Professional Documents
Culture Documents
(*)
[[[
نرجس خبوش
ّ
امللخص
يسعى الباحث يف هذه الدراسة إىل كشف قدرة املسترشق اللغوية عىل التعامل
مع الرتاث العريب ،من خالل جهوده يف مجال صناعة املعجم َّية بإنشائه ملعجمٍ
تقص أسس منهجه يف صناعة املعجم ،وكيف ّية جمع ّ يب تاريخي ،إىل جانب عر ٍّ
ما ّدته ومصادره املختلفة وقيمته ،ث ّم أثره يف التآليف املعجم َّية التي جاءت بعده .وما
ربر أهم ّية املوضوع أ ّن صناعة املعجم العريب من أقدم الصناعات املعجم َّية يف ي ّ
اللُّغات الح َّية وأغزرها كمًّ وأغناها نو ًعا؛ ولهذا فقد نال املعجم العريب اهتامم الكثري
من املسترشقني ،وقد برع يف ذلك االسترشاق األملاين الذي نبع من نظر ٍة إيجاب َّي ٍة
تجاه الرتاث اإلسالمي ما أعانهم عىل التق ُّرب من العرب املسلمني ومن تراثهم،
تغي عرب العصور، فكانوا مهت ّمني بالتَّأريخ لحياة هذه اللغة ،وتبيني ما اعرتاها من ُّ ٍ
الصناعة املعجم َّية ،بتجسيد فجاءت محاولة (فيرش) من أه ّم املحاوالت يف مجال ِّ
فكرة وضع معجم عريب تاريخي ،يجمع الكلامت العرب ّية ومعانيها ،وقد ح ّدد الفرتة
الزمنية ابتداء من العرص الجاهيل وحتّى نهاية القرن الثالث الهجري.
املحرر
متخصصة باألدب العربي المعاصر ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،قسنطينة /الجزائر.
ّ * .أستاذة وباحثة،
196
الكلامت املفتاح ّية :االسترشاق األملاين ،أوغست فيرش ،املعجم ّية العرب ّية
مقدمة
ّ
ريا ،وذلك من خالل التصنيف أَوىل املسترشقون األملان اللغة العرب َّية اهتام ًما كب ً
والكتابة فيها ،وترجمة كتبها ،وتحقيقها ،ونرشها منذ ٍ
وقت مب ٍّكرٍ ،ويتف َّرد االسترشاق
زات قد ال تتوافر لدى االسترشاق يف البلدان الغرب َّية ،فهم عىل األغلب األملاين مب ّي ٍ
مل تسيطر عليهم مآرب سياسيَّة ،ومل تستمر معهم أهداف التبشري طوال مسريتهم يف
ح عدائ َّي ٍة ض ّد اإلسالم والحضارة اإلسالم َّية العرب َّية؛ دراسة الرشق ،ومل يتَّصفوا برو ٍ
ومع هذا يصعب وصف الجهود األملان ّية بالحياد املطلق ،واملوضوع ّية النزيهة.
التعسف أن يظن املرء ّ فهذا املسترشق األملاين رودي بارت (ت )1982يؤكّد أنَّه من
أ َّن يف إمكانه أن يعالج جهود األملان عىل أنَّها مطلقة ،وأن يفصلها عن ارتباطها
باألوشاج واألربطة العامل ّية ،وقد ات َّصفوا بحامسهم وح ِّبهم للُّغة العرب َّية ،فربعوا يف
التصنيف يف شتّى علوم العرب ّية ،وقد ملع نجمهم يف مجال الصناعة املعجم ّية،
إذ نال املعجم العريب اهتامم الكثري منهم ،فظهر نشاطهم جل ًّيا من خالل خوضهم
تجربة التأليف يف املعاجم العربيّة بشتّى أنواعها ،ومن تلك املحاوالت نجد محاولة
معجم لغويًّا تاريخ ًّيا ،هو األ َّول من نوعه يف اللغة العرب َّية يف ً (فشري) الذي وضع
الدراسات االسترشاق ّية األملان ّية ،بعد أن سمحت الحكومة املرصيَّة بذلك سنة
(1936م) ،بنا ًء عىل اقرتاح مجمع اللغة العرب َّية ،وقد كان (فيرش) أحد أعضائها
آنذاك .وقد سعت هذه الدراسة إىل كشف قدرة املسترشق اللغوية عىل التعامل مع
يب
الرتاث العريب ،من خالل جهوده يف مجال صناعة املعجم َّية بإنشائه ملعجمٍ عر ٍّ
لتقص أسس منهجه يف صناعة املعجم ،وجمع ما ّدته ومصادره ّ تاريخي ،يف محاول ٍة
املختلفة وقيمته ،ث ّم أثره يف التآليف املعجم َّية التي جاءت بعده.
الحفاظ عىل لغة القرآن الكريم من اللَّحن وال ُعجمة والضياع ،ويف هذا يقول ابن
خلدون (808هـ)« :فاحتيج إىل حفظ املوضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية
ري من أمئَّة اللسان
الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث ،فش َّمر كث ٌ
لذلك وأ ْملَوا فيه الدواوين»[[[ ،وتع ُّد صناعة املعجم العريب من أقدم الصناعات
كم وأغناها نوعاً ،ذلك أ َّن املعجم ّيني العرب
املعجم َّية يف اللُّغات الح َّية وأغزرها ً
أدركوا جانبني مهمَّني يف طبيعة الكلمة التي تشكِّل املعجم ،جانب اللَّفظ ،وجانب
املعنى ،وقد شهد لها بذلك بعض املعجميني املسترشقني ،من أمثال (جون آ .هيود)
رئيسا
( )John. A. Heudفهو يرى «أ َّن العرب يف وضع املعاجم قد تبوؤوا مرك ًزا ً
يف الزمان واملكان بني العامل القديم والحديث ،وكذلك بني الرشق والغرب»[[[،
رصح بأنَّه« :إذا استثنينا الصني ،فالو(أوغست فيرش) ( )August Fischerالذي ي ّ
يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته وبشعوره املبكِّر بحاجته إىل
شعب آخر ّ
ٌ يوجد
تنسيق مفرداتها بحسب أصول وقواعد غري العرب»[[[.
وبعد ذلك االزدهار م َّر عىل العرب فرتة ركو ٍد «استم ّرت فرت ًة طويل ًة كاد فيها
جز ٌء من ذات األ َّمة املتمثّل يف تراثها أن يندثر ،شاء الله أن يعيد االعتبار ملا جمعه
رشا وتداولً ،وقد حدث هذا عىل يد جامعة أهل العربيَّة من معاجم لغويَّة إحيا ًء ون ً
يب كشفاً وتحقيقاً ون ً
رشا اللغوي العر ّ
ّ من املسترشقني بادروا بالعمل يف املعجم
التاريخي للغة العرب َّية حلم يراود
ّ ودراس ًة[[[ ،ومنذ أكرث من قرنٍ من الزمان واملعجم
اللغويني واملثقّفني العرب ،بوصفه أدا ًة معرف َّي ًة ال غنى عنها الستيعاب املفاهيم[[[.
والصناعة املعجم َّية والتي يطلق عليها املعجمي (محمد رشاد الحمزاوي) اسم
[[[ -ابن خلدون ،المقدّمة ،دار الجيل ،بيروت ،د.ط ،د.ت ،ص.484
[[[ -هيود ،جون آ ،المعجم ّية الع ّربية ،تر :عناد غزوان ،مطبعة المجمع العلمي العراقي ،بغداد ،ط2004 ،1م ،ص.16
[[[ -فيشر ،أوغست ،المعجم اللغوي التاريخي ،تصدير :إبراهيم مدكور ،الهيئة العامة لشؤون المطابع األميريّة،
القاهرة1968 ،م ،ص.4
[[[ -منهم المستشرق اإلنجليزي ماثيو لمسدن الذي نشر (القاموس المحيط) للفيروزآبادي ،انظر :أحمد الشرقاوي
إقبال ،مقدّمة معجم المعاجم ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،ط1993 ،2م.
[[[ -القاسمي ،علي ،المعجم التاريخي للّغة العربيّة هل نستطيع أن ننجزه بعد مائة عام؟ نقلً عن موقع:
com. 48 www.Arab://http
198
رؤى نظريَّة وتطبيق َّية إىلامل َعجم َّية بفتح امليم يع ّرفها بأنَّها« :مقاربة تسعى من خالل ً
أن نتص َّور بنية أو بنى املعجم والتطبيق لها» ويع ّرفها يف مكان آخر بقوله« :امل َ ْع َ
جم َّية
نعني بها صناعة املعجم من حيث ما َّدته وجمع محتواه ووضع مداخله وترتيبها وضبط
نصوصه ومحتوياته وتوضيح وظيفته العلميَّة والتطبيقيَّة ،وهي أداة ووسيلة يستعان
بها يف امليادين الرتبويَّة والتلقين َّية والثقاف َّية والحضاريَّة واالقتصاديَّة واالجتامع َّية»[[[،
وبالتايل فموضوع فن صناعة املعاجم هو البحث يف الوحدات املعجم َّية من حيث
ٍ
مستويات لغويَّة ما[[[. هي مداخل معجميَّة تجمع من مصادر ومن
ومل يكن التأليف املعجمي حك ًرا عىل العرب؛ بل خاضت فيه املدارس
االسترشاق َّية عىل تن ُّوعها ،فكان لهم دور يف صناعة املعاجم العرب َّية ليس هذا
فحسب ،ولك َّنهم سبقوا املعجميني العرب املعارصين يف العناية باملعاجم ،ومن
تلك املدارس نجد املدرسة االسترشاقيَّة األملانيَّة والتي ساهمت بشكلٍ كبريٍ يف
إثراء الرتاث العريب بصناعة املعاجم ،وعىل الرغم من كونها مل تكن سبّاق ًة يف هذا
إل أنَّها مت َّيزت فيه عن باقي املدارس األخرى ،حيث ألَّفت معاجم منها ما املجالّ ،
كان ثنايئ اللغة ومنها ما تف َّرد باللغة العرب ّية.
وأهم األعالم األملان الذين عنوا بصناعة املعاجم أذكر:
ّ
-جورج فلهلم فريتاج ( :)George Wilhem Friedgeاملعجم العريب الالتيني
الصادر عام 1837-1830يف أربعة مجلّدات .
القاموس سيستغرق مائة سنة ونيفًا عىل الرغم من اإلمكانات التكنولوج ّية املاديّة
املتوفّرة ،وعىل الرغم من أ َّن الذي يعمل عىل هذا القاموس هو فريق عمل.
تحظى املعاجم التَّاريخيَّة[[[ بعناي ٍة بالغ ٍة من قبل اللُّغويني الذين يولون اهتاممهم
بف ّن صناعة املعاجم باعتباره املجال الذي يُعنى بالحفاظ عىل لغة األمم املمثِّلة
[[[ -انظر :عبد التواب ،رمضان ،معجم العرب ّية الفصحى (الصادر في ألمانيا الغرب ّية) ،مجلّة مجمع اللغة العرب ّية،
نقل عن موقع:
قصة االستشراق األلمانيً ، القاهرة ،ع ،1984 ،53ص .252-250أيّوب ،مح ّمد شعبانّ ،
http://www.ida2at.com
اختص باللّغة العربيَّة :نحوا ً وصرفاً ومعجماً ،مواصلً ّ [[[ -أوغست فيِشَ ر( )AUGUST FISCHERمستشرق ألماني
مؤسس ما يعرف باسم مدرسة ليبتسك في االستشراق األلماني. الدرب الذي بدأه أستاذه اللُّغوي (هينرشليبرشت فليشر) ِّ
ولد عام ( ،)1865وتوفّي في الرابع عشر من شهر فبراير عام ( .)1949حصل على شهادة الدكتوراه األولى نهاية عام
1889من جامعة (هلّه) ،وكان عنوان رسالته« :تراجم حياة الرواة الذين اعتمد عليهم ابن إسحاق» ،وقد نشرت تلك
الرسالة عام .1890وقد عمل مد ِّر ًسا للُّغة العربيَّة وأميناً لمعهد اللُّغات الشرقيَّة في برلين بد ًءا من عام 1896إلى ربيع
كرسي اللُّغات الشرقيَّة في جامعة ليبتسك ،وقد بدأ عمله فيه عام 1900فاستطاع أن يجعل من َّ ،1900ثم شغل بعدها
تلك الجامعة مرك ًزا مرموقًا للدراسات الشرق َّية .انظر:بدوي ،عبد الرحمن ،موسوعة المستشرقين ،دار العلم للماليين،
بيروت ،ط1993 ،3م ،ص.404-280وكان أ َّول ات ِّصال له بالعالم العربي رحلته إلى المغرب عام ،1898ما ساعده
س للَّهجة المغربيَّة ،نتج عن ذلك مقاالتٌ على إتقان اللَّهجة المغربيَّة المراكشيَّة بفضل (الجيالني الشرقاوي) وهو مد ِّر ٌ
«أمثال مراكشيَّة» وتوالت المقاالت فيٌ ع َّد ٌة عن هذه اللَّهجة من ذلك مقالته التي جمع فيها األمثال المغربيَّة وس َّماها
لب الدراسات العرب َّية ،ودراسة تاريخ اللغة العرب َّية من أقدم نصوصها هذا السياق ،وقد عني بدراسة النحو الذي عدَّه َّ
ٍ
شاهد لمعرفة العرب َّية، خاص واعتبرها أه ّم
ٍّ ٍ
ه بوج الشعر لغة تحليل وحتَّى لهجاتها المحل َّية المعاصرة ،وحرص على
كل الشواهد الشعريَّة الواردة في كتب النحو وشروح الشواهد بحسب ما دفعه لتصنيف «فهرست الشواهد» أثبت فيه ّ
القوافي والشعراء.انظر :بن يوسف ،شتيح ،جهود المستشرقين في تحقيق المخطوطات العربيّة –المستشرقون األلمان
أنموذجاً ،-مجلّة التراث ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،ع ،2013 ،7ص.17
[[[ -يع ِّرف أحمد مختار عمر المعجم التاريخي بأنَّه« :يُعنى بتط ّور الكلمة على م ّر العصور سواء في جانب لفظها أو
جل بداية دخولها اللّغة وأصولها االشتقاقيّة ،ويتتبّع تط ّورها حتّى نهاية فترة الدراسة أو
معناها أو طريقة كتابتها ،ويس ّ
نهاية وجود الكلمة» ،انظر :البوشيخي ،الشاهد ،دراسات مصطلح ّية ،دار السالم ،القاهرة ،ط2012 ،1م ،ص.15
200
اللغوي
ّ طبع جز ٌء من املعجم من أ ّول حرف الهمزة إىل (أبد) بعنوان (املعجم
التاريخي) ،وهو معجم جمع اللغة العربيَّة القدمية ،وقد ُرت ِّب عىل املصادر ،قىض ّ
(فيرش) أربعني سنة يف جمعه وتنسيقه ،وقد ق َّدم جذاذاته إىل مجمع اللغة العرب َّية
مبرص ،كان دافع تأليف هذا النوع من املعاجم هو افتقار املعاجم العرب َّية إىل
معنى اشتمل عليه اللَّفظ عىلً كل
كل حالة ،فكان هذا املعجم يعتمد يف ّ الشواهد يف ّ
شواهد من الشعر الجاهيل واألموي تحدي ًدا ،وتَ َّم اإلعالن عن املرشوع أل َّول مر ٍة عام
( )1907أثناء انعقاد مؤمتر الفيلولوجيني األملان يف (بازل) ،ث ّم يف املؤمتر الدويل
املنعقد للمسترشقني يف (كوبنهاجن) عام (.)1908
وحتّى يكون صنع املعجم دقيقًا جعل له (فيرش) ح ًّدا زمنيًّا ميت ّد من عرص الجاهليَّة
إىل نهاية القرن الثالث الهجري ،وقد أشار إىل ذلك بقوله« :فاملعجم يتناول بقدر
كل الكلامت التي جاءت يف اآلداب العرب َّية مبتدئاً بالكتابة اإلمكان بحث تاريخ ّ
املنقوشة املعروفة بكتابة النمَّ رة من القرن الرابع امليالدي ومنته ًيا بالعهد السابق
ذكره (نهاية القرن الثالث الهجري ،أي حتّى نهاية ما وصلت إليه اللغة العربيَّة من
كامل)»[[[ ،وقد ت ّم جمع اللغة العربيَّة القدمية يف هذا املعجم معتم ًدا عىل الشعر
من بدايته إىل العرص األموي ،وكذا اعتمد لغة القرآن ولغة الحديث ،ولغة املؤ ّرخني،
واستغل املواد املعجم ّية التي خلّفها (فليرش) ( ،)Fleischerو (توربيكه) (،)Torbike
و (جولدسيهر) ( ،)Goldziherوغريهم.
واألصمع َّيات والحامسة والهاشم َّيات وشعر املرايث ،...ويف الحديث اعتمد عىل
البخاري وأجزاء من تاريخ الطربي ،إذ بلغ عدد الجذاذات عام ( )1918اثني عرش
ألف جذاذة ،وكان ذلك مبساعدة بعض األملان واملرصيني[[[.
نرش القسم األ َّول من املعجم عام ( )1967بالقاهرة ،من طرف مجمع اللغة
العربيَّة ،يحتوي املعجم عىل ( )126صفح ًة منها ( )36صفح ًة ملق ّدمة املؤلّف،
إضافة إىل صفحة التصدير التي كتبها األمني العام للمجمع (إبراهيم مدكور) ،وقد
حظيت املق ّدمة برشح الجهود العرب َّية يف صناعة املعاجم ،وكذا الجهود االسترشاق َّية
يف هذا املجال ،وذكر (فيرش) النقائص التي اعرتت املعاجم العرب َّية والغرب َّية ،وح َّدد
أهداف تأليف معجمه واملصادر التي اعتمدها يف جمع ما َّدته ،واملنهج الذي ات َّبعه،
عرصي يساير التط ّور العلمي ،وذكر ٍّ يب
وص َّور طموحاته للوصول إىل معجمٍ عر ٍّ
الخطَّة التي اعتمدها يف ترتيب معجمه.
وقد وضع بعد ذلك ( )18صفحة للكتب التي نقل عنها شواهده ،ون َّبه يف
صفحتني عىل األلفاظ األعجميَّة التي كتبها بالحروف العربيَّة ،وأضاف صفحتني
لرموز أخرى ،وباقي الصفحات كانت ملواد املعجم.
-2منهج املعجم
[[[ -العقيقي ،نجيب ،المستشرقون ،دار المعارف ،مصر ،ط1964 ،1م،ج ،2ص.416 ،415
202
التاريخي
ّ الذي ق َّدمه ملجمع اللغة العرب َّية بالقاهرة ،رصد فيه طريقة تأليف املعجم
الكبري للُّغة العرب َّية ،وقد ذكر األسس التي تقوم عليها نظريّته يف معجمه يف مق ّدمته
بقوله« :ال ينشأ املعجم عىل أساس بقيَّة املعاجم العربيَّة التي نرشت قدميًا وحديثًا،
وال يقتدي بأسلوبها؛ بل ميتاز عنها بأشياء مه َّمة تع ّرف ممَّ هو آت»[[[ ،حيث يرى أ َّن
املعاجم العرب ّية القدمية أقصت املفردات غري الفصيحة من دراستها ،ويذهب إىل
أ َّن «جميع الكلامت املتداولة يف لغة ما ،لها حقوق متساوية فيها ،ويف أن تعرض
كل البعدوتستوضح أطوارها التاريخيّة يف معجامتها ،ولك َّن املعجامت العربيّة بعيدة ّ
عن وجهة النظر هذه ،إذ إنَّها ال تعالج الناحية التاريخيّة ملفردات اللغة؛ بل تقترص
عىل إيضاح االتّجاه النموذجي لها ،أعني أ َّن مص ّنفيها إنَّ ا أرادوا التفرقة الدقيقة
بني الفصيح من العرب ّية وغري الفصيح ،وذلك بوضع قانون لالستعامل الصحيح
لغوي دقيقٍ عند اللغويني،
ٍّ ٍ
إحساس شك -عىلويدل هذا االت ّجاه -دون ّ ّ للكلامت،
والتوسع»[[[ ،وعليه فإ َّن فيرش
ّ ولك َّنه عاق الق َّوة الحيويَّة الدافعة يف اللّغة عن التق ّدم
التاريخي الذي يتت َّبع تط ّور دالالت الكلمة عرب
ّ يرى أ َّن املعجم املثايل هو املعجم
العصور ،دون أن تكون الفصاحة رشطًا لها ،فهو يرى أ َّن التفريق بني الفصيح وغريه
إعاقة للّغة عن التق ّدم ،إلَّ أنَّه كان يدرك أ َّن مراعاة فصاحة الكلمة له منافع يف الحفاظ
عىل اللغة ،فهو يريد تتبُّع اللغة يف عصورها املختلفة ،سواء ما كان منها قدميًا أو
حديثًا ،وفيام يأيت أعرض أه ّم أسس املنهج التي قام عليها املعجم:
اعتمد (فيرش) يف منهجه عىل أربعة أصناف من الشواهد اللغويَّة العربيَّة ،ع َّدها
مميِّز ًة للُّغة العربيَّة هي[[[:
[[[ -تقرير خاص بطريقة تأليف المعجم التاريخي الكبير للّغة العرب ّية ،أوغست فيشر ،ملحق في مجلّة المقتطف،
مج ،114ج ،3ص.36-3
[[[ -الحمزاوي ،محمد رشاد ،تاريخ المعجم التاريخي العربي في نطاق العرب ّية :المبادرات الرائدة ،مجلّة المعجم ّية،
ع ،56ص.26
[[[ -بدوي ،عبد الرحمن ،موسوعة المستشرقين ،ص.405
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 203 صناعة املعجم
السري واملغازي.
ـ لغة النرث الواردة يف ّ
ـ لغة الحديث النبوي الرشيف.
وترتيب املصادر عىل هذا النمط ترتيب منطقي ،ذلك أ َّن العرب كانوا يعتمدون
عىل الشعر الجاهيل ولسان عرب الجاهل ّية يف فهم املفردات الواردة يف القرآن
طبيعي
ٌّ الكريم والحديث النبوي الرشيف ،ولهذا جاء الرتتيب التاريخي للشواهد
معجم تاريخيًّا.
ً بهذا الشكل ،إضافة إىل كون املعجم
التارخيي
ّ املوجه
ّ
وهذه الوجهة ترصد تط ّور معاين الكلمة يف جميع األطوار التي م َّرت بها ،وتذكر
كل كلم ٍة ذكرت بسبب شواهدها مرت َّب ًة ترتي ًبا تاريخ ًّيا ،لك َّن ترتيب املعاين ال يكون يف ّ
معنى واحد ،ومنها ما يكون
ً لكل كلمة ،فمن الكلامت ما يكون لها عدم تع ُّدد املعاين ّ
مستقلن
ّ معنوي ،وهو ما يشري إىل أنّهام معنيان
ّ أي ٍ
رابط لها أكرث من معنى ،وليس بينها ّ
وليس أحدهام تط ّو ًرا عن اآلخر .مثاله :ذكر معاين (أَبَد) وأ ّولها :الدهر الطويل غري
املح ّدد ،وذكر أ ّولً تعريف األبد عن الراغب يف املفردات ،ث ّم ذكر الشواهد الشعريّة
لهذا املعنى ،وهي عىل الرتتيب :بيت لطرفة ،بيت لزهري ،بيت لحسان ،بيت لجرير،
[[[ -وهو رأي إبراهيم مدكور في تصديره للجزء المطبوع من المعجم ،لكن خالفه محمد رشاد الحمزاوي بأ َّن الذي
أوعز فيشر بفكرة المعجم التاريخي هو المستشرق توربيكه ،وهيرديكن.
[[[ -عبد العزيز ،مح ّمد حسن ،المعجم التاريخي للّغة الع ّربية وثائق ونماذج ،دار السالم ،ط2008 ،1م ،ص.54
204
بيت من النقائض لخداش بن برش ،بيت للطرماح ،بيت من الكامل البن األثري ونفح
الطيب للمقري غري منسوب ،ثم ذكر مثالني من امليداين ،ث ّم عبار ٌة من كتاب األموال
أليب عبيد ،ث ّم عبار ٌة من أساس البالغة للزمخرشي ،ث ّم عبار ٌة من املغرب للمطرزي،
إل ما جهل قائله أو مل يعرف تاريخه[[[ . وقد رت َّب الشواهد ترتيبًا تاريخيًا ّ
االشتقاقي
ّ املوجه
ّ
تتناول هذه الوجهة البحث عن أصل الكلمة ونسبها ،ويرتبط بها علم ضبط الهجاء،
فت ّد إىل أصولها بقدر اإلمكان ،وذكر أ َّن مؤلّف املعجم ال ب َّد أ َّما الكلامت املع َّربة ُ َ
أ ْن يكون متم ّك ًنا من اللُّغات السام َّية والفارس َّية والرتك َّية واليونان َّية والالَّتين َّية وغريها
الخاصة بالتصاريف َّ .أ َّما ذكره مشتقّات الكلمة فذكر أنّه مل يورد املشتقّات القياس َّية
اللغويَّة مثل :صيغ األفعال ،وصيغ أسامء الفاعل واملفعول ومصادر األفعال املزيد
خاص ذكرها مثل :حاكم ،شاهد، ّ معنى
ً خاص ،فإ ْن كان لها
ّ معنى
ً فيها إذا مل يكن لها
متحسب، ّ عامل ،قاض ،كاتب ،وا ٍل ،مؤذّن ،مسلم ،مؤمن ،مرشك ،مبتدأ ،مجتهد،
تأريخ ،تجنيس ،مزاوجة ،إسالم ،إضافة ،إقواء ،اقتضاب ،استدراك[[[ .ومن أمثلة ذكره
للمشتقّات :
(-أبت) :أبَت اليوم يأبِت ويأبُت أبتًا وأُبُوتًا ،وأبِت :اشت ّد ح ّره وغ ّمه وسكنت
ريحه[[[ .
ويؤب أبًا وأبي ًبا وأَبابًا وأَباب ًة وإبابةً :ته ّيأ وتج ّهز[[[ .
ّ يئب
أب اليشء ّ
(-أبب)ّ :
ونجد هنا أنَّه مل يذكر مشتقّات (أبت) و (أبب) القياسيّة كاسم الفاعل واسم املفعول
واضح إذ أورد مصادر الفعلني املتع ّددة .
ٌ ونحوهام ،لك ّن استقصاءه للمشتقّات
التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر :دراسة تقويم ّية،ّ [[[ -الحميد ،عبد العزيز بن محمد ،المعجم
بحث مقدّم إلى ندوة المعجم التاريخي للّغة العربيّة -قضاياه النظريّة والمنهجيّة والتطبيقيّة ،فاس 25-23ربيع الثاني
نقل عن موقع شبكة صوت العربيّةhttps://www.voiceofarabic.net/ar/arti�: 14311هـ 10- 8 /أبريل 2010مً ،
.2355/cles
[[[ -فيشر ،أوغست ،المعجم اللغوي التاريخي ،ص.28
[[[ -المصدر نفسه ،ص.27
[[[ -المصدر نفسه ،ص.23
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 205 صناعة املعجم
الترصيفي
ّ املوجه
ّ
تتناول هذه الوجهة تحديد الصيغ الترصيف َّية للكلمة ،أي ترصيف األفعال
ّ
الشك ،أ َّما الصيغ النادرة واألسامء ،ويكتفى باالستشهاد عىل الحاالت التي تحتمل
فيحسن إيراد جميع شواهدها ،ون َّبه إىل وجود صيغتني أو أكرث يف ترصيف الفعل أو
االسم ،وإىل عدم وجود بعض الصيغ التي كان ميكن استعاملها وفق القياس .مثاله
أب يده إىل سيفه:ر ّدها إليه ليستلّه[[[.
:أب (متع ّدياً) :ح ّرك ،مثالًَّ :
َّ
ه التعبريي
ّ املوج
ّ
تعتمد هذه الوجهة عىل تحقيق معنى الكلمة أو معانيها ،فإذا كان للكلمة ع ّدة
معانٍ تراعى قواعد مع َّينة لرتتيب تلك املعاين مثل أن :
أ -يذكر دامئًا املعنى األ ّول للكلمة التي لها معانٍ مختلفة ،وهو ما يؤخذ من
اشتقاق الكلمة.
ٍ
ونبات بكل حيوانٍ
وت ُو َرد الكلامت التي ت ُناقض الكلامت املذكورة ،ويُع ّرف ّ
العلمي ،مثاله :ذكر معنيني لـ (أبو جاد):
ّ كامل ،وتذكر فصيلته واسمه
ً وجام ٍد تعريفًا
األ ّول مبعنى (أبجد) ويقصد به حروف املعجم ،وهو حقيقي ،والثاين مجازي مبعنى
مبادئ التعليم املدريس ،ويكون هنا ق ّدم الحقيقي عىل املجازي[[[ .
ه النحوي
ّ املوج
ّ
تكشف هذه الوجهة عن جميع الصالت التي تربط كلم ًة بأخرى ،وتتناول ترتيب
ٍ
كلامت لها مواضع مع َّينة يف السياق ،مثل« :فقط ،إنّ ا ،أيضً ا ،وغريها» ،ومراعاة
استعامل مطلقًا جائز؟ ،هل
ً املضمر أو املحذوف ،ومعرفة هل استعامل الكلمة
الفعل متع ٍّد أم الزم؟ ،متى ظهر هذا التعبري أو ذاك للكلمة أل ّول م ّرة أو آخرها،
وأين؟[[[.
وتبدو عنايته باملسائل النحويّة جل َّية يف الجزء املطبوع ،وقد يكون ظهورها فيه
الشتامله عىل جزء من حرف الهمزة ،وهو موضع كث ٍ
ري من األدوات املتك ّونة من
إحدى صور الهمزة .
ه البياين
ّ املوج
ّ
اللزمة لها دامئًا ،كالرتاكيب أو التعابري
تكشف هذه الوجهة عن عالقات الكلمة َّ
خاص لعامل من عوامل البالغة ،ومن تلك ّ التي قضت روح اللغة بوضعها يف موضع
العالقات :
َب.
ب فالن وأل ّ
-صيغة اإلتباع واملزاوجة نحو :ساغب الغب ،حريب سليب ،وأ َر ّ
ف نَف ِ
ْس َو َل -صيغة املشاكلة كقوله تعاىلَ :و َمكَ ُروا َو َمكَ َر اللَّهُ ،تَ ْعل َُم َما ِ
رش جزائه ،ونحوها . ف نَف ِْسكَ ،كام تدين تدان ،جزاه ّ أَ ْعل َُم َما ِ
-صيغة التوكيد املشتقّة من االسم املؤكّد ،نحو :موتٌ مائت ،شع ٌر شاعر ،العرب
صدق صادق ،ونحوها . ٌ العاربة ،جه ٌد جاهد،
الَ ْم ُر
واحد كقوله تعاىل{ :لِلَّ ِه ْ
ٍ معنى
ً -صيغة ازدواج عبارتني متضا َّدتني للتعبري عن
خلْ َف ُه ْم ،البعيد والقريب ،الداين والقايص، ي أَيْ ِديه ِْم َو َما َ
ِم ْن َق ْب ُل َو ِم ْن بَ ْعدُ }َ ،ما بَ ْ َ
.2355/https://www.voiceofarabic.net/ar/articles
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 207 صناعة املعجم
األسلويب
ّ املوجه
ّ
اللغوي الذي تستعمل فيه الكلمة أو التعبري أو الرتكيب
ّ تح ّدد هذه الوجهة املحيط
خاصا كلغة القرآن والحديث ،وأسلوب الشعر والنرث ،واألسلوب ًّ استعامل عا ًما أو
ً
معي ،حيثّف َّ خاصا كاألسلوب الشخيص ملؤل ٍ ًّ التاريخي ،وأسلوب الفنون ،أو ّ
خاص به[[[ .
ٌّ أسلوب
ٌ يستعمل كلم ًة أو تركيبًا معيَّ ًنا غالبًا ،أو يكون له
ح َّدد (فيرش) مجال مصادر املعجم بقوله« :يتناول الكلامت املوجودة يف القرآن
والحديث والشعر واألمثال واملؤلّفات التاريخ َّية الجغراف َّية ،وكتب األدب والكتابات
املنقوشة واملخطوطات عىل أوراق الربدي وعىل النقود ...وقد استثنيت من ذلك
توسعت يف أخذ املصطلحات منها»[[[. أن َّ يف الغالب الكتب الفنيَّة إلَّ ِّ
وقد أورد (فيرش) يف الجزء املطبوع من معجمه قامئ ًة باملصادر واملراجع التي
يئ بذكر املخترص الذي
استقى منها شواهده وتعليقاته ،ورسدها عىل الرتتيب األلفبا ّ
يشري إىل املصدر يف ثنايا املعجم ،وأمامه اسمه كامالً ،وقد وصل عدد املصادر إىل
( )292مصدرا ً[[[ ،منها العربيَّة وغري العربيَّة ،وفيام يأيت أذكر بعضها:
قصد من املصادر ٍ ومم يُالحظ عىل قامئة مصادره أنَّها «اختريت يف ُجلّها وعن ّ
املجموعة التي حقّقها ونرشها املسترشقون دون غريهم ،ولقد اختلطت فيها
يفصل بني النصوص األصول النصوص املد ّونات باملراجع الثانويّة ،أل َّن املؤلّف مل ِّ
واملراجع الثانويّة التي يستعني بها لالستدراك عىل بعض السقطات أو الفراغات يف
النصوص األصليّة ،فلقد حرش النوعني من النصوص يف زمر ٍة واحدة ،كأنّها متساوي ٌة
التاريخي»[[[.
ّ يف القيمة من حيث صلتها باملعجم
[[[ -بركة ،بسام وآخرون ،نحو معجم تاريخي للّغة العرب ّية ،المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات ،بيروت ،ط،3
،2014ص.24
العربي في نطاق العرب ّية :المبادرات الرائدة ،مجلة المعجم ّية،
ّ [[[ -الحمزاوي ،مح ّمد رشاد ،تاريخ المعجم التاريخي
تونس ،ع ،1990 ،6-5ص.26
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 209 صناعة املعجم
ف َّرق (فيرش) يف مداخل معجمه بني الكلامت العربيّة واألعجميّة ،فرتَّب املداخل
العرب ّية عىل املا ّدة األصل ّية مج َّرد ًة من الزوائد ،ووضع تحتها مشتقّاتها ،مثالها:
تصديره معجمه بذكر بعض أنواع األلف يف مداخل منفصلة عىل النحو اآليت :
بدأ بحرف األلف عا ّمة ،ث ّم ألف االستفهام ،ث ّم حرف القسم ،ث ّم ألف النداء ،ث ّم (إ)
ح) يف مداخل مستقلّة ،وبعد أ ْن ذكر عد ًدا من الكلامت األعجميّة ث ّم (آ) ث ّم (آء) ث ّم (آ ِ
اشتق منه يف
مدخل آخر هو (أبب) وذكر تحته ما ّ ً أورد (أب) وأحال إىل (أبو) ،ثم ذكر
(أب) و (أُباب) و (إبّانٌ).
(إيتب) و ٌّ
َّ (أب) و
عناوين مستقلّة مثلَّ :
رصف بها وأ ّما املداخل األعجم ّية فرت ّبها بحسب صورتها التي هي عليها إذا مل يت َّ
خاصاً ،يوردها عىل صورتها التي هي ّ مدخل
ً لكل كلم ٍة أعجميَّ ٍة
العرب ،حيث جعل ّ
رصف بها العرب ،قال يف مق ّدمته: عليها ،دون أ ْن يعيدها إىل أصلٍ عر ّ
يب ،إلَّ إذا ت َّ
ٍ
أحرف تتَّبع الكلامت العرب ّية يف «والكلامت األعجم ّية املع ّربة الزائدة عىل ثالثة
رصف فيها العرب باالشتقاق ،مثل :إبريق ،دكّان ،ديباج ،أسوار، ترتيب املعجم إ ْن ت ّ
رساويل ،وهل ّم ج ّرا تجدها يف ما ّدة (برق ،دكن ،دبج ،سور ،رسول) وهل ّم ج ّرا ،أ ّما
رصف فيه العرب باالشتقاق فتعترب حروفه كلّها أصل ّية ،مثل :إبريسم ،إستربق، ما مل يت ّ
بنفسج ،سفرجل ،شطرنج ،وهل ّم ج ّرا [[[ ،ومن أمثلة الكلامت األعجم ّية :أورد بعد
ين) ،ث ّم (آهندال)
ين ،أسامنجو ّ
(آح)( ،آذين) ،ث ّم (آزاذمرد ،أزادمرد) ،ث ّم (آسامنجو ّ
وكل تلك الكلامت يف مداخل مستقلّة . وهي فارسيّةّ ،
وال يذكر املشتقّات القياس َّية إلَّ إذا جاء يش ٌء منها عىل غري القياس ف ُيذكر ،ويذكر
القيايس معه دالل ًة عىل وجوده ،وتذكر األسامء بعد األفعال ،وترت َّب ترتي ًبا هجائ ّياً .وما
حدث فيه زيادة أو اختلف يف اشتقاقه يوضع يف مكانني للتَّسهيل عىل من يستخدم
املعجم ،وما حدث فيه إبدال يوضع يف مكانه ويشار لألصل ،وما حدث فيه قلب
يوضع يف ما َّدته األصل َّية ،وما ع َّربته العرب واشتقَّت منه يذكر يف ما َّدته الثالث َّية[[[.
[[[ -ضيف ،شوقي ،مجمع اللّغة العرب ّية في خمسين عاماً ،د.ن ،ط1984 ،1م ،ص160-151
نصار ،حسين ،المعجم العربي نشأته وتط ّوره ،ج ،2ص.590
[[[ّ -
[[[ -ضيف ،شوقي ،مجمع اللّغة العربيّة في خمسين عاماً ،د.ن ،ط1984 ،1م ،ص.152 ،151
[[[ -بدوي ،عبد الرحمن ،موسوعة المستشرقين ،ص.406
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 211 صناعة املعجم
-أخذه كلامت املعجم مبارش ًة من النصوص العربيَّة ،مع اإلشارة إىل املصادر
املأخوذة منها.
التاريخي.
ّ -تبيني املعجم نشوء الكلمة بحسب وجودها
-تبيني اختالف دالالت الكلامت بحسب اختالف األقطار التي تستعمل فيها.
-امتيازه بحسن ترتيب املا َّدة وفروعها ليسهل االهتداء إىل املقصود منها ،ول ُيعرف
تاريخ تط ُّور الكلمة يف ال ّداللة عىل املعاين املختلفة.
-غناه بالشواهد وكرثة املراجع املختلفة ،ما يرشد الباحث إىل املعنى الحقيقي
للكلمة الذي ال يجده يف املعجامت التي تخلو من الشواهد.
-رشح وتبيني املعنى الحقيقي لبعض الكلامت الواردة يف بعض املصادر العرب َّية
السام ّية
يتوصل إىل تفسريها مؤلّفو املعاجم القدمية ،لعدم معرفتهم باللُّغات َّ
ّ التي مل
وعادات بعض األمم التي كانت تجاور العرب.
-ق َّدم فيرش تقرير نظريّته يف تأليف املعجم التاريخي الكبري للّغة العرب ّية إىل
بي فيه املعجم املثايل يف نظره ،لك َّنه حينام بدأ بصنع مجمع اللّغة العرب ّية بالقاهرةَّ ،
املعجم مل يلزم نفسه بكل ما ذكره يف خطّته ،ألنَّه مل يستطع القيام به وحده ،ذلك أنَّه
[[[ -عبد العزيز ،محمد حسن ،المعجم التاريخي للعرب ّية وثائق ونماذج ،ص.29
212
يت مكثَّف.
جامعي أو مؤسسا ّ
ٍّ عمل يحتاج إىل ٍ
جهد ٌ
-يرى بعض الباحثني «أ َّن فيرش وإن اهتم أحياناً بالتأصيل ،فإ َّن معجمه ليس
تاريخيًا باملعنى الدقيق ،فقد وقف (فيرش) فيام جمعه من ما َّد ٍة عند القرن الرابع
الهجري ،وهو القرن نفسه الذي وقفت عنده املعاجم العربيَّة القدمية»[[[ ،وحتّى
معجم تاريخ ًيا باملعنى العلمي الدقيق الب َّد من استكامل الفرتة املتبق َّية من
ً يكون
تاريخ اللغة والتي تق ّدر بحوايل عرشة قرون[[[.
-توقّفت املادة العلميّة ملعجم فيرش عند حرف الهمزة تحدي ًدا «أبد» ومل يت َّمه،
ورغم الجهد املبذول إلخراج هذا العمل إلَّ أنَّه مل يصل إىل مستوى الرباعة التي
اتَّسمت بها املعاجم القدمية التي ق َّدمها املعجم ّيون العرب القدامى ،والتي ُعنيت
بتاريخ الكلمة وتط ّورها.
-االضطراب يف التفريق بني املعنى الحقيقي واملجازي ،فرغم أنَّه نبَّه إىل بعض
املعاين املجازيَّة إلَّ أنَّه أهمل بعض املعاين املجازيَّة األخرى ظ َّناً منه أنَّها حقيقيَّة،
وهو املأخذ الذي لحظه عبد القادر املغريب يف قوله-« :وإن أشار إىل أ َّن من املعاين
ما هو حقيقي وما هو مجازي -لكنه أبهم التفرقة بني املعاين الحقيق ّية واملجازيّة
إبها ًما يوقع يف حري ٍة من تف ُّهم ما يقرأ ...ويضيف :ومن تأ َّمل كالم املؤلّف وجده
يف تصنيفه ملعاين (أخذ) قد أقام االختالف يف الفاعل أو املفعول أو املتعلّق سببًا
لجعل الفعل الواحد فعلني ،واعتبار معناه معنيني»[[[.
-إدراجه لبعض املعاين ذات املعنى الواحد تحت معانٍ متع ّدد ٍة ،ظناً منه أنَّها
معانٍ متع ّددة ،وهو أمر ال يكاد يسلم منه أعجمي ،مثاله :ما ذكره يف معاين َّ
(أب)
وواضح أ َّن املعنى واح ٌد للفعل ٌ .وأب فالناً :قصده[[[.
َّ ومنها :أَ َّ
ب أبَّه :قصد قص َده
[[[ -عبد العزيز ،محمد حسن ،المعجم التاريخي للعربية وثائق ونماذج ،ص.236
[[[ -أبو الريش ،صابرين مهدي علي ،المعجم التاريخي ودوره في الحفاظ على الهويّة وإحياء الماضي وإثراء الحاضر
والمستقبل ،حوليّة كلّية الدراسات اإلسالميّة والعربيّة للبنات ،اإلسكندريّة ،ع ،32ص.235
العربي ،القاهرة ،مج ،24ج ،4ص.504-501
ّ [[[ -المغربي ،عبد القادر ،معجم فيشر وصفه ونقده ،مجلّة المجمع العلمي
[[[ -فيشر ،أوغست ،المعجم التاريخي ،ص.25
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 213 صناعة املعجم
َصد) ،لك ّنه يف األ ّول غري متع ٍّد ،ويف الثاين متع ٍّد إىل مفعول[[[.
وهو (ق َ
-اعتامده عىل مصادر العرب َّية األصل َّية مبجاالتها املختلفة لالستشهاد عىل
املعاين ،مثل :كتب التاريخ والرحالت واألدب وغريه ،التي حقّقها ونرشها
املسترشقون دون غريهم ،ولقد اختلطت فيها املصادر األصليّة باملراجع الثانويّة،
فجمع النوعني من املصادر يف زمر ٍة واحدة ،كأنّها متساوي ٌة يف القيمة من حيث
التاريخي ،ومل يرجع إىل املعاجم العرب َّية إلَّ يف مواضع نادرة.
ّ صلتها باملعجم
التوسع ،فجاءت
ّ -متيّزت بعض أبواب النحو واللغة يف املعجم باالقتضاب وعدم
ٍ
وتصحيحات لغويَّة. تعليقات موجز ٍة
ٍ أغلب أبحاثه عبار ًة عن
ثالثاً :املعجم التاريخي العريب والجهود املعجم ّية العرب ّية الحديثة
يُع ُّد معجم (فيرش) من أفضل معاجم املسترشقني التي كان لها تأثري إيجايب يف
املتخصصني يف صناعة
ّ دفع مشاريع الدراسات املعجميَّة العربيَّة عند الكثريين من
املعجم العريب ،وتوالت بعدها الجهود واالقرتاحات بإقامة الندوات واملؤمترات
الدول َّية حول موضوع املعجم التاريخي للّغة العرب ّية وإشكال ّياته[[[ ،حيث دعا
الكثريون إىل اقتفاء أثر (فيرش) يف صناعة املعجم ،ورأوا أنَّه املعجم الذي يل ّبي
الحاجة القامئة ،يستوي يف هذه الدعوة بعض املسترشقني ،وكذا بعض العرب الذين
تاريخي للعربيَّة تأث ّ ًرا مبعجم (فيرش) ،منهم إسامعيل
ٍّ تب ّنوا الدعوة إىل صناعة معجمٍ
مظهر ،اختاره فيرش ليعمل معه بعد أ ْن نال املوافقة عىل جذاذات معجمه التي عرضها
عىل املجمع مع عدد من الباحثني ،لقراءة الكتب وجمع غريب األلفاظ ،وجمع
خاصة ،ومل ّدة عامني أرشف إسامعيل مظهر عىل هذا العمل، ّ الشواهد يف جذاذات
إىل أ ْن سافر فيرش إىل أملانيا يف صيف 1939م ،وعمل إسامعيل مظهر يف مرشوع
تاريخي .وعلّل دعوته باقتصار
ّ فيرش له أثر كبري يف اقتناعه بحاجة العرب ّية إىل معجم
املعاجم العرب ّية عىل املعاين الحقيق ّية دون املجازيّة أو الجديدة ،وذكر أنّه وقع
التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر :دراسة تقويم ّية ،نقلً
ّ [[[ -الحميد ،عبد العزيز بن محمد ،المعجم
عن موقعhttps://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355 :
التاريخي للُّغة العربيَّة المنعقد بفاس
ّ ولعل آخر تلك الجهود واالقتراحات هو المؤتمر الدولي حول المعجم
َّ [[[-
أيّام 10-8 :أفريل 2010م.
214
لكثري من اللغات الح ّية ما وقع للعرب ّية [[[.ودعا إبراهيم يوسف إىل تجنيد علامء اللغة
العلمي يف العرصّ من عرب ومسترشقني لوضع معجم للعرب ّية الفصحى مالئمٍ للتط ّور
الراهن ،من خالل مقاله املوسوم (معجم اللّغة الضادي -أمنية تتحقَّق .[[[)-وتأث ّر
معجم تاريخيّاً،
ً عبد الله العالييل باالتّجاه السائد يف صناعة املعجم ،وهو أ ْن يكون
فحاول تطبيقه يف معجمه (املرجع) الذي صدر الجزء األ ّول منه عام 1963م عن
مكتبة الفرح الحديثة يف بريوت[[[ ،فرسم العالييل خطّة للمعجم التاريخي ،بحيث
يكشف املعجم عن أساس املا ّدة اللغويّة وعن تط ّورها الفيلولوجي والداليل حتّى
وقتنا الحارض ،وقد أ ّرخ لأللفاظ ودالالتها باإلشارة إىل العرص الذي وجدت فيه
الكلمة أو املعنى أو االستعامل[[[ .ورغم الجهد الواضح لتأليف العالييل معجمً
تاريخ ًيا للُّغة العرب ّية ،إلَّ أنَّه ال يع ُّد من قبيل املعاجم التاريخ ّية؛ أل َّن أغلب مصادره
هي عبارة عن مصادر ثانويّة تتمثّل يف املعاجم العربيّة السابقة ،ومل يعتمد عىل مد ّونة
نصوص لغويّة متن ّوعة الزمان واملكان والبيئة الجغرافيَّة .هذا ويرى عبد الله الجبوري
أ َّن العالييل« :قد بالغ يف إيراد األلفاظ املع ّربة والدخيلة ،فأدخل الضيم عىل معجمه
بإثقاله باملصطلح العلمي الجديد ،وبألفاظ حضاريّة وأجنب ّية غطَّت عىل بريق
العريب
ّ السمت اللّغوي العريب»[[[ .وق ّدم عيل توفيق الحمد اقرتاحات حول املعجم َّ
يف نهاية بحث طويل بعنوان (بطرس البستاين وجهوده املعجميّة) ،دعا فيه إىل وضع
تاريخي يؤ ّرخ للكلمة وتاريخ ظهورها واستخدامها ،وتط ّور معانيها. ٍّ معجمٍ
ومؤسسات إلطالق مرشوع املعجم التاريخي ،منهاّ وقد تص ّدت مجموعة جهات
التاريخي والدعوة إىل أ ْن
ّ جمع ّية املعجم ّية العرب ّية بتونس التي اهت ّمت باملعجم
التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر :دراسة تقويميّة ،نقلً
ّ [[[ -الحميد ،عبد العزيز بن محمد ،المعجم
عن موقع.https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355 :
[[[ -يوسف ،إبراهيم ،معجم اللّغة الضادي -أمنية تتحقّق ،-مجلّة المقتطف،مج ( ،)98ج1359 ،1هـ1941/م،
ص.38-34
العربي
ّ العربي – مفهومه ،وظيفته ،-مجلّة المعجم ّية( ،وقائع ندوة المعجم
ّ التاريخي
ّ [[[ -الحمد ،علي توفيق،المعجم
التاريخي :قضاياه ووسائل إنجاز) ،ع 1409 ،6-5هـ1989/م ،و1410ه1990/م ،ع ،6-5ص.103
[[[ -الحميد ،عبد العزيز بن حميد« ،منهج أوغست فيشر في المعجم التاريخي» ضمن كتاب« :نحو معجم تاريخي
للّغة العربيّة» ،المركز العربي لألبحاث والدراسة السياسات ،بيروت ،ط2004 ،1م ،ص.101
[[[ -الجبوري ،عبد الله ،بحوث في المعجم ّية الع ّربية ،مطبعة المجمع العراقي ،العراق ،ط2004 ،1م ،ص.127
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 215 صناعة املعجم
النص ،إحسان ،مشروع المعجم التاريخي للّغة العربيّة مسيرة وتاريخ ،ج ،1ص.36 ،35
ّ [[[-
[[[ -اآلغا ،محمد هبه ،علماء اللغة في الشارقة يطلقون مشروع المعجم التاريخي ،نقلً عن موقع جسد الثقافة:
showthread.php/aljsad.org://http
[[[ -أبو الريش ،صابرين مهدي علي ،المعجم التاريخي ودوره في الحفاظ على الهويّة ،ص.243
216
خامتة
رغم األهم ّية واملكانة التي تحتلُّها اللغة العرب َّية بني اللُّغات الح َّية قدميًا وحديثاً،
املعجمي لدى العرب فرت ًة كبري ًة من الزمن ،وهذا باعرتاف ّ ورغم ازدهار التأليف
تاريخي يؤ ّرخ لحياة
ٍّ املسترشقني أنفسهم ،فإ َّن اللغة العرب َّية مل تحظ إىل اليوم مبعجمٍ
ألفاظها ،ويتتبَّع التط ّورات التي طرأت عليها عىل مدار تاريخها ،عىل غرار متكُّن ع َّدة
لغات أخرى من ذلك اإلنجاز اليوم ،وبناء عىل ما تق َّدم نخلص إىل ما يأيت: ٍ
-بروز ظاهرة التأث ّر والتأثري بني العرب واملسترشقني ،وتف ُّوق املسترشقني فيام
التاريخي
ّ تجسد ذلك يف صناعة املعجم عا َّمة ،واملعجم ّ يخص مناهج البحث، ّ
خاص ًة ممث ًَّل يف مرشوع املسترشق األملاين فيرش.
ّ
التاريخي للُّغة العرب ّية يف العرص الحديث،
ّ -أ َّول من أشار إىل فكرة املعجم
خص اللغة العرب َّية
َّ كان املسترشق األملاين فيرش ،ف ُع َّد أ ّول مرشوع غري مكتملٍ
ج ُّل املعاجم مبعجم تاريخي ،رغم أ َّن فكرة املعجم التاريخي قامت عىل فكرتها ُ
العربيّة القدمية ابتدا ًء من كتاب العني للفراهيدي مرو ًرا بالفريوز آبادي والزمخرشي
والزبيدي ،والتي كانت ت ُعنى بتاريخ الكلمة وتط ّورها.
-عمق تجربة (فيرش) يف ميدان الدراسة املعجم ّية العرب ّية من رياد ٍة وجرأة ،وقد
لكل كلامت اللغةتاريخي للعرب َّية ،حاول فيه التأريخ ّ
ٍّ جاء مرشوعه لصناعة معجمٍ
العربيَّة يف الفرتة التي ح َّددها.
يتغي ،وخري
حي ّ -تأث ّر (فيرش) باملناهج الغرب َّية يف لغاتهم ،أل َّن اللغة لديهم كائ ٌن ٌّ
ما ميثّلها كتب النصوص ال املعاجم.
-االهتداء بسهولة إىل معاين الكلامت ،وهو راجع إىل حسن ترتيب ما َّدة املعجم؛
وبالتايل التع ّرف عىل تاريخ تط ُّور الكلمة يف الداللة عىل املعاين املختلفة.
-غنى املعجم بالشواهد وكرثة املراجع املختلفة ،التي ترشد الباحث إىل املعنى
الحقيقي للكلمة ،وهو ما تخلو منه أغلب املعاجم.
ّ
العريب عند املستشرق األلماين فيشر 217 صناعة املعجم
املصادر واملراجع
الكتب
1 .1أحمد الرشقاوي إقبال ،مق ّدمة معجم املعاجم ،دار الغرب اإلسالمي ،بريوت،
ط1993 ،2م.
2 .2بركة ،بسام وآخرون ،نحو معجم تاريخي للّغة العرب ّية ،املركز العريب لألبحاث
ودراسة السياسات ،بريوت ،ط.2014 ،3
3 .3بدوي ،عبد الرحمن ،موسوعة املسترشقني ،دار العلم للماليني ،بريوت ،ط،3
1993م.
4 .4البوشيخي ،الشاهد ،دراسات مصطلح ّية ،دار السالم ،القاهرة ،ط2012 ،1م.
6 .6ابن خلدون ،املق ّدمة ،دار الجيل ،بريوت ،د.ط ،د.ت.
7 .7ضيف ،شوقي ،مجمع اللّغة العرب ّية يف خمسني عاماً ،د.ن ،ط1984 ،1م.
8 .8عبد العزيز ،محمد حسن ،املعجم التاريخي للّغة العرب ّية وثائق ومناذج ،دار
السالم ،ط2008 ،1م.
9 .9العقيقي ،نجيب ،املسترشقون ،دار املعارف ،مرص ،ط1964 ،1م ،ج.2
1010عمر ،أحمد مختار ،صناعة املعجم الحديث ،عامل الكتب ،ط2009 ،1م.
1111فيرش ،أوغست ،املعجم اللّغوي التاريخي ،تصدير :إبراهيم مدكور ،الهيئة العامة
لشؤون املطابع األمرييّة ،القاهرة1968 ،م.
نصار ،حسني ،املعجم العريب نشأته وتط ّوره ،دار مرص للطباعة ،مرص ،ط،1
ّ 1212
1988م ،ج.2
1313هيود ،جون آ ،املعجم ّية العرب ّية ،تر :عناد غزوان ،مطبعة املجمع العلمي العراقي،
بغداد ،ط2004 ،1م.
218
ّ
املجلت
1 .1أحمدي ،الطيب توفيق ،معجم املسترشق أوغست فيرش وصفه ونقده ،مجلّة
املجمع العلمي العريب ،العراق ،مج ،24ج.4
2 .2عبد التواب ،رمضان ،معجم العرب ّية الفصحى (الصادر يف أملانيا الغرب ّية) ،مجلّة
مجمع اللّغة العرب ّية ،القاهرة ،ع.1984 ،53
4 .4الحمزاوي ،محمد رشاد ،املعجم العريب املعارص يف نظر املعجم ّية الحديثة،
مجلّة مجمع اللغة العرب ّية ،دمشق ،مج ،78ج.4
5 .5أبو الريش ،صابرين مهدي عيل ،املعجم التاريخي ودوره يف الحفاظ عىل الهويّة
وإحياء املايض وإثراء الحارض واملستقبل ،حول ّية كلّية الدراسات اإلسالم ّية
والعرب ّية للبنات ،اإلسكندريّة ،ع.32
يب،
6 .6املغريب ،عبد القادر ،معجم فيرش وصفه ونقده ،مجلّة املجمع العلمي العر ّ
القاهرة ،مج ،24ج .4
7 .7يوسف ،إبراهيم ،معجم اللّغة الضادي -أمنية تتحقّق ،-مجلّة املقتطف ،مج (،)98
ج 1359 ،1هـ1941 /م.
8 .8بن يوسف ،شتيح،جهود املسترشقني يف تحقيق املخطوطات العرب ّية -املسترشقون
األملان أمنوذجاً ،-مجلّة الرتاث ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،ع.2013 ،7
2. https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355.
3. http://www.ida2at.com