يفسر القرآن ثم يترجم ھذا التفسير فإن ھذا يكون ترجمة تفسير القرآن فيبين الكالم بلغة أخرى وال
بأس بذلك لماذا ؟
ً
ألن شرط لزوم الرسالة البالغ ،الكفار مثال والعجم ال يمكن أن نقيم الحجة عليھم إال بالبالغ يعني :بالغ ماذا ؟ بالغ
الرسالة فإذا تعذرت الترجمة الحرفية وتعذرت الترجمة للمعنى الثانوي حينئذ لو مُنع الترجمة التفسيرية كيف يصل إليھم
البالغ ؟
ًإذا لذلك جاءت كلمة الزركشي أنه يصح ترجمة المعنى للضرورة ويقصد ھذا المعنى وھو أنه لتعذر الترجمة الحرفية
حينئذ ال بد من النظر في تفسير القرآن فيفسر القرآن ثم يترجم ھذا التفسير لماذا ؟ ٍ وتعذر ترجمة المعنى الثانوي
ألنه ال بد من إبالغ رسالة النبي والشريعة إلى الكفار وأما العرب فواضح ألنه بلسانھم نزل القرآن وما عداھم من
العجم ال بد من تبليغھم الرسالة وال يمكن إال بترجمة تفسير القرآن ألنه واجب وما ال يتم الواجب إال به فھو واجب ،فصار
ً
ترجمة حينئذ وترجمته واجبة ً ،إذا ألن شرط لزوم الرسالة البالغ وامتنع يعني :إذا امتنع ترجمة القرآن ٍ تفسير القرآن
حرفية وامتنع ترجمة المعاني الثانوية ومع جواز ترجمة المعاني األصلية إال أن فيھا بعض الفساد والخطأ يعني إذا قيل
جم ومن حيث اللغة أيضا يقع فيه بعض الخطأ من حيث ماذا ؟ من حيث ْالم َُترْ ِ ً بجواز ترجمة المعاني األصلية الكلية ھذا
ْالم َُترْ َجم إليھا يحتمل الخطأ أو ال ؟
يحتمل الخطأ ،والخطأ ھنا ليس بالشيء الھين إذا ُترجم قصد أو قلنا المعاني األصلية بمعنى أصول الشريعة الكلية
جم أو ظن أن ھذه اللغة ْالم َُترْ َجم والقواعد العامة فإذا ترجمت قاعدة وھي خطأ وأصل في الشرع وھو خطأ لسبق فھم ْالم َُترْ ِ
إليھا تفي بھذا المعنى األصلي نقول :ھذا فساد وھذا خطأ .ولذلك سيأتي أنه يشترط في الترجمة شروط أربعة فلم يبق إال أن
يُترجم تفسير القرآن الترجمة المعنوية يأخذ المترجم معاني القرآن وينقلھا إلى لغة أخرى فيقول :معنى ھذا الكالم ھو عين
معنى اآلية .
جم ھذا المعنى ھذا على قول من فرق وأما الترجمة التفسيرية فالمفسر يذكر فھمه الخاص لآلية فيقول :يعني كذا .ثم ي َُترْ ِ
..األكثر من المتقدمين على أن التفسيرية ھي المعنوية وال إشكال في ذلك وبعض المعاصرين يفرق بين التفسيرية والمعنوية
،فيجعل المعنوية أن يقال معنى ھذه الكلمة أو اآلية كيت وكيت فيأتي بمرادفاتھا في اللغة األخرى ،والتفسيرية يفسر القرآن
خاصة يتكلم عن ھذه السورة بكالم واضح بين ً ،إذا صار شبه منفك عن ألفاظ القرآن ثم يأتي المترجم يترجم ً بفھم المفسر
حينئذ يحتمل الخطأ ً
أيضا لماذا ؟ ٍ ھذا التفسير بفھم خاص
اجتھادا ألن التفسير الخاص الذي يعبر عن الفھم الخاص ھذا يحتمل الخطأ ،ولذلك إذا قيل ً لكونه عن اجتھاد ،وإذا كان
بالجواز ال بد أن يضيق ھذا المقام ال يفتح يضيق مقام ترجمة القرآن فيقال :إذا قيل بالجواز في المعاني األصلية أما الثانوية
فحينئذ ال بد من شروط : ٍ فالمنع والحرفية فالمنع .
ٍ
حينئذ ً ومنفصال ً
منفكا بديال عن القرآن فال يؤخذ ھذا كتاب ترجمة سورة البقرة ثم يصير ً األول :أن ال تجعل الترجمة
أصال من أصول تنزيل القرآن ً يؤدي إلى االشتغال بماذا ؟ بالترجمة أو الكالم المترجم بلغة أخرى عن القرآن ،وھذا ينافي
أيضا في ھذا المعنى ً ألنه متعبد بتالوته واإلعجاز حاصل بلفظه ،وإنما يكون ھذا من باب التقريب ولذلك قيض الزركشي
ترجمة القرآن قال :يترجم له ما ال بد منه ،ثم يؤمر بتعلم لسان العرب .يعني :ال يؤتى كل الدين من أوله إلى آخره يترجم
56
القرآن من أوله إلى آخره ال تؤخذ األصول العامة فتترجم ثم يقال له :ھذا ھو اإلسالم فيسلم فيؤمر بتعلم لسان العربي
ً
بديال عن القرآن . أيضا ال بد منه ً .إذا أن ال تجعل ھذا الكتاب المترجم إلدراك ما لم يترجم له ،وھذا القيد ً
ً
وتركيبا ،اللغة العربية واللغة المترجم إليھا ال بد ً
عالما بمدلوالت األلفاظ في اللغتين إفرادا جم ِ ً الثاني :أن يكون ْالم َُترْ ِ ُ
ً
وتركيبا . ً
إفرادا ً
متعمقا في فھم معانيھا عالما بمدلول ھذه األلفاظ ً أن يكون
عالما بمعاني األلفاظ الشرعية يعرف معنى التوحيد توحيد األسماء والصفات توحيد األلوھية توحيد ً الثالث :أن يكون
ً
عالما ففسر توحيد األلوھية بتوحيد الربوبية ھذا ماذا صنع ؟ لم يصنع شيئا ھذا ،الكافر يعرف أنه ال رب ً الربوبية إذا لم يكن
حينئذ لو فسر له ترجم له توحيد األلوھية وتوحيد الربوبية ولم يكن ٍ إال لكن ال يعرف أنه ال معبود بحق إال عز وجل
عالما بمعاني األلفاظ الشرعية فقد أفسد . ً
ٍ
حينئذ يكون باب الترجمة قد مأموما ال بد من ھذه الشروط األربعة ً ً
مستقيما في دينه ً
مسلما جم ْ
الرابع :أن يكون الم َُترْ ِ ُ
ضيق على أصحابه ،ويكون الذي ي َُترْ َجم إذا أردنا الخالصة الذي يمكن ترجمته ھو بعض المعاني األصلية ال كل المعاني
األصلية .
ً
تحرم ( ھذا مطلقا سواء كان خارج الصالة أو داخلھا أحسن العربية أم ال ) به ( ُ ُ ْ َ ) ، ٌ
قراءة ِ ِ العربي َ ْ ُ ُ
تحرم ِ َ ْ َ
بغير ِ
لفظ َ َ ِ ِّ ًإذا ) ِ ْ ِ
َ
به ( أي :بغير اللفظ العربي ًّأيا كان بالفارسية باإلنجليزية بالفرنسية ...إلى آخره ًّأيا كان وكانوا يمثلون بالفارسية . قراءةٌ ِ ِ
ِ َ
يترجم ( يعني :تحرم ترجمة القرآن تحرم القراءة بترجمة القرآن . وأن ُ َ ْ َ ُ َ
) ْ
ما اختص به علم التفسير
َ َ ِّ َ
فحررا ََُِْْ
تأويله ال َ
بالرأيِ ) يفسرا معنى ْ َ ،
وأن ُ َ َّ كذاك ْ
بال َ ْ َ َ
)
بالمعنى ( كذاك أي :مثل ذاك التحريم وھو تحريم ماذا ؟ تحريم القراءة بغير اللسان العربي وتحريم الترجمة ) كذاك َ ْ َ َ )
بالمعنى ( كذاك تحريم قراءته بالمعنى ،يعني ال تقرأ القرآن بالمعنى كما يروى الحديث بالمعنى ما دليله ؟ كذاك ْ َ ْ َ َ
ما رأيكم ھل يجوز قراءة القرآن بالمعنى ؟
قرآنا فإذا جاز في الحديث ألن الحديث لسنا متعبدين بألفاظه ففرق قرآنا ،امسك بالحد أخرجه عن كونه ً أخرجه عن كونه ً
فروقا بين الحديث القدسي على قول بأنه من كالم الرب جل وعال ،وأما الحديث النبوي ً بين القرآن والحديث ،لذلك ذكرنا
وإنشاء من النبي فيجوز روايته بالمعنى على قول األكثرين . ً ً
ابتداء الذي ليس منزالً وإنما ھو
بالمعنى ( أي يحرم قراءة القرآن بالمعنى فإذا لم تجز قراءته بالمعنى الذي ھو تفسير بالعربي لمسائل التحدي كذاك ْ َ ْ َ َ )
نقول :ال يجوز أن يُقرأ بالمعنى أليس كذلك ؟ ال يجوز أن يقرأ القرآن بالمعنى وإذا قرأناه بالمعنى نقرأه بلسان عربي أليس
كذلك ؟ فإذا امتنع وحرم قراءته بلسان عربي والمراد به المعنى فقراءته بلسان غير عربي من باب أولى وأحرى ،فنجعل
تحريم قراءة القرآن بالمعنى دليالً على تحريم الترجمة في الجملة أليس كذلك ؟ واضح ھذا الدليل ؟
فحينئذ العربي صاحب اللسان العربي ٍ نقول :يحرم قراءة القرآن بالمعنى وإذا قرأناه بالمعنى الكالم ھنا متخصص بالعرب
باب أولى وأحرى أن يحرم عليه أن يقرأ القرآن بالمعنى فإذا حرم عليه قراءة القرآن بالمعنى وقد قرأه بلسان عربي فمن ٍ
بالمعنى ( أي :مثل ذاك كذاك ْ َ ْ َ
َ يحرم عليه قراءته بلسان غير عربي .فتجعل التحريم ھنا دليالً على التحريم السابق ) .
التحريم تحريم قراءته بالمعنى .
بالرأيِ ( يعني يحرم تفسير القرآن بالرأي ،ما المراد بالرأي ھنا ؟ الفكر والنظر ابتدائي يعني :يسمع آية َ يفسرا وأن ُ َ َّ ) َْ
،يسمع سورة ،يسمع شيء معين من القرآن فيقول :مراد به كذا .دون أن يرجع إلى التفسير سواء كان تفسير النبي
يفسرا ( األلف ھذه لإلطالق يعني :ويحرم تفسير القرآن بالرأي لقوله وأن ُ َ َّأو أصحابه أو عالم بقواعد اللغة ونحو ذلك ) َ ْ
» :من قال في القرآن برأيه أو بما ال يعلم فليتبوأ مقعده من النار « .رواه أبو داوود ،والترمذي وحسنه .ولقوله تعالى :
ليس َ َ
لك ِ ِ
به تقف َما َ ْ َعلم ﴾ ] اإلسراء . [36 :ھذه عامة في التفسير وفي غيره كل الشريعة ﴿ َوالَ َ ْ ُ به ِ ْ ٌ ليس َ َ
لك ِ ِ تقف َما َ ْ َ ﴿ َوالَ َ ْ ُ
تعلمون ﴾ فإذا قال :مراد جل وعال بھذه اآلية .وكان على ّ ِ
َما الَ َ ْ َ ُ َ تقولواْ َ َ شيئا أعلم ﴿ َ َ
وأن َ ُ ُ لم ﴾ كل إنسان ال يعلم ً ِع ْ ٌ
ابتداء من رأيه دون الرجوع إلى قواعد التفسير نقول :قد قال على ما ال يعلم . ً
َ
تأويله ( يعني : ْ َ َ
يفسرا بالرأيِ ال ِ ْ ُ َ
وأن ُ َّ َ
تأويله ( بالرأي ألن االستدراك ھنا ) ْ َ ْ َ
فحررا ( ) ال ِ ْ ُ َ َ ْ َ َ
يفسرا بالرأيِ ال تأ ِ ْ ُ
ويله َ ِّ َ َ
وأن ُ َّ َ
) ْ
بالرأي .ألن الرأي رأيان :
صحيح ،وفاسد .
57
متبعا لھواه . صحيح إذا اعتمد على قواعد التفسير والمفسرين ،وفاسد إذا كان ً
بقرة ﴾ ] البقرة [67 :الرافضة يقولون :عائشة رضي تعالى عنھا .ھذا تفسير ماذا ؟ ھذا تذبحوا َ َ َ ً
أن َ ْ َ ُ ْ أمركم َ ْ
َي ْ ُ ُ ُ ْ إن ّ َ ﴿ ِ َّ
بالرأيِ ( فال يحرم للعالم بالقواعد والواقف على علوم َ تفسيرا ھذا نسميه لعب ھذا يسمى لعب ) .ال َ ْ ِ ْ َ ُ
تأويله ( ) ً ال نسميه
تبعا لألصل قد فارق أو غاير بين التفسير والتأويل فارق بين وغاير بين فحينئذ يكون المصنف ھنا ً ٍ القرآن وشروط المفسر
فحينئذ نقول :الفرق بينھما أن التفسير ال يجوز بالرأي لماذا ؟ قال :ألنه شھادة على والقطع بأنه عنى ٍ التفسير والتأويل ،
بھذا اللفظ ھذا المعنى .إذا قطع بأنه عنى بھذا المعنى ھو ھذا المعنى ال بد من نص ال نقطع لذلك المفسر ال يقطع مثل
المجتھد الذي يجتھد في األحكام يجتھد رأيه وينظر في قواعد يقول :لعل الصواب كذا .وال يقطع بأنه ھو الحق الحتمال
ماذا ؟
الحتمال الخطأ في اجتھاده ،كذلك المفسر ال يقطع بأن مراد الرب جل وعال من ھذه اآلية أو من ھذه الكلمة ھو كذا إال
بلفظ من النبي أو الصحابة الذين شاھدوا التنزيل والوحي ،وأما التأويل فھو ترجيح أحد المحتمالت بدون القطع والشھادة
بأن مراد تعالى كذا يعني ينظر في األقوال فإذا بابن عباس قال قوالً وخالفه زيد بن ثابت وخالفه معاذ مثالً فينظر في
فحينئذ ماذا ؟ رجح أو قدم أحد المحتمالت على اآلخر . ٍ اعتبار القواعد فيقول :أعلم أن قول ابن عباس أرجح .
ً َ َ
تأويله ( التأويل إذا نظرنا إليه من حيث ھو نقول :ھذا مصدر َّ .أول ي ُِّئو ُل تأويال ألن التأويل له معنى خاص عند ) ال َ ْ ِ ْ َ ُ
األو ِل وھو الرجوع إلى تأويال مأخوذ من َ ْ ً المتأخرين ولكن نقول من حيث القسمة :التأويل في األصل أنه مصدر ََّأول ي َُئوِّ ُل
وتأول ُه فسره وعليه في المعنى اللغوي ھنا افترق َّ َ األصل يقال :آل إليه َ ْأوالً ومآالً بمعنى رجع ويقال َّ :أول الكالم تأويالً
االصطالح على ثالثة أنحاء :
فيطلق التأويل ويراد به تأويل الكالم بمعنى ما أوله إليه المتكلم .
حينئذ إنما يرجع ويعود إلى حقيقته في اإلنشاء إلى امتثال المأمور وفي الخبر إلى ٍ أو ما يؤول إليه الكالم ويرجع ،والكالم
إنشاء ومنه األمر ً حينئذ صار ھذا النوع نوعين ألنه إما أن يكون ما يؤول إليه الكالم ويرجع إما أن يكون ٍ ُخبر به وقوع ْالم ْ ِ
خبرا فتأويل األمر ھو فعل المأمور به ولذلك لو قال : ....أقيموا الصالة .فقام صلى فعل الصالة نقول :ھذا وإما أن يكون ً
تأول اآلية .بمعنى :امتثل المأمور به .ولذلك جاء في حديث عائشة رضي تعالى عنھا قالت :كان رسول يقول
نصر َّ ِ
في ركوعه وسجوده » :سبحانك اللھم وبحمدك اللھم اغفر لي « .تقول :كان يتأول القرآن .ألنه جعله ﴿ َِإذا َجاء َ ْ ُ
واستغفرهُ ﴾ ] النصر ً [3 - 1 :إذا امتثل المأمور ربك َ ْ َ ْ ِ ْ بحمد َ ِّ َفسبح ِ َ ْ ِأفواجا ً * َ َ ِّ ْ ََْدين َّ ِ الناس َ ْ ُ ُ َ
يدخلون ِفي ِ ِ ورأيت َّ َ والفتح * َ َ َ ْ َ َ ْ َْ ُ
يقول ُ يأتي َ ْ ِ ُ ُ
تأويله َ ُ يوم َ ْ ِ ينظرون ِإالَّ َ ْ ِ َ ُ
تأويله َ ْ َ ُخبر عين ْالم ُْخبر به ﴿ َھلْ َ ُ ُ َ فسمي تأويالً ،وتأويل اإلخبار أو األخبار ھو وقوع ْالم ْ َ ِ
تأويله ﴾ المراد به يوم يقع عين المخبر به وھو يأتي َ ْ ِ ُ ُ يوم َ ْ ِ
قبل ُ ﴾ ] األعراف ... [53 :إلى آخر اآلية ﴿ َ ْ َ نسوه ِمن َ ْ الذين َ ُ ُ َّ ِ َ
تأويله ﴾ يعني :يوم يأتي عين المخبر به وھو وقوع الساعة . يأتي َ ْ ِ ُ ُ يوم َ ْ ِ
الساعة ﴿ َ ْ َ
وأما النوع الثالث وھو :التأويل عند المتأخرين صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل ،وھذا قد
شاع في كتب التأويل التي ھي بمعنى التحريف في باب المعتقد يسمون التحريف بغير اسمه فيقول :ھذا تأويل .من باب
ً
صحيحا لدليل يجعله ٍ تنميق وتحسين العبارة ويحدونه بماذا ؟ بصرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل
تأويله ( يعني :ال يحرم تأويل فحررا ( ) .ال َ ْ ِ ْ َ ُتأويله َ َ ِّ َ نئذ يكون من باب إتباع الھوى ًإذا عرفنا قوله ) :ال َ ْ ِ ْ َ ُ فإن لم يكن لدليل حي ٍ
أيضا بمعنى التفسير كما ھو عادة ابن جرير ً معتمدا على قواعد وشروط المفسرين ،ويطلق التأويل ً القرآن بالرأي إذا كان
رحمه فيقال :القول في تأويل ھذه اآلية كيت وكيت .يعني :في تفسير اآلية وھذا ھو المشھور عند السلف أن التأويل
محررا الفرق بينھما والثاني أولى يعني : ً فحررا ( ھذه تكملة للشطر أو فخذ الفرق بين التفسير والتأويل بمعنى التفسير ) َ َ ِّ َ
ً
محررا ،إذا نقول ً مرادا به فخذ الفرق بين التفسير والتأويل ً فحررا ( إما أن يكون تكملة وإما أن يكون يجعل للكلمة معنى َ ِّ َ َ ) .
:الحاصل من ھذين البيتين أن المصنف رحمه تعالى يرى أن قراءة القرآن بغير اللسان العربي -وھذا مجمع عليه ليس
شأن المصنف فقط -أنه يحرم قراءة القرآن بلسان غير عربي .لكن التعبير ھذا يصح أو ال ؟
قراءةٌ ( .نحن نقول :غير تحرم ِ َ العربي َ ْ ُ ُ
لفظ َ َ ِ ِّ بغير َ ْ ِ إذا قيل :يحرم قراءة القرآن بغير اللسان العربي يصح ؟ ھو يقول ِ ْ َ ِ ) :
ممكن غير مقدور عليه محاالً مستحيالً فكيف نقول :تحرم ؟ عند األحناف -مضى معنا -أن النھي يقتضي الصحة أليس
كذلك ؟ النھي عن الشيء يقتضي الصحة قالوا :لو ال تصور وقوعه لما تعلق النھي عنه أما ما ال يقع فال يُنھى عنه ،ال يقال
مثال ،أعمى تراه أعمى غير مبصر ھنا ال يتعلق به النھي يقال :ال تنظر عورة ً لألعمى :أبصر .أو ال تنظر إلى المرأة
فحينئذ كيف نقول ھنا ؟ ٍ المسلمين .ھو ال يمكن أن يُنھى عنه
58
لسان غير عربي تحرم .يعني :إن ُتصور أو تصورت ٍ نقول :ھذا من باب التنزل يعني :لو قيل بترجمة القرآن إلى
حسا يعني :وقوعھا في الوجود فالحكم الشرعي التحريم . حسا فالحكم الشرعي التحريم إذا تصورت الترجمة ً الترجمة ً
أيضاً والشيخ ابن عثيمين رحمه تعالى في أصول التفسير يقول :قد يحصل في الحس الترجمة لكلمة واحدة .لكن ھذا
ريب َ
ريب ﴾ قد يأتيك يعرف بعض العربية وال يعرف ﴿ ال َ ْ َ ريب ﴾ .ال يعرف ﴿ الَ َ ْ َيحتاج إلى نظر يعني :قد يقال له ﴿ :الَ َ ْ َ
ريب ﴾ بھذا اللفظ ويوازيھا ويساويھا عندنا في لغة العرب ﴿ َال حرفا بحرف في لغتك ﴿ الَ َ ْ َ ً ٍ
حينئذ ترجمة له ﴾ فتأتي بھا بلغته
أيضا يحتاج إلى نظر ھل يوجد كلمة في لغة ً ً
ريب ﴾ يقول :إذا كان كلمة فقط أحيانا وكذا يقول :ال بأس بھا .لكن ھذا َْ َ
ً
العرب مساوية للغة أخرى من كل وجه ؟ ھذا يحتاج إلى إثبات ،إذا عرفنا أن مراده بھذا البيت تحريم القراءة -قراءة
وتصُوِّ ر في الحسي وإال فالعقل يمنع الترجمة الحرفية ،كذلك يحرم القرآن -بغير لسان العرب وتحريم ترجمته ھذا إن أمكن ُ
قراءته بالمعنى وھذا يمكن وكذلك تفسيره بالرأي ال تأويله بالرأي المحمود .
ونقف على ھذا وصَّل وسلم على نبينا محمد .
59
الشريط الخامس
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
نوعا ( .
عشر ً َ ً
النزول زمانا ومكانا ،وھو اثنا َ َ ً َ ِ ُ ُّ يرجع إلى
العقد األول ُ :ما َ ُ َ ْ
قال المصنف رحمه تعالى ُ ِ ) :
خمس
ٍ ُّ
ذكرنا فيما سبق أن المصنف رحمه تعالى تبع األصل وھو )) النقاية (( وجعل أو حصر أنواع علوم القرآن في
أنواعه َيقينا ( وجمع ھذه الخمس والخمسين في عقود ك ُل حصرت َ ُ ُ قد ُ ِ َ ْ والخمسينا َ َْ ْ ِ الخمس ) َ ْ وخمسين وذلك فيما سبق أن
العقد األول ُ ( .بكسر العين ،والمراد َ ْ
عقود ( بدأ ينشر ھذه العقود فقال ُ ِ ) : ُ
ستة ُ ُ ٌ حوتھا ِ َّ
وقد َ َ ْ َ َ
عقد يحتوي على عدة أنواع ) ْ ِ ٍ
ومكانا ( ما اسم موصول بمعنى الذي يصدق على أنواع من علوم القرآن ً زماناالنزول َ ً يرجع إلى ُّ ُ ِ بالعقد كما سبق القالدة ) ما َ ُ
ومكانا ( ھذا باختالف ً النزول ( ً َ ) ،
زمانا واحد وھو ) ُّ ُ ِ ٍ إطار
ٍ شيء واحد يعني يمكن جمعھا في ٍ ،ھذه األنواع ترجع إلى
نوعا ( ،إذا أدرج لك من الخمس والخمسين ً عشر ً الوقت واختالف المكان وھو أي :ھذا النوع الذي ھو العقد األول ) اثنا َ َ َ
وعقد واحد وھو ما عنون له ما يرجع إلى النزول ،وھذه ستأتي متوالية فقال : عنوان واحد ِ ٍ ٍ نوعا تحتاثني عشر ً
) األول ُ ( من ھذه االثني عشر .
مكة بحذف التاء على ما ھو القاعدة في قاعدة المكي ھذا نسبة إلى مكانه وھو َ َّ ِّ ْ
والمدني ( ُّ َ ، المكي ْ َ َ ِ ُّ أيضا منھا ) ْ َ ِّ ُّ
ً والثاني
حينئذ تحذف الياء ٍ التزم [ ْ
فعيلة ُ ِ
وفعلي في َ ِ َ ٍ
فعيلة ] َ َ ِ ٌّ مدينة َ ِ َ والمدني َ ِ َ
َ ُّ ْ مكي ،مكي قالوا :مكة يُنسب إلينا بحذف التاء َ ِّ ٌّ ٌ النسب َ ِّ ٌّ
مختوم بتاء
ٌ وتحذف التاء اشتراكا مكة والمدينة في وجود أو ختم ھذه التاء تاء التأنيث وقاعدة أن النسب إذا كان المنسوب إليه
فعيلة بحذف وإسقاط الياء َ ِ َ
فعيلة ني بحذف وإسقاط التاء ،يزيد مدينة َ ِ مدينة َمدَ ِّ ٌّ مكي َ ِ َ مكة بالتاء َ ِّ ٌّ التأنيث وجب إسقاطھا نقول ّ َ :
مديني .بإبقاء الياء وجوزه البعض لكنه لو جاز يكون على ندرة فعلي .ھذا ھو المشھور يعني ال يجوز أن يقال ٌّ ِ ِ َ : تقول ٌّ ِّ َ َ :
وقلة .
ُ
فأعرب سليقي أقول
ولكني َ ِ ِ ٌّ ولست بنحوي يلوك لسانه
) )
وإن َ َ
تسلْ ََِْ ْ
والمدني َما بعدھا ْ ِ ، ) ھجرة َ َ ْ
نزل مكيه ما َ ْ
قبل َ ِ ْ َ ٍ َ ِّ ُّ ُ
)
............................ ) َ ََِْ ْ
فالمدني .................
)
62
نص في تعيين ٌ فحينئذ المرجع ھو حفظ الصحابة رضي تعالى عنھم والتابعين ألنه لم يرد عن النبي ٍ ھل ورد ؟ لم يرد
مكية بلقبھا الخاص وكون ھذه َمدَ ِ َّنية بلقبھا الخاص وسيأتي كية أو َمدَ ِ َّنية لكن في التعيين في التنصيص كون ھذه َ ِّ َّ كون ھذه َم ِّ َّ
واجتھادي .
ِ أن المعنى الطريق الذي يحكم به نقلي
ني القرآن كله أربع عشر ومائة سورة ،أو أربع عشرة سورة ومائة والمكيِّ َ ْ ،
فالمدَ ِ ّ المدَ ِنيِّ ْ َ ِّ تسلْ ( عن عدد كل من ْ َ وإن َ َ ) ِْ
مكية ؟ الجواب ال ،ھل كلھا َمدَ ِ َّنية ؟ الجواب :ال ً .إذا ال بد من التفصيل منھا ما ھو سورة ھل كلھا َ ِّ َّ ً ،مائة وأربع عشرة
ني باتفاق ،ومنھا ما ھو مكي على الراجح ومنھا ما ھو َمدَ ِ ّ مكي باتفاق ومنھا ما ھو َ ِّ ّ ني منھا ما ھو َ ِّ ّ مكي ومنھا ما ھو َمدَ ِ ّ َ ِّ ّ
ني على الراجح . َمدَ ِ ّ
النقاية (( السيوطي رحمه تعالى بأنھا َمدَ ِ َّنية ) : تبعا لصاحب األصل )) ُّ ھو سيذكر بعض األنواع التي ترجح عنده ً
ني . ني فأقول لك ْ َ
المدَ ِ ّ والمكيِّ ْ َ
فالمدَ ِ ّ المدَ ِنيِّ ْ َ ِّ كل من ْ َ تسل ( عن عدد ٍ وإن َ َ ْ ِْ
ً
تسلْ ( أين الھمزة ؟ أصلھا سأل حذفت تخفيفا ،لغة ،أو شذوذ ،أو ضرورة ؟ وإن َ َ ) ِْ
إسرائيل َ ﴾ ] بني ِ ْ َ ِ أرسلنا ﴾ ] الزخرف َ ﴿ . [ 45 :سلْ َ ِ ْ
من ْ َ َ َ واسألْ َ ْ َ إسرائيل َ ﴾ ] البقرة . [ 211 :اسأل ْ َ ﴿ ، بني ِ ْ َ ِ سلْ َ ِ لغة َ ﴿ :
ني ، المدَ ِ ّفالمدني ( فأقول لك ْ َ تسلْ َ ْ َ َ ِ ْ وإن َ َ
لغة ال يكون من باب الضرورة ْ ِ ) ، حينئذ يكون ً ٍ البقرة . [ 211 :جاء بھذا وجاء بھذا
المدني ( ،بإسكان الياء لضرورة النظم . الفاء ھذه واقعة في جواب الشرط .فأقول لك ) ْ َ َ ِ ْ
مع
القرآن َ ْأولتا ْ ِ ُ َ
ني ) َّ َ تسع وعشرون سورة ،سيسردھا ،وھي :أي التسع والعشرون سورة التي حُكم عليھا بأنھا َمدَ ِ ّ ٌ
القرآن ( ما ھو القرآن ھنا مراد القرآن كله وھو من الفاتحة إلى سورة الناس ،أول ما أولتا ْ ِ ُ َ
تبع ( َ َّ ) . الحج َ َ ْ
أخيرتيه وكذا َ ُّ َ ِْ َ َْ ِ
يقرأ في القرآن أي السور الفاتحة ،ثم البقرة ثم آل عمران .على ظاھر كالم المصنف أن الفاتحة والبقرة ھما المرادتان ھنا
أولتا ُ ْ ِ
القرآن شيء واحد َ َّ َ ) ، ٌ أولتا ( وذكرنا في مضى أن ھذه التسمية من باب التغليب فقط وإن األول القرآن ( َ َّ َ ) ، أولتا ُ ْ ِ ) َ َّ َ
( لكن ھل المراد الفاتحة والبقرة أم المراد البقرة وآل عمران ؟
البقرة وآل عمران .
كيف نصرف كالم المصنف ھنا وإن كان ظاھره أن الفاتحة والبقرة ؟ .
فحينئذ صارت األولية نسبية إضافية فلك أن تقطع الشيء عن ٍ نقول :األولية نسبية إضافية يعني باعتبار البقرة وما بعدھا
أوال ألي شيء باعتبار الشيء كله أو باعتبار ما بعده باعتبار وما بعدھا ،فصارت األولية ھنا ً أوال فصار ً سابقه فتجعله
حينئذ صح ٍ نسبية إضافية ،يعني :البقرة بنسبة آلل عمران أول والبقرة وآل عمران بالنسبة للنساء آلخر القرآن أولتا القرآن
كالم المصنف رحمه تعالى .
مكية ،وقيل َ :مدَ ِ َّنية ، القرآن ( .وھما البقرة وآل عمران ال الفاتحة والبقرة ألن الفاتحة فيھا خالف قيل َّ ِّ َ : أولتا ُ ْ ِ فالمدني َ َّ َ ) َ ََِْ ْ
ني ،وھذا أضعف األقوال ،والجمھور على أنھا َ ِّ َّ
مكية مكي والنصف الثاني َمدَ ِ ّ وقيل :نزلت مرتين ،وقيل :النصف األول َ ِّ ّ
أخيرتيه ( ) ، مع َ ِ ْ َ َ ْ ِ مكية ) َ ْ المدَ ِ َّنية والفاتحة المرجح فيھا عند الجمھور أنھا َ ِّ َّ ًإذا ال يمكن إدخال الفاتحة ھنا لكونه يعد السورة ْ َ
ذتان بكسر الواو اسم الفاعل م َُعوِّ ذ ،ألن أخيرتيه ( الضمير يعود على ماذا ؟ على القرآن ،وما ھما األخيرتان ھما ْالم َُعوِّ َ َ َ ِْ َ َْ ِ
يتعوذ ويتحصن بھا والسبب في نزولھما كما ھو معلوم قصة سحر النبي ،الذي سحره لبيد بن عاصم اليھودي . قارئھما َ َ َ َّ
م َُعوِّ َذتان :يقال :المعوِّ ذات والمعوذتان أليس كذلك ؟ إذا قيل المعوذات فما المراد ؟ .
عند أھل العلم قال :المعوذات بالجمع ،ويقال :المعوذتان إذا قيل :المعوذتان ال شك أنه تثنية فالمراد به سورة الفلق
فحينئذ تكون سورة اإلخالص من المعوذات ذكر ذلك ابن ٍ والناس وإذا قيل :المعوذات ھذا جمع ال بد أن يكون أقله ثالث ،
جدا .حجر في الفتح في كالم طويل ً
ً
أخيرتيه ( وھما المعوذتان بكسر الواو المشددة ،إذا المعوذتان مدنيتان . مع َ ِ ْ َ َ ْ ِ ) َْ
بع ( ) ،وكذا ( أي ومثل الذي ذكر من سورة البقرة وآل عمران ،والمعوذتين في الحكم بكونھا َمدَ ِ َّنية ) ُ الحج َت َ ْ ) وكذا َ ُّ
تبع ( لھا لكونھا َمدَ ِ َّنية ،والحج ھذه قول الجمھور فإنھا َمدَ ِ َّنية وإال فروى مجاھد عن ابن عباس رضي تعالى عنھما الحج َ َ ْ َ ُّ
معا ،قيل :س ُِّلم ني ً المدَ ِ ّالمكي و ْ َ مكية لكن المراد عند أھل العلم بأنھا َمدَ ِ َّنية وإن قيل إنھا من المختلف يعني :مما شمل ْ َ ِّ ّ :أنھا َ ِّ َّ
سابقا فأكثر سورة الحج نزل بعد ً ني لكن ينظر في األكثر واألغلب على الضابط الذي ذكرناه المكيِّ و ْ َ
المدَ ِ ّ ذلك الشتمال ْ َ ِّ
حينئذ نحكم عليھا بأنھا َمدَ ِ َّنية ولذلك ذكرھا المصنف ھنا ولذلك ذكر بعضھم مقولة أن سورة الحج من أعاجيب السور ٍ الھجرة
.لماذا ؟ .
ومدَ ِ ًّنيا ، ومكيا َ وحضرا ًّ ِّ َ ، ً ً
وسفرا بالنھار . ونھارا ،يعني وجد فيھا ما نزل بالليل وما نزل ً قالوا :أنھا نزلت ً
ليال
ومتشابھا .ألنھا اشتملت على عدة أنواع من علوم القرآن ،لك نوع من ھذه ً ً
ومحكما ً
ومنسوخا ، اسخا وحربيا ،ون ً ً ً
وسلميا
63
المذكورات نصيب حظ من آيات سورة الحج ،ولذلك بعضھم :ال يعبر بكونھا َمدَ ِ َّنية بل يقول ھي مختلفة ويذكر ھذا القول
المنسوب للصاوي ولغيره ألنھا اشتملت على ھذه األنواع العديدة :
القرآن ( و ) ُ َ
فالمدني َّأولتا ْ ِ َ ْ َ
معطوف على ) َّأولتا ( ) َ َ ِ ْ َ َ ٌ مائدةٌ ( ومائدة يعني :سورة المائدة ھي َمدَ ِ َّنية تبع ِ َالحج َ َ ْ ) وكذا َ ُّ
داخل فيھم ٌ ني األنعام وإنما ھو المدَ ِ ّ ْ
تلت ( األنعام النساء قوالن ألنھما عدا ھنا في َ َ َ
مع َما ْ مائدةٌ ( على إسقاط حرف العطف ) َ ْ َِ
تعالوا ﴾ ] األنعام [151 : ُ
المدَ ِ َّنية ﴿ قلْ َ َ َ ْ ْ ْ
مكية وإن وجد فيھا بعض اآليات َ فحينئذ األنعام َ ِّ َّ
ٍ ْ
قولھما :ما عدا ھذا المذكور ف َ ِّ ّ
المكي
مكية ،وھنا قوله : .إلى آخره ثالث آيات قيل إنھا َمدَ ِ َّنية ولكن العام أنھا َ ِّ َّ
متلوة وھنا الحكم للمائدة المتلوة والنساء َ ْ ُ ّ تلت ( يعني ما تلتھا المائدة ،فالمائدة ھي التالية والنساء ھي ْ َ ْ ُ ّ مع َما َ َ ْ مائدةٌ ْ َ ، مع ) ِ َ
حينئذ نحكم على المائدة بأنھا َمدَ ِ َّنية وعلى النساء بأنھا ماذا ؟ َمدَ ِ َّنية عرفتم قوله : ٍ مع المتلوة التي تلتھا سورة المائدة
مكية ولذلك ھذا من المختلف فيه تلت ( يعني :مع ما تلتھا المائدة ،وھي سورة النساء .وزعم النحاس أنھا َ ِّ َّ مع َما َ َ ْ ) َ ْ
وخرج البخاري عن عائشة رضي تعالى عنھا قالت :ما نزلت سورة البقرة والنساء إال وأنا عنده والمرجح أنھا َمدَ ِ َّنية َّ َ ،
اتفاقا وھي تقول :ما نزلت سورة البقرة والنساء إال وأنا عنده .عند النبي ، ً .ودخولھا عليه كان بعد الھجرة
ني فدل على أن سورة البقرة وسورة النساء مدنيتان اتفاقا وما نزل بعد الھجرة فھو َمدَ ِ ّ ودخولھا على النبي كان بعد الھجرة ً
المكيِّ . المدَ ِنيِّ و ْ َ ِّ وسقط قول النحاس ،والغريب أن أھل اللغة لھم كالم في ْ َ
والرعد ( وعن ابن عباس : َّ ْ ُ َ ٌ
براءة ، ٌ
سورة َمدَ ِ َّنية و ) براءةٌ ( يعني وأنفال بإسقاط حرف العطف فسورة األنفال َ ) َْ َ
أنفال ُ
مكية والجمھور على غريبا أنھا َ ِّ َّ ً سفي قوالً والقتال ُ ( حكى َّ
الن َّ ِ ّ َِ مكية )مكية في رواية أن الرعد ھذا من المختلف فيه أنھا َ ِّ َّ أنھا َ ِّ َّ
مثال لھا .ٌ أن القتال َمدَ ِ َّنية وھي سورة محمد وتسمى القتال وتسمى محمد وسبق أن بعض السور قد تسمى باسمين وھذا
والنصر
ْ ُ َّ َ ُِْ
والحديد ، مكية ) . وتالياھا ( يعني :تاليا القتال وھما سورة الفتح والحجرات ،وفي الحجرات قول شاذ :أنھا َ ِّ َّ ) َ َِ
بيوم ْ ِ َ َ ِ
القيامة ﴾ قيامة ( يعني وسورة القيامة ﴿ ال ُ ْ ِ ُ
أقسم ِ َ ْ ِ ( بإسقاط حرف العطف والحديد والنصر قول الجمھور أنھا َمدَ ِ َّنية ) ِ َ ٌ
عدھا في )) المدَ ِنيِّ وكذلك ّ النقاية (( السيوطي رحمه عدھا من ْ َ ھذه َمدَ ِ َّنية ،والمصنف ھنا الناظم تبع السيوطي في )) ُّ
الشراح يقولون :ھذا مكية ،وتجد ُّ َّ قول فيھا لكن يُحكى اإلجماع بأنھا َ ِّ َّ المدَ ِنيِّ وھنا تبع األصل بأنھا َمدَ ِ َّنية وھو ٌ التحبير (( من ْ َ
حينئذ نقول :قوله ) : ٍ كفروا ﴾ ] البينة . [1 : الذين َ َ ُ
يكن َّ ِ َ لم َ ُ ِ ِّمة وھي سورة ﴿ َ ْ لعله سبق قلم بدل من أن كتب قيامة صوابه قي ٌ
ِّمة -ھكذا قال الشارح -وھي سورة ﴿ مكية ،صوابه قي ٌ ضعيفا بأنھا َمدَ ِ َّنية وح ُِكي اإلجماع على أنھا ماذا ؟ َ ِّ َّ ً قيامة ( تبع قوالً ِ َ ٌ
مكية باإلجماع ،ودعوى اإلجماع ھذا كفروا ﴾ ] البينة . [1 :فإنھا َمدَ ِ َّنية عند الجمھور بخالف القيامة فإنھا َ ِّ َّ الذين َ َ ُيكن َّ ِ َ لم َ ُ ِ َْ
فيه نظر .
النقاية النقاية (( ،و)) ُّ زلزلة ( لكن تصويب كالم الناظم فيه نظر بل تبقى على أصلھا أن مراده القيامة ألنه نظم )) ُّ ٌ و) َََْ
(( أثبت أن القيامة َمدَ ِ َّنية فإذا ال نقول :أنه سبق قلم وال نقول :أنه خطأ بل نقول :ھذا قوله وھو مرجوح وعدھا السيوطي ً
النقاية (( . المدَ ِ َّنيات وكذلك في )) ُّ في )) التحبير (( بأنھا من ْ َ
والقدر ( َْ زلزلة ( يعني :وزلزلة ،سورة الزلزلة وفيھا قوالن ھذه ،والمرجح عند الجمھور أنھا َمدَ ِ َّنية ) قيامة ٌ َ َ ْ َ ، ) ِ َ ٌ
والمجادلة ( بفتح الدال ُ َ ََْ واألحزاب ،َْ َ ُ والنور ( سورة النور ) القدر ﴾ ] القدر ُ ُّ ) . [1 : ليلة ْ َ ْ ِ أنزلناهُ ِفي َ ْ َ ِ بسكون الدال َِّ ﴿ :إنا َ َ ْ َ
وسر ( ھذا المجادلة ،وسميت بھا في اللغة ْ ِ َ ) .. ِ عي المرأة قيل ويجوز كسر مجادلة إن روعي القصة قيل المجادَ لة وإن ُرو ِ َ
وسر ( في تعداد السور من المجادلة إلى سورة التحريم وتعد سبعة وتعد سبع سور الحشر ،والممتحنة أمر من السير يعني ) َ ِ ْ ٌ
المدَ ِ َّنيات يعني من المجادلة يعني جزء قد سمع كله ،والصف ،والجمعة ،والمنافقون ،والتغابن ،والطالق ھذه كلھا من ْ َ
حينئذ إذا قال :إلى التحريم ال يفھم أن ما بعد إلى ٍ ني ألنه عد المجادلة وعد التحريم وما بينھما ،وھي داخلة أي التحريم َمدَ ِ ّ
التحريم َّ
وسر ( في تعداد السور ) إلى ْ ِ ْ ِ داخل في الحكم السابق ) َ ِ ْ ٌ ً
على القاعدة المشھورة أنه ليس داخال في المغيا ،بل المغيا
لة ( في العدد ،نص على دخولھا لماذا ؟ ألن الغالب عدم دخول المغيا مع إلى بخالفه مع داخ َ ْ
وھي ( أي سورة التحريم ) ِ َ ْ َ
ً
فحينئذ نحتاج إلى التنصيص بكون ما بعد إلى داخال في ما قبله . ٍ حده ،الغالب أن ما بعد إلى ال يدخل فيما قبله
ً
مذكورا ُكم عليھا بأنھا َمدَ ِ َّنية ،والخالف واألدلة تجدونه تسع وعشرون سورة ھذه ح ِ َ ًإذا عرفنا اآلن ما ذكره الناظم وھو ٌ
في )) التحبير (( و)) اإلتقان (( ونحو ذلك .
المروي
َْ ِ ّ به على َّالذي َ َّ
صح ِ ) ھو ْ َ ِ ُّ
المكي وما َعدا َھذا ُ َ
)
64
خمس وثمانون وأيھما األولى أن يشرع في تعداد األقل أو ٌ تسع وعشرون بقي ني ألنھم ٌ المدَ ِ ّ ني َ ْ ، المدَ ِ ّ المكي أم ْ َ أيھما أقل ْ َ ِّ ّ
األكثر ؟
خمس وثمانون سورة ،والمستثنيات ھذه ٌ تسع وعشرون ثم أحالك على األكثر وھو عدد لك األقل الذي ھم ٌ األقل فذكر َّ
مكية إال ِّ ً
موجودة في مواضعھا ما من سورة اختلف فيھا إال وذكر أن بعضھا ليس داخال في مسماھا الكلي فيقال سورة كذا َ َّ
آية كذا وكذا ،وھذه َمدَ ِ َّنية إال آية كذا وكذا ھذا تجدونه في و )) اإلتقان (( ونحو ذلك ،والسيوطي استوفى ھذا الكالم كله في
)) اإلتقان (( .
سواء كان ً ِّ
المكي ( ھو المحكوم عليه بأنه َ ّ
مكي ْ
ھو َ ِ ُّ خمس وثمانون سورة ) ُ َ ٌ ) وما َعدا َھذا ( أي المذكور من السور وھو
مكية وقيل :الرحمن واإلنسان ِّ
مكية ،رجح بأن الفاتحة َ َّ ِّ
اتفاقا أو على األرجح وعليه ما ذكره الناظم ھنا بأن الفاتحة َ َّ ً
لمدَ ِنيِّ المدَ ِنيِّ يعني يضاف إلى ما سبق ھذه السور الرحمن واإلنسان واإلخالص والفاتحة من ا ْ َ واإلخالص والفاتحة من ْ َ
مكية . مكية واألصح والمرجح عند الجمھور أنھا َ ِّ َّ واألصح أنھا َ ِّ َّ
ني ھذا ضعيف ،بل قيل مكي والثاني َمدَ ِ ّ وقيل :الفاتحة نزلت مرتين والقول بأنه َمدَ ِ َّنية فقط أو بأنھا نصفين النصف األول َ ِّ ّ
:بأن القول بأن الفاتحة َمدَ ِ َّنية فقط ھذا قول مجاھد ال يعرف عن غيره وقيل :ھو شاذ ضعيف .ولذلك قال بعضھم :قد تفرد
ھفوة منه .ھفوة يعني بمعنى زلة . ً به مجاھد حتى ع َُّد
وقيل :النساء والرعد والحديد والحج والصف والتغابن والقيامة ،والمعوذتان مكيات واألصح أنھا مدنية ) على َّالذي
المروي ( .على القول الذي صح به أي بذلك القول المروي من األحاديث على النبي كيف نقول المروي على به ْ َ ْ ِ ّ صح ِ َ َّ
ني مرجعه حفظ الصحابة والتابعين المرجع في الحكم ومحل االستنباط ھو األحاديث محل المكي و ْ َ
المدَ ِ ُّ النبي ونحن نقول ُّ ِّ َ ْ :
مكية أو َمدَ ِ َّنية فما صح األصل مكية أو َمدَ ِ َّنية ال بد أن يثبت قول أو فعل النبي فنأخذ منه أن السورة َ ِّ َّ االستنباط بأن ھذه َ ِّ َّ
مكية حينئذ ضعف االستنباط منه ألن البعض قد يأتي ويحكم بأن السورة كذا وآية كذا َ ِّ َّ ٍ ضعُف األصل صح االستنباط منه وما َ
حينئذ ماذا نقول ؟ سقط األصل ،فيجب ٍ ثم ننظر نستند إلى دليل أثر عن النبي من األحاديث فننظر فيه فإذا به ضعيف
سقوط الفرع ھذا ھو األرجح .
المروي ( .صح المروي عن النبي من به َ ْ ِ ّ صح ِ المكي على َّالذي ( .يعني على القول ) َّالذي َ َّ ھو ْ َ ِ ُّ ) وما َعدا َھذا ُ َ
األحاديث واآلثار .
المدَ ِنيِّ والمكي واألكثر أنه يذكر تعداد فيه وأما المستثنيات ترجع إلى أصولھا ،لكن ذكروا بأن ھذا جملة ما يذكر في ْ َ
ني له ضوابط يمكن الحكم على السورة بأنھا َمدَ ِ َّنية لكن ھذا في ما المدَ ِ َّ المكي له ضوابط يمكن ْالحُكم على السورة بأنھا َ ِّ َّ
مكية و ْ َ ْ َ ِّ َّ
ٌ
وقياسي ٌ
سماعي ٌ
نقلي مكية أو َمدَ ِ َّنية إسناد لم يصح نقله ولذلك ذكر الجعبري وغيره أن طريق الحكم على السورة بأنھا َ ِّ َّ
ٌ
اجتھادي .
النقل السماعي وھو ما حكم به الصحابة رضي تعالى عنھم ثم التابعون .
واالجتھادي أو النقلي ھذا محل االستنباط والنظر والبحث والتدبر .
صحيحاً سماعي وقياسي ،والسماعي يستند إلى النقل الصحيح ال بد من أن يكون النقل ٌ ني طريقان المدَ ِ ّ المكيِّ و ْ َ لمعرفة ْ َ ِّ
عن الصحابة الذي عاصروا الوحي وشاھدوا نزوله أو عن التابعين الذي أخذوا عن الصحابة وسمعوا منھم ،ومعظم ما ورد
المدَ ِنيِّ من ھذا القبيل ،أكثر ما حكم فيه إما أن تجد قوالً لمجاھد أو قبل ذلك تجد قوالً البن عباس ،أو ُأبي بن المكيِّ و ْ َ في ْ َ ِّ
حينئذ نقول :ھذا حكمھم أنه نقلي مستنده ٍ كعب ،أو علي بن أبي طالب ...إلى آخره أو من التابعين كمجاھد وعطاء ونحوھم
حينئذ ال بد من النظر والبحث ولذلك وُ جد النوع الثاني وھو ٍ حينئذ نحكم به ،فما لم يرد أو إذا اختلفوا ٍ السمع فما صح عنھم
القياس واالجتھاد وھذا يستند إلى ماذا ؟
ً
المدَ ِنيِّ ولذلك بحثوا ونظروا في ما حكم عليه اتفاقا أو عن األرجح فيما حكم عليه ْ
المكيِّ وخصائص َ إلى معرفة خصائص ْ َ ِّ
المدَ ِنيِّ ،ووجدوا المكيِّ وال توجد في ْ َ ني وجدوا بعض األلفاظ أو بعض القصص أو بعض المواضيع ھذه تختص ب ْ َ ِّ بأنه َمدَ ِ ّ
مكية أو ِّ
مختلف فيھا ھل ھي َ ّ ٌ فحينئذ إذا وجدت سورة أو آيات ٍ ِّ
المكيِّ ْ
المدَ ِنيِّ وال توجد في َ ْ
أيضا توجد في َ ً بعض الخصائص
مكي لماذا ؟ ِّ
مكي فنحكم عليه بأنه َ ّ ِّ
شبھا فما وجد فيه مما اتفق عليه أنه َ ّ َمدَ ِ ّنية نقول :نلحقھا بأقربھا ً
المكيِّ فيلحق به وھذا ھو أصل القياس فيه إلحاق وكذلك ِّ ْ
ألن أسلوبه وألفاظه على أسلوب وألفاظ وطريقة موضوعات َ
المكيِّ أمور : حينئذ يقال ضوابط ْ َ ِّ ٍ ْ َ ِّ ّ
المكي
الناس ﴾ وليس أيھا َّ ُ سورة فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ ٍ سورة وھذه الضوابط أغلبية ليست كلية مطردة وإنما في األغلب األكثر كل ٍ أوالً :كل
واسجدوا ﴾ ] الحج . [ 77 : اركعوا َ ْ ُ ُ آمنوا ْ َ ُ الذين َ ُ أيھا َّ ِ َ مكية إال سورة الحج ففي آخرھا ﴿ َيا َ ُّ َ آمنوا ﴾ فھي َ ِّ َّ الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ
65
الناس ﴾ وليس فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ
أيھا أيھا َّ ُ مكية ًإذا كل سورة اشتملت على قوله تعالى َ ﴿ :يا َ ُّ َ وبعضھم يرى أن ھذه اآلية األخيرة َ ِّ َّ
خطاب يشمل المؤمن والكافر وأھل مكة آمن بعضھم ٌ الناس ﴾ ھذا أيھا َّ ُ مكية لماذا ؟ ألن ﴿ َيا َ ُّ َ آمنواْ ﴾ حكمنا عليھا ألنھا َ ِّ َّ الذين َ ُ َّ ِ َ
الناس ﴾ ھذا شامل ،وھذا من أدلة أن الكفار مخاطبون أيھا َّ ُ فحينئذ يخاطبون بـ ﴿ َيا َ ُّ َ ٍ وإن كانوا قلة لكن في الجملة ھم كفار
آدم ﴾ ھذا يشمل الكافر والمؤمن فال بني َ َ بفروع الشريعة ألنھم داخلون في ھذا العموم وكذلك ألحق بعضھم بھذا اللفظ ﴿ َيا َ ِ
الناس ﴾ نظر إلى ُ َّ أيھا َ
فحينئذ إذا خوطبوا بـ ﴿ َيا ُّ َ ٍ يختص بالمؤمنين ألن الخطاب في المدينة الغالب بل األصل أنھم مؤمنون
آدم ﴾ . بني َ َ الناس ﴾ َ ﴿ ،يا َ ِ أيھا َّ ُ المكي فھذا بـ ﴿ َيا َ ُّ َ الجملة وإلى األغلب ،أما ْ َ ِّ ّ
مكَّية إال سورة الحج ففي آخرھا ﴿ َيا َ ُّ َ
أيھا آمنوا ﴾ فھي َ ِّ الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ الناس ﴾ وليس فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ أيھا َّ ُ صورة فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ ٍ فإذا كل ً
الذين َ ُ ْ
آمنوا ﴾ . َّ ِ َ
آمنوا ُ ُ ْ
كلوا الذين َ ُ ْأيھا َّ ِ َ ربكم ﴾ ] البقرة [21 :كيف نقول َ :مدَ ِ َّنية فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ اعبدوا َ َّ ُ ُ الناس ْ ُ ُ ْ أيھا َّ ُ طيب سورة البقرة فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ
الذين َ ُ ْ
آمنوا ﴾ أيھا َّ ِ َ الناس ﴾ وليس فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ أيھا َّ ُ سورة فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ ٍ رزقناكم ﴾ ] البقرة . [172 :والضابط ھنا كل طيبات َما َ َ ْ َ ُ ْ ِمن َ ِّ َ ِ
آمنوا ﴾ الضابط ما ھو ؟ إثبات ونفي ،اإلثبات ﴿ َيا أَ ُّ َ
يھا الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ الناس ﴾ وفيھا ﴿ َيا َ ُّ َ أيھا َّ ُ ،وھذه فيھا سورة البقر فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ
المكية ولذلك استثني ماذا ؟ استثني سورة الحج حينئذ ليس من ضوابط ْ َ ِّ َّ ٍ آمنوا ﴾ إذا اجتمعا الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ الناس ﴾ وليس فيھا ﴿ َيا َ ُّ َ َّ ُ
.
مكية . سورة فيھا سجدة فھي َ ِّ َّ ٍ الثاني :كل
مكية سوى سورة البقرة . سورة فيھا قصة آدم وإبليس فھي َ ِّ َّ ٍ الثالث :كل
مكية سوى البقرة كذلك . سورة فيھا قصص األنبياء واألمم الغابرة الخالية فھي َ ِّ َّ ٍ الرابع :كل
كال ﴾ ھذا حرف زجر وردع لماذا ؟ مكية ﴿ َ َّ كال ﴾ فھي َ ِّ َّ سورة فيھا لفظ َّ َ ﴿ : ٍ الخامس :كل
المدَ ِ َّنية ؟ المكية دون ْ َ ألنھم قالوا :لماذا وجد في السور ْ َ ِّ َّ
المكي كما سيأتي من خصائصه القوة والشدة في العبارة لماذا ؟ ألن ْ َ ِّ َّ
كال ﴾ سورة فيھا لفظ ﴿ َ َّ ٍ كال ﴾ ًإذا كل بلفظ شاق ﴿ َ َّ حينئذ ناسب أن يُؤتى ٍ ٍ ألن فيه جبابرة معاندين ،جبابرةٌ معاندون مشاقون
ثالثا وثالثين مرة في خمس عشرة مكية ،ولم ترد إال في النصف األخير من القرآن الخمسة عشرة األخيرة ،ووردت ً فھي َ ِّ َّ
مكية . كال ﴾ ،فدل على أن ھذا خمس عشرة سورة نقول :ھذه َ ِّ َّ سورة في لفظ ﴿ َ َّ
مكية سوى الزھراوين البقرة وآل عمران واختلف في الرعد والصحيح سورة تفتتح بحروف التھجي فھي َ ِّ َّ ٍ سادس :كل
أنھا كما سبق َمدَ ِ َّنية ،ھذا من حيث الضوابط اللفظية .
المكية ِّ ْ
المكيِّ الدعوة إلى التوحيد .الغالب في السورة َ َّ ِّ ْ
وأما من حيث المميزات الموضوعية واألسلوب فنقول :الغالب في َ
المكية ؟ لو قيل ھذا السؤال نقول :الغالب فيه أنھا تتحدث عن من حيث الموضوع تبحث في ماذا ؟ ما ھو موضوع السورة ْ َ ِّ َّ
قوم كفار فأول ما يُبدأ به ھو التوحيد . التوحيد ألن المقام مقام دعوة إلى التوحيد ٌ
وعبادة وحده جل وعال ،وإثبات الرسالة والبعث والقيامة والنار وأھوالھا والجنة ونعيمھا ومجادلة المشركين
المكيِّ الدعوة إلى التوحيد ،وعبادة المكية ،نقول :الغالب في ْ َ ِّ بالبراھين العقلية ،كل ھذا موضوع البحث في السور ْ َ ِّ َّ
وحده وإثبات الرسالة والبعث -ألنھم منكرون للبعث ، -والقيامة ،والنار وأھوالھا ،والجنة ونعيمھا ،ومجادلة المشركين
بالبراھين العقلية .
المكية .وقوة المحاجة ألن ِّ ْ
الثاني :قوة األسلوب وشدة الخطاب مع قصر الفواصل يعني :اآليات تكون قصيرة في َ َّ
غالبھم معاندون فخوطبوا بما يقتضيه حالھم ھذا ما يسمى بمراعاة مقتضى الحال .
ني فضابطه : أما ْ َ
المدَ ِ ّ
مكية لماذا ؟ ألن النفاق أين وجد ؟ في المدينة ولذلك األول :كل سورة فيھا ذكر المنافقين فھي َمدَ ِ َّنية سوى العنكبوت فإنھا َ ِّ َّ
خلص ،وما ظاھرھم اإليمان وباطنھم الكفر خلص ،وكفار ُ ّ صدر سورة البقرة قسمت الناس إلى ثالث أصناف :مؤمن ُ َّ
مكية .حينئذ نقول :كل سورة فيھا ذكر المنافقين فھي َمدَ ِ َّنية سوى العنكبوت فإنھا َ ِّ َّ ٍ والعياذ با .
الثاني :كل سورة فيھا مجادلة أھل الكتاب فھي َمدَ ِ َّنية ألن أھل الكتاب إنما وجدوا في المدينة .
حد فھي َمدَ ِ َّنية . الثالث :كل سورة فيھا فريضة أو َ ّ
المدَ ِنيِّ تفصيل العبادات والمعامالت والحدود والمواريث ونحو ذلك ألنه في األصل ْ
أما من حيث الموضوع فالغالب في َ
حينئذ ال بناء وليس المراد أن النبي ٍ شرع ماذا ؟ التوحيد ھو األصل ثم بعد ذلك يأتي البناء إذا لم يوجد التوحيد وھو األصل ُ
جرد الدعوة في المدينة عن التوحيد ال وإنما يقال :كان األصل المركز عليه في مكة قبل الھجرة ھو التوحيد ثم في
66
المدينة لما كانوا موحدين أضاف وال نقول ترك الدعوة للتوحيد ھذا فھم خاطئ ولذلك نقول :بدأ النبي دعوته بالتوحيد
وختمھا بالتوحيد ولذلك مات عليه الصالة والسالم وھو يقول » :الصالة وما ملكت أيمانكم « .ثم قال » :لعن اليھود
ٍ
حينئذ بدأ بالتوحيد وختم والنصارى اتخذوا قبور أنبيائھم مساجد « .ھذا توحيد أم ماذا ؟ ھذا توحيد ھذا صميم التوحيد
المدَ ِ َّنية تفصيل العبادات والمعامالت يفھم منھا أنه ال دعوة للتوحيد ال وإنما أضاف ًإذا بالتوحيد وليس المراد أن ھذه اآليات ْ َ
الدعوة إلى التوحيد ماذا ؟ الدعوة إلى تفصيل العبادات ألنھا فرع وليست بأصل باعتبار التوحيد أما فيھا بعضھا في نفسھا
فھي أصول وال إشكال .
ني . الثاني :دعوة أھل الكتاب إلى اإلسالم ھذا من موضوعات ْ َ
المدَ ِ ّ
ني .الثالث :ذكر الجھاد وبيان أحكامه ،وفضله ،وتفصيالته ...إلى آخره .نقول :ھذا َمدَ ِ ّ
الرابع :فضح المنافقين وكشف أستارھم أو ستارھم .
الخامس :طول المقاطع واآليات .
ٍ
حينئذ ننظر إلى مثل ھذه مكية أو َمدَ ِ َّنية ِّ
المدَ ِنيِّ فإذا اختلف السلف في الحكم على السورة أو اآلية بأنھا َ َّ ھذا من ضوابط ْ َ
الضوابط وخاصة في الموضوعات عرفنا ھذا .
والسفري من آي القرآن ( َّ ِ ُّ َ الحضري
والرابع ُّ ِ َ َ : ُ ُ
الثالث ثم قال ُ َّ ) :
النوع
المدَ ِنيِّ وأھمھا معرفة الناسخ والمنسوخ ولذلك ال يحل ألحد أن يُقدم على تفسير كالم المكيِّ و ْ َ وعرفنا الفوائد المترتبة على ْ َ ِّ
ني . المكي و ْ َ
المدَ ِ ّ عز وجل إال بعد معرفة ھذا النوع ْ َ ِّ ّ
والسفري من آي القرآن .وما سيذكره اآلن من َّ َ ِ ّ ري نوعا َ َ ْ :
الحض ِ ّ النوع الثالث والرابع من العقد األول وھو اثنا عشر ً
العقود ھذه ال ينبني عليھا من الفائدة وإن كان لھا أھمية من حيث تعلقھا بالقرآن ال شك بذلك لكن ال ينبني عليھا أحكام كما
ني ينبني عليه أحكام من جھة التحريم ونسخ إلى آخره وأما الحضري المدَ ِ َّ المكي و ْ َ المدَ ِنيِّ ،ال شك أن ْ َ ِّ َّ المكيِّ و ْ َ
ھو في شأن ْ َ ِّ
والسفري والصيفي والشتائي والنھاري والليلي والفراشي والنومي ھذه من قبيل العلم فقط ،من قبيل العلم باآليات فقط أما
ھل يترتب عليھا حكم شرعي أو ال ؟
نقول :ال يترتب عليھا شيء من ذلك .
الحضري ( ھذا نسبة إلى حضر والمراد به اإلقامة ألن اإلنسان إما أنه مقيم أو مسافر أما مستوطن ھذا ال وجود له وإن ) َ َ ِ ُّ
ذكره كثير من الفقھاء إما مقيم وإما مسافر وزاد الفقھاء مستوطن وھو الذي يرد إلى بلد لم يقصد أنه يقيم يجعله بلده الخاص
مستوطنا ھذا عند الفقھاء ورتبوا عليه ً حينئذ نقول :ال ھذا يسمى ٍ كما كان األول يعني يستقيم من األول وينتقل إلى الثاني
أحكام من حيث القصر والجمعة ..إلى آخره لكن الصحيح أنه ال وجود وإنما ھو إما مقيم وإما مسافر ،فالحضري ھذا نسبة
إلى الحضر الياء ھذه ياء النسبة وھو ما نزل في الحضر يعني :في حالة إقامة النبي .وإقامة النبي قد تكون في مكة
المكيِّ و ْ َ
المدَ ِنيِّ ؟ وقد تكون في المدينة ًإذا ھل لھذا النوع ارتباط ب ْ َ ِّ
المدينة عليه الصالة والسالم بعد أن انتقل ألنه أقام في المدينة ترك قد يكون له ارتباط فما نزل في المدينة وھو مقيم في ْ َ ِ َ ِ
مكي حضري .ألنه كان مقيم مكة وأقام في المدينة نقول :ھذا حضري ومدني ،وما نزل في مكة قبل الھجرة فنقول :ھذا َ ِّ ّ
المكيِّ و ْ َ
المدَ ِنيِّ . حينئذ قد يجتمعان ،قد يكون ارتباط بين الحضري و ْ َ ِّ ٍ قبل الھجرة
والسفري ( ھذا نسبة إلى السفر مأخوذ من اإلسفار وھو :البروز والظھور .ومنه :أسفر الصبح إذا أظھر األشياء . َّ ِ ُّ َ )
سفرا ألنه يسفر عن أخالق الرجال إذا أردت أن ً ِّي السفر ومنه :السفور .النساء إذا تبرجت أظھرت محاسنھا وقيل ُ :سم َ
تجرب وتختبر صاحبك خذه في رحلة .
ٍ
حينئذ نقول :ھذا ً
سفرا . والسفري ( ھذا نسبة إلى السفر ،إذا ما نزل في السفر في حال ليست حال اإلقامة يسمى : ً َّ َ ِ ُّ )
ً
المدَ ِنيِّ نقول :نعم الشأن شأن األول .إذا النوعان الحضري والسفري قد يجتمعان ْ
المكيِّ و َ ِّ ْ
يسمى بالسفري وھل يجتمع مع َ
سفريا ،ومكي حضري ومكي سفري ممكن أو ال ؟ نعم من آي القرآن قال ً ّ ً
ومدنيا
ّ ً
حضريا
ّ ًّ
مدنيا المدَ ِنيِّ فيكون المكيِّ و ْ َ
مع ْ َ ِّ
رحمه :
َ ْ َِ
فاعلم جيش
َْ ٍ َ َِ ً
مائدة َ ِ
بذات َّ َ ُّ ِ
التيمم َ ََ ِ
َّ َ ِ ْ
كآية
والسفري
) )
ْ
من َ َ ِ
يقتفي ِِْ َ
الغميم يا َ ْ ُ ِ
كراع َ
ثم ْ ُ
الفتح في ُ
بالبيداء َّ ،
ھي ِ َ ْ َ َِْأو ِ َ
) )
67
والسفرْي ( أي :من القرآن .ذكرنا أنه منسوب من السفر يعني :ما نزل على النبي من القرآن وھو في حالة السفر َّ َ ِ )
التيمم ( السيوطي رحمه استوفى ھذا الباب في )) التحبير (( وفي )) اإلتقان (( أظن أوصله مقيما في المدينة ) َ َ َ ِ
كآية َّ َ ُّ ِ ً ليس
التيمم ( ھذه الكاف تمثيلية وليست استقصائية ألنه ذكر بعض كآية َّ َ ُّ ِ مثاال في )) اإلتقان (( ھنا ذكر أمثلة ) َ َ َ ِ ً إلى بضع وأربعين
التيمم ( التي في المائدة وھي المصدرة بقوله تعالى َ ﴿ :يا كآية َّ َ ُّ ِ مائدة ( ) َ َ َ ِ
التيمم َ ِ َ ً
كآية َّ َ ُّ ِاألمثلة ثم أنت تبحث في بقية اآليات ) َ َ َ ِ
صعيداً َ ِّ
طيبا ً ﴾ ] المائدة [6 : تجدواْ َماء َ َ َ َّ ُ
فتيممواْ َ ِ فاغسلواْ ﴾ ] المائدة [6 :اآلية ﴿ َ َ ْ
فلم َ ِ ُ الصالة ْ ِ ُقمتم َِإلى َّ ِ آمنواْ َِإذا ُ ْ ُ ْلذين َ ُ َ ُّ َ
أيھا ا َّ ِ َ
ھذه تسمى آية التيمم ولم تسم بآية الوضوء ؟
ُ
] نعم ھو ھذا [ وله ملحظ آخر وھو خالفھم في اآلية ھل ھي مؤسسة أو مؤكدة بمعنى مؤسسة ھل الوضوء شرع في ھذه
مؤكدة ؟ الثاني أم األول ؟ مشروعا ثم نزلت اآلية ِ ً تأسيسا أو أن الوضوء كان ً مشروعا فصار الحكم ً اآلية وقبله لم يكن
حينئذ يكون قد صلوا بال وضوء قبل نزول اآلية إذا أثبته من جھة السنة ،ولم يثبت باإلجماع صالة ٍ قلت :التأسيس إن َ
مؤكدة على الصحيح فحينئذ نقول :ھذه اآلية ِ ٍ بدون وضوء ال في مكة ال قبل الھجرة وال بعدھا لم يثبت صالة بال وضوء
وليست مؤسسه بالنسبة للوضوء .
مائدة ( التي في سورة المائدة احترازا من آية التيمم التي في سورة النساء وال أدري لماذا يحترزون عنھا ً التيمم َ ِ َ ً
كآية َّ َ ُّ ِ ) َ ََ ِ
التيمم التي في سورة المائدة فحذف ِ مائدة ( بالنصب على نزع الخاص ،واألصل كآية مع أنھم يقولون :نزلت في السفر ً َ ِ َ ) .
حرف الجر فانتصب ما بعده .
ُنجر
للم ِ ُذف َفالنصبُ
حِ َ وإنْ
ِ ) ف َجرِّ
بحرْ ِ
الزما ِ َ َ ِ ِّ
وعد ِ ً
)
............................ ..................... نقالً
) )
لكنه ھنا من باب الضرورة بل توسعوا فيه جعلوه كالقياس ھم يقولون ً :
نقال .يعني مسموع وال يقاس عليه لكن في
ً
ونثرا يجعلونه كالمقيس وإال األصل أنه ماذا ؟ تصانيفھم ً
نظما
ً
سماعا . ال ُينصب على نزع الخافض إال
ُنجر
للم ِ ُذف َفالنصبُ
حِ َوإنْ
ِ ) ف َجرِّ الزما ِ َ
بحرْ ِ َ ِ ِّ
وعد ِ ً
)
ّ كعجب ُ
ْت أنْ َ ُ
يدوا ْن َ َ ٍ
لبس َ َ ِ َ أن َ َ
نقالً وفي َ َّ
مع أم ِ يطرد وأنْ
) )
وأن يطرد يعني :قياس .وما عداه من الموضعين فھو نقلي .
في أنْ َّ
َ ْ َِ
فاعلم جيش
َْ ٍ َ ِ
بذات َ َِ ً
مائدة ) التيمم والسفري َ َ َ ِ
كآية َّ َ ُّ ِ َّ َ ِ ْ
)
جيش ( ھذا بيان للموضع الذي نزل فيه على قولين اختالف بين الرواة ھل ھي بذات الجيش بالبيداء ( ) َ ِ
بذات َ ْ ٍ ) َْأو ِ َ
ھي ِ َ ْ َ ِ
موضع يقال له :ذات الجيش أو ھي بالبيداء ؟ فيه قوالن ،في الصحيح عن عائشة رضي تعالى عنھا أنھا نزلت بالبيداء
-يعني :اآلية آية التيمم -نزلت بالبيداء وھم داخلون المدينة .وفي لفظ :بالبيداء أو بذات الجيش .تردد الراوي بالبيداء أو
بذات الجيش لھذه الرواية الثانية حصل تردد في الحكم على موضع نزول آية التيمم مقطوع بأنھا سفرية ال إشكال في ھذا
ھي سفرية نزلت في السفر لكن أين ؟ ھل ھي بذات الجيش أو بالبيداء موضع خالف ،والخالف ھذا ال يخرجھا عن كونھا
الجيش ( يعني :فإنھا نزلت بمحل يسمى ذات الجيش وھو وراء ذي الحليفة قرب المدينة .يعني :موضوع سفرية ِ َ ) .
بذات ْ َ ْ ٍ
وراء ذي الحليفة قرب المدينة .
فاعلم ( ذلك الحكم بأنھا نزلت بذات الجيش أو بتنويع الخالف بين الرواة ھي :بالبيداء .ھي أي :آية التيمم نزلت ) َ ْ َِ
بالبيداء ،وھي ذو الحليفة قيل في طرفھا ،فالبيداء قيل :ھي ذو الحليفة .وقيل :طرف ذي الحليفة .قوالن في تفسير البيداء
68
كل ھذا أو ذاك فھي سفرية وسبب النزاع ھو ما ذكرناه من حديث عائشة في البخاري وفي لفظ :في البيداء أو بذات ،وعلى ٍّ
الجيش قرب المدينة في القفول من غزوة بني المصطلق .
ً
وھذه الغزوة كانت في شعبان سنة ست أو خمس أو أربع ،ثالثة أقوال ،في أقوال ثالثة إذا عرفنا أن السفري كان آية
التيمم موضعھا فيه خالف ھل ھي بذات الجيش أو بالبيداء .
ثم ( ھنا للترتيب الذكري ال أصل ُ
الفتح ( أي :ثم سورة الفتح .يعني :يُذكر لك بعد ما سبق سورة الفتح .و) َّ ثم َ ْ ُ ) ُ َّ
جرا التيمم ( ثم سورة الفتح فحذف المضاف وأقيم المضاف مقامه فجر ً معناھا ،ثم سورة الفتح ھذا عطف على آية ) َ َ َ ِ
كآية َّ َ ُّ ِ
سورة الفتح سورة بالجر عطف على آية ثم حذف المضاف وأقيم المضاف ِ ألن المضاف ھنا مكسور أليس كذلك مجرور ثم
حينئذ :ھذا الفتح عطف على آية ٍ جرا فتقولً خفضا أو جر ًّ انتصابا أو خفض ً ً
ارتفاعا أو انتصب إليه مقامه فاألصل قد ارتفع
.
ثم سورة الفتح يعني :من السفر سورة الفتح ظاھره أن كل سورة الفتح نزلت في السفر أليس كذلك ؟ ثم سورة الفتح دل
على ماذا ؟
ً
كلھا وكذا قال البُلقيني تمسكا بظاھر ما رواه ْ على أن كل سورة الفتح نزلت في السفر لكن ليس بظاھر ،ظاھره
البخاري من حديث عمر رضي تعالى عنه :بينما ھو يسير مع النبي ..فذكر الحديث وفيه قال رسول » :
مبينا ً * ِ َ ْ ِ َ
ليغفر لك َ ْ
فتحا ً ُّ ِ إلي مما طلعت عليه الشمس « .فقرأ قوله تعالى َِّ ﴿ :إنا َ َ ْ َ
فتحنا َ َ علي الليلة سورة ھي أحب َّ َّ لقد أنزلت
تأخر ﴾ ] الفتح . [2 ، 1 :قال السيوطي رحمه :وال دليل فيه على نزولھا تلك الليلة بل َ
وما َ َّ َ َ
تقدم ِمن ِ َ
ذنبك َ َ َ
ُ َما َ َّ َ لك َّ
َ َ
حينئذ نقول :سورة الفتح األصح أن أولھا ھو الذي نزل في السفر . ٍ النازل منھا أو فيھا أولھا .
كراع َ ِ ْ ِ
الغميم ( ) في ُ ِ
كرع الغميم ھذا موضع نزول سورة الفتح أو أول سورة الفتح كما قيل في آية التيمم نزلت بذات الجيش أو بالبيداء ما
كراع َ ِ ْ ِ
الغميم الغميم ( باإلضافة ھذا األصل ) ُ ِ كراع َ ِ ْ ِ
موضعھا في السفر ؟ ھنا كذلك قال :الفتح سفرية أين موضعھا قال ِ ُ ) :
حينئذ يكون أقرب إلى مكة ٍ ً ميال من جھة ْ َ
المدَ ِ َّنية وبينه وبين مكة نحو ثالثين ميال ً مائة وسبعين ٍ المدَ ِ َّنية نحو( وادي بينه وبين ْ َ
من المدينة قال في القاموس :وكراع الغميم -ھذا علم موضع كراع الغميم علم موضع -على ثالث أميال من عسفان .
) علم لموضع األصل فيه اإلضافة وغميم ھذا ككريم والكراع جبل أسود في طبق الحرة يمتد إليه .قيل كراع الغميم ھذا ٌ
الغميم ( األصل أن يجب اإلضافة لماذا ؟ كراع َ ِ ْ ِ
الغميم ( باأللف لكن ھناك للوزن ال بد من تنوين األول ) ُ ٍ كراع َ ِ ْ ِ ُ ٍ
ألنه من باب سعيد كرز تعرفون ھذا ؟
ُوھما إذا َ َ ْ
ورد وأو ْل م ِ ً
ِّ معنى ) به َّ َ ْ
اتحد لما ِ ِ
وال يضاف اسم ِ َ
)
ُوھما إذا َ َ ْ
ورد وأو ْل م ِ ً
ِّ معنى ) به َّ َ ْ
اتحد لما ِ ِ
وال يضاف اسم ِ َ
)
ٍ
حينئذ كيف سعيد علم وكرز لقب ومسمى االسم ھو عين مسمى اللقب حينئذ سعيد كرز سعيد ھو كرز وكرز ھو سعيد ِ ٍ
غالم ٍ
زيد غالم ليس ھو عين زيد ُ ً
مغايرا للمضاف ھذا األصل يضاف األصل في اإلضافة المغايرة أن يكون المضاف إليه
وزيد ليس ھو عين غالم ال بد من المغايرة ،فإذا جاء غالم بمعنى زيد وزيد بمعنى غالم نقول :أضيف شيء إلى مسماه
ٍ
حينئذ يجب تأويله أليس ً
موھما .إذا أوھم أنه من باب إضافة سعيد كرز وھذا ال يجوز إال على التأويل ،ولذلك قال :وأول
كذلك ؟
لكن في مقام العلم إذا كانا مفردين االسم واللقب وجبت اإلضافة عند البصريين وھذا من المواضع التي يتناقض فيھا
ً
قليال فأنا عندي النحو كالملح في الدرس -االسم واللقب البصريون وال جواب ،ألنه في مقام االسم واللقب ً -
عفوا سنخرج
ٍ
حينئذ يجب اإلضافة . إذا كانا مفردين
حتما وإال ْ ِ
أتبع الذي ردف ً وإن يكونا مفردين فأضف
69
) )
وجوبا عند البصريين وإال يكونا مفردين فأتبع الذي ردف ،يكون ً
تابعا ھذا في مقام العلم في ً وإن يكونا مفردين فأضف
باب العلم يذكرون ھذا ،أن االسم واللقب إذا كانا مفردين وجبت اإلضافة وال يجوز اإلتباع والكوفيون يجوزن اإلتباع
فيقولون :سعيد ُكرْ ز .الثاني يكون ً
تابعا لألول عطف أو بدل ويأتون في باب اإلضافة فيقولون :
ً
موھما إذا ورد وأول
ِّ َمعْ نى ) به َّ َ ْ
اتحد لما ِ ِ
ُضافُ اسْ ٌم ِ َ
وال ي َ
)
كيف وال يضاف اسم لما به اتحد ؟ ثم في باب العلم وإن يكونا مفردين فأضف ً
حتما ھذا ال جواب يعني :عجز كثير من
النحاة أن يجيبوا عن مسألة البصريين في ھذا الباب أوجبوا اإلضافة في باب العلم سعيد كرز يجب اإلضافة ثم جاءوا في
باب اإلضافة تكلموا عن المضاف والمضاف إليه إذا كانا متحدين معنى ال يجوز اإلضافة فكيف الجمع ؟
ال بد من النسخ ھنا ال يمكن الجمع ألن األول يوجب اإلضافة والثاني يوجب عدم اإلضافة فكيف ھذا ؟
ال جواب ال تنتظر شيء ،ال جواب قيل :ھذا تناقض بين البصريين ال جواب .
ً
حتما وإال أتبع الذي ردف وإن يكونا مفردين فأضف
) )
كرز أليس كذلك ؟ حينئذ عندھم في باب العلم يقال :سعيد كرز .باب اإلضافة كر ُع غميم من قبيل سعيد ٍ ٍ فيجب
الغميم ككريم ھذا موضع قطعة ألن كراع ھذا طرف الشيء فاالسم ھو عين المسمى ،الغميم ھو مسمى كرع الغميم ِ ،
ٍ
فحينئذ صار من حينئذ ھو كرع غميم وھو الغميم نفسه ٍ أرض ونحوھا كما قال بعضھم :جبل أسود ينتھي إلى طرف حرة .
الغميم يكون الثاني
ُ ٌ
كراع باب سعيد كرز ً ،إذا يجب اإلضافة كر ُع غميم مضاف ومضاف إليه ،وعند الكوفيين يجوز اإلتباع
تبعا لألول ھنا من بدل كل من بعض أو عطف بيان سعيد كرز يجوز عند الكوفيين وال يجوز عند البصريين فيكون الثاني ً
الغميم ( باإلضافة ولكن ينونكراع َ ِ ْ ِ كراع َ ِ ْ ِ
الغميم ( بالتنوين واألصل ) ُ ِ باب ضرورة الوزن نمشي على مذھب الكوفيين ) ُ ٍ
تابعا لألول ،وإال أتبع الذي ردف يكون ً
تابعا له . حينئذ نجعل الثاني ً
ٍ ً
منونا لوجود أل والثاني ال يكوناألول َّ
ً
ً
ميال وكراعه الغميم ( إذا عرفنا كراع الغميم ھذا وادي بينه وبين المدينة نحو مائة وسبعينكراع بالتنوين ) َ ِ ْ ِ
ٍ الحاصل :أن
طرفه إذ كراع كل شيء طرفه .
ً
يقتفي ( يعني :يا من يتبع .االقتفاء ھو اإلتباع أي :يتبع طريقھم في معرفة السفر ونحو ذلك ،إذا عرفنا أن من َ ْ َ ِ
) يا َ ْ
سورة الفتح ھذه سفرية والمراد
به أولھا ،ثم موضع ذلك السفر الذي نزل فيه أوائل سورة الفتح ھو كراع الغميم وھذا الموضع الذي عينه لنا ما رواه
الحاكم في مستدركه ثم قال :
َْ َ
الختما ترجعون ﴾ َ ْ ِ
أول ھذا و﴿ ُ ْ َ ُ َ وبعد ﴿ َ ْيوما ً ﴾
ُ وبمنى ﴿ َ َّ ُ
واتقواْ ﴾ َِِ
) )
كث َ ْ
أزم َُنا ِّ ِ
باطراد َك ُھَنا ا ْم ُ ْ فيه ض◌ُ م ًِّنا ٌ
مكان ِ ٌ
وقت أو َّ
الظرفُ
) )
ٍ
حينئذ ظرفا لقدرت في واتقوا في ذلك اليوم ً مفعول به وال يصح جعله ظرف نعم تنبھوا ﴿ َ َّ ُ ْ
واتقوا َ ْيوما ً ﴾ ألنك لو جعلته
سلم الناس في الدنيا من التكليف بالتقوى ،صارت التقوى المأمور بھا في ذلك اليوم الذي ھو ال تكليف فيه في األصل أما ﴿
واتقوا َ ْيوما ً ﴾ أي :ذلك اليوم عينه نفسه ذاته اتقوه بماذا ؟ بالعمل الصالح في الدنيا فيكون اليوم ذاته متقى ،أما وقوع َ َّ ُ ْ
تتقون * َ َّأياما ً َّ ْ ُ َ ٍ
معدودات ﴾ ] علكم َ َّ ُ َ
﴿ لَ َ َّ ُ ْ إفساد للمعنى الذي دلت عليه اآلية مثل : ٌ التقوى في ذلك اليوم ھذا ليس بمراد ھذا
أول ( أمر من َ
يوما ) ْ ِ ترجعون ﴾ ( جاءت بعد ً وبعد ( لفظ اتقوا ) ﴿ َ ْيوما ً ﴾ و ﴿ ُ ْ َ ُ َ
ُ وبمنى ﴿ َ َّ ُ ْ
واتقوا ﴾ البقرة َ ِ ِ ) . [185 ، 184 :
اإلله اجعل بھذا الذي ھو ترجعون الختما األلف ھذه لإلطالق أي :ختم اآلية .
الحجة .الفتحالحجة وذو ْ َ القعدة ،وذو ْ ِ القعدة ،وذو َ وحجة .يقال :ذو ِ حجة َّ ِ ، حجة الوداع يقال َّ َ : ھذه اآلية نزلت عام ِ َّ ِ
حجة الوداع فيما أخرجه البيھقي في )) الدالئل (( الحجة أولى من الفتح ،عام ِ القعدة أولى من الكسر ،والكسر في ذي ِ فيه ذا َ
وذكره السيوطي ھناك .
َُ
سئول ُ يا ُّ َ ِ
السورة آلخر
ِ ) الرسول ُ ﴾
آمن َّ ُ ويوم َ ْ ٍ
فتح ﴿ َ َ َ
)
آلخر ُّ َ ِ
السورة ِ الرسول ُ ﴾آمن َّ ُ
فتح بالتنوين يعني :فتح مكة آية ) ﴿ َ َ
فتح ( ونزلت يوم ٍ ويوم َ ْ ٍ
َ يعني :مما نزل وھو سفري )
إال ُ َ ْ
نفسا ً ِ َّ يكلف ّ
الرسول ُ ﴾ والتي تليھا ﴿ َال ُ َ ِّ ُ
آمن َّ ُ
السورة ( يعني :آلخر سورة البقرة آيتان ﴿ َ َ آلخر ُّ َ ِ
ِ ( الالم ھنا بمعنى إلى )
سئول ُ ( قال السيوطي رحمه تعالى :ولم أقف السورة ( يعني :سورة البقرة ) يا َ ُ
آلخر ُّ َ ِ ِ وسعھا ﴾ ھذه نزلت في السفر ) ،
ُ َْ َ
تقليدا لغيره وإال لم يقف على له على دليل .مع أنه يذكره في )) اإلتقان (( وفي )) التحبير (( وفي )) النقاية (( لكنه يذكره ً
حينئذ يكون من باب التقليد . ٍ دليل فذكره
سئول ُ ( يعني :يا كثير ُ الرسول ُ ﴾ إلى آخر السورة سورة البقرة وال دليل عليه ) يا َ آمن َّ ُ ًإذا ونزلت يوم فتح مكة آية ﴿ َ َ
سئول ُ ( عن أي شيء كثير السؤال عن ماذا ؟ عن العلم الشرعي ومنه :معرفة سئول ُ ( فعول صيغة مبالغة ) يا َ ُ السؤال ) يا َ ُ
السفري من غيره .
بعد َ َ ْ
تبع وما َ ْ ُ
خصمان ﴾ َ ﴿ ََ ِ
ھذان َ ْ َ ِ ) مع سورةُ َ ْ َ ِ
األنفال َ ْ بدر ُ َ
ويوم َ ْ ٍ
َ
)
األنفال ( كلھا سورة األنفال كلھا ھذا ظاھر كالم المصنف مع أن السيوطيسورةُ َ ْ َ ِ
بدر ( يعني :نزلت يوم بدر َ ُ ) .ويوم َ ْ ٍ
َ )
رحمه في كتاب )) التحبير (( وفي )) اإلتقان (( يعبر بأول األنفال وھذا ھو الظاھر .
األنفال ( كلھا كما ھو ظاھر النظم أو أولھا ،فقد روى اإلمام أحمد رحمه عن سعد بن أبي وقاص سورةُ َ ْ َ ِ
بدر ُ َ
ويوم َ ْ ٍ
َ )
بدر ُقتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأتيت به النبي فقال » :اذھب فاطرحه « - . قال :لما كان يوم ٍ
يسيرا حتى نزلت سورة األنفال ً ليس لك -فرجعت وبي ما ال يعلمه إال من َقتل أخي وأخذ سببي قال :فما جاوزت إال
فقال رسول » :اذھب فخذ سيفك « .فدل على أنھا نزلت في ماذا ؟
بدر الدليل على أنه أولھا ألن الذي تعلق باألنفال والتقسيم ھو أول سورة األنفال ال كلھا .
يوم بدر ،لما كان يوم ٍ
بعد َ َ ْ
تبع وما َ ْ ُ
خصمان ﴾ َ ﴿ ََ ِ
ھذان َ ْ َ ِ مع سورةُ َ ْ َ ِ
األنفال َ ْ بدر ُ َ
ويوم َ ْ ٍ
َ
) )
71
................................ الحميد ﴾ ) ......... ِإلى ﴿ ْ َ ِ ِ
)
ھذان َ ْ َ ِ
خصمان ﴾ ( َ
مع ﴿ َ ِ صراط ْ َ ِ ِ
الحميد ﴾ ] الحج [24 :ھذه في سورة الحج ْ َ ) . وھدوا َِإلى ِ َ ِ من ْ َ ْ ِ
القول َ ُ ُ وھدوا َِإلى َّ ِّ ِ
الطيب ِ َ ﴿ َ ُُ
خصمان ﴾ ) َ َ ْ
تبع ( بعد ( أي :بعد قوله ِ َ َ ﴿ :
ھذان َ ْ َ ِ وما َ ْ ُ
خصمان ﴾ يحكم عليھا بأنھا سفري ) َ ھذان َ ْ َ ِ ﴿ ََ ِ يعني :مع آية
ھذان َ ْ َ ِ
خصمان ﴾ في الحكم بأنھا َ
تبعا لقوله ِ َ ﴿ :
تبع ( تبع ھذا مصدر يعني ً : بعد َ َ ْ
وما َ ْ ُ
تقريبا أو ست ) َ ً حينئذ تكون خمس آيات ٍ
الحميد ﴾ .والدليل كما ورد في البخاري عن أبي ذر رضي تعالى عنه أنه كان يُقسم أن ھذه اآلية ْ
سفرية إلى قوله ِ ِ َ ﴿ :
بدر وقت المبارزة لما فيه من ْ
نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه .قال البُلقيني رحمه :الظاھر أنھا نزلت يوم ٍ
خصمان ﴾ .مشركون والمؤمنون وھذا كان في ماذا ؟ في السفري في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه ھذان َ ْ َ ِاإلشارة بـ ﴿ َ َ ِ
ومتى قتل حمزة ؟
سفرا بالنسبة للمدينة ولم يقيد بثمانين ونحوھا . في أحد ،وأحد ھذه تعتبر ً
بعد ( أي :بعد خصمان حال كونه وما َ ْ ُ
) َ
ُ ِْ ُ
عوقبتم َما ِِْ ِ
بمثل ََ ُِ
فعاقبواْ وإن َ َ ْ ُ ْ
عاقبتم ) الحميد ﴾ ُ َّ
ثم ﴿ َ ِ ْ تبع ِإلى ﴿ ْ َ ِ ِ
ََ ْ
)
دينكم ﴾ اليوم َ ْ َ ْ ُ
أكملت َ ُ ْ
لكم ِ َ ُ ْ ﴿ َْْ َ ) رسموا ٍُُ
بأحد َ َ ٍ
وعرفات َ َ ُ
)
لكم ِ َ ُ ْ
دينكم ﴾ ( يعني اليوم َ ْ َ ْ ُ
أكملت َ ُ ْ رسموا ( أي :كتبوا نزول آية ) ﴿ ْ َ ْ َ بضم الميم للراوي ٍ َ َ ) .
وعرفات ( يعني :بعرفات ُ َ َ ) .
:في َحجة الوداع جاء في الصحيح من حديث عمر رضي تعالى عنه أنھا نزلت بعرفة عام حجة الوداع .وفي رواية :
عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع .
َ ِْ ُ
كثير ُ ُ ُ
وقوعه والحضري
َ َِ ) اليسير وما َ َ ْ َ
ذكرنا َھا ُ َ
ھنا َ ِ ْ ُ
)
72
كثير ( لماذا ؟ ألن األصل في اإلنسان اإلقامة والحضر أم السفر ؟ الحضر فلزم من ذلك أن يكون والحضري ُ ُ ُ
وقوعه َ ِ ْ ُ َ َِ )
ُ ُ ُ
وقوعه ً
والحضري ( ألن الحضر ھو األصل ألن اإلقامة ھي األصل والسفر إنما يكون طارئا ) َ َِ ّ الحضر أكثر من السفر )
حينئذ ال يحتاج إلى تمثيل لوضوحه .ٍ كثير ( وقوعه في القرآن كثير ولكونه األصل َ ِْ ُ
ثم قال رحمه :
ُّ َّ
والنھاري الليلي
ُّ والسادس :
ُ الخامس
ُ النوع
الليلي والنھاري يعني :ما نزل بالليل وما نزل بالنھار .ھذا نازل بالليل وھذا نازل بالنھار الليلي والنھاري أيھما األفضل
؟
النھار األصل ألن الليل سكن صار النھار أصل والليل ألنه محل للمعاش ،والليل محل للسكن واليقظة تكون في الليل أو
في النھار ؟
ٍ
حينئذ صار النھاري ھو األصل بالنسبة الليلي . في النھار ،واألصل أن الوحي ينزل للنبي يقظة
﴾ ََ
فول ِّ ﴿ َ ْ
أي ِْ َ ِ
القبلة ُ
وآية ) الليل الفتح َ َ ْ
أتت في َّ ْ ِ وسورةُ َ ْ ِ
ُ َ
)
سھلْ َْ ُ
والختم َ ُ ﴾ َ ِ َ
ألزواجك ْ َ ِّ بعد ﴿ َْ ُ ) النبي ُقل ﴾ له َ ﴿ :يا َ ُّ َ
أيھا َّ ِ ُّ َ
وقو ُ ُ
)
َ َْ ِ ِ
فأثبت َْ ُ ُ
أزواجه ِبھا َّ ْ
خصت ُ البنات ال َّ ِ ْ
التي التي فيھا َ َ ُ أعني َّ َِِْ
) )
َِ َ
يقينا َِ َ ٍ
بتوبة ﴾ أي ﴿ ُ ِّ ُ
خلفواْ َ ْ ) َّ َ َ
الثالثة ِ َ
الذين ﴾ ِ َّ ُ َ
وآية ﴿
)
ََ
نزال َّ ِ
بالنھار ِْ َ
الكثير َ َ َّ
أن ) بعض ِ َ ْ ِ ٍّ
لليلي َعلى َ ِِ
فھذه َ ْ ٌ
)
سھلْ َْ ُ
والختم َ ُ بعد ﴿ ِّ َ ْ َ ِ َ
ألزواجك ﴾ َْ ُ ) النبي ُقل ﴾ وقوله َ ﴿ :يا َ ُّ َ
أيھا َّ ِ ُّ َ ُُ
)
ِ ِ ْ
فأثبت َ َ ُ ُ ْ
أزواجه َ ِبھا َّ ْ
خصت ُ البنات ال َّ ِ ْ
التي التي فيھا َ َ ُ َِْ
أعني َّ ِ
) )
يعني :ومما نزل في الليل آية الثالثة الذين خلفوا الذين األلف ھذه لإلطالق
الثالثة ﴾ ( من ھم الثالثة :كعب بن مالك ،وھالل بن أمية ،ومرارة بن الربيع أي :خلفوا بتشديد الالم مغير وآية ﴿ َّ َ َ ِ ) َ ُ
يقينا ( أي :أتيقن أنھا ليلية يقينا ( وتسمى براءة ) َ ِ َ بتوبة ( يعني :بسورة توبة َ ِ َ ) . الصيغة حال كونھا كائنة بسورة التوبة ( ِ َ َ ٍ
يقينا ففي الصحيح من حديث كعب القصة أيضا ً ً وجوبا أتيقن أنھا ليلية ً يقينا ھذا مفعول مطلق لعامل محذوف يقينا َ ً أيضا ً ً
الطويلة فأنزل توبتنا حين بقي الثلث األخير من الليل ورسول عند أم سلمة ھذا دال على أنھا ليلية .
خلفواْ ﴾ ( . أي ﴿ ُ ِّ ُ ين ﴾ َ ْ الذ َ وآية ﴿ َّ َ َ ِ
الثالثة َّ ِ ) َ ُ
تخلفوا ؟ خلفوا أم َ َ َّ ُ ُ ِّ ُ
حينئذ الوصف ٍ أخرُوا بقبول عذرھم . وخلفوا يعني ِّ ُ : تخلفوا عن الخروج مع النبي ُ ِّ ُ ، أخرُوا ُ َّ َ َ ، وخلفوا بمعنى ُ ِّ تخلفوا ُ ِّ ُ ھم َ َ َّ ُ
ال من حيث تأخرھم وإنما من حيث قبول التوبة ألن النبي جاء من جاءه ممن لم يخرج فذكر بعضھم أسباب وبعضھم
] التوبة ... [43 :إلى آخره وھؤالء الثالثة ال إنما ذكروا لھم ﴾أذنت َ ُ ْ لم َ ِ َ ُ َ َ
عنك ِ َ عفا ّ أعذار فقبل منھم وجاء العتب ﴿ َ َ
فأخرُوا في قبول عذرھم أنھم لم يعتذروا كما اعتذر غيرھم وإنما ذكروا األسباب الحقيقة في عدم خروجھم أو في تخلفھم ُ ِّ
وأخرُوا عن خلفوا َ ِّ
تخلفوا عن الخروج والغزو وإنما من باب أنھم ُ ِّ ُ خلفوا من حيث إنھم َ َ َّ ُ حينئذ ليس الوصف ھنا ُ ِّ ُ ٍ وقبول توبتھم
قبول عذرھم .
لليلي ( بعض ليس الكل ذكر السيوطي كثير في اإلتقان ونحوه ) ِ َ ْ ِ ٍّ
لليلي بعض ِ َ ْ ِ ٍّ
فھذه ( المذكورات السابقة من األمثلة ) َ ْ ٌ ) َ ِِ
نزال ( ھذه األلف باإلطالق بالنھار ألنه ھو األصل الكثير ( ) َ َ
أن َ ِ ْ َ َ
نزال ( ) َعلى َّ بالنھار َ َ
) َّ ِ الكثير ( من اآليات أن َ ِ ْ َ َعلى َ َّ
وھو محل اليقظة واألصل فيه أنه محل التنزل .
والشتائُّي ( الصيفي نسبة إلى الصيف ،والشتائي نسبة إلى الشتاء ومعلوم أن الفصول أربعة ِ الصيفي
والثامن ُّ َّ : ُ السابع
ُ )
فلم خص أرباب علوم القرآن بالصيفي والشتائي فقط ؟ َِ
خرفي .قالوا :الصيف يلحق به الربيع لكونھما شماليين ،والشتاء يلحق به الخريف لكونھما ٌّ ربيعي .أو
ٌّ لم يقولوا :ھذا
ينئذ نقول :كل من الربيع والخريف ألحق بالفصل الذي يليه وھذا من باب االصطالح فقط وإال ما نص ھذا نزل جنوبين .ح ٍ
في الربيع وھذا نزل في الخريف وإنما جاء في بعض الروايات :آية الصيف .في قول النبي ،في ليلة شاتية .فجاء لفظ
الشتاء وجاء لفظ الصيف فألحق أرباب علوم القرآن بھذين الوصفين فكل ما جاء إما أنه صيفي وإما أنه شتائي ولذلك كل ما
يمثل ال بد من لفظ كلمة صيف أو شتاء والقول بأن الخريف ملحق بكذا والربيع ملحق بكذا ھذا ال مثال له إنما من باب تعميم
االصطالحات .
ًإذا الصيفي ھو :ما نزل بالصيف .
والشتائي :ما نزل بالشتاء .
الصيفي ( َْلم تحذف الياء لماذا ؟ حذف فعيلة ،ليس من قبيل فعل صيف فعل وھناك فعيلة مدينة وصيف ليس كمدينة ) َّ ُّ
ليس كسليقة .
كغني .وكذلك في شتي َ َ ِ ّ
شتوي ويحرك ويقال ٌّ ِ َ : والشتائي ( قال في القاموس :الشتاء كالكساء شتاء مثل كساء والنسبة َ ْ ِ ٌّ ِ ُّ )
أساسا الناظم ھنا نسبه إلى نسبة غير ً في َ َ َ ِ ُّ
وخرفي وشتوي مثل َخرْ ِ ُّ شتوي َ َ ِ ٌّ )) مختار الصحاح (( أن النسبة إلى لشتاء تكون َ ْ ِ ُّ
مشھورة .
كالعشر في َ ِ َ ِ
عائشة َ ِْ ِّ َ ِ
والشتائي ) كآية َ َ ِ
الكاللة َ ْ ِ َّ ٌ
صيفية َ ِ ِ
)
َّ َ ِ ٌّ
والشتوي كالعشر في عائشة .وبعضھم أصلحه في قوله :والشتائي لكن ھذا بھذه الصيغة الوزن ينكسر واألولى أن يقال :
يحتاج إلى إتباع ،وقد بحثت في القاموس في بعض المعاجم ما وجدت أنه يقال فيه مثل ما قيل في النسأي نسائي ونسأي كأنه
على وجدانه ،ذاك ال وإنما ھو شتاء ككساء ولذلك نص في القاموس في )) مختار الصحاح (( أن نسبة إلى الشتاء َ ْ ِ ٌّ
شتوي
75
ي .مثل َخرْ ِقّي َ َ َ
وخرِقّي أما شتأي ھذا يحتاج وشتوِّ ٌّ أيضا ٌّ ِ ْ َ :
شتوي َ َ َ ويحرك ويقال ٌّ ِ َ :
شتي كغني .وكذلك في )) المختار (( قال ً
إلى إثبات .
كالعش ِر في َ ِ َ ِ
عائشة َ ْ و َّ َ ِ ّ
الشتوي َ َِ
الكاللة َِ ِ
كآية َ ْ ِ َّ ُ
صيفية
) )
الكاللة ( الكاف ھذه للتمثيل ويحتمل أن ھذه لالستقصاء ألن أي :القرآن .صيفيه أي :ما نزل في الصيف ِ ِ َ ) ،
كآية َ َ ِ
حينئذ إذا لم يثبت إال آية الكاللة تكون الكاف ھذه استقصائية ،وإذا وجد مثال آخر فنقول : ٍ ً
واحدا ً
مثاال بعضھم ما ذكر إال
الكاللة ( والكاللة ھي :من ال والد له وال ولد .في الكاللة كما قال الواحدي :أنزل في الكاللة َ
كآية َ ِ َ
ھذه الكاف تمثيلية ) ِ ِ
قل ُّيستفتونك ُِ
ْ
الصيف وھي التي في آخرھا َ َ ُ َ ْ َ ﴿ . ِ آيتين :إحداھما في الشتاء وھي التي في أول النساء ،واألخرى في
الكاللة ﴾ ] النساء [176 :ھي التي معنا اآلن مثال التي في آخر سورة النساء ،في صحيح مسلم عن عمر رضي ُِْ ُْ
يفتيكم ِفي ْ َ َ َ ِ
شيء عليه -يعني :ما أغلظ ٍ تعالى عنه قال :ما راجعت رسول في شيء ما راجعته في الكاللة وما أغلظ لي في
لي فيه - .حتى طعن في أصبعه في صدري حتى قال » :يا عمر أال تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء « ؟ الصيف
كآية َ َ ِ
الكاللة ( عرفنا ماذا ؟ أن آية الكاللة ) َ ْ ِ َّ ُ
صيفية َ ِ ِ فقال » :الصيف « .فبين النبي أنھا نزلت في فصل الصيف ،
التي في آخر النساء ھذه صيفية والتي في أولھا ھذه َ َ ِ َّ
شتوية .
عائشة ( يعني :كاآليات العشر التي في سورة النور في براءة عائشة رضي كالعشر في َ ِ َ ِ
والشتوي منسوبة للشتاء ) َ ْ ِ َّ َ ِ ُّ
تعالى عنھا مما لمزه المنافقون ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي تعالى عنھا أنھا قالت في ذكر قصتھا :
أنزل عليه فأخذه من كان يأخذه حتى إنه ليتحدر منه مثل أحد من أھل البيت حتى ُ ْ ِ َ فو ما رام رسول وال خرج ٌ
شات .دل على ماذا ؟ على ٍ شات من ثقل قول الذي ينزل عليه ...الحديث .قولھا :في يوم ٍ الجمان من العرق وھو في يوم
أن ھذه العشر نزلت في الشتاء .
الفراشي من اآليات
ُّ التاسع ِ :
فعال
فراش ِ َأيضا يذكر معه .الفراشي نسبة إلى فراش وھو ما يتوسده اإلنسان لينام عليه َ ِ ، ً الفراشي ويقال :النومي
فراشا ً ﴾ ] البقرة [22 :فراش يعني : لكم َ ْ َ
األرض ِ َ جعلَ َ ُ ُ
فراش :بمعنى مفروش .كغيرات بمعنى مغرور ﴿ َ َ بمعنى مفعول ِ َ
وغرار ] وكتاب يحتمل فعال بمعنى مفعول قليل ھذا في اللغة لكن منه فراش ِ َ مفروش .فعال بمعنى :مفعول .وقل أن يوجد ِ َ
بمعنى فاعل كاتب جامع على أنه مجاز ،ويحتمل أنه مجموع مكتوب ما في بعد ،أما فراش وغرار ونحوه ھذا قليل [ .
نائما أم ال .لكننائما أم ال ھم يقولون :سواء كان ً الفراشي ( من اآليات يعني :ما نزلت وھو فوق فراشه سواء كان ً ُّ ) ِ
دائما يكون الوحي في اليقظة . نائما ما يرد أنه يوحى إليه وھو نائم ھذا ليس بصحيح وإنما ً ً
الفراشي من اآليات
ُّ ) التاسع ِ :
كآية ( ھذا خبر مبتدأ محذوف ،والفراشي كآية خبر مبتدأ محذوف جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ،والفراشي ) ََ ِ
) ََ ِ
كآية يعني :ما نزل من اآليات والنبي فوق فراشه مثل :آية الثالثة .فالكاف ھنا إما اسمية وإما حرفية وال بأس
نومه ( فإنھا نزلت في نومه وليس المراد النوم وإنما ما يستعد به للنوم المقدمة ( بفتح الدال أي المتقدمة ) في َ ْ ِ ِالثالثة ْ ُ َ َّ َ ْ
َّ ِ
سلمة ْ◌ ( ھند بنت أبي أمية المخزومية تزوجھا النبي بعد موت أبي سلمة ففي أم َ َ َ بيت ُ ِّ
ألنھا ما نزلت في النوم ) في َ ْ ِ
الصحيح أنھا نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وھو عند أم سلمة في فراشھا ،لكن استشكل ھذا كونه نزل عند أم سلمة أو
ٍ
امرأة غيرھا « .وھنا نزل الوحي في فراش ُّ علي
َّ نزلت ھذه اآلية في فراش أم سلمة بقوله في حق عائشة » :ما نزل
سلمة ( فما الجمع ؟ بيت ُ ِّ
أم َ َ َ ْ امرأة غيرھا « .وھنا يقول ) :في َ ْ ِ
ٍ الوحي في فراش
ُّ علي
َّ في بيت أم سلمة » ما نزل
76
ُ
أعطيت ً
تسعا . الجمع ما ذكره السيوطي بأنه روي عن عائشة رضي تعالى عنھا في مسند أبي يعلى أنھا قالت ُ :
الحديث .وفيه :وإن كان الوحي لينزل عليه وھو في أھله فينصرفون عنه -ھذا غريب تقول :فينصرفون .واألصل
الوحي في
ُّ علي
َّ فينصرفن -وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه ً .إذا ال معارضة بين الحديثين قوله » :ما نزل
امرأة غيرھا « .يعني :ينزل الوحي وتبقى في اللحاف وأما البقية ينزل ولكنھا تقوم وتنصرف من مكانھا ًإذا ھل ٍ فراش
ھناك تعارض ؟
ال معارضة بين الحديثين .
سابقا وإن كان كثير يذكرون ھذا يقولون :التاسع والعاشر ً الرؤ َيا ( ھنا ما ذكر النوم لما ذكرناه النازل ُ ِمثل ُ ُّ ْ ) َْ َ ُ ُ
يلحقه َّ ِ
مدع وينفيه ،
الفراشي والنومي .لكنه لم يذكر النومي ألنه مظنة أن الوحي نزل عليه وھو نائم وھذا ال وجود بل ال يدعيه ٍ
لكنه قول ضعيف في سورة الكوثر أغفى إغفاءة لكن ال ليست ھذه اإلغفاءة بنوم وإنما ھي ما يعتريه النبي عند نزول
الرؤ َيا ( كسورة أيضا ُ ُ َ ْ َ ) .
يلحقه َّ ِ
النازل ُ ( من اآليات حال كونه ) ِمثل ُ ُّ ْ الفراشي ً
ّ يلحقه ( أي :يلحقالوحي من الثقل ونحوه ) َ ْ َ ُ ُ
وحيا ( لما روى مسلم عن أنس رضي تعالى عنه قال :بين رسول بين أظھرنا إذا رؤيا َ ْ ِ
األنبياء َ ْ َ لكون ُ َ الكوثر ) ِ َ ْ ِ
آنفا سورة « .فقرأ :بسم علي ً
َّ متبسما فقلنا :ما أضحكك يا رسول ؟ فقال ُ » :أنزل ً غفى إغفاءة ثم رفع رأسه
حينئذ ھذا نزل ماذا ؟ نزل حيث أغفى النبي إغفاءة ،فھم البعض أنه ٍ الكوثر ﴾ ...السورة الرحمن الرحيم ﴿ َِّإنا َ ْ َ ْ َ َ
أعطيناك ْ َ ْ َ َ
نام فأوحي إليه لكن ھذا ليس بظاھر ،ولذلك نقول :القرآن كله نزل في اليقظة ،فكأنه الجواب عن أغفى إغفاءة فكأنه
عرض عليه الكوثر الذي نزلت فيه السورة فقرأھا عليھم وفسرھا لھم يعني :الرؤيا التي رآھا النبي فاستيقظ من اإلغفاء
فحينئذ فسر السورة بماذا ؟ بما رواه وإال السورة قد نزلت في اليقظة قبل ذلك ،ولكن ٍ وقد تبسم نقول :ھذا لكونه رأى الكوثر
حينئذ ال تعارض بأن كون القرآن ينزل إال يقظة وبين ظاھر ھذا النص ،وورد في بعض ٍ ما أخبره إال بعد أن أغفى إغفاءة
أغمي عليه لم يقل أغفى إغفاءة وإنما قال :أغمي عليه .وقد يحمل ھذا على الحالة التي كانت تعتريه عند الروايات أنه ُ ْ ِ َ
حينئذ اإلغفاءة التي وردت في النص األول ٍ نزول الوحي ويقال له َ :برْ َحا ُء .أو بُرْ َحا ُء كما يقولھا البعض الوحي فليس
إغفاءة النوم وإنما اإلغفاءة ھذه ما يعتري النبي من ثقل الوحي .
وحَيا
َ ْ َْ ِ
األنبياء رؤيا
ُ َ َِْ ِ
لكون ) الرؤ َيا َْ َ ُ ُ
يلحقه َّ ِ
النازل ُ ِمثل ُ ُّ ْ
)
وحيا ( لماذا ؟ ألنه كما جاء )) فإنھم تنام أعينھم وال تنام رؤيا َ ْ ِ
األنبياء َ ْ َ حينئذ ينزل في النوم إن صح التعبير ) ِ َ ْ ِ
لكون ُ َ ٍ
نائما ألن محل ً
حينئذ استوى في الحالين سواء كان يقظا أو ً ٍ حينئذ محل نزول الوحي ھو القلب ،والقلب يقظ ٍ قلوبھم (( .
الرؤ َيا ِ َ ْ ِ
لكون ( يعني :قيل النازل ُ ِمثل ُ ُّ ْ ) َْ َ ُ ُ
يلحقه َّ ِ نائما أغمضت عينيه أم ال نزول الوحي ھو القلب والقلب يقظ سواء كان ً
وحيا ( فإنھا تنام أعينھم وال تنام قلوبھم ثم قال :العاشر أسباب النزول . رؤيا َ ْ ِ
األنبياء َ ْ َ بھذا ) ِ َ ْ ِ
لكون ُ َ
وصل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . َّ ونقف على ھذا ،
77
الشريط السادس
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
نوعا ذكر األول ً ً
العقد األول وھو ما يرجع إلى النزول زمانا ومكانا وھو اثنا عشر ً ْ فال زال الحديث في بيان ما تضمنه ِ
ِ ُ ُّ
النزول ( . ُ َ
أسباب العاشر وھو )
ُ والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس ثم السابع والثامن والتاسع ،ووقفنا على
النوع العاشر تضيف النوع العاشر ال بد من ذكر كلمة النوع . ھذا النوع َّ ،
علم جليل قد أتانا به مھم كما سيأتي بيانه في فوائد ھذا العلم وھو ٌ نوع ٌٌ أسباب ُّ ُ ِ
النزول ( ،ھذا النوع ُ شر َ :النوع ) العا ُ
السلف كما أتانا به الخلف .
أفعال وھو في اللغة الباعث على الشيء ْ َ
فعل يُجمع على َ سبب َ َ ٍ
سبب َ َ ، أسباب ُّ ُ ِ
النزول ( أسباب جمع ُ العاشر َ :
ُ النوع )
وھذا على القول بأن السبب قد يُرادف العلة كما سبق بيانه في أصول الفقه .
) والفرق بعضھم إليه قد ذھب ) ومع علة ترادف السبب
ألن العلة فيھا نوع أو دليل على كون الشيء باعث على ما جُعل علة له ،والسبب قد يرادفه في بعض األحوال وقيل :
إنه مذھب جمھور األصوليين .
) والفرق بعضھم إليه قد ذھب ) ومع علة ترادف السبب
مانعا أو أشبه ما يكون بالرسمجامعا ً ً وحده بعضھم بحد يمكن أن يكون َّ ًإذا أسباب جمع سبب وھو الباعث على الشيء ،
ليس على جھة الحدود بالجنس والفصل .
مبينة لحكمه أيام وقوعه .سبب النزول إذا أردنا ضابط ً متحدثة عنه أو ً قال :سبب النزول ھو ما نزلت اآلية أو اآليات
ً
مبينة لحكمه أيام وقوعه .إذا ثم ارتباط بين وقوع الحدث واآلية التي نزلت ً ً
متحدثة عنه أو ھو :ما نزلت اآلية أو اآليات
مثال سورة الفيل نزلتً عما شاع وذاع عند بعض المفسرين حينما يذكرون مبينة لحكم ھذا أو ھذه الحال .ھذا احترز به َّ
ً
مبينة لحكم قصة الفيل ھل ھناك ارتباط بين الحادثة واآليات ؟ الجواب :ال ،نقول :سبب النزول أن تكون اآلية نزلت
ارتباط بين اآليات وبين الواقع ،فإذا كانت الواقعة قد ٍ حينئذ ال بد من ٍ بزمن يسير نزول اآليات ٍ الحادثة ،وھذه الحادثة سبقت
الفيل ﴾ ] الفيل . [1 :ال نقول : ربك ِ َ ْ َ ِ
بأصحاب ْ ِ ِ فعل َ َ ُّ َ كيف َ َ
تر َ ْ َ خال عليھا الدھر كقصة أصحاب الفيل ثم نزل قوله تعالى ْ َ َ ﴿ :
ألم َ َ
ھذه اآليات أو ھذه السورة سبب نزولھا ماذا ؟ قصة أصحاب الفيل نقول :ال ،قصة أصحاب الفيل تضمنت السورة ً
بيانا
حينئذ ليس ثم ارتباط بين السورة وبين ھذه القصة ً ،إذا ما نزلت اآلية أو ٍ لحادثة قد وقعت ومضى عليھا الزمان الطويل ٍ
ٍ
سورة قصة من قصص األنبياء أو ٍ ٌ
اآليات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه ھذا فيه رد على كل من وضع أمام ً ً
زمن قد مضى ، ٍ ٍ
واقعة في ٍ
لحادثة تضمنت حادثة سابقة ربطھا بماذا ؟ بتلك الحادثة نقول :ال ،جاءت ھذه اآليات مبينة
صالح ،أو شعيب مع قومه ھل نزلت ھذه ٍ ھود مع قومه ،أو عن نوح مع قومه ،أو عن ٍ ٍ تحدثت كما تتحدث اآليات عن
اآليات بسبب قوم نوح ؟ ال ،سورة نوح نقول :نزلت بسبب قوم نوح ؟ الجواب :ال ،وإنما تضمنت حادثة وواقعة وحكايةً
ثم ارتباط من حيث النزول ،يعني لم يكن سبب نزول اآليات ھو تلك الحادثة . أمم قد خلت في ھذه السورة وليس َ َّ لحالة ٍ
أسباب النزول عرفنا أسباب النزول قال الجعبري رحمه :نزول القرآن على قسمين :
ابتداء ،وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال . ً قسم نزل
ابتداء دون سبب ،وإما أن ينزل بسبب ھل له قسم ثالث ؟ الجواب :ال ،كل القرآن من أوله إلى ً القرآن كله إما أن ينزل
ً
ابتداء لبيان قصة مثال أو لبيان حكم شرعي ً آخره إما أن ينزل لسبب أو ال ما لم ينزل لسبب ھذا يسمى االبتدائي يعني :نزل
سببا لحادثة وقعت أو سؤال قد حصل ،وإنما ابتداء لم تنزل ً ً مرتان ﴾ ] البقرة [229 :نقول :ھذه اآلية نزلت مثالً ﴿ َّ َ ُ
الطالق َ َّ َ ِ
أول ما نزلت اآلية لبيان ما تضمنته من األحكام ،وقل غير ذلك في كثير من اآليات بل ھو الغالب في آي القرآن ،الغالب
في آي القرآن أنه ابتدائي ال سببي .
78
نزول ُه سبب يقتضيه وھو َ ابتداء وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال ،واالبتدائي بعضھم ضبطه بأنه ما ال يتقدم ً قسم نزل
سؤاال وجه للنبي أو تكون حادثة ً سبب يقتضيه وھذا السبب إما أن يكون ٌ َ
نزول ُه والسببي ھو ما تقدم
َّ َ ِ ّ الغالب في آي القرآن
تحتاج إلى بيان وكشف لحكمھا أو واقعة وقعت فأنزل جل وعال بسبب ھذه الواقعة ما يبين حكمھا .
للناس ﴾ ] البقرة . [189 :نقول مواقيت ِ َّ ِ
ھي َ َ ِ ُ األھلة ُ ْ
قل ِ َ عن ِ َّ ِ سؤال كما سئل النبي عن األھلة فنزل قوله تعالى َ َ ُ َ ْ َ ﴿ :
يسألونك َ ِ
حينئذ نزلت اآلية ً .إذا ھذه اآلية لھا سبب نزول ،نزولھا سببي أم ابتدائي ؟ ٍ :سبب نزول ھذه اآلية سؤال وجه إلى النبي
سببي .
نقول ٌّ ِ َ َ :
ما نوع السبب ؟
سؤال وجه إلى النبي صلى عليه وآله وسلم .
إنما ُ َّ
كنا ليقولن ِ َّ َ ولئن َ َ ْ َ ُ ْ
سألتھم َ َ ُ ُ َّ النوع الثاني :نقول حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وكشف .مثل بعضھم بقوله تعالى ِ َ َ ﴿ :
ونلعب ﴾ ] التوبة . [65 :ھذه كما ھو معلوم نزلت في رجل من أھل النفاق في غزوة تبوك حيث قال :ما رأينا مثل نخوض َ َ ْ َ ُ
َ ُ ُ
ألسنا وأجبن عند اللقاء .فبلغ ذلك النبي فنزل الوحي فجاء يعتذر من النبي فكان يتلو عليه بطونا وأكذب ً ً قراءنا أرغب
إيمانكم ﴾ ] التوبة ً [66 ، 65 :إذا ھذه اآليات بعد ِ َ ِ ُ ْ قد َ َ ْ ُ
كفرتم َ ْ َ تعتذرواْ َ ْ
تستھزئون * الَ َ ْ َ ِ ُ
كنتم َ ْ َ ْ ِ ُ َ
ورسوله ُ ُ ْ
وآياته َ َ ُ ِ ِ
أباِ ِ َ َ S النبي ﴿ ُقلْ َ ِ ّ ِ
نزلت في ماذا ؟
في بيان واقعة وحادثة تحتاج إلى بيان وكشف من الرب جل وعال .
الثالث :أن تكون قد وقع فعل وھذا يمكن -بعضھم ال يذكره -أن يكون وقع فعل يحتاج إلى معرفة حكمه ،وھذا يمكن
ٌ
أن يدرج في السؤال أو في الحاجة ،لكن فصله بعضھم واألكثر على أن السبب إما أن يكون سؤاالً أو حادثة تحتاج إلى بيان
التي قولَ َّ ِ ُ َ ْ سمع َّ
قد َ ِ َ متحدثة عنه أو مبينة لحكمه .قال ْ َ ﴿ : ً ولذلك ذكره في الحد ھنا قال :وما نزلت اآلية -أو اآليات -
زوجھا ﴾ ] المجادلة . [1 :ھذه نزلت في خولة بنت ثعلبة لما ظاھر منھا أوس بن الصامت زوجھا فنزلت ھذه تجادلك ِفي َ ْ ِ َ ُ َ ُِ َ
اآليات فنقول :ھذه وقعت في األصل أنھا مبينة لحكم حادثة ويمكن أن يكون ھذا الحادث سؤال لكنه ليس من جھة المقام
وإنما من جھة يعني :يكون سؤاالً بلسان المقام أو بلسان الحال ولذلك أدرج بعضھم ھذه اآلية في السؤال ھي لم تسأل وإنما
جاءت تشتكي للنبي حال زوجھا وھذا يتضمن ماذا ؟
ِ َّ ِ
األھلة ﴾ ] البقرة [189 :وقد يكون بالحال عن فحينئذ السؤال قد يكون بالمقال ويمثل له ﴿ َ ْ َ ُ َ َ
يسألونك َ ِ ٍ يتضمن سؤاالً ،
التي ُ َ ِ ُ َ
تجادلك ِفي َ ْ ِ َ
زوجھا ﴾ ] المجادلة . [1 : قول َ َّ ُِ َ ْ سمع َّ
قد َ ِ َويمثل له بـ ْ َ ﴿ :
قال بعضھم :أن ھذا العلم ال طائل تحته لجريانه مجرى التأريخ ال فائدة منه ألنه يبين لك حادثة وقعت فنزل قول الرب
ٍ
حينئذ عليھا بعض األحكام الشرعية من جل وعال ًإذا كأنه حالة أو قصة من سيرة النبي فأجريت مُجْ َرى التاريخ فال ينبني
تحليل أو تحريم أو تخصيص أو تعميم ...إلى آخره .فنقول :ھذا الكالم خطأ وليس بصواب يعني :قوله وھذا قيل به ً
قديما
وحديثا بأن البحث في أسباب النزول ھذا ال طائل تحته وإنما ھو من ضياع األوقات ،أو يُجعل في ضمن ما يتحدث عنه ً
أيضا التاريخ خاصة إذا كانت من سيرة النبي ال يمكن أن تخلو عن ً حينئذ يكون من قبيل التاريخ ،نقول : ٍ التاريخ بأقسامه
الفائدة .كيف يقال :ھب أننا سلمنا أنه ال طائل تحته من جھة األحكام الشرعية لكن كيف يقال :أسباب النزول وضعت من
سيرة النبي أليست سيرة النبي محالً لالقتداء والتأسي والبحث والنظر واالستنباط في حال الدعوة مع المشركين مع
المؤمنين إلى آخره التعامل مع أھل الكتاب إلى آخره ھذا ال طائل تحته ؟
نقول :ال ھذا الكالم في غاية السقوط ولذلك نقول :فوائد ھذا العلم يمكن أن تجمل في بعض األمور .
أوال :في الوقوف على معرفة سبب النزول معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم .إذا ذكر سبب النزول عرفنا ً
ما ھي الحكمة من تشريع ھذا الحكم ألن بعض األحكام الشرعية في اآليات قد يجھل الناظر فيھا أو يستبعد الناظر فيھا وجه
حينئذ زال العجب ولذلك يقول العرب ماذا ؟ ٍ الحكمة من ھذا األمر أو ھذا النھي فإذا وقف على سبب النزول
إذا ع ُِرف السبب بطل العجب .أو زال العجب ،ھذا صحيح ألن الشيء الذي ال يعرف سببه تتعجب النفس منه وھذا مثل
حينئذ الشيء المجھول الذي ال يعرف سببه اإلنسان يتعجب قد يسمع كلمة للعالم وال يعرف ما سببھا ٍ عربي صحيح قح
يتعجب كيف يقول ھذا الكالم ؟
حينئذ زال أو بطل العجب . ٍ فإذا وقف على السبب
حينئذ تبين للناظر وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم . ٍ ًإذا إذا وقف على سبب النزول
79
ً
خاصا الثاني يقال :تخصيص الحكم به بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب إذا كان اللفظ ً
عاما والسبب
ً
خاصا كآيات الجماھير بل حكي إجماع على أن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب العبرة ،فيكون اللفظ ً
عاما والسبب
َّ
مثال نزلت في ھالل بن أمية وقيل :في عويمر العجالني .لو نظر الناظر في اآليات وقوله جل وعال َ ِ َ ﴿ :
والذين ً اللعان
والذين ﴾ الذين ھذا صيغة عموم اسم موصول وھو من صيغ ] النور ... [6 :إلى آخر اآليات ﴿ َ َّ ِ َ أزواجھم ﴾ َ
يرمون ْ َ َ ُ ْ
َْ ُ َ
العموم .
يرمون ﴾ ھذه نزلت في ھالل بن أمية من يرى أن اللفظ حينئذ الموصوالت بجميع أنواعھا من صيغ العموم قوله ﴿ َ َّ ِ َ
والذين َ ْ ُ َ ٍ
العام يختص بسببه يقصر ھذا النص على ھالل بن أمية ،ثم إذا جاءت قصة نظير قصة ھالل بن أمية يقيسھا يقول :اللفظ ال
يشملھا ال يتناولھا وإنما يكون من باب القياس .ھو ال ينفي أن يكون اللعان في غير ھالل بن أمية ،ال ،وإنما يقول :ثبت
قياسا .ولذلك اللعان ثابت في حق األمة كلھا ،كل من وجد منه ما وجد من ً الحكم في ھالل بن أمية ً
نصا وثبت في غيره
حينئذ يكون الحكم ثابت فيه لكن في ھالل بن أمية ھذا من جھة النص واللفظ وغيره يكون من جھة حمله على قصة ٍ ھالل
ھالل بجامع ما ذكر .
يرمون ﴾ عند من يرى التخصيص بسبب النزول نقول :ھذه اآلية تختص بھا تختص بتلك الحادثة حينئذ قوله َ ِ َّ َ ﴿ :
والذين َ ْ ُ َ ٍ
فحينئذ ھل ھناك فائدة في الوقوف على معرفة سبب النزول ؟ ٍ .
عاما فإذا ُنظر في سبب النزول عرفنا أن محله خاص فيحمل اللفظ العام على الخصوص نقول :نعم ألن اللفظ يكون ً
وكيف ال نقول في ھذه الفائدة ،وإذا كان ھذا المثال فيه نظر لكن على من يرى ھذا الرأي .
ًإذا نقول :تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب .
عاما -على ما عدا صورته فإن دخول الصورة في الثالث :إذا عُرف السبب قصر التقصير -يعني :إذا كان اللفظ ً
مرارا معنا في أصول الفقه -فإن دخل صورة السبب قطعي وال يجوز إخراجھا باالجتھاد وحُكي ً السبب قطعي -سبق
اإلجماع عليه .
81
السبب ي ُِعينُ على فھم المراد في اآلية ،ولذلك جاء في الصحيحين عن عائشة رضي تعالى عنھا قالت :كان األنصار
فع ُل أن يطوف بالصفا خروجا من الحرج واإلثم ََيت َ َّ ً يتفع ُل َ َ َ َّ ُ
يتأثم قبل أن يسلموا يھلون لمناة الطاغية وكان من أھل لھا َ َ َ َّ
يتحر ُج َ َ َ َّ
ٍ
حينئذ النظر في عليه ﴾ ً .إذا جناح َ َ ْ ِ والمروة ﴾ إلى قوله َ َ ﴿ :
فال ُ َ َ الصفا َ ْ َ ْ َ َ إن َّ َ والمروة فسألوا عن ذلك رسول فأنزل َّ ِ ﴿ :
مبينا لحكم السعي في العمرة والحج ،وإنما ھو لرفع الحرج في النفوس جناح ﴾ .ليس ً سبب النزول عرفنا أن قوله َ َ ﴿ :
فال ُ َ َ
نفي الجناح ليس ھو حكم السعي بين الصفا والمروة من أين عرفنا ھذا ؟ فقط فمتعلق َ ْ َ
من سبب النزول ،ألنھم كانوا يتحرجون لماذا ؟
حينئذ ظنوا أنھا من شعائر الجاھلية فلما جاء اإلسالم أمسكوا فنزل قوله َ َ ﴿ :
فال ٍ ألنھم كانوا يھلون لمناة الطاغية عند الصفا
حينئذ رفع الجناح ھنا في مقابلة ماذا ؟ التأثم والتحرج فليس ً
بيانا للحكم . ٍ َُ َ
جناح ﴾ .
الوقوف على المعنى وإزالة اإلشكال .فھو خير سبيل لفھم المراد من اآلية قال الواحدي رحمه في كتابه :ال يمكن
معرفة تفسير اآلية دون الوقوف على قصتھا وبيان ونزولھا .ال يمكن معرفة تفسير اآلية التي نزلت لسبب وليس المراد بھا
ابتداء وإنما القسم الذي نحن فيه ال يمكن معرفة تفسير اآلية دون الوقوف على قصتھا وبيان ونزولھا . ً التي نزلت
وقال ابن دقيق العيد رحمه :بيان سبب النزول طريق قوي في فھم معاني القرآن .ثم يقال :ال طائلة تحته .
وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه :معرفة سبب النزول يعين على فھم اآلية -في المقدمة -معرفة سبب النزول
بالسبب يورث العلم بالمسبب . ِ يعين على فھم اآلية فإن العلم
فإن العلم بالسبب سبب النزول القصة أو السؤال يورث العلم بالمسبب وھو اآلية على وجه الكمال .
الخامس من فوائد العلم بأسباب النزول :معرفة اسم النازل فيه اآلية وتعين المبھم فيھا .
أزواجھم ﴾ ] النور . [6 :نزلت في من يرمون َ ْ َ َ ُ ْ مثال قوله تعالى َ ِ َّ َ ﴿ :
والذين َ ْ ُ َ ً إن كان ھناك مبھم كما سيأتي في آخر الخاتمة
يرمون ﴾ ...إلى آخره
والذين َ ْ ُ َ حينئذ عرفنا سبب النازل فيه قوله تعالى َ ِ َّ َ ﴿ : ٍ ؟ تعرف في سبب النزول أنھا في ھالل بن أمية
ھذا أكثر ما يذكر في بيان فوائد ھذا العلم .
مستقاة ومرجعه قال الواحدي :ال يحل القول في أسباب نزول الكتاب إال بالرواية والسماع ممن شاھدوا التنزيل ووقفوا
نقلي بحت ليس للرأي فيه مجال وليس من باب االجتھاد ٍّ على األسباب وبحثوا عن عليھا .بمعنى :أن أسباب النزول علم
حينئذ نقول :ھذه اآلية نزلت بسبب ما ھو ھذا السبب ؟ ھل نجتھد ال يمكن أن ٍ لماذا ؟ ألنه وقائع وأسئلة وجھت للنبي
يسمى اجتھاد في بيان سبب النزول وإنما يرد كثير عن السلف يقال :نزلت ھذه اآلية في كذا .بيان أن ھذه اآلية تتضمن
حكم ھذه القصة أن ھذه اآلية تتضمن بيان حكم ھذه القصة وليس المراد أنه تم ارتباط بين ھذه القصة والنزول .
قال المصنف رحمه تعالى :
نحوھا ْ ِ ْ َ َ
استفسارا فيمم َ ْ َفيه َ َ ِّ ْ
ِ ِ َ ْ َ
األسفارا ََِ ُ
األئمة َ َّ َ
وصنف
) )
) َ
فمنقطع َ
سند ُ ْ ِ ْبغير َ َ ٍ َ
وإن ِ ْ ِ
ِْ رفعصحابي ُ ِ ْ
عن َ ِ ٍّ يروى َ ْ ما ِ ِ
فيه ُ ْ َ
)
من ِ َّ ِ
قصة إلفكھم ِ ْ َ َْ
أشيا َكما ِ ْ ِ ِ ْ َ َّ ِ
وصحت فمرسل ٌ
ُْ َ َ َأو َ ِ ِ ْ
تابعي
) )
َّ ِ
بالصالة األمرَ َ
المقام َ َ
خلفْ ِ
آيات جاب ِ ْ
من والح َ ِ
ِ
ْ ُ َ ِ والسعيِ
َّ ْ
) )
األئمة َ ْ َ
األسفارا ( ھذا من َّ
فعل مأخوذ من التصنيف . وصنف َ ِ َ ُ
) َ َّ َ
متميزة أي :بعضھا عن بعض يعني :متميزة .يعني :بعضھا عن بعض ،يميز ً ً ً
والتصنيف لغة :جعل الشيء أصنافا
ھذا عن ذلك فمؤلف الكتاب مثالً إذا صنف ما وجه التصنيف ؟ نقول :وقع فيه اإلفراد والتمييز فإنه يفرد الذي ھو فيه عن
غيره ويفرد كل صنف مما ھو فيه عن اآلخر فيفرد المعامالت عن العبادات ويأتي بالعبادات يفرد الطھارة يميزھا عن
الصالة والصالة عن الزكاة والزكاة عن الصيام والصيام عن الحج ھذا تصنيف .
واصطالحا :وضع ألفاظ مخصوصة دالة على معاني مخصوصة . ً
وأما التأليف الذي ھو رديف له فينظر فيه بمعنى آخر وھو وجود األلفة والمناسبة ألنه في اللغة وضع شيء على شيء
ً
مطلقا . على وجه بينھما ألفت ومناسبة لذلك ھو أخص من الترتيب
82
واصطالحا :وضع ألفاظ مخصوصة على ألفاظ مخصوصة . ً
ْ
األسفارا ( جمع ِسفر َ ْ َ األسفارا ( صنف بمعنى :أنھم ميزوا أسباب النزول عن غيرھا بمصنفات ) َ ْ َ ُ َ
وصنف ِ َ
األئمة ًإذا ) َ َ
َّ
سفر ولذلك بكسر فسكون وھو :الكتاب الكبير .قال في القاموس :أو جزء من أجزاء التوراة .يعني :يطلق على ھذا وھذا ِ ْ
يجمع على أسفار ،حمل على أفعال أحمال .
َّ ْ َّ ْ
األسفارا ( األئمة جمع إمام فعال بمعنى مفعول وھو في اللغة :المُتبع .اإلمام ھو المُتبع . األئمة َ ْ َ وصنف َ ِ َ ُ ) َ َّ َ
واصطالحا :من يصح االقتداء به بأن بلغ رتبة االجتھاد . ً
ًإذا ليس كل شخص يصح أن يطلق عليه أنه إمام كما ھو الشأن اآلن ،بل ال بد أن يكون ممن يصح االقتداء به وليس كل
فحينئذ من الخلل أن يطلق على بعض أھل البدع قال في القاموس :اإلمام ما ٍ شخص يصح االقتداء به بأن بلغ رتبة االجتھاد
ْ ْ
ائتم به من رئيس وغيره .لكن ھذا في اللغة ال باعتبار الشرع ،أما في الشرع فاإلمام من ي َُتبع يعني :من ي َُقتدى به أو يصح ْ ُ َّ
إماما في الشر صار ً
إماما ائتم ولو كان ً عموما فكل من ْ ُ َّ ً ائتم به من رئيس أو غيره نقول :ھذا في اللغة االقتداء به ،أما من ْ ُ َّ
له ،إبليس إمام ألتباعه وفرعون إمام ألتباعه ..وھلم جره .
ُ
األئمة ( .ويقال َ
وصنف ِ َ جمعه :إمام .بلفظ واحد ھكذا قال في القاموس :إمام مفرد وجمع متحد .ولكن المصنف قال َ َّ َ ) :
َ
يھدون ِ ْ ِ َ
بأمرنا أئمة َ ْ ُ ًَ منھم َ ِ َّ :أيمة ،وأئمة .وحكم عليه في القاموس بأنھا شاذة ولكن كيف يقال ھذا مع قوله تعالى َ ْ َ َ َ ﴿ :
وجعلنا ِ ْ ُ ْ
﴾ ] السجدة . [24 :وھي قراءة سبعية .
جمع من األئمة اعتنوا بھذا ٌ األسفارا ( ًإذا األئمة َ ْ َوصنف َ ِ َ ُ
سفر وھو الكتاب الكبير َ َّ َ ) ، األسفارا ( جمع ِ ْ األئمة َ ْ َ وصنف َ ِ َ ُ ) َ َّ َ
العلم وھو :أسباب النزول .فصنفوا فيه المصنفات العديدة وھذا يدل على ماذا ؟ إذا صنف األئمة الكبار مصنفات في علم ما
دل على ماذا ؟
حينئذ ال يقال :ال طائلة تحته .ولذلك صنف علي بن المديني شيخ البخاري رحمه ٍ دل على اعتنائھم بھذا الفن بھذا العلم
تعالى كتاب ألسباب النزول ومن أشھر ما كتب كتاب الواحدي )) أسباب النزول (( ،وألف الحافظ ابن حجر رحمه
كتابا ما جعله مسودة كما قال السيوطي رحمه تعالى وقد اطلع على جزء منه وخاتمة ھذه المصنفات كتاب السيوطي ً
رحمه )) لباب النقول في أسباب النزول (( وھو مطبوع .
األسفارا ( ھذه األلف لإلطالق الروي . األئمة َ ْ َ وصنف َ ِ َ ُ ) َ َّ َ
فيه ( الضمير يعود على أسباب النزول . ) ِ ِ
ٍ
حينئذ لما يأتي فيه ( الضمير يعود على ماذا ؟ يعود على قوله :أسباب النزول ً .إذا المصنف األسفارا ِ ِاألئمة َ ْ َ وصنف َ ِ َ ُ ) َ َّ َ
حينئذ تكون الترجمة داخلة في مضمون األبيات وھي معتبرة تكون ٍ بمثل ھذه الضمائر ومرجعھا قد عنون له في التراجم
الترجمة داخلة في مضمون األبيات ألنھا لو كانت منفصلة لما صح للضمير مرجع ولكنه أراد أسباب النزول وھو قد عنون
لھذا الباب .
َ
األسفارا ( . َ ُ
األئمة ْ َ ِ َ صنف ( .صنف فيه ) َّ
فيه ( في سبب النزول جار ومجرور متعلق بقوله َ َ ) : ) ِ ِ
استفسارا ( األلف لإلطالق .نحوھا ْ ِ ْ َ َ فيمم َ ْ َ ) َ َ ِّ ْ
يختلف كمثل ما َ ُ
تكت ُب ُه ال َ َ ْ ِ ِ باأللف
ْ المنصوب من ُه
ِ وقفْ على
ِ
) )
َ ً
صيدا الغدَ َاة
َ صادَ
َ ٌ َ
وخالد ً
زيدا أضاف
َ َ َتقو ُل َ ٌ
عمرو قد
) )
يختلف كمثل ما َ ُ
تكت ُب ُه ال َ َ ْ ِ ِ باأللف
ْ المنصوب من ُه
ِ وقفْ على
ِ
) )
أضاف زيدا [ زيدا مفعول به منصوب وقفت عليه بماذا ؟ باأللف أليس كذلك ؟ لما تقول :ضربت زيدا . ] َتقول ُ َ ٌ
عمرو قد َ َ
ٍ
حينئذ نقول :األلف ھذه ليست لإلطالق وإنما ھي بدل عن التنوين وھذا عن لغة مشھورة لغة العرب ،وربيعة تقف باأللف
عليه بالساكن كالمجرور والمرفوع ألنھم اتفقوا مع اللغة المشھورة بالوقف عليه بالسكون جاء ْ
زيد زيد ھذا فاعل مرفوع
83
ْ
وزيد زيد جاء فعل ماضي زيد بالسكون وقفت عليه بالسكون جاء ْ حينئذ وقفت عليه بماذا ؟ جاء ٍْ بضمة مقدرة على آخره
دائما اإلعراب يتبع الملفوظات ال المرسومات فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة أين الضمة ؟ مقدرة ألنك ما نطقت بھا ً
انتبھوا إلى ھذا .
تقديرا تقول :مرفوع عالمة رفعه الضمة مقدر على آخره ً حينئذ صار اإلعراب ٍ زيد .وقفت عليه بالسكون حينئذ تقول ْ : ٍ
بزيد يقال فيه مقيلة األول اتفق العرب كلھم في الوقف ھنا على آخر ْ منع من ظھوره اشتغال المحل بسكون الوقف ،مررت
زيد ھكذا ربيعة كالمرفوع والمجرور ،رأيت ْ
زيد ،زيد مفعول به الدال من الرفع والجر بالسكون بقي حالة النصب رأيت ْ
منصوب عالمة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظھوره اشتغال المحل بسكون الوقف ،جمھور العرب ال ،يبدلون
خطالفظا ال ً
بدل عن التنوين ولذلك يقال مثالً :نون ساكنة زائدة تتبع اآلخرة ً ألفا فيقولون :ضربت زيدا .األلف ھذه ٌ التنوين ً
ھذا فيه استدراك ألنك تكتب األلف ھذه -خرجنا نحن لكن نرجع -وضربت زيدا كتبت األلف فكيف يقال في التعريف :
خطا لفظا ال ً
خطا صحيح أو ال ھذا استدراك أو ال ؟ نعم استدراك ،لكن أزيل بأنھا تتبع اآلخر ً لفظا ال ً التنوين تلحق اآلخر ً
باعتبار كتابته على األصل وھنا ضربت زيدا أنت لم تكتب النون ھذه بدل عن التنوين والذي كتب التنوين أو البدل ؟ البدل
ونحن نتكلم عن األصل أو البدل ؟ عن األصل ً ،إذا ال قراءة .
استفسارا ( نقول :ھذه األلف بدل عن التنوين .ًإذا ) ْ ِ ْ َ َ
استفسارا ( كأن سائالً يقول :إذا عرفت أن األئمة صنفوا األسفار الكبار في أسباب النزول فماذا أفعل ؟ نحوھا ْ ِ ْ َ َ ) َ َ ِّ ْ
فيمم َ ْ َ
مين ﴾ بمعنى قاصدين ولذلك إذا قال لما نصلي :آمِّين .في التأمين بطل قال له :يمم .يعني :أقصد .ھذا فعل أمر ﴿ آ ِّ َ
البيت ْ َ َ َ
الحرام ﴾ ] المائدة [6 :يعني :قاصدين البيت آمين ْ َ ْ َ
آمين اللھم استجب لو شدد الميم صار معنى قصد ﴿ َوال ِّ َ الصالة ِ
نحوھا ( أي :جھتھا .جھة ھذه األسفار الكتاب اسأل عنھا ألن كتب لھا أئمة ) فحينئذ ) َ َ ِّ ْ
فيمم ( يعني :أقصد َ ْ َ ) . ٍ الحرام .
نحوھا ( النحو ھنا بمعنى الجھة . َ َْ
ً
مفعوال ألجله أي سرا فأعربه حال أو استفسارا ( أي :حال كونك مستف ً نحوھا ( أي :نحو ھذه األسفار جھتھا َ َ ْ ِ ْ ) . ) َ َ ِّ ْ
فيمم َ ْ َ
يفس ُر َفسْ ًرا ألن المصدر ْ َ
الفسْ ر بفاء وسكون ھذا مقابل للسفر فسر َ ْ ِ قصدا استفساري ْ َ
والفسْ ر بفتح فسكون البيان وبابه ضرب َ َ َ ً :
ْ
ْ َ َِ
استفسارا ) ، خر وأ قدم لكن كلھا الحروف اجتمعت إذا الفسر من استفعال من مأخوذ ھذا واستفسار ، سفر
ٍ جمع أسفار ھناك
( أي :قصد استفساري والفسر ھو البيان وبابه ضرب ،استفسره كذا سأله أن يبينه له أن يفسره له قل ما شئت .
سند َ ُ ْ َ ِ ْ
فمنقطع وإن ِ َ ْ ِ
بغير َ َ ٍ ِْ صحابي ُ ِ ْ
رفع عن َ ِ ٍّيروى َ ْ ما ِ ِ
فيه ُ ْ َ
) )
)..................... فمرسل ٌ ............
ُْ َ َ ِِ ْ
تابعي َ َأو
)
تبعا لصاحب األصل )) النقاية (( سبب النزول إما أن يكون عن صحابي ،وإما أن يكون عن تابعي ،ألنه قسم لك ھنا ً
سابقا -قول الواحدي :ال يحل القول في أسباب النزول -نزول الكتاب -إال بالرواية والسماع ممن شاھدوا ً كما ذكرناه
ٍ
حينئذ سبب النزول التنزيل ووقفوا على األسباب وبحثوا عن علمھا وھم الصحابة أو من أخذ عن الصحابة وھم التابعون .
ً
مأخوذا عن تابعي . إما أن يكون منقوالً عن صحابي وإما أن يكون
صحابي ( ) ،ما ( ھذا اسم موصول بمعنى الذي يصدق على ماذا ؟ يصدق على سبب النزول يعني عن َ ِ ٍّ
يروى َ ْ ) ما ِ ِ
فيه ُ ْ َ
صحابي بقيد ؟ بسند متصل ال بد أن يزاد فيه قيد بسند متصل رُفع يعني :حكمه
ٍّ كأنه قال :وسبب النزول الذي يُروى عن
حقيقة بأن يصرح الصحابي يقول :قال رسول .وإما أنه ال ً الرفع .يعني له حكم الرفع ألن المرفوع إما أن يكون
فحينئذ نقول :ھذا ليس من مجال الرأي ليس له حظ في الفكرٍ يصرح بذكر النبي ويأتي بخبر ال يحتمل الرأي مثالً
حينئذ نعطيه حكم الرفع ألن الصحابة ال يذكرون خاصة في الغيبيات ونحو ذلك أسباب النزول ال يذكرون أشياء من ٍ والنظر
ً
مرفوعا لكن بشرط فحينئذ إذا أسقطوا ذكر النبي حكمنا عليه بكونه
ٍ تلقاء أنفسھم بل ال بد أن يقفوا عليھا من حال النبي
صحيحا ) .ما ( يعني :وسبب النزول
ً ً
مثال وأن يكون مثال من البخاري إلى ابن عباس رضي تعالى عنه ً أن يتصل السند
84
رفع ( يعني :حكمه حكم الرفع ولم يذكر الصحابي النبي وحكمنا عليه بأنه له حكم الرفع صحابي ُ ِ ْ
عن َ ِ ٍّ
يروى َ ْ
،الذي ) ُ ْ َ
طرفا في التنزيل ألن العالقة ھنا بين اآلية وسبب النزول ًإذا له ارتباط بالمنزل عليه أو ال ؟ له
ً ألن النبي ال بد وأن يكون
تقديرا ال بد وأن يُذكر النبي ألنه طرف في التنزيل .
ً ارتباط ً ،إذا ال بد وأن يذكر إما ً
لفظا وإما
حينئذ بشرط ماذا ؟ صحة السند فله حكم الرفع يعني :حكم الحديث المرفوع ال ٍ رفع ( أي :حكمه الرفع فھو مقبول ) ُِ
الموقوف .
ْ وما ُ
المقطو ُع وما َ ِ ٍ
لتابع ھ َُو أضيف للنبي المرْ فوعُ
َ
) )
ً
موقوفا لماذا ؟ لماذا أعطيناه حكم الرفع ؟ قالوا :ألنه ال مجال وال مدخل للرأي واالجتھاد في أسباب النزول فال وال يكون
حينئذ من النقل ،ويبُعد كل البعد أن يكون الصحابي قد قال ذلك من تلقاء نفسه ،فكل ما ثبت عن صحابي بسند متصل ٍ بد
ٍ
حينئذ نقول :حكمه حكم الرفع كأنه حديث مرفوع . صحيح وال مجال له يعني للرأي فيه
َْ
ولي َ َ
) صحابي من ُّ َّ ِ
السنة ِمنْ َ َ ِ َنحْ وُ َ ِ : الصواب
َّ ِ َّ ْ ِ
الرفع ِفي ُعط ح ْ َ
ُكم
)
) ................................ أمرْ َنا ....................ِ ُ ََ
كذا:
)
ومثل ُ ُه َّ ْ
) ي َُقا ُل ِْإذ َعنْ َ ِ ٍ
سالف َما ح ُِمال ) بالرأيِ الَوما ََأتى َ ِ ْ ِ
يعني :ما حمل عن بني إسرائيل ،وھكذا تفسير ما قد صحب في سبب النزول وھكذا يعني مثله في حكم الرفع تفسير ما
ٍ
فحينئذ نعطيه حكم الحديث قد صحب بسبب النزول فإذا ثبت أن الصحابي قد نص على كون ھذه القصة ً
سببا لنزول اآلية
المرفوع .
سند َ ُ ْ َ ِ ْ
فمنقطع وإن ِ َ ْ ِ
بغير َ َ ٍ ِْ صحابي ُ ِ ْ
رفع عن َ ِ ٍّ
يروى َ ْ ما ِ ِ
فيه ُ ْ َ
) )
ناد َلدَ ى َ ِ ِ
فريق كاالسْ ِ َْ ٍ
متن َ ْ ِ َ ِ ِ
طريق والسند ْ ِ ْ
اإلخبا ُر عنْ ُ
) )
بغير سند متصل فما حكمه فھو منقطع َمنقطع ھذا خبر مبتدأ محذوف والفاء واقعة في جواب الشرط فھو منقطع أي :فھذا
ً
ضعيفا . ً
ضعيفا ؟ يكون ً
صحيحا أو ٍ
حينئذ يكون المروي عن الصحابي حكمه أنه منقطع وال يعطى حكم الرفع
85
تابعي ( عن صحابي فمرسل ٌ ( أو ھذا عطف على الصحابي بسكون الياء ) َأو َ ِ ِ ْ تابعي ( ھذا النوع الثاني ) َأو َ ِ ِ ْ
تابعي َ ُ ْ َ ) َأو َ ِ ِ ْ
تابعي لكن سكن ألجل الوزن بسكون الياء ألجل الوزن ھذا معطوف على الصحابي أي :والسبب الذي روي بسند متصل ٍّ أو
تابعي فمرسل كمجاھد وعكرمة وسعيد بن جبير لو ذكروا قصة فقالوا :فأنزل .ھل أدركوا ؟ أو قال :نزلت ھذه ٍّ عن
اآلية في قصة كذا .والقائل ھو سعيد بن جبير ما حكمه ؟
مرسل لماذا ؟
راو لم يُسنده إلى الصحابة فاحتمل ً ً
قطعا لما كان ضعيفا لكنه أسقط ٍ ألنه أسقط الصحابي ،لو علمنا أنه أسقط الصحابي
ٍ
حينئذ ال حينئذ أن يكون أخذه عن صحابي أو عن غيره فلما وقع االحتمال توقف فيه ،وإال لو قطع بأن الساقط ھو الصحابي ٍ
حينئذ ال يُطعن في السند من جھته وھم عدول كلھم ال يشتبه ،النووي ٍ ً مبھما ،والمبھم إذا كان عادال ً إشكال ألن الساقط صار
أجمع من يعتد به .
فمرسل ٌ ( أو روي السبب الذي روي عن تابعي فمرسل يعني :فحكمه أنه مرسل ألنه سقط فيه َ ) َأو َ ِ ِ ْ
تابعي ( يعني َ ْ ُ ) :
مردودا ألنه منقطع ،وشرط قبوله صحة السند ،زاد بعضھم ألنه ً حينئذ يصير ٍ راو .يحتمل أنه الصحابي فإن كان بال سند ٍ
ً
مرسل والمرسل ھذا فيه خالف عند أھل العلم ھل ھو مقبول مطلقا أو فيه تفصيل ھذا إذا كان عن الصحابي ومثله التابعي
ً
صغيرا أشھرھا األول ثم الحجة به رأى األئمة الثالثة . ً
كبيرا أو ً
مطلقا لو كان يعني :المرسل المرفوع التابعي
علم ْ َ َ ِ
الخبر ْ كالشافعيْ َ َ ِ
َ َّ ِ ِ ََْ َ َْ ََْ َ َ ُّ
وأھْل ِ ِ األكثرُ وقو ُل األقوى وردهُ
) )
سند َ ُ ْ َ ِ ْ
فمنقطع وإن ِ َ ْ ِ
بغير َ َ ٍ ِْ صحابي ُ ِ ْ
رفع عن َ ِ ٍّ
يروى َ ْ ما ِ ِ
فيه ُ ْ َ
) )
فمرسل ٌ ( ً .إذا قول الصحابي :حصل كيت وكيت ....فأنزل أو فنزل قوله تعالى .نقول :ھذا حكاية تابعي َ ُ ْ َ َأو َ ِ ِ ْ
صريحة أن ھذه القصة سبب للنزول لكن ذكروا مسألة وھي ما يجري مجرى التفسير قول الصحابي :نزلت ھذه اآلية في
ً
وتارة تارة يراد به سبب النزول ً نصا في السببية وإنما محتمل ، كذا نزلت ھذه اآلية في كذا .ھل ھذا نص في السببية ؟ ليس ً
حينئذ ورد أو وردت مسألة على ھذا التعبير من الصحابي ،قول الصحابي : ٍ يراد به أن ھذه القصة تضمنتھا أحكام تلك اآلية
نزلت ھذه اآلية في كذا .ھل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي أنزلت ألجله أو يجري مجرى التفسير منه الذي
ليس بمسند ؟
إذا قال الصحابي :نزلت ھذه اآلية في كذا .قلنا :يحتمل السببية ويحتمل ماذا ؟ أن ھذه اآلية تضمنت حكم ھذه القصة
ھل ھذا من قبيل التفسير أو ال ؟
مرفوعا أو ال ؟ متصل مسند للنبي أو ال ؟ ً ً
تفسيرا من قبيل التفسير ھل يحكم بكونه
فيه خالف ،فالبخاري رحمه يدخله في المسند وغيره ال يدخله فيه .
ولكن األشھر أنه يعتبر أو يجري مجرى التفسير فقط ،ويكون من قول الصحابي وال يكون حكمه حكم المسند ،لماذا ؟
ألنه يحتمل أنه من قبيل الرأي واالجتھاد ومعلوم أن القاعدة أن قول الصحابي إذا احتمل الرأي واالجتھاد ال يُعطى حكم
سببا نزلت عقبه فإنه كله 56.25 # ...إلى آخره ولھذا قال الزركشي :قد عرف الرفع وھذا مثله ،ولذلك بخالف ما إن ذكر ً
من عادة الصحابة والتابعين أن أحدھم إذا قال :نزلت ھذه اآلية في كذا .فإنه يريد بذلك أنھا تتضمن ھذا الحكم ال أن ھذا
كان السبب في نزولھا فھو من جنس االستدالل على الحكم باآلية ال من جنس النقل بما وقع .كل ھذا تقرير لمسألة عامة
وھي :إذا قال الصحابي :نزلت ھذه اآلية في كذا .ھل لھا حكم الرفع بأنھا ُتحمل على حكاية سبب النزول فيعطى حكم
الرفع كما ذكر ھنا أو تجري مجرى التفسير ؟ نقول :إذا كان مما ال قبيل له بالرأي يُعطى حكم الرفع ألنه سبب نزول ،وإال
فيُعطى حكم الوقف يعني :التفسير على الصحابي .
ت وصح ِ سريعا َّ َ ) ،ً قصة ( يذكر بعض األمثلة على آيات وردت على أسباب نزول نمرھا من ِ َّ ِ أشيا َكما ِ ْ ِ ِ ْ
إلفكھم ِ ْ وصحت َ ْ َ
) َ َّ ِ
وصحت ( التاء تاء تأنيث حرف مبني على َ َّ ِ وصحت ( تاء تأنيث مكسورة كيف تعربونھا ) ) َ َّ ِ ( ما ھذه التاء ؟ تأنيث
السكون المقدر منع من ظھوره اشتغال المحل بحركة الروم ،تاء التأنيث حرف مبني على السكون أين ھو ؟ مقدر منع من
ظھور اشتغال المحل بحركة الروم بكسر التاء بالروم .
ً
أشياء أين الھمزة ؟ حذفت للوزن إذا قصر اللفظ من أجل الوزن .وذلك ) َكما ( ثبت ) ٌ أشيا ( أشيا ُء وصحت َ ْ َ
فمرسل ٌ َ َّ ِ ) َُْ َ
أشيا ( أشيا ھذا فاعل مرفوع ورفعه ضمة ظاھرة على الھمزة المحذوفة للوزن َ
وصحت ْ َ
) َ َّ ِ قصة ( ، من ِ َّ ِ ِِْ ِْ
إلفكھم ِ ْ
ھكذا تقول :أشيا فاعل مرفوع ورفعه ضمة ظاھرة على الھمزة المحذوفة من أجل الوزن .ھذا ھو اإلعراب َ ) ،كما ِ ْ ِ ِ ْ
إلفكھم
حينئذ يكون ِْإفك وھو الكذب ) ِ ْ ِ ِ ْ
إلفكھم ٍ وعلم والمصدر
كضرب َ َ ِ َ ( يعني :كما ثبت إلفكھم إفك ھذا مصدر مصدَر ماذا ؟ َ َ َ
أفك َ َ َ َ
أفكوه ؟ نقول :ماذا ؟ قصة ( من ھذه بيانية لما ما الذي َ ِ ُ من ِ َّ ِ
( يعني :كذبھم .أي :المنافقين .الضمير يعود على المنافقين ) ِ ْ
إن قصة ( ،قصة من ؟ عائشة رضي تعالى عنھا والسبب النزول ھذا مشھور كما في الصحيحين وغيرھما ًإذا ﴿ ِ َّ من ِ َّ ِ ) ِ ْ
فك ﴾ ] النور ... [11 :إلى آخر عشر آيات نقول :ھذا قرآن ابتدائي أو سببي ؟ باإل ْ ِ
الذين َجاؤُ وا ِ ْ َِّ ِ َ
قصة ( . سببي .والقصة معروفة مشھورة ) َكما ( يعني :ما ثبت إلفك المنافقين ) ِ ْ
من ِ َّ ِ ٌّ
والسعي ( ھذا بالجر عطفا على ؟ على إفكھم أي :وكما ثبت بالسعي من ً َّ ْ ِ ً
والسعيِ ( بالجر عطفا على ؟ على إفكھم ) َّ ْ )
والسبب ذكرناه قبل قليل حديث الصحيحين عائشة رضي تعالى عنھا :كان األنصار قبل أن يُسلموا يھلون َّ القصة والسبب
87
يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول فأنزل تعالى يطوف أو َ ُ َ أھل لھا يترجح أن َ َّ َ لمناة الطاغية وكان من َ َ َّ
عليه ﴾ ] البقرة . [158 : جناح َ َ ْ ِاعتمر َفالَ ُ َ َ أو ْ َ َ َالبيت َ ِ
حج ْ َ ْ َ ََ ْ
فمن َ َّ شعآئر ّ ِوالمروة ِمن َ َ ِ ِ الصفا َ ْ َ ْ َ َ إن َّ َ َّ ِ ﴿ :
آيات ھذا جار ومجرور متعلق بمحذوف بيان للحجاب وإن شئت تقول :حال .واألصل من ِ آيات ( من ِ والحجاب ِ ْ
من ِ َ ِ )
آيات ( أصل التركيب وآيات الحجاب أليس كذلك ؟ وآيات الحجاب فقدم ِ والحجاب ِ ْ
من ِ َ ِ آيات الحجاب حصل تقديم وتأخير )
ٍ
حديد .يجوز ھذا وذاك وخاتم من
ٌ ٍ
حديد خاتم
ُ من ( كما تقول : وأخر وفصل من أجل يعني :الوزن ونحوه ويصح بإظھار ) ِ ْ
خلف ( ھذا متعلق بالصالة وھو ْ َ َّ ِ
بالصالة ( ) األمرَ
المقام ْ ُ َ آيات ( أي :كما ثبت آليات الحجاب من سبب َ ْ َ ) ، ِ ْ ِ )،
َ خلف َ ِ من
إلفكھم ( أي :كما ثبت لألمر بالصالة خلف المقام من قصة ْ
األمر ( ھذا معطوف على ) ِ ِ ِ ْ ) ْ َُ مضاف والمقام مضاف إليه
وراء ِ َ ٍ
حجاب ﴾ ] األحزاب : فاسألوھن ِمن َ َ ُ َ َ ً َ
سألتموھن َمتاعا ْ ُ َّ ُ ْ َ َ
آيات ( المراد بھا قوله تعالى َ ﴿ :و ِإذا َ ُ ُ َّ ِ والحجاب ِ ْ
من ِ َ ِ وسبب )
بالصالة ( ھذان موضعان من موافقات عمر رضي تعالى عنه ولذلك دليلھا واحد . َّ ِ األمر َ
المقام ْ ُ َ [53و ) َ ْ َ
خلف َ ِ
ٍ
ثالث -ھي أكثر من في البخاري عن أنس رضي تعالى عنه قال :قال عمر رضي تعالى عنه :وافقت ربي في
ثالث والعدد ال مفھوم له ھنا -وافقت ربي في ثالث قلت :يا رسول - -لو اتخذنا مقام إبراھيم مصلى ،فنزلت ﴿
مصلى ﴾ ] البقرة ً - [125 :إذا ھذا سبب النزول -وقلت :يا رسول إن نساءك يدخل عليھن إبراھيم ُ َ ًّمقام ِ ْ َ ِ َ واتخذوا ِمن َّ َ ِ
َ َّ ِ ُ ْ
سابقا -واجتمع على رسول نساؤه في الغيرة فقلت لھن ً البر والفاجر فلو أمرتھن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب -ذكرناھا
طلقكن َأن يبدله ( ...اآلية فنزلت كما ھي .ھذه ثالث موافقات لعمر رضي تعالى عنه . َّ ربه إن عسى ّ ) َ َ
من ِ َّ ِ
قصة إلفكھم ِ ْ ْ
أشيا َكما ِ ِ ِ ْ َ
وصحت ْ َ ًإذا قوله ِ َّ َ ) :
) َّ ِ
بالصالة المقام َ ْ ُ
األمر خلف َ َ ِ
َْ َ ِ
آيات والحجاب ِ ْ
من ِ َ ِ والسعيِ
َّ ْ
)
ھذا المراد بھا أمثلة آليات سببية يعني :لھا سبب نزول .
ثم قال :
َ
النوع الحادي عشر :أول ُ ما َ َ
نزلَ
والمراد باألولية ھنا المطلقة يعني :الذي لم يسبقه قرآن ،ليس أول ما نزل في آية القتال أو أول ما نزل في آيات مثالً
بيان المنافقين وفضحھم ،ال ،المراد أول ما نزل من القرآن وكانت األولية مطلقة حيث لم يسبق أن نزل قرآن قبل تلك
اآليات .
ً
مطلقا َ
النوع الحادي عشر :أول ُ ما َ َ
نزل َ من القرآن
) قوم َ ْ ُ ُ
يكثر والعكس َ ٌ َ َّ ُ ُ
أوله ُ ْ َ ، ُ َّ ِّ ُ
فالمدثر ، َ َ ِّ
األصح ََ
على ْاقرأْ
)
) بدار ِ ْ َ ْ
الھجرة وقيل َ َ ْ ِ
بالعكس ِ َ ِ ِْ َََ ْ
البقرة ُ َّ
ثم ، َّ ْ ِ ُ
التطفيف َ َّ ُ ُ
أوله
)
أوله ( أي :أولحينئذ ) َ َّ ُ ُ
ٍ أوله ( ھذا مبتدأ مؤخر فالتركيب األصح ( ھذا مراد به الحكاية وھو خبر مقدم ) َ َّ ُ ُ على َ َ ِّ ) ْ ْ
اقرأ َ َ
ُ
أقواال أخر ولذلك أكثر ً األصح ( .أن ثمَ ِّ َ على األصح ( على القول األصح فتفھم من قوله َ َ ) :َ ِّ َ على مطلقا ) ْ ْ
اقرأ َ َ ً ً نزوال القرآن
مطلقا أربعة أقوال :اقرأ المراد بھا صدرھا ،والمدثر والمراد بھا صدرھا خمس آيات ، ً ما حكي من أول ما نزل من القرآن
حينئذ ذكر المصنف ٍ أيضا قول ضعيف ً ً
ضعيفا والبسملة وقيل :البسملة .وقيل :الفاتحة .ولما كان القول الثالث الفاتحة
األصح ( أوله يعني :أول ما نزل على َ َ ِّ قولين فقط واقتصر عليھما وصحح األول وذكر الثاني من باب العلم بالشيء ْ ْ ) ،
اقرأ َ َ
مطلقة بحيث لم يسبقه شيء البتة ) ْاقرأْ ( على القول األصح وھو قول ً ً
أولية من القرآن على النبي صلى عليه وآله وسلم
األكثر من أھل العلم وھو الصحيح وھو المرجح لظاھر السنة لما في الصحيحين من حديث عائشة حديث بدء الوحي حديث
عائشة رضي تعالى عنھا الحديث الطويل في البخاري في أوله قالت :جاءه الحق وھو في غار حراء فجاءه الملك فقال :
خلق ﴾ إلى قوله َ َّ َ ﴿ :
علم الذي َ َ َ ربك َّ ِ
باسم َ ِّ َ اقرأ .فقال النبي » :ما أنا بقارئ « .فذكرت الحديث وفيه :ثم قال ْ َ ْ ﴿ :
اقرأ ِ ْ ِ
88
حينئذ نحمله على ماذا ؟ على صدر ٍ حينئذ إذا أطلق القول بأن ) ْاقرأْ ( أول ما نزل ٍ يعلم ﴾ ] العلق . [5 - 1 : لم َ ْ َ ْ اإلنسان َما َ ْ ِْ َ َ
اقرأ الخمس اآليات األول ليست على السورة كلھا وإنما على أولھا .
فالمدثُر ( الفاء ھذه عاطفة وأراد به الترتيب ،وھل ھو ترتيب النزول أو ترتيب األقوال ؟ األصح ِّ َّ ُ ، على َ َ ِّ ) ْاقرأْ َ َ
فالمدثر ( بعده يعني بعد ) ْاقرأْ ( أو فالقول اآلخر الذي يقال بأن األصح المدثر يحتمل ھذا ُ َّ ِّ ُ األصح ،على َ َ ِّ يحتمل ) ْاقرأْ َ َ
ردا على من قال بأن المدثر ھي أول ما نزل .وأثبت حينئذ إذا قيل :فالمدثر بعده يعني في النزول يكون قد تضمن ماذا ؟ ًّ ٍ
) اقرأ ( وأرسل بالمدثر ،حصلت النبوة بـ :اقرأ ْ ْ ُ
بأن اقرأ ھي أول ما نزل وأن المدثر بعده ،ولذلك يقال :نبِّأ بـ :
فالمدثر ( بعده ھذا إذا جعلناھا ماذا ؟ في النزول وإذا جعلنا الترتيب ھنا لألقوال فالقول الثاني ) ُ َّ ِّ ُ وحصلت النبوة بالمدثر
أوله ( .حكاية للمبتدأ بعد القولين قد يفھم منه أن المراد حكاية القولين كأنه قال :اقرأ َ
المدثر ھي أول ما نزل لكن قوله ُ ُ َّ ) :
يكثر ( ُ
قوم َ ْ ُ َ
والعكس ٌ َْ ُ والعكس ( سيأتي دليل المدثر ) َْ ُ أوله ( ًإذا حكى ماذا ؟ حكى القولين ) فالمدثر َ َّ ُ ُ
ُ َّ ِّ ُ على األصح أوله )
العكس ،فالعكس ھنا المراد به العكس اللغوي وھو المخالف ال العكس االصطالح المنطقي .
العكس قلب جزأي القضية ...إلى آخره نقول ھذا اصطالح المناطقة والمراد به ھنا العكس اللغوي يعني :خالفه .يعني
يكثر ( يعني :وھو أن المدثر نزلت قوم َ ْ ُ ُ
يكثر ( يعني :قوم كثير عددھم ٌ َ ) . قوم َ ْ ُ ُ
العكس ( يعني :خالف القول السابق ) َ ٌ ):و َ ْ ُ
حينئذ اختار القول األول كثيرون واختار القول الثاني ٍ يكثر ( القائلون بھذا القول قوم كثر ال يُحصرون قوم َ ْ ُ ُ أوال ثم اقرأ ) َ ٌ ً
حينئذ نحتاج إلى ماذا ؟ إلى الدليل الفاصل . ٍ يضاكثيرون أ ً
ْ
ًإذا قيل :أول ما نزل ) ْاقرأ ( ،والمدثر تالية .لزم من ذلك من ترجيح أن ) ْاقرأ ( ھي أول لزم من ذلك أن يكون ْ
حينئذ يلزم ماذا ؟ أن اقرأ نزلت تالية ما الدليل على أن المدثر ھي األول حكينا ٍ المدثر تالية ،وقيل العكس المدثر أول ما نزل
الدليل على أن ) ْاقرأْ ( ھي األول على الصحيح لحديث عائشة في الصحيحين في باب بدء الوحي ،أما سورة اقرأ ففي
المد ِّ ُ
ثر أيھا ْ ُ َّأيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :سألت جابر بن عبد أي القرآن ُأنزل قبل ؟ قال َ ﴿ :يا َ ُّ َ الصحيحين ً
ربك ﴾ قال :أحدثكم بما حدثنا رسول أنه باسم َ ِّ َ ﴾ -ھذا قول من الصحابي جابر -قلت - :يعني أبو سلمة : -أو ﴿ ْ َ ْ
اقرأ ِ ْ ِ
فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يمني وعن قال » :إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ُ
شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا ھو -يعني :جبريل - .فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتھم فدثروني فأنزل تعالى :
فأنذر ﴾ ] المدثر . « [2 ، 1 :ھذا دليل على ماذا ؟ قم َ َ ِ ْ المدثر * ُ ْ أيھا ْ ُ َّ ِّ ُ ﴿ َيا َ ُّ َ
على أن المدثر ھي أول ما نزل أليس كذلك ؟
ُ
أوال ألن أبا سلمة لما قال :أي القرآن أنزل قبل ؟ قال َ ﴿ :يا ْ
قوال بأن ) ْاقرأ ( نزلت ً ً لما أورد عليه ًإذا جابر يعلم أن َ َّ
ثم
علم أو َ ِ َ ربك ﴾ ً .إذا عنده علم لو لم يذكر ھذا قلنا :ذاك مقدم على ھذا َ ،منْ َ ِ َ باسم َ ِّ َ ﴿ َْْ أيھا ْ ُ َّ ِّ ُ َ ُّ َ
حفظ اقرأ ِ ْ ِ المدثر ﴾ .قال له :أو
اقرأ ( ھي أول ما نزل قال - :الفصل -أحدثكم بما حدثنا رسول حجة على من لم يحفظ .لكن ھنا ُذكر أن القول بأن ) ْ ْ
أيضا -أكبر -عن ً حينئذ بماذا نجيب ؟ أجاب قائلون بأن ) ْاقرأْ ( ھي األصح في النزول أوالً لحديث الصحيحين ٍ .
أبي سلمة عن جابر سمعت رسول وھو يحدث عن فترة الوحي .ألن الوحي بعد أن نزل على النبي في غار حراء
فتر قطع ثم نزل فأتى بالمدثر فكانت المدثر أول ما نزل بعد فترة الوحي أن النبي يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه :
كرسي بين السماء ٌّ صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على ً » فبينما أنا أمشي إذ سمعت
فأنذر ﴾ .قوله » :فإذا الملك الذي قم َ َ ِ ْالمدثر * ُ ْ
أيھا ْ ُ َّ ِّ ُ زملوني .فدثروني فأنزل ﴿ َيا َ ُّ َ واألرض فرجعت فقلت :زملوني ُ
جاءني بحراء « .في الحديث ھذا حديث النبي » فإذا الملك الذي جاءني بحراء « يدل على ماذا ؟ على أن المدثر
مسبوقة بوحي وھي ما تضمنه حديث عائشة رضي تعالى عنھا في بدء الوحي فقوله » :الملك الذي جاءني بحراء « .
ً ربك ﴾ ولذلك ترجح ماذا ؟ أن أول ما نزل باسم َ ِّ َ دال على أن ھذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيھا ﴿ ْ َ ْ
مطلقا اقرأ ِ ْ ِ ٌّ
ربك ﴾ .وقول جابر ُّ : سم َ ِّ َ ْ ھو َ ْ ﴿ :
أي القرآن نزل قبل ؟ نقول :ھذا أولية نسبية إضافية ،نجعلھا أولية ال بأس لكنھا اقرأ ِبا ْ ِ
أيھا ْ ُ َّ ِّ ُ
المدثر ﴾ َ
نسبية إضافية بالنسبة إلى ماذا ؟ إلى فتور الوحي يعني :انقطاع الوحي ،أول ما نزل بعد انقطاع الوحي ﴿ َيا ُّ َ
المدثر ﴾ نقول :فيه نظر والصواب األول . مطلقا ﴿ َيا َ ُّ َ
أيھا ْ ُ َّ ِّ ُ ً نقول :ھذا كالم صحيح لكن أول ما نزل
) بدار ِ ْ َ ْ
الھجرة وقيل َ َ ْ ِ
بالعكس ِ َ ِ ِْ َََ ْ
البقرة ُ َّ
ثم َّ ْ ِ ُ
التطفيف َ َّ ُ ُ
أوله
)
89
الھجرة ( المدينة النبوية متعلق بقوله ُ ُ َّ َ ) :
أوله ( بدار ِ ْ َ ْ
أوله ( أي :أول القرآن نزوالً ) ِ َ ِ التطفيف ( ُ ُ َّ َ ) ، أوله بدار الھجرة ) َّ ْ ِ ُ
أوله ( ً .إذا ھذا حديث في ماذا ؟ مقيد بأن أول ما نزل بالمدينة النبوية ما ھو ؟ قيل : .جار ومجرور متعلق بقوله ُ ُ َّ َ ) :
ثم َ َ َ ْ
البقرة ( .أريد التطفيف َّ ُ ،
أوله َّ ْ ِ ُ للمطففين ﴾ وقيل :سورة البقرة .وھنا إشكال لكن أريده منكم قوله ُ ُ َّ َ ) : ويل ٌ ِّ ْ ُ َ ِّ ِ َ المطففون ﴿ َ ْ
اإلشكال الذي في ذھني ؟
نعم التطفيف ھذه مكية أو مدنية ؟
ھل عدھا أناس من المدني التسع والعشرين ؟
ال لم يذكرھا فدل على ماذا ؟
على أنھا مكية وليست مدنية فكيف يذكرھا ھنا ھذا محل إشكال ؟
مطلقا من القرآن ) ْاقرأْ ً حينئذ جزم ھناك بأن ) ْاقرأْ ( ھي األصح ،بأن أول ما نزل ٍ فالمدثر َ َّ ُ ُ
أوله ( األصح ُ ِّ َّ ُ ، على َ َ ِّ ) ْاقرأْ َ َ
( ،ثم أول ما نزل بالمدينة المطففون ثم يذكر المطففين بأنھا من المكي ھذا تعارض ؟
ً
أوله ( أي :أول ما نزل بالمدينة التطفيف وسبق أنه عدھا من المدني ] سبق لسان [ .قال البلقيني :إذا ھو صار على ) َ َّ ُ ُ
قول .لكن اإلشكال عندي من جھة اختيار الناظم نفسه ھناك لم يعدھا كان األولى ھنا من أجل أن يتفق اختياره ھناك وھنا أن
ٍ
حينئذ ثم قول بأن المطففين مدنية وليست مكية ھناك قول لكن ھو لم يذكر ھذا لم يجعلھا مدنية بل جعلھا مكية يطرد ،وإال َ َّ
يناسب أن يختار البقرة ھي أول ما نزل بل حُكي االتفاق عليه كما سيأتي .
ً
للمطففين ﴾ لقول علي بن الحسين .إذا ھذا القول مقيد ليس ويل ٌ ِّ ْ ُ َ ِّ ِ َ قال ْالبُلقيني رحمه :وأول سورة نزلت بالمدينة ﴿ َ ْ
ثم رواية أو قول لعلي بن الحسين بأنھا مدنية وبأنھا أول ما نزل على إطالقه بل الجمھور أن المطففين مكية وليست بمدنية َ َّ
بالمدينة .
البقرة ( ھذا قاله عكرمة بأن البقرة تالية للمطففين . َ
ثم َ َ ْ ُ
التطفيف َّ ، أوله َّ ِ ُ ْ ) َ َّ ُ ُ
للمطففين ﴾ ثم البقرة .لكن ويل ٌ ِّ ْ ُ َ ِّ ِ َ
روى البيھقي في الدالئل عن ابن عباس رضي تعالى عنھما :أول ما نزل بالمدينة ﴿ َ ْ
ھذا لم يثبت عن ابن عباس ،ولذلك قال ابن حجر رحمه في ] الفتح [ :اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة نزلت
بالمدينة .ولذلك نقول :أول ما نزل بالمدينة ھي سورة البقرة ،وأما المطففون فھذه مكية على قول الجمھور .
كل بعضھم يتجوز في حكاية التطفيف ( على ٍّ ) َّ ْ ِ ُ التطفيف ( ھكذا وردت ھي ؟ سورة البقرة ( ) َّ ْ ِ ُ ثم َ َ َ ْ التطفيف َّ ُ ، أوله َّ ْ ِ ُ ) َ َّ ُ ُ
أسماء السور ،سورة المنافقون على الحكاية يجوز ويقول :سورة المنافقين .سورة المنافقون وسورة المنافقين ،سورة
المنافقون ھذا مضاف إليه وھو مجرور فكيف رفعه ؟ نقول :على الحكاية .سورة المؤمنين سورة المؤمنون يجوز ُ المنافقون
الوجھان والحكاية أولى .
بالعكس ( يعني :البقرة ثم التطفيف وھذا قول منقول عن عكرمة . وقيل َ َ ْ ِ البقرة ِ ْ ثم َ َ َ ْ التطفيف َّ ُ ،
أوله َّ ْ ِ ُ ) َ َّ ُ ُ
الھجرة ( وقيل :بالعكس .يعني :األول البقرة ثم التطفيف ،لكن ذكر ابن حجر باتفاق على أن البقرة ھي األول ) بدار ِ ْ َ ْ ) َِ ِ
بالعكس ( ما إعرابه ؟ قول القول يصح أن يكون قول القول على الحكاية ) َ ْ ِ
بالعكس ( أي : الھجرة ( ) َ ْ ِ بدار ِ ْ َ ْ بالعكس ِ َ ِ وقيل َ َ ْ ِ ِْ
أوال ثم ) َّ ْ ِ ُ
التطفيف ( . بخالف ما سبق أن البقرة ھي ً
نزلَ آخر ما َ َ النوع الثاني عشر ُ :
وھو مقابل للنوع الحادي عشر أول ما نزل ،لكن ھل ينبني عليه فائدة لمعرفة أول ما نزل وآخر ما نزل ؟
ناسخ ومنسوخ يحتمل ألن اآلخر متأخر وذاك أول ويكون ما تضمنته اآليات في آخر ما نزل آخر ما يذكر من األحكام
حينئذ فيه فوائد ولو لم يكن إال أن متعلقه القرآن الكريم لكفى ،كل علم يتعلق بالقرآن الكريم ال بد من فائدة لكن المقصود ھنا ٍ
من جھة األحكام الشرعية من تحريم وتحليل وناسخ ومنسوخ وإال كل علم يتعلق بالقرآن فال بد من فائدة .
نزل َ آخر ما َ َ النوع الثاني عشر ُ :
حينئذ نحمل كل األقوال الواردة عن ٍ النبي أيضا فيه خالف طويل عريش ،وليس فيھا حديث مرفوع عن ً وھذا
آخرا بأنه آخر ما حينئذ ال تنافي بينھا ،كل منھم يحكي ما سمعه ً ٍ الصحابة أنھا من اجتھاد الصحابة وإذا كانت من االجتھاد
يلتق يقول :آخر ما نزل من النبي كيت نزل ،يمكن أو ال ؟ كل من سمع قبل وفاة النبي بشھرين أو ثالثة ثم ذھب ولم ِ
حينئذ ماذا ؟ يحكي ما ٍ وكيت .فيحكي ماذا ؟ يحكي حاله مع سماعه من النبي فيأتي آخر ويقول :آخر ما نزل كيت كيت .
سمعه من حاله مع النبي فال تنافي ،ولذلك القطع بآخر ما نزل ھذا فيه نوع صعوبة من كثرة األقوال وصحتھا .
نزلَ آخر ما َ َ النوع الثاني عشرُ :
وقيل َ َ ْ َ ْ
غيره الربا َ ً
أيضا ِ ْ ِْ
قيل َ ِّ َ ِْ َ ْ
األخيرة َِ
الكاللة ََ ُ
وآية
90
) )
الكاللة ( ذكرنا أنھا في موضعين من سورة النساء األولية َِ الكاللة ( الكاللة الذي ال والد له وال ولد ُ َ َ ) ،
وآية َِ ) ََ ُ
وآية
واألخروية ھذه صيفية أليس كذلك ؟ ُ ْ َ ِ َّ شتوية . واألخروية ،األولية ھذه يقال :أنھا َ َ ِ َّ
األخيرة ( ھل يريد الكاللة َ ِ ْ َ َِْ األخيرة ( ماذا يقصد األخيرة ھنا األخيرة أو األخيرة في النزول ؟ يحتمل ) َ َ ُ
وآية الكاللة َ ِ ْ َ ْ َِ ) ََ ُ
وآية
فحينئذ ما الذي يحكم بكون آية الكاللة األخيرة ھي آخر ما نزل ؟ ٍ احترازا من األولى ً أن يخص آية الكاللة بكونھا األخيرة
األخيرة ( احترازا عن األولى بأن ھي آخر ما نزل ً ْ ِْ َ َ ِ َ
الكاللة ُ
وآية َ
حينئذ لو حمل قوله َ ) : ٍ العنوان الترجمة -أحسنت -
حينئذ نأخذ الحكم عليھا بأنھا آخر ما نزل من الترجمة ألني بدأت معكم بأن الترجمة داخلة في ماذا ؟ في مضمون اآليات . ٍ
ً
فيه ( قلنا :الضمير يرجع إلى ماذا ؟ إلى الترجمة ،إذا مضمون الترجمة داخل ومعتبر عند األسفارا ِ ِ َ ْ َ ُ َ
وصنف ِ َ
األئمة ) َ َّ َ
ً
األخيرة ( بمعنى التي في آخر سورة النساء احترازا من األولى بأنھا آخر ما نزل نأخذه ْ َ
الكاللة ِ ْ َ ِ َ ُ
وآية َ
الناظم في األبيات ھنا ) َ
حينئذ ال بد من صفة محذوفة وآية الكاللة التي في آخر النساء أو ٍ من الترجمة ،ولو جعل باألخيرة بأن األخيرة في النزول
شتوية ،وآية الكاللة الصيفية األخيرة احترازا من األولى ،ألن األولى ليست صيفية َ َ ِ َّ ً روية أو إن شئت تقول :الصيفية . األخ َ ِ َّ ُْ
خبرا عن المبتدأ وعن األول يكون ماذا ؟ يصير صفة يجوز الوجھان وال مانع لك أن تحمل في النزول صار األخيرة ھذا ً
األخيرة ( روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي تعالى عنه أنه قال :آخر آية نزلت ﴿ الكاللِة َ ِ ْ َ ْ َ ھذا أو ذاك ) َ َ ُ
وآية
ُ ُ ْ ِ ُ ْ
يفتيكم ِفي قل ّ يستفتونك ُ ِ
الكاللة ﴾ ] النساء . [176 :آخر آية نزلت برأي البراء بن عازب ﴿ َ ْ َ ْ ُ َ َ يفتيكم ِفي ْ َ َ َ ِ ُ ُ ْ ِ ُ ْ قل ّ يستفتونك ُ ِ
َ َُْْ َ َ
لة ﴾ ] النساء [176 :إلى آخر اآلية ،وآخر سورة نزلت براءة .ھذا الكالم متم لقول البراء آخر آية نزلت ﴿ َ ْ َ ْ ُ َ َ
يستفتونك ﴾ الكالَ َ ِ َْ
حينئذ قسم لك آخر ما نزل إما أن يكون آية وإما أن يكون سورة بتمامھا فآخر ما نزل من اآليات ٍ وآخر سورة نزلت براءة .
آية الكاللة الصفية وآخر ما نزل من السور براءة .
حينئذ يُرجح المصنف ماذا ؟ القول األول بأن آية الكاللة الصيفية ھي األخيرة ،و ٍ الربا ( قيل بصيغة التضعيف قيلَ ِّ : و ) ِْ
الربا ( يعني :آية الربا .أخرج قيلَ ِّ : الربا ( على إسقاط حرف العطف وقيل بالواو لكنه أسقطه لضيق النظم ،و ) ِ ْ قيل َ ِّ : ) ِْ
أبو عبيد عن ابن شھاب قال :آخر القرآن عھدا بالعرش آية الربا وآية الدين .وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي ً
تعالى عنھما قال :آخر آية نزلت آية الربا .ما ھي آية الربا ذكر عن عمر مثله أن آخر آية نزلت آية الربا ما ھي ؟ التي في
الربا ﴾ ] البقرة [275 :ھذا ھو المشھور يأكلون ِّ َالذين َ ْ ُ ُ َ البقرة أو التي في آل عمران ؟ المشھور أنھا التي في آخر البقرة ﴿ َّ ِ َ
الذين َ ُ ْ
آمنوا أيھا َّ ِ َ لكن السيوطي رحمه في )) التحبير (( لما أورد أثر عمر وھو ماذا ؟ قال :والمراد بھا قوله تعالى َ ﴿ :يا َ ُّ َ
الربا ﴾ ] البقرة [278 :ھذه في البقرة ليست في آل عمران قال :المراد بھا ھذه .والمشھور من ِّ َ بقي ِ َ وذروا َما َ ِ َ َ َ ُ ْ اتقوا ّ َ َّ ُ ْ
الربا ﴾ إلى آخر آيات الربا فتكون داخلة في األولى . يأكلون ِّ َ الذين َ ْ ُ ُ َ أنھا من أول اآليات ﴿ َّ ِ َ
﴾ ] البقرة [281 :وھذه تابعة لآليات فيه َِإلى ّ ِ ترجعون ِ ِ واتقوا َ ْيوما ً ُ ْ َ ُ َ وعند النسائي عن ابن عباس أن آخر آية نزلت ﴿ َ َّ ُ ْ
واتقوا ﴾ مع آية الدين الربا ﴾ إلى ﴿ َ َّ ُ ْ يأكلون ِّ َ الذين َ ْ ُ ُ َ دفعة من أول ﴿ َّ ِ َ فعة واحدة أو ُ ْ ً حينئذ تكون ماذا ؟ نزلت دَ ْ َ ً ٍ السابقة ًإذا ال تنافي
حينئذ ھذا حكى بعض ما نزل واآلخر حكى بعض ما نزل . ٍ
أنفسكم ﴾ ] التوبة . [128 : من َ ُ ِ ُ ْ رسول ٌ ِّ ْ لقد َ ُ ْ
جاءكم َ ُ وروى الحاكم في المستدرك عن ُأبي بن كعب قال :آخر آية نزلت ﴿ َ َ ْ
وروى مسلم عن ابن عباس :آخر ما نزلت سورة إذا جاء نصر والفتح .
قال السيوطي رحمه في )) اإلتقان (( و )) التحبير (( :وال منافة عندي بين ھذه الروايات .يعني :بين آية الدين ،
كل عن وآية الربا واتقوا لماذا ؟ ألن الظاھر أنھا نزلت دفعة واحدة كترتيبھا في المصحف وألنھا في قصة واحد فأخبر
ً
يستفتونك ﴾ أي :في شأن الفرائض ،إذا الحكم ﴿ َ َُْْ َ َ بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح ،وقول البراء وآخر ما نزل
بكونھا ھذه اآلية آخر ما نزل مع كثرة األقوال ومع صحتھا فيه صعوبة .
أيضا ) ِ ْ
وقيلَ : ً آض َِيئضُأيضا مفعول مطلق َ ً أيضا آخر ما نزل ً أيضا ( قيل الربا ً الربا
قيل َ ِّ : األخيرة ِ ْ الكاللة َ ِ ْ َ ْ َِ ) ََ ُ
وآية
ضعف كل ما ذكر من اآلثار حتى غيره ( َ َّ وقيل َ ْ َ ْ َ : الربا ( ضعفه ألنه حكاه بصيغة تمريض ) ِ ْ قيل َ ِّ : ضعف القولين ) ِ ْ غيره ( َ َّ َ ََْ ْ
ما رواه مسلم والبخاري وھذا فيه إشكال .
ً
غيره ( غيره صفة لمحذوف أي :وقيل قوال غيره .أي :غير المذكور . وقيل َ ْ َ ْ َ : ) ِْ
عقد جديد . ھذا ما يتعلق بأول ما نزل وآخر ما نزل وسيبدأ في ٍ
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . َّ نقف على ھذا
91
الشريط السابع
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
بالعكس ( عربناه ھنا بأنه مقول ْ
بالعكس ( ِ َ ) ، ْ ْ
البقرة ِ ْ
وقيل َ َ ِ َ
ثم َ َ ُ
التطفيف َّ ، ِ ُ ْ َّ ُ َ
سبق في قول الناظم رحمه تعالى ُ َّ ) :
أوله
نظرا له يعرب نائب فاعل . القول ً
يرجع
عقد الثاني َ :ما َ ُ ْ
العقد الثاني .بكسر العين كما سبق العقد المراد به القالدة يسمى عقد ال ِ ُ ْ
ثم قال المصنف رحمه ُ ِ :
عقود ( ذكر العقد األول وھو ما يتعلق بالنزول وتحته اثنا ُ
ستة ُ ُ ٌ حوتھا ِ َّ وقد َ َ ْ َ َ
السند .العقد الثاني من العقود الستة قال ْ ) : إلى َّ َ ِ
عشر ً
نوعا .
اسم منصوب يرجع إلى َّ َ ِ
السند َ .ما ٌ السند ( ،وھي ستة أنواع َ :ما َ ُ يرجع إلى َّ َ ِ العقد الثاني َ :ما َ ُ ْ يرجع إلى َّ َ ِ
السند ُ ِ ، ) َما َ ُ
بمعنى الذي في محل رفع خبر المبتدأ ،العقد ھذا مبتدأ ،الثاني صفته َ ،ما ھذا اسم موصول بمعنى الذي ماذا في محله رفع
يرجع ( وقال :وھي ستة أنواع .مصدق ما أنواع ألنه أراد أن يجمع الخمس خبر المبتدأ َيرج ُع ھذا صلة الموصول ُ َ ) ،
ٍ
حينئذ جمع فھو مؤنث ٍ عقد تحته أنواع ،واألنواع ھذا جمع وكل حينئذ مسمى العقد أنواع كل ٍ ٍ والخمسين تحت ستة عقود
َ ً
يرجع .ولم يقل ترجع وقال :وھي .إذا َّ َ
ذكر وأنث يرجع .وقال :وھي َ ُ ً
يصح أن يرجع إليه الضمير مؤنثا ،وھنا قال ُ َ :
أليس كذلك ،فالتذكير باعتبار لفظ ) َما ( ألن اللفظ مذكر ،والتأنيث باعتبار معنى ) َما ( ومصدقھا وھي أنواع ،ألنھا ستة
واحدا وإنما ذكر ستة أنواع تحت ھذا العقد ً ،إذا ال إشكال في تذكير المصنف بقوله ُ َ :
يرجع .ولم ً فھي جمع لم يذكر ً
نوعا
يقل ترجع بالتاء ،ترجع ھذا مؤنث ويرجع ھذا للغائب األصل فيه أنه مذكر ،وھي الضمير يعود على ) َما ( ،لو قال :
وھو ستة أنواع .صح باعتبار لفظ ) َما ( ،وقال ھو ھنا :وھي .باعتبار معنى ) َما ( ،ولو قال :ما يرجع .صح ما
ترجع صح أليس كذلك ،ما يرجع ما ترجع صح الوجھان .
القدر المشترك ھو السند أو السند صار لسند ( أنواع من الخمس والخمسين ترجع إلى السند يعني مبحثھا َ ْ يرجع إلى ا َّ َ ِ
) َما َ ُ
مشتركا فعنون به ِ ْ ُ
العقد الثاني . ً ً
قاسما حينئذ يوجد في ضمن كل األنواع الستة فلذلك جعله ٍ كالجنس لھا
طريق المتن . ٍ السند ( والمراد بالسند ھو اإلخبار عن ) إلى َّ َ ِ
ناد لدى َ ِ
فريق كاإلسْ َ ِ َْ ٍ
متن َ ِ َ ِ ِ
طريق َِْ
اإلخبا ُر عنْ َّ َ ُ
والسند
) )
ناد لدى َ ِ
فريق كاإلسْ َ ِ َْ ٍ
متن َ ِ َط ِ ِ
ريق َِْ
اإلخبا ُر عنْ َّ َ ُ
والسند
) )
92
عند بعضھم السند واإلسناد بمعنى واحد وعند الكثير أن اإلسناد ھذا إفعال مصدر ًإذا رفع الكالم إلى قائله ورفع الكالم إلى
مغاير لإلخبار عن طريق المتن ألن اإلخبار عن طريق المتن ھو تسمية الرجال حدثنا فالن عن فالن عن فالن ھذا ھو ٌ قائله
ُوي عن طريق فالن وفالن وفالن ،تسمية الرجال ھو السند إذاً ُوي ؟ ر ِ َ ً
اإلخبار عن طريق المتن ،مثال حديث كذا بما ر ِ َ
مسمى السند ھو ذكر الرجال الذين توصل بھم المحدث إلى المتن ،وھي :ستة أنواع .وھي أي ھذا العقد أو األنواع التي
ترجع إلى السند ستة أنواع .
ّ
) النوع األول ،والثاني ،والثالث :المتواتر ،واآلحاد ،والشاذ (
ً
موضوع واحد ألن كال منھا يتوقف فھمه على فھم اآلخر فقال ) :المتواتر ، فجمع لك ثالثة أنواع تحت العقد الثاني في
ٍ
ّ
والشاذ ( .المتواتر ،واآلحاد ،والشاذ .في ظاھر كالم المؤلف ھنا لم يجر على طريقة أھل الحديث ألنھم ّ واآلحاد ،
قسما من أقسام اآلحاد ھل ھو قسيم أم قسم ؟ الشاذ باعتبار اآلحاد ھل ھو قسم أم قسيم ؟ يجعلون الشاذ ھذا ً
قسيما لآلحاد نقول :ألن البحث ھنا يتعلق بأھل علوم القرآن ومبحث القراءات ولھم ً قسم وليس بقسيم ،وھنا جعل الشاذ
ً
بحث خاص يتميزون به في بعض مصطلحاتھم عن غيرھم من أرباب الفنون ،فليس كل ما جاء لفظا متواتر عند المحدثين ٌ
ھو عينه عند أرباب القراءات وليس كل ما جاء لفظ اآلحاد عند أرباب الحديث ھو عينه عند أرباب القراءات وكذلك يقال في
مبحث مشترك ولذلك األنواع الخمس والخمسين ھذه بعضھا ينفرد به علم القرآن ،وبعضھا ٌ الشعر ،لكن في الجملة ھو
مشتركا بينه وبين غيره يعني :ليس كل ما ذكر من أنواع علوم القرآن التي ھي عمدة المفسرين ليس كل ما ذكر من ً يكون
أنواع علوم القرآن يكون منشأه القرآن ال بل بعضه يكون منشأه القرآن مثل ماذا ؟
نزول القرآن ،ترتيب السور ،عد اآلي ،نقول :ھذه مباحث في ماذا ؟
نشأت عن القرآن لوال وجود القرآن لما وجدت ھذه العلوم ً ،إذا توقفھا عليه توقف الشيء على شرطه أو حقيقته أو ماھيته
مشتركا بينه وبين غيره كما ھو الشأن في مبحث السند ھذه يشترك في ً بحيث ينتفي العلم بانتفاء القرآن ،وبعضھا ال ،يكون
قدر مشترك بين الطائفتين ،وبعضه يشترك أيضا من حيث الجملة أرباب علوم القرآن فھو ٌ أرباب علوم الحديث ويشترك فيه ً
مع أھل األصول كالناسخ والمنسوخ ،وما خص به من السنة وما خصصت السنة به ،وبعضه يشترك مع أرباب اللغة
ً
شرعيا كالمجاز ،واالستعارة ،والمعرب ،والمترادف ،والمشترك .نقول :ھذه أبحاث مشتركة من حيث كونه ً
نصا
فاشترك مع علوم الحديث في ماذا ؟ في الشاذ والمتواتر أو نقول في الجملة :من حيث السند ،وبعض األبحاث مشتركة بين
الحديث والسنة مثل ماذا ؟ وجود المترادف ،ووجود المجاز ،واالستعارة ،والتشبيه ونحو ذلك والعام المخصوص والعام
الذي خصص على عمومه والعام الذي أريد به الخصوص ھذه مشتركة بين القرآن وبين السنة ،يعني ال ينفك القرآن عن
ضع واحد كذلك المجاز السنة وال السنة عن القرآن .ولذلك سبق معنا في قواعد األصول إن المصنف جمع بينھما في مو ٍ
نصا شرعيا وقد يبحث في علوم القرآن من حيث كونه ً ً ونحوه واالستعارة والتشبيه ،ھذا من حيث ماذا ؟ من حيث كونه ً
نصا
عربي كاإلعراب ،والصرف ،إعراب القرآن ،إعراب مشكل القرآن ،تصريف القرآن كما ألف فيه المعاصرين أو بالغة
ً
مشاركا للسنة أو من ً
شرعيا نصاعلم من علوم القرآن يتعلق بالقرآن من حيث ماذا ؟ من حيث كونه ً القرآن .نقول :ھذه ٌ
ً
عربيا ؟ حيث كونه ً
نصا
ً
مثال ، حينئذ ينزل على القرآن ٍ الثاني ألنه ينظر فيه من حيث القواعد العربية ،فما قعده أھل العربية من قواعد النحو
علم من علوم القرآن لكنه يشترك مع غيره في كونه فيعرب القرآن إعراب مشكل القرآن أو إعراب القرآن كله نقول :ھذا ٌ
مثال قصيدة من المعلقات السبع فتعربھا ھذا إعراب المعلقات أو ال ؟ إعراب المعلقات .نص عربي ً عربيا ألنك قد تأخذً ً
نصا
ً
عربيا . نص عربي .قد تأخذ سورة الفاتحة وتعربھا عربتھا من أي حيثية من حيث كونھا ً
نصا ٌ أو ال ؟ نقول :
ًإذا ھنا ال غرابة في كون أرباب علوم القرآن يجعلون من أنواع علوم القرآن المتواتر ،واآلحاد ،والشاذ .فجعلوا الشاذ
حينئذ انفردوا ببعض ما أطلقه أرباب علوم الحديث . ٍ اصطالح خاص عندھم ٌ قسيما لآلحاد ولهً
ّ ّ
) المتواتر ،واآلحاد ،والشاذ ( ما المراد بالمتواتر ،وما المراد باآلحاد ،وما المراد بالشاذ قال رحمه :
) يعمل ُ َ َُ ِ ٌ
فمتواتر َ ْ َ
وليس ُ ْ َ قد َ َ ُ
نقلوا القراء َما َ ْ
ُ َّ ُ َّ ْ َ ُ
والسبعة
)
وإالَّ َ ْ ِ
فادر مجَرى َّ ِ ْ ِ
التفاسير ِ ، َ ْ يجر
لم َ ْ ِ َ
الحكم َما ْ ْ
ُ ِ ِ ِْ ِ
بغيره في َ
) )
المسموع
ھو َ ْ ُ ُ َ َ ِّ ْ ُ
قدمه ذا القول ُ ُ َ المرفوع
َْ ُ ُ إن َ َ َ ُ
عارضه َْ ْ ِ
قولين ِ ْ َ
) )
93
) قراءةُ َّ َ
الصحابة ََْ ُ
تتبعھا ِ َ َ َّ ِ ِ
كالثالثة ََ ُ
اآلحاد َّ ِ ُ
والثاني
)
ُِْ ْ
واستطر َّ ِ ُ َ
التابعون مما َ َ
قراهُ ِ َّ َ
يشتھرْ
لم َ ِ َْ َّ ُ َّ
والثالث الشاذ الذي ْ ُ ِ َّ
) )
ينجلي ْ
شرط َ َ ِ ْ ٌ ْ َ َ
ِ ْ ِ
اإلسناد ُ
وصحةَ ِ َّ ) َ
األول
بغير َّ ِ َ ُ
يقرأ ِ ْ ِ ْ
وليس ُ َ ْ َ َ
)
) ِّ َ
العربي والخط لفظ َ َ ِ ْ ْ
اق َِ َ
ِوف ُ َّ ْ ِ
الضبط الرجال
ِّ َ ِ َ َُْ ِ
كشھرة َُ
له
)
ھذه قسم لك قراءات باعتبار السند إلى متواترة وآحاد وشاذة ،وجرى الناظم ھنا على ما اشتھر عليه أرباب القراءات من
أن القراءات تنقسم إلى :متواترة ،وآحاد ،وشاذة .
أرسلنا ُ ُ َ َ
رسلنا َ ْ َ
تترا ﴾ ] المؤمنون [44 :أي متتابعين ، َ
ثم ْ َ ْ َمرارا مأخوذ من التواتر وھو التتابع ﴿ ُ َّ
ً فالمتواتر ھذا سبق معنا
حينئذ نقول :ھذا متواتر .لكنه من جھة اللغة ،وأما من جھة اصطالح المحدثين ونحوھم فالمتواتر ما ٍ ً
بعضا بعضھم يتلو
جم أحالة العادة على تواطئھم وتوافقھم على الكذب رووا ذلك عن مثلھم وكان منتھى خبرھم الحس مع شرط عدد ٌٌ رواه
ً
متوترا فإن تخلف عنه ُمي ٍ
حينئذ س ِ َ وحينئذ إن أفاد ھذا العدد الكثير إن أفاد العلم الضروري ٍ ً
وانتھاء . ً
ابتداء استواء الكثرة
ً
مشھورا . العلم الضروري كان
جم أحالت العادة
عدد ٌمتواتر مشھور من غير عكس لماذا ؟ ألن التواتر ھو ما رواه ٌ ٍ ولذلك ذكر ابن حجر رحمه :كل
تواطئھم وتوافقھم على الكذب رووا ذلك عن مثلھم من أول السند إلى آخره .ولذلك يشترطون استواء الكثرة في أوله
نظريا كان أو ضر ًّ
وريا ًّ ً
متواترا إن أفاد العلم وانتھائه ويكون منتھى خبرھم الحس سمعت رأيت ،فإن كان العقل فال يكون
حينئذ نقول :ھذا متواتر .فإن لم يفد العلم الضروري نقول : ٍ يعني :اليقين -واألصح أنه ضروري -إن أفاد العلم ضروري
متواتر مشھور من غير عكس . ٍ ٍ
حينئذ كل ھذا مشھور وليس بمتواتر .
على ْ َ ِ
الكذبْ تماعھم َ َ
إحالة اجْ ِ َ ِ ِ ْ َِ َُ يجبْ روا ُه َعدَ ٌد َ ٌ
جم َ ِ وما َ َ َ َ
) )
) ُ َ
ي أجْ َود َ ٍ
بعشرة َوھْ َو لدَ َّْ
َِ َ ُ
َحددوا َّ َ
وقو ُم
َ ْ ُتواترُ ْ
َفالم َ ِ
َ
)
يعني :ھل يشترط بيان إذا قيل :عدد كثير عدد جم ھل يشترط تحديد العدد أم ال ؟
األصح أنه ال يشترط ،وقيل :عشرة .وقيل :عشرون .وقيل :أربعون .وقيل :خمسون .وقيل :سبعون .إلى آخره
وقيل :أربعة .والسيوطي قوله :
ُ
أزود وھو لدي
ي َأجْ َ ُ
ود بعشرة َوھْ َو َلدَ َّ
َِ ْ ٍَ َ َّ ُ
حددوا َ َْ
وقو ُم َ ْ
فالم َ َ ِ
ُتوات ُر
) )
والصواب أنه ال ي َ ّ
ُحد بعدد فكل ما أفاد العلم اليقيني فھو :متواتر .
القراءة ھنا المتواتر ھي :القراءات السبعة المشھورة .ألنھا ھي التي يتوفر فيھا ضابط التواتر ،لكن سبق وأن انتقدنا
بشرط واستواء الكثرة في أولهٍ بعض الشروط ھذه التي ذكرھا صاحب )) قواعد األصول (( بأن منتھاه الحسي ھذا ليس
وانتھائه وأال يكون أو تحيل العادة تواطئھم على الكذب أو توافقھم على الكذب تشمل ھذه طبقة صحابة وھذا فيه بعد ،لكن
ٍ
فحينئذ يفيد العلم ھذا في األصل عدد .وال ُندخل طبقة الصحابة وأحالت العادة تواطئھم وتوافقھم على الكذب نقول :ما رواه ٌ
،في األصل أنه يفيد العلم مع شھرة الرواة وضبط الرواة إلى آخره فإن أفاد العلم نقول :ھذا ھو المتواتر .وال تالزم بين ما
ثقة عندنا ،فلو روى أبو بكر رضي تعالى ذكر من الشروط وإفادة العلم بل قد يوجد العلم اليقيني برواية شخص واحد ٍ
ً
حديثا عن النبي ألحد التابعين نقول :أفاد العلم .يفيد العلم أو ال ؟ عنه
94
متواترا ً ،إذا وجد التواتر ً حينئذ نقول ً :إذا وجد العلم اليقيني الضروري فلزم أن يكون ٍ قطعا ،فإذا أفاد العلم ً يفيد العلم
بكر فأي قرينة احتفت به لكونه أبا دون وجود ھذه الشروط ،وھم يقولون :ال ،ال يفيد العلم .ولو أفاد العلم في خبر أبي ٍ
بخبر واحد أفاد العلم وھم أربعة دون ٍ بكر رضي تعالى عنه ،وإذا أخبر أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أحد التابعين
حينئذ ال يفيد العلم نقول :كيف ال يفيد العلم وقد أخبره الخلفاء األربعة ٍ العشرة ،السيوطي حده بعشرة ً ،إذا ما دون العشرة
قطعا لكن ھنا قالوا :المتواتر ھو القراءات السبعة المشھورة . الراشدون ؟ يفيد العلم ً
القراء ( ُ
والسبعة ( ھذا مبتدأ أول ،و ) َّ ُ ُ َّ ْ َ َ َ
قد نقلوا ُ ِ ٌ
فمتواتر ( ) . ُ َ َ َ
القراء َما ْ ُ ُ
والسبعة َّ ُ َّ ْ َ لذلك قال المصنف ھنا رحمه ) :
قد نقلوا ( قد نقلوھا نقلوه يجوز الوجھان ما يطبق ُ َ َ َ
ھذا بدل أو عطف بيان َ ) ،ما ( الذي أو التي بمعنى قراءة ھذا مبتدأ ثان ) ْ
ً
تبعا .أو القراءة التي نقلوه بتذكير الضمير مراعاة للفظ ) َما ( كما قلنا في ) َما على قراءة أي :القراءة التي نقلوھا .أي ً :
السند وھي ( . يرجع إلى َّ َ ِ َ ُ
فمتواتر ( الفاء واقعة في جواب المبتدأ الثاني على القاعدة العامة المطردة عند أھل اللغة من أنه إذا كان المبتدأ من ) َُ ِ ٌ َ
فمتواتر ( .الفاء َ
صيغ العموم أو فيه معنى العموم جاز دخول الفاء في الخبر ليست بواجبة وإنما ھي جائزة ،لذلك قال ٌ ِ َ ُ ) :
ھذه واقعة في جواب المبتدأ لماذا وقعت ؟
متواتر ھذا خبر لمبتدأ ٌ وجوبا ،لكون المبتدأ من صيغ العموم يعني :فمتواتر .فھو متواتر ، ً جوازا ال ً نقول :وقعت
نقلوا ( ،وجملة َ
قد َ ُ َ
فمتواتر في محل رفع الخبر المبتدأ الثاني ) َما ْ ٌ محذوف تقديره ھو فھو متواتر ،وجملة المبتدأ مع خبره
المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ األول وھو السبعة ً ،إذا نقول :ھذه جملة كبرى أو صغرى ؟
كبرى ألن خبرھا جملة ،والصغرى ما ھي ؟
أيضا كبرى لكون الخبر فيھا جملة ،قد ً فمتواتر ( ھذه صغرى لماذا ؟ لكونھا وقعت خبر المبتدأ ،وھي نقلوا َ ُ َ ِ ٌ قد َ َ ُ ) َما َ ْ
قائم ،زيد مبتدأ أول أبوه مبتدأ ثاني قائم خبر مبتدأ الثاني ، تكون الجملة كبرى فقط وذلك إذا وقع الخبر فيھا جملة زيد أبوه ٌ
قائم وقع جملة ،الجملة كلھا زيد أبوهُ ٌ وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع المبتدأ األول ً ،إذا وقع الخبر في ھذه الجملة ٌ
قائم من قولك زيد قائم نقول :ھذه جملة كبرى .لماذا ؟ لكون الخبر وقع فيھا جملة ،جملة أبوهُ ٌ زيد أبوهُ ٌ كبرى تسمى كبرى ٌ
أبوه قائم نقول :ھذه صغرى .لماذا ؟
خبرا عن المبتدأ ،فالمبتدأ الذي وقع خبره جملة نقول :ھذه جملة كلھا كبرى ونفس الخبر الذي ھو جملة لكونھا وقعت ً
نسميه جملة صغرى .لو قيل :زيد قائم ھكذا .مبتدأ وخبر مفرد ومفرد صغرى أو كبرى ؟
حينئذ ال توصف بكونه صغرى وال كبرى ، ٍ ً
مفردا مفردا والخبر ً ال صغرى وال كبرى ] نعم أحسنت [ ً ،إذا وقع المبتدأ
قائم ھذا خبر مفرد أو جملة ؟ مفرد ًإذا ال توصف بكونھا كبرى وال صغرى ،لكن لو وقع قائم نقول :مبتدأ وخبر ٌ . زيد ٌ ٌ
قائم .ھنا ليست كزيد زيد أبوهُ ٌالخبر جملة لنا نظران :نظر إلى الجملة برمتھا ،ونظر إلى الخبر الذي وقع جملة فنقول ٌ :
حينئذ نسمى الجملة كلھا كبرى ونسمي جملة الخبر صغرى ،ثم ھذا وصف منفك وقد توصف الجملة ٍ قائم وقع الخبر جملة
باعتبارين يعني :تكون في نفس الوقت كبرى صغرى يجتمع فيھا الوصفان لكن بالنظر إلى سابق والحق .
قد َ َ ُ
نقلوا السبعة ( ھذا قلنا :مبتدأ أول ) َما ( ھذا مبتدأ ثاني ،أبطل المبتدأ األول اترك المبتدأ األول المبتدأ الثاني ) َما َ ْ ) َّ ْ َ ُ
فمتواتر ( كل الجملة صارت نقلوا َ ُ َ ِ ٌقد َ َ ُ فمتواتر ( جملة أو ال .جملة إذا صارت ) َما َ ْ فمتواتر ( ) َما ( ھذا مبتدأ أين خبره ؟ ) َ ُ َ ِ ٌ َ َُ ِ ٌ
كبرى أو ال ؟
السبعة ( ھذا مبتدأ أول ) َما ( مبتدأ ثاني ) ) َّ ْ َ ُ كبرى ،لماذا ؟ لكون خبرھا جملة ،طيب لو نظرت إلى الجملة كلھا
قد َ َ ُ
نقلوا فمتواتر ( خبر الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ األول نسمي الجملة كلھا كبرى ،وجملة ) َما َ ْ َ َُ ِ ٌ
السبعة ( وھي في نفسھا كبرى لكون الخبر فيھا وقع خبرا عن المبتدأ الذي ھو ) َّ ْ َ ُ فمتواتر ( ھذا ھذه صغرى ألنه وقعت ً َ َُ ِ ٌ
جملة ،واضحة أعيد أو تعيدون ؟ -ال ھذه وال تلك . - ً
نقلوا ( ما اسم موصول بمعنى الذي قد َ َ ُ القراء ( ھذا عطف بيان أو بدل منه ) َما َ ْ والسبعة ( نقول :ھذه مبتدأ أول .و ) ُ َّ ُ َّ ْ َ ُ )
قد نقلوا ( ھذه جملة فعل فاعل والمفعول محذوف قد نقلوھا ألنه ال بد من رابط بين المبتدأ ُ َ َ َ
في محل رفع مبتدأ بالثاني ْ ) ،
جملة نقلوھا أي :القراءة وما اسم موصول بمعنى الذي يصدق على القراءة يعني :القراءة التي نقلوھا فھي ً والخبر إذا وقع
خبرا عن المبتدأ الثاني معه ،وجملة المبتدأ الثاني مع خبره فمتواتر ( جملة وقعت ً َ َ
متواترة .أو فھو أي المنقول متواتر ) ُ ِ ٌ
فمتواتر ( كل الجملة ھذه كبرى َ َ
قد نقلوا ُ ِ ٌ ُ َ َ َ
القراء َما ْ ُ
والسبعة َّ ُ ُ َّ ْ َ نقول :ھي في محل رفع خبر المبتدأ األول وھو السبعة )
نقلوا ( فمتواتر ھذه صغرى باعتبار الجملة السبعة القراء ألنھا خبر عنھا وھي كبرى باعتبار كون الخبر فيھا قد َ َ ُ وجملة ) َما َ ْ
فمتواتر ( جملة اسمية . ) َ َُ ِ ٌ
95
واصطالحا يطلق على إمام من األئمةً والسبعة ( المراد بھم السبعة القراء والقراء ھذا جمع قارئ اسم فاعل من قرأ َّ ْ َ ُ )
المعروفين الذين نسبت إليھم القراءة ،في االصطالح إمام يطلق على إمام من األئمة المعروفين المتبعة كما سبق بيان اإلمام
المراد به المأموم به يعني المتبع ،الذين نسبت إليھم القراءات التي نسبت إليھم أو الذين نسبت إليھم القراءات ،والقراءات
قرأَ ،وقرأ قلنا المصدر فيه َفعْ ُل
فعل َ َ يقرأ ُ األصل فيه َ َ
قرأَ ألنه من باب َ َ َ قرأَ َ ْ َ
معلومة أنھا جمع قراءة مصدر سماعي لقرأ َ َ
قياسيا بل ھو مصدر سماعي ً ،إذا القراءات جمع قراء مصدر سماعي لقرأ ، ً ً
مصدرا ٍ
حينئذ قراءة نقول :ھذا ليس
ً
واصطالحا القراءات عند أرباب القراءات اختالف ألفاظ الوحي ألن القرآن ما ھو ؟ اللفظ المنزل على النبي صلى عليه
وآله وسلم المعجز بلفظه المتعبد بتالوته .
ً
معجزا يفصل على النبي أما القران ھا ھنا فالمنزل
) )
ً
تالوة ... بقي
ًإذا القرآن ھو :كالم المنزل أو اللفظ المنزل على محمد المعجز بلفظه المتعبد بتالوته .
ٍ
فحينئذ القراءات حقيقة مغايرة للقرآن ولذلك نص السيوطي في )) اإلتقان (( بأن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان ،
صار تعريف القراءة بأنھا اختالف ألفاظ الوحي المذكور -ليس كل وحي -وإنما الوحي المذكور الذي أطلقنا عليه بأنه قرآن
في الحروف وكيفتھا من تخفيف وتشديد وغيرھما ،اختالف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفتھا من تخفيف وتشديد
وغيرھما ھذه يسمى ماذا ؟ يسمى بالقراءة يجمع على قراءات ،فالقرآن شيء والقراءات شيء آخر فھما حقيقتان متغايرتان .
القراء ( السبعة المراد بھم :نافع ،وعاصم ،وحمزة ،والكسائي ،وابن عامر ،وأبو عمرو ،وابن كثير . َّ ْ َ ُ
والسبعة ُ َّ ُ )
علما بالغلبة متى ما أطلق حينئذ صار السبعة ً ٍ ھؤالء السبعة أجمع عليھم أھل العلم بأنھم إذا أطلق السبعة فالمراد به ھؤالء ،
السبعة القراء انصرف إلى ھؤالء نافع ،وعاصم ،وحمزة ،والكسائي ،وابن عامر ،وأبو عمرو ،وابن كثير .كما إذا قيل
:األسماء الستة .ھذا علم بالغلبة إذا أطلق انصرف إلى معين ،وإال األصل كلھا ست أسماء يصح أن تقال أنھا يقال أنھا
نقلوا َ ُ َ ِ ٌ
فمتواتر ( ھنا عرف التواتر بماذا ؟ قد َ َ ُ القراء َما َ ْ َّ ْ َ ُ
والسبعة ُ َّ ُ أسماء ستة ولكن اصطلح النحاة على شيء معين )
بالمتواتر عند أھل الحديث أم بلفظ ؟
بلفظ كشف به حقيقة المتواتر لماذا ؟
حينئذ ينصرف الذھن إلى السبعة القراء ،فمسمى ٍ ألنه يعرف المتواتر عند أرباب القراءات ،فإذا قيل :المتواتر .
نقلوا ] نقلوھا [ َ ُ َ ِ ٌ
فمتواتر ( .القراءة التي نقلھا قد َ َ ُ القراء َما َ ْعة ُ َّ ُوالسب َ ُ
َّ ْ المتواتر عندھم ما ُنقل عن السبعة القراء ولذلك قال ) :
عرف ُه بلفظ كاشف وھذا من أقسام التعريف عندھم . القراء السبعة ھي :مسمى المتواتر عند أرباب القراءات .ولذلك ھنا َ َّ َ
ٍ
حينئذ يحسن أن قد يأتي بلفظ يكشف به حقيقة اللفظ المجمل ،والمتواتر ھذا لفظ مجمل مبھم عندھم إذا قيل :ما المتواتر ؟
يؤتى بالحد أو المعرف ،والمعرف على ثالثة أقسام :
ً
كاشفا للمھية ،إما بالجنس والفصل ،أو بالفصل والخاصة ،أو بالجنس والخاصة ، قد يكون
96
نقلوا َ ُ َ ِ ٌ
فمتواتر ( .عرفنا أن القراءة التي قد َ َ ُ
القراء َما َ ْ َّ ْ َ ُ
والسبعة ُ َّ ُ أو يأتي بلفظ يكشف المراد مع عدم اإلبھام وھنا لما قال ) :
نقلت عن طريق ھؤالء السبعة المعدودين بالسبعة ھو المسمى المتواتر ،والمراد به ھنا تواتر الطبقات كما ھو معلوم عند
أرباب القراءات .
يعمل ُ
ُْ َ َْ َ
وليس .............. ............................
) )
َ
فادر َّ
وإال ْ ِ ِِْ َّ
التفاسير ِ ، مجرى
َ ْ َ يجر َ
لم َ ْ ِ
الحكم َما ْْ
ُ ِ بغيره في َ
ِ ِْ ِ
) )
يعمل ُ ( ً .إذا النوع األول ألن ًإذا عرفنا حقيقة المتواتر يرد السؤال ما ھو اآلحاد ؟ نرجع بعد ذلك إلى قوله َ ْ َ ) :
وليس ُ ْ َ
التقسيم عندھم يختلف ،قراءات تنقسم إلى متواتر وعرفنا أن المراد بالمتواتر القراءات السبعة المشھورة ،واآلحاد ھي
المتمة لعشرھا يعني :الثالثة المتمة للعشر .وھي قراءة :أبي جعفر يزيد بن القعقاع ،ويعقوب ،وخلف .ھذه ثالثة تسمى
الثالثة إذا أطلق القراءة الثالثة انصرف إلى من ؟ أبي جعفر يزيد بن القعقاع ،ويعقوب ،وخلف .ھؤالء ھم الثالثة .
اآلحاد ھي المتمة لعشرھا ًإذا ما المراد بالقراءات اآلحادية عندھم ؟ الثالثة قراءة يعقوب ،وأبي جعفر ،وخلف .أليس
كذلك ھذا المشھور كما سيأتي ھذا المشھور عند أھل القراءات مع أن اآلحاد عند المحدثين ماذا ؟
آحاد جمع واحد ،ما رواه واحد ھو اآلحاد ً .إذا ما لم يصل إلى درجة المتواتر ھذا إذا لم نذكر المشھور وإذا ذكرنا
حينئذ ما رواه الواحد أو االثنين أو الثالثة وكل له اسم خاص عند أرباب الحديث لكن ھنا اآلحاد المراد به ما رواه ٍ المشھور
الثالثة القراءات الثالثة المتممة للعشر .
ثم ما يكون من قراءات الصحابة إذا صح سندھا ملحقة بھذا القسم وھو قسم اآلحاد كما سيأتي .
ٍ
فحينئذ ما كان من اآلحاد قراءةُ َّ َ ِ
الصحابة ( والثاني ( الذي ھو اآلحاد ) َّ ِ ِ
كالثالثة َ ْ َ ُ
تتبعھا ِ َ َ كالثالثة ( ) َّ ِ ُ والثاني ُ َ َ :
اآلحاد َّ ِ ِ ) َّ ِ ُ
عند أرباب القراءات ھو الثالثة وتلحقھا في الرتبة مثلھا في اآلحاد قراءة الصحابة إن صح سندھا إليھم ،ھذا ھو اآلحاد ما
عدا ذلك فھو الشاذ ،فما زاد عن األربعة فھو شاذ عندھم والمراد باألربعة ألن القراءات عندھم المشھورة أربعة عشر ،
ً
قراءة . أربع عشرة
قراءة الحسن بن يسار البصري ھذه الحادية عشر .
وابن محيصن محمد بن عبد الرحمن السوسي المكي الثاني عشر ھذا .
الثالث عشر :يحيى بن مبارك اليزيدي .
الرابع عشر :محمد بن أحمد الشنبوذي .
قراءة ،السبعة ھي المتواترة ،والثالثة المتممة للعشر ھي اآلحاد وألحق بھا قراءة الصحابة ،واألربعة ً ھذه أربعة عشر
بقي فھو شاذ كقراءات التابعين كابن جبير عشر فيما زاد عن العشرة ھذه شاذة ھذا ھو المشھور عند أرباب القراءات ،وما َ ِ َ
ويحيى بن وثاب واألعمش وغيرھم كل ھذه قراءات شاذة .
القسم الثاني أو التقسيم اآلخر عند بعضھم وھذا منسوب لألصوليين وبعض الفقھاء تقسيم القراءات إلى قسمين :متواتر ،
ٍ
حينئذ جعلوا الثالثة قراء وشاذ .ليس عندنا آحاد ،قالوا :متواتر وشاذ .المتواتر ھو السبعة القراء وما عدا ذلك فھو شاذ
من قسم الشاذ ھذا منسوب لكثير من األصوليين ،وعند بعض األصوليين وبعض الفقھاء تنقسم القراءات إلى متواتر وھو :
السبع .وشاذ وھو :ما سوى ذلك .فالثالثة على ھذا القول تكون شاذة كقراءة أبي جعفر يزيد ،ويعقوب ،واختيارات خلف
.
الثالث -وھذا نفصله من أجل التباين واإليضاح فقط وإال ھو داخل في بعض األقوال األخرى : -وقيل :العشر متواترة
أيضا متواتر وشاذ ،ولكن الخالف في الثالثة ھل قراءتھم متواترة أم شاذة ؟ وما عداھا فھو شاذ ً .إذا القسمة ثنائية ً
ھذا محل نزاع عند أرباب القراءات مع األصوليين واللغويين ھل قراءة أبي جعفر ،وخلف ،ويعقوب متواترة أم شاذة ؟
ھذا فيه نزاع .
ً
القسم الثالث :قيل العشر متواترة .العشر كلھا متواترة وما عداھا فھو شاذ قراءة الحسن بن يسار وغيره تعتبر شاذا ،
قال ابن السبكي تاج الدين صاحب )) جمع الجوامع (( :القول بأن الثالثة غير متواترة في غاية السقوط وال يصح القول به
عمن يعتبر قوله في الدين وھي ال تخالف رسم المصحف .ولذلك نقل السبكي الكبير أبوه عن البغوي رحمه وھم من
أيضا كالمتواتر ألنه ينبني إذا قيل :آحاد وشاذة .ينبني عليه أنه ال يجوز القراءة بھا ً المقرئين االتفاق على القراءة بالثالث
97
ً
مطلقا فينبني على ھذا خالف ٍ
حينئذ يجوز القراءة بھا مطلقا ال في الصالة وال في خارجھا وإذا أثبتنا أن الثالثة ً
أيضا متواترة ً
حكم وھو جواز القراءة بھا أو ال ؟
فحينئذ صارت الثالثة ھذه من المتواتر فيجوز القراءة بھا مطلقاً ٍ إذا قلنا :متواترة .على اشتراط التواتر في ثبوت القرآنية
في الصالة وفي خارجھا ً ،إذا البغوي ينقل االتفاق على القراءة بالثالث كما يُقرأ بالسبعة ألنھا متواترة قال :وھذا ھو
الصواب .
القول الرابع في التقسيم قيل :المعتمد في ذلك الضوابط .يعني :ال نقول :سبعة .نتقيد بقارئ وإمام وإنما نتقيد بأصول
وضوابط إن وجدت فھي قرآن ويصح القراءة بھا إن انتفت كلھا أو بعضھا فليست بقرآن وال يقرأ بھا ،على الخالف
باالحتجاج بھا أو ال .
ًإذا األقوال األول الثالث ھذه متعلقة بأشخاص متى ما ثبتت القراءة عن فالن أو عن عدد معين فھي :متواترة .كل ما
قرأ يعقوب فھو :آحاد .كل ما قرأ خلف فھو :آحاد .كل ما قرأ أبو جعفر فھو :آحاد .كل ما قرأ نافع ،عاصم ،ابن عامر
،أبو عمرو نقول :ھذه متواترة كل ما قرأ حسن بن أبي الحسن فھو :شاذ ً .إذا ھذا الحكم معلق بأشخاص قال بعضھم :بل
ٍ
حينئذ بالقراءة األولى أن يعلق بضوابط متى ما وجدت ھذه الضوابط حينئٍذ حكمنا بالقرآنية كونه ً
قرآنا ولو لم يتواتر ونحكم
مطلقا في الصالة وفي خارجھا وقيل :المعتمد في ذلك الضوابط سواء كانت القراءة من القراءات السبع أو العشر أو ً بھا
ُ
غيرھا .قال ابن الجزري رحمه تعالى -وھو حامل راية ھذا القول : -وقد ِثبر في النشر كل قراءة -ھذا ھو الضابط -
كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه
ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماالً
وصح سندھا فھي قراءة صحيحة .
فحينئذ ثبتت القرآنية صارت قراءة وال نقف مع فالن أو فالن بل ٍ ھذه ثالثة أركان سماھا أركان متى ما وجدت مجتمعة
ً
مخالفا مخالفة ً
فصيحا أو أن ال يكون ً
ضعيفا نقول :متى ما وافقت القراءة العربية اللغة العربية ولو بوجه ما يعني :ال يكون
ثم مصحف واحد بل ھي ستة أو ثمان -كما سيأتي - ال تضر كما سيأتي ،ووافقت أحد المصاحف العثمانية ألنه ليس َ َّ
ال وصح سندھا ھذا ھو الثالث ثالثة أقسام ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتما ً
وافقت العربية ولو بوجه ،
ً
احتماال ، وافقت أحد المصاحف العثمانية ولو
وصح سندھا .
سندا فھو متواتر ولذلك جعل ھذا ً
ركنا حينئذ ھل ھو التواتر أم صحة السند ؟ صحة السند ألنه ليس كل ما صح ً ٍ فالعبرة
قرآنا ،وصح سندھا فھي القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردھا وال في ثبوت القراءة بل في ثبوت القرآنية من حيث كونه ً
يحل إنكارھا سواء كانت عن السبعة أو العشرة أو غيرھم من األئمة المقبولين ،ومتى اختل ركن من يحل بكسر الحاء وال َ ِ ُّ َ ِ ُّ
ضعيفة أو شاذة أو باطلة ،وسواء كانت عن السبعة أو عمن ھو أكبر منھم ،يعني قد يكون الشاذ فيما ً الثالثة أطلق عليھا
ثبت عن السبعة ،وھذا موجود لكنه قليل قالوا :قد يُروى عن نافع ما ھو شاذ .في وجه عن طريق أو يروى عن ابن عامر
شاذا لكنه قليل ُ .أطلق عليه ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أو عمن ھو أو أبي عمرو نقول :ھذا قد يكون ً
أكبر منھم وھذا ھو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك أبو عمرو الداني والمكي وأبو العباس
والمھدوي وأبو شامة ،ونقل مثله عن الكواشي وأبو حيان قال :وھو مذھب السلف الذي ال يُعرف عن أحد منھم خالفه .
ًإذا ما العمدة ؟
تقول :العمدة ھو وجود ھذه الثالثة األركان :
وافقت اللغة العربية ولو بوجه
وافقت أحد المصاحف العثمانية .
صح سندھا .
فمتى ما وجدت ھذه األركان الثالثة ثبتت القرآنية ،لكن المشھور عند الكثيرين من أرباب القراءات واألصوليين وأھل
قرآنا ،والسيوطي رحمه في سائر متواترا وما عدا ذلك فال يثبت كونه ً ً اللغة وغيرھم من الفقھاء أنه ال قرآن إال ما كان
كتبه جرى على ھذا التفصيل ولكنه رجع في )) اإلتقان (( .
يفصل ً
معجزا النبي على أما القران ھا ھنا فالمنزل
) )
98
ال في براءة وال ما نقله البسمله ومنه تالوة
بقي
) )
......................... آحادھم على الصحيح فيھم )
قرآنا ومنه البسملة ال في براءة ال شك أن البسملة من القرآن ھذا بإجماع الثالثة ال فيً ً
آحادا ال يكون رجح أن ما نقل
ً ً
براءة يعني ال في أول براءة ،ال في براءة وال فيما نقل آحادھم إذا ما نقله آحادھم يعني :طريق اآلحاد ال يكون قرآنا .على
الصحيح فيھما يعني :في ھذين القولين أن البسملة من القرآن ،وأن ما نقله اآلحاد ال يكون ً
قرآنا لكنه رجع في )) اإلتقان ((
فجرى على ما مشى عليه ابن الجزري ورجحه ولذلك قال في )) التحبير (( :تبعت َ
البلقيني أو البُلقيني في التقسيم ثالثي ثم
تبين لي أن فيه ً
نظرا .وھنا جرى على ذلك .
ًإذا عرفنا التقسيمات أو االختالف فيما ذكره بعضھم .
) يعمل ُ َ َُ ِ ٌ
فمتواتر َ ْ َ ،
وليس ُ ْ َ قد َ َ ُ
نقلوا القراء َما َ ْ َّ ْ َ ُ
والسبعة ُ َّ ُ
)
وإال َ ْ ِ
فادر التفاسير َّ ِ ،
مجرى َّ ِ ْ ِ َ ْ َ يجر
لم َ ْ ِ حكم َما َ ْ َِْ ِ ِ
بغيره في ال ُ ْ ِ
) )
).......................... ..................... َْ َْ ِ
قولين
)
99
] ما جرى مجرى التفسير [ ) ، (2أو الذي وقع فيه خالف ھو ما لم يجر مجرى التفسير ،وأما الذي جرى مجرى التفسير
فھذا يحتج به وال إشكال ،ما جرى مجرى التفسير ھذا يحتج به وال إشكال ،وأما ما لم يجر مجرى التفاسير فھذا يُعمل به أو
ال ؟
أال نقول :القراءة التي لم تكن متواترة إما أن تجري مجرى التفسير أو ال ؟
قولين ( القولين المحكيان ھنا ھل ھي فيما جرى مجرى التفسير أو في غيره ؟ فادر َ ْ َ ْ ِ
وإالَّ َ ْ ِ
القوالن اللذان حكاھما ) ِ
لمَ ْ
الحكم َما ْ َ
يعمل ُ ِ ْ ِ ِ
بغيره في ُ ِ َ
وليس ُ ْ َ
في غيره ،ولكنھم في الظاھر أنه في ما جرى مجرى التفسير ألنه قيد األول قال َ ْ ) :
قولين ( واألصل ھو العكس ،ولذلك قال بعضھم : فادر َ ْ َ ْ ِ
التفاسير ( وإال فإن جرى مجرى التفاسير فقوالن ) َ ْ ِ مجرى َّ ِ ْ ِيجر َ ْ َ
َ ْ ِ
قوليِن ( أنھم في الذي جرى مجرى التفسير ھذا مقتضى َ َ
فادر ْ ْ َ
مقتضاه أن القولين في الذي يجري مجرى التفسير .الخالف ) ْ ِ
البيت ،والصواب أن القولين إنما ھما في ما لم يجر مجرى التفاسير ،ولذلك أبدل بعضھم وصحح ھذا البيت ألنه على
ظاھره خطأ فقال :
يعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ
بغيره ( إال الذي من ذا جرى مجرى التفاسير يعني ِ :منْ َذا المشار إليه غير المتواتر وھو اآلحاد والشاذ ) َْ َ
وليس ُ ْ َ
إذا جرى مجرى التفاسير يُعمل به وإال يجري مجرى التفاسير فترى قولين ،ولو صحح بطريقة أخرى فقيل :
فادر
ِ مجرى التفاسير وإال بغيره في الحكم إذ ال يجري
) )
صح البيت بغيره نفس بيت الناظم ھكذا قال أبو الوفاء ذلك
فادر
ِ مجرى التفاسير وإال بغيره في الحكم إذ ال يجري
) )
صح البيت وال يحتاج إلى تصويبه وإعادته مرة أخرى ،واضح .
ً يعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ
بغيره ( بغير المتواتر من اآلحاد والشاذ في الحكم إذ ال يجري مجرى التفاسير ،إذا ما ال يجري مجرى ) َْ َ
وليس ُ ْ َ
التفاسير ال يعمل به ،وأما ما يجري مجرى التفسير فھذا الذي فيه قوالن :يعمل به ،ال يعمل به .واضح ھذا .
ًإذا نصوب البيت ھكذا :
المسموع
ھو َ ْ ُ ُ قدمه ذا َ
القول ُ ُ َ َ ِّ ْ ُ َْ ُ ُ
المرفوع إن َ َ َ ُ
عارضه ْ ِ ...
) )
الصحابةِ
َّ َ قراءةُ
َِ َ ََْ ُ
تتبعھا َّ ِ ِ
كالثالثة ََ ُ
اآلحاد َّ ِ ُ
والثاني
) )
يبقى في مسألة التواتر ھناك ذكر ابن الحاجب رحمه تعالى مسألة قد ُ ِّ َ
شنع عليه بھا وھي :أن المتواتر ھو جوھر اللفظ
وأما ھيئة اللفظ من المد ،واإلمالة ،وتخفيف الھمزة فليس بمتواتر .وينبني عليه أن التجويد ليس بمتواتر وليس بواجب
ُ ِّ َ
فشنع عليه وصارت مسألة فيھا ردود و ...إلى آخره .
للقراء
ِ وقيل خلف اللفظ األداء
ِ وقيل إال ھيئة
) )
األداء ھذا منسوب البن حاجب رحمه تعالى ،ولذلك قال ابن الحاجب يعني القراءة السبعة متواترة ِ وقيل إال ھيئة
ويحكم بأنھا متواترة قال :إال ما كان من قبيل األداء .الذي ھو التجويد وابن الجزري شدد عليه قد وھم قال :ال أعلم له من
سبقه بھذا القول .إال ما كان من قبيل األداء كالمد ،واإلمالة ،وتخفيف الھمزة فإنه ليس بمتواتر وإنما المتواتر جوھر اللفظ
ٍ
حينئذ أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك ،ويلزم من تواتر جوھر اللفظ تواتر ھيئته .قال ابن الجزري رحمه :وال نعلم ً
ٍ
حينئذ كان تواتر الھيئة من باب أولى وأحرى .ھكذا قال اللفظ وحال اللفظ الذي ھو األداء شيء واحد وإذا ثبت تواتر اللفظ
ابن الجرزي رحمه ولذلك يقول في الجزرية :
101
آثما ،وقوله ھذا فيه نوع صعوبة ،ولذلك البلقيني توسط قال :أصل المد واإلمالة وتخفيف إذا لم تجود القرآن صرت ً
الھمزة الذي ھو قدر مشترك بين القراء ھذا متواتر ،وما اختلفوا فيه ھذه يزيد ست حركات وھذا أربع حركات ھذا ليس
الحمد ِّّ َ ِS
رب انش َّ ْ
قت ﴾ ] االنشقاق - [1 :بدون مد -تأثم فعلى ھذا القول إذا قلت ُ ْ َ ْ ﴿ : بمتواتر .ولذلك إذا قلت َِ ﴿ :إذا َّ َ
السماء َ
آثما .من لم يجود القرآن العالمين ﴾ .ھكذا دون أن تخرج الحروف من مخارجھا ودون أن تأتي بالتشديدات ونحوھا صرت ً َْ َِ َ
انشقت ﴾ ] االنشقاق . [1 :ھكذا ولو مثال لو كالمي اآلن أثمت عند ابن الجزري رحمه تعالى السماء َ َّ ْ
آثم ،لو قال َِ ﴿ :إذا َّ َ
لماذا ؟
واجبا ً
علما ً ٍ
حينئذ صار ماذا ؟ صار ً
متواترا ألن ھيئة األداء الذي ھو التجويد من المد واإلمالة ونحو ھذا متواتر وإذا كان
قطعيا فال يُؤدى اللفظ إال بھذا ھذا قول ... ًّ
الصحابةِ
َّ َ قراءةُ
َِ َ ََْ ُ
تتبعھا َّ ِ ِ
كالثالثة ََ ُ
اآلحاد َّ
والثا ِ ُ
ني
) )
َّ ِ ُ
والثاني ( مرفوع بالضم َّ ِ ُ
والثاني ( والثاني بإسكان الياء على األصل لكن حركھا بالضم ً
ردا إلى األصل للوزن ) )
الظاھرة للضرورة للوزن كما قال األول :
ي ھذا منقوص ،والمنقوص إنما يُرفع بضمة مقدر على آخره وھنا جائ ُل للضرورة ) ، لعمرك ما تدري متى أنت َجائ ُ
كالثالثة ( يعني كقراءة ِِ َّ والثاني ( حركه للضرورة من األنواع الثالثة مما ال يصل إلى حل التواتر مما صح سنده اآلحاد ) ، َّ ِ ُ
لفظ كالقراءات السبعة ثالثة القراء يعقوب وأبو جعفر وخلف حكم عليھا بكونھا آحاد لماذا ؟ لكونھا لم تنقل الثالثة وھذا ٌ
آحادا ليس من ً قرآنا ولذلك ال يجوز القراءة بھا عندھم ،ما ُنقل حينئذ سقطت قرآنيتھا ولم تكن ً ٍ بالتواتر وإذا لم تنقل بالتواتر
تواترا ،وقيل :نعم كما ذكره ابن جزري كما سبق ، ً القرآن ألنه إلعجازه الناس عن اإلتيان بمثله تتوفر الدواعي على نقله
تتبعھا ( ھذا بالعطف على إسقاط حرف العطف أي :تتبع الثالثة في كونھا آحادا ال يجوز
ً الصحابة ( ) ،و َ ْ َ ُ قراءةُ َّ َ ِ و) ََْ ُ
تتبعھا ِ َ َ
مطلقا وإنما إذا صح سندھا ً ،إذا صحت القراءة عنه الصحابي ابن مسعود مثال ُ َ ُّ
أبي بن ً قراءةُ َّ َ ِ
الصحابة ( ال القراءة بھا ) ِ َ َ
اآلحاد انصرف إلى الثالثة وقراءة الصحابي ٍ آحادا فإذا أطلق أرباب القراءة ً ٌ
كعب وابن عباس نقول :ھذه تابعة للثالثة لكونھا
تتبعھا ( أي في ْ َ
و) َُ مختصا بالثالثة وإنما يشمل ماذا ؟ قراءة الصحابة إذا صح سندھا ً فليس مسمى اآلحاد عندھم
ُ َّ
الصحابة ( التي صح سندھا لماذا ؟ قالوا :ألنھم عدول ال يقرؤون بالرأي ) ،والث ِالث ( من قراءة َّ َ ِ ُ آحادا ) ِ َ َ ً الحكم في كونھا
ُ َّ
يشتھر ( ) الشاذ ( بتخفيف الذال ) الشاذ ( ھو الشاذ لكن عندھم ال يلتقي ساكنان عند ُ َّ َ
لم َ ِ ْْ َ َّ ُ َّ
األنواع الثالثة ) الشاذ الذي ْ
ُ َّ
حينئذ ال بد من إسقاط الذال األولى ولذلك ھو ) الشاذ ( ٍ العرضيين ال يلتقي ساكنان ،والساكنان ھنا األلف والذال األولى
بالتخفيف
َّ ِ ُ َ
التابعون ..... قراهُ َ
مما َ ِ َّ لم َ ْ َ ِ ْ
يشتھر َ
الشاذ الذي ْ َّ ُ َّ ُ ِ َّ
والثالث
) )
قراهُ ( َ َ ) ،
قراهُ ( قرأه بإسقاط الھمزة للتخفيف ) َّ ِ ُ َ
التابعون ( إما مما َ َ ) َّ ِ ُ
والثالث ( من األنواع الشاذ وھو الذي لم يشتھر ) ِ َّ
لغرابته لم يشتھر إما لغرابته أو لضعف سنده ،ما لم يشتھر من القراءة عن التابعين إما لغرابته وإما لضعف سنده نقول :
محيص محمد
ٍ شاذ ،وھو كل القراءات األربعة التي بعد العشرة التي ذكرنا أنھا قراءة الحسن بن يسار البصري ،وابن ھذا ٌ
بن عبد الرحمن المكي ،ويحيى بن مبارك اليزيدي ،ومحمد بن أحمد ،ھؤالء نقول من التابعين وقراءتھم شاذة إما لكونا ال
واستطر ( ھذا تكملة يعني استطر كتب الشاذ في أنواع القراءات . تصح وإما لكونھا غريبة لم تشتھر ْ ِ ُ ْ ) ،
ً
السيوطي رحمه اجتھد وقسم القراءات ستة أقسام أراد أن يلتمس للقراءات مسلكا مع مسالك أو يجتمع مع مسالك أھل
الحديث فيثبت القراءات متواترة ،وقراءة ومشھورة ،وقراءة أحادية ،وشاذة ،وموضوعة ،ومدرجة .ذكرھا في ))
التحبير (( وفي )) اإلتقان (( .
102
جمع يمتنع تواطئھم على الكذب عن مثلھم إلى منتھاه على التقسيم المشھور أن ٌ ] األول [ :المتواتر عنده .ما نقله
المتواتر ما نقله جمع يمتنع تواطئھم على الكذب عن مثلھم إلى منتھاه .قال :وغالب القراءات على ھذا ،غالب القراءات
متواترة .
الثاني :المشھور .وھو الذي فقد فيه التواتر ،وھو ما صح سنده ،ووافق العربية والرسم ،واشتھر عند القراء -بقيد ُ
الشھرة -واشتھر عند القراء فلم يعدوه من الغلط وال من الشذوذ ويُقرأ به على مقال ابن الجزري ،المشھور لم يتواتر ًإذا كل
فحينئذ المشھور ليس بتواتر فال يقرأ به واألصح أنه يُقرأ به فإذا جوزنا ٍ ما لم يتواتر فليس بقرآن القاعدة العامة عندھم ،
ومثل له بما اختلفت َّ
آحادا ولم يصل إلى درجة التواتر من باب األولى وأحرى َ َ . ً نئذ ما لم يكن قراءة اآلحاد كالثالثة حي ٍ
كل ما اختلف فيه النقل عن السبعة -السبعة كل ما اتفقوا عليه فھو متواتر -إذا اختلفوا في النقل ُ
الطرق في نقله عن السبعة ّ ،
تواترا فصار ماذا درجة وسطى ،فيجوز القراءة به على الصحيح عند ابن ً ً آحادا ولم ينقل ً عن السبعة نقول :ھذا لم يُنقل
الجزري وغيره وعند الجمھور ال يُقرأ به ،لماذا لفقد شرط التواتر .
الثالثة :اآلحاد .وھو ما صح سنده ،وخالف الرسم أو العربية .صح السند لكنه خالف الرسم رسم القرآن المصحف
مخالفة تضر أو لم تشتھر مع صحة السند عند القراء وال يُقرأ به مع كونه صح سنده لكنه خالف الرسم ً العثماني أو العربية
ُ َّ
وخالف القواعد مخالفة تضر ھذا حتى عند ابن الجزري ال يقرأ به ألنه ليس بقرآن ولو صح سنده َ ،مثلوا له بقراءة ابن ً
أنفسكم ،كما سيأتي بيناه . أنفسكم والقراءة المشھورة من َ ْ ُ ِ ُ ْ رسول من َ ْ َ ِ ُ ْ ٌ عباس ) ِمنْ َ ْ َ ِ ِ ْ
أنفسھم ( ،لقد جاءكم
يوم الدين ( بصيغة الماضي ملك َ الرابع :الشاذ .وھو ما لم يصح سنده ضعيف لم يصح سنده فھو شاذ .ومنه قراءة ) َ َ َ
مفعول به ھذه قراءة ٌ ويوم ھذا
َ فعل ماضي والضمير فاعل ھو ملك ٌ يوم الدين َ َ َ ، ملك َ الحمد رب العالمين الرحمن الرحيم َ َ َ
ضعيفة لم يصح سندھا .
الخامس :الموضوع .وھو :ما ال أصل له .مثلوا له ما جمعه الخزاعي محمد بن جعفر نسبھا إلى أبي حنيفة قراءة
تعظيما له ! -ولذلك مر ً إكراما له تعظيم ً جماعھا ألفھا ونسبھا إلى أبي حنيفة أتباع أبي حنيفة يصنفون وينسبون ألبي حنيفة -
معنا المقصود ھذا ألفه اإلمام األعظم والفقه األكبر ..إلى آخره وھذا منه ،قراءات .
أخت من ٍأم ( ، ٌ أخ أو السادس :المدرج .وھو ما زيد في القرآن على وجه التفسير .مثلوا له بقراءة ابن مسعود ) وله ٌ
تفسيرا ولم يمنع ابن الجزري رحمه من كون بعض الصحابة يزيد بعض األلفاظ من ً من ٍأم ھذه زيادة زادھا ابن مسعود
باب التفسير قالوا :وھذا ال يلتبس ألن القرآن عندھم مصان ومحفوظ وال يمكن أن يُشكل ھذا اللفظ زائد عن القرآن أو ال .
ھذه ستة أقسام ذكرھا السيوطي رحمه في )) اإلتقان (( وفي )) التحبير (( إذا عرفنا أن القراءات وقع خالف ونزاع
يرد السؤال ھل ھناك فائدة من جھة الشرع في االختالف متواتر ،ومشھور ،وآحاد ،وھل يجوز القراءة به أو ال يحوز قد َ ِ ُ
أو ال ،حتى فيما ثبت من جھة التواتر .
نقول :نعم ثم فوائد ذكرھا بعض أھل العلم :
أولھا :تدل ھذه القراءات على اختالفھا على صيانة كتاب تعالى وحفظه من التبديل والتحريف مع كونه على ھذه
األوجه الكثير ،وجوه كل قارئ له طريقان وكل طريق له وجوه متعددة وخالف إلى آخره كل ھذه تدل على ماذا ؟
تدل على حفظ القرآن ال العكس ،يعني ال يُستدل على االضطراب في القرآن .
ٍ
حينئذ مشھور أو صحيح من جھة اآلحاد ٌ متواترا إال أن الصحيح إنه ً نقول :ال ھذه ثابتة ومتواترة وبعضھا إن لم يكن
محفوظ بلفظه وقراءته ٌ طريقا أو وجه ،فنقول ھذا يدل على ماذا على صيانة كتاب تعالى وأنه ً يثبت في كونه ً
قرآنا أو
اختلف في قراءته أليس كذلك ؟ وما ُ
الثاني :التخفيف عن األمة وتسھيل القراءة عليھا .ھذا يستطع أن ويقول الصراط ويقول السراط ويقول الظراط ..إلى
آخر كل ذي بال يكون عليه من السليقة .
حكم شرعي دون تكرر اللفظ .يعني اختالف القراءات قد الثالث :إعجاز القرآن في إيجازه .حيث تدل كل قراءة على ٍ
ٍ
ٍ
قراءة حينئذ نقول :كل ٍ حكم شرعي قد يقع اضطراب بينھم خالف أليس كذلك ٍ حكم شرعي واألخرى على قراءة على ٍ ٍ تدل
كل منھما نزل ٍ َ ِّ ُ دليل مستق .ولذلك نصل الشيخ األمين رحمه في )) األضواء (( بأنه إذا اختلفت قراءتان ٍ تنزل منزلة ُ َ َّ
فحينئذ ماذا تصنع ؟ ٍ حكما وقراءة أخرى تنفي ذلك الحكم ً ُنزل الحديثين المتعارضين .يعني إذا وقعت قراءة عندھم تتضمن مَ ّ
ُنزل الحديث كما تصنع بين الحديثين ُنزل م َ ّ
ُنزل الحديث وھذا م َ ّ ُنزلة م َ ّ اآلية واحدة واختلف القراء فيھا تجعل القراءة األولى م َ ّ ً
المتعارضين كذلك تصنع بين القراءتين المتعارضتين .
قراءة أخرى .يعني يحتمل أنه مجمل .لو أردنا مثال ٍ َ
قراءة أخرى في َ َُّبينُ في ٍ الرابع :بيان ما يحتمل أن يكون مجمالً في
وسكم َ َ ْ ُ َ ُ ْ
وأرجلكم ﴾ ] برؤُ ِ ُ ْ وامسحواْ ِ ُ
على السابق الثالث :إعجاز القرآن في إيجازه ،القراءة المشھورة في سورة المائدة ﴿ َ ْ َ ُ
103
وأرجلكم بدل أن نقول أنه من الجر بالمجاورة ھذا ضعيف ، َ أرجلكم بالكسرِ وأرجلكم ( .ھاتان قراءتان المائدة ْ ُ ِ ُ ْ َ َ ) . [6 :
حكم شرعي ال يُعارض الحكم ٌ المجاورة ضعيف أكثر أھل العربية على أنه ضعيف وإذا أمكن حمل اآلية على معنى مستقل
َ َ
وسكم َ ْ ُ ُ ْ
وأرجلكم ﴾ برؤُ ِ ُ ْ حكم مستقل على األخرى ْ ُ َ ْ َ ﴿ ،
وامسحوا ِ ُ التي دلت عليه قراءة النص فنقول نحمل كالً من القراءتين على ٍ
وجوھكم ﴾ وھذا يبين ماذا ؟ بالنصب عطف على ﴿ ْ ِ ُ ْ
فاغسلوا ُ ُ َ ُ ْ
عطفا على رؤوس بالجر وال ً أرجلكم ( بالخفض وسكم ﴾ ) َ ْ ُ ِ ُ ْ
برؤُ ِ ُ ْ يبين إحدى حالتي القدم وھي إذا كانت مكشوفة ﴿ َ ْ َ ُ ْ
وامسحوا ِ ُ
ً ُ
حينئذ صار من باب المجاورة نقول :ال ،ھنا قصد فيھا أن يكون معطوفا على ﴿ ٍ عطفا على األول وجاء بالجر ً نقول
فحينئذ يُستدل بإثبات مسح ٍ بيان للحالة األخرى للقدم وھي فيما إذا كانت مستورة ، وسكم ﴾ ] المائدة [6 :وھذا ٌ برؤُ ِ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ
وامسحوا ِ ُ
الخفين بماذا بالكتاب والسنة وال نقول بالسنة فقط ونذكره نقول :ال ،نقول ھو مجمع على إنھا إشكال ألنه يذكر في باب
ٍ
فحينئذ المعتقد ،نقول :ثبت بالكتاب وبالسنة بالكتاب في قراءة ًإذا ھذا دل على حكم شرعي وھذه دلت على حكم شرعي ،
نزلت كل قراءة على مضمون خاص مغاير لألخرى وھذا ال بأس فيه . ُ ِّ َ
يطھرن ﴾ ] البقرة . [222 :بالتخفيف ُقرأَ حتى َ ْ ُ ْ َ وأما بيان ما يحتمل أنه مجمل ھذا كما في قوله تعالى َ ﴿ :والَ َ ْ َ ُ ُ َّ
تقربوھن َ َّ َ
ِ
يطھرن ﴾ .يعني بانقطاع الدم ] ...اسمع اسمع َ َ ﴿ [ ...
وال حتى َ ْ ُ ْ َ
يطھرْ ن ،ھل بينھما فرق ﴿ َ َّ َ فحينئذ َ ْ
يطھُرْ َن َ َّ َّ ٍ يطھرْ َن (حتى ) َ َّ َّ
يطھرن ﴾ .بانقطاع الدم ثم يأتي الخالف ھل يجوز أن يأتي ويطأ قبل الغسل أو ال ،سيأتي الخالف نحتاج إلى حتى َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َّ
تقربوھن َ َّ َ
يطھرْ َن علمنا ماذا أنه ال يكفي انقطاع الدم وھو طھر انقطاع الدم ھذا يسمى دليل آخر لكن إذا نظرنا إلى القراءة األخرى َ َّ َّ
يطھرن ﴾ ] البقرة . [222 : حتى َ ْ ُ ْ َشيء آخر دلت عليه القراءة األخرى فقوله َ َّ َ ﴿ : ٍ فحينئذ نقول :ال يكفي ال بد من زيادة ٍ ً
طھرا
ھذا صار كالمجمل أنه محتمل ھل المراد بالطھر ھنا الطھر بالغسل أو انقطاع الدم ،محتمل فلما جاءت القراءة األخرى بين
بغير َ َّ ِ
األول ( يقرأ ُ ِ َ ْ ِ
وليس ُ ْ َ
تتطھر بالماء ،ثم قال رحمه تعالى َ ْ َ ) : ماذا أن المراد ھو الغسل أن المراد الغسل يعني حتى َ َ َ َّ
يعني ال يجوز القراءة بغير األول الذي ھو المتواتر وما عداھا فالمشھور عند المتأخرين ال تجوز قراءة بھا ال في الصالة
حاصل على جواز القراءة بالثالثة ٌ وال في غيرھا وسبق أن السبكي الكبير نقل عن البغوي وھو من القراء الكبار أن االتفاق
قال :وھذا ھو الصواب .
ينجلي اإلسناد َ ْ ٌ
شرط َ ْ َ ِ ْ َ ِ َّ ُ
وصحة ِ ْ َ ِ ............................
) )
والخطِّ
َ العربي
َ َِ ْ ْ
وفاق َ ِ
لفظ َ
ِ ُ َّ ْ ِ
الضبط الرجال
ِّ َ ِ له َ ُ ْ َ ِ
كشھرة َُ
) )
بيان لما ذھب إليه وال أدري لماذا ذكره إذا مشى على التفصيل الثالثي المتواتر واآلحاد والشاذ وبأنه ال يُقرأ بغير ھذا ٌ
األول لماذا يذكر الشروط ھذا األركان ؟
أنا ال أدري لماذا ذكرھا ،األصل أنه ال يذكرھا ألن ھذا يمشي على ماذا على القول الرابع أن المعتمد الضوابط إال إذا
كان المراد أن يُبين طريقة ابن الجزري ومن سلك مسلكه فال إشكال ،يكون من باب اإلنصاف ،ذكر قوله وما يعتمده ثم
قرآنا بھذه الشروط الثالثة أليس كذلك ً استطرد فذكر الشروط واألركان التي ذكرھا ابن الجزري في إثبات القرآنية ،كونه
يعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ
بغيره ( بغير المتواتر وھو اآلحاد والشاذ ، بغير َ َّ ِ
األول ( .وقوله فيما سبق ) َ ْ َ
وليس ُ ْ َ يقرأ ُ ِ َ ْ ِ
وليس ُ ْ َ
يحتمل ھذا أما قوله َ ْ َ ) :
ً
مذھبا للناظم إال أن تعارض ال يمكن أن يجمع بينھما إال إذا كان اإلسناد ( إلى آخره وھذا فيه تعارض َ ، وصحة ِ ْ َ ِ ثم يقول ُ َّ ِ َ ) :
يكون من باب التبرع .وھذا يحصل عند بعض المصنفين يذكر اختياره ثم بعد ذلك يتبرع للقارئ فيذكر له ما قد يرجحه
على اختياره ھو .
استطرادا وإال تناقض مع أوله . ً اإلسناد ( ھذا استطراد من المصنف نجعله وصحة ِ ْ َ ِ ًإذا قوله ُ َّ ِ َ ) :
] ...السيوطي ذكرھا ما أدري يرجع للنقاية [
ينجلي ( ھذا شروط تحقق القرآنية للقراءة المشھورة على طريقة ابن الجزري رحمه ،وھي اإلسناد َ ْ ٌ
شرط َ ْ َ ِ ْ وصحة ِ ْ َ ِ) َ ِ َّ ُ
عدم
وجود وال ٌٌ معلوم أنه يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده ٌ ينجلي ( ) َ ْ ٌ
شرط ( الشرط شرط َ ْ َ ِ ْ اإلسناد َ ْ ٌ
وصحة ِ ْ َ ِ ثالثة ) َ ِ َّ ُ
خارج عن الماھية : ٌ لذاته .ھذا ھو الشرط وھو
اإلسناد ( باتصاله وثقة رجاله وضبطھم وشھرتھم كما سينص عليه المصنف رحمه تعالى ) َ ْ ٌ
شرط َ ْ َ ِ ْ
ينجلي ( وصحة ِ ْ َ ِ ) َ ِ َّ ُ
صحة ( ھذا مبتدأ ) َ ْ ٌ
شرط ( اإلسناد ( ) ِ َّ ُ ينجلي ( ) ِ َّ ُ
صحة ِ ْ َ ِ ويتضح ويظھر لھو الضمير يعود للقرآن أي :لكونه قرآن ) َ ْ ٌ
شرط َ ْ َ ِ ْ
الرجال َّ ْ ِ
الضبط ( ) له ( للقرآن في إثبات قرآنيته ) َ ُ ْ َ ِ
كشھرة ِّ َ ِ ينجلي ( يعني يتضح ُ َ ) ، ينجلي ( صفة لشرط ) َ ْ َ ِ ْ ھذا خبره ) َ ْ َ ِ ْ
الرجال ( يعني ال بد من شھرة الرجال وال بد من ضبطھم فذكر وصفيتن اثنين لصحة اإلسناد ال بد من وجودھما في َ َُْ ِ
كشھرة ِّ َ ِ
جائز في الشعر مختلف فيه في النثر ،الضبط ھذا ٌ اإلسناد حتى يحكم بصحته شھرة الرجال والضبط بحذف أو إسقاط وھذا
اإلسناد ( قال ابن الجزري :أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله ألن كالم اآلن عطفا على شھرة ) َ ِ َّ ُ
وصحة ِ ْ َ ِ ً بالجر
ً
فيه شروط ابن الجزري وأولى من يفسر شروطه ھو ،إذا ما المراد بصحة اإلسناد ؟
مشھورة عند أئمة ھذا الشأن غير ً قال :أن يروي تلك القراءة العادل الضابط عن مثله كذا حتى تنتھي وتكون مع ذلك
معدودة من عندھم من الغلط أو مما شذ بھا بعضھم .كأنه ال يجعل صحة اإلسناد فقط ھي المثبتة للقرآنية ،وإنما ال بد من
مراعاة الشھرة وماذا أنه لم يشذ بھا .
ً
حينئذ نقول :انتفى كونه قرآنا ،ولو وافق الرسم والقواعد .مثال ٍ الضبط ( فإن انتفى صحة اإلسناد جال َّ ْ ِ
الر َ ِ له َ ُ ْ َ ِ
كشھرة ِّ ) َُ
العلماء ( ،ھكذا قرأ بعضھم لكنھا لم تصح من جھة السند فھي َ ما لم يصح سنده كقراءة من قرأ ) إنما يخشى ُ من عباده
باطلة برفع لفظ الجاللة ونصب العلماء .
والخطِّ
َ العربي
لفظ َ َ ِ ْ ْ
وفاق َ َِ
ِ ُ َّ ْ ِ
الضبط الرجال
ِّ َ ِ له َ ُ ْ َ ِ
كشھرة َُ
) )
ھذه ثالثة أركان إن وجدت ثبتت القرآنية ،فحينئذ كل ما صح سنده ،ووافق القواعد العربية -على ما ذكره ابن الجزري
ً
مطلقا ،وما اختلت األركان كلھا أو بعضھا حينئذ -ووافق الرسم العثماني ،ثبتت القرآنية ،فصحت وجازت القراءة به
سقطت القرآنية ،فال يجوز القراءة بھا ،وھل ھي كخبر الواحد أو ال ؟ على الخالف المذكور السابق .
وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
106
الشريط الثامن
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
وھي قراءة :نافع ،وابن كثير ،وأبو عمرو ،وابن عامر ،وعاصم ،وحمزة ،والكسائي ،ھؤالء إذا أطلق السبعة انصرف
إلى ھؤالء السبعة ،واآلحاد إذا أطلق لفظ اآلحاد انصرف إلى قراءة الثالثة وھم :أبو جعفر يزيد بن القعقاع ،وبعقوب ،
وخلف .
اآلحاد :إذا أطلق لفظ قراءات اآلحاد انصرف للثالثة ،وھم :
أبو جعفر :يزيد بن القعقاع ،ويعقوب ،وخلف .
وما عدا ذلك من األربعة عشر قراءة الحسن بن أبي الحسن ،وغيره فھي شاذة .
ھذا ھو المشھور وھو الذي جرى عليه الناظم ھنا ،لذلك قال :
نقلوا َ ُ َ ِ ٌ
فمتواتر ( ثم قال : قد َ َ ُ القراء َما َ ْ َّ ْ َ ُ
والسبعة ُ َّ ُ )
فحينئذ صارت قراءات الصحابة إن صح ٍ كالثالثة ( وألحق به قراءات الصحابة إن صح سندھا ، حاد َّ ِ ِ َ
والثاني :اآل َ َُّ ِ ُ )
سندھا ملحقة باآلحاد ،ثم قال :
فضال عن رفعھاً قراءة ثبتت عن تابعي ولم تثبت عن صحابي ٍ التابعون ( ،فكل مما َ َ
قراهُ َّ ِ ُ َ لم َ ْ َ ِ ْ
يشتھر ِ َّ الشاذ َّالذي َ ْ والثالث َّ ُ
) َّ ِ ُ
فھي شاذة ،ھذا ھو المشھور عند كثير من أرباب القراءات واألصول وغيرھم .
ابن الجزري رحمه تعالى اعترض على ھذا التأصيل ،وتبعه السيوطي في )) التحبير (( وفي )) اإلتقان (( قال :ال
،ليس النظر ھنا إلى كون السبعة قراءتھم ھي المتواترة والثالثة ھي اآلحاد مع عداھا فھو الشاذ قال :ال بل النظر يكون إلى
ضابط يُعتمد يكون به الفرق بين قراءة الصحيحة وقراءة الشاذة فكأنه قسم القراءة إلى صحيحة وشاذة ،ثم الصحيح قد يكون ٍ
ً
احتماال ، بوجه ،ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو ٍ قراءة وافقت ماذا ؟ العربية ولو ٍ متواترا وقد يكون آحاد فقال :كل ً
ٍ
فحينئذ قد يكون من األربعة المزيدة سواء كانت من السبعة أو من العشرة أو ما عداھا ، ٌ وصح سندھا فھي قراءة صحيحة
ثابت القراءة بخالف ما ھو قول الجمھور بأن كل ما زاد عن العشرة فھو شاذ ولو صح سندھا ُ ٌ
صحيح عن العشرة ما ھو
ووافق الرسم العثماني والقواعد العربية ،فما استجمع الثالثة شروط الذي ذكرھا ابن الجزري في ما زاد على العشرة فليست
بوجه من وجه النحو يعني ٍ قراءة وافقت العربية ولوٍ فرق جوھري بين ابن الجزري وغيره فكل ٌ بقراءة بل ھي شاذة ،وھذا
ً
فصيحا سواء كان ھذا الوجه ال يُشترط به أن يرتضيه النحاة فحسب وال نرجع إلى النحاة فحسب ،ال .نقول :سواء كانت ٌ
فحينئذ نقول :ھذه مع بقية الشروط قراءةٌ صحيحة وكذلك إذا وافقت ٍ اختالفا ال يضر مثله ، ً مختلفا فيه ً متفقا عليه أو أم أفصح ً
ٌ
سواء كان ٍ
مصحف الرسم العثماني ولو احتماالً ،والمراد بالرسم العثماني المصاحف الستة أو الثمان أو التسع ،يعني كل
ثم فرق بينھا من حيث إثبات بعض مصحف من ھذه المصاحف ألنه َّ ٍ خاصا إلى آخره أي ً عاما أو مدنيا ً ً شاميا أو ً
مكيا أو ً
ٌ ً
قراءة صح سندھا ووافقت الرسم العثماني ولو احتماال نقول :ھذه قراءة صحيحة مع بقية ٍ الحروف دون بعض ،فأي
ً
احتماال أراد به في ما إذا ما كان الوجه محتمال في التقدير ال في النص ،ومثل له ابن الجزري وكذلك ً الشروط ،ولو
المستقيم ﴾ ] الفاتحة . [6 :والصراط ھذا من حيث اللغة األصل فيه بالسين سراط بالسراط الصراط ُ َ ِ َ َ اھدنا ِّ َ السيوطي بـ َ ِ ﴿ :
فحينئذ كتب بماذا بالصاد لماذا كتب بالصاد ؟ ولذلك نص ابن الجزري قال :ھذا الدليل على فقه الصحابة كتبوه بالصاد على ٍ
خالف األصل وھو بالسين لماذا ؟ ألنه لو كتب بالسين وقرأ بالصاد ألنكر ) اھدنا السراط ( ثم قرئ بالصاد ألنكر لماذا ألن
ٌ
موافق سنة متبعة فحينئٍذ كتب بالصاد بقراءة أخرى فلو قرأ بالصاد فال ينكر ألنه األصل في اللغة أنه بالسين ولكن القراءةُ ٌ
بحرف بين الصاد والسين ٍ رجوعا إلى األصل ولو قرئ ً للرسم العثماني ولو قرأ بالسين احتمل لكونه احتماالً احتمل لماذا ؟
حينئذ ال ينكر . ٍ
107
ٍ
حينئذ يصير مع ھذه الثالثة وصح سندھا :ھذا من الفروق الجوھرية بين اشتراط ،صحة السند ،والتواتر عند الجمھور
ٍ
قراءة اجتمعت ً
محال لالستنباط وغيره كل قراءة ما فھي صحيحة ويقرأ بھا في الصالة وفي خارجھا ،وتكونٍ إن وجدت في
ٌ ٍ
حينئذ نقول :ھذه قراءة صحيحة ،ولذلك أشار إليھا في طيبة النشر بقول : فيھا ھذه األركان الثالثة
ٍ
فحينئذ ما ھي القراءة الشاذة عند ابن الجزري ما فقدت أحد األركان الثالثة ،وما شذوذهُ ( ُكن َ ِ ِ
أثبت ُ ُ َ يخت ُل ر ْ ٌ وحي ُ َ
ْثما َ ْ َ ) َ َ
استجمعت األركان الثالثة فھي قراءةٌ صحيحة ثابتة منقولة عن النبي وتثبت قرآنيتھا ويصح االحتجاج بھا وال إشكال في
ذلك ،ھذا رأي ابن الجزري رحمه تعالى .
جماھير أھل العلم على خالف ھذا ،وھو إن نقل أن السلف ال يُعرف عنھم التقسيم الثالثي ھذا متواتر ،واآلحاد والشاذ ،
فحينئذ الفرق بين قول الجمھور وابن الجزري رحمه تعالى قراءة السبعة ال خالف فيھا لماذا ؟ ألنھا ٍ لكنه ھو المشھور
متواترة بقي ماذا ؟ بقى الثالثة ،واألربعة ،األربعة أطلق عليھا فيما زاد على العشرة أطلق عليھا الجمھور أنھا شاذة وال
أبدا ،ال يختلفون أنھا شاذة وال يجوز بل حكى السيوطي رحمه اإلجماع . يختلفون في ھذا ً
يعني ما زاد على العشر فأجمعوا -لكن ما في دليل على اإلجماع ھذا -فأجمعوا على ماذا على أنه ال يجوز القراءة بھا
ً
تفسيرا أو ال .سبق الخالف فيه ،وأما الثالثة التي البتة ،ال في الصالة وال في خارجھا ثم ھل يحتج بھا في ما إذا تضمنت
عبر عنھا الجمھور بأنھا اآلحاد وھي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف ھذه المشھور أنھا متواترة عند المحققين كابن السبكي
والسبكي وابن تيمية وكذلك مال الشيخ األمين رحمه تعالى وصاحب )) المراقي (( فقال :
ً
تواترا لھا لدى من قد غبر النظر ورجح ثالثة مثل
) )
مثل الثالثة يعني :مثل لما استجمع الشروط الثالثة التي ذكرھا ابن الجزري مثل بالثالثة لكن استدرك قال :ورجح النظر
تواترا لھا لدى من قد غبر .يعني من مضى من العلماء رجحوا أن الثالثة ھي متواترة ،لذلك قال ھنا رحمه : ً
ٍ
فحينئذ نقول ھذه بالنقل المتواتر على حده عند أرباب الحديث
ٍ ً نقلوا َ ُ َ ِ ٌ
فمتواتر ( .إذا كل ما ثبت قد َ َ ُ
القراء َما َ ْ ُ
والسبعة ُ َّ ُ َّ ْ َ )
قراءةٌ متواترة فيُقرأ بھا على أنھا قرآن يعني تثبت قرآنيتھا وال شك أنه يُحتج بھا في إثبات األحكام الشرعية وغيرھا وما عدا
ذلك قال :
فحينئذ اشترط الجمھور في إثبات قرآنية ما ُنقل
ٍ بغيره ( مع عدا المتواتر ال يعمل به لماذا ؟ ألنه ليس بقرآنيعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ ) َْ َ
وليس ُ ْ َ
التواتر ،وابن الجزري يقول :ال يشترط التواتر .لماذا ؟ يقول :ألن من يشترط التواتر يقول ال بد من موافقة الرسم
والقواعد العربية ،قال :لو اشترطنا التواتر لما احتجنا إلى الركنين اآلخرين ،إذا تواتر أن ھذه قراءة عن النبي فلو
ٍ
فحينئذ تكون ٌ
وحي ، وجه فھي مقبولة ٌ
سنة متبعة ٍ ٍ
بوجه أو بدون خالفت الرسم العثماني ُتقبل ولو لم توافق القواعد العربية
ﺨﺘ ﹸﻞ [ .
) ] (3ﻳ
108
فحينئذ يقول :لو اشترطنا التواتر في ثبوت القرآن لما احتجنا إلى ٍ القواعد كلھا متبعة للوحي ال الوحي ً
تابعا للقواعد ،
الشرطين اآلخرين ،وإنما احتجنا إلى الشرطين اآلخرين ،يعني موافقة الرسم العثماني والموافقة للغة العربية مع عدم
متواترا عند ابن الجزري رحمه تعالى ،وھذا لعله ينبني على مسألة اآلحاد خبر الواحد ً قرآن يكون
ٍ التواتر ً ،إذا ليس كل
ھل يفيد العلم أم ال لماذا ؟
ٍ
حينئذ ال إشكال ألن المتواتر يفيد ماذا ؟ يفيد العلم ألننا لو ذكرنا أو رجحنا أن خبر الواحد إذا اتفق أنه صحيح يفيد العلم
ً ٍ
حينئذ ثبت كونه قرآنا ) ً
نظريا ال إشكال المھم أنه أفاد اليقين ،فإذا أفاد اليقين اليقيني ضروري وخبر الواحد يفيد العلم لو قلنا
بغيره ( يعني :غير المتواتر ال يعمل به البتة لماذا ؟ ألنه ليس بقرآن . يعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ َْ َ
وليس ُ ْ َ
بغيره ( يعني :بغير المتواتر وھو اآلحاد والشاذ في الحكم يعني :األحكام الشرعية إذا ال يجري مجرى يعمل ُ ِ َ ْ ِ ِ ) َْ َ
وليس ُ ْ َ
فادر قولين يعمل به
التفاسير لماذا ؟ يعني ما ال يجري مجرى التفاسير ال يعمل به ،وإال ما جرى مجرى التفاسير ففيه قوالن ِ
ً
مطلقا ألنه ليس بقرآن ،ال يعمل به .واألصح أنه يُعمل به وإن كان ذھب بعضھم إلى أنه ال يعمل به
ٌ
نفي قوي فللقراءة به وليس منه ما باآلحاد روي
) )
................... .............. كاالحتجاج
) )
وھذا مشھور عن مذھب مالك والمتأخرين ) .وليس منه ( يعني من القرآن .
) وليس منه ما باآلحاد روي ( ما روي باآلحاد ليس من القرآن فھو قراءة الثالثة ،ما .
) فللقراءة به ٌ
نفي قوي وليس منه ما باآلحاد روي
)
........................ ................. كاالحتجاج
) )
) فللقراءة به ٌ
نفي قوي وليس منه ما باآلحاد روي
)
........................ ................. كاالحتجاج
) )
ال احتجاج وال قراءة ،ولكن ذھب بعضھم ولذلك مالك رحمه :ال يشترط أو ال يُوجب التتابع في صيام كفارة اليمين
أيام متتابعات من احتج بھا أوجب ماذا ؟ التتابع .من ألن صح سندھا عن ابن مسعود رضي تعالى عنه فصيام ثالثة ٍ
ٍ
فحينئذ ال يوجب التتابع . رأى أنھا ليست بحجة
التفصيل :أنه ال يُقرأ بھا ويحتج بھا .
فادر ( يعني وإال بأنَ َّ
وإال ْ ِوعلى رأي ابن الجزري رحمه :ھي يُقرأ بھا ألنھا قرآن ويحتج بھا وال إشكال في ذلك ِ ) ،
ٌ
حديث مرفوع لماذا ؟ جرت مجرى التفاسير فادر قولين ،لكن ما لم يعمل به ما لم يعارضه
اختلف في كونهحينئذ مع ما ٍُ منسوب إلى النبي ً
قطعا ٌ ألن الحديث المرفوع باتفاق أنه يعمل به ال إشكال في ذلك وھو
فحينئذ يحتمل أنه يرد ويكون من اجتھاد الصحابة ،لكن نقول :ھذا فيه بعد .كون ابن مسعود رضي تعالى عنه ٍ ً
قرآنا
يزيد كلمة إما أنھا قرآن وإما أنھا تفسير وبيان .
109
ً
تفسيرا ،وأولى فصيام ثالثة أيام متتابعات إن لم ُتقبل إنھا قرآن ،لكونھا آحاد ليست متواترة يتعين علينا أن نقبلھا ماذا ؟
ٍ
فحينئذ المرفوع مقدم . ما يتعلق به المجتھد ھو تفسير الصحابة رضي تعالى عنھم للقرآن فإن عارضھم
الصحابةِ
َّ َ قراءةُ
َِ َ ََْ ُ
تتبعھا َّ ِ ِ
كالثالثة ََ ُ
اآلحاد َّ ِ ُ
والثاني
) )
ً
ألفاظا على القرآن ليست منه . ألنه يبعد أو يستبعد أن الصحابة لعدالتھم أن يثبُتوا
ُِْ ْ
واستطر التابعون مما َ َ
قراهُ َّ ِ ُ َ ِ َّ لم َ ْ َ ِ ْ
يشتھر َّ ُ
الشاذ َّالذي َ ْ َّ ِ ُ
والثالث
) )
......................... ) َ
األول
بغير َّ ِ َ ُ
يقرأ ِ ْ ِ ْ
وليس ُ َ
ْ َ َ
)
َ ِّ
والخط ( ھذه الثالثة األركان الذي ذكرھا ابن الجزري العربي وفاق َ ْ ِ
لفظ َ َ ِ ْ اإلسناد ( ثم قال ُ َ ِ ) : ألنه ليس بقرآن ُ َّ ِ َ ) ،
وصحة ِ ْ َ ِ
قرآنا ً ،إذا نقول :الخالصة الجمھور على أن التقسيم ثالثي : رحمه في إثبات كونھا ً
-1متواترة ،وھي قراءة السبعة .
-2وآحاد وھي قراءة الثالثة .
-3والشاذة وھي ما عدا ذلك .
قرآنا التواتر فما لم يتواتر ليس بقرآن ،ثم اآلحاد والشاذة ھل ال يجوز القراءة بغير المتواترة ألن من شرط إثباته كونه ً
قطعا عندھم فإن قرأ بھا في الصالة فصالته باطلة ،لكن يبقى سؤال آخر ھل يُعمل بھا ويحتج بھا أو ال ؟ ھي ال يقرأ بھا ً
أيديھما ﴾ ] المائدة : َ ُ ْ َ
فاقطعوا ْ ِ َ ُ َ ْ َ ُ َ
والسارقة يجوز أن يحتج بھا في ما تضمنت من أحكام أو ال ) فاقطعوا أيمانھما ( ُ ِ َّ َ ﴿ .
والسارق َ َّ ِ
تبعا لھذه القراءة فھل يحتج بھا أو ال ؟ ) [38فاقطعوا أيمانھما ( .أخذ جمھور الفقھاء بأن القطع يكون لليمين ً
ً
حكما ھذا فيه قوالن ،على التفصيل السابق ما جرى مجرى التفسير وما لم يجر مجرى التفسير واألصح أنه إذا تضمنت
فحينئذ ال إشكال في العمل بھا ،ھذا ھو األصح . ٍ ً
شرعيا ً
حكما شرعيا -إذا لم نرجح مذھب ابن الجزري -إذا تضمنت ً
دليل صحيح ال يُعرف عن ٌ ً
قرآنا أو ال ليس عليه ابن الجزري رحمه تعالى يرى أن اشتراط التواتر في كون الشيء
بوجه ما والرسم العثماني ولو ٍ ً
متواترا مع موافقة القواعد العربية ولو السلف وال عن الخلف ،بل ما صح إسناده ولو لم يكن
احتماال فھي قرآن يُقرأ به ويستنبط منه األحكام ،ھذا محل النزاع في خالصة ما ذكرناه البارحة . ً
ثم قال رحمه تعالى :
أرجو أن تكون المسألة واضحة .
الرابع قراءات النبي .
مصدر سماعي لقرأ والمراد بھا قراءات ،ھي ٌ يعني النوع الرابع من العقد الثاني قراءات ھذا جمع قراءة وذكرنا أنه
وتشديد وغيرھما ،ھذا ھو المراد بالقراءات وھل المراد به االختالف ٍ ٍ
تخفيف اختالف ألفاظ الوحي في الحروف وكيفيتھا من
فقط في الجوھر اللفظي أم فيما يتعلق باللفظ ھذا ذكرناه في المتواتر ھل الذي تواتر ھو الجوھر اللفظي فقط ،وما عدا ذلك
ھيئة اللفظ أو األداء أو كيفية األداء ھذا فيه الخالف الجمھور على أنه متواتر كاللفظي وھذا اختيار ابن الجزري رحمه
وأكثر المتقدمين ،وبعضھم يرى أنه ال يشترط أو ال يشترط تواتر كيفية أداءه اللفظ من اإلمالة والتخفيف والتشديد ونحو ذلك
وھذا اختيار ابن الحاجب رحمه تعالى وذكر ابن الجزري :أنه ال يعلم له سابق .وتوسط البلقيني بأن أصل المد والھمز
والتخفيف والتشديد ھذا متواتر وما زاد عليه فھو غير متواتر ينبني عليه مسألة التجويد التي ذكرناھا باألمس ھل يجب أو ال
يجب ؟
قال ) :الرابع القراءات ،قراءة النبي ( .
تلك قراءات السبعة والثالثة واألربعة عشر وھذه قراءة النبي ھل معنى ذلك أن تلك غير قراءة النبي ؟ فلم أفرد
النوع ھذا قراءة النبي ،والسبع قراء والثالثة والخالف السابق ھل نقلوا قراءات النبي أم غيره ؟ قراءة النبي .
ًإذا لماذا يذكر ھذا النوع ؟
110
نصا نقل أن النبي قرأ كذا أم تلك لم فيقال :قرأ على ابن مسعود فقط أخذ القرآن عن ابن عباسأسندت إلى النبي ً
بسند صحيح إلى النبي بأنه قرأ
ٍ وأبي أخذ عن النبي عامة ،مجملة ،وأما ھذا أراد أن يبين بعض ما نقل أبي ّ َ ً ،
أخذ عن ُ َ ّ
كذا أو أقرء كذا أقرأ .
ً
سريعا . مثل مجموعة أمثلة يذكرھا الناظم نمر عليھا
النبي
راءات ِّ ِّ
الرابع :قِ َ ُ
وقال َنجْ ُل َ
يسيرا ْ ٍَ
أخرم َ ِ َ َ َ َ َِ
كثيرا َ َّ َ
فوتا من
ِ َ الصحيح
َّ ِ ِ
) )
......................... الصحيح ......... أعلىَ
ُرادهُ َ َ
مَ ُ
َّ ِ ِ
) )
يعني :البخاري ومسلم جمعا أعلى الصحيح ھذا ھو األصح ،أصح الصحيح يعني عندنا صحيح وأصح ،أصح الصحيح
ٌ
صحيح عند غيرھما ألنه لم يخرجه البخاري ھو الذي اعتنى به البخاري ومسلم عليھما رحمة وال يُستدرك عليھما ما ھو
ويلزمه تخريجه ،ال ،نقول :ال يلزمه ألنه لم يشترط ذلك ،ولذلك قال السيوطي :
وقال َنجْ ُل َ
يسيرا ْ ٍَ
أخرم َ ِ َ َ َ َ َِ
كثيرا َ َّ َ
فوتا من
ِ َ الصحيح
َّ ِ ِ
) )
......................... الصحيح ......... َ
أعلىَ ُ
م َُرادهُ َ
َّ ِ ِ
) )
111
ً
يسيرا قال :مراده أعلى الصحيح ً
كثيرا من األحاديث الصحيحة ،وقال بعضھم :ال فوتا ً
يسيرا :يعني بعضھم قال :فواتا
يسيرا من أصح الصحيح ال من الصحيح ولذلك ً ٌ
موجود في البخاري ومسلم وفوتا ًإذا أكثر الصحيح الذي ھو أصح الصحيح
قال :
َ
) يسيرا وقال َنجْ ُل ْ َ ٍ
أخرم َ ِ َ َ َ َ َِ
كثيرا َ َّ َ
فوتا من
ِ َ الصحيح
َّ ِ ِ
)
الحاكم َأيْ ِفي َ ْ َ ِ
المدخل من َ ِ ِ
ًَْ
أخذا ِ َ الصحيح فاحْ ِم ْل
َّ ِ ِ
َ
أعلى
َ َ مَ ُ
ُرادهُ
) )
قرا ( عليه حيث َ َ بابا ً لھا ( أي للقراءات الواردة عن النبي ) َ ْ ُ المستدرك ( أي على الصحيحين ) َ َ الحاكم في ُ ْ َ ْ َ ِ وعقد َ ِ ُ ) َ ََ
بملك الدين ( ] الفاتحة . [4 :قراءتان سبعيتان قرأ ِ َ ِ يوم ِّ ِ الدين ﴾ ِ ِ َ ) ،
ملك َ ْ ِ يوم ِّ ِ مالك َ ْ ِبملك ( قرأ بملك ﴿ َ ِ ِ الصالة والسالم ) ِ َ ِ ِ
الدين ( . ملك َ ْيو ِم ِّ ِ فيما رواه الحاكم من طريق األعمش عن أبي صالح عن أبي ھريرة رضي تعالى عنه :أنه قرأ ) َ ِ ِ
الدين ﴾ ، يوم ِّ ِ مالك َ ْ ِ﴿ َ ِِ عمرو وابن عامر وحمزة وابن كثير ونافع ،وقرأ عاصم والكسائي بألف ٍ ألف وھي قراءة أبي بال ٍ
كذا ( أي :مثل الذي الصراط ( يعني :وقرأ الصراط َ ) . كذا ِّ ُ الدين ( وكالھما قراءتان صحيحتان ثابتتان َ ) ، يوم ِّ ِ ملك َ ْ ِ) َِِ
الصراط ( بالصاد وھي التي ثابتة في رسم المصحف وذكرنا كذا ِّ ُ خبر مقدم والصراط مبتدأ مؤخر ،و ) َ كذا ( ھذا ٌ ذكر َ ) .
حينئذ يحتمل ماذا ؟ رد ٍ احتماال ألنھا أثبتت بدون ألف فلو أثبتت األلف مالك ً أن ھذا مثل ملك ،مالك ھذه من حيث الرسم ولو
يوم
ملك َ ْ ِ فحينئذ يحتمل أن ﴿ َ ِ ِ ٍ ً
اختصارا ملك ألن مالك ھذه ليست بألف لكن لما كتبت ملك مع احتمال أن األلف قد تحذف
الصراط ( يعني :وكذا قرأ الصراط في كذا ِّ ُ ) َ الدين ﴾ ولكن لو كان العكس لما قبلت القراءة يوم ِّ ِ مالك َ ْ ِالدين ﴾ أنھا ﴿ َ ِ ِ ِّ ِ
سورة الفاتحة في ما رواه من طريق يعني الحاكم -وكل ما ذكر ھنا عن الحاكم -فيما رواه من طريق إبراھيم بن طھمان
عن العالء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي ھريرة رضي تعالى عنه :أنه قرأ انظر ُأسندت إلى النبي ﴿ ِ َ
اھدنا
قنبال فإنه قرأ بالسين وخلف إنه قرأ باإلشمام أي ً المستقيم ﴾ ] الفاتحة [6 :بالصاد .وھي قراءة الجمھور ما عدا الصراط ُ َ ِ َ ِّ َ َ
رھن ( بضم الراء والھاء يعني وقرأ في سورة الصراط ٌ ُ ُ ،كذا ِّ ُ ) َ حرف بين الصاد والسين ٌ إشمام الصاد بالزاي ،
ٌ
مقبوضة ( فرھن َّ ْ ُ َ فرھان ﴾ ) َ ُ ُ ٌ مقبوضة ﴾ ٌ َ ِ َ ﴿ ، ٌ فرھان َّ ْ ُ َ رھن ( ] البقرة . [283 :بضم الراء والھاء بال ألف ﴿ َ ِ َ ٌ ) ُ ُ ٌ البقرة :
ألف . مقبوضة ﴾ بال ٍ رھن َّ ْ ُ َ ٌ بضم الراء والھاء في ما رواه من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن رسول قرأ ﴿ ُ ُ ٌ
وننشز ( يعني :وقرأ ألف بعدھا ُ ِ ْ ُ ) ، رھان بكسر الراء وفتح الھاء وإثبات ٍ ٌ وھي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وقرأ الباقون
أيضا من الطريق ً وننشز ( .بضم النون األولى مع سكون الثانية وكسر الشين وھذا فيما رواه أيضا في سورة البقرة ) ُ ْ ِ ُ ً
ننشزھا ﴾ كيف ُ ِ ُ َ وانظر َِإلى ِ َ ِ
العظام َ ْ َ ننشز ( أي آية ﴿ َ ُ ْ السابق عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه عنه رسول قرأ ) ُ ْ ِ ُ
تجزي ( ] البقرة . [48 :بفتح التاء في سورة تجزي ( أي كذاك مثل الذي سبق قرأ ) :ال َ ْ ِ كذاك ال َ ْ ِ َ ] البقرة ) . [259 :
تجزي ﴾ بتاء التأنيث أي تاء التأنيث ،تجزي ھي تجزي ھذه التاء تاء التأنيث ويحتمل أنھا تاء البقرة بتاء التأنيث ﴿ َّال َ ْ ِ
ننشزھا ﴾ نحن ،ھي قراءة حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر الشامي وقرأ كيف ُ ِ ُ َ المخاطب لكن المراد ھنا تاء التأنيث ﴿ َ ْ َ
ُ
تجزي ( فيما رواه من طريق كذاك ال َ ْ ِ
َ الباقون ) ننشرھا ( بالراء ،وھنا قراءة أخرى شاذة ) ننشيھا ( قراءة أبي بن كعب ) ،
ُ
داود بن مسلم بن عباد المكي عن أبيه عن عبد بن كثير القاري عن مجاھد عن ابن عباس رضي تعالى عنھما عن أبي
يق َبل ُ شيئا ً ﴾ ] البقرة . [48 :بالتاء ﴿ َوالَ ُ ْ نفس َ ْ نفس َعن َّ ْ ٍ تجزي َ ْ ٌ واتقواْ َ ْيوما ً الَّ َ ْ ِرضي تعالى عنه أن النبي :أقرأه ﴿ َ َّ ُ
تجزي ( بضم التاء من أجزأ َ ) ،يا عدل ٌ ﴾ بالياء وھي قراءة السبعة ،وقرأ أبو السماك ) الَّ ُ ْ ِ منھا َ ْ خذ ِ ْ َ منھا َ َ َ ٌ
شفاعة َوالَ ُ ْيؤ َ ُ ِْ َ
محرز ( من أحرزت المتاع ،وأحزت المتاع إذا جعلته في حفظه ،ألن محرز ( من أحرزت المتاع إذا جعلته في الحرز ) َيا ُ ْ ِ ُ ُ ْ ِ ُ
وأيضا كلھا معطوفة على إسقاط حرف ً يغالَّ ( ) َ ْأيضا ً ( يعني أن َ ُ ياء َ ْ َ ً
الحرز ھو الذي يكون حفظا للمادة ْ ) ،أيضا ً ِ َ ْ ِ
بفتح َ ِ
يغل َّ ﴾ ] آل عمران : لنبي َأن َ ُ
كان ِ َ ِ ٍّ
وما َ َ يغال ( ھذا في سورة آل عمران ﴿ َ َ أن َ ُ َّياء َ ْبفتح َ ِ وأيضا قرأ ِ ْ َ ِ ) :
ً العطف وھو الواو
. [161بألف اإلطالق يغالَّ والمراد بيغل أن يكون في :الغنيمة ،وھذا فيما رواه من طريق داود بن الحصين عن عكرمة
مبني للفاعل وھي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ٌ يغل َّ ﴾ بفتح الياء وضم الغين لنبي َأن َ ُ كان ِ َ ِ ٍّوما َ َعن ابن عباس أنه قرأ َ َ ﴿ :
112
يغلَّ ﴾ مبني للمعلوم ،والثانية أن ) أن ي َُغل ( .ھذا بضم الياء وفتح الغين وعاصم وقرأ الباقون ) أن ي َُغل ( .األولى ﴿ َأن َ ُ
مبينا للمفعول . ً
والعين
بالعين ( ] المائدة . [45 :بالرفع ) َ ْ ُ والعين ِ ْ َ ْ ِ النفس ِ َّ ْ ِ
بالنفس َ ْ َ ْ ُ أن َّ ْ َ فيھا َ َّ وكتبنا َ َ ْ ِ ْ
عليھم ِ َ األولى ( ) َ َ َ ْ َ برفع ُ ْ َبالعين ِ َ ْ ِ
والعين ِ َ ْ ِ) َْ ُ
األولى ( يعني برفع لفظ العين برفع ُ ْ َبالعين ( .برفع العين األولى في سورة المائدة ) ِ َ ْ ِ العين ِ ْ َ ْ ِ
أيضا ) ْ َ ْ ُ ً بالعين ( يعني وقرأ ِ َْ ِ
وكتبنا
أنس رضي تعالى عنه أنه كان يقرأ ﴿ َ َ َ ْ َ األولى في سورة المائدة وذلك في ما رواه الحاكم من طريق الزھري عن ٍ
ٍ
فحينئذ بالعين ﴾ ] المائدة . [45 :بالضم ،وھي قراءة الكسائي ،وقرأ الباقون بالنصب والعين ِ ْ َ ْ ِ النفس ِ َّ ْ ِ
بالنفس َ ْ َ ْ ُ أن َّ ْ َ فيھا َ َّ َ َْ ِ ْ
عليھم ِ َ
مفردا ال ً ْن ھذا خبره ويكون عطف الجملة على الجملة ،ولو كان العيْنُ مبتدأ ِ ْ َ
وبالعي ِ والعينُ كيف نوجه ھذه ،ما إعراب ْ َ
ومالئكته ( ] األحزاب . [56 : َ ََ َُِ ُ إن َّ َ معطوفا على محل أن واسمھا ألنھا في موضع مبتدأ عند سيبويه َّ ِ ) . ً إشكال يكون
بالرفع عطف على إن ومدخولھا .
درست ﴾ ] األنعام . [105 :بسكون السين وفتح التاء وھذا فيما رواه من درست ( في سورة األنعام يعني وقرأ َ ْ َ َ ﴿ : ) َ َ ْ َ
أبي بن كعب رضي تعالى عنھم أن النبي أقرأه ﴿ طريق حميد بن قيس األعرج عن مجاھد عن ابن عباس عن ُ َ ّ
بألف بعد الدال ٍ درست ﴾ .وھي قراءة نافع وحمزة والكسائي وعاصم ،وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ) َ َ ْ َ
دارست ( . َ َِ ُ ُ ْ
وليقولوا َ َ ْ َ
تستطيع ( يعني وقرأ درست ( .أليس كذلك ُ َ ْ َ ) ، وسكون السين وفتح التاء ،وابن عامر بال ألف وفتح السين وسكون التاء ) َ َ َ ْ
ربَك ( ْ َ ﴿ .
ھل ربك ﴾ ] المائدة ُ ِ َ ْ َ ) . [112 :
تستطيع َ َّ ھل َ ْ َ ِ ُ
يستطيع َ ُّ َ عليه الصالة والسالم تستطيع بالتاء في سورة المائدة ﴿ َ ْ
ربك ( ،ھذا في ما رواه الحاكم من طريق عبد الرحمن بن ربك ﴾ قراءتنا بالياء ورفع ربك ھناك ) َھلْ َ ْ َ ِ ُ
تستطيع َ َّ َ َ َْ ِ ُ
يستطيع َ ُّ َ
فحينئذ لماذا يكون التقديم ؟ ٍ ربك ( بالتاء وبنصب ربك على المفعولية غنم األشعري عن معاذ أن النبي أقرأه ) َھلْ َ ْ َ ِ ُ
تستطيع َ َّ َ
ربك ( ھل تستطيع أن تدعو وتسأل ربك ولذلك ربك ما صار مفعوالً لقوله تستطيع أليس كذلك نعم أحسنت ) َھلْ َ ْ َ ِ ُ
تستطيع َ َّ َ
ھل َ ْ َ ِ ُ
يستطيع ألنه دخله عامل محذوف ھل تستطيع أن تدعو وتسأل ربك ،وھي قراءة الكسائي وقرأ الباقون بالياء والرفع ﴿ َ ْ
ربك ﴾ ] المائدة . [112 : َ ُّ َ
أنفس أنفس َ ْ ُ
النفاسة َ ْ َ أنفسكم ( أفعل التفضيل من َّ من َ ْ َ ِ ُ ْأنفسكم ( يعني وقرأ ) ِ ْ من َ ْ َ ِ ُ ْ درست ُ َ ْ َ ،
تستطيع ْ ِ ، من َ ْ َ ِ ُ ْ
أنفسكم ( ) َ َ ْ َ ) ِ ْ
من أنفسكم ) ِ ْ معناهُ ( َ أنفسكم ) َ َ بفتح فا ( ََ َ
أنفس ھذا أفعل التفضيل من النفاسة ھذا في آخر سورة براءة ،لذلك قال ِ ْ ِ ) : َْ َ
قدرا وھذا فيما رواه الحاكم من طريق عبد بن أعظمكم ( ً من َ ْ َ ِ ُ ْ أنفسكم من النفاسة أفعل التفضيل معناه ) ِ ْ قدرا من َ أعظمكم ( ً َْ َ ُِْ
أنفسكم ( ] التوبة [128 : من َ َ ِ ُ ْرسول ٌ ِّ ْ جاءكم َ ُ لقد َ ُ ْ طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي تعالى عنھما أن النبي أقرأه ْ َ َ ) :
.وھي قراءة ابن عباس وابن محيصن والزھري ھذه نطبقھا قراءة ابن عباس وابن محيصن والزھري ،الزھري من
من َ ُ ِ ُ ْ
أنفسكم التابعين فھي شاذة إذا نسبناھا إليه وابن عباس صحابي ھنا وابن محيصن ھذا من األربعة عشر ،وقرأ السبعة ﴿ ِّ ْ
س﴾ جمع نف ٍ
وھذي َ َّ ِ
شذت َِ ْ بعد َ ٍ
سفينة ََْ َ َِ ِ
صالحة َِ ْ
ملك َْ
قبل َ ََ َ ُْ
أمامھم
) )
أمامھم ( في سورة أمامھم ( يعني وقرأ ) َ َ َ ُ ْ ألنھا خالفت ماذا ھي صحيحة اإلسناد لكنھا خالفت الرسم العثماني ) َ َ َ ُ ْ
سفينة ملك َ ْ ُ ُ
يأخذ ُكل َّ َ ِ َ ٍ وكان َ َ َ ُ ْ
أمامھم َّ ِ ٌ سفينة َ َ َ ) : ٍ الكھف حال كونھا قبل لفظ ملك بسكون الكاف للوزن ) َ ِ َ ِ
صالحة ( بعد لفظ
غصبا ً ﴾ ] الكھف . [79 :كل سفينة ْ َ سفينة ُ
يأخذ ُكل َّ َ ِ َ ٍ ْ
ملك َ ُ
وراءھم َّ ِ ٌ غصبا ً ( ] الكھف . [79 :ھكذا قرأ َ َ َ ﴿ ،
وكان َ َ ُ صالحة َ ْ
َ َِ ٍ
سفينة ( ) ، بعد َ ٍ ملك َ ِ َ ِ
صالحة َ ْ َ قبل َ َ ِ ْ صالحة بعد سفينة ولذلك قال ْ ُ َ َ َ ) :
أمامھم َ ْ ٍ صالحة يعني أتى بدل وراء أمام وزاد كلمة
ُ
يأخذ ُكلَّ ْ
سفينة ( ) َ ُ
بعد ( لفظ ) َ ٍ ملك ( زدت كلمة أمام قبل كلمة ملك ) َ ِ َ ِ
صالحة َ ْ َ وكان َ َ َ ُ ْ
أمامھم َّ ِ ٌ ملك ( ) َ َ َ
قبل َ (كلمة ) َ ِ ْ ََ َ ُْ
أمامھم َ ْ
شذت ( ْ ِ َ ) ،
وھذي ( ذي وھذي َ َّ ِ الحة َ ْ
غصبا ً ( ) َ ِ ْ ص َِ ٍ َ ِ َ ٍ
سفينة َ
اقتصر على ُ ْ َ
األنثى ْ َ ِ وذه ِتي َتا َ َ
َ ِ بذي
ِِ َِ
أشرْ م َ َّ ٍ
ُذكر لِم ْ َ ٍ
ُفرد َِبذا
) )
113
شذت ( شاذة لماذا شاذة ؟ ألنھا وإن صحت وھذي ( أي القراءة ) َ َّ ِ يقال :ذه يقال :ذي ،ھذه ذه وذي ًإذا لغتان ھنا قال ) َ ِ ْ
سندا ألنه قال ھنا فيما رواه الحاكم من طريق أبي إسحاق السبيعي -وھذا فيه كالم عند أھل الحديث -عن سعيد بن جبير ً
غصبا ً ( وھي قراءة صالحة َ ْ
سفينة َ ِ َ ٍيأخذ ُكل َّ َ ِ َ ٍ ْ
ملك َ ُ ُ أمامھم َّ ِ ٌ
وكان َ َ ُ ْ َ عن ابن عباس رضي تعالى عنھما أنه كان يقرأ ) َ َ َ
ٍ
صالحة . وراءھم ﴾ وبدون لفظ ابن عباس وسعيد بن جبير وھي شاذة كما نص على ذلك الناظم وقرأ السبعة ﴿ َ َ ُ
وما ُھم ِ ُ َ َ
بسكارى ﴾ ] سكارى َ َالناس ُ َ َوترى َّ َ بسكرى َْأيضا ( ھذا في سورة الحج في أولھا َ َ َ ﴿ : ھم ِ َ ْ َ وما ُ ُ تغرى ) َ سكرى ( َ َ َّ ) ََْ
ھم بسكرى ( ] الحج . [2 :يعني وقرأ سكرى على وزن غضبى ) َ َ
وما ُ ُ وما ُھم ِ َ ْ َ سكرى َ َ الناس َ ْ َوترى َّ َ الحج َ َ َ ) ، [2 :
أيضا في سورة الحج بفتح فسكون كعطشى في الموضعين في ما رواه من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة ً ِ ََْ
بسكرى (
بسكرى ( وھي قراءة حمزة والكسائي وما ُھم ِ َ ْ َ سكرى َ َ الناس َ ْ َ وترى َّ َ عن الحسن عن عمران بن حصين أن رسول قرأ َ َ َ ) :
سكارى ﴾ جمع وسكرى ھذا على وزن وألف بعدھا ﴿ ُ َ َ ٍ سكارى ﴾ بضم السين وفتح الكاف يعني سبعية ،وقرأ الباقون ﴿ ُ َ َ
] السجدة . [17 :ھذا في سورة السجدة بصيغة قرات َ ْ ُ ٍ
أعين ( تمضى ( يعني وقرأ َّ ُ ) : لجمع ُ ْ َ أعين ِ َ ْ ٍ قرات َ ْ ُ ٍغضبى ) ُ َّ ُ
أعين ﴾ وھذا فيما رواه من طريق عمار قرات ﴾ و ﴿ َ ْ ُ ٍ تمضى ( يعني جمع في ما مضى اللفظين ﴿ ُ َّ لجمع ُ ْ َ أعين ِ َ ْ ٍ قرات َ ْ ُ ٍالجمع ) ُ َّ ُ
النفس ( -وأظن أن ھذا تعلم َ ْ ٌ
فال َ ْ َ ُبن محمد عن األعمش عن أبي صالح عن أبي ھريرة رضي عنه أن النبي قرأ َ َ ) :
أعين ( وھي قراءة عبد وأبي الدرداء وأبي ھريرة وعون والعقيلي ، قرات َ ْ ُ ٍ
لھم ِّمن ُ َّ ِ خطأ في اإلتقان ونحوه َّ ) -ما ُ ْ ِ َ
أخفي َ ُ
ذريتھم ( واتبعتھم يعني وقرأ ) َّ َ َ ْ ُ ْ
واتبعتھم ( في سورة عد ُ ِّ َ ِ ِ ْ ) َّ َ َ ْ ُ ْ
واتبعتھم َب ْ ُ أعين ﴾ يعني باألفراد ، قرة َ ْ ُ ٍ وقرأ السبعة ِ َّ ُ ﴿ :
واتبعتھم ﴾ ] الطور ً . [21 :إذا التاء ھذه تسمى تاء التأنيث في سورة الطور بتاء التأنيث يعني ليس أتبعناھم كما سيأتي ْ ُ ْ َ َ َّ َ ﴿ :
ذريتھم ( ھكذا بالضم واألحسن أن يكون بالنصب يعني :بعدھا لفظ ذريتھم بالرفع وھي بعد ُ ِّ َ ِ ِ ْ
الطور بتاء التأنيث حال كونھا ) َ ْ ُ
عمرو فإنه
ٍ ذريتھم ﴾ ھذه قراءة السبع ما عدا أبا واتبعتھم ُ ِّ َّ ُ ُ
ذرياتھم ( ْ ُ ْ َ َ َّ َ ﴿ ، وأتبعناھم ُ ِّ َّ ِ ِ
عمرو فإنه قرأ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ) : ٍ قراءة السبعة ما عدا أبا
ذرياتھم ( بالجمع والنصب بقطع الھمزة مفتوحة أتبعناھم وإسكان التاء والعين وماذا ؟ ونون مفتوحة ) وأتبعناھم ُ ِّ َّ ِ ِ
قرأ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ) :
منصوب بالكسرة ألنه جمع مؤنث سالم ٌ ٌ
مفعول به ذرياتھم ( بالنصب على أنه وأتبعناھم ُ ِّ َّ ِ ِ
وأتبعنا ( بعدھا ألف ) َ ْ َ ْ َ ُ ْ
جمعھم
عباقري َ ْ ُ ُ ْ َر ِ ً
فارفا َ َ ِ ِ َّ ُ ِّ َ ِ ِ ْ
ذريتھم بعد
َْ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ
واتبعتھم
) )
عباقري ( في سورة الرحمن بصيغة الجمع فيھما وزان مساجد كما قال الناظم ) : رفارفا ( ومثله ) َ َ ِ ِ َّ يعني :وقرأ ) َ ِ ً
رفارفا العباقري ھذا ماذا جمع أو ال ؟ ً عباقري ( نقول : ) َ ِ ً
رفارفا َ َ ِ ِ َّ ٌ
ثابت لھم وقرأ : جمعھم ( يعني َ ُْ ُْ
على َ َ َ َ
رفارف متكئين َ َ
جمع وال إشكال في ذلك ،ھنا قال :فيما رواه من طريق الجحدري عن أبي بكر أن النبي قرأ َ ِ ِ َّ ُ ) : ٌ
حسان ( وھي قراءة عثمان وعباقري ِ َ ٍ َ
ممنوع من الصرف ) َ َ َ ِ َّ ٌ رفارف ( َ
] الرحمن َ َ َ ) . [76 : حسان ( َ
وعباقري ِ َ ٍ
خضر َ َ َ ِ َّ ُ ٍْ
خضر َ َ ْ َ ِ ٍّ
وعبقري ﴾ رفرف ُ ْ ٍ على َ ْ َ ٍ متكئين َ َ
بت عفان ومالك بن دينار وابن محيصن وغيرھم ،وقرأ السبعة باإلفراد فيھما ﴿ ُ َّ ِ ِ َ
ٌ
جمعھم ( ثابت لھما جمعھم عباقري ( ھذا في سورة الرحمن بصيغة الجمع فيھما ) َ ْ ُ ُ ْ باإلفراد فيھما ،نعم ًإذا ) َ ِ ً
رفارفا َ َ ِ ِ َّ
ثابت لھما ًإذا ذكر في ٌ ٌ
محذوف وھو جمعھم ( مبتدأ خبره ٌ
ثابت لھما ) َ ْ ُ ُ ْ باإلسكان جمعھم ھذا مبتدأ على جھة االستئناف جمعھم
ھذه األبيات بعض ما نقل عن النبي بقطع النظر عن صحة إسناده أو غيره والمراد أنه ُنسب وأسند إلى النبي وھذا
كثير في المستدرك وفي غيره .
ثم قال :الخامس والسادس أي من العقد الثاني :الخامس والسادس ،من العقد الثاني وھو ما يرجع إلى اإلسناد :الرواةُ
والحفاظ من الصحابة والتابعين الذين اشتھروا بحفظ القرآن وإقرائه . ُ َّ ُ
الرواة والحفاظ الخامس :الرواة ،والسادسُ :الحفاظ ً .إذا الخامس المراد به الرواة والسادس الحفاظ من الصحابة
تابع ،تابعيين أو مرارا والتابعين ھذا جمع ماذا ؟ ٍ ً معلوم حده وسبق معناٌ صحابيا ،والصحابي ً وسيذكر أن عددھم أحد عشر
تابع ،أو تابعون واحدھم تابعي أو تابع ،إما ھذا أو ذاك ،وھو حقيقته حده من صحب الصحابي وقيل من لقيه وھذا الثاني
أظھر وأصح ألنه ال يشترط المالزمة بين التابعي مع الصحابي كما أنه ال يُشترط ذلك الصحابي مع النبي كذاك األتباع
كالصحابي .
الذين اشتھروا بحفظ القرآن وإقرائه يعني حفظ القرآن كله ھذا المقصود ال بعضه يعني من الذي حفظ القرآن كله عن ُ
فعلم » خيركم من تعلم القرآن وعلمه تعلم َ َ َّ َ
علم ُه َ َ َّ َ
أقرأه غيره بمعنى أنه َ َّ َومن الذي َ ْ َ َ قلب أوله من فاتحته إلى سورة الناس َ ظھر ٍ
114
» خيركم من تعلم القرآن وعلمه « كأن المقصود به « لكنه ليس خاص بالحفظ كما يظنه البعض يكتب بالتحافيظ اآلن
الحفظ فقط ال ليس ھذا المراد ،بل ھو أعم ألن اللفظ عام » خيركم من تعلم القرآن « وتعلم القرآن يكون بحفظه ھذا نوع
من أنواعه وقد يكون بالفقه فيه ونحو ذلك .
) وإقرائه ( :يعني وإقراء القرآن للغير ذكر السيوطي رحمه أن المشھورين بإقراء القرآن من الصحابة سبعة :
-1عثمان رضي تعالى عنه .
-2وعلي .
ّ َ ُ -3
وأبي .
-4وزيد .
-5وابن مسعود .
-6وأبو الدرداء .
-7وأبو موسى األشعري .
ذكرھم كلھم ھو إال أبا موسى األشعري .
ًإذا عرفنا أن السيوطي رحمه قال :المشھورون بإقراء القرآن بإقرائه ال بحفظه سبعة وھم :
-1عثمان .
-2وعلي .
ّ َ ُ -3
وأبي بن كعب
-4وزيد بن ثابت .
-5وابن مسعود .
-6وأبو الدرداء .
-7وأبو موسى األشعري .
رضي تعالى عنھم أجمعين ،وجاء في الصحيح عن عبد بن عمرو قال :سمعت النبي يقول » :خذوا القرآن
أربعة يعني من أصحابي واألربعة ھؤالء ھم :من عبد بن مسعود ، ٍ من أربعة « خذوا القرآن يعني :تعلموا القرآن من
وأبي بن كعب ،ھؤالء أربعة اثنان مھاجران وھما عبد بن مسعود ،وسالم مولى أبي حذيفة ،واثنان وسالم ومعاذ ُ َ ّ
أنصاريان وھما معاذ بن جبل ُ َ ّ
وأبي بن كعب .
» خذوا القرآن من أربعة « اثنان مھاجران عبد بن مسعود ،وسالم مولى أبي حذيفة ،واثنان أنصاريان وھما معاذ
وأبي بن كعب .
ٍ
أربعة . أنس رضي تعالى عنه قال :مات النبي ولم يجمع القرآن غير األربع أو غير أيضا في الصحيح عن ٍ وفيه ً
قوله » :خذوا القرآن من أربعة « .ھل يلزم منه نفي أخذ القرآن من غيرھم ؟
ال ليس فيه ذلك ،وإنما خصھم النبي تلتمس حكمة للتخصيص ،وأما ھل فيه ٌ
نفي لعدم أخذ القرآن من غيره ؟
الجواب ال ًإذا ال إشكال في ھذه الرواية .
أنس قال :مات النبي ولم يجمع القرآن غير األربعة :أبو الدرداء ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ، أيضا عن ٍ وفيه ً
وأبو زيد .سئل عنه قال :أحد عمومتي .ھؤالء أربعة أنس رضي تعالى عنه يقول :لم يجمع القرآن غير األربعة :أبو
ٌ
إشكال كبير . الدرداء ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد .وھذا فيه
أيضا عن قتادة قال :سألت أنس رضي تعالى عنه من جمع القرآن على عھد رسول ؟ فقال : ً وفي الصحيح
ٍ
حينئذ صاروا كم ھؤالء في الروايتين أبي بن كعب ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد . ُ
أربعة كلھم من األنصار ّ َ :
؟ خمسة ألنه ذكر في األولى قال :أبو الدرداء ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد .في الرواية الثانية :ذكر من ؟
أبي بن كعب ولم يذكره في األولى ومعاذ بن جبل ذكره في األولى وزيد بن ثابت وأبو زيد مذكوران في األولى فصاروا كم َُ ّ
؟ خمسة .
115
قال ْالبُلقيني :فيكون الحفاظ بمقتضى الروايتين خمسة ،فيكون الحفاظ في زمن النبي الذين جمعوا القرآن كله فقط
خمسة وما عداھم لم يجمع القرآن .
من األنصار وإال فقد حفظه على عھده عليه الصالة والسالم من غير األنصار عثمان وسالم وابن مسعود والمراد بذلك ِ َ
ھذا زيادة على الخمسة عثمان رضي تعالى عنه وسالم وابن مسعود .
أيضا منھم عبد بن عمرو بن العاص فقد قال :جمعت القرآن فقرأت ً وزاد السيوطي قال :بل جمعه في عھده غيرھم
به .جمعت القرآن إذا أطلقوا ھذا اللفظ مرادھم حفظوه كله ،فقرأت به كل ليلة فبلغ ذلك رسول الحديث .
بكر الصديق يعني زد على ذلك الخمسة يزاد عليھم عثمان ،وسالم ،وابن مسعود ، كثير رحمه تعالى :وأبو ٍ ٍ قال ابن
وعبد بن عمرو بن العاص .قال ابن كثير :وأبو بكر الصديق رضي تعالى عنه لماذا ؟
ما الدليل على أنه جمعه ؟
إماما على المھاجرين واألنصار مع أنه قال » :يؤم القوم أقرأھم لكتاب « .وقدمه ً
إماما ً قالوا :قد قدمه النبي
على المھاجرين واألنصار فدل على ماذا ؟
ً
على أنه يحفظ ،ولوال أنه كان أقرأھم لكتاب لما قدمه عليھم ،وزاد السيوطي تعليال على ھذا يقول :كيف ھو أقدمھم
إسالما ويحفظه َمنْ َبعْ دَ ه ثالث وعشرين سنة ما يستطيع أن يحفظ القرآن ؟ ً
حينئذ صاروا كم اآلن ؟ٍ الجواب :ال ،يستطيع
أيضا ھذا قليل ً
جدا بالنسبة ً عشرة ،ورواية أنس :لم يجمع القرآن على عھد النبي غير أربعة .وإذا صاروا عشرة
لعدد الصحابة ولذلك استنكر بعضھم حصر العدد في رواية أنس رضي تعالى عنه حصر العدد في أربعة ،وحتى ما زيد
عليه زيد عليه باالجتھاد يعني قول عبد بن عمرو أنه حفظ :جمعت القرآن ھذا يمكن أن يؤول ،وكذلك أبو بكر الصديق
جمع القرآن
ُمع أو َ َ َ
نصا أنه ج ِ َقدم من أجل قوله » :يؤم القوم أقرأھم لكتاب « .يقول :ھذا يمكن تأويله لكن ً كونه ُ ِّ َ
أربعة فقط فھذا استشكله الكثير ولذلك قيل في رواية أنس :لم يجمع القرآن غير أربعة .ال يلزم من ذلك أن ال يكون ٌ
أحد في ٌ
ذلك الوقت شاركھم في حفظ القرآن ففي الصحيح في غزوة بئر معونة أن الذين ُقتلوا بھا من الصحابة كان يقال لھم :القراء
حينئذ صار أنه يحفظ القرآن كله عن ظھر قلب فكيف يقول ٍ رجال ،وإذا قيل قراء على عھد الصحابة والتابعين ً وكانوا سبعين
ٍ
أربعة . أنس :غير
ٌ
جماعة من األئمة الحصر في األربعة . وجاء أن غزوة بئر معونة قتل فيھا سبعون من القراء وقد استنكر
والمازري بفتح الزاي وكسرھا قال :ال يلزم من قول أنس :لم يجمعه غيرھم . ِ َ
المازري قال المازري رحمه تعالى :
أن يكون الواقع في نفس األمر كذلك ال يلزم من ذلك أن يكون في نفس األمر أنه لم يجمعه إال األربعة لماذا ؟
حينئذ يقول :قد أخبر بماذا ؟ بما يعلم أو من أخبر ٍ ألن التقدير أنه ال يعلم أن سواھم جمعه ،إنما أخبر عن علمه ومن علم
ً
منفيا بعلمه ،أليس كذلك ال يلزم أن ما ال يعلمه أن يكون منفيا بعلمه بل فإنما أخبر بما يعلم وال يلزم أن ما ال يعلمه يكون ً
يكون أربعة جمعوه ويعلم ذلك وال يعلم أن عداھم قد جمعوا القرآن .
قال :ألن التقدير أنه ال يعلم أن سواھم جمعه وإال فكيف اإلحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقھم في البالد .
أنس األربعة بالذكر لشدة تعلقه بھم دون غيرھم .قال القرطبي رحمه :وإنما خص ٌ
بوصف خاص يميزھم عن غيرھم ،والمراد أنه ال يحصر حفظت كتاب من ٍ يعني :أراد أن يخص لفظ األربعة
الصحابة في األربعة وإنما خص أنس األربعة بالذكر لشدة تعلقه بھم دون غيرھم ،أو لكونه في ذھنه دون غيرھم ،وقال
القاضي أبو بكر الباقالني :الجواب عن حديث أنس من أوجه :
أوالً :أنه ال مفھوم له ألنه عدد ،ال مفھوم له فال يلزم أال يكون غيرھم جمعه .
الوجه الثاني :المراد لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بھا إال أولئك يعني لم يجمعه بقراءاته ووجھه إال
أولئك األربعة وھذا محتمل ال إشكال .
الوجه الثالث :أن المراد بجمعه تلقيه من في الرسول ال بواسطة بخالف غيره فيحتمل أنه بواسطة .
ً
كتابة حفظا أما ھؤالء فجمعوه ً الرابع :المراد بالجمع الكتابة لم يجمعه إال أربعة .مراد بالكتابة فال ينفي أن غيرھم جمعه
وحفظوه عن ظھر قلب .
أحدا لم يفصح بأنه جمعه بمعنى أكمل حفظه في عھد رسول إال أولئك ،وأما غيرھم لم يفصح الخامس :المراد أن ً
.
116
مراد ھؤالء كلھم ال بد من تأويل ظاھر حديث أنس ھذه ھي الخالصة إما أن تكون العدد ال مفھوم له ،وإما أنه أخبر
جدا على غيرھم بحيث أنھم جمعوه روايات ووجوه إلى آخره ،وإما أن بعلمه ،وإما أن ھؤالء األربعة اعتنوا به عناية فائقة ً
تقول :أنھم أخذوه من النبي بال واسطة ،أما أن يقال :الصحابة لم يحفظ منھم القرآن إال أربعة ھذا بعيد ً
جدا .بل نقول
أكثرھم يحفظون القرآن بل ھذا ھو األصل فيھم .
مبتدأ محذوف ثم يعطف عليھم ٍ علي ( بن أبي طالب رضي تعالى عنه ،ھو عد أحد عشرة فقط وھم علي ،ھذا خبر ) َ ُّ
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم ٌ علي ( أي وھمالباقين بحرف عطف محذوف وال نحتاج أن نكرر كل وقت ) َ ُّ
ثالث وستين سنة ٍ واحد من العشرة المبشرين بالجنة توفي وھو ابن ٌ النبي وزوج ابنته وأمير المؤمنين والخليفة الرابع وھو
عمرو ولد بعد الفيل بست سنين عثمان بن عفان خليفة الثالث وأحد ٍ عثمان ( بن عفان بن أبي العاص ،يكنى أبا .و ) ُْ ُ
وأبي بن كعب الخزرجي توفي بالمدينة ودفن بھا سنة ثالثين في خالفة ُ
أبي ( يعني َ ّ المھاجرين وأحد المبشرين من العشرة ٌّ ِ ُ ) .
ثابت األنصاري كاتب الوحي والمصحف ٍ زيد ( بن ثابت يعني وزيد بن عثمان وقيل في خالفة عمر رضي تعالى عنه ُ ْ َ ) .
مسعود ْالھ َُذلي ھذا اختلف في وفاته فقيل ٍ سعد ( يعني ولعبد بن مسعود ِبھذا َ ْ ُ والبن َ ُ ٍِ ُتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين ) .
سعد ( سعد بن أبي وقاص من ُتوفي بالكوفة سنة اثنين وثالثين ،وقيل :ثالث وثالثين ،وقيل :بالمدينة دفن بالبقيع ) ِبھذا َ ْ ُ
وسعد بھذا الذي ھو الحفظ واإلقراء وفھم ٌ سعد ( يصير والبن ھذا جار مجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم السعود ) ِبھذا َ ْ ُ
ونجاح وفالح ألن حفظ القرآن ھذا طريق النجاح ولذلك ألحظ على طالب العلم الذي ٌ مسعود ( سعد
ٌ والبن َ ُ ٍ ِ معنى القرآن )
َ
يحفظ القرآن ھذا يسير ما شاء كالريح والذي ال يحفظ القرآن ھذا ما أدري يكبو ساعة ويقوم ساعة ألنه إذا ح ُِفظ القرآن
زيد ( كذا أي فيه كل علم ويكون معونة لكل علم ولذلك الذي ال يحفظ في الغالب أنه ال يستطيع أن يحفظ متن ما ) كذا َُأبو َ ْ ٍ
زيد األنصاري ولما سئل أنس من أبو زيد ؟ قال :أحد زيد منھم أبو ٍ مثل الذي نسبه في كونھم من حفظة القرآن واإلقراء أبو ٍ
عمومتي .واألشھر أنه قيل :ال يعرف اسمه .وقيل :اسمه قيس بن السكن وھذا ھو المشھور كما نص على ذلك ابن حجر
الدردا ( أبو الدرداء الخزرجي األنصاري واسمه عويمر وقيل :عامر ُ .توفي بدمشق في زيد َ ،أبو َّ ْ والسيوطي ) كذا َُأبو َ ْ ٍ
جبل أبو عبد الرحمن ) ٍ جبل ( أبو عبد الرحمن معاذ بن بن َ َ ٍ كذا ُ ٌ
معاذ ُ خالفة عثمان سنة إحدى وقيل :اثنتين وثالثين َ َ ) .
علي ،عثمان ُأبي ،زيد ،ابن مسعود ،أبو زيد ھريرة ( ھؤالء عدھم كم اآلن ثمانية ٌّ عنھم َُأبو ُ َ ْ َ ٍ وأخذا ( ھذا منفصل ) َ َ َ
وأخذا َ ْ ُ ْ َََ
وأخذا ( بألف اإلطالق أخذا ) َُأبو ُ َ ْ َ ٍ
ھريرة ( ھذا ھريرة ( ) َ َ َ
عنھم َُأبو ُ َ ْ َ ٍ
وأخذا َ ْ ُ ْ ،أبو الدرداء ،معاذ بن جبل .ھؤالء ثمانية ) َ َ َ
عنھم ( عن ھؤالء الثمانية عبد الرحمن بن صخرة الدوسي ُتوفي سنة سبع وخمسين أسلم عام خبير مع ) َ َ
مع فاعل أخذا ) َ ْ ُ ْ
ابن َ ِ ٍ
سائب ( عباس ُ ،
ابن َ َّ ٍ
ْ ِ
سائب ( يعني :ابن َ ِ ٍ عباس ُ ،
ابن َ َّ ٍ
مع ْ ِعباس ( كيف يكون التقدير ھنا وأخذ عنھم أبو ھريرة ) َ َ ابن َ َّ ٍ مع ْ ِ ھريرة َ َ َ ) َْ ُْ
عنھم ُأبو ُ َ ْ َ ٍ
أخذ ابن عباس مع أبو ھريرة عن الثمانية السابقين عبد بن عباس ابن عم رسول ُتوفي بالطائف سنة ثمانية وستين
سائب ( يعني :وابن سائب المخزومي قارئ أھل مكة توفي بھا في إمارة ابن َ ِ ٍ وقيل :تسع وستين .وقيل :سنة سبعين ُ ) .
(. عبد ِ بذين َ ْ ُوالمعني ِ َ ْ ِ
َِْ الزبير )
117
عباس ( يعني
ابن َ َّ ٍ مع ْ ِ ( يعني :لك أن تفصل .وھذا ھو الظاھر ) َ َ عبد ِ والمعني ِ َ ْ ِ
بذين َ ْ ُ َِْ ابن َ ِ ٍ
سائب ، عباس ُ ،
ابن َ َّ ٍ
مع ْ ِ) َ َ
( عبد بن السائب عبد ِ
بذين َ ْ ُ َ َِْ
والمعني ِ ْ ِ ْ سائب ( وابن السائب ) ابن َ ِ ٍ
عباس ُ ، ابن َ َّ ٍ :مع المذكورين التسعة السابقين ) ْ ِ
يرد السؤال ابن عباس ھذا كني ولقب صار فإذا أطلق صرف إلى عبد فال يحتاج إلى تنصيص وعبد بن عامر لكن َ ِ ُ
بذين ( المعني اسم َ َِْ
والمعني ِ ْ ِ كذلك ابن السائب البن السائب إذا أطلق صارت إلى عبد وال ينصرف إلى غيره من إخوته )
ثم ( ًإذا انتھى من جرد وذكر الصحابة وھم بذين ( ابن عباس وابن السائب عبد ) ُ َّ مفعول من عنى ويعني والمقصود ) ِ َ ْ ِ
أحد عشر لكنھم أكثر بكثير لكن ھؤالء ظھر عنايتھم بالحفظ واإلقراء ،وال يلزم من إثبات اإلقراء وشھرتھم بالحفظ نفي
والحفظ واإلقراء عن من عداھم .
ثم ( بعد ذكر الصحابة وھم أعلى درجة يذكر من أخذ عن الصحابة وھم أدنى ألنھم طالب للصحابة . ) ُ َّ
تابعي لك أن تجعلٍّ منھم ُ ِ ْ
ذكر ( من ) َّ ِ
فالذي ِ ْ ُ ْ من َ ِ ِ ٍّ
تابعي ( وعرفنا حد التابعين شھر ( من الحفاظ والقراء ) ِ ْ من ُ ِ ْ ) ُ َّ
ثم َ ْ
ذكر ( واستطر في كتب أھل العلم مع كثرتھم منھم ُ ِ ْ تابعي ( كثر والتنوين قد يأتي للتكثير ِ َّ ) ،
فالذي ِ ْ ُ ْ من َ ِ ِ ٍّ التنوين ھنا للتكثير ) ِ ْ
َ َ
القعقاع (
أبه ْ ُ َ
من ُ ُ أي ( .حرف تفسير ) َ ْ َ
أي ( لما اشتبه يزيد بغيره قال ْ ) : َ
يزيد ( أبو جعفر يزيد وھذا ذكرنا من الثالثة ) ْ ) َُِْ
يزيد بن القعقاع أبو جعفر ھذا شيخ نافع ،غريب نافع من القراء السبعة متواتر وال يختلفون في قراءته شيخه من مشايخه أبو
أبه ( يعني :من أبوه .ھذا على لغة القصر . من َ ُ ُ يزيد َ ْ
أي َ ْ جعفر وجعلوه من اآلحاد ) َ ِ ْ ُ
أبوه أبه يعني :باإلضافة وعدم إرجاع الواو أبه أبوه بأبه اقتدى ولم يقل :بأبيه .مع وجود الشروط بأبه ولم يقل بأبيه
على المشھور ومن يشابه أبه ولم يقل :ومن يشابه أباه .نقول :ھذه لغة قصر وھي :أقل ،وقصرھا من نصھن أشھروا ھي
أشھر من من النقص ،ال ھذه النقص أبه النقص وأبوه اإلتمام ،وإلزام األلف كفتى ھذه القصر .
القعقاع ( يعني :يزيد بن القعقاع ھذا ُتوفي سنة اثنتين وثالثين ومائة ،مائة من َ ُ ُ
أبه َ ْ َ ُ أي ( فسره ) َ ْ يزيد ( ًإذا أبو جعفر ) َ ْ ) َُِْ
واثنين وثالثين وقيل :ثماني وعشرين ومائة .
شاعوا ( واألعرج ھذا لقب عبد الرحمن بن ھرمز األعرج قدم اللقب ھنا على االسم وعبد قد َ ُ ھرمز َ ْ
بن ُ ْ ُ ٍ َ ْ َ ُ
واألعرج ُ )
شاعوا ( واشتھروا أنھم من أھل الحفظ واإلتقان ھرمز ( أي :عبد الرحمن بن ھرمز ) َ ْ
قد َ ُ بن ُ ْ ُ ٍالرحمن األعرج لك أن تقدم ) ُ
ھذا تكملة .
مجاھد ( أبو الحجاج مجاھد بن جبر ُتوفي سنة إحدى ومائة مجاھد بن جبر أبو الحجاج . ) ُ َ ٌِ
عطا ( اسمه عطاء بالھمز قصره للوزن ،عطاء ويشمل اثنين عطاء بن يسار أخو سليمان بن يسار وعطاء بن أبي ) َ َ
رباح ذاك مدني وھذا مكي عطاء بن يسار ھذا ُتوفي سنة أربع وتسعين ،وعطاء بن أبي رباح ھذا ُتوفي بمكة سنة مائة
وخمسة عشرة وقيل أربعة عشرة ومائة ًإذا نستعمل المفرد في اثنين وھذا فيه خالف .
سعيد ( وسعيد سعيد بن جبير . ) ٌَِْ
عكرمة ( وعكرمة أبو عبد مولى ابن عباس . ) ِِْ َْ
و) َ ْ َ ُ
األسود ( بن يزيد النخعي .
والحسن ( بن أبي الحسن البصري ُتوفي سنة مائة وعشرة . َ َ ُ )
ُ
زر ( زر بن حبيش بالتصغير األسدي توفي سنة اثنين وثمانين . و ) ِ ٌّ
علقمة ( يعني :علقمة بن قيس النخعي الكوفي توفي سنة اثنين وستين ھجرة . ْ ) َََْ
مسروقا لماذا ؟ لكونه سُرق في الصغر ،مسروق أبو عائشة ابن ً مسروق ( مسروق كذاك مسروق ھذا ُسمْيِ ) كذاَك َ ْ ُ ٌ
األجدع الھمداني توفي سنة ثالث وستين .
118
مسروق ( يعني :من الحفاظ والقراء مسروق . كذاك َ ْ ُ ٌ َ )
ْ
عبيدة ( يعني :كذا
عبيدة ( ھو أشبه ما يكون بالنقل ليس بعلم لكنه وصف كاألصل سُرق ثم سمي مسروق ) كذا َ ِ ْ َ ْ ) كذا َ ِ ْ َ
ً
منھم َعبيدة بن قيس السلماني توفي سنة اثنين وسبعون أبو مسلم .
بد ْه ( يعني :ال فرار والبده ( ھذا األصل ال بد له ،حذفت الالم ھنا للضرورة ) ال ُ َّ
بده ( ) ،ال ُ َّ ْ
لھم ال ُ َّ ْسبعة َ ُ ْ
رجوع َ ْ ٍ ) ُ ُ ُ
مناص وال مخلص عنھم .يعني :رجوع السبعة بعد أن ذكر لك التابعين والصحابة وأخذ عن الصحابة خلق كثير من
ً
محصورا فيما ذكره التابعين وھم األصل الصحابة ثم التابعون أليس كذلك ،ذكر بعضھم ممن أخذ من التابعين ألنه ليس
الناظم إنما تبع )) النقاية (( ھنا ھي مختصرة ذكر السيوطي تبًعا للذھبي قال :فممن كان بالمدينة من التابعين الذين أخذوا
المسيب وابن المسيِّب يعني :يجوز فيه الوجھان .
َّ المسيب وھذا لم يذكره الناظم ابن َّ عن الصحابة ابن
120
الشريط التاسع
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ٍ الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا
أما بعد :
الرواةُ ْ َ ُ َّ َ َ ُ ْ
وھي ِستة َ ٍ
أنواع ( .قبل ذلك قوله في الباب ) ُّ َ األداء َ ِ َ
يرجع ِإلى َ ِ قال المصنف رحمه تعالى ُ ِ ) :
العقد الثالث َ :ما َ ْ ِ ُ
َ ُ َّ ُ
والحفاظ ( :
َِْ
والمعني ابن َ ِ ٍ
سائب عباس َُ َّ ٍ ابن
ْ ِ مع
َ َ َْ ُْ
ََُْ ٍ
ھريرة
عنھم َُأبو
) )
......................... ................
ِ عبد
بذين َ ْ ُ َ
ِ ْ ِ
) )
ھريرة ( يعني أبو ھريرة أخذ عن أولئك ثم ذكر عنھم ( يعني عن السابقين الثمانية الذين ذكرھم ) َُأبو ُ َ ْ َ ٍ () َْ ُْ عبد ِ َِْ ِ
بذين َ ْ ُ
عباس (
ابن َ َّ ٍمع ْ ِ حينئذ قوله َ َ ) : ٍ أيضا عطف على ما سبق ، سائب ( ھذا ً ابن َ ِ ٍ تبعا للثمانية كأنه قال :مع التسعة ابن عباس ) ُ ً
مع ( األصل يقول :ابن عباس ( ) َ َ ابن َ َّ ٍ مع ْ ِ ھريرة ( ثم قال َ َ ) : َ
عنھم ُأبو ُ َ ْ َ ٍ عنھم ( وإنما ھو مستقل ْ ُ ْ َ ) ، ليس داخل قوله ْ ُ ْ َ ) :
عباس ( إال إن ثبت أن أبا ھريرة رضي تعالى عنه قد أخذ عن ابن َ َّ ٍ مع ْ ِ عباس أو وابن عباس لكنه للضيق النظم قال َ َ ) :
سائب ( ھذاابن َ ِ ٍ عباس ُ ، ابن َ َّ ٍ مع ْ ِ حينئذ يصح عطفه عمن أخذ عنھم أبو ھريرة رضي تعالى عنه لذلك قال َ َ ) : ٍ ابن عباس
بذين َ
بذين ( ھذا اسم إشارة مثنى تثنية ذا ،ذا ھذا المفرد وذين ھذا مثنى ) ِ ْ ِ َ
() ِ ْ ِ عبد ِ بذين َ ْ ُ َ َِْ
والمعني ِ ْ ِ عطف على ما سبق )
سائب عبد ،عبد بن عباس وعبد بن سائب . ٍ بذين ( أن ذين ھما ابن عباس وابن ( يعني والمعني والمقصود ) ِ َ ْ ِ
عقود ( إذا جمع الخمس ً ستة ُ ُ ُ ٌ حوتھا ِ َّ قد َ َ ْ َالثالث ( ھذا العقد الثالث من العقود الستة ) َ ْ ُ قال رحمه تعالى ُ ْ ِ ) :
العقد
ً
مرارا العقد ( بكسر العين وھي القالدة كما سبق عقود ستة سبق أن انتھينا من عقدين وھذا ھو العقد الثالث ُ ْ ِ ) ، ٌ والخمسين في
َ
ج ُع ) َِإلى َ ِ َ ُ َ
يرجع إَِلى َ ِ ُ
األداء ( والمراد باألداء جعُ أو َيرْ ِ يرجع ( يعني أنواعه َترْ ِ أنواع ( ) َما َ ْ ِ ُ ستة ْ َ ٍ وھي ِ َّ األداء َ ِ َ الثالث َ :ما َ ْ ِ ُ ).
ھنا كيفية تعدية األلفاظ يعني ما تتعلق بالقرآن من جھة األداء ألن القرآن ألفاظ وأداء ،يعني كيف تؤدي وكيف تقرأ ھذا
القرآن ،يتعلق به بعض أنواع علوم القرآن كالتجويد واالبتداء والوقف واإلمالة وتخفيف الھمزة واإلدغام ھذا كله يتعلق
أنواع ( : وھي ِ َّ ُ َ
ستة ْ َ ٍ يرجع َِإلى َ َ ِ
األداء َ ِ َ بجوھر اللفظ أم بكيفية أداء اللفظ ؟ بالثاني ،ولذلك عنون له بھذا الباب القائم وھو ) َما َ ْ ِ ُ
من جھة التقريب وإال بعضھم زاد على الستة أنواع ،وھي الضمير بالتثنية بالتأنيث مراعاة بمعنى ما ألن ما تصدق على
أنواع وھي جمع ،أنواع يرجع بالتذكير مراعاة للفظ ما ويصح ما ترجع إلى األداء وھو ستة وھي ستة يجوز الوجھان على
واالبتداء ( جمع بين الوقف واالبتداء ألنھم متقابالن ألن الثاني ُ ْ َ :
الوقف َ ِ ِ َ ُ وع َّ ِ األول ُ َ َّ
والن ْ ُ النوع َ َّ
ما ذكرناه في العقد السابق ُ ْ َّ ) ،
علمان ونوعان من أھم ما يُعنى به في باب األداء الوقف ضد االبتداء واالبتداء ضد الوقف ،وھذا الذي ھو الوقف واالبتداء ِ ْ َ
ألنه كما ذكر كثير أنه يتعلق به المعنى من جھة تفسير وفھم المعنى المراد من كالم الرب جل وعال ،ولذلك قيل ھذان
نوعان مھمان وقد صنف فيه أئمة الدين مصنفات شتى فأفردوه بالتصنيف يعني صنفوا في ھذا الفن االبتداء والوقف
كتاب واحد لماذا ؟ ٍ مصنفات مستقلة خارجة عن الكتب التي جمعت علوم القرآن في
واحد من أھل العلم وطبع كثير منھا ٍ علم جليل قد أفرده غير لطول البحث وألھمية ھذا النوع أفردوه بالتصنيف ،وھو ٌ
اآلن ،فأفرده بالتصنيف أبو جعفر النحاس وأبو جعفر النحاس ھذا لغوي نحوي لماذا ؟ ألن كثير من مباحث الوقف واالبتداء
يتعلق بالمعنى والغالب في ھذا مرجعه إلى اللغة ،وأبو بكر محمد بن القاسم األنباري ،والزجاجي ،والداني ،وثعلب ،
بمصنف خاص شمل أحكامه وما فيه من أمثلة . ٍ ھؤالء كلھم وغيرھم أفردوه بالتصنيف فأفردوا االبتداء والوقف
ُ
وقيل أول من صنف فيه محمد بن الحسن الرؤاسي ابن أخي معاذ الھراء ومعاذ الھراء ھو الذي نسب إليه أول ما وضع
فن الصرف أو التصريف والصواب أنه أبو األسود الدؤلي وليس معاذ الھراء وإنما ُنسب إليه ألنه أول من تكلم في
التصريف الذي ھو باب التمارين فأكثر منه حتى ُنسب إليه أنه أول من دون فن الصرف .
حفاظا على سالمة معاني القرآن ً أھمية عظمى في كيفية أداء القرآن ٌ فن الوقف واالبتداء فن جليل الفھم عظيم المقدار وله
وبعدا عن اللف والوقع في الخطأ فيتوصل به بھذا العلم أو العلمين بمعرفة معاني القرآن واستنباط األحكام منه والوقوف على ً
إعجازه حتى قال بعضھم بوجوب تعلمه لماذا ؟ ألن فھم القرآن وتدبر القرآن واجب وما ال يتم الواجب إال به فھو واجب ،
121
علم دل على وجوب ھذا العلم ،وقد يُفھم أو يتوقف ليس على اإلطالق ً
دائما قد فإذا توقف فھم القرآن وتدبر القرآن على ٍ
ً
حكما حكما إن أوصل لم يستنبط ً يتوقف فھم معنى اآلية أو االستنباط على معرفة الوقف واالبتداء ،إذا وقف إلى ھنا استنبط
بناء على ما ُروي عن علي حينئذ توقف الفھم على الوقف واالبتداء فدل على وجوبھما حتى قال بعضھم :بوجوب تعلمه ً ٍ
ترتيال ﴾ ] المزمل . [4 :قال :ھو تجويد الحروف ومعرفة الوقف . القرآن َ ْ ِ ً ُ
ورتل ْ ْ َ رضي تعالى عنه لتفسير قوله ِ ِّ َ َ ﴿ :
ورتل ْ ُ ْ َ
القرآن ﴾ ] المزمل : تجويد الحروف ھذا يدل على ماذا ؟ على أن التجويد واجب وھذا مما يستدل به أرباب التجويد ﴿ َ َ ِّ ِ
[4ھذا أمر ،واألمر يقتضي الوجوب ألنه كثر تفسير ترتيل القرآن بأنه إخراج الحروف من مخارجھا يدور حول ھذا
المعنى ،ومعرفة الوقوف يعني ما يُوقف عنده وما يُبتدئ به مما ينبني عليه فھم المعنى ،وھذا الفن يحتاج إلى دراية بعلوم
اللغة ولذلك كثير من أئمة اللغة تعرضوا لماذا ؟ للوقف واالبتداء بل لذلك تجد باب الوقف عند ابن مالك في )) األلفية ((
وتجده في كتب التجويد وتجده في كتب القراءات لماذا ؟
ٍ
حينئذ األصل مبين ﴾ ] الشعراء [195 : عربي ُّ ِ ٍ للعالقة بين القرآن واللغة العربية ،ألن القرآن نزل بلغة العرب ﴿ ِ ِ َ ٍ
بلسان َ َ ِ ٍّ
فيه أنه على ما جرى على سنن لغة العرب ھذا ھو األصل وال يخرج عنه إال بدليل ،وكل ما جاء في لغة العرب فاألصل
دراية بعلوم اللغة والقراءات وتفسير القرآن يعني لن يضبط ھذا الفن ٍ موجود في القرآن ولذلك قالوا :ھذا الفن يحتاج إلى ٌ أنه
الوقف واالبتداء لذلك من أصعب الفنون في علوم القرآن ھو ھذا ،الناسخ والمنسوخ وغيره أسھل بكثير والمجمل والمفھوم
خص من السنة به إلى آخره كل ھذه سھلة عند طالل العلم لكن الوقف واالبتداء ھذا يحتاج إلى معرفة باللغة العربية وما ُ َّ
وخاصة باب الفصل والوصل عند البيانية وھذا ھو أصعب باب عند البيانية نصوا على ھذا أصعب باب عندھم ھو باب
الوصل والفصل ولذلك قيل ھناك في تعريف البالغة ما البالغة ؟ قيل :معرفة والوصل والفصل .من عرف الفصل متى
يفصل بين الجملتين ومتى يصل ھذا ھو البليغ ،ومن ال فليس ببليغ .وكل ما يُذكر في فن البالغة بالنظر إلى ھذا الفن
جدا سواء باب المعاني أو باب البيان ،ولذلك قيل :يحتاج إلى دراية بعلوم اللغة عامة الوصل والفصل فھو يسير وسھل ً
الصرف والنحو والبيان والقراءات وتفسير القرآن ،ولھذا قال ابن مجاھد -وھو من أئمة القراءة : -ال يقوم بالتمام في
عالم بالتفسير والقصص وتخليص بعضھا عن بعض ،عالم باللغة التي نزل بھا القرآن . ٌ عالم بالقراءات
ٌ ٌ
نحوي الوقف إال
ً ً
نحوا وصرفا وبيانا ،ھذا يؤكد أن نقل عن العرب ً ُ
فھم لسان العرب على ما ِ َ َ
علوم مترابطة ال يمكن أن يُفھم القرآن إال من ِ َ
أبدا ،لو لم يأخذ من علوم اآللة النظر في اللغة ال بد منه ال يمكن أن يستقل طالب العلم بعلوم الشريعة دون أن ينظر في اللغة ً
إال علوم اللغة لكفاه يعني لو لم يضبط ،وأما ما عداه فھو سھل أصول التفسير أو أصول الفقه وأصول الحديث ھذه بالنسبة
لعلوم اللغة سھلة لكن التي تحتاج إلى معاناة ونظر وتأمل وكذا ھي علوم اللغة ،ولذلك ترابط بين علوم اآللة كلھا بعضھا مع
بعض ال يمكن أن ينفك بعضھا عن بعض ،انظر ھنا في باب الوقف واالبتداء ينص أرباب القراءات ونحوه على أنه لن يفھم
عالما بلسان العرب ً ،إذا ماذا نصنع نترك الباب ونمشي ،و المستعان .نحن ً نحوي مقرئ ال بد أن يكون ٌ ھذا الباب إال
عالم بالقراءات ،القراءات اآلن ال ٌ ٌ
نحوي ً
اآلن نعيش غربة في التعلم والتعليم حقيقة يا إخوان ال يقوم بالتمام في الوقت إال
تكاد توجد إال متخصص فيھا فقط ،وفي السابق كان يقرأ القرآن أوالً ثم يقرأ الشاطبية معه ثم ينتقل إلى النحو ثم ينتقل إلى
والقصص وتخليص بعضھا نحوي عالم بالقراءات عالم بالتفسير َ َ ٌ كذا ترتيب ،الطالب ال يسير ھكذا عشوائي واآلن ، ..إال
ممن لھم الشعر في العلم ابن تيمية ابن القيم عالم باللغة التي نزل بھا القرآن ،ولذلك انظر في أئمة الدين وخاصة ِ َّ ٌ عن بعض
السيوطي ممن كتبوا يعني لھم كتبھم عند أھل العلم مرجع ابن قدامة حفظ القرآن وقرأ بالسبع ھكذا في التراجم تجده ،اآلن
واحد منھا .ٍ فضال عن السبع فضالً عن ً جيد لو حفظ جزء من القرآن
االبتداء ( وفي )) التحبير (( االبتداء والوقف الثاني ھو ) ِ ِ َ ُ ِ َّ لوقف ( َ َّ ْ ُ
والنوع ْ
األول ُ ( ھو ) ا َ ُ َ واالبتداء ( ُ ْ َّ ) ،
النوع َّ ) َ ْ ُ
الوقف َ ِ ِ َ ُ
،قدم االبتداء على الوقف أيھما أصل ؟
واالبتداء ( ُ ْ َ ) ،
الوقف ( لغة الوقف َ ِ َ ُ االبتداء أصل والوقف فرع ألنه ال وقف إال بعد ابتداء ،على كل قدم وأخر ال بأس ) َ ْ ُ
معنى خاص بخالفه الحبس وھذا ھو المشھور عند الفقھاء حبس األصل وتسبيل المنفعة ،ھذا الوقف إذا أطلق انصرف إلى ً
شيئا آخر ليس ھو تحبيس األصل أو حبس األصل وتسبيل المنفعة ،وإنما عند أرباب القراءات والتجويد واللغة فيعنون به ً
ً
المراد به في اصطالح أھل القراءات والتجويد قطع الصوت عند آخر كلمة مع التنفس بأحد األوجه الثالثة اإلسكان المحض
،واإلشمام ،والروم ،كما سيأتي ،لكن ھكذا عرفه بعضھم في ابتداء ھذا الكالم بأن الوقف ھو قطع الصوت عند آخر كلمة
مع التنفس بأحد أوجه الوقف الثالثة بأحد األوجه الثالثة أو بأحد أوجھه الثالثة اإلسكان المحض وھو األصل اإلسكان ھو
األصل ،ثم اإلسكان مع اإلشمام والروم لكن ھذا فيه قصور ،ألن الكالم في الوقف عند أرباب القراءات على أمرين أو
مرتبتين :
األول :ما يوقف عليه ويُبتدئ به ،وھذا الذي يقسم إلى أربعة أقسام :القبيح ،والتام ،والحسن ،والكافي .
122
وكيفية الوقف وھذا الذي ينقسم إلى ثالثة :بالسكون ،والروم ،واإلشمام .
ًإذا النظر في شيئين :
األمر األول :ما يُوقف عليه ويُبتدئ به .
الثاني :كيفية الوقف .
واألول أھم من الثاني الذي ينقسم إلى أربعة أقسام أھم من الثاني ألن المعنى يرتبط بماذا باألول الذي ينقسم إلى :والتام
،والكافي ،والحسن ،والقبيح ألن ھذا ھو معنى أو قريب من باب الوصل والفصل عند البيانيين ألن المعنى يرتبط أو ال
يرتبط ھنا يأتي الكالم ،أما كونه يقف على آخر الكلمة بالسكون أو بالروم أو باإلشمام ھذا ال يتعلق بالمعنى في الجملة وإن
عرفنا الوقف بأنه قطع الصوت عند كان اإلشمام والروم فيه إشارة إلى أن الحركة األصلية ھي الضمة أو الكسرة ،ولذلك إذا َ َّ
عرفوه بھذا التعريفعنوانا في ھذا الباب قصرناه على أحد نوعين أليس كذلك ؟ ألنه بھذا الذي َّ ً آخر الكلمة وھو المأخوذ
وقف بالسكون ،واإلشمام أو السكون مع اإلشمام ،والروم وھذا ليس ھو المھم في ھذا الباب بل المھم ھو النوع ٍ ينقسم إلى
ً
يقفُ وقفا ھذا مصدر ، واالبتداء ( االبتداء ھذا معلوم مصدر مثل َ َ َ
وقف َ ِ ْ
الوقف َ ِ ِ َ ُ
األول وھو ما يُوقف عليه ويبتدئ به ) َ ُ
ٍ
متحرك لكن واالبتداء ھذا مصدر والمراد به االفتتاح وال يحتاج إلى حل لكنه عندھم ال يُبتدئ بساكن كما أنه ال يوقف على
ھذا ھو القاعدة الكبرى عندھم ،عند أھل اللغة ال يبتدئ بساكن أي ال يوقف يتعذر أو كالمتعذر أن يُبتدئ بساكن كذلك ال
يوقف على متحرك .
الوقف ( أنواع : ْ
واالبتداء ( ُ َ ) . ) َ ْ ُ
الوقف َ ِ ِ َ ُ
منه ما ھو اختياري .
ومنه ما ھو اضطراري .
ومنه ما ھو انتظاري .
ومنه ما ھو اختباري .
أربعة أنواع ،اضطراري نسبة إلى للضرورة ،واختياري نسبة إلى االختيار ،واختباري نسبة إلى االختبار ،وانتظاري
نسبة إلى االنتظار .
عجز أوٍ نفس أو سعال ونحوه أو نسيان أو الضروري أو االضطراري ھذا متى إذا اضطر القارئ للوقف بسبب ضيق ٍ
ُ
ضيق نفس ..إلى آخره إذا اضطر إلى الوقف فوقف نقول ھذا اضطراري نسبة إلى الضرورة يعني ليس باختياره وإنما ألزم
اضطراريا ما حكمه ؟ حكمه أنه يبدأ من الكلمة التي وقف عليھا ًّ إما لسعال ونحوه أو نسيان نقول ُألزم ھنا بالوقف ھذا سُمي
إن كانت صالحة لالبتداء وإال فبما قبلھا ،إن كانت الكلمة التي وقف عليھا صالحة لالبتداء فينطق بھا ويصل ما بعدھا بما
حينئذ يتعين عليه أن يرجع فيأتي بما قبل الكلمة ويصل بما بعدھا ،ھذا ما ھو االضطراري ٍ قبلھا وإن لم تكن صالحة لالبتداء
حينئذ االنتظاري ،وھذا يمشي على ٍ ِّي الوقف ،ومتى أراد القارئ جمع الروايات ووقف على الكلمة ليعطف عليھا غيرھا ُسم َ
قول من يجود جمع القراءات اآلية الواحدة يقرأھا بعدة قراءات فيقف عند نھاية الكلمة ثم يرجع إلى الكلمة فيأتي بقراءة
آية واحدة فيقف ثم يرجع ويأتي خص بھذا وھو من أراد أن يجمع بين القراءات في ٍ ًّ
انتظاريا ُ ّ ُأخرى لنفس الكلمة وقفه يُسمى
انتظاريا ومتى أراد القارئ أو متى كان الوقف من ًّ بقراءة أخرى ھذا يُسمى ماذا ؟ ً
وقفا ٍ اآلية من أولھا ،أول الكلمة السابقة
مثال يقول للقارئ :قف على كذا ليعرف كيف يقف ھل يقف بالتاء مفتوحة أو بالھاء ھل يصل ً أجل اختبار القارئ كالمعلم
اختباريا ھذا شأنه في مقام االختبارات ونحوھا ،ھذه الثالثة ًّ الموصول ھل يقف بالروم ھل يقف باإلشمام ھذا يسمى ً
وقفا
الوقف ( ال الوقف االضطراري وال الوقف االنتظاري وال األنواع ال مبحث لنا فيھا ھنا يعني ليست ھي المرادة بقوله ) َ ْ ُ
مقصودا لذاته قصده القارئ قصد أن يقف من غير ً الوقف االختباري ،ھذه ثالثة أنواع ليست داخلة معنا ،ومتى كان الوقف
اختياريا نسبة إلى االختيار اختيار القارئ بنفسه والبحث فيه ھنا وھو المنقسم إلى ًّ ِّي الوقف سبب من األسباب السابقة ُسم َ ٍ
أربعة أقسام :تام ،وحسن ،وقبيح ،وكاف .
الوقف ( المراد به االختياري ولذلك جعل ابن الجزري رحمه الوقف نوعين فقط :اختياري واضطراري ًإذا قوله ُ ْ َ ) :
.يعني قابل االضطراري بثالثة أنواع وھو االنتظاري ألنه اختياري واالختباري ألنه اختياري واالختياري الذي يكون ال
لجمع القراءات وال الختبار الطالب والقارئ ھذا مقابل لالثنين فصارت ثالثة داخلة في قوله اختياري ،ولكن لما كان البحث
عندھم في تقسيم الوقف االختياري إلى أربعة أقسام صار كاألمر المعھود عندھم إذا أطلق انصرف إلى معين فإذا قيل الوقف
حينئذ عند اإلطالق االنتظاري وال االختباري ،ال ٍ االختياري انصرف إلى الوقف المنقسم إلى أربعة أقسام .وال يشمل
َ
وجعْ لھا أربعة أقسام من باب يشمل االنتظاري وال االختباري لذلك قسم أن الوقف إلى قسمين وبعضھم يجعلھا أربعة أقسام َ
اإليضاح والتوضيح .
123
ً
واختياريا ؟ ً
اضطراريا االبتداء ( ھل يكون ً
أيضا َِ ُ وأما )
ً
اختياريا أنت الذي تختار أن تقرأ ، اضطراريا وإنما ال يكون إال ّ اضطراريا ال يمكن أن يكون االبتداء ً ال يمكن أن يكون
] الفاتحة [2 : رب ْ َ َ ِ َ
العالمين ﴾ ّ اضطراريا تقرأ فيأتيك سعال فتقف لكن االبتداء تبدأ ﴿ ْ َ ْ ُ
الحمد ِّ َ ِS ً ّ لكن الوقف إنما يكون
ً
اختياريا بدأت ثم وقفت باالختيار إذا أنت مختار في االبتداء وأنت مختار في ھذا المثال بالوقف ،وأما االبتداء ال يكون إال
ٍ
حينئذ ال يتجه إال بماذا ؟ إال بما يؤدي موف بالمقصود ٍ بمستقل بالمعنى
ٍ ألنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة فال يجوز إال
ثالثة ﴾ ] المائدة [73:وال يأتي يبدأ أول ما يقرأ ثالث َ َ َ ٍ
َ ِ ُ ّ
إن َ الذين َ ُ ْ
قالوا ِ َّ لقد َ َ َ
كفر َّ ِ َ معنى المقصود فيأتي يقرأ اآلية من أولھا ﴿ َّ َ ْ
ثالثة ﴾ ] المائدة [73:ال يجوز ھذا ،يجوز ؟ ال يجوز أن يبتدئ بھذا ً ،إذا ال يجوز أن يبتدئ ولو قيل بأنه ثالث َ َ َ ٍ
َ ِ ُإن ّ َ﴿ ِ َّ
ً
مثال ولھا اختياري ال يجوز أن يبتدئ إال بما يكون مستقالً بالمعنى يعني ال يأت يبتدئ بكلمة تكون ھذه الكلمة بمتوسط آية
موف بالمقصود ،وبعضھم قسمه ألربعة أقسام ٍ بمستقل بالمعنى
ٍ تعلق بما قبلھا في المعنى أو في اللفظ الذي ھو اإلعراب إال ٌ
خاص بالوقف ولذلك أمثلته عسيرة في االبتداء ،وأما ٌ وقبيحا ،لكن المشھور أن التقسيم ھذا ً ً
وحسنا ً
وكافيا كالوقف فجعله ً
تاما
ِ
واالبتداء (
الوقف َ ِ َ ُ ْ
الوقف فأمره واضح قال رحمه ُ َ ) :
) كما َ َ
تشا عندھم َ َ
وحكمه ِ ْ َ ُ ُ
ُْ ُ ُ قد َ َ
فشا وصل َ ْ بھمز َ ْ ٍ ِْ
واالبتدا ِ َ ْ ِ
)
) بحسب َ َ ِ
المقام كتفا ِ َ َ ِ َِ
أو ْ ِ َ تمام َ
حسن ْاو َ ِ من ُ ْ ٍ قبح او ِ ْ ُ
من ْ ٍ ِ ْ
)
) لضم َ َ َ ْ
الحركة ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
َِْ المحركةْ
ُ َ َّ َ َ
قف َعلى وبالسكون ِ ْ ُ
ِ ُّ ِ
)
حتما ً ُ ِ َ
حظال عنه َ ْ والفتح َ ِ
ذان َ ْ ُ َْ ُ أصالَ
ِّ ُ كسر
ْ ٍ َ ْ
فيه ِمثل ُ ِ والروم
َّ ْ ُ
) )
) للكسائي َ ْ ُ
وقف َ َ ْ َ َ َّ
وويكأن ِ ِ َ ِ ْ رسما ً ُ ْ ُ
خلف التي َّ ِ
بالتاء َ ْ َ في الھا َّ ِ
)
) حمال وغيرھم َ ْ
قد َ َ لھا َ َ ْ ُ ُ ْ
كاف َ َ
َ ٍ َ
عمرو َعلى وأبو َ ْ ٍ َ
اليا ُ َ
منھا َعلى َ ِْ َ
)
عدا َ َ ِ ْ
الموالي الرسول ﴾ ما َ َ َھذا َّ ُ ِ مال
نحو ﴿ َ ِ بالم َ ْ ِ ووقفوا ِ ِ ُ َ َ َ
) )
) ُ
نحوهُ ِقفوا َ
المثال َ ْ َ َ
وشبه ذا ِ ِ َ ِْ ِ َوقفواُ َ َما ََ
فعلى َ َّ ِ ِ ْ َ
السابقين
)
واالبتدا ( أين الھمزة محذوفة ولذلك ذكرھا في األول ) الوقفُ ،واالبتداء ( نص على الھمزة ذكرھا ًإذا ھو ِْ ونقف ھنا ) ،
ِْ
واالبتدا ( ماذا واالبتداء ( .ثم قال ) : واالبتدا ( بدون ھمز للوزن .قال ُ ْ َ ) :
الوقف َ ِ ِ َ ُ ِْ مھموز ممدود كصحراء ابتداء ) ،
أوال الوقف ثم يثني باالبتداء ،لكن لما كان االبتداء أمره نسمي ھذا ؟ مشوش ألنه األصل أنه قدم الوقف على االبتداء فيذكر ً
حينئذ يستحسن أن يقدم فيُبتدئ به ثم يُثنى ٍ يسير وذكره في شطر بيت يعني إذا كان الشيء التفصيل فيه قليل أو الكالم فيه قليل
بعد ذلك بما يحتاج إلى تفصيل ،ھنا قدم االبتداء على الوقف مع كونه قدم الوقف على االبتداء في العنوان لكون الكالم في
)) النقاية (( و )) التحبير (( و )) اإلتقان (( بأن بخالف في الوقف ولو قلنا جرى على األصل في ٍ االبتداء قليل
ِْ
واالبتدا ( ھذا مبتدأ ) قد َ َ
فشا ( ) وصل َ ْ
بھمز َ ْ ٍ االبتداء مقدم على الوقف بأن النطق ھكذا االبتداء والوقف ال إشكال ) ،واال ْ ِ
بتدا ِ َ ْ ِ
وصل (
بھمز َ ْ ٍ
حينئذ صح أن يجعل قوله ِ ْ َ ِ ) : ٍ وصل ( يعني بإثبات ،بھمز َ ْ ٍ
وصل ( يعني بإثبات ھمز وصل والمراد ) ِ َ ْ ِ بھمز َ ْ ٍ
َِِْ
وصل ( يعني بإثباتھا فتفسر قوله بھمز الوصل أي بإثبات ھمزة الوصل وذلك فيما بھمز َ ْ ٍ ِْ
واالبتدا ( ثابت أو ) ِ َ ْ ِ ً
خبرا للمبتدأ )
وصال لماذا ؟ ألنه يوصل بھا في الكالم يعني يُفتتح بھا الكالم فيما إذا كان ً إذا افتتح بھمزة الوصل وسميت ھمزة الوصل
الحرف الذي قبلھا ساكن ألنه كما سبق ال يُبتدئ بساكن حيث إن الھمزة نوعان ولذلك يقال األلف نوعان :
124
ٌ
وألف يابسة . ألف لينة ،
أبدا وھي التي تكون في نحو قال وباع وفتى ،فتى ھذه ال تقبل الحركة وقال األلف ھذه ألف لينة :وھذه ال تقبل الحركة ً
أبدا ألنھا ال تقبل الحركة ،وھذه ُتسمى األلف اللينة . ال تقبل الحركة ولذلك ال تقع في أول الكالم ال توجد في أول الكالم ً
فحينئذ نقول :التقسيم ھذا للھمزةٍ وصل وھمزة قطع ٍ األلف اليابسة :ھي التي تقبل الحركة وھي التي تنقسم إلى ھمزة
أبدا ،واليابسة سواء كانت ھمزة وصل أو ھمزة قطع ھذه تقبل مرادا به األلف اليابسة ال اللينة ،أما اللينة فال تقبل حركة ً ً
ً
الحركة ،ولذلك يقول اضرب ادغم ھمزة مكسورة ھنا وھي ھمزة وصل ،ھل ھذه ألف لينة ؟ نقول :ال ليست ألفا لينة ألن
األلف اللينة ال تقع في أول الكالم ،ھذا أول ضابط .
أبدا .ولذلك نقول الضابط في الفصل بين ھمزة الوصل وھمزة القطع ثانيا :ألنھا قبلت الكسرة وألف اللينة ال تنقل حركة ً ً
بأن ھمزة الوصل ھي التي تثبت في االبتداء وتسقط في الدرج ،يعني وصل الكالم بما بعده ،تقول :اجتھد أو استغفر ثبتت
زيد استغفر ربه سقطت في الدرج بوصل الكالم ،وأما دون أن يتقدمھا شيء في االبتداء استغفر بدليل كسرھا لكن لو قلت ٌ :
استغفر ربه نقول :استغفر ھذا ھمزة َھمزة وصل ثبتت في ابتداء الكالم نطق بھا ينطبق بھا لكن ال تكتب ،وأما إذا قيل :
حينئذ نقول :سقطت في درج الكالم ھذا ضابط ھمزة الوصل أنھا تثبت في االبتداء وتسقط في الدرج فھي ٍ واستغفر ربك .
ھمزة ال تظھر خطا يعني ال تكتب وإنما يُنطق بھا في أول الكالم ال في أثنائه يعني القول بأنھا ال يُنطق بھا البتة ليس على ً
ٍ
حينئذ نقول : إطالقه وإنما يُنطق بالھمزة في ابتداء الكالم ادغم اضرب نقول ھذه ھمزة اضرب تأتي بھمزة وھي مكسورة ،
ألفا وال ترسم فوقھا وال تحتھا ھمزة حينئذ تقع في أول الكالم تظھر في النطق وال تكتب يعني ترسم ً ٍ ھذه ھي ھمزة الوصل
ٌ
فرق بين ً
ألفا فقط ويُنطق بھا في أول الكالم ،وأما إذا وقعت في األثناء فترسم ألفا كاألولى وال يُنطق بھا .ھذا وإنما ترسم ً
وخطا وابتد ً
اء ً مطلقا وصالً
ً ألفا فقط ليس فوقھا وال تحتھا ھمزة بخالف ماذا ھمزة القطع ،وھي التي تثبت النوعين ،وترسم ً
زيد أكرم ،أكرم ھذا فعل ماضي على أربعة أحرف فھمزته ھمزة عمرو ٌ ،
ٍ زيد أكرم من ،وصالً يعني في وصل الكلمة ٌ
أيضا ً
ألفا يابسة ً ً
عمرا نطقنا بھا في االبتداء وتكتب أكرم ٌ
زيد َ أكرم ،
ُ قطع زيد أكرم ًإذا نقول ھنا ماذا ؟ نطقنا بھا في الوصل
ً
مطلقا ويكتتب عليھا ھمزة فوقھا إن كانت مفتوحة أو مضمومة وتحتھا إن كانت مكسورة ً ،إذا ھمزة القطع ھي التي تثبت
ألفا كھمزة الوصل ويكتب الھمزة فوقھا إن فتحت أو ضمت وتحتھا إن كسرت ،تقول :زيد وابتداء وتكتب ً
ً ً
وخطا ً وصال
زيد أج ُل من إكرام عمرو فنقول :إكرام ھنا بالكسر أكرم أبوه بالضم كتبت فوق ُ َ ْ ،
إكرام ٍ ُ
زيد ْ ِ َ عمرو ھذا بالفتح ٌ أكرم من َْ َ ُ
ٍ
نضعھا تحت األلف الھمزة توضع تحت َتحت األلف ،واضح ھذا ؟
مواضع ھمزة الوصل توجد في األسماء وتوجد في الفعل وتوجد في الحرف ،الھمزة ھمزة الوصل تكون في الفعل
علم بالغلبة وھي :
وتكون في االسم وتكون في الحرف ،أما في األسماء ففي األسماء العشرة ھذا ٌ
ايمن كم ؟ عشرة ھذه يعنون لھا امرؤ ،امرأةٌ ،اثنان ،اثنتان َ ٌ ت ،اب ٌْن ،اب َ ٌ
ْنة ،ابنم ، األسماء العشرة :اسْ ٌم ،اسْ ٌ
باألسماء العشرة ،ھذا النوع األول الذي نحكم على ھمزته بأنھا ھمزة وصل .
125
منع َي ْم َن ُع ا ْم َنعْ ً ،إذا بالكسر ال إشكال ُتكسر ھمزة األمر من افتحْ َ َ َ ، يفت ُح ْ َ
فتح َ ْ َ
اذھبْ بكسر ھمزة الوصل َ َ َ حينئذ األمر منه يكون ِ ْ َ ٍ
فحينئذ تضم ھمزة الوصل فيما ُ ٍ ْ
الثالثي في موضعين إذا كانت عين مضارعه مفتوحة أو مكسورة ،بقي ماذا َيف ُع ُل ثالثه ضمة
ضممْت ھمزة الوصل لماذا نصر َْينصُرُ َْيف ُع ُل بضم الثالث وھو الصاد ،في األمر تقول ْ :انصُرْ َ َ َ مضموما َ َ َ ً إذا كان ثالثه
ْ ُ ْ
اذھب وافتح ثم تقول انظر انصُرْ ، َ ْ ْ
اضرب لماذا ھناك كسرت َ َ َ اذھب اضْ ِرب والناس تقول ْ
ضممتھا ،لو قيل لك لماذا قلت َ :
ْ
نظرا للثالث إن كسر في المضارع أو فتح كسرت في ھمزة الوصل وإن ض َُّم ضممته في األمر تقول :انصُرْ ،ألنه ً تقول :
ُ
حينئذ نأت على األصل امْشوا ٍ ص ُر ،لكن يشترط في ھذه الضمة أن تكون أصلية تامة أما إن كانت عارضة ْ
نصر َين ُ من َ َ َ
الثالث ھنا مضموم وكسرت الھمز ھمزة الوصل لكون ھذه الضمة عارضة وليست أصل ليست كضمة ْانصُرْ ْ ،انصُرْ ھذه
ْشوا أصله ْش ھذا أصل كيف جاء ام ُ مشى َيم ِْشي واألصل فيه ام ِ ْشوا ھذا ليس َ َ َ .. فعل َْيف ُع ُل ،وأما ام ُ من أصل الفعل ألنه من َ َ َ
ً
بياء مضمومة ثم واو تحركت الياء وانفتح ما قبلھا فقلبت ألفا فالتقى ساكنان بياء◌ مضمومة ثم واو ،ام ِْشيُوا ٍ ام ِْشيُوا يعني ٍ ِ
األلف والواو ثم حذف صار ا ْمشيوا الواو ساكنة وقبلھا كسر وجب قلبھا ال ،ال ..الواو ساكنة وكسر ما قبلھا وجب قلبھا ً
ياء
ْشوا ] بضم ھمزة الوصل [ ْشوا وال تقل ام ُ ضمة فقيل ام ُ ً فرارا عن ھذا لئال تنقلب الواو ياء وجب قلب الكسرة كسرة الشين ً
حينئذ نقول :ھنا الضمة عارضة وليست أصال مثل اقضُوا مثلھا ،حركة الياء وفتح ما قبلھا وقلبت ..إلى آخره . ْ ً ٍ
ًإذا كم موضع اآلن األسماء العشرة ،ومصدر الخماسي ،والثالث مصدر السداسي ،والفعل الماضي الخماسي ،والفعل
الماضي السداسي -إن كان مبدوء في الموضعان بھمزة الوصل ،وفعل األمر الثالثي ،بقي ماذا بقي أل من الحروف أل ،
الحمد ا ْل ا ْل ھكذا تقرأ ْالحمد الرجل تقول َ ْ : أل المعرفة فھذه ماذا ھمزتھا ھمزة وصل لكنھا مفتوحة ھمزتھا ھمزة وصل َّ
رب العالمين ،الحْ مد ] بكسر ھمزة الوصل [ وإال الحمد ] بفتح ھمزة الوصل [ ،الحمد بفتح الھمز ،وھذه الھمزة ھمزة
وصل ،ھل بقى شيء ؟ كم ھذه ؟ سبعة . ٍ
ً
مطلقا . مضارع
ٍ فعل
ھمزة كل ٍ
حرف غير ا ْل ٍ وھمزة كل
ماض على ثالثة أحرف كأتت . فعل ٍ وھمزة كل ٍ
ماض على أربعة أحرف . فعل ٍ كل ٍ وھمزة ِ
مصدر للرباعي . ٍ وھمزة كل
مطلقا إال وھمزتھا ھمزة قطع ، ً ً
كل ھذه الھمزات ھمزة القطع كلھا ھمزتھا ھمزة قطع ،إذا ال تكون الھمزة في المضارع
فعل ماضي ثالثي على ثالثة أحرف حرف سوى ا ْل فھمزته ھمزة قطع ،وكل ٍ ٍ فعل مضارع ھمزته ھمزة قطع ،وكل كل ٍ
مصدر للرباعي المبدوء بھمزة ٍ ماض على أربعة أحرف ھمزته ھمزة قطع ،وكل ٍ فعل
ھمزته ھمزة قطع كأخذ وأتى ،وكل ٍ
وصل ( عرفنا متى تكون أو نحكم على الھمزة بھمز َ ْ ٍ واالبتدا ِ َ ْ ِِْ قطع ھمزته ھمزة قطع ما عداھا تكون ھمزته ھمزة وصل )
ٍ
حينئذ نقول مفتوحة الحمد أو مضمومة ْانصُر ً مكسورة اضْ ِربْ أو ً وصل ( يعني بإثباتھا بھمز َ ْ ٍ ِْ
واالبتدا ِ َ ْ ِ وصل ) ٍ بأنھا ھمزة
وحكمه ِ ْ َ ُ ُ
عندھم فشا ( وكثر ) ُ ْ ُ ُ قد َ َ منطوقا بحركتھا على حسب ما فصلناه في السابق ْ َ ) . ً ھذا كلھا يُبدئ فيھا بھمزة الوصل
وحكمه ( الضمير يعود إلى أي شيء ؟ إلى االبتداء ھذا ھو الظاھر لكنه ال يريد االبتداء وإن كان الشارح تشا ( ُ ُ ْ ُ ) ، كما َ َ َ َ
قبح ( .قسمه إلى أربعة من ُ ْ ٍ تشا ِ ْكما َ َ عندھم َ َ
وحكمه ِ ْ َ ُ ُ المساوي ونحوه أرجعوه إلى االبتداء لكنه ليس بظاھر ألنه قال ُ ُ ْ ُ ) :
أقسام وإذا ُأطلق التقسيم إلى أربعة أقسام القبيح والحسن إلى آخره فما المراد ؟ الوقف ال االبتداء وإنما قيل بأن االبتداء ينقسم
وحكمه ( المراد به الوقف وليس المراد به االبتداء ،وكان إلى أربعة ھذا فيه خالف وإذا أطلق انصرف إلى الوقف ًإذا ) ُ ْ ُ ُ
األولى أن يظھر الضمير ھنا وال يضمر ،يقول :حكم الوقف ألن المشھور أن ھذه األقسام التي سيذكرھا للوقف ال لالبتداء
تشا ( كما َ َ عندھم ( أي :عند القراء كما ) َ َ عندھم ( بإشباع الميم ) ِ ْ َ ُ ُ وحكمه ( أي :حكم الوقف ) ِ ْ َ ُ ُ وإن قيل بھا في االبتداء ) ُ ْ ُ ُ
اكتفى ( ھذه أربعة أقسام ينقسم إليھا الوقف ،فالقسم األول تمام أو من ْ ِ َ حسن ْ ،او من َ َ ِ من ُ ْ ٍ قبح ،او ِ ْ من ُ ْ ٍ بالقصر لغة فيه ) ِ ْ
ُرف
ُرف القبيح وإذا ع ِ َ ُرف الحسن ع ِ َ فعيل مأخوذ من القبح ضد حسن ،الحسن ضد قبيح وإذا ع ِ َ من الوقف ھو الوقف القبيح َ ِ
قبح ( ھذا بيان لما قبله والمراد بالقبح ھنا من من ُ ْ ٍ ُرف الحسن ألنه بالضد ،وبضدھا تتميز األشياء تتبين األشياء ) ِ ْ القبيح ع ِ َ
جھة األداء واالصطالح عند أرباب القراءة وليس المراد به القبح الشرعي على الصحيح ليس المراد به القبح الشرعي فليس
فحينئذ أخذ حكم التحريم ال لذاته ٍ شيء آخر قصد التحريفي ٌ مكروه ھذا في األصل ،الوقف من حيث ھو إن صحبه ٍ بحرام وال
ٍ
صف بكونه ُمي أو وُ ِ َ فحينئذ نقول األصل في القبيح أو الوقف القبيح األصل أنه ممنوع وس ِ َ ٍ قصد فاسد ، ٍ بل لما صاحبه من
واجب اصطالحي أو صناعي ،والمراد به ھنا القبح ٌ واجب شرعي ٌ حينئذ يكون من باب االصطالح كما قيل ٍ منعُه قبيحا أو َ ِ ً
فحينئذ يأخذ حكم التحريم لكن ال ٍ ٌ
عند أھل األداء ألنه ليس بحرام وليس بمكروه فإن صحبه قصد للتحريف الكلم عن مواضعه
126
إن َّ َ
كفرا لو قال َّ ِ ﴿ : لذات الوقف وإنما لما صاحبه من قصد ،ولذلك بعضھم يقول مثالً كما سيأتي أنه قد يكون الوقف قبيح ً
يستحيي ﴾ ] البقرة [26 :ثم وقف وقصد المعنى كفر َ ،كفر ألي شيء للوقف أو للمعنى ؟ َال َ ْ َ ْ ِ
مثال ﴾ ] البقرة [26 :ھا مسلم أو يضرب َ َ ًيستحيي َأن َ ْ ِ َ الَ َ ْ َ ْ ِ إن َّ َ للمعنى ،المعنى لو قصده بقلبه ولم يقرأ اآلية وقال َّ ِ ﴿ :
كافر ؟
فحينئذ ال يكون الوقف لذاته قبيح وإنما لما ٍ كفر ،إذا الوقف ال تأثير له ،فالقصد والمعنى القائم في القلب ھذا منفك عنه ً
وقف حرام يأثم ٍ واجب يأثم القارئ بتركه وال من ٍ ٍ
وقف صحبه من معنى فاسد ،ولذلك قال بعضھم :ليس في القرآن من
بوقفه ،لماذا ؟
فحينئذ من قصد معنى وحكمنا على أن ھذا المعنى القائم بالقلب ٍ ألن الوصل والوقف ال يدالن على معنى يختل بذھابھما
معلقا بالوقف وإنما ً فحينئذ ال يُرتبط بماذا ؟ ال يجعل ٍ مكفر لصاحبه نقول قرأ أو لم يقرأ ھو كافر ،وصل أو وقف فھو كافر
وقف حرام يأثم بوقفه ألن الوصل والوقف ال يدالن ٍ واجب يأثم القارئ بتركه وال من ٍ ٍ
وقف ھو بالمعنى ليس في القرآن من
وا ﴾ ] الذين َقال ُ ْ
كفر َّ ِ َ لقد َ َ َ
سواء وصل أم وقف ولو لم يقرأ ولذلك قيل ﴿ َّ َ ْ ٌ قائما بالقلب معنى يختل بذھابھما بل المعنى يكون ً على ً
حينئذ نقول ٍ مريم ﴾ ] المائدة [17 :فبدأ ھكذا ابن َ ْ َ َ المسيح ْ ُ ھو ْ َ ِ ُ َُ إن ّ َ ثالثة ﴾ ] المائدة َّ ِ ﴿ [73: ثالث َ َ َ ٍ إن ّ َ
َ ِ ُ المائدة [73:وقف ﴿ ِ َّ
حينئذ الوقف ال ٍ :ھذا إن قصد المعنى فكفر ،لكنه لو قصد المعنى ولو لم يصل أو وصل ،أو لم يقرأھا نقول :فھو كافر .
يدل على شيء من حيث ھو ولذلك نقول :القبح ھنا ھذا القبح االصطالحي وليس المراد به القبح الشرعي ،بل ال نقول
بتحريمه وال بكراھته ال نقول أن محرم وال أنه مكروه ،ھذا حكمه فما ھو الوقف القبيح ؟
يستحيي ﴾ ] البقرة [26 :فوقف الَ َ ْ َ ْ ِ إن َّ َ محظور مثل ما ذكرناه من اآلية ﴿ ِ َّ ٍ قيل :الوقف القبيح ھو ما يُوھم الوقوع في
مريم ﴾ ] ابن َ ْ َ َ ھو ْ َ ِ ُ
المسيح ْ ُ َُ إن ّ َ قالوا ﴾ ] المائدة [73:فوقف ﴿ ِ َّ الذين َ ُ ْ كفر َّ ِ َ لقد َ َ َ
نقول :ھذا يوھم الوقوع في محظور لقد ﴿ َّ َ ْ
الحد كما سيأتي أنه ناقص غير ّ محظور يوھم الوقوع في محظور لكن ھذا ٍ وقف يوقع أو يومھم في ٌ المائدة [17 :نقول ھذا
كاف وال حسن .وھذان األخيران ٍ بتام وال جامع ،وقيل ھو ما ال يحسن الوقف عليه وھذا أحسن من األول ،وقيل :ما ليس ٍ
كاف وال ٍ بتام وال أولى من األول ،يعني ما ال يحسن الوقف عليه ھذا تعريف جيد ما ال يحسن الوقف عليه ،أو ما ليس ٍ
بفعل وال حرف ،والحرف ما ليس ٍ تعريف بالحصر كأنه قال :االسم ما ليس ٌ أيضا تعريف جيد ولكنه ً حسن ،نقول :ھذا
معنى لعدم تمام الكالم ،الوقف كالم ال يفھم منه ً ٍ باسم وال فعل ،وھلما جرا ،وتحت الوقف القبيح نوعان :الوقف على ٍ
القبيح نوعان :
ومعنى كالوقف على ً لفظا معنى لعدم تمام الكالم ،وقد تعلق ما بعده بما قبله ً كالم ال يفھم منه ً النوع األول :الوقف على
ٍ
وقف قبيح لماذا ٌ المبتدأ دون الخبر ،أو الوقف على المضاف دون المضاف إليه ،أو الوقف على فعل دون الفاعل نقول :ھذا
الحمد ﴾ ] الفاتحة [2 :فوقف ھذا نقول ماذا ؟ ھل فھم منه شيء لم يفھم منه شيء ،ألنه ال ؟ لكون المعنى ال يتم لو قال ُ ْ َ ْ ﴿ :
يدل على معنى لماذا ؟
ً
ألن المعنى ال يتم إال بمبتدأ وخبر وھنا ذكر المبتدأ ولم يذكر الخبر إذا ال يفھم منه شيء .إذا النوع األول :الوقف على ً
اسما وقد تعلق ما بعده سواء كان فعالً أو ً ً معنى لعدم تمام الكالم ،ومتى يتم الكالم بذكر مسند والمسند إليه كالم ال يُفھم منه ً ٍ
خبرا له إذا كانت اسم كان مؤثرا ال بد من ذكره وإما لكونه فاعالً أو ناء فاعل أو ً ً ً
وصال خبرا وإما لكون بما قبله إما لكونه ً
لفظا ومعنى ،إذا قيل توقف ما بعده على ما قبله إما ان يكون من جھة اللفظ وإما أن يكون من أو خبر كان أو نحو ذلك ً
جھات المعنى ،ما كان من جھة اللفظ المقصود به اإلعراب فالمضاف مع المضاف إليه ،وإما أن يكون من جھة المعنى
حينئذ لو قال ُ ْ َ ْ ﴿ :
الحمد ٍ بمعنى أنه ال يتم المعنى السابق إال بذكر اللفظ الذي وقف عليه أو بذكر ما بعد اللفظ الذي وقف عليه ،
] ﴾ Sالفاتحة [2 :فوقف ماذا نقول ؟ حصل أو ال ؟ حصل الوقف ولذلك سيأتي أنه حسن لكن لو أراد أن يكمل قالوا :يمنع ِّ
العالمين ﴾ ] الفاتحة [2 :لماذا ألن رب ھذا رب ْ َ َ ِ َ ِّ َ S حمد ّ ِ﴿ ْال َ ْ ُ متعلق بما قبله في اللفظ دون المعنى ٌ لماذا ؟ ألن ما بعده
صفة وال يمكن أن تنفك الصفة ويبتدئ بھا دون الموصوف ھذا بمثال للفظ فقط وليس المراد به الوقف القبيح ،كالوقف على ٌ
الذين ﴾ ] الفاتحة [7 ، 6 : صراط َّ ِ َ المستقيم * ِ َ َ الصراط ُ َ ِ َ اھدنا ِّ َ َ الحمد ّ ] ﴾ ِSالفاتحة َ ِ ﴿ ، [2 : الحمد ﴾ ] الفاتحة [2 :من ﴿ ْ َ ْ ُ ﴿ ْ َ ُْ
الذين ﴾ ] الفاتحة [7 :ھذا اسم موصول مبھم ال وقف قبيح ألن ﴿ َّ ِ َ ٌ عليھم ﴾ ] الفاتحة [7 :ابتدأ نقول :ھذا فوقف ﴿ َ َ َ
أنعمت َ َ ِ ْ
وقف قبيح لكنه ال يفھم منه ٌ الذين ﴾ ] الفاتحة [7 :فوقف نقول :ھذا صراط َّ ِ َ حينئذ إذا وقف على ﴿ ِ َ َ ٍ يفھم معناه إال بتمام الصلة
المعنى بتمامه ال لكونه يقع في محظور .
127
النوع الثاني :من الوقف القبيح ما يوھم الوقوع في المحظور ولذلك ذكرنا أن التعريف األول قاصر وھذا ذكره المساوي
﴿ ْ َ ُْ
الحمد وقف قبيح يوھم الوقوع في المحظور ٍ في شرح النظم قال :القبيح ھو ما يوھم الوقوع في محظور .ليس كل
َال إن ََّ قالوا ﴾ ] المائدة [73:أو ﴿ ِ َّ الذين ُ ْ َ كفر َّ ِ َ َ
لقد َ َ َ
الحمد ﴾ ] الفاتحة [2 :ھل ھو مثل ﴿ َّ ْ ] ﴾ Sالفاتحة [2 :لو وقف ﴿ ْ َ ْ ُ ِّ
يستحيي ﴾ ] البقرة [26 :تم المعنى الَ َ ْ َ ْ ِ إن َّ َ يستحيي ﴾ ] البقرة [26 :ليس مثله ،األول لم يتم معناه والثاني تم معنى ﴿ ِ َّ َ َْ ْ ِ
الذين َ ُ ْ
قالوا ﴾ لقد َ َ َ
كفر َّ ِ َ محظور في ممنوع ،ھذا ھو النوع الثاني فالوقف على قوله تعالى ْ َ َّ ﴿ : ٍ لكنه فاسد فأوھم الوقوع في
مريم ﴾ ] المائدة . [17 :والوقف ھذا وقف نحرمه أو نكرھه ؟ ابن َ ْ َ َ ُھَو ْ َ ِ ُ
المسيح ْ ُ إن ّ َ
واالبتداء بقولھم َّ ِ ﴿ :
بالقصد ،أما ھو من حيث ھو ال يُحكم عليه من جھة الشرع ،ال بد من دليل ولو قيل بعض القراء قال :ھذا حرام أو ھذا
كذا .نقول :أت بالدليل ال تحريم إال بصيغة نھي أليس كذلك ؟
أمھاتكم ﴾ ] النساء . [23 : ُ ُ
عليكم َّ َ ْ ُ ُ َ
حرمت َ ْ ْ ھذا مقرر النھي من أين يؤخذ ؟ ال تفعل ،ال بد من ال الناھية أو ما يدل عليھا ﴿ ُ ِّ َ ْ
إن ينھى ...إلى آخره ال بد من صيغة تدل على النھي ،وإال فال نحرم ما ال يحرمه ،كذلك ال نكره ما ال يكره ،
حينئذ ال بد من دليل نص بعضھم ابن الجزري ُنقل عنه ھذا أنه يحرم نقول :إن كان المقصود تحريمه لما قد يكون من معنى ٍ
حينئذ يكفر ٍ حينئذ ال إشكال ،ھذا المعنى دلت عليه األدلة طائلة إن بقي باإلسالم ھذا يحرم أما إن كان معنى يؤدي إلى الكفر ٍ
قالوا ﴾ واالبتداء من ْ ُ َ كفر ِ َ
الذين َّ َ
لقد َ َ َ َّ
ويخرج من الملة ،لكن ال لذات الوقف وإنما ألمر اقترن بالوقف أو الوقف على قوله ْ ﴿ :
ثالثة ﴾ ] المائدة . [73:قال ابن الجزري رحمه :وال يجوز تعمد الوقف عليه إال لضرورة من انقطاع ثالث َ َ َ ٍ
َ ِ ُ إن ّ َ ﴿ ِ َّ
نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى .لكن نقول :ال بد من دليل .وقد يكون بعضه أقبح من بعض -وھذا ال شك فيه - ٍ
بمعنى أن الوقف القبيح يتفاوت في نفسه كما أن المحرمات تتفوات في نفسھا والواجبات تتفاوت في نفسھا فالوقف على ﴿
وحكمه ( أي :حكم الوقف ) قبح ( ُ ُ ْ ُ ) ، من ُ ْ ٍ يستحيي ﴾ .الثاني أقبح من األول ْ ِ ) ، الَ َ ْ َ ْ ِ إن َّ َ الحمد ﴾ ليس ھو كالوقف على ﴿ ِ َّ ْ َ ُْ
تشا ( كما تشا ُء ال أدري لماذا علقه بمشيئة ،لعلھا جملة متممة وإال األصل وحكمه كما َ َ عندھم ( أي :عند القراء ) َ َ َِْ ُُ
حسن ( أو للتنويه بإسقاط الھمزة ھمزتھا ھذه ھمزة وصل أو قطع ؟ من ُ ْ ٍ بيان لما قبله ) او ِ ْ قبح ٍ عندھم من ٍ
قطع لماذا قطع ؟ لكونھا أي حرف يمر عليه غير ال تحكم عليه بھمزته ھمزة قطع مباشرة دون تردد ،فأول وأم وإما
وأما مباشرة تقول :ھذه ھمزتھا ھمزة قطع وليست ھمزة وصل .
حسن ( ألنه في نفيه مفيد يحسن الوقوف من ُ ْ ٍ قبح او ِ ْ من ُ ْ ٍ قبح او ( أين ذھبت الھمزة ؟ سقطت من أجل الوزن ) ِ ْ من ُ ْ ٍ ) ِ ْ
النوع الثاني من الوقف قبيحا لما يترتب عليه إما لكونه عديم الفائدة وأما لفساد المعنى ،وھنا سمي ھذا النوع َّ عليه ،األول ثم ً
حسنا لماذا ؟ً ِّي
ُسم َ
َال َّ
إن َ ألنه في نفسه مفيد ،والقبيح ھناك ال يفيد بنوعيه ،وھنا يفيد ،وقد يفيد الذي يترتب عليه حكم شرعي كقوله َّ ِ ﴿ :
حسن ( ألنه في نفسه مفيد يحسن الوقوف عليه من ُ ْ ٍ يستحيي ﴾ .ھذه مفيد لكن الفائدة ھنا المعنى فاسد ال بد من بيان ذلك ) ِ ْ َ َْ ْ ِ
﴾ Sفوقف يحسن أو ال مفيد أو ال ؟ مفيد ّ
الحمد ِ الحمد ﴾ ِSلو قرأ الفاتحة وقال ُ ْ َ ْ ﴿ : ّ ألن المعنى مفھوم يُفھم المعنى نحو ﴿ ْ َ ْ ُ
الحمد ﴾ ِSفوقف نقول :ھذا حصلت الفائدة ّ العالمين ﴾ صحيح ؟ ﴿ ْ َ ْ ُ رب ْ َ َ ِ َ ِّ َ S ّ لكن لو أراد أن يصل يجب عليه أن يعيد ﴿ ْ َ ْ ُ
الحمد ِ
التامة مسند ومسند إليه مبتدأ وخبر ،وقف نقول :الوقف الحسن .لماذا ؟ ألنه مفيد وأفھم معنى يستفاد من تركيب الجملة إذا
العالمين ﴾ ھذا صفة وال انفكاك للصفة عن رب ْ َ َ ِ َ الحمد ّ . ﴾ ِSفوقف ثم إذا أراد أن يصل يلزمه اإلعادة لماذا ؟ ألن ﴿ َ ِّ قيل ُ ْ َ ْ ﴿ :
تابعا وليس برأس آية أما رأس اآلية لعالمين ﴾ لكونه ً رب ا ْ َ َ ِ َ موصوفھا ال تنفك الصفة عن موصوفھا ال يحسن االبتداء بـ ﴿ َ ِّ
سيأتي أنه ال بأس به .
حد الحسن عندھم ھو الذي يحسُن الوقف عليه ،وال يحسُن االبتداء بما بعده لتعلقه به من جھة اللفظ ،وبعضھم يقول : ُّ
من جھة اللفظ والمعنى .قوله :الذي يحسن الوقوف أو الوقف عليه .أخرج ماذا ؟ القبيح ،القبيح ال يحسن الوقف عليه كما
عرفناه بالحد الثاني ما ال يحسن الوقف عليه ًإذا الوقف إما أن يحسن الوقف عليه أو ال إن لم فھو قبيح وإال فھو إما حسن أو
تام أو كاف .ھنا قال :ھو الذي يحسن الوقف عليه .فأخرج القبيح وال يحسن االبتداء بما بعده ھذا أخرج التام والكافي ألن
التام والكافي يحسن االبتداء بما بعده ،والقبيح ال يحسن الوقوف عليه أصالً والحسن يحسن الوقوف عليه وال يحسن االبتداء
العالمين ﴾ فيجوز ويحسن الوقف على قوله ﴾ ِSّ ﴿ : رب ْ َ َ ِ َ الحمد ِّّ َ ِS
الحمد ُّ ْ َ ْ ﴿ ، ﴾ ِS بما بعده لماذا ؟ لتعلقه به من جھة اللفظ ﴿ ْ َ ْ ُ
العالمين ﴾ .يبتدأ وإنما يرجع لماذا ؟ لتعلق رب بما قبله من جھة اللفظ لكونه صفة له رب ْ َ َ ِ َ .ثم إذا أراد أن يتم ال يقول ِّ َ ﴿ :
والصفة ال تنفك عن موصوفھا ،والمراد بالقيد الثاني الذي ال يحسن االبتداء بما بعده وھذا ال بد من تقيده لماذا ؟ ألن ما ال
واآلخرة ﴾ ] البقرة [220 ، 219 :ھذا مثل ﴿ الدنيا َ ِ َ ِ تتفكرون * ِفي ُّ ْ َ لعلكم َ َ َ َّ ُ َ
يحسن أو ما يحسن الوقف عليه قد يكون رأس آية ﴿ َ َ َّ ُ ْ
128
تتفكرون * ِفي ُّ ْ َ
الدنيا لعلكْم َ َ َ َّ ُ َ
فحينئذ ھل نقول :ال يحسن االبتداء بما بعده إال بأن نقول ﴿ َ َ َّ ُ ٍ العالمين ﴾ مع أليس كذلك ؟ رب ْ َ َ ِ َ َ ِّ
واآلخرة ﴾ أم نستثني ھذا للنص لحديث أم سلمة ؟ َ َِ ِ
فحينئذ ال يحسن االبتداء بما بعده لتعلقه بما قبله من جھة اللفظ ما لم يكن رأس آية فإن كان رأس آية ٍ نستثني ھذا للنص ،
حينئذ نقول :ھذا يحسن أو ال يحسن ؟ ٍ واآلخرة ﴾ .الدنيا َ ِ َ ِ ْ
فحينئذ يحسن االبتداء به فلو بدأ بقوله ِ ﴿ :في ُّ َ ٍ
يحسن ألن األصل ھو الوقوف على رأس اآلية ھذا ھو األصل لثبوت السنة بذلك ،ولذلك جاء في حديث أم سلمة تصف
قراءة النبي أنه كان يقرأ بسم الرحمن الرحيم فيقف ويمد الرحمن ويمد الرحيم الحمد رب العالمين ثم يقف ،
الرحمن الرحيم ثم يقف مالك يوم الدين ثم يقف فدل على ماذا ؟ على أن ھذا ھو األصل الوقوف على رؤوس اآلية ولو كان
وبالليل ﴾ ]مصبحين * َ ِ َّ ْ ِ
اآلية التي تليھا أو اآلية التالية متعلقة من جھة اللفظ أو المعنى بما قبله كما مثلنا فيما ذكرنا ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ
مصبحين ﴾ ھنا يحسن الوقف عليه وإذا أراد أن يبدأ فإما أن الصافات [137 ، 136 :بالليل ھذا متعلق بما قبله لكن نقول َ ِ ِ ْ ُّ ﴿ :
وبالليل ﴾ ﴿ ، وبالليل ﴾ لتعلقه باللفظ والمعنى ولو أراد أن يبدأ بأصل اآلية بأول آية ﴿ َ ِ َّ ْ ِ مصبحين * َ ِ َّ ْ ِ يعيد يجوز ما في بأس ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ
واآلخرة ﴾ نقول :ھذا ال نقول بأنه ال يحسن .ألنه يصادم ماذا ؟ يصادم النص ،وكثير من ھذه المسائل ھنا الدَْنيا َ ِ َ ِ ِفي ُّ
مقبوال وال إشكال وما عداه فھو من باب االجتھاد ولذلك ً فحينئذ يكون ٍ اجتھادية لم يرد فيھا نصوص إال ما ثبت عن الصحابة
دائما تكون على الوقف على قيل :األفضل الوقف عند رأس كل آية لحديث أم سلمة واختاره أبو عمرو بن العالء قراءته ً
رؤوس اآلي ً ،إذا قوله :بالقيد الثاني وال يحسن االبتداء بما بعده لتعلقه به من جھة اللفظ ھذا ال بد من النظر فيه فنقول :
متعلقا بما بعده من جھة اللفظ سواء كان ما بعده رأس آية أو ال ،فإن كان غير ً المراد بالقيد الثاني أن يكون الموقوف عليه
فحينئذ نقول :ال يحسن االبتداء به ،فيستحب أن يبتدئ من الكلمة ٍ رأس آية فال يحسن االبتداء به إذا كان غير رأس آية
العالمين ﴾ فإن لم يفعل ال إثم ال يأثم كله ال يأثم قبيح ،إذا لم يأثم فالحسن من رب ْ َ َ ِ َ الحمد ِّّ َ ِS الحمد ُّ ْ َ ْ ﴿ ، ﴾ ِS الموقوف عليھا ﴿ ْ َ ْ ُ
الحمد ِّS﴿ ْ َ ُْ باب أولى وإن كان رأس آية فإنه يحسن االبتداء به في اختيار أكثر أھل األداء لحديث أم سلمة في قولھا :
العالمين ﴾ لكونھا صفة وليس برأس آية . رب ْ َ َ ِ َ ﴾ وال يحسن االبتداء بـ ﴿ َ ِّ
حسن ( بإسقاط الھمزة للوزن ) ْاو َ َ ِ
تمام من ُ ْ ٍ أيضا يقال فيھا ما قيل في ) او ِ ْ ً تمام ( ) ْاو ( حسن ْ ،او َ َ ِ من ُ ْ ٍ قبح ،او ِ ْ من ُ ْ ٍ
) ِ ْ
تام .أي :النوع الثالث من أقسام الوقف االختياري التام من تمام المراد به التام ضد الناقص كما أن الحسن ضد ( يعني :أو ٍ
مطلقا ،والتام عندھم ھو ما تم به الكالم وليس لما بعده تعلق بما قبله ال من جھة اللفظ وال ً تاما لتمامه تمام ( سمي ً القبح ) ْاو َ َ ِ ُ
من جھة المعنى ،ألن التعلق إذا وقفت على كلمة إما أن يكون ما بعد ھذه الكلمة متعلقة بالكلمة التي وقفت عليھا أو بما قبلھا
إما أن يكون التعلق من جھة اللفظ فقط وھو اإلعراب المراد باللفظ ھنا اإلعراب صفة مضاف ومضاف إليه مبتدأ خبر ...
أيضا ألن محاولة االنفكاك المطلق بين النوعين ھذا صعب إلى آخره وإما أن يكون من جھة المعنى فيشمل بعض أفراد اللفظ ً
ال يكاد يوجد يعني :ال يمكن أن يقال بأن ما ال يتعلق به من جھة اللفظ ال أثر له في المعنى البتة ال يمكن أن يقال ھذا ألن
المراد ما يتعلق به من جھة اللفظ اإلعراب ومعلوم أن الذي يُعرب ال بد أن يكون له أثر في المعنى إما في أصله وإما في
حشوا ونحن نتكلم عن القرآن ً ،إذا ثم ارتباط ولو جزئي بين اللفظين . ً تمامه وإال لو لم يكن للكلمة أثر في المعنى صارت
ًإذا التام ھو ما تم به الكالم وليس لما بعده تعلق بما قبله ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى فيحسن الوقف عليه
واالبتداء بما بعده يعني :ال يُستحب أن ترجع إلى الكلمة أو ما قبلھا فتعيدھا مع ما بعدھا ،لماذا ؟ ألن الكلمة التي وقفت
عليھا ثم أردت أن تبتدئ بما بعدھا ما بعدھا ال ارتباط له ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى وھذا إذا أردنا أن نذكر له
الدين ﴾ ] الفاتحة - 1 : يوم ِّ ِ الرحيم * َ ِ ِ
مالك َ ْ ِ الرحمـن َّ ِ ِ
العالمين * َّ ْ ِ رب ْ َ َ ِ َ ِّ َ S الحمد ّ ِ قاعدة قالوا :أكثر ما يوجد في رؤوس اآلي ﴿ ْ َ ْ ُ
الرحيم ﴾ ال ارتباط لھا من جھة اللفظ وال من جھة المعنى ھكذا الرحمـن َّ ِ ِ [3كل وقف ھنا قالوا :ھذا وقف تام لماذا ؟ ألن ﴿ َّ ْ ِ
الدين ﴾ كذلك ال ارتباط لھا ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى وأكثر ما يوجد عند يوم ِّ ِ مثلوا بھذا بما قبلھا و ﴿ َ ِ ِ
مالك َ ْ ِ
ھم ْ ُ ْ ِ ُ َ
المفلحون ﴾ سواء ﴾ ] البقرة َ ِ َ ْ ُ َ ﴿ ، [6 ، 5 :
وأولـئك ُ ُ كفروا َ َ ٌالذين َ َ ُ ْ إن َّ ِ َ المفلحون * ِ َّ ھم ْ ُ ْ ِ ُ َ ﴿ َ ُْ َ ِ َ
وأولـئك ُ ُ رؤوس اآلي ً
غالبا
كفروا ﴾ نقول :ھذه ال ارتباط لھا لماذا ؟ ال من جھة الذين َ َ ُ ْإن َّ ِ َحينئذ ﴿ ِ َّ ٍ وقفت على رأس اآلية وھذا ھو األصل وھو السنة
اللفظ وال من جھة المعنى لكن األولى أن يقال المثال بالفاتحة فيه نظر وھذا المثال أولى لماذا ؟ ألنه ذكر أوصاف المؤمنين
المفلحون ﴾ .ثم شرع في بيان أقسام القسم الثاني قسم األمم إلى ثالثة أقسام :كفار ُخلص ، ھم ْ ُ ْ ِ ُ َ وانتھى عند قوله َ ِ َ ْ ُ َ ﴿ :
وأولـئك ُ ُ
المفلحون ﴾ انتھى من ذكر المؤمنين ھم ْ ُ ْ ِ ُ َ مؤمنون ُخلص ،ومنافقون ظاھرھم اإليمان وباطنھم الكفران .فلما أنھى ﴿ َ ُ ْ َ ِ َ
وأولـئك ُ ُ
سواء
كفروا َ َ ٌ ين َ َ ُ ْ إن َّ ِ
الذ َ كفروا ﴾ نقول :ھذا وقف تام ألنه قوله َّ ِ ﴿ : الذين َ َ ُ ْ إن َّ ِ َ فحينئذ الوقف على ھذا ثم الشروع ﴿ ِ َّ ٍ الخلص
أيضا ھنا ال بد من وجود ً عليھم ﴾ نقول :ھذا ال ارتباط له بما قبله ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى ،لكن المعنى َ َْ ِ ْ
المعنى ألن ذكر الضد بالضد ھذا معنى ألنه ذكر المؤمنين أوالً ثم ذكر الكافرين وھنا المراد به ماذا ؟ المراد المعنى الذي
129
يترتب عليه ما ترتب على الحسن أو القبيح ھنا يعني :ارتباط الشديد ارتباط الصفة بالموصوف ارتباط الجار والمجرور
أبدا إال وبينھا مناسبة ولذلك من أين جاء العلم بمتعلقه ارتباط الظرف المتعلق بھذا المراد وإال ال يمكن أن تنفك آية مستقلة ً
المستقل عندھم تناسب اآليات وتناسب السور ،بل جعلوا آخر آية من السورة لھا مناسبة مع أول السورة التي تليھا وھي
منفكة يعني أظھر ما يمكن أن يمثل به باالنفكاك ھو آخر آية في السورة مع أول آية في السورة التي تليھا ھذا أولى ما يمثل
غالبا وذكرنا المثال ،ويوجد في أثنائھا تمام ( ًإذا وأكثر ما يوجد عند رؤوس اآلي ً به ومع ذلك وجود مناسبات بينھم ) ْاو َ َ ِ
أذلة ﴾ ] النمل . [34 :قالوا :ھنا الوقف التمام ثم يبدأ ﴿ أھلھا َ ِ َّ ً
أعزة َ ْ ِ َ
وجعلوا َ ِ َّ َوجعلوا ﴾ حكايته عن بلقيس ﴿ َ َ َ ُ كقوله تعالى ُ َ َ َ ﴿ :
يفعلون ﴾ يبتدئ ً ،إذا وكذلك َ ْ َ ُ َ أذلة ﴾ ثم يقف ﴿ َ َ َ ِ َ أھلھا َ ِ َّ ً
أعزة َ ْ ِ َوجعلوا َ ِ َّ َ ﴿ َ ََُ يفعلون ﴾ ألنه قيل من قول الرب جل وعال وكذلك َ ْ َ ُ َ َ ََِ َ
مصبحين *ال ارتباط له ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى واضح ھذا ،وقد يوجد بعدھا كما ذكرناه في اآلية السابقة ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ
وبالليل ﴾ ھذا مثلوا به بالتام وذكره ابن الجزري ھنا التمام ألنه مصبحين * َ ِ َّ ْ ِ وبالليل ﴾ ] الصافات [138 ، 137 :لو وقف ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ َ ِ َّ ْ ِ
لعلكم َ َ َ َّ ُ َ
تتفكرون * وبالليل ﴾ ھنا وقف تام ﴿ َ َ َّ ُ ْ مصبحين * َ ِ َّ ْ ِمعطوف على المعنى أي :بالصبح وبالليل .ال يقف على رأس اآلية ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ
تتفكرون *لعلكم َ َ َ َّ ُ َتتفكرون ﴾ ھذا وقف حسن ﴿ َ َ َّ ُ ْ لعلكم َ َ َ َّ ُ َ واآلخرة ﴾ ] البقرة [220 ، 219 :ھنا الوقف التام واضح ﴿ َ َ َّ ُ ْ الدنيا َ ِ َ ِ ِفي ُّ ْ َ
واآلخرة ﴾ ھذا وقف تام ولو لم يعقل ألن السنة ھي التام وذاك حسن يعني :أقل .لذلك التام عندھم أعلى . الدنيا َ ِ َ ِ ِفي ُّ ْ َ
كتفا ( الھمزة ثبتت ھنا الھمزة ثبتت وھي ھمزة قطع ولكن سكنت األصل الواو أو ْ ِ َ تمام َ ِ
مام ( ) ْاو َ َ ِ حسن ْ ،او َت َ ِ من ُ ْ ٍ ) ِ ْ
كتفا ( أي :الكافي .أو كافي ھذا النوع الرابع من أنواع الوقف ) َ ْ
أو ِ َ
ساكنة وحذفت بالكسر ھنا للتخلص من التقاء الساكنين ) ِ
منقطعا ويكون المعنى متصال ،إذا ثم ارتباط بين ما يبتدئ به أو وقف عليه ً ً ً اكتفا ( وحده عندھم ھو الذي يكون اللفظ في أو ْ ِ َ َِ
وبين ما قبله من جھة المعنى ال من جھة اللفظ ،يعني :ال يتعلق باإلعراب ما بعده ال يتعلق بما قبله في اإلعراب وإنما
يتعلق به في المعنى وھذا صعب عند أرباب البيان الوصل والفصل يعني :الذي يتعلق به في اإلعراب واضح ﴿ َ َ َّ ُ ْ
لعلكم
وبالليل ﴾ يعرف مصبحين * َ ِ َّ ْ ِ واآلخرة ﴾ طالب علم صغير يعرف أن في الدنيا ھذا متعلق بـ :تتفكرون ﴿ ُّ ْ ِ ِ َ الدنيا َ ِ َ ِ تتفكرون * ِفي ُّ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ
عالما بالمعنى بالمراد ً أنه الصباح والمساء لكن إذا كان في اللفظ منقطع وفي المعنى متصل ھنا تأتي الصعوبة ال بد أن يكون
باآلية بالقصة بالسورة ..إلى آخره .
منقطعا ويكون المعنى متصال فيُكتفا بالوقف عليه واالبتداء بما بعده كالتام يكتفا بالوقف عليه ثم ً ً ھو الذي يكون اللفظ فيه
يُبتدئ بما بعده كالتام ًإذا ما الفرق بين الكافي والتام إذا كان كل منھما يوقف عليه ويبتدئ بما بعده ما الفرق بينھما ؟
التعلق المعنوي ،والتام ال تعلق ال لفظي وال معنوي أليس كذلك ،جعلوا االرتباط المعنوي بين ما يُبتدئ به وما وُ قف
عليه أو ما يوقف عليه الكافي وفي التام ال ارتباط ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى ،ولذلك قيل :يكتفي بالوقف عليه
عليكم ُ َّ َ ُ ُ ْ
أمھاتكم حرمت َ َ ْ ُ ْ واالبتداء بما بعده كالتام ولذا سمي بالكافي لالكتفاء به واستغنائه عن ما بعده ،واستغناء ما بعده عنه ﴿ ُ ِّ َ ْ
وبناتكم ﴾ .قالوا :ھذا وقف كافي .يستغني ما بعده عما قبله ھل بينھما ارتباط في اللفظ ؟ ﴾ ] النساء [23 :يقف ثم يقول ْ ُ ُ َ َ َ ﴿ :
الجواب :ال ،ھل بينھما ارتباط في المعنى ؟ نعم ،ألن العامل المسلط الذي ھو التحريم مدلوله التحريم على األمھات مسلط
أمھاتكم ﴾ ھنا الوقف كافي ومثله كل رأس آية بعدھا آية مفتتحة بالم كي مثل له بقوله تعالى ﴿ : عليكم ُ َّ َ ُ ُ ْ
حرمت َ َ ْ ُ ْ
على الثاني ﴿ ُ ِّ َ ْ
حينئذ الوقف ٍ كان ﴾ ] يس ً . [70 ، 69 :إذا افتتحت اآلية التي تليھا بماذا ؟ بالم كي لينذر َمن َ َ مبين * ِ ُ ِ َوقرآن ُّ ِ ٌذكر َ ُ ْ ٌ ھو َِّإال ِ ْ ٌ إن ُ َ
ِْ
لينذر ﴾ قالوا :ھنا تعلق من جھة المعنى ال من جھة اللفظ مبين ﴾ ﴿ ِ ُ ِ َ وقرآن ُّ ِ ٌذكر َ ُ ْ ٌھو َِّإال ِ ْ ٌ إن ُ َكافيا إن وقف على قوله ْ ِ ﴿ : يكون ً
.
المقام ( إذا عرفنا أقسام الوقف القبيح ،الحسن ،التمام ،االكتفاء وال يتعلق بھا ال تحريم وال كراھة بل َ ِ
بحسب َ
كتفاِ ْ أو َ
َ ِ َِ َ ِ )
المقام ( َ ِ
بحسب َ
كتفا ِ ْ أو َ
َ ِ َِ َ ِ ) ، فيه بالنبي ُقتدى ي الذي وھذا عليه يؤجر الذي ھذا آية كل رأس على الوقوف ھو السنة نقول :
يعني :ھنا االنقسام إلى أربعة وذكر ھذه األقسام وتمييز بعضھا على بعض بحسب المقام الذي يقتضيھا يعني :ال نستطيع أن
نذكر اآليات كلھا ،سنسرد لك اآليات من أول القرآن إلى آخره فتقول :ھذا الوقف تام ،وھذا الوقف قبيح ...إلى آخره ،
وإنما بحسب ما يقتضيه المقام عند القارئ نقول :ھنا ي َُرجِّ ُح القارئ بأن الوقف تام أو قبيح أو نحو ذلك .
َ َ َْ
الحركة لضم ْ َ ُ
اإلشمام ِ َ ِّ وزيد
َِْ ُ َ َّ َ ْ
المحركة قف َ َ
على ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ِ ْ
) )
ھذا النوع الثاني من أنواع الوقف وھو كيفية الوقف .األول ما يوقف عليه ويُبتدئ به وھذا ھو األھم والصعوبة فيه وكل
ما قيل من كونه يحتاج إلى نحو ..وإلى آخره فمرادھم به ھذا النوع .
130
وبالسكون ( .ھذا شروع من أما النوع الثاني وھو :كيفية الوقف .فشرع في تقسميه إلى ثالثة أقسام ً ،إذا قوله ِ ُ ُّ ِ ) :
المحركة ( ) ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ( ھذا جار على ُ َ َّ َ ْ قف َ َ الناظم في ذكر تقسيم آخر للوقف وھو باعتبار كيفية الوقف ) ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ِ ْ
قف ( .وقف بالسكون على المحرك يعني :على الكلمة المحركة بأي حركة سواء كانت فاتحة أو ومجرور متعلق بقوله ْ ِ ) :
ً
ضمة أو كسرة لماذا ؟ لكون ھذا ھو األصل في الوقف أليس األصل في الوقف ھو الوقوف على الحرف ساكنا ؟ بلى ،نقول
قف ( يعني :قف بالسكون على الكلمة المحركة ذكرنا :ھذا ھو األصل ً .إذا ال يُسأل عنه وال يطلب تعليلھم ) ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ِ ْ
فيما سبق أن من عرف الوقف في أول ھذا الباب إنما عنى به ھذا النوع ولذلك ذكره أظنه المساوي أو المحشي قال :تعريف
الوقف ھو قطع الصوت عند آخر الكلمة مع التنفس بأحد أوجھه الثالثة :اإلسكان المحض وھو األصل ،واإلسكان مع
ٍ
حينئذ كان اإلشمام ،والروم ھذا ألي شيء تفصيل ھذا على النوع الثاني كيفية الوقف ،ليس لألول وھذا األول ھو األھم
األولى أن يُذكر الثاني ،لكن لعله لكون األول يُذكر ويعرف بأقسامه والتعريف في األقسام وھذا معروف ومشھور لعله لم
يعرفه إال بالثاني ال يذكر في األول إنما يذكر في ھذا الموضع ً ،إذا الوقف على أواخر الكلمة ويوقف عليه بالسكون وھو
زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .ھذا ھو األصل ،عرفه بعضھم كما ذكرناه قطع الصوت على الكلمة الوضعية ً
عادة .ھذا إلخراج ً زمنا يتنفس فيه الوقف عن السكون قطع الصوت وقيل :النطق على الكلمة زيد الوضعية وال حاجة إليھا ً
ران ﴾ ] المطففين [14 :ال يتفس يقف ھذا كال َبلْ َ َ السكت ألن الوقف للسكت زمنه دون زمن الوقف وال ذلك ال يتنفس فيه ﴿ َ َّ
ران ﴾ دونران ﴾ ] المطففين [14 :أليس كذلك َ ﴿ ،بلْ ﴾ يقف ﴿ َ َ وقف أو ال قطع الصوت أو ال ؟ قطع الصوت ﴿ َ َّ
كال َبلْ َ َ
عادة إلخراج السكت بنية ماذا ؟ بنية استئناف القراءة أن يكمل ً زمنا يتنفس فيه حينئذ دخل فيما ؟ فيما ً ...إذا ً ٍ تنفس فإن تنفس
ّ
الحد قد يكون فحينئذ نخلص من ھذا التعريف أن الوقف ھنا بھذا ٍ ما بعده ھذا أخرج ماذا ؟ فيما لو أعرض وقطع القراءة
للقطع وقد يكون للسكت وقد يكون للوقف وھو بالسكون .
العالمين ﴾ وقف بالسكون ھو َ ِ َ ْ
رب َ ّ
الحمد ِّ َ ِS ْ
عادة بنية الرجوع للقراءة ﴿ َ ْ ُ ً وقفا إذا قطع الصوت ً
زمنا يتنفس فيه متى يكون ً
الرحيم ﴾ ھذا وقف فإن قال : الرحمن َّ ِ ِ نيته أن يكمل ﴿ َّ ْ ِ
بل ﴾ وقف دون تنفس نقول :ھذا سكت . َ
العالمين ﴾ فوقف وقطع القراءة نقول ھذا ماذا ؟ ھذا قطع ﴿ كال َ ْ رب ْ َ ِ َ
َ الحمد ِّّ َ ِS
﴿ ْ َ ُْ
ففرق بين الوقف ،والقطع ،والسكت السكون ھو األصل في الوقف ألنه األصل عند العرب كما أنھا ال تبتدئ بساكن كذلك
ُلل بأن األصل في الوقف السكون ألن الغرض من الوقف االستراحة أن يستريح ما أدري أي تعب ال تقف على متحرك ،ع ِّ َ
ھذا أصابه ،قالوا :الغرض من الوقف االستراحة لماذا ال يقال :ھو النقل وننتھي ،والسكون أخف من الحركات وأبلغ
وبعض يعب ُر يقول :السكون أخف الحركة .وھذا خطأ لماذا ؟
ألن السكون ليس بحركة موجود في كتب القراءات السكون أخف الحركات نقول :ال ليس بأخف الحركات وال أثقل
الحركات وال أوسط الحركات لماذا ؟
ألنه ليس بحركة أصالً فكيف يكون أخف حركة ،وإنما نقول :السكون ضد الحركة ولذلك نقول :ال تبتدؤا بساكن وال
فحينئذ ال نقول :ال من باب التغليب وال مجاز ال ٍ تقفوا على متحرك ،فلو كان السكون حركة ما صار معنى لھذا القاعدة ،
يصح ،ال ھذا وال ذاك ،كل ذلك يرد في الحواشي على من يقول الحركات األربعة :الضمة والفتحة والكسرة والسكون ھذا
ُمشى لكن في مثل ھذا الموضع نقول :ال . خطأ ،ولو اعتذر بالتغليب مثل ھذا الموضع قد ي َ َّ
ًإذا ألن الغرض من الوقف االستراحة والسكون أخف من الحركات كلھا وأبلغ في تحصيل االستراحة وألنه ضد االبتداء
فكما ال يُبتدئ بساكن ال يوقف على متحرك ھكذا قال المحشي .
ْ َ ُ
االشمام ( يعني : وزيد
مطلقا سواء كانت حركتھا فتحة أو ضمة أو كسرة ) ِ ْ َ ً قف ( على الكلمة المحركة ) ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ِ ْ
بعض كالكوفيين اإلشارة إلى الحركة اإلشمام والروم ھذا ال يخرج عن السكون يعني :األصل السكون ٍ وردت الرواية عن
فحينئذ ُتسقط الحركة أراد بعضھم أن يشير إشارة خفية لكون الحركة المسقطة عينھا الضمة أو الكسرة فأشار إليھا إما ٍ
اإلشارة تكون باإلشمام أو بالروم ،إذا القصد بالروم أو اإلشمام اإلشعار بأن الحركة التي كانت قبل اإلسكان ھي الضمة أو ً
الكسرة ،ولذلك نص بعضھم على أن األصل ھو اإلسكان ووردت الرواية عن الكوفيين باإلشارة إلى الحركة ولم يأت عن
الباقين شيء ،واإلشارة إما أن يكون باإلشمام وإما أن يكون بالروم ولذلك شرع في بيان اإلشمام ثم ذكر الروم ،قال ) :
وزيد ھذا فعل ماضي مغير الصيغة وزاد القراء اإلشمام ولك أن تجعل وزاد أھل وزيد في الوقف ِ . ام ( .يعني ِ : ْ َ
االشم ُ وزيد
َِْ
اللغة ألن الوقف بالسكون ھذا لغوي أمر اللغة حكم لغوي كذلك اإلشمام حُكم لغوي ولذلك ابن مالك يقول :
ُوع َفاحْ ُ ِ
تم ْل وضم َجا َكب َ
َعي َْنا َ َ ٌ ثالثي ُ ِ َّ
أعل واكسرْ َأو ْ ِ ْ
اشمم َفا ُ ِ ْ ِ
) )
131
واكسر أو اشمم ھو قرآن أو لغة ؟
دائما األصل في القرآن أنه يُحمل على ما جاء في فحينئذ نقول :األصل أنه ما ورد عن لسان العرب ولذلك نقول ً : ٍ لغة
دعي أنه في القرآن األصل الجواز والذي يمنع ھو الذي عليه الدليل ، لغة العرب فكل ما شاع وزاع في لسان العرب فإذا ُ ِ َ
ليس الذي يجيب فال نقول للذي مثالً استعمل المعرف أو المجاز في لغة العرب فإذا ُدعي في القرآن نقول :األصل أنه
موجود .فمن قال إنه ال يوجد نقول :ائت بدليل ،ائت لي بدليلك .فالذي ينفي المجاز ھو الذي يأتي بدليل ليس الذي يدعي
االشمام ( وزيد في الوقف اإلشمام بضمة الحركة مسألة خالفية المسألة المجاز ھذه ِّ َ ِ ) ،
لضم ْ َ ُ وزيد
المجاز في القرآن َ ْ ِ ) ،
الحركة ( ومن قال بأن الصفات ليست داخلة لو ال يشملھا المجاز فھذا ال إشكال ال يثرب مسألة اجتھادية فإذا اختار طالب َ َ َْ
العلم أو أحد من أھل العلم أن المجاز في القرآن ال في مانع ال ننكر ھذا ،وألن أدلته كثيرة ويعني وإنكاره فيه نوع صعوبة
دعي وجود المجاز في القرآن ما يثرب ،مثله مثل أي زيد من المسائل فحينئذ لو ُ ِ َ
ٍ جداواإلجابة على أدلة من أنكر سھلة ً
المختلف فيھا ولو قيل بأن مثالً مذھب شيخ اإلسالم ابن تيمية المنع وابن القيم كذلك ال بأس ألن شيخ اإلسالم ابن تيمية في
مسائل العقيدة وكذا ال شك أنه إذا ّادعى اإلجماع أو أنه أصل من أصول أھل السنة ال شك أنه مقبول ،لكن في مسائل أخرى
غير العقيدة شيخ اإلسالم كغيره من أھل العلم أليس كذلك يا عبد العزيز ؟ كالم ھذا يصعب على بعض طالب أھل العلم إذا
قيل ابن القيم كغيره من أھل العلم بمعنى ننظر في األدلة ھذا المقصود وليس المراد يعني أن يكون علمه كغيره ال ھو من
المحققين من المتبعين للسنة للسلف يعني يتجرد عن التعصب ال يتعصب حتى لشيخه ابن تيمية رحمه ولكن كغيره إذا
الدليل .فننظر في الدليل وعندنا قواعد أصولية عندنا قواعد لغوية إن عجز فحينئذ نقول :الدليل َّ ٍ جاءت مسألة فيھا نزاع
حينئذ يُقلد ابن تيمية ويقلد ابن القيم لكن إذا عنده أھلية النظر فيبحث وينظر ھذا ما يجوز أن يقلد ال يقلد ابن تيمية وال ٍ اإلنسان
ابن القيم وال اإلمام أحمد وال غيره ،إذا اختلف في قول الصحابي ھل ھو حجة أو ال فكيف بقول اإلمام أحمد ؟ ! وليس معنى
ھذا أن يكون ھذا حط من شأن اإلمام أحمد ،ال ،بل بعضھم كان يصعب عليه أن نقول كيف اإلمام أحمد ،ال ،ما نقلد أحد
ال أبا حنيفة وال مالك وال الشافعي وال أحمد ،لكن ھم أئمة الدين وال شك في ذلك وال نخرج عن أقوالھم وال نسرب على أحد
حينئذ إذا قيل بالمجاز ال ينبغي للطالب أن يشنع أو يجعل كأن في النفس منه شيء أو أنه ما ٍ منھم لو اخترنا قول غير قولھم
وافق السلف أو أنه خروج أو تميع أو شيء ما ينبغي ھذا وإنما يقال المسألة فيھا خالف ،أھم أمر عقيدة السلف وھي
باألسماء والصفات إذا أثبتت على وجھھا فحينئذ فاألمر خفيف ،أما إذا استغل المجاز في تحريف الكلم عن مواضعه ﴿
حينئذ نقف معه ٍ الرحمن َّ ِ ِ
الرحيم ﴾ فحرفه إرادة الرحمة أو غير ذلك . استوى ﴾ ] طه [5 :فحرفه ﴿ َّ ْ ِ العرش ْ َ َعلى ْ َ ْ ِ الرحمن َ َ
َّ ْ َ ُ
وليس الصحيح وھذه تتأملھا طالب العلم لو نظرت إلى دعوى أھل التحريف -وال نقول التأويل -دعواھم في إثبات المجاز
في ھذه الصفات أنھا دعوى فاسدة ،ولذلك أدنى من مسك بزمام المجاز يستطيع يرد على أكبر واحد من األشاعرة لماذا ؟
ألن أصل ما عندھم ھو إدعاء أن ظاھر القرآن التشبيه والتسوية أو التمثيل ،أول قبل ما يأتي يقول مجاز يقول ﴿ :
أفھم ِمن استوى إِال االستواء الذي عند المخلوق .ھذه مقدمة أولى ثم بعد ذلك يبحث عن ُ استوى ﴾ ال العرش ْ َ َعلى ْ َ ْ ِ الرحمن َ َ
َّ ْ َ ُ
ً
ثانيا أم أوال ؟ التخريج إذا صار المجاز ً ً
ثانيا إذا أبطلت المجاز ھل أبطلت تحريفھم ؟ ً
ال سيأتيك بمسألة يقول :أسلوب من أساليب العربية ما في يأس ھذا .تقول :استوى ھذا ظاھره االستواء المعلوم من
جھة المخلوق وھذا تمثيل وتعالى عز وجل ليس كمثله شيء ًإذا ماذا نقول ؟ نقول :ورد في لسان العرب االستواء بمعنى
فحينئذ نقول :أسلوب من أساليب العربية أنٍ ماذا ؟ بمعنى عال وارتفع وھذا الذي ينفيه ويأتي باستواء بمعنى العلو المعنوي
االستواء يأتي بمعنى القھر .ما تستطيع أن تنكر عليه ًإذا ما أتى بالمجاز ،ولذلك بعض المعتزلة ينكر المجاز وھم محرفون
حينئذ رد المجاز يعني ليس فيه إبطال مذھب المحرفة وال المؤولة وإن لم يكن الطالب يحوم في أمور يعني ٍ ھم أئمة التحريف
أبعد ما يكون عن مذھب المحرفة -نحن خرجنا . -
َ ُ ْ
االشمام وزيد ْ
االشمام ( والمراد باإلشمام ھو اإلشارة إلى أن الحركة ) ِ ْ َ
َ ُ الحركة ( وزيد في الوقف ) لضم َ َ َ ْ ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
) َِْ
( واإلشمام المراد به اإلشارة إلى الحركة بال تصويت بأن تجعل شفتيك على صورتھما إذا لفظت بھا ،يعني :تسكن الحرف
األخير الذي وقفت عليه ً ،إذا ھو مع اإلسكان ليس إشمام لوحده ،لذلك ھو فرع عن اإلسكان ،األصل ھو السكون وھذا
أصول مطرد ثم إذا أردت أن تشير إلى أن الحركة التي أسقطتھا ھي ضمة تحركت شفتيك على ھيئة إخراج الضمة أن تأتي
فحينئذ لذلك ال يعرف إال بالرؤية الكفيف ال يعرف أنك أشممت أو ال ، ٍ بصورة الشفتين كأنك تنطق بضمة وھو إسكان
وإنما الذي يراك ھو الذي يعرف أنك أشممت أم ال ،أما بالصوت ال يعرف ھذا ألنه مجرد تحريك الشفتين فقط إخراجھا
على ھيئة الضمة لذلك قال ھنا :اإلشارة إلى الحركة بال تصويت .بال صوت لماذا ؟ ألن المقام مقام إسكان نحن نسكن أوالً
132
بأن تجعل شفتيك على صورتھما إذا لفظت بھا وعرفھا بعضھم بقوله :عبارة عن ضم الشفتين بال صوت عقب حذف
الحركة .وھذا أجود عبارة عن ضم الشفتين بال صوت عقب حذف الحركة ،إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة فال بد
ٍ
فحينئذ معا تسكن وتحرك الشفتين ،فلو تراخى يعني سكنت ثم بعد ذلك حركت من اتصال ضم الشفتين باإلسكان ال بد منھما ً
لم تشم ،ما أشممت وإنما سكنت فقط لذلك لو تراخى فإسكان مجرد عن اإلشمام .
وھل يختص باآلخر أم يكون في األول واألسماء واآلخر ؟
ھذا فيه خالف بينھم ،ذھب مكي إلى أنه يختص باآلخر ،والشارح قيد ھنا في الكلمة ضم الحركة يعني في آخر الكلمة
لضم َ َ َ ْ
الحركة ( ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
مطلقا فال عتب عليه ،المحشي رد عليه قال َ ْ ِ ) : ً حديثا عن اإلشمام ً ألن المقام مقام الوقف وليس
مصاحبا للوقف ،والوقف ً في آخر الكلمة الموقوف عليھا قيده ھنا والتقييد ھذا صحيح ألن الكالم ھنا في اإلشمام الذي يكون
إنما يكون في آخر حركة .
حينئذ ،نحن نتحدث عن الوقف نسكنه مع ٍ والجمھور على أن اإلشمام يكون في األول وفي األثناء وفي اآلخر وال إشكال
وحينئذ اإلسكان يكون لألخير واإلشمام يكون ھو المتعلق باآلخر ،واألول واألثناء ال ارتباط لنا به ھنا ولذلك ال ٍ اإلشمام
اعتراض على الشارح المساوي .
الحركة ( إذا وھل يختص باآلخر فيه قوالن : ً لضم َ َ َ ْ ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
) َِْ
األول قيل :يختص بآخر كلمة الموقوف عليھا وبه قال مكي .
وآخرا ،وعليه األكثر . ً ً
ووسطا الثاني :أنه يكون أوالً
االشمام ( وزيد في الوقف اإلشمام ألجل الالم ھنا للتعليل ألجل ضم الحركة في ْ َ ُ وزيد
وھنا يحمل على اآلخر تقول َ ْ ِ ) :
بناء ،إذا كانت نافية أما العارضة كما إعرابا أم ً
ً لضم ( .ھذا يشمل الضم سواء كان آخر الكلمة الموقوف عليھا وقوله ِّ َ ِ ) :
أصال ( .أما العارضة كميم الجمع عند من ضم وھاء التأنيث فال روم وال إشمام كما سيأتي . سيأتي ألنه قال َ ِّ ُ ) :
والروم
َّ ْ ُ والروم ( ھذا القسم الثالث من أقسام الوقف على أواخر الكلم ،وھو الروم ) َّ ْ ُ أصال ( ) ، كسر ُ ِّ َ مثل ُ َ ْ ٍ فيه ِ ْ
والروم َِّ ْ ُ )
ً
فيه ( الضمير يعود على ماذا ؟ على الضم ،إذا الضم يكون فيه اإلشمام والروم الضم يدخله اإلشمام والروم ) فيه ( ِ ) ، ِ
كسر ( مثل ما يدخل الروم الكسرة إال أن اإلشمام ال يدخل الكسر اإلشمام يختص مثل ُ َ ْ ٍفيه ( أي :في الضم ْ ِ ) . والروم ِ
َّ ْ ُ
مثل ُ ( فيه ِ ْ
والروم ِ
َّ ْ ُ ) بالضم فقط سواء كانت الضمة ضمة إعراب أو ضمة بناء ،والروم يدخل الضمة ويدخل الكسرة
أصال ( ما ھو الروم ؟ كسر ( ھذا خبر ) ُ ِّ َ مثل ُ َ ْ ٍ الروم ھذا مبتدأ ) ِ ْ
الروم ھو النطق ببعض الحركة ليست كل الحركة تأتي بجزء منھا جزء الضمة وجزء الكسرة وھذه ال يمكن التمثيل به ،
لماذا ؟
ألنه يحتاج إلى ممارسة ال يأتي به إال من تلقاه مشافھة وال بد أنه يتعلم حتى يأتي به ھو النطق ببعض الحركة وقيل :
تضعيف الصوت بھا حتى يذھب معظمه .صوت ضعيف للكسرة أو الضمة .قال ابن الجرزي :والقوالن بمعنى واحد .
يعني :التعريفان بمعنى واحد .يعني :من عرف الروم بأنه النطق ببعض الحركة .بجزئھا أو كأنھا واو صغيرة وقيل :
تضعيف الصوت بھا حتى يذھب معظمھا قال :القوالن بمعنى واحد .ويكون في الضم والكسر .إًذا الروم يكون في الضم
أصال ( .ھذا فعل ماضي مغير والكسر بشرط أن يكون الضم في اإلشمام والضم والكسر في الروم أصليين لذلك قال َ ِّ ُ ) :
أصال ( أي :الضم والكسر .بمعنى أنھم أصليان أي :حال كون الصيغة وألفه ؟ نائب فاعل ] نعم أحسنت [ وھي لإلطالق ) ُ ِّ َ
الضم في اإلشمام والروم والكسر في الروم أصليين ال عارضين كضم ميم الجمع عند من ضمھا فال إشمام فيه ،وكسر
قم ﴾ تقف بالسكون الخالص ال يأت بروم ببعض الليل َ ﴾ ] المزمل [2 :لو وقف على ﴿ ُ ِ قم َّ ْ التخلص من التقاء الساكنين ﴿ ُ ِ
المستقيم * ِ َ َ
صراط َّ ِ َ
الذين اھدنــــا ِّ َ َ
الصراط ُ َ ِ َ قم ﴾ يقف ألن الكسرة ھذه ليست أصلية ،كذلك ميم الجمع قد تضم ﴿ ِ َ الحركة ﴿ ُ ِ
حينئذ ال روم فيھا ال روم ٍ عليھم [ ] الفاتحة [7 ، 6 :ضمھا بعضھم ،نقول :الضمة ھنا ليست أصلية ُ غير ﴾ ] عليھم َ ِ َ َ َ
أنعمت َ َ ِ ْ
وال إشمام بشرط أن تكون الضمة في اإلشمام والضمة في الروم والكسر أصليين ،فإن لم يكونا كذلك بل كانا عارضين
وقفا فلذا ضعف صوتھا لقصر زمنھا ويسمعھا حينئذ نقول :ال إشمام وال روم .قال بعضھم :الروم اإلتيان ببعض الحركة ً ٍ
القريب المصغي .يعني :ال يسمعھا كل أحد ،يسمعھا القريب الذي ھو مصغي يعني ينتبه لك أما الذي يغافل ھذا ما ينتبه ،
والقصد فيه كاإلشمام بيان الحركة األصلية .
قطت وھي الضمة أو الكسرة َ ُ
ًإذا نقول :األصل في الوقف على الحرف األخير السكون ،ثم قد يُشار إلى الحركة التي أسْ ِ ْ
قد يشار إليھا باإلشمام أو بالروم .
حظال ( ما المراد بھذا الشطر ؟ حتما ُ ِ َ عنه َ ْ ً ذان َ ْ ُ والفتح َ َِْ ُ )
133
ذان ( المشار إليه اإلشماموالفتح ( في آخر الكلمة الموقوف عليھا ) َ ِ
َْ ُ ] أحسنتم [ الفتح ال يدخله ال روم وال إشمام )
َ
حظال ( ھذا مغير الصيغة واأللف ھذه ألف التثنية َ
حظال ( ِ ُ ) ، ً ْ
عنه ( الضمير يعود إلى الفتح ) َحتما ُ ِ والروم ] أحسنت [ ) َ ْ ُ
ُنعا عن الفتح ً
وجوبا بمعنى أن الروم واإلشمام م ِ َ ً
جزما أو حتما ( بمعنى ً
قطعا أو حظالَ ( أي :منع عنه ً
قطعا ) َ ْ ً نائب فاعل ) ُ ِ
فال يدخل الحركة إذا كانت فتحة ووقف على الحرف األخير باإلسكان ال يدخله روم وال ماذا ؟ وال إشمام ال يدخله روم وال
إشمام وسيأتي تعريفه ،عرفنا المراد بھذين البيتين .
َ َ َْ
الحركة لضم ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
َِْ ُ َ َّ َ ْ
المحركة قف َ َ
على ِ ُّ ُ ِ
وبالسكون ِ ْ
) )
حتما ُ ِ َ
حظال عنه َ ْ ًذان َ ْ ُِ َ ْ ُ َ
والفتح ِّ َ
أصال ُ ْ
فيه ِمثل ُ َ ْ ٍ
كسر ِ والروم
َّ ْ ُ
) )
) وقف ْ َ
َ َ ْ َ َّ
وويكأن ِ ِ َ ِ ْ
للكسائي َ ُ خلف ْ
رسما ُ ُ َّ
في الھا الِتي َّ ِ
بالتاء َ ْ ً
)
ھذا يتعلق بالقراءات ولذلك لو يحذفون ھذه األمور كان أجود لماذا ؟ لم يستفد منھا الطالب وإنما يؤتى ببعض األمثلة في
علوم القرآن يؤتى ببعض األمثلة ليبين لك كيف وقف الكسائي وكيف وقف أبو عمرو وندخل في متاھات .
خلف ( ھذا الوقف على الرسم رسما ُ ْ ُ التي َّ ِ
بالتاء َ ْ ً خلف ( ) في الھا ( ھاء التأنيث ) في الھا َّ ِ رسما ُ ْ ُ التي َّ ِ
بالتاء َ ْ ً ) في الھا َّ ِ
ھذا نوع ثاني يسمى الوقف على الرسم مما يوقف عليه ھاء التأنيث ھذه فيھا تقسيم ھاء التأنيث التي في المصحف تنقسم إلى
القارعة ﴾ ] القارعة ُ َ ِ َ ْ ﴿ ، [2 ، 1 :
القارعة ﴾ القارعة * َما ْ َ ِ َ ُ ُسم بالھاء وھو المسمى بالتاء المربوطة فاطمة ﴿ ْ َ ِ َ ُ قسمين :ما ر ِ َ
﴾ ] المائدة [7 : عمة ّ ِ
واذكرواْ نِ ْ َ َ
نقول :ھذه ھاء مربوطة ما رُسم بالھاء وھو المسمى بالتاء المربوطة ،وما رسم بالتاء ﴿ َ ْ ُ ُ
رحمت ﴾ يرجون َ ْ َ َ
﴾ ورسمت بالتاء المفتوحة ﴿ َ ْ ُ َ لسنة َّ ِ
تجد ِ ُ َّ ِ ولن َ ِ َ ﴿ َ َ نعمة في بعضھا رسمت بالتاء المفتوحة أليس كذلك
رحمة رسمت في بعضھا بالتاء المفتوحة ًإذا عندنا تاء مربوطة وتاء مفتوحة يسميھا بعضھم المجرورة ما كانت مربوطة ھذا
القارعة ﴾ ھكذا تقف وال تقف بماذا القارعت ما القارعت ،ال ، القارعة * َما ْ َ ِ َ ُ
باتفاق الوقف عليھا بالسكون ال خالف فيھا ﴿ ْ َ ِ َ ُ
واحدا عند القراء أنه يوقف عليھا بالسكون ً ،إذا ما رسم بالھاء وھو المسمى بالتاء المربوطة وإال ً ليس فيھا خالف وإنما قوالً
ما رسم بالتاء ،فأما ما رسم بالھاء فالوقف عليھا بالھاء الساكنة وھذا مما اتفق عليه القراء وھو الموافق للقاعدة الكتابية
القارعُة
القارعة ﴾ الجملة خبر ًإذا ﴿ ْ َ ِ َ القارعة ﴾ ھذا مبتدأ ﴿ َما ْ َ ِ َ ُ العربية وال يدخل فيھا الروم وال اإلشمام ،ولو كانت بالرفع ﴿ ْ َ ِ َ ُ
القارعة ﴾ ھذه خبر مرفوع بالضمة ھل يدخله روم أو إشمام ؟ نقول :ال ،ال يدخله روم وال إشمام ﴾ ھذا مبتدأ مرفوع ﴿ َما ْ َ ِ َ ُ
بل يوقف عليه بالسكون لماذا ؟
عليه حالة الوصل والھاء ال حركة لھا في ألن المقصود بھما -الذي ھو اإلشمام والروم -بيان الحرف الموقوف
ٍ
فحينئذ القارعة ﴾ ھذا األصل لما وقفنا عليه أبدلنا التاء ھاء فقيل ) :القارعه ( . ﴿ َْ ِ َ ُ األصل لماذا ؟ ألنھا مبدلة من التاء
كيف نأتي باإلشمام لنبين حركة الھاء ،الھاء ليست لھا حركة ألنھا مُبدلة عن أصل ،وإذا جئنا بالروم أو اإلشمام لم نظھر
إظھارا لحركة الھاء ،والھاء األصل أنھا ال حركة لھا ً ،إذا ال يدخل فيھا الروم وال اإلشمام ألن ً حركة التاء وإنما كان
المقصود بھما بيان الحرف الموقوف عليه حالة الوصل والھاء ال حركة عليھا في األصل إذ ھي مبدلة عن التاء والتاء
معدومة في الوقف .
نعمت ﴾ وما ذكرناه من أمثلة فإنه مما اختلف فيه القراء قيل :إنه اختلف فيه القراء .وھو وا ِ ْ َ َ واذكر ْ ْ
أما ما رسم بالتاء ﴿ َ ُ ُ
ً
المذكور ھنا في النظم ) في الھا ( إذا ھاء التأنيث أي الھاءين المربوطة أم المفتوحة ؟
التي ( ھاء التأنيث يعني :في الوقف على الھاء ھاء التأنيث ) نقول :المفتوحة ألنھا ھي التي وقعت فيھا نزاع ) في الھا َّ ِ
ُسمت وخططت بالتاء المجرورة رسما أي :ھذا مصدر بمعنى اسم مفعول أي :مرسومة .أي :ر ِ َ ْ ً رسما ُ ْ ُ
خلف ( التي َّ ِ
بالتاء َ ْ ً َّ ِ
تجد ِ ُ َّ ِ
لسنت ولن َ ِ َ ﴾ ] البقرة َ َ ﴿ [218 : رحمت ّ ِيرجون َ ْ َ َ ﴾،و ﴿ َْ ُ َ نعمت ّ ِ التي ھي المفتوحة التاء المفتوحة نحو ﴿ َ ْ ُ ُ ْ
واذكروا ِ ْ َ َ
خلف ( والوقف خلف ( أي :خالف بين القراء ) في الھا ( ُ ْ ُ ) ، تحويالً ﴾ ] فاطر [43 :ھذه أمثلة ذكرت للتاء المفتوحة ) ُ ْ ُ َّ ِ
َ ْ ِ
خلف ( أي :اختالف عند أھل القراءات ،فوقف عليھا أبو عمرو على ھاء التأنيث التي رُسمت بالتاء في المصحف ) ُ ْ ُ
﴾ لو أراد أن يقف على نعمت ھل يقف نعمت ّ ِ
واذكرواْ ِ ْ َ َ والكسائي وابن كثير في رواية البزي بالھاء لو وقف على مثالً ﴿ َ ْ ُ ُ
نعمت ﴾ بالتاء المفتوحة أراد أن يقف على ھذه التاء ھل يقف بالھاء أو بالتاء ؟ قال : بالتاء أو الھاء ھنا فيه خالف ﴿ َ ْ ُ ُ
واذكرواْ ِ ْ َ َ
134
خلف ( فيھا خالف فوقف عليھا أبو عمرو والكسائي وابن كثير في رواية البزي بالھاء وقف عليھا أبو عمرو قال فيھا ) ُ ْ ُ
) واذكروا نعمه ( بالھاء ) ويرجون رحمه ( ) ،ولن تجد لسنه ( وقف عليھا بالھاء لماذا قالوا :كسائر الھاءات الداخلة على
إلحاقا لھذه التاء بالتاء األخرى المربوطة لئال نفرق وھذه ً إجرائا لھاء التأنيث على سند واحد يعني : ً األسماء كفاطمة ومسلمة
نسبت إلى لغة قريش بأنه ال فرق بين التاءين سواء كانت مربوطة أو مفتوحة يوقف عليھا بماذا ؟ بالھاء يوقف عليھا بالھاء
ھيھات ﴾ ] المؤمنون [36 :فقط ھيھاه وقف عليھا ھيھات َ ْ َ َ
وكذا الكسائي في مرضات والالت وھيھات وتابعه البزي في ﴿ َ ْ َ َ
بالھاء ،وكذا وقف ابن كثير وابن عامر على تاء أبت حيث وقع في القرآن ھذا عند الثالث أو األربع المذكورين ووقف
رحمت ﴾ ...إلى آخره على الرسم على ما ُذكر في الرسم ، يرجون َ ْ َ َ
نعمت ﴾ َ ُ ْ َ ﴿ ، الباقون على ھذه المواضع بالتاء ﴿ َ ْ ُ ُ ْ
واذكروا ِ ْ َ َ
ما علتھم ؟
تغليبا لجانب الرسم .ونسبت إلى لغة طيئ قيل ھي لغة طيئ ،الذي يترتب على األول إذا وقف بالتاء قيل :إنه ً قالوا :
يجوز اإلمالة على مذھب الكسائي كما سيأتي ويدخله الروم واإلشمام إذا وقف عليھا بالھاء ،التاء المربوطة إذا وقف عليھا
حينئذ تمال عند الكسائي ويدخلھا الروم واإلشمام على تفصيل في ھذه بعض المسائل عند أرباب القراءات ) ،في الھا ٍ بالھا
خلف ( يعني :الوقف على الھاء التي رسمت بالتاء المفتوحة أي :خالف بين القراء وبعضھم يجعل ھذا رسما ً ُ ْ ُ التي َّ ِ
بالتاء َ ْ َ َّ ِ
ُ
فحينئذ ھل الخالف مطرد أو فيما ال يسمع إال إفراده أو فيما ال ٍ أفرد ، ُمع وبعضھم ْ ِ خالف فيما لم يختلفوا فيه يعني بعضھم ج ِ َ
ربك ﴾ ) وتمت كلمات ( ھل ھو داخل أو ال ؟ ألن بعضھم سُمع كلمت َ ِّ َ وتمت َ ِ َ ُ
يسمع إال جمعه فيه تفصيل عندھم الذي ھو ﴿ َ َ َّ ْ
داخال في القول ؟ تفصيل عندھم . ً باإلفراد فقط وبعضھم بالجمع فقط وبعضھم بالجمع واإلفراد ھل ھذا يكون
وويكأن ( ھذه جاءت في القصص في موضعين وفي لفظ ويكأن ومثله اليا ( َّ َ َ ْ َ َ ) . على َ منھا َ َ وقف ِ ْ َ للكسائي َ ْ ُ ) َ َ ْ َ َ َّ
وويكأن ِ ِ َ ِ ْ
الرزق ﴾ في آية واحدة جاءت أليس كذلك ويكأن ھي األسبق ﴿ َ ْ َ َ َّ ُ
ويكأنه َال ُ ْ ِ ُ
يفلح يبسط ِّ ْ َ َْ ُ ُ ويكأن َّ َ
ويكأنه ال يفلح الكافرون ﴿ َ ْ َ َ َّ
وقف منھا على الياء منھا أي من ويكأن على ٌ الكافرون ﴾ ھذه ختام ،وفي لفظ ويكأن ومثله ويكأنه للكسائي في رواية الدوري َْ ُِ َ
ٍ
فحينئذ الياء يعني :كأنه جعل آخر الكلمة الياء وي كأنه َوي كأنه وي ھذه كلمة يقولھا المتندم والمتعجب وي ھذه لغة فصحى
جعلھا كلمة مستقلة الكسائي فوقف عليھا ) ويكأن ( ) ويكأنه ( إلى آخره ًإذا وفي لفظ ويكأن للكسائي في رواية الدوري
اليا ( على الياء منھا وقف على الياء وقف منھا على الياء على َ منھا َ َمنھا ( .وقف من الكسائي ) ِ ْ َ وقف يعني :وقف منه ) ِ ْ َ ٌ
أيضا متعلق بوقف ،جعل ) وي ( كلمة ً وقف ( منھا على الياء متعلق بوقف ألنه مصدر ،ومنھا ھذان متعلقان بقوله ُ ْ َ ) :
عمرو ( لكن إذا أراد أن يتبع أن يبدأ وي كأنه ال يُفلح يعني يبتدئ بما وأبو َ ْ ٍ ) َُ وكأن كلمة جعل ھذه كلمة وھذه كلمة ،
) وي ( ويبدأ بما بعده ) كأنه ال يفلح ( كأن اليا ( .أي :على على َ بعده وي كأن يبسط الرزق ًإذا نقول َ ْ ِ ) :
منھا َ َ
عمرو ( يعني :وقف أبو عمرو على كاف لھا على الكاف لھا من وأبو َ ْ ٍ لھا ( ُ َ ) ، كاف َ َ
على َ ٍ عمرو َ َ وأبو َ ْ ٍ يبسط الرزق ) َ ُ
) ويك أنه ( وقف على ماذا ؟ على الكاف فجعل ويك كلمة الكلمتين السابقتين في سورة القصص فجعل ) ويك أن ( ،
حينئذ ويلك حذفت منھا الالم ويك ويلك أنه ..إلى آخره يرد السؤال لم ٍ وأن ھذه كلمة وأنه كلمة فجعل ويك كلمة ويكون أصله
فتحت ھمزة أن ؟
قيل :إما أنه قدر لفظ اعلم وي اعلم كأنه ال يفلح ،وي اعلم كأن ،أو قدر الم الم الجر اعلم ) ويك ألنه ( ) ويك ألن
( يبسط إما بتقدير لفظ اعلم وما بعده تكون الھمزة مفتوحة ،وإما بتقدير الم الجر يعني :ال بد من مسوغ لكون الھمزة
لھا ( للكلمتين السابقتين ويكأنه فجعل ويك كلمة ويكون أصله ويلك حذفت منھا كاف َ َ مفتوحة ً ،إذا وقف أبو عمرو على ) َ ٍ
قد لھا ( أي :لكلمة ويكأنه ..إلى آخره .وغيرھم ) َ ْ وفتح أو ََفتح أن بعدھا على إضمار اعلم أو الم الجر أي :ألنه ) َ َ الالم َ ُ ِ َ
حمال ( يعني :على الكل بأنھا قد َ َحمال ( ًإذا عرفنا ويكأن فيھا مذھبان ھل ھما كلمة واحدة أم كلمتان سيأتي أن غيرھم ) َ ْ َ َ
تباعا للرسم ،وبعضھم جعلھا كلمتين ،ثم اختلفوا الكسائي جعل وي كلمة ثم ما بعدھا كلمة مستقلة ،وأبو عمرو كلمة واحدة ً
جعل ويك وقف على الكاف جعلھا كلمة مستقلة وقيل :ھذا ال أصل له .قيل :ھذا التفريق منسوب إلى الشاطبية والنشر
يقول أنه ال وجود له عند أبي عمرو وال الكسائي .
حمال ( وغير من ؟ غير الكسائي وأبي عمرو ھم اثنين أم عشرة اثنان ولم قال :غيرھم .لم جمع ؟ قد َ َ وغيرھم ) َ ْ
ألن لھما أتباع يعني باعتبار الرواة ] أحسنت [ ھذا وجه ،ويحتمل أنه للتعظيم ويحتمل أن أقل الجمع اثنان فال إشكال ) ،
حمال ( حمال ( األلف لإلطالق ) َ َ قد َ َ وغيرھم ( أي :غير أولئك وھم الكسائي وأبي عمرو وھم باقوا السبعة وھم خمسة ) َ ْ َ َْ ُ ُْ
األلف لإلطالق وحمال بمعنى حمل الوقف على آخر الكلمة وھي النون في ويكأن والھاء في ويكأنه ويكأنْ ويكأن ْه بالوقف
حمال ( أي :حمل الوقف على آخر الكلمة واعتبر أن قد َ َ حمال ( غير الكسائي وأبي عمرو ) َ ْ قد َ َ على األصل ً .إذا وغيرھم ) َ ْ
إتباعا للرسم .قال في التقريب :ھذا ما عليه الشاطبي .يخطئون بعض األشياء في الشاطبية ً ويكأن ويكأنه ھذا كلمة واحدة
رسما باإلجماع وھو األولى والمختار ً وأكثر المحققين لم يذكروا شيئا من ذلك ،فالوقف عندھم على الكلمة برأسھا التصالھا ً
135
في مذھب الجميع ُنسب إلى الكسائي ھذا وقيل :إنه يجوز عند أبي عمرو أو يجوز الوجھان عند الكسائي ويجب عند أبي
عمرو قيل :توجيه بھذا .
عدا َ َ ِ ْ
الموالي الرسول ﴾ ما َ َ
َھذا َّ ُ ِ مال بالم َ ْ ِ
نحو ﴿ َ ِ َ َ َُ
ووقفوا ِ ِ
) )
ووقفوا ( أي :القراء خالف ُ َ َ َ ) ، أيضا في دعوى خالف ِ ٌ ً استثني إن صح الخالف ووقفوا ( أي :القراء كلھم أو إال ما ُ ) َ َ َُ
ھذا مال َ َ
الرسول ﴾ ] الفرقان [7 :ھذا في الفرقان ﴿ َ ِ مال َھذا َّ ُ ِ كلھم على الم بالم الباء ھنا بمعنى على ،على الم نحو مال ﴿ َ ِ
القوم ﴾ ] النساء [78 :مال ) ،ما ( ،ھل يوقف على ) ما ( أو على الالم ھذا فيه لھـؤُ الء ْ َ ْ ِ الكتاب ﴾ ] الكھف َ َ ﴿ ، [49 :
فما ِ َ َِْ ِ
ًّ
اختياريا ًّ
اضطراريا أم الكتاب ﴾ يعني :إذا أراد أن يقف سواء ھذا ْ ِ َ ِ مال َ َ
مال ( ثم ُيْكِمل ُون ﴿ َ ِ نحو ﴿ َ ِ ووقُفوا ِ ِ
بالم َ ْ ِ خالف ) َ َ َ
واألظھر أن المراد اختياري فلو وقف ھل يقف على ما أو على الالم ؟ ھذا فيه نزاع بينھم أما في الوصل ال بد من الرجوع ،
إتباعا للرسم ألن الالم تقع مفصولة عما بعدھا ، ً الرسول ﴾ (
مال َھذا َّ ُ ِ نحو ِ َ ﴿ : بالم َ ْ ِ ألنه ال يتم معناه إال بما قبله ) َ َ َ ُ
ووقفوا ِ ِ
تنبيھا على انفصاله ً كتبت الم الجر في ھذه المواضع الثالث المذكورة مفصولة عن مجرورھا كتبت مفصولة عن مجرورھا
ُكي اإلجماع إتباعا للرسم يعني :ال على ما .ھذا ح ِ َ ً ً
واضطرارا على الالم ً
اختيارا عن مجرورھا في المعنى فوقف الجميع
فحينئذ الخالف ال وجه له . ٍ
عدا ( ھذا الموالي ( ًإذا الوقف على الالم إال من ؟ إال الكسائي وأبا عمرو ) ما َ َ عدا َ َ ِ ْ الموالي َّ ِ ِ ْ َ
السابقين ( ) ما َ َ عدا َ َ ِ ْ ) ما َ َ
وجوبا ....المفھوم من السابق و ) ً عدا ( فعل ماضي وفاعلھا ضمير مستتر عدا ( ) ما ( مصدرية و ) َ َ استثناء يعني ) :ما َ َ
السابقين ( ھذا بدل أليس كذلك ؟ بدل أو ال ؟ بدل بعض منكن موالي جمع و ) َّ ِ ِ ْ َ
السابقين الموالي ( ھذا مفعول به منصوب ) َّ ِ ِ ْ َ ََ ِ ْ
الموالي ( قالوا :الكسائي ظاھر عدا َ َ ِ ْ حينئذ بدل بعض منكن ًإذا ) ما َ َ ٍ ( مثنى أليس كذلك موالي جمع والسابقين ھذا مثنى
عدا أنه مولى ألنه أصله من فارس وأما أبو عمرو فمشھور أنه مازني من مازن قبيلة من العرب ،حينئذ كيف يقول ) :ما َ َ
الموالي ( .وأبو عمرو ليس بمولى والكسائي ھو المولى ؟ نقول :من باب التغليب . ََ ِ ْ
فعلى َما ( يعني :وقفوا على ) ما ( ، َ َ
السابقين ( بالتثنية منصوب بالياء ألنه مثنى ،والمراد به أبو عمرو والكسائي ) َ ) َّ ِ ِ ْ َ
ُ َ
السابقين ،ف َعلى ( لفظ ما على الالم ) َوقفوا ( فعلى َ َ الموالي َّ ِ ِ ْ َ
عدا َ َ ِ ْ الرسول ﴾ .لم يقفوا على الالم ) ما َ َ مال َھذا َّ ُ ِ ثم قالوا ِ َ ﴿ :
لفظ ما ال على الالم وقفوا ،ثم يبتدئ بالالم متصلة بما بعدھا ألن حرف الجر من الكلمة اآلتية يعني :ال بد من الرجوع ً
عدا َ َ ِ ْ
الموالي الكالم في الوقف فقط يقف ثم إذا أراد أن يبتدئ بما بعده ال بد من الرجوع ألن الالم داخلة في الكلمة اآلتية ) ما َ َ
تبع الناظم أصله )) النقاية (( قال في التقريب :ووقف أبو عمرو على ما لقوله تعالى ﴿ : وقفوا ( ھذا َ ِ َ فعلى َما َ َ ُالسابقين َ َ َ ،
َّ ِ ِ ْ َ
مھطعين ﴾ ] المعارج كفروا ِ َ َ َ
قبلك ُ ْ ِ ِ َ َ فمال َّال ِ َ
ذين َ ُ َ
مال َھذا ﴾ بسورتي الكھف والفرقان ﴿ َ ِ َ القوم ﴾ ] النساء ، [78 :و ﴿ َ ِ َ
لھـؤُ الء ْ ْ ِ ََ
فما ِ َ
[36 :في المعارج ھذا والباقون على الالم في األربعة إال الكسائي فله الوقف على كل منھم ،ھذا ما في الشاطبية ،وفي
حاكما على الكل ،في النشر جواز الوقف على كل منھما ً النشر جواز الوقف على كل منھما للجميع ھم يجعلون ابن الجزري
للجميع ً .إذا ال تفصيل إال أن يقال :أن كالم الناظم محمول على الجواز بالنسبة للكسائي والوجوب ألبي عمرو ،وھذا
ذكرته في القول السابق ھذا المراد به ھنا على الجواز بالنسبة للكسائي والوجوب ألبي عمرو ًإذا المسألة فيھا خالف ،ھل
يقف على ما أو على الالم ؟
الجمھور على ما ،ونسب إلى الكسائي وأبو عمرو الوقف على الالم ولھم تعليل موجودة في الشروحات .
نحوهُ ِ ُ
قفوا وشبه َذا ِ َ ِ
المثال َ ْ َ َ ِْ ِ فعلى َما َ َ ُ
وقفوا السابقين َ َ َ ،
َّ ِ ِ ْ َ
) )
شبه َذا ( ھذا مشار إليه ،المثال ھذا بدل أو عطف شبه يعني :مثل ) َذا ِ َ ِ
المثال ( المثال جزئي يُذكر إليضاح القاعدة ) ِ ْ ِ
حينئذ ج َُّر ھنا ألن شبه مضاف وذا مضاف إليه ،والمثال ھذا بالجرِّ بالكسر أي ) ٍ بيان أو نعت ،وبدل المجرور مجرور ،
قفوا ( أمر من الوقف يعني :قف أنت أو يا من نح َوهُ ِ ُ
الرسول ﴾ ) َ ْ شبه َذا ( المثال المذكور في النظم السابق ﴿ َ ِ
مال َھذا َّ ُ ِ ِْ ِ
قفوا ( أو تبعوا ھذا أمر من قفوا لكن األولى أن يجعل ً
أمرا من يقرؤون ھذا النظم نحوه عليه ،نحو مفعول به مقدم لقوله ُ ِ ) :
الوقف ،تبعوا من قفا أثره بمعنى تبع وھذا قد يكون فيه بعد .
136
ًإذا عرفنا أن ھذا الوقف المراد به الوقف على الرسم وھذا بحث في القراءات وإنما ذكروا ھذا مثال ،ثم قال رحمه :
النوع الثالث اإلمالة ،ونميل عن الدرس .
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
َّ ونقف على ھذا
137
الشريط العاشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ٍ الحمد رب العالمين ،والصالة والسالم على نبينا
أما بعد :
العقد الثالث وھو ما يرجع إلى األداء ،وذكرنا أن العقد الثالث ھذا سبق الحديث في باب أو النوع األول والثاني من ِ
متعلق باألداء بكيفية قراءة القرآن الوحي ال بذات األلفاظ ال بجوھر األلفاظ وإنما يتعلق بكيفية أداء الوحي من حيث الوقف
واالبتداء من حيث اإلمالة من حيث تخفيف الھمز إلى آخره اإلدغام وما يذكره المصنف وما زاد عليه بعضھم في المطوالت
.
الوقف واالبتداء قلنا :ھذا نوعان .الكالم في ما يوقف عليه ويبتدئ به ھذا نوع وھذا قلنا االبتداء وال إشكال فيه أمره
اختياريا بخالف الوقف فإنه ينقسم إلى :اختياري ،اضطراري .واالختياري ھذا قد يكون ً واضح ولذلك ال يكون إال
تبعا للمشھور إلى أربعة أقسام اختياري بسبب كاالختباري واالنتظاري وقد يكون بغير سبب ،وھو الذي قسمه المصنف ھنا ً
ٌ
ووقف كاف . ٌ
ووقف تام ، ٌ
وقف حسن ، ٌ
وقف قبيح ، :
ثم قسم أو ھذا النوع أھم ما يعتنى به وھو الذي ذكر أھل العلم أن متعلق فھم القرآن يكون بماذا بمعرفة الوقف ،لذلك نقل
ترتيال ﴾ ] المزمل . [4 :قال :ھو تجويد الحروف ومعرفة ورتل ْ ُ ْ َ
القرآن َ ْ ِ ً عن علي رضي تعالى عنه في تفسير قوله ِ ِّ َ َ ﴿ :
الوقوف .وھذا ھو المراد به وليس المراد به ما يوقف به على آخر الكلمة من السكون واإلشمام والروم ،بل المراد به ھو
ذاك الذي ذكرناه وبسطنا فيه الكالم لماذا ألن االرتباط في المعنى إما أن يكون من جھة اللفظ بما قبله إذا وقف على الكلمة ،
مرتبطا بما قبله من جھة اللفظ والمعنى أو من جھة المعنى دون اللفظ ،أما أنه ً إما أن يكون بما وقف عليه يعني ما بعده
يتصور أن يكون انفصال تام ال من جھة اللفظ وال من جھة المعنى ھذا يمكن أن يكون في خواتيم السور إذا لم نقل بمناسبات
منفصل ً
لفظا ال ٌ بين آخر آية في السورة والتي تليھا ،يمكن أن يكون انفصال تام من جھة اللفظ والمعنى أما فيما ي َّ َ
ُدعى أنه
معنى لعل المراد أنه المعنى الذي يرتبط بأصل الجملة وإال ارتباطه ما يبتدئ به بعد الوقف بما قبله من جھة اللفظ دون
المعنى ھذا ال يكاد يتصور أو من جھة المعنى دون اللفظ نقول :ھذا ال يكاد يتصور ولذلك ضبط ھذا الباب ً
أيضا يتعلق بباب
العقد الرابع أو الخامس . الفصل والوصل عند البيانين وسيذكر المصنف ھنا في ِ
والنوع الثاني :ھو كيفية الوقف وھذا أدنى من األول من جھة األھمية لماذا ألنه ال ارتباط له بجھة المعنى وإنما االرتباط
حرف منه ھذا بناء على األصل المطرد عندھم وھو أنه ال يوقف على متحرك وإنما يوقف ٍ من جھة كيفية الوقف على آخر
على الساكن ،ولذلك الوقف بالسكون ھو األصل ثم أرادوا أن يشيروا للحركة التي حذفت ألن السكون عدم حركة ليس ھو
بحركة وال نسميه حركة بل نقول ھو عدم حركة ليس بشيء ال بضمة وال بكسرة وال بفتحة ،أرادوا أن يدل على أن
وبينا كل ما يتعلق بنقل ھذين النوعين المحذوف كسرة أو ضمة أشاروا إليه بنوعين ھما :اإلشمام ،والروم َّ
َ َ َْ
الحركة لضم ْ َ ُ
االشمام ِ َ ِّ وزيد
َِْ .............................
) )
والروم ِ
فيه -أي بالضم – َّ ْ ُ
حتما ً ُ ِ َ
حظال عنه َ ْ والفتح َ ِ
ذان َ ْ ُ َْ ُ كسر ُ ِّ َ
أصال فيه ِ ْ
مثل ُ َ ْ ٍ ِ وم
والر ْ ُ
َّ
) )
138
أشم
ولكن نزيد على ھذا زيادة المقام نقول :ھنا يزيد بكون القراءة سنة متبعة بمعنى أنھا منقولة عن النبي فيكون النبي َّ
وأيضا أدخل الروم فيما ذكر . ً
لفظ واحد يعني يجوز الوقوف عليه بالسكون فقط ھذه الثالثة قد تجتمع وقد تفترق الروم واإلشمام والسكون قد تجتمع في ٍ
ً
أو باإلشمام فقط أو بالروم فقط ،ما يوقف باألقسام الثالثة السكون واإلشمام والروم وھو ما كان متحركا بالرفع أو بالضم
مبنيا يمكن أن يكون اإلشمام في المبني ً ،إذا يوقف باألقسام الثالثة السكون المحض معربا وبالضم إن كان ًّ ً بالرفع إن كان
نستعين ﴾ ] الفاتحة [5 :ھذا بالضم يوقف ً
مبنيا ﴿ َ ْ َ ِ ُمعربا أو بالضم إن كان ّ ً ً
واإلشمام والروم في ما كان متحركا بالرفع إن كان
، نستعين ﴾ ويوقف عليه باإلشمام وبالروم ألن الروم يدخل الضم كما يدخله اإلشمام كذلك ﴿ ِمن َ ْ
قبل ُ ﴾ عليه بالسكون ﴿ َ ْ َ ِ
حينئذ ﴿
ٍ قبل ُ ﴾ ھذه الضمة ھنا ضمة بناء َ
بعد ﴾ من قبل لو وقف عليھا يقف عليھا بالسكون كذلك بالروم واإلشمام و ﴿ ْ ﴿ ِمن َ ْ ُ
َ
قبل ُ ﴾ ِ ﴿ ،من َ ْ ُ
بعد ﴾ ھذان للبناء . نستعين ﴾ ھذا مثال للروم و ﴿ ِمن ْ َ َِْ
معربا أو بالكسر إن ً ً
متحركا بالخفض إن كان الروم فقط وال يجوز فيه اإلشمام وھو ما كان ِ ما يوقف عليه بالسكون وھو
يم ﴾ وقد نقف عليه بالروم وال يدخله اإلشمام لماذا الرحيم ﴾ ھذا قد يقف عليه بالسكون ﴿ َّ ِ
الرح ْ الرحيم ﴾ ﴿ َّ ِ ِ
الرحمن َّ ِ ِ
مبنيا نحو ﴿ َّ ْ ِ ًّ
ً
مختوما نقل إذا علة عدم إشمام الكسر ما كان ً مختص بالضم أو الرفع وال يدخل الكسر ،وامتنع اإلشمام لعدم ٍ ٌ ؟ ألن اإلشمام
بكسر إذا سكن نقول عدم النقل لماذا ؟ ألن المسألة ھنا نقليه بحتة وھذا ھو األصل في مباحث اللغة أنه نقليه بحتة . ٍ
وعُرفت أي اللغة ،وعُرفت بالنقل ال بالعقل فقط ،وإنما العقل يكون مستعمالً في استنباط األحكام فقط ال في إنجاز ألفاظ
ً
مشرعا نطق بألفاظ وإنما يُستنبط قواعد األصول فقط كما ھو حاله مع الشرع ،الشارع لم يجعل العقل ٍ وال في إنجاز كيفية
فسحة من جھة االستنباط والبحث والتدبر والتأمل والنظر لبناء الحكم المدلول على ً كذلك لم يھضم جانب العقل بل أعطاه
المعلوم كما ھو في شأن القياس ونحوه .
ً
مختوما بالفتح وھي وال الروم الثالث :ما ال يوقف عليه إال بالسكون فقط وال يجوز اإلشمام وال الروم فيه .وھو ما كان
المستقيم ﴾ ھذا منصوب إذا وقتالمستقيم ﴾ َ ِ َ ُ ﴿ ، متحركا بالفتح أو النقل غير منون نحو ﴿ ْ َ َ ِ َ
العالمين ﴾ َ ِ َ ُ ﴿ ، ً ً
أصال وھو ما كان
المستقيم ﴾ ال يجوز اإلشمام وال الروم لماذا ؟ اط ُ َ ِ َ الصر َ عليه تقف عليه بالسكون فقط السكون المحض ﴿ ِ َ
اھدنا ِّ َ
حكم فھي أمور مستنبطة فقط يعني البعض يقول لئال إذا فتح أو ُذكر من ِ َ ٍ لعدم النقل ھذا األصل لعدم النقل ،وكل ما ي ْ َ
ً
سماعا عن وفرعا إنما ھي منقو ً
لة نقالً ً حصل إشمام في الفتح أوھم أنه ضمة ..إلى آخره ،كلھا األصل أن اللغة أصالً
حينئذ نزيد على القراءة بأنھا وافقت القواعد العامة وأصول عامة من لغة العرب وكذلك ٍ العرب ،وإذا كانت القراءة كذلك
ھي سنة متبعة بمعنى أنھا منقولة عن النبي فتقرأ كما نقلت إلينا وال نعلل إال بالنقل ،إن وجد ما ھو موافق لألصول
طردا للقاعدة ..إلى آخره نقول :ال بأس فيه ً نخرِّ ُج ال بأس نقول حذفت الھمزة ونقلت حركتھا لما قبلھا حينئذ ُ َ
ٍ العامة والقواعد
نعلل بماذا ؟
ٍ ٍ
حينئذ ،لكن إذا لم تدخل العرب اإلشمام وال الروم في الفتح وجاءت القراءة كذلك
روم في الفتح ولم ينقل في السنة المتبعة التي ھي القراءات ونحوھا ثم ٌ إشمام وال
ٌ نعلل بأنه لم ينقل لم يسمع من لغة العرب
قال رحمه :
) النوع الثالث :اإلمالة (
ً
أيضا كما أن الوقف ٌ
منقول عن العرب ) النوع الثالث ( من أنواع العقد الثالث وھو ما يرجع إلى األداء ) اإلمالة ( ھذه
ً
منقول عن العرب وكما أن اإلدغام والتخفيف تخفيف الھمز كذلك والمد منقول عن العرب ،إذا مباحثھا في األصل ٌ واالبتداء
139
أيضا في )) األلفية (( باب اإلمالة وذكرھا الصرفيون الذين بحثھم ھي مباحث اللغة العربية ولذلك بوب ابن مالك رحمه ً
جدا يُرجع إلى محله أيضا باب اإلمالة وفصلوھا تفصيل طويل عريض ً منقطع عن علوم الشرع يعني من حيث الكتابة ذكروا ً
،وابن مالك لما بوب للوقف ألنه مما جاء عن العرب وبوب لإلمالة ألنه مما جاءت عن العرب .
أكرم الباب األول من ْ َ
أفعل وھو َ مالة ھذا من باب َ ْ َ َ أمال ي ُِمي ُل إِ َ َ ً ) النوع الثالث :اإلمالة ( ) اإلمالة ( ھذا مصدر إمالة َ َ َ
إكراما ُكرم ِ ْ َ ًأكرم ي ْ ِ ُإكراما ،وقلنا َ ْ َ َ ُكرم ِ ْ َ ً أكرم ي ْ ِ ُ إفعاالً باب َ ْ َ َ ُفع ُل ِ ْ َ
واحد وھو باب أفعل ي ْ ِ ٌ ٌ
حرف النوع األول من الثالثي المزيد عليه
أكرم الراء ھنا ھي العين صحيحة ليست بحرف علة ، أفعل َ َْ َ ْ
أكرم َ َ َ ْ َ
مقيد في ما صحت عينه مثل َ َ إفعاالً ھكذا ھذا ٌ ُفع ُل ِ ْ َ َ َ َْ ،
وأفعل ي ْ ِ
اكتفاءً أقوم ما الذي حصل ؟ نقول : أقام أصله َ ْ َ َ أقوم ھذا األصل َ َ َ ألفا مثل أقام َ ْ َ َ حينئذ ً
ٍ ياء تنقلب واوا أو ً وأما إذا كانت العين ً
أصل يرجع ٍ حينئذ ال بد له من ٍ أفعل وأصل األلف ھذه منقلبة عن واو ْ َ
أقام وھو وزن َ َ َ
بجزء العلة ألنه سمع من للغة العرب َ َ
أقوم تحركت الواو ولم ينفتح ما قبلھا وألن ْ
أفعل َ ََ ْ َ
إليه بطرد األصول العامة عند الصرفيين ونحوھم ،فنقول أصله على زنة َ َ
ياء مركبة من شيئين :أن تكون متحركة وأن ينفتح ما قبلھا ،ھنا تحركت الواو ولم ينفتح ما قبلھا فنقول العلة في قلب الواو ً
أمال ي َُمي ُل إذاً َ
يمي ُل َ َ مال َ ِ يل ألن األلف ھذه منقلبة عن ياء َ َ َ
:اكتفاء بجزء العلة فقلبت الواو ياء فصار أقام كذلك أمال أصله أ ْم َ َ
ً
اكتفاء ٍ
وحينئذ نقول ً
ْل تحركت الياء ولم ينفتح ما قبلھا بل سكن ،إذا وجدت جزء العلة أمي َاأللف منقلبة عن ياء ،فأمال أصله َ َ
أمال ي ُِمي ُل بضم حرف ألفا فصار أمال ھذا أحسن وأسھل ،والوجه الثاني ذكرناه في متن البناء ھناك َ َ َ . بجزء العلة ُقلبت الياء ً
إفعال ھذا األصل إمالة أصله إِم َْيا ْل ِ ْ َ ً اعي
الد ِ أجاب َّ ُجيبُ ِمنْ َ َ َ المضارعة ألنه من الرباعي وضمھا من أصلھا الرباعي مثل ي ِ
ً
إمالة وال نقول :إِم َْياال دل على ماذا ؟ إقواما ونقول ِ َ َ إقامة ما نقل ِ ْ َ ً إقواما ونحن نقول َ َ ِ : أقوم ي ُْقوُ ُم ِ ْ َ ً إكراما َ ْ َ َ
ُكرم ِ ْ َ ً
أكرم ي ْ ِ ُكما نقول َ َ ْ َ :
إعالل بالنقل وھو كيف جاءت ھذه األلف ٌ إعالل بالنقل وإعالٌل بالحذف ،اإلعالل األول ٌ ثم إعالل حصل في الكلمة على أن َ َّ
ٌ
وإعالل إعالل بالنقل ، ٌ حينئذ حصل إعالل نوعان : ٍ إفعاالً فنقول إكراما ِ ْ َ
أكرم ِ ْ َ ًمع زيادة التاء واألصل أن المصدر الرباعي َ ْ َ َ
إقامة فدل على أن ً إقواما وإنما سمع اكتفاء بجزء العلة أنه لم يُسمع ِ ْ َ ً ً أيضا الذي جعلنا نقلب الواو ألًفا إقواما ًُقوم ِ ْ َ ً بالحذف َ ْ َ َ
أقوم ي ْ ِ ُ
ألفا إال إذا تحركت وانفتح ما قبلھا فوجدنا أن الواو ھنا تحركت ولكن ھذه األلف منقبة عن الواو ،والقاعدة أن الواو ال تنقلب ً
لم ينفتح ما قبلھا فال بد ونضطر أن نكسر القاعدة لكن بحيلة وال نأتي لھا ھكذا مباشرة نقول نقلبھا دون نظر للقاعدة لكن
فاكتفاء بجزء العلة ًإذا ما رددنا العلة كلھا ً نحتال على القاعدة فنقول :القاعدة أو العلة مركبة من تحرك الواو وانفتاح ما قبلھا
ألفا فاجتمع عندنا ألفان بجزء العلة فقلبت ً ٍ إقواما على األصل تحرك الواو واكتفي ً فحينئذ نقول : ٍ بجزء منھا ، ٍ وإنما اكتفينا
األلف المنقلبة عن الواو وھي عين الكلمة واأللف التي ھي ألف المصدر ال بد من حذف إحداھما قيل األولى وقيل الثانية ،
واألصح أنھا األولى التي انقلبت عن الواو لماذا ؟ ألنھم لما حذفوھا عوضوا عنھا والقاعدة عند العرب أنھم ال يعوضون إال
عن الحرف األصلي فدل على أن األلف المحذوفة ھذه عوض عنھا التاء ًإذا ھي أصلية وليست كونھا أصلية بعينھا وإنما
إقواما إقا ،ثم األلف حذفنا األلف األولى ً لكونھا منقلبة عن أصلي فعلمنا أن األلف التي انقلبت عن الواو ھي المحذوفة فقيل
إفعال ھذا األصل أليس كذلك ؟ قلبت إمالة أصله إِ ْم َيال ِ ْ َ ً إمالة مثله ھذه مقدمة إلمالة ، ً ً
إقامة ، وعوضنا عنه التاء فصارت
ألفا فاجتمع عندنا ألفان ألف المصدر الثانية وألف التي ھي عين اكتفاء بجزء العلة قلبت الياء ً ً حركة الياء ولما انفتح ما قبلھا
الكلمة منقلبة عن الياء اجتمع ألفان ال يمكن تحريك أحدھما ال بد من حذف األلف األولى أو الثانية ،اختلف فيھما على قولين
أصل ولكون ألف المصدر إنما جاءت لمعنى ،وما جاء ٍ والمرجح أنه األلف األولى للتعويض عنھا بالتاء وال يعوض إال عن
ألفا ھذه حرف مبنى حرف ال يدل على معنى ألن العين التي ھي انقلبت ً ٌ لمعنى فھو أولى بالثبوت مما ھو من حيث لفظه
وتلك األلف المصدرية حرف معنى وإذا دار األمر بين حذف حرف المبنى وحرف المعنى فأيھما أولى ؟ الحكم بكون
لة ، أمال ي ُِمي ُل إما ً حينئذ نقول :إمالة على مصدر َ َ َ ٍ المحذوف في حرف المبنى أولى ألن حرف المعنى كلمة بذاتھا برأسھا
ً
إمالة ُفع ُليل ُي ْم ِي ُل ي ُْم ي ُِمي استثقلت الكسرة على الياء فنقلت إلى ما قلبھا ھذا إعالل بالنقل يميل ُي ْم ِي ُل على وزن ي ْ ِ أصله أً ْم َ َ
إِم َْياالً ھذا أصله .
نوع من ھذه اإلمالة أفردھا جماعة من القراء في التصانيف .ما من ٍ
ٌ أمال َ َ ِ ، ) النوع الثالث :اإلمالة ( ذكرنا أنه مصدر َ َ َ
األنواع المذكورة إلى وقد أفردت بالتصانيف ولكن لما جمع السيوطي وغيرھم في مختصراتھم )) اإلتقان (( وغيرھا كثير لم
ينقل إلى اآلن ولم يطبع إال القليل منھا .
أفرده بالتصنيف جماعة من القراء قال الداني :الفتح واإلمالة لغتان مشھورتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل ُ
القرآن بلغتھم ً .إذا اإلمالة والفتح لغتان مشھورتان عن فصحاء العرب الذين نزل القرآن بلغتھم ھنا قرن بين القرآن وبين
دائما وھو أن ما ساغ وجاز وذاع طردا لألصل الذي نذكره ً ً كون اإلمالة من لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتھم لماذا ؟
وشاع في لسان العرب فاألصل وجوده في القرآن والذي ينفي ھو الذي عليه الدليل .
140
وأسد وقيس ھكذا قال الداني ،الفتح تحقيق األلف كما ھي ﴿ ٍ تميم
فالفتح لغة أھل الحجاز واإلمالة لغة عامة أھل نجد من ٍ
وأسد وقيس فھي ثابتةٌ ٍ والضحى ﴾ ] الضحى [1 :بدون إمالة ھذه لغة أھل الحجاز ،واإلمالة ھذه لغة عامة أھل نجد من ٍ
تميم َ ُّ َ
لغة لم ينقلھا إال األفراد ألنه إذا كانت اللغة قليلة ولذلك سنقيد لغة ضعيفة أو ٍ بلغة شاذة أو ٍ
ٍ لغات كثيرة من العرب ًإذا ليست ٍ في
دائما ننكر ماذا ؟ أن ال يحمل القرآن على لغة أكلوني ً
ما ذاع وشاع في لسان العرب أما ما كان النقل فيه ضعيفا فال لذلك ً
البراغيث مع أنھا لغة طيء أو بني الحارث ،كيف ننكر ھنا ونقول األصل ھو في ما كان في لسان العرب أنه يوجد في
حينئذ ھذا ھو األصل أما ما قل ٍ القرآن ؟ نقول :ما كان في لسان العرب وذاع وشاع وانتشر وكان لغة عامة أھل العرب
ناقلوه أو ندر قائلوه أو فيه خالف في ثبوته من جھة العرب ھذا أصالً ال يجوز نقول عكس ال يجوز حمل القرآن ولذلك نص
واحد حتى من المعاصرين ومنھم الشيخ ابن عثيمين رحمه أنه ال يجوز أن يُحمل القرآن على لغة أكلوني البراغيث ٍ غير
آت فينكرھا من آت فينكرھا من أصلھا يمكن أن يأتيك ٍ ألنھا لغة ضعيفة قليل نادرة ويمكن مثل ھذه اللغات ممكن أن يأتي ٍ
أصلھا لكن التي شاع وذاعت عند العرب ووجدت في المعلقات وفي غيرھا من النثر والنظم ھذه ھي التي نثبتھا في القرآن
النجوى َّ ِ َ
الذين ﴾ ] أنھا األصل ،ولذلك ال اختالف بين أن يُنفى حمل القرآن على لغة أكلوني البراغيث فنقول ْ ُّ َ َ َ ﴿ :
وأسروا َّ ْ َ
األنبياء [3 :ھذا ال يمكن حمله على لغة أكلوني البراغيث مع أن ظاھره عليه قلنا ال بد من تأويله وحمله على اللغة
المشھورة الفصحى الكثيرة التي ذاعت وشاعت ،وأما ما ندر فھذا ال ،نقول :العكس ولذلك قالوا :ھنا لغة أھل الحجاز ھي
كثير من العرب .
عامة أھل نجد ،وذكر بعضھم أنه لغات ٍ ِ الفتح ،واإلمالة لغة
ما ھي اإلمالة ؟
قالوا :اإلمالة ھي أن َ ْينح َُو يعني القارئ أو المتكلم العربي أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة ،فتحة األصل أنه ينطق بھا فتحة
حركة بين الفتح والكسر ،ھذا ما يسمى اإلمالة ،أو باأللف نحو الياء ٌ يء من الكسر فكأنھاكما ھي خالصة لكن يشوبھا ش ٌ
بياء خالصة بألف خالصة وال ٍ ٍ حرفا بين األلف وبين الياء ليست ً ينحو باأللف نحو الياء يعني يميل األلف وكأنھا ٌ
ياء فيكون
ً
كثيرا كثيرا وھو المحض ً بكسرة خالصة ،أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وباأللف نحو الياء ٍ وھناك ليست بفتحة خالصة وال
منھي عنه عندھمٌ ياء خالصة ،ال ھذا ً
بشاعة في اللفظ أو إلى أن تكون كسرة خالصة أو ً ٍ يعني يشبعھا لكن بحيث ال يؤدي إلى
ً
ياء خالصة وإذا نحى بالفتحة نحو الكسرة أال تكون كسرة خالصة ولكنه يعني أال تكون إذا نحى باأللف نحو الياء أال تكون ً
كثيرا لئال تصل إلى الياء الخالصة ھذا الميل ً ً كثيرا يعني :يعدلھا .ويميل األلف إلى الياء ميال ً يميل الفتحة إلى الكسرة ميالً
الكثير الشديد في الفتح إلى الكسر واأللف إلى الياء ھذا يسمى اإلمالة المحضة اإلمالة الكبرى ألن اإلمالة عندھم نوعان :
إمالة كبرى ،وإمالة صغرى .كما أن الفاصلة ھناك فاصلة كبرى وفاصلة صغرى عند العربية ھنا إمالة كبرى وإمالة
كثيرا وھو المحض أي اإلمالة المحضة ويقال لھا في اصطالح القراء :إمالة كبرى . ً صغرى ھذا الذي ذكرناه
وعندھم إمالة صغرى تقابلھا تسمى بالتقليل وھي :أن تلفظ بالحرف بحالة بين الفتح واإلمالة كاألولى أن تلفظ بالحرف
بحالة بين الفتح واإلمالة إال أن الفرق بين الكبرى أن تكون إلى الكسر أقرب ال تكسر خالص وإنما تكون إلى الكسر أقرب
وإذا كانت حالة متوسطة صارت ماذا ؟ إمالة صغرى ولذلك ھذه ال يمكن أخذھا مرة أو مرتين ھذه ال بد من دربة ال تأتي
كثيرا بحيث يكاد يكون ً ً
كثيرا ھذا اإللحاح إن كان فحينئذ أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة إن كانتٍ ھكذا بمثال أو مثالين واضح
ً
كسرة خالصة ال خالصة سمي إمالة كبرى إن لم يكن كذلك بل كان وسطا فھو إمالة صغرى ،وھي :أن تلفظ بالحرف بحالة
بين الفتح واإلمالة ،أي :بين لفظ الفتح ولفظ اإلمالة الكبرى ھذا تقيد بين اللفظ الفتح أو األلف مثله ولفظ اإلمالة الكبرى
وسط ال إمالة كبرى وال فتح خالص ال إمالة كبرى وال ألف خالصة ھذا ھو المراد باإلمالة ،القراء ما من قارئ إال وقد أمال
إال ما استثني وسيأتي لكن األكثر أنھم أمالوا ويختلفون في اإلمالة من جھة الكسرة ومن جھة القلة وإلى آخره لكن قراءتنا
مجراھا ﴾ ] ھود [41 :قال ﴿ َ ْ َ َ ليس فيھا إال إمالة واحدة قراءة حفص عن عاصم إمالة واحدة وھي في سورة ھود
رحمه تعالى :
حمزةُ ِ َ ِ ُّ
والكسائي ( ھذا األصل لكنه خففه ) َ َْ قد ( حرف تحقيق قد َ َ َ
أماال ( ) َ ْ حمزة والكسائي وھما من القراء السبعة ) َ ْ
ً َ
قد َ َ
أماال ( إمالة كبرى فعل ماضي واأللف ھنا للتثنية ترجع إلى حمزة والكسائي ) َ ْ قد َ َ َ
أماال ( األلف للتثنية أماال ھذا ٌ للوزن ) َ ْ
ً
مثال عند الوقف ،ال ،ھنا ً
أيضا أمالوا ھو ليس كاإلشمام ووصال يعني في حالة الوقف وفي حالة الوصل إذا وصلوا ً ً
وقفا
إمالة كبرى في الوصل وفي الوقف ،واإلمالة عند حمزة وعند الكسائي كبرى بمعنى أنه يأتي أو ينحو بالفتحة إلى الكسرة ً
141
ألف ينحو بھا إلى الياء أم َ َّ
ثم يرد السؤال :ھل كل ٍ تكاد تكون خالصة وينحو باأللف إلى الياء تكاد تكون خالصة ،لكن َ ِ ُ
تفصيل ؟
أصله ( ما أصله الياء ألن األلف كما سبق تكون منقلبة ُ
الياء ْ َُ ُ ً ً
أماال ( .إمالة كبرى وصال ووقفا ) َما ً َ َ
ثم تفصيل قال َ ) : َ َّ
أيضا األلف المنقلبة عن ياء ھي التي تكون ً استثناء عندھم ٍ عن واو وقد تكون منقلبة عن ياء ،األلف المنقلبة عن ياء وعلى
أصله ( ) َما ( ٌ
اسم ُ
الياء ْ َُ ُ كثر عندھم في كتب القراءات َ ) ،ما ثم استثناءات ُ ْ محالً لإلمالة الكبرى عند حمزة والكسائي لكن َ َّ
أصله ( ھذا خبر ،والجملة ال محل الياء ( مبتدأ ) َ ْ ُ ُ ُ أصله◌ُ ( ) الياء َ ْ ُ ُ مفعول به َ ) ،ما ٌ موصول بمعنى الذي في محل نصب
أصله ( قال بعضھم َ ) :ما ( أي :الحرف الذي ُ
الياء ْ َُ ُ ) لھا من اإلعراب صلة الموصول َ ) ،ما ( أي :الحرف الذي
متطرفة يعني في آخر ٍ ياء تحقيقا حيث وقعت في القرآن ،كل ٍ
ألف ً منقلبة عن ٍ ٍ ٍ
متطرفة والمراد به -كضابط عندھم -كل ٍ
ألف
أيضا ،تحقيقاً ً منقلبة عن واو ،والواو ھذا فيه استثناء عندھم ٍ منقلبة عن ياء ال ٍ الكلمة متطرفة في الطرف آخر الكلمة ،
قطعا قوالً ً
بمعنى أن ليس في الكلمة اختالف في كون األلف منقلبة عن ياء أو واو ،ما جزم بكون األلف منقلبة فيه عن ياء ً
موضع في كل ٍ خارج عن ھذا القيد حيث وقعت في القرآن في كل ٌ واحدا ھذا أطلقوا عليه بأنه تحقيقي وما اختلف فيه فال ، ً
الحياة ﴾ و ْ ً ً ً
سورة في كل آية وقعت بھذه القيود حمزة والكسائي قد أماال إمالة كبرى وصال ووقفا ،فخرج بقيد التحقيق نحو ﴿ َ َ ِ ٍ
ً
تحقيقا ً
الحياة ﴾ األلف ھذه ھل ھي منقلبة عن واو أو ياء فيه خالف إذا ليست األلف منقلبة عن ياء ومناة ﴾ ] النجم ِ َ َ ْ ﴿ [20 : ﴿ َ ََ َ
فال يمليھا ال حمزة وال الكسائي لماذا ؟
تحقيقا ال تحتمل أنھا منقلبة عن واو فما ً ألننا اشترطنا في الياء التي تمال أو األلف التي تمال ما كانت منقلبة عن ياء حقيقة
ومناة ﴾الحياة ﴾ و ﴿ َ َ َ َ
تحقيقا .نحو ﴿ ْ َ َ ِ ً حينئذ نقول :ال إمالة .فخرج بقوله : ٍ احتملت أنھا منقلبة عن واو أو وقع فيه نزاع
قائم ﴾ ً
أصل ھي أصل إذا الزائدة نحو ﴿ َ ِ ٌ ٍ لالختالف في أصلھما وقوله :منقلبة .أخرج ماذا ؟ أخرج الزائدة ألن المنقلبة عن
األلف ھذه زائدة ؟ ھل تدخلھا اإلمالة ؟ الجواب :ال ،لماذا ؟
ألنھا ليست منقلبة عن شيء وإنما ھي أصل ،وإن كانت لمعنى ،وبعن ياء نحو عصا ودعا ھذه منقلبة عن واو وليست
منقلبة عن ياء ودعا على المشھور منقلبة عن واو وليست منقلبة عن ياء وبالمتطرفة المتوسطة سار ھذه منقلبة عن ياء سار
تحقيقا ھل تدخلھا اإلمالة ؟ نقول :ال ،لماذا ؟ ً يسير ًإذا األلف ھذه المنقلبة عن ياء
ألنھا ليست متطرفة .
أصله ( .بھذه القيود ما أصله الياء يعني :الحرف الذي ھو ألف أصله الياء ووقعت ھذه الياء َ ْ ُ ُ ُ قد َ َ َ
أماال َما ًإذا قوله ْ َ ) :
تحقيقا فما لم تتوفر ھذه القيود فال إمالة على األصل العام . ً األلف متطرفة منقلبة عن ياء
أصله ( أي :الحرف الذي أصله الياء أو الياء أصله الياء َ ْ ُ ُ ُ ما َ أماال
ْ َ َ
قد ) والكسائي حمزة ( ْ
أفعاال َ اسما َأوأصله ْ ًالياء َ ْ ُ ُ
ُ ) َما
ألفا ليس المراد ھنا النظر لألصل فيمال أو ترجع األلف إلى أصلھا ثم تمال ال المراد بھا األلف وھذه األلف أصلھا ،ثم قلبت ً
اسما َأو َْأفعاال ( يعني :سواء كانت األلف منقلبة عن ألفا ) ْ ً ألفا ما أصله الياء ما الياء أصله ثم انقلبت ً الياء ثم انقلبت الياء ً
واو وھي متطرفة سواء كانت في األسماء أو في األفعال ،والحروف ؟
قالوا :ال إمالة في الحروف .
تحقيقا وھي متطرفة إذاً ً اسما أو فعال مثل الھدى ھدى ھذه األلف منقلبة عن ياء اسما ( يعني :كان ً أصله ْ ًالياء َ ْ ُ ُ
ُ ) ما
ً ً
تكون اإلمالة الكبرى عند حمزة والكسائي ،زنى ھذه ألف منقلبة عن ياء وھي متطرفة تحقيقا إذا تدخلھا اإلمالة الكبرى عند
اسما أو أفعاالً ھذه األلف بدل عن مأواكم ﴾ ) ،او َْأفعاال ( بألف اإلطالق سواء ً مثواكم ﴾ و ﴿ َ ْ َ ُ ُ حمزة والكسائي ،ومثلھا ﴿ َ ْ َ ُ ْ
أصال لأللف أو األلف التي ً التنوين جمع فعل والھمزة في ) او ( ھذه ساقطة للوزن ) َْأفعاال ( سواء كانت الياء التي كانت
متطرفة في األسماء كالھدى والزنا أو في األفعال كسعى وأتى ورمى وعسى ويخشى ً أصلھا الياء وھي متطرفة سواء كانت
وأبى ...إلى آخره ثم قال :
زكى ُ ِ ْ
التزم حتى ِإلى ََلدى َ َ
على َ َ َ َّ باليا ُ ِ
رسْم ِ َ كيف َما
َ ََّأنى ِ َ ْ َ
بمعنى
) )
) ............................ .................... ِْ َ ُ
إخراجھا
)
أيضا أنى في القرآن كيف ما وقعت حيثما وجدت أنى في القرآن فھذه داخلة فيما أماله حمزة ً ) ََّأنى ( يعني :وأماال
والكسائي لكن قيدھا قال بمعنى كيف يعني التي تكون لالستفھام ،وإذا قيل كما قيل بأن أنى ال توجد في القرآن إال استفھامية
142
كيف ( لالحتراز َ بمعنىفحينئذ قوله َ ْ َ ِ ) : ٍ فحينئذ القيد ھنا لبيان الواقع وإذا قيل بأن أنى تأتي في القرآن بمعنى متى ٍ بمعنى كيف
كيف ( .لبيان َ َ
بمعنىحينئذ على كال الحالين يكون قوله ْ َ ِ ) : ٍ أيضا الشراح قالوا :بمعنى كيف وبمعنى متى . ،ولكن مع ذلك ً
أيضا مع ما سبق ما الياء ً فكون ﴾ أنى بمعنى كيف أي :وأماال .أي :حمزة والكسائي . َ ُ َ َّ َ
الواقع ال لالحتراز ،أنى ﴿ أنى ُ ْيؤ
أيضا إنه داخل تحت أصل ما رسم بالياء يعني : ً أصله أماال أنى بمعنى كيف التي لالستفھام وكذلك بمعنى متى ،وھذا قيل
حينئذ ال داعي إلى ٍ رسم ( .منه أنى وإذا كانت منه أنى باليا ُ ِ ْ تحت األصل الذي سيأتي .األصل الذي سيأتي بقولھم َ ) :ما ِ َ
كيف ( أنى التي لالستفھام وبمعنى متى ،تأتي بمعنى كيف وتأتي َ تخصيصھا بالذكر ألنھا داخلة فيما سيأتي ) ََّأنى ِ َ ْ َ
بمعنى
بمعنى متى ،وفي اللغة تأتي بمعنى متى لكن في القرآن يحتاج إلى نظر ،قالوا :أنى التي بمعنى كيف إذا احترزنا بھا عن
التي بمعنى متى عالمتھا صالحية حلول كيف محلھا ،يعني :إذا صح أن تأتي بلفظ كيف محل فھي بمعناھا كما ھو الشأن
رسم ( ھذا الثالث . باليا ُ ِ ْ في سائر الحروف أو الكلمات التي تنوب بعضھا عن بعض ) َما ِ َ
األول :أماال ما الياء أصله .
الثاني :أنى التي بمعنى كيف .
أيضا ما .أي :الحرف الذي بالياء رسم .أي :رسم بالياء ھكذا على صيغة مثل ً الثالث :ما بالياء رسم .يعني أماال
حُبلى وھُدى ما بالياء رسم ،ما رسم بالياء وھذا أعم من األول .
رسم ( أيھما أعم ؟ ھذا أعم لماذا ؟ باليا ُ ِ ْ أصله ( وھنا ) َما ِ َ الياء َ ْ ُ ُُ ما العالقة بين ھذا وبين السابق ) َ َ َ
أماال َما
ألنه قد يرسم بصورة الياء وتكون األلف ھذه منقلبة عن ياء فيصدق مع ما مضى وقد تكون أعم منقلبة عن واو وقد تكون
فحينئذ إذا لم يعن أن ھذه ٍ مجھولة األصل ألن بعض الحروف بعض الكلمات آخرھا ألف ونعلم أن األلف ال تكون إال أصالً
أيضا تدخلھا اإلمالة عند حمزة والكسائي ً الياءات المنقلبة عن واو أو ياء صارت مجھولة األصل وإذا كانت مجھولة األصل
رسم ( َ ) .ما ( أي :الحرف الذي بالياء رسم .يعني في المصحف العثماني .وھي كل ألف متطرفة باليا ُ ِ ْ ً ،إذا قوله َ ) :ما ِ َ
كتبت في الرسم العثماني بالياء مما ليس أصله الياء ،إذا أردنا فكه عن القيد السابق إذا أردنا أن نجعل ھذا أصالً مستقالً
رسم ( مما ليس أصله الياء بأن تكون زائدة أو عن واو في الثالثي مثل ماذا ؟ ﴿ باليا ُ ِ ْ حينئذ نقول َ ) :ما ِ َ ٍ وذاك أصالً مستقالً
وموسى ﴾ ﴿ َ ُ َ وعيسى ﴾ ، حسرتى ﴾ ] الزمر َ ِ َ ﴿ ، [56 : ] يوسف َ ﴿ ، [84 :يا َ ْ َ َ أسفى ﴾ بلى ﴾ َ ﴿ ،يا َ َ َ متى ﴾ َ َ ﴿ ، ََ
زكى ُ ِ ْ
التزم على َ َحتى ِإلى ََلدى َ َ وغير ذلك مما رسم في المصحف العثماني بالياء إال ما استثني مما سيستثنيه المصنف ھنا ) َ َّ
رسم ( ألنھا رسمت بالياء لماذا إخراجھا ؟ ألنه لم يُنقل باليا ُ ِ ْ إخراجھا ( من أين ؟ ) َما ِ َ إخراجھا ( حتى التزم إخراجھا ) ِ ْ َ ُ ِْ َ ُ
حينئذ القراءة سنة متبعة حتى وإلى ولدى وعلى وزكى التزم إخراجھا من اإلمالة من الذي يمال ٍ إمالتھا فإذا لم ينقل إمالتھا
إخراجھا ( ھذا نائب فاعل اللتزم حتى وإلى وعلى ْ
ِ َ ُ ) و بالياء المرسوم من يمال الذي من ( إخراجھامن المرسوم بالياء ) ِ ْ َ ُ
ھذه الحروف ،قالوا :والحرف الحظ له في اإلمالة .ولدى ھذه اسم لدَ ى الباب في سورة يوسف أليس كذلك ﴿ ََلدى ْ َ َ ِ ِ
الحناجر
﴾ ] غافر [18 :أليس كذلك لدَ ى ھذه اسم وليست بحرف لماذا أخرجت عن اإلمالة ؟ قالوا ُ :كتبت في بعض المصاحف
حينئذ لم تمل ،وزكى زكى ھذا ٍ باأللف دون صورة الياء فلما كتبت في بعض المصاحف باأللف وفي بعضھا بسورة الياء
واوي األلف ھذه منقلبة عن واو إخراجھا حتى وإلى ولدى وعلى وزكى ھذه الكلمات الخمس التزم إخراجھا من األصل الذي
رسم ( . باليا ُ ِ ْ أخيرا وھو ) َما ِ َ ً ذكره
يمل ( لم ُ ِ َِ
سواھما ( ھذا مبتدأ ) ْ سواھما ( سوى حمزة والكسائي ُ َ ِ ) ، اعدل ( ُ َ ِ ) ، لمحلَھا ْ ِ ِ ِّ ببعض ِ َ َ يمل ِإال ِ َ ْ ٍَّ لم ُ ِ ِ َ
سواھما ْ ) َِ ُ
ببعض ( ھذا إثبات فدل إال ِ َ ْ ٍ يمل ( ھذا نفي ) ِ َّ لم ُ ِ ِ َ
ببعض ( ) ْ إال ِ َ ْ ٍيمل ِ َّ لم ُ ِ ِ َ
سواھما ( أي :سوى حمزة والكسائي ) ْ الجملة خبر ) ِ َ ُ
على ماذا ؟
يمل ( إمالة كبرى يعني :لم تتعلق إمالة سوى حمزة والكسائي لم ُ ِ ِ َ
أن المنفي ھنا اإلمالة الكبرى وليست اإلمالة الصغرى ) ْ
بكل ما أميل عندھما ال من جھة اإلمالة من كونھا كبرى وال من جھة ما تدخله اإلمالة يعني :من جھة الصفة أو من جھة
المحل ،من جھة الصفة كيفية اإلمالة فھي ليست بكبرى ،ومن جھة المحل يعني :ليس كل محل أماله حمزة والكسائي أماله
ببعض ( إال في بعض من المواضع إال ببعض من المواضع إال ِ َ ْ ٍ يمل ( إمالة كبرى ) ِ َّ لم ُ ِ ِسواھما َ ْ غيرھما بل ثم خالف ُ َ ِ ) ،
لمحلھا ( أي :اإلمالة ِ ِ ْ ) .
اعدل اعدل ( ھذا أمر من العدل يعني :ال تظلم َ ِّ َ َ ِ ) . لمحلھا ( أي :اإلمالة ِ ِ ْ ) . اعدل ( َ ِّ َ َ ِ ) ، ) ِ َ َ ِّ َ
لمحلھا ْ ِ ِ
( بمعنى :ال تظلم ،فتأتي باإلمالة في موضعھا مما أماله غيره حمزة والكسائي أو لك أن تحمل اللفظ على معنى آخر ) ،
) ِْ ِ
اعدل ٍ
حينئذ عدالً وعدوالً بمعنى حاد وعدل إليه بمعنى رجع ، عدَل َيعْ ِد ُل َ ْاعدل ( ھذا أمر من العدل َ َ اعدل ( ) ْ ِ ِ لمحلھا ْ ِ ِِ َ َ ِّ َ
( بمعنى :ارجع لمحلھا لمحل ذكرھا ھذه اإلمالة وھي كتب القراء والمعنى ھذا أحسن ،بمعنى أن المصنف أحالك إلى كتب
ببعض ( ًإذا سواھما لم يمل إال ببعض من المواضع ،ما ھي ھذه المواضع ؟ ) إال ِ َ ْ ٍالخالف وكتب ما يذكر فيھا من قراءات ) ِ َّ
143
اعدل ( لمحلھا يعني :ارجع لمكان ھذه المواضع لتعرف وتقف بنفسك فإن الموضوع طويل وال تحتمله ھذه المنظومة ) ِْ ِ
ً ِ َ َ ِّ َ
لمحلھا ( أي :من الكتب ِ ِ ْ ) .
اعدل ( ھذا أمر من َعدَل َيعْ ِد ُل عدوال إذا حاد ورجع .واضح ھذا ؟
يرد السؤال ما الفائدة من اإلمالة ؟
والضحى ﴾ يمدھا ثم قد يأتي باإلمالة )
قالوا :فائدة اإلمالة سھولة اللفظ وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر باإلمالة ﴿ َ ُّ َ
والضحي ( فكأنه أمالھا إلى الياء ) والضحي ( لم يرتفع لسانه كما ھو الشأن فيما إذا نطق باأللف كما ھي ،أن اللسان يرتفع
بالفتح وينحدر باإلمالة واالنحدار أخف عن اللسان من االرتفاع فلھذا أمال من أمال ،وأما من فتح ولم يمل فإنه رعى كون
ابن كثير فإنه لم يملابن كثير بالنصب ًإذا وكل القراء العشرة أمالوا إال َالفتح األصل وكل القراء العشرة أمالوا إال من ؟ إال َ
شيًئا في جميع القرآن وحاصل ما ُذكر في ھذا الباب اختصره المساوي في شرح اختصار جيد أن القراء في اإلمالة على
قسمين :
األول :منھم من أمال .
الثاني :منھم من لم يمل .
قسمان القراء منھم من أمال ،ومنھم من لم يمل .
واألول الذين ھم أمالوا من أمال األول قسمان :مقل ،ومكثر .
مقل ھم :ابن عامر ،وعاصم ،وقالون فإنھم ال يميلون إال في مواضع معدودة من ؟ ابن عامر ،وعاصم ،وقالون فإنھم
ال يميلون إال في مواضع معلومة ،ھؤالء المقلون .
ومكثر ھذا من القسم األول ومكثر وھم :ورش ،وحمزة ،والكسائي ،وأبو عمرو .فإنھم أمالوا في مواضع كثيرة لكن
ً
جمعا بين اللغتين أبو أصل حمزة والكسائي اإلمالة الكبرى وأصل ورش اإلمالة الصغرى وأما أبو عمرو فمتردد بينھما
عمرو متردد بينھما بين الكبرى والصغرى ً
جمعا بين اللغتين .
ثم قال رحمه :
المد
النوع الرابع ُّ َ :
ورش َ ْ َ
أطول ُ حمزةُ َ ْ ٌ وفيھما َ ْ َ
ِْ ِ َ يوصل ُ َ ،أو َما ُ ْ َ
يفصل ُ نوعان َما ُ َ َْ ِ
) )
حرىعمرو َ ِ فأبو َ ْ ٍَ
الكسائي َ ُ
مع ِ َ ِ ْ َ َ َ ِِ
عامر ابن
ُ ََْ َ
فبعدهُ ََ ِ ٌ
فعاصم
) )
صلْ خلفھم في ُ ْ َ
المنف ِ ولكن ُ ْ ُ ُ ْ
طرا ِ ْ ُ ًّ ُ َّ ِ
المتصلْ مكنوا فيمد َ َّ ُ وحرف َ ٍّ
َ ْ َ
) )
كرد َ ًّ
ردا . مد َيم ُُّد َ ًّ
مدا َ َ َّ العقد الثالث وھو ما يرجع إلى األداء المد وھو مصدر َ َّ
خلفھم في المنفصل النوع الرابع من ِ
كرد َ ًّ
ردا ِمنْ ِذي َ َ
ثالثة َ َ ّ ْالم َ َّ
ُعدى دَر
َمصْ ٍ ِقياسُ َفعْ ٌل
) )
ربكم ﴾ ] آل عمران . [125 :أي :يزدكم ربكم وعكسه القصر ألن عندنا يمددكم َ ُّ ُ
المد في اللغة :الزيادة .قال تعالى ْ ُ ْ ِ ْ ُ ﴿ :
مقصورات ِفي ْ ِ َ ِ
الخيام ﴾ ] مد وقصر مد فالن وقصر فالن ًإذا ضده وھو في اللغة :المنع .القصر في اللغة :المنع ٌ ُ ﴿ .
حور َّ ْ ُ َ ٌ
ً
مقصورا عند النحاة لكونه منع الحركة . الرحمن [72 :قيل :بمعنى المد .وقيل :بمعنى الحبس .ومنه سمي المقصور
مط ،المط ھو المد والمد ھو المط ،والمط ما ھو ؟ ھو طول زمن الصوت ﴿ َيا وأما المد في االصطالح فھو :زيادة ٍ
أيھا ﴾ ] مدھا [4ھذا طول زمن الصوت ھذا ھو المط ،فالمد ھو المط والمط ھو المد لكن ليس كل مط وإنما ھو محدود َ ُّ َ
اصطالحا زيادة مط في حرف المد على المد الطبيعي ،وما ھو المد الطبيعي ؟ قالوا :المد ً بقواعد وأصول ً ،إذا المد
الطبيعي ھذا نسبة إلى الطبيعة والسليقة يعني النفس السليمة تأتي بحركته ال تزيد وال ينقص ،المد الطبيعي ھو المد الذي ال
قول ھذا مد ٌ تقوم ذات الحرف إال به يعني :ال يمكن أن يؤتى بالحرف على وجھه الصحيح التام دون مط إال بھذا الوجه
حينئذ قول ھذه جاءت على ٍ طبيعي حركتين ألن كل حرف األصل أنه من حروف المد له حركتان له ألف كما يعبر بعضھم
144
طبيعتھا والسليقة لم يقل ُقول ] مد [2أو قُول ] مدھا [4ھذا لم يزد ولم ينقص المد الذي ال تقوم ذات الحرف إال به وليس
ً
طبيعيا ألن صاحب الطبيعة السليمة ال ينقصه السببي ال بد من ھمز وسكون ،وسميبعده ھمز وال سكون ألن المد الفرعي ّ ِ ّ
عن حده وال يزيد عليه ،وحده حركتان ويعبر عنه بألف ،كل ألف عن حركتين والحركة ھي بسط األصبع وقبضھا ال
باستعجال وال ببطء ،يعني ال يستعجل الحركة ھكذا ال ينقصھا عن حده وال يزيد عليه ،وحده مقدار ٍ
ألف يعني :مقدار
ووقفا وقدر األلف ھي أن تمد صوتك بقدر النطق بحركة إحداھما حركة الحرف الذي قبل المد واألخرى ھي ً حركتين وصالً
اصطالحا زيادة مط في حرف المد على المد الطبيعي لو قال على حركتين لما احتجنا إلى تعريفً حرف مد ًإذا عرفنا المد
ٍ
حينئذ ابتداء المد غير الطبيعي ابتدائه من ثالث فأكثر ألن االثنين المد الطبيعي ،زيادة مط في حرف المد على حركتين
لسببي فھذا ما زاد على حركتين فأقله ثالث .
الحركتين ھذه المد الطبيعي والمد الفرعي وا َ ِ ّ
ورش َ ْ َ
أطول ُ حمزةُ َ ْ ٌ
وفيھما َ ْ َ
ِْ ِ َ يوصل ُ َ ،أو َما ُ ْ َ
يفصل ُ َْ ِ
نوعان َما ُ َ
) )
فالواو الساكنة المضموم ما قبلھا ،والياء الساكنة المكسور ما قبلھا ،واأللف المفتوح ما قبلھا ال تكون إال مفتوح ما قبلھا
حينئذ ھي حرفٍ ولذلك ھي حرف مد ولين وحرف علة ،وأما الياء والواو إن سكنتا وحرك ما قبلھا بحركة ليست من جنسھا
لين ألنھا بمجرد السكون ھي حرف لين ثم إذا حرك ما قبل الياء بحركة من جنس الياء التي ھي كسرة أو الواو سكنت
حينئذ صارت ماذا ؟ حرف مد إذا كانت من جنس الواو أو الياء وإذا ٍ وحرك ما قبلھا بحركة من جنس الواو التي ھي الضمة
لم تكن فھي حرف لين فقد يجتمعان وقد يفترقان ،قد يفترقان وقد يجتمعان َ ْقو ٌل َبي ٌْع َ ْقول واو سكنت ً ،إذا صارت حرف لين
حينئذ صارت حرف لين فقط ْ َ ،قو ٌل َ ،بي ٌْع ياء ساكنة ٍ ما قبلھا من جنسھا أو ال ؟ ليس من جنسھا الفتحة ليست من جنس الواو
يقو ُل َِيبيعُ فھي حرف مد وحرف لين وتسمى حروف الزيادة وحروف المد وحروف فتح ما قبلھا فھي حرف لين فقط ،أما َ ُ
وذكر ؟ ] نعم أحسنت [ ال مد وال لين ليست بحرف مثل الصحيح صارت مثل وعدَ َ َ َ َ
اللين ،فإذا تحركتا الواو والياء مثل َ َ
حرف الصحيح وسميت حروف العلة لماذا ؟ لكثرة تغيراتھا ألنھا تنقلب الواو ياء ميزان ميوزان وتنقلب الواو ألف وتنقلب
الواو ياء وتنقلب الياء واو وتنقلب الواو والياء ألف ً .إذا ھذه التغيرات ھذا األصل في العلة ً ،إذا عرفنا أن حروف المد ثالثة
األلف والواو الساكنة المضموم ما قبلھا والياء الساكنة المكسور ما قبلھا المد نوعان :
نوحيھا ﴾ ] ھود [49 : أصلي ويسمى الطبيعي وذكرناه فيما سبق ألنه ذكره في الحد مثاله يكون فيما اجتمع فيه الثالث ﴿ ُ ِ َ
طبيعي ً ،إذا نقول :المد نوعان : ٌّ ًّ
طبيعيا ومدھا ٌّ
مد نو حي ھا ألف حروف المد الثالثة اجتمعت في ھذه الكلمة ومدھا ً
مدا
نوحيھا ﴾ وذكر تعريفه . أصلي ويسمى طبيعي مثاله ﴿ ُ ِ َ
النوع الثاني الفرعي :وھو الذي يتوقف على سبب ،والسبب ھو أمران :الھمزة ،والسكون .وشرطه وجود حرف من
جدا لكن الذي ذكره المصنف ھنا نوعان المتصل والمنفصل وإذا أنواعا كثيرة ً
ً حروف المد الثالثة السابقة ،وذكروا منه
أدخلوا العارض والالزم إلى آخره وحرفي وكلمي إلى آخر ما يذكر في كتب التجويد لكن المراد ھنا أن بعضه سببي وھو
الفرعي والسبب أمران :ھمز ،وسكون .ھذا أنواع كثيرة الذي يذكر ھنا معنا ھو المتصل يُسمى الواجب المتصل ،
والمنفصل .
المد الواجب المتصل ھو أن يأتي حرف المد والھمزة بعده أن يأتي حرف المد الذي ھو :الواو ،أو الياء ،أو األلف .
بريئا ً ﴾ ..إلى آخره ،سمي متصالً لماذا ؟ السماء ﴾ ِ َ ِ َ َ ْ ﴿ ،
المالئكة ﴾ َ ﴿ ،جاء ﴾ ِ َ ﴿ ، والھمزة بعده في كلمة واحدة مثل ماذا ؟ ﴿ َّ َ ِ
ً
لمجيء الھمزة التي ھي سبب المد مع حرف المد في كلمة واحدة اتصاال في كلمة واحدة سمي متصال لماذا ؟ لمجيء
واجبا ألنھم يعبرون المد الواجب المتصل سمي ً الھمزة والمد معه في كلمة واحد أو قلنا :التصال الھمزة بحرف المد وسمي
واجبا وھل المراد الوجوب االصطناعي أو الوجوب الشرعي ھذا ھو الذي فيه خالف وقع ] ،من لم يجود القرآن آثم [ ٌ
آثم ، ً
ھذا إثم شرعي أو إثم اصطناعي ؟
145
ً
خالفا شرعيا أليس كذلك ،العقاب والثواب شرعيان ال إشكال بإجماع أھل السنة ًّ ما عندنا اصطناع اإلثم ال يكون إال
المعتزلة ومن على شاكلتھم ،فالثواب والعقاب شرعيان ،وأما الوجوب عند الصرفيين والوجوب عند النحاة ..إلى آخره
أثمت ؟ُ زيدا يجب نصبه ھنا واجب النصب ھنا لكن تقول :ضربت ٌ
زيد . ضربت ً
ً
واجبا لماذا ؟ ِّي
حينئذ الواجب ھنا المد ُسم َ ٍ زيد . ال ،لست بآثم ،ضربت ٍ
فحينئذ قال :إلجماع القراء على مدھم لم يختلفوا فيه ،ومن يرى أنه شرعي ٍ قيل :ألنه من ال يرى أن التجويد واجب
ً
واجبا الجتماع أو إلجماع القراء اجتماعھم على مده أكثر من حركتين إذا خرج عن ً فحينئذ يكون باألدلة الشرعية ،وسُمي ٍ
المد الطبيعي أكثر من حركتين .
ومقدار مده ھذا ما وقع فيه النزاع ،لكن عندنا أربع حركات أو خمس حركات .
أنزل َ ﴾ ] البقرة : َ
المد الجائز المنفصل ھو :أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة األولى والھمزة أول الكلمة التي بعدھا ﴿ َما َ
[159ما حرف نفي آخرھا ألف وھي من حروف المد ،الكلمة التي تليھا أولھا ھمزة ًإذا وقع في كلمتين آخر الكلمة األولى
حرف مد وأول الكلمة التي تليھا ھمزة .
منفصال لوجود المد في آخر الكلمة والھمزة في أول الكلمة األخرى ،جائز لماذا ھو جائز ؟ ً سُمي
وجائزا لجواز قصره عند غير حفص لبعض القراء ومقدار مده على الخالف الذي سيذكره ً لوقوع االختالف فيه ،
آمنوا ُقوا َ ُ َ ُ ْ
أنفسكم ﴾ ] الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ آدم ﴾ ] البقرة َ ﴿ ، [33 :يا َ ُّ َ المصنف أربعة حركات أو خمس حركات مثل المتصل ﴿ َيا َ ُ
التحريم [6 :نقول :ھذا مد منفصل لكن خالصة ما سيذكره المصنف ھو أن المتصل والمنفصل اتفقا في الزيادة وتفاوتا في
النقص ،فال يجوز الزيادة على ست حركات التي ثالثة ألفات ست حركات ال يجوز الزيادة في المتصل وال المنفصل على
ست حركات ،وال يجوز نقص المتصل عن ثالث حركات وال المنفصل عن حركتين المتصل ،المتصل ال يجوز أن ينقص
فحينئذ ال بد من حركة واحدة ٍ طبيعيا وھم أجمعوا على مده ومطه ، ً على ثالث حركات لماذا ؟ ألنه لو نزل حركتين صار
طبيعيا ،فأقل ما نقل ثالث حركات فال يجوز نقصه عن ثالث ً مدا متصالً لصار ً
مدا طبيعيا وإال لما كان ً ً تخرجه عن كونه
حركات ،وال المنفصل عن حركتين ال يجوز نقص المنفصل عن حركتين صار مثل الطبيعي لماذا ؟ للخالف ألن بعضھم
أنفسكم ﴾ ھذا مثله مثل الطبيعي .ثم قال المصنف رحمه تعالى :وھذا باب آمنوا ُقوا َ ُ َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ
الذين َ ُ ْ يقصر المنفصل ھذا ﴿ َيا َ ُّ َ
من أبواب التجويد ،ھناك تفصيالت أخر :
يفصل ُ ( ھذا خبر مبتدأ محذوف ،والمد نوعان .ھل المد محصور في نوعين ؟ يوصل ُ َ ،أو َما ُ ْ َ نوعان َما ُ َ ) َْ ِ
مدا وھو المتصل والمنفصل نوعان والمد محصورا وإنما أراد أن يذكر حكم نوعين فقط ،وھو أشھر ما يكون ً ً ال ،ليس
يوصل ُ ( ھذا في ً
يوصل ُ ( أي الذي يوصل ،والموصول مع صلته في قوة المشتق نوعان المتصل إذا قوله َ ) :ما ُ َ نوعان ) َما ُ َ
يفصل ُ ( أي المنفصل . ْ َ
قوة المشتق ما ھو المشتق الذي ُيب ُْدل به اللفظ ھنا ؟ المتصل ،نوعان المتصل ) أو ( ھذه للتنويع ) َما ُ َ
يفصل ُ ( أي المنفصل بأن يكون يوصل ُ ( أي المتصل بأن يكون حرف المد والھمزة في كلمة واحدة َ ) ،أو َما ُ ْ َ نوعان ) َما ُ َ
حرف المد والھمزة في كلمتين ومثال ما ذكرناه .
واألول يسمى :المد المتصل أو واجب الواجب المتصل .
والثاني يسمى :بالمد الجائز .
وذاك واجب إلجماع واجتماع القراء على مده وھذا جائز الختالف القراء في مده ،فابن كثير والسوسي يقصرانه ويمدانه
مط على حرف المد على حركتين ،والقصر ترك تلك الزيادة ،يقصرانه يعني :القصر ضد المد ،المد ھو :المط زيادة ٍ
ً
فحينئذ ابن كثير والسوسي يقصرانه ويمدانه والباقون يمدانه بال خالف ،إذا وقع نزاع منھم ٍ وإبقاء المد طبيعي على حاله ،
من يعامل المنفصل معاملة الطبيعي فيمده حركتين .
أطول ُ ( من غيرھما َ
ورش ْ َ حمزةُ ٌ ْ َ ، وفيھما ( أي ھذين النوعين المتصل والمنفصل ) َ ْ َ يوصل ُ َ ،أو َما ُ ْ َ
يفصل ُ ِ ْ ِ َ نوعان َما ُ َ ) َْ ِ
ش ( بإسقاط حرف العطف حمزةُ بدون تنوين ألنه ممنوع من الصرف ور ٌ ) َ َْ ُ
حمزة ْ َ ، وفيھما ( أي المدين بالتثنية ) ِ ْ ِ َ
ً
تقريبا ٍ
ألفات أطول ُ ( من غيرھما ولھما ثالث َ
وورش ( بإسقاط الواو للوزن ) ْ َ ٌ ورش ( ) حمزة حمزةُ ٌ ْ َ ، للعلمية والتأنيث ) َ ْ َ
حينئذ أطول ما يمد فيھما المتصل والمنفصل ست حركات ،قالوا :وال يجوز الزيادة عليھما ،ال يجوز ٍ واأللف بحركتين
أطول ُ ( من َ
ورش ْ َ حمزة ٌ ْ َ ، وفيھما َ ْ َ ُ ً
الزيادة على ست حركات ألن أكثر ما س ُِمع ھو ثالث ألفات عند حمزة وورش ،إذا ) ِ ْ ِ َ
تقريبا في األشھر عند المتأخرين . ً غيرھما ولھما ثالث ألفات
عاصم
ٌ ً
وورشا فعاصم ( والعطف مع الترتيب يعني :فيليھما في الطول فيلي حمزة فعاصم ( والفاء ھنا للترتيب ) َ َ ِ ٌ ) ََ ِ ٌ
فيليھما في ماذا ؟ في الطول وله ألفان ونصف األلف بحركتين واأللفان بأربعة ونصف األلف حركة ،خمس ،ھكذا يعبرون
تقريبا وله مذھب آخر كمذھب ابن عامر والكسائي اآلتي ألفان ً ٌ
ونصف عاصم في الطول وله ألفان ٌ فعاصم ( يعني :فيليھما ) ََ ِ ٌ
146
مع ِ َ ِ ْ
الكسائي ( فبعده ابن َ ِ ِ
عامر َ َ مذھب آخر وھو أربع حركات ) َ َ ْ َ
فبعدهُ ُ ٌ فقط يعني أربع حركات ًإذا عاصم خمس حركات وله
عاصما في الطول ابن عامر الفاء ھنا مرادة للترتيب وھو اآلن بدأ بماذا ؟ باألطول ثم يبدأ اآلن أن ً أي بعد عاصم يعني فيلي
مع ِ َ ِ ْ
الكسائي ( ولھما ابن َ ِ ِ
عامر َ َ تقريبا ) ُ
ً عاصم الذي له ألفان ونصفٍ فبعدهُ ( يعني بعد َ
فعاصم َ ْ َ ، َ
يقف على ثالث حركات ٌ ِ َ ) ،
عمرو
ٍ عمرو ( يعني :فيليھما فيلي ابن عامر مع الكسائي أبو فأبو َ ْ ٍَ َ
تقريبا يعني أربع حركات في المتصل والمنفصل ُ ) ، ً ألفان
عمرو ( يعني :فيليھما فيلي ابن عامر والكسائي َ
فأبو َ ْ ٍ
) ُ َ العطف ھنا يكون على ما قبله ال على األول يكون على ما قبله
تقريبا ثالثة حركات ھذا آخر ً ٌ
ونصف عمرو وقالون وابن كثير وله ٌ
ألف ٍ عمرو وقالون وابن كثير ليس فقط أربعة فأبو ٍ أبو
مذھب آخر ألفان أربع حركات يعني :وافق ابن عامر ٌ تقريبا ولهً ٌ
ونصف عمرو ( له ٌ
ألف َ
فأبو َ ْ ٍ َ
واحد وقفنا عنده ُ ) ،
ً
حرى ( يعني حقيق وجدير بالتلو في المد أن يتلو ما سبق ،إذا وقع نزاع المد ،ثم قال : ٌ عمرو َ ِ والكسائي ) َ َ ُ
فأبو َ ْ ٍ
خلفھم في ُ ْ َ ِ
المنفصلْ ولكن ُ ْ ُ ُ ْ ُ ًّ
طرا ِ ْ ُ َّ ِ
المتصلْ مد َ َّ ُ
مكنوا في وحرف َ ٍّ
َ ْ َ
) )
مفعول به مقدم لمكنوا حرف مد مضاف إليه ،حرف مد المراد به الواو واأللف والياء ٌ حرف (
مكنوا ( َ ْ َ ) ، مد َ َّ ُ وحرف َ ٍّ ) َ ْ َ
مكنوه بمعنى أنھم ُ ً ً
مكنوا ( أي القراء مكنوا حرف المد بمعنى أن القراء مكنوا حرف المد أي جعلوا له مكانة ومنزلة َّ َ ، ) َ َّ ُ
اتفقوا في المد المتصل على اعتبار أثر الھمزة وھو زيادة المد المسمى عندھم بالمد الفرعي فال يجوز نقصه عن ثالث
المتصلْ ( أي في المد المتصل مكنوه بماذا ؟ مد في المد المتصل ) في ُ َّ ِ سابقا ً ،إذا مكنوا أي القراء حرف ٍ ً حركات لما ذكرناه
عمرو ٌ
ألف ٍ ُ
فحينئذ أقل ما وقفوا عليه ھو ما ذكر عن أبي ٍ ً
مدا فزادوه مطا بأنه مطوه عن أصله ،أصله حركتان فزادوه ً
طرا ( ُ
طبيعيا ًّ ) .
ً ونصف يعني :ثالث حركات ،ولو نزل قالوا :ال يجوز نزوله عن ثالثة حركات ألنه لو نزل لصار ً
مدا ٌ
استثناء منھم وإنما الخالف وقع في ماذا ؟ في المد المنفصل . ٍ جميعا تأكيد ھذا من غير ً مكنوا ( جميعا ) َ َّ ًُ أي
استثناء منھم وإنما الخالف في القدر ٍ جميعا من غير ً طرا ( أيالمتصلْ ( أي في المد المتصل ) ُ ًّ مكنوا في ُ َّ ِ مد َ َّ ُ وحرف َ ٍّ
) َ ْ َ
أي مقدار تلك الزيادة ،إذا لھم اتفاق في المتصل ولھم خالف اتفقوا على أنه ال بد من المد ثم اختلفوا في مقدار تلك الزيادة ً
ولذلك كما ذكرناه أن بعضھم يمده ست حركات وبعضھم خمس وبعضھم أربع وبعضھم ثالث ھذا يستوي فيه المتصل
عمرو وقالون وابن كثير أنه ٍ فحينئذ ال بد ألن أقل ما ُنقل عن أبي ٍ والمنفصل ً ،إذا في مقدار الزيادة وقع نزاع أما في المد
فحينئذ أقل ما سمع ھو الذي يجب الوقوف عنده والنزول إلى ما دونه قالوا :ال يجوز . ٍ ونصف وھذا أقل ما سمع ، ٌ ٌ
ألف
إذا حصل إجماع وحصل خالف حصل إجماع في المد ،المد من حيث ھو ،وحصل خالف في مقدار الزيادة وھذا َير ُّدنا ً
قول البلقيني فيما سبق :ھل األداء وكيفية األداء من التخفيف واإلمالة والمد متوترة أم ال ؟
البُلقيني توسط .ابن حاجب يقول :ال ،كلھا ليست متواترة .والبلقيني يقول :ما اتفق عليه القراء فھو متواتر وما اختلفوا
أداء في ما تواتر ،وما اختلفوا فيه ال يجب وال يتعين ،وابن الحاجب نفى ً فحينئذ يتعين ويجبٍ فيه فھو غير متواتر ،
والجمھور أثبت فھي ثالثة أقوال .
استثناء منھم ثم قال ْ ِ ) :
ولكن ٍ جميعا من غيرً المتصلْ ( أي :في المد المتصل ) ُ ًّ
طرا ( أي : مكنوا في ُ َّ ِ مد َ َّ ُ وحرف َ ٍّ) َ ْ َ
ولكن ( ھذا حرف استدراك واالستدراك ھو تعقيب الكالم برفع ما يُتوھم ثبوته أو نفيه ،وھنا ليس المنفصلْ ( ْ ِ ) ، خلفھم في ْ ُ ْ َ ِ ُُْ ُْ
خلفھم ( ،لكن ھذه مخففة ولكن ُ ْ ُ ُ ْ المتصلْ ( فال يشمل المنفصل ْ ِ ) ، عند ما يُتوھم ثبوته ألنه نص في األول على قوله ) في ُ َّ ِ
خلفھم ( أي اختالفھم أو خالف القراء خلفھم أي خلف القراء بمعنى اختالف القراء وقع في ماذا ؟ في المد من الثقيلة ) ُ ْ ُ ُ ْ
مكانا ،جعلوا لحرف ُكنة ً المنفصل أو في تمكين المد المنفصل ،ألنه قال في األول :مكنوا بمعنى :أنھم جعلوا لحرف المد م ْ َ
خلفھم في ْ ُ ْ َ ِ
المنفصلْ ( أي في ولكن ُ ْ ُ ُ ْ مكانا فأعطوه حقه من المط والزيادة وھنا لم يمكن بقي على أصله وھو حركتان ْ ِ ) ، ً المد
تمكين المد المنفصل ألن بعضھم يقصره كما ذكرناه عن من ؟ عن ابن كثير والسوسي يقصرانه ويعامالنه معاملة المد
حينئذ لم يمكن حرف المد ولكن ُخلفھم أي خالف القراء في المنفصل في تمكين المد المنفصل ٍ الطبيعي يعني :يمد حركتين
ھل يُمد أو ال ؟ ليس الخالف فقط في مقدار الزيادة وإنما الخالف في األصل ھل يمد أو ال ؟ من أصل المسألة ،أما المتصل
اتفقوا على أنه يُمد ثم اختلفوا في مقدار المد وھنا ال ،اختلفوا في ھل يمد أو ال ؟
فمنھم من لم يمد أي ال يزيدون على المد الطبيعي كما ذكرناه عن السوسي وابن كثير وبعضھم يزيد قالون .
مذھب آخر مده ثالثة أو أربعة حركات . ٌ ومنھم من مد وھم الباقون وقالون له
147
ًإذا نرجع إلى الخالصة التي يمكن أن تستوفيھا من ھذا ما ذكره الناظم نقول :المتصل والمنفصل اتفقا في الزيادة وتفاوتا
في النقص ،فال يجوز الزيادة على ست حركات وال يجوز نقص المتصل عن ثالث حركات وال المنفصل عن حركتين ،
والزيادة تجدونھا في كتب التجويد .
ورد تلته َ ْ َ َ
كيفما َ َ ْ جنس َما َ َ ْ ُ
من ِ ْ ِ ِ ْ ِ َ ّْ
بمد وإبدال ٌ
ِْ َِ ْ َ ٌ
فإسقاط نقل ٌ َْ
) )
سقطْمواضع َ َ تسھيل ٌ َ َ ْ
َ ْ ِْ ِ َّ َ َ ْ ُ
ھمز في َ ِ ٍ ورب َ ْ ٍ
َ ُ َّ فقط ِْ ِ
فيه أئنا نحو
) )
) ُ
القراء
كتب َّ ِ ُ
بسطھا في ُ ُ ِ ِإذ َ ْْ واإليماء
ِْ َ ِ بالرمز
ِ َّ ْ ِ وكل ُّ ذاَ ُ
)
كل المنظومة بسطھا في كتب القراء ،وبسطھا في كتب علوم القرآن ،وبسطھا في كتب التفاسير .
الھمز ( .
َِْ العقد الثالث :فيما يرجع إلى كيفية أداء ) َ ْ ِ ُ
تخفيف النوع الخامس من ِ
حرف ثقيل فيحتاج إلى ٌ ًإذا الھمزة يدخلھا التخفيف ،والتخفيف ضد التشديد والتثقيل ،فدل على أن الھمزة من حيث ھي
ماذا ؟ إلى تخفيف .
فرقا -أمس أظنه -بين ھمزة الوصل وھمزة القطع . الھمزة مخرجھا أقصى الحلق ،وذكرنا ً
بأنواع أربع لما كانت ٍ مخرجا ،تنوع العرب في تخفيھا ً الھمزة مخرجھا أقصى الحلق فكانت أثقل الحروف ً
نطقا وأبعدھا
الخفة ،ھذه ْ
الثقل ما جعله العرب قاعدة عامة وھي طلب ِ َّ ِّ
مخرجا يناسب ھذا َ ً أقصى الحلق وكانت أثقل الحروف وأبعدھا
ٍ
فحينئذ ال ثقيال على اللسان ً قاعدة عامة في النحو والصرف والبيان وفي كل ما يمكن إعمالھا -طلب الخفة . -فكل ما كان
وأحيانا يحصل نوع تكلف كبير من جھة تخفيف ھذا اللفظ بالحذف والتقدير إلى آخره ،إذاً ً عملية◌ لتخفيفه ال بد ، ٍ ٍ بد من
بأنواع ذكرھا المصنف في أربعة . ٍ تنوع العرب في تخفيفھا
-1النقل .
-2واإلبدال .
-3والتسھيل .
-4واإلسقاط .
موضع ،ولكن نذكر المراد بالنقل واإلسقاط ثم ٍ موضع عند القراء خالف قل أن تجد أنھم يتفقون في ٍ ھذه أربعة لكل
التفاصيل تجدھا في كتب القراء كما قال :
مجلد ،أحكام ٍ القراء ( ،ولذلك السيوطي رحمه يقول :أحكام الھمز كثيرةٌ ال يحصيھا أقل من كتب ُ َّ ِ بسطھا في ُ ُ ِ ) ِْإذ َ ْ ُ
مجلد ،يعني من أراد أن يؤلف فليجمع لنا الھمزات جزاه ً
خيرا . ٍ الھمزة كثيرةٌ ال يحصيھا أقل من
نقل ما يسمى بالنقل أو أنواع التخفيف في لغة العرب والتي وجدت في القراءات وھي سنة متبعة نقل ٌ ( يعني :أولھا ٌ ) َْ
النقل .
والمراد بالنقل :النقل لحركة الھمزة إلى الساكن قبلھا فنسقط تلك الھمزة ،يعني ھو إسقاط لكنه بمقدمة ،إسقاط بمقدمة ،
مقصودا لذاته ليس ھو عين النوع الثالث وإنما النوع الثالث تسقط الھمزة مباشرة ھكذا ً فاإلسقاط ترتب على النقل ليس
قد ﴾أفلح ﴾ ] المؤمنون ْ َ ﴿ [1 : قد َ ْ َ َ
بحركتھا ،وأما ھنا ال ،األصل النقل ،نقل حركة الھمزة إلى الساكن قبلھا ،فنحو مثالً ﴿ َ ْ
قد َ ْ َ َ
أفلح ﴾ ؟ افلح ( أم ﴿ َ ْ
قد ْ َ َ
أفلح ﴾ ھذه ھمزة أيھما أخف ) َ َدال ساكنة أليس كذلك ﴿ َ ْ َ َ آخرھا ٌ
فحينئذ أرادوا التخفيف فأسقطت حركة الھمزة -وھي الفتحة -أين أسقطت ؟ إلى الحرف الساكن الذي ٍ افلح ( أخف ، قد ْ َ
َ ) ََ
نون ( ھكذا افلح ْ ُ
المْوِم ُ َ قد ْ َ َ طلبا للخفة فلذلك قيل ) َ َ قبلھا على الدال فحركت الدال صارت متحركة والھمزة سكنت فأسقطت ً
فإسقاط ( لھا ،أي ٌ َ َ ْ َ
منون ( بنقل حركة الھمزة إلى الساكن قبلھا ثم أسقطت لذلك قال الناظم ) :نقل ٌ ِ ْ قد ْ َ َ
افلح ْ ُ
المْو ِ ُ َ قرأ ورش ) َ َ
فإسقاط لھا يعني بعد النقل والمراد ٌ سواء كانت ھذه الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة إلى ما قبلھا إلى الساكن قبلھا ٌ نقل لحركتھا
ھنا به يعني حكمة اإلسقاط طلب الخفة .
148
افلح ( بفتح الدال مع إسقاط الھمزة وذلك محله ضابطه متى ؟ قد ْ َ َ ًإذا نقول :النقل لحركتھا إلى الساكن قبلھا فتسقط نحو ) َ َ
ساكنا ال نقالً ﴿ ْ ِ َ َ
الكتاب ً إذا كان آخر الكلمة ساكنة ،أي كلمة ؟ التي قبل الھمزة ،إذا كان آخر الكلمة ساكنة ً ،إذا إذا لم يكن
بساكن . ٍ أفال ﴾ ] البقرة [44 :ال نقل وال إسقاط لماذا ؟ لكون الحرف الذي ھو الباء قبل الھمزة محرك وليس ََ َ
مد ولين ،يعني :يشترط في الحرف الساكن الذي تنقل إليه حركة الھمزة أال يكون ساكنا غير حرف ٍ ً إذا كان آخر الكلمة
أنفسكم ﴾ .ھل ننقل َ ُْ ُ َ ُ ً
حينئذ ال نقل بل صار ماذا ؟ صار داخال في أنواع المد ﴿ :قوا ٍ مد ولين مد ولين فإن كان حرف ٍ حرف ٍ
الحركة حركة الھمزة إلى الواو ثم نسقطھا نقول :ال ،شرط النقل أال يكون الحرف الذي قبل الھمزة حرف مد ،ھنا ھو
قطع أول الكلمة ٍ مد ولين ،وأتى بعده ھمزة ساكن ال إشكال لكنه تخلف القيد الثاني وھو كونه حرف مد ً .إذا غير حرف ٍ
إرم ﴾ ] بعاد * ِ َ َ افلح ( ،و ﴿ ِ َ ٍ قد ْ َ َفورش ينقل حركة الھمزة إلى الساكن قبلھا ويسقط الھمزة نحو ) َ َ ٌ فورش -وھذا كثر عنده -
سواء كانت الحركة ً ً
مطلقا نقل لحركتھا كلھا ً
لح ﴾ الھمزة مفتوحة ،إذا ٌ قد َْأف َ َ الفجر . [7 ، 6 :ھنا الھمزة مكسورة وھناك ﴿ َ ْ
امن ( ومن َ َ آمن ﴾ َ َ َ ) ، ومن َ َ امن ( ﴿ َ َ ْ ومن َ َ محركا بالكسر َ َ َ ) ، ً إرم ﴾ .التنوين ھنا يكون بعاد * َ َ فتحة أو ضمة أو كسرة ﴿ ِ َ ٍ
إرم ﴾ ھذا مثال للكسر بعاد * َ َ أفلح ﴾ ،ھذا بالفتح مثال آخر ﴿ ِ َ ٍ قد ْ َ َ َ ً
آمن ﴾ الحركة ھنا فتحة ،إذا ﴿ َ ْ ومن َ َ ھذا ما الذي حصل ؟ ﴿ َ َ ْ
حرف ساكن ٌ ظننت ﴾ ] الحاقة . [20 ، 19 :مع أنه إني قبله كتابيه ، كتابيه * ِِّإني َ َ ُ واستثنى أصحاب يعقوب عن ورش ْ ِ َ ِ ﴿ :
ظننت ﴾ فسكنوا الھاء وحققوا الھمزة ،وأما كتابيه * ِِّإني َ َ ُ وليس بحرف مد ومع ذلك لم يحصله النقل ھذا مستثنى من القاعدة ﴿ ِ َ ِ ْ
الباقون فحققوا وسكنوا في جميع ذلك ،وأما الباقون يعني غير ورش فحققوا الھمزة يعني :نطقوا بھا كما ھي وسكنوا في
نقل لحركتھا نقل ٌ ( أولھا ٌ فإسقاط ( ھذا بيان للنوع األول من أنواع التخفيف تخفيف الھمزة ْ َ ) ، نقل ٌ َ ِ ْ َ ٌ جميع ذلك ً .إذا قوله ْ َ ) :
فإسقاط لھا بعده يعني :بعد النقل وحكمة ھذا اإلسقاط ھو التخفيف . ٌ إلى ما قبلھا من ساكن غير مد
إبدال للھمزة الساكنة وقد تبدل الھمزة حال كونھا مفتوحة كما سيأتي . ُ ٌ ثانيھا :ثاني األنواع أنواع التخفيف ) ِ ْإبدال ٌ (
ً
مد من جنس حركة ما قبلھا ،فتبدل ألفا بعد الفتح ،نحو : اإلبدال المراد به عندھم أن ُتبدل الھمزة الساكنة حرف ٍ
مد من جنس فتح ،ماذا نصنع ؟ نبدل الھمزة حرف ٍ أھلك ﴾ ] طه َ . [132 :وأ ،ھذه ھمزة ساكنة بعد ماذا ؟ بعد ٍ
ْ وأمر َ ْ َ َ
﴿ َ ُْْ
أھلك ( ،واضح ھذا ؟ امر َ ْ َ َ الفتحة وھو األلف ) َو ُ ْ
نعيِّن أن ھذه مد ثم حرف المد ھذا يحتمل أنه ألف ويحتمل أنه واو ويحتمل أنه ياء ،متى ُ َ أن نبدل الھمزة الساكنة حرف ٍ
ً
ياء ننظر إلى الحرف المحرك إلى حركة الحرف قبله فإن كان فتحة أبدلنا الھمزة ألفا ،وإن كان واوا أو ً ألفا أو ً الھمزة نبدلھا ً
منون ﴾ ي ُْؤ ھمزة ساكنة أبدلت إلى واو لماذا قلت واو ؟ ألن ما قبل الھمزة الساكنة ضمة أو واوا ْ ُ ﴿ :يؤ ِ ُ َ ضمة أبدلنا الھمزة ً ً
الذئب ﴾ ] ﴿ ِّ ْ ُ يومنون ( ،أو إذا كانت الھمزة ساكنة وما قبلھا مكسورة فتبدل بياء : حينئذ محرك بضم ) ُ ْ ِ ُ َ ٍ الحرف المحرك
ت قصصْ ُ جيت ( ھذا قلب ،وھذه لغة فصيحة ] أي نعم [ ھذا مثل َ َ جئت ﴾ أو ) ِ الذيب ( ] ،نعم صحيح [ ﴿ ِ ْ َ يوسف ُ ْ ِّ ) . [13 :
وقصي ُ
ْت ت َ َّ قصصْ ُ مريت .ھذه صحيحة ذكرھا الحريري في شرح الملحة َ َ ْت الناس ال تقول ُ ِ َ : ومري ُ ت َ َّ ومررْ ُ
ْت َ َ ، وقصي ُ
َّ َ ،
ياء َمرِّ يت ِشيت يزيد ً ،إذا نقول :من جنس حركة ما قبلھا فتبدل ت إذا فك اإلدغام جاز قلب الحرف الثاني ً ومر ْي ُ
ت َّ َ ، ومررْ ُ َ َ
والموتفكة ( ] النجم [53 : َ َ َ ْ
الذيب ( أليس كذلك ِ ُ َ ) : ِّ
كسر نحو جيت ) ْ ُ وياء بعدً ُ
ضم نحو ُْ ) :يو ِ َ
منون ( وواوا بعد ٍ ً فتح ً
ٍ ألفا بعد ٍ
ورش مقيد بما إذا كان فاء الفعل ٍ تالمون ( ] النساء . [104 :وعند تألمون ﴾ ) َ َ ُ َ ائذن ِّلي ﴾ ] التوبة َ ُ َ ْ َ ﴿ ، [49 : ايذن ِّلي ( ﴿ ْ َ َْ )،
ھذا فيه تفصيل طويل عندھم .
سواء كانت الھمزة فاء الكلمة أم عينھا أم المھا يعني بخالف ورش ،ورش قيده إذا ٌ وبه يقرأ أبو عمرو يعني اإلبدال
ْ
جزما َ ِ ُ ﴿ :
ننسأھا ﴾ ً الما إال أن يكون سكونھا ً
فاء أو عينا أو ً سواء كانت ً ٌ كانت فاء الكلمة فاء الفعل ،وأما أبو عمرو مطلقة
ويه ﴾ توويه ھنا الھمزة أخف أو تركه ﴿ أرجئه ﴾ ] األعراف . [111 :أو ترك الھمز يكون فيه أثقل ﴿ ُ ْتؤ ِ ] البقرةْ ِ ْ َ ﴿ [106 :
وتؤ ِوي ﴾ الھمزة أخف من تركھا فصار ترك الھمزة ھو الثقيل ھو األثقل ] األحزاب . [51 :في األحزاب ﴿ َ ُ ْ وتؤ ِوي ﴾ َ ُْ
وتووي ( ھذا ثقيل فلذلك الترك ھنا أولى ،أو وتؤ ِوي ﴾ ِ ُ َ ) ، والھمزة مع كونھا فيھا ثقل إال أن تركھا في ھذا الموضع أثقل ﴿ َ ُ ْ
ور ْئيا ً ﴾ ] مريم . [74 :في سورة مريم فإن تحركت فال خالف عنه في التحقيق ال خالف عنه يوقع في االلتباس وھو ﴿ َ ِ
يعني عن أبي عمرو في التحقيق .
مد من جنس حركة الحرف الذي قبلھا إن كان الحرف كل ھذا ھو اإلبدال أن يبدل أو تبدل الھمزة الساكنة حرف ٍ على ٍ
ياء والتفصيل في كتب واوا وبالكسرة قلبت الھمزة ً ً
محركا بالفتحة قلبت الھمزة ألفا إن كان محركا بالضمة قلبت الھمزة ً ً ً
القراء .
149
وإبدال ٌ ( ھو ذكر ھنا : ) ِْ
ورد ( . كيفما َ َ َْ َ
تلته ْ َ ْ
جنس َما ُ َ َ ْ
من ِ ِ بمد ِ ْ ْ
وإبدال ٌ ِ َ ّ ) ِْ
إبدال للھمزة الساكنة ،وتبدل الھمزة المفتوحة عند ورش إذا وقعت فاء الفعل ٌ وإبدال ٌ ( يعني :وثانيھا أنواع التخفيف ) ِْ
تفصيل مرجعه كتب ٌ موذن ( ،وأما الباقون ففيه ِّ
ذن ﴾ ٌ َ ُ ) ، ِّ
مؤ ٌ موجال ( َ ُ ﴿ ، مؤ َّجالً ﴾ ] آل عمران ً َّ َ ُّ ) . [145 : واو ﴿ ُّ َ بعد ضم ٍ
وإبدال ٌ ( للھمزة الساكنة ما الحكمة ھنا ؟ القراء ) ِ ْ
واوا لما لم تسقط ؟ قالوا :حكمة اإلبدال ھنا المناسبة مع التخفيف وطلب التخفيف لكن لما ُعي َِّن قلب الھمزة ً
قالوا :للمناسبة .
جنس ( الذي يعين ھذا الحرف حرف المد ) من ِ ْ ِ ياء أو ألفا ) ِ ْ ً واوا أو ً مد ً بمد ( يعني بحرف ٍ ْ
وإبدال ٌ ( للھمزة الساكنة ) ِ َ ّ ) ِْ
واوا بعد الضم وألفاً تلته ( الھمزة ً ، جنس ( يعني :من حركة الحرف الذي ) َ َ ْ ُ من ِ ْ ِ تلته ( ھنا ال بد من التقدير ) ِ ْ جنس َما َ َ ْ ُ من ِ ْ ِ ِ ْ
تلته ( الھمزة وياء بعد الكسر ،من جنس حركة الحرف التقدير يكون بعد جنس من جنس حركة الحرف الذي ) َ َ ْ ُ ً بعد الفتح
تلته ( أي الھمزة ،والضمير في تلته يعود إلى ) َما ( واضح ؟ من جنس ) َما ( أي الحرف ) َ َ ْ ُ
تلته ( الھاء يعود إلى ) َما ( والفاعل ھو الھمزة ) تلته ( الھمزة الضمير في ) َ َ ْ ُ جنس َما ( من جنس الحرف الذي ) َ َ ْ ُ من ِ ْ ِ ) ِ ْ
ورد ( يعني كيف ما ورد ) َما ( كيفَما َ َ ْ ضم أو كسر ) َ ْ َ فتح أو ٍ حالة ورد ما ماذا ما تلته الھمزة من ٍ ٍ ورد ( أي :على أي َْ َ َ
كيفما َ َ ْ
ً
مكسورا . ً
مضموما أو مفتوحا أو ً تلته الھمزة سواء كان
ً
فقط ( ھذا النوع الثالث وھو التسھيل ،والتسھيل كاسمه التسھيل .إذا ھو موافق للقاعدة العامة التي تسھيل ٌ َ َ ْ فيه َ ْ ِ ْ أئنا ِ ْ ِ نحو َ ِ َّ ) َ ْ ُ
نوع من أنواع التخفيف . جعلھا ھنا تخفيف الھمزة التسھيل ٌ
تسھيل ٌأإله ﴾ ] النمل ْ ِ ْ َ ) [60 : أئذا ﴾ ] الرعد ٌ َ ِ َ ﴿ [5 : فيه ( أي في ھذا اللفظ ونحوه ﴿ َ ِ َ أئنا ( ِ ْ ِ ) . نحو َ ِ َّ ًإذا ثالثھا التسھيل ) َ ْ ُ
أئنا ( ھذا كلمة واحدة وفيه ھمزتان األولى ھمزة استفھام والثانية نحو َ ِ َّ أئنا ( ،ھذا كلمة واحدة وفيه ھمزتان ) َ ْ ُ فقط ( تسھيل ) َ ِ َّ ََ ْ
أئنا ( مما في الكلمة الواحدة ھمزتان األولى مفتوحة والثانية مكسورة واألولى ھمزتھا ھمزة نحو َ ِ َّ ھمزة من أصل الكلمة ) َ ْ ُ
الھمزة وبين حرف حركتھا بأن ُتجعل الھمزة الثانية في الكلمة المذكورة بين الھمزة ِ ٌ
تسھيل بين تسھيل ٌ ( استفھام ،قال ْ ِ ْ َ ) :
أئنا ﴾ بتحقيق الھمزتين ُتجعل الثانية ماذا ؟ َتجعل الھمزة الثانية في أينا ( تسھيل أو ال تسھيل ﴿ َ ِ َّ أئنا ﴾ ] الرعد َّ ِ َ ) [5 : والياء ﴿ َ ِ َّ
صريحة وإنما بين بين ،وھي قراءة نافع ،وابن كثير ،وأبي ً حقيقة وال ياء ً ً
ھمزة الكلمة المذكورة بين الھمزة والياء ليست
ْ
تسھيل ٌ فقط ( يعني ال َ َ فيه ( بھذا اللفظ ونحوه ) َ ْ ِ ْ أئنا ِ ْ ِ نحو ِ ََّ عمرو وكذا قرأ بالتسھيل بعضھم يعني وبعضھم لم يقرأ بالتسھيل ) َ ْ ُ
ياء ،ال ،ھنا بين بين ،ولذلك واوا أو ً ً
فقط ( ال إبدال ،لم تبدل كما ھو في األول ُتبدل الھمزة ألفا أو ً تسھيل ٌ َ َ ْ
إبدال في ھذا ) َ ْ ِ ْ
تسھيل ٌ فقط ( ) ،فقط ( إشارة إلى ماذا إلى كون التسھيل ْ َ َ ْ َ َ فيه َ ْ ِ ْ أئنا ِ ْ ِ َ
نحو ِ َّ بعضھم يعبر يقول :التسھيل بينھا وبين حركتھا ) َ ْ ُ
ٍ
كلمة بجعل الھمزة بين حركتھا وبين الياء ،ال إبدال فيه كما ھو اإلبدال السابق ،أما إذا كانت الھمزتان في كلمتين -ھذا في
ايذن ِّلي ( ايذن -أما إذا كان في كلمتين أو في كلمة والتالية غير مكسورة ائذن ﴾ ھذه كلمة واحدة ) َ ائذن ِّلي ﴾ َ ْ ﴿ ، واحدة ﴿ ْ َ
ففيھا تفصيل ضبطه في كتب القراءات .
ٌ مواضع َ َ ْ
نقل وال إبدال ألن النقل فيه إسقاط سقط ( ھذا النوع الرابع ،الذي ھو اإلسقاط ولكنه إسقاط بال ٍ ھمز في َ ِ ٍ ورب َ ْ ٍ ) َ ُ َّ
نقل وال إبدال ،وذلك إذا اتفقتا في الحركة اجتمع عندنا ھمزتان اتفقتا ٌ
كما نص عليه واإلبدال فيه إسقاط لكن ھنا إسقاط بال ٍ
في الحركة بأن كانتا مفتوحتين أو مكسورتين أو مضمومتين فإن الھمزة األولى من الھمزتين في ھذه األنواع الثالثة تسقط
في قراءة أبي عمرو إسقاط مباشرة نحذف الھمزة .وقال الخليل :الھمزة الساقطة ھي الثانية .اختلفوا ھل ھي األولى أم
أنذرتھم ( ﴿ َ َ َ ْ َ ُ ْ
أأنذرتھم أأنذرتھم ﴾ ] البقرة ْ ُ َ ْ َ َ ) [6 : عليھم َ َ َ ْ َ ُ ْ سواء َ َ ْ ِ ْ سواء كانتا في كلمة نحو ﴿ َ َ ٌ ٌ كل واحدة منھما تسقط الثانية على ٍ
أجلھم (أجلھم ﴾ ] األعراف َ ) ، [34 :جا َ َ ُ ُ ْ جاء َ َ ُ ُ ْ ألد ( أو في كلمتين نحو ﴿ َ َ أألد ﴾ ] ھود ُ ِ َ ) [72 : ﴾بحذف إحدى الھمزتين ﴿ َ َ ِ ُ
ففيھا تفصيل موضعه كتب القراءات إذا كانت في كلمتين .
ورب ( يعني ورابعھا اإلسقاط ورب حرف تقليل ،للتقليل قليل ،وللتكثير كثير ، سقْط ( َّ ُ َ ) . مواضع َ َ ھمز في َ ِ ٍ ورب َ ْ ٍ ) َ ُ َّ
مواضع ( بالتنوين للضرورة وإال ھو كائن ) في َ ِ ٍ ٍ ٍ
متحرك ھمز ( يعني ورب َ ْ ٍ وھنا األصل فيھا أنھا تحمل على التكثير َّ ُ َ ) .
نقل وال إبدال . سقط ( بال ٍ ممنوع من الصرف ) َ َ ْ ٌ
كتب ُ َّ ِ
القراء ِْإذ َ ْ ُ
بسطھا في ُ ُ ِ واإليماء
ِْ َ ِ بالرمز
ِ َّ ْ ِ َذا ُ
وكل ُّ
) )
150
واإليماء ( يعني
ِْ َ ِ ٌ
مذكور بالرمز ) واإليماء ( يعني ھو
ِْ َ ِ وكل ُّ َذا ( أي :قال ما سبق من الكالم المذكور ِ ْ َّ ِ ) :
بالرمز ) ُ
بسطھا ( ھذا تعليل ) ِْإذ َ ْ ُ
بسطھا ( أي :بسط ھذه المسائل طرف من بحثھا ال بالضبط والتفصيل لماذا ؟ ) ِْإذ َ ْ ُ
ٍ باإلشارة إلى
القراء ( وھذا إحالة على المطوالت . ُ
كتب َّ ِ ُ ُ ٌ
وغيرھا في األبواب السابقة وما سيأتي موجود وثابت ) في ِ
ٌ
اإلدغام
النوع السادس ُ ْ ِ :
يقلْاإلدغام ُ َ
بمثل ُھو ْ َ ُ حرف ِ ِ ْ ٍ
َ ْ ٌ دخلْإن َ َ كلمة َأو ِ ْ َ َ ْ ِ
كلمتين ِ ْ في ِ ْ َ ٍ
) )
نصا ُ ِ َ
علما ً بموضعين َ ّ
إال ِ َ ِ َ ْ ِ ِ َّ لم ُ ْ ِ َ
يدغما َ
بھا ْعمرو ِ َ َ
لكن ُأبو َ ْ ٍَِ ْ
) )
طرفا منه في آخر متن البناء . ً جدا وصنف بعضھم فيه مصنفات وذكرنا اإلدغام مباحث طويلة ً
) اإلدغام ( ويقابله الفك ،المد يقابله القصر ، العقد الثالث وھو ما يرجع إلى األداء ) النوع السادس ( من أنواع ِ
ُدغم ِ ْ َ ً
إدغاما . أدغم ي ْ ِ ُ َ
) اإلدغام ( ھذا مصدر ْ َ َ واإلدغام يقابله الفك ،
شيء ،يقال :أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه أليس كذلك . ٍ شيء في ٍ وھو لغة :إدخال
مشددا ،يعني ھما حرفان في األصل ً ً ُ
حرف في مثله أو مقاربه .وقيل ھو اللفظ بحرفين حرفا كالثاني ٍ واصطالحا :إدخال ً
ً
واحدا ً
مشددا ،وقيل خلط الحرفين المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين فيصيران حرفا ً واحدا لكنه كالثاني ً ً
فتنطق بھما حرفا
مشددا يرتفع اللسان عند النطق بھا ارتفاعة واحدة ،وھذا ھو الحكمة من اإلدغام ألنه لو قيل َمدَ دَ رجع الحرف ثم يعني ترك ً ً
ٍ
حينئذ مد .مرة واحدة الحرف األول الدال َمدَ ثم رجع إلى محله ثم رجع إلى موضعه ھذا فيه ثقل ،بخالف ما إذا قال َّ :
ارتفاعة واحدة .وفائدته :التخفيف لثقل عود اللسان إلى المخرج األول أو ً يكون فيه نو ُع خفة يرتفع اللسان عند النطق بھا
طلبا للخفة ألن النطق بذلك أسھل من اإلظھار . مقاربه ،فأختار العرب اإلدغام ً
سبب اإلدغام :ثالثة أمور :التماثل ،والتقارب ،والتجانس .
وصفة ،تماثل دال مع الدال ،والراء مع الراء ،والجيم مع الجيم ،ھذا يسمى ً ً
مخرجا فالتماثل المراد به اتحاد الحرفين
وصفة ،كالدال مع الدال . ً ً
مخرجا تماثال اتحاد حرفين ً ماذا
والتقارب تقارب الحرفين في المخرج أو في الصفة أو فيھما كالدال مع السين أو الشين والالم مع الراء .
مخرجا ال صفة .اتحدا في المخرج ال في الصفة ،كالطاء مع التاء . ً والتجانس اتحادھما
ساكنا أو يكون ً وكل منھما إما أن يكون األول ٌ حينئذ إلى ثالثة أقسام :متماثلين ،ومتقاربين ،ومتجانسين ٍ وعليه فينقسم
متحركا فھو اإلدغام الكبير ،فيكون ستة أقسام فيكون بالضبط ستة ً ساكنا فھو اإلدغام الصغير وإن كان ً ً
متحركا ،إن كان
أقسام .
ًإذا عليه انقسم إلى ثالثة أقسام :متماثلين ،ومتقاربين ،ومتجانسين .وكل منھما إما صغير وإما كبير وضابط الصغير أن
ً
ساكنا متحركا ألن الحرفين إذا اتفقا في الصفة والمخرج وكان األول ً ساكنا والكبير أن يكون أول الحرفين ً يكون أول الحرفين
تجا ] ( ..البقرة ً [16 :إذا ھما ربحت ِّ َ ] البقرة َ َ ) [16 :
فما َ ِ َ ربحت ﴾ فما َ ِ َ صغيرا نحو ﴿ َ َ ً متحركا سُمي متماثلين ً والثاني
تجارتھم ﴾ نقول :ھذا إدغام متماثلين صغير لكون األول ساكن ربحت ِّ َ َ ُ ُ ْ فما َ ِ َ متماثالن واألول ساكن والثاني متحرك تدغم ﴿ َ َ
بعصاك ﴾ وإن اضرب ِّ َ َ َ بعصاك ﴾ ] األعراف [160 :األول ساكن وھو باء والثاني متحرك ﴿ ْ ِ اضرب ِّ َ َ َ أن ْ ِ والثاني متحرك ِ َ ﴿ ،
] الفاتحة [4 ، 3 :لو أردت أن تدغم الرحمن الرحيم الرحيم * َ ِ ِ
مالك ﴾ الرحمن َّ ِ ِ كبيرا ﴿ َّ ْ ِ ً كانا متحركين سمي متماثلين
َّملك نقول ھذا إدغام ماذا متماثلين لكن األول متحرك والثاني متحرك ھذا يسمى إدغام متماثلين كبير .أو تقاربا في المخرج
ُ ﴾ ] المجادلة [1 : سمع َّ قد َ ِ َ صغيرا ﴿ َ ْ
ً ً
متقاربا متحركا سمي متقاربين أو ً ساكنا والثاني ً واختالفا في الصفات وكان األول
ُ ( قد ثم السين مشددة نقول ھذا إدغام متقاربين صغير لكون األول ساكن سمع َّ الدال والسن متقاربان في المخرج ) َقد َّ ِ َ
ذلك ﴾ بعد َ ِ َ
كبيرا نحو ﴿ ِّمن َ ْ ِ ً متحركا سمي متقاربين ً جاءكم ( .وإن كان لقد َّ ُ ْ جاءكم ﴾ ] التوبة َ َ ) [128 : لقد َ ُ ْ والثاني متحرك ﴿ َ َ ْ
طوبى ( ، الصالحات ُّ َ طوبى ﴾ ] الرعد َ ِ َّ ) [29 : الصالحات ُ َ
] البقرة [52 :أدغم الدال في الذال يعني جعلھا ذال وأدغمھا ِ َ ِ َّ ﴿ ،
معنا ﴾ ] ھود : اركب َّ َ َ صغيرا ﴿ ْ َ ً متحركا سمي متجانسين ً ساكنا والثاني ً أو اتفقا في المخرج واختالفا في الصفات وكان األول
يعذب َمن كبيرا نحو ﴿ ُ َ ِّ ُ ً معنا ( ھذا األصل ،وإن كانا متحركين سُمي متجانسين اركب َ َ َ ) ْ َ ْ [42ھذا متجانسان صغير
151
يشاء ( ھذا يسمى إدغام كبير ،فالكبير ما كان يشاء ( أدغم الباء في الميم ) ُ َ ِّ
يعذب َّمن َ َ ُ يشاء ﴾ ] المائدة ِّ َ ُ ) [40 :
يعذب َّمن َ َ ُ َ َ ُ
متحركا فيه والصغير ما كان أولھما ساكن . ً أول الحرفين
حكم اإلدغام الصغير واجب عندھم حكمه الوجوب إن كان من المتماثلين ،والجواز إن كان من المتقاربين أو المتجانسين
على ما ذكرناه في األنواع الثالثة في آخر البناء ألنه قسمه ھناك إلى واجب وجائز وممتنع .والجواز إن كان من المتقاربين
أو المتجانسين .
فخاص برواية من ؟ السوسي عن أبي عمرو ٌ وأما اإلدغام الكبير بأنواعه
اإلدغام ُ َ ْ
يقل حرف ِ ِ ْ ٍ
بمثل ُھو ْ َ ُ َ ْ ٌ إن َ َ ْ
دخل كلمة َأو ِ ْ َ َ ْ ِ
كلمتين ِ ْ في ِ ْ َ ٍ
) )
سدرة وھي لغة بني تميم ،وأما لغة أھل الحجاز وھي الفصحى َ ِ َ ٌ
كلمة َ ِ َ
كنبقة ،وھي الفصحى ھذه ) في ِ ْ َ ٍ
كلمة ( على وزن ِ ْ َ
مرارا ) في ِ ْ َ ٍ
كلمة ( ً وكلمة َ ِ َ
وكلمة يجوز فيھا ثالثة أوجه وھذا قاعدة عامة كما ذكرناه ْ ْ
كلمة َ َ أفصح من ِ ْ َ
كلمة َ ِ ،
وكلمة بھا كالم قد يؤم
153
الشريط الحادي عشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الرابع ( .
العقد َّ ُ قال المصنف رحمه تعالى ُ ْ ِ ) :
عقدا ِ ْ ً
عقدا ،ووصلنا عقود ( .ذكرھا جملة ثم فصلھا ِ ً ستة ُ ُ ُ حوتھا ِ َّ ٌ
وقد َ َ ْ َوھذه كما ذكرنا في السابق كلھا تفصيل لقوله ْ َ ) :
العقد الرابع وقلنا ِ :عقد بكسر العين ھو القالدة . إلى ِ
يرجع ( أي يرجع .والضمير ھنا ُ يرجع ( ) ،ما ( أي أنواعه ) . ُ ٌ
األلفاظ ،وھو سبعة أنواع ( ) .ما ِ يرجع إلى ُ ) ما
األلفاظ ( وأل ھنا للعھد ،والمراد به ألفاظ القرآن ألن البحث ھنا في علوم ِ يرجع إلى ُ ذكره باعتبار تقدير ما فإنه مذكر ) ،
والعقد الخامس خصصه فالعقد الرابع خصصه فيما يرجع إلى األلفاظ ِ ، حينئذ يبحث فيه عن ألفاظه وعن معانيه ِ ، ٍ القرآن ،
كليا عن المعنى ،ال ،وإنما يكون الحكم على ً منفكا ّ ً ّ ثم لفظ يكون َ
فيما يرجع إلى المعاني المتعلقة باألحكام ،وليس المراد أن َّ
النص من حيث ھو اللفظ وليس المراد أن المعنى ال اعتبار له ،ال ،ھذا ال وجود له بدليل أنه ذكر المجاز ،فالمجاز قد
حينئذ يكون قد رعى الجھتين . ٍ عقليا باعتبار المعنى لفظيا وقد يكون ًّ ًّ يكون
ٌ
أيضا ال بأس ) سبعة أنواع ( على جھة ً األلفاظ ( أي :ألفاظ القرآن وھو ذكر ھنا باعتبار ما ولو قال ھي ِ يرجع إلى ُ ) ما
االختصار .
فعيل واألصل فيه من ُعرب ،الغريب ھذا َ ِ ْ
والمعرب ( جمع بين الغريب والم َ َّ الغريب ْ ُ َ َّ ُ ) األول والثاني ( من ھذه السبعة ) َ ُ
اغترب بمعنى َبعُدَ إذا اغترب المعنى َبعُدَ ،ففيه نوع بُعْ ٍد عن غيره من األلفاظ ألن األصل في اللفظ أن يكون واضح الداللة
ٍ
فحينئذ إذا وجد ال يحتاج إلى تنقير وبحث عنه في المعاجم والقواميس ،ال ،بل األصل فيه أن يكون ظاھر وواضح البيان
حينئذ نقول :ھذا غريب .بمعنى أنه انفرد عن سائر األلفاظ . ٍ لفظ غير ظاھر فيحتاج إلى تنقير وبحث
ُعرب ھذا سيأتي بحثه . ْ
والم َ َّ
ًإذا الغريب ھنا قال بعضھم :ھذا من العلوم المفيدة التي ال غنى للمفسر عنھا .
صون وھذا قاعدة عامة في كل علم أو فن من فنون علوم القرآن ال بد وأن تجد الغريب ھذا أفرده بالتصنيف خالئق ال يُحْ َ ْ
من صنف فيه مصنفات ،وھذا غريب ألھميته كما ھو الشأن في الناسخ والمنسوخ ،والعام والمخصوص إلى آخره ألھميته
صون منھم :أبو عبيدة ،وأبو عمر الزاھد ،وابن كثرت فيه المصنفات ،لذلك قال السيوطي :أفرده بالتصنيف خالئق ال يُحْ َ ْ
العزيزي ،فقد أقام بتأليفه خمسة عشر سنة يحرره ھو وشيخه أبو بكر بن دريد ،ومن أشھرھا في كتاب ْالع َُزي ِْزي أو ْ َ ِ ِ
أيضا كتاب مختصر ،ولذلك قال في )) االتقان (( ً األنباري ،ومن أحسنھا )) المفردات (( للراغب ،وألبي حيان في ذلك
بعدما ذكر المصنفات :وينبغي االعتناء به .يعني :بالغريب بفن الغريب لماذا ؟
غريبا وقد وقف الصحابة على بعض األلفاظ كما سيأتي ً ألن الخائض في التفسير ال بد وأن تقف أمامه ألفاظ بعضھا يكون
حينئذ ال بد من أدوات المفسر ومنھا :العلم بغريب القرآن ٍ ْجم على التفسير فيفسر كالم تعالى حينئذ ال بد أنه إذا أراد أن َيھ ِ َ ٍ
.كما يقال :غريب الحديث .كذلك غريب القرآن ،وينبغي االعتناء به ،ثم قال :وعلى الخائض في ذلك التثبت والرجوع
إلى كتب أھل الفن وعدم الخوض فيه بالظن -ال يكفي الظن أظن أن ھذه الكلمة المراد بھا كذا ال يكفي ال بد من اليقين
فحينئذ ال يقطع إال بيقين أو بأدلة ٍ وخاصة في باب التفسير فإنه قيل بأنه القطع بأن ھذا المعنى ھو مراد الرب جل وعال ،
العرْ َباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل تكون معتمد عليھا المفسر ،وعدم الخوض بالظن فھذه الصحابة وھم العرب ْ َ
شيئا -يعني سئل عن لفظ من القرآن فال يعلم ھو ال غيره ال عليھم وبلغتھم توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناھا فلم يقولوا فيھا ً
ٍ
حينئذ ھذا َما الَ َ ْ َ ُ َ
تعلمون ﴾ على ّ ِ وأن َ ُ ُ ْ
تقولوا َ َ علم ﴾ ] اإلسراء َ َ ﴿ ، [36 : به ِ ْ ٌ لك ِ ِليس َ َ حينئذ توقف ﴿ َوالَ َ ْ ُ
تقف َما َ ْ َ ٍ يعلم ھو
حينئذ يجب التوقف -توقفوا في ألفاظ يعرف معناھا فلم يقولوا فيھا ً
شيئا ٍ علم
ثم ٌ عام يشمل الصحابي وغيره فإذا لم يكن َ َّ
وأبا ً ﴾ ] عبس . [31 :أو سئل عنھا ﴿ وفاكھة َ َ ّ ُوي أن أبا بكر الصديق رضي تعالى عنه قال في قوله تعالى ً َ ِ َ َ ﴿ : ،ر ِ َ
وي واشتھر عن أبي بكر وأبا ً ﴾ فقال :أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب ما ال أعلم .ھكذا ُر ِ َ وفاكھة َ َ َّ َ ِ ًَ
وأبا ً ﴾ فقال :ھذه الفاكھة قد وفاكھة َ َ ّ
أيضا أنه قرأ على المنبر ﴿ َ َ ِ َ ً ً رضي تعالى عنه ،وعن عمر رضي تعالى عنه
عرفناھا فما األب ؟
ھم يعلمون أنه نبات لكن عينه غير معلوم ،ھذه الفاكھة قد عرفناھا فما األب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال :إن ھذا لھو
الكلفُ يا عمر .التكلفُ أو ْ ُ َ َ ُّ
154
وعن ابن عباس رضي تعالى عنھما قال :كنت ال أدري ما ﴿ َ ِ ِ
فاطر َّ َ َ ِ
السماوات ﴾ ما المراد بفاطر قال :ال أدري حتى
لسماوات ﴾ وقال حينئذ معنى ﴿ َ ِ ِ
فاطر ا َّ َ َ ِ ٍ أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدھما :أنا فطرتھا .يعني :أنا ابتدأتھا .فعلم
لدنا ﴾ ] مريم [13 :و ال أدري ما حنان . وحنانا ً ِّمن َّ ُ َّ
أيضا في قوله َ َ َ ﴿ : ً
ًإذا توقف بعض الصحابة في بعض األلفاظ فلم يتكلموا فيھا حين السؤال ولكن بعد البحث والتأمل والنظر في كالم العرب
عرفوا مدلولھا وعرفوا معناھا لذلك أحسن ما ذكر في تفسير غريب القرآن ما ُنقل عن ابن عباس رضي تعالى عنه .
حينئذ نقول :ومعرفة ھذا الفن ضرورية للمفسرين .قال الزركشي رحمه :يحتاج الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم ٍ
ً
أسماء وحروفا .يحتاج الكاشف عن ذلك يعني :الباحث عن الغريب غريب القرآن إلى معرفة علم اللغة ً ً ً
أسماء وأفعاال اللغة
وحروفا ،واتفقوا على أن أولى ما يرجع إليه في ذلك ما ثبت عن الصحابة وخاصة عن ابن عباس رضي تعالى ً ً وأفعاال
عنه وأصحابه اآلخذين عنه ،فإنه ورد عنھم ما يستوعب تفسير غريب القرآن باألسانيد الثابتة الصحيحة ،وقد استوفى
السيوطي رحمه في ) اإلتقان ( كل ما ورد عن ابن عباس من الفاتحة أو البقرة إلى سورة الناس القرآن كله باألسانيد
الصحيحة الثابتة عن ابن عباس ،كل ما ورد من لفظ غريب في القرآن فھو موجود في ذلك الكتاب عن ابن عباس على جھة
الخصوص .
155
المعرب ( ًإذا الغريب ھذا علم من علوم القرآن ،والمراد به معنى األلفاظ التي يحتاج إلى البحث
الغريب و ْ ُ َ َّ
) األول والثاني ُ َ :
ٍ
حينئذ النقل مرجعه النقل ،لكن يرد إشكال إذا قيل : عنھا في اللغة يعني يحتاج المفسر .إلى البحث عنھا في اللغة ومرجعه
ْ ُ ْ
غريبا ومعلوم أن من شرط الفصاحة خلوصه من التنافر الكلمي -يعني الكلمة -من التنافر والغرابة والخلف ً بأن في القرآن
الذي ھو مخالفة القواعد العامة .
قال :غرابة ً .إذا من شرط الفصاحة ماذا ؟ خلوص الكلمة عن الغرابة وإذا وجدت الغرابة في الكلمة انتفت فصاحتھا
وانتفى ماذا ؟ فصاحة الكالم .فإذا علمنا ذلك كيف ُنثبت أن في القرآن ما ھو غريب ويحتاج إلى التنقير والبحث في كتب
اللغة ،أليس ھذا بإشكال ؟
الغرابة التي تنفى في باب الفصاحة -ھناك ھي :الغرابة الوحشية - :أال تكون الكلمة وحشية غير مأنوسة االستعمال أن
تكون الكلمة وحشية بمعنى أنھا غير ظاھرة المعنى ما يُعرف معناھا أصالً بمعنى أنه ال يعرف معناھا الذي وضع له اللفظ
ُشكل ْ
والمُجْ َمل في لغة العرب ،وقلنا :غير ظاھرة المعنى ھذا احترزنا به عن المتشابه ذكرناه بالجوھر عن المتشابه ْ
والم ْ ِ
لماذا ؟ ألن ھذه الثالثة تدل على معنى وضع له اللفظ في لغة العرب ،ولكن الذي لم يفھم أو لم يعرف أو أشكل ما ھو داللة
قروء ﴾ ] البقرة [228 :المعنى الذي اللفظ على المعنى المراد ،أما المعنى الذي وضع له في لغة العرب ھذا مفھوم ﴿ َ َ َ َ
ثالثة ُ ُ َ ٍ
وضع له القرء في لغة العرب الطھر أو الحيض ً .إذا معلوم المعنى الموضوع له بلغة العرب أو ال ؟ موضوع ،لكن ما
المراد ھنا ؟ نقول :ھذا مجمل لماذا ؟ لكونه غير ظاھر المراد من اللفظ ،وأما المعنى الذي وضع له في لغة العرب فھو
مثلوا له بقول عيسى ابن عمر لما سقط عن الحمار : معلوم ،ولذلك َ َّ
علي َتَكأُكأُكْم على ذي مرة ،افرنقعوا -افرنقعوا ھكذا -افرنقعوا عني .ْ ْ َّ ما لكم َتَكأَْكأُْتم
ُدرى إال بالرجوع إلى تكأكأتم ھذه أين نبحث عنھا ؟ ما تفھم كذا معناھا األصلي الذي وضع لھا في كلم العرب ال ي ْ َ
مواضع المفردات .
ًإذا فرق بين أن تسمع قرء فتعلم أنه للحيض والطھر ولكن ال تعرف المراد وبين أن تسمع تكأكأتم ،ما تعرفھا حتى ترجع
حينئذ نقول :ھذه الكلمة وحشية غير مألوفة االستعمال .ھذا قلنا ھناك :احترزنا به عن غريب ٍ إلى القاموس ولعلك تجده
القرآن وغريب الحديث لماذا ؟
لكون غريب القرآن ولو كان يحتاج إلى بحث وتنقير إال إن اللفظ مأنوس االستعمال ،استعماله كثير في لغة العرب لكن
مثال غير موجود غير مستعمل ً خفي على اآلخرين ،لكن ھذا اللفظ كـ كأكأتم خفي على بعض ال يلزم من ذلك أن يكون قد َ ِ َ لو َ ِ َ
أصالً غير مألوف االستعمال فھو من شواذ الكلمات ،ھذا المعنى الذي ھو الغرابة بھذا المعنى تكون الكلمة وحشية بمعنى
غير ظاھرت المعنى الموضوع له في لغة العرب وأن ال تكون مأنوسة االستعمال ھذه منفية عن الكلمة الفصيحة سواء كانت
ٍ
وحينئذ إذا في القرآن وفي غيره ،ولكن المراد ھنا بالغريب الذي ھو الغريب بالمعنى الثاني وھو :ما ال مدخل للرأي فيه .
لم يكن للرأي والعقل والفكر مدخل فيه فال بد من التنقير والبحث عنه في كتب اللغة .
ًإذا فرق بين ھذا النوع وبين النوع األول ،النوع الثاني الذي ال مدخل للرأي فيه ال يلزم منه أال تكون الكلمة غير ظاھرة
وأيضا مأنوسة االستعمالً المعنى المراد وال يلزم منه أن تكون الكلمة غير مأنوسة االستعمال ،ال ،بل ھي ظاھرة المعنى
ً
في كالم العرب ولكن مع ذلك يحتاج البعض وال أقول الكل يحتاج البعض إلى التنقير عنھا في كتب اللغة .إذا ثم فرق بين
النوعين .
لتنزيه القرآن عنه بسبب إسناده بالفصاحة وإنما ْ َ ً
إذا نقول :ليس المراد بالغريب ھنا الوحشي غير مأنوس االستعمال ِ ِ
قسورة ﴾ ] المدثر [51 :قد يُشكل فرت ِمن َ ْ َ َ ٍ المراد بالغريب ما ال مدخل للرأي فيه ،بل نرجع معناه إلى النقل مثل قسورة ﴿ َ َّ ْ
قسورة ﴾ ھذه معناھا األسد ،ھل ھي وحشية حينئذ يبحث في كتب اللغة فيجد أن ﴿ َ ْ َ َ ٍ ٍ على البعض قسورة ما المراد بھا ؟
حينئذ تكون نسبية ال تكون كلية وأغلبية وإنما تكون نسبية ٍ االستعمال ؟ الجواب :ال ،ھي معلومة في لغة العرب لكن الغرابة
،ولذلك بعضھم يقيد غريب القرآن وغريب الحديث نسبي بالنسبة إلى من بعد الصحابة ،لكن ھذا يُشكل عليه بأن بعض
موجودا في زمن الصحابة سواء كان غريب القرآن أو ً ٍ
حينئذ يكون العلم الصحابة قد أشكل عليه بعض غريب القرآن .
غريب الحديث ولكن بالنسبة إلى من بعدھم ھو أكثر وبالنسبة إلى زمن الصحابة تكون الكلمة مأنوسة االستعمال ولكن من
ثم فرق بين النوعين . سئل عنھا فاحتاج إلى البحث والتنقير ھذا في حقه تكون غريبة ًإذا َ َّ
156
قال ھنا :
جعُ يعني :المفسر الخائض ْ يرجع ( مغير الصيغة ،وال بأس أن تقرأه بالبناء للفاعل َيرْ ِ َ
للنقل لدى ِ ْ ِ
الغريب ( ُ َ ْ ُ ) . َ ْ َّ
يرجع ِ ِ ) ُْ َ ُ
َ
للنقل لدى ْ َّ
يرجع ِ ِ مبنيا للمجھول ُ َ ْ ُ ) . مبنيا للمعلوم أو ً للنقل ( ال بأس سواء جعلته ً ْ َّ
يرجع ِ ِ ) ُْ َ ُ ج ُع للنقل أو في فن التفسير َيرْ ِ
َ
ج ُع الخائض في فن التفسير في تفسير الغريب للنقل يعني :للكتب كتب أھل الفن المصنفة في ذلك الفن ) لدى الغريب ( َيرْ َِِْ ِ
الغريب ( يعني :لدى اللفظ الغريب لدى البحث عن اللفظ الغريب لماذا ؟ َِْ ِ
حينئذ يلزمه الرجوع إلى مواضع ٍ ألن اللفظ إذا أشكل وھذا أمر بديھي إذا أشكل اللفظ على الناظر على المفسر أو غيره
والبحث عن المفردات مفردات اللغة العربية ،وھذا ما يسمى بعلم اللغة ،وھو علم معاني المفردات ،ھذا عام سواء كان
الغريب ( يعني :يرجع المفسر أو للنقل َلدى َ ِ ْ ِ يرجع ِ َّ ْ ِ) ُْ َ ُ ُشكل ،علم معاني المفردات علم اللغة يسمى ، ُشكالً أو غير م ْ ِ ٍ م ِْ
الخائض في فن التفسير إذا أراد تفسير الغريب اللفظ الغريب للنقل يعني :للكتب المصنفة عند أھل ذلك الفن المتخصصين
الغريب ( يعني :لدى اللفظ الغريب لدى البحث عن اللفظ الغريب الموجود في القرآن ،والقول بأن القرآن فيه فيه ) َلدى َ ِ ْ ِ
فصيحا ،إذ معنى الغرابة ھنا أن تكون الكلمة وحشية غير مأنوسة ً ألفاظ توصف بكونھا غريبة ال يخرجھا عن كونه
االستعمال ،ومعنى الغرابة ھنا أن ھذا المعنى ال يُدرك بالرجوع إلى مواطن معرفة معاني تلك األلفاظ ،يعني :العقل
أيضا يقال فيه إنه عام يعني :الوقوف على معاني المفردات األصل فيه الرجوع إلى ً والرأي ال مجال له في اللغة .لكن ھذا
مواطن الكالم على تلك المفردات ألنه كما سبق أن الوضع الشخصي ھذا نقلي باإلجماع ،يعني :ليس للعقل فيه مجال
بخالف الوضع النوعي ھذا فيه خالف ،ھل ھو موضوع أو ال ؟ لكن الوضع الشخصي وضع كل لفظ بإزاء معنى ھذا
موضوعا بالوضع العربي ال يُعرف وال يُدرك ً وحينئذ إذا كانٍ األصل فيه يُجمع ال خالف بينھم أنه موضوع بالوضع العربي
غرب تجد حينئذ إذا أردت معاني مثال غرب ترجع إلى القاموس تفتح َ َ َ ً ٍ إال من ؟ ممن صنف في بيان معاني تلك المفردات ،
أنه استعمل في كذا وكذا ھذه المعاني التي تذكر ھي التي لك أن تستعمل ھذا اللفظ ألي معنى شئت فيذكر لك عشرة معاني إذاً
غرب ،كمثال استعملت ھذا اللفظ في عدة معاني أوصلھا مثالً في القاموس أو اللسان إلى عشرة أنت إذا العرب استعملت َ َ َ
غرب بمشتقاته يعني :بالمضارع ،باألمر ... أردت أن تعبر عن أي معنى من ھذه المعاني العشرة فلك أن تستعمل ھذا لفظ َ َ َ
إلى آخره وال يجوز أن تستعمل اللفظ لغير ھذه العشرة ،لماذا ؟
ألن ھذا اللفظ موضوع بالوضع العربي ألحد ھذه المعاني ،استعملته العرب إما في كذا وإما في كذا وإما في كذا فإذا
دليال على المعني ،بمعنى أنه إذا أطلق اللفظ انصرف إلى ً ُأطلق انصرف إلى أحد المعاني ولذلك قيل في حده جعل اللفظ
معناه ،نقول :ھذه قاعدة عامة سواء كانت اللفظة غريبة أو ال ،لكن يزداد اللفظ الغريب بماذا ؟
ببعض الغربة لذلك فيه معنى الغرابة بمعنى أنه انفرد عن سائر األلفاظ لقلة االستعمال ولو كانت معلومة أو مؤلفة
للنقل َلدىيرجع ِ َّ ْ ِاالستعمال في ذاك الزمن ،فال تعارض بين كونھا مؤلفة وبين كونھا قليلة االستعمال ،ال تعارض بينھا ) ُ ْ َ ُ
الغريب ( ھذا كل ما يتعلق بالغريب ذكره في شطر واحد . َِْ ِ
التعْ ِريب ، ُعرب ھذا اسمه مفعول من َّ ُعرب ْ .
والم َ َّ كالمشكاة ( .انتقل إلى النوع الثاني وھو ْالم َ َّ جاء ِ ْ ِ ْ ِ ثم قال َ ) :ما َ َ
التعْ ِريب الذي مستعمال في معناه مع نوع تغير .ھذا َّ ً لفظ من غير العربية إليھا اصطالحا عندھم نقل اللفظ أو نقل ٍ ً والتعْ ِريب َّ
التعْ ِريب ھو نفس النقل تنقل اللفظ من لغة غير عربية إلى اللغة ُعرب َّ ، ھو المعنى المصدري ألننا عندنا َتعْ ِريب وعندنا م َ َّ
والتعْ ِريب إذا قلنا : ُعرب َّ ، التعْ ِريب وبين ْالم َ َّ ُعرب ،ففرق بين َّ العربية مع بقاء معناه مع بعض التغيير ،والذي نقل ھو ْالم َ َّ
التعْ ِريب وال يُفھم اللفظ الذي ھو فرع المشتق إال بفھم ماذا ؟ أصله وھو ما اشتق منه ،فال يفھم ُعرب مشتق من ماذا ؟ من َّ ْالم َ َّ
ْني إال إذا فھم البناء ألنه أصله ، المب ِ ّاإلعْ ِراب ،وال يفھم ْ َ ُعرب إال إذا فھم ِ التعْ ِريب ،كما أنه ال يُفھم ْالم َ َّ ُعرب إال إذا فھم َّ ْالم َ َّ
ُعرب ال يفھم إال إذا فھم التعريب الذي ھو أصله ألنه مشتق منه من جھة اللفظ . كذلك ا ْلم َ َّ
اصطالحا :نقل لفظ من غير العربية إليھا ً .إذا ھو في األصل ليس من غير اللغة العربية وإنما ھو دخيل ، ً ًإذا التعريب
دخيل على لغة العرب مستعمالً في معناه الذي استعمل في تلك اللغة يستعمل في نفس المعنى في لغة العرب ما الذي أريد به ِ
ُ
في لغة فارس معنى كيت يُستعمل يُنقل ھذا اللفظ إلى لغة العرب ويستعمل في نفس المعنى الذي استعمل في لغة فارس لكن
دليال على أنه معرب وإال لكانت كلمة فارسية كما ھي .حينئٍذ مع نوع من التغيير ً مع نوع تغير ،قالوا :ليكون ھذا التغير
معرب إذ ال يدخله تغيير ،األعالم ال تعرب وإنما تبقى كما ھي ، ٍ ُلم أن العلم غير ھذا للداللة على أن اللفظ معرب ومن ھنا ع ِ َ
والعلمية .عُجْ َمة ھذا بإجماع النحاة أنه َ
مة َ ِ َّْ ْ
ولذلك إبراھيم ھذا أعجمي غير معرب ولذلك نقول :ممنوع من الصرف ِللعُجْ َ ِ
مة ْ َ َ ِ َّ
والعلمية . ممنوع من الصرف ِ ْللعُجْ َ ِ
157
ُعرب أمر محسوس ُعرب ھو اللفظ ،ومسمى التعريب ھو النقل ،والنقل أمر معنوي ْ
والم َ َّ ُعربُ ھو لفظ ًإذا مسمى ْالم َ َّْالم َ َّ
ُعربُ ھو لفظ استعملته العرب في ً
معنى وضع له في غير لغتھم .زاد ابن السبكي في )) جمع ھذا األصل ألنه حروف ْ .الم َ َّ
الجوامع (( :غير علم .إلخراج ماذا ؟ إلخراج العلم .
) كالمشكاة في َّ ْ ِ ْ ِ
التعريب جاء ِ ِ ْ ِ
َما َ َ ...............................
)
) عدل ُ
وھو ال َ ْ
القسطاس َ
ُ َ
كذلك ِ ْ ْ ِ
الكفل ُ ثم
َّ ُ والسجل ُّ ،
ِّ ِ َ َّأواهُ ،
)
بالوفق قالوا َ ْ :
احذرا ِْ ِ جمھورھم
ُ ْ ُ ُ ُْ ) أنكرا َ
قد ْ َ َ َ وھذه َ َ َ
ونحوھا ْ َ ِ
)
ُعربُ
م َ َّ لعندھم فيما له اللفظ إن ما استعملته العربُ
) )
كالشافعي وابن جرير الطبري األكثر
ِ وليس في القرآن عند
) )
ُعرب ال يدخل القرآن ،لكن ليس ھذا على إطالقه وإنما أرادوا به سوى األعالم ًإذا أكثر عند أھل العلم على أن ْالم َ َّ
فإبراھيم ھذا عجمي ليست بكلمة عربية وإسحاق ويعقوب ،نقول :ھذه كلمة ليست بعربية مع كونھا موجودة في القرآن
ً
عربيا واحفظوا ھذا ،إنما أنزل القرآن بلسان فأجمعوا على أنھا ليست بعربية ،وأجمعوا على أنھا لم تخرج القرآن عن كونه
مبين ﴾ ] الشعراء [195 :فمن زعم أن فيه غيرعربي ُّ ِ ٍ عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ﴿ ِ ِ َ ٍ
بلسان َ َ ِ ٍّ
العربية فقد أعظم القول وأعظم الفدية .وقال ابن أوس :لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوھم متوھم أن العرب إنما
عجزت عن اإلتيان بمثله ألنه أتى بلغات ال يعرفونھا .لقال متوھم بأن العرب عجزوا لماذا ؟ ألنه خاطبھم بألفاظ ھي من
فارس والحبشية والروم ..إلى آخرھا وال يعرفون ھذه اللغة ،ھذا يمكن يقال لو أنزل سورة كاملة فارسية ،أو كانت ثالث
أرباع القرآن كله رومي أو بالحبشي يمكن أن يقال ھذا ،أما كلمة لو قيل ستون كلمة في القرآن والقرآن كم جزء ؟ ثالثون
در ضرع
حتى أبى رجوع ّ وذاك ال يُبنى عليه فرع
) )
در ضرع حتى يرجع اللبن في الضرع فإن ُعرب أو ال حتى أبى رجوع ً وذاك ال يُبنى عليه فرع يعني الخالف في ھذا ْالم َ َّ
عر ِ ّبيا ً ﴾ ھل يشمل بعض قرآنا ً َ َ فحينئذ ينبني الخالف وإال فال خالف .لكن يبقى ھل مدلول قوله ْ ُ ﴿ : ٍ رجع اللبن في الضرع
األلفاظ أو ال ؟
ُعرب .
نقول :الظاھر أنه ال يمنع ولذلك نقول :ال بأس بالقول بأن القرآن فيه م َ َّ
حليم ﴾ ] التوبة [114 :معناه في لسان الحبشة الموقن ألواهٌ َ ِ ٌ إن ِ ْ َ ِ َ
إبراھيم َّ ) َ َّأواهُ ( يعني وأواه .أواه ھذه في سورة التوبة ﴿ ِ َّ
أيضا كما روي عن عمرو بن شراحبيل َّ َ ) ،أواهُ ( في لسان الحبشة ،كما روي عن ابن عباس أو معناه الرحيم بلغة الحبشة ً
بفتح الھمزة وتشديد الواو .
للكتب ﴾ ] األنبياء [104 :ھذه في األنبياء ومعناه الرجل بلغة ْ
السجل ِّ ِ ُ ُ ِ
كطي ِّ ِ َ
ِّجل ﴿ َ ِّ والسجل ُّ ( بكسر السين وشد الالم الس ُّ ِّ ِ )
ُعرب .يعني :إما أنه حبشي وإما أنه وي عن ابن عباس أو الكتاب كما ُنقل عن ابن الجني وقيل :فارسي م َ َّ الحبشة كما رُ ِ َ
فارسي .
الكفل ُ ( بكسر الكاف وإسكان الفاء معناه الضِّعف بكسر الضاد بالحبشية روي عن أبي ْ ثم ِ ُ
الكفل ُ ( ثم بمعنى الواو ) َّ ْ ثم ِ ) ُ َّ
كفل ٌله ِ ْ يكن َّ ُ كفلين ﴾ ] الحديد [28 :ضعفين وجاء كذلك في النساء ﴿ َ ُ تكم ِ ْ َ ْ ِ موسى األشعري وھذا جاء في سورة الحديد ﴿ ُ ْيؤ ِ ُ ْ
ضعْ ف . منھا ﴾ ] النساء ِ [85 : ِّ ْ َ
القسْ طاس ُعربا ْ ِكذلك ( منه القسطاس كذلك أي مثل ذلك المذكور السابق في كونه م َ َّ ً َ العدل ُ ( ) ،وھو َ ْ َ القسطاس
ُ كذلك ِ ْ َ )
العدل ُ ( .وھو أي : وھو َ ْ َ المستقيم ﴾ ] اإلسراء [35 :فسره بقوله ) : بالقسطاس ْ ُ ْ َ ِ ِ وزنوا ِ ِ ْ َ ِ وقد جاء في سورة اإلسراء ﴿ َ ِ ُ ْ
الميزان .ولذلك كل من يُنقل عنه وي عن مجاھد ،وعن سعيد بن جبير أنه بلغة الروم َ ِ ْ : القسطاس العدل بلغة الروم كما رُ ِ َ
ُعرب في القرآن سعيد بن جبير ،وابن عباس ،وأبي موسى األشعري ،ومجاھد ... ْ
ھذه األلفاظ تضمه إلى القائلين بوجود الم َ َّ
إلى آخره .
ُعرب في القرآن وقدمناه ألنه ْ
وھذه ( ھذا شرع في بيان الخالف في وقوع الم َ َّ جمھورھم ( ِ َ ) . أنكرا ُ ْ ُ ُ ُ ْ
َ َ ْ َ قد َ
ونحوھا َْ َ َ ) َ ِ
وھذه
ِ
كالمشكاة ( ْ ْ
) ِ ِ وھذه ( أي :الكلمات السابقة من قوله : ُعرب تعريفه ثم حكمه ثم بعد ذلك األمثلة ِ َ ) ، ْ
ھو األولى يُذكر الم َ َّ
أنكرا
َ َ ْ َ قد َ
ونحوھا ( ونحوُ ھا قد أنكر ھذه مفعول مقدم ألنكر ،أنكر ) ْ َ َ َ ونحوھا ( ) َ ِ
وھذه َ َ َ القسطاس ( ) . ُ و إلى قوله ) ِ ْ
جمھورھم ( فتقدر ماذا ؟ مفعول به أنكرھا قد ْ َ َ
أنكرا ُ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ
جمھورھم ( ھذه الكلمات ونحوھا أو تقول :ھذه ونحوُ ھا .مبتدأ ) ْ ُ ْ ُ ُ ُْ
ونحوھا بالنصب َ جمھورھم يجوز الوجھان لكن في مثل يقال :عدم التقدير أولى من ؟ من التقدير ،فتجعل ھذه مفعول مقدم
ونحوھا ممن لم يذكر وھو كثير كما في ) اإلتقان ( َ على أنه معطوف على محل ھذه ،وھذه الكلمات المذكورة فيما سبق
جمھورھم ( يعني : أنكرا ُ ْ ُ ُ ُ ْ َ
أنكرا ( األلف لإلطالق ) ْ َ َ َ
قد ْ َ َ أوصلھا إلى مائة كـ :إستبرق ،وسندس ،والسلسبيل .وغيرھا ) َ ْ
جمھورھم ( ألف اإلطالق ،انظر ألف جاءت بعد ماذا ؟ بعد أنكرا ُ ْ ُ ُ ُ ْ ُعربا ) َ ْ َ َ جمھور العلماء والمعتنين باللغة والقرآن كونه م َ َّ ً
160
أنكرا األلف لإلطالق وال بأس بقول :إنھا لإلطالق ،لماذا ؟ ألنه ال يمكن القول بأنھا نون توكيد ألنھا ال ُدغما َ ْ َ َ
فتحة لم ي ْ ِ َ
قدَ
أنكرا ( ْ ) ، َ ْ َ ً
وأيضا ھنا األلف جاءت بعض فتح ألنھا إلطالق الروي بمعنى إشباع الفتح ألفا ) َ ً ً
تتصل بالماضي إال شذوذا ،
احذرا ( يعني :كأنه ذكر َ بالوفق قالوا ْ : ْ
ُعربا ِ ِ ) ، أنكرا ( ونفى جمھورھم جمھور العلماء كونه م َ َّ ً أنكرا ( قد للتحقيق ھنا ) َ ْ َ
َ َْ َ َ
ُعربة كيف قد جاءت في القرآن وھي موجودة في اإلنكار وذكر الجواب عما يقال ألنه إذا قيل قد أنكرتم ھذه الكلمات بأنھا م َ َّ َ
بالوفق قالوا ( قالوا : ْ
بالوفق ( ِ ِ ) . ْ
لسان الحبشة مشكاة مشكاة ،عندنا مشكاة في القرآن وعند لسان الحبشة مشكاة .قالوا ِ ِ ) :
ْ
بالوفق
لوفق جار ومجرور متعلق بقوله :قالوا .قالوا في الجواب ) ِ ِ بالوفق .يعني أجابوا قالوا في الجواب عنھا بالوفق ،با ْ
( بكسر الواو أي :التوافق .أي :أنھا عربية وافقت فيھا لغة العرب لغة غيرھم ،عربية -ھذا جواب ابن جرير الطبري -
أنھا عربية وافقت فيھا لغة العرب لغة غيرھم يعني :وضعت في لغة العرب أصالة ووضعت في لغة الحبشة أو الروم أو
احذرا ( لھا قطع الھمز ھنا ) احذرا ( ًإذا ھذا من توافق اللغتين ) قالوا َ ْ : بالوفق قالوا َ ْ :
أصالة .ولكن ھذا فيه بُعْ د ِ ْ ِ ) . ً فارس
احذرا ( قالوا الذين ھم الجمھور ومنھم الشافعي َ احذرا ( احذرن ھذه األلف بدل عن نون التوكيد الخفيفة ) قالوا ْ : َ قالوا ْ :
عربيا ً ﴾قرآنا ً َ َ ِ ّ ُ
أنزلناهُ ْ ْ َ
احذرا ( يعني :احذر أن تقول في القرآن ما ليس بعربي ألن تعالى يقول َِّ ﴿ :إنا َ َ َ رحمه ) قالوا ْ :
حذرا أي :خوًفا وبُعْ ًدا من أين يقولوا حذرا .أنكر جمھورھم َ َ ً ] يوسف . [2 :احذر أن تقول في القرآن ما ليس بعربي قالوا َ َ َ :
في القرآن ما ليس بعربي .
ُعرب ،وال بأس بھذا القول ألنه إذا عدت ھذه الكلمات في جھة ما ذكر ال كل نقول :أن الصواب في القرآن ما ھو م َ َّ على ٍّ
عربيا ،والقول بالتوافق اللغتين ھذا يحتاج إلى إثبات وال دليل وإنما ھو من باب التخريج للقول الذي قالوه ًّ يخرجه عن كونه
يعني :من باب ماذا ؟ من باب رد أو شبھة أو دليل المخالف ألن المخالف يُثبت في القرآن مشكاة وغيرھا يقول :ھذا من
حينئذ ھل الجواب الذي ٍ توافق اللغات .باب رد القول فقط وإذا كانت المجادلة والنظر في مثل ھذه األحوال فيُنظر الجواب
نطق به المخالف عليه دليل أو يكون من باب الجدل والنظر فقط ،ألن بعض األجوبة تكون من باب النظر والجدل ومثل ھذا
توافق اللغات طيب ما الدليل ؟
دائما االستدالالت ما تؤخذ في باب المناظرات باب المناظرات لھا شأن حتى ال دليل -واضح . -فالجواب يختلف ولذلك ً
نفسه قد ال تنسب بعض األقوال التي ينطق بھا في المناظرات ،قد يناظر فيتنزل أو يذكر قول من باب ِ للمصنف أو للقائل
التنزل ،قد يقرأ قارئ أو يسمع مستمع يقول بكذا يقول :ال ،ھذا ذكره في باب المناظرة فال ي ُْنسب إليه .ومثله في باب
قوال في ضمن ھذه األقوال من ً البحث ،قد يبحث مسألة صفحتين أو ثالثة أو أربعة سواء من المعاصرين أو غيره فيذكر
بحثا ،ويقال في مثل المناظرة ھذا ذكره في باب الجدل والمناظرة ،ويقال باب التنزل فال ينسب إليه قوالً وإنما يقال :ذكره ً
في باب األجوبة مثل ھذه األجوبة خاصة التي تبحث عن دليل ال دليل يقال ھذا من باب رد حجة المخالفة ،ألن الوقوع كما
سابقا الوقوع من أعظم األدلة ،إذا قال قائل :ال ،العام ال يخصص في القرآن .مباشرة تتلو عليه آية ﴿ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
والمطلقات ً ذكرنا
ُعرب حمل ﴾ ] الطالق [6 :يكفيك ھذا مثال واحد على الوقوع ْ ،الم َ َّ أوالت َ ْ ٍ كن ُ َ ِ يتربصن ﴾ ] البقرة [228 :خصصت بأن ﴿ ُ َّ َ َ َ َّ ْ َ
غير موجود في القرآن مشكاة لغة الحبشة موجود ؟ ! قال :ال ،توافق اللغتين .من أين ؟ يحتاج إلى دليل .
النوع الثالث ُ َ :
المجاز .
العقد الرابع ما يرجع إلى األلفاظ وھو :المجاز .ولم يذكر الحقيقة ھنا لماذا ؟ كما لم يذكر الفتح ھناك النوع الثالث من ِ
في باب اإلدغام وھو مقابله ھنا لم يذكر الحقيقة ألن الحقيقة ھي األصل وال خالف في وقوع الحقائق في القرآن ال خالف ،
نوعا من أنواع العلوم ألنه على خالف األصل . وإنما أفردوا المجاز لكونه ً
مقعد إما مصدر ميمي وإما اسم زمان وإما اسم مكان ،وبينا في شرح ْ
مفعل َمجْ َوز َمجْ وز َ َ ْ
المجاز .أصله َ َ النوع الثالث ُ َ :
المجُوز بھا أو ُ ْ
الورقات أنه ال يكون اسم زمان بل يحمل إما أنه مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل جائز أو بمعنى اسم المفعول َ
ُنتقل بھا الكلمة ،وأما اسم الزمان بينا ذلك فيما سبق أنه ال يقال به . المعْ بُو ُر أو ْالم ْ َ َ ُوزة بھا يعني ْ َ المج َ َْ
ألفا باعتباري النظر إلى السابق وباعتبار النظر إلى ًإذا المجاز أصله َمجْ َوز نقلت حركة الواو إلى ما قبلھا فقلبت الواو ً
مرارا فال عودة وإال إعادة . ً الحال أو اكتفاء بجزء العلة كما ذكرناه
تعداه ،أو من الجواز وھو العبور واالنتقال ،ألنك أنت نقلت الكلمة ًإذا مصدر ميمي بمعنى الفاعل من جاز المكان إذا َ َ َّ
من معناھا الحقيقي إلى معناھا المجازي ً ،إذا حصل عبور وحصل انتقال .المجاز ضده الحقيقة ويعرف المجاز بمعرفة
ازا ،الحقيقة ھي اللفظ المستعمل في ما وضع له ضده ألن الكلمة أو الوصف للتركيب إما أن يكون حقيقة وإما أن يكون مج ً
ابتداء ،والمجاز أو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أوالً ،فوضعت العرب لفظ األسد للحيوان المفترس ،فإذا ً أوالً أو
ُبر به عن ذلك المعنى مفترسا ُ .نقل ھذا اللفظ وع ِ َ
ً ً
حيوانا حينئذ نقول :استعمل فيما وضع له .رأيت ً
أسدا أي : ٍ أطلق اللفظ
أسدا يخطب .قالوا : فحينئذ قالوا :رأيت ً ٍ الذي ھو الحيوان المفترس إلى معنى الرجل الشجاع لكن ال بد من عالقة وقرينة
161
أسد ھذا ليس المراد به الحيوان المفترس ،الحيوان المفترس ال يعلو األوادم فيخطب وإنما ھو الرجل الشجاع يخطب ،ھذا
حينئذ نقول :حمل على أصله وال ٍ الدليل على أنھم استعملوا ھذا اللفظ في غير ما وضع له لماذا ؟ ألنه إذا أطلق على القرينة
يجوز أن يحمل على المعنى المجازي عند البيانيين بخالف األصوليين ،األصُوليون ال يشترطون عالقة والبيانيون
فحينئذ نقول :الحقيقة ھي اللفظ المستعمل ً .إذا قبل االستعمال ال توصف بحقيقة أو ال مجاز ،فيما وضع ٍ يشترطون العالقة ،
ابتداء ،خرج به المجاز ألن المجاز يُستعمل اللفظ فيما وضع له لكن ً له أوالً يعني في المعنى الذي وضع له في لغة العرب
ثانيا ال أوالً ،ألن المجاز والحقيقة كالھما موضوعان بالوضع العربي ،اتفقوا على أن الحقائق موضوعة بالوضع العرب ً
آحادي ،كالقواعد العامة عند
ّ أيضا موضوع بالوضع العربي لكنه نوعي ال ً واختلفوا في المجاز ،والصواب أن المجاز
الصرفيين وعند النحاة ً .إذا عرفنا ھذه الحقيقة ،المجاز اللفظ المستعمل في غير -خرجت الحقيقة -اللفظ المستعمل -خرج
أوال خرج به الحقيقة فإنھا تستعمل فيما وضعت لھا مجازا في غير ما وضع له ً ً غير المستعمل -فال يوصف بكونه حقيقة وال
أوالً ،ھذا المختصر ما يقال في المجاز .
المجاز ھذا فن شھير عند أرباب اللغة وقد أفرده بالتصنيف عز الدين بن عبد السالم ولخصه السيوطي ومعه زيادات
سماه )) مجاز الفرسان في مجاز القرآن ((
ھل في اللغة مجاز أو ال ؟
ھل في القرآن مجاز أو ال ؟
بحثان ألھل العلم في ھذه المسألة ،المجاز الجمھور على وقوعه في القرآن ،حقائق ال خالف فيھا أنھا في القرآن ،وأما
المجاز فالجمھور على وقوعه في القرآن جمھور أھل العلم على أن المجاز واقع في القرآن ،وأنكره البعض منھم الظاھرية
وابن القاسم من الشافعية ،وابن خويز بن منداد من المالكية وعبر بعضھم في الرد عليه قالوا :شبھتھم -لم نقل :دليلھم ،
عسير ال يمكن إنكاره -قالوا :شبھتھم أن المجاز أخو الكذب ،والقرآن منزه عنه .ھذا مثل ما ٌ ٌ
قول ألن إنكار المجاز ھذا
يقال أن المجاز يصح نفيه وما يصح نفيه ال يجوز وقوعه في القرآن ألن النفي والكذب أخوان لماذا ؟ ألنه إذا قيل رأيت مثالً
أسدا يخطب .يصح أن يقول القائل :ال ليس بأسد .ليس بأسد صح أو ال ؟ -ال نمثل بالقرآن -قيل :رأيت ً
حينئذ علمنا أن حمار ھذا ليس في حقيقته إذا استعمل لفظ الحمار ٍ صح .يقول :زيد حمار .بمعنى أنه بليد لما قال :زيد .
بمعنى بليد ھذا نقل من معناه األصلي في الداللة على البھيمة المعروفة إلى اإلشارة إلى بالدة زيد ،يصح أن نقول :ال زيد
ليس بحمار ً .إذا صح نفيه ويصح تكذيبه وما صح نفيه وما صح تكذبه القرآن منزه عنه وھذا أكثر ما اعتمد عليه من أنكر
المجاز ،من أنكر المجاز أكثر ما اعتمد واتكأ على ھذا الدليل وھو :أن المجاز يصح نفيه .بل أقام الشيخ األمين رحمه
ثالثة سنده في دفع المجاز أو رد بالمجاز على ھذه أو على ھذا الدليل .نقول :لكن ھذا من أضعف ما تمسك به المنكرون
للمجاز لماذا ؟
أسدا يخطب .له مفھومان : بأسد .نقول :قوله :رأيت ً
ٍ أسدا يخطب .فقال :ال ،ليس النفكاك الجھة ألنه إذا قيل :رأيت ً
مفھوم مجازي ،ومفھوم حقيقي أليس كذلك مفھوم مجازي ومفھوم حقيقي ألن أسد ھذا له استعماالت استعمال في معناه
األصلي وھو :الحيوان المفترس .واستعمال في معناه الفرعي وھو :الرجل الشجاع ً .إذا له مفھومان ،إذا تكلم المتكلم
أسدا يخطب ما الذي أثبته ؟ رأيت ً
زيدا بأسد .ما ھو المنفي ؟المعنى المجازي ً ،إذا المثبت ھنا ھو المعنى المجازي المفھوم المجازي ،فإذا قال :ليس ً
المعنى الحقيقي فكيف نقول :يصح نفيه ھل صح نفيه ؟
بأسد يعني :ليس بحيوان مفترس .نقول :المنفي ھو المفھوم ٍ أجب إذا قلت :زيد ليس بأسد .ھذا المنفي زيد ليس
حينئذ انفكت الجھة فال يقال :إن المجاز يصح نفيه وإنما من عالمة ٍ الحقيقي والذي تكلم به المتكلم ھو المفھوم المجازي
مجازا أن يصح نفيھا منفردة عن أصل الكالم ،فھذا التركيب إذا أردت أن تتأكد من ھل ھو ً الكلمة التي يصح اعتبار كونھا
مجاز أو ال ؟
ُ
بأسد .تجعله دليال على أن اللفظ قد استعمل في المعنى المجازي وليس على إبطال ً ٍ تجعل ھذا التقييم وھو :زيد ليس
ً ً
المجاز وإنما ھو دليل على إثبات كون رأيت أسدا يخطب أن أسدا ھذا مجاز ،ولذلك يقال :من عالمته صحة نفيه .ھم
يقولون ھذا :من عالمته صحة نفيه .فكيف ُتجعل العالمة التي ھم قرروھا تجعل دليالً في إبطال دعواھم بالمجاز .ھذا بعيد
فحينئذ نقول :بانفكاك الجھة .صحة النفي ھذا مسلط على المفھوم الحقيقي والمتكلم إنما تكلم وأراد المفھوم المجازي فانفك ٍ .
القرية ﴾ ] يوسف [82 :بأنه مجاز ال يقال :ال ،ال ،ما أمر بسؤال القرية .نقول :ال ﴿ َ َ ْ
واسأل ْ َ َ
فحينئذ إذا قيل ِ ْ َ ﴿ :
ٍ الجھات
ٍ
فحينئذ النفي ھنا ھل حينئذ نقول ِ َ ْ َ ﴿ :
واسأل ْ َ ْ َ َ
القرية ﴾ ھذا مجاز بالحذف كما سيأتي ، ٍ القرية ﴾ أي واسأل أھل القرية واسأ َِل ْ َ ْ َ َ
َ ْ
المراد بسؤال القرية جدرانھا المخصوصة أو ال ؟
162
فحينئذ ينفى لفظ القرية عن كون المراد بالسؤال ھنا ھو الجدران وينزل على ماذا ؟ ٍ ليس المراد ھذا ،
على األھل .بقرينة ماذا ؟
دعوى أنه مجاز .
ًإذا قول بعضھم بأن المجاز أخو الكذب والقرآن منزه عنه نقول :ليس أخو الكذب .وإذا قيل :بأنه يصح نفيه .نقول :
مجازا صحة نفيه وال ُتجعل ھذه العالمة دليالً على إبطاله ألنھم أرادوا بصحة النفي أن ُتجعل ھذه ً نعم ھو عالمة كونه
إثباتا لكونه استعمل ھذا اللفظ في غير المعنى الذي وضع له في اللغة العربية ،وأن المتكلم ال يعدل إليه إال إذا العالمة ً
ضاقت به الحقيقة فيستعير وذلك محال على تعالى .قالوا :المجاز ال َيعْ ِد ُل إليه المتكلم إال إذا ضاقت به الحيل .يعني ما
حينئذ ينزل إلى الدرجة الثانية ويأتي بالمجاز ،وھذا باطل .ھذا فساده يغني عن إفساده ٍ قطع أن يأتي بالكالم على الحقيقة
ھذا واضح أن المجاز قد تكون في بعض المواضع أبلغ من الحقيقية كما قيل ،وقد تكون إما لخفتھا وإما لكون الحقيقة غير
مستعملة أو لكونھا بشعة أو لكونھا وحشية يعدل عنھا إلى المجاز .
ًإذا نقول :الجمھور على وقوع المجاز في القرآن ،وإذا وجد في القرآن معناه أنه كائن وثابت في اللغة ،ومن أثبته في
اللغة ونفاه عن القرآن ھذا من أبعد األقوال وينبغي طرح وإطراحه لماذا ؟
فحينئذ وجد على جھة االتساع والشيوع وكونه ذاع في لغة العرب وإذا وجد على ھذه الجھة وھذه ٍ ألنه إذا وجد في اللغة
مبين ﴾ ] الشعراء . [195 : عربي ُّ ِ ٍ حينئذ نقول :لزم منه وجوده القرآن .لزم وجوده في القرآن لقوله تعالى ٍ َ ِ ِ ﴿ :
بلسان َ َ ِ ٍّ ٍ الھيئة
ُت في حينئذ إذا ثبت في لغة العرب لزم من ذلك أن َ ْيثب َ ٍ شحن بالمجازات الكثيرات في النثر وفي الشعر ولسان العرب قد ُ ِ َ
القرآن ،وأما القول بأنه في اللغة وال يوجد في القرآن نقول :ھذا فيه بُعْ د .
ًإذا ال خالف في وقوع الحقائق في القرآن وأما المجاز فالجمھور على وقوعه في القرآن ودليله الوقوع لو قال قائل :ما
الدليل على وجود المجاز في لغة العرب ؟
نقول :ھم استعملوھا ،استعملوا األسد في الحيوان المفترس ،واستعملوا األسد في الرجل الشجاع ،واستعملوا الحمار
جدا في لسان العرب ما إذا ُأسْ ِندَ في المعھود ،واستعملوه في البليد ،وقالوا :قامت الحرب على ساق ... .إلى آخره كثير ً
الفعل إلى غير من ھو له أو غير ذلك من اللفظ أو المجاز العقلي أو اإلسنادي نقول :ھذا كله وقوعه دليل على أن المجاز
موجود في لغة العرب .
النوع الثالث :المجاز .المجاز قسمان :
مجاز في التركيب ويسمى مجاز اإلسناد .
والمجاز العقلي .وعالقته المناقشة .
ھذا ذكرناه ببسط في الجوھر المكنون .
المجاز في المفرد ھذا النوع الثاني ويسمى المجاز اللغوي وھذا الذي ذكرنا تعريفه فيما سبق أو اللفظ المستعلم في غير ما
الحذف ( من أنواع المجاز الذي ھو المجاز العقلي أو اختصار َ ْ ِ ُ منھاوضع له ،وأنواعه كثيرة ذكر منھا بعضه قال ْ ِ ) :
اللفظي ؟
الحذف ( المشھور أنه من المجاز يعني الحذف حذف ْ
الحذف ( ِ َ ) ، ْ
اختصار َ ِ ُ ْ
اللفظي ألن الكالم في المجاز اللفظي ) ِمنھا
المضاف أو حذف الخبر كما سيذكره المبتدأ ھذا المشھور أنه من المجاز ،وأنكر بعضھم كونه من المجاز قالوا :لماذا ؟
ضع له أوالً ،والحذف ھل استعمل في غير ما وضع له أوالً ،قالوا :ال ،إذاً ألن المجاز ھو اللفظ المستعلم في غير ما وُ ِ َ
حذف مجاز .قال ٍ مجازا .قال ابن عطية :حذف المضاف ھو عين المجاز ومعظمه ،وليس كل ً ال يمكن أن يكون الحذف
حذف مجازا ،ھذا نعم صحيح ، ً ٍ حذف ومعظمه وليس كل ٌ ابن عطية :حذف المضاف ھو عين المجاز ،يعين أكثر المجاز
حذف مجاز ،ولذلك قسم القرافي ٍ مجازا ،المجاز قد يكون بالحذف ولكن ليس كل ً ٍ
حذف حذفا وليس كل المجاز قد يكون ً
مجازا أو ال إلى أربعة أقسام : ً الحذف باعتبار كونه
يتوقفُ عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث اإلسناد .يعني :ال يفھم اللفظ من حيث اإلسناد إال بھذا َّ َ
قسم َ َ ٌ القسم األول :
القرية ﴾ ] يوسف [ 82 : َ َ
واسأل ْ ْ َ َ
المحذوف ال بد أن نقدر ،ال بد أن نجعل في اللفظ ما ھو محذوف ومثل له بقوله تعالى ِ ْ َ ﴿ :
رية ﴾ .كيف يسأل الجدران ؟ قال :ال بد من حذف .أي : الق ْ َ َ .قرية في أصل وضعھا للبنيان والجدران قالوا ِ َ ْ َ ﴿ :
واسأل ْ َ
القرية ﴾ أي واسأل أھل القرية .إذ ال يصح إسناد السؤال إليھا ،ھذا ھو اسأل أھلھا أھل القرية أي اسأل أھل القرية ﴿ َ ْ َ ِ
واسأل ْ َ ْ َ َ
يتوقفُ صحة اللفظ ومعناه عليه على المحذوف . النوع األول وھو ما َ َ َ َّ
يتوقفُ عليه شرع يصح اللفظ واإلسناد بدونه يعني بدون ھذا المحذوف ال نقدره ، قسم يصح بدونه لكن َ َ َ َّ القسم الثاني ٌ :
] البقرة . [184 : أيام ُ َ َ
أخر ﴾ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ يتوقفُ عليه شرع ،ومثل له بقوله تعالى َّ ِ َ ﴿ : يمكن ال نجعله من المحذوف لكن َ َ َ َّ
163
أخر ﴾ من جھة اإلسناد يمكن أن يُلزم لو لم يكن شرع يمكن أن يُلزم بالصيام بالقضاء ولو لم يذكر كما أيام ُ َ َ من َّ ٍ
فعدةٌ ِّ ْ َ يمكن ﴿ َ ِ َّ
قال ابن حزم رحمه قال :كل من صام في السفر أو كان مريض فعليه أن يقضي ولو صام في رمضان لماذا لقوله تعالى
سفر ﴾ .إذا وجد على َ َ ٍمريضا ً َْأو َ َ منكم َّ ِ كان ِ ُ فمن َ َ أخَر ﴾ .يعني :فعليه عدة من أيام ُأخر ألنه علقه بماذا ؟ ﴿ َ َ أيام ُ َ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ َّ ِ َ ﴿ :
المرض فعدةٌ من أيام أخر ولو صمت ھذا الظاھر أليس كذلك ؟
لكن الجمھور على ماذا ؟
يتوقفُ عليه ھل ھو من جھة َّ َ
ف ،ھذا المحذوف ما الذي َ َ على أن ثم داللة اقتضاء ھنا ،فأفطر ،ھذا ال بد من تقدير محذو ٍ
صحة المعنى أو من جھة الشرع ؟
شرعا كقوله تعالى ﴿ : ً يتوقفُ عليه َّ من جھة الشرع ھذا ھو القسم الثاني ،يصح بدونه يعني إسناد بدون المحذوف لكن َ َ َ
أخر ﴾ . أيام ُ َ َ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ َ ِ َّ
شرعا يتوقف عليه ً عادة على المحذوف يعني ال ً شرعا .عكس الثاني يتوقف عليه ً عادة ال ً يتوقفُ عليه القسم الثالث َّ َ َ َ :
اضرب﴿ ِْ دائما يدخلوه في فاء الفصيحة فانفلق ﴾ ] الشعراء [63 :ھذا ً البحر َ َ َ َ بعصاك ْ َ ْ َ اضرب ِّ َ َ َ شرعا نحو ﴿ ْ ِ ً عادة ال ً
فانفلق ﴾ أليس كذلك ؟ يعني ھل االنفالق ھنا حصل جواب اضرب أو اضرب اضرب ﴾ ﴿ َ َ َ َ فانفلق ﴾ ِ ْ ﴿ ، البحر َ َ َ َ بعصاك ْ َ ْ َ ِّ َ َ َ
فضرب فانفلق ؟
اضرب ﴾ َ َ َ َ ﴿ ،
فانفلق ﴾ لكن جوابا لألمر الرب جل وعال ﴿ ْ ِ ً حينئذ صار ﴿ َ َ َ َ
فانفلق ﴾ ٍ الثاني ً ،إذا ال بد من تقدير ،إذ لم تقدر
شرعا . ً ً
عادة ال اضرب فضرب فانفلق ،واضح ھذا توقف عليه
دليل غير شرعي وال ھو عادة .غير دليل شرعي وليس بعادة شيء آخر خارج عن الدليل الشرعي ٌ وقسم يدل عليه
الرسول ﴾ ] طه . [ 96 :يعني :من أثر حافر فرس الرسول ،ھذا دل أثر َّ ُ ِ من َ َ ِ فقبضت َ ْ َ ً
قبضة ِّ ْ والعادة نحو قوله تعالى ُ ْ َ َ َ ﴿ :
بعادة وال بشرعي . ً عليه شيء آخر ليس
ھذه أربعة أقسام أي األربعة ھي مجاز ؟ كلھا ؟
يتوقفُ عليه صحة اللفظ ومعناه ال يفھم َّ َ
مجازا ،وما عداھا ليست بمجاز الذي يدل عليه َ َ ً األول فقط ،ھي التي تعتبر
حذف ﴿
ٌ صحيحا إال إذا قدرنا المحذوف ھذا وحكمنا بأن في الكالم ما ھو ً المعنى وال يحكم على اللفظ أو الترتيب بكونه
القرية ﴾ أي :اسأل أھلھا . واسأل ْ َ ْ َ َ َ َِْ
ً
مجازا ؟ متى نحكم بكون الحذف
قال في )) اإليضاح (( :متى تغير إعراب الكلمة بحذف أو زيادة فھي مجاز ،أما إذا لم يحصل تغير في الحذف أو
القرية حذف المضاف فأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب ًإذا تغير من ِ ية ﴾ واسأل أھل القر َ َ
واسأل ْ َ ْ مجازا ِ َ ْ َ ﴿ . ً الزيادة فال يعتبر
كصيب ﴾ ] البقرة [19 :ھذا صفة َ ً
حينئذ ال نحكم بكونه مجازا ْ ﴿ .أو َ َ ِّ ٍ ٍ الكسر إلى فتحة حصل تغير فإذا لم يحصل تغير
للموصوف المحذوف ،ھل تغير اإلعراب ؟
رحمة ﴾ ] آل عمران [159 :حصلت زيادة ھنا ھل تغير اإلعراب ؟ لم يتغير اإلعراب .ال فبما َ ْ َ ٍ لم يتغير اإلعراب َ ِ َ ﴿ .
مجازا . ً نحكم بكونھا
ً
مجازا حينئذ ال نحكم بكونه ٍ مجازا ما إذا تغير اإلعراب بالحذف أو الزيادة ،أما إذا لم يتغير ً ًإذا ضابط الحذف الذي يكون
ترك َ َ ِ
الخبر ( أخر ﴾ .ھذا فيه نظر ومنھا ) َ ْ ُ أيام ُ َ َ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ ف ( ولذلك تعلم أنه شرح مثل بقوله تعالى َّ ِ َ ﴿ : الحذ ِ اختصار َ ْ ُ منھا ِْ ).
ترك َ َ ِ
الخبر ( في الخبر ( يعني :إبقاء الخبر في الكالم وحذف المبتدأ ) َ ْ ُ ترك َ َ ِ منھا ( أي من أنواع المجاز في المفرد ) َ ْ ُ و) ِ ْ
الخبر ( يعني ترك الخبر وإبقاؤه ترك َ َ ِ الخبر ( من أنواع المجاز ) َ ْ ُ ترك َ َ ِ الكالم يعني أبقاه في الكالم وحذف ماذا ؟ المبتدأ ُ ْ َ ) ،
حينئذ حذف المبتدأ ھذا مقصوده يعني تكتفي في الترتيب بحذف المبتدأ وتترك الخبر على ما ھو ٍ في الكالم وإذا ُتركت الخبر
قول بأنجميل ٌ ﴾ صبر ھذا خبر لمبتدأ محذوف على ٍ فصبر َ ِ جميل ٌ ﴾ ] يوسف [19 :فصبري صبر جميل ﴿ َ َ ْ ٌ فصبر َ ِ عليه ﴿ َ َ ْ ٌ
والفرد ( يعني :ومنھا من أنواع َْ ُ آخر ( ) عن َ َ ِيجز َ ْ إن ُ َ ْ جمع ِ ْ َْ ُ
والفرد َ ْ ٌ صبر ھنا خبر مبتدأ محذوف فصبري صبر جميل ) ،
آخر ( يعني ِإن يُستعمل عن آخر إن يستعمل الفرد عن َِ َ يجز َ ْ ْ إن ُ َ جمع ( ) ِ ْ فرد ( و ) َ ْ ٌ جمع ( ) ،ال َ ْ ُ الفرد ( ،وھو ) َ ْ ٌ المجاز ) َ ْ ُ
استعمل المفرد ،الفرد ھنا فاعل بمعنى اسم المفعول ،والجمع كذلك ،والفرد يعني إذا عن الجمع والجمع عن الفرد يعني إذا ُ
خسر ﴾ ] العصر . [2 :قيل استعمل ھنا اإلنسان في معنى الجمع لفي ُ ْ ٍ سان َ ِ اإلن َ َ إن ْ ِ مرادا به الجمع قال َّ ِ ﴿ : ً استعمل الفرد ُ
165
مجازا ،ھذا ً كل منھا يستعمل مقام اآلخر واحد من الثالثة في محل اآلخر ،واألصل أن يقال المفرد والجمع والمثنى ٌ ٍ كل
كل منھا يستعمل مقام اآلخر . مراده المفرد والجمع وزد عليه المثنى ٌ
المثنى ( وفي نسخة واحدھا عن المثنى وھذه أحسن وأجود ،واحدھا عن المثنى يعني أو يُستعمل واحدھا من ْ ُ َ َّ واحدھا ِ َ ُ )
من المفرد والجمع عن المثنى وھذا واضح .واحدھا أي :يُستعمل واحد المفرد والجمع عن المثنى .
استعمل المفرد يرضوه ﴾ ] التوبة [62 :يرضوھما ھذا ھو األصل ولكن ُ أحق َأن ُ ْ ُ ُ ورسوله َ َ ُّو ُ َ َ ُ ُ ُ مثال المفرد عن المثنى ﴿ َ ّ
عن المثنى .
ألق ھنا ألق كما قيل :قفا نبك ألقيا اثنان قيل ِ جھنم ﴾ ] ق [24 :قيل ِ : ألقيا ِفي َ َ َّ َ ومثال المثنى عن المفرد قوله تعالى َ ِ ْ َ ﴿ :
كرة بعد كرة ، كرتين ﴾ ] الملك [4 :أي ً : البصر َ َّ َ ْ ِ ارجع ْ َ َ َثم ْ ِ ِ استعمل المثنى عن المفرد ،ومثال المثنى عن الجمع فارجع ﴿ ُ َّ
جمع . ٍ ھو باعتبار ال يحصل بماذا ؟ بمرتين بل ال بد من
السدس ﴾ ] النساء [11 :إخوة وھي تحجب بماذا ؟ فألمه ُّ ُ ُ ِّ ِ ُ َ ٌ إخوة له ِ ْ َ َ
كان ُ فإن َ َ مثال الجمع عن المثنى قوله تعالى ِ َ ﴿ :
باالثنين .
والمفرد عن الجمع والجمع عن المفرد سبق بيانه فيما سبق .
ضد له يعني :الذي عقل ،الموصول عقل عن ٍ َ
له ( يعني :ومنھا من أنواع المجاز استعمال الذي َ َ ضد َ ُ
عن ِ ٍّ عقل َ َ ْ والذي َ َ
) َّ ِ ْ
] فصلت : أتينا َ ِ ِ َ
طائعين ﴾ قالتا َ َ ْ َ
له ( وھو غير العقل ﴿ َ َ َ ضد َ ُ عن ِ ٍّ مع صلته في قوة المشتق ،يعني االستعمال العاقل ) َ ْ
رأيتھم ِلي َ
[11السماء واألرض طائعين ھذا بياء ونون وھذا للعقالء استعمل ھنا العاقل في غير العاقل أليس كذلك ؟ ﴿ َ ْ ُ ُ ْ
كوكبا ً ﴾ الكواكب األصل ھذا عشر َ ْ َ أحد َ َ َ رأيت َ َ َساجدين ﴾ ] يوسف [4 :جمع بياء ونون وھذا من صفة العقالء رأيتھم ﴿ َ َ ْ ُ َ ِِ َ
استعمل الذي عقل في من أو فيما ال يعقل ألن الجمع بواو ونون من ساجدين ﴾ جمعه بواو ونون ًإذا ُ رأيتھم ِلي َ ِ ِ َ الظاھر ﴿ َ َ ْ ُ ُ ْ
ذي ( يرجع إلى أي شيء ؟ ذي ( ) ِ ْ عكس ِ ْ ذي ( يعني :ومنھا ) َ ْ ُ عكس ِ ْ ُنزلت ُه ) َْأو َ ْ ُ خواص العقالء ،والمسوغ ھنا َ ْ ِ ُ
تنزيله م َ َّ َ ُ
ذي ( ألن اسم اإلشارة يرجع إلى المتأخر ،ھذا األصل كالضمير عكس ِ ْ له َْأو َ ْ ُ ضد َ ُ عن ِ ٍّ والذي َ َ
عقل َ َ ْ الظاھر أنه لقوله ْ ِ َّ ) :
استعمل غير العاقل في ستعمل العاقل في غير العاقل ُ ذي ( يعني :استعمال لفظ غير العاقل في العاقل كما ا ُ عكس ِ ْ ) َْأو َ ْ ُ
األرض ﴾ ] النحل . [49 :ومعلوم أن وما ِفي َ ْ ِ يسجد َما ِفي َّ َ َ ِ
السماوات َ َ وُ ُ ْ َ S العاقل ،وھذا أجود .مثاله قوله تعالى ِ ّ ِ َ ﴿ :
اسم موصول بمعنى الذي أليس كذلك للعقالء أو غيرھم ؟ لغير يسجد َما ﴾ وما ٌ وُ ُ ْ َ S المالئكة والثقلين منھم وھنا قال ﴿ َ ِ ّ ِ
دائما فيما العقالء ھذا ھو األصل ،وھنا استعمل في ماذا ؟ في غير العقالء ،استعمل غير العقالء في العقالء ألن العبرة ً
استعمل غير العاقل ،أطلق لفظ ﴿ َما ﴾ على إذا جمع العقالء وغيرھم تغليب ماذا ؟ العقالء ،وھنا استعمل في العقالء ماذا ُ
سبب ( أي استعماله سبب ( يعني ومنھا ) َ َ ٌ موضوع لغير العاقل لكن لما اقترن به غلب عليه لكثرته ٌ َ َ ) . ٌ المالئكة والثقلين وھم
اءھم ﴾ ، َ
يذبح ْأبن ُ ْ َ َ
إسناديا ﴿ ُ ِّ ُ
ً ً
عقليا أو مجازا ً
في مسبب ،استعمال السبب في المسبب أي إسناد الفعل إلى السبب ويسمى مجازا ً
ُ
أبناءھم ﴾ يعني :أبناء بني إسرائيل ،ھو يذبح بنفسه ؟ ھو بنفسه يمسك ويذبح ؟ ال .لَِم أسْ ِندَ يذبح ﴾ يذبح يعني :فرعون ﴿ َ ْ َ ُ ْ ﴿ ُ َ ِّ ُ
أبناءھم ﴾ أبناء بني إسرائيل أي : يذبح ﴾ أي :فرعون ﴿ َ ْ َ ُ ْ سببا فيه ُأسند إليه ﴿ ُ َ ِّ ُ إليه الذبح ؟ لكونه السبب في األمر لكونه ً
عده من أنواع المجاز فيه نظر ٌ
التفات ( يعني :ومنھا التفات ،وااللتفات َ ُّ سبب ِ ٌ َ سبب فيه ٌ َ َ ) ، ٌ يأمرھم بذبحھم فأسند إليه ألنه
ليس بصواب ،بل ھو من أنواع الخطاب فإنه حقيقة حيث لم يكن معه تجريد الصواب أن االلتفات ھذا من الحقيقة وليس من ٌ
ماذا ؟ من المجاز .
واحد من التكلم والخطاب والغيب إلى آخر يعني :يكون السياق للغيبة ثم ينتقل إلى متكلم ٍ وااللتفات عندھم ھو االنتقال من
،أو متكلم إلى الغيبة ،أو من الغيبة إلى التكلم ،ھذه الثالثة ،ثالثة في اثنين بستة ألن المتكلم ال ينتقل إلى المتكلم وال الغيب
إلى الغيبة وال ..ماذا ؟ وال الخطاب إلى الخطاب ً .إذا ثالثة في اثنين بستة ھذا ھو األصل ،أن ينتقل من التكلم إلى الغيبة أو
الخطاب ،أو من الخطاب إلى التكلم والغيبة ،أو من الغيبة إلى التكلم والخطاب .ھذه ستة أنواع .
محصور في ستة أنواع في ستة ٌ واحد من التكلم والخطاب والغيبة إلى آخر وھذا اآلخر ٍ ًإذا نقول :االلتفات ھو االنتقال من
إياك ﴾ ] الفاتحة [5 ، 3 :ھذا انتقال من الدين * ِ َّ َ يوم ِّ ِ مالك َ ْ ِالرحيم * َ ِ ِ الرحمن َّ ِ ِ أنواع مثال االنتقال من الغيبة إلى الخطاب ﴿ َّ ْ ِ
الرحمن َّ ِ ِ
الرحيم * العالمين * َّ ْ ِ رب ْ َ َ ِ َ الحمد ِّّ َ ِS ماذا من غيبة إلى خطاب ألن االسم الظاھر ھذا من الغيبة معدود في الغيبة ﴿ ْ َ ْ ُ
إياك ﴾ ھذا انتقال من غيبة إلى غائب باعتبار اللفظ ثم قلت َ َّ ِ ﴿ : ٍ الدين ﴾ ] الفاتحة [4 ، 2 :تتكلم عن ماذا ؟ عن يوم ِّ ِ َ ِِ
مالك َ ْ ِ
نعبد ﴾ واألصل إياه نعبد ھذا األصل لو أردنا السياق أن إياك َ ْ ُ ُ الدين * ِ َّ َ يوم ِّ ِ الك َ ْ ِ خطاب ھذا يسمى ماذا يسمى االلتفات َ ﴿ .م ِ ِ
التفاتا ،ومن ً واحدا الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياه نعبد وإياه نستعين ،لكن لما انتقل من الغيبة للخطاب صار ً يكون
166
وإليه ﴾ ترجع ؟ قال ﴿ : فطرني َ ِ َ ْ ِ الذي َ َ َ ِ وما ِلي َال َ ْ ُ ُ
أعبد َّ ِ فطرني ﴾ يتكلم عن نفسه ﴿ َ َ الذي َ َ َ ِ وما ِلي َال َ ْ ُ ُ
أعبد َّ ِ التكلم إلى الخطاب ﴿ َ َ
ترجعون ﴾ األصل الكالم يتكلم عن نفسه وما لي ال وإليه ُ ْ َ ُ َ ترجعون ﴾ ] يس [22 :انتقال من ماذا ؟ من التكلم إلى الخطاب ﴿ َ ِ َ ْ ِ ُْ َ ُ َ
ترجعون ﴾ . وإليه ُ ْ َ ُ َ أعبد الذي فطرني وإليه ُأرجع ھذا أصل الكالم لكن انتقل منه إلى الخطاب قال ِ ْ َ ِ َ ﴿ :
حتى َِإذا ُ ُ ْ
كنتم بھم ﴾ .واألصل بكم خطاب ﴿ َ َّ وجرين ِ ِ كنتم ِفي ْ ُ ْ ِ
الفلك َ َ َ ْ َ حتى َِإذا ُ ُ ْ ومثاله من الخطاب إلى الغيب قوله تعالى َّ َ ﴿ :
وجرين بِِھم ﴾ .يعني بآبائھم . الفلك َ َ َ ْ َ ﴾ .كنتم أنتم ﴿ ِفي ْ ُ ْ ِ
لربك ﴾ واألصل فصل لي أليس كذلك فصل ِّ ِ َ ِّ َ وانحر ﴾ ثم قال َ َ ﴿ : لربك َ ْ َ ْ فصل ِّ ِ َ ِّ َ الكوثر * َ َ أعطيناك ْ َ ْ َ َومن التكلم إلى الغيبة ﴿ َِّإنا َ ْ َ ْ َ َ
لربك ﴾ واألصل أن فصل ِّ ِ َ ِّ َ الكوثر ﴾ ھذا متكلم ﴿ َ َ أعطيناَك ْ َ ْ َ َ لربك ﴾ أو فصل لنا ألنه قال َِّ ﴿ :إنا ﴾ واضح ھذا ؟ ﴿ َِّإنا َ ْ َ ْ َ فصل ِّ ِ َ ِّ َ ؟﴿ َ َ
ُسمى التفات من التكلم إلى الغيب . يقول فصل لنا لكن ھذا ي َ َّ
فسقناهُ ﴾ ] فاطر [9 :واألصل فساقه ثم قال َ ﴿ :ف ُ ْ َ
سقناهُ سحابا ً َ ُ ْ َ فتثير َ َ الرياح َ ُ ِ ُ أرسل َ ِّ َ َ الذي َ ْ َ َّ
ومن الغيبة إلى التكلم ﴿ َو ُ َّ ِ
﴾ من غيبة إلى تكلم .
ً
مفصال . ًإذا ھذه أنواع االلتفات وتذكر في علم البيان
سوف َ ْ َ ُ َ
تعلمون ﴾ ] كال َ ْ َ ثم َ َّ تعلمون * ُ َّ سوف َ ْ َ ُ َ كال َ ْ َ التكرير ( يعني :ومنھا التكرير والمراد به التأكيد للفظ أو الجملة ﴿ َ َّ ) َّ ْ ِ ْ ُ
التكاثر [4 ، 3 :قالوا :ھذا مجاز .واألصح أنه ليس بمجاز ،في عد التكرار من المجاز في خالف والصحيح أنه حقيقة
بمجاز .
ٍ وليس
شيء ﴾ ] الشورى : كمثله ْ ٌ َ ْ
ليس ِ ِ ِ َ َ
زيادة ( يعني :ومن أنواع المجاز :المجاز بالزيادة ضد الحذف ،مثاله قوله تعالى َ ْ ﴿ : ٌ ) ِ َ
كمثله ﴾ نقول :الكاف ھذه زائدة ألن المراد نفي المثل ،وليس نفي مثل المثل ،ألن المراد ماذا ؟ نفي المثل ليس ْ
ليس َ ِ ِ ِ َ ْ َ ﴿ [11
حينئذ نحكم وأصح األقوال في ھذه نحكم بكون الكاف زائدة سواء قلنا ٍ مثله شيء ھذا أو األصل وليس المراد نفي مثل المثل ،
تأدبا أو ال بأس من ذكر الزيادة في القرآن . زائدة بأنھا صلة وتوكيد ً
زيادةٌ ( أي ومنھا زيادة أي :مجاز بالزيادة ،فإن قيل حذف المجاز ال يسقط على المجاز بالزيادة كما ذكرناه في ٌ ًإذا ) ِ َ
﴿ استعمل نفي مثل المثل في نفي المثل الحد السابق ألنه لم يستعمل اللفظ في غير موضوعه فالجواب أنه منه حيث ُ
كمثله ﴾ ھنا استعمل نفي مثل المثل في نفي المثل ،وسؤال القرية فيما سبق في سؤال أھلھا فقد ُتجُوِّ َز في اللفظ ُ َّ
وتعدي ليس َ ِ ْ ِ ِ َْ َ
به عن معناه إلى معنى آخر .وقال القزويني :إنه مجاز من حيث إن الكلمة نقلت من إعرابھا األصلي إلى إعرابھا الجديد . ٌ
خبرا لليس انتقل بالكلمة من كونھا ً كمثله ﴾ ھذا عبور واالنتقال ُ ليس َ ِ ْ ِ ِ ليس مثله كانت منصوبة ثم ماذا لما جاءت الزيادة ﴿ َ ْ َ
القرية ﴾ أصله واسأل أھل القرية ،انتقل باإلعراب من الكسر َ َ
واسأل ْ ْ َ َ
وھي منصوبة فصارت ماذا مجرورة بالكاف ومثله ﴿ َ ْ ِ
نوع آخر من اإلعراب . إلى إلى النصب .وقال القزيني :إنه مجاز من حيث إن الكلمة نقلت عن إعرابھا األصل إلى ٍ
قوم من المجاز عده ٌ تأخير ( َ َّ تقديم َْ ،أو َ ِ ْ ُ
ْ تأخير ( يعني :من أنواع المجاز التقديم والتأخير أو بمعنى الواو ) َ ْ ِ ْ ٌ تقديم َْ ،أو َ ْ ِ ْ ُ ) َِْْ ٌ
واحد منھما عن رتبته وحقه . ٍ نقل لكل لماذا ؟ ألن تقديم ما رتبته التأخير كالمفعول وتأخير مع رتبه التقديم كالفاعل ٌ
زيد صار مجاز ، عمرا ٌ ً قلت :ضرب عمرا كل جاء في موضعه لو َ ً زيدا أو ضرب ٌ
زيد ضربت ً ُ قلت : ھذا تكلف يعني لو َ
متأخرا وھو متقدم ،ونقلت رتبة المفعول به من التأخر إلى التقدم ، ً لماذا ؟ ألنك نقلت اللفظ من رتبته من الفاعل إلى كونه
قليال ويحاور فيھا أن التقسيمات ھذه أال ً وھذه مشكلة المجاز أنھم توسعوا فيه إلى أبعد الحدود ولو ضبط بأصول بحيث يكون
يكون لھا وجود أظن يكون له قبول أكثر من اإلنكار .
تأخير ( قال الزركشي :والصحيح أنه ليس منھم .ولذلك نجد منھم من يُنكر والحمد .قال الزركشي في تقديم َْ ،أو َ ْ ِ ْ ُ ) َِْْ ٌ
ضع إلى ما لم يوضع له .وضع ال بد من لفظ وله معنى وأين )) البرھان (( :والصحيح أنه ليس منه ،فإن المجاز نقل ما وُ ِ َ
التقديم والتأخير ھنا ،ولذلك نقول :الصواب أنه ليس من أنواع المجاز ليس التقديم والتأخير من أنواع المجاز .
فبشرناھا ﴾ ] ھود [71 :بشرناھا بإسحاق فضحكت الضحك المعلوم ھذا أيھما مقدم ؟ فضحكت َ َ َّ ْ َ َ مثلوا له بقوله تعالى ْ َ ِ َ َ ﴿ :
فبشرناھا ﴾ واألصل فضحكت َ َ َّ ْ َ َ حينئذ حصل تقديم وتأخير قيل :ھذا مجاز ْ َ ِ َ َ ﴿ . ٍ البشرى مقدمة ألنھا سبب والضحك ھذا فرع
فضحكت ﴾ بمعنى ْ َ َ
البشارة بحصول الولد ،وأما إذا كان ﴿ َ ِ َ ْ
فبشرناھا بإسحاق فضحكت إذ الضحك مسبب عن التعجب على َ
حاضت فھذا شيء آخر .
الحذف ( ليس كل حذف يُعد مجازا وإنما ھو نوع واحد من األنواع ً اختصار َ ِْ ُ ًإذا في قوله ھنا في أنواع المجاز ) ِمنھا
ْ
األربعة التي ذكرھا القرافي .
الخبر ( ھذا األصح أنه ليس بمجاز . ترك َ َ ِ ) َْ ُ
ً
مجازا . المثنى ( ھذا ال بأس بكونه من ُ َ َّ واحدھا ِ َ ُ عن َ َ ِ
آخر يجز َ ْ إن ُ َ ْ جمع ِ ْ
والفرد َ ْ ٌ َْ ُ )
167
ضد َ ُ
له ( ھذا األولى أن يقال :بأنه مجاز . عن ِ ٍّعقل َ َ ْ والذي َ َ) َّ ِ ْ
ذي ( وھذا مثله .ألنه كثر وشاع فصار كالحقيقة . عكس ِ ْ ) َْأو َ ْ ُ
سبب ( ھذا ال إشكال في أنه مجاز . ) ََ ٌ
التكرير ( على الصواب أنه ليس بمجاز . ِْ ُ ْ َّ ) َِ ٌ
التفات
زيادةٌ ( ھذا على نزاع كبير واألصح أنھا مجاز . ) ِ َ
تأخير ( ليس بمجاز .أكثر ما ذكره ليس من أنواع المجاز . ْ َ
تقديم ْ ،أو ِ ْ ُ َ ) َِْْ ٌ
العقد الرابع المشترك نأخذه وال نرجئه .....
النوع الرابع من أنواع ِ
نقف على ھذا .
وصل وسلم على نبينا محمد . َّ
168
الشريط الثاني عشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
الرِابع ( من العقد الرابع مما يرجع إلى األلفاظ وذكرنا أن البحث ھنا في األلفاظ َّ
قال المصنف رحمه تعالى ) :النْوُع َّ
َّ
ليس المراد اللفظ المجرد عن المعنى ،ال يتصور ھذا وإنما المراد أنه ينظر في اللفظ باألصالة وفي المعنى بالتَبِع ھذا ھو
المراد ولذلك ذكر الغريب وھو ما ج ُِھل معناه ،لم يعرف معناه ً ،إذا ھو لوحظ فيه المعنى لكن لما كان اللفظ دليالً على
المشترك ( . والمجاز ً ،إذا النوع الرابع َ َ ْ ُ ْ ) : ُعرب ْ َ َ فحينئذ اعتبر اللفظ دون المعنى وكذلك في ْالم َ َّ ٍ المعنى الذي جُعل اللفظ له
اشترك ْ
يفتع ُل َ َ َ ْ
افتعل َ َ ِ ْ
اشترك وھو خماسي َ َ َ ْ
ُشترك ،اسم مفعول من َ َ َ ْ
ُشترك وم َ َ ٌ ْ
ك فھو م َ ِ ٌ شتر ُ ْ
اشترك َي َ ِ ْ
ُشترك ھذا اسم مفعول َ َ َ والم ْ َ َ ْ
ُشترك فيه ،حُذف قوله فيه وھو ُشترك ،واألصل م ْ َ َ ٌ ُفتعل اسم مفعول م ْ َ َ ُفتعل وھو اسم فاعل وم ْ َ َ ُشترك بكسر الراء م ْ َ ِ كم َْ ِ ٌ يشتر ُ َ َْ ِ
أحيانا يقال المفعول ،المفعول ويقال المفعول به ،وإذا قيل ً جار مجرور كما حذف من قوله المفعول به لماذا ؟ كما يحذف ٌ
ُشترك فيه حُذف فيه ْ ْ
ُشترك أي الم َ َ ْ ْ
علما ،وھنا قوله :الم َ َ َ
ُعل َ ً
حينئذ حذفت به لماذا ؟ تخفيفا أو للعلم به أو لكونه ج ِ َ ً ٍ ٌ
مفعول ھذا
ظرف ال اسم ٌ علما ،وقال بعضھم :لفظ م ْ َ َ ٌ
ُشترك وھو جار مجرور نائب فاعل حُذف تخفيفا لكسرة االستعمال أو لكونه صار ً ً
ظاھرا ً ُتشاركان فيه فاعالن ْ
تشارك فالم َ َ ِ َظرفا ؟ قالوا :ألن اشترك بمعنى َ َ َ َ ً مفعول واألصح أنه اسم مفعول ولكن ما وجه كونه
بظرف . ٍ ُشترك اسم مفعول وليس ْ
ُشتق منه صيغة باسم مفعول .والصواب األول أن الم ْ َ َ فال ي ْ َ
ُشترك اللفظي لماذا ؟ ْ
ُشترك المراد به ھنا الم ْ َ َ ْالم ْ َ َ
ُشترك ليس بلفظي ؟ ُشترك اللفظي ،ھل ھناك م ْ َ َ ُشترك في ھذا المقام انصرف إلى ْالم ْ َ َ أطلق ْالم ْ َ َ ألنه إذا ُ ْ ِ
ُشترك نوعان : نقول :نعم ْالم ْ َ َ
ُشترك لفظي . م َْ َ
رك معنوي . ُشت َ ٌوم ْ َ
فحينئذ نقول : ٍ ُشترك اللفظي ُشترك المراد به ھنا ْالم ْ َ َ والم ْ َ َ ْ
يرجعكالم في األلفاظ لذلك قال َ ) :ما َ ْ ِ ُ ٌ المشترك ( أي اللفظي على حذف الصفة للعلم بھا ألن المقام ھنا النوع الرابع َ َ ْ ُ ْ ) :
حينئذ ال في المعنى . ٍ األلفاظ ( فالبحث في اللفظ ِ َإلى َ َ ِ
يرد السؤال ما حينئذ َ ِ ُ
ٍ ُنصرفُ إليه اللفظ عند اإلطالق ال المعنوي ُنصرفُ إليه $أو ْالم ْ َ ِ ًإذا المشترك أي اللفظي إذا ھو ْالم ْ َ َ
الفرق بين االشتراك اللفظي واالشتراك المعنوي ؟
موسعا في شرح )) السلم المنورق في المنطق (( لكن نعيده باختصار . ً فنقول :وھذا ذكرناه
ً
المشترك اللفظي :ھو ما اتحد في اللفظ وتعدد فيه المعنى والوضع .إذا ثالثة أمور :عندنا لفظ ،وعندنا وضع ،وعندنا ْ ُ ََْ
معنى .
ً
مثال ُلفظ به الصوت المشتمل على بعض الحروف الھجائية المراد بھا ھنا الصوت أو اللفظ المفرد كالقرء اللفظ ھو :ما ي ْ َ ُ
.
حينئذ يكون المراد بالوضع ھنا الوضع الشخصي . ٍ دليال على المعنى ، ً والوضع المراد به َ :جعْ ُل اللفظ
ُقصد من اللفظ المعنى . والمعنى :ھو ي ْ َ ُ
مثال ھذا لفظ واحد وتعدد المعنى ،فيطلق على ً متحدا في اللفظ كالقرء ً ًإذا ھذه ثالثة أمور االشتراك اللفظي أن يكون اللفظ
الطھر ويطلق على الحيض ،وتعدد الوضع بمعنى أن الواضع وضع لفظ القرء للطھر ،ثم وضع اللفظ مرة أخرى للحيض ،
ً
أوال دليال على المعنى ،فوضعه ً فحينئذ تعدد المعنى وھما :الطھر ،والحيض .وتعدد الوضع بكون الواضع جعل اللفظ ٍ
فحينئذ تعدد الوضع مع تعدد المعنى واللفظ ھو ٍ ابتداء للداللة على الطھر ، ً ً
وضعا جديداً ً
للداللة على الحيض مثال ،ثم وضعه
ُشتركا لماذا ً َ ْ
ِّي م َ اللفظ وھو شيء واحد وھو القرء قاف وراء وھمزة ،إذا اتحد اللفظ وتعدد فيه الوضع والمعنى ،ومن ھنا ُسم َ ً
ِّي م ْ َ َ ً
ُشتركا ؟ ُسم َ
الشتراك المعنيين فيه في اللفظ فاشترك معنى الطھر مع معنى الحيض في اللفظ أليس كذلك ؟ فاللفظ شيء واحد والمعنى
شيئان كاشتراك الزوجتين في الزوج مثال كاشتراك الزوجتين في الزوج الواحد ھذا كذلك المعنيان اشتراكا في ماذا ؟ في
ُشترك فيه .ما الذي اشترك فيه ؟ اشترك فيه ماذا ؟ المعنيان الطھر القرْ ُء م ْ َ َ ٌ ُشتركا فيه فنقول ُ ْ : ِّي م ْ َ َ ً اللفظ الواحد لذلك ُسم َ
والحيض ،ھذا ھو االشتراك اللفظي .
169
أما المشترك المعنوي فھو ما اتحد فيه الوضع والمعنى واللفظ .اتحد فيه اللفظ والمعنى والوضع ،ھذه ثالثة أشياء كلھا
ً
واحدا وھذا ً
أفرادا مع كون اللفظ أفرادا من حيث معناه الشخصي الواحد يشمل ً متحدة ،لكنه من حيث معناه الواحد يشمل
الذي يسمى بالكلي عند المناطقة ،فمفھم اشتراك الكلي كأسد أليس كذلك ؟ فمفھم اشتراك الكلي كأسد ،ما ھو الكلي ؟ ما أفھم
اشتراكا أوالً ما ھو معنى اإلنسان قالوا :حيوان ناطق ً .إذا
ً ً
اشتراكا في معناه كاإلنسان ھذا لفظ واحد أفھم اشتراكا ٌ ،
لفظ أفھم ً
أفرادا كزيد ،وبكر ،وعمرو ، ً ً
ناطقا ھذه الحيوانية الناطقية تشمل ً
حيوانا معنى واحد أو متعدد له معنى واحد وھو كونه
وخالد ...إلى آخره وجود ھذا المعنى الذھني الذي يكون في الذھن أو الحيوان الناطق وجوده في الخارج يكون في ضمن
وبكر حيوان ناطق .أليس كذلك ؟ تأتي للفظ إنسان يصح أن ٌ زيد حيوان ناطق ،وعمرو حيوان ناطق ، حينئذ يقول ٌ : ٍ أفراده
ت عن ثالثة بلفظ واحد وھو لفظ إنسان أخبرْ َْ َ
وبكر إنسان ،وعمرو إنسان قد َ ٌ ً ً
زيد إنسان .لماذا ؟ لكونه حيوانا ناطقا ، تقول ٌ :
قرء وعن ،اللفظ متحد أو ال ؟ لفظ متحد مثل القرء الطھر ھو :القرء ،والحيض ھو :القرء .أخبرت عن الحيض بأنه ٌٌ
زيد إنسان أخبرت عن وبكر إنسان اللفظ واحد والمعنى متحد ٌ ، ٌ زيد إنسان ،وعمرو إنسان ، قرء فاللفظ واحد ٌ الطھر بأنه ٌ
ً ً ً ً ً
إنسانا لماذا ؟ لكونه حيوانا ناطقا وأخبرت عن بكر بكونه إنسانا لماذا ؟ لكون حيوانا ناطقا ،وأخبرت عن عمرو ً زيد لكونه
أخبرت به أوالً
ُ ٌ
وبكر إنسان والمعنى ھو الذي زيد إنسان والمعنى ھو الحيوانية الناطقة ً ً ً
بكونه إنسانا لكونه حيوانا ناطقا ،إذا ٌ ً
ناطقيا وبكر كذلك ً ،إذا اتحد اللفظ واتحد المعنى ،المعنى شيء واحد سواء أخبرت به عن زيد أو عن بكر أو عن ًّ ًّ
حيوانيا
عمرو أو عن خالد أو عن ھند ...إلى آخره المعنى شيء واحد لذلك نقول :معنى اإلنسان الحيوان الناطق وال يتعدد ،
بخالف معنى القرء الطھر والحيض وھو متعدد ألن الطھر مغاير للحيض بل ھما نقيضان ،لكن معنى اإلنسان شيء واحد
فإذا أخبرت به عن أفراده نقول :ھنا الوضع واحد كذلك .
قرءا اللفظ متحد والوضع متعدد قرءا وعن الثاني بكونه ً فإذا قلت :الطھر قرء ،والحيض قرء .أخبرت عن األول بكونه ً
ُسمى ماذا ؟ .وأما زيد إنسان ،وعمرو إنسان ،وخالد إنسان اللفظ واحد والمعنى واحد والوضع واحد وليس متعدًدا ھذه ي َّ
السلم (( فليرجع إليه .
معنويا وھو الذي ذكرناه بتوسع في )) ُّ ًّ ُسمى ْ ِ َ ً
اشتراكا ي َ َّ
ٍ
كأسد وعكسُه الجزئي الكلي ٍ
اشتراك فمفھم
) )
ً
وضدا أجاز النبال ً
مجازا إطالقه في معنييه مثال
) )
ماض ،وإما حاضر ،وإما مستقبل . ٍ فقسم لك األزمنة ثالثة :إما
ٍ
حينئذ المضارع الماضي واضح أنه للماضي ،والمضارع ھذا فيه خالف والمشھور عند الجمھور أنه للحال واالستقبال
ٍ
حينئذ داللته عن الحال جائز أنه يصلي زيد يصلي ،يصلي ھذا فعل مضارع فيحتمل مشتركا بين معنيين فإذا قلت ٌ : ً يكون
زيد يصلي ،يصلي في المستقبل سيصلي يعني ،ھذا ھو المشھور عند النحاة والجمھور اآلن قائم يركع ويسجد ويحتمل أن ٌ
حقيقة في الحال مجاز في االستقبال ،ھذا ھو األصح ،والسيوطي رجح في )) ھمع الھوامع (( ٌ على ھذا ،والصحيح أنه
ٌ ٌ
مذھب الجمھور ،لكن الصواب أنه حقيقة في الحال ،مجاز في االستقبال ،بدليل ماذا ؟ بدليل أنه إذا اقترن به لفظ كالسين
زيد يصليفحينئذ نقول ٌ
ٍ حينئذ ينصرف إلى االستقبال ،وما َ َ َّ َ
تعين بقرينته وھو االستقبال ھنا ھذا ھو حقيقة المجاز ، ٍ وسوف
ٍ
فحينئذ ال بد من اإلتيان األصح أنه يحمل على أنه يصلى اآلن يركع ويسجد ،أما إذا أردت أنه سيصلي فھذا معنى المجاز
زيد سوف يصلي .أما حمل اللفظ على معنييه ھذا ليس بصحيح ،ثم ھذا ينافي زيد يصلي ٌ . بالسين أو بسوف تقول ٌ :
زمن قد مضى عن زمن اإلخبار ، ٍ تقسيمھم ھم يقولون :قسمنا األفعال لماذا ثالثة ؟ باعتبار الزمن ألن الحدث إما أن يقع في
ٍ
حينئذ يتعين أن يكون المضارع للحال وإما في وقته ،وإما في مستقبل .قالوا :الماضي ھو للماضي ،والمستقبل ھو األمر ،
حينئذ كيف يكون األمر ٍ حينئذ يناقش ألن األزمنة ثالثة ،فإذا جُعل المضارع إذا جُعل الفعل المضارع حقيقة في االستقبال ٍ .
ٌ
جزء مستقال بذاته من حيث الزمن ،ھذا ممكن يتمشى على مذھب الكوفيين القائلين بأن القسمة ثنائية وبأن فعل األمر ً
ٌ
مشترك فيھما بل مضارع ( يعني :ومضارع يستعمل للحال واالستقبال ،والصواب ألنه ليس ومقتطع من فعل مضارع ٌ ِ َ ُ ) ،
ورا ( يعني :وورا ولفظة ورا بالقصر وراء بالمد لغة في وراء فإنه يتعين فيه الحال ويكون في المستقبل لالستقبال َ َ ) ،
172
ملك ﴾ وكان أمامھم وراءھم َّ ِ ٌ
وكان َ َ ُ وراءھم ﴾ ] الكھف [79 :وكان أمامھم ﴿ َ َ َ وكان َ َ ُ للخلف واألمام ،ولذلك قرأ ابن عباس ﴿ َ َ َ
المعنى واحد ،فوراء يأتي بمعنى األمام يأتي بمعنى األمام ،ھذا ما يتعلق بالمشترك ووقوع بعض ھذه األلفاظ الذي ذكرھا
والمولى ( واقعة في القرآن فيدل على ماذا ؟ لو حكمنا عليھا بأنھا َْ َ وويل ٌ ِ ُّ
ند قرء َ َ ْ الناظم في القرآن يدل على ماذا ؟ ألن ) ُ ْ ٌ
مشترك لفظي يدل على وجود المشترك في القرآن ،وال مانع من ذلك وجود ،المشترك في القرآن وكل ما ذكره ھنا ٌ
مضارع ( يعني :زمن ومضارع ؟ و ) ُ َ ِ ٌ ٌ ورا ( ھذه كلھا أسماء ، مضارع َ َ
الغي ُ َ ِ ٌ ُّ َ ْ تواب َ
والمولى ( ) َ َّ ٌ َْ وويل ٌ ِ ُّ
ند قرء َ َ ْ ُ
المصنف ) ْ ٌ
ٌ
مضارع ٌ
مضارع ، مضارع ( يعني ٌ :
فعل فحينئذ المحكوم عليه ھنا بكونه مشتركا ھو الفعل المضارع لذلك يقدر ) ُ َ ِ ٌ ً ٍ المضارع
واقعا وفعل مضارع فيكون قد ذكر لك االشتراك كونه ً ٌ اب ( و ) ْ َ ُّ
الغي ( تو ٌ ) َ َّ ألنه صفة لموصوف محذوف يكون التقدير
والليل ِإذاَ ً
في األسماء وكذلك في األفعال ومنه الفعل المضارع ومثل عسعس يأتي بمعنى أقبل وأدبر ،إذا اختلف أھل العلم ﴿ َ َّ ْ ِ
مشتركا .وكذلك الحروف كالباء مثالً تكون ً عسعس ﴾ ھل ھو اإلدبار أم اإلقبال ؟ وھو يستعمل في اللغة لھذا وذاك ،فصار َ َْ َ
لكل معنى من ھذه المعاني باء خاصة بھا للتبعيض وللسببية وللظرفية ..إلى آخره ،لفظ واحد والمعاني متعددة فوضع ٍ
بالداللة عليھا .
ًإذا يقع االشتراك في األسماء ،ويقع االشتراك في األفعال ،ويقع االشتراك في الحروف .جمع لك المصنف نوعين فقط
االشتراك األسماء وفي الفعل ،ألنه ذكر لك المضارع ،المضارع ليس المراد باالسم المضارع لفظ المضارع ألن مضارع
ٍ
فحينئذ ضلع واحد ھكذا قيل ، ٍ معنى مشابه فكيف يتضمن الزمن أليست المضارعة مأخوذة من المشابھة كأنھما ارتضعا من
لموصوف محذوف ً .إذا اكتفى الناظم عن تعريفه بذكر بعض أمثلته ،ومن ھذه األمثلة ٍ ٌ
صفة نعت أو ٌ ٌ
ضارع ٌ
فعل م نقول
ُلم واقعه في القرآن . مذكور في القرآن فع ِ َ ٌ
ٌ
) النوع الخامس ( من العقد الرابع مما يرجع إلى األلفاظ ) المترادف ( ھذا مأخوذ من الترادف ،وھو في اللغة التتابع ،
معنى معنى واحد ،توارد اللفظان على ً ُمي بذلك يعني اللفظان لترادف اللفظين بتواردھما على ً المترادف في اللغة التتابع ،س ِ َ
مأخوذ من الرديف وھو ركوب ٌ مأخوذ من ھذا رديف ، ٌ مأخوذ من الرديف ،كنت رديف النبي على حماره .ھذا ٌ واحد
شيء واحد أليس كذلك ؟ تقول :ھذا ٌ واحدا ،فاإلنسان والبشر مسماه ً معنى دابة واحدة ،والمترادفان يركبان ً معا على ٍ اثنين ً
جدَ الرديف أو ال ؟ ٍ
حينئذ وُ ِ بشر ھذا إنسان ،فاللفظان ركبا الذات الواحدة ،
جدَ معنى الرديف . وُ ِ
ُترادف .حقيقته عندھم يترادَ فُ فھو م َ َ ِ ف ََ َ ُتفاعل َ ،ت َرادَ َ
ُترادف م َ َ ِ ) النوع الخامس :المترادف ( عرفنا معناه في اللغة ،م َ َ ِ
واحدا ويتعدد اللفظ ً ،إذا عكس المشارك ،المشترك يتحد اللفظ ويتعدد المعنى ً اتحاد المعنى وتعدد اللفظ ،أن يكون المعنى
والوضع ،وھنا يتحد المعنى ويتعدد اللفظ ويلزم منه تعدد الوضع وال نحتاج إلى تنصيص ،ال نحتاج إلى التنصيص ،
حيوان ناطق ًإذا المعنى واحد ٌ حيوان ناطق ومسمى البشر ٌ سمى اإلنسان فإنسان وبشر لفظان مترادفان اتحد فيھما المعنى ألنه َ َّ
بشر ًإذا اتحد المعنى وتعدد اللفظ ألن إنسان ليس ھو البشر ،اإلنسان مع ٌ ٌ
وعمرو ٌ
إنسان ٌ
وعمرو وزيد بشر ٌ ٌ
إنسان ٌ
فزيد
اإلنسان نقول :ھذا متحد في اللفظ ،وأما اإلنسان مع البشر والليث مع األسد والقسورة نقول :ھذا متعدد في اللفظ .
ًإذا المترادف ھو ما اتحد فيه المعنى وتعدد اللفظ .ذكر ابن القيم رحمه في )) روضة المحبين (( وبأن ما نقله أبو
الفتوح عنه وغيرھم بأن المترادف نوعان -وھذه فائدة نفيسة مھمة في ھذا الباب -بأن المترادف نوعان :
النوع األول :أن تدل يعني األسماء المترادفة أن تدل األسماء المترادفة على المسمى باعتبار الذات فقط .فھذا ھو
محضا .فابن القيم يثبت الترادف في اللغة ،وكذلك شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه تعالى فھذا المترادف ً المترادف َ َ ُ ً
ترادفا
واحد ،فمسمى الحنطة ھو مسمى القمح ھو مسمى الب ُُّر ٌ ٌ
شيء محضا مثلوا له بالحنطة والبُرِّ والقمح ھذه ألفاظ مسماھا ً ً
ترادفا
زائدا على معنى الحنطة ؟ ،ھل تضمن لفظ البُرِّ معنى ً
صفة من الصفات ،ھذا ھو ٍ فحينئذ دلت األسماء على مسمى واحد باعتبار الذات فقط وال داللة لھا على ٍ الجواب :ال .
محضا . ً ً
ترادفا َ ْ
النوع األول .وعبر عنه بأنه المُترادف َ ُ
واحدة كاألول لكن زاد ھذا النوع على األول ٍ ٍ
ذات النوع الثاني :أن تدل -يعني األسماء على مسمياتھا -أن تدل على
باعتبار تباين صفاتھا ً .إذا زاد عن األول بماذا ؟ اشترك مع األول بالداللة على الذات ،لكن األول دل على الذات دون أن
ٍ
فحينئذ ٍ
صفة فيه ، أيضا كاألول إال أنه زاد مع داللته على الذات داللة على ً صفة ،والثاني :دل على الذات ً يتضمن اللفظ
النظر إلى ھذه األلفاظ باعتبار داللتھا على الذات فھي شيٌء واحد مترادفة ،وباعتبار ما تضمنته من الصفات فھي متباينة ،
فيقع التباين في الصفات ويقع اإلتحاد والترادف في الذات ،ولذلك قيل الخالف في مسألة وجود الترادف أو نفيه في اللغة
متضمنا للصفات ،لكن ً خالف لفظي ،ألن من أثبت الترادف أثبت باعتبار داللته على الذات ومن نفاه باعتبار كون اللفظ ٌ
ُرد بما ذكره من النوع األول ابن القيم رحمه تعالى ،مثل ابن القيم للثاني بأسماء الرب جل وعال وأعالمه ،فأسماء ي َ ُّ
173
يرد سؤال عند البعض ھل ھي مترادفة أم متباينة ؟ فقيل مترادفة وقيل متباينة والصواب أنھا فيھا التفصيل باعتبار الرب ُ ِ َ ،
داللتھا على الذات فھي مترادفة ،فمدلول الرحمن على ذاته ھو مدلول الرحيم ،السميع ،العليم الذات واحد الحمد ،وأما
باعتبار داللتھا على الصفات فھي متباينة .
وصفة ھي :الرحمة . ٍ الرحمن :دل على ٍ
ذات
صفة ھي :الرحمة . ٍ الرحيم :دل على ٍ
ذات
ً
صفة مغايرة لصفات الرحمة ،إذا باعتبار الذات ھي ٍ ذات ھي التي دل عليھا لفظ الرحمن ،لكن دل على العليم :دل على ٍ
ُرد على النحاة في قولھم :الرحمن الرحيم ،الرحمن مجرد مرادفة وباعتبار الصفات ھي متباينة ،وھذا كالم جميل .وبذلك ي َ ُّ
ُنعت بھا ،فأنكر بعضھم قول الرحمن علم قال :ال ليس بعلم ھو كالعلم ليس نعتا للفظ الجاللة ،واألعالم باتفاق ال ي ْ َ ُ كيف وقع ً
القرآن ﴾ ] الرحمن . [2،1 :جاء ابتداء علم ْ ُ ْ َ
الرحمن * َ َّ َمتبوعا يعني لم يتبع غيره ﴿ َّ ْ َ ُ ً تابعا كما في البسملة وجاء بعلم ألنه جاء ً
ُنعت بھا ،فجاء استوى ﴾ ] طه ً . [5 :إذا عومل في ھاتين اآليتين معاملة األعالم ،واألعالم ال ي ْ َ ُ العرش ْ َ َعلى ْ َ ْ ِ الرحمن َ َ
﴿ َّ ْ َ ُ
ُنعت بھا باتفاق فكيف نقول مثال أو في غيره :بسم الرحمن ماذا نعربه ؟ نقول :صفة ،طيب واألعالم ال ي ْ َ ُ ً في البسملة
صفة لتضمنه لصفة الرحمة ،وفي الرحمن الرحيم بسم ٌ ھو علم ؟ نقول :ھو علم وال شك فيه لداللته على الذات وھو
يراع فيه أصالة الذات وإنما من حيث داللته على الصفة صح وقوعه َ نعت به من حيث داللته على الصفة لم الرحمن ،ھنا ُ ِ َ
تابعا لغيره وال إشكال . نعتا ً ً
ًإذا ھذا قسمان للمترادف .الترادف يقع في األسماء كاألسد والليث ،ويقع في األفعال قعد وجلس ومضى وذھب ،ويقع
حينئذ وقع الترادف في كل أقسام الكلمة كما أن المشترك وقع في كل أقسام ٍ في الحروف كإلى وحتى فإنھما يفيدان الغاية ،
الكلمة .
اختلف أھل العلم في وجود المترادف في اللغة على ثالثة أقوال كما اختلفوا في المشترك .
ٌ ٌ
واقع في القرآن ،فإذا وجد ولو لفظ واحد في القرآن مترادفان ٌ واقع في اللغة ويلزم منه على األصل أنه ٌ القول األول :أنه
حكمنا عليھما بأنھما مترادفان ال إشكال في ذلك لماذا ؟
حينئذ ال بد وأن نسلم بأنه على خالف األصل ،الترادف على خالف ٍ واقعا في اللغة ،لكن مع وقوعه في اللغة ً لكونه
األصل لماذا ؟
لمسمى خاص ينفك به عن غيره ، ً اسم
ألن األصل في داللة األسماء على مسمياتھا التباين ،ھذا ھو األصل وضع كل ٍ
فحينئذ إذا وضع لفظان أو ثالثة أو أربعة أو خمسة أو عشرة لمسمى واحد نقول :ھذا على خالف األصل . ٍ
واقع في اللغة ٌ خالف األصل وھو التباين ،األصل ھو التباين ولكن مع قولھم بأنه ٌ اقع في اللغة ومع ذلك فھو ًإذا أنه و ٌ
ٌ
فاطحة به . حكموا عليه بأنه قليل وھو الحق ولغة العرب
ً
رجح بأنه كائن في اللغة حكم بكون اللغة فاطحة بھذه األلفاظ .من ومن فوائده -من فوائد الرديفين -ھذا على قول من َ َّ َ
ً
لمسمى واحد فوائده لو قيل ما الفائدة من وضع اإلنسان والبشر لمسمى واحد أو األسد والليث لمسمى واحد أو المھند والسيف
ما الفائدة ؟
قالوا :من فوائده أن أحد الرديفين يصلح لما ال يصلح له اآلخر في السجع والشعر والغناء ،قد يأتي اللفظ يريد معنى
حينئذ نقول :صلح المھند لما ال يصلح ٍ السيف فال يصلح كلمة سيف وتكون القافية منتھية مختومة بالدال فيأتي بالمھند مثالً ،
شعر ،ونثر . ٌ ومعلوم أن كالم العرب قسمان : ٌ له لفظ السيف
مقصود ،إذا من فوائده أن أحد الرديفين يصلح لما ال يصلح له اآلخر في السجع ً ٌ مقصود كما أن النثر ٌ والشعر عندھم
والشعر والغناء .
ً
وقد يكون أحدھما أسھل على األلثغ الذي ال ينطق ببعض الحروف ،فالذي ال يقدر على النطق على الراء مثال ال يقل :
حينئذ له فائدة أو ال ؟ له فائدة . ٍ ب ُّر .يقول :قمح ،أما بُرِّ ھذه يخرجھا من القاموس ألنه ال ينطق بالراء
واقع في اللغة .وھو قول ثعلب وابن فارس والزجاج وأبي ھالل العسكري ،وقالوا :ألن وضع ٌ القول الثاني :أنه غير
معنى أن يضع له ً
لفظا مستقالً لفظ أو كل ً عي يعني ماذا ؟ عجز ألن األصل أن يضع كل ٍ ٌ
واحد ٌ اللفظ أو وضع اللفظين لمعنى
فمباين بالصفة ،وھل أرباب ٌ ً
فرع وكل ما يُظن مترادفا ٌ ھذا ھو األصل ولذلك نقول األصل في اللغة التباين والترادف ھذا
لفظي ألن من أنكر الترادف نظر إلى داللة كل ٍ
لفظ ٌّ القول األول ينكرون ھذه الفائدة ؟ الجواب :ال .ولذلك ذكر أن الخالف
شيء واحد وال شك لكن اإلنسان لوحظ فيه معنى ٍ صفة ال يتضمنھا اللفظ اآلخر .فقالوا :اإلنسان ،وبشر ھذا يدل على ٍ على
ٌ
فحينئذ ظھور البشرة ھذا صفة دل عليھا لفظ بشر ٍ وھو النسيان أو من اإلنس والبشر ھذا لوحظ فيه معنى وھو ظھور البشرة
174
ظن أنه مترادف فھو متباين بالصفة ،لكن نقول المسمى فحينئذ حصل التباين ،فكل ما ُ َّ ٍ صفة دل عليھا لفظ إنسان ، ٌ والنسيان
شيء واحد أو ال ؟ٌ الذات الجوھر
شيء واحد وال شك فيه . ٌ
الثالث :التفصيل .فھو واقع في اللغة ال في األسماء الشرعية يعني في الشرع ال ،وھذا منقول عن الرازي ،وأنكر
اإلمام في الشرعية فيمتنع فيھا يعني :في الشرعيات لماذا ؟ قالوا :ألنه ثبت على خالف األصل ثبت الترادف والقول به
على خالف األصل للحاجة إليه كما سبق في نحو النظم والسجع وھذا موجود في القرآن ؟
ُزي ھذا القول للرازي ،والصواب الجواز فحينئذ ينتفي في الشرعيات وع ِ َ ٍ منتف في كالم الشرع ٍ الجواب :ال .وذلك
مطلقا كالليث واألسد ،ھذا في اللغة والفرض والواجب ،والسنة والتطوع ،ھذا في الشرعيات في األحكام ،ومثاله ً والوقوع
يظنون ھذا ترادف ولذلك قال ابن تيمية رحمه تعالى :فإن َ ُّ ُ ُون بمعنى َ يظنون ﴾ َيحْ َسب َ ُ
ويحسبون ﴾ و ﴿ َ ُّ َ في القرآن َ ُ َ ْ َ َ ﴿ :
ٌ
نادر وإما معدوم .فإما الترادف في اللغة قليل .إذا يثبت الترادف .فإن الترادف في اللغة قليل ،وأما في ألفاظ القرآن فإما ً
ُعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يُؤدي جميع معناه ھذا ال إشكال فيه ،لو عبر عن نادر قليل إن أثبت وإما معدوم وقل أن ي َ َّ َ ٌ
الشخص بإنسان ثم أزيح لفظ إنسان وعبر عنه ببشر ال يمكن أن يكون المعنى الذي أودي بإنسان يقوم مقامه لفظ بشر ،ھذا
ُعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه .وھذا من ال شك فيه ،ولذلك قال :وقل أن ي َ َّ َ
ريب ﴾ ال شك ،ھذا ليس تفسير بأن اللفظ مساوي له من كل وجه ھذا أسباب إعجاز القرآن ،ولذلك إذا قيل في التفسير ﴿ :الَ َ ْ َ
ريب ﴾ ال شك الكتاب أي :المكتوب الجامع لو فسر من باب التقريب فقط وإال لو قيل في القرآن كله من أوله إلى آخره ﴿ الَ َ ْ َ
بھذا وقيل :ھو مساوي له من كل وجه .ال لما عجز العرب عن اإلتيان بمثل القرآن ألن القرآن من أوله إلى آخره وخاصة
مساويا له من كل وجه نفس المعنى الذي دل عليه اللفظ ً على طريقة تفسير الجاللين يذكر اللفظة بإزاء لفظ القرآن فلو كان
مساويا له من كل وجه لما عجز العرب أن يأتوا بمثل القرآن . ً الذي زيد في التفسير على اللفظة التي فسر في القرآن وكان
النوع الخامس :المترادف
يدلون على الشيء بالمثال كما أيضا أشار الناظم إلى بعض األمثلة ولم يعرفه كما سبق في المشترك وھم قد ي َُعرِّ ُفون أو َ ُ ُّ ً
قال ابن مالك :
عرف المبتدأ والخبر بالمثال ،وھذا يسمى رسم عندھم رسم لكنه ناقص .
ھذا يدل على ماذا ؟ أنه َّ
ُلم
عِْ َ َ ْ ِ ٌّ
ولفظي مي
ورسْ ِ ٌّ
َ َ َ ٌّ
حد قسم على َ َ َ ٍ
ثالثة ُ ِ ْ ف ََ
م َُعرِّ ٌ
) )
جاء ِ ْ َ ِ
كاإلنسان ( . قد َ َذاك َما َ ْ
من َ َ
وويل ٌ ( ...إلى آخره ،وعرف المترادف بقوله ْ ِ ) : قرء َ َ ْحينئذ عرف المشترك بقوله ٌ ْ ُ ) :
ٍ
ذاك َما ( من ذاك المشار إليه ھنا المضاف إليه ليس المضاف . من َ َ ) ِ ْ
جاء ( ما اسم موصول بمعنى قد َ َذاك ( أي :المترادف ) َما َ ْ
من َ َ
) النوع الخامس :المترادف ( المترادف ھذا خبر ) ِ ْ
ذاك ( جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ) َما ( أي :لفظان فأكثرا أو أكثرا ال من َ َ الذي في محل رفع مبتدأ مؤخر و ) ِ ْ
ذاك ( أي :منمن َ َ
يصدق على لفظ واحد كالمشترك ،المشترك لفظ واحد عين أو قرء وھنا ال ،ال بد من لفظين فأكثر ) ِ ْ
وبشر ،إنسان
ٍ مجيئا كمجيء اإلنسان ً كاإلنسان َ َ ٍ
وبشر ( جاء أي :ثبت أو جاء المترادف ) َما ( أي :لفظان أو أكثر جاء ) ِ ْ َ ِ
يصدق عليه حد المترادف ،إذا أردت أن تضبط ھل ھذان اللفظان مترادفان أم ال ؟ انظر ُ ٍ
حينئذ وبشر ھذا مدلوله شيء واحد
فحينئذ إنسان مسماه ذات مشخصة وبشر مسماه ذات مشخصة نفسه تقول ٍ في حد المترادف ما اتحد معناه واختلف فيه اللفظ ،
:زيد إنسان .وزيد نفسه بشر ،كاإلنسان وبشر وال يمنع ھذا أن يكون اإلنسان متضمن لصفة المغايرة لما تضمنه لفظ بشر
قسيما للقسم األول من المترادف ) ِ ْ َ ِ
كاإلنسان ( قيل :سمي به لنسيانه وما ً ال مانع من ذلك ،وھذا ما جعله ابن القيم رحمه
ً
بشرته أي :ظاھر جلده .ھو ليس كالقط مثال القط مغطى أليس كذلك َ
وبشر ( لظھور َ َ ِ ِ سمي اإلنسان إال لنسيانه ،وبالثاني ) َ َ ٍ
؟ ولذلك بالنظر ھنا إلى كون كل منھما له صفة مغايرة لألخرى جعل الخالف لفظي ولذلك قيل :من جعلھا مترادفة يعني -
اإلنسان وبشر -من جعلھا مترادفة نظر إلى اتحاد بداللتھا على الذات ،ومن منع من الحكم بكونه إنسان وبشر مترادفين
175
ذاك َما َ ْ
قد من َ َ
نظر إلى اختصاص بعضھا بمزيد معنى ،فھي تشبه المترادفة في الذات والمتباينة في الصفة ،وھي نفسھا ْ ِ ) .
القرآن ( محكم محكم ُ ِ واحدا وھو الحيوان الناطق ) في ُ ْ َ ِ ً مجيئا كمجيء اإلنسان وبشر في كون معناھما ً جاء ( قد التحقيق جاء َ َ
ً َ َ
المراد به المتقن من اإلحكام وھو اإلتقان ،ھل جاء اإلنسان في القرآن ؟ نعم .ھل جاء بشر ﴿ َما َھـذا َبشرا ﴾ ] يوسف :
اإلنسان ﴾ ] اإلنسان ً [1 :إذا ورد لفظ اإلنسان وورد لفظ البشر ًإذا ليس بالمعدوم . على ْ ِ َ ِھل ََأتى َ َ
اإلنسان ﴾ ْ َ ﴿ ،
إن ِ َ َ َّ ِ ﴿ ، [31
اليم ھذا بالجار عطف على ماذا ؟ على اإلنسان يعني :وكما جيء اليم بالجر عطف على اإلنسان والبحر ( َ ِّ
َ ْ ِ واليم
َ ِّ )
والبحر فإن معناھما واحد معنى البحر ھو اليم ووردا في القرآن أو ال ؟ أي وردا في القرآن .
ورجز ( ھذه ثالثة ألفاظ بمعنى واحد ، رجس ( يعني :ورجس ) ِ ْ ٌ العذاب ِ ْ ٌ
ب ( اليم والبحر معناھما واحد ) كذا َ ُ العذا ُ
) كذا َ
الرجز جاء بمعنى العذاب وقد يأتي في الخارج كما في الحديث » إنھا رجس « .أو رجز .بمعنى النجس ،لكن تأتي
رجس ( بإسقاط العاطف الحرف ) العذاب ( العذاب كذا ،كذا ھذا خبر مقدم والعذاب مبتدأ مؤخر و) ِ ْ ٌ بمعنى العذاب ) كذا َ ُ
أواب ( يا أواب يعني َ
جاء َيا َّ ُ رجس ِ ْ ٌ
ورجز َ َ العذاب ِ ْ ٌ
أواب ( ) كذا َ ُ َ
جاء َيا َّ ُورجز ( بكونھا مترادفة إذ معناھا كلھا واحد ) َ َ رجس ِ ْ ٌ ِ ْ ٌ
:يا كثير األوبة والتوبة ھذا تكمله .
ًإذا عرفنا المترادف ھو ما اتحد فيه المعنى وتعدد فيه اللفظ وقد ذكر ابن القيم رحمه في )) روضة المحبين (( بأنه
مترادفا لكنه ليس يكون بمحض بمعنى أنه يتضمن ً محضا ال يدل على صفة ،وقد يكون ً ً
ترادفا نوعان ،قد يكون ترادفه
صفة مغايرة لما دل عليھا اللفظ اآلخر .
ثم قال رحمه تعالى :
النوع السادس :االستعارة
تعارة النوع السادس من العقد الرابع فيما يرجع إلى النظم االستعارة واالستعارة ھذه من جھة اللفظ استعارة ھذا مصدر اسْ ِ َ
ثوبا فأعراه إياه ً ،إذا مأخوذ من العارية ،ھنا قال ) :النوع السادس :االستعارة ( .ثم قال ) :النوع السابع : تعارهُ ًاسْ ِ َ َ
التشبيه ( ) .النوع السادس :االستعارة ( و) النوع السابع :التشبيه ( .واألولى أو المناسب تأخير االستعارة عن التشبيه
لماذا ؟
تعارة ،ھكذا ذكره السيوطي في مجازك َ ْ ِ َ َ
تشبيھك َ ِ ُ
يلد لك اسْ ِ َ ألن االستعارة متولدة بين المجاز والتشبيه ،ولذلك قيل َ :زوِّ ج َ َ َ َ
)) اإلتقان (( ً ،إذا االستعارة متولدة بين المجاز والتشبيه ،وأجيب عن الناظم وغيره ممن قدم االستعارة عن الشبيه ألن
أوال التشبيه ثم بعد فحينئذ ناسب ماذا ؟ ناسب تقديمھا ،لكن من حيث الفھم للطالب األولى أن يفھم ً ٍ االستعارة أبلغ من التشبيه
ذلك يفھم االستعارة .
) االستعارة ( ھي :نوع من المجاز .ولذلك اختلفوا في ثبوتھا وإنكارھا ألنھا فرع عن المجاز يعني :متولدة عن .أو
الخالف متولد عن الخالف في المجاز ،فمن أثبت المجاز أثبت االستعارة ومن نفى المجاز نفى االستعارة ،وبعضھم على
قلة أثبت المجاز ونفى االستعارة في الوحي ،أثبت المجاز ونفى االستعارة على جھة الخصوص في الوحي .
ُطلق على المجاز كله : ًإذا االستعارة من حيث العموم نقول :ھي نوع من المجاز مختصة باسم وحده .وبعضھم ي ْ ِ ُ
ضع له ونقلته إلى غيره وعرفھا أھل البيان استعارة .المجاز كله يسميه استعارة كأنك استعرت اللفظ من مستحقه الذي وُ ِ َ
بأنھا مجاز عالقته المشابھة لماذا ؟ ألننا نقول :المجاز ما ھو ؟
نقل ُ
ضع له ابتداء .ال بد من َعالقة وھي :المعنى أو الرابط بين المعنى األصلي الذي ِ َ َ ھو :اللفظ المستعمل في غير ما وُ ِ َ
حينئذ ال مجاز ،ال بد من عالقة ٍ عنه اللفظ إلى المعنى المجازي الثاني ال بد من ارتباط أليس كذلك ؟ فإذا لم يكن ارتباط
أسدا يخطب .بمعنى معروفا عند المخاطب ،فلو قيل :رأيت ً ً ً
مشھورا ولذلك قيل في ھذه العالقة :ال بد أن تكون ً
شيئا
حينئذ حصلت االستعارة أو ال ؟ ٍ حينئذ نقول :استعير لفظ األسد من الحيوان المفترس إلى الرجل الشجاع ٍ يخطب على المنبر
شجاعا ،ً شبه نقول :نعم وھو الشجاعة .حيوان المفترس شجاع والخطيب قد يكون ھذا مجاز أو ال ؟ ھل ھناك عالقة وجه ٍ
فحينئذ لما وجدت الشجاعة استعير لفظ أسد المعنى الفاصل ،الشجاعة ھي العالقة وھذه العالقة ال بد أن تكون معلومة ٍ
أسدا يقرأ .وأردت بأسد ھنا القرأ وجه الشبه بين الحيوان مشھورة في االستعارة عند المتكلم والمخاطب لكن لو قيل :رأيت ً
المفترس وبين من يقرأ ليس الشجاعة المعنى ھنا االرتباط موجود عالقة بين المعنى األصلي والمعنى الثانوي لكن ھل األسد
ُرف واشتھر عند الناس أكثر بالبقر أم بالشجاعة ؟ بالشجاعة فإذا أطلق األسد على غير الحيوان المفترس ُظن ماذا ؟ ظن عِ َ
أبدا ،ولو كان األسد الحيوان المفترس أبقر لماذا ؟ أسدا يقرأ إلى كونه أبقر ً الشجاعة ،وال يلتفت ملتفت عند سماع رأيت ً
ألن ھذا المعنى الموجود بين المشبه به والمشبه أو الحيوان المفترس والرجل القارئ التي ليست بالشجاعة لكان البقر ولو
كان البقر مما اشتھر به األسد لصح ولكن لما لم يرد اشتھر به مع وجوده واختصاصه به لم يصح التشبيه ،قالوا :وھذه
العالقة بين المعنيين األصلي والفرعي ،المعنى األصلي الذي ھو الحقيقي والمعنى الفرعي الذي ھو المجازي ال بد من
176
ٍ
حينئذ عالقة ،ھذه العالقة ال تخرج عن اثنين إما مشابھة أو ال ،أو ال يعني أو ليست المشابھة وإذا لم تكن ليست المشابھة
جدا أوصلھا بعضھم إلى ثمان عشر وبعضھم إلى خمسة يعنون له بالمجاز المرسل ،والمجاز المرسل له عالقات كثيرة ً
ُتعلق ،ومنھا إطالق الكل على الجزء ،والجزء على الكل .نقول :ھذه العالقات ُتعلق على ْالم َ َ ِّوعشرين ،منھا إطالق ْالم َ َ ِّ
ليست بعالقة المشابھة ًإذا العالقة إما أن تكون المشابھة أو ال ،إن لم تكن المشابھة فھي المجاز المرسل ،فإن كانت المشابه
فھي االستعارة التي معنا .
ًإذا نقول :المجاز الذي ھو نقل اللفظ عن معناه األصلي الذي ھو الحقيقي إلى المعنى الفرعي الذي ھو المجاز ال بد من
ٍ
فحينئذ نسمي ارتباط عالقة جامع بين المعنيين ،ھذا الجامع وھذه العالقة إما أن تكون المشابھة أو ال ،إن كانت المشابھة
ھذا المجاز استعارة ،وإن لم تكن المشابھة فھو مجاز لكنه مجاز مرسل .
ًإذا إما استعارة وإما مجاز مرسل ،حقيقة المجاز المرسل نقول :مجاز عالقته غير المشابھة .وھو واحد من ثماني عشر
التي ذكرھا البيانيون أو أكثر من ذلك ،وأما االستعارة فھي مجاز ً ،إذا كل منھما مجاز عالقته المشابھة ً ،إذا عرفھا أھل
البيان بأنھا مجاز عالقته المشابھة ،أو قل ھي اللفظ المستعمل فيما شبه بمعناه األصلي لعالقته وقرينته ،اللفظ المستعمل فيما
شبه بمعناه األصلي ،الرجل الشجاع الذي قيل :زيد أسد .ھذا مختلف فيه ھل ھو تشبيه أو استعارة فيه خالف ،وعلى
حينئذ شبھت زيد بمعنى األسد األصلي وھو الحيوان المفترس لعالقته وقرينته العالقة ما ھي ؟ الشجاعة . ٍ القول بأنه استعارة
ما ھي القرينة ؟ زيد .ألنك لما قلت :زيد أسد .علمت بأن األسد ليس بحيوان مفترس ألنك وقفت به ماذا ؟ أخبرت به عن
زيد وھو آدمي ليس بحيوان مفترس ،والعالقة ھي المناسبة بين المعنى المنقول عنه وإليه الجامع والرابط بين المشبه
والمشبه به والقرينة ما ھي ؟ ھي األمر الذي يجعله المتكلم دليالً على أنه أراد باللفظ غير ما وضع له ،وھذا شرط عند
أسدا .ھل ھذا يحتمل أو يتعين ؟ البيانيين ال بد من قرينة تدل على المجاز وإال ال يصح ،يعني :إذا قيل :رأيت ً
يتعين ،بماذا ؟
أعطيني مسماه الحيوان المفترس ھل يحتمل الرجل الشجاع يحتمل أو ال يحتمل ؟
بناء على ماذا ؟ ال يحتمل ً .
على أن األسد له معنى حقيقي واحد وھو :الحيوان المفترس .ولذلك بعضھم ممن يمنع المجاز يقول :ال ،األسد لم
يوضع للحيوان المفترس ،بل وضع إلى الحيوان المفترس ووضع للرجل الشجاع ،وھذا فاسد ال يمكن القول به ،لماذا ؟
قطعا ال يحتمل الرجل الشجاع .إذا قيل :رأيت أسدا .لصرف األسد إلى الحيوان المفترس وھذا ً ألنه ھو لو قيل له :رأيت ً
فحينئذ يحمله على الحيوان المفترس وال يحمله على الرجل الشجاع . ٍ أسدا . حينئذ نقول :رأيت ً ٍ ً
أسدا
عند أرباب األصول ال يشترطون القرينة يعني :إذا أريد باألسد ھنا الرجل الشجاع ال يشترط فيه أن تأتي باللفظ بقرينة
ضع له ً
أوال ،لماذا ؟ تدل على أن اللفظ مستعمل في غير ما وُ ِ َ
حينئذ يحتمل أنك أردت ٍ لجواز استعمال عندھم الراجح لجواز استعمال اللفظ في معنييه الحقيقي والمجازي ،رأيت ً
أسدا
به الرجل الشجاع ويحتمل أنك أردت به الحيوان المفترس يعني :ال يشترط القرينة .
فحينئذ إذا أردت األسد الذيٍ أما عند البيانيين قاطبة يكاد يكون إجماع وبعضھم ّادعي اإلجماع أنه ال يجوز إال بقرينة ،
أسدا يخطب .يخطب ھذه قرينة خالصة عن كون ھو الحيوان المفترس يتعين أن تأتي بقرينة لفظية أو حالية فتقول :رأيت ً
ضع له .
دليال على أنه أراد باللفظ غير ما وُ ِ ًَ مرادا به الحيوان المفترس ً .إذا القرينة ھي األمر الذي يجعله المتكلم ً األسد
وأركان االستعارة ثالثة :
مستعار .وھو لفظ مشبه به .
ومستعار منه .وھو معنى لفظ المشبه .
ومستعار له .وھو المعنى الجامع .
ً
إيھاما للحاجة وألنه وھذا ذكرناه فيما سبق أنكر قوم االستعارة بناء على إنكارھم المجاز وقوم إطالقھا في القرآن ألن فيھا
لم يرد في ذلك إذن من الشارع ،ھذا خالف االستعارة .إذا عرفنا أركانھا نقول :ھي واقعة في كالم العرب وھي موجودة
في القرآن وال شك وبعضھم من القائلين بالمجاز من قد أنكر المجاز قاطبة قد أنكر وجود االستعارة وبعضھم أثبت المجاز
ً
إيھاما للحاجة .وھذا وحتى في القرآن أثبت المجاز في القرآن لكنه أنكر وجود االستعارة في القرآن لماذا ؟ قال :ألن فيھا
فاسد ،وألنه لم يرد في ذلك إذن من الشارع .
أيضا من الشارع ،واختلفوا في االستعارة ھل ھي مجاز لغوي أو عقلي على قولين ، ً أثبت المجاز ما ورد إذن َ إذا
أسدا يخطب .أسدٌ فأسد في قولك :رأيت ً ٌ واألصح أنھا مجاز لغوي ألنھا موضوعة للمشبه به ال للمشبه وال لألعم منھما ،
السبُع الذي ھو الحيوان المفترس ال للرجل الشجاع ما وُ ضع للرجل الشجاع أليس ھذا موضوع ألي شيء في األصل في َّ
177
أسدا من المشبه ھنا ؟ رأيت ً
أسدا كذلك ؟ ما وضع للرجل الشجاع ً ،إذا وضع األسد في أي شيء في للمشبه به ،رأيت ً
السبُع واللفظ أسد وضع لمن للخطيب أم للحيوان ؟ للحيوان ال شك وضع يخطب المشبه َمنْ ؟ الخطيب والمشبه به األسد َّ
ً
للسبُع ال للرجل الشجاع ،وال لألعم منھما ألن لفظا يحتمل أن يكونأسدا يخطب .موضوع َّللحيوان فأسد في قولك :رأيت ً
السبُع والخطيب الجريء ،فيقال :حيوان جريء .يختص بماذا عن ھذا الحيوان أعم من الحيوان المفترس الذي ھو َّ
ً ً ً
السبُع وأعم من الخطيب الشجاع فيصدق عليھما حقيقة أو مجازا أو على أحدھما حقيقة والثاني مجازا ؟ الجريء ؟ أعم من َّ
ٍ
حينئذ ھذا استعمال حقيقي أم مجازي ؟ حقيقي وإذا قلت :رأيت ً ً ً
حقيقة فإذا قلت :رأيت حيوانا جريئا يخطب . يصدق عليھما
للسبُع ال للرجل ً
السبُع المراد به السبع ،إذا األسد نقول :موضوع َّ ٍ
فحينئذ يتعين أن يكون ماذا ؟ مسماه مسماه َّ ً
جريئا . ً
حيوانا
ً
حقيقة كإطالق الحيوان عليھما . الشجاع وال لألعم منھما كالحيوان الجريء ليكون إطالقه عليھما
النوع السادس :االستعارة
جدا في باب البالغة لكن ذكرنا أركانھا وتعريفھا وسيأتي مثالين للمصنف .االستعارة بحثتھا طويل ً
) ََ ِ
وكالحياة كالموت َ َ
وذاك َ ْ ِ ََ ِ
أداة ِبال َ ْ ِْ ٌ
تشبيه َ ِ َ
وھي
)
كسلخ َّ ْ ِ
الليل جاء َ َ ْ ِ ََْ ِ
ھذين َما َ َ َ ِْ ِ
كمثل وضدِه
َ ِّ ُ ٍَْ
مھتد ِ ْ
في
) )
وھي ( أي :االستعارة ) َ ْ ِ ْ ٌ
تشبيه ( والتشبيه ھو :التمثيل .التشبيه تشبيه ( ًإذا االستعارة مبنية على التشبيه َ ِ َ ) ، وھي َ ْ ِ ْ ٌ
) َ ِ َ
شيء بشيء آخر تقول :زيد كاألسد .ھذا ماذا نسميه ؟ زيد كاألسد ،ھذا تشبيه ٍ في اللغة ھو :التمثيل .والمراد به ھنا تشبيه
الستيفاء أركان التشبيه األربعة :
المشبه وھو :زيد .
المشبه به وھو :األسد .
أداة التشبيه وھي :الكاف .
والجامع وھو :الشجاعة .
ً
أداة ( يعني :بدون أداة .إذا حصل عندنا تشبيه لكن بدون أداة ،زيد أسد ، َ
ًإذا االستعارة تشبيه لشيء بشيء آخر ) ِبال َ ِ
ھذا ماذا نسميه ؟
زيدا باألسد بدون أداة تشبيه . ابتداء زيد أسد فھو استعارة ألنك شبھة ً ً اختلفوا فيه إذا نطقت
ً
واحدا . ً قوال وإذا قلت :زيد كاألسد .فھو تشبيه
ً
مقدرة فھو تشبيه . أسد .وحذفت أداة التشبيه ونويتھا زيد ٌ وإذا قلت ٌ :
أسد ھل ھو تشبيه أم استعارة ؟ زيد ٌ فحينئذ ٌ
ٍ
زيد أسد أنت سمعت ھذا الكالم زيد أسد ھل فيه تفصيل ما ھو التفصيل ؟ ] ....أسمع واحد األذن واحدة أيمن ....ال ٌ ،
كنت َ
أنت َ ھو تشبيه أم استعارة ؟ ما ھو طب ھنا ما وجدت األداة زيد أسد لم ألفظ باألداة ....أعلم أي :إذا سمعتني إذا
حينئذ ھذا استعارة فتحكم على كالمك بكون استعارة ،أما إذا كنت ٍ نويت األداة أم ال ؟ إذا لم تنوھا َ المتكلم فأنت تعرف ھل
ً
واختصارا ونواھا فھو تشبيه بليغ ،وھذا ً
تخفيفا سامعا فتقدر الكالم فتقول :إن نوى أداة التشبيه وھي :الكاف يعني :حذفھا ً
ابتداء دون أداة نقول :ھذا استعارة [ . ً ضابط التشبيه البليغ إذا حذفت أداة التشبيه ،وإذا لم ينو األداة ،بل تكلم
أداة ( أي :ومع حذف وجه الشبه ،ألن وجه الشبه في التشبيه قد يُذكر تقول :زيد أداة ( ِ ) ،بال َ َ ِ تشبيه ِبال َ َ ِ
وھي َ ْ ِ ْ ٌ
) َ ِ َ
كاألسد لشجاعته .ھذا مستوفي لألركان األربعة ،زيد كاألسد في شجاعته نطقت باألركان األربعة ،ولك أن تحذف وجه
أداة ( .تشبيه لشيء بشيء آخر بال تشبيه ِبال َ َ ِ
وھي َ ْ ِ ْ ٌ
الشبه زيد كاألسد ،ولك أن تحذف أداة التشبيه فتقول :زيد األسد َ ِ َ ) .
أيضا كما َ
أيضا .أن يُحْ ذف أحد المشبه والمشبه به ً أداة أي ومع حذف وجه الشبه .وزاد بعضھم :وأحد المشبه والمشبه به ً
سيأتي ،ويحذف المشبه في االستعارة التصريحية ،والمشبه به في االستعارة المكنية ،يعني تحذف أو تشبه مشبه بمشبه به
ٍ
فحينئذ تسمى استعارة بدون أداة مع حذف وجه الشبه مع حذف أحد الطرفين المشبه أو المشبه به ،إن حذفت المشبه
ُصرحة ،وإذا حذفت المشبه به فھي االستعارة المكنية ،ولذلك قال بعضھم :كل مجاز مبني على التشبيه فھو تصريحية أو م َ َّ َ
تشبيه ( .وإذا أردت حدا لالستعارة التي ھي المعنى المصدري فقل
ً ْ
وھي ِ ْ ٌَ مجاز باالستعارة ،ولذلك فسرھا الناظم بقوله َ ِ َ ) :
ُشابھة .وھذا معنى االستعارة بالمعنى المصدري لماذا ؟ ُشبه به في ْالم َ ّ ِ
ُشبه للم َ َ في حدھا :استعمال اسم ْالم َ َّ ِ
178
قالوا :ألن أصل االستعارة التشبيه .حُذف أحد طرفيه ووجه شبھه وأداته ،فيُحذف المشبه ووجه الشبه واألداة ويستعار
لفظ المشبه به للمشبه للعالقة بين المشبه والمشبه به وال بد فيھا من تنافي التشبيه الذي وقع من أجله االستعارة بادعاء أن
فحينئذ يكون المشبه به له فردان :فرد حقيقي ،وفرد ادعائي .يعني :تقصد ٌ
زيد ٍ المشبه غير المشبه به أو فرد من أفراده
أسد .ھنا شبھت زيد باألسد في ماذا ؟ في الشجاعة لم تلفظ بأداة التشبيه ولم تأت بالجامع بين المشبه زيد ٌ أسد .تقول ٌ : ٌ
بادعاء زيد كأنه فرد من أفراد األسد ،فكأن والمشبه به بل حذفتھما ،ثم ذكرت المشبه والمشبه به وتناسيت التشبيه لماذا ؟ ِّ
السبُع ،وفرد دخل معه باالدعاء يعني : األسد وضع لشيء متضمن للشجاعة فكأن له فردان :فرد وھو حيوان حقيقي وھو َّ
بكأنك نويت وقدرت في نفسك أن زيد فرد من أفراد األسد ،إذا جعلت األسد له معنى مصدري وھذا المعنى المصدري يوجد
في ضمن أفراده من ضمن ھذه األفراد زيد ولكنه فرد حقيقي أو ادعائي ؟
تدعي في نفسك تدعي فردا من أفراد األسد يعني َّ : فردا من أفراد المشبه به كجعل زيد ً فرد ادعائي ،ولذلك يجعل المشبه ً
زيدا له أفراد وھذا أقوى من قولك :زيد كاألسد .إذا قلت :زيد كاألسد .ھذا ال شك أن زيد منفصل عن األسد وأنك بأن ً
شبيھا له في الشجاعة ،ال ،بل ھو فرد من ً تدعي ليس شبھت زيد باألسد وھذا مشبه وھذا مشبه به لكن في االستعارة ال أنت َّ
أفراد مدلول األسد لكنه فرد ادعائي ،ولذلك قال بعضھم في تفصيل االستعارة ھذا كالم موجز جيد ) :أصل االستعارة تشبيه
حُذف أحد طرفيه ووجه شبھه وأداته فيُحذف المشبه ووجه الشبه واألداة ويُستعار لفظ المشبه به للمشبه بالعالقة وال بد فيھا
من تنافي التشبيه الذي وقعت من أجله االستعارة ألن أوالً تشبه ثم بعد ذلك تتركب االستعارة ،فاالستعارة مركبة على
التشبيه .
من تنافي التشبيه الذي وقعت من أجله االستعارة بادعاء أن المشبه عين المشبه به لفظ زيد وھو األسد ھذا وجه ،أو فرد
من أفراده ،فيكون للمشبه به وھو األسد فردان :فرد حقيقي وھو السبع ،وفرد ادعائي وھو زيد .
وذاك ( أي :التشبيه المذكور في االستعارة كالموت المستعار للضالل وضده ( َ َ ) ، مھتد َ ِّ ِ في ُ ْ َ ٍوكالحياة ِ ْ
ََ ِ َْ ِ
كالموت ) َ َ
وذاك
وضده ( كالموت المستعار للضاللة في ضده في ضد المھتد وھو الضال مھتد َ ِّ ِفي ُ ْ َ ٍ والكفر ،وكالحياة المستعارة للھداية ) ِ ْ
وكالحياة المستعارة للھداية .
وكالحياة ( .لكنه على اللف والنشر غير المرتبََ ِ َْ ِ
كالموت وضده ( .ھذا تفصيل وتفسير لقوله ) : مھتد َ ِّ ِفي ُ ْ َ ٍ ًإذا قوله ْ ِ ) :
ََ ِ
وكالحياة ( وذاك ( .أي :التشبيه المذكور كالموت المستعار لضد المھتد ،الذي ذكره ً
ثانيا في البيت الثاني ) ألنه قال َ َ ) :
فأحييناهُ ﴾ ] األنعام . [122 :ھذا مثال لالستعارة عندھم ميتا ً َ َ ْ َ ْ َ المستعارة في مھتد وھذا إشارة إلى قوله تعالى ََ ﴿ :أو َمن َ َ
كان َ ْ
فأحييناهُ ﴾ الموت ھو الموت أليس كذلك ھل الضال ميت ضاال ﴿ َ َ ْ َ ْ ًَ ميتا ً ﴾ أي :
ضاال فھداه ﴿ َ ْ ً ميتا ً َ َ ْ َ ْ َ
فأحييناهُ ﴾ أي : ﴿ أََو َمن َ َ
كان َ ْ
ً
ضاال فھديناه .فاستعير لفظ ؟ الجواب :ال ،ليس بميت بمعنى أنه فاقد الروح ،وإنما حصل التشبيه كما سيأتي .أي :
ميتا ً َ َ ْ َ ْ َ
فأحييناهُ ﴾ أحييناه ھذا فعل واإلحياء لإليمان والھداية كان َ ْ فأحييناهُ ﴾ ﴿ ََأو َمن َ َالموت للضالل والكفر ،ولفظ اإلحياء ﴿ َ َ ْ َ ْ َ
بجامع عدم الفوز في األول الذي ھو استعارة الموت بالضالل والفوز بالثاني وھو استعارة اإلحياء لإليمان والھداية ،إذا
أردنا تفصيل ھذه االستعارة أو بيان كيف وقعت االستعارة ھنا فنقول :شبه الضالل بالموت .ھذا أوالً ،ألنه مبني على
التشبيه شبه الضالل بالموت بجامع ماذا ؟ بجامع عدم االنتفاع لما ھو سبب السعادة الدنيوية واألخروية ً ،إذا أصل التركيب
زيد كاألسد الضالل كالموت ،ثم حذف المشبه وھو ؟ أين المشبه والمشبه به قولوا معي :الضالل ما ھو ؟ الضالل كالموت ٌ
كالموت .أما قلنا :االستعارة أصلھا تشبيه ؟ كيف حصل التشبيه ھنا ؟ األصل الضالل كالموت بجامع ماذا ؟ عدم االنتفاع ،
ٍ
فحينئذ قوله : قال :حذف المشبه وھو الضالل واستعير اسم المشبه به وھو الموت على طريق االستعارة التصريحية
كالموت ( الموت ھذا مشبه به حذف المشبه واستعير لفظ المشبه به للمحذوف الذي ھو الضالل إما َْ ِ الضالل .ھذا مشبه )
ً
ميتا ﴾ يعني :ضاال .كيف عبر بالميت عن الضال ؟ تقول ً كان َ ْ َ َ
بادعاء أنه عينه أو أن الضالل فرد من أفراد الموت ﴿ َأو َمن َ
:أصل الترتيب الضالل كالموت ثم حذف المشبه واستعير إعارة من باب العارية أعرني قلمك استعير لفظ المشبه به في
الداللة على ذلك المحذوف بادعاء ماذا ؟ بادعاء أن المحذوف الضالل ھو عين الموت أو أنه فرد لكنه فرد ادعائي وھذا
معنى التنافي تنافي التشبيه كما أنه لم يكن تشبيه وھذا ينبني عليه معاني جليلة في القرآن حتى أن الشيخ ابن عثيمين رحمه
ُنك ُر المجاز لكنه إذا جاء في التفسير إلى بعض اآليات قال :وعلى القول باالستعارة .ثم يفسرھا يقول :ھذا معنى ما يْ ِ
أجمله .ھكذا يقول .بناء على ماذا ؟ أن المجاز يتألق في بعض المواضع ھذا موجود في تفسيره في أوائل البقرة لو تسمع
الشيخ قد يأتي ببعض المسائل وھو يشدد في مسألة المجاز رحمه لكنه يأتي يفسر القرآن على ما يراه أنه حقيقة ثم على
قول المجازيين بأن في الكالم كناية واستعارة ثم يقول :ما أجمل ھذا القول .أو ھذا المعنى ،معنى جليل لو لم تجر الكالم
حينئذ ال تستقي معنى يعني :يدل عليه لفظ بالحقيقة ،وإذا قيل :الضالل كالموت .ليس ھو كأن تدعي ٍ على االستعارة
ْت .تجعل الضالل والكفر ھو عين الموت وأنه فرد من أفراده كافرا وتقول :ھذا َمي ٌ ً الضالل ھو عين الموت عندما ترى
179
وادعي أن الضالل فرد من أفراد الموت ،والثاني ليس فيه كاالنفصال وال شك في ھذا ً .إذا الضالل مشبه والموت مشبه به ُّ
ِّھت الھداية بمعنى اإليصال إلى المطلوب بمعنى اإلحياء ،الھداية كالحياة أو شب َ ْ الذي ھو تشبيه الھداية بالحياة أو اإلحياء ُ
ُوصلة ھذا ھو الجامع ُوصلة والھداية م ِ كاإلحياء إلى ماذا ؟ بجامع الحصول لالنتفاع والوصول إلى المطالب العلية ،الحياة م ِ
بينھما ،فصار التشبيه من معنى المصدرين الھداية واإلحياء إلى ما في ضمنھما من معنى الفعلين وحذف لفظ المشبه
واستعير اسم المشبه به له ثم اشتق من اإلحياء أحييناه بمعنى ھديناه على طريق االستعارة التصريحية التبعية ،كأنه قال :
الھداية كاإلحياء .الھداية مشبه واإلحياء مشبه به حُذف المشبه وھو :الھداية ،واستعير اللفظ اإلحياء للداللة على المحذوف
ندعي ھذا في األول ؟ وھو الھداية ولكن ھنا أصالً استعارة حصلت في المصدرين لماذا وال َّ
فأحييناهُ ﴾ ومعلوم أن الميت ھذا اسم وليس بفرع وأحييناه ھذا ليس باسم وإنما ميتا ً َ َ ْ َ ْ َ ألن األول ذكره باسمه ﴿ ََأو َمن َ َ
كان َ ْ
حينئذ نجري االستعارة في المصدر األصل ثم نشتق من المصدر فعل ثم نشتق من المصدر فعالً ولذلك ٍ ھو فرع وھو فعل
نفرق بين النوعين ،فنقول :ھنا صار التشبيه من معنى المصدرين الھداية واإلحياء إلى ما في ضمنھما ،ما ھو الذي في
ضمن المصدر ؟ الفعالن من معنى الفعلين وحذف لفظ المشبه واستعير اسم المشبه به له ،ثم اشتق منه من اإلحياء ﴿
أوال أجري في المصدر فأحييناهُ ﴾ وھذه تسمى استعارة ماذا ؟ تصريحيه تبعية ألنھا أجريت أوالً في المصدر ثم في الفعل ً ، ََ ْ ََْ
ميتا ً َ َ ْ َ ْ َ
فأحييناهُ ﴾ وكالحياة ( المذكورين في قوله تعالى ََ ﴿ :أو َمن َ َ
كان َ ْ ََ ِ وذاك ( أي :التشبيه المذكور ) َ ْ ِ
كالموت ثم في الفعل َ َ ) ،
.
مھتد ( يعني :كالموت المستعار للضالل في ضد المھتدي ،ألنه قال :في مھتد وضده ما ھو ضد المھتدي الضال في ُ ْ َ ٍ ) ِ ْ
وإذا أردنا الھداية أصلھا الكافر ألن الھداية تامة ھذه تكون بماذا ؟ باإليمان أو اإلسالم ثم ما يكمله ،وإذا أردنا أصل الھداية
مھتد ( إلى اإلسالم أو لتمام الطاعة وضده وھو الكافر أو الضال . في ُ ْ َ ٍ فھي اإلسالم ) ِ ْ
وضده ( ما أي مھتد َ ِّ ِ في ُ ْ َ ٍ وكالحياة ِ ْ
ََ ِ َْ ِ
كالموت ) الليل ( يعني مثل ھذين ماذا ؟ التشبيھين كسلخ َّ ْ ِ جاء َ َ ْ ِ ھذين َما َ َ كمثل َ َ ْ ِ ) َ ِْ ِ
النھار ﴾ ] يس . [37 :أكبر ﴿ َ َ ٌ الليل ُ َ ْ َ ُ
لھم َّ ْ الليل ( في قوله تعالى ٌ َ َ ﴿ :
وآية َّ ُ ْ سلخ َّ ْ ِ
وآية منه َّ َ َ نسلخ ِ ْ ُ تشبيه الذي جاء كمجيء ) َ ْ ِ
النھار ﴾ ھنا حصل ماذا ؟ منه َّ َ َ نسلخ ِ ْ ُ الليل ُ َ ْ َ ُ لھم َّ ْ َّ ُ ْ
استعير السلخ من سلخ الشاه لكشف الضوء عن مكان الليل والجامع كما قيل ما يعقل من ترتب أمر على آخر وحصوله
عقب حصوله وإذا أردنا التفصيل نقول :شبه إزالة ضوء النھار وإذھابه بسلخ الجلد عن الشاه ،ما ھو المشبه ھنا ؟ إزالة
ضوء النھار إذا جاء الليل أزال ماذا ؟ ضوء النھار ،إذا دخل الليل أزال ضوء النھار أليس كذلك ؟ ما ھو المشبه ھنا ؟
كل منھما ، مستترا في ٍّ ً شب َِّه بماذا ؟ بسلخ الجلد عن الشاه ،بجامع ماذا ؟ بجامع ظھور شيٍء كان المشبه إزالة ضوء النھار ُ ،
فاللحم مستتر تحت الجلد أليس كذلك ؟ وظھور الظلمة بعد ذھاب الضوء ،وظھور اللحم بعد ذھاب الجلد وظھور الظلمة بعد
ماذا ؟ إذا أزيل النھار ما الذي يظھر وينكشف ؟ الظلمة ًإذا انكشفت الظلمة كما أن السلخ يكشف ماذا ؟ يكشف اللحم ً ،إذا
مستترا في كل منھما ،وھو :ظھور الظلمة بعد ماذا ؟ بعد ذھاب الضوء ،وظھور اللحم بعد ذھاب ً بجامع ظھور شيء كان
ً ً
الجلد ،واستعير لفظ المشبه به وھو السلخ للمشبه واشتق منه الفعل ،إذا أجريت أوال في المصدر ،ثم انتقل إلى الفعل بمعنى
منه َّ َ َ
النھار ﴾ ، الليل ُ َ ْ َ ُ
نسلخ ِ ْ ُ لھم َّ ْ كل يجري ھذا المثال كما ذكرناه في السابق ﴿ َ َ ٌ
وآية َّ ُ ْ نزيل على طريق االستعارة التبعية ،على ٍّ
النھار ﴾ فاستعير السلخ من سلخ الشاة لكشف الضوء عن مكان الليل والجامع ما يعقل من ترتب كل منھما منه َّ َ َ نسلخ ِ ْ ُ الليل ُ َ ْ َ ُ﴿ َّ ْ
على اآلخر .
الليل ( كمجيء سلخ الليل . َّ
كسلخ ْ ِ ْ َ
ھذين َما ( أي :تشبيه الذي جاء ) َ ِ َ
كمثل َ ْ ِ ْ
وضده ِ ِ َ ھتد َ ِّ ِ َ
) ِفي ُم ْ ٍ
والتشبيه في اللغة التمثيل ِ ْ َّ ْ َ َ
شبه يُش ِّب ُه ِ ً
تشبيھا ، َ
التشبيه ( ،تفعيل َّ َ ِ ُ َّ النوع السابع من العقد الرابع فيما يرجع إلى األلفاظ )
مثَل كذا بكذا والتشبيه ھو عينه التمثيل كما ذكره غير واحد من أھل اللغة . كمثل مثالً َّ َ ،
النوع السابع :التشبيه .الغرض منه من التشبيه فھمنا بعض ما يتعلق بالتشبيه باالستعارة الغرض منه تأنيس النفسي
حينئذ تجلى لك ٍ جلي ،زيد كاألسد ما يعرف أن زيد شجاع أو ال فأمره خفي فإذا قلت :زيد كاألسد . خفي إلى َ ِ ٍّ بإخراجھا من َ ِ ٍّ
شجاعة زيد ،وإدنائه البعيد من القريب ليفيد بيان ،وقيل :الغرض منه الكشف عن المعنى المقصود مع االختصار وھذا عام
زيدا فيه من الشجاعة مثل شجاعة أسد ،فيكون زيد كاألسد وقع ليس بالتشبيه فقط ،ألنه بدل من أن يقول :أنا أعتقد أن ً
خاصا بالتشبيه ،بل ً اختصار ،بدل من الجملة الطويلة يأتي بھذه الكاف فيدل على ماذا ؟ على التشبيه ،لكن ھذا ليس ھذا
أيضا .االستعارة فيھا اختصار ً
180
ألمر
ٍ أمر األمر األول يُسمى ُم َ َّ ً
شبھا حدهُ عندھم :ما دل على اشتراك أمر ألمر في معنى بينھما .ما دل على اشتراك ٍ َّ
َّ
الشبه ،بقي عليه األداة ،وھذا منسوب للسكاكي . ُشبھا به في معنى بينھما ي َ َّ
ُسمى وجه َ ِ َ
ُسمى م َّ ً
ي َ َّ
قال رحمه :
حال ُ
حيث َ َّ التشبيه مع َ ْ ِ ِ
غيره َّ ْ ِ ُ َْ َ َّ
دال ٍَْ
أمر َِ ِ
اشتراك ََ
على َوما
) )
) َ
وقعا
كثيرا َ َ َ
وھو ِ ْ ً ََ ِ ِ
أداته ُ َ معا
ََ ْاق ِ ُ ُ
ترانه ھھنا
َ ُ والشرطُ
َّْ
)
) َوما ( يعني :وعرف السكاكي التشبيه بأنه ما ھذه واقعة على كالمه ما اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع خبر
أمر ً ،إذا ما اسم موصول بمعنى مقدم ،والمبتدأ قوله ُ ِ ْ َّ ) :
التشبيه ( بالشطر الثاني ،كأنه قال :والتشبيه ما دل على اشتراك ٍ
الذي في محل رفع خبر مقدم ويصدق على ماذا ؟ على الكالم ألن التشبيه ھنا ليس بوصف لمفرد بل ھو وصف لكالم ألنه ال
ٍ
حينئذ أو كاألسد فزيد مبتدأ كاألسد جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،ولك أن بد من مسند ومسند إليه ،زيد كالقمر
تقول :زيد كاألسد .زيد مبتدأ والكاف خبر وھو مضاف واألسد مضاف إليه يجوز ھذا الوجه يجوز أو ال ؟ يجوز على جعل
الكاف اسمية ،قال ابن مالك :
ٍ
فحينئذ تعرب مبتدأ وتعرب خبر وتعرب مجرورة وتعرب ..إلى آخره واستعمل ً
اسما يعني :الكاف .فإذا استعمل االسم
.
دال ( األلف لإلطالق يعني :ذو داللة والداللة كما سبق معنا َفھ ُْم أمر دال ( َّ َ ) . أمر َ َّ َ على ِ َ ِ
اشتراك ْ ٍ ) َوما ( أي :كالمھم ) َ َ
دال ( .مع غيره ، اشتراك ( ھذا جار ومجرور متعلق بقوله َّ َ ) : على ِ َ ِ دال ( الحملة صلة الموصول ) َ َ من أمر للفعل أو ال ؟ ) َ َّ
مع وقد تسكن وھو قليل ) ومع مع فيھا قليل ( ھكذا قال ابن مالك ، ً
معْ باإلسكان للوزن ) ،ومع معْ فيھا قليل ( ،إذا األصل َ
حال ( بمعنى حال ( َّ َ ) ، حيث َ َّ ُ التشبيه ( ھذا مبتدأ مؤخر ) اشتراك ( ُ ِ ْ َّ ) . وھو ظرف منصوب بالفتح المقدر متعلق بقوله ِ َ ِ ) :
حال ( يعني في أي وقت ومكان حيث َ َّ ُ حيث ( إطالقية ليست تقيدية حيث لإلطالق ھنا ) ُ حال ( األلف ھذه لإلطالق ) نزل ) َ َّ
فحينئذ نقول :مراد المصنف ھنا بالتشبيه والمعنى أي :حده ھو الكالم الدال على ٍ حل ونزل فالتشبيه ال يخرج عن معناه ، َّ
غيره ( الكالم الدال على مع َ ْ ِ ِ
دال َ ْ أمر َ َّ َ على ِ َ ِ
اشتراك ْ ٍ اشتراك األمر مع غيره في معنى بينھما .ھذا مراده بھذا التركيب ) َوما َ َ
أمر ( .نفسره بماذا ؟ بالمشبه ) ، اشتراك َ ْ ٍ
على ِ َ ِ أمر ،المشبه ،مع غيره ،المشبه به ،في معنى بينھما .فقوله َ َ ) : اشتراك ٍ
ھھنا
والشرط َ َُّ ْ ُ غيره ( يعني :اشتراك مع غيره في ماذا ؟ المشبه به ،ال بد أن يكون في معنى بينھما أو لجامع بينھما ) ، مع َ ْ ِ ِ َْ
أداته ( مع ھذا مضاف وأداته مضاف إليه ، مع َ َ ِ َِ َ ) إلطالق ل ھذه األلف ( ِ ِ
أداته َ َ مع
َ َ ) . التشبيه : أي اقترانه التشبيه في يعني (
وھو ( أي اقترانه ( اقتران التشبيه مع أداته َ ُ ) ، والضمير في أداته يعود على التشكيل ً ،إذا مع مضاف وھو متعلق بقوله ُ ُ ِ ْ ) :
ً
مشتمال على أداته ( الشرط في اللغة العالمة وھنا الشرط كون التشبيه مع َ َ ِ ِ اقترانه َ َ ھھنا ْ ِ ُ ُ َّ ْ ُ
والشرط َ ُ كثيرا َ َ َ
وقعا ( ) :التشبيه ) َ ِ ْ ً
ذات التشبيه ،وھل ھو ذات فيما ھي فيه أو ھو أمر خارج عنه ؟ لما نقول :أركان التشبيه أربعة :المشبه ،والمشبه به ،
واألداة ،ووجه الشبه .
فحينئذ نقول :ال ٍ ًإذا األداة ركن أو شرط ؟ ركن وليست بشرط ،فال يوجد التشبيه إال في ضمنه األداة في بطنه األداة ،
حينئذ قوله :ھو الشرط .لعله يريد به أن األداة ركن في ٍ توجد األداة وال يوجد التشبيه ،ال ،توجد األداة في ضمن التشبيه
مفھوم التشبيه ،يعني :يكون كاالستدراك على حد التشبيه عند السكاكي .
فعل ماضي واأللف ھذه لإلطالق والضمير يعود على وقعا ( ٌ كثير َ َ َ
وقعا ( ) َ ِ ْ ٌ وھو ( أي التشبيه ) َ َ َ وقعا ( ) ُ َ كثيرا َ َ َ
وھو َ ِ ْ ً ) َُ
كثيرا ،وقع ً ً
وقوعا لموصوف محذوف مقدر أي ٍ فكثيرا ھذا صفة ً كثيرا ،ً ً
وقوعا وقعا ( أي وقع في القرآن َ
وھو ( ) َ َ ھو َ ُ ) ،
لمفعول
ٍ كثيرا إذا صفة مقدمة ،صفة ألي شيء ً ً ً
وقوعا كثيرا ،وھو أي التشبيه وقع في القرآن ً ً
وقوعا التشبيه في القرآن
ً
كثيرا يعني :ال قليال . ً ً
وقوعا مفعول مطلق وھو مبين للنوع كذلك ٌ ضربا ھذا ً ً
ضربا شديدا مثله ً وقوعا ضربت ً مطلق وقع
181
معنى بينھما .عرفنا التشبيه أمر مع غيره في ً ھذا ھو حد التشبيه عند المصنف وھو المشھور ،الكالم الدال على اشتراك ٍ
)) اإلتقان (( : قال السيوطي رحمه في
نوع من أنواع علوم القرآن قال :من أشرف أنواع البالغة وأعالھا . نوع من أشرف أنواع البالغة وأعالھا ٌ . والتشبيه ٌ
قال المبرد في )) الكامل (( :لو قال قائل :ھو أكثر كالم العرب لم ُيب ِْعد .وأفرد يعني تشبيھات القرآن بالتصنيف أبو
الجمان (( .كتاب سماه )) ْ ُ ٍ القاسم بن البندار البغداي في
أركان التشبيه أربعة :المشبه ،والمشبه به ،الشبه وھو الوصف الجامع بين الطرفين ،وآلة التشبيه .وبعضھم يقول :
وأسماء وأفعال . ٌ ٌ
حروف أداة التشبيه وھي
اشتدت ﴾ ] إبراھيم [18 : كرماد ْ َ َّ ْ
فعال ،فالحروف الكاف ،كالكاف ﴿ َ َ َ ٍ ً اسما وقد تكون حرفا وقد تكون ً ً أداة التشبيه قد تكون
الشياطين ﴾ ] الصافات . [65 :ھنا التشبيه أو أداة وس َّ َ ِ ِ كأنه ُرؤُ ُ وكأن ﴿ َ َ َّ ُ
َّ بحرف وھو الكاف ، ٍ كرماد ﴾ تشبيه ﴿ َأعْ َمال ُھ ُْم َ َ َ ٍ
التشبيه حرف وھذا ھو الكثير أن يكون بالكاف أو بكأن ولذلك يقال في باب إن وأخواتھا وكأن للتشبيه ،واألسماء نحو َ َ
مثل
صر ﴾ ] آل عمران . [117 : فيھا ِ ٌّكمثل ِريٍح ِ َ الدنيا َ َ َ ِ الحياة ُّ ْ َھذه ْ َ َ ِ مثل ُ َما ُ ِ ُ َ
ينفقون ِفي ِ ِ ِ أيضا للتشبيه ونحوھا َ َ ﴿ : وشبْه ھذه ً ومثل ِ ِ
أيضا . ھنا وقع بالكاف ومثل وبمثل ً
تسعى ﴾ ] طه : أنھا َ ْ َ َ
سحرھم َّ َ
إليه ِمن ِ ْ ِ ِ ْ َ
يخيل ُ ِ ْ ِ الظمآن َماء ﴾ ] النور . [39 :ھذا تشبيه َّ َ ُ ﴿ : ْ ُ َّ وفي األفعال نحو ُ ُ َ ْ َ ﴿ :
يحسبه
الظمآن َماء ﴾ ًإذا وقع بالحرف ووقع باالسم ووقع بالفعل . يحسبه َّ ْ ُ . [66يخيل ﴿ َ ْ َ ُ ُ
مغيرا ،يعني :ال يشترط في األدلة أن ً لفظا وقد يكون اقترانه ( االقتران قد يكون ً أداته ( ) ْ ِ ُ ُ مع َ َ ِ ِ ھھنا ْ ِ ُ ُ
اقترانه َ َ َّ ْ ُ
والشرط َ ُ )
يكون ملفوظا بھا ،ال ،بل قد تكون مقدرة فإن لم تقدر فھو استعارة ] أحسنت [ .فإن لم تقدر فھي استعارة .قال أھل البيان ً
تشبيه وإال فھو استعارة . ٌ لفظا إن قدرت فيه األداة فھو لفظا -يعني التشبيه -ما فقد األداة ً :ما فقد األداة ً
زيد كالبدر كاألسد أداته ( فسرنا األداة ھنا بما ھو أعم ،وكل األدوات تدخل على المشبه به ٌ ، مع َ َ ِ ِ ھھنا ْ ِ ُ ُ
اقترانه َ َ َّ ْ ُ
والشرط َ ُ )
ً
مطردا وإال فقد دخلت األداة على ماذا ؟ على المشبه به إال كأن فتدخل على المشبه ھذا ھو األصل الغالب الذي يكاد أن يكون
الربا ﴾ ] البقرة . [275 :أين البيع ِ ْ
مثل ُ ِّ َ إنما ْ َ ْ ُ تدخل على المشبه بقصد المبالغة فتقلب التشبيه وتجعل المشبه ھو األصل ﴿ ِ َّ َ
الربا ﴾ .على الظاھر على ظاھر اآلية البيع مثل الربا ً ،إذا البيع مشبه بالربا ھذا ھو مثل ُ ِّ َ البيع ِ ْ إنما ْ َ ْ ُ المشبه والمشبه به ﴿ ِ َّ َ
أصال ويُلحق به البيع ،والبيع الذي ھو ال خال ف ً معنى أدق من ھذا ،وھو أن الربا ال يُختلف فيه فيجعل األصل لكنھم أرادوا ً
في حله وإنما الخالف في حل ماذا -عندھم يعني -؟ في حل الربا فجعلوا الربا كأنه أصل وجھلوا التحريم وألحقوا به البيع
الربا ﴾ ] البقرة . [275 :الربا ھو المشبه مثل ُ ِّ َ البيع ِ ْإنما ْ َ ْ ُمقلوبا فدخلت األداة ھنا على المشبه ﴿ ِ َّ َ ً ً
تشبيھا وھذا يُسمى ماذا ؟
ً
مختلفا فيه شيئا بماذا ؟ ً
شيئا ُلحق المختلف فيه بالمتفق عليه ،إذا أردت أن تشبه ،تشبه ً والمشبه به ھو :البيع .لماذا ؟ ألنه ي ْ َ
بمتفق عليه ال العكس ،ھنا قصدوا ماذا ؟ قصدوا أنه ال ينبغي أن يقع خالف في الربا بل ھو األصل فأدخلوا اسم التشبيه مثل
الربا ﴾ ] البقرة . [275 :الربا ھو المشبه والبيع ھو المشبه به قلبوا وعكسوا ماذا ؟ للداللة على مثل ُ ِّ َ يع ِ ْ على المشبه ﴿ ْ َ
الب ْ ُ
حينئذ ينظرون إلى المعنى فأرادوا أن يجعلوا الربا كأنه ال إشكال فيه ھو األصل والبيع ھو ٍ غزيرا ،وھؤالء عرب ً ً
معنى
أيضا في بشيء من التشبيه ومبحثه ً ٍ الذي يمكن أن يختلف فيه فجعلوه أصالً وقاسوا عليه أو حملوا عليه البيع ،ھذا ما يتعلق
ماذا ؟ في كتب البيان .
العقد الخامس ُِْ
نأخذ العام فقط نقف على ھذا ؟.
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . َّ
182
الشريط الثالث عشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
وقدَ ً
العقد الخامس ( العقد الخامس من العقود الستة التي ذكرھا إجماال في قوله ْ ) : ْ
قال المصنف رحمه تعالى ُ ِ ) :
ستة ُ ُ ُ
عقود ( .العقد الخامس ذكرنا أن ِ
العقد بكسر العين ال بالفتح وھي :القالدة . حوتھا ِ َّ ٌ
ََ ْ َ
مباحث المعاني المتعلقة باألحكام ) .ما ( اسم موصول بمعنى الذي ويصدق ھنا على أنواع ،العقد الخامس ِ يرجع إلى
ُ ما
مباحث ( جمع مبحث وھوِ يرجع إلى
ُ أنواع من أنواع علوم القرآن مجموع تحت عنوان واحد أو ضابط أو قدر مشترك )
مباحث المعاني ( ھذه يقابل مباحث األلفاظ ألنه ذكر في العقد الرابع ما يرجع إلى األلفاظِ محل البحث أو مكان البحث ) إلى
،وذكرنا أنه ال يمكن إذا جعل مبحث خاص من ألفاظ أو مبحث خاص من معاني ليس المراد أنه ينفك اللفظ عن المعنى أو
أن المعنى ينفك عن اللفظ ،ال ،وإنما المراد أن يكون النظر أوالً إلى اللفظ ،ثم يتبعه المعنى وھنا النظر إلى المعنى ثم يتبعه
اللفظ ،فال انفكاك ال ينفك أحدھما عن اآلخر ،إذ لو قدر معاني دون ألفاظ ال يمكن أن تقدر معاني دون ألفاظ لكن ليست ھي
المعاني التي ترجع إليھا األحكام الشرعية وال يمكن أن نقدر لفظ بدون معنى .
ًإذا مباحث المعاني معاني جمع معنى والمراد به ما يقصد من اللفظ ) المتعلقة باألحكام ( معاني القرآن منھا ما يتعلق
باألحكام ومنھا ما ال يتعلق باألحكام ،ومن أنواع علوم القرآن ما يرجع إلى معاني خاصة ھذه المعاني الخاصة لھا أثر في
الحكم الشرعي بمعنى أن الحكم الشرعي التكليفي والوضعي يعتمد على ماذا ؟ يعتمد على ھذا المعنى الذي سيذكره المصنف
لذا قال ) :المعاني المتعلقة ( .يعني :المرتبطة ) المعاني المتعلقة ( أي :المرتبطة ) .باألحكام ( ھذا جار ومجرور
ُكم ،والحكم في اللغة المنع ومنه قوله جرير :متعلق بـ ) المتعلقة ( يعني :التي لھا أثر في األحكام واألحكام ھنا جمع ح ْ ٍ
والحكم في اصطالح األصوليين :خطاب المتعلق بفعل المكلف باالقتضاء أو التخير أو الوضع .وھذا ُشرح في ))
نظم الورقات (( وشرح في )) قواعد األصول (( فال نحتاج إلى شرحه وإال المناسب أن يشرح ھنا ألنه يبين لك المعنى الذي
تعلق به ھذا الحكم الشرعي ومنه تعلم أن قوله ) :باألحكام ( .ھذا قد يتعلق به الحكم الشرعي التكليفي والحكم الشرعي
َّ
المكلف باالقتضاء أو التخير أو الوضع . الوقفي وھما داخالن في حد الحكم على ما ذكرناه اآلن خطاب المتعلق بفعل
ً
فعال للمكلف اعلما يصح كالم ربي إن تعلق بما
) )
فذاك بالحكم لديھم يعرف من حيث أنه به مكلف
) )
نوعا ( ھو أكثر من ذلك لماذا ؟ ألن مباحث لو نظرت فيھا سيتكلم عن العام وعن ً َ
أربعة عشر ) باألحكام وھو
ً ً
الخصوص التخصيص وعن المطلق والمقيد ،والناسخ والمنسوخ .إذا ھذا مبحث ليس مستقال عند أرباب علوم القرآن بل
اعترض بعض علماء بأن علوم القرآن ليست بعلم مستقل وإنما أشبه ما يكون بمبحث مستعار من فن أصول الفقه ،وھذا ما ُ
ھي علوم مجموعة ملفقة ھو علم ملفق كما قيل في األصول أصول الفقه بأنه علم ملفق لماذا ؟
ألن بعضه يرجع إلى اللغة كالمترادف والمشترك وما ذكرناه بالعقد الرابع ،وبعضه يرجع إلى أصول الفقه كالمبحث
ٍ
فحينئذ يكون ما يقال في ذلك العلم يُنقل بنفسه فيجعل في علوم القرآن ،ولذلك لو نظر الذي سيذكره في العقد الخامس ھذا ،
ُ
في علوم القرآن لوجد أن العلوم التي يمكن أن تستقل عن العلوم التي تبحث في اللغة وفي أصول الفقه وفي علوم الحديث
مطلقا سواء كان في األحكام األصلية معتقد واألحكام الفرعية العلميةً لوجد أنھا قليلة ،وأما ما يرتبط به الحكم الشرعي
والعملية لوجد أن أكثرھم يبحث في اللغة وفي أصول الفقه وفي علوم الحديث ،وما ينفرد به علوم القرآن ھو أقل يعني :ما
يترتب عليه من حيث العمل وإال المبحث ھذا العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ والمنطوق والمفھوم ھذا جل
183
وأھم ما يُذكر في أصول الفقه وھو البحث في ماذا ؟ في األلفاظ كذلك ھنا لو نظرت نفس ما يقال في أصول الفقه ھو عينه
الذي يقال ھنا ،وأما ما يقوله البعض العامة من المعاصرين بأن أرباب علوم القرآن قد أخطئوا في وضع ھذه األنواع في
علوم القرآن ثم نقلوا كالم األصوليين ھنا ،واألولى أنه يتكلم بلغة علوم القرآن ،نقول :وما ھي لغة علوم القرآن ؟
حينئذ لو قيل :العام .ولم يبحث كما بحثه األصوليين بماذا يقال عام ؟ األصوليون يعرف لك العام ٍ ليس بفن مستقل بذاته
ثم يقسمه ثم يذكر لك أن العام من عوارض األلفاظ ثم يذكر لك وجود العام القول به سائغ أو ال ،ثم يقول إجماع الصحابة
ٍ
حينئذ ننظر فيه على أنھم عملوا بالعام ثم ما يتخصص ً ...إذا ھذا كله في الكتاب وھذا كله يتعلق بعلم القرآن علم الكتاب ،
من ھذه الجھة وال يمكن أن يُنظر فيه من جھة أخرى ألن الحكم عليه بكونه ً
عاما ھذا حكم اللغوي ،الحكم بأن ھذا اللفظ عام
الناس بمعنى عام والذي والتي والذين ليس بحكم األصولي وليس بحكم شرعي وليس بحكم يتعلق بعلوم القرآن وال بحكم
يتعلق بعلوم الحديث ونحو ذلك ،بل ھي علوم لغوية بحتة في األصل ولذلك يقال :العام .ھذا لفظ وضعته العرب للداللة
حينئذ ال يتصور أن ينفك الكالم في علوم القرآن في مبحث العام والخاص ومبحث المطلق ٍ على الشمول مع أن اثنين فصاعد
والمقيد عن كالم األصوليين بل ھو عينه وال إشكال في ھذا ألنھا ما ذكرت في علوم القرآن إال من أجل ماذا ؟ من أجل
ٍ
فحينئذ نقول :ھذا ينطبق عليه حد المطلق استنباط األحكام الشرعية منھا ،إن وجد مطلق ومقيد وال يتعلق به حكم شرعي
فحينئذ ال ينفي كونه من مباحث ماذا ؟ األصوليين أوٍ والمقيد عند األصوليين ،وكونه لم يتعلق به حكم شرعي فرعي
فحينئذ النظر في ھذه العلوم أو ھذه األنواع في علوم القرآن تجد )) البرھان (( للزركشي وھو أصولي كما ھو ٍ اللغويين ،
معلوم ،وتجد )) اإلتقان (( وتجد غيره كالبلقيني ونحوه يذكرون خالف األصوليين ويذكرون ما يذكرونه في أصول الفقه
ٍ
وحينئذ ال نحتاج أن نقول :ال بد أن بتمامه كأنه بحث نقل من األصول إلى علوم القرآن وھذا ال إشكال فيه بل ھو األصل ،
نتكلم في علوم القرآن في مبحث عام في كالم مغاير لكالم األصوليين ھذا ال يمكن أن يقع ،وال يمكن أن نتكلم عن المطلق
والمقيد بكالم مغاير لكالم األصوليين ھذا ال وجود له أصالً ال وجود له .
نوعا
وھو أربعة عشر ً
العام الباقي على ُ ِ
عمومه ُّ النوع األول :
الخصوص
ُ أريد به ُُ
والعام الذي ِ َ
ُّ العام المخصوص ،ُّ النوع الثاني والثالث :
عليم َذا ُ ْ
ھو شيء ﴾ َ ْ
أي َ ِ ْ ٌ بكل ِّ َ ْ ٍ
ُِ قوله ﴿ َ َّ
وُ إال َ َ ُ وعز ِ َّ
َ َ َّ
) )
) دون َ ْ ِ
لبس واحدة ﴾ َ ُ ْ
فخذهُ ُ َ َ َِ ٍ خلقكم ِّمن َّ ْ ٍ
نفس وقوله ﴿ َ َ َ ُ
َ َُ
)
حينئذ يكون بمعنى الشاملٍ العام في اللغة ھو مشتق من قولھم :عممت الناس بالعطاء .أي :شملتھم بالعطاء ،فالعام
والعموم بمعنى الشمول ،العام بمعنى الشامل والعموم ھو الشمول ،فھذا ھو وجه المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى
االصطالحي .
فصاعدا وما كان في اصطالح األصوليين وھو الموجود معنا ھنا كذلك ً ًإذا لفظ العام في اللغة معناه الشامل ما شمل اثنين
ً
دفعة من فصاعدا لكن ال بد من قيود ،ونقول في االصطالح العام لفظ يستغرق الصالح له بحسب وضع واحد ً ما عم اثنين
ً
مستعمال -وھو ما مھمال -وھو ما لم تضعه العرب -أو ً ُتلفظ به سواء كانغير حصر .لفظ ھذا جنس يشمل كل ما ي َ َ َّ
ٍ
حينئذ على كل وضعته العرب -يشمل العام والخاص والمطلق والمقيد الحقيقة والمجاز المجمل المبين ،لفظ جنس فيصدق
ما يمكن أن يصدق عليه مما تألف من حروف ھجائية ،فكل ما ركب من حروف ھجائية فھو لفظ ً ،إذا العام لفظ احترز به
عن المعنى ألن المعنى ال يوصف بكونه عام وإنما العموم من عوارض األلفاظ وھذا ھو الصحيح ،ولذلك اتفقوا على أن
اللفظ يوصف بالعموم واختلفوا في وصف المعنى بالعموم ھل ھو حقيقة أو مجاز ؟
حينئذ الذي يوصف بكونه ً
عاما ھو اللفظ . ٍ الصحيح أنه مجاز
184
وھو من عوارض المباني يعني :األلفاظ حقيقة وھذا باتفاق ،وقيل :لأللفاظ والمعاني .يعني للمباني والمعاني .
ً
مجازا ولذلك قال السيوطي رحمه فيوصف بھا المعنى حقيقة كما وصف به اللفظ حقيقة والصواب أنه يوصف به المعنى
:
ًإذا يوصف المعنى فيقال :أعم .لكن من قبيل المجاز ويقال للمعنى أخص لكنه من قبيل المجاز ،ويوصف اللفظ بكونه
خاصا ،فجعلوا صيغة التفضيل للمعنى وما عدا ذلك الذي ھو العام والخاص للفظ ألن المعنى ھو المقصود وھو ً ً
عاما وبكونه
أھم وأرفع فجعلوا له أفعل التفضيل .
عاما لماذا ؟ ال يوصف المعنى لكونه ً
يرد السؤال لماذا ال نعطف العام متحدا في الحكم ،ألنه َ ِ ُ ً ألن شرط -ھذا مھم أن تعرفه -ألن شرط العام اللفظي أن يكون
متحدا في أفراده الحكم متحد في جميع على جھة االستواء فإذا ً عاما ؟ نقول :شرط العام أن يكون الشمول فيه المعنى بكونه ً
فحينئذ ال يتحقق فيه معنى العموم فلذلك يقال :أكرم الطالب .الطالب ھذا عام ألنه جمع ٍ ً
متحدا بل متفاوتا ً كان الحكم ليس
) الجمع والفرد معرفان بالالم ( فنقول :الطالب .ھذا لفظ عام فيشمل زيد ،وبكر ،وعمرو ،وخالد ...إلى محلى بأل
فحينئذ يكون إكرامٍ آخره ،أكرم فاألمر ھنا باإلكرام واقع على كل فرد َفرد من أفراد اللفظ العام على جھة التساوي في الحكم
زيد مساوي إلكرام عمرو أوالً ال بد أن يصدق الحكم على كل فرد َفرد ھذا ال بد منه ،ثم كل فرد له نصيب من اإلكرام
فحينئذ إكرام زيد مساوي إلكرام عمرو ،وإكرام عمرو مساوي إلكرام خالد وھلم جره ،ھذا شرط في ٍ مساوي للفرد اآلخر
بالغا أم أنثى ً
فقيرا أم ذكرا ً موا ﴾ .الواو يصدق على كل مكلف ً وأقي ُ َْ
﴿ َ ِ وأقيموا َّ َ َ
الصالة ﴾ ، َ
العام ،ولذلك قوله تعالى ْ ُ ِ َ ﴿ :
صحيحا ،استوى الحكم أم ال ؟ ً ً
مريضا أم محكوما ًّأيا كان
ً ً
حاكما أم غنيا ًّ
فحينئذ نقول :الحكم ھنا مستوي . ٍ استوى الحكم فيھم كلھم ُ ،كلھم أربع ركعات أربع ركعات إال المسافر -لدليل خاص -
مثال لو نزلً فحينئذ نقول :المطر عم لكن المحل الذي نزل عليه المطر في المدينة مكة ٍ عم المطر المدينة . لكن لو قيل ّ :
عليھا المطر نقول :عم المطر المدينة .يعني :مكة .ھل مستوي في جميع األطراف أم متفاوت ؟
متفاوت ال شك ،قد يكون نزل على ھذه المنطقة بشدة والمنطقة التي تليھا بخفة وقد يكون بعضھا لم ينزل بعد وبعضھا قد
فحينئذ ھل الحكم متساوي في أفراده ؟ ٍ تأخر وبعضھا سابق إلى آخره ،
ٍ
حينئذ مجازا ،فإذا قيل :عم الحاكم القبيلة بالعطاء . ً الجواب :ال ،ھذا ھو السر في كون المعنى ال يوصف بالعموم إال
عاما من باب المجاز لماذا ؟ عطاؤه وصف بكونه ً نقول :ھنا العموم وصف بكونه عطائه َ ،
حينئذ يحصل التفاوت ٍ ألنه في األصل أنه ال يساوي بين القبيلة فيعطي الرئيس أكثر من غيره ويعطي ذلك أكثر من غيره
وعدم التساوي في الحكم ً ،إذا قوله :لفظ نعلم منه أن العموم وصف لأللفاظ ال للمعاني ،فخرج به المعنى وخرج به األلفاظ
فصاعدا بألفاظ مركبة لكنھا ال توصف بكونھا عامة ولو وصفت بكونھا عامة ً المركبة ألنھا قد يحصل شمول يعني يعم شيئين
ً
فصاعدا عمرا دل على شيئين ً عمرا ھذا تركيب دل على شيئين فصاعدَ ا أليس كذلك ؟ ضرب ٌ
زيد ً مجازا ،ضرب ٌ
زيد ً يكون
فصاعدا ھذا عموم ألن ً صحيح ؟ ... -ما ھي ھذه األشياء -الضرب ،وفاعل الضرب ،ومن وقع عليه الضرب ً ،إذا شيئين
فحينئذ نقول :األلفاظ المركبة غير ٍ العام في اللغة ھو الشامل والعموم ھو الشمول ،وھنا ھذا اللفظ شمل معنيين فأكثر ،
داخلة بل خارجة من قوله :لفظ .يستغرق .االستغراق المراد به االستيعاب والتناول لفظ يستغرق أي يستوعب ويتناول
فعة واحدة فكل ٍ
فرد أفرادا دَ ًً جميع األفراد التي يصلح لھا اللفظ جميع األفراد ،ھذا ھو األصل في مدلول اللفظ العام أنه يتناول
حينئذ نقول :خرج المھمل من قوله ٍ فرد يصدق عليه اللفظ فھو داخل في الحكم .يستغرق إذا قلنا :لفظ يشمل المھمل وغيره ٍ
ً
موضوعا ً
فحينئذ إذا لم تضعه العرب إذا ھو غير موضوع وإذ لم يكن ٍ :يستغرق .ألن المھمل ھو الذي لم تضعه العرب ،
مستغرقا .يستغرق صالح له .قيل ھذا يخرج المطلق على القول بأن المطلق ال استغراق فيه ً فمن باب أولى أن يكون
والصواب أن المطلق يستغرق ولكنه على جھة البدل ال على جھة الشمول ،فالعام له شمول ،والمطلق له شمول واستغراق
بدلي بمعنى أن العام إذا قيل أكرموا الطالب فكل من ٌ دفعة واحدة ،وشمول المطلق ً واستيعاب وتناول ،لكن شمول العام
داخل في مدلول اللفظ فيصدق عليه الحكم ويقع عليه الحكم وھو وجوب اإلكرام ،أكرم الطالب ٌ يتصف بھذا الوصف فھو
دال على األھمية بال قيد ھذا مطلق ال نقول عام ،نقول : رقبة ﴾ ] النساء [92 :رقبة ھذا عام جنس ٌ َ ولكن قوله ُ ِ ْ َ َ ﴿ :
فتحرير َ َ ٍ
رقبة ﴾ ھل ھذه الرقبة فتحرير َ َ َ ٍ
عاما لكنه على جھة المجاز والتوسع وإال ھو مطلق ﴿ َ َ ْ ِ ُ ھذا مطلق .ويصفه بعضھم بكونه ً
185
معينة زيد أو عمرو أو خالد ھل معينة من جھة موقعھا أرضھا جنسھا ؟ ال ً ،إذا تشمل أو ال ؟ يصدق على زيد أن رقبة إذا
عبدا ويصدق على عمرو وعلى بكر وعلى من كان ھنا وعلى من كان في الخارج فكلھم داخلون تحت اللفظ لماذا ؟ كان ً
لصدق اللفظ عليه ،لكن صدق اللفظ عليه ھل ھو على جھة الشمول -كما يشمله لفظ الطالب -أم على جھة البدل ؟
طالبا ھذا طالبا ً َ ،ً طالبا من الموجودين اآلن أكرم ً طالبا لو قيل كرم ً على جھة البدل .بمعنى أنه إذا قيل أعتق أو أكرم
واحد منكم قد يصدق عليه اللفظ ويشمله اللفظ لكن على جھة البدل ،لماذا ؟ ٍ طالب واحد فكل ٌ يشملكم كلكم لكن المراد به
الزما له .ألنه ھو اللفظ ً موضوعا له وھو النكرة أو ً سواء كانٌ بواحد في الخارج ٍ ٌ
مقيد ألن المطلق -كما سيأتي -أنه
ً
رقبة ﴾ أو أكرم رجال أو أكرم ً
طالبا َ
فتحرير َ َ ٍ َ َ
فحينئذ المطلق ﴿ ْ ِ ُ ٍ قيد ،وھذا على قول بأنه مفارق للنكرة ، الدال على الماھية بال ٍ
ً
طالبا ليس كل الطالب اآلن دفعة واحدة ً ً
نقول :ھذا يستوعب ويتناول عدة أفراد ،لكنه ليس دفعة واحدة فليس إذا قيل أكرم
ً
حينئذ سقط عن الباقين برئت الذمة ،وإذا قيل أكرم رجاال أو قيل أكرم ٍ يدخلون في اللفظ وإنما يصدق على ھذا فإن أكرم ھو
داخل تحت ٌ حينئذ ُأكرم ثالثة فقط من الموجودين وسقط العھدة عن البقية ،لكن كل ثالثة على جھة البدل فھو ٍ طالبا بدون ال ً
اللفظ .
الحد -وھو ِّ مخرجا باالستغراق بل بقوله :دفعة .ولذلك زدناھا في ً لفظ يستغرق .إذا أخرج المطلق ،وبعضھم ال يجعله ً
دفعة ،دفعة ھو الذي أخرج المطلق ولكن ھنا أخرج المطلق لم يخرج المطلق كما يقول بعضھم ً أحسن -بحسب الوضع
وإنما أخرج النكرة في سياق اإلثبات .
الصالح جميع األفراد ،الصالح له يعني جميع األفراد ھذا فيه احتراز عن العام إذا ال يصلح وال يصدق اللفظ العام إذا ال
فحينئذ إذا قيل أكرم الطالب وقد ٍ ابتداء فيراد به جميع األفراد ، ً يصلح وال يصدق على جميع األفراد ألن لفظ العام قد يطلق
لفظ يستغرق ويصلح لجميع الطالب جميع األفراد يدخلون تحت اللفظ فھو عام ٌ فحينئذ نقول ھذا ٌ ٍ نويت فقط جميع األفراد ،
ابتداء في بعض األفراد وھذا ً ابتداء وھو لفظ عام في أصله قد يُستعمل ٌ ً فردا ولكن قد يُستعمل اللفظ كالعلم عليھم يقع عليھم ً
فاخشوھم ﴾ ] آل عمران لكم ْ َ ْ ُ ْ َ جمعوا َ ُ ْ
قد َ َ ُ ْ َ
الناس ْإن َّ َ لھم َّ ُ
الناس ِ َّ َ
الذين قال َ َ ُ ُ المسمى العام الذي أريد به الخصوص كقوله تعالى ﴿ َّ ِ َ
البيت ﴾ ] آل عمران حج ْ َ ْ ِ على َّ ِ
الناس ِ ُّ وَ َ S الناس ﴾ الناس ھذا لفظ عام ولذلك جاء في قوله تعالى ِ ّ ِ َ ﴿ : لھم َّ ُ الذين َقال َ َ ُ ُ
َ ِ َّ ﴿ [173 :
ربكم ﴾ كل الناس يشمل مؤمنھم اعبدواْ َ َّ ُ ُ ربكم ﴾ ] البقرة [21 :ھذا أمر بالتوحيد ﴿ ْ ُ ُ اعبدواْ َ َّ ُ ُ
الناس ْ ُ ُ أيھا َّ ُ [97 :وجاء ﴿ َيا َ ُّ َ
الذين ﴾ ھذا صيغة عموم ﴿ َقال َ َ ُ
لھمُ الناس ﴾ فنقول ﴿ َّ ِ َ الذين َقال َ َ ُ ُ
لھم َّ ُ ﴿ َّ ِ َ وكافرھم ألن الكافر مخاطب فإذا جاء في قوله :
الناس ﴾ ھذه صيغة عموم ،إذا اجتمع عندنا ثالثة صيغ ومن المحال أن يُحمل أو تحمل على ً إن َّ َ الناس ﴾ ھذا صيغة عموم ﴿ ِ َّ َّ ُ
ھذه األلفاظ الثالث على عمومھا ،ال يمكن أن يكون الناس قالوا للناس إن الناس الذين قال لھم الناس ًإذا الناس كلھم ألن لفظ
يطبق على كل األفراد ً ،إذا ھم الذين تكلموا كلھم تكلموا ،تكلموا لمن للناس لكل الناس ھذا ال يمكن ،وإنما استعمل الناس َ ْ ِ ُ
أوال في ُنعيم بن مسعود رضي تعالى عنه صحابي أسلم بعد ذلك فحسن إسالمه ،نعيم بن مسعود فھو واحد ً لفظ الناس
تغرق لكنه في ھذا التركيب ھل يصلح لجميع األفراد يصدق على كل ْ َ ٌ ٍ
حينئذ ھنا اللفظ الناس نقول :ھو في األصل لفظ مُسْ ِ
األفراد ؟
الجواب :ال .
ھل ھو عام ؟ نقول :ال .ليس بعام ،ال بد من إخراجه ،ولذلك اتفقوا على أنه مجاز ،
188
نفس َ ِ َ ٍ
واحدة خلقكم ِّمن َّ ْ ٍ قوله ( وقوله تعالى ُ َ َ َ ﴿ : إال َ َ ُ وقوله ( ھذا معطوف على قوله َّ ِ ) : ھو ( أي العام الباقي على عمومه ُ َ َ ) ، ُْ
﴾ ] النساء . [1 :أين العموم ،أين صيغة العموم ؟
األصول ترى مثل النحو يحتاج إلى تمرين أين صيغة العموم ؟
)(6
لك الكاف صيغة عموم ؟ ! [ ] ...الكاف صيغة عموم ؟ ! لك َ
واحدة ﴾ أين الصيغة العموم ؟ نفس َ ِ َ ٍ ْ
خلقكم ِّمن َّ ٍ خلقكم ﴾ خلق وقوله ُ َ َ َ ﴿ : ﴿ َََُ
واحدة ﴾ أعدم عن ....الكاف صحيح لماذا قلت لكم نفس َ ِ َ ٍ خلقكم ِّمن َّ ْ ٍ من يقول نفي ...ومن يقول إثبات ....أين ھي ؟ ﴿ َ َ َ ُ
الكاف من ذلك [
واحدة ﴾ الكاف نفس َ ِ َ ٍ ْ
خلقكم ِّمن َّ ٍ َ
خلقكم ﴾ من المخاطب ؟ أنتم فيشمل جميع البشر ،كلھم من ذرية آدم بال تخصيص ﴿ َ َ ُ ﴿ َََُ
ھنا مخاطبون أنتم ،يعني الصحابة ومن بلغھم القرآن كلكم أيھا البشر مخاطبون بماذا ؟ بكونكم مخلوقين من نفس واحدة ،
ھل يختص ھذا بفرد دون فرد ؟ الجواب :ال ،ھل يمكن تخصيصه ؟ الجواب :ال .
خلقكم ( يعني :جميع البشر وكلھم من ذرية آدم بال تخصيص ) ِّمن قوله ( ُ َ َ َ ﴿ ) . وقوله ( ھذا معطوف على قوله ُ َ َ ) : ) َ َُ
فخذه ( أي :ھذا خلقكم ( ُ ْ ُ َ ) . واحدة ﴾ ( نفس مضاف وواحدة مضاف إليه والجار والمجرور متعلق بقوله ُ َ َ َ ﴿ ) : نفس َ ِ َ ٍ َّ ْ ٍ
باقيا على عمومه .من غير لبس واللبس يطلق بمعنى الخلط عاما ً لبس ( يعني :من غير خلط بكونه ً دون َ ْ ِ المذكور المثالين ) ُ َ
بظلم ﴾ يعني :بشرك .ھذا ما يتعلق بالعام الباقي إيمانھم ِ ُ ْ ٍ
يلبسوا ﴾ ] األنعام [82 :يعني :لم يخلطوا ﴿ ِ َ َ ُ ولم َ ْ ِ ُ ْ آمنوا َ َ ْ
الذين َ ُ ْ ﴿ َّ ِ َ
على عمومته .قال السيوطي رحمه :ھذا النوع مثاله عزيز ] .ترى الدرس سھرة الليلة سأشرح على مھلي المشغول إذا
واحدة ﴾ أي نعم ممكن على الوقف أي أحسنت اآلية أين ھذا النساء نفس َ ِ َ ٍ اآلية ھكذا ﴿ ِّمن َّ ْ ٍ جاء وقت االنصراف يمشي ] [ ...
...أي نعم ﴿ ِّمن َّ ْ ٍ
)(7
نفس َ ِ َ ٍ
واحدة ﴾ [
لبس ( قال السيوطي رحمه تعالى :ھذا النوع مثاله عزيز إذ ما من عام إال ويُتخيل فيه التخصيص . دون َ ْ ِ فخذهُ ُ َ ) َ ُْ
خص .ولكن شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه يرفض ھذا يقول :ال ،ليس وعبارة الفقھاء واألصوليين :ما من عام إال وقد ُ َّ
تقواْ الناس ا َّ ُ
أيھا َّ ُ ربكم ﴾ .قد يُخص منه غير المكلم يعني :يمثل للعام الذي ُخص ﴿ َيا َ ُّ َ اتقواْ َ َّ ُ ُالناس َّ ُ
أيھا َّ ُ بصواب فقوله َ ﴿ :يا َ ُّ َ
ربكم ﴾ الناس ھل يشمل كل الناس أم المكلفون ؟ َ َّ ُ ُ
الميتة ﴾ ] المائدة [3 :خص منه حالة االضطرار وميتة السمك والجراد ﴿ عليكم ْ َ ْ َ ُ
حرمت َ َ ْ ُ ُ خص بالمكلفين ﴿ ُ ِّ َ ْ المكلفون ًإذا ُ َّ
خص منه العرايا كما سيأتي ھذا كالم من ؟ كالم السيوطي الربا ﴾ ] البقرة َّ ُ [275 : وحرم ِّ َ الميتة ﴾ حرم الربا ﴿ َ َ َّ َ عليكم ْ َ ْ َ ُ
حرمت َ َ ْ ُ ُ ُ ِّ َ ْ
باق على رحمه تعالى قال :ھذا النوع عزيز .قال الزركشي رحمه تعالى :إنه كثير في القرآن .العام الذي ٍ
يظلم ْ
الَ َ ِ ُ إن ّ َ عليم ﴾ التي ذكرھا في النظم وقوله تعالى َّ ِ ﴿ : شيء َ ِ ٌ بكل ِّ َ ْ ٍ و ُ ِ ُخصوصه إنه كثير في القرآن وأورد منه ﴿ َ ّ
يظلم فعل ُ شيئا ً ﴾ ھنا العام من جھتين :من جھة إيقاع الظلم ﴿ الَ َ ْ ِ ُ
يظلم ﴾ الناس َ ْ يظلم َّ َ شيئا ً ﴾ ] يونس . [44 :عام ﴿ الَ َ ْ ِ ُ الناس َ ْ
َّ َ
مضارع في صيغة النفي وإذا وقع فعل المضارع في صيغة النفي فيعم ألنه مصدر ،والمصدر نكرة ،والنكرة في سياق
الناس ﴾ كل الناس أي فرد من أفراد الناس حتى الكافر يظلم َّ َ َال َ ْ ِ ُ إن ّ َ النفي تعم ً ،إذا ال يقع أدنى ظلم من الرب جل وعال ﴿ ِ َّ
ُ باق على عمومه َّ ﴿ ، أحداً ﴾ ] الكھف [49 :عام ٍ ربك َ َ يظلم َ ُّ َوال َ ْ ِ ُ ال يتوجه إليه ظلم من الرب جل وعال ،كذلك قوله َ َ ﴿ :
باق على عمومھا ، يحييكم ﴾ عام ] الروم [40 :كلھا عام ٍ ثم ُ ْ ِ ُ ْ يميتكم ﴾ عام َّ ُ ﴿ ، ثم ُ ِ ُ ُ ْ رزقكم ﴾ عام َّ ُ ﴿ ، ثم َ َ َ ُ ْ خلقكم ﴾ عام َّ ُ ﴿ ، الذي َ َ َ ُ ْ َّ ِ
قراراً ﴾ ] غافر األرض َ َلكم ْ َ ْ َجعلَ َ ُ ُ باق على عمومه َّ ﴿ ،
ُ َّ ِ
الذي َ َ نطفة ﴾ ] غافر [67 :ھذا عام ٍ ثم ِمن ُّ ْ َ ٍ تراب ُ َّ خلقكم ِّمن ُ َ ٍ الذي َ َ َ ُ ﴿ َّ ِ
ردا على كثير في القرآن .قال السيوطي ًّ باق على عمومه ،فكيف يقال :وعز .وھذه اآليات ومثلھا كثير ِ [64 :عام ٍ
صاحب )) البرھان (( الزركشي :بل المراد أنھا في األحكام ،وما ذكره الزركشي في )) البرھان (( لم يتعلق باألحكام -
وھذا ھو الجمع بين كالم ابن تيمية وغيره بأن مراد ابن تيمية رحمه كما ذكره الزركشي ھنا أن العمومات المحفوظة
الحمد ّ﴾ ِS
جدا ھذا بإطالق القرآن كله سواء كان في األحكام أم في غيره بدليل أن شيخ اإلسالم رحمه مثل بـ ُ ْ َ ْ ﴿ : كثيرة ً
الدين ﴾ كل ما يقع في يوم الدين مالكه الرب جل
يوم ِّ ِ الدين ﴾ ] الفاتحة [4 :ھذا عام ﴿ َ ِ ِ
مالك َ ْ ِ يوم ِّ ِ قال :ھذا عام ِ ِ َ ﴿ ،
مالك َ ْ ِ
وعال ،ال يخرج عنه فرد من أفراد ذلك اليوم ،ھذا يدل على ماذا ؟ على أن مقصد شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه العام
والعام المخصوص فيه مذاھب ،اختلفوا فيه ،فيه مذاھب يعني مختلف فيه ھل ھو حقيقة أم مجاز ؟ أصحھا أنه حقيقة
يعني داللة المطلقات على ما بقي جاءت خمسة مخصصات أخرجت بعض المطلقات خمسة أنواع وبقي دال على بعضھا
حينئذ داللة اللفظ على ما بقي بعض التخصيص حقيقة أو مجاز ؟ نقول :أصحه أنه حقيقة .وقيل :أنه مجاز .واألصوب ٍ
أنه حقيقة لماذا ؟ ألن تناول اللفظ للبعض الباقي بعد التخصيص كتناوله له بال تخصيص يعني :ھب أنه لم يرد تخصيص
داللة اللفظ على الفرد الذي أخرج حقيقة أو مجاز ؟
حقيقة ًإذا يبقى داللته على الباقي بماذا ؟
ً
اتفاقا فليكن ٌ
حقيقي حقيقة ً ،إذا ال فرق ،تناول اللفظ للبعض الباقي بعد تخصيص كتناوله له بال تخصيص وذلك التناول
أيضا . ًّ
حقيقيا ً ھذا التناول
الثالث :أن قرينة المخصوص لفظية ،العام المخصوص قرينته لفظية ،قد تكون متصلة وقد تكون منفصلة ،وذات
عقدية الذي ھو العام الذي أريد به الخصوص وسيأتي في النظم ھذا .
الرابع :أن قرينة العام الذي أريد به الخصوص ال تنفك عنه .يعني ال توجد في غير النص بل تفھمه منه سياق كالمه
الناس ﴾ أي قارئ بعقل يفھم أنه ال يمكن يكون كل الناس قائلون وكل الناس إن َّ َ الذين َقال َ َ ُ ُ
لھم َّ ُ
الناس ِ َّ ومن فحوى الكالم ﴿ َّ ِ َ
يصلي ِفي ْ ِ ْ َ ِ
المحراب ﴾ ] آل عمران [39 : وھو َ ِ ٌ
قائم ُ َ ِّ فنادته ْ َ ِ َ ُ
المآلئكة َ ُ َ مقول لھم ،ھذا بعيد ما يتصوره إنسان عاقل ،كذلك ﴿ َ َ َ ْ ُ
عام
فحينئذ نقول :من السياق تعرف أن ھذا ماذا ؟ أنه ٌ ٍ كل المالئكة منذ أن خلق السماوات واألرض ال يمكن أن يُراد ،
ُأريد به الخصوص فھو مجاز من إطالق الكل على الجزء وھو مجاز مرسل .
ًإذا قرينة العام الذي أريد به الخصوص ال تنفك عنه ،واآلخر قد ال تنفك عنه وھذا كثير في المخصصات المنفصلة .
اتفاقا ألنه مجاز ،وأما العام المخصوص ھل يجوز أن يخصص ً الخامس :المراد به الخصوص يصح أن يراد به واحد
محل نزاع ومحل اختالف . ٌ إلى أن يبقى واحد ،ھذا
ً
واحدا بل إلى أن يبقى أقل الجمع وما والصواب التفصيل ،فيما يدل على معنى الجمع ال يجوز التخصيص إلى أن يبقى
عداه فيجوز .
يعني ھل يجوز في العام المخصوص أن يرد مخصصات ،نقول :ھذا ال يستغرق كل الناس مثالً .لفظ عام أكرم
ً
محمدا وإال فوزي وإال عبد ً
خالدا وإال ً
عمرا وإال الطالب ،ويكون الطالب عندي عشرة ثم أقول :إال ً
زيدا وإال ً
بكرا وإال
وإال عبد الرحمن وإال علي كم بقي في العام ؟ واحد يجوز أو ال يجوز ؟
فيه خالف ،والصواب أنه ال يجوز .في مثل ھذا اللفظ ال يجوز لماذا ألن الطالب ھذا صيغة الجمع وأقل الجمع ثالثة ،
ومضى معنى في القواعد قول البستي وھو قول يحفظ :أن الكامل في العموم ھو الجمع ،لماذا ؟ لداللته على العموم
بصورته ومعناه .تنبه لھذا ،قول البستي الذي سبق معنا في قواعد األصول أن الكامل في العموم ھو الجمع ،لماذا ؟ لداللته
فحينئذ ال يمكن أن يخصص من جھة المعنى على ما ال يدل عليه الصورة ،وما عدا ذلك ٍ على العموم بصورته وبمعناه
حينئذ يجوز أن يخصص إلى أن يبقى واحد ،ومن جوز التخصيص إلى أن يبقى واحد اعتمد على العام ٍ كالمفرد المضاف
الذي أريد به الخصوص ولذلك في )) المراقي (( قال :
لواحد يعني جاء في باب التخصيص ،جوازه ،جواز التخصيص إلى أن يبقى واحد أتت به أدلة في الشرع مثلوا ٍ جوازه
فنادته ْ َ ِ َ ُ
المآلئكة ﴾ ] آل عمران : الناس ﴾ ] آل عمران ُ ْ َ َ َ ﴿ ، [173 :
إن َّ َ الذين َقال َ َ ُ ُ
لھم َّ ُ
الناس ِ َّ بماذا ؟ مثلوا بقوله تعالى َ ِ َّ ﴿ :
آتاھم ﴾ ] النساء [54 :قالوا :النبي ،مثلوا بماذا ؟ بالعام الذي أريد به الخصوصعلى َما َ ُ ُ الناس َ َ
يحسدون َّ َ ْ َ ﴿ ، [39
أم َ ْ ُ ُ َ
وأريد به واحد ،وھذا كان عند المتقدمين ال تفريق بين النوعين ،المتقدمون من األصوليين ممن كتب ال يفرقون بين
فحينئذ عومل معاملة العام المخصوص فنظر على داللته على واحد فقيل يجوز أن يخصص إلى أن ٍ النوعين فھو ٌ
نوع واحد
ٌ
يبقى واحد ،والصواب التفريق بين النوعين وأن النوع العام المخصوص حقيقة والنوع الثاني مجاز مرسل عالقته الكلية
والجزئية ألنه من باب إطالق الكل على الجزء .
قال رحمه :
الخصوص
ُ ُ
أريد به ُ
عام الذي ِ َ
العام المخصوص ،وال ُّ
ُّ النوع الثاني والثالث :
يحسدون َّ َ
الناسا نحو َ ْ ُ ُ َ َّ ِ
والثان َ ْ ُ ََ َ
أقاسا َِ ْ
لمن َ َ
شاع َ َ َّ
وأول ٌ
) )
) لمن ُ َ ِ ْ
يعاني مجاز َ ْ ُ
الفرق ِ َ ْ َ َ ٌ َّ ِ ْ
والثاني ٌ َ ِْ َ
حقيقة وأول ٌ َ
َ َّ
)
) ترى َ ْ ِ َّ ْ
لفظية قطعا ً ُ َ َ َ َّ
وأول ٌ َ ْ عقليةْ
ترى َ ْ ِ َّ َّ ِ ْ
الثاني ُ َ ُ
قرينة ََِْ
)
) لھذا َ ِ ُ
فاقد فيه َ َ َّ
وأول ٌ ِ َ ِْ ِ يراد َ ِ ُ
الواحد أن ُ َ َ َ
جاز ْ َّ ِ
والثان َ َ
)
شاع ( وكثر ،كثير في الكتاب ألن البحث ھنا في الكتاب َّ َ َ ) ،
وأول ٌ ( أي العام وأول ٌ ( بالتنوين ،العام المخصوص َ َ ) ، ) َ َ َّ
أقاسا ( بمعنى :تتبع ،من تتبع القرآن وجد أن العام أقاسا ( األلف لإلطالق ) َ َ َ شاع ( وكثر لمن ) َ َ َ المخصوص ) َ َ
ٍ
حينئذ شرعيا إال وقد خص ً ً
حكما وخاصة في األحكام ،بل ال يكاد أن يوجد حكم عام ٌ
لفظ عام يتضمن ً المخصوص كثير
ً
وشائعا . ً
كثيرا صار
نحو ( قوله تعالى : َ َّ
والثان ( بحذف الياء ) ْ ُ
ِ
ُ
والثان ( العام الذي أريد به الخصوص ) ِ َّ أقاسا ( كثر )
َ َ َ لمن ِ
شاع َ ْ َ
وأول ٌ َ َ
) َ َّ
ُ
الناس ﴾ الناس قيل :النبي ،أطلق عليه الناس لماذا ؟ لجمعه يحسدون َّ َ
أم َ ْ ُ ُ ََ يحسدون َّ َ
الناس ﴾ .األلف لإلطالق ھنا ﴿ ْ أم َ ْ ُ ُ َ ﴿ َْ
ِّي محمد لذلك .
ما في الناس من الخصال الحميدة ،ولذلك سبق معنا أنه ُسم َ
192
الناس ﴾ ،يحسدون َّ َأم َ ْ ُ ُ َ والثان ( أي العام الذي أريد به الخصوص وعرفنا الفرق بين النوعين مثاله قوله تعالى ْ َ ﴿ : َّ ِ )
ٍ
واحد وضع عام لفظ مستغرق لجميع ما يصلح له بحسب ٌ حينئذ أطلق لفظ الناس وھو ٌ ٍ والناس المراد به النبي على قولھم
ٍ
ابتداء ُأطلق على النبي . ً لفظ عام لكنه من غير حصر ھذا ٌ
ُمث ُل لألول لشھرته ،والمشھور األصل فيه أنه مثل للثاني ولم ي َ ِّ حقيقة ( يعني فرق وأراد أن يفرق بين النوعين َ َّ َ ، وأول ٌ َ ِ ْ َ ٌ ) َ َ َّ
ذائعا فاألصل شائعا ً ً ال يذكر ،واآلصل األصل فيه على أنه ال يذكر يعني :ما كان على أصل فاألصل أنه ال يذكر وما كان
أنه معلوم وما كان معلوم ال يحتاج إلى التمثيل ،لكن الثاني فيه نوع لبس وخفاء وقلة فاحتاج إلى أن يمثل له ،أراد أن يفرق
حقيقة ( وعرفنا ھذا ،الستعماله فيما وضع له ثم أخرج منه البعض ) َو َ َّأول ٌ ( أي العام المخصوص ) َ ِ ْ َ ٌ بين النوعين قال :
بمخصص ،لماذا ھو حقيقة ؟
ألنه استعمل في ما وضع له في لغة العرب ،وكونه أخرج بعض األفراد بمخصص ال يُخرجه عن كونه حقيقة ألن تناول
ٍ
حينئذ . اللفظ لألفراد بعد التخصيص كتناوله له قبل التخصيص ،فال فرق
مجاز ( لماذا ؟ والثاني ( الذي ھو العام الذي أريد به الخصوص ) َ َ ٌ ) َّ ِ ْ
ابتداء في بعض ما وُ ضع له ،وھذا المجاز ً استعمل ابتداء في بعض ما وُ ضع له ،ال بد من قيد ابتداء ،ألنه ُ ً استعمل ألنه ُ
﴿ مرادا به الجزء ،وعالقته الكلية والجزئية وھي من عالقات المجاز المرسل ، ً مرسال من إطالق الكل ً ً
مجازا يُسمى
أطرافھا ،يقولون :ھذا مجاز ،أطلق الكل وأريد َ آذانھم ﴾ ] البقرة . [19 :كل األصبع أم أطرافھا ؟ أصابعھم ِفي َ َ ِ ِ ْ يجعلون َ َ ِ َ ُ ْ َ َُْ َ
به الجزء أو البعض .
يعاني ( لمن يعتني به ، ِ
لمن ُ َ ْ ِ ً
الفرق ( يعني المذكور بكون األول حقيقة والثاني مجازا ظاھر ) َ ْ
ٌ ُ َ
ني ( ْ ) . يعا ِ ْ لمن ُ َ الفرق ِ َ ْ ) َْ ُ
يعني بالفرق ،لمن يعتني به يعلم أن األول حقيقة والثانية مجاز .
ترى ( أي تعلم عقلية نسبة إلى العقل ألن القرائن ً ُ
الثاني ( الذي ھو العام الذي أريد به الخصوص قرينته ماذا ؟ ) َ قرينة َّ ِ ْ ) ََِْ ُ
ُثل له بالقرينة العقلية وسبق شيء ﴾ ] الزمر [62 :ھذا م ِّ َ خالق ُكل ِّ َ ْ ٍ ُ َ ِ ُ قد تكون لفظية وقد تكون عقلية وقد تكون معنوية َّ ﴿ ،
شيء ﴾خالق ُكل ِّ َ ْ ٍ
ُ َ ِ ُ ُمثلون به يعني :بھذه اآلية على ماذا ؟ المخصص العقلي أليس كذلك ؟ ﴿ َّ أن الكثير من األصوليين ي َ ِّ ُ
ُ ﴾ ] األنعام ﴿ . [19 : قل َّ شھادة ُ ِ
أكبر َ َ َ ً شيء َ ْ َ ُ أي َ ْ ٍ شيء ،ھو شيء ھذا جاء في الكتاب أنه يطلق على الرب جل وعال ﴿ ُقلْ َ ُّ
حينئذ نقول ُ :أطلق لفظ الشيء على عز وجل قوله ﴿ : ٍ ] القصص . [88 :جل وعال ھالك َِّإال َ ْ َ ُ
وجھه ﴾ شيء َ ِ ٌ ُكل ُّ َ ْ ٍ
شيء ﴾ ] األحقاف تدمر ُكل َّ َ ْ ٍ شيء ﴾ ھل خلق نفسه ؟ الجواب :ال ً .إذا بمخصص ھو العقل القرينة ھنا عقلية ﴿ ُ َ ِّ ُ خالق ُكل ِّ َ ْ ٍ ُ َ ِ ُ َّ
الثاني ( العام الذي قرينة َّ ِ ْ . [25 :مع أنھا لم تدمر السماوات واألرض ،أليس كذلك ؟ قالوا :التخصيص ھنا حصل بالعقل ) َ ِ ْ َ ُ
عقلية ( يعني ُتعلم عقلية نسبة إلى العقل وقيل :حالية وھذا في الغالب ،وقد تكون لفظية ،قد ترى َ ْ ِ َّ ْ أريد به الخصوص ) ُ َ
الشيطان ﴾ ] آل عمران [ 175 : ذلكُم َّ ْ َ ُ إنما َ ِ ُ] أحسنت [ ﴿ ِ َّ َ تكون قرينة العام الذي أريد به الخصوص لفظية ما ھو مثاله ؟
الناس ﴾ ] آل عمران . [173 :قلنا النظر إلى سياق اآلية يدل على لھم َّ ُ الذين َقال َ َ ُ ُ
.ھذه قرينة لفظية ذكرناه فيما سبق َ ِ َّ ﴿ :
ذلكم َّ ْ َ ُ
الشيطان ﴾ .بذا إنما َ ِ ُ ُ ضع له ،ويدل عليه قوله تعالى َ َّ ِ ﴿ : ماذا ؟ على أن الناس ھنا استعمل في ماذا ؟ في غير ما وُ ِ َ
أشرُْذكر َِ َ
ُفرد م َّ ٍ َِبذا لِم ْ َ ٍ
الناس ﴾ لو كان المراد به لھم َّ ُ الذين َقال َ َ ُ ُ ھذا مرجعه ماذا ؟ اسم اإلشارة للمفرد المذكر ،لو كان المراد بالناس في قوله ﴿ َّ ِ َ
ذلكم ﴾ فدل على ماذا فدل َُُِ جميع مدلوله لقال :إنما أولئكم الناس ،إنما أولئكم الشيطان أو الشياطين ،لكنه ما قال ﴿ ِ َّ َ
إنما
على أن المراد باللفظ األول واحد .
عقلية ( ًإذا ھذا في الغالب وقد تكون قرينته لفظية كما في اآلية التي ذكرناھا حيث المراد به واحد ، ترى َ ْ ِ َّ ْ قرينة َّ ِ ْ
الثاني ُ َ ) ََِْ ُ
قطعا ً () َ ْ وأول ٌ ( العام المخصوص ) َ ِ ْ َ ُ
قرينة ( قطعا ً ( َّ َ َ ) ، لفظية ( ) َ ْ ترى َ ْ ِ َّ ْ وأول ٌ ( أي العام المخصوص ) َ ِ ْ َ ُ
قرينة ( ) ُ َ ) َ َ َّ
لفظية ( كاالستثناء والشرط والغاية ،أو الكتاب بالكتاب أو الكتاب بالسنة ..إلى آخره ،يعني ترى ( أي تعلم ) َ ْ ِ َّ ْ جزما ) ُ َ ً أي
المخصصات كلھا المتصلة والمنفصلة ،المخصصات المنفصلة ذكرنا أنھا تسعة ،والمخصصات المتصلة ذكرنا أنھا أربعة
الثاني ( الذي ھو العام الذي أريد به الخصوص عقلية ال لفظية ھذا في الحكم األغلبي قرينة َّ ِ ْ أو خمسة ،كل ھذه لفظية ً .إذا ) َ ِ ْ َ ُ
سواء كانت متصلة أو منفصلة . ً وأما العام المخصوص فھذا قرينته ماذا ؟ لفظية
والثان ( أي العام المراد به الخصوص المجاز ،جاز والثان ( بحذف الياء للوزن ) َّ ِ فيه ( ) َّ ِ الواحد ِ ْ ِ
يراد َ ِ ُ أن ُ َ َ جاز َ ْ والثان َ َ ) َّ ِ
جاز ( بال خالف أن يراد به الفرد الواحد ولذلك أجمعوا على أن المراد الناس واحد في قوله نعيم بن مسعود ِ َّ ) ،
والثان َ َ ٍ بال
وبالليل ﴾ ]الصافات مصبحين * َ ِ َّ ْ ِ عليھم ُ ْ ِ ِ َ لتمرون َ َ ْ ِ ْ وإنكم َ َ ُ ُّ َ فيه ( ھذا به في بمعنى الباء ھنا ﴿ َ ِ َّ ُ ْ خالف أن يراد به الفرد الواحد ِ ْ ِ ) ، ٍ
193
. [138 ، 137 :يعني في الليل إذا الباء تأتي بمعنى في وھنا في بمعنى الباء ً ،إذا ٌ
كل منھما يتناوب عن اآلخر ،معتلق
يراد ( به ) َ ِ ُ
الواحد ( وذكرنا ھذا : بقوله َ َ ُ ) :
لھذا ( أي الجواز بإرادة الواحد وأول ٌ ( أي العام المخصوص ) ِ َ فاقد ( َّ َ َ ) ، لھذا َ ِ ُ
وأول ٌ ِ َوالصواب أنه ال ،بل أقل الجمع َّ َ َ ) ،
متفقا عليه ،بل يجوز عند بعضھم ويمتنع عند آخرين جوازا ً ً فرد من أفراده حينئذ قصر العام على ٍ ٍ فاقد ( فال يجوز فيه ) َ ُِ
ً
ممنوعا لماذا ؟ ٍ
حينئذ يكون
ِّص من جھة المعنى أن يدل على أقل ما يدل فحينئذ ال بد إذا ُخص َ ٍ لما ذكرناه عن الغسل ألنه يدل على الجمع بصورته
والثان ( أي العام المراد به الخصوص جاز أن يراد ً
عليه الجمع وھو ثالثة على الصواب أن أقل الجمع ثالثة ،إذا قوله ِ َّ ) :
ُخصص الجمعحينئذ ال يجوز أن ي َ َّ ٍَ مرادا به الواحد وال إشكال ،وأما الثاني فألنه حقيقة ً به الواحد ألنه مجاز فيستعمل للجمع
فاقد فال يجوز فيه قصر لھذا ( أي الجواز إلرادة الواحد ٌ وأول ٌ ِ َ َ
إلى أن يبقى واحد بل إلى أن يبقى أقل الجمع وھو ثالثة َّ َ ) .
ٍ
واحد جمعا وإالً خالف واألصح التفصيل إلى أن يبقى أقل الجمع إن كان ٍ متفقا عليه بل على جوازا ً ً فرد من أفراده العام على ٍ
واحد في غيره . ٍ جمعا وإلى ً في غيره إلى أقل الجمع فيما إن كان
ھذا فيما يتعلق بالجمع والتفريق بين األنواع .
َّ ِ
بالسنة خص ِ ُ
منه النوع الرابع :ما ُ َّ
خص بمعناه أنه أراد بالتبيين الخاص كأنه قال العام والخاص ،ألنه يذكر ھذه األنواع متقابلة ،المنطوق والمفھوم ، ُ َّ
والناسخ والمنسوخ ،والمطلق والمقيد ،كذلك العام والخاص ،ولذلك نقول :الخاص ضد العام ،والتخصيص ھو قصر العام
فيخص بعض تلك يرد دليل متصل أو منفصل َ َ ُ ُّ حكم ثم َ ِ ُ
ٌ عاما يشمل كل األفراد فيتعلق به على بعض أفراده ،يعني يكون اللفظ ً
قروء ﴾ ] البقرة . [228 :الحكم ثالثة ُ ُ ٍ يتربصن ِ َ ْ ُ ِ ِ َّ
بأنفسھن َ َ َ َ األفراد بحكم مغاير لحكم العام كما في قوله تعالى ُ َ َّ َ ُ ْ َ ﴿ :
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ
ھنا يشمل كل مطلقة من حيث اللفظ وأما إذا نظرنا إلى سائر المخصصات سننظر فإذا به يأتي قوله تعالى ُ َ ُ َ ﴿ :
وأوالت
حملھن ﴾ ] الطالق . [4 :ھذه آية اختص الحكم فيھا بذوات األحمال وھي مطلقة ًإذا ھي يضعن َ ْ َ ُ َّ
أن َ َ ْ َ أجلھن َ ْ َْْ َ ِ
األحمال َ َ ُ ُ َّ
والمطلقات ﴾ فنقول ھذا ماذا ؟ قصر العام يعني حكم العام على بعض أفراده قصر العام يعني : مخصوصة من قوله ُ َ َّ َ ُ ْ َ ﴿ :
قصر حكمه أما العام فيبقى عام ال يقصر وإنما الذي يقصر ھو الحكم على بعض أفراده وأين البعض األخر ؟ خرج
بالتخصيص ً ،إذا التخصيص ھو قصر العام على بعض أفراده ،ويطلق التخصيص على الدليل الذي حصل به التخصيص
مجازاً حقيقة عرفية أوً صص فصار التخصيص بمعنى ْالم َُخ ِّ التخصيصُ عند بعضھم ِ ْ َّ ، فالم َُخصِّ صُ ھو َّ ْ ِ على نفس الدليل ْ ،
والتخصيص على ْالم َُخصِّص ،وإن كان األصل في ْالم َُخصِّص ما التخصيص َّ ْ ِ عند األصوليين في إطالق ْالم َُخصِّص على َّ ْ ِ
ھو ؟ ھو الشارع المخصص من ھو ؟ ھو الشارع إرادة الشارع ،عدم إرادة ھذا الفرد في الحكم لكنه نقل من ھذا المعنى
صص ،من ْالم َُخصِّص النص اللفظ أم الرب جل وعال األحمال ﴾ م َُخ ِّ وأوالت ْ َ ْ َ ِ
علما على الدليل نفسه ،ولذلك نقول ُ َ ُ َ ﴿ : وجُعل ً
صا من باب التوسع . ص ً ِّي م َُخ ِّ
ِّي الدليل وأوالت األحمال ُسم َ خصص لكن ُسم َ ؟ الرب ھو الذي َ َّ َ
ٍ
بشرط محصور
ٍ لغة ضد العام ،والتخصيص عرفناه ،وأما الخاص ألنه يقابل التخصيص ھو اللفظ الدال على ًإذا الخاص ً
لفظ لم يستغرق أو استغرق إما أنه لم مستغرق بال عدد وال حصر ،الخاص عكسه ٌ ٌ أو عدم ألنه ضد العام ،العام ٌ
لفظ
رجاال ھذا دال على حصر ً حصر ،تقول رأيت ٍ يستغرق كزيد والرجل إذا أريد به معين إذا لم يستغرق أو استغرق لكنه مع
ليس بعام أليس كذلك محصور رجال ثالثة ،ھذا أقل ما يحمل عليه اللفظ ،عندي مائة . zنقول :ھذا محصور بعدد
بدليل صحيح ٍ منعقد على جواز التخصيص من حيث الجملة ،شرطه أنه ال يصح إال ٌ خاصا حكم التخصيص اإلجماع ً يسمى
،أثره يجب العمل بدليل التخصيص إذا صح في صورة التخصيص وإنزال داللة العام عليه ،يعني :اللفظ العام يدل على
معمول بھا مضطرحة فقوله ٍ الصورة التي ُأخرج حكمھا من اللفظ العام لكنھا من حيث داللة اللفظ العام لھا مھدرة يعني غير
بأنفسھن ﴾ .ھذا يشمل ذوات األحمال أو ال ؟ يشمله ال شك في ھذا ،لكن من حيث الحكم ال يتربصن ِ َ ْ ُ ِ ِ َّ ُ َ َّ َ ُ ْ َ ﴿ :
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ
يشملھا ً .إذا أھدرت ھذه الصورة صورة األصل داخلة لكنھا أھدرت لماذا ؟
لوجود الدليل المخصص الذي خصھا بحكم المخالف للحكم العام .
194
األحمال ﴾ ُ .نعمل ھذا اللفظ فيما ت َْْ َ ِ ﴿ َ ُ َ
وأوال ُ ًإذا أثره يجب العمل بدليل التخصيص إذا صح في صورة التخصيص :
دل عليه اللفظ ،ونبقي مدلول العام أو نترك داللة العام على بقية األفراد غير صورة التخصيص ،فصارت داللة اللفظ العام
على ما أخرج بالنص مھدرة ،الصورة داخلة لكنھا من حيث الحكم مھدرة واضح ؟
ُلم أن اإلجماع منعقد على جواز التخصيص منه ( من السنة ) ،ما ( أي :القرآن الذي ُ َّ
خص منه بالسنة ،إذا ع ِ َ خص ِ ُ ) ما ُ َّ
سواء كانت متواترة أم ً ً
مطلقا كتاب وسنة كل منھما ي َُخصِّصُ اآلخر ،الكتاب ي َُخصِّصُ السنة ٌ حينئذ عندنا وحيان ٍ بالجملة
سواء كانت السنة آحادية أم متواترة ثم الدليل اآلخر الذي ھو اإلجماع والقياس ، ً ً َ ُ
آحادية ،والسنة تخصِّصُ الكتاب مطلقا
خص ِ ُ
منه َّ ُ اإلجماع ال شك أنه ي َُخصِّصُ الكتاب ويخصص السنة ،وأما القياس ھذا فمحل نزاع واألصح أنه يخصص ) .ما
َّ ِ
بالسنة ( ھنا خص السنة لماذا ؟ ( أي القرآن )
يوحى ﴾ ] وحي ُ َ َّ
ھو ِإال َ ْ ٌ إن ُ َالھوى * ِ ْ ْ
عن َ َ وما َ ْ ِ ُ
ينطق َ ِ وحيا َ َ ﴿ :
وحيا ألنه يتكلم عن الوحي الذي ھو القرآن ،والسنة ً لكونھا ً
بالسنة ( السنة في اللغة َّ ِ خص ِ ُ
منه حينئذ أطلق ھنا التخصيص تخصيص القرآن بالسنة لھذه الفائدة ) ما ُ َّ ٍ النجم . [4 ، 3 :
سنة َّ
حميدة كانت أو ذميمة ﴿ ُ َّ َ
ھاد ﴾ ] الرعد . [7 : قوم َ ٍولكل ِّ َ ْ ٍ
ِ ﴾ ] األحزاب . [62 :يعني طريقته في المكذبين ﴿ َ ِ ُ ً ً
سيرة
قوم سنة وإمامھا تطلق السنة على ما يقابل القرآن ومنه حديث مسلم » :يؤم القوم أقرئھم لكتاب فإن كانوا في ولكل ٍ
خص منه يعني القراءة سواء فأعلمھم بالسنة « .السنة ھنا مقابلة للقرآن ،والمراد بالسنة ھنا في اصطالح األصوليين ما ُ َّ
:القرآن بالسنة بأي مفھوم بالسنة ھل السنة المقابلة للفرض ؟ أم السنة المقابلة للبدعة ؟ أم السنة المقابلة للقرآن ؟ أم السنة
أقول النبي وأفعاله وتقريراته ؟ ٌ عند األصوليين وھي
خصاألخيرة ً .إذا المراد بالكتاب ھنا ما خص بالكتاب أو الكتاب الذي خص بقول النبي أو بفعله أو بتقريره ) ،ما ُ َّ
مطلقا ،تخصيص الكتاب ً حينئذ المتواترة واآلحاد ً ،إذا يخص الكتاب بالسنة ٍ بالسنة ( أطلق المصنف ھنا السنة فيشمل َّ ِ ِ ُ
منه
ٌ
بالسنة مطلقا ،أما المتواترة فمحل اتفاق يعني :جائز أن يأتي الدليل العام في الكتاب في القرآن ثم يأتي المخصص من السنة ً
باتفاق بدليلين : ٍ ٌ
جائز ،أما المتواترة إن كان المخصص من السنة سنة متواترة فھذا
ودائما نجعل الوقوع دليل الجواز ،إذا وقع شيء تجده أمامك في الكتاب والسنة تقول :ھذا جائز ً أوالً :مشاھدة الوقوع
جائز بدليل مشاھدة الوقوع والوقوع دليل الجواز .مثال ٌ واحدا ،فنقول :تخصيص الكتاب بالسنة المتواترة ً ولو كان ً
فردا
أوالدكم ﴾ ] النساء . [11 :وقوله يوصيكم َّ
ُ ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ تخصيص الكتاب بالسنة قوله » :ال يرث القاتل « مع قوله تعالى ُ ُ ِ ُ ﴿ :
اعترض بكونھما ليس عليه الصالة والسالم » ال يرث المسلم الكافر وال الكافر المسلم « .ھذان حديثان في الزمن األول ُ
متواترين ولكن أجيب بكونھما متواترين في الزمن األول في زمن الصحابة ولذلك لم يختلفوا في ھذا الحكم فدل على أن
متواترا في زمن الصحابة والعبرة في تأصيل األحكام ھو زمن الصحابة العبرة في ً فحينئذ صار ٍ معلوم عند الكل ، ٌ الدليل
ُ َ َ َّ
يوصيكم ُ ِفي ْ ِ ْ
أوالدكم ﴾ . ُ
خصصا قوله تعالى ُ ِ ُ ﴿ : َّ َ َ ً
تأصيل األحكام واألصول والقواعد ھو زمن الصحابة إذا ھذان الحديثان
حينئذ يعم الكافر والمسلم القاتل وغير القاتل الذكر واألنثى جاء ٍ عام أضيف أوال ِ ُ ْ
دكم ﴾ ٌ ُ ِفي َ ْ َ يوصيكم َّ أين العام ؟ أوالدكم ﴿ ُ ِ ُ ُ
أوالدكم ﴾ نقيده ما لم يكن قاتالً فأخرجنا القاتل فإن قتل الولد أباه ال يرث ، ُ ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ يوصيكم َّ
لفظ » :ال يرث القاتل « ً .إذا ﴿ ُ ِ ُ ُ
أوالدكم ﴾ يشمل األصل الكافر والمسلم لكن جاء دليل ُ ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ يوصيكم َّ
ئذ نقول ُ ُ ِ ُ ﴿ : مسلما حين ٍ ً كافرا واألب ً لو كان الولد
ً
فحينئذ نخص العام ،إذا العام في القرآن والخاص جاء في السنة ٍ مخصص وھو أن الكافر ال يرث المسلم وال المسلم الكافر
فجاز تخصيص العام الذي في القرآن بالسنة ،والحديثان في مرتبة التواتر في زمن التخصيص وھو زمن الصحابة ألن
بعضھم اعترض قال :ھذا الحديث آحاد .نقول :ال ،الحديثان في مرتبة التواتر في زمن التخصيص وھو زمن الصحابة ،
فحينئذ اتفقوا والعبرة بالصحابة اتفقوا على تخصيص قوله تعالى ُ ُ ِ ُ ﴿ :
يوصيكم ٍ ُلم بأنھا آحاد والعبرة به ال بھذا الزمن ،ولو س ِّ َ
أوالدكم ﴾ .بقوله » :ال يرث القاتل « » .وال يرث المسلم الكافر وال الكافر المسلم « .حكمنا بأنھما حديثان ُ ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ َّ
فخصص الصحابة القرآن بالسنة اآلحادية ،والمتواتر أقوى من اآلحاد فإذا أعملوا األضعف الذي ھو اآلحاد عندھم آحاديان َ َّ َ
فمن باب أولى أن يخصصوه بالمتواتر .إذا سواء قلنا بأنھما متواترين أم آحاد نقول :اتفاق أنه حصل التخصيص به .ألنه ً
في مرتبة التواتر في زمن الصحابة فصح الدليل قالوا :ال ،ھذا الحديث آحاد .نقول :إذا خصصوا باآلحاد والعام في
القرآن وھذه سنة فمن باب أولى وأحرى أن يخصصوه بالمتواتر ھذا يدل على ماذا ؟ على فقه ً .إذا عرفنا ھذا .
خصص قوله تعالى ُ َ ِ َّ ﴿ :
الزانية مثال تقسيمة الكتاب بالسنة الفعلية المتواترة رجم ماعز بن مالك ھذا فعل فعله النبي َ َّ َ ،
دة ﴾ ] النور . [2 :فصارت اآلية قاصر على ماذا ؟ الزاني البكر والزانية البكر ، جل َ ٍ منھما ِ َ َ
مئة َ ْ واحد ِّ ْ ُ َ والزاني َ ْ ِ ُ
فاجلدوا ُكلَّ َ ِ ٍ َ َّ ِ
مطلقا المتواترة واآلحادية ،ذكرنا ً أما المحصن فال ،ھذا الدليل األول مشاھدة الوقوع ًإذا يجوز تخصيص القرآن بالسنة
195
سواء كانت قوليه كما في » ال يرث القاتل « .أو فعلية كما في رجم ً الدليل األول على تخصيص القرآن بالسنة المتواترة
ماعز بن مالك .
الدليل الثاني :العام من الكتاب والخاص من السنة المتواترة ،العام إذا جاء في القرآن والخاص في السنة المتواترة نقول
وتثبت به ُثبت به حكم شرعي أليس كذلك لو جاء العام لوحده دون معارض للسنة يُعمل به ُ :ھذان دليالن شرعيان كل منھما ي ْ َ ُ
معا وإما األحكام لو جاء في السنة لوحده دون معارضة مع الكتاب يُثبت به أحكام ً ،إذا كل منھما دليالن ،فإما أن يعمل بھما ً
معا ؟ المعا وإما أن يقدم العام على الخاص وإما أن يقدم الخاص على العام ] ،كيف ھذا ھل يمكن أن يعمل بھما ً ُطرحا ً أن ي َّ
معا في غير سورة التخصيص ال إشكال ،لكن ھل يمكن أن َُتورِّ ث الولد القاتل وال تورثه ھذا ما يمكن إذا أعملت النصين ً
ورثته ولم تورثه يمكن ؟ ال يمكن [ ھل ْ
أيضا َ َّ َ ، ورثت الولد القاتل ولم تورثه ً ْ
معنى أنك أعملت النصين معناه ماذا ؟ أنك قد َ َّ َ
معا ھذا باطل ھل يقدم العام على الخاص مطلقا ؟ نقول :ال لماذا ؟ إعمال الدليلين أولى من إھمال أحدھما فلو ً نسقطھما ً
َ َ
يوصيكم ُ ِفي ْ ِ ُ ْ
أوالدكم ﴾ ھذا يشمل القاتل لو َّ قدمت العام مطلقا يعني :ورثت القاتل وھو ولد » ال يرث القاتل « ھذا نص ﴿ ُ ِ ُ ُ ً
قدمت العام معناه أنك ورثت الولد القاتل وال يرث القاتل كأنھا غير موجود ھذا معناه تقديم العام ،قدمت الخاص على العام
معناه أنك أعملت العام في غير صورة الخاص وأعملت الخاص في ما دل عليه ،وھذا الرابع ھو األصح وھو األولى .
أما تخصيص الكتاب بالسنة اآلحادية ،فالجمھور على جواز التخصيص ،تخصيص الكتاب بالسنة اآلحادية ،الجمھور
ًإذا فيه خالف ليس كاألول ،األول متفق عليه ،تخصيص الكتاب القرآن بالسنة اآلحادية الجمھور على جواز تخصيص
الكتاب بالسنة اآلحادية وھو الحق بدليلين :
ذلكم ﴾ ] النساء . [24 :بعد أن عد وراء َ ِ ُ ْ لكم َّما َ َ ُ
وأحلَّ َ ُ
خصصُوا قوله تعالى ِ َ ﴿ : أوال :إجماع الصحابة والحمد ،فقد َ َّ ً
ذلكم ﴾ .ومنه ماذا ؟ جمع المرأة على عمتھا والعمة والخالة ،والعمة والخالة على وراء َ ِ ُ ْ لكم َّما َ َ وأحل َّ َ ُالمحرمات قال ِ ُ َ ﴿ :
المرأة وجاء حديث » ال تنكح المرأة على عمتھا وال على خالتھا « .فخصصھم وھذا آحاد » ال تنكح المرأة على عمتھا
وراء َ ِ ُ ْ
ذلكم ﴾ . لكم َّما ﴾ ھذه صيغة عموم ﴿ َّما َ َ وال على خالتھا « .ھذا آحاد خصص اآلية ﴿ َ ُ ِ
وأحل َّ َ ُ
الثاني :في إثبات تخصيص الكتاب بالسنة اآلحادية ھو الثاني في النوع األول يعني تقول :ھما دليالن شرعيان كل منھما
معا أو يقدم العام على الخاص أو الخاص على العام والثالثة األولى باطلة معا أو يعمال ً ُطرحا ً يثبت به حكم شرعي ،إما أن ي َّ
فيتعين أن يقدم الخاص على العام ال يلتبس عليك التعبير ،تقديم العام على الخاص معناه الخاص كأنه لم يوجد ال أثر له فتقدم
ملغيا ،ھذا تقديم العام على الخاص وذكرنا أن ھناك رواية ً العام في الصورة التي دل عليھا الدليل الخاص والخاص صار
عن اإلمام أحمد بھذا ،والصواب أنه يقدم الخاص عن العام فيعمل العام في غير صورة الخاص ،وما كان من صورة
الخاص دخل في العام فھو إھدارھا الذي ذكرناه في حكم التخصيص أو أثره .
قال رحمه :
َّ
بالسنةِ خص ِمنهُ َّ ُ النوع الرابع :ما
بالسنة يشمل السنة المتواترة القولية والفعلية ،واآلحادية القولية والفعلية .
بسنة ( صحيحة أو حسنة وفي الشرع عبر بماذا صحيحة أو تخصيصه ( أي :القرآن ٍ َّ ُ ِ ) . وقعا ( ) َ ْ ِ ْ ُ ُ قد َ َ َ بسنة َ ْ
تخصيصه ِ ُ َّ ٍ
) َ ْ ِْ ُ ُ
قد ( للتحقيق ) َ َ َ
وقعا ( وقعا ( ) َ ْ قد َ َ َ في منزلتھا .قال المحشي :ليشمل خبر اآلحاد وال إشكال .ليشمل ماذا ؟ خبر اآلحاد ) َ ْ
كثيرا ،وقعا األلف لإلطالق يعني :ھذا ً ً
وقوعا ً
مطلقا وقعا كثيرا تخصيص القرآن بالسنة ً ً
وقوعا األلف لإلطالق أي :وقعا
كثير .
تملْ ( يعني :إذا عرفت أنه قد وقعا وھو كثير بتخصيص الكتاب بالسنة يتفرع على َ
منعا ( ) ،فال ِ َ
قد َ َ َ
من ْ لقول َ ْ َ
تملْ ِ ِ َ
) فال ِ
تملْ تميل َ
تمل ( ما نوعه ھذا ؟ اسم أم فعل أم حرف ؟ فعل أي أنواع األفعال ؟ مضارع أم أمر ؟ ِ َ
ھذا الفاء للتفريع ھذه ) فال ِ ْ
تمل ( أصله مأخوذ من الميل مال يميل تميل فال تمل سكنت الالم لال يعني ال الجازمة فالتقى الساكنان الياء والالم عنه ) فال َ ِ ْ
عالم أو شخص قد منعا ،األلف لإلطالق لكنه ٍ منعا ( ) ِ َ ِ
لقول ( قد َ َ َمن َ ْ لقول َ ْ تملْ ( يعني :فال تميل ِ َ ِ ) . فحذفت الياء ) فال َ ِ
يوھم ھذا القول بأن ھذا من منعا أن المنع واقع على ماذا ؟ على السنة المتواترة في كونھا مخصصة للكتاب والسنة اآلحادية
وليس األمر كذلك ،بل الخالف في السنة اآلحادية ،وأما السنة المتواترة فھذا بال خالف ألن السنة المتواترة قطعية والقرآن
قطعي وال بأس بتخصيص القطعي بالقطعي ،أما اآلحاد فعندھم ظنية كلھا ظنية كل ما ليس بمتواتر فھو ظني والقرآن قطعي
منعا ( كأبي حنيفة وغيره ھكذا مثل في الشرح المساوي قد َ َ َ من َ ْ لقول َ ْ تمل ِ َ ِ فال يقوى الظني على تخصيص القطعي ) فال َ ِ ْ
واألصح أن فيه تخصيص ألن المسألة فيھا أربعة مذاھب :
المذھب األول يعني فيمن منع تخصيص الكتاب بخبر الواحد .
196
مطلقا .واإلطالق ھنا يعرف بالمذاھب اآلتية وھو مذھب بعض الفقھاء وبعض المتكلمين يعني :ال ً المذھب األول :المنع
يجوز أن يخصص القرآن بخبر الواحد مطلقا ما حجتھم ؟ قالوا :إن الكتاب قطعي والسنة ظنية والقطعي ال يخصص بالظن ً
كالنسخ ،إذ التخصيص نسخ الحكم عن بعض األفراد ،التخصيص يشبه النسخ وسبق معنا في القواعد الفروق بين
التخصيص والنسخ فال عودة وال إعادة ،لكن نقول ھنا :التخصيص نسخ الحكم عن بعض األفراد يعني :رفع ،التخصيص
فيه رفع والنسخ فيه رفع ،لكن التخصيص رفع عن بعض األفراد ،والنسخ رفع في الغالب عن كل األفراد ً ،إذا فرق بينھما
.
ِّ
أجيب عن ھذه الحجة :بأن خبر الواحد وإن كان ظني الثبوت إال أن داللته على معناه أقوى من داللة العام .لو سُلم بأن
خبر الواحد من جھة السند ظني الثبوت إال أنه من جھة الداللة ھو أقوى ألن قوله مثالً ُ َ َّ َ ُ ْ َ ﴿ :
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ
يتربصن ﴾ ] البقرة :
حينئذ صارٍ . [228داللته على ذوات الحمل أو األحمال محتملة ،وأوالت الحمل ھذا نص وأيھما أقوى في الداللة النص
ال ﴾ ] الطالق [4 :نقول :ھذا وأوالت ْ َ ْ َ
األحم ِ اللفظ أو الخبر خبر الواحد ھذا ليس بالسنة كمثال فقط يعني من باب التنظير ﴿ َ ُ ْ َ ُ
﴿ والمطلقات ﴾ على ذوات الحمل لماذا ؟ ألن ذاك اللفظ العام خاص داللته على أوالت الحمل أظھر من داللة ﴿ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
فحينئذ صار أقوى إال أن داللته على معناه أقوى ٍ احتماال وھذا يدل عليھا من جھة النص ً والمطلقات ﴾ يدل على أوالت الحمل َ ْ ُ َ َّ َ ُ
راجحا عليه والعمل بالراجح متعين ،وبأن النسخ أشد من ً من داللة العام إال أنه غير محتمل وأما العام فيحتمل فيكون
التخصيص ولذلك منع الجمھور أن ينسخ القرآن بخبر الواحد وھذا سيأتي معنا ،جمھور أھل العلم على المنع والصواب
على الجواز كما سيأتي بيانه ،لكن من باب ذكر المسألة ھنا أن أكثر أھل العلم على منع نسخ القرآن بخبر الواحد
وجمھورھم على جواز تخصيص القرآن بخبر الواحد لماذا ؟
ألن النسخ أشد من التخصيص ألنه رفع لكل الحكم وذاك رفع لبعض الحكم عن األفراد ،وبأن النسخ أشد من التخصيص
،وبأن محل التخصيص إنما ھو داللته ال متنه وثبوته ،ألنك إذا قارنت بين خبر الواحد بأنه ظني والنص القرآني بأنه قطعي
نقول :محل التخصيص ما ھو ؟
ُ
والمطلقات ﴾ نقول :من َ َّ َ ْ
والمطلقات ﴾ من حيث الثبوت قطعي ومن حيث الداللة ظني أليس كذلك ؟ اآلن ﴿ َ ُ اآلن العام ﴿ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
حينئذ ھل يقال بأن الخبر الواحد ظني فال يقوى على ٍ حيث الداللة قطعي الثبوت ومن حيث الداللة والمعنى ظني الداللة
ً
تخصيص القطعي ؟ نقول :ھو يخصص اللفظ أم يخصص المدلول ؟ يخصص المدلول إذا االعتراض ليس بوارد ،وبأن
النسخ أشد من التخصيص وبأن محل التخصيص إنما ھو داللته ال متنه وثبوته وداللة العام على كل فرد للخصوص ظنية
مطلقا ال يجوز تخصيص القرآن بخبر الواحد ً بخالف ثبوت ذلك العام في القرآن فإنه قطعي ھذا مذھب األول وھو المنع
ً
مطلقا .
الثاني :التخصيص بينما خص بقطعي وبينما خص بظني وھذا مذھب كثير من الحنفية .قالوا :إن كان العام في القرآن
قد خصص بقطعي يعني :لفظ عام جاءت السنة المتواترة خصصته ثم جاء خبر الواحد وھو ظني فأراد أن يخصص ما
خصص بالسنة القطعية المتواترة قالوا :يجوز .لماذا ؟
ألنه انتھك عرضه من البداية ،فإذا كان كذلك قالوا :يجوز أن يرد خبر الواحد فيخصص أما الذي لم يرد عليه تخصيص
فال يجوز .وھذا مذھب كثير من الحنفية التفصيل بين ما خص بقطعي عام في القرآن خص بقطعي يعني :بسنة متواترة .
حينئذ ال يجوز أن ٍ مطلقا وھو المحفوظ ً مخصصا جاز وإن لم يخص ً وبين ما خص بظني ،فإن خص بقطعي فجاء الظني
يخص بخبر الواحد وكلھا وحي فعالم التفرقة .
الثالث :التفصيل بين المخصص بالمتصل وبين المخصص بالمنفصل ،فما لم يخص أو خص بمتصل فال يخصصه خبر
الواحد ،وما خص بمنفصل صح .يعني :مثل األول لكن بالنظر إلى المخصص ھل ھو متصل أو ال ،فما لم يخص أو
نئذ أن يرد المخصص بخبر الواحد لقوله خص بمتصل يعني :جاء القرآن لفظ عام وجاء مخصص متصل بالقرآن فيجوز حي ٍ
استطاع ﴾ ] آل عمران . [97 :الناس ھذا عام جاء تخصيصه في القرآن بمتصل من ْ َ َ َ حج ْ َ ْ ِ
البيت َ ِ على َّ ِ
الناس ِ ُّ تعالى ِ ّ ِ َ ﴿ :
وَ َ S
يتربصن ﴾ ال يصح أن خص بمنفصل فال ﴿ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ مخصصا له وما عداه فال إن ُ َّ ً مثل ھذا يصح أن يرد خبر الواحد
يخصص بخبر الواحد لماذا ؟
ألنه لم يخص بمتصل بل خص بمنفصل .
الرابع :يُعمل بما عدا الفرد الذي دل عليه الخاص ،أما ھو فإنه قد تعارض فنتوقف حتى يرد دليل يرجح أحدھما على
اآلخر ،وھذا منسوب للباقالني يعني يقول :إذا جاء لفظ عام في القرآن وجاء مخصصه في السنة اآلحادية ما دل عليه السنة
أوالدكم ﴾ ] النساء [11 :ھذا ُ ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ يوصيكم ّ
اآلحادية ال ُنجْ ِري عليه حكم العام مثل لو مثلنا بالحديث » ال يرث القاتل « ﴿ ُ ِ ُ ُ
197
يدل على أن القاتل يرث أليس كذلك ؟ قوله » :ال يرث القاتل « .ھذا خبر واحد يدل على أن القاتل ال يرث يقول :نجري
في غير قاتل الحكم على ما ھو عليه ،وأما القاتل فقد تعارض النصان ھذا قال :يرث .وھذا قال :ال يرث .نحتاج إلى
منعا ( .أن المانعين على أربعة من َ ْ
قد َ َ َ تمل ِ َ ِ
لقول َ ْ مرجح خارج فنتوقف ،وھذا منسوب إلى الباقالني المراد من قوله ) :فال َ ِ ْ
مذاھب ولذلك يقال :في المسألة خمسة مذاھب :
ً
مطلقا .وبكون خبر الواحد ال يفيد إال الظن مطلقا بدون تفصيل ھذا محل نظر وليس بسديد . ً األول :الحق أنه جائز
قال :
الرباء َّ ِ
خصت ِّ َ ُ ُ ْ
فبالعرايا
ِ َ َ َ َ سواء
وغيرھا َ ُ
ْ ُ َ آحادھا
َ ُ َ
) )
سواء ھذا تأكيد لما ذكرناه في العنوان ما خص منه بالسنة أن ٌ وغيرھا ( غير اآلحاد وھو المتواتر آحادھا ( من السنة ) َ ْ ُ ) َ ُ َ
آحادھا ( أي :السنة آحاد السنة ) ً
مراد المصنف ماذا ؟ المتواتر أو اآلحاد وھنا نص على ما دل عليه قول السنة ضمنا َ ُ َ ) .
الرباء (
خصت ِّ َ ُ فبالعرايا ُ َّ ِ ْ َ
سواء ( أي :مستوي في جواز تخصيص الكتاب بھا ) ِ َ َ َ وغيرھا ( أي :غير اآلحاد وھو المتواتر ) َ ُ َْ ُ
الربا ﴾ ]وحرم ِّ َفبالعرايا ( فإذا علمت ذلك فيتفرع ماذا ؟ أن العرايا الذي ھو حديث العرايا ألنه يريد أن يمثل ماذا ؟ ﴿ َ َ َّ َ َ َ َْ َِ )،
البقرة [275 :ھذا يشمل العرايا وغيرھا فجاءت قصة العرايا في الصحيحين فحملنا اللفظ على غير سورة التخصيص )
خصت ( آية ) فبالعرايا ( أي :فبحديث العرايا وھو ما رواه الشيخان وھو حديث آحاد أنه رخص في بيع العرايا ِ َّ ُ ) . َِ َْ َ َ
الربا ﴾
وحرم ِّ َ ُ ْ َ ْ َ
البيع َ َ َّ َ وأحل َّ َّ الربا ﴾ َ َ َ ﴿ ،وحرم ِّ َ الرباء ( وھي قوله تعالى َ َّ َ َ ﴿ : ) ِّ َ ُ خصت ( آية الرباء ( ربا ربا ُء لغتان ) ُ َّ ِ ِّ َ ُ
آحادا قد خصص قرآناً حينئذ صار ماذا ؟ ً ٍ .حرم الربا الرِّ با إذا ھذا عام يشمل كل صور الربا ومنه العرايا خصت منه بالسنة ً
الربا ﴾ فإنھا عامة للعرايا وغيرھا ،العرايا جمع عرية وحرم ِّ َ
الرباء ( وھي قوله تعالى َ َّ َ َ ﴿ : صت ( آية ) ِّ َ ُ َ َ َْ َِ )،
فبالعرايا ُخ َّ ِ
مأخوذ من التعري وھو التجرد ،واختلف في تسميتھا إذ سميت بذلك أنھا عريت من جملة التحريم أي ٌ كمطايا جمع مطية ،
خاصا في ما دون خمسة أوسق ولھا تفاصيل في كتب ً خرجت منھا وھي بيع الرطب على رؤوس النخل بقدر كيله من التمر
خص منه بالسنة ً .إذا قرآن يخص بالسنة ،تخصيص القرآن بالسنة مطلقا ثم قال رحمه :
ً الفقه ،عرفنا ھذا ،ما ُ َّ
الخامس
ُ النوع
ُ
قال رحمه :النوع الخامس ،يعني :من العقد ،الخامس .
] الذي يتعب يريد أن يتكيء ما في مانع
ما في ..الذي يتعب ويريد أن يتكيء على جزاه خير ...تحت ما في [ . ..
السنة ( عكس األول العام في َّ ِ خص به ِمن النوع الخامس من العقد الخامس .ما يرجع إلى المعاني المتعلقة باألحكام ) ما ُ َّ
وعطاء ، أيضا محل ٍ
أخذ ً السنة ثم يرد الخاص في القرآن يعني :سنة خصصت القرآن ،ھل القرآن يخصص السنة ھذا
مطلقا المتواترة واآلحادية . ً خص به ( أي القرآن ،القرآن خص به من السنة ) ما ُ َّ
مطلقا المتواترة واآلحادية بالكتاب اختلفوا على مذھبين األول يجوز تخصيص السنة بالكتاب أن يرد ً تخصيص السنة
اللفظ العام في السنة ويرد اللفظ الخاص في القرآن ،نقول :يجوز .وھو مذھب أكثر أھل العلم وھو الحق بدليلين :
شيء ﴾ ] النحل . [89 :فالكتاب مبين لكل شيء والسنة شيء من لكل ِّ َ ْ ٍ
تبيانا ِ ُ عليك ْ ِ َ َ
الكتاب ِ ْ َ ً ونزلنا َ َ ْ َ أوالً :قوله تعالى َ ْ َّ َ َ ﴿ :
فحينئذ صح ماذا ؟ أن ٍ شيء من األشياء ٌ ٍ
فحينئذ السنة األشياء فيشملھا اللفظ لكل شيء ھذا من صيغ العموم يعني كل موجود
مبينا طيب ،نحن نقول ماذا ؟ نقول :مخصص .والتخصيص بيان ] أحسنت [ . يكون الكتاب ً
مخصصا للسنة . ً شيء ﴾ والسنة شيء والتخصيص بيان فيكون الكتاب لكل ِّ َ ْ ٍ تبيانا ِ ُ عليك ْ ِ َ َ
الكتاب ِ ْ َ ً ونزلنا َ َ ْ َ ًإذا قوله تعالى َ ْ َّ َ َ ﴿ :
مطلقا والخاص من الكتاب دليالن شرعيان نعم دليالً شرعيان ھذا نظر استقراء وتتبع ال يمكن ً الثاني :العام من السنة
إسقاط ھذا النظر ،ألن العام الذي ھو من القرآن والخاص الذي في السنة دليالن شرعيان كل منھما يثبت به حكم شرعي ،
معا وإما أن يقدم العام وإما أن يقدم الخاص على ما ذكرناه واألصح أنه يقدم الخاص ُطرحا ً معا وإما أن ي َّ إما أن يعمل بھما ً
سواء كان الخاص بالكتاب أو بالسنة قاعدة عامة ،الخاص يقدم على العام ً على العام ً ،إذا يقدم الخاص على العام مطلقا
ً
وسواء كانت السنة متواترة أو ٌ وسواء كان الخاص من الكتاب أو من السنة ٌ سواء كان العام من الكتاب أو من السنة ٌ ً
مطلقا
آحادية .
المذھب الثاني :ال يجوز تخصيص السنة بالكتاب ،لماذا ؟ يعني :ال يجوز أن يرد اللفظ العام في السنة ويرد مخصصه
ً
مخصصا في القرآن لماذا ؟ ھذا مذھب بعض الشافعية وبعض المتكلمين قالوا :دليلھم دفع اإليھام ألنك لو جعلت الكتاب
فدفعا لھذا اإليھام قالوا :نمنع ماذا ؟ نمنع مبينا للسنة والعكس ھو الذي جاء به النص ً للسنة والتخصيص بيان لصار الكتاب ً
198
تابع للسنة ألن مخصصا للسنة ً .إذا دليلھم دفع اإليھام وھو أنه إذا وصف الكتاب بكونه ً
بيانا للسنة ُتوھِّم بأنه ٌ ً أن يكون الكتاب
دفعا لإليھام ،إيھام من ؟ تابع فوجب أال يجوز ً البيان ٌ
شيء ﴾ ] النحل . [89 :ومنه لكل ِّ َ ْ ٍ تبيانا ِ ُ
ثم إيھام ألن تعالى وصف الكتاب بكونه ً َ ْ ِ ﴿ : ّ
وأجيب بالمنع ،نمنع أن يكون َّ
تابعا للسنة وھنا قد جاء المدح به نقول قد دل الدليل على حينئذ لو كان المبين ً ٍ السنة وال إشكال وھذا كان في معرض المدح
فحينئذ ليس عندنا إيھام يمكن دفعه ،فھو م َُبيِّن وم َ َُّبين في كلتا الحالتين ھو ممدوح وإذا مدح صار ماذا ٍ ٌ
ممدوح ، تابع وھو أنه ٌ
؟ صار أصال ولذلك يمكن أن يدفع ھذا اإليھام بماذا ؟ بما تقرر في نفوس وخاصة الناظر في التخصيص العام وبأھل العلم ً
بكون القرآن أصالً ھل يمكن أن نقول قائل من أھل العلم وممن يعرف أن ھذا تخصيص وھذا مخصص أن يقول :إن السنة
ٌ
فرع ،والسنة مطلقا في األحكام الشرعية ،ھذا ال يرد حتى في حديث النفس ،بل القرآن ھو األصل والسنة ً ھي األصل
حجيتھا ثابتة بالقرآن وال شك . ٌ
شيء ﴾ في معرض المدح له فال يوھم التبعية وإال لما لكل ِّ َ ْ ٍ ًإذا أجيب بالمنع ألن تعالى وصف الكتاب بكونه ً َ ْ ِ ﴿ :
تبيانا ِ ُ
ً
أصال والسنة ُلم بالضرورة من كون القرآن ٌ
ومرتفع بما ع ِ َ ٌ
زائل تابع له فإن اإليھام جدال بأنه ٌ ً صالحا للمدح ولو سلمنا ً كان ذلك
ٌ
وحي مبينا ال إشكال فيه القرآن يخصص السنة والسنة تخصص القرآن وكالھما فرعا ال يختلف اثنان في ھذا ،فكون القرآن ً ً
يوحى ﴾ ] النجم . [4 ، 3 :فال إشكال ،ولذلك مثل ھذه المسائل األصل فيھا أنه وحي ُ َ ھو َِّإال َ ْ ٌ إن ُ َ الھوى * ِ ْ عن ْ َ َ ينطق َ ِ وما َ ْ ِ ُ َ َ ﴿:
أصل ما نأتي ننظر في عقولنا يجوز أو ال يجوز ؟ ثم نأتي ولو وقع في الوجود ٌ ينظر في الوقوع وقع أو ال ؟ إن وقع إنه
تابعا للوقوع في الكتاب والسنة ،فإن وقع ننظر تخصيص السنة بالقرآن نأتي نؤول ونحرف ،ال ،التأصيل والتقعيد يكون ً
حينئذ نقول :جائز وال إشكال فنقعد على الموجود ،وأما أن ننظر إليھا نظرة عقلية بحتة ثم ننظر بعد ذلك ٍ وقع أو ال إن وقع
في الكتاب والسنة فإذا جاء نقول :خالف القاعدة ًإذا ليس بمخصص ھذا ليس بسليم .
َّ ِ
السنة خص به ِمن الخامس :ما ُ َّ ُ النوع
ُ )
وعز ( يعني قل تخصيص السنة بالكتاب ،ھذا عزيز وقليل لو وجد َّ ِ
أربعة ( َ ) . َ
سوى ْ َ َ ِ
يوجد َ لم ُ ْ َ ْ َ
وعز ( يعني :قل وندر ) ْ َّ َ
وعز ( ھذا مثل ما ذكرناه عن ابن تيمية رحمه في المترادف قال ماذا :قل وندر وجود المترادف في اللغة َّ ،إذا قال َ ) :
ً
نادر أو معدوم ،أما في اللغة قال :قليل .إذا الحكم عليه بكونه نادر في القرآن أو قليل في قليل في اللغة وأما في القرآن فإما ٌ
ً
اللغة ھل يمنع وجود الترادف ؟ ال يمنع وجود الترادف إذا الترادف موجود لكنه قليل .ھنا يقول :بجواز تخصيص السنة
وعز ( أي قل وندر ،لم يوجد تخصيص السنة بالكتاب سوى أربعة أمثلة وزاد عليھا بالكتاب لكنه قليل ولذلك قال َّ َ ) :
تبغي ﴾ ] الحجرات . [9 :قال :ھذه آية خصت ُ ،خص التي َ ْ ِ فقاتلوا َّ ِالسيوطي خامسة في )) اإلتقان (( وھي قوله تعالى ُ ِ َ َ ﴿ :
بھا عموم قوله » :إذا التقى المسلمان بسيفيھما فالقاتل والمقتول في النار « .
يوجد ( تخصيص السنة بالكتاب ) لم ُ ْ َ ْيوجد ( قل ) َ ْ لم ُ ْ َ ْ وعز َ ْخص بھا أربعة أحاديث ) َ َّ أربعة ( يعني من اآليات قد ُ ّ سوى َ ْ َ َ ِ ) َِ
أربعة ( من اآليات أو أربعة آيات أربعة من اآلية أحسن اإلضافة ال تصح ألنه يجب تجريد أربعة سوى ( ھذا استثناء غير ) َ ْ َ َ ِ َِ
خص بھا أربعة أحاديث إذاًَّ ُ من التاء أربع آيات ،أما أربعة آيات ال ،ولذلك نقدر من أربعة من اآليات ليصح التركيب ،قد
األصواف َْأو َ ِ ْ َ ِ
كالجزية كآية َ ْ َ ِ لفظ عام ومخصصاتھا في الكتاب ،وذلك ِ َ َ ) : عندنا أربعة أحاديث فيھا ٌ
ضمھا ِ َ ْ َ
إليھا َ ِ ِْ َ
والعاملين ُ َّ َ عليھا والصلوات َ ِ ُ
حافظوا َ َ ْ َ َّ َ ِ
) )
قابال لما َ َ ْ ُ
أردت َ ِ من َ ْ
لم َ ُ ْ
يكن ِ َ َ ْ َُ ِ
أقاتال َْ
أن ُِْ ُ
أمرت َِ ِِ
لقوله
) )
أيضا نرجع مفعول مطلق ً وأيضا ( أي :وكما َخص ذلك أو ُخص ذلك الحديث بتلك اآلية آية األصواف آض يئيض ) َْ ً
تالھا ( الضمير يعود على اآلية األولى تالھا ( أي :تال اآلية األولى ) ما َ َ خص ( بالبناء للفاعل ) ما َ َ وجوبا ) َ َّ
ً لعامل محذوف
الذي تال اآلية األولى ما ھو ؟ آية الجزية ،خصت ماذا ؟ خصت لقوله » :أمرت أن أقاتل الناس حتى يشھدوا أن ال إله إال
« » ،أمرت أن أقاتل الناس « الناس ھذا لفظ عام وھو وارد في السنة أليس كذلك يشمل ماذا ؟ يشمل من ؟ كل كافر كل
سواء أھل الجزية أم غيرھم أليس كذلك ؟ يشمل الكل لكن اآلية قيدت القتل بماذا ؟ بدفع ٌ مشرك من أھل الكتاب ومن غيرھم
أيضا يقاتل ،القتل مستمر ً مطلقا ولو دفعوا الجزية ھذا ظاھر النص ،ولو دفع الجزية ً الجزية » أمرت أن أقاتل الناس «
حتى منون ِ ّ ِ
با ﴾ Sإلى ﴿ َ َّ الذين الَ ُ ْيؤ ِ ُ َ وا ْ ِ ْ َ َ
الجزية ﴾ ] التوبة ْ ُ ِ َ ﴿ ، [29 :
قاتلوا َّ ِ َ يعط ْحتى ُ ْ ُولو دفع الجزية ،لكن جاءت اآلية م َُقيِّدَ ة ﴿ َ َّ
يعطواْ ْ ِ ْ َ َ
الجزية ﴾ ُْ ُ
قاتلوا الذين ال يؤمنون حتى يعطوا الجزية فإن أعطوا الجزية ارتفع األمر بالقتل فصارت اآلية مخصصة لعموم الحديث .
خص فعل ماضي وما ھذا فاعلھا لقوله ( الالم ھذه زائدة ألن َ َّ لقوله ( خص ما تالھا الذي تالھا ) ِ َ ِ ِ تالھا ِ َ ِ ِ
خص ما َ َ
وأيضا َ َّ) َْ ً
خصت آية الجزية قوله ،قوله ھذا مفعول به دخلت عليه تالھا ( يعني :تال اآلية األولى وھي آية الجزية كأنه قال ْ َّ َ : ) ما َ َ
للفرقان ( ھناك بينا تلك المسألة فال عودة وال إعادة . نزل ُ ُ ِ الم ْ ِ الالم فنقول ھذه زائدة ) َ َ َ
تبارك ُ
أقاتال ( األلف ھذه لإلطالق أن ُ َ ِ أمرت َ ْ
ًإذا الالم ھذه زائدة مؤكدة لقوله فيما رواه الشيخان » :أمرت أن أقاتل « ُ ْ ِ ُ ) .
أردت ( ما الذي أراده عليه الصالة والسالم الشھادة قولوا لما َ َ ْ ُ
يكن ِ َ من َ ْ
لم َ ُ ْ يعني أقاتل الناس حتى يشھدوا أن ال إله إال ْ َ ) ،
وناطقا لھا ،األلف ھذه بدل عن التنوين . ً ً
قابال كلمة واحدة من النطق بالشھادتين ) َ ِ
قابال (
) والزكاة ِ ْ َ ِ ْ
للغني َّ ِ حل ِّ َّ ِ
الصالة ، ِ عن
َ ِ َّ ْ َ
النھي َ َِ ُ
الباقية َ َّ ِ
وخصت
)
والصالة ْ ُ ْ َ
الوسطى ﴾ ] البقرة [238 :وآية العاملين عليھا َّ َ ِ على َّ َ َ ِ
الصلوات حافظوا َ َ وخصت َ ِ َ ُ
الباقية ( من اآليتين وھي آية ﴿ َ ِ ُ ْ ) َ َّ ِ
والصالة ْ ُ ْ َ
الوسطى ﴾ َّ َ ِ على َّ َ َ ِ
الصلوات الصالة ( ھذا راجع إلى اآلية ﴿ َ ِ ُ ْ
حافظوا َ َ حلِّ َّ ِ عن ِ وخصت َ ِ َ ُ
الباقية ( من اآليتين ) َّ ْ َ
النھي َ ِ ) َ َّ ِ
ً
الصلوات ﴾ ھذا يشمل ماذا ؟ المكتوبة ،والمراد بھا المكتوبة مطلقا يعني :سواء كانت في َ َ ُ
ھذا راجع إليھا ﴿ َ ِ ْ
حافظوا َعلى َّ َ ِ
وقت النھي أو ال ،أحاديث وردت بالنھي عن الصالة ما بين الصبح إلى طلوع الشمس ،ووقت الدلوك ،وما بعد صالة
العصر إلى الغروب نصوص كثيرة متواترة في ھذا ،ھذه األحاديث عامة نھى النبي عن الصالة بعد العصر حتى تغرب
200
الشمس ،ھذا يشمل ماذا ؟ ھذا عام أو ال ؟ يشمل المكتوبة أو ال ؟ فلو كانت منسية تذكر بعد صالة العصر يصلي أو ال
ٍ
فحينئذ نجعل مطلقا في أي وقت كانً على َّ َ َ ِ
الصلوات ﴾ يشمل المكتوبة حاف ُظواْ َ َ
بعموم ھذا الحديث ال يصلي ،لكن بقوله ِ َ ﴿ :
ھذه اآلية مخصصة لقوله عليه الصالة والسالم بالنھي أو األحاديث الواردة في النھي عن الصالة في األوقات المعلومة مطلقاً
النھي ( ھذا وخصت َ ِ َ ُ
الباقية ( من اآليتين ) َّ ْ َ ألن النھي عام يشمل الصالة المكتوبة وغيرھا لكنه مخصوص بھذه اآلية ) َ َّ ِ
والزكاة ِ ْ َ ِ ْ
للغني ( ھذا راجع آلية العاملين قال َّ ِ على َّ َ َ ِ
الصلوات ﴾ ) ﴿ َ ِ ُ ْ
حافظوا َ َ عن ِحل ِّ َّ ِ
الصالة ( ھذا راجع لآلية مفعول به ) َ ِ
ً
عليھا ﴾ ] التوبة . [60 :جاء حديث » ال تحل الصدقة لغني « .ھذا يشمل ماذا ؟ سواء كان عامال عليھا أو ال والعاملين َ َ ْ َ
َ ِِ َْ َ ﴿:
والعاملين َ َ ْ َ
عليھا ﴾ .خاص أو عام ؟ وقوله َ ِ ِ َ ْ َ ﴿ :
عليھا ﴾ ھذا خاص من جھة ويشمل الغني والفقير من جھة أخرى ، والعاملين َ َ ْ َ
خاص نحن نقول :الخاص في القرآن ﴿ َ ْ َ ِ ِ َ
قوله » :ال تحل الصدقة لغني « .سواء كان عامالً أو ال وخصننا ماذا ؟ اللفظة بكونه غير عامل يعني لفظ الحديث » ال
مطلقا سواء كانوا فقراء أو ال ً .إذا قوله : ً تحل الصدقة لغني « إال العاملين عليھا فتحل
الصلوات ﴾ مخصصة لنھي النبي عن الصالة في األوقات المنھي عنھا على َّ َ َ ِ نقول :معنى البيت أن قوله تعالى ْ ُ ِ َ ﴿ :
حافظوا َ َ
المروي في الصحيحين وغيرھما فإنه عام للصلوات المكتوبة وغيرھا وخصته اآلية بما عدا المكتوبة ،وأما المكتوبة فمأمور
على َّ َ َ ِ
الصلوات ﴾ مطلقا في أوقات النھي وفي غيرھا ،فصار اللفظ خاص في ماذا ؟ في القرآن ﴿ َ ِ ُ ْ
حافظوا َ َ ً بالمحافظة عليھا
وحينئذ يحمل أحاديث النھي ٍ الوسطى ﴾ ھذا من باب التأكيد وھي صالة العصر على الصحيح ، َ ْ َّ َ ِ
والصالة ُ ْ المراد بھا الخمس ﴿
على ماذا ؟ على ما عدا المكتوبات مطلقا أليس كذلك ؟ الجمھور على اإلطالق يعني :ال يحل أو ال تحل الصالة غير ً
المكتوبة في أوقات النھي ولو كانت ذوات أسباب وھذا ھو األصح ،أن النھي عام يشمل ذوات األسباب وغيرھا ولم يرد
نص بتعميم ذوات األسباب بأنه مصطلح خاص يشمل عدة فرائض أو عدة نوافل فيخرج بھذا الوصف ھذا ليس فيه ذوات
استنباطا عند الشافعية ولذلك الجمھور على ً أسباب غير مسماة ال في عرف الصحابة وال في عرف كبار التابعين ،وإنما جاء
صة لقوله مما رواه عليَھا ﴾ م َُخصِّ َ والعاملين َ َ ْ
الصالة ( وقوله َ ِ ِ َ ْ َ ﴿ :حل ِّ َّ ِ عن ِ النھي َ ِ وخصت َ ِ َ ُ
الباقية َّ ْ َ مطلقا وھذا ھو الصح ) َ َّ ِ ً المنع
أو فيما رواه النسائي وغيره بلفظ » :ال تحل الصدقة لغني « .فإنه عام شامل للعاملين وغيره فخصته اآلية بغيرھم وھي
حل لھم .
المجمل ُ
النوع السادس َ ْ ُ :
جمل ُ ( واألصل والمجمل والمبين ، الم ْ َ) ُ النوع السادس من العقد الخامس فيما يرجع إلى المعاني المتعلقة باألحكام
تابعا للنقاية مختصر فتركه كما تركه ھناك لعله من باب التسھيل لكنه ترك المبين مع أنه يحتاج إلى بحث لعله لما كان ً
إجماال جمعته من ً ً
المجمل ُ ( اسم مفعول من أجملت الشيء .وھو لغة :المجموع .أجملت الشيء والتيسير على المبتدئ ) ُ ْ َ
إجماال جمعته من غير تفصيل ،ويطلق على الخلق والمبھم ً غير تفصيل ً ،إذا ھو في اللغة المجموع .يقال :أجملت الشيء
والمحصل لذلك جاء فجملوه يعني :أذابوه وخلطوه بغيره .
ً
وفي االصطالح كما عرفه الناظم ھنا :ما لم تضح داللته على معناه .يعني :لفظ لم تضح داللته على معناه .إذا ھو له
يتربصن ِ َ ُ ِ ِ َّ
بأنفسھن معني ولكنه غير ظاھر الداللة فيه مثاله كالمشترك المشترك له معاني كما في قوله تعالى ُ َ َّ َ ُ ْ َ ﴿ :
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ
قروء ﴾ ] البقرة . [228 :قروء قلنا :ھذا مشترك يصدق على الطھر ويصدق على الحيض ً .إذا له معنى لكن من ثالثة ُ ُ َ ٍَ ََ َ
قروء ﴾ ھل اتضح المعنى المراد ؟ ال ،لم يتضح لماذا ؟ ألنه يحتمل معنيين حيث اللفظ دون النظر إلى شيء آخر ﴿ َ َ َ َ
ثالثة ُ ُ َ ٍ
معا لو لم يكن متنافيين نقول :ال إجمال .لماذا ؟ ھما متنافيان ،ال يمكن أن يحمل على المعنيين ً
ألن األصح أن المشترك إذا دل على معاني متعددة ولم يكن بينھا تنافي حمل على الجميع .وحكى شيخ اإلسالم ابن تيمية
أن ھذا مذھب األئمة األربعة وھذا قرره الشافعي في كتاب )) الرسالة (( أنه يحمل على كل المعاني ،أما إذا لم يكن أو كان
حينئذ يستحيل أن يحمل على ِكال المعنيين ً ،إذا ما لم تضح داللته على معناه ،إذا فما اتضحت داللته على معناه ٍ بينھا تنافي
متضحا .يعني :يحتمل معنيين ھو ً ً
ظاھرا وقد يكون مؤوال بالدليل فصار ً نصا ،وقد يكون ماذا ؟ ھذا ھو المبين ،قد يكون ً
ً
في أحدھما أرجح لكنه رُجح أو قدم المعنى المرجوح بدليل صحيح وھذا يسمى ماذا ؟ يسمى مؤوال بالدليل ،ھل معناه متضح ُ
؟ نقول :نعم ،النص معناه متضح الظاھر معناه متضح بقي ماذا ؟ المجمل ،وعرفه في مختصر التحرير بقوله :ما تردد
ْن ً ،إذا ما دل على معنى واحد نص ، ْن فأكثر على السواء .وھذا أحسن ما تردد ما يعني :لفظ .تردد بين مُحْ َ ِ َ
تملي ِ بين مُحْ َ ِ َ
تملي ِ
201
فلذلك أخرج النص فله محمل ،فأكثر بالمعنيين على السواء أخرج ماذا ؟ الظاھر ،لماذا ؟ ألنه وإن دل على معنيين إال إنه
في أحدھما أظھر من اآلخر وأخرج الحقيقة التي لھا مجاز ألنھا اللفظ األسد مثالً يدل على معنيين أليس كذلك ؟ يدل على
نوعيا بالثاني . ًّ ً
وضعا شخصيا باألول وموضوع ًّ ً
وضعا الحيوان المفترس ويدل على الرجل الشجاع موضوع
المجمل ھل ھو واقع في القرآن أم ال ؟ نقول :نعم مذھب جماھير أھل العلم أن المجمل واقع في القرآن ،ولذلك ذكره ھنا
مطلقا .وقيل :منعه ً على أنه نوع من أنواع علوم القرآن ،المجمل واقع في القرآن خالف لداود الظاھري فإنه منعه قيل :
ً
مبينا قال :يجوز وقوعه في القرآن .وإن لم يكن مبينا قال :ال يجوز مطلقا ،إن كان ً ً يعني منع وقوعه إن لم يكن ً
مبينا ال
وقوعه في القرآن ً .إذا فيه تفصيل ،ولكن أكثر أھل العلم بل الجماھير أنه واقع في القرآن .
أسباب اإلجمال ،ما السبب الذي يؤدي إلى عدم ظھور المعنى أو تردد اللفظ بين معنيين على السواء ؟
والليل ِإذاَ َّ
منھا االشتراك الذي ذكرناه في السابق لكن مع عدم إمكان الجمع بين المعاني منھا المشترك أو االشتراك نحو ﴿ َ ْ ِ
عسعس ﴾ ] التكوير ، [17 :عسعس قلنا :ھذا لفظ مشترك وھو فعل يُطلق على معنيين متضادين أدبر وأقبل ،أقبل وأدبر َ َْ َ
،ھل يمكن حمل اللفظ على معنيين ؟
الجواب :ال .فإنه موضوع ألقبل وأدبر كذلك القرء موضوع للطھر والحيض والشفق كذلك متردد بين البياض والحمرة
ًإذا االشتراك من أسباب ماذا ؟ من أسباب وقوع اللفظ في اإلجمال أو الوقوع في اإلجمال ،ومنھا االشتراك في اللفظ
النكاح ﴾ ] البقرة [237 :ھذا يحتمل ماذا ؟ بيده ُ ْ َ
عقدةُ ِّ َ ِ الذي ِ َ ِ ِ يعفو َّ ِ المركب ،ذاك في المفرد وھذا في اللفظ المركب نحو ﴿ َْأو َ ْ ُ َ
يعفو ﴾ من الذي يعفو الزوج أم الولي ؟ يحتمل حصل ھنا االشتراك بالتركيب ألنه فاعل ،وال فاعل إال مع فعله ًإذا حصل ﴿ َ ْ َُ
يعفو ﴾ يحتمل الزوج وھو رأي أبا حنيفة والشافعي وأحمد في رواية ،أو الولي وھو رأي اإلمام مالك بماذا ؟ بالتركيب ﴿ َْأو َ ْ ُ َ
رحمه تعالى .
منه ﴾ ] المائدة [6 :منه ،يحتمل أنه لالبتداء ويحتمل أنھا وأيديكم ِّ ْ ُ َ
بوجوھكم َ ْ ِ ُ فامسحوا ِ ُ ُ ِ ُ ْ َ
ومنھا االشتراك في الحرف ﴿ ْ َ ُ ْ
منه ﴾ متردد بين أن تكون البتداء الغاية وبين أن تكون للتبعيض . للتبعيض حصل االشتراك في ماذا ؟ في اللفظ فلفظ ﴿ ِّ ْ ُ
والراسخون ﴾ ھل ھي لالبتداء يقولون ﴾ ] آل عمران َ ُ ِ َّ َ ﴿ . [7 : العلم َ ُ ُ َ والراسخون ِفي ْ ِ ْ ِ
كذلك الواو في قوله تعالى َ ُ ِ َّ َ ﴿ :
االستئناف أم عاطفة فيه خالف وينبني عليه خالف في المعنى ،محتمل العطف واالبتداء .
وترغبون ﴾ الرغب يتعدى بفي ويتعدى بعن ،رغبت عنه تنكحوھن ﴾ ] النساء َ ُ َ ْ َ َ ﴿ [127 : وترغبون َأن َ ِ ُ ُ َّ
ومنه الحذف ﴿ َ َ ْ َ ُ َ
صرفته عنه ،رغبت فيه أقبلت ،وھنا حذف فوقع إجمال ،ترغبون عن أن تنكحوھن أو ترغبون في نكاحھن ھذا حصل فيه
إجمال .
شھيد ﴾ ] البقرة : وال َ ِ ٌ كاتب َ َ
يضآر َ ِ ٌ
وال ُ َ َّ ومنھا التصريف في اللفظ ،صرف يعني ،نحو المختار وذكرنا مثال في القرآن ﴿ َ َ
[282وذكرناه في قواعد األصول .
حكم المجمل :يجب التوقف فيه -لو ورد في القرآن -يجب التوقف فيه ،فال يجوز العمل به حتى يرد الدليل الخارج
المعين للمراد .يعني :األصل التوقف حتى يرد الدليل المعين للمراد ولكنه دليل خارجي .
ھل يجوز إبقاء اللفظ المجمل على إجماله بعد وفاة النبي أو ال ؟ ھل يجوز أو ال ؟ فيه مزاعم ،ھي ثالثة أقوال ،
متعلقا بحكم تكليفي ال يجوز ً أصحھا :ال يجوز إبقاء المكلف بالعمل به ويجوز إبقاء غيره ،يعني التفصيل ،إن كان المجمل
مجمال ،وھذا ھو الصواب لماذا ؟ ً متعلقا بحكم تكليفي فيجوز أن يبقى ً مجمال وإن لم يكن ً أن يبقى
ألن ما تعلق به حكم تكليفي حينئذ يجب البيان وال يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فكيف تنزل اآلية وفيھا لفظ مجمل
والناس مطالبون بامتثال ھذا األمر أو ما دل عليه اللفظ المجمل ثم يموت النبي ولم يبينه ھذا بعيد ألن تأخير البيان عن
وقت الحاجة ھذا ال يجوز باإلجماع .
ً
والثاني :يجوز بقاؤه -الذي ال يتعلق به تكليف -مجمال لعدم وجود الضرورة إلى بيانه .
ِّ
إليك ْ َ
الذكر وأنزلنا ِ َ ْ َ َ
مطلقا وھو مذھب كثير من العلماء لقوله تعالى َ ْ َ َ ﴿ : ً القول الثاني :ال يجوز بقاء المجمل بدون بيان
للناس ﴾ إذا ھو مأمور بالبيان ً لتبين ِ َّ ِ
الذكر ﴾ وفيه المجمل ﴿ ِ ُ َ ِّ َ إليك ِّ ْ َ ] النحل َ ْ َ َ َ ﴿ . [44 :
وأنزلنا ِ َ ْ َ نزل َ ِ َ ْ ِ ْ
إليھم ﴾ للناس َما ُ ِّ
لتبين ِ َّ ِ
ِ ُ َ ِّ َ
،ھذه وظيفة النبي فإذا لم يبين المجمل قالوا :لم تحصل لكنه ھناك فائدة في المجمل ولذلك اختلفوا ﴿ الم ﴾ ھذه ما المراد
كل يقول باجتھاده نقول :مات النبي ولم يبين المراد به وھو في غير بھا ؟ فيه خالف طويل عريض ھل بينت ؟ ما بينت ٍّ
األحكام الشرعية وال بأس ويحصل به االبتالء في اإليمان والتسليم .
ً ً
مطلقا لعدم ترتب المحال عقال فكان جائزا وھذا ضعيف . ً المذھب الثالث واألخير :يجوز بقاؤه مجمالً
202
قال رحمه تعالى :
المجمل ُ
النوع السادس َ ْ ُ :
ُّ ِ
بالسنة كالقرء ِْإذ َ َ ُ ُ
بيانه ُْ ِ بواضح َّ َ ِ
الداللة ِ يكن ِ َ َما َ ْ
لم َ ُ ْ
) )
يكن ( ) َما ( أي :لفظ ،وھذا مطلق فيشمل اللفظ المفرد والمركب ،المركب تمثل له بماذا ؟ ﴿ َْأو َ ْ ُ َ
يعفو ﴾ ألنه لم َ ُ ْ) َما َ ْ
اسما وقد يكون فعالً وقد يكون إجمال وقع بالتركيب ،ولفظ مفرد تمثل له بالقرء ونحوه ،ثم المفرد ھذا قد يكون ً ٌ مركب
عسعس ﴾ ،وقد يقع في الحرف كـ ِ ﴿ :من ﴾ أليس حرفا ،وقد يقع اإلجمال في األسماء كالقرء وقد يقع في األفعال كـ َ َ ْ َ ﴿ : ً
كذلك ؟
واضح الباء ھذا
ِ َ
بواضح َّ ِ
الداللة ( يعني :المجمل ھو اللفظ الذي لم يكن بواضح الداللة لم يكن واضح الداللة ِ لم َي ُ ْ
كن ِ َ َ
) َما ْ
زائدة وقاعة في جواب يكن .
الداللة ( الداللة فھم أمر من أمر أو كون أمر بحيث يُفھم منه أمر فھم منه بالفعل أو ال ،على ما بواضح َّ َ ِِ يكن ِ َ ) َما َ ْ
لم َ ُ ْ
ً
مرارا . ذكرناه
لما لم يكن بواضح الداللة ؟
الداللة ( بسبب من أسباب اإلجمالبواضح َّ َ ِ ِ يكن ِ َ لم َ ُ ْ نقول :بسبب من أسباب اإلجمال سابقة الذكر ال بد من تقيده ) َما َ ْ
المذكورة السابقة ومنھا االشتراك واقتصر عليه الناظم ،ومنھا يعني من أسباب اإلجمال االشتراك وھذا خص عليه الناظم
كالقرء ( يعني :وذلك المجمل الذي لمكالقرء ( .مثال الكاف تمثيلية ال استقصائية كاف تمثيلية ال استقصائية ) ُ ْ ِ لذلك قال ِ ْ ُ ) :
أقراء وقُرُوء دون تفصيل ،يعني سواء كان المراد وقرء ،ويجمع على َ ْ َ يكن بواضح الداللة كلفظ القرء بفتح وضم يقال ُقرء َ
ً
أيضا يجمع على به الطھر يجمع على قروء وأقراء ،أقراء جمع قلة وقروء جمع كثرة ،وإن كان المراد به الحيض نقول :
أقراء جمع قلة وقروء جمع كثرة لماذا ؟
ردا على من قال :أنه إذا جمع على أقراء فالمراد به الحيض وإذا جمع على قروء فالمراد به الطھر .وھذا التفريق ليس ً
بيانه ( كالقرء الوارد في قوله تعالى ﴿ : كالقرء ( ھذا يستعمل في ماذا ؟ في القرء والحيض ) ِْإذ َ َ ُ ُ ُْ ِ بسديد ليس عليه دليل ) .
ْ
قروء ﴾ ] البقرة . [228 :إذا وقع في القرآن وھذا الذي عنون له المصنف ) ِإذ ( ھذه ً ُ َ َ َ َ
بأنفسھن ثالثة ُ َ ٍ يتربصن ِ َ ُ ِ ِ َّ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
والمطلقات َ َ َ َّ ْ َ
بيانه ( بيان ماذا ؟ القرء ھل المراد به في اآلية الحيض أم الطھر ؟ بالسنة جاء ً
ثابتا بالسنة على خالف بين للتعليل ِْ ) ،إذ َ َ ُ ُ
ُّ َّ ِ
بالسنة ( يعني :ھي التي تبين أن كالقرء ِْإذ َ َ ُ ُ
بيانه مرادا به الحيض فأيدوه بسنة ) ُ ْ ِ ً العلماء ھل المراد به الطھر فأيدوه بسنة أو
المراد به الطھر أو المراد به الحيض ،قيل :المراد بالقرء ھو الطھر لحديث ابن عمر في الصحيحين لما طلق زوجته وھي
حائض فغضب النبي وقال » :مره فليراجعھا ثم ليمسكھا حتى تطھر ثم تحيض ثم تطھر ثم إن شاء أمسك وإن شاء
طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر تعالى أن يطلق لھا النساء « .فدل على ماذا ؟ على أن زمان العدة ھو الطھر
وعليه مالك والشافعي وجه االستدالل فيه بعد .
أو الحيض يعني قيل الحيض لحديث فاطمة بنت أبي حبيش ..إني امرأة استحاض إلى آخره قال » :دعي الصالة أيام
أقرائك « .متى تدع الصالة أيام الطھر أم الحيض ؟ الحيض فدل على أن القرء المراد به الحيض . َْ َ
203
أجاب أولئك قالوا :أقراء .ھذا جمع ،والمراد به قرء إذا جمع على أقراء فھو الحيض وإذا جمع على قروء فالمراد به
الطھر ،لكن ھذا ال دليل عليه ،وعليه أبو حنيفة وأحمد ھذا ما يتعلق بالمجمل .
المؤ َّول ُ السابع َ ُ : ُ النوع
ُ ]
المؤول شرحناه فيما سبق ) ال تأويله فحررا ( ذكرنا معناه في اللغة ومعانيه في االصطالح ذكرنا المعنى الثالث وھو أن
الظاھر ھذا ما احتمل معانين ھو في أحدھما أظھر المتأخرين ال يعرف عن السلف وھو أنھم يأتون إلى اللفظ الظاھر ،قول َّ
ًإذا يحمل على المعنى الراجح ال على المعنى المرجوح ،قد يأتي دليل َفي َُعيِّن أن المراد المعنى المرجوح دون الراجح فيقدم
المرجوح على الراجح ،ھذا ننظر إلى الدليل فإن صح الدليل صح التأويل وإال فال .
بدليل ،ھذا المراد به عند المتأخرين ٍ المؤ َّول ُ :وھو صرف اللفظ عن ظاھره الراجح إلى معناه المرجوح السابع َ ُ : ُ النوع
ُ
وذكرنا األنواع الثالثة فيما سبق .
ُؤو ُل بمعنى الرجوع كما ذكرناه . ُؤو ُل َفھُو م َ َّ ُ
المؤ َّول ُ :ھذا اسم مفعول ِّأو َل ي َ َّ السابع َ ُ : ُ النوع
ُ
ُرف عن ظاھره بدليل أي كان عرفه في الشرح بقول :ما ترك ظاھره بدليل .يعني :ما ص ِ َ نزال ( َ َّ َ بالدليل ُ ِ
ظاھر َما ِ َّ ِ ِ عن ِ ٍ َ ) َ ْ
ظاھر ( ھذا جار ومجرور متعلق بقوله ) : عن ِ ٍ َ ً
مردودا أو باطال ْ َ ) . ً ً
صارا صحيحا وإال ً ً ِّي تأويال صحيحا ُسم َ ً ً
مستقيما الدليل
ظاھر ( جار ٍِ َ عننزلت عن الحق إذا تركته ْ َ ) . ْ
ترك .كقولك ُ َ َ : ُ
نزال ( .واأللف نزال األلف لإلطالق بمعنى ماذا ؟ بمعنى ِ َ ُِ
بالدليل ( قيل :القطعي وال يشترط فيه .بل متى ما بالدليل ( ) َما ( أي :لفظ ِ ِ َّ ِ ) . نزال ( َ ) .ما ِ َّ ِ ِ ومجرور متعلق بقوله ِ ُ ) :
ظنيا ،ولكن لعلھم قيدوه بالقطعي للمثال الذي سيذكره في الشرح قيدوه بالقطعي لعله للمثال ً قطعيا أو ّ ًّ صح الدليل سواء كان
ُ ُ
نزال ( ما ترك بالدليل عن ظاھره أليس كذلك ؟ ما نزال بالدليل عن ظاھر يعني :ما ترك ُ الذي سيذكره ً .إذا ) َما ِ َّ ِ ِ
بالدليل ُ ِ
بالدليل عن ظاھره فحُمل على المعنى المرجوح دون المعنى الراجح ،والمعنى لفظ ُترك ظاھره بسبب الدليل المانع من ذلك
S ،ھذا المراد بالشطر األول معنى لفظ ترك ظاھره بسبب الدليل القطعي المانع من ذلك ،والقطع ھذا ال نحتاجه ِ َ ) ،
كاليد ِ
بدليل ما ھو ؟ اليد لماذا ؟ يد في قوله تعالى ٍ كاليد ( يعني :وذلك الظاھر المؤول اللذ ُِّأوال ( ھذه مصيبة المجاھل ) َ ِ ھو َّ ْ َُ
أوال شبھوا اعتقدوا التشبيه أن ألفاظ أو ديھم ﴾ ] الفتح . [10 :قالوا :يد ھذه ال يفھم منھا إال الجارحة ً ، فوق َْأي ِ ِ ْ َْ َ يد َّ ِ َُ ﴿:
﴾ ال نفھم من يد َّ ِ أسماء أو الصفات التي ھي للرب جل وعال قالوا :ال ُندرك منھا إال ما ُندركه من أنفسنا ،فإذا قال ُ َ ﴿ :
لفظ يد إال ھذه ،و جل وعال منزه عن ھذه الجارحة .نقول :نعم عز وجل منزه عن اليد الجارحة لكن ما الذي أدراكم
أيديھم ﴾ أنھا اليد الجارحة ،ما الذي أدراكم ؟ نقول :ال الصفة بحسب الموصوف بحسب الذات فوق َ ْ ِ ِ ْ َْ َ يد َّ ِ أن مراده بـ ُ َ ﴿ :
،إن أضيفت اليد إلى المخلوق فھي على ما تليق به ،وإن أضيف إلى الخالق فھي على ما تليق به ،فكما أن المضاف إليه
مباينا كل المباينة عن المخلوق فمن باب أولى أن تباين من جھة الصفات ،ولذلك نقول :الكالم في الصفات فرع ً وھو الخالق
الكالم في الذات ،كما نثبت ذاتا ال مثيل لھا وال نظير لھا وال تشبھه الذوات كذلك نثبت صفات له ال نظير لھا وال مثيل لھا ً
وال تشبھھا الصفات .
كاليد ( ِSيعني ظاھرھا ماذا ؟ قالوا :الجارحة ھذا ِ ًإذا عرفنا القاعدة العامة أن الكالم في الصفات فرع الكالم في الذات ) َ
حينئذ نصرف لفظ اليد ٍ ظاھرھا وإذا أولت بمعنى ماذا القوة مثالً قوة ھذا معنى مرجوح والظاھر أن المراد ماذا ؟ الجارحة
من الداللة على الجارحة وھو أظھر فيھا إلى المعنى المرجوح وھو ؟ القوة ونحو ذلك فسموه ماذا ؟ مؤوالً بالدليل ،لكن
اللذ ( اللذ ُِّأوال ( ) ُ َ
ھو َّ ْ ھو َّ ْ وق َ ْ ِ ِ ْ
أيديھم ﴾ ) ُ َ َف ْ َيد َّ ِ كاليد ( إذ ظاھرھا الجارحة ) ( ِSفي قوله تعالى ُ َ ﴿ : المثال فاسد ھذا ِ َ ) .
اللذ ( ھذا لغة في الذي ْ َّ ) ،
اللذ ُِأبي
وأب َّ ْ َ ْ َ
وجعل اللذ كاعتقد
صحيحا ماذا نقول ؟ ً ً اللذ ُِّأوال ( بالبناء للمجھول أو مغير الصغية واأللف لإلطالق ،ھذا المثال فاسد ،لو أردنا مثاال ھو َّ ْ ) َُ
فاغسلوا ﴾ ] المائدة [6 :ھذا مثل له بالظاھر ومثل له ھناك في الذي يُطرح إلى الصالة ْ ِ ُ ْ قمتم َِإلى َّ ِ ُ
آمنوا ِإذا ْ ُ ْ َ الذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ ﴿ َيا َ ُّ َ
المعنى المرجوح بأدنى دليل ،ذكرناه في القواعد قال :الظاھر بعضه يحتاج إلى دليل قولي ،وبعضه يحتاج إلى دليل
قمتم َِإلى َّ ِ
الصالة آمنوا َِإذا ُ ْ ُ ْالذين َ ُ ْ أيھا َّ ِ َ متوسط ،وبعضه يحتاج إلى أدنى دليل .ومثلنا فيما سبق ألدنى دليل لقوله تعالى َ ﴿ :يا َ ُّ َ
وأيديكم ﴾ لكن نقول ھنا مؤول وجوھكم َ َ ْ ِ َ ُ ْ
فاغسلوا ُ ُ َ ُ ْ فاغسلوا ﴾ .ألن ظاھر النص إذا قمتم يعني :إذا وقفت تريد أن تكبر ﴿ ْ ِ ُ ْ ْ ُِ ْ
شرعت ؟ شرعت ،إذاً َ فاستعذ ﴾ ] النحل [98 :قرأت انتھيت تستعذ أو القرآن َ ْ َ ِ ْ
قرأت ْ ُ ْ َ ْ
فإذا َ َ َ بماذا ؟ إذا أردتم ال بد من التقدير ﴿ َ ِ َ
قد يؤول الفعل الماضي لإلرادة وقد يؤول بالشروع .
النوع الثامن :المفھوم
204
المفھوم والمنطوق ھذا األصل .المفھوم والمنطوق ھما متقابالن ،المفھوم اسم مفعول من فھم وھو إدراك معنى الكالم
فما يستفاد من اللفظ فھو مفھوم ،والمنطوق اسم مفعول من نطق والمراد به في اللغة الملفوظ به .
المفھوم حقيقة ما دل عليه اللفظ ال في محل النطق ألن األحكام الشرعية إما أن تؤخذ من المنطوق وإما أن تأخذ من
المفھوم ،والمنطوق ھو ما دل عليه اللفظ في محل النطق يعني في محل اللفظ ،وما فھم منه في محل َمحل السكوت يسمى
أف ﴾ ] اإلسراء [23 :نقول :ھذه اآلية دلت على تحريم التأفيف من جھة ماذا من جھة المنطوق لماذا لھما ُ ٍّ تقل َّ ُ َ فال َ ُ
مفھوما ﴿ َ ًَ
أف ﴾ ھذا لھما ُ ٍّ فال َ ُ
تقل َّ ُ َ ؟ ألن ضابط المنطوق ما دل عليه أو ما دل على الحكم في محل النطق ،والذي نطق به ھو قوله َ َ ﴿ :
أف ﴾ ھل لفظ لھما ُ ٍّتقل َّ ُ َ فال َ ُمأخوذ من المنطوق ،تحريم الضرب ؟ من المفھوم ،ما دليله ؟ ﴿ َ َ ٌ منطوق به ًإذا تحريم التأفيف ٌ
جاء فيه تحريم الضرب ؟
لم يأت فيه تحريم الضرب ،وإنما أخذنا ھذا الحكم من اللفظ ال في محل النطق بل في محل السكوت .
) النوع الثامن :المفھوم ( وھو ما دل عليه اللفظ ال في محل النطق ،وخالفه المنطوق ما دل عليه في محل النطق ولم
يذكره ألنه األصل .
المفھوم قسمان :
مفھوم موافقة .
ومفھوم مخالفة .
موافق َ ْ ُ َ ُ
منطوقه ( موافق ( يعني :مفھوم دل عليه اللفظ لكن محل النطق ) ُ ِ ٌ كأف ( ٌ ِ ُ ) . ِّ ُ موافق َ ْ ُ َ ُ
منطوقه قال رحمه ٌ ِ ُ ) :
منطوقه ( بالنصب موافق ھو أي :المنطوق ُ َ ُ ْ َ ) . ٌ موافق ھذا خبر مبتدأ محذوف ھو موافق فھو موافق والتنوين ولذلك نص
أف ﴾ الحكم ما ھو ؟ ُ
لھما ٍّ تقل َّ ُ َ فال َ ُ
مفعول به لموافق ،وھو ما يوافق حكمه المنطوق ،وافق حكمه المنطوق ھنا ﴿ َ َ ٌ على أنه
دل عليه بالمنطوق ، فحينئذ استوى التأفيف الذي ُ َّ ٍ تحريم الضرب والقتل من باب أولى وأحرى ُ التحريم ،مفھومه
والضرب الذي دل عليه المفھوم استوى في ماذا في الحكم وھو التحريم ً ،إذا وافقه أو ال ؟
كأف ( ما وافق المسكوت عنه المنطوق في الحكم ويسمى منطوقه ُ ِّموافق َ ْ ُ َ ُ
وافقه ،ھذا يسمى ماذا ؟ مفھوم موافقة ٌ ِ ُ ) .
فحوى الخطاب ،ولحنه ،والقياس الجلي ،والتنبيه ،ومفھوم الخطاب ،بعضھم يخص به بماذا ؟ يخص بفحوى الخطاب إن
أف ﴾ ألن المسكوت لھما ُ ٍّ تقل َّ ُ َ فال َ ُمساويا ،إن كان أولى عرفناه في آية تحريم التأفيف ﴿ َ َ ً كان أولى ،وبلحن الخطاب إن كان
إنبطونھم َناراً ﴾ ] النساء َّ ِ ﴿ [10 : يأكلون فِي ُ ُ ِ ِ ْ إنما َ ْ ُ ُ َ اليتامى ُ ْ
ظلما ً ِ َّ َ يأكلون َ ْ َ
أموال َ ْ َ َ َ الذين َ ْ ُ ُ َ
إن َّ ِ َ عنه أولى بالتحريم من المنطوق ﴿ ِ َّ
يأكلون ﴾ يأكلونھا في البطن ،ولو حرقوھا ،يستوي الحكم ،ولو دفنوھا ؟ الذين َ ْ ُ ُ َ
إن َّ ِ َ أموال َ ﴾ مفھومه ﴿ ِ َّ يأكلون َ ْ َ
الذين َ ْ ُ ُ َ
َّ ِ َ
ُلق الحكم على األكل دون غيره يأكلون ﴾ ليس المراد به األكل فقط ] ...كيف ...نعم لماذا ع ِّ َ الذين َ ْ ُ ُ َ إن َّ ِ َ ًإذا يستوي الحكم ﴿ ِ َّ
اليتامى ﴾ المراد به إتالف مال اليتيم يأكلون َ ْ َ
أموال َ ْ َ َ َ الذين َ ْ ُ ُ َ
إن َّ ِ َ [ ألنه الغالب ،لكن يستوي األكل مع اإلحراق بجامع اإلتالف ﴿ ِ َّ
فحينئذ نقول النص دل على تحريم ماذا إحراق مال اليتيم لكن بالمفھوم ،ھل ھو أولى أم مساوي ؟ ٍ صورة كانت ٍ بأي
مساوي ،ھذا يسمى ماذا يسمى المساوي .
ً
مساويا ًإذا مفھوم الموافقة قسمان قد يكون الحكم حكم المسكوت عنه أولى من حكم المنطوق به كآية التأفيف ،وقد يكون
له .
أف ﴾ يعني :وذلك كمفھوم أف فإنه يُفھم منه تحريم الضرب من باب أولى ،والفتل من باب أولى وأحرى ،مفھوم ُ
كـ ٍّ ﴿ :
إجماعا لتبادر فھم العقالء إليه ،ثم قال ) : ً الموافقة حجة ،ھذا ال شك فيه أنه حجة .قال ابن مفلح رحمه :ذكره بعضھم
تخالف ( يعني مفھوم المخالفة ،يعني :ما يخالف حكمه المنطوق ،المسكوت عنه حكمه مخالف ومنه ُذو َ َ ُ ٍ ومنه ( .أي ) ِ ْ ُ ِْ ُ
ُ ُ
ومنه ( أي :من المفھوم ) ذو َ َ ٍ
تخالف للمنطوق في اآليتين السابقتين التحريم في المنطوق وفي المفھوم ،ھنا ال ،التخالف ) ِ ْ ُ
( وھذا يسمى دليل ،دليل الخطاب ،يعني :ما يخالف حكمه المنطوق ،أول شيء تقول ما خالف المسكوت عنه المنطوق
أيضا حجة عند الجماھير مفھوم المخالفة حجة عند الجماھير ،وھذا ما مثاله ؟ في الحكم ،وھذا ً
خيرا ال يفقه في الدين .والمراد بالخير ھنا ليس أصل بالخير خيرا يفقه في الدين « .من لم يرد به ً » من يرد به ً
كما نص ابن حجر على ھذا في الفتح ،ھو ورد به التمام .ألن من عنده التوحيد وھو جاھل عامي عنده خير أو ال ؟ عنده
تاما » يفقه في الدين « .وأما الموحد العامي ھذا عنده خير عظيم لكنه فاته خيرا ً خيرا « .يعني ً خير » ،من يرد به ً
التمام .
مفھوم المخالفة حجة عند جماھير العلماء بجميع أقسامه ما عدا مفھوم اللقب لكن للعمل بھذا المفھوم شروط ،ذكرناھا فيما
مختصا بالحكم دون سواه ،متى ً سبق لكن يجمعھا قاعدة ال بد من التأمل فيھا وھي أن يكون تخصيص المنطوق بالذكر لكونه
فحينئذ مفھوم المخالفة . ٍ فحينئذ نقول :يعتبر مفھوم المخالفة .فإن انتقى ٍ ما وجدت ھذه العلة ،
205
حينئذ ال مفھوم وإال فله ٍ مختصا بالحكم دون سواه .إن كان كذلك ً قاعدة :أن يكون تخصيص المنطوق بالذكر لكونه
مفھوم .
وغايةٌ
َ َ ٌ
شرط َ
ومثل ُ ذا ْ َ ْ تخالف أي :مخالفة .وذلك في الوقف ) ِ ٍ تخالف ( أي :صاحب ٍ ُ َ َ ُ
أيضا من المفھوم ) ذو ً ) ِ ُ
ومنه ( ْ
عدد ( يعني أراد أن يعدد لك أنواع مفھوم المخالفة أين توجد ؟ ھي كثيرة لكن ذكر بعضھا ونقف مع ما ذكره فقط . ََْ
تخالف ( يعني :مخالفة وذاك أو وذلك في مفھوم الوصف أي :مثل مفھوم الوصف ،والمراد بمفھوم ٍ ُ َ َ ُ
ومنه ذو ْ
وذلك ) ِ ُ
ٍ
غاية بشرط وال ٍ ٌ
الوصف ھنا عندھم ليس مطلق الوصف المرادف للوصف عند النحاة ،ال ،المراد به لفظ مقيد آلخر ليس
وال استثناء وال عدد ،وال يريدون بھا النعت النحوي فقط فتشمل نحو ماذا ؟ قوله » :في الغنم السائمة زكاةٌ « .ھذا
ساجد ﴾ ] البقرة [187 :أي الم َ ِ ِ عاكفون ِفي ْ َ وأنتم َ ِ ُ َ نعت ،والمضاف سائمة الغنم ،والمضاف إليه مطل الغني ظلم ،والحال ﴿ َ َ ُ ْ
مؤبرا فثمرته ھذه للبائع « .شرحناھا في قواعد األصول ،ومفھوم الصفة ً ً نخال :ال في غيرھا .وقوله » :من باع
متجھا ألن فيھا ً معبر عن جميع المفاھيم بالصفة لكان ذلك ٌ ھذا رأس المفاھيم ھو في القمة ،ولذلك قال أبو المعالي :لو عبر
معنى الصفة .
شرط ( ) ومثل ُ ( أي ومثل مفھوم الوصف ) َذا ( السابق يعني ) َ ْ ٌ ومثل ُ َذا ( أي ومثل مفھوم الوصف ) ِ ْ الوصف ِ ْ ) في َ ْ ِ
ومثل ُ َذا ( مضاف مضاف ومثل ُ َذا ( مضاف ومضاف إليه ) َذا ( المشار إليه ما ھو ) َذا ( مرجعه ما ھو المفھوم الوصفي ) ِ ْ ِْ
شيء بأداة الشرع ٍ ُلق من الحكم على شرط ( والمراد به الشرط اللغوي وھو ما ع ِّ َ مثل ُ َذا ( أي :مثل مفھوم الوصف ) َ ْ ٌ إليه ) ِ ْ
وغاية ( يعني :ومفھوم غايته ،وحقيقتھا مد وغاية ( ستأتي أمثلته في النظم ) َ َ ٌ شيء بأداة الشرع ) َ َ ٌ ٍ .ما علق من الحكم على
ٍ
مفھوم عدد بإسقاط الواو ،ومفھوم عدد وھو تعليق الحكم بعدد مخصوص . ٍ ٌ عدد ( يعني : الحكم بأداة الغاية ،و ) َ َ ْ
ھذه أربعة مفھوم الوصف ،ومفھوم الشرط ،ومفھوم الغاية ،ومفھوم العدد ،يعني :لھا حكم المخالف للمنطوق ،فيحكم
لھذا المفھوم ويُعتبر بالشرط والقيد الثاني أال يكون تنصيص الحكم في المنطوق أال تظھر له فائدة إال ذكر ماذا ؟ المنطوق أو
تعريفه به .
مثال للوصف ،ونبأ ھذا مبتدأ وھو مضاف والفاسق ومضاف إليه ، ٌ الفاسق ( يعني : ِ ِ َ ُ ونبأ َ
للوصف ( َ َ ) ، ِ ْ
الفاسق ِ َ
ِ ِ َ ونبأ ُ
) َ ََ
ورد ( بمعنى جاء وثبت يعني جاء مثاالً نبأ الفاسق أين ؟ ورد ( ْ َ َ ) . جار مجرور متعلق بقوله ْ َ َ ) : ورد ( للوصف ٌ للوصف َ َ ِْ ) َِْ
بنبأ ﴾ ] الحجرات [6 :وصف أو ال ؟ جاءكم َ ِ ٌ
فاسق ِ َ َ ٍ في قوله تعالى ِ ﴿ :إن َ ُ ْ
ورد ( الفاسق ( لمفھوم الوصف ) َ َ ْ ونبأ ُ َ ِ ِ وصف ً ،إذا إذا لم يأتكم فاسق ،عدل يجب قبول خبره ً ،إذا له مفھوم مخالفة ) َ َ َ
فتبينوا ﴾ فيجب التبين في خبر الفاسق ،ومفھومه بنبأ َ َ َ َّ ُ
فاسق ِ َ َ ٍ جاءكم َ ِ ٌ خبر مبتدأ وھو نبأ ﴿ ِإن َ ُ ْ أي جاء مثاالً ،جملة ورد ھذا ٌ
يجب قبول خبر الواحد العدل .
ھن ﴾ ] الطالق . [6 :ھنا علق علي ِ َّ فأنفقوا َ َ ْ َ
أوالت َ ِ ُ كن َ ِ ُ وإن ُ َّ والشرط ( يعني مفھوم الشرط مثاله نحو قوله تعالى ِ َ ﴿ : َّ ْ ُ )
عليھن ﴾ فأنفقوا َ َ ْ ِ َّ أوالت َ َ ِ ُ كن ُ َ ِ وإن ُ َّ الحكم على إن الشرطية يعني المراد بالشرط الذي ھو له مفھوم معتبر الشرط اللغوي ﴿ َ ِ
حمل بالمفھوم إذا خالف أو ال ؟ ً ٍ فيجب اإلنفاق على أوالت حمل بالمنطوق ،ومفھومه أنه ال يجب على غير ذوات
لزوجھا ( مفھوم الغاية حل ِّ ِ َ ْ ِ َ بنفيِ ِ جاءت ِ َ ْ وغاية ( يعني مفھوم غاية ) َ َ ْ حكم المسكوت عنه مخالف لحكم المنطوق به ٌ َ َ ) .
غيره ( من ھو ؟ قبل أن تنكح ماذا نكاح َ ْ ِ ِ قبل َ ِ َ ِ لزوجھا ( أي المطلقة بالثالثة ) َ ْ حل ِّ ِ َ ْ ِ َ بنفيِ ِ لإلنسان ما ھو قد جاءت اآلية ) ِ َ ْ
ً
زوجا غيرهُ ﴾ ] البقرة . [230 :فإن لم تنكح زوجا ً َ ْ َ تنكح َ ْ حتى َ ِ َ بعد َ َّ َ له ِمن َ ْ ُ تحل ُّ َ ُطلقھا َفالَ َ ِ فإن َ َّ َ َ الزوج وذلك بقوله تعالى ِ َ ﴿ :
حلِّ بنفيِ ِ جاءت ِ َ ْ وغاية َ َ ْ حينئذ حلت له للزوج األول ) َ َ ٌ ٍ بشروط معتبرة ٍ غيره ال تحل له فإن نكحت
َّ َ َّ نكاح َ ْ ِ ِ لزوجھا َ ْ
وكالثمانين ( يعني َ َ ِ أجره ( ) َ ِ لعد ْ ِ ِ
وكالثمانين َ ٍّ َ َ ِ غيره ( غيره زوجھا الذي طلقھا غير زوجھا الذي طلقھا ) َ قبلَ ِ َ ِ َِْ ِ َ
جلدة ﴾ .أي :ال أقل وال أكثر ثمانين َ ْ َ ً فاجلدوھم َ َ ِ َ عدد ھذا مثال لقوله تعالى ْ ُ ُ ِ ْ َ ﴿ : ٍ لعد ( أي :لمفھوم :كمفھوم الثمانين ٍّ َ ِ ) .
وكالثمانين ( أي كمفھوم َ ِ َ َّ جلدة ﴾ ) َ ً ْ
ثمانين َ َ فاجلدوھم َ ِ َ َ َ
التسع وسبعين وال واحد وثمانين ولو زاد شره ؟ ولو زاد شره ،نعم ﴿ ْ ِ ُ ُ ْ
أمر من اإلجراء أجره ( ٌ َ
عدد ) ْ ِ ِ لعد ( لمفھوم ٍ جلدة ﴾ .أي :ال أقل وال أكثر ) ِ َ ٍّ فاجلدوھم َ َ ِ َ
ثمانين َ ْ َ ً الثمانين في قوله تعالى ْ ُ ُ ِ ْ َ ﴿ :
يعني أجره مثاالً لمفھوم العدد .
ونقف على ھذا .
وصل وسلم على نبينا محمد . َّ
206
الشريط الرابع عشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
الحمد رب العالمين والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
قال المصنف رحمه تعالى :
النوع ) التاسع والعاشر ( وھذا من العقد الخامس فيما يتعلق بالمعاني المتعلقة باألحكام ،جعل العقد الرابع فيما يتعلق
قسم باأللفاظ ،ثم العقد الخامس فيما يتعلق بالمعاني المتعلقة باألحكام ،ثم جعل السادس في المعاني المتعلقة باأللفاظ كأنه َ َّ
ُنظ ُر في اللفظ سابقا بأنه ال يمكن تجزئة األلفاظ عن المعاني ،وإنما المقصود أنه ي ْ َ ً اللفظ والمعنى على االعتبار الذي ذكرناه
ً
تابعا ،ثم ھذا المعنى قد يكون متعلقا بحكم تكليفي أو ُنظ ُر إلى المعنى أصالة ويكون اللفظ ً تابعا ،أو ي ْ َ أصالة ويكون المعنى ً ً
متعلقا باأللفاظ . ً حكم وضعي عن حكم شرعي ،وإما أن يكون ٍ
المطلق َ ْ ُ َ َّ ُ
والمقيد . والعاشرُ َ ْ ُ ْ : التاسع َ َ ِ ُ النوع َّ ِ ُ َّ ُ
ھذا من المباحث الراجعة للمعاني المتعلق باألحكام ،ألن األحكام الشرعية كما ھو معلوم أنھا تؤخذ من المنطوق ومن
مطلقا في ً موضع آخر ،وإن شئت قلت :ما قد يكون ٍ مقيدا في مطلقا في موضع ويكون ً ً الملفوظ ،ومن المنطوق ما قد يكون
ً
مل بماذا ؟ بإطالقه يعني :إذا كان مطلقا في موضع ولم يرد تقيده في حينئذ يجب أن يُعْ َ َ ٍ موضع آخر ، ٍ موضع ولم يقيد في ٍ
موضع آخر .ما الحكم الشرعي ؟ ٍ
دليل صحيح على تقيد المطلق كان من التحكم ٌ بدليل صحيح فإذا لم يوجد ٍ بقيد إال يجب حمله على إطالقه وال يجوز تقيده ٍ
وإتباع الھوى .
بدليل
ٍ أبدا إال فحينئذ يجب إعماله أو حمله على قيده وال يجوز إطالقه ً ٍ يرد إال ً
مقيدا موضع ولم َ ِ ٍ مقيدا في وكذلك إذا جاء ً
مقيدا وھذا الذي عنون له ھذا ) ً موضع آخر ٍ مطلقا ويرد في ً موضع
ٍ يرد في حينئذ يجوز أن يطلق المقيد ،وقد َ ِ ُ ٍ صحيح ،
والمقيد ( وأما المطلق فقط فھذا يجب إعماله على إطالقه وحمله على إطالقه وال يجوز المطلق َ ْ ُ َ َّ ُ والعاشرُ َ ْ ُ ْ :
التاسع َ َ ِ ُ النوع َّ ِ ُ َّ ُ
حينئذ يكون ٍ سواء كان في المعتقد أو في الفروع ٌ قيد يضاف إلى أي مطلق من نصوص الشرع بحال من األحوال وأي ٍ ٍ تقيده
فحينئذ يجب أن يحمل على تقيده فإطالقه ٍ موضع ولم يرد إطالقه البتة ٍ مقيدا في ً من باب التحكم وإتباع الھوى ،وإذا كان
يكون من قبيل التحكم وإتباع الھوى .
المطلق ً
مقيدا ھو الذي عنون له األصوليون بباب المطلق والمقيد إذا ) ُ ْ َ ُ ً موضع آخر مطلقا وفي ً موضع أما إذا جاء في
ٍ ٍ
حينئذ ؟ عقد ٍ مقيدا فما العملً موضع آخر
ٍ مطلقا وورد نفسه في ً موضع
ٍ والمقيد ( المراد به إذا ورد الخطاب أو اللفظ في ُ َ َّ ُ
األصوليون ھذا الباب للتعامل مع ھذه النوعية المعينة .
ُطلق ھذا اسم فاعل ْالم َ َُّقيد ْ
ُطلق ،وبكسرھا م ِ ْ
ُطلق فھو م َ ْ
أطلق ي َ ُ ْ ُ
ُطلق بفتح الالم ھذا اسم مفعول من ِ َ ُ َ َّ ُ
والمقيد ( ْالم ْ َ ) ُ َْ ُ
المطلق
مطلق .يعني ٌ معنويا ،نقول :ھذا الفرس ً حسيا كان أو ً لغة االنفكاك من أي ٍ
قيد ُقيد فھو م َ َُّقيد فھو اسم مفعول ،والمطلق ً قُيِّد ي َ َّ ُ
نص مطلق ھذا في ٌ رقبة ﴾ ] النساء . [92 :ھذا فتحرير َ َ َ ٍ
﴿ ََ ْ ِ ُ :في الحس ،والمعنوي نحو األدلة الشرعية تقول :
المعنويات .
شرط أو ٍ ً
بشيء مطلقا منٍ وصف أو نحوه .ما قيد ٍ ٍ
شرط أو بشيء من ٍ ُ َ
والم َ َُّقيد لغة :ما يقابل المطلق .وھو :ما قيِّدَ ً ْ
وصف أو نحوه . ٍ
قيد .اللفظ ھذا جنس يشمل المطلق والمقيد ويشمل العام والخاص اصطالحا :ھو اللفظ الدال على الماھية بال ٍ ً المطلق
ً ً ً
والحقيقة والمجاز ...إلى آخره ألن المراد به كل ما يُتلفظ به مھمال كان أو مستعمال قوله :الدال .يعني :ذو داللة إذا أخرج َّ َ َ
شيء البتة ،الدال على الماھية المراد به الحقيقة حقيقة الشيء سميت ماھية لماذا ؟ ألنه يسأل ٍ المھمل ألن المھمل ال يدل على
ً
عنھا ما ھي حقيقة كذا ؟ ما ھي حقيقة اإلنسان ؟ فيقول :حيوان ناطق ...وھلم جره ،إذا لما كان السؤال عنھا بلفظ ما ھي
ً
صناعيا ً
مصدرا حسن أن يُشتق لھا لفظ الماھية ،وإال الماھية ھذا من جھة اللغة فيه ركاكة ماھية ألن أصله ما ھي ثم جعل
ماھية مثل حيوانية وإنسانية وقومية ونحو ذلك فھذه تمسى ماذا ؟ تسمى مصادر صناعية بزيادة ماذا ؟ ياء النسبة مع التاء .
ما وردت ،إنسان ھذا اسم جامد ال مصدر له ألنه ليس بفعل وال بمشتق حتى يقال إنه له مصدر ،كيف نأتي بالمصدر .
إنسانية .مثل قوم ھذا اسم جمع ال واحد له من ُ قالوا :ثم مصدر صناعي إنسان تزيد عليه الياء ثم تلحقه تاء التأنيث تقول :
لفظه فتقول :قومية ..وھلم جره ً ،إذا الماھية نقول :ھذا مصدر اصطناعي .
207
قيد ًإذا ما دل على حقيقة الشيء بال قيد يعني من غير تقيد بالوحدة وال َتعْ ِيين في الخارج وال في الذھن ،ھذه ثالثة بال ٍ
أشياء منفية بال قيد ،يعني أخرج النكرة وأخرج المعرفة وأخرج علم الجنس ألن اللفظ الذي له داللة وھذه الداللة تكون في
ً
ناطقا ، ً
حيوانا الذھن ألن ما دل على الماھية وجوده وجد الذھن إذا قيل :اإلنسان له ماھية ،ما ھي ھذه الماھية كونه
ٍ
واحد مقيدا ومالحظا بفرد ً فحينئذ ما كان ً ٍ الحيوانية الناطقية موجودة في العقل وال وجود لھا في الخارج ،إن لوحظ الخارج
ضع اللفظ وله معنى في الذھن وھو ٍ
فحينئذ وُ ِ َ حينئذ لفظ دال على الماھية بقيد الوحدة ، ٍ في الخارج ھذا يسمى النكرة ،فالنكرة
فحينئذ يدل المعنى الذھني الذي يكون في ضمن الفرد الخارجي يدل عليه ٍ مالحظا له الفرد الخارجي ، ً ضع
المعنى الكلي وُ ِ َ
جدَ الخارج على جھة التعيين فھو المعرفة ،ولذلك قلنا :بال قيد .المراد به ثالثة أشياء بال قيد يعني : داللة مطابقة ،فإن وُ ِ
ْن في الخارج ھذا ھو النكرة ألن النكرة تدل على ماھية رجل َ ،رجل ھذا يدل على ماذا ؟ ذكر بال قيد الوحدة واحد غير م َُعي ٍ
كل
ُعينا في الخارج وإنما يصدق على زيد وعلى بكر وعلى عمرو وعلى خالد ٌّ ً بالغ من بني آدم من ھو ھذا ؟ ال ،ليس م َ َّ
ً
ُعينا فيفحينئذ دل عليه داللة مطابقة إن كان م َ َّ ٍ يسمى ماذا ؟ يسمى رجالً ،نقول :المعنى الذھني لوحظ فيه الفرد الخارج ،
وفرق بين رجل والرجل ،الرجل ھذا دل على واحد لكنه معين ورجل ٌ فرق بين إنسان واإلنسان ٌ الخارج كالرجل واإلنسان ،
دل على واحد لكنه غير معين ،فإن كان التعيين في الخارج فھو المعرفة وإن كان في الذھن فھو ماذا ؟ فھو علم الجنس ألن
علم الجنس ھو الدال على الماھية لتعيين في الذھن ،ألن التعيين إما أن يكون في الخارج خارج الذھن وإما أن يكون في
الذھن ،إن ُعي َِّن في الخارج كالرجل وھو أحد المعارف السبعة نقول :لفظ دال على الماھية على الحقيقة لكن بقيد وھو
التعيين الخارجي وھو المعارف كلھا ،ألنه إما أن يكون نكرة االسم وإما أن يكون معرفة إن كان نكرة فھو لفظ دال على
الماھية بقيد الوحدة في الخارج ،والمعرفة بتعيين في الخارج دال على الوحدة وغيرھا لكنه بتعيين إن كان التعين في الخارج
فھو المعرفة إن كان في الداخل في الذھن فھو علم الجنس ،إن لم يكن بقيد الوحدة وال بقيد التعين الخارجي وال بقيد التعيين
ھي ِھي يعني ال باعتبار كونھا موجودة في الخارج الذھني كأسامة فنقول :ھذا ھو المطلق .الدال على الماھية من حيث ِ َ
مثال أو إنسان وضع لفظ رجل للذكر البالغ العاقل من بني آدم وجوده في الذھن ليس له أي ً البتة ،وإنما وضع لفظ رجل
النكرة وضع المعنى ولكنه مالحظ وجوده في الخارج في فرد واحد لكن المطلق بفرد في الخارج ،بخالف النكرة َّ ٍ عالقة
وضع للحقيقة للماھية للمعنى الذھني للمعنى الكلي للمعني الذي وجوده وجود ذھني وضع له بال قيد البتة ،يعني المعنى من
قيدا في المعنى الذھني ،لم يؤخذ ،ھذا فرق جوھري بين أفراد في الخارج ،لم يؤخذ للفرد الخارج ً ٍ حيث ھ َُو ھُو دون اعتبار
قيدا في وضع الحقيقة ،وإنما أخذ الفرد الخارجي من جھة االلتزام لماذا ؟ ألننا نقول : النكرة والمطلق لم يؤخذ الفرد الخارج ً
حينئذ نبحث في ماذا ؟ في المعقوالت أو في ٍ إذا كان بحث األصوليين في المطلق فإذا كان المطلق ھو حقيقة ذھنية بحته
الملفوظات ؟
في الملفوظات ،إذا ما أدخل األصوليين ،ما الذي أدخل األصوليين في المباحث العقلية ؟ ً
قيدا في الماھية ،لكن داللته نقول :ال ھذا المعنى الذھني ال بد وأن يوجد في الخارج ،وإن لم يكن الفرد الخارج قد أخذ ً
عليه بداللة االلتزام ،وداللة النكرة على الفرد الخارج بداللة المطابقة ،ھذا ھو الفرق بين النكرة والمعرفة عند من فرق بين
النكرة والمطلق عند من فرق بينھما ،وبعضھم سوى بين النكرة والمطلق فأطلقوا في ھذا الباب باب المطلق قالوا :النكرة
ھي المطلق نفسھا ،النكرة ھي المطلق لماذا ؟
فحينئذ كل نكرة ھي مطلق ٍ قالوا :ألنه ال ينبني عليه فرق من حيث األلفاظ وما يترتب عليھا من حيث األحكام الشرعية ،
ثم فرق بين وكل مطلق ھي نكرة ،لكن فرق الفقھاء ببناء مسألة -وھي مھمة صحيحة واقعة على ھذين الحدين إذا قلنا َّ َ :
ذكرا نكرة فولدت اثنين تطلق أو ال ؟ ذكرا فأنت طالق ً . المطلق والنكرة -إذا قال الرجل لزوجته :إذا ولدتي ً
تطلق لماذا ؟ ألنه حينئذ ال َ ْ ُ
ٍ ھذا ينبني على ھذه ،إن قلنا :المطلق والنكرة بمعنى واحد أنه لوحظ فيه المعنى الخارجي
ُ ْ
حينئذ تطلق لماذا َ ٍ ثم فرق بين المطلق والنكرة فرد واحد وقد وجد اثنين ًإذا لم يوجد المعلق عليه ،لكن لو قلنا :أن َ َّ علق على ٍ
؟
فحينئذ قد يوجد في الخارج في ضمن واحد أو ٍ ألن الذكر وضع للماھية من حيث ھي ال باعتبار وجوده في الخارج ،
ُ ْ َ
فحينئذ إذا وجد مع تعدد األفراد في الخارج نقول :قد وجد المطلق وھو معلق عليه الشرط ھنا فتطلق . ٍ اثنين أو عشرة ،
فحينئذ إذا فرقنا بين النكرة والمطلق ٍ ْ
ذكرا فأنت طالق .ولدت ثالثة أو اثنين اثنين ذكرا قالوا :إن ولدتي ً ًإذا إن ولدت ً
فحينئذ ال تطلق ،ألن التقييد ٍ تطلق على القول بأن ھذا اللفظ مطلق ،وإذا قلنا :ھما سيان ،ھما سواء حينئذ َ ْ ُ
ٍ فرقنا بينھما
شائع في جنسه دل على فرد واحد ٍ ذكرا واحد ھذا نعت صفة ألن ھذا له الشأن في النكرة ما دل على واحد ً يكون إن ولدتي ً
ُ ْ َ
ذكرا واحدا فأنت طالق فولدت اثنين ال تطلق ألن المعلق عليه واحد ، ً حينئذ كأن التقدير إن ولدتي ً ٍ شاع في جنسه وھو ذكر
ثم نية .إذا ھذا ھو حقيقة المطلق ھو اللفظ الدال على الماھية بال قيد أو إن شئت قل :اللفظ المتناول ً َ
إذا لم تجد نية إذا لم تكن َّ
208
لواحد ھذا أخرج ٍ لواحد ال بعينه .باعتبار حقيقة شاملة للجنس ،لفظ وھذا يشمل المطلق وغيره كل ما يتلفظ به المتناول
األلفاظ ألفاظ األحداث ،المتناول ألكثر من واحد كاثنين ثالث وعشرة وخمس إلى آخره ألنه متناولة ألكثر من واحد ،ال
ً
واحدا بعينه واحدا بعينه مثل ماذا ؟ العلم زيد ،زيد ھذا لفظ تناول ً بعينه اللفظ المتناول لواحد ال بعينه أخرج ماذا ؟ ما تناوله
ألن مسماه معين ،وأخرج ما مدلوله واحد معين كالرجل ،الرجل ليس بعلم وھو معرفة لكن مدلوله ماذا معين وھو واحد ،
ٍ
فحينئذ نقول وأخرج العام المستغرق ً ،إذا الواحد ال بعينه أخرج المستغرق ألن العام لفظ يستغرق جميع ما َيصْ ُلح له واللفظ ،
:فرق بين المطلق والمقيد .باعتبار حقيقة واحدة ھذا أخرج المشترك ألن المشترك يتناول لواحد ال بعينه كالقرء مثالً يتناول
الحيض أو الطھر لكن ھل حقيقة الطھر وحقيقة الحيض من جنس واحد ؟ ال ،متباينان .لكن لو قلت :رجل .يتناول واحد
أيضا الواجب المخير ً ال بعينه زيد أو خالد حقيقتھم واحدة أم ال ؟ متحدة ًإذا حقائقھم متحدة بخالف القرء ونحوه ،وأخرج
ُخير بين ثالث الواجب المخير ھذا يتناول واحد ال بعينه أليس كذلك ؟ لكنه حقائقھا مختلفة ال متحدة مثل ماذا ؟ كفارة اليمين م َ ّ
ًإذا نقول :ھذه الثالث المراد بالواجب المخير واحد منھا ال بعينه أليس كذلك ؟ إما إطعام وإما كسوة وإما تحرير ،واحدة
منھا ال بعينه ً ،إذا الواجب المخير متناول لواحد ال بعينه لكن ھل ھذه ثالثة األشياء من جنس واحد أو مختلفة ؟ مختلفة
والشرط في المطلق أن تكون من جنس واحد ،لذلك قال :اللفظ المتناول لواحد ال بعينه باعتبار حقيقة شاملة لجنسه وأما
واحدا ال بعينه باعتبار حقائق مختلفة . ً المشترك والواجب والمخير فإن كل منھا يتناول
ً
المطلق قد يكون في األمر اعتق رقبة وھذا أمر أو ال ؟ إذا وقع في سياق أو في معرض األمر اعتق رقبة ،كذلك في
أيضا في الخبر عن المستقبل سأعتق رقبة وھل يرد في الماضي رقبة ﴾ يعني :حرروا رقبة .ويرد ً حرير َ َ َ ٍ مصدر األمر ﴿ َ َ
فت ْ ِ ُ
أعتقت رقبة ؟
رقبة ﴾ مصدر األمر يأتي َ
فتحرير َ َ ٍ َ
يرد في األمر أعتق رقبة ،نقول :ھذا لفظ متناول لواحد ال بعينه إلى آخر الحل ُ ِ ْ َ ﴿ ، َِ ُ
واحدا بعينه لو قال :أعتقت رقبة .أخبر بماذا ؟ ً أيضا في الخبر عن المستقبل سأعتق رقبة لكن في الماضي يتناول ً
طالبا ھذا كله في ً واحدا ال بعينه ،أكرمت ً ً
بأنه أعتق رقبة وھذه متناوله لواحد ال بعينه ،أكرمت رجال ھذا متناول
واحدا بعينه . ً حينئذ ھذا يتناولٍ الماضي
لمعين ،أعْ ِط ھذا الفقير ھذا متعين َ ٍ لمعين ھو اللفظ المتناول ٍ أما المقيد عرفناه في اللغة وأما في االصطالح فھو :المتناول
أو ال ؟ متعين ،أو لغير معين موصوف بأمر زائد عن الحقيقة الشاملة لجنسه يعني :قد يتعين بشيء حسي كاإلشارة أو
منة ﴾ رقبةمؤ ِ َ ٍ فتحرير َ َ َ ٍ
رقبة ُّ ْ بشيء لفظي أو يكون نكرة لكنه يأتي وصف زائد دال على وصف زائد على مجرد الماھية ﴿ َ َ ْ ِ ُ
ٍ
فحينئذ لما زيد معينة أو ال ؟ رقبة مؤمنة معينة أو ال ؟ معينة من جھة ماذا ؟ من جھة الوصف ألنه إما مؤمن وإما كافر ،
وصف اإليمان تعين بكون ھذه الرقبة ال تخرج عن صفة اإليمان وال واسطة .
إًذا المتناول لمعين أو لغير معين موصوف بأمر زائد عن الحقيقة الشاملة لجنسه ،أعْ ِط ھذا الفقير تقول :ھذا معين بماذا
َ
مثال نقول :ھذا مقيد بالوصف . ً أعط الفقير الجالس ؟ باإلشارة ِ
المطلق َ ْ ُ َ َّ ُ
والمقيد . والعاشرُ َ ْ ُ ْ : النوع َّ ِ ُ
التاسع َ َ ِ ُ َّ ُ
المطلق مع المقيد عند األصوليين كالعام مع الخاص ولذلك بعضھم يذكره في ضمن الكالم عن العام والخاص لماذا ؟ ألن
المطلق يشبه العام من حيث ماذا ؟
من حيث داللته على الشمول ألن المطلق فيه شمول يشمل فيه استيعاب فيه استغراق لكن استغراقه وشموله واستيعابه
حينئذ الرجل إذا قيل :أعتق رقبة .الرقبة ھذا يشمل كل ما َيصْ ُدق عليه اللفظ أنه رقبة كل ما يصدق عليه أنه رقبة ٍ بدلي ،
ٌّ
داخل تحت مسمى اللفظ ،فيحتمل زيد أو عمرو أو ..إلى آخره من العبيد أليس كذلك ؟ لكنه ال على جھة كونه دفعة واحدة
يعني :ال يشمل اللفظ رقبة كل المسمى ما يصح أن يطلق عليه لفظ رقبة ال يشمل الجميع دفعة واحدة وإنما على جھة البدل
حينئذ سقط الحكم وبرئت الذمة عن إطالق اللفظ عن غيره ،وأما العام فال ٍ فإذا قيل :أعتق رقبة .فإذا أعتق زيد وھو رقبة
نون ﴾ ] المؤمنون [1 :كل المؤمنين المؤ ِم ُ َ ْ
أفلح ُ ْ
َ َ ْ َ َ
قد
دفعة واحدة ،فإذا قيل ْ ﴿ : ً فھو موضوع للماھية لشمولھا لكل األفراد
طالبا . دفعة واحدة ألن اللفظ موضوع لجميع األفراد بخالف ماذا ؟ بخالف أعط رجالً أو أكرم ً ً دخلوا في ھذا اللفظ
بدلي كأسد ،موضوع لماذا ؟ للماھية فقط بقطع النظر ٌّ ًإذا المطلق موضوع للماھية فقط بقطع النظر عن أفرادھا فعمومه
حينئذ يكون َبدَ ِلية والعام موضوع للماھية المتحققة في جميع األفراد فعمومه شمولي ٍ الحد فعمومه ِّ عن أفرادھا كما ذكرناه في
كما ذكرناه في المثال السابق .
المطلق والمقيد قال رحمه :
له َقْد ُ ِ َ
أخذا والحكم َ ُ ََْ َ
أمكن َ ُ ْ ُ ِ ِّ
الضد ِإذا وحمل ُ ُ ْ َ ٍ
مطلق على َ َ ْ
209
) )
الضد ( ھذا متى ؟ ھذا ي َُتصور فيما أطلق في خطاب وقيد في الخطاب اآلخر ألن األحوال ثالثة مطلق على ِ ِّ وحمل ُ ُ ْ َ ٍ ) َ َ ْ
أبدا في موضع آخر -وتنبه إلى ھذه من يبحث في الفقه - يرد تقيده ً َ ْ
اإلطالق والتقيد لھا ثالثة أحوال :إما أن يُطلق فقط وال َ ِ ُ
حينئذ يجب حمله على إطالقه وال يجوز تقيده البتة ،فتقيده من غير دليل شرعي ھذا تحكم وھوى ،وإذا جاء ٍ ً
مطلقا إذا جاء
حينئذ يجب حمله على تقيده وال يجوز إطالقه البتة ،فإذا أطلق من غير دليل شرعي فيكون من ٍ مقيدا ولم يرد إطالقه البتة ً
مطلق َ ْ
وحمل ُ ُ ٍباب التحكم وإتباع الھوى ،أما إذا جاء في موضع مطلق وفي موضع آخر مقيد ھو الذي عناه الناظم قال ْ َ َ ) :
الضد ( .ما ھو ضد المطلق ؟ على ِ ِّ
مقيدا في خطاب آخر ال يخلو عن أيضا ً ً المقيد ،ضد المطلق المقيد .وعليه نقول :إذا ورد لفظ مطلق في خطاب وورد
أربعة أحوال -وھذا ما يسمى عند األصوليين بصور حمل المطلق على المقيد: -
وسببا . ً ً
حكما إما أن يتحدا
وسببا . ً ً
حكما وإما أن يختلفا
سببا . حكما ويختلفا ً ً وإما أن يتحدا
أو بالعكس .
معا ،وما عداه فھو مختلف ھذا أربعة أحوال بعضھا متفق عليھا وادعي فيه اإلجماع وذلك فيما إذا اتفق الحكم والسبب ً
معا فادعي اإلجماع على ماذا ؟ على عدم حمل المطلق على المقيد . فيه إال إذا اختلف الحكم والسبب ً
معا ،أن يكون حكم المطلق ھو عينه حكم المقيد وأن يكون السبب في الصورة األولى نقول :أن يتحدا في الحكم والسبب ً
ونفي الخالف يعني : المطلق ھو عينه السبب في المقيد ،ادعي اإلجماع في ھذه المسألة بأنه يجب حمل المطلق على المقيد ُ ِ َ
يجب حمل المطلق على المقيد بال خالف في ھذه المسألة وذلك متى ؟
ً
مطلقا والدم ﴾ ] المائدة . [3 :الدم ورد في مواضع عليكم ْ َ ْ َ ُ
الميتة َ ْ َّ ُ حرمت َ َ ْ ُ ُ
مثل له بعضھم بقوله ْ َ ِّ ُ ﴿ : وسببا َ َّ َ . ً ً
حكما إذا اتحدا
حينئذ الحكم واحد وھو : ٍ مسفوحاً ﴾ ] األنعام [145 : مقيدا ﴿ َْأو َدما ً َّ ْ ُ والدم ﴾ وجاء في سورة األنعام ً الميتة َ ْ َّ ُ عليكم ْ َ ْ َ ُ حرمت َ َ ْ ُ ُ ﴿ ُ ِّ َ ْ
تحريم الدم .والسبب واحد ھو ما في الدم من اإليذاء والمضرة قالوا :فيجب حمل المطلق في جميع السور على المقيد في
والدم ﴾ ًإذا المسفوح أي :المسفوح .بدليل ماذا ؟ بدليل تقييده في سورة األنعام ھذا نقول عليكم ْ َ ْ َ ُ
الميتة َ ْ َّ ُ حرمت َ َ ْ ُ ُ سورة األنعام ﴿ ُ ِّ َ ْ
والدم ﴾ الحكم ھو :تحريم الدم .السبب ھو :ما في الدم من األذية والمضرة ْ ﴿ .أوَ ْ
الميتة َ َّ ُ ُ َ ْ
عليكم َ ْ ُ َ
حرمت َ ْ ُ :مطلق ومقيد ْ َ ِّ ُ ﴿ .
وسببا يجبً ً
حكما ً
ُكم عليه بأنه نجس فيستلزم ماذا ؟ التحريم لما فيه من المضرة واإليذاء .إذا اتحدا مسفوحا ً ﴾ ھذا ح ِ َ َدما ً َّ ْ ُ
والدم ﴾ يجب تقيد ھذا المطلق بالقيد الذي قُيِّدَ به في سورة عليكم ْ َ ْ َ ُ
الميتة َ ْ َّ ُ حرمت َ َ ْ ُ ُ
حمل المطلق على المقيد يعني :نقيد المطلق ﴿ ُ ِّ َ ْ
األنعام فيقال :حرمت عليكم الميتة والدم المسفوح .من أين جئنا بالدم المفسوح نقول :ھذا من حمل المطلق على المقيد ألن
السبب واحد والحكم واحد ،ھذا في القرآن مبحثنا في القرآن لكن سبق المثال أنه في السنة » ال نكاح إال بولي « .وجاء في
مرشد وشاھدي عدل « » .ال نكاح إال بولي « و » ال نكاح إال بولي مرشد « .الحكم ما ھو ؟ ٍ رواية » :ال نكاح إال بولي
نفي النكاح صح ؟ ! والسبب ؟ ما ھو السبب ؟ السبب النكاح والحكم عدم صحته ھذا الحكم » ال نكاح « .صحيح أليس كذلك
وسببا فنقول » :ال نكاح إال بولي « .ھذا مطلق ولي مطلق يشمل المرشد وغيره » ال نكاح إال بولي ً حكماً حينئذ اتحدا ٍ
حينئذ نقول :يجب تقيد المطلق أو حمل المطلق ٍ فحينئذ أخرج غيره السفيه ونحوه ٍ ً
مرشدا مرشد « إذا اشترط ماذا ؟ أن يكون ً
على المقيد ھذا في السنة وبحثنا في القرآن .
معا ،وھذا ال حمل معا .أن يختلفا يعني :المطلق والمقيد في الحكم والسبب ً الثاني :أن يختلفا في الحكم والسبب ً
إجماعا ،األول ُّادعي اإلجماع وقيل على قول الجمھور والثاني ھذا قيل :ال حمل ألحدھما على اآلخر ً ألحدھما على اآلخر
إجماعا ،مثاله تقييد الصيام للتابع في كفارة اليمين مع إطالق اإلطعام في كفارة الظھار ،في كفارة اليمين قال ماذا ؟ ﴿ ً
َّ
أيام ﴾ ما السبب ھنا ؟ كفارة ،كفارة ماذا ؟ كفارة اليمين ،ھذا سبب ، َ ِ َ َ َ
أيام ﴾ أليس كذلك ؟ بلى ﴿ ِ َ ُ َ ِ َ َ َ َِ ُ
ثالثة َّ ٍ فصيام ثالثة َّ ٍ فصيام
والحكم الصيام دون نظر إلى قراءة ابن مسعود ھذا مراد يعني :نظر للنص القرآني فقط وجاء في كفارة الظھار ماذا ﴿
مسكينا ً ﴾ ] المجادلة [4 :ھل نقول ھنا تقييد الصيام بالتتابع لكفارة الصيام ؟ نعم المثال بالمالحظة قراءة ابن ستين ِ ْ ِ فإطعام ِ ِّ َ َِ ْ َ ُ
مسكينا ً ﴾ ] المجادلة [4 :ھل ستين ِ ْ ِ مسعود ) فصيام ثالثة أيام متتابعات ( فجاء في كفارة الظھار إطالق اإلطعام ﴿ َ ِ ْ َ ُ
فإطعام ِ ِّ َ
نقول :متتابعين ؟ ھل نقيد نحمل المطلق على المقيد ؟ نقول :ال لماذا ؟
الختالف الحكم والسبب ،ما ھو الحكم في كفارة اليمين ؟ الصيام ،ما السبب ؟ الكفارة .
210
وسببا ال يُحْ َمل ھذا على ذاك . ً ً
حكما في كفارة الظھار الحكم اإلطعام ،السبب الظھار ً ،إذا اختلف
رقبة ﴾ ،وقيدت فتحرير َ َ َ ٍ
مثل ُه الناظم إطالق الرقبة في كفارة الظھار ﴿ َ َ ْ ِ ُ الثالث :أن يتفق الحكم ويختلف السبب ،وھذا ما َ َّ َ
في كفارة القتل ،الحكم واحد والسبب مختلف ھذا قتل وھذا ظاھر ،ھل يحمل المطلق على المقيد ،ھذا فيه خالف فيما إذا
اتحدا السبب ھنا اتحد ماذا ؟ الحكم واختلف السبب .
فتحرير َ َ
الجمھور على حمل المطلق على المقيد في ھذا النوع ،وذلك مثل إطالق الرقبة في كفارة الظھار في قوله ُ ِ ْ ﴿ :
منة ﴾ ] النساء [92 :فالحكم العتق ،والسبب في مؤ ِ َ ٍرقبة ُّ ْ فتحرير َ َ َ ٍ
رقبة ﴾ .مع تقيد الرقبة بكونھا مؤمنة في كفارة القتل ﴿ َ َ ْ ِ ُ َ ََ ٍ
الرقبة المطلقة الظاھر ،وفي الرقبة المقيدة باإليمان قتل الخطأ ،وھذا المطلق يحمل على المقيد عند أكثر أھل العلم ،
واألحناف لھم نزاع ذكرناه في شرح القواعد .
الرابع :عكس الثالث ،ما ھو عكسه ؟ أن يتفقا السبب ويختلفا في الحكم ،الثالث االتفاق في الحكم واالختالف ..عكسه .
فاغسلوا ُ ُ َ ُ ْ
وجوھكم مثلوا له بالمثال المشھور وھو قوله تعالى في آية الوضوء ﴿ ْ ِ ُ ْ االتفاق في السبب واالختالف في الحكم ،ھذا َ َّ ُ
منه ﴾ .أطلق ھنا وقيد في ماذا ؟ في وأيديكم ِّ ْ ُبوجوھكم َ َ ْ ِ ُ
فامسحوا ِ ُ ُ ِ ُ ْ المرافق ﴾ ] المائدة [6 :وقال في التيمم ﴿ َ ْ َ ُ ْ وأيديكم َِإلى ْ َ َ ِ ِ َ َْ ِ َ ُ ْ
أيضا الوضوء ،ما ھو سبب الوضوء ؟ الحدث والقيام إلى الصالة .الحكم غسل اليدين ،وما ھو السبب في التيمم ؟ الحدث ً
والقيام إلى الصالة ما الحكم ؟
الغسْ ل مغاير للمسح ھل يحمل المطلق على المقيد ؟ المسح وھو التيمم ً ،إذا اتفقا في السبب واختلفا في الحكم َ ْ ،
أيضا ومثلوا له ً ھذا محل نزاع ،والصواب أنه ال يحمل ،أكثر العلماء على عدم حمل المطلق على المقيد في ھذه الحالة ُ َّ َ ،
قبل مسكينا ً ﴾ مع تقييد الصيام بقوله ِ ﴿ :من َ ْ ِ ستين ِ ْ ِ فإطعام ﴾ في كفارة الظھار ﴿ َ ِ ْ َ ُ
فإطعام ِ ِّ َ ﴿ َِ ْ َ ُ ً
إطالقا بقوله ويختلف الحكم
يتماسا ﴾ ] المجادلة [4 :ھل يُحْ َم ُل أو ال ؟ نقول :ال . قبل َأن َ َ َ َّ متتابعين ِمن َ ْ ِ
شھرين ُ َ َ ِ َ ْ ِ يجد َ ِ َ ُ
فصيام َ ْ َ ْ ِ لم َ ِ ْ فمن َّ ْ يتماسا ﴾ َ َ ﴿ ، َأن َ َ َ َّ
مقيدا في موضع مطلقا في موضع وجاء ً ً واحدا ،وأما إذا تعدد المقيد يعني :جاء ً ھذه األقسام األربعة فيما إذا كان المقيد
مقيدا في موضع آخر بقيد يغاير ذلك القيد ،إذا مطلق ومقيدان األحكام األربع صور ھذه كلھا في ماذا ؟ ً آخر بقيد وجاء ً
مطلق ومقيد ،لكن لو جاء عندنا مطلق ومقيدان يعني :جاء إطالقه في موضعه وجاء تقيده في موضع آخر وجاء تقيده في
أي يحمل منھا أو ال يحمل ؟ موضع ثالث لكنه بقيد مغاير عن القيد الثاني في الحالة الثانية على ٍّ
ھذا فيه تفصيل .
حينئذ ولم يكن أحدھما أقرب من اآلخر لم ٍ أما إن كان ھناك مقيدان بقيدين مختلفين فإن كان القيدان متضادين متقابالن
اتفاقا يعني ننظر في ھذين المقيدين ُقيد بقيد وقيد في الموضع الثالث بقيد آخر ننظر فيھما إن ً يحمل المطلق على واحد منھما
ُ َّ ً
كانا متضادين ولم يكن أحدھما أقرب إلى المطلق نقول :لم يحمل على واحد منھما اتفاقا َ ،مثلوا له بماذا ؟ -فضائل رمضان
فصيام َ َ ِ
ثالثة يريد ﴾ من أيام متتابعات أم متفرقات مطلق أو مقيد ؟ مطلق .جاء في كفارة اليمين مقيد ﴿ َ ِ َ ُ أخر ُ ِ ُأيام ُ َ َ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ َّ ِ َ ﴿ -
وسبعة َِإذاالحج َ َ ْ َ ٍ أيام ِفي ْ َ ِّ فصيام َ َ ِ َ
) متتابعات ( وجاء في صوم التمتع ﴿ َ ِ َ ُ َ
ثالثة َّ ٍ أيام ﴾ ] المائدة [89 :قراءة ابن مسعود َّ ٍ
مقيدا بالتتابع ،وجاء في كفارة في صوم التمتع مقيدا بالتفريق ،جاء في كفارة اليمين ً رجعتم ﴾ ] البقرة [196 :جاء ماذا ؟ ً َ َُْْ
مقيدا بالتفريق نحمله على ماذا ؟ ً
حينئذ يجب على من عليه قضاء شھر رمضان أن يصومه متتابع فلو فرقه َِأثم ،وإذا قلنا : ٍ إذا قلنا :نحمله على كفارة
حينئذ يجب عليه التفريق فلو تابعه َِأثم أليس كذلك ؟ إذا قيدناه ألننا نقول :يجب .نقول ماذا ؟ يجب ، ٍ نحمله على صوم التمتع
لكن نقول ھنا :ال يمكن حمل النص المطلق على واحد منھما .ال يمكن حمل المطلق على واحد منھما بل يبقى على إطالقه
متتابعين ﴾ ھذا مقيد بالتتابع ،وقوله تعالى في صوم التمتع ُ َ ِ َ ﴿ :
فصيام شھرين ُ َ َ ِ َ ْ ِ فصيام َ ْ َ ْ ِ فال يقيد ال بالمتابعة وال يقيد بتفريق ُ َ ِ َ ﴿ ،
أيام ﴾ ] المائدة ... [89 :اآلية ً َ ََ ِ َ
مقيدا بالتفريق ،فيبقى المطلق على إطالقه المتناع تقيده بھما لتنافيھما يعني :القيدين ، ثالثة َّ ٍ
حينئذ ال يجب في قضاء رمضان تتابع وال تفريق ،وھو معنى قول الناظم الذي ٍ وبواحد منھما النتفاء مرجحه على اآلخر
تقتفي ( . حكمه ال َ ْ َ ِ سيأتي ) ُ ْ َ ُ
فحينئذ يكون الراجح م َُقي ًِّدا ٍ أما إذا ورد على المطلق قيدان أو مقيدان متضادان ولكن يمكن ترجيح أحدھما على اآلخر ،
للمطلق يكون الراجح المعنى الذي ھو أقرب إلى المطلق ھو المقيد يعني يحمل المطلق على أرجح القيدين وأشبھھما كقوله
بعين ﴾ .في الظھار مع آية التمتع صوم التمتع قوله ﴿ : متتا ِ َ ْ ِ شھرين ُ َ َ فصيام َ ْ َ ْ ِ أيام ﴾ .مع قوله ُ َ ِ َ ﴿ : فصيام َ َ َ ِ َ تعالى ُ َ ِ َ ﴿ :
ثالثة َّ ٍ
ً أيام ﴾ نقول :ھذا كفارة جاء فصيام َ َ َ ِ َ
أيام ﴾ .في الكفارة لو لم ننظر إلى قراءة ابن مسعود ﴿ َ ِ َ ُ ثالثة َ فصيام َ َ َ َِ َِ ُ
مطلقا في ثالثة َّ ٍ َّ ٍ
مفرقا في صوم التمتع لو أردنا أن ننظر في القيدين التتابع ً ابعين ﴾ وجاء متت ِ َ ْ ِ شھرين ُ َ َ مقيدا في الظھار ﴿ َ ِ َ ُ
فصيام َ ْ َ ْ ِ القرآن وجاء ً
أيام ﴾ ؟ َ َ
فصيام َ ِ َ َ
أو التفريق أي النصين والمقيدين أقرب إلى قوله ﴿ ِ َ ُ
ثالثة َّ ٍ
211
أيام ﴾ ھذا كفارة ،والظھار كفارة ،والصوم التمتع نقول :ھذا ليس بكفارة ً .إذا أيھما فصيام َ َ َ ِ َ
التتابع ألنه كفارة ﴿ َ ِ َ ُ
ثالثة َّ ٍ
أقرب إلى النص إلى المطلق التقييد بالتتابع .
أمكن ( ذلك الحمل بوجود الجامع وانتفاء المانع وذلك في الثالثة الصور َ َ
الضد ( على المقيد ) ِإذا ْ َ مطلق على ِ ِّ وحمل ُ ُ ْ َ ٍ
) َ َ ْ
ً
حكما ،بقي ماذا ؟ سببا ،وفيما إذا اختلفا ً
سببا واتفقا حكما واختلفا ً ً وسببا ،فيما إذا اتفقا ً ً
حكما السابقة فيما إذا اتحدا
وحكما باإلجماع ُّادعى اإلجماع أنه ال يحمل المطلق على المقيد ، ً ھناك حالة باإلجماع ال يُحْ َمل وھي :فيما إذا اختلفا ً
سببا
سببا .ھذا أكثر أھل العلم على أنه ال يحمل المطلق حكما واتحدا ً ً وھناك حالة قلنا :أكثر العلم على عدم وھو :فيما إذا اختلفا
ومثلوا له بآية التيمم والصواب أنه ُ َّ على المقيد لكن عند الشافعية يحمل ،ولذلك أجراه الشارح المساوي وغيره قال :يحمل َ .
ال يحمل ،بل أكثر أھل العلم على أنه ال يحمل بقي ماذا ؟
بقي حالتان وھما :
وسببا وھذا يجب . ً ً
حكما إذا اتحدا
حكما واختلفا ً
سببا . ً وفيما إذا اتفقا
ًإذا الشرط اتحاد الحكم ،الشرط في حمل المطلق على المقيد اتحاد الحكم مطلقا سواء اتحد السبب أم اختلف ،ھذا ھو
ً
مطلقا ،حكم المطلق ً أمكن ( .إذا أمكن ذلك الحمل وذلك فيما إذا اتحد الحكم الضد ِإذا َ ْ َ َ
مطلق على ِ ِّ وحمل ُ ُ ْ َ ٍالضابط نقول ْ َ َ ) :
أخذا له الضمير يعود على َ ُ
له ( أي :حكم المقيد قد ِ والحكم َ ُ َ
أخذا ( ) َ ُ ْ ُ ُ
قد ِ َ
له ْ والحكم َ ُ
سببا ُ ْ ُ َ ) ، سببا أم اختلفا ً والمقيد سواء اتحدا ً
ماذا ھنا ؟ على المطلق ھو الظاھر على أنه على المطلق لكن الشارح المساوي يقول :على المقيد .وليس بظاھر ،بل
نزل المطلق على الظاھر أنه له للمطلق يعني :ترتيب الكالم والحكم قد أخذ -ھذا مغير الصيغة -واأللف لإلطالق يعني َ ِّ ُ :
أخذ له لماذا ؟ للمطلق ھذا ھو الظاھر . أخذا له حكم ،حُكم المقيد أل للعھد ھذه حكم المقيد ُ ِ المقيد ُ ِ َ
وردت مؤ ِ َ ٌ
منة ِْإذ َ َ َ ْ ُ َُ
أوالھما ُ ْ َ َّ َ ْ
قيدت َْ ُ
حيث ِّ َ ِ
والظھار َْ ِ
كالقتل
) )
حيث َ َّ َ ْ
قيدت ( ھذا مثال في أي صورة ؟ في اتحاد الحكم واختالف السبب ِ ْ َ ) ،
كالقتل ( أي ككفارة القتل وككفارة الظھار ) َ ْ ُ
أوالھما ( الكفارتين التي كفارة القتل مؤمنة فقال ُ ِ ْ َ َ ﴿ :
فتحرير منة ( قيدت مؤمنة ھذا فاعل قيدت ) ُ ُ َ
مؤ ِ َ ٌ بالبناء الفاعل ) ُ ُ َ
أوالھما ُ ْ
رقبة ﴾ ] المجادلة [3 :ھنا السبب مختلف قتل فتحرير َ َ َ ٍ
منة ﴾ ] النساء . [92 :وجاءت مطلقة في كفارة الظھار ﴿ َ َ ْ ِ ُ مؤ ِ َ ٍ َ ََ ٍ
رقبة ُّ ْ
وظھار والحكم واحد وھو تحرير رقبة يجب حمل ماذا ؟
المطلق على المقيد ،ألنه ممكن ھنا .
................ مؤ ِ َ ٌ
منة ُْ ُ َُ
أوالھما حيث َ َّ َ ْ
قيدت ِّ َ ِ
والظھار َ ْ ُ َْ ِ
كالقتل ،
) )
وردت ( يعني :مؤمنة وردت في النص ھذا من باب التتميم ،وحيث ال يمكن منة ( ھذا فاعل قيدت ) ِْإذ َ َ َ ْ مؤ ِ َ ٌ ) ُ َُ
أوالھما ُ ْ
الضد ِإذا ( .على الضد يعنيمطلق على ِ ِّ وحمل ُ ُ ْ َ ٍ
أمكن ( .مفھومه إذا لم يمكن ال يحمل قوله ْ َ َ ) : ھذا يطابق قوله ِ ) :إذا َ ْ َ َ
وإن ُكَّن ُ َ ِ
أوالت ﴾ ] الطالق - [6 : أمكن ( يحمل ،مفھومه -مفھوم مخالفة مفھوم الشرط كما أخذناه البارحة ﴿ َ ِ المقيد ِ ) .إذا َ ْ َ َ
مفھومه إذا ال يمكن ال يحمل المطلق على المقيد صرح بھذا المفھوم لو سكت عند قوله ِْ ) :إذ َ َ َ ْ
وردت ( .نفھم من البيت األول
سابقا إليراد المثال ألنه قال :كالقضاء .أراد أن ً أنه إذا لم يمكن ال يُحمل المطلق على المقيد ،لكن نص ھنا على ما ُ ِ َ
فھم
ُورد مثال لما ال يمكن فيه حمل المطلق على المقيد . ي ِ
مقيد في محلين بالمتنافيين ولم يكن المطلق أولى بالتقييد من ٌ ثمَ
يمكن ( حمل المطلق على المقيد بأن كان َّ ُ
وحيث ال ُ ْ ِ ُ ) َْ
أخر ﴾ ھنا ورد المقيد في موضعين بمقيدين مختلفين متضادين ليس أحدھما ُ
أيام َ َ َ فعدةٌ ِّ ْ َ
أحدھما ھذا فيما ذكرناه من مثال ﴿ ِ َّ
من َّ ٍ
ثم شبه بين المطلق وبين َ ً
حينئذ نقول :ال يحمل المطلق على المقيد اتفاقا إما إذا وجد مرجح في أن يكون َّ ٍ أرجح من اآلخر
شبھا ،وحيث ال يمكن حمل المطلق على المقيد ) شبھا على أقرب المقيدين ً فحينئذ نحمل المطلق على أقربھما ً ٍ أحد المقيدين
كالقضاء (
ِ َ كالقضاء ( القضاء ھذا إعرابه خبر مبتدأ محذوف وذلك ) ِ َ َ ِ
كالقضاء ( وذلك )
أيام ُ َ َ
أخر ﴾ .حكمه ؟ فعدةٌ ِّ ْ َ
من َّ ٍ في شھر رمضان في قوله تعالى َّ ِ َ ﴿ :
212
تقتفي ( االقتفاء واإلتباع َْقفوا األسد يعني : تقتفي ( يعني :ال تتبع ) .ال َ ْ َ ِ تقتفي ( ،حكمه حكم ماذا ؟ حكمه ) ال َ ْ َ ِ ) ال َ ْ َ ِ
تقتفي ( .يعني :ال تقتفي حكمه ال تتبع حكمه ( ھذا مفعول به منصوب مقدم لقوله ) :ال َ ْ َ ِ تقتفي ( ) ُ ْ َ ُإتباع األسد ) .ال َ ْ َ ِ
ٍ
حينئذ حكمه أي :حكم ذلك المقيد ،بل يبقى المطلق على إطالقه ،أو ال تقتفي حكمه أي :حكم الحمل ذلك الحمل المذكور
الضد ( .ھذا حكم ال تقتفي حكمه أي :ال تتبع حكم الحمل المذكور وال إشكال مطلق على ِ ِّ وحمل ُ ُ ْ َ ٍ
يكون إشارة على قوله ْ َ َ ) :
في التقديرين ،والمثال قد ذكرناه فيما سبق .
ًإذا ھذا ما يتعلق بماذا ؟ بالمطلق والمقيد .
ُ
والمنسوخ النوع الحادي عشر والثاني عشر ُ ِ َّ :
الناسخ
النوع الحادي عشر والثاني عشر من ھذا العقد الذي ھو متعلق بالمعاني المتعلقة باألحكام الناسخ والمنسوخ ،ناسخ ھذا
حينئذ ال بد ٍ اسم فاعل من النسخ ،والمنسوخ ھذا اسم مفعول من النسخ والمراد به الناسخ من القرآن والمنسوخ من القرآن ،
من معرفة حقيقة النسخ .
ً
فنقول النسخ لغة :اإلزالة أو النقل .يعني :يطلق بھذا المعنى أو على المعنى الثاني ،النسخ لغة اإلزالة تقول :نسخت
الشمس الظل .بمعنى :أزالته .النقل نسخت الكتاب أي نقلت ما فيه ،والمراد به ھنا اإلزالة المراد به ھنا يعني المناسب
نقل ،وعند السلف -ألن ثم ٌ للمعنى االصطالحي اإلزالة ألن النسخ ھنا في االصطالح رفع الحكم بمعنى إزالة الحكم وليس َ َّ
مرادا به البيان ،ولذلك عندھم ي ْ َ ُ
ُطلق ً االصطالح يختلف بين المتقدمين وبين المتأخرين -عند السلف يطلق النسخ بمعنى أو
نسخ ،فيقال ھذا :نسخ .فيظن الظان أن اآلية ناسخة وھي مخصصة لماذا ؟ ٌ على التخصيص
ً
ألن مفھوم النسخ عندھم أوسع من مفھوم النسخ عند المتأخرين .إذا معناه معنى النسخ عند السلف ھو :البيان .فإذا كان
حينئذ أو يدخل فيه تخصيص العام ألنه بيان ،ويدخل فيه تقيد المطلق ألنه بيان ،ويدخل فيه تبين المجمل ألنه ٍ البيان فيشمل
بيان ،ويدخل فيه رفع الحكم بالجملة ألنه بيان .
الرابع ھذا خصه المتأخرون -قبيل االصطالح -خصه بالنسخ ولم يطلقوا النسخ على تخصيص العام وال على تقييد
المطلق وال على تبين المجمل ،وھذا ال إشكال يكون من باب االصطالح وال نقول :المتأخرين قد أساءوا للمتقدمين .نقول :
توقيفيا المصطلحات ھذه ليست توقيفية ،فإذا ً ھذا معناه كذا وھذا معناه كذا وال مشاحة في االصطالح ألن ھذا االسم ليس
خالف المتأخرون المتقدمين في اصطالح وخاصة إذا ال ينبني عليه كبير أحكام أو فرق بأحكام نقول ھذا ماذا ؟ ھذا من قبيل
االصطالح وال مشاحة في االصطالح وال نأتي بكتب األصول ھنا نقول :ھذه مما تجرأ المتأخرون على المتقدمين .ال بأس
يبين ھذا ليعلم الطالب أنه إذا بحث في التفسير ونقل عن ابن عباس وغيره أو كبار التابعين بأن ھذا نسخ فيتأنى ال يحمله
ثم مجمل ومبين إن لم ثم مخصص وعام ،ھل ثم مطلق ومقيد ،ھل َ َّ على النسخ عند المتأخر يتأنى يقف فينظر فيه يتأمل ھل َ َّ
فحينئذ ال بأس أن يحمله على المعنى عند المتأخرين معنى النسخ عند المتأخرين ،والمراد به أن يتريث ويتأنى . ٍ يكن
قدم بخطاب متراخي عنه ،ربط الحكم الثابت بخطاب متقدم بخطاب وعند المتأخرين رفع الحكم الثابت بخطاب مت ٍ
متراخي عنه ،أو إن شئت قلت أقصر من ھذا :رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخي .ھكذا عرفه في )) مختصر
التحرير (( رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخي ،رفع الحكم الثابت رفع ھذا عنون له في أول الحد بالمصدر ،فح ٍ
ينئذ
نقول :ھذا موافق لمعناه اللغوي الذي ھو معنى اإلزالة ألن الرفع ھنا بمعنى اإلزالة ،الرفع إزالة الشيء بمعنى تغيره ُ ،غيِّر
ي َ َْ ُْ
نجواكم يد ْبين َ َ الرسول َ َ َ ِّ ُ
فقدموا َ ْ َ مباحا كنسخ ماذا ؟ ﴿ َِإذا َ َ ْ ُ ُ
ناجيتم َّ ُ ً واجبا ثم صار ً ُفع الحكم الشرعي بمعنى ُغيِّر كان الحكم ر ِ َ
فحينئذ نقول :غير الحكم أزيل الحكم األول كله فنقول :تغير الحكم . ٍ صدقة ﴾ ] المجادلة [12 :قيل :ھذه للوجوب فنسخت . ًَََ
ًإذا رفع الحكم أي :إزالة الحكم بمعنى تغييره من إيجاب إلى إباحة ،أو من إباحة شرعية إلى إيجاب وندب ونحو ذلك ،من
تحريم إلى إباحة » كنت نھيتكم عن زيارة القبور « .نھي األصل أنه يحمل على ماذا ؟ على التحريم » فزوروھا « .إما
إيجاب وإما سنة فنقول :سنة ً .إذا انتقل الحكم من ماذا ؟ من التحريم إلى السنة ،نقول :ھذا ھو المراد بالرفع إزالة الحكم
أأشفقتم َأن
ثابتا كما ھو يعني لوال قوله تعالى ْ ُ ْ َ ْ َ َ ﴿ : ثابتا ،يعني :لوال الحكم الثاني لبقي األول ً وتغيره على وجه لواله لبقي ً
ثابتا كما ھو ، تقدموا ﴾ ] المجادلة ... [13 :اآلية لبقي ماذا ؟ وجوب الصدقة بين يدي النبي لوال الناسخ لبقي الحكم ً ُ َ ِّ ُ
ليخرج ماذا ؟ ليخرج زوال الحكم بخروج وقته ،لو خرج الحكم بخروج وقته نقول :تغير وأزيل الحكم لكنه ماذا ؟ بانتھاء
فحينئذ نقول :ھذا نسخ أو ال ؟ ٍ وقته ،إذا زال الحكم بخروج الوقت نقول :ھذا ارتفع الحكم وزال الحكم وتغير ،
ليس بنسخ لماذا ؟ ألن الحكم مقيد بالزمن ومثلنا له في القواعد بماذا ؟
بصالة الجمعة ،إذا لم يصل حتى خرج الوقت فقام فصلى الجمعة بعد صالة العصر نقول ماذا صالة واجبة أم ال ؟
الجمعة تقضى أو ال ؟
213
ٍ
فحينئذ لو أراد أن يصلي صالة الجمعة بعد العصر نقول :ھذه واجبة زال الحكم أو ال تغير أم ال ؟ ھل ال تقضى باتفاق ،
ھذا نسخ ؟
نقول :ال ،ھنا أزيل الحكم لخروج وقته ألنه مغير بوقت معين بخالف سائر الفرائض .
نسخا كمن أخرج الجمعة عن وقتھا فال يصلي لعدم الوجوب ،رفع الحكم الثابت بخطاب أي :انتھاء وقت الحكم ال يسمى ً
ً ،إذا الحكم السابق المنسوخ يكون ً
ثابتا بماذا ؟ بخطاب ال بد أن يكون ً
ثابتا بخطاب احترز به عن الثابت بالبراءة األصلي ،
والثابت بخطاب ھذا صفة للحكم المنسوخ لي ْ ِ
ُخرج ماذا ؟
رفع الحكم السابق باألصالة وھي البراءة األصلية عدم التكليف بالشيء ،فرفع البراءة األصلية ال يسمى ً
نسخا .
ينئذ نقول :ھذه إباحة ال شك أنھا إباحة لكنھا إباحة عقلية ال شرعية ألنھا دل عليھا العقل ،وما دل عليه العقل ليس ح ٍ
بشرع ،فإذا جاء الشرع ابتداء العبادات ال نقول أنه نسخ ،فاألصل عدم وجوب الصلوات كلھا حتى نزل تشريع إيجاب
الصلوات الخمس ،قبل ذلك نقول :ليست بواجبة ً .إذا عدم الوجوب ثم وجبت ھل نقول :الخطاب الثاني رافع وناسخ لما
ثبت بالعقل وھو عدم وجوب الصلوات ؟ نقول :ال ،ألنه ثبت بالبراءة األصلية .
متقدمة أي في الورود على المكلفين ألن ابتداء العبادات في الشرع مزيل حكم العقل من براءة الذمة وليس ھذا بنسخ ،
متراخ نقول :بدليل أحسن ليشمل ماذا ؟ فعل النبي كما في الوضوء أليس كذلك ؟ كان األصل أنه ٍ وبدليل متقدم بخطاب
نسخ بماذا ؟ بالسنة بفعل النبي صلى عليه وعلى آله وسلم .وبدليل ليخرج زواله َ ُ
يجب أن يتوضأ لكل صالة وبعد ذلك ِ
ُفع الحكم السابق بخطاب ُفع الحكم لكن بالموت مات نقول :ر ِ َ بزوال التكليف يعني رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم ،ر ِ َ
المتقدم كان يجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان لكنه مات ارتفع أو ال ؟
ارتفع ،لكن ارتفع بماذا ؟ بزوال التكليف ال بدليل شرعي ،فإذا أزيل التكليف بنحو جنون أو إغماء أو موت فنقول :
ناسخا ،ال ،وإنما نقول :أزيل لفوات رفع التكليف ، ً ً
رافعا بكونه ارتفع التكليف .وال نجعل ذلك الجنون أو ذلك الموت
متأخرا عن األول غير متصل به ً متراخ ؟ ليُخرج البيان والتخصيص ،فالناسخ ال بد أن يكون ٍ متراخ لماذا نشترط فيه لكونه
ٍ
.
عرفنا حد النسخ ؟ ھذا حقيقته .
لحكم منھا التيسير ،ومنھا تسھيل األجر للمؤمنين ومضاعفة األجر لھم ،وقد نقول :النسخ مما خص به ھذه األمة ِ ِ َ ٍ
خالفا لليھود والرافضة منعوا النسخ لكن ال نلتفت ھنا دليلھم . ً أجمع المسلمون على جوازه ال خالف ،
متراخ
ٍ ْن أليس كذلك ؟ نقول :بالخطاب ،رفع الحكم الثابت بخطاب ْعيي ِ
من التعريف ال بد أن يكون الناسخ والمنسوخ َسم ِ َّ
ْن ،فالعقل ال يثبُت به النسخ ،واإلجماع مجرد ،ال بد أن يكون كالً من الناسخ والمنسوخ بخطاب ،ال بد أن يكونا َسم ِ َّ
ْعيي ِ
إجماعا على النص الناسخ ،أما ً ٍ
حينئذ يكون جدَ بأن األمة أجمعت وصح اإلجماع دعوى اإلجماع ال يثبت به النسخ ،ولو وُ ِ
ينعقد إال بعد وفاة النبي ھذا شرطه ،بعد وفاة النبي في مجرد اإلجماع فليس بنسخ لماذا ؟ ] ...أحسنت [ ألن اإلجماع ال ِ
حينئذ يكون ما ال يوجد إال بعد انقطاع الوحي يكون ناسًخا ،ھذا ال يمكن ولو وجد أنه ٍ والنسخ ال يكون إال بوحي فكيف
باإلجماع ھذه اآلية منسوخة فاعلم أن اإلجماع على النص الناسخ ،أما اإلجماع نفسه فليس بناسخ .
القياس ھل يُنسخ به ؟
بسم ٍْع ال يُنسخ إال وحي وال يكون الناسخ إال وحي . قطعا ً ،إذا ال بد من َسم ٍْع َال يُنسخ به ً
ِّ
الحد ألنه قال : الحد ،كونھما سمعيين نأخذه من ِّ الثاني :ال ُتنسخ األخبار .لذلك قال :رفع حكمي .ھذا كله نأخذه من
ْن .قوله :رفع متراخ عنه ھذا الناسخ ً .إذا ال بد من كونھما َسم ِ َّ
ْعيي ِ ٍ المنسُوخ ،بخطاب رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم .ھذا ْ َ ْ
الحكم .ھذا دليل على أن النسخ ال يدخل األخبار إال إذا كان الخبر بمعنى الحكم .
ثالثا :نقول :النسخ ال يقع إال في األحكام الشرعية وھذا مما سبق . ً
قال رحمه تعالى :
َِْ ِ
واإلكثار َّ ْ ِ
الضخم َْ ََ ْ
واشتھرت في من َ ْ َ ِ
أسفار صنفوا في َ ْ ِ
ذين ِ ْ كم َ َّ ُ
َْ
) )
214
ذين ( المشار إليه ما ھو ؟ الناسخ والمنسوخ ) َ ْ ِ
ذين صنفوا ( أي العلماء من السابقين والالحقين ) في َ ْ ِ
كم ( عدد كثير ) َ َّ ُ
) َْ
( ھذا تسمية ذا .
اقتصرْ على ُ ْ َ
األنثى ْ َ ِ وذ ْه ِتي َتا َ َ
بذي َ ِِِ ) ُذكر َ ِ
أشرْ ُفرد م َ َّ ٍ
َِبذا لِم ْ َ ٍ
)
) تطعْ ُ ُ
ْن اذكرْ ِْ َ
ْن تي ِ َ
سواهُ ذي ِ
وفي ِ َ
َ ِ ْالمُرْ َ ِ
تفعْ ِللم َ َُّثنى َ ِ
تان َ َ ِ
وذان
)
أسفار ( جمع سفر ،وذكرنا أنه الكتاب الكبير ھذا ھو األصل قال السيوطي رحمه في )) اإلتقان (( من َ ْ َ ِ ) في َ ْ ِ
ذين ِ ْ
كثر ألنه مھم ينبني عليه أحكام شرعية ال يحصى منھم :أبو عبيد القاسم ،وأبو داود صون ُ ُ .
أفرده بالتفصيل خالئق ال يُحْ َ
ألحد أن يفسرٍ السجستاني ،وأبو جعفر النحاس ،وابن األنباري ،ومكي ،وابن العربي ،وآخرون قال األئمة :ال يجوز
كتاب إال بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ ،ال يجوز أن يفسر كالم كتاب إال بعد أن يعرف الناسخ من المنسوخ
،ألنه يدخل مع اآلية وھي المنسوخة ويفسرھا ويبني عليھا األحكام وھي منسوخة ،وما درى المسكين أنھا منسوخة ولذلك
لقاض :أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال :ال .قال :ھلكت وأھلكت . ٍ أورد عن علي رضي تعالى عنه ً
أثرا أنه قال ُ
ِ
قاض جالس يقضي بين الناس وال يعرف الناسخ من المنسوخ ،يعني :ليس ببدعة . ض األمر من زمن يعني ٍ ، قا ٍ
كثيرا مفعول به ) َ ْ
كم ( ً ُ
صنفوا ( ً
عددا كم ( ھذه ما إعرابھا ؟ ) َ َّ
كم ( ْ َ ) ، ُ
صنفوا ( ) َ ْ
كم ( ھذه تكسيريه ) َ َّ ُ
صنفوا ( ْ َ ) ، كم َ َّ
) َْ
َْ ََ ْ
واشتھرت َ
أسفارَ
من ْ ِ ذين ( الناسخ والمنسوخ ) ِ ْ َ
تكسيريه ليست استفھامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ) في ْ ِ
( تلك األسفار عند أھل العلم في الضخم واإلكثار ،في الضخم يعني من جھة الحجم بعضھا كبير وبعضھا صغير واإلكثار
أي الكثرة .
قد َ َ َ
ثبتا ترتيبه ِإالَّ الذي َ ْ
َ ْ ِْ ُ ُ منسوخ ََأتى
بعد َ ْ ُ ٍ من َ ْ ِ َ ِ ٌ
وناسخ ِ ْ
) )
فيه َّ ْ
النقل ُ ِ صح لك ِّ ُ
النساء َ َّ َ ) العدة ال َ ِ
يحل ُّ آية ِ َّ ِ
من َ ِ
ِ ْ
)
ِّ َ َ ِ
الرضاعة ية َ ْأو َ ُ
لھما َكآ َ ِ ِّ َ ِ
التالوة َأو ِْ ُ ْ ِ
للحكم َّ ْ ُ
والنسخ
) )
ٌ
ضابط السيوطي في )) التحبير (( وفي غيره : منسوخ ( يقصد به أن القاعدة ذكره بعد َ ْ ُ ٍ من َ ْ ِمن ( اآليات ) ِ ْ ) َ ِ ٌ
وناسخ ِ ْ
ليس في القرآن -ھكذا قال نظمه المصنف أو الناظم - :ليس في القرآن ناسخ إال والمنسوخ قبله ،على الترتيب يعني
أوال ُ ،ثم بعد ذلك يتلو الناسخ ،يتلو المنسوخ أوالً . المنسوخ التالي يتلو المنسوخ ً
ناسخ إال والمنسوخ قبله في الترتيب إال ٌ أوال أليس كذلك ؟ ثم يتلو الناسخ ،ما من ليس في القرآن ًإذا من حيث التالوة ھي ً
من ( منسوخ ( ) َ ِ ٌ
وناسخ ِ ْ بعد َ ْ ُ ٍمن َ ْ ِ
من ( اآليات ) ِ ْ العدة ( ،وآية األحكام التي نظمھا المصنف ھنا ٌ ِ َ ) .
وناسخ ِ ْ ية ِ َّ ِ آيتين ) آ َ ِ
أوال المنسوخ ثم يأتيك بعد ذلك الناسخ يأتيك الناسخ ) َ َأتى َ ْ ِ ْ ُ ُ
ترتيبه ( في ً منسوخ منھا فتتلو ٍ اآليات يقع في القرآن من بعد
العدة ( ھاتان اآليتان في ِ ِ ِ
العدة ( ) آ َية َّ ِ ِ ِ
من آ َية َّ ِ
قد َثبتا ( األلف لإلطالق ) ْ َ َ َ
القرآن ) ِإالَّ ( استثنى من ھذه القاعدة ) ِإال الذي ْ
َّ
غير ِ ْ َ ٍ
إخراج ﴾ الحول َ ْ َ
متاعا ِ َإلى ْ َ ْ ِ وصية ِ َ ْ َ ِ ِ ْ
ألزواجھم َ َ ً أزواجا َ ِ َّ ًويذرون َ ْ َ ً
منكم َ َ َ ُ َ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
يتوفون ِ ْ ُ ْ سورة البقرة وھي قوله تعالى َ ِ َّ َ ﴿ :
] البقرة . [240 :ھذه منسوخة نسختھا اآلية التي قبلھا .
وعشرا ﴾ ] البقرة . [234 :المنسوخة ،أيھما أشھر َ َ ْ ً أربعة َ ْ ُ ٍ
بأنفسھن َ ْ َ َ َ
يتربصن ِ َ ْ ُ ِ ِ َّ
أزواجا َ َ َ َّ ْ َ ويذرون َ ْ َ ً
منكم َ َ َ ُ َ والذين ُ َ َ َّ ْ َ
يتوفون ِ ْ ُ ْ ﴿ َ َّ ِ َ
يتربصن ﴾ ھي المتقدمة ،الناسخ ھو المتقدم على عكس القاعدة وھذا نأخذ منه دليل على ماذا ؟ أن ترتيب اآليات متقدمة ؟ ﴿ َ َ َ َّ ْ َ
ً ً
توقيفي نعم ،ألن ترتيب اآليات توقيفي ،ألن النظر لو أردنا بالعقل نقول نضع الناسخ أوال أليس كذلك ؟ نضع الناسخ أوال ثم
بعد ذلك المنسوخ لكنھم عكسوا فعُكس األمر فوضع أوالً المنسوخ ثم الناسخ ،وخولف في آيتين فدل على ماذا ؟ على أن
الترتيب ترتيب اآليات توقيفي .
215
إال الذي ( ھذا مبھم بينه بقوله ) : بيانه يعني قوله َّ ِ ) : ية ( ھذا جار مجرور من َ َ ِّ من آ َ ِ
العدة ( ) ِ ْ ية ِ َّ ِ من آ َ ِثبتا ِ ْ قد َ َ َ ) ِإالَّ الذي َ ْ
العدة ( وھاتان اآليتان في سورة البقرة وعرفنا ھذا . ية ِ َّ ِ من آ َ ِِ ْ
النساء ﴾ ] األحزاب . [52 :في سورة األحزاب لك ِّ َ ُ يحل ُّ َ َ
النساء ( ھذه اآلية الثانية يعني وقوله تعالى َ ﴿ :ال َ ِ لك ِّ ُ يحل ُّ َ) ال َ ِ
بعد ﴾ ً .إذا لك ا ِّ َ ُ
لنساء ِ ْ
من َ ْ ُ يحل ُّ َ َ
أزواجك ﴾ ] األحزاب . [50 :وھذه متقدمة ثم جاءت ﴿ َال َ ِ لك َ ْ َ َ َ نسختھا آية قبلھا َّ ِ ﴿ :إنا َ ْ َ ْ َ
أحللنا َ َ
النقل ُ ( صح النقل فيه أي في المذكور كله من أوله إلى آخره ،صح فيه النقل ھذا فيه َّ ْ
صح ِ الناسخ متقدم والمنسوخ متأخر ) َ َّ
تقدم
متفق على أن الناسخ م ٌ ٌ ناسخ وما ھو منسوخ ٌ احترازا من ما اختلف فيه ،ألن بعض ما ھو ً من باب التكملة أو نجعله
متقدما على المنسوخ ، ً ناسخ ومنسوخ وكون الناسخ ٌ مختلف فيه من كونه ٌ على المنسوخ كاآليتين المذكورتين ،وبعضه
خالفا للضابط ً النقل ُ ( يعني ما صح فيه النقل من تقديم الناسخ على المنسوخ فيه َّ ْ صح ِ فحينئذ قيد المصنف ھنا قوله َّ َ ) : ٍ
َ اختلف فيه ،وھي آية الحشر في الفيء على رأي من قال بأنھا منسوخة بآية األنفال ْ ُ َ ْ َ ﴿ :
واعلموا َّ َ
أنما احترازا مما ُ ً السابق ،
مختلف فيه ،فتقدم الناسخ ھنا على ٌ غنمتم ﴾ ] األنفال . [41 :ھذه ناسخة وآية الفيء في الحشر ھذه منسوخة على ٍ
قول لكنه َُِْ
العفو ﴾ أي :الفضل من ] األعراف َ ْ َ ْ ﴿ . [199 : العفو َ ْ ُ ْ
وأمر ِ ْ ُ ْ ِ
بالعرف ﴾ خذ ْ َ ْ َ المنسوخ لكنه على اختالف .كذلك آية ِ ُ ﴿ :
الصدقات ﴾ ] التوبة . [60 :آية الزكاة وھذه في سورة األعراف أليس كذلك ﴿ ُ ِ
خذ إنما َّ َ َ ُ أموالھم قيل :ھذه منسوخة بآية َ َّ ِ ﴿ :
النقل ُ (فيه َّ ْ صح ِ قول ) َ ٌَّ مختلف فيه ،فيكون ٌ العفو ﴾ .في سورة األعراف أي :متقدمة ً ،إذا تقدم الناسخ على المنسوخ لكنه َْ َْ
متقدم على المنسوخ وفيه كالم . ٌ احترازا مما يصح صح فيه النقل مما قيل بأن الناسخ ً
مسألة أخرى تتعلق بالنسخ وھي بيان أقسام النسخ : ٍ ثم انتقل إلى
َ َ َ
التالوة ( فھمنا أن كائن للحكم لما قال ) :أو ِّ َ ِ ٌ والنسخ ِ ْ ُ ْ ِ
للحكم ( لھما ( ھذه ثالثة أقسام ) َّ ْ ُ التالوة ْأو َ ُ
للحكم أو ِّ َ ِ والنسخ ِ ْ ُ ْ ِ
) َّ ْ ُ
قيد مقدر كما قال ابن مالك رحمه : بقيد نفھم منه أن األول مراد به ٌ للحكم ( أي :دون التالوة قد ي َ َُّقيد الثاني ٍ قوله ) ِ ْ ُ ْ ِ
اقتصرْ على ُ ْ َ
األنثى ْ َ ِ وذ ْه ِتي َتا َ َ
بذي َ ِ
ِِ َِ
أشرْ م َ َّ ٍ
ُذكر لِم ْ َ ٍ
ُفرد ِ َبذا
) )
216
وجدتموھم ﴾ ] التوبة . [5 :ھذه حيث َ َ ُّ ُ ُ ْ المشركين َ ْ ُ
فاقتلوا ْ ُ ْ ِ ِ َالحرم َ ْ ُ ُ ْاألشھر ْ ُ ُ ُ انسلخ َ ْ ُ ُ
فإذا َ َ َ منسوخ بآية السيف وھي قوله تعالى َ ِ َ ﴿ : ٌ
وأربعا وعشرين آية ،لكن ھذا يحتاج إلى تتبع ثم نسخ آخرھا أولھا . ً قيل :نسخت ً
مائة
أيضا سنة .يعني :نسخ الحكم دون التالوة وكان الناسخ له سنة ،وھذا التقسيم يطرد على النوع الثاني ً الثاني :ما نسخه ٌ
لكن نذكره لألول للحاجة إليه واختلف للحاجة إليه واختلف في جواز ھذا ،ھل يجوز نسخ القرآن بالسنة أم ال ؟ ھذا فيه
واألقربين ﴾ ] البقرة : لوالدين َ ْ َ ِ َ خيراً ْ َ ِ َّ ُ
الوصية لِ ْ َ ِ َ ْ ِ ترك َ ْ الموت ِإن َ َ َ أحدكم ْ َ ْ ُ حضر َ َ َ ُ ُ عليكم ِ َإذا َ َ َ
كتب َ َ ْ ُ ْ مثلوا له بقوله تعالى َ ِ ُ ﴿ : الخالف َّ ُ
مثلوا بھذا لماذا ؟ ألن الوصية ھنا ماذا ؟ واجبة قال : . [180قيل نسخ بحديث » :ال وصية لوارث « .وھذا فيه نظر لكن َّ ُ
ٌ
ناسخ واألقربين ﴾ .والوالدان وارثان ،واألقربين منھم من يرث » وال وصية لوارث « .قالوا :ھذا الحديث للوالدين َ ْ َ ِ َ ﴿ َِْ َِ ْ ِ
لآلية .ومن أنكره قال :الناسخ آية الميراث ،وھو الصواب أن الناسخ ھو آية الميراث .
رواية عنه : -إلى ٍ ذھب جمھور األصوليين إلى أنه يجوز نسخ القرآن بالسنة المتواترة ،وذھب اإلمام الشافعي وأحمد -
قرآنا مثله ،وھذا اختيار ابن قدامة رحمه ، أنه ال يجوز نسخ القرآن بالسنة ولو كانت متواترة ،بل ال ينسخ القرآن إال ً
تنسخ القرآن ولو كانت متواترة وھذا اختيار من ؟ ابن قدامة ،وابن تيمية ،وقرره الشافعي في ً
مطلقا ال َ ْ َ ُ وابن تيمية أن السنة
وحي من تعالى ، ٌ )) الرسالة (( .وھذا الخالف في الجواز وفي الوقوع ،حجة الجمھور أنه يجوز بالمتواتر :أن الجميع
يوحى ﴾ ] النجم [4 ، 3 :والقرآن وحي ُ َ ھو َِّإال َ ْ ٌ إن ُ َ الھوى * ِ ْ عن ْ َ َ ينطق َ ِ وما َ ِ ُ السنة المتواترة وحي من لقوله تعالى َ َ ﴿ :
وحي من تعالى .فالناسخ والمنسوخ من عند أليس كذلك ؟ والناسخ في الحقيقة ھو ٌ كل منھما وحي وال إشكال ًإذا ٌ ٌ
سواء نسخ بالقرآن أو نسخ على لسان رسوله ألن الناسخ في الحقيقة ھو الرب جل وعال ليس النص وإنما الرب ٌ جل وعال
وحي ٌ ُ
الناسخ فحينئذ يكون ٍ سواء كان الناسخ بلفظ القرآن أو بلسان النبي والنبي م َ ُِّبلغ أليس كذلك ؟ ٌ ٍ
فحينئذ جل وعال ،
ٍ
رضعات وحيا ،لكن أظھر النسخ على لسان رسوله ومثل الجمھور للوقوع بأن آية التحريم بعشر وحي ً ٌ لوحي أو نسخ
نسخن بالسنة ، نسخن بالسنة أما المثال األول فھذا فيه نظر مثلوا بماذا ؟ بأن آية التحريم بعشر رضعات -التي ستأتي َ ْ ِ ُ - ُ ِ ْ َ
مثلھا ﴾ ] َ
منھا ْأو ِ ْ ِ َ بخير ِّ ْ َ نأت ِ َ ْ ٍ ْ
ننسھا َ ِ َ
آية ْأو ُ ِ َ من َ ٍ وحجة الشافعي وابن قدامة وابن تيمية رحمھم :قوله تعالى َ ﴿ :ما َ َ ْ
ننسخ ِ ْ
وخيرا منه إال قرآن ،ھذا باعتبار ماذا ؟ السنة المتواترة ،وأما اآلحاد فلكونھا ً البقرة . [106 :قالوا :وال يكون مثل القرآن
ٍ
فحينئذ ال مساو أو أعلى ،واآلحاد يكون أدنى ٍ تالوة إال بما ھو ً نصا وال عند الجمھور ظنية قالوا ً :إذا ال يُرفع حكم القرآن ً
يُنسخ القرآن بخبر الواحد والجمھور على ھذا ألنه ضعيف فال يُرفع األقوى بما ھو دونه .وذھب بعضھم إلى جواز نسخ
القرآن بأخبار اآلحاد إذ ال يشترط في الناسخ والمنسوخ أن يكونا متساويين في الرتبة ،وال يشترط في الناسخ أن يكون أقوى
ثابتا بالنقل احترازا من اإلجماع وقياس العقل ً - ً وحيا - حينئذ في الناسخ أن يكون ً ٍ من المنسوخ ،بل قد يكون أدنى فالشرط
ً
متواترا أم آحادا . ً خبرا من السنة سواء كان ً ٌ فحينئذ نقول :ھذا ناسخ ٍ الصحيح ،فمتى ما وُ جد الناسخ بھذا القيد
ًإذا نقول :مسألة النسخ نسخ القرآن بالسنة فيه تفصيل عند الجمھور ،إن كانت السنة متواترة فالجمھور على أن القرآن
آحادا فالجمھور على ماذا ؟ على أن القرآن ال يُنسخ بخبر الواحد .وعند الشافعي ومثله ً ينسخ بالسنة المتواترة ،وإن كانت
ينسخ القرآن إال قرآنا وال ينسخ السنة إال السنة ،واضح ؟ ً ابن تيمية رحمه :ال َ ْ َ ُ
ھذا ھو الخالف عند أھل العلم .
نسخ السنة بالقرآن الكالم اآلن في ماذا ؟ في نسخ القرآن بالسنة ،ھل القرآن ينسخ السنة ؟ .
عند الشافعي وابن تيمية :ال ،ألنه ال ينسخ السنة إال السنة وال قرآن إال القرآن .
ذھب جمھور األصوليين :إلى أنه يجوز نسخ السنة بالقرآن .وذھب اإلمام الشافعي وغيره إلى أن السنة ال ينسخھا إال
ثابت بالسنة المتواترة ٌ سنة مثلھا ،واألدلة ھي األدلة السابقة للطائفتين ،لكن الوقوع يشھد ،نقول :استقبال بيت المقدس ھذا ٌ
ثابت بالسنة على القول ٌ سابقا كذلك صوم يوم عاشوراء ھذا ً وجھك ﴾ ] البقرة . [144 :كما ذكرناه فول ِّ َ ْ َ َ ونسخ بالقرآن َ َ ﴿ :
واجبا ثم نسخ بماذا ؟ بالقرآن فكيف نقول :ال تنسخ السنة بالقرآن . ً بأنه كان
مطلقا متى ما صحت السنة ،وأن السنة ُتنسخ بالقرآن ألن الكل ً بالسنة
ِ ولذلك نقول :األصح في المسألتين أن القرآن يُنسخ
سواء نسخ بالقرآن بلفظه بحرفه جل وعال أو على لسان ٌ وحي من عند ،وأن الناسخ في الحقيقة ھو الرب جل وعال ٌ
رسوله .
التالوة ( يعني فقط مع بقاء الحكم مثل ماذا ؟ ُنسخ التالوة للحكم ( أي :دون التالوة ،ھذا النوع األول َ ) .أو ِّ َ ِ والنسخ ِ ْ ُ ْ ِ
) َّ ْ ُ
) الشيخ والشيخة ( ] أحسنت [ آية الرجم ُتسمى آية الرجم وھي ) :الشيخ والشيخة إذا زنيا دون الحكم ،الحكم باقي
فارجموھما البتة نكاالً من و عزيز حكيم ( ھي كانت في سورة األحزاب رواه الحاكم وغيره عن عمر رضي تعالى ٌ
217
ً
موضعا قال : لھما ( منسوخ التالوة دون الحكم ،جمع السيوطي عشرين عنه .ھذه منسوخة في التالوة والحكم باقي َْ ) .أو َ ُ
لھما ( يعني :النسخ لماذا موضعا نسخ فيھا التالوة دون الحكم ذكرھا في )) اإلتقان (( ) َْأو َ ُ ً وال يوجد غيرھم .فقط عشرين
َ
معا .قال ) :كآ َ ِ
ية ُ
معا ،المنسوخ الحكم والتالوة ً لھما ( يعني للحكم والتالوة ً َ َ
التالوة ( ھذا عطف على الحكم ) ْأو ُ ؟ ) َأو ِّ َ ِ
الرضاعة ( خبر لمبتدأ محذوف ،وھي ما رواه الشيخان عن عائشة رضي تعالى عنھا ية ِّ َ َ ِ الرضاعة ( يعني وذلك ) َكآ َ ِ
ِّ َ َ ِ
معلومات يحرمن ،فتوفي رسول مما ٍ ٍ
رضعات معلومات يحرمن فنسخن بخمس ٍ ٍ
رضعات ُ
قالت :كان فيما أنزل عشر
نسخ لماذا ؟ للتالوة الحكم ٌ ْلغ ُه َنسْ َخھ َُّن ،وأما من بلغه النسخ فأسقط تالوتھا ً ،إذا ھذا
يقرأ من القرآن .أي :يقرؤھن َمنْ َْلم َيب ُ ْ
معا .ھذا ما يتعلق بالناسخ والمنسوخ . ً
ًإذا نقول :القاعدة أنه ال يُشترط في الناسخ أن يكون أقوى من المنسوخ -وھذا نتنبه له -ال يشترط في الناسخ أن يكون
ثابتا ،ألنه ال يمتنع أن يكون النسخ بالعقل ال يمنع أن وحيا ًً أقوى من المنسوخ ،أو في مرتبته بل يكفي أن يكون الناسخ
يُنسخ بخبر الواحد لكن ھم يمنعون ألنھم يقولون :يفيد الظن فقط وال يفيد العلم .
واحد ( .
ٌ ً به ُ ً
مدة معينة ،وما َعمل َ به ) النوع الثالث عشر والرابع عشر ( من العقد الخامس ) المعمول ُ ِ
أيضا ،يعني بعض األحكام الشرعية قد يكون لھا ماذا ؟ أمد معين شھر أو شھرين أو ثالثة بعضھا مثل له تابع للنسخ ً
ھذا ٌ
ٌ
عاما ثم نسخ ،نقول :ھذا كله النسخ على ھذا المنوال ،لكن ما عمل به واحد فقط ھذا قد يكون يحتاج إلى مثال . ُ بستة عشر ً
علي مذ َن َ َ ْ
زلت ِإالَّ َ ْ منھم ِبھا ُ ْ
ِ ُْ يعمل النجوى التي َ ْ
لم َ ْ َ ِ ية َّ ْ َ كآ َ ِ
) )
) أياماَ ً
عشرة َّ َ ْ ِْ
وقيل َ ال َبلْ َ َ َ
بقيت تماما قد َ ِ َ ْ
ْ َ ً
وساعة
َ َ
)
218
علي نزلت ( إلى أن نسخت ) ِ َّ
إال َ ْ مذ َ َ َ ْ نزلت ( يعني :إلى أن ُنسخت ) ُ ْ مذ َ َ َ ْ اسما ال تكون حرف جار ) ُ ْ حينئذ تكون ً
ٍ ھذا مثلھا
ٍ
واحد منھم ً ً
( ابن أبي طالب رضي تعالى عنه ،ثم كم بقيت ؟ ألنه يرد السؤال لو بقيت وقتا طويال كيف الصحابة لم يناج
ظرف لما بعده يعني ٌ وساعة ( ھذا بقيت ( ً َ َ ) . قد َ ِ َ ْ طويال ) َ َ ً
وساعة َ ْ ً النبي كم بقيت ؟ ھذا يدل على ماذا على أنھا لم تبق
نھار ،وھذا قول ٍ ساعة يعني :من ً فقدموا ﴾ ] المجادلة [12 :بقيت الرسولَ َ َ ِّ ُ وقد بقيت ھذه اآلية التي ھي ماذا ﴿ َِإذا َ َ ْ ُ ُ
ناجيتم َّ ُ
نھار
ٍ ساعة ( أي من قد ( للتحقيق ،بقيت أي تلك اآلية ) َ َ ً بقيت ( ْ َ ) ، قد َ ِ َ ْ ظرف لما بعده والتقدير و) َ ْ ٌ قتادة ً َ َ ) ،
وساعة ( ھذا
تماما ال زيادة فيه وال نقصان وھي ساعة ) ، ً وھذا ھو قول قتادة أنھا لم تبق النھار كله َ ) ،تماما ( أي بقيت تلك اآلية ً
بقاء
ً
عشرة من أيام ال عشرة َ َّ َ
أياما ( أياما ( يعني :عشرة من األيام ) َ ْ َ ً عشرة َ َّ َ
وقيل َ :ال ( ،لم تبق ساعة بل بقيت إلى أن ُنسخت ) َ ْ َ ً ِْ
بد من تقدير حرف جر ،وھذا قول مقاتل أنھا بقيت عشرة أيام ،لكن ھذا ردوه بماذا أنه يُستبعد أن يبقى النبي عشرة أيام
أحد من الصحابة ،ھذا فيه بعد أن يبقى النبي وھو المفتي وھو القاضي وھو النبي عليه الصالة والسالم وھو وال يناجيه ٌ
وقيل َ :ال ( أي لم بقيت َتماما ِ ْ قد َ ِ َ ْ َ ً
وساعة ْ بعد ) َ َ جدا ھذا فيه ٌ ي األمر ثم عشرة أيام وال يناجيه وال أحد إال علي ھذا بعيد ً ول ُ
قول ثالث :بأنھا نسخت قبل ٌ عشرة من األيام وھذا قول مقاتل ،وھناك ً عشرةٌ ( أي تبق ساعة بل بقيت إلى أن نسخت ) َ ْ َ ً
العمل بھا الذي ذكرناه عن ابن عطية بأنه عن جماعة وھذا غير صحيح لحديث الترمذي السابق .ھذا ما يتعلق بالنوع الثالث
والرابع عشر .
ِ
باأللفاظ ( . يرجع إلى المعاني ُ َ ِّ َ ِ
المتعلقة ُ السادس ما
ُ ثم قال ] نأخذ الباب األول والثاني من [ ) ِ ْ ُ
العقد
ضابط وقدر المشترك ) المعاني ٍ ج ُع يجوز الوجھان ،ھذه األنواع مرجعھا إلى يرجع ( َترْ ِج ُع َيرْ ِ
ُ ) ما ( يعني أنواعه )
أيضاباأللفاظ ( يعني النظر ھنا في المعنى من جھة أثره في اللفظ ال من جھة أثره في الحكم ،وقد يترتب عليه حكم ً ِ ُ َ ِّ َ ِ
المتعلقة
والوصل ُ ( .قال رحمه الفصل ُ َ ْ ستة ( باالستقراء ) ،األول ُ والثاني َ : ٌ ستة ( وھي بالتأنيث ) ِ َّ ٌ وھي ِ َّ
َ حكم )
ٌ قد يترتب عليه
:
ومنه ُ ْ َ ِ
يطلبان َ ُْ ُ
بحثھما ِ ْ ُ والوصل ُ وفي َ َ ِ ْ
المعاني َ ْ
الفصل ُ َ ْ
) )
) حيث ُ ِ
فصال آخرھا َ َ
وذاك َ ْ ُ ِِ خلوا ِإلىأول ِإذا َ َ مثال ُ َ َّ ٍ َِ
)
) كما َ َ
تراهُ عنھا َ َ ِْإذ ُ ِ َ ْ
فصلت َ َ وتلك ُعنھا ِ َ بعدھا َ ْ َ َوَما َ ْ َ
)
جحيم ُ َّ َ
والفجار في َ ِ ْ ِ الوصل
في َ ْ ِ ِ
نعيم
ِ َ لفيِ َ األبرار
َْ َ وإن
ِ َّ
) )
مھم في علم المعاني ،ھنا نظم أربعة أبيات والسيوطي اب ٌوالوصل ُ ( ھذا ب ٌ جحيم ( ْ َ ) ،
الفصل ُ َ ْ ُ َّ َ
والفجار ( بالنصب ) في َ ِ ْ ِ )
ُ
بحثھما ُ ٌ
في )) عقود الجمان (( تجاوزت السبعين يدل على أن مسائل ھذا الباب كثيرة جدا ولذلك لما أحْ ِ َ
رج الناظم قال ُ ْ َ ) : ً
يطلبان ( ً .إذا لن ينظم لك إال مثال فقط ،ولذلك سنذكر التعريف والمثالين فقط ما نستطيع أن نبين
ومنه ُ ْ َ ِ
( في علم المعاني ) ِ ْ ُ
مبينا أھمية ھذا الباب الفصل والوصل قال :وتميز موضع أحدھما من موضع الفصل والوصل .قال في )) اإليضاح (( ً
اآلخر على ما تقتضيه البالغة بند منھا عظيم الخطر .يعني متى تفصل الجملة تعطفھا على ما سبق ،ومتى تقطعھا ؟
ھذا في المفردات وفي الجمل ،لكن اصطلحوا على أنه إذا أطلق الوصل والفصل انصرف إلى الجمل ،وإال في األصح
أنه يشمل المفردات ،متى تعطف ومتى ال تعطف ؟
والوصل ُ ( ھو العطف ،عطف بعض الجملة ) َ ْ فقط ھذا الباب مبناه على ھذا ْ َ ) .
الفصل ُ ( ھذا ماذا ترك العطف
على بعض ،متى تعطف ومتى تفصل ؟
علم دقيق بالمعاني وباإلعراب وبمواضع الجمل ،يعني الذي ال يعرف ھذا ال يُتقنه أي أحد ،ھذا ال بد أن يكون على ٍ
ً
متمرسا ال يستطيع ،ما ينجح في ھذا الباب ،الذي قيل الجمل التي لھا محل من اإلعراب والتي ال محل من اإلعراب ويكون
البالغة ھي معرفة الوصل والفصل ،ھنا يقول لك في )) اإليضاح (( القزويني :وتميز موضع أحدھما من موضع اآلخر
219
فن -يعني متى تفصل ومتى تصل -تميز بعضھما عن اآلخر على ما تقتضيه البالغة ليس برأسك وإنما على وصف البالغة ٌ
كالم
ٍ علما بكنھه إال من ُأوتي فھم منھا من البالغة عظيم الخطر صعب المسلك لطيف المأخذ ال يعرفه على وجھه وال يحيط ً
صحيحا .ولھذا قصر بعض العلماء البالغة على معرفة الفصل من ً سليما ورزق في إدراك أسراره ً
ذوقا ً ً
طبعا العرب
الوصل ،ما ھي البالغة قال :معرفة الفصل من الوصل .ألنك إذا أتقنت ھذا الباب كل أبواب البالغة ال بد أن تكون
منطوية تحت ذھنك ،ال يمكن أن تتقن ھذا الباب إال بمعرفة علم المعاني من بقية أبوابه وعلم البيان وعلم البديع ،وما
أحدا ال يكمُل فيه إال كمُل في سائر قصرھا عليه ألن األمر كذلك ؟ ال ،وإنما حاول بذلك التنبيه على مزيد غموضه ،وأن ً
وجه في البيان . ٍ فنونھا ،فوجب االعتناء بتحقيقه على أبلغ
ويأتي إن شاء في )) شرح جوھر المكنون (( أو )) عقود الجمان (( بأوسع .
والوصل ُ ( ھو عطف بعض الجمل على الفصل ُ ( ھو ترك عطف الجمل بعضھا على بعض ْ َ ) ، والوصل ُ ( ْ َ ) ، الفصل ُ َ ْ ) َ ْ
أيضا ھذا ھو الصحيح ال إشكال في ھذا ،يجري ً بعض .ھناك قيل في الوصل عطف الجمل ونقول :يجري في المفردات
في المفردات ،وإنما المفردات أمرھا أوضح وأيسر ،لكن الجمل أمرھا صعب مأخذھا دقيق يحتاج إلى تأمل .الفصل
األول ُ َ ْ ِ ُ
واآلخر ھو ْ َ َّ والوصل يجريان في الجمل وكما يجريان في الجمل يجريان في المفردات ،فالوصل نحو قوله تعالى َ ُ ﴿ :
ُطف ھنا ؟ لم ع ِ َ والباطن ﴾ ] الحديد . [3 :في المفردات عُطف بعضھا على بعض وذلك لرفع توھم عدم اجتماعھا َ ِ ، والظاھر َ ْ َ ِ ُ َ َّ ِ ُ
وآخرا ،قد يرد الذھن ھكذا ً ً أوال لرفع توھم عدم اجتماعھا ألن الـ ، ..ھو األول واآلخر كيف يتصف الشيء الواحد بكونه
القدوس َّ َ ُ
السالم الملك ْ ُ ُّ ُ ھو ْ َ ِ ُ إله َِّإال ُ َ الذي َال ِ َ َ ُ َّ ِ ھو َّ لكن لما عُطف دل على الجمعية الواو لمطلق الجمع ،والفصل نحو ﴿ ُ َ
المتكبر ﴾ ] الحشر [23 :معطوفات أو ال ؟ غير معطوفات ،ترك العطف لعدم الجامع بينھا الجبار ْ ُ َ َ ِّ ُ
العزيز ْ َ َّ ُ المھيمن ْ َ ِ ُ من ْ ُ َ ْ ِ ُ المؤ ِ ُ ْ ُْ
بحثھما ( يعني وفي فن المعاني المعاني َ ْ ُ ُ والوصل ُ وفي َ َ ِ ْ الفصل ُ َ ْ ،لكن المصطلح عليه اختصاص الفصل والوصل بالجمل ْ َ ) .
بحثھما ( بحثھما في المعاني َ ْ ُ ُ المعاني ( جار مجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ) وفي َ َ ِ ْ بحثھما ( ھذا مبتدأ مؤخر ) وفي َ َ ِ ْ ) َ ُْ ُ
يطلبان ( إذ ھناك محلھما ،ألن البحث فيه ومنه ( أي :من فن المعاني ) ُ ْ َ ِ المعاني الفصل والوصل وفي فن المعاني بحثھما ) ِ ْ ُ
طويل ،يعني ست وسبعين أو أكثر من سبعين ھذا مؤلف خاص .
َ َ
أول ( وھو الفصل ) ِإذا خلوا َ َ ً
أول ( المثال ھو جزئي يذكر إليضاح القاعدة .أراد أن يبين لك مثاال للفصل ) ِمثال ُ َّ ٍ مثال ُ َ َّ ٍ ) َِ
بھم ﴾ ] يستھزئ ِ ِ ْ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ مستھزئون * ّ نحن ُ ْ َ ْ ِ ُ َ إنما َ ْ ُ معكْم ِ َّ َ قالواْ َِّإنا َ َ ُ شياطينھم َ ُ
خلواْ َِإلى َ َ ِ ِ ِ ْ وإذا َ َ ْ خرھا ( يعني :قوله تعالى َ ِ َ ﴿ : ِإلى آ ِ ِ
ُطف لتوھم أنه مقول ُطف ،لماذا ؟ ألنه لو ع ِ َ بھم ﴾ الجملة خبر ،ھنا ما ع ِ البقرة ﴾ ُ ﴿ . [15 ، 14 :مبتدأ و ﴿ َ ْ َ ْ ِ ُ
يستھزئ ِ ِ ْ ّ
ُ مستھزئون ﴾ لو قيل و ﴿ ّ نحن ُ ْ َ ْ ِ ُ َ إنما َ ْ ُ معكْم ِ َّ َ قالوا َِّإنا َ َ ُ شياطينھم ﴾ ھو ...عن الكفر ﴿ َ ُ ْ خلوا َِإلى َ َ ِ ِ ِ ْ وإذا َ َ ْ ْ تابع له ﴿ َ ِ َ القول أنه ٌ
ّ
ودفعا لھذا اإليراد وجب القطع ،فقيل ﴿ ُ ﴾ ً دفعا بھذا الوھم معطوف على مقول القول ً ، ٌ حينئذ لتوھم أنه ٍ بھم ﴾يستھزئ ِ ِ ْ َ َْ ِْ ُ
آخرھا ( يعني :آخر اآلية ،وعلة َ
أول ِإذا َخلوا ( الذي ھو الفصل ) ِإذا َخلوا ِإلى ِ ِ َ َ َ
بھم ﴾ ِ ) ،مثال ُ َّ ٍ عطف ﴿ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ
يستھزئ ِ ِ ْ ّ ٍ دون
قالوا َِّإنا ْ ُ َ حكم لم يُقصد بإعطائه للثاني لمانع وھو اختالف القائل فيھما ،نعم ﴿ ٌ الفصل ھنا قيل :ھو أن الجملة األولى لھا
منفك عن األول ،إذا ھما مقوالن لقائلين ً ٌ ٌ
قائل بھم ﴾ ھذا يستھزئ ِ ِ ْ ّ
قائل واحد ،و ﴿ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ ٌ نحن ُ ْ َ ْ ِ ُ َ
مستھزئون ﴾ ھذا إنما َ ْ ُ معكْم ِ َّ َ ََ ُ
مختلفين ،لو عطف بينھما ُتوھم أن قائل المقولة الثانية ھو عينه قائل المقول األول ،لذلك قال ھنا :ھو أن الجملة األولى لھا
وذاك ( ھذا ما ھو ذاك نھا ( ) َ َ بعدھا َع ْ َ فصال َما َ ْ َ حيث ُ ِ وذاك َ ْ ُ حكم لم يُقصد إعطاؤه للثانية لماذا ؟ وھو اختالف القائل فيھما ) َ َ ٌ
فصال ( حيث ِ ُ آخرھا ( ) َ ْ ُ خلوا ِإلى ِ ِ وذاك ( أي :قوله ِ ) :إذا َ َ َ َ آخرھا ( ھنا ما جاء معه النظم جيد ) خلوا ِإلى ِ ِ ؟ مشار إليه ) ِإذا َ َ
وتلك ( أي :الجملة عنھا ( عن إذا خلو إلى آخره ) ِ َ خرھا ( ) َ ْ َ خلوا ِإلى آ ِ ِ عنھا ( يعني بعد ) ِإذا َ َ بعدھا َ ْ َ األلف لإلطالق ) َما َ ْ َ
يعمھون ﴾ ،ھذه ھي ما بعدھا مفصولة عما قبلھا ،واضح ٌ طغيانھم َ ْ َ ُ َ ُ
ويمدھم ِفي ْ َ ِ ِ ْ بھم َ َ ُ ُّ ُ ْ يستھزئ ِ ِ ْ ّ
التي ُفصلت ما بعدھا ﴿ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ
خلوا ﴾ إلى آخرھا ،ثم قال أراد أن يبن أول ( قوله تعالى َِ ﴿ :إذا َ َ ْ ْ َ
مثال ُ َّ ٍ الترتيب ھنا ؟ فيه ركاكة ،ترتيب فيھما مأزق ) ِ َ
فصال ( يعني :لم يعطف ) فصال ( حيث للتقييد ِ ُ ) . حيث ُ ِ آخرھا ( ) َ ْ ُ خلوا ِإلى ِ ِ وذاك ( أي :قوله ِ ) :إذا َ َ الفاصل والمفصول ) َ َ
خلوا عنھا ( عن ) ِإذا َ َ آخرھا ( َ ْ َ ) ، خلوا ِإلى ِ ِ بعدھا ( الضمير يعود إلى ) إِذا َ َ بعدھا ( ،فصل لم يعطف ما بعدھا ) َما َ ْ َ َما َ ْ َ
بھم ﴾ ) ِْإذ يستھزئ ِ ِ ْ ّ
وتلك ( المفصولة قوله تعالى :أي ما بعدھا ﴿ ُ ﴾ ذكر المبتدأ يعني يتم اآليات ﴿ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ ّ آخرھا ( َ ِ ) ، ِإلى ِ ِ
تراهُ كما َ َ خلوا ﴾ ] البقرة َ َ ) [14 : عنھا ( عن قوله َِ ﴿ :إذا َ َ ْ ْ بھم ﴾ ) َ َ يستھزئ ِ ِ ُْ َ ْ َ ْ ِ ُ فصلت ( يعني ﴿ ّ تراهُ ( ) ِْإذ ُ ِ َ ْ كما َ َ عنھا َ َ فصلت َ َ ُ ِ َ ْ
مفصوال في القرآن ،ھذا واضح ؟ ً (
دفعا إلى إيھام اتحاد القائل ألنه مستھزئون ﴾ ً نحن ُ ْ َ ْ ِ ُ َ إنما َ ْ ُ معكم ِ َّ َبھم ﴾ على قوله َِّ ﴿ :إنا َ َ ُ ْ يستھزئ ِ ِ ْ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ ًإذا لم يعطف قوله ّ ﴿ :
قالواْ ﴾ وإنما ذكر أو اآلية ﴿ َِإذا لو عطف عليه لكان من مقول المنافقين وليس األمر كذلك ،لكن الناظم ھنا لم يقل على ﴿ َ ُ
يستھزئ ﴾ ... ...ھذا له مأخذان ،ھو ذكر واحد وأنا ذكرت آخر ،وھو المشھور في كتب البالغة أنه لم ُ َ ْ َ ْ ِ ُ خلواْ ﴾ ّ ﴿ ... َ َْ
220
معكم ﴾ والناظم ھنا ذكره على أول اآلية ﴿ معطوف على قوله َِّ ﴿ :إنا َ َ ُ ْ ٌ معكم ﴾ يعني :فصل ألن ال يتوھم أنه يعطف على ﴿ َِّإنا َ َ ُ ْ
ٍ
فحينئذ ال خلواْ ﴾ ،إذا لم يخلوا فحينئذ يصير متعلق الظرف واحد ﴿ َِإذا َ َ ْ ٍ بھم ﴾يستھزئ ِ ِ ْ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ فحينئذ لو عُطف و ﴿ ّ ٍ خلواْ ﴾ َِإذا َ َ ْ
فحينئذ الفصل من ٍ ً
مطلقا ، مطلقا ؟ً بھم ﴾ متى ؟ إذا خلوا أو ُ َ ْ َ ْ ِ ُ
يستھزئ ِ ِ ْ يقول ھذا القول ،له مفھوم أو ال ؟ له مفھوم ّ ﴿ ،
بھم ﴾ . يستھزئ ِ ِ ْ ُ َ ْ َ ْ ِ ُ جھتين :فصل قوله تعالى ّ ﴿ :
ھذا من جھتين :
بھم ﴾ وھذا واضح . يستھزئ ِ ِ ْ َ ّ
معكْم ﴾ ھو قائل ُ ِ ْ ْ َ ُ ﴿ : ُ أوالً :ألن ال يتوھم أن القائل ﴿ ِإنا َ َ
َّ
بھم ﴾ لو عُطف ُ َ ْ َ ْ ِ ُ
يستھزئ ِ ِ ْ قالوا ﴾ ًإذا المقول مقيد بالخلوة ﴿ ّ شياطينھم َ ُ ْخلوا َِإلى َ َ ِ ِ ِ ْ وإذا َ َ ْ ْ فصل عن أول اآلية ﴿ َ ِ َ الثاني َ ِ ُ :
أيضا ،فا يستھزئ بھم إذا خلوا وإذا لم يخلوا ال يستھزئ بھم ،ففصل إلفادة العموم فا يستھزئ ً مقيد للظرف لتوھم أنه ٌ
مطلقا خلوا أم ال .انظروا إلى البالغة كيف يا إخوان ! ً بھم
بھم
ھزئ ِ ِ ْ
يست ْ ِ ُ ّ ً
حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية تعين الفصل كما ذكرناه أوال ،لم يتعطف ﴿ ُ َ ْ َ ٌ عرفتم ھذه ؟ إذا إن كان لألولى ً
شياطينھم ﴾ فإن استھزاء خلوا ِإلى َ َ ِ ِ ِ ْ َ َ َ
قالوا ﴾ لئال يشاركه في االختصاص بالظرف المتقدم وھو قوله ﴿ ِإذا َ ْ ْ ﴾ بھم على ﴿ َ ُ ْ
قالوا ﴾ ألن متعلق فمطلقا ،وإنما قال ھنا على ْ ُ َ ﴿ : ً متصل ال ينقطع بكل حال ،خلوا إلى شياطينھم أم لم يخلوا إليھم ٌ تعالى بھم
ُ
فحينئذ فصل لئال يتوھم بكونه مقول القول وفصل لئال يتوھم ألن االستھزاء استھزاء ُ ٍ قالوا ﴾ إذا خلوا قالوا ، ْ ُ َ الظرف ھو ﴿
ُطف عليه ُ ِ َ
لفھم ماذا ؟ مقيدا بالخلوة ،فلو ع ِ َ الرب جل وعال وھو صفة تليق به ليس ً ٌ
مثال لماذا ؟ للفصل . ٌ تقييده بالخلوة .ھذا
وإن ْ ُ َّ َ األبرار َ ِ َ
إن ْ ْ َ َ األبرار َ ِ
الفجار نعيم ﴾ ] االنفطار . [13مع ما بعدھا وھو قوله َّ ِ َ ﴿ : لفي َ ِ ٍ نعيم ( يعني وقوله ﴿ ِ َّ لفي َ ِ ِ وإن ْ َ َ ) ِ َّ
اتحادا فيً جحيم ﴾ ] االنفطار [14 :ھنا عطفت الجملة ھذه على الجملة السابقة ،علة الوصل ھنا أن بين الجملتين لفي َ ِ ٍ َِ
المعنى ما ھو المعنى ؟
ٍ
فحينئذ يُجعل شبه التضاد ،ألن الشيء يُحمل على نظيره وكذلك يُحمل على نقيضه ،ويحمل على مضاده من المعاني ،
فحينئذ ھنا حصل ماذا ؟ حصل تشابه وھو بين ٍ اتحاد المعنى إما بحمل النظير على النظير أو بحمل النقيض على النقيض ،
نعيم ﴾ نعيم نكرة في سياق االمتنان فيعم ،فاألبرار ھذا عام لفي َ ِ ٍ نعيم ﴾ ابن القيم يقول ِ َ ﴿ : لفي َ ِ ٍ إن ْ َ ْ َ َ
األبرار َ ِ كون الجنة النعيم ﴿ ِ َّ
َ َ َ ْ
نعيم ﴾ أين النعيم في اآلخرة أم في الدنيا واآلخرة ؟ في الدنيا واآلخرة ما لفي ِ ٍ األبرار ِ
إن ْ َ َ يشمل النعيم في الدنيا وفي اآلخرة ﴿ ِ َّ
﴿ وجه االستدالل نقول :نعيم ھذا نكرة في سياق االمتنان فيعم ،يعم ماذا ؟ يعم مطلق النعيم كل نعيم في الدنيا واآلخرة .
جحيم ﴾ ] االنفطار [14 :ھذا يحمل بحمل النقيض على نقيضه ً .إذا علة الوصل ھنا لما بينھما من شبه لفي َ ِ ٍ وإن ْ ُ َّ َ
الفجار َ ِ َ ِ َّ
جحيم ﴾ .وعلة الوصل كما لفي َ ِ ٍ وإن ْ ُ َّ َ
الفجار َ ِ نعيم ( مع ما بعدھا وھو قوله َّ ِ َ ﴿ : لفي َ ِ ِ األبرار َ ِ
وإن ْ َ َ التضاد المقتضي للوصل ) ِ َّ
وإنشاء ألنھما خبريتان لفظا ومعنى ،وعند البيانين أن الجملة ً ً اتحادا في المعنى وھو شبه التضاد ً
خبرا ً قيل أن بين الجملتين
خبرا من جھة اللفظ وفي المعنى ،إذا اختلفا ففيه خالف ال تعطف الجملة ً يُشترط فيھا أن تكون ماذا ؟ متحدتين في كونھا
فحينئذ فيه خالف ھل يعطف الجملة اإلنشائية على ٍ خبرا لفظا ومعنى ،وإذا اختلفتا ً على الجملة إال إذ اتحدت معھا في كونھا ً
الجملة الخبرية والعكس ؟
ھذا محل خالف .
جحيم ( ھذا بيان والفجار في َ ِ ْ ِ
َّ َ ُ الوصل ( يعني ما ذكر مثال وھو جزئي يذكر إليضاح القاعدة في الوصل ) مثال ) في َ ْ ِ
للمعطوف من باب التسليم .
والوصل ُ ( مقامھا يطلبان أو يبحثان من علم وفن المعاني . الفصل ُ َ ْ ًإذا ) َ ْ
نقف على ھذا .
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . َّ
221
الشريط الخامس عشر
الرحيم
الرحمن الرحيم
الرحمن
بسم
بسم
ٍ
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد رب العالمين ،والصالة والسالم على نبينا
أما بعد :قال المصنف رحمه تعالى ) :النوع الثالث والرابع والخامس ( يعني :من العقد السادس ما يرجع إلى
ً
مفردا ، ً
مركبا وقد يكون المعاني المتعلقة باأللفاظ .ذكرنا أنه جعل ھذا العقد لالرتباط بين المعنى واللفظ ،والمعنى قد يكون
ً
مركبا ،كذلك سيأتي اإلطناب واإليجاز ً
مفردا وقد يكون لذلك الفصل والوصل ھذا في المركبات ،والمعنى قد يكون
والمساواة التي تتعلق باأللفاظ والمعاني من حيث الترتيب .
222
والمساواةُ
ُ واإلطناب
ُ ُ
اإليجاز النوع الثالث والرابع والخامس :
ھذه ثالثة أنواع من أنواع علوم البالغة ،قال في )) اإلتقان (( :اعلم أنھما من أعظم أنواع البالغة .اعلم أنھما أم أنھا ؟
أنھما ،وھي كم ؟
اإلطناب واإليجاز والمساواة .ھو في )) اإلتقان (( لم يعنون للمساواة أسقط المساواة لمثل ھذا ،ولذلك قال :اعلم أنھما -
يعني :اإليجاز واإلطناب - .من أعظم أنواع البالغة حتى نقل صاحب )) سر الفصاحة (( عن بعضھم أنه قال :البالغة
ھي اإليجاز واإلطناب .كما قيل :البالغة ھي الفصل والوصل .كذلك قيل :اإليجاز واإلطناب .قال الزمخشري :كما أنه
يجب على البليغ في مظان اإلجمال أن يُجْ ِمل ويوجز ،فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل ويشبع .لكل مقام
فصل ً .إذا ال يُذم التفصيل حديث ،لكل مقام مقال ،فإذا كان المقام يقتضي اإليجاز أنجز وإذا كان المقام يقتضي التفصيل َ َّ
محمودا ،ومتى ما كان اإلطناب في مقامه ً ٍ
حينئذ صار مطلقا ،بل متى ما كان التفصيل في مقامه ً مطلقا وال يذم اإليجاز ً
محمودا ،وھذا ما يسمى بموافقة أو مقتضى الحال عند البيانيين . ً صار
واختلف ھل بين اإليجاز واإلطناب واسطة وھي المساواة أو ال ؟ ھل بين اإليجاز ،عندنا إيجاز وإطناب ،والمساواة ھذه ُ
مختلف فيھا ھل ھي واسطة بين اإليجاز واإلطناب أم أنھا داخلة في اإليجاز فيه خالف ،الجمھور على أنھا واسطة بين
اإليجاز واإلطناب ولذلك يذكرونھا بكثرة في كتب البيان ،واختلف ھل بين اإليجاز واإلطناب واسطة وھي المساواة أو ال ؟
فالسكاكي وجماعة على إثبات الواسطة ،يعني وھي المساواة لكنھم جعلوا المساواة غير محمودة وال مذمومة ،وعليه ھل
توجد مساواة في القرآن ؟
حينئذ لم تكن من مقتضيات البالغة ولم ٍ ال ،ال توجد في القرآن ،ألنھا ليست محمودة وال مذمومة ،وإذا لم تكن محمودة
نوعا من أنواع البالغة ،ولذلك أسقطھا السيوطي رحمه لم يعدھا في )) اإلتقان (( بل قال :اإليجاز واإلطناب . تكن ً
وأسقط المساواة .
وقيل :المساواة داخلة في قسم اإليجاز وعليه ابن األثير وجماعة لكن المشھور ماذا ؟ المشھور أن المساواة واسطة بين
اإليجاز واإلطناب .
إيجازا مصدر أفعل من باب اإلفعال يعني :من الثالثي الذي زيد عليه حرف واحد . ُوجز ِ َ ً جز ي ِ ُ َ
اإليجاز ھذا مصدر ْ ،أو َ ُ
ُوجز ِ َ ً
إيجازا . جز ي ِ ُ َ
إكراما ْأو َ ُ ُكرم ِ ْ َ ً وھو باب أفعل َ َ ْ َ ،
أكرم ي ْ ِ ُ
وجزت الكالم أي :قصرته .أوجزت الكالم ْ ،الكالم ھذا مفعول به ُ اإليجاز في اللغة :التقصير .ضده التطويل يقال :أ
أوجزت فعل وفاعل والكالم ھذا مفعول به ًإذا ماذا ؟ ُ
ً
متعدديا ، ٍ
فحينئذ يُستعمل أوجز قصرْ ُت ُه .وأوجز الكالم أي َقص َُر . متعديا ،يقال :أوجزت الكالم .أي َ َّ ً متعدي ،صار
َ ٌ
موجز .بالفتح ً
والزما ،يقال :كالم ًّ
متعديا الكالم ھذا قاصر الزم يعني ،فورد ُ جز َ
الكالم ھذا متعددي ْأو َ َ َ ُ
أوجزت ولكن
موجز بكسرِ ُوجز بفتح الجيم وكالم جز الالزم ،كالم ٌم َ َ
ُوجز بالكسر كسر الجيم من ْأو َ َ وكالم م ِ ٌ ٌ جز المتعدي ، َ
موجز من ْأو َ َ َ
جز ماذا ؟ الالزم . َ
جز المتعدي والثاني من ْأو َ َ َ
الجيم ،األول من ْأو َ َ
اإليجاز واالختصار بمعنى واحد ،ھذا مما يؤخذ من اإليضاح وصرح به الطيبي أن اإليجاز واالختصار بمعنى واحد ،
وقيل :االختصار يكون بحذف بعض الجمل .لكنه ذكر السيوطي عن بھاء الدين السبكي أنه ليس بشيء ،بل الصواب أن
اإليجاز واالختصار بمعنى واحد .
واإلطناب ھذا معناه في اللغة ،وسيأتي في االصطالح .
إكراما ،واإلطناب المبالغة من أطنب ُكرم ِ ْ َ ً اإلفعال َ َ ْ َ ،
أكرم ي ْ ِ ُ إطنابا ً ،إذا كان أول من باب ِ ْ َ ُطنبُ ِ ْ َ ً أطنب ي ْ ِواإلطناب إطناب َ ْ َ َ
في الكالم أي :بلغ فيه .من أطنب أفعل في الكالم أي :بالغ فيه .وقيل :اإلطناب بمعنى اإلسھاب يقال :أطنب بالكالم
وأسھب بالكالم .قيل :إنھما بمعنى واحد .اإلطناب واإلسھاب ،والحق أنه أخص منه يعني اإلسھاب أعم لماذا ؟
أما اإلطناب فھو تطويل لكنه بفائدة مطلقا ،اإلسھاب التطويل أفاد أم ال ،بفائدة أم ال ّ ، ً ألن اإلسھاب التطويل لفائدة أو ال
ً
فأيھما أعم أيھا أخص ؟ اإلسھاب أعم ألنه تطويل مطلقا سواء كان بفائدة أو ال ،ھذا اإلسھاب .
وأما اإلطناب فھو مختص بالتطويل بفائدة ،والمساواة ھذه واضحة من التساوي يعني :تساوي اللفظ مع المعنى .ھذا ما
يتعلق من جھة اللفظ والمعاني اللغوية .
أما حدودھا وتعريفھا فقد اختلف فيه وأكثر البيانيين والبحث للبيانيين ] ما عليه صاحب )) التلخيص (( وھو القزويني
حيث قال [ -ألنه ال يمكن أن يأتي ھنا بتعريف يشمل الجنس والرسم وإنما المراد أنه يكشف لك حقيقة اإليجاز واإلطناب
والمساواة ألن المعبر لو أردناه بالجملة ھذا المعبر حتى يكون كالمه مقبوالً إما أن يكون لفظه ومعناه متساويين ،وإما أن
يكون المعنى أقل ،أو اللفظ أقل ،إما أن يكون المعنى أقل من اللفظ أو يكون المعنى أكثر -وليس اللفظ -أن يكون المعنى
223
واحد فھو :المساواة .إن كان اللفظ قليل والمعنى ٍ أكثر من اللفظ ً .إذا العبرة ھنا بماذا ؟ بالمعنى إن كان اللفظ والمعنى بقدر
كثير فھو :اإليجاز .وإن كان اللفظ كثير والمعنى أقل فھو :اإلطناب .ھذا تلخيصه .
ٍ
واف مساو له أو ناقص عنه ٍ قال القزويني في )) التلخيص (( :إن المقبول من طرق التعبير عن المراد تأدية أصله بلفظ
واف .يعني :أدى بالغرض الذي سيق اللفظ من أجله ، ٍ .ھذا احتراز من ماذا ؟ ناقص عنه وفيه خلل ،ھنا قال :ناقص عنه
يؤد المعنى الذي سيق اللفظ من أجله صار فيه خلل . فإذا كان لم ِ
زائد عليه لفائدة ،فإن لم يكن لفائدة فھو الحشو والتطويل ،أو ٍ ٍ
واف ،أو ناقص عنه ٍ مساو له أو
ٍ ًإذا تأدية أصله بلفظ
بعض اإلسھاب الذي ذكرناه .
مساو له يعني للمعنى إذا ساوى اللفظ المعنى قلنا :ھذه مساواة .لكن السيوطي أسقطھا ٍ األول المساواة :أن يكون بلفظ
من الترجمة لماذا ؟
خصوصا في القرآن .ألنه َيصْ عُب أن يقال اللفظ والمعنى بمساواة واحدة ً قال في )) اإلتقان (( :المساواة ال تكاد توجد
جدا ،وحتى في القرآن ،ولذلك ما من مثال يورد للمساواة إال وُ جِّ َه إليه نقد وتعقب قائله ،ولذلك ھذا حكم عليه صعب ً
ً
وخصوصا في القرآن . أسقطه السيوطي في )) اإلتقان (( وعنون لإليجاز واإلطناب وقال :المساواة ال يكاد أن توجد
فاألول :المساواة .
والثاني :اإليجاز .
والثالث :اإلطناب .
ولفائدة التطويل والحشو .ھذا على مذھب السكاكي والقزويني تبعه ألن لخص المفتاح ، ٍ واف .اإلخالل ،ٍ فخرج بقوله :
حينئذ المساواة فيٍ وذھب ابن األثير إلى أن اإليجاز التعبير عن المراد بلفظ غير زائد عنه واإلطناب بلفظ زائد عنه .فتدخل
اإليجاز ال في اإلطناب .وتنتفي الواسطة .فعلى مذھب ابن األثير ال واسطة بين اإليجاز واإلطناب ،وعلى طريقة
السيوطي أثبتھا ولكن مثالھا عزيز ،وھذا كاإلجماع يعني :ال بأس أن يُذكر الشيء من حيث العقل ألنه يمكن أن يكون اللفظ
مساو لمعناه
ٍ جدَ لفظ
مساويا له أو أكثر أو أقل ،لكن ھل وُ ِ ً ً
مطابقا للمعنى لو نظرنا من جھة العقل األصل فيه أن اللفظ يكون
جدَ ً
أصال ثم إن وُ ِ ْ
مطلقا ال يزيد اللفظ عن المعنى وال المعنى على اللفظ ،ھنا يحتاج إلى مثال والمثال عزيز .في َ ُ
ُثبت الشيء ً
له مثال ألنه قد يوجد في بليغ يأتي فيما بعد فيأتي بمثال كما يقال في اإلجماع أھل اإلجماع يقولون :لو حصل اإلجماع في
ھذا الزمان حجة .لكن كيف يحصل اإلجماع ؟ ! عزيز صعب ال يمكن فعدم إمكانه ال يلزم منه نفي حجية اإلجماع ،بل ھو
باق في كل عصر ،والذي ينضبط ھو إجماع الصحابة رضي تعالى عنھم وبعضھم يقيده بأنه قبل الفتنة . ٍ
اإليجاز واإلطناب والمساواة .اإليجاز عندھم نوعان قسمان :
إيجاز قصر .
وإيجاز حذف .
إيجاز قصر :ھو تقليل اللفظ وتكثير المعنى بال حذف تقليل ماذا ؟ اللفظ الحروف والكلمات قليلة والمعنى كثير لكن بال
القرية ﴾ ] يوسف [82 :حصل تقليل للفظ حذف ،فإن كان بحذف فھو إيجاز الحذف ] نعم أحسنت [ إيجاز الحذف ﴿ َ ْ َ ِ
واسأل ْ َ ْ َ َ
بحذف حذف المضاف إليه ،فإن لم يكن بحذف فھو إيجاز الحذف ). (8 ٍ مع زيادة المعنى إيجاز لكنه بماذا ؟
ًإذا اإليجاز قسمان :إيجاز قصر .وھو تقليل اللفظ وتكثير المعنى بال حذف .
القرية ﴾ .أي :اسأل أھلھا .واإلطناب ھو المساواة . إيجاز حذف ھذا نحو ِ َ ْ َ ﴿ :
واسأل ْ َ ْ َ َ
قال رحمه :
تخفى ُ ُ
المثلْ اإليجاز وال َ ْ َ
َ ِ ِمثال ُ ُقل ْ ِ َ ِ
القصاص في الحياةُ
ََ َ َُُ
ولكم
) )
أجر َ
إكمال َھذي ْ ُ ْ
في ِ َ ِ ْ َ
ولك ْ
المكر ﴾
َ ُ ْ يحيق َ
بقي كـ ﴿ ال َ ِ ُ لما َ َِِ
) )
باب لھا َلدى َ َ ِ ْ
المعاني َ ُ َ َ
وھي ََ ْ
ِ َ ُ
اإلطناب لك ﴾َ َّ ُ َ
ألم أقل
ْ َ َ نحو ﴿َ ْ ُ
) )
ُسمى عندھم بالرسم ،المثال يصلح أن الحد أو الرسم ،وھذا ي َ َّ ّ الحد أو تقريبّ ھذا المراد به أنه أتى بمثال لك أن تأخذ منه
بحد ألن المعرف ثالثة أقسام :حد ،ورسم ،ولفظي .من الرسم ذكر مثال أو معرفا يعرف بمثال ،وھو ليس ّ ً ً
تعريفا يكون
عرف ھنا الكلمة وإنما ذكر أقسامھا ،وتقول :ھذا التفصيل ،ولذلك بعضھم يقول :الكلمة إما اسم وإما فعل وإما حرف .ما َ َّ َ
ً
تعريف .تعريف بالتقسيم الكلمة كما عرف سيبويه يذكر عنه في الكتاب قال :االسم كزيد مثال والفعل كقام .ذكر مثال ولم
الحد أولى وال شك في ھذا ألن المثال لو ذك ُر ْ َ ِّيعرفه لماذا ؟ ألنه أراد لك أو أراد منك أن تقيس على نفس ھذا المثال ،لكن ُ ْ
قيل للمبتدئ :االسم كزيد .يقول لك :االسم كقام .ھو مُبتدئ ،صحيح ألنه قام وزيد ثالثة أحرف ،فالمبتدئ ما يصلح له
مثل ھذا وإنما ال بد أن يقال :االسم ما دل على مسمى ...إلى آخره .
الحياةُ ( ھذا إشارة إلى ماذا ؟ ذكرنا أنه اقتباس وفصلناه القصاص ( يعني :في آية القصاص ُ ُ َ َ ) .
ولكم َ َ الحياةُ في ِ َ ِ ولكم َ َ ) َ َُُ
للفرقان ( قلنا ھناك :االقتباس ال يُشترط فيه أن يأتي بنسخ النص كما ھو بل يأتي ببعض المنزل ُ ُ ِ تبارك ُ ْ ِفي أول النظم ) َ َ َ
القصاص ( يعني :في آية القصاص قوله تعالى ْ ُ َ َ ﴿ :
ولكم ِفي الحياةُ في ِ َ ِ التغير لكن ال يقول :قال .وإنما كاإلشارة ) َ َ ُ ُ
ولكم َ َ
جدا ، األلباب ﴾ ] البقرة . [179 :ھذه اآلية مثلوا لھا باإليجاز لماذا ؟ ألن اللفظ قليل والمعنى كثير ً أولي َ ْ َ ِ حياة ٌ َياْ ُ ِ ْ ِْ َ ِ
القصاص َ َ
حياةٌ ﴾ قال :فإن ولكم ِفي ْ ِ َ ِ
القصاص َ َ واللفظ قليل .ذكر السيوطي معنى ھذا النص القرآني قال :فإن معناه كثير .يعني ْ ُ َ َ ﴿ :
معناه كثير .ولفظه يسير لماذا ؟
حينئذ نقول :ھذا بلغ الغاية في اإليجاز . ٍ ألنه قائم مقام جمل ،فإذا أقيمت الجملة الواحدة مُقام جمل
َ
قتل َ
حياة ﴾ قال :ألنه قائم مقام قولنا :إذا علم اإلنسان أنه إذا َ ٌ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ
القصاص َ َ ما ھو معناه لو لم نأت بھذا التعبير ؟ ﴿ َ َ ُ ْ
مانعا لهقويا ً داعيا ًّ
ً تص منه .إذا علم اإلنسان أنه إذا قتل غيره يعني يقتص منه كان ذلك االقتصاص يعني منه كان ذلك ي ُْق َ ُّ
حياة لھم .الكالم كله ھذا ً من القتل فارتفع بالقتل الذي ھو قصاص كثير من قتل الناس بعضھم لبعض فكان ارتفاع القتل
حياة ﴾ المشھور عند ٌ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ
القصاص َ َ حياةٌ ﴾ ًإذا المعنى كثير ألن فيه ردع للقاتل ﴿ َ َ ُ ْ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ
القصاص َ َ ﴿ َ َُْ مأخوذ من
العرب فيما سبق قبل نزول القرآن في ھذا المعنى القتل أنفى للقتل ،نفس المعنى لكن اآلية أبلغ وبعضھم جعل المقارنة بين
اآلية والمثل المشھور ھذا القتل أنفى للقتل .والسيوطي ذكر مفاضلة بين اآلية والمثل من عشرين وجه في )) اإلتقان (( .
وبعضھم أنكر أن يُجعل مقارنة أو مفاضلة بين النص القرآني وبين المثل لكن المراد أن إعجاز اآلية أن إعجاز اآلية باعتبار
المثل المشھور يتضمن كيت وكيت وليس المراد أنه مقارنة لفظ بلفظ ،ال ،المراد أن مدلول ھذه اآلية أعظم وأجل من
حينئذ ال مانع أن يُجعل مقارنة من جھة الداللة .القتل أنفى للقتل ،ما الذي زاد قوله ٍ مدلول ھذا المثل المشھور عند العرب ،
حياةٌ ﴾ .على قولھم :القتل أنفى للقتل ؟ القصاص َ َ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ تعالى ْ ُ َ َ ﴿ :
حياةٌ ﴾ ھذا أقل من القتل أنفى للقتل ألن فيه القصاص َ َ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ قال السيوطي رحمه :فزاد عليه بقلة حروفه ﴿ َ َ ُ ْ
محذوفا ،والنص على المطلوب القتل ھذا أعم من القصاص أليس كذلك ؟ ً
حينئذ صار ماذا ؟ نص على المطلوب ولذلك إذا قيل :أيھما أنص على المطلوب ؟ نقول :قوله ٍ والمطلوب القصاص
حياة ﴾ .أما القتل أنفى للقتل ھذا عام . ٌ القصاص َ َ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ تعالى ْ ُ َ َ ﴿ :
225
حياةٌ ﴾ التنوين قد يأتي للتعظيم وتكلم النحاة عن فوائد التنوين ومنھا القصاص َ َ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ وما يفيده تنكير حياة من التعظيم ﴿ َ َ ُ ْ
حياةٌ ﴾ ھذا مطرد بخالف القتل القصاص َ َ ولكم ِفي ْ ِ َ ِ :التعظيم .لمنعه عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحدة واطراده مطرد ﴿ َ َ ُ ْ
أنفى للقتل قد ال يطرد .
حياة ﴾ ليس فيه تكرار ،والتكرار ليس فيه ٌ القصاص َ َولكم ِفي ِ َ ِ ْ ُ َ
وخلوه من التكرار القتل أنفى للقتل ،قتل قتل تكرار وھنا ﴿ َ ْ
حياة ﴾ ھذا مطابق لمعناه بخالف ٌ ْ
ولكم ِفي ِ َ ِ
القصاص َ َ ُ َ
تمجه األذن فيه نوع ثقل واستغناءه عن تقدير محذوف مع المطابقة ﴿ َ ْ
القتل أنفى للقتل فليس فيه ثم مطابقة كاآلية وإن كان فيه نوع مطابقة إال أنھا جزئية وليست من كل وجه .
اإليجاز ( ھذا ھنا لكم في القصاص ھذا إيجاز قصر أو حذف ؟ َ ِ القصاص ( ) ُقلْ ِمثال ُ الحياةُ ( في آية ) ِ َ ِ ولكم َ َ ) َ َُُ
إيجاز قصر ] ،نعم [ ًإذا يصير ھذا مثال لماذا ؟ إليجاز القصر .
االيجاز ( بإسقاط الھمزة ھمزة القطع ،ھي ھمزة قطع أو وصل ؟ َ ِ ) ُقلْ ( أيھا القارئ ھي ) ِمثال ُ
قطع ،لماذا قطع ؟ ألنه مصدر رباعي ] أحسنت [ ألنه مصدر رباعي المصدر الرباعي ھذا ھمزته ھمزة قطع ،بخالف
المصدر الخماسي والسداسي ھمزته ھمزة وصل .
ُذك ُر إليضاح القاعدة .ھذا ھو الذي فسر به ھنا ،إطلق ھكذا فجأة عرف ) ُقلْ ِمثال ُ ( والمراد بالمثال ماذا ؟ ج ْ ِ ٌ
ُزئي ي ْ َ
حينئذ ال يالم ،لكنه لما يذكر المعتل قبله واألجوف والناقص ٍ المثال ،فعرف المثال بأنه جزئي يذكر إليضاح القاعدة ،
والمثال واألجوف والناقص جاءت متصلة فنقول :ھذا فيه سھو ألن الشيء يُقيد بـ ..كما ذكرناه البارحة وذكرت البيت بيت
ابن مالك :
التي َّ
األنثى ِ َ َ
الذي ْ َّ
ماء ِ موصُو ُل االسْ َ ِ َْ
قال :موصول األسماء الذي .لم يقيده بكونه مذكر أو مؤنث ،موصول األسماء الذي األنثى التي لما قيد األنثى بالتي
عرفنا أن الذي خاص بالمذكر ،ألنه قد يحذف من لفظ قيد ويذكر مخالفه في ما بعده فيُعلم أن ذلك مقيد بضده .
المثلْ ( ُ تخفى ُ َ بقي ( ) .وال َ ْ لما َ ِ تخفى ُ ُ
المثلْ ِ َ االيجاز ( والھمز ھنا ھمزة قطع سھلت من أجل النظم ) وال َ ْ َ َ ِ مثال ھي ) ِمثال ُ
فعال يُجْ َم ُع على فُعُل مثال يجمع على مُثل .مثال كما ذكرناه بأنه جزئي ويذكر إليضاح القاعدة ) وال ُ المث ُل جمع مثال فُعُل ِ َ
بقي ( من اإلطناب والمساواة . لما َ ِ تخفى ُ ُ
المثلْ ِ َ َ ْ َ
المكر ﴾ ( ھذا مثال للمساواة ،وقلنا :مثال المساواة في القرآن عزيز بل نص السيوطي ال يكاد يُوجد يحيق ْ َ ْ ُ ) كـ ﴿ َال َ ِ ُ
خاصة في القرآن ،وكل ما ُّادعي فيه بأنه مساواة ،فإما أن يكون إيجاز أو إطناب ال يخرج عنھما ،ولو وجد في غير
بقي ( يعني :فمثال المساواة كقوله تعالى : لما َ ِالمكر ﴾ ( ) كـ ﴿ َال ( يعني :كقوله تعالى َ ِ ) . يق ْ َ ْ ُ يح ُالقرآن فال إشكال ) كـ ﴿ َال َ ِ
أجر ( أكمل اآلية ھذي َ ْ ُ ولك ِفي ِ ْ َ ِ
إكمال َ ِ بأھله ﴾ ] فاطر َ َ َ ) [43 : السيئ َِّإال ِ َ ْ ِ ِ
المكر َّ ِّ ُ يحيق ْ َ ْ ُ وال َ ِ ُ يحيق ﴾ .يعني :ال ينزل َ َ ﴿ . وال َ ِ ُ ﴿ ََ
أدي بما بأھله ﴾ قالوا :ھذه للمساواة مثال للمساواة فإن معناه مطابق للفظه حيث ُ ِّ َ السيئ َِّإال ِ َ ْ ِ ِ
المكر َّ ِّ ُ يحيق ْ َ ْ ُ وال َ ِ ُ ولك أجر ﴿ َ َ
يستحقه من التركيب األصلي والمقام يقتضي ذلك وال مقتضى للحدود عنه إلى اإليجاز واإلطناب ھذا رأي من مثل بھذه اآلية
لكنه منتقد لماذا ؟
إيرادن : - أوردَ عليه َ ُ ً ُ
أوردَ عليه أمران -من استدل بھذه اآلية بكونھا مثاال على المساواة نقول :ھذا ِ ِ
والسيئا ﴿ َ َ إطنابا .يعني :زيادة تطويل لفائدة .ألن السيئ زيادة ألن كل مكر من المخلوق ال يكون إال ً ً األول :أن فيه
السيئ ﴾ .ھذا من باب التأكيد ، المكر َّ ِّ ُ ْ ْ ً
بأھله ﴾ لو قيل ھكذا المكر من المخلوق ال يكون إال سيئا فقوله ُ َ ﴿ : َ
المكر ﴾ ﴿ َِّإال ِ ْ ِ ِ يحيق ْ َ ْ َُ ِ ُ
ً
مثاال إطنابا ،نوع من أنواع اإلطناب ً ،إذا ھذه اآلية مثال لإلطناب وليست ً والتوكيد عندھم إذا علم من السابق ھذا يسمى
المساواة .إًذا ألن كل مكر من المخلوق ال يكون إال سيئا .
ً
مفرغا ففيه إيجاز القصر ،تقليل اللفظ مع زيادة المعنى بال حد وإال ففيه ً إيجازا ،ألن االستثناء إذا كان ً الثاني :أن فيه
ُقد ُر بأحدھما . َ
إيجاز قصر باالستثناء وإيجاز حذف للمستثنى منه فإنه ي َّ
السيئ
المكر َّ ِّ ُ ْ ْ
يحيق َ ُ َ
فحينئذ ﴿ َوال َ ِ ُ
ٍ السيئ ﴾ .والسيئ ھذا معلوم من سابقه ًإذا األول أوضح وھو كون المكر مقيد بقوله ُ ِّ َّ ﴿ :
نعتا ،ولكن من جھة المعنى معلوم مما سبق ﴿ نعتا يعرب ً ﴾ ھذا جاء من باب التأكيد ولذلك ھو في اللفظ يُعرب عند النحاة ً
السيُئ َِّإال ِ َ ْ ِ ِ
بأھله ﴾ . المكر َّ ِّ يحيق ْ َ ْ ُ وال َ ِ ُ ََ
إكمال َھذي ( ھذا اسم إشارة للمفرد المؤنثة . في ِ ْ َ ِ ولك ( أيھا الطالب ) ْ المكر ﴾ َ يحيق ْ َ ْ ُ بقي كـ ﴿ َال َ ِ ُ لما َ ِ ) َِ
على ُ ْ َ
األنثى ْ َ َ ِ
اق◌تصرْ وذ ْه ِتي َتا َ َ
بذي َ ِ
ِِ َِ
أشرْ م َ َّ ٍ
ُذكر لِم ْ َ ٍ
ُفرد َِبذا
) )
226
أجر ( من تعالى ألنه قرآن وما من حرف إال تؤجر عليه . إكمال َھذي ( يعني :اآلية ْ َ ) . في ِ ْ َ ِ ولك ْ ) َ
اإلطناب ( ماذا إعراب نحو ؟ ُ َ ْ لك ﴾ ِ َّ
ألم أقل َ ُ َ َ َ
نحو ﴿ ْ ) َ ْ ُ
إلطناب ( ًإذا نحو ھذا خبر مقدم لك ﴾ ا ِ ْ َ ُ أقل َّ َ ألم َ ُ نحو ﴿ َ َ ْ خبر ،نحو ھذا خبر مقدم ،واإلطناب ھذا مبتدأ مؤخر ،اإلطناب ) َ ْ ُ
نحو ﴿ لك ﴾ ) َ ْ ُ ألم َ ُ
أقل َّ َ صبراً ﴾ ] الكھف ْ َ َ ﴿ [75 : معي َ ْ تستطيع َ ِإنك َلن َ ْ َ ِ َ لك ِ َّ َ أقل َّ َألم َ ُلك ﴾ ( ھذا في سورة الكھف ﴿ َ َ ْ أقل َّ َ ألم َ ُ ) ﴿ ََ ْ
لك ﴾ ونحوه نحو ھذا المثال من ألم َ ُ
أقل َّ َ فقدر ھذا نحو قوله تعالى في سورة الكھف ﴿ َ َ ْ اإلطناب ( نحو قوله تعالى َ َ ِّ لك ﴾ ِ ْ َ ُ أقل َّ َ ألم َ ََُ ْ
أدي بلفظ أكثر وأزيد منه لكن أدي بلفظ أزيد منه لفائدة ألن ھذا ھو حقيقة اإلطناب ،ونحوه يعني :من كل معنى ُ ِّ َ كل معنى ُ ِّ َ
اإلطناب ( أي :مثاله ما سبق ذكره . لفائدة ُ َ ْ ِ ) .
صبرا ﴾ ھذه جاءت في موضعين في موضع جاءت بدون لك ،وفي موضع جاءت بلك معي َ ْ ً إنك َلن َ ْ َ ِ َ
تستطيع َ ِ لك ِ َّ َ ألم َأقُل َّ َ ﴿ ََ ْ
في المعنى بدون لك علمنا أن لك في الموضع األخير زائد للتوكيد ،وھذا ھو حقيقة اإلطناب كما ذكرناه في المكر فلما وُ ِّ َ َّ
السيئ ﴾ .قلنا :ھذا زيادة في المعنى .لماذا ؟ فحينئذ لما قيل ُ ِّ َّ ﴿ : ٍ سيئا من المخلوق السيئ أن المكر معلوم أنه ال يكون إال ً
ألنه معلوم مما سبق كذلك إذا لم يقل لك نقول :صح التركيب وطابق المعنى بدليل مجيئھا بدون لك ،فكل باب التوكيد من
فإذا يكون أجمعون ﴾ ھذا فيه توكيد ً كلھم َ ْ َ ُ َ أجمعون ﴾ ] ص ْ ُ ُّ ُ ﴿ [73 : كلھم َ ْ َ ُ َ ئكة ُ ُّ ُ ْ المال ِ َ ُ
فسجد ْ َ َ اإلطناب كل باب التوكيد في القرآن ﴿ َ َ َ َ
من باب اإلطناب .
اإلطناب ( والزيادة في لفظ لك توكيد بتكرر القول الصادق من الخضر وموسى عليھما السالم ) ، لك ﴾ ِ ْ َ ُ أقل َّ َ ألم َ ُ نحو ﴿ َ َ ْ ) َ ْ ُ
لھا ( للثالثة ) ََلدى وھي ( أي :ھذه الثالثة َ َ ) . َ وھي ( ما ھي ؟ الثالثة األبواب األنواع ) َ باب ( ) اني َ ُ المع ِ ْ لھا ََلدى َ َ وھي َ َ َ
لھاوھي ََ َ ◌َ ) إليه الرجوع إلى فيحتاج كثر ُ ُ تفاصيل وفيه عندھم الثامن الباب وھو ، مستقل باب المعاني فن لدى ( ِ
المعاني
ََ ْ
باب ( يعني :باب مستقل فارجع إليه . َلدى َ َ ْ َ ُ ِ
المعاني
ثم قال رحمه :
القصر
ْ ُ َ النوع السادس :
واحد القصور صحيح ھكذا في )) مختار الصحاح (( قال :القصر واحد القصور .لكن ليس كل ما أطلق القصر المراد
ولكل معنى خاص ،فاللفظ لھو معنى ٍّ استعملت في لغة العرب به واحد القصور ،إنما يختلف وھذا يدل على أن األلفاظ ُ
ضع له فتركبه في كالم مفيد ،أليس كذلك ؟ حينئذ تأخذ المعنى الذي ُتريد مع تطبيقه على لفظه الذي وُ ِ َ ٍ يبحث عنه في المعاجم
ودعوى أن اللفظ ليس له حقيقة إال بالتركيب ھذه يردھا الواقع .
َ ْ
النوع السادس من العقد السادس :القصر .ويقال له :الحصر .القصر والحصر اثنان لمسمى واحد ،القصْ ُر بفتح
ص ُر َقصْ ًرا مصدر ًإذا صار . قصر َْيق ُ وسكون َفعْ ل َ َ َ
حور
الخيام ﴾ ] الرحمن ٌ ُ ﴿ . [72 : مقصورات ِفي ْ ِ َ ِ حور َّ ْ ُ َ ٌ القصْ ر في اللغة :الحبس .القصر :الحبس ،ومنه قوله ٌ ُ ﴿ : َ
مقصورا عند النحاة لحبسه عن الحركات أو منعه عن الحركة . ً مقصورات ﴾ يعني محبوسات .ومنه سمي المقصور َّ ْ ُ َ ٌ
أمر بآخر بطريق مخصوص ،يعني :القصر له طرق محفوظة في لغة العرب إذا أردت واصطالحا :ھو تخصيص ٍ ً
القصر والحصر فال بد أن تأتي به على طريقة مخصوصة ،وحقيقته تخصيص أمر بأمر أن تخص وتحصر أمر بأمر معين
نعبد ﴾ ] إياك َ ْ ُ ُ
رسول ٌ ﴾ ھذا فيه قصر وحصر ﴿ ِ َّ َ محمد ِإالَّ َ ُ وما ُ َ َّ ٌ محمد ﴾ ] آل عمران . [144 :أو اآلية ﴿ َ َ وما ُ َ َّ ٌ كما إذا قلت َ َ ﴿ :
الفاتحة [5 :ھذا فيه قصر وحصر بطريق مخصوص ،وعلى التعريف المشھور عندھم أن الحصر أو القصر إثبات الحكم
نعبد ﴾ ھذا فيه إياك َ ْ ُ ُ
للمذكور ونفيه عن ما عداه ،وھذا واضح أوضح من األول ،إثبات الحكم للمذكور ونفيه عن ما عداه ﴿ ِ َّ َ
إثبات الحكم وھو ثبوت العبودية أو إثبات العبودية للمذكور وھو الرب جل وعال اإلله ،ونفيھا عن ما عداه ً ،إذا إثبات ونفي
خص الرب جل وعال بتوجه العبد بالعبودية والتعبد له وھو المعبود الواحد ت أو ُ َّ خصصْ َ ھذا ھو القصر تخصيص أمر بآخر َ َّ
جدا لكن أشھرھا الحق ،إثبات الحكم للمذكور ونفيه عن ما عداه ھذا ھو حقيقة القصر والحصر ،وله أدوات وطرق كثيرة ً
ً
مطلقا معا فھذا أعلى صيغ الحصر أعالھا ً
جدا أربعة أو خمسة منھا :النفي ،واالستثناء .يعني :أداة إال ،ما وإال إذا ركبتا ً
رسول ٌ ﴾ ] آل عمران [144 :نقول :ھذا أعلى إال َ ُ محمد ِ َّوما ُ َ َّ ٌ ُ ﴾ ] ص [65 :ھذا أعجز ﴿ َ َ إله َِّإال َّمن ِ َ ٍ وما ِ ْ ال يعلوھا شيء ﴿ َ َ
رسول ٌ ﴾ . محمد ِإالَّ َ ُوما ُ َ َّ ٌ صيغ الحصر ،النفي واالستثناء ﴿ َ َ
الميتة ﴾ حصر وقصر ألنه أي ما حرم إال َ عليكم َ ْ َْ َ
حرم َ ْ ُ ُ إنما َ َّ َومنھا :إنما » .إنما األعمال بالنيات « .حصر وقصر ﴿ ِ َّ َ
الميتة ﴾ حرم الميتة دون ما ادعوه من البحيرة والسائبة َ ْ
عليكم َ ْ َ حرم َ َ ْ ُ ُ إنما َ َّ َ ذلك دون ما ادعوه من البحيرة والسائبة ونحوھما ﴿ ِ َّ َ
ونحوھما .
227
نستعين ﴾ ] الفاتحة [5 :نقول :ھذا فيه حصر وقصر . وإياك َ ْ َ ِ ُ
نعبد ِ َّ َ إياك َ ْ ُ ُ
ومنھا :التقديم .يعني تقديم ما حقه التأخير َ َّ ِ ﴿ .
رحيما ً ﴾ ] األحزاب [43 :نقول :فيه قصر وحصر . منين َ ِبالمؤ ِ ِ َوكان ِ ْ ُ ْ ھدى ﴾ ] األعراف َ َ َ ﴿ ، [30 : ضربت ﴿ َ ِ
فريقا ً َ َ ُ ٌ
زيد
تقديم ما حقه التأخير ألن العامل رتبته مقدمة والمعمول رتبته مؤخرة .
﴾ ] فاطر [3 :ال ،ال أحد ،ھذا نقول :فيه حصر وقصر . غير َّ ِ
خالق َ ْ ُمن َ ِ ٍ ومنھا :غير .لفظ غير ﴿ َھلْ ِ ْ
كذلك وھذا فيه خالف تعريف المسند والمسند إليه العالم زيد ھذا فيه حصر وفيه نفي إثبات العلم لزيد ونفيه عن ما عداه
يعني :إثبات العلم الكامل بحق لزيد ونفيه عن ما عداه .ھذا فيه خالف لكن ھذا ھو المشھور تعريف المسند والمسند إليه .
ينقسم القصر والحصر إلى قسمين :
قصر الموصوف على الصفة .
وعكسه قصر الصفة على الموصوف .
وكل منھما إما حقيقة وإما مجاز ،فقصر الموصوف على الصفة نحو ما زيد إال كاتب ،ھذا قصر الموصوف على
حقيقة مثاله عزيز وأنكره البعض ،يعني ال يمكن أن يكون لزيد أن ً الصفة يعني ال صفة لزيد إال الكتابة ،ھذا من جھة كونه
ً
ينفى عن زيد كل الصفات وال يُثبت له إال الكتابة ولكن يمثل له على سبيل التنزه إذا قصر الموصوف على صفة ،
الموصوف وھو زيد تقصره على صفة ال توجد فيه إال صفة كيت ھذا محال ال يمكن فاألول نحو ما زيد إال كاتب ،أي :ال
صفة له غيرھا وھو عزيز ال يكاد يوجد ،ھكذا قال السيوطي في )) العقود (( وفي )) التحبير (( وفي )) اإلتقان (( ،وھو
عزيز ال يكاد يوجد لتعذر اإلحاطة بصفات الشيء حتى يمكن إثبات شيء منھا ونفي ما عداھا بالكلية ،ال يمكن أن ال توجد
صفة واحدة ليس لھا غيرھا ولذا لم يقع في التنزيل لم يقع في ً في زيد صفة إال الكتابة وعلى عدم تعذرھا يُبعد أن تكون للذات
رسول ٌ ﴾ .ھذا مجاز إضافة يعني :الحديث الواقعة َّ
محمد ِإال َ ُ
وما ُ َ َّ ٌ نفي عن اللغة أصالً وإن وجد كما في قوله َ َ ﴿ : القرآن ،بل ُ ِ َ
رسول ٌ ﴾ ھذا مثل :ما زيد محمد ِإالَّ َ ُ وما ُ َ َّ ٌ ٍ
حينئذ ﴿ َ َ يستلزم أنه ال يُذكر من الصفات في شأن الموصوف إلى صفة الرسالة .
فحينئذ يصح يكون باإلضافة ٍ إال كاتب .لكن األول حقيقي والثاني مجازي ،إذا أريد باألول أنه ال يوجد كاتب بحق إال زيد
محمد
وما ُ َ َّ ٌ مجازيا ) ﴿ َ َ ً ّ إلى غيره ولذلك يُسمى المجازي القصر اإلضافي يعني :النظر يكون باعتبار غير الموصوف ومثاله
رسول ٌ ﴾ ( وھو الذي ذكره المصنف ھنا الناظم رحمه أي :إنه مقصور على الرسالة بھذا النص مقصور على الرسالة ِإالَّ َ ُ
أفإنرسول ٌ ﴾ ھذه قيلت في ماذا ؟ ﴿ َ َ ِ محمد ِإالَّ َ ُ
وما ُ َ َّ ٌ ال يتعداھا إلى التبري من الموت الذي استعظموه الذي ھو من شأن اإلله ﴿ َ َ
قتل َ ﴾ ] آل عمران ً [144 :إذا ھل النبي لما ُأثبت له وصف الرسالة يستلزم أن ال يموت ؟ إذا أثبت ھل يفھم من مات َْأو ُ ِ
َّ َ
كونه مرسالً أنه ال يموت وأن له صفة الخلد ؟
رسول ٌ ﴾ .مقصور على الرسالة باعتبار الواقعة ،يعني :ھو رسول أرسل محمد ِإالَّ َ ُ
وما ُ َ َّ ٌ الجواب :ال ً ،إذا قوله َ َ ﴿ :
فحينئذ ال يستلزم ذلك أنه خالد مخلد ألن ھذه صفة ماذا ؟ صفة الرب جل وعال بل ال يتصور من الصحابة ٍ ليؤدي الرسالة
أنھم يثبتون ھذا للنبي أنه أبدي أنه ال يموت وإنما استعظموا األمر ألنھم يظنون أنه سيبقى مدة طويلة فلما جاء ھكذا األمر
ُھت بعضھم دون بعض . بِ َ
رسول ٌ ﴾ ] المائدة . [75 :أي :ال يتعدى ذلك الوصف إلى اإللوھية ألن الواقعة إال َ ُمريم ِ َّابن َ ْ َ َ كذلك قوله َّ ﴿ :ما ا ْ َ ِ ُ
لمسيح ْ ُ
التي نزلت اآليات في شأنھا تدل على ماذا ؟ على أنھم قد وصفوه باإللوھية ،والرسالة ال تقتضي ذلك يعني ال يتعدى
المتعدي من الرسالة إلى إثبات اإللوھية لعيسى عليه السالم .
حقيقيا نحو ال إله إال ً ّ ً
مجازيا ،ّ حقيقيا وقد يكون ً ّ والثاني :الذي ھو قصر الصفة على الموصوف عكس األول ،قد يكون
ھذا قصر الصفة على الموصوف ال إله إال أي الموصوف ھنا بعد إال ؟ ما ھي الصفة ؟ اإللوھية مقصورة أو ال
؟ مقصورة ال شك ،قصر الصفة على الموصوف قصر ماذا ؟ الصفة على الموصوف ] نعم [ الصفة التي ھي اإللوھية
مقصورة ومحصورة في اإلله الحق وھو الرب جل وعال ومنفية عن ما عداه وال إشكال واضح ھذا .
َ ْ أجد ِفي َما ُ ْ ِ َ ومجازيا نحو قوله تعالى -على رأي الشافعي ُ ﴿ : -قل الَّ َ ِ ُ
يكون ُ
يطعمه ِإال أن َ ََّ طاعم َ َ ُ ُ على َ ِ ٍ محرما ً َ َ أوحي إِ َ َّ
لي ُ َ َّ ً
مقصورا بما ،بل كل ما يؤدي النفي إذا ً إال ﴾ ألن النفي ليس أجد ﴾ ﴿ ِ َّ َ ُ
ميتة ﴾ ] األنعام ... [145 :إلى آخر اآليات ﴿ قل الَّ ِ ُ ََْ ً
ودائما الذي يحق الحق الحقيقي ً كان في جوابه إال ،ھذه فيھا قصر المحرمات المذكورات أليس كذلك ؟ لكن ليس ھذا مراد ،
ھو النظر إلى سبب النزول ومعنى اآلية وما سيقت اآلية من أجله .
ُ
قال الشافعي رحمه تعالى في ھذه اآليات :إن الكفار لما كانوا يُحلون الميتة ،والدم ،ولحم الخنزير ،وما أھل لغير
كثيرا من المباحات نزلت اآلية ً كثيرا من المباحات أحلوا ھذه المذكورات وھي محرمات وحرموا ً به وكانوا يُحرمون
228
البحيرة والسائبة والوصيلة ...إلى آخره ،وكان الغرض إبانة كذبھم .فكأنه قال :ال حرام إال ما مسوقة بذكر شبھھم في َ
أحللتموه .وھم قد أحلوا ھذه المذكورات فحينئذ ھذا الحصر إنما المراد به رد الشبه وتكذيب الكفار الذين أحلوا الميتة وما
فحينئذ ال يكون من باب الحصر ال يلزم منه إذا جاءت تحريم » كل ذي ناب من ٍ عطف عليه أي :ما حرام إال ما أحللتموه .
السباع « .وغيره نقول :ھذا مصروف بحصر ھذه اآلية .نقول :ال ،الحصر ھنا حصر مجازي إيضاحي وليس المراد
أن ما عدا ھذه المذكورات فھو مباح أو مكروه ،ال ،وإنما نذكره كما ذكر الشافعي ھنا فكأنه قال :ال حرام إال ما أحللتموه .
والغرض الرد عليھم المضادة للحصر الحقيقي .
أيضا باعتبار آخر القصر والحصر إلى ثالثة أقسام : وينقسم ً
230
الخاتمة ( .ھنا قال :ال بد قبلھا من مقدمة .ثم قال :مقدمة .لم يقل المقدمة ،وذكرنا أن األولى أن يقول : فقال ُ َ ِ َ ) :
وبعدھا المقدمة .بأل ألن إعادة النكرة نكرة مغاير وعلى القاعدة المشھورة فجرى على غير المشھور فأعاد النكرة نكرة َ َ ) ،
الخاتمة ( .بأل فأل ھذه ما نوعھا ؟ للعھد الذكري ألنه أعاد النكرة معرفة والقاعدة أنه إذا خاتمة ( ذكرھا نكرة ھنا قال ُ َ ِ َ ) : َِ ٌ
أعاد النكرة معرفة فھي عين األولى ،وھناك أعاد النكرة نكرة واألصل أنھا مغايرة فالمقدمة التي ذكرھا بعد ذاك البيت
حينئذ نقول :ھذا شيء آخر ٍ مقدمة ( .حينئذ يكون قد وعد بذكر مقدمة ولم يذكرھا وقوله ٌ َ ِّ َ ُ ) : ٍ ليست ھي المقدمة التي أشار
إله ﴾ ] الزخرف [84 :فالثاني ھو األرض ِ َ ٌ َ
وفي ْ ْ ِ إله َ ِ السماء ِ َ ٌ الذي ِفي َّ َ وھو َّ ِ منفصل .لكن نقول :ھذا من باب قوله تعالى َ ُ َ ﴿ :
عين األول .
ضرب ومنه النبي خاتم األنبياء يعني :آخر األنبياء ،به يختم من باب َ َ َ ختم َ ْ ِ ُ الخاتمة ( خاتمة الشيء آخره ،يقال َ َ َ : ) َ َِ ُ
ختمت النبوة ،وإذا ختمت النبوة استلزم ختم الرسالة .أليس كذلك ؟ جاء خاتم األنبياء ولم يرد أنه خاتم الرسل ألنه إذا نفي
األعم نفي األخص وال عكس .
األسماء (
ُ والمبھمات ( على طريقة أھل الحديث ) ُْ َ ُ واأللقاب ،
ُ َ َ ُ
األسماء ،والكنى ، ُ أنواع : اشتملت ھذه الخاتمة ) على أربعة
ٍ
ُقسم إلى ثالثة أقسام أو م َُقسِّم إلى ثالثة أقسام العلم عند النحاة م َ َّ َ ْ
جمع اسم والمشھور عند النحاة أنه ما ليس بكنية وال لقب ألن َ َ
علم اسم ،وكنية ،ولقب . ٌََ :
صحبا
سواهُ َ ِ َ وأخر◌نْ َذا ِإنْ ِ َ َ َ ِّ َ ً ولقباوكنية َ َ َ ََواسْ َما ََأتى َ ُ ْ َ ً
مطلقا ثم قسمه . ً واسما أتى يعني :العلم .اسم يعين المسمى ً
واسما أتى وكنية ولقبا . ً قال :
بأب أو ٍأم ونحوھما . ُدر ٍ أم على المشھور ،وسيأتي نقضه ما ص ِّ َ بأب أو ٍّ الكنية :ما ص ِّ َ
ُدر ٍ
ذم كأنف الناقة أنف الناقة اسم قبيلة ھذا . ذم ،ما أشعر بمدح كزين العابدين أو ٍ بمدح أو ٍ ٍ واللقب :ما أشعر
واالسم :ما ليس بكنية وال لقب .
مركبا ،فإذا سمي ً مفردا وقد يكون ً اسما ،وقد يكون حينئذ تعين كونه ً ٍ ًإذا القسمة ثالثية ،فلما نفى كونه كنية وكونه ً
لقبا
بزيد نقول :ھذا اسم .عبد ھذا اسم ،أبو زيد أبو عبد نقول :ھذا كنية .أم عبد نقول :ھذا كنية .أنف الناقة نقول
ابتداء وضعوه أول ما ولد المولود سمي بأبو عبد ،ھل ً :ھذا لقب .زين العابدين نقول :ھذا لقب .لو سمي به بالكنية
أم ؟
بأب أو ٍّ ُدر ٍ نقول :اسم أم كنية ؟ اسم فكيف نقول في ضابط الكنية ما ص ِّ َ
ألنه قد يكون كنيته اسمه ،قد أول ما يولد ھذا موجود يسمى ماذا ؟ يسمى أبو عبد أو يسمى أبو الدرداء كما ھو
علما مع كونه ماذا من يسمعه أول ما يسمعه يظن أنه كنية ،أم كلثوم ھذه الصحابية اسمھا بالكنية صاحبنا ،اسمه أبو الدرداء ً
حينئذ ال بد من وضع قيد باعتبار كونه ً
أوال . ٍ
ُدر بأب فحينئذ لو ص ِّ َ
ٍ أم أو بنت أو ابن ونحوھا ، بأب أو ٍّ أوليا ودل على مسماه ولو صدر ٍ وضعا ًّ ً فنقول :االسم ما وضع
بأب أو أم أو نحوھما نقول :ھذا مصدرا ٍ ً ًّ
ثانويا أو ً
وضعا أوليا فإن وضع وضعا ًّ ً أبو الدرداء فنقول :ھذا علم .ألنه وضع
أوليا يعني :أول ما وُ ِلدَ ال بد أنه تابع للمولود واألسماء في بني وضعا ًّ ً كنية وليس باسم ً .إذا األسماء جمع اسم وھو ما وضع
أوليا ودل على مسماه . وضعا ًّ ً آدم المقصود ھنا ما وضع
أوليا وص ِّ َ
ُدر وضعا ًّ
ً حينئذ لو وضع ٍ بأب أو ٍأم ونحوھما . ُدر ٍ ثانويا وص ِّ َ ًّ ً
وضعا والكنى ( جمع كنية وھي :ما وضعت َُ )
بأب أو ٍأم نقول :ليس بكنية بل ھو اسم وليس بكنية ،واأللفاظ ھذا واضح ال اعتراض فيھا ما أشار بمدح أو ذم ووضع ٍ
علما أول ما وضع زين العابدين ثانويا ال بأس بھذا القيد يعني :لو سمي زين العابدين ً ًّ ً
وضعا ثانويا يعني :لو سمي ًّ ً
وضعا
ثانويا يعني :أول ما يوضع ھو ًّ ً
وضعا لقبا إذا وضع على مسماه نقول :ھذا لقب أو اسم ؟ اسم ،ألن زين العابدين يكون ً
االسم ثم بعد ذلك يلقب أو يكنى .
والمبھمات ( جمع مبھم كمكرم وھو المغلق من اإلبھام أبھم الليل إذا لم يتضح ،وقيل :المبھم المغلق من األبواب . ُْ َ ُ )
سيذكر بعض األسماء الواردة في القرآن من أسماء األنبياء ،وأسماء المالئكة ،وأسماء بعض الصالحين ،واألولياء ،
ً
مبھما كني وذكر بكنى في القرآن كذلك ما ذكر بلقبه أو ذكر وأسماء بعض الكافرين مما ذكر في القرآن وكذلك الكنى ما ُ ِّ َ
ُفسرا في طريق ونحو ذلك سيذكر بعض األشياء وھذه مما ال ،وإن بحثت في علوم القرآن لكن ال يتعلق بھا حكم فجاء م َ َّ ً
شرعي وإنما تعتبر من الزيادات ومن ْالم َُلح ،م َُلح العلم ألن العلم كل علم ھذا قد يكون أصوالً وقد يكون م َُلح ،يعني مما زاد
عن األصل مما قد يستغنى عنه بل يستغنى عنه ،فطالب العلم إذا لم يعرف المبھمات التي في القرآن أو في األحاديث في
مثال ھذا ينبني عليه حكم ينبني عليه وال بد من معرفته لكن ً المتون ،ال في األسانيد ،ال ينبني عليه ،لكن المبھم في السند
231
يسعى ﴾ ] القصص [20 :
َ َْ المدينة من َ ْ َ
أقصى ْ َ ِ َ ِ رجل ٌ ِّ ْ
وجاء َ ُ
المبھم في المتن قد ال ينبني عليه حكم وكذلك المبھم في القرآن ﴿ َ َ
من ھو الرجل ھذا ؟ ما ينبني عليه فائدة لو ذكر أو لم يذكر .
ٌ
إسحاق ( األسماء بدأ بماذا ؟ بأسماء األنبياء المذكورة في القرآن وھي :خمسة وعشرون ً
اسما .ذكر ثمانية عشر منھا ) ِ ْ ُ
في آية واحدة في آية األنعام
موسى وصالح ُ َ ْ ٌ
شعيب ُ َ َ ِ ٌ ھود
ُْ ٌ عيسى يوسف ُ ٌ
ولوط ِ ْ َ ُ ِ ْ ُ
إسحاق ُ
) )
ھود ( لكن في كتب التاريخ تجد أن لھم سند يعني عيسى ُ ْ ٌولوٌط ِ ْ َيوسف ُ
ُ ھذه األسماء ما ذكرت في القرآن ھكذا ) ِ ْ ُ
إسحاق ُ
:يكون آباھم وأجدادھم وأجداد أجدادھم إلى آخره .ھذه ] مما ال [ إن ثبت عن النبي بأن النبي كذا أبوه كذا ھذا ال إشكال
مقبول على العين والرأس وما عدا ذلك فھو مما يُسمع وال يُصدق وال يُكذب ألنه من قبيل ماذا ؟ من قبيل التأريخ والتأريخ ٌ
جدَ أنھا -إذا ثبت لھا أسانيد -إذا ثبت لھا أسانيد فھي مما لم يشتغل أھل العلم َ
أكثره لم يثبت إنما ھو بأسانيد لو بحث عنھا لوُ ِ
) ِ ْ ُ
إسحاق ً
جزما وإذا قيل أبوه يقال كذا وال أجزم بكون أباه كذا بتمحيصھا وفحصھا ،ولذلك أنا أنسب المذكور في القرآن
إسحاق ( ھذا خبر مبتدأ محذوف وھو ألنه عبارة عن ماذا ؟ أعلى من يذكر اسمه في القرآن ھم ( يعني وھم إسحاق ُ ْ ِ ) .
األنبياء والرسل لكن لم يرتبھم باألفضل بل جعل النبي رقم خمس وعشرين وبدأ بإسحاق وأخر آدم عليه السالم ًإذا ھذا
اتفاقا على ما سمح به النظم ُ ْ ِ ) ،
إسحاق ( وھم إسحاق بن إبراھيم عليھما السالم . ليس بترتيب وإنما ذكرھم ھكذا ً
يوسف ( بالتنوين للوزن ويوسف بن يعقوب .ٌ و) ُ
ولوط ( ورد في القرآن دون أن يبين من أبوه لكن يُذكر أنه ابن ھاران . ٌ ) ُ
عيسى ( بن مريم عليه السالم . و) ِْ َ
ھود ( ھكذا ذكر في القرآن ويقال :ابن عبد .ھود بن عبد .و أعلم .
ٌ و) ُْ ٌ
وصالح ( وقيل :ابن عبيد صالح بن عبيد النبي صالح ) َ ِ ٌ
وصالح ( قيل :ابن عبيد . و) َ ِ ٌ
شعيب ( وقيل :ابن ميكائيل .يعني :أبوه اسمه ميكائيل يذكرون جده وجد جده سبعة وعشر و ُيرجع عليھا في الشرح و) َُْ ٌ
ذكرھا .
ھارون (
موسى ( ابن عمران ،و ) َ ُ ُ و) ُ َ
كذا َ ْ ُ ُ
يعقوب يونس َ َ ُذو ِ ْ ِ
الكفل ُ ُ ُ ابنه َ َّ ُ
أيوب داود ْ ُ ُ
ھارون َ ُ
َ ُ ُ
) )
ھارون ﴾ ] القصص . [34 :أخي ھارون ،وإذا أطلق أخي نحمله على وأخي َ ُ ُ ھارون ( ھذا شقيق موسى ﴿ َ َ ِ يعني :و ) َ ُ ُ
حقيقته وھو أنه أخوه شقيقه قال بعضھم :ال ،ألمه .وقال بعضھم :ال ،بل ألبيه .نقول :ائت بالدليل نص القرآن قال ﴿ :
لسانا ً ﴾ .أخي األصل ماذا ؟ حقيقة أنه شقيق فنقول :شقيقه .ونجزم بھذا إن جاء نص يخص مني ِ َ ھو َ ْ َ ُ
أفصح ِ ِّ ھارون ُ َ َ َ ِ
وأخي َ ُ ُ
أنه ألبيه أو ألمه على العين والرأس وإال سنبقى على ھذا اإلطالق .
ابنه ( يعني : داود ْ ُ ُ داود ( عليه السالم وقيل :ابن إيشا .يعني :أبوه إيشا ،و ) ْ ُ ُ
ابنه ( ) َ ُ ھارون ( شقيق موسى ،و ) َ ُ و) َ ُ ُ
أيوب ( َ
ابنه ( يعني :سليمان بن داوود ،و ) َّ ُ دائما على إسقاط الواو ونحتاج إلى أن ننص عليھا في كل موضع و ) ْ ُ ُ وابنه ً
اسم أو لقب ؟ أعلم قيل :ابن أيوب ذو الكفل بن أيوب . الكفل ( ھل ھو ٌ الكفل ( ھكذا ورد ) ُذو ِ ْ ِ قيل :ابن أبيض ،و ) ُذو ِ ْ ِ
متى بفتح الميم مع تشديد التاء ومتى أبوه ال يونس ( ابن َ َّمتى ھذا جاء في النص ) ُ ُ ُ يونس ( ابن َ َّ وقيل :اسمه بشر ،و ) ُ ُ ُ
يعقوب ( ابن إسحاق ھذا رقم خمسة عشر ُ َ َ ) ،
آدم ( كذا َ ْ ُ ُ
يعقوب ( يعقوب ابن من ؟ ابن إسحاق نجزم ) َ َ كذا َ ْ ُ ُأمه كذا قيل َ َ ) ،
إدريس ( ابن
ھذا أبو البشر واألولى تقديمه لكن للنظم أخره قيل :سمي آدم ألنه خلق من أديم األرض آدم أبو البشر ،و ) ِ ْ ِ ُ
يحيى ( ابن زكريا وھذا جاء في ونوح ( قيل :ابن َلمْج بفتح الالم وإسكان الميم .و أعلم ،و ) َ ْ َ يرد .أعلم ،و ) ُ ٌ
إبراھيم ( ابن آزر ھذا ھو المشھور وھذا ھو الصحيح قيل :آزر ُ واليسع ( ابن جبير ھكذا قيل .و أعلم ،و ) ِ ْ القرآن ُ ْ َ ) ،
ألبيه ﴾ ] األنعام [74 :نقول :لعمه ؟ ! بعض المفسرين يقولون عمه وليس أباه لكن ھذا إبراھيم َ ِ ِ
وإذ َقال َ ِ ْ َ ِ ُ
عمه .وھذا فاسد ﴿ َ ِ ْ
مجازا نقول :ً آزر ﴾ ] األنعام . [74 :لو أطلق األب على العم إبراھيم َ ِ ِ
ألبيه َ َ وإذ َقال َ ِ ْ َ ِ ُما ھو صحيح عز وجل يقول ْ ِ َ ﴿ :
232
نحمله على حقيقته .ائت بدليل صارف وإال نبقى على الحقيقة ،أنا أقول بالمجاز لكن أقف في حلوقھم ] شوية [ فال بد يعني
من أدلة وإال ما نصرف اللفظ عن ظاھره .
إبراھيم ( ابن آزر .
ُ إليا ( ) ِ ْ إبراھيم َ ً
أيضا ِ ْ َ ُ واليسع ْ ِ ،
) َ ْ ُ
ٌ
ورفع إليا ( إلياس ترخيم ھذا إلياسين ھذا ترخيم ) َِْ
طرار◌ َ َّ
رخمُوا ُدون ِندَ ا َوالضْ ِ َ ٍ ٍ
وھنا ليس عند الندا ھذا باب الشعري فقط إل ياسين ،ترخيم إلياس إلياس بن إل ياسين ھكذا قيل :إليا .حذفت السين من
باب ماذا ؟ يا سعاد يا سعا أليس كذلك ھذا يسمى ترخيم لكنه يكون في العلم في النداء في المنادى وأما ما عدا المنادى فال
يجوز .
شذ ،شاذ لماذا ؟ لكونه مما جرى على ألسنة لماذا ؟ لكون ليس بعلم ما كونه في النداء ،وقولھم في صاحب يا صاح َّ
العرب ورخموه ،ھنا شاذ لكون ليس في النداء قال ابن مالك :
طرار◌ َ َّ
رخمُوا ُدون ِندَ ا َوالضْ ِ َ ٍ ٍ
وزكريا ( قيل :كان من ذرية سليمان بن داوود .و أعلم . و ) َ َ ِ َّ
ٌ
مفعول مطلق . َ أيضا ( َ
آض َِيئيضُ أي ً
ْضا َ
وزكريا ً ) َ َ ِ َّ
إسماعيل ُ ( بإسقاط الھمزة للوزن ھمزة قطع ھي في األصل لكنھا أسقطت للوزن ) ْ َ ِ
إسماعيل ُ ( بن إبراھيم أيضا ْ َ ِ َ
وزكريا ً ) َ َ ِ َّ
عليه السالم إسماعيل وھو الذبيح على األصح وليس إسحاق .
تكميل ُ ( يعني :تكميل لألنبياء الخمسة والعشرين الذين ذكروا في القرآن ،ھؤالء لو عددتھم كلھم محمد َ ْ ِ
وجاء في ُ َ َّ ٍ َ )
خمس وعشرون . ٌ
ثم قال :
السجل ُّ ِ ْ َ ِ ْ
ميكائيل ُ ِّ ِ ٌَِْ
قعيد ِْ َ ِْ
وجبرائيل ُ اروت َ ُ ُ
ماروت َھ ُ ُ
) )
جالوت إبليس َ ُ ُ
قارون َكذا َ ُ ُ ِْ ِ ُ َ ُ ُ
طالوت ََ
كذا ُ َّ ٌ
تبع ُْ َ ُ
لقمان
) )
ذكر لك في البيت الشطر األول ثالثة من الصالحين الذين ذكروا في القرآن ،وذكر في الشطر الثاني ثالثة من الكافرين
عبد صالح وقيل :نجار نبيا قاله عكرمة والشعبي واألكثر على أنه ٌ الذين ذكروا في القرآن ) ُ ْ َ ُ
لقمان ( قيل :أنه نبي .كان ًّ
وتبع .بضم ِّي به لكثرة من تبعه ) ُ ْ َ ُ
لقمان ٌ َّ ُ ،
تبع ( يعني ٌ َّ ُ : ٌ
رجل صالح ُسم َ أيضا قيل :نبي .والصواب أنهً تبع ( ُ َ ُْ ).
لقمان ُ َّ ٌ
التاء وتشديد الباء المفتوحة .
داوود َ ُ َ
جالوت ﴾ ] البقرة : ملكا على بني إسرائيل لقتال جالوت ﴿ َ َ َ
وقتل َ َ ُ ُ أيضا ھذا اسم رجل صالح جعله ً ) َكذا َ ُ ُ
طالوت ( ً
. [251
233
إبليس ( ھذا شرع منه في ذكر أسماء ثالثة ممن كفروا با العظيم وإبليس سمي به ألن أبلسه من الخير يعني : ) ِْ ِ ُ
آيسه منه ) ِ ْ ِ ُ
إبليس ( .
قارون َكذا ( قارون قيل :ابن يسحر .أو يصھر أعلم . ) َ ُ ُ
ملك من ملوك الكفار الذين تجبروا في األرض . جالوت ( اسم ٍ ) َكذا َ ُ ُ
أبوھا ( يعني :ومريم بنت عمران .وقيل :إنھا نبية .وعليه ابن حزم رحمه ،والصواب أنه أي َ ُ َ عمران َ ْ
ومريم ِ ْ َ ُ
) ٌََْ
ليس في األنبياء نساء ،وكونھا أوحي إليھا ھذا ال يلزم منه مجرد الوحي أو صيغة الوحي في القرآن ال يلزم منه أنه إيحاء
النحل ﴾ ] النحل . [68 :نقول :النحل نبي ؟ ال يلزم إذا تعلق الوحي أو ربك َِإلى َّ ْ ِ نبوة بل عز وجل قال َ ْ َ َ ﴿ :
وأوحى َ ُّ َ
ً
أيضا أبوھا أي َ ُ َ
أبوھا ( يعني ُ :ذكر عمران َ ْ
ومريم ( يعني :بنت عمران ) ِ ْ َ ُ
اإليحاء بشيء نقول :إنه يدل على النبوة ال ٌ َ ْ َ ) .
أبو من ؟ مريم وھل ھي أخت موسى بن عمران ؟ الجواب :ال .
ھارون ﴾ ] مريم [28 :ھل أخوھا ( ﴿ َيا ُ ْ َ
أخت َ ُ َ أي َ ُ َ
ھارون َ ْ
ُ كذا ( ممن ذكر في القرآن ) َ أيضا ) َ َ
ھارون ( أبوھا ً ُ كذا َ ) َ ً
أيضا َ َ
ھو وأخي ھارون ؟
أي َ ُ َ
أخوھا ( أيضا ( كما ذكر ھارون ) َ ْ معا في القرآن ) َ ً أي َ ُ َ
أبوھا ( ُذكرا ً عمران ( وعمران ) َ ْ ومريم ِ ْ َ ُ
الجواب :ال ٌ َ ْ َ ) .
أخو مريم ال أخو موسى .
ثم شرع في بيان من ذكر من الصحابة أصحاب النبي .
كعبد ُ َّ
العزى فيه َ َ ْ ِ
الكنى ِ ِ ُ َّ
ثم ُ َ صحاب َ َّ
عزا من ِ َ ٍ من َ ْ ِ
غير َ ْ ٍ
زيد ِ ْ ِ ْ
) )
زيد ﴾ ] األحزاب [37 :زيد قضى َ ْ ٌ فلما َ َ ِّي في القرآن ﴿ َ َ َّ زيد ( زيد بن حارثة رضي تعالى عنه ھو الذي ُسم َ غير َ ْ ٍمن َ ْ ِ ) ِ ْ
بن حارثة ،وھل ھذا يدل على ماذا ؟ ھل يدل أو يستفاد منه أنه أفضل من أبي بكر وعمر ؟
من ُذكر اسمه في القرآن أولى وأفضل ممن لم يذكر أليس كذلك ؟ ال شك من تكلم تعالى باسمه أفضل لكن الفضيلة ال
مثال :زيد بن حارثة من حيث ھذه المزية من حيث ھذه الفضيلة أفضل من ً تستلزم أن يكون أفضل من حيث الجملة فيقال
غيره من الصحابة ،لكن ال يستلزم تفضيله في شيء ما أنه أفضل بالجملة ،وإال جاء نص في عمر رضي تعالى عنه »
فجا آخر « .ھذه لم تذكر في شأن أبي بكر ،ودخل أبو بكر والنبي كاشف عن سالكا في فج إال سك ً ً أنه ما رآه الشيطان
ً
فخذيه ودخل عمر ثم دخل عثمان فماذا ؟ فستر النبي فقال » :أال أستحي من رجل تستحي منه المالئكة « .إذا ثبتت مزية
لعثمان لم تثبت ألبي بكر وال عمر ،نقول :الضابط في ھذه أن إثبات المزية لصاحبيٍ ،الصحابة من حيث ھذه المزية ھذا
مطلقا أفضل الصحابة وبإجماع أھل العلم ، ً الشخص وھذا الصحابي أفضل ،وھذا ال يستلزم تفضيله بالكلية فنقول :أبو بكر
ثم عمر ،ثم عثمان ،ثم علي .كترتيبھم في الخالفة ال فرق في الفضل وال في الخالفة ،لكن إثبات مزية لبعض الصحابة لم
تثبت لمن ھو أعلى ال يستلزم منه أن يكون أفضل بالجملة وإنما في ھذه الخصيصة .
الكنى (ثم ُ َعزا ( يعني :قل بل عدم َّ ُ ) . صحاب ( يعني من أسماء صحاب النبي ) َ َّ زيد ( ابن حارثة ) ِمْن ِ َ ٍ غير َ ْ ٍ من َ ْ ِ ) ِ ْ
َ َ
يدا ِأبي َ ٍ
لھب لھب ( أبو لھب ﴿ َ َّ ْ
تبت َ َ َ
كنى َأبا ْ ٍ َ العزى َ َّ
كعبد ُ َّ
فيه ( يعني :في القرآن ِ ْ َ َ ) .
شرع في بيان الكنى وھو النوع الثاني ) ِ ِ
شرعا عبد العزى ُعبِّدَ لغير الرب جل وعال إذاً ً ﴾ ] المسد [1 :فقط ال يوجد كنية أخرى لم يذكر باسمه لماذا ؟ ألنه حرام
حرام وقيل :لإلشارة مع ھذا يعني :زيادة على ھذا – النكات ال تتراحم مع ھذا -إشارة إلى أنه جھنمي ) لھب ( .
جاء ( فيه في القرآن حذف الجار والمجرور ) ُذو قد َ َ أواب ( شرع في بيان األلقاب ) َ ْالقرنين يا َ َّ ُ
جاء ُذو َ ْ َ ْ ِ
قد َ َ ) َْ َ ُ
األلقاب َ ْ
القرنين ( قيل ألنه ُسمِّي ذو القرنين ألن ملك فارس والروم وھما قرنان أعظم أمتين ،وقيل :ألنه دخل الظلمة والنور . َْ َْ ِ
وقيل :ألنه كان برأسه شبه القرنين .وقيل :كان له ذؤابتان .وقيل :ألنه رأى في النوم بأنه أخذ بقرني الشمس .و أعلم
.
أواب ( ھذا من باب التكملة يا كثير التوبة والرجوع إلى تعالى . َ
) يا َّ ُ
إسكندر ( على األشھر و أعلم واسمه ِ ْ َ ْ َ ُ
إسكندر ( ھذا لقبه ذو القرنين وسبب تلقيبه ما ذكر من بعض األقوال ) ْ ُ ُ واسمه ِ ْ َ ْ َ ُ ) ْ ُ ُ
.
المسيح بتخفيف ِ عيسى ( عيسى ابن مريم ،لقبه المسيح وجاء اسمه المسيح عيسى ابن مريم ھنا ذكر أنه لقب المسيح ِ ْ َ ) َ ِْ ُ
يسيح ( يعني :لم لقب أجل َما َ ِ ْ ُ من َ ْ ِ وذا ( اللقب ) ِ ْ السين وقد تشدد المسِّيح بتشديد السين لقب عيسى عليه السالم ابن مريم ) َ
234
يسيح ( يعني :سياحته في األرض من أجل سياحته في األرض أو ألنه ال يمسح ذا أجل َما َ ِ ْ ُمن َ ْ ِ عيسى ابن مريم بالمسيح ؟ ) ِ ْ
عاھة إال بريء أو ألنه كان مسيح القدمين أي :ال أخمص فيه .يعني :مستوي القدم من أسفل ھذه يقال أنه مسيح ،يقال : ٍ
أيضا مسيح لكنه مسيح الضاللة وھذا مسيح الھداية ،ومسيح الضاللة قيل :ألنه يمسح األرض في الزمن القليل ً للدجال
إلضالل الناس أو ألنه ممسوح العينين .
َ
فرعون ذا ( أي : الوليد ( فرعون ھذا لقب اسم ھذا فرعون اسم أو لقب ؟ ھذا لقب ألننا في األلقاب ) ِ ْ َ ُ فرعون َذا َ ِ ْ ُ ) ِْ َ ُ
َ
الفرعون الوليد بن مصعب ھكذا قيل ،اسمه الوليد بن مصعب و أعلم ،فرعون ھذا اسمه الوليد ) ذا ( أي :الفرعون
اسمه الوليد بن مصعب .
آل المبھم ( في القرآن ) ِ ْ
من ِ ثم ُ ْ َ ُ ُ ُ
لھب ( .ثم األلقاب تقدر ثم ) َّ َ َ
كنى َأبا َ ٍ المبھم ( ھذا للترتيب ولذلك في قوله َّ َ ) : ثم ُ ْ َ ُ ) ُ َّ
فرعون ( من أتباع فرعون الذي آمن وقد كتم إيمانه كما جاء في آل ِ ْ َ َ
من ِ إيمانه ( ھذا في سورة غافر ) ِ ْ يكتم ِ ْ َ َ ُ قد َ ْ ُ ُ فرعون الذي َ ْ ِْ َ َ
يكتم ِ َ َ ُ
إيمانه ﴾ ] غافر . [28 : فرعون َ ْ ُ ُ
آل ِ ْ َ ْ َ
من ِ من ِّ ْمؤ ِ ٌ
رجل ٌ ُّ ْ
وقال َ َ ُ سورة غافر ﴿ َ َ
من ﴾ منمؤ ِ ٌرجل ٌ ُّ ْ حزقيل ُ ( ﴿ َ َ
وقال َ َ ُ حزقيل ُ ( بكسر الحاء وإسكان الزاي وقاف المكسورة اسم ھذا الرجل المبھم ) ِ ْ ِ ْ واسمه ِ ْ ِ ْ) ْ ُ ُ
حزقيل ُ ( لكن ما نجزم بھذا كل المبھمات إن لم يرد نص عن النبي فال نجزم إال أن يكون لصحابي وصح سنده ھو ؟ ) ِ ْ ِ ْ
فيأخذ حكم الرفع .
يحيل ُ َ
قد ُ ِ ْ ومن َعلى َ ِ ْ َ
ياسين ْ َ ْ ..............................
) )
.......................... حبيب
اسمه َ ِ ْ ُ يسعى ْ ُ ُ أعني الذي َ ْ َ َِْ ْ
) )
يحيل ُ ( أي يُسلم أحال أي : قد ُ ِ ْ ومن َعلى ياسين ( يعني ومن في على بمعنى في ،في ياسين يعني في سورة ياسين ) َ ْ ) َ ْ
حبيب
اسمه َ ِ ْ ُ ) ْ ُ ُ يسعى ﴾ ] يس [20 :من ھو ھذا الرجل قال : رجل ٌ َ ْ َ أقصى ْ َ ِ َ ِ
المدينة َ ُ َ
من ْ َ وجاء ِ ْ يسعى ( ﴿ َ َ أعني الذي َ ْ َ أسلم ) َ ْ ِ ْ
( بن موسى النجار ھذا ھو المشھور حبيب بن موسى النجار .و أعلم .
لبيب ( يعني :يا عاقل . نون َيا َ ِ ْ ُ
بن ُ َ ويوشع ُ ) َ َ ُ
وھو ( أي يوشع السفينة ( يوشع بن نون يا لبيب ھذا من باب التكميل للبيت يعني :يا عاقل َ ُ ) . فتى ُموسى ََلدى َّ ِ ْ َ ْ وھو َ َ ) َُ
أبرح ﴾ ] الكھف [60 : لفتاهُ َال َ ْ َ ُ
موسى ِ َ َوإذ َقال َ ُ َ نون ( فتى موسى الذي ُذكر معه في سورة الكھف ) ََلدى َّ ِ ْ َ ْ
السفينة ( ﴿ َ ِ ْ بن ُ َ ) ُ
من ھو ھذا الفتى ؟ يوشع بن نون .و أعلم ال نجزم .
من ِ
رجالن َ َ َ
المائدة بالكسر ﴿ قال َ َ ُ ِ ِ ھما ( يعني اللذان ھما في سورة ومن ُ َ يوشع ( ) َ ْ مع ُ َ َ كالب َ ْ ُ سورة َ ِ َ ِ
المائدة ھما في ُ َ ِ ومن ُ َ ) َ ْ
يوشع ( ھما كالب مع ُ َ َكالب َ ْ
ُ عليھما ﴾ ] المائدة [23 :رجالن من ھما ؟ قال :كالب .اسمھما ) َ ّ
أنعم ُ َ ْ ِ َ َ
يخافون ْ َ َ
َ ُ الذين َ ََّ ِ َ
ويوشع ،يوشع بن نون السابق ھكذا قيل .
فارغا ً ﴾ ] القصص [10 :من ھي موسى َ ِ
أم ُ َ ُ
فؤ ُاد ِّ وأصبح ُ َ َ
موسى ( يعني :وأم موسى .واردة في سورة القصص ﴿ َ ْ َ َ أم ُ َ ) ُ ُّ
البوسا ( ھذه جملة دعائية البأس ،األلف ھذه كفيت ُ َ اسمھا ( .و أعلم َ ْ ِ ُ ) . أم موسى ھذه كنية من ھي ؟ قيل ُ ِ َ ْ ِ ) :
يوحانذ ْ ُ
لإلطالق أي :كفاك وحفظك من البؤس والشدة ،جملة دعائية فاصلة .
من عبداً ِّ ْ العبد ( يعني :والذي ھو العبد لدى سورة الكھف ﴿ َ َ َ َ
فوجدا َ ْ ھو َ ْ ُ ومن ُ َالخضر ( ) َ ْ الكھف َ ِ ْ العبد َلدى َ ْ ِ ھو َ ْ ُ ومن ُ َ ) َ ْ
الخضر ( بفتح الخاء وكسر الضاد ويقال العبد َلدى ( سورة الكھف ) َ ِ ْ ھو َ ْ ُ ومن ُ َ
عبادنا ﴾ ] الكھف [65 :من ھو ھذا العبد ؟ ) َ ْ َِ َِ
كتف . والخضر مثل َ ِ وخضْ ٌر بفتح وسكون ْ َ ِ بكسر فسكون َ َ ، ٍ خضْ ر والخضْ ُر .ثالثة روايات ِ الخضْ رُ ْ ِ َ ْ :
235
الخضر ھذا لقب له واسمه قيل َْ :بليى .بفتح الباء وسكون الالم ومعناه بالعربية أحمد بن ملكان .و أعلم ،وكنيته أبو
لقب بالخضر ألنه كان إذا جلس على األرض أخضر ما تحته والجمھور على نبوته ،الجمھور على أنه نبي ال أنه العباس ُ ِّ َ
باق شيخ اإلسالم ابن تيمية على أنه قد مات . رسول أو ولي وھذا ھو الظاھر من النصوص أنه نبي وھل ھو مات أو ال أو ٍ
قد ُ ِ ْ
ھدر لديھا َ ْ
دم َ َ ْ ومن َ ُ
له ال َّ ُ ) َ ْ
ھدر ( بال قصاص وال دية يقال :ھذا ردمه قد ُ ِ ْ َ
لديھا ( لدى سورة الكھف ) ْ َ
الدم َ ْ
له َّ ُ َ
ومن ُ حيسور ( ) َ ْ وھو َ ْ ُ ُ الغالم ُ َ
َ ُ َِْ
أعني
ٌ
عقل ) باطنا ليس فيه ٌ
قود وال ً وھدَ َر بإسكان والفتح ماذا ؟ أي : ضرب وأھدره السلطان أي :أبطله وأباحه َ ْ ً
وھدرا َ بطل .بابه َ َ َ
ُ َ
فقتله ﴾ َ َ َ َ ُ
لقيا غالما ً َ َ َّ
الغالم ( ﴿ َحتى ِإذا ِ َ
َ ُ أعني ( به ) َ
ھدر ْ ِ
قد ُ ِ َْ
لديھا ( لدى سورة الكھف ) ْ َ
الدم َ ْ
له َّ ُ َ
ومن ( يعني :الذي ُ ) . َ ْ
قوله ( يعني :والملك في الملك في َ ِ ِ
حيسور ( اسمه حيسور ) ْ َ ِ ْ وھو َ ْ ُ ُ
] الكھف [74 :ھدر دمه أباحه من ھو ھذا الغالم ؟ ) ُ َ
غصبا ً ﴾ ] الكھف . [79 :ما اسمه ھذا الملك ؟ ھُدد بن بدد على وزن سفينة َ ْ ملك َ ْ ُ ُ
يأخذ ُكل َّ َ ِ َ ٍ وراءھم َّ ِ ٌ
وكان َ َ ُ قوله تعالى َ َ َ ﴿ :
لك ﴾ اسمه ھدد بن بدد و أعلم . وراءھم َّم ِ ٌ ﴿ َ َ َ
وكان َ َ ُ ع َُمر وس َُرر ھدد يعني :اسم الملك الذي جاء في النص
َُْ ِ
المقتفي الصديق َ ْ ِ
أعني ِّ ِّ ُ ھو َ ٍ
غار ُ َ في ِ َّ ُ ِ
للرسول َّ ِ ُ
والصاحب .....
) )
للرسول (
والصاحب ِ َّ ُ ِ
َّ ِ ُ لصاحبهِ◌ ﴾ ] التوبة [40 :ھذا ال إشكال فيه أن المراد به أبو بكر رضي تعالى عنه ) يقول ُ ِ َ ِ ِ﴿ ِْإذ َ ُ
يقول ُ ِ َ ِ ِ ِ
لصاحبه المقتفي ( المتبع أثره ﴿ ِْإذ َ ُ أعني ُ ْ َ ِ غار ( غار حراء ھو الصديق ) َ ْ ِ لرسولنا محمد عليه الصالة والسالم ) في َ ٍ
﴾ في سورة التوبة .
] يوسف [21 :من ھو ھذا القائل ؟ العزيز ما اشتراهُ ِمن ِّ ْ َ
مصر ﴾ الذي ْ َ َ وقال َ َّ ِ قطفير ( العزيز ﴿ َ َ َ
العزيز أو ِ ْ ِ ْ ُ ) ِ ْ ِْ ٌ
إطفير َ ِ ْ ُ
قطفير ( اختلفوا فيه على قولين إطفير ( َ ) ،أو ِ ْ ِ ْ ُإطفير ( .بكسر ھمزة القطع ) ِ ْ ِ ْ ٌ اسمه ھذا لقب أو مبھم ما اسمه ؟ قيل ٌ ْ ِ ْ ِ ) :
قطفير ( إطفير ھو اسم العزيز عزيز مصر ) َأو ِ ْ ِ ْ ُ
قطفير ( بدل العزيز َ ،أو ِ ْ ِ ْ ُ وسواء كان ھذا أو ذاك ال يھمنا العلم به ٌ ْ ِ ْ ِ ) ،
إطفير َ ِ ْ ُ
كثير ( وارد في القرآن كثير ولكن إن تتبع السلف ھذه المبھمات فيحسن ال خالف أن ورودهُ َ ِ ْ ُ
ومبھم ُ ُ ُ
الھمزة قوالن ٌ َ ْ ُ ) ،
ومبھم ( يعني في القرآن .وروده كثير .قال في ) اإلتقان ( : فحينئذ ال نشتغل بھا ٌ َ ْ ُ ) ، ٍ اتتبعه طالب العلم وإن لم يشتغلوا بھا
النقل الصحيح ولماذا نطلق إن مرجعه النقل المحض ال مجال للرأي فيه .ھذا ھو األصل وإذا كان مرجعه النقل نقيد النقل َّ
حينئذ ينبغي أن نقيده بماذا ؟ بالنقل ٍ النقل ثم نأتي كل من ھب ودب في كتب التأليف فنقول :إن كان مرجعه النقل المحض
الصحيح .ال مجال للرأي فيه وفيه تصنيف مستقل للسھيلي والبدر بن جماعة ھو ذكره في )) التحبير (( مستوفاه كما قال
)) التحبير في علوم التحبير ( يعني :كاد أن يستوعب كل المبھمات في القرآن يستوعب َّ ْ ِ ْ ُ
أن َ ْ َ ِ َ وكاد َ ْ
َ الناظم ھنا ) :
التفسير (( للسيوطي نفسه ،ھذا كتاب جيد يعني لو يعتني به طالب العلم زبدة )) اإلتقان (( موجودة في )) التحبير (( كتاب
قصير ليس بطويل .
جميعھا ( جميعھا ھذا منصوب بيستوعب مفعول به ) يستوعب َّ ْ ِ ْ ُ
التحبير َ ِ َ َ أن َ ْ َ ِ َ َ
وكاد ْ َ نحرير ( جميعھا ) فاقصدهُ َيا ِ ْ ِ ْ ُ جميعھا َ ْ ِ ْ
) َ ِ َ َ
نحرير ( النحرير فاقصدهُ ( فاقصد ماذا ؟ )) التحبير (( يعني اقصده اعتني به ) َيا ِ ْ ِ ْ ُ ) َ ْ ِْ جميعھا ( أي جميع المبھمات َ ِ َ َ
بوزن مسكين وھو العالم المتقن ھذا من باب التفاؤل يعني :وصف الطالب بما سيؤول إليه وھو مجاز ألنه اآلن ليس بنحرير
متقنا فھو مجاز . عالما ً ً ليس بعالم متقن وإنما مآله أن يكون
بحاسد َ ْ ُ ِ
مغرور وال َ ُ ْ
تكن ِ َ ِ ٍ مني َلدى ُ ُ ِ ْ
قصوري َ َ
فھاكھا ِ ِّ
) )
إن َ َ فأصلح َ ِ َ َ
قد ْ َ
رتا الفاسد ِ ْ َ ِْ ِ ) بخلل َ ِ ْ َ
ظفرتا إال ِإذا ِ َ َ ٍ
ِ َّ
)
مني ( أي أيھا القارئ أو الناظر ھاكھا ( أي :فخذ ھذه المنظومة المؤلفة في فن أصول التفسير ِّ ِ ) ، قدرْ َتا َ ) .ف َ
َقدَرْ َتا أو َ ِ
قصوري ( قصر عن الشيء عجز عنه ولم يبلغه ،قصر عن الشيء قصر إذا تعدى بعن عن الشيء يعني عجز فيھا ) َلدى ُ ُ ِ ْ
قصوري ( .يعني :قصوري في ماذا ؟ دخوالً فُعُول ھنا قال ْ ِ ُ ُ ) :
خل َْيدُخ ُل ُ ُ
عنه ولم يبلغه وبابه دخل ولذلك جاء على فُعُول دَ َ َ
علي وتعترض إال إذا
َّ مغرور ( بغرور الشيطان ،فال تنتقدبحاسد ( لي بھذه المنظومة ) َ ْ ُ ِ في العلم ) وال َ ُ ْ
تكن ( أيھا الناظر ) ِ َ ِ ٍ
236
حينئذ له أن ينتقد لكن بعد أن يتأمل وبعد أن يصحح النسخة وبعد أن ينظر في ھل ذكر بعضھم ھذه المسألة أو ٍ ظفرت بخلل ،
ظفرتا ( يعني :وقفت على َ َ
بخلل ِ ْ َ َ َّ
ال ...إلى آخره يعني بعد أن يتحقق وال يستعجل طالب العلم في النقد وإنما ِ ) . ..إال ِإذا ِ ٍ
َ
بخلل ھذا متعلق بماذا ؟ بظفرت ولك أن تعلقه بمحذوف يدل فأصلح ( إذا ظفرت بخلل ٍ َ َ ، خلل إما في اللفظ وإما في المعنى ) َ ْ ِ ِ
فأصلح َ ِ َ َ
الفاسد ( يعني الحاصل من ذلك عليه المذكور إال إذا ظفرت بخلل ظفرت ھكذا ذكره المساوي وھذا ھو األصل ِ ِ ْ َ ) ،
الخلل سواء من جھة المعنى أو من جھة اللفظ يعني بالتعليق عليه ال يغيره بالنص يعني إنما يصلحه في الحاشية أو يقول :
قدرْ َتا َقدَرْ تا قد على الشيء ُ ْ َ ً
قدرة رتا ( إن َقدَرْ َتا َ ِ إن َ َ
قد ْ َ لعله يُريد كذا .أو لعل األصح كذا أو لعل الصواب كذا إلى آخره ْ ِ ) ،
وقدرانا ،اختلفوا في الضمة ھذه صاحب ً ً
وقدرانا ِ ْ َ ُ
قدرة بضم القاف ْ َ قدَر على الشيء من باب فعل على الشيء ُ ْ َ ً وقدرانا َ َ ، ُْ َ ً
قدرة ھذا لغة فيه باب وقدر َْيقدَ رُ ُ ْ ً انتقد على الضم َ َ ِ َ قدرانا بالكسر ،وصاحب مختار الصحاح بالضم يعني ُ القاموس في اللسان ِ ْ ً
فأصلح َ ِ َ َ َ
الفاسد وفعل فتقول ِ ِ ْ َ ) : فعل َ ِ َ قدرتا ( إن َقدَرْ َتا ألنه جاء من باب َ َ َ إن َ ِ ْ َ فأصلح َ ِ َ
الفاسد ِ ْ حينئذ يصح أن تقول ِ ِ ْ َ ) : ٍ علم َيعْ َ ُ
لم ََِ
قدرتا ( .أو إن َقدَرْ َتا وھنا النظم من أجله فال بأس أن يقال َ :قدَرْ تا . إن ِ ْ ََ ِْ
بعد ذا ( الكالم كله ) من َ ْ ِصناعيا ) ِ ْ ً ّ وجوبا ً ووجبت ( .بعد ذا ( يعني بعد أن انتھى من مصنفه قال ْ َ َ َ َ ) : من َ ْ ِ ووجبت ِ ْ ) َ َ ََ ْ
النبي ( محمد كما افتتح نظمه بالصالة على النبي ختمھا بالصالة على النبي وبينا الصالة ومعنى النبي صالِتي َعلى َّ ِ َ
ُ
كقاض يجمع على قضاة كذلك ٍ
ھاد ٍ الھداة ( جمع ھادي ،الھداة وآله ( يعني على آله .وسبق بيان معنى اآلل ) ُ َ ِ َ
فيما سبق ِ ِ ) ،
يجمع على قضاة .
وآله ( .على أقاربه المؤمنين ألنه قال ) : َ
فحينئذ يُحمل قوله ِ ِ ) : ٍ أتباعه ( ْ َ
معمما َ َ ْ جميعا حال كوني ) ُ َ ِّ ً ً وعلى ) َ ْ ِ ِ
وصحبه (
وصحبه ( يعني :وعلى صحبه . وآله ( على أقاربه المؤمنين ِ ِ ْ َ ) . َ
حينئذ نص على األتباع فيحمل قوله ِ ِ ) : ٍ أتباعه ( . معمما َ ْ َ َ ُْ َ ِّ ً
أتباعه ( ) على َ
شامال تعميم شمول مأخوذ من العام ) ْ َ َ ْ ً أتباعه ( يعني : َ
معمما ْ َ َ ْ جميعا حال كوني ) ُ َ ِّ ً ً ومر معنا الصحب ،
الساعة ( الوقف عليھا بالسكون في الموضعين . قيام َّ َ ْ قرنا بعد قرن ) ِإلى ِ ِ جيال بعد جيل ً ً الھدى ( َُ
قيام َّ َ ْ
الساعة الھدى ِإلى ِ ِ
على ُ َ معمما َ ْ َ َ ْ
أتباعه َ ْ ِِ
وصحبه ُ َ ِّ ً
) )
وبھذا نكون قد انتھينا من ھذا المتن وسائر الدورة
وجزاكم ً
خيرا
وصل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم َّ d
237