You are on page 1of 5

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪2‬‬

‫كلية اآلداب واللغات‬


‫السنة الثالثة (دراسات لغوية)‬ ‫قسم اللغة واألدب العربي‬
‫األستاذ‪ :‬مغزي أحمد سعيد‬ ‫مقياس‪ :‬التطبيق الصرفي‬
‫الهدف العام‪ :‬التعرّ ف إلى أقسام الكلمة عند المحدثين‪.‬‬
‫الهدف الخاص‪ - :‬بيان الحاجة إلى إعادة النظر في أقسام الكلمة‬
‫‪ -‬التعرّ ف إلى التقسيمات المقترحة للكلمة من قِ َبل بعض علماء اللغة المحدثين‪.‬‬

‫أقسام الكلمة عند المحدثين‬ ‫المحاضرة‪3 :‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ع ُِرف عن نح اة العربي ة الق دماء أ ّنهم قس موا الكلم ة أقس اما ثالث ة؛ اس م وفع ل وح رف‪.‬‬
‫وكادوا يُج ِمعون على ذلك ‪ -‬بصريين وكوفيين ‪ " -‬جاء ذلك على لسان س يبويه‪ ،‬والكس ائي‪،‬‬
‫والفراء‪ ،‬والمبرد‪ ،‬والزجّ اج‪ ،‬وابن السرّ اج‪ ،‬والزجّ اجي‪ ،‬والفارسي‪ ،‬والرمّاني‪ ،‬وابن ف ارس‪،‬‬
‫والبطليوس ي‪ ،‬والزمخش ري‪ ،‬وابن األنب اري‪ ،‬وابن يعيش‪ ،‬وابن الح اجب‪ ،‬وابن عص فور‪،‬‬
‫وابن مالك‪ ،‬والرضي‪ ،‬وابن هشام‪ ،‬وابن الصائغ‪ ،‬والسيوطي‪ ،‬وغيرهم "(‪ .)1‬قال سيبويه في‪:‬‬
‫" (هذا باب علم ما الكلم من العربية)؛ فالكلم اسم وفع ل وح رف ج اء لمع نى ليس باس م وال‬
‫فعل "(‪ .)2‬وقال (ابن هشام األنص اري)‪ " :‬الكلم ة جنس تحت ه ه ذه األن واع الثالث ة ال غ يرُ‪،‬‬
‫َث‪ ،‬ورابطة‬ ‫أجمع على ذلك َمن يُع َت ُّد بقوله‪ .‬قالوا ودليل الحصر أن المعاني ثالثة‪ :‬ذات‪ ،‬وحد ٌ‬
‫للحدث بالذات؛ فالذات االسم‪ ،‬والح دث الفع ل‪ ،‬والرابط ة الح رف‪ .‬وأنّ الكلم ة إن دلّت على‬
‫محص ل‬
‫ّ‬ ‫معنى في غيرها فهي الحرف‪ ،‬وإن دلت على معنى في نفسها‪ ،‬فإن دلت على زمان‬
‫فهي الفعل‪ ،‬وإال فهي االسم "(‪ .)3‬إال أ ّن ه وُ ِج د فيهم من ق ال بخالف ذل ك‪ ،‬ف رأى أنّ " أقس ام‬
‫الكلم أربعة؛ فأضاف إلى االسم والفعل والحرف قسما رابعا هو اسم الفعل‪ ،‬س مّاه (الخالف ة)‪،‬‬
‫وب ذلك كس ر الط وق ال ذي فرض ه النح اة الق دماء على تقس يم الكلم "(‪ .)4‬ولع ل م ر ّد ه ذا‬
‫االختالف‪ ،‬اعتمادهم أسسا مختلف ة في التقس يم‪ " ،‬فمنهم من راعى األس س الش كلية‪ ..‬ومنهم‬
‫من راعى األسس الوظيفية‪ ،‬أو ما يعبّر عنه النحاة المحدثون بالمع اني الوظيفي ة‪ ،‬ومنهم من‬
‫جمع بين هذه وتلك "(‪.)5‬‬

‫‪ 1‬فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬مكتبة الخانجي‪ .‬القاهرة‪ .‬مصر‪1397 .‬هـ ‪/‬‬
‫‪1977‬م‪ .‬ص‪.34 /33 :‬‬
‫‪ 2‬أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر‪ .‬كتاب سيبويه‪ .‬تحقيق عبد السالم هارون‪ .‬المجلد األول‪ .‬عالم الكتب‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪.‬‬
‫ط ‪1403 .3‬هـ ‪1983 /‬م‪ .‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ 3‬ابن هشام األنصاري‪ .‬شرح شذور الذهب في معرفة كالم العرب‪ .‬المعاهد األزهرية‪ .‬ط ‪1385 .10‬هـ ‪1965 /‬م‪ .‬ص‪:‬‬
‫‪.14 /13‬‬
‫‪ 4‬روى األشموني عن الفراء أنه كان يسمي اسم الفعل (خالفة)‪ ،‬وإن كان بعض المحدثين قد تعوّ دوا نسب ذلك إلى ابن‬
‫جابر األندلسي‪ / .‬فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬ص‪.34 :‬‬
‫‪ 5‬فاضل صالح السامرائي‪ .‬الجملة العربية تأليفها وأقسامها‪ .‬دار الفكر ناشرون وموزعون‪ .‬عمان‪ .‬األردن‪ .‬ط ‪1427 .2‬هـ‬
‫‪2007 /‬م‪ .‬ص‪.35 :‬‬
‫‪1‬‬
‫الحاجة إلى إعادة النظر في التقسيم‪:‬‬
‫إنّ ظهور قسم رابع عند النحاة القدماء‪ ،‬كان مدعاة عند البعض إلعادة النظر في تقس يم‬
‫الكلم؛ فلقد بدت حيرة النحاة واضحة وهم يتعرّ ضون لهذا القسم ولم يتفق وا في ماهيت ه‪ ،‬حيث‬
‫ع ّد بعضهم أسماء األفعال " أسماء حقيقية‪ ،‬وأعطى الدليل على ذلك قب ول ألفاظه ا لعالم ات‬
‫االسم‪ ،‬وأبرزها التنوين‪ ،‬وأنه ا ال تقب ل عالم ات الفع ل‪ .‬ومنهم من اعتبره ا أفع اال حقيقي ة‪،‬‬
‫ونسب بعضهم هذا الرأي إلى الكوفيين‪ ،‬محتجين بأ ّنها إنما كانت أفعاال‪ ،‬لداللتها على الحدث‬
‫والزمن‪ ،‬ولرفعها الفاعل‪ ،‬ونصبها المفعول‪ ،‬ولتأديته ا مع اني الفع ل من أم ر‪ ،‬ونهي‪ .‬ومنهم‬
‫من يقول إنها منزلة بين األسماء واألفعال "‪ .‬ومنهم من يقول غير ذل ك‪ .‬لكن اختالف النح اة‬
‫لم يقف عند أسماء األفعال فقط‪ ،‬بل تع ّداه إلى بعض ما بدا أ ّنه متفق علي ه؛ كاالس م أو الفع ل‬
‫أو الحرف‪ .‬فلقد اختلفوا في مجال تحديد االسم وبيان عالماته‪ .‬كما اختلفوا في تحدي د مفه وم‬
‫الفعل وبيان عالماته‪ ،‬وإن كان بدرجة أقل‪ .‬واختلفوا أيضا في ح ّد الح رف(‪ .)6‬وي ذهب (تم ام‬
‫حسان) وهو يبيّن س بب االختالف إلى أنهم " ح اولوا راش دين عن د إنش اء ه ذا التقس يم‪ ،‬أن‬
‫يبنوه على مراعاة اعتباري الشكل والوظيفة‪ ،‬أو بعبارة أخرى المب نى والمع نى؛ إذ ينش ئون‬
‫على هذين األساسين قيما خالفية يفرقون بها بين كل قسم وقسم آخ ر من الكلم "(‪ .)7‬واس تدل‬
‫على ذلك بما ذهب إليه (ابن مالك) في ألفيته عندما يقول‪:‬‬
‫" بالجـر والتــنوين والـندا وألـ ومسند لالسم تمييز حصل‬
‫بـــتا فعلـــت وأتت ويـا افـعلي ونـــون أقــبلن فعل ينجلي‬
‫‪.............................‬‬ ‫سواهما الحرف كهل وفي ولم‬
‫كما يتضح أيضا في ق ول النح اة اآلخ رين‪ :‬االس م م ا د ّل على مس مى‪ ،‬والفع ل م ا دل على‬
‫حدث وزمن‪ ،‬والح رف م ا ليس ك ذلك "(‪ .)8‬ث ّم ي بيّن أنّ (ابن مال ك) ك ان تفريق ه تفريق ا من‬
‫حيث المب نى‪ ،‬وأن تفري ق النح اة اآلخ رين ك ان من حيث المع نى‪ .‬وه و به ذا‪ ،‬يعيب على‬
‫الطرفين اعتمادهما جانبا واحدا في اعتبار التقسيم‪.‬‬
‫أقسام الكلمة عند المحدثين‪:‬‬
‫لقد كان لكل من الباحثين المحدثين الذين نعرض آلرائهم في تقس يم الكلم ة اعتراض اتهم‬
‫الوجيهة والمنطقي ة‪ ،‬على م ا رأوه من اض طراب أو ع دم تج اوب مقن ع في الق ول بالتقس يم‬
‫الثالثي للكلمة عند النحاة القدماء‪ .‬وما سنعرض له هن ا‪ ،‬إنم ا س يُك َتفى في ه بم ا اق ترحوه من‬
‫تقسيمات للكلمة في ظل هذه االعتراضات‪.‬‬
‫‪ -1‬عند األستاذ ال دكتور إب راهيم أنيس‪ " :‬بعد أن ع رض [الب احث] نق ده للنح اة في تقس يم‬
‫الكالم‪ ،‬أورد األس س ال تي رآه ا ص الحة للتفري ق بين أقس ام الكلم‪ .‬فق د ذك ر أن المع نى‬

‫‪ 6‬ينظر؛ فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬ص‪ 35 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 7‬تمّام ح ّسان‪ .‬اللغة العربية معناها و مبناها‪ .‬عالم الكتب‪ .‬القاهرة‪ .‬مصر‪ .‬ط ‪1430 .6‬هـ ‪2009 /‬م‪ .‬ص‪.87 :‬‬
‫‪ 8‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.87 :‬‬

‫‪2‬‬
‫والصيغة ووظيفة اللفظ في الكالم هي األسس الثالثة ال تي يجب أال تغيب عن األذه ان حين‬
‫نحاول التفرقة بين أقس ام الكلم‪ ،‬وأن نقيس به ا مجتمع ة أقس ام الكلم في الفص ائل المش هورة‬
‫على األقل‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال يص ح االكتف اء بأس اس واح د من ه ذه األس س‪ ،‬وذل ك ألن مراع اة‬
‫المعنى وحده قد يجعلنا نعد بعض األوصاف مثل (قائل‪ ،‬وسامع‪ ،‬ومذيع) أس ماء وأفع اال في‬
‫وقت واحد‪ ،‬كذلك قد يحملنا هذا على اعتبار المصدر اسما وفعى في وقت واحد‪ ،‬انظ ر مثال‬
‫إلى قول ه تع الى‪ ﴿ :‬ال هنّ ِح ٌّل لهم‪ ،‬وال هم يحلّ ون لهنّ ﴾ تج د أن في اآلي ة الكريم ة وص فا‬
‫وفعال‪ ،‬ومعناهما واحد‪ ،‬بل ووظيفتهما في الكالم متحدة‪ ،‬إذ يقوم كل منهم ا بعملي ة اإلس ناد‪،‬‬
‫ولكن الصيغة مختلفة لك ّل منهما‪ ،‬ولذا ال نف رّ ق بين الكلم تين؛ ج اعلين إح داهما تنتس ب إلى‬
‫نوع معيّن من أجزاء الكالم‪ ،‬واألخرى تنتسب إلى نوع آخ ر‪ .‬ومراع اة الص يغة وح دها ق د‬
‫يلبس األمر علينا حين نفرق بين األفعال وبين تلك األسماء والص فات ال تي وردت في اللغ ة‬
‫على وزن (أحم د‪ ،‬وي ثرب‪ ،‬ويزي د‪ ،‬وأخض ر‪ ...‬وغيره ا)‪ ،‬ب ل ح تى وظيف ة الكلم ة في‬
‫االستعمال ال تكفي وحدها للتفرق ة بين االس م والفع ل‪ ،‬فق د نج د اس ما مس تعمال في كالم م ا‬
‫استعمال المسند مثل (النخيل نبات)‪ ،‬ففي هذه الجملة استعملت كلمة (نب ات) مس ندا‪ ،‬أي كم ا‬
‫تس تعمل األفع ال واألوص اف‪ .‬ف إذا رُوعِ يت تل ك األس س الثالث ة مع ا‪ ،‬أمكن إلى ح د كب ير‬
‫التمييز بين أجزاء الكالم "(‪ .)9‬ثم راح يذكر " أنّ المحدثين وفق وا إلى تقس يم رب اعي اعت بره‬
‫أدق من تقسيم النحاة األقدمين‪ ،‬وأوض ح أنهم بن وه على األس س الثالث ة الس ابقة "(‪ .)10‬وه ذا‬ ‫ّ‬
‫التقس يم يتمث ل في‪ :‬االس م وينقس م إلى (ع ام‪ ،‬وعلم‪ ،‬وص فة)‪ .‬الض مير ويش مل (الض مائر‬
‫بأنواعها‪ ،‬وألفاظ اإلشارة‪ ،‬والموصوالت‪ ،‬والمصدر)‪ .‬الفعل‪ .‬األداة وتشمل ك ل م ا ال ي دخل‬
‫تحت األقسام األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬األستاذ الدكتور مهدي المخزومي‪ :‬قبل أن يعرض الباحث ألقس ام الكلم ة‪ ،‬ويب دي رأي ه‬
‫فيها‪ ،‬ع رض بالنق د لبعض مفهوم ات ه ذه األقس ام‪ ،‬وخص منه ا الح رف؛ فـ " أوض ح أن‬
‫سيبويه كان يريد بالحرف ما ك ان الكوفي ون يريدون ه من مص طلح (األداة)‪ ،‬وق د أخ ذ به ذه‬
‫التسمية‪ ،‬وجعل األداة القسم الثالث من أقسام الكلم متأثرا بالمذهب الكوفي‪ ،‬وأقلع عن تسميته‬
‫بالحرف "(‪ .)11‬حيث عرّ ف األداة بـالكلمة التي " إذا أخذت مفردة غير مؤلفة فليس لها دالل ة‬
‫على مع نى‪ ،‬وال ت د ّل على معانيه ا إال في أثن اء الجمل ة "(‪ .)12‬كم ا خ الف النح اة في أقس ام‬
‫الفعل‪ ،‬فهي عنده‪ " :‬األول‪ :‬م ا ك ان على وزن ( َف َع َل)‪ ،‬وه و م ا يس مى بالفع ل الماض ي‪...‬‬
‫(يفعل) وهو ما يس مى بالفع ل المض ارع‪ ...‬الث الث‪ :‬م ا ك ان على‬ ‫الثاني‪ :‬ما كان على وزن َ‬
‫وزن (فاعل)‪ ،‬وقال عنه إنه هو ال ذي يس ميه البص ريون (اس م الفاع ل)‪ ،‬ويس ميه الكوفي ون‬
‫(الفعل الدائم)‪ ،‬وق ال عن ه إن ه فع ل حقيق ة‪ ،‬في معن اه وفي اس تعماله‪ ،‬إال أن ه ي دل في أك ثر‬
‫استعماالته على استمرار وقوع الحدث ودوامه‪ ...‬الرابع‪ .. :‬فعل األمر‪ ،‬وبيّن أن له بن اءين‪:‬‬
‫‪ 9‬فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬ص‪.109 :‬‬
‫‪ 10‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.110 :‬‬
‫‪ 11‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.126 :‬‬
‫‪ 12‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.128 :‬‬

‫‪3‬‬
‫بناء (أفعِـَل) وما على مثاله‪ ،‬نح و‪ :‬اق رأ ي ا ه ذا‪ ،‬وأك رم ض يفك‪ ...‬بن اء ( َف َع ِ‬
‫ال) بفتح الف اء‬
‫ذار أن تفع ل‪ .)13(" ...‬ثم‬ ‫ال إلى الميدان‪ ،‬وح ِ‬‫وكسر الالم نحو‪َ :‬ت َراكِ هذا‪ ،‬أي اترك هذا‪ ،‬و َن َز ِ‬
‫راح الباحث ينتقد بش ّدة تقصير النحاة القدماء في االهتمام بأقسام الكلم‪ ،‬يقول‪ " :‬وليتهم ك انوا‬
‫قد وفوا هذه األقسام حقها من الدرس‪ ،‬ولكنهم لم يفعلوا‪ ،‬ألنهم ك انوا يعن ون ب أمور ال تخص‬
‫الدراس ة اللغوي ة‪ ،‬أو النحوي ة‪ ،‬وال ص لة له ا به ا‪ .‬وهم إذا تن اولوا ه ذه األقس ام الثالث ة‪ ،‬لم‬
‫يتناولوها إال على أساس نظرية العامل‪ ...‬ومهما يكن من أمر فقد غ بر الق وم متش بثين به ذا‬
‫التقسيم الثالثي "(‪ .)14‬ثم يعرض تقسيمه الجديد مستعرضا " كلم ات ليس له ا مع نى خ اص‪،‬‬
‫وال مدلول بعينه‪ ،‬كلمات مبهمة ُتط َلق على الموجودات كلها‪ ،‬وال تدل على معنى داللة االسم‬
‫على مسماه‪ ،‬كما يدل (رج ل) على إنس ان ذك ر بعين ه‪ ،‬و(ام رأة) على إنس انة أن ثى بعينه ا‪،‬‬
‫و(شجرة) على نبت ة ذات س اق إلى غ ير ذل ك‪ .‬ولم تكن الكلم ات المبهم ات إال إش ارات‪ ،‬أو‬
‫كنايات‪ ،‬ألنها تش ير إلى ك ل ذل ك‪ ،‬ويك نى به ا عن ك ل ذل ك "(‪ .)15‬له ذا كل ه رأى أن أقس ام‬
‫الكلم ة أربع ة‪ ،‬هي " الفع ل ‪ /‬االس م ‪ /‬األداة ‪ /‬الكناي ات "(‪ .)16‬وقص د بالكناي ات الض مائر‪،‬‬
‫واإلشارة‪ ،‬والموصول بجملة‪ ،‬والمستفهم به‪ ،‬وكلمات الشرط‪.‬‬
‫سان‪ :‬أشرنا من قبل أن الباحث عاب على النحاة القدماء تقسيمهم‬ ‫‪ -3‬األستاذ الدكتور ت ّمام ح ّ‬
‫للكلمة باعتمادهم على المبنى فقط‪ ،‬أو المعنى فقط‪ ،‬يقول‪ " :‬التفري ق على أس اس من المب نى‬
‫فقط‪ ،‬أو المعنى فقط ليس هو الطريقة المثلى ال تي يمكن االس تعانة به ا في أم ر التمي يز بين‬
‫أقسام الكلم‪ ،‬فأمثل الطرق أن يتم التفريق على أس اس من االعتب ارين مجتمعين‪ ،‬فيب نى على‬
‫طائفة من المباني ومعه ا (جنب ا إلى جنب فال تنف ك عنه ا) طائف ة أخ رى من المع اني "(‪.)17‬‬
‫وانطالق ا من ه ذا النق د‪ ،‬راح الب احث يق ّدم تص ورا لتقس يم جدي د‪ ،‬فلق د " رأى‪ ..‬أن النظ ام‬
‫الص رفي للغ ة العربي ة الفص حى يمكن أن يوض ع في ص ورة ج دول بع ده الرأس ي مب اني‬
‫التقس يم‪ ،‬ورأى أن ه ذه المب اني هي؛ االس م ومعن اه االس مية‪ ،‬والص فة ومعناه ا الوص فية‪،‬‬
‫والفعل ومعناه الفعلية‪ ،‬والضمير ومعن اه اإلض مار‪ ،‬والخالف ة ومعناه ا اإلفص اح‪ ،‬والظ رف‬
‫ومعن اه الظرفي ة‪ ،‬واألداة ومعناه ا مع نى التعلي ق به ا‪ ،‬ورأى ك ذلك أن البع د األفقي ل ذلك‬
‫الج دول ه و مب اني التص ريف‪ ،‬وهي؛ المتكلم ومعن اه التكلم‪ ،‬والمخ اطب ومعن اه الخط اب‪،‬‬
‫واإلضمار لإلشارة ومعناها اإلشارة‪ ،‬واإلضمار للغائب ومعناه الغيبة‪ ،‬واإلضمار للموصول‬
‫ومعناه الوصل‪ ،‬والمفرد ومعناه اإلفراد‪ ،‬والمثنى ومعناه التثنية‪ ،‬والمجم وع ومعن اه الجم ع‪،‬‬
‫والمذكر ومعناه الت ذكير‪ ،‬والم ؤنث ومعن اه الت أنيث‪ ،‬والمع رّ ف ومعن اه التعري ف‪ ،‬والمن ّك ر‬

‫‪ 13‬فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬ص‪.127 / 126 :‬‬
‫‪ 14‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.128 :‬‬
‫‪ 15‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ 16‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ 17‬تمّام حسّان‪ .‬اللغة العربية معناها و مبناها‪ .‬ص‪.87 :‬‬
‫‪4‬‬
‫ومعناه التنكير "(‪ .)18‬والب احث به ذا يق رّ ر أن أقس ام الكلم س بعة‪ ،‬هي‪ " :‬االس م – الص فة –‬
‫الفعل – الضمير – الخالفة – الظرف – األداة "(‪.)19‬‬
‫لئن كان علماء اللغة األقدمون قد اجتهدوا في وضع تقسيم للكلمة‪ ،‬وكادوا يتوافقون علي ه‪،‬‬
‫ُوجد فيهم من يخ الفهم في م ذهبهم ه ذا‪ ،‬وراح يق ترح تق ديم قس م راب ع‬ ‫فإن هذا لم يمنع أن ي َ‬
‫فرضه التفكير المنطقي في ما يميّز الكلمات عن بعضها‪ ،‬والدالالت الوظيفية لها‪ .‬وهذا ك ان‬
‫مدعاة إلبقاء باب االجتهاد مفتوحا أمام العلماء المحدثين؛ طالما أن األمر لم يحسم فيه بحجج‬
‫مقنعة ومنطقية‪ .‬ويبقى أن نقول‪ ،‬أنّ طبيعة المعرفة تراكمية‪ ،‬وأنّ ما يقرّ ره األوائل يمكن أن‬
‫نضيف إليه ما يحيّنه أو يوسّع فيه‪ ،‬أو يع ّدله‪.‬‬

‫‪ 18‬فاضل مصطفى الساقي‪ .‬أقسام الكالم العربي من حيث الشكل والوظيفة‪ .‬ص‪.139 :‬‬
‫‪ 19‬تمّام حسّان‪ .‬اللغة العربية معناها و مبناها‪ .‬ص‪.90 :‬‬
‫‪5‬‬

You might also like