You are on page 1of 40

‫تناوب الصيغ الصرفية ووظائفها‬

‫يف كتاب التبيان يف إعراب القرآن للعكربي‬


‫(حبث الستكمال درجات األعمال الفصلية يف مقرر قضااي حنوية وصرفية)‬

‫إعداد الطالبني‪:‬‬
‫حممد بن فريح العقالء‬
‫علي بن صاحل احلديثي‬

‫أستاذ املقرر‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سليمان الضحيان‬
‫‪1440‬هــ‪2019/‬م‪.‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫املقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني وبعد‪:‬‬
‫فإن للصيغ الصرفية أثرها يف حتديد املعىن وتدقيقه‪ ،‬ولتقارب وظائفها فقد جرى التناوب‬
‫بينها يف سياقات متعددة وأييت هذا البحث ليدرس جزءا منها‪ ،‬ويتناول بعض ما أورد العكربي‬
‫يف كتابه التبيان يف إعراب القرآن من صيغ انب بعضها عن بعض ويكشف وظائفها اليت انبت‬
‫من أجله فكان عنوان هذا البحث (تناوب الصيغ الصرفية ووظائفها يف كتاب التبيان يف إعراب‬
‫القرآن للعكربي)‪ ،‬وسيقتصر البحث على بعض الصيغ نظرا حلجم البحث وكثرة الصيغ مما‬
‫حيتاج معه إىل حبث أكرب من حدود هذا البحث‪.‬‬
‫وقد اعتمد الباحثان على حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬ونشر‪ :‬عيسى البايب احلليب وشركاه‬
‫عام ‪1396‬هـ‪.‬‬
‫وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن جنعله يف مبحثني مسبوقني مبقدمة قصرية تبني عن‬
‫منهجهما يف البحث‪ ،‬ومتهيد موجز يتناول معىن التناوب لغة واصطالحا‪ ،‬ومتلوين خبامتة‬
‫تتضمن أبرز ما توصل له الباحثان‪.‬‬
‫فأما املبحث األول فهو التناوب بني املصدر واسم الفاعل واملصدر واسم املفعول‬
‫وقد جاء يف مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التناوب بني املصدر واسم الفاعل‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التناوب بني املصدر واسم املفعول‬
‫وأما املبحث الثاين فهو التناوب بني بعض املشتقات‬
‫وقد جاء يف مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ما جاء مبعىن فاعل أو مفعول‬
‫املطلب الثاين‪ :‬ما جاء على فَعِيل وخرج ملعىن آخر‬
‫وقد اعتمد الباحثان على منهج وصفي وحتليلي يكشفا من خالله بعض ما ورد يف كتاب‬
‫التبيان يف إعراب القرآن من تناوب بني الصيغ‪.‬‬
‫وقد التزما ابملنهج العلمي يف ختريج آايته وتوثيق نقوالته وبيان مراجعه وغري ذلك مما حيتمه‬

‫‪2‬‬
‫املنهج العلمي‪.‬‬
‫وقد اقتسم الباحثان العمل يف البحث على النحو التايل‪:‬‬
‫املقدمة واملبحث األول للطالب حممد العقالء‬
‫واملبحث الثاين واخلامتة للطالب على احلديثي‪.‬‬

‫وختاما فالشكر هلل أوال على تيسريه وعونه‪ ،‬والشكر اثنيا لألستاذ الدكتور سليمان‬
‫الضحيان على تكليفه وحرصه على تقدمي هذا البحث بصورة مرضيه‪.‬‬
‫والشكر اثلثا لزميلتينا الكرميتني اللتني ستناقشا هذا البحث وتقومانه وتسددان‪.‬‬
‫والشكر موصول لبقية الزمالء والزميالت نسأل هللا لنا وهلم التوفيق والتسديد‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم وابرك على نبينا حممد وآله‬

‫‪3‬‬
‫التمهيد‬
‫هذا التمهيد يتناول معىن التناوب الصريف للصيغ لغة واصطالحا‪.‬‬
‫التناوب‬
‫لغة‪:‬‬
‫التناوب لغة مأخوذ من انب ينوب نواب ومنااب(‪ ،)1‬قال اخلليل‪" :‬انب عين فالن يف هذا‬
‫األمر نيابة‪ ،‬إذا قام مقامك‪ .‬وتناوبنا اخلطب واألمر نتناوبه‪ ،‬إذا قمتما به نوبة بعد نوبة"(‪،)2‬‬
‫وأضاف اجلوهري‪" :‬وهم يتناوبون النوبة فيما بينهم‪ ،‬يف املاء وغريه"(‪ ،)3‬ويف املعجم الوسيط‪:‬‬
‫"(انب) عنه نيابة قام مقامه فهو انئب (ج) نواب"(‪.)4‬‬
‫يف املعىن اللغوي دالالاتن للتناوب بني الصيغتني‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬أن تقوم الصيغة مقام األخرى‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تتناواب فتقوم كل صيغة مقام األخرى‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫مل يكن مصطلح التناوب الصريف مستخدما لدى النحاة القدامى‪ ،‬وقد استخدمت‬
‫مصطلحات أخرى عند الدارسني قدميا وحديثا تدل على مفهوم التناوب الصريف ومنها‪:‬‬
‫العدول والتفسري والتأويل والتضمني والتحويل واحنراف الصيغة وتغاير الصيغ(‪.)5‬‬
‫وقد مساه ابن جين ابلعدول وعرفه ابلعدول عن معتاد حاله يقول‪" :‬وحنو من تكثري اللفظ‬
‫لتكثري املعىن العدول عن معتاد حاله‪ ،‬وذلك فعال يف معىن فعيل‪ ،‬حنو طوال‪ ،‬فهو أبلغ معىن‬
‫من طويل"(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬اجلوهري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عطار‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫بريوت‪1407‬هـ ‪.228 /1‬‬
‫(‪ )2‬العني اخلليل‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1424‬هـ ‪.381 /8‬‬
‫(‪ )3‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية ‪.229 /1‬‬
‫(‪ )4‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية ابلقاهرة‪( ،‬إبراهيم مصطفى وأمحد الزايت وحامد عبد القادر وحممد النجار)‬
‫الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.961 /2‬‬
‫(‪ )5‬تناوب معاين األبنية الصرفية يف لغة القرآن الكرمي‪ ،‬أمين العتوم‪ ،‬رسالة دكتوراه اجلامعة األردنية ‪2007‬م ‪.6‬‬
‫(‪ )6‬اخلصائص‪ ،‬ابن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد النجار‪ ،‬املكتبة العلمية ‪.270 /3‬‬
‫‪4‬‬
‫ومساه السيوطي ابلتعويض وجعله من سنن العرب فقال‪" :‬ومن سنن العرب التعويض وهو‬
‫اب﴾ (‪ )1‬والفاعل مقام‬ ‫ضرب ال ِرقَ ِ‬
‫مقام األمر حنو ﴿فَ َ ْ َ ِّ‬ ‫إقامة الكلمة مقام الكلمة كإقامة املصدر َ‬
‫س لَِوقْـ َعتِ َها َك ِاذبَة﴾(‪ )2‬أي‪ :‬تكذيب‪ ،‬واملفعول مقام املصدر حنو ﴿ ِِبَييِِّ ُك ُم‬ ‫املصدر حنو ﴿لَْي َ‬
‫الْ َم ْفتُو ُن﴾(‪ )3‬أي‪ :‬الفتنة‪ ،‬واملفعول مقام الفاعل حنو‪ِ ﴿ :‬ح َج اااب َّم ْستُ اورا﴾(‪ )4‬أي ساترا"(‪.)5‬‬
‫وجند تعريفا للنيابة يف معجم املصطلحات النحوية حيث قال‪" :‬إقامة شيء مقام شيء‬
‫آخر" مث عدد بعض األبواب النحوية اليت تدخلها النيابة وذكر منها نيابة املصدر عن فعل األمر‬
‫اان﴾"(‪.)6‬‬‫يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وِابلْ َوالِ َديْ ِن إِ ْح َس ا‬
‫وقد حاولت عدة حبوث اخلروج مبفهوم هلذا املصطلح ففي حبث التناوب الداليل بني‬
‫الصيغ الصرفية يقول‪" :‬تناوب الصيغ معناه‪ :‬أن تؤدي صيغة معينة معىن صيغة أخرى"(‪ ،)7‬ويف‬
‫حبث النيابة يف صيغ األمساء يقول هو‪" :‬أن تنوب صيغة صرفية عن صيغة أخرى يف أداء معناها‬
‫مع زايدة يف املعىن أو عدم ذلك"(‪ .)8‬ويف حبث التناوب الداليل بني صيغة اسم الفاعل وصيغ‬
‫حمل صيغة أخرى‪ ،‬أو نيابة‬
‫صرفية أخرى يرى أن مفهوم التناوب الداليل هو "إحالل صيغة ِّ‬
‫الصيغ عن داللتها كما هي يف ظاهرها‪ ،‬أو كما‬‫تعرب هذه ِّ‬
‫صيغة عن صيغة أخرى؛ إذ ال ِّ‬

‫(‪ )1‬حممد ‪.4‬‬


‫(‪ )2‬الواقعة ‪.2‬‬
‫(‪ )3‬القلم ‪.6‬‬
‫(‪ )4‬اإلسراء ‪.45‬‬
‫(‪ )5‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬السيوطي‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاد علي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‬
‫‪1418‬هـ ‪.267 /1‬‬
‫(‪ )6‬اإلسراء ‪ .23‬املصطلحات النحوية والصرفية‪ ،‬حممد اللبدي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬دار الفرقان‬
‫‪1405‬ه ـ ص ‪.233‬‬
‫(‪ )7‬التناوب الداليل بني صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى يف القرآن الكرمي‪ ،‬رفيقة بن ميسية‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬العدد‪ ،46 :‬ديسمرب ‪2016‬م ص ‪.391‬‬
‫(‪ )8‬التناوب بني صيغ األمساء‪ ،‬جنالء عطار‪ ،‬جملة جامعة الطائف العدد‪ 7 :‬جملد‪2012 ،2 :‬م ص ‪.303‬‬
‫‪5‬‬
‫إن مبناها خمالف ملعناها"(‪ ،)1‬ويف حبث تناوب معاين األبنية‬
‫حتددها هيئتها اخلارجية‪ ،‬بل ِّ‬
‫ِّ‬
‫الصرفية يف لغة القرآن الكرمي قال‪" :‬يقصد ابلتناوب الصريف اتفاق املبىن الصريف املستخدم مع‬
‫مبىن صريف آخر يف املعىن"(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬التناوب الداليل ‪388‬‬


‫(‪ )2‬تناوب معاين األبنية الصرفية يف لغة القرآن الكرمي ‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫املبحث األول‬

‫التناوب بني املصدر واسم الفاعل واسم املفعول‬

‫املطلب األول‪ :‬التناوب بني املصدر واسم الفاعل‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬جميء املصدر مبعىن اسم الفاعل‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬جميء اسم الفاعل مبعىن املصدر‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التناوب بني املصدر واسم املفعول‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬جميء املصدر مبعىن اسم املفعول‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬جميء اسم املفعول مبعىن املصدر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬
‫التناوب بني املصدر واسم الفاعل واسم املفعول‬
‫التناوب بني املصدر واسم الفاعل واسم املفعول أشار إليه كثري من النحاة يف كتبهم‪ ،‬قال‬
‫سيبويه‪" :‬وقد جييء املصدر على املفعول‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬لنب حلب‪ ،‬إمنا تريد حملوب وكقوهلم‪:‬‬
‫اخللق إمنا يريدون املخلوق‪ ،‬ويقولون للدرهم‪ :‬ضرب األمري‪ ،‬إمنا يريدون مضروب األمري‪ ،‬ويقع‬
‫على الفاعل‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬يوم غم‪ ،‬ورجل نوم‪ ،‬إمنا تريد النائم والغائم"(‪.)1‬‬
‫وهذا التناوب مساعي‪ ،‬ويقاس يف جميء اسم املفعول مبعىن املصدر من مزيد الثالثي ومن‬
‫الرابعي‪ ،‬حنو انطلق منطلقا وأخرجته خمرجا(‪ ،)2‬ورمبا يرجع شيوع وكثرة جميء اسم املفعول مبعىن‬
‫املصدر للتشابه الشكلي بينه وبني املصدر امليمي من غري الثالثي مما عزز التناوب بينهما(‪.)3‬‬
‫وجميء املصدر على صيغة مفعول قليل‪ ،‬وأقل منه ما كان على صيغة فاعل(‪ .)4‬ومل يفسر سيبويه‬
‫ما ورد على صيغة مفعول مبعىن املصدر؛ وإمنا جعله صفة للزمان‪ ،‬قال‪" :‬وأما قوله‪ :‬دعه إىل‬
‫ميسوره ودع معسوره‪ ،‬فإمنا جييء هذا على املفعول كأنه قال‪ :‬دعه إىل أمر يوسر فيه أو يعسر‬
‫فيه‪ .‬وكذلك املرفوع واملوضوع‪ ،‬كأنه يقول‪ :‬له ما يرفعه وله ما يضعه"(‪ ،)5‬ووافقه ابن السراج(‪،)6‬‬
‫وخالفه يف ذلك األخفش والفراء فجعلوها مما ورد مبعىن املصدر أي‪ :‬الرفع والوضع(‪.)7‬‬
‫وجعل سيبويه وابن يعيش جميء املصدر مبعىن اسم الفاعل من سعة الكالم(‪،)8‬‬

‫(‪ )1‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة ‪1408‬هـ ‪.43 /4‬‬
‫(‪ )2‬الكناش يف فين النحو والصرف‪ ،‬إمساعيل بن علي بن شاهنشاه‪ ،‬حتقيق‪ :‬رايض اخلوام‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪،‬‬
‫بريوت ‪2000‬م ‪.324 /1‬‬
‫(‪ )3‬ظاهرة التناوب اللغوي بني املشتقات الدالة على الفاعلية واملفعولية واملصدر‪ ،‬مالك حييا‪ ،‬جملة دراسات يف اللغة العربية‬
‫وآداهبا‪ ،‬جامعة مسنان إيران‪ ،‬العدد ‪ ،2‬صيف ‪1389‬هـ ‪.137‬‬
‫(‪ )4‬شرح شافية ابن احلاجب‪ ،‬الرضي اإلسرتاابذي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد احلسن وآخران‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت‬
‫‪1395‬هـ ‪.168 /1‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪.97 /4‬‬
‫(‪ )6‬األصول يف النحو‪ ،‬ابن السراج‪ ،‬حتقيق‪ :‬الفتلي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪1417 ،‬هـ ‪.150/3‬‬
‫(‪ )7‬شرح شافية ابن احلاجب ‪ ،175 /1‬املساعد على تسهيل الفوائد‪ ،‬ابن عقيل‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد كامل بركات‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة أم القرى‪ ،‬الدار‪ :‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ‪ -‬دار املدين‪ ،‬جدة‪1400 ،‬هـ ‪.630 /2‬‬
‫(‪ )8‬الكتاب ‪ ،337 /1‬وشرح املفصل للزخمشري‪ ،‬ابن يعيش‪ ،‬حتقيق‪ :‬إميل يعقوب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫‪8‬‬
‫وذكر ابن جين التناوب بني الصيغ من جتاذب اإلعراب واملعىن‪ ،‬وإمنا عمدت إليه العرب‬
‫ألمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬صناعي‪ ،‬لكون املصدر يشبه اسم الفاعل ويقع موقعه كما وقع هو موقعه‪ ،‬وأيضا‬
‫فاجلمع ال يوصف به الواحد وإذا كان مصدر وصف به‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬معنوي‪ ،‬زايدة يف املبالغة ابلوصف؛ ألنه جيعل املوصوف ابملصدر كأنه خملوق هبذه‬
‫الصفة‪ ،‬ولكثرته واعتياده(‪.)1‬‬
‫وأيضا فإن "التوسع يف الوظائف الصرفية يفضي بدوره إىل التوسع يف الوظائف‬
‫يل الْبَ ْحَر‬‫النحوية"(‪ ،)2‬ولذلك جاز أن تعراب "بغيا وعدوا" يف قوله تعاىل‪﴿ :‬وجاوْزَان بِب ِين إِسرائِ‬
‫َ َ َ َ َْ َ‬
‫ِ‬
‫ودهُ بَـ ْغياا َو َع ْد اوا﴾(‪ ،)3‬مفعوال ألجله مبعىن "البغي والعدو"‪ ،‬أو حاال جلواز‬‫فَأَتْـبَـ َع ُه ْم ف ْر َع ْو ُن َو ُجنُ ُ‬
‫أتويلهما ابسم الفاعل "ابغني ومعتدين"(‪ ،)4‬وأيضا ينتصب املصدر حاال إذا جاء مبعىن اسم‬
‫الفاعل يف مثل قولك‪ :‬قتلته صربا أي‪ :‬صابرا(‪.)5‬‬
‫ولعل هذا من التطور الداليل للمصدر؛ فداللته األصلية هي جمرد الداللة على احلدث‬
‫لكنه تعداها إىل أن يفيد معىن الصيغ الصرفية األخرى(‪.)6‬‬
‫وقد يُرد هذا التناوب إىل تطور يف الصيغة تبعه تطور يف الداللة(‪ ،)7‬يقول ابن منظور‪" :‬إذ‬
‫نودوا اندية أتى أمر هللا يريد ابلنادية دعوة واحدة ونداء واحدا فقلب نداءة إىل اندية وجعل‬
‫اسم الفاعل موضع املصدر"(‪.)8‬‬
‫ويف املطلبني اآلتيني سنقف عند بعض الصيغ اليت تناوب فيها املصدر مع اسم الفاعل‬

‫العلمية‪ ،‬بريوت ‪1422‬هـ ‪.237 /2‬‬


‫(‪ )1‬اخلصائص‪ ،‬ابن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد النجار‪ ،‬املكتبة العلمية ‪ ،262 /3، 204 /2‬وشرح املفصل ‪.237 /2‬‬
‫(‪)2‬التناوب الداليل ‪.392‬‬
‫(‪ )3‬يونس ‪.90‬‬
‫(‪ )4‬الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون‪ ،‬السمني احلليب‪ ،‬حتقق‪ :‬أمحد اخلراط‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪.263 /6‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪ ،370 /1‬املقتضب‪ ،‬املربد‪ ،‬حتقق‪ :‬حممد عبد اخلالق عظيمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‬
‫‪1399‬هـ ‪.243/3‬‬
‫(‪ )6‬ظاهرة التناوب اللغوي بني املشتقات ‪.139‬‬
‫(‪ )7‬ظاهرة التناوب اللغوي بني املشتقات ‪.127‬‬
‫(‪ )8‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت ‪1414‬هـ ‪.4388 /6‬‬
‫‪9‬‬
‫واسم املفعول مما أشار له العكربي يف كتابه‪ ،‬واملطلبان مها‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التناوب بني املصدر واسم الفاعل وهو مقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬جميء املصدر مبعىن اسم الفاعل‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬جميء اسم الفاعل مبعىن املصدر‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التناوب بني املصدر واسم املفعول وهو مقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬جميء املصدر مبعىن اسم املفعول‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬جميء اسم املفعول مبعىن املصدر‪.‬‬
‫وحتت كل قسم ذكرت أوزان الصيغ وحتتها اآلية اليت وردت النيابة فيها‪ ،‬وبعدها ما أورده‬
‫العكربي حوهلا‪ ،‬مث ذكر بعض ما قاله النحاة واملعربون عنها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التناوب بني املصدر واسم الفاعل‬
‫(‪)1‬‬
‫أوالا‪ :‬املصدر مبعىن اسم الفاعل‬
‫‪1‬ـ فـعل مبعىن فاعل‬
‫وردت هذه الصيغة هبذا املعىن يف عدة آايت(‪ ،)2‬ومنها ورود املصدر "غور" مبعىن اسم‬
‫َصبَ َح َما ُؤُك ْم َغ ْوارا فَ َم ْن َأيْتِي ُك ْم ِمبَاء َمعِني﴾(‪.)3‬‬
‫الفاعل "غائر" يف قوله تعاىل‪﴿ :‬قُ ْل أ ََرأَيْـتُ ْم إِ ْن أ ْ‬
‫قال العكربي‪" :‬الغور‪ :‬مصدر يف معىن الغائر‪ .‬ويقرأ غُ ُؤورا ابلضم واهلمز على فُـعُول‪،‬‬
‫وقلبت الواو مهزة النضمامها ضما الزما‪ ،‬ووقوع الواو بعدها‪ .‬وهللا أعلم"(‪ ،)4‬وقال عند آية‬
‫الكهف‪" :‬وقيل التقدير‪ :‬ذا غور"(‪.)5‬‬
‫وقد ذكر هذه اآلية مجع من النحاة للتدليل على نيابة املصدر عن اسم الفاعل ومن ذلك‬
‫قول الفراء‪" :‬العرب تقول‪ :‬ماء غور‪ ،‬وبئر غور‪ ،‬وماءان غور‪ ،‬وال يثنون وال جيمعون‪ ،‬ال‬
‫يقولون‪ :‬ماءان غوران‪ ،‬وال مياه أغوار‪ ،‬وهو مبنزلة‪ :‬الزور يقال‪ :‬هؤالء زور فالن‪ ،‬وهؤالء ضيف‬
‫فالن‪ ،‬ومعناه‪ :‬هؤالء أضيافه‪ ،‬وزواره‪ .‬وذلك أنه مصدر فأجرى على مثل قوهلم‪ :‬قوم عدل‪،‬‬
‫وقوم رضا ومقنع"(‪ ،)6‬وقال املربد‪" :‬فاملعىن وهللا أعلم غائرا فوضع املصدر موضع االسم"(‪،)7‬‬
‫وقال ابن جين‪" :‬إمنا ساغ ذلك ألنه أراد املبالغة‪ ،‬وأن جيعله هو نفسه احلدث‪ ،‬لكثرة ذلك‬
‫﴿م ُاؤَها َغ ْوارا﴾(‪ :)9‬أي‪ :‬غائرا‪ ،‬وهو نعت على‬ ‫(‪)8‬‬
‫منه" ‪ ،‬وقال الرازي‪" :‬قال أهل اللغة يف قوله‪َ :‬‬

‫(‪ )1‬ورد املصدر مبعىن اسم الفاعل يف مثانية ومخسني موضعا يف القرآن الكرمي‪ .‬ينظر‪ :‬تناوب معاين األبنية الصرفية يف لغة‬
‫القرآن ‪.82‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما ورد يف‪ :‬البقرة‪ .206 ،7 ،2 :‬الرعد‪ .17 :‬النحل‪ .7 :‬الصافات‪ .93 :‬ص ‪ .20‬الطارق‪.13 :‬‬
‫(‪ )3‬تبارك ‪ .30‬ووردت "غور" أيضا يف سورة الكهف ‪.41‬‬
‫(‪ )4‬التبيان يف إعراب القرآن‪ ،‬العكربي‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬الناشر‪ :‬عيسى البايب احلليب وشركاه ‪1396‬هـ ‪/2‬‬
‫‪.1233‬‬
‫(‪ )5‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.848 /2‬‬
‫(‪ )6‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد النجار وأمحد جنايت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت ‪1403‬هـ ‪/3‬‬
‫‪.172‬‬
‫(‪ )7‬املقتضب ‪.305 /4‬‬
‫(‪ )8‬اخلصائص ‪.192 /3‬‬
‫(‪ )9‬سورة الكهف ‪.41‬‬
‫‪11‬‬
‫لفظ املصدر كما يقال‪ :‬فالن زور وصوم للواحد واجلمع واملذكر واملؤنث ويقال‪ :‬نساء نوح أي‪:‬‬
‫نوائح"(‪.)1‬‬

‫‪2‬ـ إِفعال وفِعال مبعىن اسم الفاعل‬


‫وردت صيغة إفعال وفِعال مبعىن اسم الفاعل يف كلميت "إسراف وبدار" يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح فَِإ ْن آنَ ْستُ ْم مْنـ ُه ْم ُر ْش ادا فَ ْادفَـعُوا إِلَْي ِه ْم أ َْم َوا َهلُْم َوَال َأتْ ُكلُ َ‬
‫وها‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوابْـتَـلُوا الْيَـتَ َامى َح ََّّت إ َذا بـَلَغُوا النِّ َك َ‬
‫ْربُوا﴾(‪.)2‬‬ ‫إِ ْسَرافاا َوبِ َد اارا أَ ْن يَك َ‬
‫قال العكربي‪" :‬إسرافا وبدارا‪ :‬مصدران مفعول هلما‪ .‬وقيل‪ :‬مها مصدران يف موضع احلال‪،‬‬
‫أي‪ :‬مسرفني ومبادرين‪ ،‬والبدار مصدر ابدرت‪ ،‬وهو من ابب املفاعلة اليت تكون بني اثنني؛‬
‫ألن اليتيم مار إىل الكرب‪ ،‬والويل مار إىل أخذ ماله‪ ،‬فكأهنما يستبقان‪ ،‬وجيوز أن يكون من‬
‫واحد"(‪.)3‬‬
‫ومبثل قوله قال الزخمشري‪" :‬مسرفني ومبادرين كربهم‪ ،‬أو إلسرافكم ومبادرتكم كربهم"(‪.)4‬‬
‫وقال أبو حيان‪" :‬انتصب إسرافا وبدارا على أهنما مصدران يف موضع احلال‪ ،‬أي‪ :‬مسرفني‬
‫ومبادرين‪ .‬والبدار مصدر ابدر‪ ،‬وهو من ابب املفاعلة اليت تكون بني اثنني‪ .‬ألن اليتيم مبادر‬
‫إىل الكرب‪ ،‬والويل مبادر إىل أخذ ماله‪ ،‬فكأهنما مستبقان‪ .‬وجيوز أن يكون من واحد‪ ،‬وأجيز أن‬
‫ينتصبا على املفعول من أجله‪ ،‬أي‪ :‬إلسرافكم ومبادرتكم"(‪.)5‬‬
‫وصح أن يكون املصدر يف اآلية حاال لصحة أتويله ابسم الفاعل‪ ،‬وجاء اسم الفاعل على‬
‫صيغة املصدر للمبالغة يف وصف حالة األيتام مع وليهم‪ ،‬ولذلك قال الرازي‪" :‬وهذا يدل على‬
‫جراين العادة بكثرة إقدام الويل على ظلم االيتام والصبيان"(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬مفاتيح الغيب‪ ،‬الرازي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬بريوت ‪1420‬هـ ‪.109 /21‬‬
‫(‪ )2‬النساء ‪.6‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.332 /1‬‬
‫(‪ )4‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪1407 ،‬هـ ‪/1‬‬
‫‪.474‬‬
‫(‪ )5‬البحر احمليط يف التفسري‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬حتقيق‪ :‬صدقي مجيل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪1420‬هـ ‪.521 /3‬‬
‫(‪ )6‬مفاتيح الغيب ‪.157 /9‬‬
‫‪12‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اثنيا‪ :‬اسم الفاعل مبعىن املصدر‬
‫‪1‬ـ اسم الفاعل مبعىن فـعول أو إفعال‬
‫ِ‬
‫ت‬‫ورد اسم الفاعل مبعىن املصدر فُـعُول أو إفْعال يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و ْامَرأَةا ُم ْؤمنَةا إِ ْن َوَهبَ ْ‬
‫َّيب إِ ْن أَراد النَِّيب أَ ْن يستَـْن ِكحها خالِصةا لَ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني﴾(‪.)2‬‬ ‫ك م ْن ُدون الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫نَـ ْف َس َها للنِ ِِّ َ َ ُّ َ ْ َ َ َ َ‬
‫قال العكربي‪" :‬خالصة‪ :‬جيوز أن يكون حاال من الضمري يف وهبت‪ ،‬وأن يكون صفة‬
‫ملصدر حمذوف؛ أي‪ :‬هبة خالصة‪ ،‬وجيوز أن يكون مصدرا؛ أي‪ :‬أخلصت ذلك لك إخالصا‪.‬‬
‫وقد جاءت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية"(‪.)3‬‬
‫صة ِذ ْكَرى الدَّا ِر﴾(‪ )4‬قال‪" :‬يقرأ ابإلضافة‪ ،‬وهي‬ ‫وعند قوله تعاىل‪﴿ :‬إِ َّان أَخلَصن ِ ِ‬
‫اه ْم خبَال َ‬
‫ْ َْ ُ‬
‫هاهنا من ابب إضافة الشيء إىل ما يبينه؛ ألن اخلالصة قد تكون ذكرى وغري ذكرى‪،‬‬
‫و"ذكرى"‪ :‬مصدر‪ ،‬و"خالصة"‪ :‬مصدر أيضا‪ ،‬معىن اإلخالص كالعافية‪ ،‬وقيل‪" :‬خالصة"‬
‫مصدر مضاف إىل املفعول؛ أي‪ :‬إبخالصهم ذكرى الدار‪ .‬وقيل‪" :‬خالصة" مبعىن ُخلُوص؛‬
‫فيكون مضافا إىل الفاعل؛ أي‪ِ :‬بن خلصت هلم ذكرى الدار‪ ،‬وقيل‪" :‬خالصة" اسم فاعل‪،‬‬
‫تقديره‪ :‬خبالص ذكرى الدار؛ أي‪ :‬خالص من أن يشاب بغريه"(‪.)5‬‬
‫ومل يبعد غريه عن قوله‪ ،‬قال الزخمشري‪" :‬خالصة مصدر مؤكد‪ ،‬كوعد هللا‪ ،‬وصبغة هللا‪،‬‬
‫أي‪ :‬خلص لك إحالل ما أحللنا لك خالصة‪ ،‬مبعىن خلوصا‪ ،‬والفاعل والفاعلة يف املصادر غري‬
‫عزيزين‪ ،‬كاخلارج والقاعد‪ ،‬والعافية والكاذبة"(‪.)6‬‬
‫وقال ابن عطية‪" :‬وقوله‪" :‬خبالصة" حيتمل أن يكون خالصة اسم فاعل‪ ،‬كأنه عرب هبا عن‬
‫مزية أو رتبة‪ . . .‬وحيتمل قوله‪" :‬خبالصة" أن يكون "خالصة" مصدرا كالعاقبة وخائنة األعني‬
‫وغري ذلك‪ ،‬فـ"ذكرى" على هذا إما أن يكون يف موضع نصب ابملصدر على تقدير‪" :‬إِ َّان‬

‫(‪ )1‬ورد اسم الفاعل مبعىن املصدر يف ثالثني موضعا يف القرآن الكرمي‪ .‬ينظر‪ :‬تناوب معاين األبنية الصرفية يف لغة القرآن‬
‫‪.184‬‬
‫(‪ )2‬األحزاب ‪.50‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.1059 /2‬‬
‫(‪ )4‬األنبياء ‪.46‬‬
‫(‪ )5‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.1102 /2‬‬
‫(‪ )6‬الكشاف ‪.551 /3‬‬
‫‪13‬‬
‫ناه ْم" ِبن أخلصنا هلم ذكرى الدار‪ ،‬ويكون "خالصة" مصدرا من أخلص على حذف‬ ‫ص ُ‬
‫َخلَ ْ‬
‫أْ‬
‫ناه ْم" ِبن‬
‫ص ُ‬ ‫الزوائد‪ ،‬وإما أن يكون "ذكرى" يف موضع رفع ابملصدر على تقدير‪" :‬إِ َّان أ ْ‬
‫َخلَ ْ‬
‫خلصت هلم ذكرى الدار‪ ،‬وتكون "خالصة" من خلص"(‪.)1‬‬

‫‪2‬ـ اسم الفاعل مبعىن تفعل‬


‫ِ‬
‫فعل يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وِم َن اللَّْي ِل فَـتَـ َه َّج ْد بِِه َانفلَةا لَ َ‬
‫ك َع َسى أَ ْن‬ ‫ورد اسم الفاعل مبعىن تَ ُّ‬
‫ك َم َق ااما َْحم ُموادا﴾(‪.)2‬‬
‫ك َربُّ َ‬
‫يَـْبـ َعثَ َ‬
‫قال العكربي‪" :‬انفلة لك‪ :‬فيه وجهان‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬هو مصدر مبعىن هتجدا‪ ،‬أي‪ :‬تنفل تنفال‪ ،‬وفاعله هنا مصدر كالعافية‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬هو حال‪ ،‬أي‪ :‬صالة انفلة"(‪.)3‬‬
‫اق ويـع ُقوب َانفِلَةا وُك اال جع ْلنَا ِِ‬
‫ني﴾(‪ )4‬قال‪:‬‬‫صاحل َ‬
‫َ ََ َ‬ ‫وعند قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وَوَهْبـنَا لَهُ إِ ْس َح َ َ َ ْ َ‬
‫"انفلة‪ :‬حال من يعقوب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مصدر‪ ،‬كالعاقبة والعافية‪ ،‬والعامل فيه معىن وهبنا"(‪.)5‬‬
‫ومل يزد على قوله من جاء بعده‪ ،‬قال الزخمشري‪" :‬وضع انفلة موضع هتجدا‪ ،‬ألن التهجد‬
‫عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة جيمعهما معىن واحد"(‪.)6‬‬
‫ونقل عنه أبو حيان فقال‪" :‬وقال أبو البقاء‪ :‬فيه وجهان أحدمها‪ :‬هو مصدر مبعىن هتجد‬
‫أي‪ :‬تنفل نفال وانفلة هنا مصدر كالعاقبة والثاين هو حال أي‪ :‬صالة انفلة انتهى‪ .‬وهو حال‬
‫من الضمري يف به ويكون عائدا على القرآن"(‪.)7‬‬
‫وقال الرازي‪" :‬أنه ههنا مصدر من وهبنا له‪ ،‬مصدر من غري لفظه‪ ،‬وال فرق بني ذلك وبني‬

‫(‪ )1‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‪ ،‬ابن عطية‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1422‬هـ ‪.509 /4‬‬
‫(‪ )2‬اإلسراء ‪.79‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.830 /2‬‬
‫(‪ )4‬األنبياء ‪.72‬‬
‫(‪ )5‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.922 /2‬‬
‫(‪ )6‬الكشاف ‪.687 /2‬‬
‫(‪ )7‬البحر احمليط يف التفسري ت‪ :‬صدقي ‪.99 /7‬‬
‫‪14‬‬
‫قوله‪ :‬ووهبنا له هبة أي‪ :‬وهبنامها له عطية وفضال من غري أن يكون جزاء مستحقا"(‪.)1‬‬
‫ومن خالل ما تقدم من تبادل بني صيغ اسم الفاعل وبني صيغ املصدر جند أن قول‬
‫العكربي وقول غريه من النحاة ومن املفسرين مبجيء التبادل بني الصيغتني إمنا هو قول اثن أييت‬
‫غالبا بعد القول ابملعىن األصلي للصيغة‪ ،‬وإمنا يؤول به املعىن ويصار إليه للمبالغة ابملعىن أو‬
‫لتجويز وجه إعرايب حمتمل‪ ،‬ويف اللغة سعة هلذا وذاك‪.‬‬

‫(‪)1‬مفاتيح الغيب ‪.165 /22‬‬


‫‪15‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التبادل بني املصدر واسم املفعول‬
‫أوالا‪ :‬املصدر مبعىن اسم املفعول‬
‫‪1‬ـ فـعل مبعىن مفعول‬
‫ِ‬
‫ورد املصدر فَـ ْعل مبعىن اسم املفعول يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و َشَرْوهُ بِثَ َمن َخبْس َد َراه َم َم ْع ُد َ‬
‫ودة‬
‫(‪)1‬‬
‫ين﴾‬ ‫وَكانُوا فِ ِيه ِمن َّ ِ ِ‬
‫الزاهد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫قال العكربي‪" :‬خبس‪ :‬مصدر يف موضع املفعول‪ ،‬أي‪ :‬مبخوس أو ذي خبس" ‪.‬‬
‫وقد أضاف الراغب األصبهاين معىن آخر فقال‪" :‬قيل معناه ابخس أي‪ :‬انقص‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫مبخوس أي‪ :‬منقوص‪ ،‬ويقال‪ :‬تباخسوا أي‪ :‬تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم بعضا"(‪.)3‬‬
‫وقال أبو حيان‪" :‬خبس مصدر وصف به مبعىن مبخوس"(‪ ،)4‬وقال حممد األمني‪" :‬أي‪:‬‬
‫مبخوس انقص يف نفسه لكونه َزيْفا‪ ،‬ويف قدره لكونه قَلِ ايال فبخس هنا مبعىن مبخوس؛ ألن‬
‫الثمن ال يوصف ابملعىن املصدري‪ ،‬الذي هو النقص‪ ،‬ووصف بكونه مبخوسا‪ ،‬إما لرداءته‬
‫وغشه‪ ،‬أو لنقصان وزنه‪ ،‬من خبسه حقه‪ ،‬أي‪ :‬نقصه"(‪.)5‬‬

‫‪2‬ـ تـفعيل مبعىن اسم املفعول‬


‫ورد املصدر تَـ ْفعيل مبعىن اسم املفعول من غري الثالثي يف قوله تعاىل‪﴿ :‬تَ ْن ِز َ‬
‫يل اْل َع ِز ِ‬
‫يز‬
‫الرِحي ِم﴾(‪.)6‬‬
‫َّ‬
‫قال العكربي‪" :‬تنزيل العزيز‪ ،‬أي‪ :‬هو تنزيل العزيز‪ ،‬واملصدر مبعىن املفعول‪ ،‬أي‪ :‬منزل‬

‫(‪ )1‬يوسف ‪.20‬‬


‫(‪ )2‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.727 /2‬‬
‫(‪ )3‬املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان الداودي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم والدار‬
‫الشامية‪ ،‬دمشق بريوت ‪1412‬هـ ‪.38‬‬
‫(‪ )4‬البحر احمليط يف التفسري ت‪ .‬صدقي ‪.253 /6‬‬
‫(‪ )5‬تفسري حدائق الروح والرحيان يف روايب علوم القرآن‪ ،‬حممد األمني مراجعة‪ :‬هاشم حسني مهدي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬بريوت لبنان ‪1421‬هـ ‪.343 /13‬‬
‫(‪ )6‬يس ‪.5‬‬
‫‪16‬‬
‫العزيز‪ .‬ويقرأ ابلنصب على أنه مصدر‪ ،‬أي‪ :‬تنزيال‪ ،‬وابجلر أيضا صفة للقرآن(‪.)1‬‬
‫وتبعه يف جعل املصدر مبعىن اسم املفعول آخرين فقال الزخمشري‪" :‬تنزيل صفة رابعة‬
‫للقرآن‪ ،‬أي‪ :‬منزل من رب العاملني‪ .‬أو وصف ابملصدر‪ ،‬ألنه نزل جنوما من بني سائر كتب هللا‬
‫تعاىل‪ ،‬فكأنه يف نفسه تنزيل‪ ،‬ولذلك جرى جمرى بعض أمسائه"(‪.)2‬‬
‫ف مضاف أي‪:‬‬ ‫وأضاف السمني احلليب قوال آخر فقال‪" :‬وتنزيل مبعىن م َّنزل‪ ،‬أو على ح ْذ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذو تنزيل"(‪.)3‬‬
‫وقال األلوسي‪" :‬واملصدر مبعىن املفعول أي‪ :‬هو تنزيل أي‪ :‬منزل العزيز الرحيم‪ ،‬والضمري‬
‫للقرآن وجيوز إبقاؤه على أصله‪ ،‬جيعله عني التنزيل"(‪ ،)4‬وقال يف موضع آخر‪" :‬تنزيل‪ :‬على‬
‫املبالغة أو التأويل املشهور"(‪.)5‬‬
‫وقال ابن عاشور‪" :‬واملراد‪ :‬أنه منزل‪ ،‬فاملصدر مبعىن املفعول‪ . . .‬وهو مبالغة يف كونه فعل‬
‫هللا تنزيله‪ ،‬حتقيقا لكونه موحى به وليس منقوال من صحف األولني"(‪.)6‬‬

‫اثني ا‪ :‬اسم املفعول مبعىن املصدر‬


‫‪1‬ـ اسم املفعول مبعىن االستفعال‬
‫ورد اسم املفعل من غري الثالثي مبعىن املصدر االستفعال فجاءت مستقر مبعىن االستقرار‬
‫ك يـَ ْوَمئِذ الْ ُم ْستَـ َقُّر﴾(‪.)7‬‬
‫يف قوله تعاىل‪﴿ :‬إِىل َربِِّ َ‬
‫قال العكربي "إىل ربك‪ :‬هو خرب املستقر‪ .‬ويومئذ‪ :‬منصوب بفعل دل عليه املستقر‪ ،‬وال‬

‫(‪ )1‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.1078 /2‬‬


‫(‪ )2‬الكشاف ‪.469 /4‬‬
‫(‪ )3‬الدر املصون ‪.550 /8‬‬
‫(‪ )4‬روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين‪ ،‬األلوسي‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي عطية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت ‪1415‬هـ ‪.385 /11‬‬
‫(‪ )5‬روح املعاين ت‪ :‬عطية ‪.348 /12‬‬
‫(‪ )6‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬الناشر‪ :‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس ‪1984‬م ‪.230 /24‬‬
‫(‪ )7‬القيامة ‪.12‬‬
‫‪17‬‬
‫يعمل فيه املستقر؛ ألنه مصدر مبعىن االستقرار؛ واملعىن‪ :‬إليه املرجع(‪.)1‬‬
‫ض ُم ْستَـ َقٌّر َوَمتَاع إِ َىل ِحني﴾(‪" :)2‬مستقر‪ :‬جيوز أن‬‫وقال عند قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬ولَ ُك ْم ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫يكون مصدرا مبعىن االستقرار‪ ،‬وجيوز أن يكون مكان االستقرار(‪.)3‬‬
‫وقد فصل الرازي يف معىن "املستقر" الوارد يف اآلايت فقال‪" :‬املستقر قد يكون مبعىن‬
‫ك يَـ ْوَمئِذ الْ ُم ْستَـ َقُّر﴾(‪ ،)4‬وقد يكون مبعىن املكان الذي يستقر‬ ‫االستقرار كقوله تعاىل‪﴿ :‬إِىل َربِِّ َ‬
‫اجلَن َِّة يَـ ْوَمئِذ َخ ْري ُم ْستَـ َقارا﴾(‪ ،)5‬وقال تعاىل‪﴿ :‬فَ ُم ْستَـ َقٌّر‬
‫حاب ْ‬ ‫َص ُ‬ ‫فيه كقوله تعاىل‪﴿ :‬أ ْ‬
‫ض‬ ‫﴿ولَ ُك ْم ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعاىل‬ ‫له‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫و‬ ‫محل‬ ‫األكثرون‬ ‫‪:‬‬ ‫فنقول‬ ‫هذا‬ ‫فت‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬‫(‪)6‬‬
‫َوُم ْستَـ ْوَدع﴾‬
‫ُم ْستَـ َقٌّر﴾(‪ )7‬على املكان‪ ،‬واملعىن أهنا مستقركم حاليت احلياة واملوت"(‪.)8‬‬
‫وقال األلوسي‪" :‬مستقر أي‪ :‬استقرار أو موضع استقرار‪ ،‬فهو إما مصدر ميمي أو اسم‬
‫مكان‪ .‬وجوز أن يكون اسم مفعول مبعىن ما استقر ملككم عليه وجاز تصرفكم فيه‪ .‬وال خيفى‬
‫أنه خالف الظاهر وحمتاج إىل احلذف"(‪.)9‬‬

‫‪2‬ـ اسم املفعول مبعىن فـعول‬


‫ورد اسم املفعول من الثالثي مبعىن فعول يف مفتون مبعىن فُـتُون يف قوله تعاىل‪ِِ ﴿ :‬بَيِِّي ُك ُم‬
‫الْ َم ْفتُو ُن﴾(‪.)10‬‬
‫قال العكربي‪ِ" :‬بييكم املفتون‪ :‬فيه ثالثة أوجه‪:‬‬

‫(‪ )1‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.1254 /2‬‬


‫(‪ )2‬األعراف ‪.24‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪53 /1‬‬
‫(‪ )4‬القيامة ‪.12‬‬
‫(‪ )5‬الفرقان ‪.24‬‬
‫(‪ )6‬األنعام ‪.98‬‬
‫(‪ )7‬البقرة ‪ ،36‬األعراف ‪.24‬‬
‫(‪ )8‬مفاتيح الغيب ‪.464 /3‬‬
‫(‪ )9‬روح املعاين ت‪ :‬عطية ‪.342 /4‬‬
‫(‪ )10‬القلم ‪.6‬‬
‫‪18‬‬
‫أحدها‪ :‬الباء زائدة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن املفتون مصدر‪ ،‬مثل املفعول وامليسور‪ ،‬أي‪ِ :‬بيكم الفتون؛ أي‪ :‬اجلنون‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬هي مبعىن يف‪ ،‬أي‪ :‬يف أي طائفة منكم اجلنون"(‪.)1‬‬
‫هذه اآلية كانت حاضرة يف كتب كثري من النحاة واملعربني‪ ،‬وقفوا عندها وتكلموا عن‬
‫جميء اسم املفعول مبعىن املصدر‪ ،‬فقد أوردها ابن يعيش والرضي‪ ،‬وذكرا عندها خمالفة سيبويه‬
‫لغريه يف جميء املصدر على وزن املفعول‪ ،‬وأنه جعل امليسور واملعسور صفتان للزمان‪ :‬أي‪:‬‬
‫وسر فيه ويـُ ْع َسر فيه‪ ،‬وتقول‪ :‬هذا وقت مضروب؛ ألن الضرب يقع فيه‪ ،‬وجعل‬ ‫الزمان الذي يَ َ‬
‫الرضي املفتون مبعىن الفتنة على قول(‪.)2‬‬
‫ورد احلريري يف درته االستدالل ابآلية على جميء املصدر على وزن مفعول فقال يف هذه‬
‫املسألة‪" :‬فإن توهم متوهم أنه مما جاء على املصدر‪ ،‬فقد وهم فيه‪ ،‬ألنه مل جيئ من املصادر على‬
‫وزن مفعول إال أمساء قليلة‪ ،‬وهي امليسور واملعسور‪ ،‬مبعىن اليسر والعسر‪ ،‬وقوهلم‪ :‬ما له معقول‬
‫وال جملود‪ ،‬أي‪ :‬ليس له عقل وال جلد‪ ،‬وقوهلم‪ :‬حلف حملوفا‪ ،‬وقد أحلق به قوم املفتون‪،‬‬
‫واحتجوا بقوله تعاىل‪ِِ ﴿ :‬بَيِِّي ُك ُم الْ َم ْفتُو ُن﴾‪ ،‬أي‪ :‬ال ُفتُون‪ ،‬وقيل‪ :‬بل هو مفعول‪ ،‬والباء زائدة‬
‫وتقديره‪ :‬أيكم املفتون"(‪.)3‬‬
‫واستدل هبا السيوطي على أن التناوب بني الصيغ من سنن العرب فقال‪" :‬ومن سنن‬
‫العرب التعويض وهو إقامة الكلمة مقام الكلمة كإقامة املصدر مقام األمر‪ . . .‬واملفعول مقام‬
‫املصدر حنو ﴿ ِِبَيِِّي ُك ُم الْ َم ْفتُو ُن﴾ أي‪ :‬الفتنة"(‪.)4‬‬
‫وجعل السمني احلليب القول يف هذه اآلية على أربعة أوجه فبعد أن ذكر القول األول‬
‫والثالث مما ذكره العكربي مع بعض التفصيل فيهما قال‪" :‬الثالث‪ :‬أنه على حذف مضاف‪،‬‬
‫أي‪ِ :‬بيكم فنت املفتون فحذف املضاف‪ ،‬وأقيم املضاف إليه مقامه‪ ،‬وإليه ذهب األخفش‪،‬‬

‫(‪ )1‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.1234 /2‬‬


‫(‪ )2‬شرح املفصل ‪ ،63 /4‬شرح شافية ابن احلاجب ‪.175 /1 ،174 /1‬‬
‫(‪ )3‬درة الغواص يف أوهام اخلواص‪ ،‬احلريري حتقيق‪ :‬عرفات مطرجي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪،‬‬
‫بريوت‪1418 ،‬هـ‪.200‬‬
‫(‪ )4‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها ‪.267 /1‬‬
‫‪19‬‬
‫وتكون الباء سببية‪ ،‬والرابع أن «املفتون» مصدر جاء على مفعول كاملعقول وامليسور والتقدير‪:‬‬
‫ِبيكم الفتون"(‪.)1‬‬
‫ورد أبو حيان أن تكون الباء زائدة وجعل اسم املفعل مبعىن املصدر أو الباء مبعىن يف يقول‪:‬‬
‫﴿ِبَيِِّي ُك ُم الْ َم ْفتُو ُن﴾ زائدة يف املبتدأ‪ ،‬والتقدير‪ :‬أيكم املفتون‪،‬‬
‫"وزعم بعض النحويني أن الباء يف ِ‬
‫وخيَّرج على أن يكون املفتون مصدرا مبتدأ‪ ،‬واخلرب يف اجملرور‪،‬‬ ‫وال ينبغي محله على ذلك لقلته‪ُ ،‬‬
‫والتقدير‪ِ :‬بيكم الفتون‪ ،‬أو صفة‪ ،‬والباء مبعىن يف‪ ،‬والتقدير‪ :‬يف أيكم الفريق املفتون(‪.)2‬‬
‫ومما تقدم يتبني أن التناوب بني املصدر اسم املفعول قد ورد يف آايت كثرية واختلفت‬
‫األقوال فيها‪ ،‬والقول يف النيابة هو قول أييت بعد القول ابملعىن األصلي للصيغة‪ ،‬ووظيفته غالبا‬
‫التكثري يف املبالغة‪ ،‬وقد أييت لتصوير املعىن رأي عني كما مر يف ممزق‪ ،‬وقد يعدل عن معىن‬
‫الصيغة األصلي للمعىن اآلخر كما مر يف املصدر خبس حيث قيل فيها‪ :‬ألن الثمن ال يوصف‬
‫ابملعىن املصدري فأول مبعىن اسم املفعول‪.‬‬

‫(‪ )1‬الدر املصون ‪.401 /10‬‬


‫(‪ )2‬التذييل والتكميل يف شرح كتاب التسهيل‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬حتقق‪ :‬حسن هنداوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق ‪1422‬هـ ‪.204 /11‬‬
‫‪20‬‬
‫املبحث الثاين‬
‫التناوب بني بعض املشتقات‬

‫املطلب األول‪ :‬ما جاء مبعىن فاعل أو مفعول‪:‬‬


‫‪ .1‬فاعل مبعىن مفعول‪.‬‬
‫‪ .2‬مفعول مبعىن فاعل‪.‬‬
‫‪ .3‬فعول مبعىن مفعول‪.‬‬
‫‪ .4‬فعيل مبعىن فاعل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬ما جاء على ف ِعيل وخرج ملعىن آخر‪:‬‬


‫فعل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ .1‬فَعيل مبعىن ُم َ‬
‫‪ .2‬فَعِيل مبعىن ُمفعِل‪.‬‬
‫‪ .3‬فَعيل مبعىن مفاعل‪.‬‬
‫‪ .4‬فَعِيل مبعىن مفعول‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫املبحث الثاين‬
‫املطلب األول‪ :‬ما جاء مبعىن فاعل أو مفعول‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬فاعل مبعىن مفعول‬
‫قال تعاىل‪َ﴿ :‬ال ع ِ‬
‫اص َم الْيَـ ْوَم﴾(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫قال العكربي‪" :‬يف عاصم ثالثة أوجه‪ . . .‬الوجه الثاين‪ :‬أن عاصما مبعىن معصوم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫﴿ َماء َدافِق﴾(‪ )2‬أي‪ :‬مدفوق"(‪.)3‬‬
‫وقد منع البصريون جميء فاعل مبعىن مفعول‪ ،‬وأن كل ما جاء على هذه الصيغة حمتالا معىن‬
‫مفعول فهو على النسب‪ ،‬نقل ذلك عنهم أبو جعفر النحاس(‪ ،)4‬وأسند سيبويه ذلك للخليل‬
‫بن أمحد(‪.)5‬‬
‫ولكن ورد عن بعض أئمتهم ما خيالف ذلك‪.‬‬
‫اضيَة﴾(‪ )6‬أي‪ :‬مرضية(‪ ،)7‬وجاء يف مجهرة األمثال‪ :‬قال أبو‬‫يشة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫فقد جاء يف العني‪﴿ :‬ع َ َ‬
‫عبيدة واألصمعي‪" :‬ما ابلدار أحد يصفر به‪ ،‬فاعل مبعىن مفعول"(‪.)8‬‬
‫أما ابن خالويه فقد قال‪" :‬ليس يف كالم العرب فاعل مبعىن مفعول إال قوهلم‪ :‬شراب ساف‬
‫اضيَة﴾ مبعىن مرضية و﴿ َماء َدافِق﴾ مبعىن مدفوق‪ ،‬وسر كامت‬‫يشة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫مسفي‪ ،‬ومثله ﴿ع َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫وإمنا هو‬
‫مبعىن مكتوم‪ ،‬وليل انئم مبعىن انموا فيه"(‪.)9‬‬
‫أما ابن سيده فقد ذكر هذه املسألة يف كتابه املخصص حتت عنوان "ابب فاعل مبعىن‬

‫(‪ )1‬هود ‪.43‬‬


‫(‪ )2‬الطارق ‪.6‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.700/2‬‬
‫(‪ )4‬إعراب القرآن‪ ،‬النحاس‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري غازي‪ ،‬عام املاي‪ ،‬بريوت‪1409‬هـ ‪.198/5‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪.382/3‬‬
‫(‪ )6‬احلاقة ‪.21‬‬
‫(‪ )7‬العني‪.92/3 :‬‬
‫(‪ )8‬مجهرة األمثال‪ ،‬احلسن العسكري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد السالم‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت‬
‫‪.200/2 1408‬‬
‫(‪ )9‬ليس يف كالم العرب‪ ،‬ابن خالويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد الغفور‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬مكة‪1399 ،‬هـ ‪.158‬‬
‫‪22‬‬
‫اضيَة﴾ يف قول بعضهم مبعىن مرضية‪ ،‬وقالوا‪ :‬ساحل البحر فاعل‬ ‫يشة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫مفعول"‪ ،‬فقال‪﴿ :‬ع َ َ‬
‫مبعىن مفعول؛ ألن املاء استحمله أي‪ :‬قَ َشره؛ وقالوا اجلبل الذي ال نبت فيه حالق وإمنا هو‬
‫حملوق من النبات كالرأس احمللوق من الشعر"(‪.)1‬‬
‫كما أثبت الثعاليب جميء فاعل مبعىن مفعول يف كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية"(‪ )2‬أما أبو‬
‫البقاء الكفوي فقد حصر جميء فاعل مبعىن مفعول يف القرآن يف ثالثة مواطن وهي‪َ﴿ :‬ال ع ِ‬
‫اص َم‬ ‫َ‬
‫اضيَة﴾‪َ ﴿ ،‬ماء َدافِق﴾(‪.)3‬‬
‫يشة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫اّلل﴾‪﴿ ،‬ع َ َ‬
‫الْيـوم ِمن أَم ِر َِّ‬
‫ََْ ْ ْ‬
‫وعندما نذهب إىل السيوطي جنده قد حصر جميء فاعل مبعىن مفعول‪ ،‬وذكر كالم ابن‬
‫خالويه السابق(‪.)4‬‬
‫الفراء أن أهل احلجاز جيعلون املفعول فاعالا إذا كان يف مذهب نعت(‪.)5‬‬ ‫وقد ذكر ِّ‬
‫وأرى أنه ال يوجد ما مينع جميء فاعل مبعىن مفعول‪ ،‬لورود ذلك يف القرآن‪ ،‬ولقول األئمة‬
‫السابقني‪.‬‬

‫اثني ا‪ :‬مفعول مبعىن فاعل‬


‫قال تعاىل‪ِ ﴿ :‬ح َج اااب َم ْستُ اورا﴾(‪.)6‬‬
‫قال الكعربي‪" :‬وقيل مستور مبعىن ساتر"(‪.)7‬‬
‫قال األخفش‪" :‬ألن الفاعل قد يكون يف لفظ املفعول‪ ،‬كما تقول‪ :‬إنك مشؤوم علينا‪،‬‬
‫وميمون‪ ،‬وإمنا هو شائم وايمن‪ ،‬ألنه من شأمهم ومينعهم‪ ،‬واحلجاب ها هنا هو الساتر"(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬املخصص‪ ،‬ابن سيده‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة الكربى‪ ،‬بوالق ‪1331‬هـ ‪.70/15‬‬
‫(‪ )2‬فقه اللغة وأسرار العربية‪ ،‬الثعاليب‪ ،‬حتقيق‪ :‬ايسني األيويب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية ‪1420‬هـ ‪.365/2‬‬
‫(‪ )3‬الكليات‪ ،‬الكفوي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عدانن درويش وحممد املصري‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة بريوت ‪1419‬هـ ‪.675‬‬
‫(‪ )4‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها ‪.93/2‬‬
‫(‪ )5‬معاين القرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬إبراهيم مشس الدين‪.143/3 .‬‬
‫(‪ )6‬اإلسراء ‪.45‬‬
‫(‪ )7‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.823/2‬‬
‫(‪ )8‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪ ،‬حتقيق‪ :‬هدى حممود قراعة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪1411 ،‬هـ‬
‫‪.425/2‬‬
‫‪23‬‬
‫وقال السمني احلليب‪" :‬قوله تعاىل‪ِ ﴿ :‬ح َج اااب َم ْستُ اورا﴾‪ ،‬فيه وجهان‪ . . .‬والثاين‪ :‬إنه مبعىن‬
‫فاعل‪ ،‬كقوهلم‪ :‬مشؤوم‪ ،‬وميمون‪ ،‬مبعىن شائم وايمن‪ ،‬وهذا كما جاء اسم الفاعل مبعىن مفعول‬
‫كـ ﴿ َماء َدافِق﴾"(‪.)1‬‬
‫ومنه قول أيب نواس‪" :‬غري مأسوف على زمن ينقضي ابهلموم واحلزن" قيل‪ :‬مأسوف‪ ،‬أريد‬
‫به اسم الفاعل‪ ،‬والتقدير‪ :‬غري آسف(‪.)2‬‬
‫كثريا"(‪.)3‬‬
‫قال الطربي‪" :‬العرب قد خترج فاعالا بلفظ مفعول ا‬
‫كما قال ‪ -‬رمحه هللا ‪" :-‬وكان بعض حنويي أهل البصرة يقول‪ :‬معىن قوله‪ِ ﴿ :‬ح َج اااب‬
‫َم ْستُ اورا﴾ حجاابا ساترا‪ ،‬ولكنه أخرج وهو فاعل يف لفظ املفعول"(‪.)4‬‬
‫وقال الكفوي‪" :‬وهذا قول أغلب أهل اللغة"(‪.)5‬‬
‫والعدول عن لفظ (فاعل) إىل لفظ (مفعول) ألن جميئه على مفعول يقتضي أن يطلب له‬
‫حتديد ملاهيته‪ ،‬وكيفية لعمله‪ ،‬وإال كان (تكرارا ملعىن احلجاب)‪.‬‬
‫إن وصف (مستور) أدق وأصدق يف املعىن من (ساتر)ألن اسم املفعول يدل على احلدث‬ ‫" ِّ‬
‫واحلدوث وذات املفعول‪ ،‬وألن احلجاب ال ساتر لنفسه ال بد له من فاعل"(‪.)6‬‬

‫اثلثا‪ :‬فـعول مبعىن مفعول‬


‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وآتَـْيـنَا َد ُاوَد َزبُ اورا﴾(‪.)7‬‬
‫الزبْر‪ ،‬وهو الكتابة‪ ،‬واألشبه أن يكون فعول مبعىن‬
‫قال العكربي‪" :‬والزبور‪ :‬فَـعُول من َّ‬

‫(‪ )1‬الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون‪ ،‬السمني احلليب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد اخلراط‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‬
‫‪ 1408‬هـ ‪.362/7‬‬
‫(‪ )2‬خزانة األدب‪ ،‬البغدادي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني ‪1418‬هـ ‪.346/‬‬
‫(‪ )3‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ ،‬الطربي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪1405‬هـ ‪.174/15‬‬
‫(‪ )4‬السابق نفسه ‪.93/15‬‬
‫(‪ )5‬الكليات ‪.804/1‬‬
‫(‪ )6‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬الشنقيطي‪ ،‬حتقيق‪ :‬مكتبة البحوث والدراسات‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‬
‫‪1415‬هـ ‪.10/8‬‬
‫(‪ )7‬اإلسراء ‪.55‬‬
‫‪24‬‬
‫مفعول كالركوب واحللوب"(‪.)1‬‬
‫وعدها كثري من الصرفيني هي األصل وصيغة مفعول‬ ‫استعمال فَعول مبعىن مفعول كثري‪ِّ ،‬‬
‫فرع هلا‪.‬‬
‫قال بروكلمان‪" :‬ورمبا كانت صيغة فعول هي األصل يف االستعمال بدليل وجود بقااي هلا‪،‬‬
‫مث مبرور الزمن ضعف معناها على هذه الصيغة‪ ،‬فحاولوا ترميمها مبيم زائدة حَّت تستعيد قوهتا‬
‫املعربة"(‪.)2‬‬
‫أن صيغة فعول هي الصيغة األصلية السم املفعول يف العربية‪ ،‬الذي‬ ‫ورمبا يؤكد هذا الرأي ِّ‬
‫يزاد عليه امليم يف العربية(‪.)3‬‬
‫وجاء يف العني‪" :‬وانقة أمون‪ ،‬وهي األمينة الوثيقة‪ ،‬وهذا فعول جاء يف معىن املفعول‪ ،‬ومثله‬
‫ضوب يغصب فخذها حني حتلب حَّت تدر"(‪.)4‬‬ ‫انقة َع ُ‬
‫وجاء يف البحر احمليط‪" :‬هو فعول مبعىن مفعول كاحللوب والركوب وال يطِّرد"(‪.)5‬‬
‫وجاء يف كتاب النوادر‪" :‬يقال‪ :‬ما لفالن حبوبة وال ركوبة وال قتوبة وال نسولة وال جزوزة‬
‫ومعناه‪ :‬ليست له انقة حتلب وال تركب"(‪.)6‬‬
‫وقد ذكر أبو حيان(‪ )7‬وابن عطية(‪ )8‬والسمني احلليب(‪ )9‬أن جميء فعول مبعىن مفعول قليل‪.‬‬
‫أما األلوسي‪ :‬فذكر أن جميء فعول مبعىن مفعول ال يقاس عليه(‪ ،)10‬أما ابن مالك فلم‬
‫يذكر وزن فَعول من األوزان اليت يعدل إليها عن مفعول يف كتابه "المية األفعال"‪.‬‬

‫(‪ )1‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.409/1‬‬


‫(‪ )2‬فقه اللغات السامية‪ ،‬بروكلمان‪ ،‬ترمجة‪ :‬رمضان عبد التواب‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة الرايض ‪1397‬هـ‪.120 .‬‬
‫(‪ )3‬السابق نفسه‪.‬‬
‫(‪ )4‬العني ‪.389/8‬‬
‫(‪ )5‬البحر احمليط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة ‪1413‬هـ ‪.413/3‬‬
‫(‪ )6‬النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشرة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعارف ‪.592/4‬‬
‫(‪ )7‬البحر احمليط ‪.465/1‬‬
‫(‪ )8‬احملرر الوجيز ‪.465/3‬‬
‫(‪ )9‬الدر املصون ‪.348/5‬‬
‫(‪ )10‬روح املعاين‪ ،‬األلوسي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد السيد اجلليند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‬
‫‪1404‬هـ ‪.51/23‬‬
‫‪25‬‬
‫وفَـعُول أحد صيغ املبالغة القياسية‪ ،‬وجميئها نيابة عن مفعول للداللة على التكثري واملبالغة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬فعيل مبعىن فاعل‬


‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وَملْ أ َُك بَغِياا﴾(‪.)1‬‬
‫قال العكربي‪" :‬بغيا الم الكلمة ايء‪ ،‬يقال‪ :‬بغيت تبغي‪ ،‬ويف وزنه وجهان‪ . . .‬والثاين‪ :‬هو‬
‫فعيل مبعىن فاعل"(‪.)2‬‬
‫قال سيبويه‪" :‬وقد جاء من هذه األشياء املتعدية اليت هي على فاعل على فَعيل‪ ،‬حيل مل‬
‫الضريب‪ :‬الذي‬
‫يريدوا به الفعل‪ ،‬شبهوه بظريف وحنوه‪ ،‬قالوا‪ :‬ضريب قداح وصرمي للصارم‪ ،‬و ِّ‬
‫يضرب ابلقداح بينهم"‪.‬‬
‫وقال طريف بن متيم العنربي‪:‬‬
‫ت عُ َكا َظ قَبيلَة *** بَـ َعثوا إىل َعر ِيف ِهم يَـتَ َّ‬
‫وس ُم‬ ‫َأو ُكلَ َما َوَرَد ْ‬
‫يريد عارفهم"(‪.)3‬‬
‫وقال ابن قتيبة الدينوري‪" :‬تقول‪ :‬ضريب قداح مبعىن ضارب‪.)4(" . . .‬‬
‫أن فعيالا إذا كانت نعتا للفاعل دخلت اهلاء يف مؤنثة‪،‬‬ ‫وقال أبو بكر األنباري‪" :‬اعلم ِّ‬
‫تقول‪ :‬رجل كرمي وامرأة كرمية ورجل ظريف وامرأة ظريفة"(‪.)5‬‬
‫ني﴾(‪ :)6‬اآلمن‪ ،‬يعين مكة أيمن‬ ‫وقال البغوي عند كالمه عن قوله تعاىل‪﴿ :‬وَه َذا الْبَـلَ ِد ْاألَِم ِ‬
‫َ‬
‫فيها الناس يف اجلاهلية واإلسالم(‪.)7‬‬
‫والعدول من (فاعل) إىل (فعيل) يدل على املبالغة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مرمي ‪.20‬‬


‫(‪ )2‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.869/2‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.494/4‬‬
‫(‪ )4‬أدب الكاتب‪ ،‬ابن قتيبة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حمي الدين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ ،‬مطبعة السعادة ‪1382‬هـ ‪.561‬‬
‫(‪ )5‬املذكر واملؤنث‪ ،‬األنباري‪ ،‬حتقيق‪ :‬طارق اجلنايب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة األوقاف‪ ،‬العراق ‪1978‬م ‪.451‬‬
‫(‪ )6‬التني ‪.3‬‬
‫(‪ )7‬معامل التنزيل يف تفسري القرآن‪ ،‬البغوي‪ :‬حتقيق‪ :‬حممد النمر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طيبة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪1417 ،‬هـ ‪.468/8‬‬
‫‪26‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬ما جاء عىل َف ِعيل وخرج ملعنى آخر‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬فعيل مبعىن مفعول‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن ر ْمحةَ َِّ‬
‫اّلل قَ ِريب م َن الْ ُم ْحسن َ‬
‫ني﴾(‪.)1‬‬ ‫ََ‬
‫قال العكربي‪" :‬هو فعيل مبعىن مفعول‪ ،‬كما قالوا حلية دهني‪ ،‬وكف خضيب"(‪.)2‬‬
‫رمي إذا أردت أن خترب أهنا قد رميت"(‪.)3‬‬ ‫قال سيبويه‪" :‬تقول‪ :‬شاة ِّ‬
‫رمي إذا رميت"(‪.)4‬‬
‫وقال ابن قتيبة الدينوري‪" :‬وكذلك شاة ِّ‬
‫وقال أبو البقاء‪" :‬أن الذبيح ما ذبح"(‪.)5‬‬
‫وقال ابن السكيت‪" :‬انقة بقري‪ :‬وإذا ُشق بطنها"(‪.)6‬‬
‫وقد جاء يف السنة املطهرة "كان له َخريف يف اجلنة"(‪)7‬أي‪ :‬خمروف من مثر اجلنة‪ ،‬ويف‬
‫حديث ربيعة يف أنس‪" :‬كان على بطنه فصيل من حجر" كأنه يريد قطعه منه‪ ،‬فعيل مبعىن‬
‫مفعول(‪.)8‬‬
‫وقد ذكر ابن مالك أن استعمال فَعيل مبعىن مفعول مرجعه إىل السماع(‪ .)9‬ومن ذلك قول‬
‫امرئ القيس‪:‬‬
‫يف ِشواء أو قَ ِدير ُم َع َّجل‬
‫ِ (‪)10‬‬ ‫ضج*** ص ِف ِ‬
‫َ‬
‫ني مْن ِ‬ ‫فَظَ َّل طُهاةُ ِ ِ‬
‫احلي م ْن بَْ ِ ُ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬مصفوف‪ ،‬ومطبوخ يف القدر‪.‬‬

‫(‪ )1‬األعراف ‪.56‬‬


‫(‪ )2‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.575/1‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.213/2‬‬
‫(‪ )4‬أدب الكاتب ‪.228‬‬
‫(‪ )5‬الكليات ‪.188‬‬
‫(‪ )6‬إصالح املنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد شاكر وعبد السالم هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعارف‪ ،‬مصر ‪.378‬‬
‫(‪ )7‬اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث‪ ،‬أبو موسى األصفهاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي العزابوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬جامعة أم القرى ‪1406‬هـ ‪.567/1‬‬
‫(‪ )8‬السابق نفسه ‪.621/2‬‬
‫(‪ )9‬شرح التسهيل‪ ،‬ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن السيد وحممد املختون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار هجر ‪.88/3‬‬
‫(‪ )10‬ديوان امرئ القيس‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد الشايف‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪1425‬هـ ‪.120‬‬
‫‪27‬‬
‫وقد ذَكر فاضل السامرائي أن فعيالا مبعىن مفعول خيتلف عن مفعول يف ثالثة أمور‪:‬‬
‫أوهلا‪ :‬أن الوصف قد وقع على صاحبه على وجه الثبوت أو قريب من الثبوت‪.‬‬
‫واثنيها‪ :‬أن وصف فعيل ال يطلق إال إذا اتِّصف به صاحبه‪.‬‬
‫واثلثها‪ :‬أن الوصف بفعيل أشد من مفعول(‪.)1‬‬
‫وأرى أن ما ذكره صحيح دقيق‪ ،‬فال ميكن أن نقول مثالا‪ :‬قتيل إال إذا قُتل فعالا‪ ،‬بينما‬
‫ميكن أن نقول‪ :‬فالن مقتول مبعىن سوف يقتل‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ف ِعيل مبعىن مفاعل‬


‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ملْ َْجن َع ْل لَهُ ِم ْن قَـْب ُل َِمسياا﴾(‪.)2‬‬
‫قال العكربي‪ :‬فَعِيل مبعىن مساميا‪ ،‬والم الكلمة واو‪ ،‬من مسا يسمو(‪.)3‬‬
‫قال أبو حيان‪" :‬والظهري واملظاهر كاملعني واملعاون‪ ،‬وفعيل مبعىن مفاعل كثري"(‪.)4‬‬
‫نص على كثرته الزخمشري(‪.)5‬‬ ‫وقد ِّ‬
‫وجاء يف "اللسان"‪" :‬الشريك املشارك"(‪.)6‬‬
‫يدا﴾(‪ :)7‬أي‪ :‬معاندا(‪.)8‬‬ ‫وقال األخفش يف قوله تعاىل‪﴿ :‬إِنَّهُ َكا َن ِآل َايتِنَا َعنِ ا‬
‫وقال ابن عرفة يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وَكا َن الْ َكافُِر َعلَى َربِِِّه ظَ ِه اريا﴾(‪ :)9‬أي‪ :‬مظاهر ألعداء هللا‬
‫تعاىل(‪.)10‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬معاين األبنية يف العربية‪ ،‬فاضل السامرائي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار عمار‪ ،‬عمان‪1428 ،‬هـ ‪.55‬‬
‫(‪ )2‬مرمي ‪.7‬‬
‫(‪ )3‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.867/2‬‬
‫(‪ )4‬البحر احمليط ‪.507/6‬‬
‫(‪ )5‬الكشاف ‪.287 /3‬‬
‫(‪ )6‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر ‪2003‬م ‪.68/8‬‬
‫(‪ )7‬املدثر ‪.16‬‬
‫(‪ )8‬معاين القرآن ‪.515‬‬
‫(‪ )9‬اإلسراء ‪.55‬‬
‫(‪ )10‬لسان العرب ‪.201/9‬‬
‫‪28‬‬
‫وقال أبو إسحاق يف قوله تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن ا َّّللَ َكا َن َعلَى ُك ِِّل َش ْيء َح ِسيباا﴾(‪ :)1‬يكون مبعىن‬
‫حماسبا(‪.)2‬‬
‫وقال ابن ِّبري‪" :‬وقد يقال‪ :‬خصيم‪ ،‬واألظهر عندي إنه مبعىن خماصم مثل جليس‬
‫جمالس"(‪.)3‬‬
‫وقال امليداين‪" :‬فعيل مبعىن مفاعل كندمي وجليس" إذا أراد الداللة على الثبوت واملالزمة‬
‫فجاء بصيغة فعيل(‪.)4‬‬
‫فعيل مبعىن مفاعل من الصيغ اليت تدل على املشاركة‪ ،‬حنو األكيل مبعىن املؤاكل من آكله‬
‫يؤاكله‪" ،‬واألكيل الذي يؤاكلك"(‪.)5‬‬

‫فعل‬‫اثلثا‪ :‬فعيل مبعىن م ِ‬


‫ض﴾(‪.)6‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َّ َ َ‬‫قال تعاىل‪﴿ :‬بَد ُ‬
‫سمع"(‪.)7‬‬ ‫ِ‬
‫قال العكربي‪" :‬بديع السماوات أي‪ُ :‬مبدعها‪ ،‬كقوهلم مسيع مبعىن ُم َ‬
‫أورد الزخمشري يف قوهلم‪" :‬ما هبا َع ِريب" فقال‪" :‬هو مبعىن املعِرب كالسميع واألليم مبعىن‬
‫ُ‬
‫املؤمل واملسمع"(‪.)8‬‬
‫ُ ُ‬
‫وقال ابن األنباري يف قوهلم‪" :‬هذا العذاب األليم"‪" :‬األليم معناه يف كالم العرب املؤِمل‬
‫ُ‬
‫املوجع‪ ،‬فصرف عن املؤمل إىل األليم‪ ،‬كما قالوا‪ُِ :‬حمكم وحكيم‪ ،‬ومسمع ومسيع"(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬النساء ‪.86‬‬


‫(‪ )2‬لسان العرب ‪.113/4‬‬
‫(‪ )3‬لسان العرب ‪.84/5‬‬
‫(‪ )4‬جممع األمثال‪ ،‬امليداين‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حمي الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت ‪2010‬م ‪.349/1‬‬
‫(‪ )5‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي زين الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرسالة‪ ،‬الكويت ‪.20‬‬
‫(‪ )6‬البقرة ‪.117‬‬
‫(‪ )7‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.109/1‬‬
‫(‪ )8‬املستقصى يف أمثال العرب‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬مراقبة حممد عبد املعيد خان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة جملس دائرة‬
‫املعارف‪ ،‬اهلند ‪1381‬هـ ‪.316/2‬‬
‫(‪ )9‬الزاهر‪ ،‬األنباري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حامت الضامن‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد ‪1987‬م ‪.586/1‬‬
‫‪29‬‬
‫وقال ابن الشجري‪" :‬إذا أرادوا املبالغة يف الوصف عدلوا عن بناء إىل بناء أداء على املبالغة‬
‫من األول‪ . . .‬وعدوهلم عن ُمفعِل إىل فعيل يف قوهلم بصري ويف قوهلم مسيع"(‪.)1‬‬
‫مشفق‪ ،‬مثل أليم ووجيع ومسيع"(‪.)2‬‬ ‫وجاء يف "اللسان"‪" :‬شفيق مبعىن ِ‬
‫ومنه قول عمرو بن معد يكرب‪" :‬أمن رحيانة الداعي السميع‪ ،‬أي‪ :‬امل ِ‬
‫سمع"(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫الرمة‪" :‬يصك وجوهها وهج أليم‪ ،‬أي‪ُ :‬مؤِمل"(‪.)4‬‬ ‫وقول ذي ِّ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫وجنران أحوى واجلناب رطيب(‪.)5‬‬
‫وقال أبو عبيدة‪" :‬يقال‪ :‬رجل لبيب‪ ،‬مبعىن لُب"‪.‬‬
‫قال الشاعر‪ :‬وإين بعد ذلك لبيب(‪.)6‬‬
‫أما ابن مالك فإنه عد جميء فعيل مبعىن ُمفعِل قليالا(‪ ،)7‬ومنعه أبو حيان وجعله شاذا ال‬
‫ينقاس(‪.)8‬‬
‫والظاهر وهللا أعلم‪ ،‬أن جميء فعيل مبعىن ُمفعِل جائز لكثرة الشواهد عليه‪ ،‬بل جند أاب‬
‫حيان نفسه جيعل فَعِيل يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وَهلُْم َع َذاب أَلِيم﴾(‪ )9‬مبعىن ُمفعِل(‪.)10‬‬

‫(‪ )1‬أمايل ابن الشجري ‪.106/2‬‬


‫(‪ )2‬لسان العرب ‪.47/12‬‬
‫(‪ )3‬شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي‪ ،‬مجع‪ :‬مطاع الطرابيشي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة جممع اللغة العربية‪،‬‬
‫دمشق ‪1405‬هـ ‪.140‬‬
‫الرمة‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن املصطاوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ 1427 ،‬هـ ‪.255‬‬
‫(‪ )4‬ديوان ذي ِّ‬
‫(‪ )5‬الدرر اللوامع على مهع اهلوامع‪ ،‬أمحد الشنقيطي‪ ،‬حممد ابسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪.286/11‬‬
‫(‪ )6‬خزانة األدب ‪.84/2‬‬
‫(‪ )7‬التسهيل‪ ،‬ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد كامل بركات‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكاتب العريب‪ ،‬القاهرة ‪1387‬هـ ‪.254‬‬
‫(‪ )8‬البحر احمليط ‪.409/2‬‬
‫(‪ )9‬البقرة ‪.10‬‬
‫(‪ )10‬البحر احمليط ‪.215/5 ،87 /1‬‬
‫‪30‬‬
‫رابعا‪ :‬فعيل مبعىن مفعل‬
‫احلَ ِكي ِم﴾(‪.)1‬‬
‫اب ْ‬‫ت الْ ِكتَ ِ‬
‫آاي ُ‬
‫ك َ‬‫قال تعاىل‪﴿ :‬تِْل َ‬
‫قال العكربي‪" :‬احلكيم مبعىن املح َكم"(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫الفراء‪" :‬قال بعض العرب‪ :‬إمنا ُمسي امللدوغ سليما ألنه مسلَم ملا به"‪.‬‬ ‫"قال ِّ‬
‫فصرف عن مفعل إىل فَعيل"(‪.)3‬‬ ‫قال أبو بكر‪" :‬األصل فيه ُمسلَم‪ُ ،‬‬
‫فعل كقوهلم‪ :‬أعقدت العسل فهو عقيدة أي‬ ‫وقال ابن عقيل‪" :‬وجييء فعيل مبعىن ُم َ‬
‫ُمع َقد"(‪.)4‬‬
‫وذكر األزهري أن النحويني أجازوا أن يكون احلكيم مبعىن احمل َكم(‪.)5‬‬
‫وجاء يف "البحر"‪ :‬وصف الكتاب ابحلكيم‪ . . .‬أو فعيل مبعىن املح َكم"(‪.)6‬‬
‫ُ‬
‫وجز(‪.)7‬‬
‫وجاء يف ديوان األدب‪ :‬كالم وجيز‪ ،‬أي‪ُ :‬م َ‬
‫فعل حيث قال‪" :‬سليم مبعىن ُمسلَم‪ ،‬كما قالوا‬ ‫وذهب ابن األعرايب إىل السليم فَعيل مبعىن ُم َ‬
‫ُمن َقع أو نقيع"(‪.)8‬‬
‫فعل(‪ )9‬وهو خالف رأي اجلمهور الذين‬ ‫ِ‬
‫أما األصمعي فإنه ينكر جميء فَعيل مبعىن ُم َ‬
‫أثبتوا جميء فَعِيل مبعىن ُمف َعل(‪ )10‬ورأيهم وهللا أعلم هو الصواب‪ ،‬لكثرة الشواهد على ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬يونس ‪.1‬‬


‫(‪ )2‬التبيان يف إعراب القرآن ‪.664/2‬‬
‫(‪ )3‬األضداد‪ ،‬ابن األنباري حتقيق‪ :‬حممد إبراهيم‪ ،‬الناشر دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1407‬هـ ‪.106‬‬
‫النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشرة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعارف ‪.179‬‬
‫(‪ )4‬املساعد على تسهيل الفوائد ‪.305/3‬‬
‫(‪ )5‬لسان العرب ‪.22/15‬‬
‫(‪ )6‬البحر احمليط ‪.183/7‬‬
‫(‪ )7‬ديوان األدب‪ ،‬الفارايب‪ :‬حتقيق‪ :‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الشعب للصحافة ‪1424‬هـ ‪.236/3‬‬
‫(‪ )8‬لسان العرب ‪.205/13‬‬
‫(‪ )9‬لسان العرب ‪.205/13‬‬
‫(‪ )10‬خزانة األدب ‪.178/8‬‬
‫‪31‬‬
‫اخلامتة‬
‫احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات‪.‬‬
‫لقد عشنا مع كتاب التبيان يف إعراب القرآن وقتا ماتعا؛ ألن موضوعه خيص القرآن الكرمي‬
‫أو‪ ،‬وألنه خيص علما جليال هو علم الصرف الذي يعترب املعيار وامليزان لألبنية‪ ،‬ومن أهم النتائج‬
‫اليت خلصنا إليها من هذا البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬أن التناوب بني الصيغ الصرفية كثري وشائع يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ .2‬أن التناوب الداليل بني صيغ التصريف يعد من أسباب حدوث الرتادف بني‬
‫األلفاظ اللغوية‪ ،‬فالرتادف قد يقع ألسباب صرفية خمتلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تنوع الصيغ الصرفية يف القرآن له أثر كبري يف جتلية املعاين واملقاصد‪.‬‬
‫‪ .4‬الدقة املتناهية يف اختيار الشارع احلكيم أللفاظ القرآن الكرمي وصيغه الصرفية؛‬
‫فلكل مقام مقال‪ ،‬ولكل صيغة مكاهنا املناسب‪.‬‬
‫‪ .5‬اهتمام العكربي يف هذا الكتاب مل يقتصر فقط على اإلعراب بل تعداه ألمور‬
‫أخرى كتناوب الصيغ الصرفية وهو موضوعنا‪.‬‬
‫‪ .6‬املبالغة والتكثري من أكثر األمور الداللية اليت تؤدي إىل تناوب الصيغ الصرفية فيما‬
‫بينها‪.‬‬
‫ويف اخلتام فإننا ندعو الدارسني والباحثني لالهتمام مبا يتعلق ابألمور الصرفية من أوزان‬
‫وتناوب بني الصيغ وغريها ملا هلا من أثر يف املعىن والداللة‪.‬‬

‫وصلى هللا وابرك على نبينا حممد وسلم‬

‫‪32‬‬
‫املراجع‬

‫‪ -1‬أدب الكاتب‪ ،‬ابن قتيبة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حمي الدين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ ،‬مطبعة‬
‫السعادة ‪1382‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬إصالح املنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد شاكر وعبد السالم هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫املعارف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -3‬األصول يف النحو‪ ،‬ابن السراج‪ ،‬حتقيق‪ :‬الفتلي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بريوت‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬األضداد‪ ،‬ابن األنباري حتقيق‪ :‬حممد إبراهيم‪ ،‬الناشر دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1407‬هـ‬
‫‪ -5‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬الشنقيطي‪ ،‬حتقيق‪ :‬مكتبة البحوث والدراسات‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -6‬إعراب القرآن‪ ،‬النحاس‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري غازي‪ ،‬عام املاي‪ ،‬بريوت‪.1409‬‬
‫‪ -7‬أمايل ابن الشجري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود الطناحي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪،‬‬
‫القاهرة ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫حبث التناوب الداليل بني صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى يف القرآن الكرمي‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫رفيقة بن ميسية‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬العدد‪ ،46 :‬ديسمرب‬
‫‪2016‬م‪.‬‬
‫حبث ظاهرة التناوب اللغوي بني املشتقات الدالة على الفاعلية واملفعولية واملصدر‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫مالك حييا‪ ،‬جملة دراسات يف اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬جامعة مسنان إيران‪ ،‬العدد ‪ ،2‬صيف‬
‫‪1389‬هـ‪.‬‬
‫البحر احمليط يف التفسري‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬حتقيق‪ :‬صدقي مجيل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‬ ‫‪-10‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫البحر احمليط‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-11‬‬
‫‪1413‬هـ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫التبيان يف إعراب القرآن‪ ،‬العكربي‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬الناشر‪ :‬عيسى البايب‬ ‫‪-12‬‬
‫احلليب وشركاه ‪1396‬هـ‪.‬‬
‫التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬الناشر‪ :‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس ‪1984‬م‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫التذييل والتكميل يف شرح كتاب التسهيل‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬حتقق‪ :‬حسن هنداوي‪ ،‬الطبعة‪:‬‬ ‫‪-14‬‬
‫األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫التسهيل‪ ،‬ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد كامل بركات‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكاتب العريب‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-15‬‬
‫‪1387‬هـ‪.‬‬
‫تفسري حدائق الروح والرحيان يف روايب علوم القرآن‪ ،‬حممد األمني مراجعة‪ :‬هاشم حسني‬ ‫‪-16‬‬
‫مهدي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬بريوت لبنان ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫التناوب بني صيغ األمساء‪ ،‬جنالء عطار‪ ،‬جملة جامعة الطائف العدد‪ 7 :‬جملد‪،2 :‬‬ ‫‪-17‬‬
‫‪2012‬م‪.‬‬
‫تناوب معاين األبنية الصرفية يف لغة القرآن‪ ،‬أمين العتوم‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات‬ ‫‪-18‬‬
‫العليا اجلامعة األردنية‪1428 ،‬هـ‬
‫جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ ،‬الطربي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت ‪1405‬هـ‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫مجهرة األمثال‪ ،‬احلسن العسكري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد السالم‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪:‬‬ ‫‪-20‬‬
‫دار الكتب العلمية بريوت ‪.1408‬‬
‫خزانة األدب‪ ،‬البغدادي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬ ‫‪-21‬‬
‫اخلاجني ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫اخلصائص‪ ،‬ابن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد النجار‪ ،‬املكتبة العلمية‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون‪ ،‬السمني احلليب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد اخلراط‪ ،‬الطبعة‪:‬‬ ‫‪-23‬‬
‫األوىل‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪ 1408‬هـ‪.‬‬
‫درة الغواص يف أوهام اخلواص‪ ،‬احلريري حتقيق‪ :‬عرفات مطرجي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫الناشر‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بريوت‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫الدرر اللوامع على مهع اهلوامع‪ ،‬أمحد الشنقيطي‪ ،‬حممد ابسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪-25‬‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -26‬ديوان األدب‪ ،‬الفارايب‪ :‬حتقيق‪ :‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الشعب للصحافة‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫‪ -27‬ديوان امرئ القيس‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد الشايف‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪1425‬هـ‪.‬‬
‫الرمة‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن املصطاوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪ -28‬ديوان ذي ِّ‬
‫بريوت‪ 1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -29‬روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين‪ ،‬األلوسي‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي عطية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -30‬روح املعاين‪ ،‬األلوسي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد السيد اجلليند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب‪ ،‬بريوت ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪ -31‬الزاهر‪ ،‬األنباري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حامت الضامن‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الشؤون الثقافية‪،‬‬
‫بغداد ‪1987‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬شرح التسهيل‪ ،‬ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن السيد وحممد املختون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫هجر‪.‬‬
‫‪ -33‬شرح املفصل للزخمشري‪ ،‬ابن يعيش‪ ،‬حتقيق‪ :‬إميل يعقوب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -34‬شرح شافية ابن احلاجب‪ ،‬الرضي اإلسرتاابذي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد احلسن وآخران‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية بريوت ‪1395‬هـ‪.‬‬
‫‪ -35‬شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي‪ ،‬مجع‪ :‬مطاع الطرابيشي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مطبعة جممع اللغة العربية‪ ،‬دمشق ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -36‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬اجلوهري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عطار‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪1407‬هـ‬
‫‪ -37‬العني‪ :‬اخلليل‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫‪ -38‬فقه اللغات السامية‪ ،‬بروكلمان‪ ،‬ترمجة‪ :‬رمضان عبد التواب‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة الرايض‬

‫‪35‬‬
‫‪1397‬هـ‪.‬‬
‫‪ -39‬فقه اللغة وأسرار العربية‪ ،‬الثعاليب‪ ،‬حتقيق‪ :‬ايسني األيويب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫املكتبة العصرية ‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -40‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاجني‪،‬‬
‫القاهرة‪1408 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -41‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ ،‬بريوت‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -42‬الكليات‪ ،‬الكفوي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عدانن درويش وحممد املصري‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫بريوت ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪ -43‬الكناش يف فين النحو والصرف‪ ،‬إمساعيل بن علي بن شاهنشاه‪ ،‬حتقيق‪ :‬رايض اخلوام‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -44‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ -45‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -46‬ليس يف كالم العرب‪ ،‬ابن خالويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد الغفور‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬مكة‪،‬‬
‫‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪ -47‬جممع األمثال‪ ،‬امليداين‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حمي الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -48‬اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث‪ ،‬أبو موسى األصفهاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي‬
‫العزابوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة أم القرى ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -49‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‪ ،‬ابن عطية‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫‪ -50‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‪ ،‬ابن عطية‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -51‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي زين الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرسالة‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -52‬املخصص‪ ،‬ابن سيده‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة الكربى‪ ،‬بوالق ‪1331‬هـ‪.‬‬
‫‪ -53‬املذكر واملؤنث‪ ،‬األنباري‪ ،‬حتقيق‪ :‬طارق اجلنايب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة‬

‫‪36‬‬
‫األوقاف‪ ،‬العراق ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -54‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬السيوطي‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاد علي منصور‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -55‬املزهر يف علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬السيوطي‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاد علي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -56‬املساعد على تسهيل الفوائد‪ ،‬ابن عقيل‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد كامل بركات‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة أم‬
‫القرى الدار‪ :‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ‪ -‬دار املدين‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫‪ -57‬املستقصى يف أمثال العرب‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬مراقبة حممد عبد املعيد خان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مطبعة جملس دائرة املعارف‪ ،‬اهلند ‪1381‬هـ‪.‬‬
‫‪ -58‬املصطلحات النحوية والصرفية‪ ،‬حممد اللبدي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫دار الفرقان ‪1405‬ه ـ‬
‫‪ -59‬معامل التنزيل يف تفسري القرآن‪ ،‬البغوي‪ :‬حتقيق‪ :‬حممد النمر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طيبة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الرابعة‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -60‬معاين األبنية يف العربية‪ ،‬فاضل السامرائي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار عمار‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪ -61‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪ ،‬حتقيق‪ :‬هدى حممود قراعة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -62‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪ ،‬حتقيق‪ :‬إبراهيم مشس الدين‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -63‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد النجار وأمحد جنايت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل‬
‫الكتب‪ ،‬بريوت ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫‪ -64‬املعجم املفصل يف األضداد‪ ،‬أنطونيوس بطرس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -65‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية ابلقاهرة‪( ،‬إبراهيم مصطفى وأمحد الزايت وحامد‬
‫عبد القادر وحممد النجار) الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -66‬مفاتيح الغيب‪ ،‬الرازي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬بريوت‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -67‬املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان الداودي‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية ‪ -‬دمشق بريوت ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪ -68‬املقتضب‪ ،‬املربد‪ ،‬حتقق‪ :‬حممد عبد اخلالق عظيمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل الكتب‪،‬‬
‫بريوت ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪ -69‬النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشرة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعارف‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪2‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫التمهيد‬
‫املبحث األول‬
‫‪8‬‬ ‫التناوب ين املصدر واسم الفاعل واسم املفعول‬
‫املطلب األول‬
‫أوالا‪ :‬املصدر مبعىن اسم الفاعل‬
‫‪11‬‬ ‫‪1‬ـ فـعل مبعىن فاعل‬
‫‪12‬‬ ‫‪2‬ـ إِفعال وفِعال مبعىن اسم الفاعل‬
‫اثنيا‪ :‬اسم الفاعل مبعىن املصدر‬
‫‪13‬‬ ‫‪1‬ـ اسم الفاعل مبعىن فـعول أو إفعال‬
‫‪14‬‬ ‫‪2‬ـ اسم الفاعل مبعىن تفعل‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التبادل بني املصدر واسم املفعول‬
‫أوالا‪ :‬املصدر مبعىن اسم املفعول‬
‫‪16‬‬ ‫‪1‬ـ فـعل مبعىن مفعول‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬ـ تـفعيل مبعىن اسم املفعول‬
‫اثنيا‪ :‬اسم املفعول مبعىن املصدر‬
‫‪17‬‬ ‫‪1‬ـ اسم املفعول مبعىن االستفعال‬
‫‪18‬‬ ‫‪2‬ـ اسم املفعول مبعىن فـعول‬
‫املبحث الثاين‬
‫املطلب األول‪ :‬ما جاء مبعىن فاعل أو مفعول‪:‬‬
‫‪22‬‬ ‫أوالا‪ :‬فاعل مبعىن مفعول‬
‫‪23‬‬ ‫اثني ا‪ :‬مفعول مبعىن فاعل‬

‫‪39‬‬
‫‪24‬‬ ‫اثلثا‪ :‬فـعول مبعىن مفعول‬

‫‪26‬‬ ‫رابع ا‪ :‬فعيل مبعىن فاعل‬


‫املطلب الثاين‪ :‬ما جاء على ف ِعيل وخرج ملعىن آخر‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫أوالا‪ :‬فعيل مبعىن مفعول‬
‫‪28‬‬ ‫اثنيا‪ :‬ف ِعيل مبعىن مفاعل‬
‫‪29‬‬ ‫اثلثا‪ :‬فعيل مبعىن م ِ‬
‫فعل‬
‫‪31‬‬ ‫رابعا‪ :‬فعيل مبعىن مفعل‬
‫‪32‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪33‬‬ ‫املراجع‬
‫‪39‬‬ ‫احملتوايت‬

‫‪40‬‬

You might also like