You are on page 1of 20

‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫واو العطــف (معنــــاها واحكــــامها)‬


‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار مهدي علي‬
‫جامعة بابل‪ /‬كلية التربية األساسية‪ /‬قسم اللغة العربية‬
‫المقدمــة‬
‫تشكل حروف المعاني في نحونا العربي جانباً مهماً منه‪ ،‬وتشغل مسحات واسعة من كتب النحاة والمفسرين واللغويين‬
‫والبالغيين‪ /،‬وهي لم تكن كذلك لو لم يكن لها دور كبير في تحقيق الدقة في التعبير‪ ،‬والقدرة على أداء المعاني الخفية‪ ،‬فمنحوها‬
‫ووجهوا لها همهم للوقوف على أساليبها‪ ،‬والكشف عن معانيها‪ ،‬وقد أخذ هذا االهتمام صوراً مختلفة‪ ،‬فمنهم من درسها‬
‫عنايتهم‪ّ ،‬‬
‫متناثرة في ثنايا الحديث عن قواعد النحو العامة‪ ،‬دون أن يخصها بباب مستقل‪ ،‬كما فعل سيبويه‪ ،‬إذ تحدث كثيراً في كتابه عن‬
‫هذه الحروف‪ ،‬ومعانيها‪ ،‬وأحكامها‪ ،‬ولكنه لم يعقد فصالً خاصاً بها‪ ،‬أو بحرف منها‪ ،‬بل راح يذكر الحرف ضمن أسرته‪ ،‬كما‬
‫(‪،)2‬‬
‫فعل في أدوات الجزم مثالً(‪ ،)1‬وفي غيرها منم الحروف‪ ،‬وقد نهج نهجه عدد من النحاة أمثال الفراء في كتابه (معاني القرآن)‬
‫وفصلوا الكالم في معانيها‪ ،‬ووجوه‬
‫ّ‬ ‫كما أفرد فريق من النحاة في كتبهم أبواباً خاصة بها‪ ،‬درسوا فيها هذه الحر وف‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أن أوفى هذه األبواب وأكثرها إحاطةً وشموالً ما‬
‫استعماالتها‪ ،‬كما فعل ابن جني في كتابه (اللمع في العربية) وغيره‪ ،‬غير ّ‬
‫جاء في شرح ابن يعيش لكتاب المفصل للزمخشري(‪ ،)4‬وقد أخذ هذا االهتمام يتزايد إلى الحد الذي أخذ بعض النحاة يفرد لها‬
‫يخص حرفاً واحداً بمصنف مستقل‪ ،‬فألفوا في (األلفات) و(الهاءات) و(الالمات)‬
‫ّ‬ ‫مؤلفاً مستقالً‪ ،‬يدرس فيه هذه الحروف‪ ،‬أو ان‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وقد تعاظم االهتمام والعناية بدراسة (حروف المعاني) حتى أصبح علماً قائماً بذاته‪ ،‬مستقالً بميدانه‪ /،‬له مصادره‬
‫المتخصصة‪ ،‬التي تحتل مكانة بارزة بين مصادر الدراسة النحوية واللغوية‪ ،‬وأبرز هذه المصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬األزهية في علم الحروف‪ :‬ألبي علي بن عبد الرحمن الهروي (ت ‪415‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -2‬رصف المباني في شرح المعاني‪ :‬ألحمد بن عبد النور المالقي (ت ‪702‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬الجنى الداني في حروف المعاني‪ :‬للحسن بن قاسم المرادي (ت ‪749‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬معاني اللبيب عن كتب األعاريب‪ :‬البن هشام االنصاري (ت ‪760‬هـ)‪.‬‬
‫ويأتي حرف (الواو) من بين حروف المعاني التي حظيت بعناية النحلة واللغويين والبالغيين والمفسرين واهتمامهم‪ ،‬نظراً‬
‫(‪.)6‬‬ ‫(‪،)5‬‬
‫لكونها أكثر الحروف استعماالً في اللغة العربية‪ ،‬ولها مواقع مختلفة من الكالم ذكر منها المرادي خمسة عشر قسماً‬
‫(‪.)7‬‬
‫وأما السيوطي فقد أوصل أقسامها إلى عشرين قسماً بعضهم في قصيدة‪ ،‬وقد نقلها في كتابه (االشباه والنظائر في النحو)‬
‫وألهمية هذا الحرف في أساليب الكالم العربي‪ ،‬واختالط معانيه على الكثرة من الناس‪ ،‬عزمت على دراسته‪ ،‬وال أكتم‬
‫قارئي الكريم سراً إذ قلت‪ :‬إنني وفي بداية دراستي لهذا الحرف أقدمت على جمع مادته بأقسامه المختلفة‪ ،‬فإذا بي أجد نفسي‬
‫أمام مادة واسعة وكبيرة‪ ،‬ينوء بها هذا البحث المتواضع‪ ،‬فكان الرأي أن أفراده بأحد أقسام (الواو) المهمة‪ ،‬إن لم يكن أهم‬
‫ماراً فيما اختلفوا‬
‫أقسامها‪ ،‬وهو (واو العطف) فوجهت جهدي لجمع ما قيل في معناها‪ ،‬وأحكامها‪ ،‬واالحاطة بآراء النحاة فيها‪ّ ،‬‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.478 /1 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬معاني القرآن‪ ،393 ،312 ،9 -8 /2 ،237 /1 :‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬اللمع في العربية‪ ،135 -132 ،128 -127 ،79 -72 :‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.53 /9 ،2 :8 :‬‬
‫‪ )?( 5‬ينظر‪ :‬بحث (الواو بين النحاة والمناطقة) د‪ .‬أحمد فؤاد االهواني‪ /‬مجلة اللغة العربية في القاهرة‪/‬ج‪/25‬نوفمبر ‪1969‬م ص‪.96‬‬
‫‪ )?( 6‬ينظر‪ :‬الجنى الداني‪.20 :‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬االشباه والنظائر في النحو‪.96 /2 :‬‬
‫‪7‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫أنس وأنا أدري ما يتعلق بهذا الحرف أن يكون دليلي‬


‫والميسر لنحونا العربي‪ ،‬ولم َ‬
‫ّ‬ ‫فيه‪ ،‬وما اتفقوا‪ ،‬والخروج بالرأي المناسب‪،‬‬
‫إلى معانيها‪ ،‬وأحكامها كالم اهلل تعالى‪ ،‬في قرآنه المجيد‪ ،‬الذي نزل بلغة هي أفصح لغات العرب وأسلمها‪ ،‬فكان هذا البحث‪.‬‬
‫ضم البحث ثالثة مباحث‪ ،‬تناولت في المبحث األول‬
‫وزعت منهجي في هذا البحث على مقدمة وخاتمة بالنتائج‪ ،‬وبينهما ّ‬
‫(معنى واو العطف) وما صاحب هذا المعنى من خالف بين الباحثين‪ ،‬نظراً لدقة وظيفتها في الكالم العربي‪ ،‬ودرست في‬
‫وضم ثالث مسائل‪ ،‬تناولت كل مسألة حكماً من أحكام عملها‪ ،‬وما يترتب على كل حكم من‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني (أحكام واو العطف)‬
‫خالف واتقان بين من درسوها‪.‬‬
‫ص ص للحديث عن أحكام انفردت بها (واو العطف) دون غيرها من حروف العطف األولى‪ ،‬وهي‬ ‫أما المبحث الثالث فقد ُخ ّ‬
‫(‪،)1‬‬
‫صت بها (واو العطف) واكتفى الباحث بذكر أشهر هذه األحكام‬
‫أحكام أوصلها بعض النحاة إلى أكثر من عشرين حكماً ُخ ّ‬
‫وأكثرها لصوقاً بأساليب (واو العطف) في الكالم العربي‪.‬‬
‫كان اعتماد البحث الرئيس على كتب حروف المعاني التي تيسرت للباحث وأبرزها‪ :‬الجنى الداني في حروف المعاني‬
‫للمرادي‪ ،‬ومغنى اللبيب عن كتب االعاريب البن هشام‪ ،‬إضافة إلى كتب النحو الرئيسة‪ ،‬وكتاب (شرح المفصل) البن يعيش‪،‬‬
‫أكثرت الرجوع إلى بعض كتب التفسير وإ عراب القرآن‪ ،‬اذكر منها‪ :‬معاني القرآن للفراء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وكتب أخرى في النحو واللغة‪ ،‬كما‬
‫والكشاف للزمخشري‪ ،‬والجامع ألحكام القرآن للقرطبي‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫ضمه هذا البحث ال يفي (واو العطف) حقها من الدراسة والبحث‪ ،‬فهي‬
‫إن ما ّ‬
‫وفي ختام هذه المقدمة يجدر بي أن أقول‪ّ :‬‬
‫أكبر من أن تستوعبها هذه المباحث القليلة والمتواضعة‪ ،‬حسبي أنني ساهمت في إثارة موضوع دراستها‪ ،‬ونوهت بدقة معانيها‬
‫وأساليبها‪ ،‬خدمةً للغتي الكريمة‪ ،‬التي غرس اهلل تعالى حبها في قلبي‪ ،‬فأدعوه تعالى أن يعينني على خدمتها والحرص عليها‪،‬‬
‫وهو الموفق والمعين‪.‬‬
‫التمهيد‬
‫العطف أو النسق أحد التوابع في اللغة العربي(‪ ،)2‬والعطف‪ :‬من عبارات البصريين (وهو مصدر‪ :‬عطف الشيء‪ ،‬إذا أملته‬
‫وسمي هذا القبيل‬
‫إليه‪ ،‬يقال‪ :‬عطف فالن على فالن‪ ،‬وعطفت زمام الناقة إلى كذا‪ ،‬وعطف الفارس عنانه‪ ،‬أي‪ :‬ثناه وأماله‪ّ ،‬‬
‫ألن الثاني يثني إلى األول‪ ،‬ومحمول عليه في إعرابه(‪ )3‬وفي موضع آخر يضيف ابن يعيش إلى ما تقدم‪( :‬ومعنى‬
‫عطفاً‪ّ ،‬‬
‫(‪.)4‬‬
‫حيز األول)‬
‫العطف‪ :‬االشتراك في تأثير العامل‪ ،‬وأصله الميل‪ ،‬كأنه أميل به إلى ّ‬
‫أما النسق فهو من عبارات الكوفيين(‪ ،)5‬والنسق بفتح السين بمعنى المنسوق‪ ،‬من نسقت الشيء نسقاً‪ ،‬إذا أتيت به‬
‫متتابعاً(‪ ،)6‬وقيل لهذا التابع نسقاً‪( ،‬لمساواته األول في االعراب‪ ،‬يقال‪ :‬ثغر نسق‪ ،‬إذا تساوت أسنانه‪ ،‬وكالم نسق‪ :‬إذا كان على‬
‫نظام واحد)(‪ ،)7‬فلما شارك الثاني األول وساواه في اعرابه سمي نسقاً(‪ ،)8‬ويعرفه ابن عصفور اصطالحاً بقوله‪( :‬هو حمل اسم‬
‫(‪.)9‬‬
‫على اسم‪ ،‬أو فعل على فعل‪ ،‬أو جملة على جملة‪ ،‬بشرط توسط حرف من الحروف التي وضعتها العرب لذلك)‬
‫وألن مصطلح (العطف) أكثر شيوعاً من مصطلح (النسق) وألن (النحو البصري) هو النحو الذي درجنا على دراسته قد‬
‫اعتمدناه في هذا البحث‪ ،‬وفي دراسة هذا التابع‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر‪ :‬شرح التصريح لألزهري‪.135 /2 :‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪ /‬البن يعيش‪.74 /3 :‬‬
‫‪ )?(3‬المصدر نفسه‪.8/88 :‬‬
‫‪ )?(4‬المصدر نفسه‪.74 /3 :‬‬
‫‪ )?(5‬المصدر نفسه‪.88 /8 :‬‬
‫‪ )?(6‬ينظر‪ :‬شرح التصريح لألزهري‪.130 /2 :‬‬
‫‪ )?(7‬شرح المفصل‪.74 /3 :‬‬
‫‪ )?(8‬المصدر نفسه‪.88 /8 :‬‬
‫‪ )?(9‬شرح جمل الزجاجي ‪ /‬البن عصفور‪.223 /1 :‬‬
‫‪8‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫والعطف كما تقدم‪ ،‬أحد التوابع‪ ،‬كثيراً ما يمسه سيبويه بـ(باب الشركة)(‪ ،)1‬األول هو المتبوع‪ ،‬ويسمى‪ :‬المعطوف عليه‪،‬‬
‫والثاني التابع ويسمى‪ :‬المعطوف‪ ،‬وهو يخالف التوابع األخرى‪( ،‬ألنها تتبع بغير واسطة والمعطوف ال يتبع إالّ بواسطة‪ ،‬وإ نما‬
‫كان كذلك ألن الثاني فيه غير األول‪ ،‬ويأتي بعد أن يستوفي العامل عمله‪ ،‬فلم يتصل إالّ بحرف‪ ،‬بخالف ما الثاني فيه األول‬
‫(‪.)2‬‬
‫كالنعت وعطف البيان والتأكيد‪ /،‬والبدل)‬
‫عدها ابن جني على ما يأتي‪ :‬الواو‪ ،‬والفاء‪ ،‬وثم‪ ،‬وأو‪،‬‬
‫فهو إذن‪ ،‬تابع يتوسط بينه وبين متبوعة حرف من حروف عشرة‪ّ ،‬‬
‫وال‪ ،‬وبل‪ ،‬ولكن (الخفيفة)‪ ،‬وأم‪ ،‬وإ ما (مكسورة مكررة)‪ ،‬وحتى(‪ ،)3‬وهذه الحروف تجتمع كلها في إدخال الثاني في إعراب‬
‫األول‪ ،‬مع اختالف معانيها‪.‬‬
‫(‪،)5‬‬ ‫(‪،)4‬‬
‫ودليل‬ ‫وسماها المرادي‪ :‬ام باب حروف العطف‬ ‫وتعد (الواو) ‪ -‬موضوع هذا البحث – أصل حروف العطف العشرة‬
‫ابن يعيش على ذلك (أنها ال توجب إال االشراك بين شيئين فقط في حكم واحد‪ ،‬وسائر حروف العطف توجب زيادة حكم على‬
‫ما توجبه الواو)(‪ ،)6‬فالفاء مثالً توجب الترتيب‪ ،‬وأو‪ :‬الشك وغيره‪ ،‬وبل‪ :‬االضراب‪( ،‬فلما كانت هذه الحروف فيها زيادة معنى‬
‫على حكم الواو‪ ،‬صارت بمنزلة الشيء المفرد‪ ،‬وباقي حروف العطف بمنزلة المركب مع المفرد‪ ،‬فلهذا صارت الواو أصل‬
‫(‪.)7‬‬
‫حروف العطف)‬
‫وفي هذا المعنى نفسه ينقل السيوطي عن كتاب (تذكرة ابن الصائغ) رأياً لألعلم الشنتمري (ت ‪476‬هـ) يقول فيه‪( :‬أصل‬
‫وأما غيرها فيدل على اشتراك‪ ،‬وعلى معنى زائد كالترتيب‬
‫حروف العطف الواو‪ ،‬وال تدل على أكثر من الجمع واالشتراك‪ّ ،‬‬
‫والمهلة والشك واالضراب واالستدراك والنفي فصارت الواو بمنزلة الشيء المفرد وباقي الحروف بمنزلة المركب‪ ،‬والمفرد‬
‫(‪.)8‬‬
‫أصل المركب)‬
‫وألن الواو أصل حروف العطف فقد انفردت عن سائر حروف العطف بأحكام سنأتي على ذكرها في مبحث قادم‪ ،‬ونشير‬
‫هنا إلى حكم واحد من هذه االحكام‪ ،‬عده ابن جني دليالً على أصالتها في العطف‪ ،‬وقد نسبه إلى أبي علي الفارسي وهو‪ :‬جواز‬
‫عطف الجملة االسمية على الفعلية بالواو دون غيرها من حروف العطف ألصالتها في العطف‪ ،‬ولما تمتع به من قوة وتصرف‪،‬‬
‫من يسأل عن جواز العطف المذكور بقوله‪( :‬إنه قد يجوز مع الواو‪ ،‬لقوتها وتصرفها‪ ،‬ما ال يجوز مع الفاء من‬‫وقد أجاب ْ‬
‫محمد فعمرو جالس‪ ،‬وأنت تعطف على حد ما تعطف بالواو‪ ،‬لم يكن للفاء هنا مدخل‪ ،‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫االتساع‪ ،‬أال ترى أنك لو قلت‪ :‬قام‬
‫(‪.)9‬‬
‫الثاني ليس متعلقاً باألول‪ ،‬وحكم الفاء إذا كانت عاطفة أالّ تتجرد من معنى االتباع والتعليق باألول‬

‫المبحث األول‬
‫معنى (واو العطف)‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ 218 /1 :‬وينظر أيضاً‪ :‬شرح التصريح‪.130 /2 :‬‬


‫‪ )?( 2‬شرح المفصل‪ 88 /8 :‬و‪.74 /3‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬اللمع في العربية البن جني‪ ،174 :‬وشرح كافية الرضي‪.363 /2 :‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.90 /8 :‬‬
‫‪ )?( 5‬ينظر الجنى الداني‪.188 :‬‬
‫‪ )?( 6‬شرح المفصل‪.8/90 :‬‬
‫‪ )?( 7‬المصدر نفسه‪.90 /8 :‬‬
‫‪ )?( 8‬االشباه والنظائر في النحو‪.93 /2 :‬‬
‫‪ )?( 9‬سر صناعة االعراب‪ 265 /1 :‬وينظر أيضاً‪ :‬شرح الكافية للرضي‪.328 /1 :‬‬
‫‪9‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫يجمع جمهور النحاة على أن (واو العطف) تفيد معنى‪( :‬مطلق الجمع)(‪ ،)1‬ومرادهم بالجمع‪ ،‬كما يشرحه الرضي (ت‬
‫وأما‪ ،‬وليس المراد اجتماع المعطوف والمعطوف عليه في الفعل‬
‫‪686‬هـ) (أن ال يكون ألحد الشيئين أو األشياء‪ ،‬كما كانت‪ :‬أو‪ّ ،‬‬
‫زيد أو عمرو‪ ،‬أي‪ :‬حصل‬
‫في زمان أو مكان‪ ،‬فقولك‪ :‬جاءني زيد وعمرو‪ . . . ،‬أين حصل الفعل من كليهما‪ ،‬بخالف‪ :‬جاءني ٌ‬
‫(‪.)2‬‬
‫الفعل من أحدهما دون اآلخر)‬
‫وأرادوا بالمطلق أنه يحتمل أن يكون الفعل حصل من كليهما‪ ،‬في زمان واحد‪ ،‬وأن يكون حصل من زيد أوالً‪ ،‬وان يكون‬
‫حصل من عمرو أوالً‪( ،‬فهذه ثالثة احتماالت عقلية ال دليل فمي ”الواو” على شيء منها)(‪ ،)3‬وفي هذا المعنى يقول المرادي (ت‪7‬‬
‫زيد وعمرو‪ ،‬احتمل ثالثة أوجه‪ :‬األول‪ :‬أن يكونا قاما معاً‬ ‫‪49‬هـ)‪( :‬مذهب جمهور النحويين أنها للجمع المطلق‪ ،‬فاذا قلت‪ :‬قام ٌ‬
‫(‪،)4‬‬
‫في وقت واحد‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يكون المتقدم قام أوالً‪ ،‬والثالث‪ :‬أن يكون المتأخر قام أوالً) فهي تعطف الشيء على مصاحبه‪،‬‬
‫يم‪ )6(‬وتعطف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ (‪،)5‬‬
‫وحا َوِإ ْب َراه َ‬
‫اب السَّف َينة‪ ‬وتعطف الشيء على سابقه كقوله تعالى ‪َ ‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُن ً‬ ‫َأص َح َ‬
‫كقوله تعالى ‪‬فَ َْأن َج ْيَناهُ َو ْ‬
‫ين ِم ْن قَْبِل َ‬ ‫َِّ‬ ‫وحي ِإلَْي َ‬‫كي ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪.)7‬‬
‫ك‪‬‬ ‫ك َوِإ لَى الذ َ‬ ‫الشيء على الحقه كقوله تعالى‪َ ‬ك َذل َ ُ‬
‫تقد م أن الواو عند جمهور النحاة بصريهم وكوفيهم‪ ،‬تفيد‪ :‬مطلق الجمع بين المتعاطفين‪ ،‬وانها ال تدل على أكثر‬
‫يفهم مما ّ‬
‫من التشريك فال تفيد الداللة على الترتيب الزمني بين المتعاطفين وقت وقوع المعنى‪ ،‬وال على مصاحبته‪ ،‬وال على تعقيب أو‬
‫ألح معظم النحاة إلى موضوع عدم إفادة الواو الدالة على الترتيب‪ ،‬عند دراستهم‬ ‫مهلة‪ ،‬وهي إنما تنجرد للتشريك المطلق‪ ،‬وقد ّ‬
‫(‪،)8‬‬
‫يردون على من يذهب‪ ،‬وهم قلة‪ ،‬إلى انها قد تفيد الترتيب‪ ،‬فهذا سيبويه يؤكد عدم داللتها على‬
‫لهام والتعرض لمعانيها وكأنهم ّ‬
‫الترتيب بقوله‪( :‬قولك‪ :‬مررت برجل وحمار قبل‪ ،‬فالواو أشركت بينهما في الباء فجريا عليه‪ ،‬ولم تجعل للرجل منزلة بتقديمك‪/‬‬
‫إياه يكون أولى من الحمار‪ ،‬كأنك قلت‪ :‬مررت بهما‪ ،‬فالنفي في هذا ان تقول‪ :‬ما مررت بهما‪ ،‬وليس في هذا دليل على أنه بدأ‬
‫بشيء قبل شيء‪ ،‬وال شيء مع شيء‪ ،‬ألنه يجوز أن تقول‪ :‬مررت بزيد وعمرو‪ ،‬والمبدوء به في المرور عمرو‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون زيداً ‪ ،‬ويجوز أن يكون المرور وقع عليهما في حالة واحدة‪ ،‬فالواو يجمع هذه األشياء على هذه المعاني‪ ،‬فاذا سمعت‬
‫(‪.)9‬‬
‫أج ْبته‪ :‬على ّأيها شئت‪ ،‬ألنها قد جمعت هذه االشياء)‬
‫المتكلم يتكلم بهذا ّ‬
‫ومررت بزيد فعمرو‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أن الفاء ليست كالواو‪ :‬قولك‪ :‬مررت بزيد وعمرو‪،‬‬ ‫يدلك أيضاً على َّ‬
‫وفي موضع آخر يقول‪( :‬ومما ّ‬
‫(‪،)10‬‬
‫تريد أن تُعلم بالفاء َّ‬
‫أن اآلخر ُم ّر به بعد األول‪ ،‬وتقول‪ :‬ال تأكل السمك وتشرب اللبن‪ ،‬فلو أدخلت الفاء ههنا فَ ّس َد المعنى)‬
‫صمت رمضان‬‫ُ‬ ‫وينقل صاحب بدائع الفوائد (ت‪751‬هـ) عن سيبويه قوله‪( :‬الواو ال تدل على الترتيب وال التعقيب‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫وشعبان‪ ،‬وان شئت‪ :‬شعبان ورمضان‪ ،‬بخالف الفاء‪ ،‬اال أنهم يقدمون في كالمهم ما هم به أهم‪ ،‬وهم بيانه أعنى‪ ،‬وان كانا‬
‫(‪.)11‬‬
‫جميعاً يهمانهم ويعنياهم)‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،211 /1‬اللمع في العربية البن جني‪ ،174 :‬شرح المفصل‪ /‬البن يعيش‪ ،90 /8 :‬شرح الكافية‪ /‬للرضي‪ ،363 /2 :‬الجنى الداني‪/‬‬
‫للمرادي‪ ،188 :‬بدائع الفوائد‪ /‬البن قيم الجوزية‪ ،61 /1 :‬مغني اللبيب‪ /‬البن هشام‪.354 /2 :‬‬
‫‪ )?( 2‬شرح الكافية ‪ /‬للرضي‪.2/363 :‬‬
‫‪ )?( 3‬شرح الكافي‪.364-2/363 :‬‬
‫‪ )?( 4‬الجنى الداني في حروف المعاني‪.188 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.29/15 :‬‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.7/58 :‬‬
‫‪ )?( 7‬اآلية‪.42/2 :‬‬
‫‪ )?( 8‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،1/218 :‬اللمع في العربية‪ ،‬البن جني‪ ،174 :‬شرح جمل الزجاجي‪ /‬البن عصفور‪ ،1/226 :‬شرح الكافية ‪ /‬للرضي‪،2/363 :‬‬
‫الجنى الداني في حروف المعاني‪ ،188 :‬مغني‪ /‬اللبيب‪ /‬البن هشام‪ ،354 :‬بدائع الفوائد‪/‬البن قيم الجوزية‪.1/61 :‬‬
‫‪ )?( 9‬الكتاب‪.1/218 :‬‬
‫‪ )?( 10‬المصدر نفسه‪.1/425 :‬‬
‫‪ )?( 11‬بدائع الفوائد‪.1/61 :‬‬
‫‪10‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫أم ا ابن جني في عدم داللة الواو على الترتيب‪( :‬فمعنى الواو‪ :‬االجتماع‪ ،‬تقول‪ :‬نقام زيد وعمرو‪ ،‬أي‪ :‬اجتمع لهما القيام‪،‬‬
‫ّ‬
‫(‪،)1‬‬
‫وال تدري كيف ترتب حالهما فيه) ونقل صاحب اللسان عن الجوهري (ت‪393‬هـ) قوله (الواو من حروف العطف تجمع‬
‫الشيئين وال تدل على الترتيب)(‪ ،)2‬وعندما نصل إلى ابن يعيش (ت‪643‬هـ) وهو يتعرض لهذا الموضوع كنجده يشكك بعربية كل‬
‫أن الواو تفيد الترتيب)(‪ ،)3‬ومن أدلته على‬
‫ان الواو تفيد معنى الترتيب‪ ،‬يقول‪( :‬وال نعلم أحداً يوثق بعربيته يذهب إلى َّ‬
‫يدعي ّ‬
‫من ّ‬
‫هذا الحكم‪( :‬أن الواو في العطف نظير التثنية والجمع‪ ،‬اذا اختلفت األسماء احتيج إلى الواو‪ ،‬واذا اتفقت جرت على التثنية‪/‬‬
‫والجمع‪ ،‬تقول‪ :‬جاءني زيد وعمرو‪ ،‬لتعذر التثنية‪ ،‬وكان ذلك أوجز وأخصر من أن تذكر االسمين وتعطف أحدهما على اآلخر‪،‬‬
‫فاذا اختلفت األسماء لم تمكن التثنية فاضطروا إلى العطف بالواو)(‪ )4‬ومنها أيضاً‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن الواو (تستعمل في مواضع ال يسوغ فيها الترتيب‪ ،‬نحو قولك‪ :‬اختصم زيد وعمرو‪ ،‬وتقاتل بكر وخالد‪ ،‬فالترتيب ههنا‬
‫ممتنع ألن الخصام والقتال ال يكون من واحد‪ ،‬ولذلك ال يقع ههنا من حروف العطف االّ الواو‪ . . .،‬وهذه األفعال انما تقع من‬
‫عد ابن هشام هذه الحجة من أقوى األدلة على عدم إفادة الترتيب(‪ ،)6‬ويقول فيها المرادي‪( :‬وهذا أحد األدلة‬
‫االثنين معاً)(‪ )5‬وقد َّ‬
‫(‪.)7‬‬
‫على إنها ال ترتب)‬
‫ومن أدلته أيضاً‪:‬‬
‫(قولك جاءني زيد وعمرو بعده‪ ،‬فلو كانت للترتيب لكان قولك (لعده) تكريراً‪ ،‬ولكان إذا قلت‪ :‬جاءني زيد اليوم وعمرو‬
‫أمس‪ ،‬متناقضاً‪ ،‬ألن الواو قد دلت على خالف ما دلت عليه (أنس) من قبل أن الواو ترتب الثاني بعد األول‪ ،‬و(أمس) تدل على‬
‫(‪.)8‬‬
‫تقدمه‬
‫َّدا َوقُولُوا ِحطَّةٌ‪ )9(‬من سورة‬ ‫اب ُسج ً‬
‫ومن القرآن الكريم ُيجتح على عدم داللتها على الترتيب بقوله تعالى‪َ  :‬و ْاد ُخلُوا اْلَب َ‬
‫َّدا‪ ،‬والقصة الواحدة‪ ،‬وبقوله تعالى‪َ :‬يا َم ْرَي ُم ا ْقُنتِي‬ ‫اب ُسج ً‬ ‫ِ َّ‬
‫البقرة‪ ،‬وفي سورة األعراف قوله تعالى‪َ  :‬وقُولُوا حطةٌ َو ْاد ُخلُوا اْلَب َ‬
‫وت‬ ‫ين‪ ،‬وشرعها يقدم الركوع على السجود(‪ ،)10‬ومنه قوله تعالى‪ِ :‬إ ْن ِهي ِإاَّل َحَياتَُنا ُّ‬
‫الد ْنَيا َن ُم ُ‬ ‫ِّك واسج ِدي وار َك ِعي مع َّ ِ ِ‬
‫الراكع َ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ‬
‫ل َرب َ ْ ُ َ ْ‬
‫َ‬
‫َوَن ْحَيا‪ ،)11(‬ولو كانت الواو دالة على الترتيب لكان هذا الكالم اعترافاً من الكفار بالبعث بعد‪ /‬الموت‪ ،‬ألن الحياة المرادة من‬
‫حينئذ بعد الموت‪ ،‬وهي الحشر‪ ،‬ومساق اآلية وما عرف من حالهم ومرادهم دليل على انهم منكرون له‪ ،‬فدلت‬ ‫ٍ‬ ‫(نحيى) تكون‬
‫(‪.)12‬‬
‫اآلية على َّ‬
‫أن الواو ال تدل على الترتيب‬
‫أن (الواو) ال ترتب‪ ،‬منها قول ُأمية بن أبي الصلت‪:‬‬ ‫ومع الشعر يحتج ابن عصفور (ت‪669‬هـ) بجملة شواهد شعرية على َّ‬
‫(‪)13‬‬
‫صديقينا والنبي‬
‫على دين ّ‬ ‫فملَّتُنا أننا المسلمون‬

‫لقدم الشاعر النبي ‪ ‬على الصديق لشرفه‪ ،‬ومنها أيضاً قول حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ولو كانت الواو للترتيب ّ‬

‫‪ )?( 1‬اللمع في العربية‪.174 :‬‬


‫‪ )?( 2‬لسان العرب‪ :‬مادة‪.65/485 :‬‬
‫‪ )?( 3‬شرح المفصل‪.8/91 :‬‬
‫‪ )?( 4‬شرح المفصل‪.8/91 :‬‬
‫‪ )?( 5‬المصدر نفسه‪.8/91 :‬‬
‫‪ )?( 6‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪.2/356 :‬‬
‫‪ )?( 7‬الجنى الداني في حروف المعاني‪.190 :‬‬
‫‪ )?( 8‬شرح المفصل‪.8/91 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اآلية‪.2/58 :‬‬
‫‪ )?( 10‬اآلية‪.7/160 :‬‬
‫‪ )?( 11‬اآلية‪23/37 :‬وينظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪.2/224 :‬‬
‫‪ )?( 12‬ينظر هامش شرح ابن عقيل‪.2/226 :‬‬
‫‪ )?( 13‬ينظر هامش شرح ابن عقيل‪.2/226 :‬‬
‫‪11‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫أحمد المتخي َُّر‬


‫ُ‬ ‫علي‪ ،‬ومنهم‬
‫ٌّ‬ ‫ُأمه‬
‫جعفر وابن ّ‬
‫ٌ‬ ‫بها لي ُل منهم‬

‫أمه‪ ،‬ومنه أيضاً قول الشاعر‪:‬‬ ‫ولو كانت للترتيب َّ‬


‫لقدم الشاعر النبي ‪ ،‬على جعفر وابن ّ‬
‫ِ‬
‫بكلكل‬ ‫وأردف إعجازاً وناء‬ ‫فقلت له لما تمطّي بجوزه‬
‫ُ‬
‫(‪.)1‬‬
‫ولو كانت الواو للترتيب لقدم الشاعر الكلكل وهو الصدر‪ ،‬ثم الجوز وهو الوسط‪ ،‬ثم االعجاز وهي المؤخر‬
‫بأن (واو العطف) تفيد الترتيب فهو مذهب ينسبه بعضهم(‪ )2‬إلى نحاة الكوفة‪ ،‬ويخصون منهم الكسائي (ت‪189‬هـ)‬ ‫أما القول َّ‬
‫ّ‬
‫(‪،)3‬‬
‫والفّراء (ت‪207‬هـ) وثعلب (ت‪291‬هـ) وابن درستويه (ت‪347‬هـ) ومن نحاة البصر ينسبون القول به إلى قطرب (ت‪206‬هـ)‬
‫غير أن نسبة هذا المذهب إلى الفّراء أمر بنفيه نص عثرت عليه في كتابه (معاني القرآن) يؤكد فيه أن الواو ال تفيد الترتيب‪،‬‬
‫(فأما الواو فانك‬
‫ويقارن بينها‪ ،‬في هذه المسألة وبين حرفي العطف‪ ،‬اللذين يفيدان الترتيب مع الجمع‪ :‬الفاء‪ ،‬وثم‪ ،‬يقول الفّراء‪ّ :‬‬
‫ان شئت جعلت اآلخر هو األول‪ ،‬واألول اآلخر فاذا قلت‪ :‬زرت عبداهلل وزيداً‪ ،‬فأيهما شئت كان هو المبتدأ‪ /‬بالزيارة‪ ،‬واذا قلت‪:‬‬
‫(‪.)4‬‬
‫زرت عبداهلل ثم زيداً‪ ،‬أو‪ :‬زرت عبداهلل فزيداً كان األول قبل اآلخر)‬
‫وعمرو‪ ،‬القائم أوالً زيد وعمرو بعده‪ ،‬بال مهلة‪ ،‬ومما استدلوا به من‬ ‫ٌ‬ ‫زيد‬
‫ومن يذهب هذا المعنى يرى في قولنا‪ :‬قام ٌ‬
‫َأخ َر َج ِت اأْل رض َأثْقَالَهَا‪ ،)5(‬فزلزال األرض قبل إخراجها أثقالها‪،‬‬
‫القرآن الكريم قوله تعالى‪ِ :‬إ َذا ُزْل ِزلَ ِت اأْل رض ِزْل َزالَهَا (‪َ )1‬و ْ‬
‫(‪.)6‬‬
‫وهذا المعنى هو الذي دلّت عليه الواو)‬
‫َّ ِ (‪،)7‬‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫ومن حججهم أيضاً‪ :‬لما نزل قوله تعالى‪َّ  :‬ن الصَّفَا َواْل َم ْر َوةَ م ْن َش َعا ِر الله‪ ‬قال الصحابة مخاطبين الرسول ‪َ :‬‬
‫بم نبدأ‬
‫(‪.)8‬‬
‫يا رسول اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬إبدأوا بما بدأ اهلل بذكره‪ ،‬فدل ذلك على الترتيب‬
‫ومنها أيضاً‪ُ :‬روي َّ‬
‫َأن بعض األعراب قام خطيباً بين يدي النبي ‪ ‬فقال في خطبته‪ ،‬من أطاع اهلل ورسوله فقد رشد‪ ،‬ومن‬
‫عصاهما فقد غوى‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬بئس خطيب القوم أنت‪ ،‬هالّ قلت‪ :‬ومن عصى اهلل ورسوله(‪ )9‬وعلق أصحاب هذا المذهب على‬
‫(‪.)10‬‬
‫هذه الرواية بقولهم‪ :‬فلو كانت الواو للجمع المطلق لما افترق الحال بين ما علمه الرسول ‪ ،‬وبين ما قاله االعرابي‬
‫(‪:)11‬‬
‫أن‬ ‫والذي نراه في مسألة إفادة واو العطف معنى الترتيب أو عدم إفادتها‪ ،‬ومن خالل ما وقفنا عليه من أقوال وآراء‬
‫الذي كان يحكم العربي في تقديم المعطوف وتأخيره‪ ،‬أو المعطوف عليه هو ليس االستعمال الحرفي لواو العطف‪ ،‬وانما تحكمه‬
‫خف من اللفظ على ما ثقل منه‪ ،‬وقد يبلغ‬
‫اعتبارات أخرى منها‪ :‬حرصه على تحقيق التناسق اللفظي بين المتعاطفين‪ ،‬وتقديم ما ّ‬
‫ويقدم معنى أق ّل شرفاً انسجاماً مع حسه اللغوي‪ ،‬كقولهم (ربيعة ومضر‪ ،‬وكان تقديم‬
‫به األمر أحياناً إلى أن يؤخر معنى شريفاً ّ‬
‫(مضر) أولى من تقديم (ربيعة) من جهة المعنى‪ ،‬ولكن آثروا الخفة‪ ،‬ألنك لو قدمت (مضر) في اللفظ لكثرت الحركات وتوالت‪،‬‬

‫‪ )?( 1‬شرح جمل الزجاجي‪/‬البن عصفور‪.227-1/226 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬شرح جمل الزجاجي‪ ،1/226 :‬شرح الكافية ‪ /‬للرضي‪ ،2/363 :‬الجنى الداني‪ /‬للمرادي‪ ،188 :‬مغني اللبيب‪/‬البن هشام‪ ،2/354 :‬شرح‬
‫التصريح ‪/‬لألوهري‪.2/135 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،2/363 :‬والمغني‪.2/354 :‬‬
‫‪ )?( 4‬معاني القرآن‪ ،1/396 :‬ينظر أيضاً‪ :‬لسان العرب‪ :‬مادة و‪.65/487 :1‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.99/2 :‬‬
‫‪ )?( 6‬ينظر‪ :‬شرح جمل الزجاجي ‪ /‬البن عصفور‪.1/227 :‬‬
‫‪ )?( 7‬اآلية‪.2/158 :‬‬
‫‪ )?( 8‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ‪ /‬البن يعيش‪.8/93 /:‬‬
‫‪ )?( 9‬المصدر نفسه‪.8/93 :‬‬
‫‪ )?( 10‬المصدر نفسه‪.8/93 :‬‬
‫‪ )?( 11‬خاصة رأي أبي عبداهلل محمد بن أبي بكر الدمشقي المشتهر بابن قيم الجوزية‪ ،‬بدائع الفوائد‪.1/51 :‬‬
‫‪12‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫فلما أخرت وقف عليه بالسكون‪ ،‬ومن هذا النحو‪ :‬الجن واالنس‪ ،‬فان (االنس) أخف لمكان النون الخفيفة والسين المهموسة‪ ،‬فكان‬
‫(‪.)1‬‬
‫األثقل أولى بأول الكالم من األخف لنشاط المتكلم وجمامه)‬

‫المبحث الثاني‬
‫(احكام واو العطف)‬
‫‪ -1‬الحكم األول‪:‬‬
‫التوكيد‪ /‬بمنفصل عند العطف على ضمير الرفع المتصل‬
‫يستثنى النحاة من حاالت العطف بالواو حالتين‪ ،‬ال يجوز فيهما العطف بالواو إالّ بشرط‪ ،‬فالجائز عندهم بال شرط حاالت‬
‫وعمرو‪ ،‬وعطف الضمير على الضمير نحو رأيتك وإ ياه‪ ،‬وعطف الظاهر‬
‫ٌ‬ ‫زيد‬
‫كثيرة منها عطف الظاهر على الظاهر‪ ،‬نحو‪ :‬قام ٌ‬
‫(‪.)2‬‬
‫زيد وأنت‬
‫على الضمير نحو‪ :‬رأيته وزيداً‪ ،‬وعطف الضمير على الظاهر نحو‪ :‬قام ٌ‬
‫أما الحالتان اللتان استثنينا من جواز العطف إال بشرط فهما‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬العطف على ضمير الرفع المتصل‪ ،‬بارزاً كان أم مستتراً‪ ،‬وهو موضوع هذه المسألة‪.‬‬
‫‪ -2‬العطف على الضمير المجرور‪ ،‬وهو موضوع المسألة الثانية من هذا البحث‪.‬‬
‫يشترط النحاة للعطف بالواو على ضمير الرفع المتصل عدم جواز العطف عليه إال بعد توكيده بمنفصل‪ ،‬والغالب فيه أن‬
‫يكون بضمير رفع منفصل‪ ،‬قال ابن جني (فان كان المضمر مرفوعاً متصالً‪ ،‬لم يعطف عليه حتى تؤكده‪ ،‬تقول‪ :‬قم أنت وزيد‪/،‬‬
‫ك اْل َجَّنةَ‪ ،)4()3(‬وفي شرح المفصل‬
‫ت َو َز ْو ُج َ‬
‫اس ُك ْن َْأن َ‬
‫ولو قلت‪ :‬قم وزيد‪ /،‬من غير توكيده‪ /،‬لم تحسن‪ ،‬قال اهلل سبحانه وتعالى‪ْ ‬‬
‫البن يعيش‪( :‬فان كان‪ -‬يقصد المضمر المتصل – مرفوع الموضع‪ ،‬لم يجز العطف عليه إال بعد توكيده‪ ،‬نحو‪ :‬زيد قام هو‬
‫ك اْل َجَّنةَ‪ ‬لما أراد العطف على الضمير في (أسكن) أكده بالضمير‬ ‫ت َو َز ْو ُج َ‬ ‫اس ُك ْن َْأن َ‬
‫وعمرو‪ ،‬وقمت أنا وزيد‪ ،‬وقال اهلل تعالى‪ْ  :‬‬
‫(‪)6‬‬
‫المنفصل‪ ،‬ثم أتى بالمعطوف‪ ،‬ومثله قوله تعالى‪ِ ‬إ َّنهُ َي َرا ُك ْم ُه َو َوقَبِيلُهُ‪ )5(‬أكد الضمير المرفوع في (يراكم) ثم عطف عليه‬
‫ك اْل َجَّنةَ‪ :‬انت‪ :‬تأكيد للمضمر الذي في الفعل ومثله‪( :‬فاذهب‬
‫ت َو َز ْو ُج َ‬ ‫اس ُك ْن َْأن َ‬‫وعلق القرطبي في تفسيره على قوله تعالى ‪ْ ‬‬
‫(‪.)8‬‬
‫انت وربك)(‪ ،)7‬وال يجوز‪ :‬اسكن وزوجك‪ ،‬وال‪ :‬اذهب وربك)‬
‫وقد يقوم مقام الضمير المنفصل المؤكد فاصل آخر‪ ،‬يطول به الكالم فيغني عنه الضمير‪ ،‬فيحذف طلباً لالختصار‪ ،‬ويكون‬
‫مسد التأكيد‪ ،‬سواء أكان الفصل قبل حر فالعطف أم بعده‪ ،‬فمثال األول‪ :‬الفصل بالمفعول به في نحو قوله‬ ‫هذا الفاصل ساداً ّ‬
‫(‪)10‬‬
‫اء ُك ْم‪ )9(‬فانه عطف (الشركاء) على المضمر المرفوع في (اجمعوا) حين طال الكالم بالمفعول به‬ ‫تعالى‪‬فَ ْ ِ‬
‫َأم َر ُك ْم َو ُش َر َك َ‬
‫َأجم ُعوا ْ‬
‫صلَ َح‪ )11(‬فمن‪ :‬معطوف على الواو في (يدخلونها) وصح ذلك للفصل بالمفعول به‬ ‫ات َع ْد ٍن َي ْد ُخلُ َ‬
‫ونهَا َو َم ْن َ‬ ‫ومثله قوله تعالى ‪َ ‬جَّن ُ‬
‫وهو (الهاء) من (يدخلونها)‪.‬‬

‫‪ )?( 1‬بدائع الفوائد ‪/‬البن قيم الجوزية‪.61 /1 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬اللمع في العربية‪ /‬البن جني‪ ،182 :‬شرح المفصل‪ /‬البن يعيش‪ ،77-3/76 :‬االيضاح في شرح المفصل ‪/‬البن الحاجب‪.1/454 :‬‬
‫‪ )?( 3‬اآلية‪.2/35 :‬‬
‫‪ )?( 4‬اللمع في العربية‪.182 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.7/26 :‬‬
‫‪ )?( 6‬شرح المفصل‪.3/76 :‬‬
‫‪ )?( 7‬اآلية‪.5/27 :‬‬
‫‪ )?( 8‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،1/300 :‬وينظر‪ /‬أيضاً‪ :‬شرح الكافية ‪ /‬للرضي‪ ،1/319 :‬شرح ابن عقيل‪ ،2/237 :‬االشموني‪.2/429 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اآلية‪.10/71 :‬‬
‫‪ )?( 10‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ‪ /‬البن يعيش‪.3/76 /:‬‬
‫‪ )?( 11‬اآلية‪.13/23 :‬‬
‫‪13‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫ومثال وقوع الفصل بعد حرف العطف قوله تعالى‪َ  :‬ما َأ ْش َر ْكَنا َواَل ََآباُؤ َنا‪ )1(‬عطف (االباء) على المضمر المرفوع حيث‬
‫وقع فصل بين حرف العطف والمعطوف بحرف النفي (ال) الزائدة للتأكيد(‪ )2‬يقول القرطبي في هذه اآلية‪( :‬قوله (وال اباؤنا)‬
‫حسن أن يقال‪( :‬ما قمت‬
‫ّ‬ ‫عطف على النون في (اشركنا) ولم يقل‪ ،‬نحن وال اباؤنا‪ ،‬لن قوله (وال) قام مقام توكيد‪ /‬المضمر‪ ،‬ولهذا‬
‫(‪)4‬‬
‫ون‪ ‬وقوله تعالى ‪َ ‬ما‬ ‫ِ ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫او َ‬
‫وال زيد) وقد يجتمع الفصل والتوكيد بالمضمر المنفصل كما في قوله تعالى ‪‬فَ ُك ْبكُبوا فيهَا ُه ْم َواْل َغ ُ‬
‫(‪.)5‬‬
‫َعَب ْدَنا ِم ْن ُدونِ ِه ِم ْن َش ْي ٍء َن ْح ُن َواَل ََآباُؤ َنا‪‬‬
‫ولم تؤشر في القرآن الكريم حالة واحدة خرج فيها العطف على ضمير الرفع المتصل بضمير أو فاصل آخر(‪ ،)6‬أما في‬
‫غير القرآن‪ ،‬فقد ورد في النثر قليالً‪ ،‬منه ما حكاه النحاة عن سيبويه من قول بعض العرب (مررت برجل سواء والعدم) برفع‬
‫مستو هو والعدم‪ ،‬وليس بينهما فصل(‪ ،)7‬ونقل صاحب‬
‫ٍ‬ ‫(العدم) عطفاً على الضمير المستتر في (سواء) ألنه مؤول بمشتق‪ ،‬أي‬
‫المقاصد النحوية ما ورد في صحيح البخاري مثل هذا‪ ،‬وهو ما روي عن علي ‪ ‬انه قال‪ :‬كنت اسمع رسول اهلل ‪ ‬يقول‪ :‬كنت‬
‫(‪.)8‬‬
‫وأبو بكر وعمر‪ ،‬وفعلت وأبو بكر وعمر‪ ،‬وانطلقت وأبو بكر وعمر‪ ،‬وروي عن عمر ‪ ‬قال‪ :‬كنت وجار لي من األنصار‬
‫(‪،)9‬‬
‫أما في الشعر فقد ورد كثيراً العطف على الضمير المذكور بال فصل‪ ،‬وعد القرطبي وروده هذا من ضرورات الشعر‬
‫وأبرز شواهده قول الشاعر‪ :‬عمر بن أبي ربيعه‪:‬‬
‫(‪)10‬‬
‫كنعاج الفَال تَ َع َّس ْف َن رمال‬
‫ِ‬ ‫هر تَهادى‬
‫وز ٌ‬
‫لت َ‬
‫قلت إذ َأ ْقَب ْ‬
‫ُ‬
‫ـ(ز هر) مفطوف على المضمر في (أقبلت) ولم يؤكد ذلك المضمر‪ ،‬والوجه أن يقال‪ :‬أقبلت هي وزهر‪ ،‬بتأكيد الضمير‬
‫ف ُ‬
‫المستتر ليقوى ثم يعطف عليه ومنه أيضاً قول جرير يهجو االخطل‪:‬‬
‫(‪)11‬‬
‫وأب له ليناال‬
‫ما لم يكن ٌ‬ ‫ورجا االخيط ُل من سفاهة رأيه‬

‫عطف (أب) على الضمير المستكن في (لم يكن) من غير توكيد وال فصل‬
‫ولم يترك هذه المسألة دون أن يعللوا امتناع العطف على المرفوع المتصل اال بشرط التأكيد أو ما يقوم مقام المنفصل‪،‬‬
‫على عادتهم في اخضاع الكالم العربي لسان النحو وقوانينه‪ ،‬فقد نقل ابن الحاجب تفسيراً لهذه المسألة‪:‬‬
‫فهو يرى‪ :‬ان الضمير المرفوع المتصل في حكم الجزء‪( ،‬وهو ال يعطفون على الجزء‪ ،‬فأتوا في الصورة بالمضمر‬
‫المنفصل لتكون العطف عليه لفظاً)(‪ )12‬ويزيد الرضي التعليل توضيحاً فيقول‪( :‬إنما أكد بالمفصل في األول ألن المتصل المرفوع‬
‫كالجزء مما اتصل به لفظاً‪ :‬من حيث انه متصل ال يجوز انفصاله كما جاز في الظاهر‪ ،‬والضمير المنفصل‪ ،‬ومعنى‪ :‬من حيث‬
‫انه فاعل‪ ،‬والفاعل كالجزء من الفعل‪ ،‬والضمير المنفصل ومعنى‪ :‬من حيث انه فاعل أو الفاعل كالجزء من الفعل‪ ،‬فلو عطف‬
‫عليه بال تأكيد‪ /‬كان كما لو عطف على بعض حروف كلمة‪ ،‬فأكد اوالً بمنفصل ألنه بذلك أن ذلك المتصل منفصل من حيث‬
‫الحقيقة بدليل جواز إفراده مما اتصل بتأكيده فيحصل له نوع استقالل‪ ،‬وال يجوز أن يكون العطف على هذا التأكيد‪ /‬الظاهر‪ ،‬ألن‬

‫‪ )?( 1‬اآلية‪.6/148 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر شرح المفصل‪ 2/7 :‬وشرح الكافية‪.319 /1 :‬‬
‫‪ )?( 3‬الجامع ألحكام القران ‪.7/120‬‬
‫‪ )?( 4‬اآلية‪.26/94 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.16/35 :‬‬
‫‪ )?( 6‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن ‪ /‬للقرطبي‪.301 /1 :‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪ ،239 /2 :‬وشرح االشموني‪.429 /2 :‬‬
‫‪ )?( 8‬ينظر‪ :‬المقاصد النحوية في شرح شواهد االلفية‪ /‬للعيني‪.4/160 :‬‬
‫‪ )?( 9‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪.300 /1 :‬‬
‫‪ )?( 10‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،389 /2 :‬اللمع في العربية‪ ،182 :‬االنصاف في مسائل الخالف‪ ،253/ 2 :‬وشرح المفصل‪ ،3/76 :‬شرح االشموني‪.2/429 :‬‬
‫‪ )?( 11‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪ ،2/253 :‬شرح االشموني‪.2/429 :‬‬
‫‪ )?( 12‬االيضاح في شرح المفصل‪.1/455 :‬‬
‫‪14‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫المعطوف في حكم المعطوف عليه‪ ،‬فكان يلزم إذن أن يكون هذا المعطوف أيضاً تأكيداً للمتصل‪ ،‬وهو محال‪ ،‬فان كان الضمير‬
‫منفصالً نحو‪ :‬ما ضرب إال أنت وزيد‪ ،‬لم يكن كالجزء لفظاً‪ ،‬وكذا ان كان متصالً منصوباً نحو‪ :‬ضربتك وزيداً‪ ،‬لم يكن‬
‫(‪.)1‬‬
‫كالجزء معنى‬
‫ومن خالل إمعان النظر في هذا التعليل‪ ،‬يتضح لنا أن مثل هذا التعليل لم يخطر ببال العربي وهو ينثر أو ينظم‪ ،‬ولم يدر‬
‫بخلده أن ضمير الرفع المتصل دون غيره من الضمائر في حكم الجزء‪ ،‬والجزر ال يعطف عليه‪ ،‬إنما كان في كل ذلك أسير‬
‫ذوقه اللغوي‪ ،‬وسجيته التي تؤثر االنسجام في اللفظ‪ ،‬والسهولة في التعبير‪ ،‬والسالمة في النطق‪.‬‬
‫وتعد مسألة عدم جواز العطف على ضمير الرفع المتصل إال بعد الفصل‪ ،‬أو جوازه‪ ،‬إحدى مسائل الخالف بين نحاة‬
‫البصرة ونحاة الكوفة‪ ،‬وقد أفرد لها صاحب االنصاف أبو البركات االنباري (ت ‪577‬هـ) المسألة السادسة والستين من مسائل‬
‫الخالف‪ ،‬وكما تقدم من كالم فان البصريين ال يجيزون العطف في مثل هذه المسألة في اختيار الكالم إال إذا كان هناك توكيد أو‬
‫فصل‪ ،‬ويجيزونه على قبح في ضرورة الشعر‪ ،‬وحجتهم في ذلك أن قالوا‪ :‬انه (ال يخلو‪ :‬إما ان يكون مقدراً في الفعل أو ملفوظاً‬
‫زيد‪ ،‬فكأنه قد عطف اسماً على فعل‪ ،‬وان كان ملفوظاً به نحو‪ :‬قمت وزيد‪ ،‬فالتاء تنزل بمنزلة‬
‫به‪ ،‬فان كان مقدراً فيه‪ ،‬نحو‪ :‬قام ٌ‬
‫(‪.)2‬‬
‫الجزء من الفعل‪ ،‬فلو جوزنا العطف عليه لكان أيضاً بمنزلة عطف االسم على الفعل‪ ،‬وذلك ال يجوز‬
‫(‪)3‬‬
‫أما الكوفيون فقد ذهبوا إلى انه يجوز العطف على الضمير المرفوع المتصل في اختيار الكالم‪ ،‬بال تأكيد بالمنفصل‬
‫ِ‬
‫ودليلهم على ذلك انه قد جاء منه كتاب اهلل وكالم العرب‪ ،‬فمن القرآن الكريم استدلوا بقوله تعالى ‪ُ ‬ذو م َّر ٍة فَ ْ‬
‫استََوى (‪َ )6‬و ُه َو‬
‫اَأْلعلَى‪ ،)4(‬في عطف (هو) على الضمير المرفوع المستكن في (استوى)‪ ،‬والمعنى‪ :‬فاستوى جبريل ومحمد باالفق‪ ،‬وهو‬ ‫ق ْ‬ ‫بِاُأْلفُ ِ‬
‫مطلع الشمس(‪ )5‬ورد أبو البركات االنباري على حجتهم‪ ،‬وهو ينتصر لمذهب البصريين‪ ،‬بان الواو في اآلية الكريمة واو الحال‪،‬‬
‫(‪.)6‬‬
‫ال واو العطف‪( ،‬والمراد به جبريل وحده‪ ،‬والمعنى‪ :‬ان جبريل وحده استوى بالقوة في حالة كونه باالفق)‬
‫أما ما ورد منه في كالم العرب واتخذوه حجة لمذهبهم‪ ،‬فهو ما تقدم من بيتي عمر بن أبي ربيعة وجرير‪ ،‬ويرى‬
‫البصريون ان ال حجة لهم فيهما‪ ،‬ألنه (من الشاذ الذي ال يؤخذ به‪ ،‬وال يقاس عليه)(‪ ،)7‬والعطف فيهما بدون فصل‪ ،‬إنما هو باب‬
‫الضرورة الشعرية‪ ،‬وهو جائز عند البصريين على ضعف‪.‬‬
‫‪ -2‬الحكم الثاني‪:‬‬
‫إعادة الخافض عند العطف على المضمر المجرور من أحكام العطف بالواو أيضاً‪ ،‬وعلى مذهب جمهور النحاة‪ ،‬أنه ال‬
‫يعطف بها على المضمر المجرور إال بعد إعادة الجار‪ ،‬نحو‪ :‬مررت بك وبزيد‪ ،‬ونزلت عليك وعلى جعفر‪ ،‬ومنه في القرآن‬
‫ون‪ )9(‬وقوله تعالى ‪ُ‬يَنجِّي ُك ْم ِم ْنهَا َو ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫(‪)8‬‬
‫ض‪ ‬وقوله تعالى ‪َ ‬و َعلَْيهَا َو َعلَى اْل ُفْلك تُ ْح َملُ َ‬ ‫الكريم قوله تعالى ‪‬فَقَا َل لَهَا َوِل ْ‬
‫َأْلر ِ‬

‫‪ )?( 1‬شرح الكافية‪.319 /1 :‬‬


‫‪ )?( 2‬االنصاف في مسائل الخالف‪.253-2/252 :‬‬
‫‪ )?( 3‬االنصاف في مسائل الخالف‪.252 /2 :‬‬
‫‪ )?( 4‬اآلية‪.53/6 :‬‬
‫‪ )?( 5‬االنصاف في مسائل الخالف‪.2/252 :‬‬
‫‪ )?( 6‬المصدر نفسه‪.2/252 :‬‬
‫‪ )?( 7‬المصدر نفسه‪.252 /2 :‬‬
‫‪ )?( 8‬اآلية‪.41/11 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اآلية‪.23/22 :‬‬
‫‪15‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫َك ْر ٍب‪ ،)1(‬قال سيبويه‪( :‬ومما يقبح ان يشركه مضمراً داخالً فيما قبله)(‪ ،)2‬وعد ابن جني عدم إعادة الخافض لحناً فقال‪( :‬فان كان‬
‫(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬
‫وزيد‪ ،‬كان لحناً)‬ ‫المضمر مجروراً‪ ،‬لم تعطف عليه إال بإعادة الجار‪ ، . . .،‬ولو قلت‪ :‬مررت بك‬
‫وقد علل النحاة أمر إعادة الخافض عند العطف بالواو على الضمير المخفوض‪ ،‬بان منزلة هذا الضمير الواقع مضافاُ إليه‪،‬‬
‫بمنزلة التنوين‪ ،‬فكما ال يعطف على التدوين كذلك ال يعطف على هذا المضاف إليه‪ ،‬وأول من أشار إلى هذه العلة سيبويه عندما‬
‫قال‪( :‬ألن هذه العالمة (يقصد بها عالمة الجر) الداخلة فيما قبلها جمعت أنها ال يتكلم إال معتمدة على ما قبلها وانها بدل من‬
‫(‪.)4‬‬
‫اللفظ بالتنوين‪ ،‬فصارت عندهم بمنزلة التنوين‪ ،‬فلما ضعفت عندهم كرهوا ان يتبعوها االسم‪ ،‬ولم يجز أن يتبعوها إياه‪) . . .‬‬
‫وجاء بعده النحاة وأسهبوا في بيان وجه المشابهة بين الضمير المجرور وبين التنوين‪ ،‬فهذا ابن يعيش لم يجز القول في‬
‫مثل‪ :‬مررت بك وزيد‪ ،‬حتى يعاد الخافض ويقال‪ :‬مررت بك وبزيد‪( ،‬من قبل أن الضمير صار عوضاً عن التنوين‪ ،‬والدليل‬
‫على استوائها قولهم‪ :‬ياغالم‪ ،‬فيحذفون الياء التي هي ضمير كما يحذفون التنوين‪ ،‬وانما استويا ألنهما يجتمعان في انهما على‬
‫حرف واحد‪ ،‬وانهما يكمالن االسم األول‪ ،‬وال يفصل بينهما‪ ،‬وال يصح الوقف على ما اتصال به دونهما‪ ،‬وليس كذلك الظاهر‬
‫المجرور‪ ،‬ألنه قد يفصل بالظرف بينهما)(‪ ،)5‬أما ابن الحاجب فيقول‪( :‬وبيان كونه مشبهاً للتنوين انه ال يستقل معه كالماً‪ ،‬كما ان‬
‫(‪.)6‬‬
‫التنوين ال يستقل مع المنون كالماً‪ ،‬فكما ال يعطف على التنوين كذلك ال يعطف على المضاف إليه)‬
‫وحجة أخرى ينقلها الزجاج (ت ‪311‬هـ) عن المازني (ت ‪249‬هـ) في تعليل هذا الحكم من أحكام واو العطف عند العطف‬
‫يعد كل واحد منهما مجل صاحبه‪ ،‬فكما ال يجوز‪:‬‬
‫بها على الضمير المجرور‪( .‬الن المعطوف والمعطوف عليه شريكان‪ّ ،‬‬
‫(‪.)7‬‬
‫مررت بزيدوك‪ ،‬كذلك ال يجوز‪ :‬مررت بك وزيد)‪/‬‬
‫وإ لى هذا الرأي أشار صاحب االنصاف وهو يسوق حجج البصريين بقوله‪( :‬ومنهم من تمسك بان قال‪ :‬اجمعنا على انه ال‬
‫يجوز عطف المضمر المجرور على المظهر المجرور‪ ،‬فال يجوز ان يقال‪( :‬مررت بزيدوك) فكذلك ينبغي ان ال يجوز عطف‬
‫المظهر المجرور على المضمر المجرور‪ ،‬فال يقال (مررت بك وزيد) الن األسماء مشتركة في العطف‪ ،‬فكما ال يجوز ان‬
‫(‪.)8‬‬
‫يكون معطوفاً‪ ،‬ال يجوز ان يكون معطوفاً عليه)‬
‫والبن السراج (ت ‪316‬هـ) تعليل آخر لإعادة الخافض عند العطف على الضمير المجرور‪ ،‬نقله البغدادي (ت ‪1093‬هـ)‬
‫في خزانته نقالً عن كتاب (االصول)‪ ،‬يقول فيه‪( :‬واما المخفوض فال يجوز ان تعطف عليه الظاهر‪ ،‬ال يجوز ان تقول‪ :‬مررت‬
‫بك وزيد‪ ،‬الن المجرور ليس له اسم منفصل فيتقدم ويتأخر‪ ،‬كما للمنصوب‪ ،‬وكل اسم معطوف عليه فهو يجوز ان يؤخر ويقدم‬
‫(‪.)9‬‬
‫االخر عليه‪ ،‬فلما خالف المجرور سائر األسماء لم يجر ان يعطف عليه)‬
‫ويربط ابن الحاجب بين علة إعادة الخافض عند العطف على الضمير المجرور‪ ،‬بمنفصل عند العطف على ضمير الرفع‬
‫(وأما المجرور فال يعطف عليه اال إلعادة الجار‪ ،‬الن المجرور‪ ،‬إذا كان مضمراً اشتد اتصاله به‪ ،‬كاتصال‬
‫المتصل‪ ،‬فيقول‪ّ :‬‬
‫المرفوع من حيث اللفظ‪ ،‬ومن حيث المعنى‪ ،‬فامتنع العطف عليه‪ ،‬كما امتنع في المرفوع‪ ،‬ولم يكن له مضمر منفصل‪ ،‬ففعل به‪،‬‬
‫(‪.)10‬‬
‫كما فعل في المرفوع‪ ،‬فأعادوا العامل األول‪ ،‬ليكون في حكم االستقالل)‬

‫‪ )?( 1‬اآلية‪.6/64 :‬‬


‫‪ )?( 2‬الكتاب‪.391 /1 :‬‬
‫‪ )?( 3‬اللمع في العربية‪.183 :‬‬
‫‪ )?( 4‬الكتاب‪.391 /1 :‬‬
‫‪ )?( 5‬شرح المفصل‪.77 ،3 :‬‬
‫‪ )?( 6‬االيضاح في شرح المفصل‪.455 /1 :‬‬
‫‪ )?( 7‬الجامع ألحكام القرآن‪ /‬للقرطبي‪.5/3 :‬‬
‫‪ )?( 8‬االنصاف في مسائل الخالف‪.241 /2 :‬‬
‫‪ )?( 9‬خزانة األدب‪.338 /2 :‬‬
‫‪ )?( 10‬االيضاح في شرح المفصل‪.455 /1 :‬‬
‫‪16‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫ويرى الرضي وجهاً آخر للربط بين العطف على الضمير المرفوع والعطف على الضمير المجرور‪ ،‬انه لزم إعادة‬
‫الخافض عند العطف على الضمير المجرور‪ ،‬ولم يلزم الفصل‪( :‬الن اتصال الضمير المجرور بجاره اشد من اتصال الفعال‬
‫المتصل‪ ،‬الن الفاعل ان لم يكن ضميراً جاز انفصاله‪ ،‬والمجرور ال ينفصل من جاره‪ ،‬سواء كان ضميراً أو ظاهراً‪ ،‬فكره‬
‫العطف عليه‪ ،‬إذ يكون كالعطف على بعض حروف الكلمة‪ ،‬فمن ثم لم يجز اذا عطفت على المجرور اال بإعادة الجار أيضاً‪،‬‬
‫نحو‪ :‬مررت بزيد وبك‪ ،‬والمال بين زيد وبينك‪ ،‬وليس المجرور ضمير منفصل كما يجيء في المضمرات‪ ،‬حتى يؤكد به أوالً‬
‫ثم يعطف عليه كما فعل في المرفوع المتصل‪ ،‬فلم يبق اال إعادة العامل األول‪ ،‬سواء كان اسماً‪ ،‬نحو‪ :‬المال بيني وبين زيد‪ ،‬أو‬
‫(‪.)1‬‬
‫حرفاً نحو‪ :‬مررت بك وبزيد)‬
‫هذا ما ألزم به جمهور النحاة أنفسهم به في السعة واالختيار‪ ،‬فال بد من إعادة الخافض عند العطف على الضمير‬
‫المجرور‪ ،‬يسندها في ذلك كتاب العربية األول‪ ،‬القرآن الكريم‪ ،‬وأما أثر عن العرب‪ ،‬اما في غير السعة واالختيار فال يجيزونه‬
‫اال في الشعر اضطراراً‪ ،‬وللشعر ضرورته‪ ،‬فقد أجازوا قول الشاعر‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ِ‬
‫عجب‬ ‫فاذهب فما بك وااليام من‬ ‫قربت تهجونا وتشتمنا‬
‫فاليوم ّ‬
‫عطف (االيام) على الكاف في (بك) بغير إعادة (الباء) للضرورة‪ ،‬وقول اآلخر‪:‬‬
‫تُعلَّ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫نفانف‬
‫ُ‬ ‫وما بينها والكعب غوطّ‬ ‫سيوفُنا‬
‫ق في مثل السَّواري ُ‬
‫عطف (الكعب) على الضمير في (بينها) للضرورة‪.‬‬
‫وهذا الذي عليه جمهور النحاة لم يكن الزماً عند نحاة الكوفة‪ ،‬وبعض نحاة البصرة أمثال‪ :‬يونس (ت ‪182‬هـ) وقطرب‬
‫(ت ‪206‬هـ)‪ ،‬واالخفش (ت ‪215‬هـ) والشلوبين (ت ‪645‬هـ) وابن مالك (ت ‪672‬هـ)(‪ ،)4‬فقد أجاز هؤالء ترك اإلعادة في حال‬
‫ون بِ ِه‬
‫اءلُ َ‬
‫َّ َِّ‬
‫السعة‪ ،‬ومن أدلتهم أنها جاءت في التنزيل والشعر‪ ،‬فما جاء منه في التنزيل قراءة حمزة وغيره ‪َ ‬واتَّقُوا اللهَ الذي تَ َس َ‬
‫اء ُق ِل اللَّهُ ُي ْفتِي ُك ْم ِفي ِه َّن َو َما ُي ْتلَى‬
‫ك ِفي النِّس ِ‬
‫َ‬ ‫ون َ‬
‫ام‪ ‬بجر (االرحام) عطفاً على الهاء المجرورة بالباء‪ ،‬وقوله تعالى‪َ ‬وَي ْستَ ْفتُ َ‬
‫(‪)5‬‬
‫اَأْلر َح َ‬
‫َو ْ‬
‫ون ِفي اْل ِعْلِم ِم ْنهُ ْم‬
‫الراس ُخ َ‬
‫(فيهن)‪ /،‬وقوله تعالى‪ ‬لَ ِك ِن َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َعلَْي ُك ْم‪ )6(‬فما‪ :‬في موضع خفض‪ ،‬ألنه عطف على الضمير المخفوض في‬
‫ِِ‬ ‫ك َو َما ُْأن ِز َل ِم ْن قَْبِل َ‬
‫ون بِ َما ُْأن ِز َل ِإلَْي َ‬
‫الصاَل ةَ‪ ،)7(‬فالمقيمين في موضع خفض بالعطف على الكاف في‬ ‫ين َّ‬‫ك َواْل ُمقيم َ‬ ‫ون يُْؤ ِمُن َ‬‫َواْل ُمْؤ ِمُن َ‬
‫(‪)8‬‬
‫ص ٌّد َع ْن‬ ‫(اليك) والتقدير فيه‪( :‬يؤمنون بما أنزل اليم والي المقيمين الصالة‪ ،‬يعني من األنبياء عليهم السالم) وقوله تعالى‪َ  :‬و َ‬
‫يل اللَّ ِه َو ُك ْفٌر بِ ِه َواْل َم ْس ِج ِد اْل َح َر ِام‪ )9(‬بعطف (المسجد الحرام) على الهاء من (به)‪.‬‬ ‫سبِ ِ‬
‫َ‬
‫ردوا فيها على أصحاب هذا المذهب‪ ،‬وحظيت اآلية األولى بوقوف‬ ‫وقد وقف النحاة والمفسرون عند هذه اآليات وقفات ّ‬
‫أطول‪ ،‬فهذا الفراء‪ ،‬وان كان من رؤساء المدرسة الكوفية‪ ،‬ينقل أوالً قراءة غير حمزة بنصب (األرحام) على تقدير‪( :‬واتقوا‬
‫األرحام ان تقطعوها) ثم قال (حدثني شريك بن عبداهلل عن األعمش عن إبراهيم انه خفض (األرحام) قال‪ :‬تقولهم‪ :‬باله والرحم‪،‬‬

‫‪ )?( 1‬شرح الكافية‪.319 /1 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬اللمع في العربية‪ ،183 :‬شرح المفصل‪ ،78 /3 :‬شرح الكافية‪ ،319 /1 :‬شرح االشموني‪.430 /2 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬معاني القرآن ‪ /‬للفراء‪ ،1/253 :‬الجامع ألحكام القرآن ‪ /‬للقرطبي‪.5/3 :‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر‪ :‬شرح االشموني‪.430 /2 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.4/1 :‬‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.4/126 :‬‬
‫‪ )?( 7‬اآلية‪.4/161 :‬‬
‫‪ )?( 8‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.2/247 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اآلية‪.2/217 :‬‬
‫‪17‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫وفيه قبح‪ ،‬الن العرب ال ترد مخفوضاً على مخفوض وقد ُكنى عنه(‪ ،)1‬فالفراء يراه قبيحاً‪ ،‬ولم يرد على هذا‪ ،‬ولم يذكر علة‬
‫(‪.)2‬‬
‫قبحه‬
‫ت خلف إمام يقرأ (اتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام)‬
‫صلّْي ُ‬
‫وهذا أبو العباس المبرد كما ينقل الفارسي انه قال‪ :‬لو َ‬
‫ألخذت نعلي ومضيت(‪ ،)3‬ويقول الزجاج (قراءة همزة مع ضعفها وقبحها في العربية خطأ عظيم في أصول أمر الدين‪ ،‬الن النبي‪‬‬
‫(‪.)4‬‬
‫قال‪( :‬ال تحلفوا بآبائكم) فاذا لم يجز الحلف بغير اهلل فكيف يجوز بالرحم‬
‫وجمهور النحاة ال يرى للكوفيين ومن ناصرهم حجة في هذه اآلية مع أخذهم بقراءة حمزة‪ ،‬وذلك من وجهين‪:‬‬
‫األول‪ :‬إن (األرحام) ليس مجروراً بالعطف على الضمير المجرور‪ ،‬وانما هو مجرور بالقسم‪ ،‬وجواب القسم قوله تعالى ‪ِ‬إ َّن‬
‫ان َعلَْي ُك ْم َر ِق ًيبا‪ ،)5(‬ولم يجوز بعضهم ان تكون الواو للقسم‪ ،‬ألنه أذن يكون قسم السؤال‪ ،‬ألن قبله‪( ،‬واتقوا اهلل الذي‬ ‫َّ‬
‫اللهَ َك َ‬
‫(‪.)6‬‬
‫تساءلون به) وقسم السؤال ال يكون إال مع الباء‬
‫اآلخر‪ :‬إ ن قوله (األرحام) مجرورة بباء مقدرة غير الملفوظ بها‪ ،‬وتقديره (وباألرحام) فحذفت لداللة األولى عليها‪ ،‬وله شواهد‬
‫(‪،)7‬‬
‫كثيرة في كالمهم وضعفن هذا الوجه أيضاً (ألن حرف الجر ال يعمل مقدراً في االختيار إال نحو‪ :‬اهلل الفعلن‪ ،‬وأيضاً‬
‫(‪.)8‬‬
‫ظهر الجار فالعمل لألول)‬
‫وما بينها والكعب عوط نفانف‪ :‬ان (والكعب) ليس مجروراً على ما ذكروا‪ ،‬وإ نما هو مجرور على تقدير تكرير (بين)‪ /‬مرة‬
‫(‪.)9‬‬
‫أخرى‪ ،‬فكأنه قال‪ ،‬وما بينها وبين الكعب‪ ،‬فحذف الثانية لداللة األولى عليها)‬
‫ونحن في هذه المسألة نجد أنفسنا أميل إلى مذهب الكوفيين ألنهم أقل تعسفاً من البصريين‪ ،‬وما قالوا به لم يخرج على‬
‫كالم العرب‪ ،‬فقد جاء به القرآن الكريم والشعر العربي‪ ،‬وعليه فان ما يسمع من العرب‪ ،‬ويوثق بروايته‪ ،‬وتكثر شواهده يجب‬
‫أن ال يكون خاضعاً للقاعدة النحوية الشائعة‪ ،‬وال يضر اللغة أن تتسع لمثل هذا المسموع‪ ،‬فانه يغنيها ويثري أساليبها‪.‬‬
‫أما تخريج البصريين لشواهد الكوفيين فهو ال يخرج عن دائرة الخوض في األدلة المنطقية‪ ،‬والقياسات الفلسفية البعيدة في‬
‫أحيان كثيرة عن الطبيعة اللغوية التي نطق بها العرب‪ ،‬يتكلفون كل ذلك من أجل أن تأتي أقوالهم متطابقة لمقاييسهم وقواعدهم‪،‬‬
‫ضعفوا قراءتها‪ ،‬قد قرأ بها أحد‬
‫فيتكلفون التقدير والتأويل بال مسوغ‪ ،‬فضالً عن أن اآلية الكريمة (يتساءلون به واألرحام) التي ّ‬
‫القراء السبعة وهو حمزة بن الزيات‪.‬‬
‫ضع فوا قراءة الجر في اآلية الكريمة المتقدمة‪ ،‬من النحاة إنما يحاولون أن يجعلوا للقاعدة النحوية سلطاناَ ال يمكن‬ ‫َّ‬
‫إن الذين ّ‬
‫الخروج عليه‪ ،‬حتى ولو اصطدم بالقرآن الكريم في أعلى قراءاته السبعة‪ ،‬وكان قانونهم ان كل قراءة ال تخضع لقياسهم قراءة‬
‫ال يعتد‪ /‬بها‪ ،‬وهو أمر في غاية الغرابة أن تخضع اللغة التي ينطق بها أحد القراء السبعة لقواعد نحوية تعارف عليها النحاة‪ ،‬بل‬
‫ان منطق اللغة يفرض أن يكون القرآن الكريم‪ ،‬وهو أصدق نص لغوي‪ ،‬ولغته أفصح أساليب العربية على اإلطالق‪ ،‬األساس‬
‫الذين تبنى قواعد النحو واللغة على شواهده‪ ،‬بمختلف القراءات المتواترة التي صح سندها‪.‬‬

‫‪ -3‬الحكم الثالث‪:‬‬

‫‪ )?( 1‬معاني القرآن‪.1/252 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪.5/2 :‬‬
‫‪ )?( 3‬المصدر نفسه‪.5/3 :‬‬
‫‪ )?( 4‬الجامع ألحكام القرآن‪5/3 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.4/1 :‬‬
‫‪ )?( 6‬شرح الكافية‪ /‬للرضي‪.1/319 :‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬اإلنصاف في مسائل الخالف‪.249-2/248 :‬‬
‫‪ )?( 8‬شرح الكافية‪.1/319 :‬‬
‫‪ )?( 9‬االنصاف في مسائل الخالف‪.2/251 :‬‬
‫‪18‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫تطابق المعطوف والمعطوف عليه‬


‫من أحكام العطف بالواو أن يتطابق المعطوف والمعطوف عليه فيعطف الفعل على الفعل‪ ،‬واالسم على االسم‪ ،‬والمفرد‬
‫على المفرد‪ ،‬والجملة على الجملة‪ ،‬يقول ابن جني‪( :‬وحكم المعطوف أن يكون وفق المعطوف عليه‪ ،‬ألن العطف نظير التثنية)‬
‫(‪،)1‬‬
‫زيد‬
‫وله أيضاً ‪( :‬وأعلم انك تعطف االسم على االسم‪ ،‬أذا اتفقنا في الحال‪ ،‬والفعل على الفعل أذا اتفقنا في الزمان‪ ،‬تقول‪ :‬قام ٌ‬
‫زيد والشمس‪ ،‬ألن الشمس ال يصح موتها‪ ،‬وتقول‪ :‬قام زيد وقعد‪،‬‬ ‫يصح في كل واحد منهما‪ ،‬وال تقول‪ :‬مات ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وعمرو‪ ،‬ألن القيام‬
‫ٌ‬
‫(‪.)2‬‬
‫التفاق زمانهما‪ ،‬وال تقول يقوم زيد وقعد‪ ،‬الختالف زمانيهما)‬
‫هذا هو حكم العطف بالواو‪ ،‬أن يتطابق المعطوف والمعطوف عليه‪ ،‬في الحال والزمان‪ ،‬فإن وجد اسم معطوفاً على فعل‪،‬‬
‫فالبد أن يكون االسم في تقدير الفعل‪ ،‬أو الفعل في تقدير االسم‪ ،‬وكذلك ان وجدت جملة معطوفة على‬
‫أو فعل معطوفاَ على اسم‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فالبد أن تكون الجملة في تقدير المفرد أو المفرد في تقدير الجملة بمعنى‪ :‬أنه يجوز أن‬
‫مفرد‪ ،‬أو مفرد معطوفاً على جملة‪ّ ،‬‬
‫يعطف الفعل على االسم المشبه للفعل‪ ،‬كاسم الفاعل ونحوه‪ ،‬ويجوز أيضاً عكس هذا‪ ،‬وهو أن يعطف على الفعل الواقع موقع‬
‫اح َو َج َع َل اللَّْي َل َس َكًنا‪ )5(‬على‬ ‫االسم اسم فمثال عطف الفعل على االسم أذا كان في االسم معنى الفعل قوله تعالى ‪‬فَ ِال ُ‬
‫ق اِإْل ْ‬
‫صَب ِ‬
‫(‪،)4‬‬

‫ض َن‪ )6(‬أي‪ :‬يصففن ويقبضن‪ ،‬التحاد جنس المتعاطفين‬ ‫قراءة عاصم‪ ،‬أي‪ :‬فلق األصباح‪ ،‬ومنه أيضاً قوله تعالى‪ :‬صافَّ ٍ‬
‫ات َوَي ْقبِ ْ‬ ‫َ‬
‫(‪.)7‬‬
‫في التأويل‪ ،‬وال يجوز‪ :‬مررت برجل طويل ويضرب على العطف‪ ،‬إذ ليس االسم هذا بتقدير الفعل‬
‫ِّت ِم َن اْل َح ِّي‬
‫ِّت وم ْخ ِرج اْلمي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومثال عطف االسم على الفعل أذا كان في االسم معنى الفعل قوله تعالى ‪ُ‬ي ْخ ِر ُج اْل َح َّي م َن اْل َمي َ ُ ُ َ‬
‫‪ ،)8(‬ومنه في الشعر قول الشاعر‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫عطاء يستحق المعابرا‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ومجر‬ ‫عدوه‬
‫فألقيته يوماً يبير ّ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫(‪)10‬‬
‫ِ‬
‫وجائر‬ ‫يقصد في أسوقها‬ ‫بات يغشيها بعضب ٍ‬
‫باتر‬

‫بعطف (مجر) على (يبير)‪ ،‬وعطف (جائر) على (يقصد)‬


‫وجوز النحاة عطف المفرد على الجملة وبالعكس إذا تجانسا بالتأويل‪ ،‬نحو‪ :‬زيد أبوه كريم وعالم أخوته‪ ،‬لكن‪ ،‬كما يرى‬
‫الرضي‪ ،‬عطف الجملة على المفرد أولى من العكس‪ ،‬لكونها فرعاً عليه‪ ،‬لكونها ذات محل من اإلعراب‪ ،‬فنحو‪ :‬مررت برجل‬
‫شريف وأبو كريم‪ ،‬أولى من نحو‪ :‬مررت برجل أبو كريم وشريف‪ ،‬والسيما أذا كانت الجملة والمفرد صفتين‪( ،‬ألن تطابق‬
‫الصفة والموصوف أكثر من تطابق المبتدأ‪ /‬والخبر‪ ،‬والحال وصاحبها‪ ،‬أال ترى أن األولين يتطابقان تعريفاً وتنكيراً‪ ،‬دون‬
‫(‪.)11‬‬
‫البواقي‪ ،‬فقولك‪ :‬جئتك أخاف وراجياً‪ ،‬وهند أبوها كريم وشريفه‪ ،‬ليس في القبح نحو‪ :‬مررت برحل أبوه كريم وشريف)‬

‫‪ )?( 1‬سر صناعة األعراب‪.1/265 :‬‬


‫‪ )?( 2‬اللمع في العربية‪.182-181 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬شرح جمل الزجاجي‪.1/223 :‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪ 2/244 :‬وشرح األشموني‪.2/433 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.6/96 :‬‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.67/19 :‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬شرح الكافي‪ /‬للرضي‪.1/328 :‬‬
‫‪ )?( 8‬اآلية‪.6/95 :‬‬
‫‪ )?( 9‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪.2/244 :‬‬
‫‪ )?( 10‬ينظر‪ :‬المصدر السابق‪ 2/244 :‬وشرح األشموني‪.2/433 :‬‬
‫‪ )?( 11‬شرح الكافية‪.1/328 :‬‬
‫‪19‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫وكما جوزوا عطف االسم على الفعل‪ ،‬والفعل على االسم‪ ،‬كذلك جوزوا عطف الجملة الفعلية على االسمية‪ ،‬وبالعكس‪،‬‬
‫وحصروا هذا التجويز بالواو دون غيرها من حروف العطف لفوتها وتصرفها وألصالتها في العطف(‪ ،)1‬يقول ابن جني‪” :‬انه قد‬
‫يجوز‪ -‬يقصد عطف الجملة االسمية على الفعلية وبالعكس‪ -‬مع الواو‪ ،‬لقوتها وتصرفها ما ال يجوز مع الفاء من االتساع‪ ،‬أال‬
‫ترى أنك لو قلت‪ :‬قام محمد فعمرو جالس‪ ،‬وأنت تعطف على حد ما تعطف بالواو‪ ،‬لم يكن للفاء هنا مدخل‪ ،‬ألن الثاني ليس‬
‫(‪.)2‬‬
‫متعلقاً باألول‪ ،‬وحكم الفاء إذا كانت عاطفة‪ ،‬أال تتجرد من معنى األتباع‪ ،‬والتعليق باألول”‬
‫ومن أحكام العطف بالواو أن ال يكتفي بتطابق المعطوف والمعطوف عليه‪ ،‬وإ نما يمتد‪ /‬هذا التطابق إلى الضمير الراجع‬
‫إلى المتعاطفين‪ ،‬فيجب تطابقهما مطابقة مطلقة‪ ،‬نحو‪ :‬زيد وعمرو جا آني‪ ،‬فالضمير في (جا آني) يعود للمعطوف والمعطوف‬
‫عليهن بقول السيوطي (ت‪911‬هـ)‪”:‬ويطابق الضمير المتعاطفين بعد الواو‪ ،‬نحو زيد وعمرو منطلقان ومررت بهما‪ ،‬ويفرد بعد‬
‫غيرها (يقصد واو العطف) غالباً يراعي فيه المتأخر أو المتقدم‪ ،‬وندرت المطابقة بعد‪( /‬أو) في قوله تعالى‪ِ ‬إ ْن َي ُك ْن َغنِيًّا أو‬
‫(‪.)3‬‬
‫فَِق ًيرا فَاللَّهُ َْأولَى بِ ِه َما‪“‬‬
‫ونهَا‪ ،)4(‬ولم يقل‪( :‬ينفقونهما)‪ ،‬وقد ذهب المفسرون‬ ‫ضةَ َواَل ُي ْن ِفقُ َ‬
‫ب َواْل ِف َّ‬ ‫َّ‬
‫ون الذ َه َ‬
‫ِ‬
‫ين َي ْكن ُز َ‬
‫َِّ‬
‫وقد اختلف في قوله تعالى ‪َ ‬والذ َ‬
‫والنحاة في تخريجها مذاهب شتى‪:‬‬
‫‪ -1‬فمنهم من وجه الضمير إلى الكنوز‪ ،‬ويكون المعنى‪ ،‬وال ينفقون الكنوز‪ ،‬لداللة يكنزون على الكنوز فكان توحيدها من‬
‫(‪.)5‬‬
‫ذلك‬
‫ومنهم من يرى أنه اكتفى بذكر احدهما دون صاحبه‪ ،‬ويختار األغلب واألعم‪ ،‬وهي الفضة‪ ،‬ومثله قوله تعالى ‪َ ‬وِإ َذا َر َْأوا‬
‫ب َخ ِطيَئةً أو ِإثْ ًما ثَُّم َي ْرِم بِ ِه َب ِريًئا‪ ،)7(‬فجعله لألثم‪ ،‬ومثله‬
‫تِ َج َارةً أو َل ْه ًوا ْانفَضُّوا ِإلَْيهَا‪ ‬فجعله للتجارة‪ ،‬وقوله تعالى ‪َ ‬و َم ْن َي ْك ِس ْ‬
‫(‪،)6‬‬

‫الصاَل ِة َوِإ َّنهَا لَ َكبِ َيرةٌ‪ )8(‬وكقوله‪:‬‬ ‫استَ ِع ُينوا بِالص ْ‬


‫َّب ِر َو َّ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ‬و ْ‬
‫ك راض والرأي مختلف‬ ‫نحن بما عندنا وأنت بما عند‬
‫(‪.)9‬‬
‫ولم يقل راضون‪ ،‬وذلك التفاق المعنى يكتفي بذكر الواحد‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫بريئاً ومن أجل الطوى رماني‬ ‫كنت منه ووالد‬ ‫رماني ٍ‬
‫بأمر ُ‬
‫(‪.)10‬‬
‫كثير في كالم العرب)‬
‫(ولم يقل بريئين‪ ،‬إذ اكتفى بضمير الواحد من ضمير اآلخر أذا فهم المعنى‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫‪-2‬ومنهم من يرى أن الضمير في (ينفقونها) للذهب والذهب تؤنثه العرب‪ ،‬تقو‪ :‬هي الذهب الحمراء وقد تذكر والتأنيث‬
‫(‪.)11‬‬
‫أشهر‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬سر صناعة األعراب‪ 1/265 :‬وشرح الكافي‪.1/328 :‬‬


‫‪ )?( 2‬سر صناعة األعراب‪ )3( 1/265 ،‬اآلية‪.4/134 :‬‬
‫‪ )?( 3‬المطالع السعيدة‪ /‬للسيوطي‪.254-253 :‬‬
‫‪ )?( 4‬اآلية‪.9/35 :‬‬
‫‪ )?( 5‬انظر‪ :‬معاني القرآن‪ ،434 /1 :‬تفسير‪ /‬القرطبي‪ ،8/127 :‬شرح الكافية‪.1/327 :‬‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.62/11 :‬‬
‫‪ )?( 7‬اآلية‪.4/110 :‬‬
‫‪ )?( 8‬اآلية‪.2/45 :‬‬
‫‪ )?( 9‬ينظر‪ :‬معاني القرآن‪ ،1/434 :‬تفسير القرطبي‪.8/127‬‬
‫‪ )?( 10‬تفسير القرطبي‪.8/128‬‬
‫‪ )?( 11‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.8/127 :‬‬
‫‪20‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫ضوهُ‪ ‬فمذهب سيبويه ان التقدير‪ ،‬واهلل أحق أن يرضوه ورسوله‬ ‫َأح ُّ‬ ‫َّ‬
‫َأن ُي ْر ُ‬
‫ق ْ‬ ‫واختلف أيضاً في قوله تعالى ‪َ ‬واللهُ َو َر ُسولُهُ َ‬
‫أحف أن يرضوه ثم حذف(‪ ،)1‬والفراء يقول‪” :‬أن شئت جعلته ‪ . . .‬مما اكتفى بعضه من بعض‪ ،‬وأن شئت جعلت (اهلل) تبارك‬
‫وتعالى في هذا الموضع ذكر لتعظيمه والمعنى للرسول ‪ ،)2()‬وقد رجح النحاس (ت‪338‬هـ) رأي سيبويه على غيره من‬
‫(‪.)3‬‬
‫اآلراء‬
‫والعطف بالواو يستلزم أيضاً التطابق في اإلعراب بين المتعاطفين فهو حرف يشرك بين األول الثاني في اإلعراب‬
‫والحكم(‪ )4‬وال خالف بين النحاة في هذه المسألة‪ ،‬إال أنهم اختلفوا في العامل في المعطوف‪ ،‬هل هو العامل في المعطوف عليه‪،‬‬
‫أو هو واو العطف أو غيرهما؟‬
‫مذهب سيبويه‪ :‬أن العامل في المعطوف هو العامل في المعطوف عليه (فإذا قلت‪ :‬ضربت زيداً وعمراً‪ ،‬فزيد وعمرو‬
‫جمعياً انتصبا (بضرب) والحرف العاطف دخل بمعناه وشرك بينهما ويؤيد هذا القول اختالف العمل الختالف العامل الموجود‬
‫ولو كان العمل للحرف لم يختلف عمله‪ ،‬ألن العامل إنما يعمل عمالً واحداً لم يختلف عمله‪ ،‬ألن العامل إنما يعمل عمالً واحداً‬
‫جزمت)(‪ )5‬وفي موضع آخر من كتابه يوشح ابن يعيش هذا المذهب فيقول‪( :‬والغرض من‬
‫ً‬ ‫أما رافعاً وأما نصباً وأما خفضاً وأما‬
‫ذلك – يقصد العطف بالواو – اختصار العامل وإ شراك الثاني في تأثير العامل األول فإذا قلت‪ :‬قام زيد وعمرو فأصله‪ :‬قام زيد‬
‫(‪.)6‬‬
‫قام عمرو‪ ،‬فحذفت الثانية لداللة األولى عليها‪ ،‬وصار الفعل األول عامالً في المعطوف والمعطوف عليه)‬
‫هوى في نفس أحد المعاصرين هو الدكتور مهدي المخزومي عنده تشرك ما قبلها وما بعدها في‬‫ً‬ ‫وقد وجد هذا المذهب‬
‫حكم واحد (فإذا قلت جاء زيد وعمرو‪ ،‬فقد جعلت الواو الفعل شركة بين زيد وعمرو‪ ،‬فكل منهما مسند إليه‪ ،‬وكل منهما فاعل‪،‬‬
‫ارتفاع الثاني ليس ألنه تابع لمسند إليه بل ألنه مسند إليه حقيقة)(‪ )7‬وهو رأي‪ ،‬كما هو واضح ينأى بنا عن تكلّف التأويل والتقدير‬
‫اللذين يصاحبان المذاهب األخرى التي قيلت في هذه المسألة‪.‬‬
‫ورأي آخر‪ ،‬وينسب إلى ابن السراج‪ ،‬يذهب إلى أن العامل في المعطوف عليه الفعل المذكور‪ ،‬والعامل في المعطوف‬
‫حرف العطف‪( ،‬ألن حرف العطف إنما وضع لينوب عن العامل‪ ،‬ويعني عن إعادته‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬قام زيد وعمرو‪ ،‬فالواو أغنت‬
‫عن إعادة (قام) مرة أخرى‪ ،‬فصارت ترفع كما ترفع (قام) وكذلك اذا عطف بها على منصوب نحو قولك‪ :‬ان زيداً وعمراً‬
‫منطلقان‪ ،‬فالواو تنصب كما تنصب (إن) وكذلك في الخفض‪ ،‬أذا قلت‪ :‬مررت بزيد وعمرو فالواو جرت كما جرت الباء)(‪ )8‬وقد‬
‫ضعف النحاة هذا الرأي ألنه يتعارض مع واحد من أهم مبادئ نحوهم‪ ،‬وهو مبدأ (اختصاص األدوات) ألن شرط العمال‬
‫االختصاص بالفعل ام االسم‪ ،‬والواو أحد حروف العطف‪( ،‬واألصل في حروف العطف أن ال تعمل ألنها ال تختص ألنها تدخل‬
‫(‪.)9‬‬
‫تارة على االسم‪ ،‬وتارة على الفعل)‬
‫وذهب قوم آخرون إلى أن العامل في المعطوف هو الفعل المحذوف ب عد الواو‪ ،‬ألن األصل في قولنا‪ :‬ضربت زيداً‬
‫وعمراً‪ :‬ضربت زيداً وضربت عمراً‪ ،‬فحذف الفعل بعد الواو لداللة األول عليه‪ ،‬وتصح أصحاب هذا الرأي بأنه ال يجوز‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.8/193 :‬‬


‫‪ )?( 2‬معاني القرآن‪.1/434 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬تفسير القرطبي‪.8/193 :‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر‪ :‬االشباه والنظائر في النحو‪.2/95 :‬‬
‫‪ )?( 5‬شرح المفصل‪ /‬البن يعيش‪.8/88 :‬‬
‫‪ )?( 6‬المصدر نفسه‪.3/75 :‬‬
‫‪ )?( 7‬في النحور العربي‪ /‬للدكتور مهدي المخزومي‪.191 :‬‬
‫‪ )?( 8‬شرح المفصل ‪/‬البن يعيش‪.8/98 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اإلنصاف في مسائل الخالف‪ ،2/92 :‬المسألة‪.75/‬‬
‫‪21‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫إظهاره‪ ،‬فكما أنه ظهر كان هو العامل‪ ،‬فكذلك هو العامل إذا كان محذوفاً من اللفظ‪ ،‬مراداً من جهة المعنى‪ ،‬وقد نسب هذا‬
‫(‪.)1‬‬
‫الرأي إلى أبي علي الفارسي وآبن جني‬
‫(‪،)2‬‬
‫والذي نراه‪ ،‬وكما تقدم‪ ،‬أن المذهب األول‪ ،‬مذهب سيبويه‪،‬‬ ‫هذه أشهر اآلراء التيس قيلت في العمال في المعطوف‬
‫والقائل بأن العامل في المعطوف عليه‪ ،‬هو أسلم اآلراء وأقربها إلى روح اللغة‪ ،‬ألنه ال يحوج إلى تقدير وتأويل يبعدان اللغة‬
‫عن طبيعتها‪ ،‬ويضيفان عليها ظالالً من التعقيد‪.‬‬
‫أحكام انفردت بها واو العطف‬
‫انفردت واو العطف من بين سائر حروف العطف بمجموعة أحكام‪ ،‬وقد عزا بعضهم هذا الانفراد بهذه الحكام‪ ،‬إلى أن‬
‫(الواو) أصل حروف العطف(‪ ،)3‬وقد أسهب النحاة في سرد هذه األحكام نذكر منها أشهرها‪:‬‬
‫‪- 1‬أنها الحرف المختص بعطف اسم على اسم ال يكتفي الكالم به‪ ،‬أي باالسم المعطوف عليه‪ ،‬وهو ما أطلق عليه‪ :‬باب المفاعلة‬
‫واالفتعال(‪ ،)4‬نحو‪ :‬اختصم زيد وعمرو‪ ،‬واصطف زيد وعمرو‪ ،‬وسواء زيد وعمرو‪ ،‬وجلست بين زيد وعمرو‪ ،‬فالمعطوف‬
‫عليه في هذه األمثلة وهو (زيد) ال يكتفي به‪ ،‬فال يقال‪ :‬اختصم زيد‪ ،‬وتضارب زيد‪ ،‬واصطف زيد‪ ،‬وسواء زيد‪ ،‬وجلست‬
‫بين زيد‪( ،‬إذ االختصام واالصطفاف والمساواة والبينية من المعاني التي ال تقوم إال باثنين فصاعداً‪ ،‬والواو لمطلق الجمع‪،‬‬
‫فذلك اختصت بها بخالف غيرها من حروف العطف)(‪ ،)5‬فال يجوز أن يقال‪ :‬اختصم زيد فعمرو‪ ،‬وال‪ :‬تقاتل زيد فعمرو‪،‬‬
‫ثم‪ ،‬فأننا قد اقتصرنا على االسم األول‪ ،‬الفاء توجب المهلة بين األول والثاني‪ ،‬وهذه األفعال إنما تقع‬
‫ألننا إذا أتينا بالفاء أو ّ‬
‫(‪،)6‬‬
‫من االثنين معاً وبناء على هذا الحكم اعترض األصمعي على قول امرئ القيس‪:‬‬
‫بسقط اللوا بين الدخول فحومل‬ ‫قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل‬

‫الصواب أن يقال‪ :‬بين الدخول وحومل‪ ،‬بالواو بدالً من الفاء‪ ،‬ألن البنية ال يعطف بها بالفاء‪ ،‬ألنها (أي البينية)‪ /‬ال تدل على‬
‫(‪.)7‬‬
‫الترتيب‬
‫‪ -2‬أنها اختصت بعطف عامل قد حذف وبقي معموله على عامل ظاهر يجمعها معنى واحد‪ ،‬سواء كان المعمول مرفوعاً نحو‬
‫ك اْل َجَّنةَ‪ ،)8(‬فزوجك‪ :‬فاعل بفعل محذوف معطوف على (أسكن)‪ ،‬أي‪ :‬ليسكن زوجك‪ ،‬وهو‬
‫ت َو َز ْو ُج َ‬
‫اس ُك ْن َْأن َ‬
‫قوله تعالى‪ْ ‬‬
‫من عطف األمر على األمر‪ ،‬إذ ال يصح عطف (زوج) على الضمير المستتر الفاعل‪ ،‬وإ الّ كان فاعالً مثله‪ ،‬فيترتب على‬
‫هذا أن يقال أسكن وزوجك‪ ،‬بوقوع االسم الظاهر فاعالً لألمر وهذا ال يصح(‪ ،)9‬أم كان المعمول منصوباً نحو قوله تعالى‬
‫ان‪ ،)10(‬فاإليمان مفعول بفعل محذوف معطوف على (تبوؤا) أي‪( :‬والفوا اإليمان) فهو من‬ ‫ِإْل‬ ‫ين تََب َّو ُءوا َّ‬ ‫َِّ‬
‫يم َ‬
‫الد َار َوا َ‬ ‫‪َ ‬والذ َ‬
‫عطف جملة على جملة‪ ،‬أم كان المعمول مجروراً نحو قولهم‪( :‬ما كل سوداء تمرة‪ ،‬وال بيضاء شحمة)‪ ،‬فبيضاء مجرور‬
‫بمضاف محذوف معطوف على (كل) أي‪ :‬وال كل بيضاء(‪ ،)11‬ومما جاء في الشعر قول أحدهم‪:‬‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.8/89 :‬‬


‫‪ )?( 2‬هناك آراء أخرى‪ ،‬منها‪ /‬البن حكيم الجوزية‪ ،‬بدائع الفوائد‪.1/194 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬األشباه والنظائر في النحو‪.2/93 :‬‬
‫‪ )?( 4‬ينظر شرح المفصل‪ /‬البن يعيش‪ ،8/90 :‬الجنى الداني في حروف المعاني‪ 190 :‬مغني اللبيب‪ 2/356 :‬شرح ابن عقيل‪ ،2/224 :‬شرح صريح‪:‬‬
‫‪.2/135‬‬
‫‪ )?( 5‬شرح التصريح‪.2/135 :‬‬
‫‪ )?( 6‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ‪/‬البن يعش ‪.8/90‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬شرح التصريح‪.2/136 :‬‬
‫‪ )?( 8‬لآلية‪.2/35 :‬‬
‫‪ )?( 9‬ينظر‪ :‬النحو الوافي‪ /‬عباس حسن‪.2/456 :‬‬
‫‪ )?( 10‬اآلية‪.95/9 :‬‬
‫‪ )?( 11‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،2/357 :‬شرح ابن عقيل‪ ،2/242 :‬المطالع السعيدة‪.233-2/232 :‬‬
‫‪22‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وزججن الحواجب والعيونا‬ ‫إذا ما الغانيات برزن يوماً‬

‫فـ(العيون) مفعول بفعل محذوف‪ ،‬والتقدير‪ :‬وكحلن العيون‪ ،‬والفعل المحذوف معطوف على (زججن) والجامع بينهما‪:‬‬
‫التحسين‪.‬‬
‫‪ -3‬أنها اختصت بأن تقترن بـ (ال) إن سبقت بنفي‪ ،‬ولم يقصد معنى (المعية) نحو‪ :‬ما قام زيد وال عمرو(‪ ،)2‬لتفيد أن الفعل نفي‬
‫عنهما في حالتي االجتماع واالقتران‪( ،‬ولئال يتوهم أن (الواو) جامعة‪ ،‬وأنك نفيت قيامهما في وقت واحد)(‪ ،)3‬وعليه‪ ،‬فأنه ال‬
‫يعطف على المنفي بالواو إال وبعد الواو (ال)‪ ،‬إن لم يقصد معنى (المعية)‪ ،‬خوفاً (من أن يكون مراد المتكلّم‪ ،‬ما جاءني‬
‫زيد مع عمرو‪ ،‬فيكون قد نفي االجتماع في وقت ال ترتب مجيء أحدهما على مجيء اآلخر‪ ،‬فجيء بـ (ال) في األغلب‬
‫(‪،)4‬‬
‫َأم َوالُ ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُك ْم‬
‫دفعاً لهذا التوهم‪ ،‬وبياناً أن المراد نفي االحتماالت الثالث) ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى‪َ  :‬و َما ْ‬
‫(‪.)5‬‬
‫بِالَّتِي تُقَِّرُب ُك ْم ِع ْن َدَنا ُزْلفَى‪‬‬
‫وإ ّن لم تسبق (الواو) بنفي‪ ،‬أو قصدت المعية‪ ،‬امتنع اقترانها بـ(ال)‪ ،‬فال يجوز نحو‪ :‬قام زيد زال عمرو‪ ،‬أما اقترانها بـ (ال)‬
‫ِّ‬ ‫ض ِ‬
‫ين‪ ،)6(‬فإنما جاز ألن في (غير) معنى النفي(‪ ،)7‬وقد تزاد (ال) عند أمن اللبس‬ ‫وب َعلَْي ِه ْم َواَل الضَّال َ‬ ‫في قوله تعالى‪َ  :‬غ ْي ِر اْل َم ْغ ُ‬
‫نحو‪ :‬ما يستوي زيد وال عمرو‪( ،‬ألن المعية هنا مفهومة من (يستوي) ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى‪َ  :‬واَل تَ ْستَِوي اْل َح َسَنةُ‬
‫(‪.)9‬‬ ‫(‪،)8‬‬
‫ات‪‬‬
‫اَأْلم َو ُ‬
‫اء َواَل ْ‬ ‫َواَل السَِّّيَئةُ‪ ‬وقوله تعالى‪َ  :‬و َما َي ْستَِوي ْ‬
‫اَأْلحَي ُ‬
‫‪ -4‬أنها اختصت بعطف الشيء علي مرادفه نحو قوله تعالى‪ِ‬إ َّن َما َأ ْش ُكو َبثِّي َو ُح ْزنِي إلى اللَّ ِه‪ ‬وقوله تعالى‪ُ‬أولَِئ َ‬
‫ك َعلَْي ِه ْم‬ ‫(‪،)11‬‬ ‫(‪،)10‬‬

‫والنهى) على أن (األحالم) في‬ ‫ات ِم ْن َرِّب ِه ْم َو َر ْح َمةٌ‪ ،)12(‬ومنه قوله عليه الصالة والسالم‪( :‬ليلني منكم ذوو األحالم ُّ‬ ‫صلَ َو ٌ‬
‫َ‬
‫(حلُم) بضمتين‪ ،‬والمعنى‪ :‬ليلني البالغون العقالء(‪ ،)13‬ومنه في الشعر قول أحدهم‪:‬‬
‫الحديث جمع ُ‬
‫(‪)14‬‬
‫والفى قولها كذباً ومينا‬ ‫ومددت األديم لراهشيه‬
‫(‪.)15‬‬
‫ب َخ ِطيَئةً أو ِإثْ ًما‪‬‬‫وقد تشارك الواو في هذا الحكم‪ ،‬كما يرى ابن مالك (أو) ومنه قوله تعالى ‪َ ‬و َم ْن َي ْك ِس ْ‬
‫(‪،)16‬‬
‫‪ -5‬أنها اختصت بعطف ما حقه التثنية‪ /‬أو الجمع منه قول الفرزدق‪:‬‬
‫ِ (‪)17‬‬ ‫ِ‬
‫محمد ومحمد‬ ‫فقدان مثل‬ ‫َّ‬
‫إن الرزية ال رزية مثلها‬

‫‪ )?( 1‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ 2/357 :‬وشرح ابن عقيل‪.2/242 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،2/364 :‬الجنى الداني في حروف المعاني‪ ،190 :‬بدائع الفوائد‪.1/201 :‬‬
‫‪ )?( 3‬بدائع الفوائد‪.1/201 :‬‬
‫‪ )?( 4‬شرح الكافية‪.2/364 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.1/7 :‬‬
‫‪ )?( 7‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ‪.2/355/‬‬
‫‪ )?( 8‬اآلية‪.41/34 :‬‬
‫‪ )?( 9‬اآلية‪.35/22 :‬‬
‫‪ )?( 10‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،2/357 :‬األشباه والنظائر في النحو‪ ،2/94 :‬المطالع السعيدة‪ ،2/231 :‬وشرح التصريح‪,2/136 :‬‬
‫‪ )?( 11‬اآلية‪.12/86 :‬‬
‫‪ )?( 12‬اآلية‪.2/157 :‬‬
‫‪ )?( 13‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪.2/357 :‬‬
‫‪ )?( 14‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،2/350 :‬المطالع السعيدة‪.2/231 :‬‬
‫‪ )?( 15‬اآلية‪ ،4/110 :‬وينظر‪ /‬مغني اللبيب‪.2/357 :‬‬
‫‪ )?( 16‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ 2/356 :‬وشرح التصريح‪ ،10-9 ،2/137 :‬ينظر مغني اللبيب‪.2/356 :‬‬
‫‪ )?( 17‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،2/355 /‬األشباه والنظائر في النحو‪ ،3/93 :‬وشرح التصريح‪.2/136 :‬‬
‫‪23‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫وقو أبي نواس‪:‬‬


‫خامس‬
‫ٌ‬ ‫الترحل‬
‫ّ‬ ‫ويوماً له يوم‬ ‫أقمنا بها يوماً ويوماً ثالثاً‬

‫زيد قائم‬
‫وزيد وأخوه‪ ،‬ونحو‪ٌ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -6‬أنها اختصت بعطف المفرد على األجنبي عند االحتياج إلى الربط نحو‪ :‬مررت برجل قائم‬
‫‪.‬‬
‫عمرو وغالمه‪ ،‬ومنه في باب االشتغال‪ ،‬زيد ضربت عمراً وأخاه‬
‫ِ‬
‫يل ِإ َّما َشاك ًرا َوِإ َّما َكفُ ً‬
‫ورا‪ )1(‬وال‬ ‫السبِ َ‬
‫(إما) المسبوقة بمثلها‪ ،‬وعند عطفها للمفرد نحو قوله تعالى ‪َّ ‬‬
‫‪ -7‬أنها اختصت بان تقترن بـ ّ‬
‫يجوز عد (إما) الثانية عاطفة‪ ،‬ألن ال يجتمع حرفان من حروف العطف‪ ،‬فمتى ما اجتمع حرف من حروف العطف مع‬
‫الواو‪ ،‬فالواو هي العاطفة دونه‪ ،‬وال ترد (إما) الثانية بال (الواو) اال نادراً‪ ،‬ومن النادر بيت الحماسة‪:‬‬
‫إما إلى جنة إما إلى نار‬ ‫يا ليتما أمنا شالت نعامتها‬

‫وينقل صاحب خزانة األدب عن ابن هشام قوله‪” :‬وال أحفظ حذف الواو إال مع تخفيف (اما) بالبدل‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫ايما لنا ايما لكم‬ ‫ال تفسدوا أبالكم‬

‫و(أيما) لغة (في (أما) وقد تخرج الواو في هذا الموضع عن معنى الجمع والتشريك لتفيد معنى آخر كالتخيير نحوك‬
‫(‪.)2‬‬
‫أسترخي إما مشياً وإ ما ركوباً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اغِف ْر ِلي َوِل َو ِال َد َّ‬
‫ي َوِل َم ْن َد َخ َل َب ْيت َي ُمْؤ ِمًنا َوِلْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫(‪،)3‬‬
‫ين‬ ‫ب ْ‬ ‫‪ -8‬أنها اختصت بعطف العام على الخاص وبالعكس فاألول نحو‪َ  :‬ر ِّ‬
‫وح‪ ‬ونحو ‪َ ‬و َماَل ِئ َكتِ ِه َو ُر ُسِل ِه َو ِج ْب ِري َل‬
‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬
‫ك َو ِم ْن ُن ٍ‬ ‫ِّين ِميثَاقَهُ ْم َو ِم ْن َ‬ ‫َأخ ْذَنا ِم َن َّ‬
‫النبِي َ‬
‫ِ (‪،)4‬‬
‫ات‪ ‬ومثال الثاني قوله تعالى‪َ ‬وِإ ْذ َ‬ ‫َواْل ُمْؤ ِمَن‬
‫َو ِمي َكا َل‪ ‬ويشارك الواو في هذا الحكم من حروف العطف‪( :‬حتى) نحو‪ :‬مات الناس حتى العلماء‪ ،‬وقدم الحجاج حتى‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪.)7‬‬
‫المشاة‪ ،‬فأنها عطفت خاصاً على عام‬

‫الخاتمة‬
‫بهذه السطور أكون قد أتيت على خاتمة هذه الجولة في كتب النحو ومصادره‪ ،‬وبعد أن أكون قد قدمت بين يدي هذا البحث‬
‫ما يتعلق بحرف من حروف العربية المهمة واو العطف‪ ،‬هذا الحرف الصعب السهل‪ ،‬والواضح الخفي‪ ،‬بعد كل هذا استطيع أن‬
‫أقوال‪ :‬أنني بذلت جهداً‪ ،‬أترك تقديره للقارئ الكريك أن أصل إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد جمعت مادة هذا البحث من كتب متفرقة لنحاة ولغويين ومفسرين‪ ،‬وفي عصور مختلفة‪ ،‬تكونت مننها خالصة ميسرة‬
‫لمت شتات موضوع (واو العطف) جعلته سهل المتناول‪ ،‬قريب المأخذ لعله يغني الدارس عن الرجوع عن المصادر‬
‫المتفرقة‪.‬‬
‫‪ - 2‬أعطى هذا البحث صورة واضحة الهتمام أسالفنا بموضوع واو العطف)‪ ،‬وألساليبهم ومناهجهم في دراساتهم لها‪ ،‬وفي فهم‬
‫الوظيفة اللغوية والتعبيرية‪ /‬التي تؤديها هذه األداة في الكالم العربي‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يترك الباحث مسائل هذا البحث دون أن تكون له وقفات كثيرة‪ ،‬يعلل فيها ويؤيد‪ ،‬ويختلف‪ ،‬مما هو مثبت في أثناء‬
‫البحث‪.‬‬

‫‪ )?( 1‬اآلية‪.76/3 :‬‬


‫‪ )?( 2‬ينظر‪ :‬النحو الوافي‪.2/453 :‬‬
‫‪ )?( 3‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،357-2/356 :‬األشباه والنظائر في النحو‪.2/94 :‬‬
‫‪ )?( 4‬اآلية‪.71/28 :‬‬
‫‪ )?( 5‬اآلية‪.33/7 :‬‬
‫‪ )?( 6‬اآلية‪.2/98 :‬‬
‫‪ )?( 7‬مغني اللبيب‪.2/257 :‬‬
‫‪24‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫وأخيراً‪ ،‬أعود فأكرر ما قدمت به هذا البحث‪ ،‬من أنني لم أستطع أن أوفي هذا الموضوع حقه من العرض والتحليل فيه‬
‫فما زال فيه زيادة لمستزيد‪ ،‬ولكنني أعرف أنني بذلت جهداً من أجل أن أعطي للبحث حقه من الشمول واإلحاطة ‪ . . .‬وأرجو‬
‫أن أكون قد وفقت في ذلك ‪ . . .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -1‬األشباه والنظائر في النحو‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن بن أبي البكر السيوطي (ت ‪911‬هـ) تحقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪،‬‬
‫نشر‪ :‬مكتبة الكليات األزهرية‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلنصاف في مائل الخرف بين البصريين والكوفيين‪ /:‬أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد االنباري (ت ‪577‬هـ)‬
‫تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ /‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪1955 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليضاح في شرح المفصل‪ :‬أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحوي (ت ‪646‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور‪:‬‬
‫موسى بناي العلبلي‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪1982 /،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬بدائع الفوائد‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر الدمشقي المشتهر بابن قيم الجوزية (ت ‪751‬هـ)‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ /‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -5‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ :‬محمد مرتضى الزبيدي‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ /‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -6‬الجنى الداني في حروف المعاني‪ :‬حسن بن قاسم المرادي (ت ‪741‬هـ) تحقيق‪ :‬طه محسن‪ ،‬مؤسسة دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬جامعة الموصل‪1396 /‬هـ‪1976 /‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬جامع البيان عن تأويل القرآن (تفسير الطبري)‪ :‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ‪310‬هـ) تحقيق‪ :‬محمود محمد‬
‫شاكر‪ ،‬دار المعارف"‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -8‬الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبي)‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري القرطبي (ت ‪670‬هـ) الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫الكاتب العربي للطباعة والنشر‪1387 /‬هـ‪1967 /‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬خزانة األدب ولب لسان العرب‪ :‬عبد القادر البغدادي (ت ‪1093‬هـ) المطبعة‪ /‬بوالق مصر‪ .‬ط‪.1‬‬
‫‪ -10‬الخصائص‪ :‬أبو الفتح عثمان بن جني (ت ‪392‬هـ)‪ :‬تحقيق محمد علي النجار‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪/‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -11‬سر صناعة االعراب‪ .‬أبو الفتح عثمان بن جبي (ت ‪392‬هـ) تحقيق‪ :‬لجنة من األساتذة‪ ،‬منهم‪ :‬مصطفى السقا‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى مطبعة مصطفة البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪1374 /‬هـ‪1954/‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬شرح االشموني على ألفية ابن مالك‪ :‬أبو الحسن علي نور الدين بن محمد االشموني (ت ‪929‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد محي‬
‫الدين عبد الحميد الطبعة األولى‪ /‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1375 /‬هـ‪1955 /‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬شرح ابن عقيل‪ .‬بهاء الدين عبد اهلل بن عقيل (ت ‪769‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬الطبعة األربعة عشر‪،‬‬
‫مطبعة السعادة بمصر‪1964 /‬م (ت ‪905‬هـ) دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -14‬شرح تصريح على التوضيح‪ :‬خالد بن عبد اهلل االزهري (ت ‪609‬هـ) دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -15‬شرح جمل األجاجي (الشرح الكبير)‪ :‬ابن عصفور االشبيلي (ت ‪696‬هـ) تحقيق‪ :‬الدكتور صاحب أبو جناح مؤسسة دار‬
‫الكتب للطباعة والمنشر‪ ،‬جامعة الموصل‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -16‬شرح الكافية في النحو‪ :‬رضا الدين محمد بن الحسن االستراباذي (ت ‪686‬هـ) دار الكتب العلمية‪ /‬بيروت‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬شرح المفصل‪ :‬موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش (ت ‪643‬هـ) عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -18‬في النحو العربي‪ /‬قواعد وتطبيق‪ /‬الدكتور مهدي المخزومي ‪ /‬مصطفى البابي لحلبي وأوالده ‪ /‬مصر ط‪1966 /1‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬الكتاب‪ :‬سيبويه (ت ‪180‬هـ) مصور عن طبعة بوالق‪ /‬الطبعة األولى‪1316 /‬هـ‪ /‬نشر مكتبة المثنى‪ /‬بغداد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫آذار‪2012/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪6 /‬‬

‫‪ -20‬لسان العرب‪ :‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرمك بن منظور (ت ‪711‬هـ) دار صادر‪ /‬بيروت‪1375 /‬هـ‪1956 -‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬اللمع في لعربية‪ :‬أبو الفتح عثمان بين جني (ت ‪392‬هـ) تحقيق‪ :‬حامد المؤمن‪ /‬مطبعة العاني‪ /‬بغداد‪1982 //‬م‪.‬‬
‫‪ -22‬المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته‪ :‬محمد فارس بركات ‪ /‬المطبعة الهاشمي‪ /‬دمشق‪1377 /‬هـ‪1957 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 23‬المطالع السعيدة في شرح الفريدة‪ :‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور نبهان ياسين حسين‪ /‬دار الرسالة للطباعة‪/‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬معاني القرآن‪ :‬أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت ‪207‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد علي النجار‪ .‬الطبعة الثانية عالم الكتب‪/‬‬
‫بيروت‪1980 /‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬مغنى اللبيب عن كتب االعراب‪ :‬أبو محمد عبد اهلل جمال الدين بن يوسف بن هشام األنصاري (ت ‪761‬هـ) تحقيق‪ :‬محمد‬
‫محي الدين عبد الحميد مطبعة المدني‪ /‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -26‬المقاصد النحوية في شرح شواهد األلفية‪ :‬بدر الدين العيني محمود (ت ‪855‬هـ) على هامش خزانة األدب ‪ /‬بيروت‪ /‬دار‬
‫صادر‪.‬‬
‫‪ -27‬النحو الوافي‪ :‬عباس حسن ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪ /‬دار المعارف بمصر‪1966 ،‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like