You are on page 1of 27

‫المصادر والعوامل المؤثرة في أدب اللغة العربية‬

‫بحث في مادة تاريخ ادب اللغة‬

‫تحت اإلشراف‪:‬‬

‫األستاذ محمد اسعد رضي صنهاجي الماجستير‬

‫أعضاء الفرقة الثالث‬


‫إعداد‪:‬‬
‫(‪)126202211012‬‬ ‫‪ .1‬إيجا غيالع فرماتا‬
‫(‪)126202212040‬‬ ‫‪ .2‬الفيكا شفى النداء‬
‫‪ .3‬ييني رحمة عملية فطري (‪)126202212044‬‬

‫قسم تعليم االغة العربية‬


‫كلية التربية و علوم التعليمية‬
‫جامعة السيد علي رحمة اهلل اإلسالمية الحكومية تولونج أجونج‬
‫اكتوبر ‪2023‬‬
‫كلمة الشكر والتقديم‬

‫احلمد اهلل رب العاملني الذي قد انزل القران والذي قد وهب اهلدى والصالة‬
‫حممد صلي اهلل عليه وسلم وهو الذي ارسل الناس اىل احلق اما‬ ‫والسالم على نبينا الكرمي ّ‬
‫بعد‪ .‬نقدمها هذه املقالة باملوضوع "املصادر والعوامل املؤثرة فيذه املناسبة اىل استاذنا‬
‫الفاضل "االستاذ حممد اسعد رضى صنهاجي املاجستري" العداد تعلمنا يف الدرس "تاريخ‬
‫اداب اللغة"‪.‬‬
‫نقول جزيل الشكور اىل جهد وصرب من كان قد ساعدنا يف كتابة هذه املقالة‪ .‬وان‬
‫هذه املقالة مل تصل اىل كما هلا فتفتحاملؤلفون ابواب االنتقادات واالقرتاحات من القارئني‬
‫نشر الجل كماهلا‪ .‬واالخري نرجواان ينجح كل منريية تعليم اللغة العربية متام النجاح خاصة‬
‫ملن يتعلم يف هذه الدراسيلة‪.‬‬

‫تولونج اجونج‪ 3 ,‬اكتوبر ‪2023‬‬

‫املؤلفون‬

‫ب‬
‫فهرس‬

‫صفحة الموضوع ‪ ..........................................................‬أ‬


‫كلمة الشكر والتقديم ‪ .....................................................‬ب‬
‫فهرس ‪ .....................................................................‬ج‬
‫الباب االول ‪ :‬المقدمة‬
‫أ‪ .‬خلفية البحث ‪1 .......................................................‬‬
‫ب‪ .‬مسائل البحث ‪2 .......................................................‬‬
‫ج‪ .‬اهداف البحث ‪2 ......................................................‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬المباحثة‬
‫أ‪ .‬املعىن املصادر يف أدب اللغة العربية ‪3 .....................................‬‬
‫ب‪ .‬املصادر يف أدب اللغة العربية ‪3 ..........................................‬‬
‫ج‪ .‬املعىن العوامل ألدب اللغة العربية‪14……………………………..‬‬
‫ح‪ .‬العوامل ألدب اللغة العربية‪15…………………..…………....‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬االختتام‬
‫أ‪ .‬اخلالصة……………………………………………‪22‬‬
‫ب‪ .‬االقرتاحات‪22………………………………………….‬‬
‫المراجع………………………………………………‪23...‬‬

‫ج‬
‫الباب األول‬
‫المقادمة‬
‫أ‪ .‬خلفية البحث‬
‫األدب العريب هو جمموعة متنوعة من الكتابات أو القصص الشفهية على‬
‫شكل نثر أو شعر مكتوبة باللغة العربية أو من قبل كتاب من الدول العربية‪ .‬األدب‬
‫العريب هو نتيجة ثقافة غرب آسيا القدمية منذ آالف السنني‪ ،‬منذ املاضي وحىت‬
‫اآلن‪ ،‬استمرت اللغة العربية يف التطوروهو أمر مهم مبا فيه الكفاية حبيث ميكن‬
‫لوجوده اآلن أن يتنافس مع األدب املوجودة يف العامل‪ .‬لألدب العريب دور مهم يف‬
‫التنمية الثقافية‪ ،‬وخاصة يف منطقة الشرق األوسط‪ .‬يف العصور العربية الفصحى‪،‬‬
‫األدب أداة فخر لكل مواطن عريب‪.‬‬
‫ال يزال األدب العريب يشهد ديناميكيات منذ أن واجه اجملتمع العريب بيئته؛‬
‫اجلغرافيا اليت تسمح ح ًقا بنشوء اخليال واإلبداع‪ .‬وهي الثقافة اليت تشكلت كتعبري‬
‫قدمي وتعبري عن اإلرادة‪ .‬احلرب واملبارزة النسب إىل األعلى‪ .‬أيام العرب‪ ،‬أي‬
‫األحداث املهمة اليت حلت باجملتمع العريب واألنصب (علم األنساب) الذي خيلق‬
‫‪1‬‬
‫أنساب األحفاد‪ ،‬هي بشكل عام رمز فخر للمجتمع العريب‪.‬‬
‫يف زمن النيب‪ ،‬كان األدب العريب غالبًا ما يؤلف أشعاره دون استخدام‬
‫األدوات‪ .‬أداة كما هو احلال يف العصر املعاصر‪ ،‬ولكنها منظمة بشكل مباشر‪،‬‬
‫مثل التحدث والتفاعل مع الشخص اآلخر‪ .‬يف األيام األوىل لإلسالم‪ ،‬كان األدب‬
‫العريب يعمل إليصال أن األدب له عدة وظائف يف حياة الناس‪ .‬وبصرف النظر‬
‫أيضا يوسع آفاقك لشحذ ضمريك والتعاطف إىل أشخاص آخرين‬ ‫عن الرتفيه‪ ،‬فهو ً‬
‫وهكذا‪ .‬وما عدا ذلك فإن األدب مرآة للحياة‪ ،‬بسبب األعمال يتم إنشاء األدب‬

‫‪ 1‬جرجي زيدان‪ ،‬تاريخ اداب اللغة العربية‪( ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ 2013 ,‬م)‪ ،‬ص‪25 .‬‬

‫‪1‬‬
‫كتقليد للحياة احلقيقية‪ .‬حىت يتمكن القراءاحلصول على فوائد أو حكمة من‬
‫القصة‪.‬‬
‫يعكس األدب العريب الثقافة والتاريخ الغنيني للجزيرة العربية‪ .‬ومن خالل‬
‫فهم العوامل اليت تؤثر على األدب العريب‪ ،‬ميكننا احلصول على رؤية أعمق للمجتمع‬
‫العريب وتقاليده وقيمه‪ 2.‬وال تزال هناك العديد من املصادر والعوامل املؤثرة يف األدب‬
‫العريب واليت سيتم مناقشتها يف هذه الورقة‪.‬‬

‫ب‪ .‬مسائل البحث‬


‫‪ .1‬ما املعىن املصادر يف أدب اللغة العربية؟‬
‫‪ .2‬ما املصادر يف أدب اللغة العربية؟‬
‫‪ .3‬ما املعىن العوامل ألدب اللغة العربية؟‬
‫‪ .4‬ما العوامل ألدب اللغة العربية؟‬

‫ج‪ .‬أهدف البحث‬


‫‪ .1‬ملعرفة املعىن املصادر يف أدب اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ .2‬ملعرفة املصادر يف أدب اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ .3‬ملعرفة املعىن العوامل ألدب اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ .4‬ملعرفة العوامل ألدب اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ 2‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪( ،‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪ 1988 ,‬م)‪ ،‬ص‪358 .‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثاني‬
‫المباحثة‬

‫أ‪ .‬المعنى المصادر في ادب اللغة العربيّة‬


‫صد َر‪/‬‬
‫ص َد ُر هو اسم مكان من َ‬ ‫املصادر هو اجلمع من مفرد املصدر‪ .‬و املَ ْ‬
‫ص َدر‬‫َّيء‪.‬كم ْ‬
‫َ‬ ‫ص َد ُر عنه الش‬
‫صد َر من‪ .‬اي ما يُ ْ‬
‫صد َر يف‪َ /‬‬ ‫صد َر عن‪َ /‬‬
‫صد َر إىل‪َ /‬‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫الرزق‪:‬يعىن أسباب العيش وموارده‪.‬‬
‫ِّ‬
‫أما اصطالحا‪ :‬املصدر هو املكان الذي يرجع إليه ألعلى شيء وأوله‪ .‬واملصدر‬
‫‪4‬‬
‫مساو للمرجع ويزيد عليه يف أن الرجوع فيه مرتبط باألشياء األساسية أو األولية‪.‬‬
‫قبل عصر التدوين الذي بدأ يلمع جنمه مع بداية العصر العباسي األول كانت‬
‫مصادر األدب العريب تعتمد فقط على الرواية الشفوية‪ ،‬وملا امتهن رواة األدب التدوين‬
‫مهنة بدأت تظهر يف املكتبة العربية‪ .‬املصادر يف ادب اللغة العربيّة هي الكتب‬
‫واملوسوعات اليت حتتوي على كل ما يتعلق باألدب العريب من علوم وفنون‪ ،‬ومنها يستمد‬
‫الباحث يف األدب العريب مادة حبثه‪ ،‬وجيد الطالب املعرفة فيها‪ .‬وتلك املصادر كانت‬
‫‪5‬‬
‫النواة األوىل يف هنضة البحث األديب واللغوي املمنهج واملنظم‪.‬‬

‫ب‪ .‬المصادر في ادب اللغة العربيّة‬


‫ِ‬
‫ومن أ ْشهر هذه املصادر يف ادب اللغة العربيّة ما يأيت‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪A.W. Munawwir, Kamus al-Munawwir Arab-Indonesia Terlengkap, (Surabaya: Pustaka‬‬
‫‪Progressif, 2020), h. 768‬‬
‫‪ 4‬حامد صادق قنييب وحممد عريف احلضراوي‪ ,‬مدخل للدراسات األدبية و اللغوية واملعجمية القدمية واحلحديثة‪( ,‬مصر‪:‬‬
‫دار ابن اجلوزي عمان‪ 2005 ,‬م)‪ ,‬ص‪20 .‬‬
‫‪ 5‬الطاهر أمحد مكى‪ ,‬دراسة يف مصادر األدب‪( ,‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ 1999 ,‬م)‪ ,‬ص‪17 .‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .1‬كتب ال ّدواوين‬
‫بعينه؛ جاهليا‬ ‫ِ ِ‬
‫كانت جامعة لشعر شاعر ْ‬ ‫الشعريّة سواءٌ ْ‬ ‫األعمال ّ‬ ‫و ْ‬
‫كح َّسا َن‬‫ضَرًما؛ َ‬‫وعْن َرتةَ واأل َْعشى و َغ ِْريهم‪ ،‬أو ُخمَ ْ‬ ‫كام ِر ِئ ال َقْيس ُ‬
‫وزَه ٍْري َ‬ ‫كان؛ ْ‬
‫كجري ٍر وال َفَرْزَد ِق‪ ،‬أو عباسيا؛ كاملتَ ِّنيب‬ ‫بن ثابِ ٍ‬
‫ب بن ُزَه ٍْري‪ ،‬أو إسالميًّا؛ َ‬ ‫ت وَك ْع ِ‬
‫ي وأيب َمتَّ ٍام‪ ،‬أو ْحمدثا‪ ،‬مثل‪َ :‬شوقي والبارودي وحافظ‬ ‫ومي والبُ ْح ُرت ِّ‬ ‫واب ِن ُّ‬
‫الر ِّ‬
‫وغريهم‪.‬‬‫وج ْربا َن ْ‬
‫ُ‬
‫ني الّذي َجيمع شعر‬ ‫ِ‬
‫ت جامعة لعدة ُشعراء‪ ،‬مثل ديوان اهلَُذليِّ َ‬ ‫ورّمبا كانَ ْ‬
‫يل‪ ،‬ومثل املعلَّقات الَّيت‬ ‫ُش َعراء قبيلة ُه َذ ٍيل‪ ،‬وعلى رأسهم أبو ذُ َؤ ٍ‬
‫يب اهلَُذ ُّ‬
‫الشعر اجلاهل ّي‪.‬‬
‫ت قصائد من عيون ّ‬ ‫َح َو ْ‬
‫‪ .2‬املعاجم اللغوية‬
‫الرتاكيب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وفهم معاين اجلمل و ّ‬ ‫أساس ملَْعرفة دالالت األلفاظ‪ْ ،‬‬ ‫وهي ٌ‬
‫عام‪ ،‬ومن‬ ‫بوجه ّ‬‫الشعراء‪ ،‬وأقوال األدباء ْ‬ ‫إىل جانب ما حوتْه من أ ْشعار ّ‬
‫ْأمثلتها‪:‬‬
‫أ‪ .‬كتاب العني للخليل بن أمحد الفراهيدي‬
‫بدأت يف النصف الثاين للهجرة حركة تأليف املعاجم‬
‫العربية املوازية حلركة اجلمع املوضوعي بدأت بكتاب العني الذي‬
‫يعد أول حماولة حلصر ألفاظ اللغة العربية على حنو شامل ويف‬
‫إطار نظام منهجي واضح له أسس وقواعد مضبوطة ‪ .‬ومن‬
‫املناسب أن جنري يف تناول هذه املدرسة على النظام التارخيي‬
‫فنتحدث بشيء من التفصيل عن رائدها ونشأهتا ‪ ،‬اخلليل بن‬
‫‪6‬‬
‫أمحد الفراهيدي‪.‬‬

‫سعيد حسني خبريي‪ ,‬املدخل إىل مصادر اللغة العبية‪(,‬قاهرة‪ :‬مؤسسة املخختار للنشر والتوزيع‪ 2008 ,‬م)‪ ,‬ص‪255 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫ب‪ .‬اخلصائص البن جين‬
‫كتاب اخلصائص هو أحد أشهر الكتب اليت كتبت يف‬
‫فقه اللغة وأسرار العربية ووقائعها‪ ،‬قام بتأليفه ابن حين‪ ،‬الذي‬
‫يقول يف مقدمة كتابه عنه» « كتاب مل أزل على فارط احلال‪،‬‬
‫وتقادم الوقت‪ ،‬مالحظا له‪ ،‬عاكف الفكر عليه‪ ،‬منجذب الرأي‬
‫والروية إليه أن أحد مهمال أقيله به‪ ،‬أو خلال أرتقه بعمله‪ ،‬والوقت‬
‫يزداد بتواديه ضيقا‪ ،‬وال ينهج إىل االبتداء طريقا‪ ،‬هذا مع إعظامي‬
‫له‪ ،‬وإعصامي باألسباب املناطة به‪ ،‬واعتقادي فيه أنه من أشرف‬
‫ما صنف يف علم العرب‪ ،‬وأذهبه يف طريق القياس والنظر‪ ..‬وأمجعه‬
‫‪7‬‬
‫لألدلة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة‪»....‬‬
‫ج‪ .‬مقاييس اللغة البن فارس‬
‫املقاييس من الكتب اللغوية اليت ظهرت يف القرن ‪ 4‬هـ‬
‫ومعىن ذلك أنه جاء بعد أن مجعت املادة اللغوية يف املعاجم‬
‫السابقة عليه‪ ،‬من هذا احله ابن فارس إىل التعميق يف الدراسة‬
‫واجته إىل وجهات جديدة يف هذا املعجم وهي الكشف من‬
‫‪8‬‬
‫األصول كما بني يف غرضه من تأليف هذا املعجم ‪.‬‬
‫د‪ .‬لسان العرب البن منظور‬
‫حممد بن استقبل آخر القرن السابع معجما لغويا من‬
‫أضخم املعاجم وأوسعها وهو لسان العرب للعالمة أيب الفضل‬
‫مجال الدين مكرم ابن منظور الذي قام بتأليف هذا املعجم إذ‬

‫‪ 7‬أبو الفتح عثمان بن جين املوصلي‪ ,‬اخلصائص ابن جىن‪( ,‬مين‪ :‬دار احلديث‪ 2008 ,‬م)‪ ,‬ص‪28-29 .‬‬
‫‪ 8‬علي عبد احلميد حممد ابو سكني‪ ,‬املعاجم العربية مدارسها ومناهجها‪( ,‬القاهرة‪ :‬دار الفاروق احلديثة للطباعة والنشر‪,‬‬
‫‪ , )1981‬ص‪82 .‬‬

‫‪5‬‬
‫يقول يف مقدمته ‪« :‬وإين مل أزل مشغوفا مبطالعات كتب اللغة‬
‫واالطالع على تصانيفها وعلل تصاريفها‪ ،‬ورأيت علمائها بني‬
‫رجلني ‪ ،‬أما من أحسن مجعه فإنه مل حيسن وضعه‪ ،‬وأما من أحاد‬
‫وضعه فإنه مل جيد مجعه‪ ،‬فلم يفد حسن اجلمع مع إساءة الوضع‬
‫‪9‬‬
‫‪،‬وال نفعت إجادة الوضع مع رداءة اجلمع ‪.‬‬
‫‪ .3‬اجملامع الشعرية‬
‫حاُبا عُيونًا من الشِّعر واألدب‪،‬‬
‫أص ُ‬ ‫وهي تلك ال ُكتب الَّيت ْ‬
‫اختار ْ‬
‫الرواة وعموم النَّاس‪،‬‬
‫بإعجاب ّ‬ ‫وحظيت ْ‬
‫ْ‬ ‫اجلاهلي أو ما ْبعده‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الشعر‬
‫سواءٌ يف ّ‬
‫وشرحها‪.‬‬
‫أصحاب تلك الكتب إىل ذ ْكرها ْ‬ ‫وعمد ْ‬
‫أ‪ .‬املفضليات للمفضل الضيب‬
‫تنسب هذه املختارات إىل املفضل بن حممد بن يعلي بن‬
‫عامر بن سامل الضيب‪ ،‬وتاريخ ميالده غري معروف‪ ،‬وإن كان‬
‫املرجح أن يكون ميالده يف أواخر العقد األول من القرن الثاين‪،‬‬
‫أما تاريخ وفاته ففيه خالف‪ ،‬إذ جتعله بعض الروايات عام ‪168‬‬
‫هـ يف حني يرجح حمقق الكتاب من استقراء بعض الشواهد أن‬
‫وفاته عام ‪ 178‬هـ ‪ .‬واملفضل الضيب من جيل الرواة العلماء‬
‫األول‪ ،‬وهو رأس مدرسة الكوفة ولكنه رد كذلك على البصرة‬
‫فأخذ عنه علماؤها‪ ،‬قال ابن سالم اجلمحي‪ << :‬وأعلم من‬
‫ورد علينا من غري أهل البصرة املفضل بن حممد الضيب الكويف‬
‫>> وكذلك وفد الضيب إىل بغداد يف زمن اخلليفة العباسي‬

‫ابن منظور‪ ,‬مقدمة لسان العرب‪(,‬بريوت‪ :‬طبعة دار صادر‪ ,)1998 ,‬ص‪08 .‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪6‬‬
‫املنصور"‪ 10.‬كان راوية عاملا بأخبار العرب وأيامها وأشعارها‬
‫ولغاهتا‪ ،‬وقد أخذ عنه كثريون من علماء الطبقة الثانية ويف‬
‫مقدمتهم الفراء والكسايل ابن األعرايب ‪ ،‬وإليه ينتهي إسناد كثري‬
‫من الروايات الشعرية لدواوين الشعراء ودواوين القبائل على‬
‫السواء‪.‬‬
‫ب‪ .‬األصمعيات و األصمعي‬
‫من أكثر تالميذ أيب عمرو بن العالء ثقة وشهرة هو‬
‫األصمعي عبد امللك بن قريب بن عبد امللك بن علي بن أصمع‬
‫أبن مظهر بن رباح بن عمرو ابن عبد مشس بن أعيا بن سعد بن‬
‫عبد بن غنم بن قتيبة بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس‬
‫عيالن من أصل عريب ينشب يف باهلة‪ ،‬الظارية يف اجلنوب الشرقي‬
‫من البصرة ولد ‪ 122‬هـ ‪739‬م وتويف وعمره تسعني عام يف‬
‫‪ 210‬هـ ‪ 831 -‬م‪ ،‬ولقـل عـن فصحاء األعراب الذين كانوا‬
‫يفدون إىل البصرة وأكثر خروج إىل البادية وشافه األعراب ونقل‬
‫عنهم ورمبا استغرقت رحلته إليها سنوات وأمضى جانبا من حياته‬
‫يف احلجاز وبغداد ‪ ،‬فأكسبه ذلك علما واسعا باجلاهلية ‪ ،‬لغاهتا‬
‫وأخبارها‪ ،‬وأشعارها‪ ،‬فأكتسب مكانة ممتازة يف األوساط األدبية‬
‫كأستاذ وعا مل‪ ،‬كتب األصمعي كثريا يف حماالت خمتلفة‪ ،‬وتبلغ‬
‫مؤلفاته اثنني وأربعني مصنفا‪ ،‬من بينها‪ :‬كتاب خلق اإلنسان ‪،‬‬

‫عز الدين إمسعيل‪ ,‬املصادر األدبية و اللغوية يف الرتاث العريب‪( ,‬القاهرة‪ :‬دار غريب للطباعة والنشر‪ 2000 ,‬م)‪ ,‬ص‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪71‬‬

‫‪7‬‬
‫كتاب األجناس‪ ،‬كتاب اخليل‪،‬وله جمموعة من الشعر القدم حتمل‬
‫‪11‬‬
‫امسه األصمعيات"‪.‬‬
‫ج‪ .‬مجهرة أشعار العرب‬
‫‪12‬‬

‫هو أبو زيد حممد بن أيب اخلطاب ‪ ،‬واملعلومات عن هذا‬


‫الرجل ضئيلة للغاية‪ ،‬فلم يرتجم له واحد من كتب الطبقات‬
‫والرجال وأول إشارة إليه وردت يف كتاب العمدة البن رشيق‬
‫القريواين ( ت ‪ 463‬هـ )‪. 13‬‬
‫وقد حاول الدارسون واحملدثون أن يستنبطوا ما حيدد‬
‫احلقبة الزمنية اليت عاش فيها‪ ،‬لكنهم اختلفوا يف هذا اختالفا بينا‪،‬‬
‫ذكره سليمان البستاين يف مقدمة اإللياذة وجعل وفاته حنو سنة‬
‫‪170‬هـ ويف نفس االجتاه صار بطرس البستاين يف كتابه أدباء‬
‫العرب يف األعصر العباسية إذ جعله من أهل العصر العباسي‬
‫األول وكذلك ذهب الدكتور أمحد أمني يف كتابه ضحى اإلسالم‬
‫ويرجع الدفاق أن أبا زيد من رجال القرن الثالث وقبله كنان‬
‫الدكتور ناصر الدين األسد قد انتهى الدكتور عمر حتقيقات‬
‫كثرية‪ ،‬إىل أن أبا زيد من رحال القرن الرابع‪.‬‬
‫د‪ .‬العِ ْق ُد ال َفريد أليب عُ َمر‬
‫توّف سنة‬
‫عبد ربّه‪ ،‬امل ّ‬
‫حممد بن ْ‬ ‫أمحد بن َ‬‫شهاب ال ّدين ْ‬
‫ُ‬
‫(‪328‬هـ)‪ ،‬ذكر فيها أيّام العرب ووقائعهم‪ ،‬وما قيل يف ذلك من‬
‫أصل لبعض القصائد اجلاهليّة‪ ،‬فذكر مناسبتها وما قيلت‬ ‫شعر‪ ،‬و ّ‬ ‫ْ‬

‫‪ 11‬الطاهر أمحد مكى‪ ,‬دراسة يف مصادر األدب‪ ,‬ص‪142 .‬‬


‫‪ 12‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪110 .‬‬
‫‪ 13‬عز الدين إمسعيل‪ ,‬املصادر األدبية و اللغوية يف الرتاث العريب‪ ,‬ص‪70 .‬‬

‫‪8‬‬
‫فيه‪ ،‬كما ذَ َكَر قصة "دارة ج ْلجل" مع ْامر ِئ القيس‪ْ ،‬‬
‫وغريها‪،‬‬
‫و ْاعتىن بذ ْكر ما وقع ْبني األدباء من امللَح والنَّوادر‪.‬‬
‫‪ .4‬كتب الب ِ‬
‫الغة والنّقد‬‫َ‬
‫مادة خصبة توقف ال ّدارس على أدوات األديب‪ ،‬وما يْنبغي أن‬ ‫وهي ّ‬
‫األديب‪ ،‬ومن أبْرز هذه ال ُكتُب‪:‬‬ ‫داع ّ‬ ‫حيصله ليتم ّك َن من اإلبْ ِ‬
‫ّ‬
‫أ‪ .‬البيان والتّْبيني‬
‫هذا الكتاب أليب عُثْما َن‪َ ،‬عم ِرو ب ِن َْحب ِر ب ِن َْحم ٍ‬
‫بوب‬ ‫ْ‬
‫املتوّف سنة ‪255‬هـ‪ .‬وهو من أ ْشهر‬ ‫الكناينِّ‪ ،‬امل ْشهور باجلاحظ‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الكتب يف اللّغة واألدب‪ ،‬وقد حتدَّث فيه اجلاحظ عن م ْفهوم‬
‫ودعم ذلك‬ ‫ِ‬
‫البيان وأنْواعه‪ ،‬وآفات اللّسان‪ ،‬والبالغة والفصاحة‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫األحاديث‪،‬‬ ‫الرسائل واأل ْشعار و‬ ‫بعرض م ْقتطفات من اخلطب و ّ‬ ‫ْ‬
‫وغري ذلك‪.‬‬ ‫الشعر‪ْ ،‬‬ ‫أصل اللّغة وقيمة ّ‬ ‫وتكلّم على ْ‬
‫ب‪ .‬الكامل يف اللُغة و ِ‬
‫األدب‬
‫يد املبَـِّرِد‪ّ ،‬‬
‫املتوّف‬ ‫اس‪ُ ،‬حم َّم ِد ب ِن يَز َ‬
‫هذا الكتاب أليب العبَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أخبار األدباء‬ ‫(‪285‬هـ)‪ ،‬وقد تناول يف الكتاب ملحا من ْ‬
‫يب صلّى اهللُ عليه‬ ‫استهل الكتاب ببعض بالغات النّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأ ْشعارهم‪،‬‬
‫الراشدين وخطبهم‪ ،‬وما‬ ‫وسلّم‪ُُ ،‬ثَّ ذكر شيئا من كتابات اخللفاء ّ‬
‫ِ‬
‫البالغة والفصاحة‪.‬‬ ‫فيها من‬
‫ج‪ .‬كتاب الصناعتني‬
‫عبد اهلل ب ِن‬‫الش ْعر‪ :‬أليب هالل‪ ،‬احلسن بن ْ‬ ‫الكتابة و ّ‬
‫ري الكتاب‬ ‫الع ْس َك ُّ‬
‫املتوّف سنة (‪395‬هـ)‪ .‬ألّف َ‬ ‫ري‪ّ ،‬‬ ‫َس ْه ٍل‪َ ،‬‬
‫الع ْس َك ِّ‬
‫كانت أو‬ ‫ِ‬
‫شعرا ْ‬ ‫ليكون جامعا ملعايري الكتابة وطرقها وشروطها‪ْ ،‬‬

‫‪9‬‬
‫نثْرا‪ُ ،‬ثّ دلّل على كالمه وأ ّكده بذ ْكر م ْقتطفات بليغة من األدب‬
‫مر عصوِره‪.‬‬
‫العريب على ّ‬
‫ّ‬
‫الشاعر‬
‫السائر يف أدب الكاتب و ّ‬ ‫د‪ .‬املثل ّ‬
‫نصر اهلل بن‬
‫هذا الكتاب أليب الفْتح‪ ،‬ضياء ال ّدين‪ْ ،‬‬
‫املتوّف سنة (‪637‬هـ)‪ ،‬وقد وضع كتابه ليكون‬ ‫حممد بن األثري‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الشعر‪ ،‬ووضع فيه ألوان‬ ‫مرجعا يف علوم الكتابة و ِ‬
‫البالغة واإلنْشاء و ّ‬
‫كل‬
‫وبرهن على ّ‬ ‫وحنو ذلك‪ْ ،‬‬ ‫احملسنات‪ ،‬وصور التّ ْشبيهات واجملاز‪ْ ،‬‬
‫ّ‬
‫الشعر والنّثْر‪.‬‬
‫جعبته من اآليات واألحاديث و ّ‬ ‫مبا يف ْ‬
‫‪ .5‬اجملامع األدبىي‬
‫أ‪ .‬الكامل للمربد‬
‫أحد سيل التأليف ينهمر بعد اجلاحظ‪ ،‬وبدأت ختصصات‬
‫األدباء والعلماء تتحدد وتتنوع‪ ،‬ومل يكن الكاتب منهم يقتصر‬
‫على تأليف كتاب أو كتابني‪ ،‬بل كان كل منهم يف حد ذاته‬
‫‪14‬‬
‫موسوعة يف علمه ومن بني هؤالء كان املربد ‪.‬‬
‫ب‪ .‬البيان والتبيني للجاحظ‬
‫هو أبو عثمان عمرو بن حبر امللقب باجلاحظ من النوابغ‬
‫وعباقرة اللغة الكبار ‪ ،‬مل يصل إلينا عن بداية حياته ووالدته إال‬
‫معلومات قليلة ولد اجلاحظ سنة ‪159‬هـ املوافق ‪755‬م يف مدينة‬
‫البصرة ‪،‬أما بالنسبة إىل أصالته‪.‬‬
‫فقد اعتربه بعض الرتاجم من العرب وبعض آخر نسبه إىل‬
‫إفريقيا تويف أبوه وهو طفل صغري ‪،‬فذاق هذا العامل منذ نعومة‬

‫املرجع نفسه‪ ,‬ص‪151 .‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪10‬‬
‫أظافره مرارة اليتم والفقر ‪ ،‬ولقب حافظا ألن عينيه جاحظتان‬
‫‪15‬‬
‫واجلحوظ نتوء حدقة العني ‪ ،‬تويف سنة ‪255‬ه ‪.‬‬
‫ج‪ .‬العقد الفريد البن عبد ربه‬
‫كان لكتب املختارات األدبية اليت ألفت يف املشرق‬
‫اإلسالمي صداها يف املغرب اإلسالمي فقرأها أدباء املغرب‬
‫واستوعبها وحذو حذوها يف التأليف وكان أكثر ما ميثل هذا األخذ‬
‫‪16‬‬
‫والعطاء ابن عبد ربه يف كتابه «العقد الفريد»‪.‬‬
‫‪ .6‬اجملامع النقدية‬
‫أ‪ .‬الشعر والشعراء البن قتيبة‬
‫هو حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الكويب امللقب‬
‫بالدينوري نسبة إىل دينور اليت ويل قضاءها‪ ،‬ولد يف بغداد وسكن‬
‫يف الكوفة وكان إماما من أئمة األدب‪ ،‬وفقيها وحمدثا ومؤرخا‪،‬‬
‫قصد البصرة واتصل باجلاحظ ُث انتقل إىل بغداد وتويف فيها سنة‬
‫‪ 276‬هـ ‪889/‬م ‪ "،‬كان صادقا يف ما يرويه ‪ ،‬عاملا باللغة والنحو‬
‫‪17‬‬
‫وغريب القرآن ومعانيه والشعر والفقه ‪ ،‬وكثري التصنيف والتأليف‪.‬‬
‫ب‪ .‬طبقات الشعراء البن معتز‬
‫العلماء‪ ،‬أبو العباس عبد اهلل بن املعتز بن املتوكل بن‬
‫املعتصم بن هارون الرشيد من اخللفاء العباسيني ولد يف سامرا وال‬
‫تعرف سنة ميالده معرفة ثابتة واألرجح كان سنة ‪ 247‬هـ وقد‬
‫الصرف منذ حداثته إىل الدراسات األدبية فتخرج على مجاعة من‬
‫ا نذكر منهم املربد النحوي البصري واألديب املشهور وأبا العباس‬

‫‪ 15‬املرجع نفسه ‪ ,‬ص‪137 .‬‬


‫‪ 16‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪177 .‬‬
‫‪ 17‬حنا الفاخوري‪ ,‬اجلامع يف تاريخ األدب العريب‪( ,‬بريوت‪ :‬دار اجليل للطبع والنشر والتوزيع‪ ,)1986 ,‬ص‪588 .‬‬

‫‪11‬‬
‫ثعلب إمام الكوفيني يف النحو واللغة فكان ابن املعتز من الطبقة‬
‫املثقفة وإن مل تكن ثقافته عميقة وقد نظم الشعر وهو يف حنو‬
‫الثالثة عشرة من عمره قتل ابن املعتز سنة ‪ 296‬هـ بعد أن اضطرب‬
‫على خليفة املقتدر وعسكره وبايعوه خالقة ُث عادوا مذهبني‬
‫للمقتدر‪ ،‬ومل يهنأ ابن معتز بلقب اخلليفة إال يوما أو بعض يوم‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫فتفرق الناس عنه وقضى عليه خنقا‪.‬‬
‫ج‪ .‬العمدة البن رشيق‪:‬‬
‫هو أبو علي احلسن ابن رشيق القريواين األزدي ‪ ،‬ولد يف‬
‫هنايات القرن الرابع اهلجري يف مدينة (احملمدية) يف املغرب العريب‬
‫وكان ذا ميول أدبية فاحتة إىل القراءة ‪ ،‬ورغب يف االستزادة من‬
‫علوم اللغة واألدب‪ ،‬فرحل إىل القريوان وملا بلغ السابعة عشر‪،‬‬
‫اتصل ملة باملعز بن باديس وابنة تيمة وأهل العلم واألدب فاشتهر‬
‫أمره ونيه ذكره ‪ 19.‬تتلمذ على يد أشهر علماء عصره كالقزاز‬
‫النحوي صاحب << الضرار الشعرية >> وعبد الكرمي النهشلي‬
‫صاحب ( املمتع يف علم الشعر وعمله) وغريمها تويف رمحه اهلل غرة‬
‫ذي القعدة سنة ‪ 456‬هـ عن ست وستني سنة‪.‬‬
‫د‪ .‬دالئل اإلعجاز لعبد القاهر اجلرجاين‬
‫هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحان بن حممد‪ ،‬فارسي‬
‫األصل‪ ،‬جرجاين الدار متكلم عن مذهب األشعري‪ ،‬فقيه على‬
‫مذهب الشافعي‪ ،‬ولد جبرحان ومل يربحها حىت لطلب العلم ‪ ،‬وملا‬
‫طافت شهرته اآلفاق شدت إليه الرحال وحشت املطي ‪ ،‬وظل‬
‫منصربا جيرحان يفيد الوافدين عليها إىل أن تويف جبرحان ودفن به‬

‫املرجع نفسه‪ ,‬ص‪722 .‬‬ ‫‪18‬‬

‫ابن رشيق القريوين‪ ,‬العمدة يف حماسن الشعر و أدبه و نقده‪( ,‬بريوت‪ :‬دار اجليل‪ 1981 ,‬م)‪ ,‬ص‪10 .‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪12‬‬
‫سنة ‪ 741‬هـ ‪ .‬تتلمذ على يد شيخه أبو احلسني حممد بن احلسن‬
‫بن عبد الوارث الفارسي ابن أخت أيب علي الفارسي‪ ،‬وأنه قد قرأ‬
‫على القاضي اجلرجاين علي بن عبد العزيز بن احلسن بن علي بن‬
‫إمساعيل اجلرجاين‪ ،‬وقد قرأ عليه ومحل عنه األدب وعلومه وكان‬
‫‪20‬‬
‫يفتخر به يف جمالسه"‪.‬‬
‫ه‪ .‬منهاج البلغاء وسراج األدباء‬
‫ولد أبو احلسن القرطاجين يف سنة ‪ 608‬هـ ‪ 1211 -‬م‬
‫بقرطاجنة واشتهر بنسبته إىل مسقط رأسه حىت عرف بالقرطاجين‪،‬‬
‫وقد نشأ أبو احلسن حازم يف وسط ممتاز دي يسار‪ .‬حفظ القرآن‬
‫وخترج يف قراءته على شيوخ جدة من قراء بلده ‪ ،‬وأقبل مثل‬
‫معاصريه ابن اآلبار واملخزومي على دراسة العلوم الشرعية واللغوية‬
‫واكتملت عناصر ثقافته فكان فقيها مالكي املذهب كوالده‪ ،‬حنويا‬
‫بصريا كعامة علماء األندلس‪ ،‬فارق حازم وطنه ومسقط رأسه‬
‫مهاجرا إىل املغرب ‪ ،‬كانت حياته حافلة باألدب والعلم‪ ،‬زاخرة‬
‫بالنشاط الفكري يف كل مكان حل به من بالد األندلس واملغرب‬
‫وإفريقية وقد عمر حازم وكانت وفاته ليلة السبت ‪ 24‬رمضان سنة‬
‫‪ 684‬هـ ‪ 23 /‬نوفمرب ‪ 1385‬م عن ست وسبعني سنة قضاها‬
‫‪21‬‬
‫يف البحث والدرس‪.‬‬
‫و‪ .‬املثل السائر البن األثري‬
‫هو أبو الفتح نصر اهلل بن أيب الكرم حممد بن عبد الكرمي‬
‫بن عبد الواحد الشيباين‪ ،‬املعروف بابن األثري اجلرزي‪ ،‬امللقب‬

‫‪ 20‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪05 .‬‬


‫‪ 21‬حبيب اهلل علي‪ ,‬نظرية احملاكاة عند حازم القرطاجين‪ ,‬كتاب منهاج البلغاء و سراج األدباءمنوذجا‪ ,‬جملة الدراسات‬
‫اللغوية و األدبية‪ ,2012 ,)2(3 ,‬ص‪03 .‬‬

‫‪13‬‬
‫بضياء الدين‪ ،‬كان مولده جزيرة ابن عمر ونشأ ُبا ‪ ،‬وانتقل مع‬
‫والده إىل املوصل‪ ،‬و مبا اشتغل وحصل العلوم ‪ ،‬وحفظ كتاب اهلل‬
‫الكرمي‪ ،‬وكثري من األحاديث النبوية ‪ ،‬وطرفا صاحلا من النحو واللغة‬
‫وعلم البيان وشيئا كثريا من األشعار ‪ُ .‬ث اتصل بصالح الدين‬
‫األيويب يف مصر‪ ،‬فوصله القاضي الفاضل رئيس ديوانه بالعمل‬
‫عنده‪ُ ،‬ث طلبه امللك األفضل نور الدين بن صالح الدين‪ ،‬وويل‬
‫عهده بدمشق‪ ،‬فخريه صالح الدين بني البقاء والذهاب فاختار‬
‫‪22‬‬
‫الذهاب‪ ،‬فاستوزره نور الدين وحسنت حاله عنده‪.‬‬

‫ج‪ .‬المفهوم العوامل المؤثرة ألدب اللغة العربية‬


‫العوامل هو اجلمع من مفرد عامل‪ .‬الْعوامل هو كلمة أصلها االسم‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫األشياء‪/‬الظروف‪/‬األحداث اليت تساهم‪/‬تؤثر يف حدوث شيء‪.‬‬
‫اما اصتالحا العوامل هو كلمة تستخدم يف سياقات خمتلفة للحديث عن شيء‬
‫دورا يف عملية معينة‪ .‬يف السياق العلمي‪ ،‬ميكن استخدام‬
‫يؤثر أو مكونات خمتلفة تلعب ً‬
‫‪24‬‬
‫العوامل لإلشارة إىل العناصر أو الظروف اليت تؤثر على نتيجة أو نتيجة معينة‪.‬‬
‫يتأثر تطور األدب اللغة العربية بعوامل معينة‪ ،‬من عوامل داخلية وعوامل‬
‫خارجية‪ .‬وكما قال أمحد الشايب‪ ،‬فإنه يقدم وجهة نظر حول العوامل اليت تدخل يف‬
‫تشكيل األدب اللغة العربية‪ 25.‬هذه العوامل جتعل األدب اللغة العربية الذي أبدعه‬
‫األفراد يتميز خبصائص متنوعة يف خمتلف املناطق‪.‬‬

‫حنا الفاخوري‪ ,‬اجلامع يف تاريخ األدب العريب‪ ,‬ص‪649 .‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪23‬‬
‫‪A.W. Munawwir, Kamus al-Munawwir Arab-Indonesia Terlengkap, h. 973‬‬
‫‪ 24‬عبد الرمحن أمحد البوريين‪ ,‬اللغة العربية أصل اللغات كلها‪( ،‬عمان‪ :‬دار احلسن للنشر والتوزيع‪ 1998 ,‬م)‪ ,‬ص‪62.‬‬
‫‪ 25‬أمحد الشايب‪ ,‬أصول النقد األديب‪( ,‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة املصرية‪ ,)1964 ,‬ص‪91-84 .‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬العوامل المؤثرة ألدب اللغة العربية‬
‫األعمال األدبية هي ظاهرة يف حياة اإلنسان‪ .‬واليت تتعلق باألحداث اليت‬
‫يعيشها الكاتب واملشاعر اليت تتحرك يف روحه‪ .‬وتتأثر هذه املشاعر بالعوامل الطبيعية‪،‬‬
‫وظروف احلياة‪ ،‬والتطورات األيديولوجية‪ ،‬وغريها من الظواهر املختلفة يف اجملتمع‪.‬‬
‫هناك العديد من العوامل اليت تؤثر على األعمال األدبية‪ ،‬منها الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫‪ .1‬العوامل الداخلية‬
‫العوامل الداخلية هي العوامل اليت لديها القدرة على التأثري يف‬
‫األعمال األدبية اليت تأيت من الشاعر نفسه‪.‬‬
‫ِ‬
‫أ‪ .‬االستعداد الفطْ ِر ّ‬
‫ي‬
‫بعض الناس ال يتأثرون بالوضع احمليط ُبم ليعرب عنها‬
‫بالشعر أو النثر‪ .‬ألن الناس مبشاعر الناعمة واملوهبة الفنية فقط‬
‫الىت يستطيع للتعبريها‪.‬‬
‫ِ‬
‫ي خمتلف‪ .‬املثال‪ ،‬يُعرف العرب‬ ‫هذا االستعداد الفطْ ِر ّ‬
‫حسا أدبيًا قويًا‪ ،‬ويعيشون يف حرية‪،‬‬ ‫بالشعراء ألن لديهم ً‬
‫دائما‪ .‬وحياة اليونانيني القدماء جعلتهم يتمتعون بغرائز‬ ‫ويتحركون ً‬
‫دائما مليئة بالصراع‬
‫قوية يف جمال الفن‪ .‬لكن‪ ،‬كانت حياة الرومان ً‬
‫واحلرب والرتتيبات السياسية وسن القوانني‪ ،‬لذلك مل يُعرفوا‬
‫بالشعراء‪.‬‬
‫ويرتبط هذا االستعداد اجلنس باحلساسية هلا مسامهة كبرية‬
‫وتأثري يف خلق األدب‪ ،‬ومجال األدب واملعلومات اليت ينقلها‬
‫الشاعر خلرباء األدب ومن بعده الذين يريدون معرفة خصوصيات‬
‫‪26‬‬
‫وعموميات األعمال األدبية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪Akhmad Muzakki, Kesusastraan Arab: Pengantar Teori dan Terapan, (Yogyakarta: Ar-‬‬
‫‪Ruzz Media, 2006), h. 77‬‬

‫‪15‬‬
‫ب‪ .‬خصائص اجلنس‬
‫من يعيش يف الداخل أو يتخلف عن التقدم‪ ،‬يعرب عن‬
‫أعماله األدبية بلغة شفافة وصعبة الفهم‪ .‬لكن األشخاص الذين‬
‫يعيشون يف احلضارات املتقدمة يستخدمون لغة شائعة وبسيطة‬
‫وسهلة الفهم‪ .‬وحيدث هذا االختالف بسبب اختالف الذكاء‬
‫واملعرفة ونزاهة اخليال يف اللغات املختلفة‪ .‬لذا فإن خصائص‬
‫الشعر العريب (اجلاهلي) ختتلف عن خصائص الشعر اليوناين‬
‫واألورويب‪ .‬سبب آخر هو االختالف يف املدارس املتبعة واألفكار‬
‫املعرب عنها يف األعمال األدبية‪.‬‬
‫كمثل الشعر النابغة التالية‪.‬‬
‫ولست بمستبق أخا ال تلمه ۝ على شعث أي الرجال المهذب‬
‫قارن هذه القصيدة باألفكار اليت عرب عنها بسيار‬
‫بن برد يف القصيدة التالية‪:‬‬
‫اذا كنت في كل األمور معاتبا۝صديقك لم تلق الذي ال تعاتبه‬
‫فعش واحدا أوصل أخاك فانه۝مقارف ذنب مرة وبجانبه‬
‫اذ أنت لم تشرب مرارا على القذى۝ظمئت وأي الناس تصفو‬
‫مشاربه‬
‫ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها۝كفى المرء نبال أن تعد‬
‫‪27‬‬
‫معاييه‬
‫ج‪ .‬اجلنس‬
‫خضع األدب يف إبداعه للطبيعة البشرية للمبدع‪ ،‬فإبداع‬
‫املرأة يف أي جنس من أجناس األدب خيتلف بالتأكيد عن طبيعة‬
‫الرجل‪ ،‬فكل له رؤيته وتفكريه وأسلوب إبداعه وعامله الشخصي‬

‫‪27‬‬
‫‪Ibid, h. 78‬‬

‫‪16‬‬
‫الذي خيتلف عن اآلخر‪ ،‬وعلى الطريقة نفسها توجد مسات فارقة‬
‫‪28‬‬
‫يف إبداع املبدع العريب عن األوريب واألمريكي واالسرتايل‪.‬‬
‫د‪ .‬احلالة املزاجية‬
‫تعترب احلالة املزاجية للمبدع من أقوى العوامل اليت تؤثر يف‬
‫إبداعه فالشاعر يف حالة الفرح والسرور خيتلف إنتاجه يف حالة‬
‫احلزن واألمل‪ ،‬فيختار يف كل مرة الوزن والقافية الذي يتناسب‬
‫وجتربته‪ ،‬وحىت يف النثر فالطبية املزاجية هلا دورها الفعال فيما‬
‫يكتب الكاتب صاحب الفكر والرؤية واهلدف‪.‬‬
‫ه‪ .‬العلم‬
‫إن التقدم العلمي له تأثري قوي على الذكاء والقدرة‬
‫الفكرية وقوة الذوق األديب‪ .‬هذا مرادفًا لعقلية متجعدة‪ ،‬وسرعة‬
‫التقاط األشياء اجلديدة يف الفهم‪ ،‬وسرعة احلفظ وقوة الذاكرة‪.‬‬
‫هذا يف الواقع له تأثري كبري على تقدم العلم‪ .‬وميكن مالحظة هذا‬
‫التقدم يف استخدام اللغة أو اإلحصائيات يف األعمال النثرية‪.‬‬
‫س الدول العربية‬ ‫حتسنت جودة اللغة يف النثر العريب عندما ميَُِّر ُ‬
‫تقدما حضاريًا وعلميًا‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يستخدم النثر لغة عقالنية‬ ‫ً‬
‫بينما يستخدم الشعر لغة خيالية‪.‬‬
‫و‪ .‬الدين‬
‫الدين واألخالق واأليديولوجية اإلنسانية تأثري على‬
‫املوضوعات املعرب عنها يف األعمال األدبية‪ .‬املثال‪ ،‬ظهر األدب‬
‫التمثيلي ألنه تأثر ببعض تعاليم الديانة اليونانية‪ .‬وقد أهلم اإلسالم‬

‫‪ 28‬قسم األدب‪ ,‬مدخل لدراسة األدب‪( ,‬مكة‪ :‬جامعة أم القرى‪ 1438/1437 ,‬ه)‪ ,‬ص‪32 .‬‬

‫‪17‬‬
‫ظهور األعمال األدبية الصوفية (األدب الشويف)‪ ،‬مثل شعر الزهد‬
‫‪29‬‬
‫وتوبة والندم واخلطابة وغريها من النصائح األخالقية‪.‬‬
‫‪ .2‬عوامل خارجية‬
‫هناك العديد من األشياء املهمة اليت هلا تأثري غري مباشر على‬
‫األعمال األدبية‪ .‬يأيت هذا التأثري من خارج الذات الكاتب ‪ ،‬لكن التأثري‬
‫املعطى هو املسيطر للغاية يف عملية إنشاء األعمال األدبية‪ .‬يتم سرد هذه‬
‫العوامل على النحو التايل‪:‬‬
‫أ‪ُ .‬مناخ‬
‫ميكن أن تؤثر االختالفات املناخية على روح اإلنسان‬
‫وقواعد اجملتمع‪ .‬يؤثر املناخ على األخالق والنظرة للحياة‪ .‬وهذا له‬
‫تأثري على خيال اإلنسان يف إبداع األعمال األدبية‪.‬‬
‫جاء يف الدراسات األنثروبولوجية واالجتماعية أن الطبيعة‬
‫(اجلغرافيا) تؤثر على اخلصائص اجلسدية والنفسية لإلنسان وكذلك‬
‫على ثقافته وشخصيته‪ .‬تؤثر اجلغرافيا غري املواتية وغري املضيافة‬
‫للعامل العريب على شخصياهتم وسلوكهم وأفكارهم‪ .‬وف ًقا لعلم‬
‫النفس‪ ،‬سيتم نقل الشخصية وطريقة التفكري من خالل اللغة‪،‬‬
‫كتعبري عن شخصية الفرد‪ .‬مثل القصيدة التالية ألمرؤ القيس‪:‬‬
‫ترى بعر األرام في عرصانها ۝ وقيعانها كأنه حب فلفل‬
‫وقارن هذه الشعر بشعر ابن خفاجة الذي عاش يف‬
‫األندلس‪ ،‬وهي دولة متقدمة حضاريا وتدعمها الظروف اجلغرافية‪.‬‬
‫وكان هذا الوضع خمتلفاً عن األراضي العربية يف ذلك الوقت‪ .‬كما‬
‫يصف النهر يف الشعر التالية‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Akhmad Muzakki, Kesusastraan Arab: Pengantar Teori dan Terapan, h. 80‬‬

‫‪18‬‬
‫متعطف مثل السوار كأنه ۝ والزهر يكنفه مجر سماء‬
‫وغدت تحف به الغصون كأنها ۝ هدب تحف بمقلة زرقاء‬
‫وبتحليل القصيدة يتبني أن طريقة تفكري القيس وخفاجة‬
‫خمتلفة‪ .‬وهذا االختالف موجود يف األفكار اليت عرب عنها يف أعماله‬
‫األدبية‪ .‬وال حتتوي أفكار شعر القيس على قيم مجالية وأخالقية‬
‫مقارنة بأفكار شعر خفاجة‪ .‬الفرق اآلخر هو نعومة أسلوب اللغة‪.‬‬
‫إال أن الظروف املناخية يف القيس ختتلف عن اخلفاجية‪ ،‬وهذا‬
‫االختالف له أثره يف الذوق األديب واخليال الذي يتطور‪.‬‬
‫يؤثر املناخ على البيئة لتكوين مظاهر طبيعية خمتلفة‪ ،‬مثل‬
‫اجلبال والوديان والسهول واهلضاب واألهنار والرطبة واجلافّة‬
‫واحليوانات واألشجار حول النباتات‪ .‬يؤثر هذا املظهر على‬
‫‪30‬‬
‫الشخص يف احلصول على أفكار إلنشاء أعمال أدبية‪.‬‬
‫ب‪ .‬احلاضرة واإلجتماع‬
‫إن تقدم احلضارة يلون األفكار واآلراء املعرب عنها يف‬
‫األعمال األدبية‪ .‬إن أفكار وأهداف الكتاب يف احلضارات املتقدمة‬
‫ختتلف عن أفكار وأهداف الكتاب الذين ما زالوا يعيشون يف‬
‫أجواء التخلف‪ .‬كما ختتلف خصائص التعبري بالكلمات أو اللغة‪.‬‬
‫وهذه املشكلة كانت موجودة يف أعمال العرب األدبية قبل أن‬
‫خيتربوا التقدم مع أعمال األدباء الذين تشابكوا وتفاعلوا مع التقدم‪،‬‬
‫كما حدث يف مصر وسوريا والعراق واألندلس‪.‬‬
‫إن أي عملية إبداع ال ميكن أن تنفصل بأي حال من‬
‫األحوال عن اجملتمع الذي يعيش فيه املبدع‪ ،‬سواء أكان هذا املبدع‬
‫شاعراً أم أديباً‪ ،‬وسواء كان هذا اإلبداع من جنس الشعر أو النثر‪،‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Ibid, h. 77-78‬‬

‫‪19‬‬
‫فكل جتربة هي نتاج عوامل اجتماعية سامهة يف إخراج جتربة‬
‫صاحبها إىل عامل الواقع‪ .‬فعنرتة بن شداد على سبيل املثال خيضع‬
‫شعره معظمه لتلك الظروف االجتماعية اليت عاشها وصراعه مع‬
‫القبيلة سعيا وراء حريته‪ ،‬وهذا الشاعر اجلاهلي يشرتك معه يف نفس‬
‫احلالة شعراء املعاصرة‪ ،‬فتجربة شوقي باملنفي سامهت يف إنتاج‬
‫العديد من قصائده‪ ،‬وتلك الظروف واحلياة االجتماعية هي السبب‬
‫وراء وصول جنيب حمفوظ إىل العاملية والشواهد على ذلك كثرية‪:‬‬
‫بداية‪ ،‬وهناية‪ ،‬الثالثية‪ ،‬بني القصرين‪ ،‬أوالد حارتنا‪.‬‬
‫ج‪ .‬احلياة السياسية‬
‫يؤثر النظام السياسي واللوائح على املوضوعات األدبية اليت‬
‫تظهر‪ .‬ميكن لنظام احلكم الدكتاتوري أن يولد موضوعات األعمال‬
‫األدبية املفرطة يف النقد واملبالغة يف مدح احلاكم‪ ،‬فيولد موضوع‬
‫املدح‪ .‬ظهرت األعمال األدبية الرمزية ألهنا ناقشت الظلم هناك‪.‬‬
‫عبد العزيز بن حممد الفيصل يف كتابه "األدب العريب‬
‫وتارخيه"‪ .‬وأوضح أنه يف العصر األموي‪ ،‬كان الشعراء‪ ،‬حتت‬
‫الضغط السياسي‪ ،‬يشيدون دائما مبجد اخلليفة‪ .‬كما يف الشعر‬
‫األخطل التالية‪:‬‬
‫وان تدجت على األفاق مظلمة۝ كان لهم مخرج منها ومعتصر‬
‫شمس العداوة حتى يستقاد لهم۝ وأعظم الناس أحالما اذا قدروا‬
‫مع شعره‪ .‬وأشاد األكثل بقوة األمويني‪ .‬وقال إنه عندما‬
‫كانت هناك أعمال شغب وحروب‪ ،‬كانت الدولة األموية توفر‬
‫احلماية واألمان‪ .‬إنه يساعد األشخاص الذين حيتاجون إىل‬
‫املساعدة بالقوة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫لقد أدى تاريخ النهضة املصرية إىل ميالد مصطفى كامل‪،‬‬
‫الذي دافع بصوت ٍ‬
‫عال عن احلرية السياسية واحلياة الدميقراطية‪.‬‬
‫لقد أدى عصر صعود احلكم اإلسالمي إىل ظهور موضوعات‬
‫النضال والقومية‪ .‬كل شيء سببه أجواء احلياة السياسية‪.‬‬
‫د‪ .‬االقتصادية‬
‫ال يوجد أديب من األدباء مل يكن لألحوال االقتصادية‬
‫دورا أو أثرا يف إبداعه‪ ،‬فالفقر واملرض واجلهل عوامل تسهم بصورة‬
‫فاعلة يف إبداع األديب‪ ،‬فتلك العوامل هي اليت انتجت رواية زينب‬
‫هليكل‪ ،‬وهي نفسها اليت أطلقت لسان حافظ إبراهيم وإبراهيم‬
‫‪31‬‬
‫عيسى وتوفيق احلكيم‪.‬‬
‫ه‪ .‬إتصل الشعب‬
‫ستؤدي العالقات مع الشعب األخرى إىل تبادل األفكار‬
‫والفنون وما إىل ذلك‪ ،‬حبيث يتبادلون املعلومات‪ .‬إن تقدم حضارة‬
‫الدولة العباسية يف بغداد والدولة األموية يف قرطبة كان نتيجة‬
‫اختالط األمم املتنوعة‪.‬‬
‫وقد أثر هذا احلدث يف تفكري األدباء يف ابتكار‬
‫املوضوعات اليت سيتم استخدامها‪ ،‬كما فعل بسيار وأبو نواس وابن‬
‫الرومي وغريهم‪ .‬أثرت فرتة صعود عالقات مصر مع أوروبا على‬
‫‪32‬‬
‫األعمال األدبية العربية من حيث أسلوب اللغة والنوع‪.‬‬

‫‪ 31‬قسم األدب‪ ,‬مدخل لدراسة األدب‪ ,‬ص‪32-31 .‬‬


‫‪32‬‬
‫‪Ibid, h. 79-81‬‬

‫‪21‬‬
‫الباب الثالث‬
‫االختتم‬
‫أ‪ .‬الخالصة‬
‫املصادر يف ادب اللغة العربيّة هي الكتب واملوسوعات اليت حتتوي على كل ما‬
‫يتعلق باألدب العريب من علوم وفنون‪ ،‬ومنها يستمد الباحث يف األدب العريب مادة‬
‫حبثه‪ ،‬وجيد الطالب املعرفة فيها‪.‬‬
‫ِ‬
‫ومن أ ْشهر هذه املصادر يف ادب اللغة العربيّة ما يأيت كتب ال ّدواوين و املعاجم‬
‫اللغوية و اجملامع الشعرية و كتب الب ِ‬
‫الغة و النّقد و اجملامع األدبىي و اجملامع النقدية‪.‬‬‫َ‬
‫العوامل جتعل األدب اللغة العربية الذي أبدعه األفراد يتميز خبصائص متنوعة‬
‫يف خمتلف املناطق‪.‬‬
‫العوامل اليت تؤثر على األعمال األدبية‪ ،‬منها الداخلية واخلارجية‪ .‬العوامل‬
‫ِ‬
‫ي و خصائص اجلنس و اجلنس و احلالة املزاجية والعلم‬ ‫الداخلية هى االستعداد الفطْ ِر ّ‬
‫و الدين‪ .‬أما العوامل اخلارجية هي ُمناخ و احلاضرة واإلجتماع و احلياة السياسية و‬
‫اإلقتصادية و إتصل الشعب‪.‬‬

‫ب‪ .‬االقتراحات‬
‫احلمد اهلل على االنتهاء من هذه الورقة‪ ,‬ومن املؤمل ان يتمكن الطالب من‬
‫فهم املصادر والعوامل املؤثرة يف أدب اللغة العربية‪ .‬ولكن مت ادراك ان هذه الورقة ال‬
‫تزال بعيدة عن الكمال ألن اداب اللغة العربية يف عصر االموري واسعة جدا‪ .‬لذالك‬
‫يعتذر املؤلفون اذا كانت هناك بعض األخطاء و القصور يف هذه الورقة‪ ,‬ويتلقون دائما‬
‫مدخالت واقرتاحات وانتقادات بناءة من القراء لتحسني األوراق الالحقة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المراجع‬

‫إمسعيل‪ ,‬عز الدين‪ ,‬املصادر األدبية و اللغوية يف الرتاث العريب‪( ,‬القاهرة‪ :‬دار غريب للطباعة‬
‫والنشر‪ 2000 ,‬م)‪.‬‬
‫البوريين‪ ,‬عبد الرمحن أمحد‪ ,‬اللغة العربية أصل اللغات كلها‪( ،‬عمان‪ :‬دار احلسن للنشر‬
‫والتوزيع‪ 1998 ,‬م)‪.‬‬
‫الشايب‪ ,‬أمحد‪ ,‬أصول النقد األديب‪( ,‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة املصرية‪.)1964 ,‬‬
‫الفاخوري‪ ,‬حنا‪ ,‬اجلامع يف تاريخ األدب العريب‪( ,‬بريوت‪ :‬دار اجليل للطبع والنشر والتوزيع‪,‬‬
‫‪.)1986‬‬
‫القريوين‪ ,‬ابن رشيق‪ ,‬العمدة يف حماسن الشعر و أدبه و نقده‪( ,‬بريوت‪ :‬دار اجليل‪1981 ,‬‬
‫م)‪.‬‬
‫املوصلي‪ ,‬أبو الفتح عثمان بن جين‪ ,‬اخلصائص ابن جىن‪( ,‬مين‪ :‬دار احلديث‪2008 ,‬‬
‫م)‪.‬‬
‫خبريي‪ ,‬سعيد حسني‪ ,‬املدخل إىل مصادر اللغة العبية ‪(,‬قاهرة‪ :‬مؤسسة املخختار للنشر‬
‫والتوزيع‪ 2008 ,‬م)‪.‬‬
‫علي‪ ,‬حبيب اهلل‪ ,‬نظرية احملاكاة عند حازم القرطاجين‪ ,‬كتاب منهاج البلغاء و سراج‬
‫األدباءمنوذجا‪ ,‬جملة الدراسات اللغوية و األدبية‪.2012 ,)2(3 ,‬‬
‫عمر‪ ,‬أمحد خمتار‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪( ،‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪ 1988 ,‬م)‪.‬‬
‫قسم األدب‪ ,‬مدخل لدراسة األدب‪( ,‬مكة‪ :‬جامعة أم القرى‪ 1438/1437 ,‬ه)‪.‬‬
‫قنييب‪ ,‬حامد صادق وحممد عريف احلضراوي‪ ,‬مدخل للدراسات األدبية و اللغوية واملعجمية‬
‫القدمية واحلحديثة‪( ,‬مصر‪ :‬دار ابن اجلوزي عمان‪ 2005 ,‬م)‪.‬‬
‫مكى‪ ,‬الطاهر أمحد‪ ,‬دراسة يف مصادر األدب‪( ,‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ 1999 ,‬م)‪.‬‬
‫منظور‪ ,‬ابن‪ ,‬مقدمة لسان العرب ‪(,‬بريوت‪ :‬طبعة دار صادر‪.)1998 ,‬‬

‫‪23‬‬
,‫ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‬:‫ (القاهرة‬،‫ تاريخ اداب اللغة العربية‬,‫ جرجي‬،‫زيدان‬
.)‫ م‬2013

Akhmad Muzakki, Kesusastraan Arab: Pengantar Teori dan Terapan, (Yogyakarta:


Ar-Ruzz Media, 2006).
A.W. Munawwir, Kamus al-Munawwir Arab-Indonesia Terlengkap, (Surabaya:
Pustaka Progressif, 2020(.

24

You might also like