You are on page 1of 24

‫العريب‬

‫ّ‬ ‫صناعة املعجم‬


‫عند املسترشق األملاين فيرش‬

‫(*)‬
‫[[[‬
‫نرجس خبوش‬

‫ّ‬
‫امللخص‬
‫يسعى الباحث يف هذه الدراسة إىل كشف قدرة املسترشق اللغوية عىل التعامل‬
‫مع الرتاث العريب‪ ،‬من خالل جهوده يف مجال صناعة املعجم َّية بإنشائه ملعجمٍ‬
‫تقص أسس منهجه يف صناعة املعجم‪ ،‬وكيف ّية جمع‬ ‫ّ‬ ‫يب تاريخي‪ ،‬إىل جانب‬ ‫عر ٍّ‬
‫ما ّدته ومصادره املختلفة وقيمته‪ ،‬ث ّم أثره يف التآليف املعجم َّية التي جاءت بعده‪ .‬وما‬
‫ربر أهم ّية املوضوع أ ّن صناعة املعجم العريب من أقدم الصناعات املعجم َّية يف‬ ‫ي ّ‬
‫اللُّغات الح َّية وأغزرها كمًّ وأغناها نو ًعا؛ ولهذا فقد نال املعجم العريب اهتامم الكثري‬
‫من املسترشقني‪ ،‬وقد برع يف ذلك االسترشاق األملاين الذي نبع من نظر ٍة إيجاب َّي ٍة‬
‫تجاه الرتاث اإلسالمي ما أعانهم عىل التق ُّرب من العرب املسلمني ومن تراثهم‪،‬‬
‫تغي عرب العصور‪،‬‬ ‫فكانوا مهت ّمني بالتَّأريخ لحياة هذه اللغة‪ ،‬وتبيني ما اعرتاها من ُّ ٍ‬
‫الصناعة املعجم َّية‪ ،‬بتجسيد‬ ‫فجاءت محاولة (فيرش) من أه ّم املحاوالت يف مجال ِّ‬
‫فكرة وضع معجم عريب تاريخي‪ ،‬يجمع الكلامت العرب ّية ومعانيها‪ ،‬وقد ح ّدد الفرتة‬
‫الزمنية ابتداء من العرص الجاهيل وحتّى نهاية القرن الثالث الهجري‪.‬‬
‫املحرر‬
‫متخصصة باألدب العربي المعاصر‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ /‬الجزائر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫*‪ .‬أستاذة وباحثة‪،‬‬
‫‪196‬‬

‫الكلامت املفتاح ّية‪ :‬االسترشاق األملاين‪ ،‬أوغست فيرش‪ ،‬املعجم ّية العرب ّية‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫ريا‪ ،‬وذلك من خالل التصنيف‬ ‫أَوىل املسترشقون األملان اللغة العرب َّية اهتام ًما كب ً‬
‫والكتابة فيها‪ ،‬وترجمة كتبها‪ ،‬وتحقيقها‪ ،‬ونرشها منذ ٍ‬
‫وقت مب ٍّكرٍ‪ ،‬ويتف َّرد االسترشاق‬
‫زات قد ال تتوافر لدى االسترشاق يف البلدان الغرب َّية‪ ،‬فهم عىل األغلب‬ ‫األملاين مب ّي ٍ‬
‫مل تسيطر عليهم مآرب سياسيَّة‪ ،‬ومل تستمر معهم أهداف التبشري طوال مسريتهم يف‬
‫ح عدائ َّي ٍة ض ّد اإلسالم والحضارة اإلسالم َّية العرب َّية؛‬ ‫دراسة الرشق‪ ،‬ومل يتَّصفوا برو ٍ‬
‫ومع هذا يصعب وصف الجهود األملان ّية بالحياد املطلق‪ ،‬واملوضوع ّية النزيهة‪.‬‬
‫التعسف أن يظن املرء‬ ‫ّ‬ ‫فهذا املسترشق األملاين رودي بارت (ت‪ )1982‬يؤكّد أنَّه من‬
‫أ َّن يف إمكانه أن يعالج جهود األملان عىل أنَّها مطلقة‪ ،‬وأن يفصلها عن ارتباطها‬
‫باألوشاج واألربطة العامل ّية‪ ،‬وقد ات َّصفوا بحامسهم وح ِّبهم للُّغة العرب َّية‪ ،‬فربعوا يف‬
‫التصنيف يف شتّى علوم العرب ّية‪ ،‬وقد ملع نجمهم يف مجال الصناعة املعجم ّية‪،‬‬
‫إذ نال املعجم العريب اهتامم الكثري منهم‪ ،‬فظهر نشاطهم جل ًّيا من خالل خوضهم‬
‫تجربة التأليف يف املعاجم العربيّة بشتّى أنواعها‪ ،‬ومن تلك املحاوالت نجد محاولة‬
‫معجم لغويًّا تاريخ ًّيا‪ ،‬هو األ َّول من نوعه يف اللغة العرب َّية يف‬ ‫ً‬ ‫(فشري) الذي وضع‬
‫الدراسات االسترشاق ّية األملان ّية‪ ،‬بعد أن سمحت الحكومة املرصيَّة بذلك سنة‬
‫(‪1936‬م)‪ ،‬بنا ًء عىل اقرتاح مجمع اللغة العرب َّية‪ ،‬وقد كان (فيرش) أحد أعضائها‬
‫آنذاك‪ .‬وقد سعت هذه الدراسة إىل كشف قدرة املسترشق اللغوية عىل التعامل مع‬
‫يب‬
‫الرتاث العريب‪ ،‬من خالل جهوده يف مجال صناعة املعجم َّية بإنشائه ملعجمٍ عر ٍّ‬
‫لتقص أسس منهجه يف صناعة املعجم‪ ،‬وجمع ما ّدته ومصادره‬ ‫ّ‬ ‫تاريخي‪ ،‬يف محاول ٍة‬
‫املختلفة وقيمته‪ ،‬ث ّم أثره يف التآليف املعجم َّية التي جاءت بعده‪.‬‬

‫ّأو ًل‪ :‬االسترشاق وفن املعجم العريب‬


‫اهتدى علامء العرب َّية األوائل إىل وضع معاجم يف اللغة العرب َّية‪ ،‬والتي كانت‬
‫تد َّون يف رسائل لغويَّة يف النوادر والغريب واألسامء والصفات‪ ،‬دافعهم يف ذلك‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪197‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫الحفاظ عىل لغة القرآن الكريم من اللَّحن وال ُعجمة والضياع‪ ،‬ويف هذا يقول ابن‬
‫خلدون (‪808‬هـ)‪« :‬فاحتيج إىل حفظ املوضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية‬
‫ري من أمئَّة اللسان‬
‫الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث‪ ،‬فش َّمر كث ٌ‬
‫لذلك وأ ْملَوا فيه الدواوين»[[[‪ ،‬وتع ُّد صناعة املعجم العريب من أقدم الصناعات‬
‫كم وأغناها نوعاً‪ ،‬ذلك أ َّن املعجم ّيني العرب‬
‫املعجم َّية يف اللُّغات الح َّية وأغزرها ً‬
‫أدركوا جانبني مهمَّني يف طبيعة الكلمة التي تشكِّل املعجم‪ ،‬جانب اللَّفظ‪ ،‬وجانب‬
‫املعنى‪ ،‬وقد شهد لها بذلك بعض املعجميني املسترشقني‪ ،‬من أمثال (جون آ‪ .‬هيود)‬
‫رئيسا‬
‫(‪ )John. A. Heud‬فهو يرى «أ َّن العرب يف وضع املعاجم قد تبوؤوا مرك ًزا ً‬
‫يف الزمان واملكان بني العامل القديم والحديث‪ ،‬وكذلك بني الرشق والغرب»[[[‪،‬‬
‫رصح بأنَّه‪« :‬إذا استثنينا الصني‪ ،‬فال‬‫و(أوغست فيرش) (‪ )August Fischer‬الذي ي ّ‬
‫يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته وبشعوره املبكِّر بحاجته إىل‬
‫شعب آخر ّ‬
‫ٌ‬ ‫يوجد‬
‫تنسيق مفرداتها بحسب أصول وقواعد غري العرب»[[[‪.‬‬

‫وبعد ذلك االزدهار م َّر عىل العرب فرتة ركو ٍد «استم ّرت فرت ًة طويل ًة كاد فيها‬
‫جز ٌء من ذات األ َّمة املتمثّل يف تراثها أن يندثر‪ ،‬شاء الله أن يعيد االعتبار ملا جمعه‬
‫رشا وتداولً ‪ ،‬وقد حدث هذا عىل يد جامعة‬ ‫أهل العربيَّة من معاجم لغويَّة إحيا ًء ون ً‬
‫يب كشفاً وتحقيقاً ون ً‬
‫رشا‬ ‫اللغوي العر ّ‬
‫ّ‬ ‫من املسترشقني بادروا بالعمل يف املعجم‬
‫التاريخي للغة العرب َّية حلم يراود‬
‫ّ‬ ‫ودراس ًة[[[‪ ،‬ومنذ أكرث من قرنٍ من الزمان واملعجم‬
‫اللغويني واملثقّفني العرب‪ ،‬بوصفه أدا ًة معرف َّي ًة ال غنى عنها الستيعاب املفاهيم[[[‪.‬‬
‫والصناعة املعجم َّية والتي يطلق عليها املعجمي (محمد رشاد الحمزاوي) اسم‬

‫[[[‪ -‬ابن خلدون‪ ،‬المقدّمة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.484‬‬
‫[[[‪ -‬هيود‪ ،‬جون آ‪ ،‬المعجم ّية الع ّربية‪ ،‬تر‪ :‬عناد غزوان‪ ،‬مطبعة المجمع العلمي العراقي‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫[[[‪ -‬فيشر‪ ،‬أوغست‪ ،‬المعجم اللغوي التاريخي‪ ،‬تصدير‪ :‬إبراهيم مدكور‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميريّة‪،‬‬
‫القاهرة‪1968 ،‬م‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫[[[‪ -‬منهم المستشرق اإلنجليزي ماثيو لمسدن الذي نشر (القاموس المحيط) للفيروزآبادي‪ ،‬انظر‪ :‬أحمد الشرقاوي‬
‫إقبال‪ ،‬مقدّمة معجم المعاجم‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1993 ،2‬م‪.‬‬
‫[[[‪ -‬القاسمي‪ ،‬علي‪ ،‬المعجم التاريخي للّغة العربيّة هل نستطيع أن ننجزه بعد مائة عام؟ نقلً عن موقع‪:‬‬

‫‪com. 48 www.Arab://http‬‬
‫‪198‬‬

‫رؤى نظريَّة وتطبيق َّية إىل‬‫امل َعجم َّية بفتح امليم يع ّرفها بأنَّها‪« :‬مقاربة تسعى من خالل ً‬
‫أن نتص َّور بنية أو بنى املعجم والتطبيق لها» ويع ّرفها يف مكان آخر بقوله‪« :‬امل َ ْع َ‬
‫جم َّية‬
‫نعني بها صناعة املعجم من حيث ما َّدته وجمع محتواه ووضع مداخله وترتيبها وضبط‬
‫نصوصه ومحتوياته وتوضيح وظيفته العلميَّة والتطبيقيَّة‪ ،‬وهي أداة ووسيلة يستعان‬
‫بها يف امليادين الرتبويَّة والتلقين َّية والثقاف َّية والحضاريَّة واالقتصاديَّة واالجتامع َّية»[[[‪،‬‬
‫وبالتايل فموضوع فن صناعة املعاجم هو البحث يف الوحدات املعجم َّية من حيث‬
‫ٍ‬
‫مستويات لغويَّة ما[[[‪.‬‬ ‫هي مداخل معجميَّة تجمع من مصادر ومن‬

‫ومل يكن التأليف املعجمي حك ًرا عىل العرب؛ بل خاضت فيه املدارس‬
‫االسترشاق َّية عىل تن ُّوعها‪ ،‬فكان لهم دور يف صناعة املعاجم العرب َّية ليس هذا‬
‫فحسب‪ ،‬ولك َّنهم سبقوا املعجميني العرب املعارصين يف العناية باملعاجم‪ ،‬ومن‬
‫تلك املدارس نجد املدرسة االسترشاقيَّة األملانيَّة والتي ساهمت بشكلٍ كبريٍ يف‬
‫إثراء الرتاث العريب بصناعة املعاجم‪ ،‬وعىل الرغم من كونها مل تكن سبّاق ًة يف هذا‬
‫إل أنَّها مت َّيزت فيه عن باقي املدارس األخرى‪ ،‬حيث ألَّفت معاجم منها ما‬ ‫املجال‪ّ ،‬‬
‫كان ثنايئ اللغة ومنها ما تف َّرد باللغة العرب ّية‪.‬‬
‫وأهم األعالم األملان الذين عنوا بصناعة املعاجم أذكر‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬جورج فلهلم فريتاج (‪ :)George Wilhem Friedge‬املعجم العريب الالتيني‬
‫الصادر عام ‪ 1837-1830‬يف أربعة مجلّدات ‪.‬‬

‫‪ -‬هانز فري (‪ ،)Hans Wehr‬معجم عريب أملاين صادر عام ‪.1952‬‬

‫‪ -‬رشاكل (‪ ،)Shrakel‬قاموس أملاين عريب عام ‪1974‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أوملان (‪ ،)Ulman‬القاموس الضخم للّغة العربية الفصحى‪ ،‬أنشئ يف جامعة‬


‫توبجن‪ ،‬يف سنة ‪1980‬م كان قد وصل إىل حرف الكاف‪ ،‬ويف ‪2000‬م انتقل العمل‬
‫عىل القاموس إىل جامعة ميونيخ‪ ،‬ووصل إىل حرف امليم‪ ،‬وإن كان العمل عىل هذا‬
‫[[[‪ -‬الحمزاوي‪ ،‬محمد رشاد‪ ،‬المعجم العربي المعاصر في نظر المعجم ّية الحديثة‪ ،‬مجلّة مجمع اللّغة العرب ّية‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫مج ‪ ،78‬ج‪ ،4‬ص‪.25‬‬
‫[[[‪ -‬بوشيبة‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬محاضرات في علم المفردات وصناعة المعجم‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪199‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫القاموس سيستغرق مائة سنة ونيفًا عىل الرغم من اإلمكانات التكنولوج ّية املاديّة‬
‫املتوفّرة‪ ،‬وعىل الرغم من أ َّن الذي يعمل عىل هذا القاموس هو فريق عمل‪.‬‬

‫‪ -‬يورجكرميري (‪ ،)Cremer‬هيلموتجيتيه (‪ ،)Helmuthg‬أنطوان شبيتالر‪ :‬معجم‬


‫اللغة العربيّة الفصحى صدر جزؤه األ ّول عام ‪ ،1970‬والقسم األ َّول من الجزء الثاين‬
‫عام ‪.[[[ 1983‬‬
‫التاريخي‪ ،‬تصدير‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أوغست فيرش (‪ ،[[[)August Fischer‬املعجم‬
‫إبراهيم مدكور‪ ،‬الهيئة العا ّمة لشؤون املطابع األمرييّة‪ ،‬القاهرة‪1968 ،‬م‪ ،‬وهو‬
‫موضوع الدراسة (ظهر أل َّول م ّرة عام ‪1962‬م‪ ،‬ث ّم ‪1967‬م)‪.‬‬

‫ثان ًيا‪« :‬املعجم اللّغوي التاريخي» لفيرش وصناعة املعجم العريب‬

‫تحظى املعاجم التَّاريخيَّة[[[ بعناي ٍة بالغ ٍة من قبل اللُّغويني الذين يولون اهتاممهم‬
‫بف ّن صناعة املعاجم باعتباره املجال الذي يُعنى بالحفاظ عىل لغة األمم املمثِّلة‬
‫[[[‪ -‬انظر‪ :‬عبد التواب‪ ،‬رمضان‪ ،‬معجم العرب ّية الفصحى (الصادر في ألمانيا الغرب ّية)‪ ،‬مجلّة مجمع اللغة العرب ّية‪،‬‬
‫نقل عن موقع‪:‬‬
‫قصة االستشراق األلماني‪ً ،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬ع‪ ،1984 ،53‬ص‪ .252-250‬أيّوب‪ ،‬مح ّمد شعبان‪ّ ،‬‬
‫‪http://www.ida2at.com‬‬
‫اختص باللّغة العربيَّة‪ :‬نحوا ً وصرفاً ومعجماً‪ ،‬مواصلً‬ ‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬أوغست فيِشَ ر(‪ )AUGUST FISCHER‬مستشرق ألماني‬
‫مؤسس ما يعرف باسم مدرسة ليبتسك في االستشراق األلماني‪.‬‬ ‫الدرب الذي بدأه أستاذه اللُّغوي (هينرشليبرشت فليشر) ِّ‬
‫ولد عام (‪ ،)1865‬وتوفّي في الرابع عشر من شهر فبراير عام (‪ .)1949‬حصل على شهادة الدكتوراه األولى نهاية عام‬
‫‪ 1889‬من جامعة (هلّه)‪ ،‬وكان عنوان رسالته‪« :‬تراجم حياة الرواة الذين اعتمد عليهم ابن إسحاق»‪ ،‬وقد نشرت تلك‬
‫الرسالة عام ‪ .1890‬وقد عمل مد ِّر ًسا للُّغة العربيَّة وأميناً لمعهد اللُّغات الشرقيَّة في برلين بد ًءا من عام ‪ 1896‬إلى ربيع‬
‫كرسي اللُّغات الشرقيَّة في جامعة ليبتسك‪ ،‬وقد بدأ عمله فيه عام ‪ 1900‬فاستطاع أن يجعل من‬ ‫َّ‬ ‫‪ ،1900‬ثم شغل بعدها‬
‫تلك الجامعة مرك ًزا مرموقًا للدراسات الشرق َّية‪ .‬انظر‪:‬بدوي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1993 ،3‬م‪ ،‬ص‪.404-280‬وكان أ َّول ات ِّصال له بالعالم العربي رحلته إلى المغرب عام ‪ ،1898‬ما ساعده‬
‫س للَّهجة المغربيَّة‪ ،‬نتج عن ذلك مقاالتٌ‬ ‫على إتقان اللَّهجة المغربيَّة المراكشيَّة بفضل (الجيالني الشرقاوي) وهو مد ِّر ٌ‬
‫«أمثال مراكشيَّة» وتوالت المقاالت في‬‫ٌ‬ ‫ع َّد ٌة عن هذه اللَّهجة من ذلك مقالته التي جمع فيها األمثال المغربيَّة وس َّماها‬
‫لب الدراسات العرب َّية‪ ،‬ودراسة تاريخ اللغة العرب َّية من أقدم نصوصها‬ ‫هذا السياق‪ ،‬وقد عني بدراسة النحو الذي عدَّه َّ‬
‫ٍ‬
‫شاهد لمعرفة العرب َّية‪،‬‬ ‫خاص واعتبرها أه ّم‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫ه‬ ‫بوج‬ ‫الشعر‬ ‫لغة‬ ‫تحليل‬ ‫وحتَّى لهجاتها المحل َّية المعاصرة‪ ،‬وحرص على‬
‫كل الشواهد الشعريَّة الواردة في كتب النحو وشروح الشواهد بحسب‬ ‫ما دفعه لتصنيف «فهرست الشواهد» أثبت فيه ّ‬
‫القوافي والشعراء‪.‬انظر‪ :‬بن يوسف‪ ،‬شتيح‪ ،‬جهود المستشرقين في تحقيق المخطوطات العربيّة –المستشرقون األلمان‬
‫أنموذجاً‪ ،-‬مجلّة التراث‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ع‪ ،2013 ،7‬ص‪.17‬‬
‫[[[‪ -‬يع ِّرف أحمد مختار عمر المعجم التاريخي بأنَّه‪« :‬يُعنى بتط ّور الكلمة على م ّر العصور سواء في جانب لفظها أو‬
‫جل بداية دخولها اللّغة وأصولها االشتقاقيّة‪ ،‬ويتتبّع تط ّورها حتّى نهاية فترة الدراسة أو‬
‫معناها أو طريقة كتابتها‪ ،‬ويس ّ‬
‫نهاية وجود الكلمة»‪ ،‬انظر‪ :‬البوشيخي‪ ،‬الشاهد‪ ،‬دراسات مصطلح ّية‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2012 ،1‬م‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪200‬‬

‫تاريخي للّغة العرب ّية‪ ،‬إذ شهدت الساحة العرب ّية‬


‫ٍّ‬ ‫لهويَّتها‪ ،‬وقد نشأت فكرة إنجاز معجمٍ‬
‫ومبادرات إلنجاز هذا النوع من املعاجم‪ ،‬ومن أه ّم تلك املحاوالت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بروز مشاريع‬
‫معجم املسترشق (فيرش) الذي يع ُّد من أبرز املسترشقني األملان أث ًرا يف مجال‬
‫صناعة املعجم العريب‪ ،‬فقد جاء معجمه معتم ًدا عىل منهجيَّ ٍة واضحة‪ ،‬وفيام يأيت‬
‫أفصل الحديث حول معجمه اللُّغوي التاريخي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ -1‬التعريف باملعجم‬

‫اللغوي‬
‫ّ‬ ‫طبع جز ٌء من املعجم من أ ّول حرف الهمزة إىل (أبد)‪ ‬بعنوان (املعجم‬
‫التاريخي)‪ ،‬وهو معجم جمع اللغة العربيَّة القدمية‪ ،‬وقد ُرت ِّب عىل املصادر‪ ،‬قىض‬ ‫ّ‬
‫(فيرش) أربعني سنة يف جمعه وتنسيقه‪ ،‬وقد ق َّدم جذاذاته إىل مجمع اللغة العرب َّية‬
‫مبرص‪ ،‬كان دافع تأليف هذا النوع من املعاجم هو افتقار املعاجم العرب َّية إىل‬
‫معنى اشتمل عليه اللَّفظ عىل‬‫ً‬ ‫كل‬
‫كل حالة‪ ،‬فكان هذا املعجم يعتمد يف ّ‬ ‫الشواهد يف ّ‬
‫شواهد من الشعر الجاهيل واألموي تحدي ًدا‪ ،‬وتَ َّم اإلعالن عن املرشوع أل َّول مر ٍة عام‬
‫(‪ )1907‬أثناء انعقاد مؤمتر الفيلولوجيني األملان يف (بازل)‪ ،‬ث ّم يف املؤمتر الدويل‬
‫املنعقد للمسترشقني يف (كوبنهاجن) عام (‪.)1908‬‬

‫وحتّى يكون صنع املعجم دقيقًا جعل له (فيرش) ح ًّدا زمنيًّا ميت ّد من عرص الجاهليَّة‬
‫إىل نهاية القرن الثالث الهجري‪ ،‬وقد أشار إىل ذلك بقوله‪« :‬فاملعجم يتناول بقدر‬
‫كل الكلامت التي جاءت يف اآلداب العرب َّية مبتدئاً بالكتابة‬ ‫اإلمكان بحث تاريخ ّ‬
‫املنقوشة املعروفة بكتابة النمَّ رة من القرن الرابع امليالدي ومنته ًيا بالعهد السابق‬
‫ذكره (نهاية القرن الثالث الهجري‪ ،‬أي حتّى نهاية ما وصلت إليه اللغة العربيَّة من‬
‫كامل)»[[[‪ ،‬وقد ت ّم جمع اللغة العربيَّة القدمية يف هذا املعجم معتم ًدا عىل الشعر‬
‫من بدايته إىل العرص األموي‪ ،‬وكذا اعتمد لغة القرآن ولغة الحديث‪ ،‬ولغة املؤ ّرخني‪،‬‬
‫واستغل املواد املعجم ّية التي خلّفها (فليرش) (‪ ،)Fleischer‬و (توربيكه) (‪،)Torbike‬‬
‫و (جولدسيهر) (‪ ،)Goldziher‬وغريهم‪.‬‬

‫جا موا ّده من املعلّقات واملفضليَّات‬


‫بدأ (فيرش) عمله عام ‪ 1913‬مستخر ً‬
‫نصار‪ ،‬حسين‪ ،‬المعجم العربي نشأته وتط ّوره‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.587‬‬
‫[[[‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪201‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫واألصمع َّيات والحامسة والهاشم َّيات وشعر املرايث‪ ،...‬ويف الحديث اعتمد عىل‬
‫البخاري وأجزاء من تاريخ الطربي‪ ،‬إذ بلغ عدد الجذاذات عام (‪ )1918‬اثني عرش‬
‫ألف جذاذة‪ ،‬وكان ذلك مبساعدة بعض األملان واملرصيني[[[‪.‬‬

‫عي فيرش عضوا ً فيه‪،‬‬


‫وملا أنشئ مجمع اللغة العربيَّة يف مرص عام (‪ِّ )1932‬‬
‫فاستأنف عمله ما جعله يرت َّدد عىل القاهرة يف شتاء كل عام حتّى عام (‪ ،)1939‬فلمَّ‬
‫قامت الحرب مل تسنح له فرصة العودة بعد أن ت ّم إلغاء عضويّته يف املجمع‪ ،‬وبقيت‬
‫املا َّدة العلميَّة التي جمعها لدى أمانة املجمع‪ ،‬فكان مصريها الضياع ومل يبق منها‬
‫إل النزر القليل‪ ،‬وقد حاولت بعض الجامعات األملانيَّة الحصول عليها الستكامل‬ ‫ّ‬
‫الجهد‪ ،‬ولك َّن محاوالتها باءت بالفشل‪.‬‬

‫نرش القسم األ َّول من املعجم عام (‪ )1967‬بالقاهرة‪ ،‬من طرف مجمع اللغة‬
‫العربيَّة‪ ،‬يحتوي املعجم عىل (‪ )126‬صفح ًة منها (‪ )36‬صفح ًة ملق ّدمة املؤلّف‪،‬‬
‫إضافة إىل صفحة التصدير التي كتبها األمني العام للمجمع (إبراهيم مدكور)‪ ،‬وقد‬
‫حظيت املق ّدمة برشح الجهود العرب َّية يف صناعة املعاجم‪ ،‬وكذا الجهود االسترشاق َّية‬
‫يف هذا املجال‪ ،‬وذكر (فيرش) النقائص التي اعرتت املعاجم العرب َّية والغرب َّية‪ ،‬وح َّدد‬
‫أهداف تأليف معجمه واملصادر التي اعتمدها يف جمع ما َّدته‪ ،‬واملنهج الذي ات َّبعه‪،‬‬
‫عرصي يساير التط ّور العلمي‪ ،‬وذكر‬ ‫ٍّ‬ ‫يب‬
‫وص َّور طموحاته للوصول إىل معجمٍ عر ٍّ‬
‫الخطَّة التي اعتمدها يف ترتيب معجمه‪.‬‬

‫وقد وضع بعد ذلك (‪ )18‬صفحة للكتب التي نقل عنها شواهده‪ ،‬ون َّبه يف‬ ‫ ‬
‫صفحتني عىل األلفاظ األعجميَّة التي كتبها بالحروف العربيَّة‪ ،‬وأضاف صفحتني‬
‫لرموز أخرى‪ ،‬وباقي الصفحات كانت ملواد املعجم‪.‬‬

‫‪ -2‬منهج املعجم‬

‫الصناعة املعجم َّية‪ ،‬وكانت‬


‫يع ّد (أوغست فيرش) من أبرز املسترشقني يف ميدان ِّ‬
‫الخاص‬
‫ّ‬ ‫جهوده املعجميَّة معتمد ًة عىل نظريَّ ٍة واضح ٍة لديه‪ ،‬وقد وضَّ حها يف التقرير‬

‫[[[‪ -‬العقيقي‪ ،‬نجيب‪ ،‬المستشرقون‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1964 ،1‬م‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.416 ،415‬‬
‫‪202‬‬

‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫الذي ق َّدمه ملجمع اللغة العرب َّية بالقاهرة‪ ،‬رصد فيه طريقة تأليف املعجم‬
‫الكبري للُّغة العرب َّية‪ ،‬وقد ذكر األسس التي تقوم عليها نظريّته يف معجمه يف مق ّدمته‬
‫بقوله‪« :‬ال ينشأ املعجم عىل أساس بقيَّة املعاجم العربيَّة التي نرشت قدميًا وحديثًا‪،‬‬
‫وال يقتدي بأسلوبها؛ بل ميتاز عنها بأشياء مه َّمة تع ّرف ممَّ هو آت»[[[‪ ،‬حيث يرى أ َّن‬
‫املعاجم العرب ّية القدمية أقصت املفردات غري الفصيحة من دراستها‪ ،‬ويذهب إىل‬
‫أ َّن «جميع الكلامت املتداولة يف لغة ما‪ ،‬لها حقوق متساوية فيها‪ ،‬ويف أن تعرض‬
‫كل البعد‬‫وتستوضح أطوارها التاريخيّة يف معجامتها‪ ،‬ولك َّن املعجامت العربيّة بعيدة ّ‬
‫عن وجهة النظر هذه‪ ،‬إذ إنَّها ال تعالج الناحية التاريخيّة ملفردات اللغة؛ بل تقترص‬
‫عىل إيضاح االتّجاه النموذجي لها‪ ،‬أعني أ َّن مص ّنفيها إنَّ ا أرادوا التفرقة الدقيقة‬
‫بني الفصيح من العرب ّية وغري الفصيح‪ ،‬وذلك بوضع قانون لالستعامل الصحيح‬
‫لغوي دقيقٍ عند اللغويني‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫إحساس‬ ‫شك‪ -‬عىل‬‫ويدل هذا االت ّجاه ‪-‬دون ّ‬ ‫ّ‬ ‫للكلامت‪،‬‬
‫والتوسع»[[[‪ ،‬وعليه فإ َّن فيرش‬
‫ّ‬ ‫ولك َّنه عاق الق َّوة الحيويَّة الدافعة يف اللّغة عن التق ّدم‬
‫التاريخي الذي يتت َّبع تط ّور دالالت الكلمة عرب‬
‫ّ‬ ‫يرى أ َّن املعجم املثايل هو املعجم‬
‫العصور‪ ،‬دون أن تكون الفصاحة رشطًا لها‪ ،‬فهو يرى أ َّن التفريق بني الفصيح وغريه‬
‫إعاقة للّغة عن التق ّدم‪ ،‬إلَّ أنَّه كان يدرك أ َّن مراعاة فصاحة الكلمة له منافع يف الحفاظ‬
‫عىل اللغة‪ ،‬فهو يريد تتبُّع اللغة يف عصورها املختلفة‪ ،‬سواء ما كان منها قدميًا أو‬
‫حديثًا‪ ،‬وفيام يأيت أعرض أه ّم أسس املنهج التي قام عليها املعجم‪:‬‬

‫أ‪ -‬مادّة املعجم‬

‫اعتمد (فيرش) يف منهجه عىل أربعة أصناف من الشواهد اللغويَّة العربيَّة‪ ،‬ع َّدها‬
‫مميِّز ًة للُّغة العربيَّة هي[[[‪:‬‬

‫ـ لغة الشعر الجاهيل‪.‬‬

‫[[[‪ -‬تقرير خاص بطريقة تأليف المعجم التاريخي الكبير للّغة العرب ّية‪ ،‬أوغست فيشر‪ ،‬ملحق في مجلّة المقتطف‪،‬‬
‫مج‪ ،114‬ج‪ ،3‬ص‪.36-3‬‬
‫[[[‪ -‬الحمزاوي‪ ،‬محمد رشاد‪ ،‬تاريخ المعجم التاريخي العربي في نطاق العرب ّية‪ :‬المبادرات الرائدة‪ ،‬مجلّة المعجم ّية‪،‬‬
‫ع‪ ،56‬ص‪.26‬‬
‫[[[‪ -‬بدوي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ص‪.405‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪203‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫ـ لغة القرآن الكريم‪.‬‬

‫السري واملغازي‪.‬‬
‫ـ لغة النرث الواردة يف ّ‬
‫ـ لغة الحديث النبوي الرشيف‪.‬‬

‫وترتيب املصادر عىل هذا النمط ترتيب منطقي‪ ،‬ذلك أ َّن العرب كانوا يعتمدون‬
‫عىل الشعر الجاهيل ولسان عرب الجاهل ّية يف فهم املفردات الواردة يف القرآن‬
‫طبيعي‬
‫ٌّ‬ ‫الكريم والحديث النبوي الرشيف‪ ،‬ولهذا جاء الرتتيب التاريخي للشواهد‬
‫معجم تاريخيًّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بهذا الشكل‪ ،‬إضافة إىل كون املعجم‬

‫كل كلم ٍة‬


‫ذكر (إبراهيم مدكور) يف تصديره للمعجم أ َّن معجم (فيرش) يشتمل عىل ّ‬
‫التاريخي للُّغة اإلنجليزيّة[[[‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُوجدت يف اللغة‪ ،‬وأنَّه سيكون عىل غرار معجم أكسفورد‬
‫كل كلم ٍة وجدت يف اللغة‪ ،‬وأن تعرض‬ ‫يقول (فيرش)‪« :‬يجب أن يشتمل املعجم عىل ّ‬
‫عىل حسب وجهات النظر السبع اآلتية‪ :‬التاريخيَّة‪ ،‬االشتقاقيَّة‪ ،‬الترصيفيَّة‪ ،‬التعبرييَّة‪،‬‬
‫النحويَّة‪ ،‬البيانيَّة واألسلوبيَّة»[[[‪ .‬وفيام يأيت أعرض تلك الوجهات ملعرفة طريقة‬
‫تطبيقه لها‪:‬‬

‫التارخيي‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬املوجه‬
‫ّ‬
‫وهذه الوجهة ترصد تط ّور معاين الكلمة يف جميع األطوار التي م َّرت بها‪ ،‬وتذكر‬
‫كل كلم ٍة ذكرت بسبب‬ ‫شواهدها مرت َّب ًة ترتي ًبا تاريخ ًّيا‪ ،‬لك َّن ترتيب املعاين ال يكون يف ّ‬
‫معنى واحد‪ ،‬ومنها ما يكون‬
‫ً‬ ‫لكل كلمة‪ ،‬فمن الكلامت ما يكون لها‬ ‫عدم تع ُّدد املعاين ّ‬
‫مستقلن‬
‫ّ‬ ‫معنوي‪ ،‬وهو ما يشري إىل أنّهام معنيان‬
‫ّ‬ ‫أي ٍ‬
‫رابط‬ ‫لها أكرث من معنى‪ ،‬وليس بينها ّ‬
‫وليس أحدهام تط ّو ًرا عن اآلخر ‪.‬مثاله‪ :‬ذكر معاين (أَبَد) وأ ّولها‪ :‬الدهر الطويل غري‬
‫املح ّدد‪ ،‬وذكر أ ّولً تعريف األبد عن الراغب يف املفردات‪ ،‬ث ّم ذكر الشواهد الشعريّة‬
‫لهذا املعنى‪ ،‬وهي عىل الرتتيب ‪:‬بيت لطرفة‪ ،‬بيت لزهري‪ ،‬بيت لحسان‪ ،‬بيت لجرير‪،‬‬

‫[[[‪ -‬وهو رأي إبراهيم مدكور في تصديره للجزء المطبوع من المعجم‪ ،‬لكن خالفه محمد رشاد الحمزاوي بأ َّن الذي‬
‫أوعز فيشر بفكرة المعجم التاريخي هو المستشرق توربيكه‪ ،‬وهيرديكن‪.‬‬
‫[[[‪ -‬عبد العزيز‪ ،‬مح ّمد حسن‪ ،‬المعجم التاريخي للّغة الع ّربية وثائق ونماذج‪ ،‬دار السالم‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪204‬‬

‫بيت من النقائض لخداش بن برش‪ ،‬بيت للطرماح‪ ،‬بيت من الكامل البن األثري ونفح‬
‫الطيب للمقري غري منسوب‪ ،‬ثم ذكر مثالني من امليداين‪ ،‬ث ّم عبار ٌة من كتاب األموال‬
‫أليب عبيد‪ ،‬ث ّم عبار ٌة من أساس البالغة للزمخرشي‪ ،‬ث ّم عبار ٌة من املغرب للمطرزي‪،‬‬
‫إل ما جهل قائله أو مل يعرف تاريخه[[[ ‪.‬‬ ‫وقد رت َّب الشواهد ترتيبًا تاريخيًا ّ‬

‫االشتقاقي‬
‫ّ‬ ‫املوجه‬
‫ّ‬
‫تتناول هذه الوجهة البحث عن أصل الكلمة ونسبها‪ ،‬ويرتبط بها علم ضبط الهجاء‪،‬‬
‫فت ّد إىل أصولها بقدر اإلمكان‪ ،‬وذكر أ َّن مؤلّف املعجم ال ب َّد‬ ‫أ َّما الكلامت املع َّربة ُ َ‬
‫أ ْن يكون متم ّك ًنا من اللُّغات السام َّية والفارس َّية والرتك َّية واليونان َّية والالَّتين َّية وغريها‬
‫الخاصة بالتصاريف‬ ‫َّ‬ ‫‪.‬أ َّما ذكره مشتقّات الكلمة فذكر أنّه مل يورد املشتقّات القياس َّية‬
‫اللغويَّة مثل‪ :‬صيغ األفعال‪ ،‬وصيغ أسامء الفاعل واملفعول ومصادر األفعال املزيد‬
‫خاص ذكرها مثل‪ :‬حاكم‪ ،‬شاهد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معنى‬
‫ً‬ ‫خاص‪ ،‬فإ ْن كان لها‬
‫ّ‬ ‫معنى‬
‫ً‬ ‫فيها إذا مل يكن لها‬
‫متحسب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عامل‪ ،‬قاض‪ ،‬كاتب‪ ،‬وا ٍل‪ ،‬مؤذّن‪ ،‬مسلم‪ ،‬مؤمن‪ ،‬مرشك‪ ،‬مبتدأ‪ ،‬مجتهد‪،‬‬
‫تأريخ‪ ،‬تجنيس‪ ،‬مزاوجة‪ ،‬إسالم‪ ،‬إضافة‪ ،‬إقواء‪ ،‬اقتضاب‪ ،‬استدراك[[[‪ .‬ومن أمثلة ذكره‬
‫للمشتقّات‪ :‬‬

‫‪(-‬أبت)‪ :‬أبَت اليوم يأبِت ويأبُت أبتًا وأُبُوتًا‪ ،‬وأبِت‪ :‬اشت ّد ح ّره وغ ّمه وسكنت‬
‫ريحه[[[‪  .‬‬

‫ويؤب أبًا وأبي ًبا وأَبابًا وأَباب ًة وإبابةً‪ :‬ته ّيأ وتج ّهز[[[‪  .‬‬
‫ّ‬ ‫يئب‬
‫أب اليشء ّ‬
‫‪(-‬أبب)‪ّ :‬‬
‫ونجد هنا أنَّه مل يذكر مشتقّات (أبت) و (أبب) القياسيّة كاسم الفاعل واسم املفعول‬
‫واضح إذ أورد مصادر الفعلني املتع ّددة ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ونحوهام‪ ،‬لك ّن استقصاءه للمشتقّات‬
‫التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر‪ :‬دراسة تقويم ّية‪،‬‬‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن محمد‪ ،‬المعجم‬
‫بحث مقدّم إلى ندوة المعجم التاريخي للّغة العربيّة ‪ -‬قضاياه النظريّة والمنهجيّة والتطبيقيّة‪ ،‬فاس ‪ 25-23‬ربيع الثاني‬
‫نقل عن موقع شبكة صوت العربيّة‪https://www.voiceofarabic.net/ar/arti�:‬‬ ‫‪14311‬هـ‪ 10- 8 /‬أبريل ‪2010‬م‪ً ،‬‬
‫‪.2355/cles‬‬
‫[[[‪ -‬فيشر‪ ،‬أوغست‪ ،‬المعجم اللغوي التاريخي‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫[[[‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫[[[‪ -‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪205‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫الترصيفي‬
‫ّ‬ ‫املوجه‬
‫ّ‬
‫تتناول هذه الوجهة تحديد الصيغ الترصيف َّية للكلمة‪ ،‬أي ترصيف األفعال‬
‫ّ‬
‫الشك‪ ،‬أ َّما الصيغ النادرة‬ ‫واألسامء‪ ،‬ويكتفى باالستشهاد عىل الحاالت التي تحتمل‬
‫فيحسن إيراد جميع شواهدها‪ ،‬ون َّبه إىل وجود صيغتني أو أكرث يف ترصيف الفعل أو‬
‫االسم‪ ،‬وإىل عدم وجود بعض الصيغ التي كان ميكن استعاملها وفق القياس ‪.‬مثاله‬
‫أب يده إىل سيفه‪:‬ر ّدها إليه ليستلّه[[[‪.‬‬
‫‪:‬أب (متع ّدياً)‪ :‬ح ّرك‪ ،‬مثالً‪َّ :‬‬
‫َّ‬

‫ه‪ ‬التعبريي‬
‫ّ‬ ‫املوج‬
‫ّ‬
‫تعتمد هذه الوجهة عىل تحقيق معنى الكلمة أو معانيها‪ ،‬فإذا كان للكلمة ع ّدة‬
‫معانٍ تراعى قواعد مع َّينة لرتتيب تلك املعاين مثل أن ‪:‬‬

‫أ‪ -‬يذكر دامئًا املعنى األ ّول للكلمة التي لها معانٍ مختلفة‪ ،‬وهو ما يؤخذ من‬
‫اشتقاق الكلمة‪.‬‬

‫يل‪،‬‬‫والحيس عىل العق ّ‬


‫ّ‬ ‫الخاص‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬يجب يف ترتيب املعاين تق ّدم العا ّم عىل‬
‫املجازي‪ ،‬ويجب مراعاة علم املجاز‪ ،‬ومراعاة استعامل الكلمة‬ ‫ّ‬ ‫والحقيقي عىل‬
‫ّ‬
‫اصطالح ًّيا‪ ،‬ويراعى الرتادف بني الكلامت ألهم َّيته يف املوازنة بني الكلامت املتقاربة‬
‫املعاين بحرص املعاين ومعرفة فحواها‪ ،‬وإدراك أ ّن الفارق بني تلك الكلامت يرجع‬
‫ّ‬
‫وتدل‬ ‫معنى يف زمانٍ ومكان‪،‬‬
‫ً‬ ‫تدل كلم ٌة عىل‬ ‫أسباب تاريخيّة أو جغرافيّة‪ ،‬فقد ّ‬
‫ٍ‬ ‫إىل‬
‫عليه كلم ٌة أخرى يف زمانٍ ومكانٍ آخر ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ونبات‬ ‫بكل حيوانٍ‬
‫وت ُو َرد الكلامت التي ت ُناقض الكلامت املذكورة‪ ،‬ويُع ّرف ّ‬
‫العلمي‪ ،‬مثاله ‪:‬ذكر معنيني لـ (أبو جاد)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫كامل‪ ،‬وتذكر فصيلته واسمه‬
‫ً‬ ‫وجام ٍد تعريفًا‬
‫األ ّول مبعنى (أبجد) ويقصد به حروف املعجم‪ ،‬وهو حقيقي‪ ،‬والثاين مجازي مبعنى‬
‫مبادئ التعليم املدريس‪ ،‬ويكون هنا ق ّدم الحقيقي عىل املجازي[[[‪  .‬‬

‫[[[‪ -‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫[[[‪ -‬فيشر‪ ،‬أوغست‪ ،‬المعجم اللّغوي التاريخي‪ ،‬ص‪.31 ،30‬‬
‫‪206‬‬

‫ه‪ ‬النحوي‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫املوج‬
‫ّ‬
‫تكشف هذه الوجهة عن جميع الصالت التي تربط كلم ًة بأخرى‪ ،‬وتتناول ترتيب‬
‫ٍ‬
‫كلامت لها مواضع مع َّينة يف السياق‪ ،‬مثل‪« :‬فقط‪ ،‬إنّ ا‪ ،‬أيضً ا‪ ،‬وغريها»‪ ،‬ومراعاة‬
‫استعامل مطلقًا جائز؟‪ ،‬هل‬
‫ً‬ ‫املضمر أو املحذوف‪ ،‬ومعرفة هل استعامل الكلمة‬
‫الفعل متع ٍّد أم الزم؟‪ ،‬متى ظهر هذا التعبري أو ذاك للكلمة أل ّول م ّرة أو آخرها‪،‬‬
‫وأين؟[[[‪.‬‬

‫وتبدو عنايته باملسائل النحويّة جل َّية يف الجزء املطبوع‪ ،‬وقد يكون ظهورها فيه‬
‫الشتامله عىل جزء من حرف الهمزة‪ ،‬وهو موضع كث ٍ‬
‫ري من األدوات املتك ّونة من‬
‫إحدى صور الهمزة ‪.‬‬

‫ه‪ ‬البياين‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫املوج‬
‫ّ‬
‫اللزمة لها دامئًا‪ ،‬كالرتاكيب أو التعابري‬
‫تكشف هذه الوجهة عن عالقات الكلمة َّ‬
‫خاص لعامل من عوامل البالغة‪ ،‬ومن تلك‬ ‫ّ‬ ‫التي قضت روح اللغة بوضعها يف موضع‬
‫العالقات ‪:‬‬

‫َب‪.‬‬
‫ب فالن وأل ّ‬
‫‪ -‬صيغة اإلتباع واملزاوجة نحو‪ :‬ساغب الغب‪ ،‬حريب سليب‪ ،‬وأ َر ّ‬
‫ف نَف ِ‬
‫ْس َو َل‬ ‫‪ -‬صيغة املشاكلة كقوله تعاىل‪َ  :‬و َمكَ ُروا َو َمكَ َر اللَّهُ ‪ ،‬تَ ْعل َُم َما ِ‬
‫رش جزائه‪ ،‬ونحوها ‪. ‬‬ ‫ف نَف ِْسكَ ‪ ،‬كام تدين تدان‪ ،‬جزاه ّ‬ ‫أَ ْعل َُم َما ِ‬
‫‪ -‬صيغة التوكيد املشتقّة من االسم املؤكّد‪ ،‬نحو‪ :‬موتٌ مائت‪ ،‬شع ٌر شاعر‪ ،‬العرب‬
‫صدق صادق‪ ،‬ونحوها ‪. ‬‬ ‫ٌ‬ ‫العاربة‪ ،‬جه ٌد جاهد‪،‬‬

‫الَ ْم ُر‬
‫واحد كقوله تعاىل‪{ :‬لِلَّ ِه ْ‬
‫ٍ‬ ‫معنى‬
‫ً‬ ‫‪ -‬صيغة‪ ‬ازدواج عبارتني متضا َّدتني للتعبري عن‬
‫خلْ َف ُه ْم‪ ،‬البعيد والقريب‪ ،‬الداين والقايص‪،‬‬ ‫ي أَيْ ِديه ِْم َو َما َ‬
‫ِم ْن َق ْب ُل َو ِم ْن بَ ْعدُ }‪َ  ،‬ما بَ ْ َ‬

‫التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر‪ :‬دراسة تقويميّة‪ ،‬نقلً‬


‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن محمد‪ ،‬المعجم‬
‫عن موقع‪:‬‬

‫‪.2355/https://www.voiceofarabic.net/ar/articles‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪207‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫ما له صامت وال ناطق [[[‪.‬‬

‫األسلويب‬
‫ّ‬ ‫املوجه‬
‫ّ‬
‫اللغوي الذي تستعمل فيه الكلمة أو التعبري أو الرتكيب‬
‫ّ‬ ‫تح ّدد هذه الوجهة املحيط‬
‫خاصا كلغة القرآن والحديث‪ ،‬وأسلوب الشعر والنرث‪ ،‬واألسلوب‬ ‫ًّ‬ ‫استعامل عا ًما أو‬
‫ً‬
‫معي‪ ،‬حيث‬‫ّف َّ‬ ‫خاصا كاألسلوب الشخيص ملؤل ٍ‬ ‫ًّ‬ ‫التاريخي‪ ،‬وأسلوب الفنون‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫خاص به[[[ ‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫أسلوب‬
‫ٌ‬ ‫يستعمل كلم ًة أو تركيبًا معيَّ ًنا غالبًا‪ ،‬أو يكون له‬

‫استيعاب كبريٍ لوظيفة املعجم‪ ،‬ومتكُّنٍ من‬


‫ٍ‬ ‫ونظرة (فيرش) لهذه الوجهات تن ّم عن‬
‫فهم كثريٍ من خصائص العرب َّية‪.‬‬

‫ب‪ .‬مصادر املعجم‬

‫ح َّدد (فيرش) مجال مصادر املعجم بقوله‪« :‬يتناول الكلامت املوجودة يف القرآن‬
‫والحديث والشعر واألمثال واملؤلّفات التاريخ َّية الجغراف َّية‪ ،‬وكتب األدب والكتابات‬
‫املنقوشة واملخطوطات عىل أوراق الربدي وعىل النقود‪ ...‬وقد استثنيت من ذلك‬
‫توسعت يف أخذ املصطلحات منها»[[[‪.‬‬ ‫أن َّ‬ ‫يف الغالب الكتب الفنيَّة إلَّ ِّ‬

‫وقد أورد (فيرش) يف الجزء املطبوع من معجمه قامئ ًة باملصادر واملراجع التي‬
‫يئ بذكر املخترص الذي‬
‫استقى منها شواهده وتعليقاته‪ ،‬ورسدها عىل الرتتيب األلفبا ّ‬
‫يشري إىل املصدر يف ثنايا املعجم‪ ،‬وأمامه اسمه كامالً‪ ،‬وقد وصل عدد املصادر إىل‬
‫(‪ )292‬مصدرا ً[[[‪ ،‬منها العربيَّة وغري العربيَّة‪ ،‬وفيام يأيت أذكر بعضها‪:‬‬

‫‪ -‬البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح للبخاري‪ ،‬ليدن (‪ 4 ،)1908-1962‬أجزاء‪ ،‬األجزاء‬

‫[[[‪ -‬المرجع السابق‪.‬‬


‫التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر‪ :‬دراسة تقويم ّية‪ ،‬نقلً‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن محمد‪ ،‬المعجم‬
‫عن موقع‪.https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355 :‬‬
‫نصار‪ ،‬حسين‪ ،‬المعجم العربي نشأته وتط ّوره‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.588‬‬
‫[[[‪ّ -‬‬
‫[[[‪ -‬أحمدي‪ ،‬الطيب توفيق‪ ،‬معجم المستشرق أوغست فيشر وصفه ونقده‪ ،‬مجلّة المجمع اعلمي العربي‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫مج‪ ،24‬ج‪ ،4‬ص‪.504-501‬‬
‫‪208‬‬
‫(‪ )3-2-1‬باعتناء ل‪ .‬كريل‪ ،‬والجزء الرابع باعتناء ت‪ .‬ف‪ .‬يوينبل‪.‬‬

‫‪ -‬األصمعي‪ ،‬الخيل‪ ،‬باعتناء‪ ،‬أ‪ .‬هفرن‪ ،‬فني ‪.1985‬‬

‫‪ -‬ابن مالك‪ ،‬األلفيّة‪ ،‬باعتناء سلفسرت دي سايس‪ ،‬باريس ‪.1983‬‬

‫‪ -‬الجاحظ‪ ،‬البخالء‪ ،‬باعتناء ك‪ .‬فان فلوتن‪ ،‬ليدن ‪.1900‬‬

‫‪ -‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬بعناية ه‪ .‬درنبور‪ ،‬جزءان‪ ،‬باريس ‪.1889-1881‬‬

‫‪ -‬الفراهيدي‪ ،‬العني‪ ،‬باعتناء األب الكرميل‪ ،‬بغداد ‪.1914‬‬

‫الساميَّة‪،‬جزءان‪ ،‬برلني ‪.1913-1908‬‬


‫‪ -‬كارل بروكلامن‪ ،‬أصول الرصف والنحو للغات َ‬
‫‪ -‬ر‪ .‬دوزي(‪ ،)R, Dozy‬ذيل للقواميس العربيَّة‪ ،‬جزءان‪ ،‬ليدن ‪.1881‬‬
‫‪ -‬دائرة املعارف اإلسالميَّة‪ ،‬ليدن‪ ،‬لندن ابتداء من ‪.1908‬‬

‫‪ -‬إ‪ .‬و‪ .‬لني (‪ ،)E,W,Lynn‬معجم عريب‪-‬إنجليزي‪ 8 ،‬أجزاء‪ ،‬وذيل لندن وإدنربة‬


‫‪.1893-1863‬‬

‫بردي عربيَّة جديدة من األوراق املكتشفة يف أفرديتو‪ ،‬باعتناء ك‪ .‬ه بكر‬


‫ٍّ‬ ‫‪ -‬أوراق‬
‫يف مجلّة اإلسالم ‪.‬‬
‫[[[‬

‫قصد من املصادر‬ ‫ٍ‬ ‫ومم يُالحظ عىل قامئة مصادره أنَّها «اختريت يف ُجلّها وعن‬ ‫ّ‬
‫املجموعة التي حقّقها ونرشها املسترشقون دون غريهم‪ ،‬ولقد اختلطت فيها‬
‫يفصل بني النصوص األصول‬ ‫النصوص املد ّونات باملراجع الثانويّة‪ ،‬أل َّن املؤلّف مل ِّ‬
‫واملراجع الثانويّة التي يستعني بها لالستدراك عىل بعض السقطات أو الفراغات يف‬
‫النصوص األصليّة‪ ،‬فلقد حرش النوعني من النصوص يف زمر ٍة واحدة‪ ،‬كأنّها متساوي ٌة‬
‫التاريخي»[[[‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يف القيمة من حيث صلتها باملعجم‬

‫[[[‪ -‬بركة‪ ،‬بسام وآخرون‪ ،‬نحو معجم تاريخي للّغة العرب ّية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.24‬‬
‫العربي في نطاق العرب ّية ‪ :‬المبادرات الرائدة‪ ،‬مجلة المعجم ّية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحمزاوي‪ ،‬مح ّمد رشاد‪ ،‬تاريخ المعجم التاريخي‬
‫تونس‪ ،‬ع‪ ،1990 ،6-5‬ص‪.26‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪209‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫ج‪ .‬مداخل املعجم‬

‫ف َّرق (فيرش) يف مداخل معجمه بني الكلامت العربيّة واألعجميّة‪ ،‬فرتَّب املداخل‬
‫العرب ّية عىل املا ّدة األصل ّية مج َّرد ًة من الزوائد‪ ،‬ووضع تحتها مشتقّاتها‪ ،‬مثالها‪:‬‬

‫تصديره معجمه بذكر بعض أنواع األلف يف مداخل منفصلة عىل النحو اآليت ‪:‬‬
‫بدأ بحرف األلف عا ّمة‪ ،‬ث ّم ألف االستفهام‪ ،‬ث ّم حرف القسم‪ ،‬ث ّم ألف النداء‪ ،‬ث ّم (إ)‬
‫ح)‪ ‬يف مداخل مستقلّة‪ ،‬وبعد أ ْن ذكر عد ًدا من الكلامت األعجميّة‬ ‫ث ّم (آ) ث ّم (آء) ث ّم (آ ِ‬
‫اشتق منه يف‬
‫مدخل آخر هو (أبب) وذكر تحته ما ّ‬ ‫ً‬ ‫أورد (أب) وأحال إىل (أبو)‪ ،‬ثم ذكر‬
‫(أب) و (أُباب) و (إبّانٌ)‪.‬‬
‫(إيتب) و ٌّ‬
‫َّ‬ ‫(أب) و‬
‫عناوين مستقلّة مثل‪َّ :‬‬
‫رصف بها‬ ‫وأ ّما املداخل األعجم ّية فرت ّبها بحسب صورتها التي هي عليها إذا مل يت َّ‬
‫خاصاً‪ ،‬يوردها عىل صورتها التي هي‬ ‫ّ‬ ‫مدخل‬
‫ً‬ ‫لكل كلم ٍة أعجميَّ ٍة‬
‫العرب‪ ،‬حيث جعل ّ‬
‫رصف بها العرب‪ ،‬قال يف مق ّدمته‪:‬‬ ‫عليها‪ ،‬دون أ ْن يعيدها إىل أصلٍ عر ّ‬
‫يب‪ ،‬إلَّ إذا ت َّ‬
‫ٍ‬
‫أحرف تتَّبع الكلامت العرب ّية يف‬ ‫«والكلامت األعجم ّية املع ّربة الزائدة عىل ثالثة‬
‫رصف فيها العرب باالشتقاق‪ ،‬مثل‪ :‬إبريق‪ ،‬دكّان‪ ،‬ديباج‪ ،‬أسوار‪،‬‬ ‫ترتيب املعجم إ ْن ت ّ‬
‫رساويل‪ ،‬وهل ّم ج ّرا تجدها يف ما ّدة (برق‪ ،‬دكن‪ ،‬دبج‪ ،‬سور‪ ،‬رسول) وهل ّم ج ّرا‪ ،‬أ ّما‬
‫رصف فيه العرب باالشتقاق فتعترب حروفه كلّها أصل ّية‪ ،‬مثل‪ :‬إبريسم‪ ،‬إستربق‪،‬‬ ‫ما مل يت ّ‬
‫بنفسج‪ ،‬سفرجل‪ ،‬شطرنج‪ ،‬وهل ّم ج ّرا [[[‪ ،‬ومن أمثلة الكلامت األعجم ّية ‪:‬أورد بعد‬
‫ين)‪ ،‬ث ّم (آهندال)‬
‫ين‪ ،‬أسامنجو ّ‬
‫(آح)‪( ،‬آذين)‪ ،‬ث ّم (آزاذمرد‪ ،‬أزادمرد)‪ ،‬ث ّم (آسامنجو ّ‬
‫وكل تلك الكلامت يف مداخل مستقلّة ‪.‬‬ ‫وهي فارسيّة‪ّ ،‬‬

‫د‪ .‬ترتيب املعجم‬


‫تح َّدث (فيرش) عن ترتيبه للكلامت يف معجمه فقال‪« :‬قد رتَّبت الكلامت عىل‬
‫حسب املواد‪ ،‬الرتتيب املألوف لحروف الهجاء العربيَّة عىل اعتبار الحرف األ َّول‬
‫والثاين والثالث أساساً»[[[‪ ،‬وكان يق ِّدم الثاليث عىل الرباعي‪ ،‬واملج ّرد عىل املزيد‪،‬‬

‫[[[‪ -‬فيشر‪ ،‬أوغست‪ ،‬مقدّمة المعجم التاريخي‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫نصار‪ ،‬حسين‪ ،‬المعجم العربي نشأته وتط ّوره‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.589‬‬
‫[[[‪ّ -‬‬
‫‪210‬‬

‫وال يذكر املشتقّات القياس َّية إلَّ إذا جاء يش ٌء منها عىل غري القياس ف ُيذكر‪ ،‬ويذكر‬
‫القيايس معه دالل ًة عىل وجوده‪ ،‬وتذكر األسامء بعد األفعال‪ ،‬وترت َّب ترتي ًبا هجائ ّياً‪ .‬وما‬
‫حدث فيه زيادة أو اختلف يف اشتقاقه يوضع يف مكانني للتَّسهيل عىل من يستخدم‬
‫املعجم‪ ،‬وما حدث فيه إبدال يوضع يف مكانه ويشار لألصل‪ ،‬وما حدث فيه قلب‬
‫يوضع يف ما َّدته األصل َّية‪ ،‬وما ع َّربته العرب واشتقَّت منه يذكر يف ما َّدته الثالث َّية[[[‪.‬‬

‫مفصل ٍة عن حرفه املعقود له‪ ،‬فيوضِّ ح‬


‫َّ‬ ‫باب بكلم ٍة‬
‫وكان (فيرش) يص ِّدر كل ٍ‬
‫السام َّية واليونان َّية‪ ،‬واسمه يف العرب َّية‬
‫ترتيب الحرف بني حروف ألف باء يف اللُّغات َّ‬
‫والساميَّات وغريها‪ ،‬ويوضّ ح رسمه يف الخط‪ ،...‬وكان يسري يف عالجه لأللفاظ عىل‬
‫َّ‬
‫السام َّية‪ ،‬واإلشارة إىل مصادر‬
‫اإلكثار من شواهدها‪ ،‬والربط بني معانيها وما يف اللُّغات َّ‬
‫الساميَّة‬
‫هذه األقوال واملعاين والشواهد[[[‪ ،‬وكان يذكر يف كل ما َّدة أصلها أو أصولها َّ‬
‫القدمية‪ ،‬ويرتّب املا َّدة حسب املعاين الكربى متد ّرج ًة من املدلوالت الحس َّية إىل‬
‫املدلوالت املعنويَّة‪ ،‬ويراعي يف االستشهاد ترتيب الشواهد ترتيبًا تاريخيّاً‪ ،‬وكان ير ّد‬
‫الكلمة األجنب َّية إىل أصولها‪ ،‬ويذكر من األعالم ما الب ّد من ذكره‪ ،‬ويذكر أسامء البالد‬
‫واألماكن بيشء من االقتصاد[[[‪.‬‬

‫التوسع يف بعض أبواب النحو‬


‫ُّ‬ ‫ومت َّيز جهد (فيرش) يف معجمه باالقتضاب وعدم‬
‫ٍ‬
‫وتصحيحات لغويَّة مفيدة نذكر منها‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫تعليقات صغرية‪،‬‬ ‫واللغة‪ ،‬فكانت غالبيّ ُة أبحاثه‬
‫«املسألة الزنبوريَّة» وأسامء اإلشارة للمؤنث يقول‪« :‬هذه‪ ،‬ذه‪ ،‬ته‪ ،‬هذه‪ ،‬ذه‪ ،‬وهذهي‪،‬‬
‫ذهي‪ ،‬تهي» و «تركيب املصدر‪ :‬رضب عمرو زيد» و «الكلمة العربيَّة أيش»[[[‪.‬‬

‫‪ .3‬قيمة املعجم العلم ّية‬


‫وممَّ سبق نالحظ الجهد الذي بذله (فيرش) يف هذا املعجم‪ ،‬فام صنعه يع ُّد ركيز ًة‬

‫[[[‪ -‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ ،‬مجمع اللّغة العرب ّية في خمسين عاماً‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ط‪1984 ،1‬م‪ ،‬ص‪160-151‬‬
‫نصار‪ ،‬حسين‪ ،‬المعجم العربي نشأته وتط ّوره‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.590‬‬
‫[[[‪ّ -‬‬
‫[[[‪ -‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ ،‬مجمع اللّغة العربيّة في خمسين عاماً‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ط‪1984 ،1‬م‪ ،‬ص‪.152 ،151‬‬
‫[[[‪ -‬بدوي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ص‪.406‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪211‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫تاريخي للُّغة العرب َّية‪ ،‬وقد ذكر‬


‫ٍّ‬ ‫يرتكز عليها املعجم ُّيون املحدثون إلنشاء معجمٍ‬
‫التاريخي بالقاهرة (مح ّمد حسن عبد العزيز) املزايا التي حظي‬
‫ّ‬ ‫عضو هيئة املعجم‬
‫بها معجم (فيرش) منها[[[‪:‬‬

‫‪ -‬أخذه كلامت املعجم مبارش ًة من النصوص العربيَّة‪ ،‬مع اإلشارة إىل املصادر‬
‫املأخوذة منها‪.‬‬

‫التاريخي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تبيني املعجم نشوء الكلمة بحسب وجودها‬

‫‪ -‬إظهار إذا ما كانت الكلمة كثرية االستعامل أو نادرة‪.‬‬

‫‪ -‬تبيني اختالف دالالت الكلامت بحسب اختالف األقطار التي تستعمل فيها‪.‬‬

‫‪ -‬امتيازه بحسن ترتيب املا َّدة وفروعها ليسهل االهتداء إىل املقصود منها‪ ،‬ول ُيعرف‬
‫تاريخ تط ُّور الكلمة يف ال ّداللة عىل املعاين املختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬غناه بالشواهد وكرثة املراجع املختلفة‪ ،‬ما يرشد الباحث إىل املعنى الحقيقي‬
‫للكلمة الذي ال يجده يف املعجامت التي تخلو من الشواهد‪.‬‬

‫‪ -‬رشح وتبيني املعنى الحقيقي لبعض الكلامت الواردة يف بعض املصادر العرب َّية‬
‫السام ّية‬
‫يتوصل إىل تفسريها مؤلّفو املعاجم القدمية‪ ،‬لعدم معرفتهم باللُّغات َّ‬
‫ّ‬ ‫التي مل‬
‫وعادات بعض األمم التي كانت تجاور العرب‪.‬‬

‫‪ -4‬نقد وتقويم املعجم‬


‫ورغم القيمة العلم َّية التي حظي بها املعجم التاريخي للمسترشق األملاين‬
‫(فيرش)‪ ،‬إلَّ أنَّه مل يسلم من بعض املآخذ‪ ،‬أوردها فيام يأيت‪:‬‬

‫‪-‬ق َّدم فيرش تقرير نظريّته يف تأليف املعجم التاريخي الكبري للّغة العرب ّية إىل‬
‫بي فيه املعجم املثايل يف نظره‪ ،‬لك َّنه حينام بدأ بصنع‬ ‫مجمع اللّغة العرب ّية بالقاهرة‪َّ ،‬‬
‫املعجم مل يلزم نفسه بكل ما ذكره يف خطّته‪ ،‬ألنَّه مل يستطع القيام به وحده‪ ،‬ذلك أنَّه‬

‫[[[‪ -‬عبد العزيز‪ ،‬محمد حسن‪ ،‬المعجم التاريخي للعرب ّية وثائق ونماذج‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪212‬‬

‫يت مكثَّف‪.‬‬
‫جامعي أو مؤسسا ّ‬
‫ٍّ‬ ‫عمل يحتاج إىل ٍ‬
‫جهد‬ ‫ٌ‬

‫‪ -‬يرى بعض الباحثني «أ َّن فيرش وإن اهتم أحياناً بالتأصيل‪ ،‬فإ َّن معجمه ليس‬
‫تاريخيًا باملعنى الدقيق‪ ،‬فقد وقف (فيرش) فيام جمعه من ما َّد ٍة عند القرن الرابع‬
‫الهجري‪ ،‬وهو القرن نفسه الذي وقفت عنده املعاجم العربيَّة القدمية»[[[‪ ،‬وحتّى‬
‫معجم تاريخ ًيا باملعنى العلمي الدقيق الب َّد من استكامل الفرتة املتبق َّية من‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫تاريخ اللغة والتي تق ّدر بحوايل عرشة قرون[[[‪.‬‬

‫‪ -‬توقّفت املادة العلميّة ملعجم فيرش عند حرف الهمزة تحدي ًدا «أبد» ومل يت َّمه‪،‬‬
‫ورغم الجهد املبذول إلخراج هذا العمل إلَّ أنَّه مل يصل إىل مستوى الرباعة التي‬
‫اتَّسمت بها املعاجم القدمية التي ق َّدمها املعجم ّيون العرب القدامى‪ ،‬والتي ُعنيت‬
‫بتاريخ الكلمة وتط ّورها‪.‬‬

‫‪ -‬االضطراب يف التفريق بني املعنى الحقيقي واملجازي‪ ،‬فرغم أنَّه نبَّه إىل بعض‬
‫املعاين املجازيَّة إلَّ أنَّه أهمل بعض املعاين املجازيَّة األخرى ظ َّناً منه أنَّها حقيقيَّة‪،‬‬
‫وهو املأخذ الذي لحظه عبد القادر املغريب يف قوله‪-« :‬وإن أشار إىل أ َّن من املعاين‬
‫ما هو حقيقي وما هو مجازي‪ -‬لكنه أبهم التفرقة بني املعاين الحقيق ّية واملجازيّة‬
‫إبها ًما يوقع يف حري ٍة من تف ُّهم ما يقرأ‪ ...‬ويضيف‪ :‬ومن تأ َّمل كالم املؤلّف وجده‬
‫يف تصنيفه ملعاين (أخذ) قد أقام االختالف يف الفاعل أو املفعول أو املتعلّق سببًا‬
‫لجعل الفعل الواحد فعلني‪ ،‬واعتبار معناه معنيني»[[[‪.‬‬

‫‪ -‬إدراجه لبعض املعاين ذات املعنى الواحد تحت معانٍ متع ّدد ٍة‪ ،‬ظناً منه أنَّها‬
‫معانٍ متع ّددة‪ ،‬وهو أمر ال يكاد يسلم منه أعجمي‪ ،‬مثاله‪ :‬ما ذكره يف معاين َّ‬
‫(أب)‬
‫وواضح أ َّن املعنى واح ٌد للفعل‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬وأب فالناً‪ :‬قصده[[[‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ومنها ‪:‬أَ َّ‬
‫ب أبَّه‪ :‬قصد قص َده‬

‫[[[‪ -‬عبد العزيز‪ ،‬محمد حسن‪ ،‬المعجم التاريخي للعربية وثائق ونماذج‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫[[[‪ -‬أبو الريش‪ ،‬صابرين مهدي علي‪ ،‬المعجم التاريخي ودوره في الحفاظ على الهويّة وإحياء الماضي وإثراء الحاضر‬
‫والمستقبل‪ ،‬حوليّة كلّية الدراسات اإلسالميّة والعربيّة للبنات‪ ،‬اإلسكندريّة‪ ،‬ع‪ ،32‬ص‪.235‬‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مج ‪ ،24‬ج ‪ ،4‬ص‪.504-501‬‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬المغربي‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬معجم فيشر وصفه ونقده‪ ،‬مجلّة المجمع العلمي‬
‫[[[‪ -‬فيشر‪ ،‬أوغست‪ ،‬المعجم التاريخي‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪213‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫َصد)‪ ،‬لك ّنه يف األ ّول غري متع ٍّد‪ ،‬ويف الثاين متع ٍّد إىل مفعول[[[‪.‬‬
‫وهو (ق َ‬
‫‪ -‬اعتامده عىل مصادر العرب َّية األصل َّية مبجاالتها املختلفة لالستشهاد عىل‬
‫املعاين‪ ،‬مثل‪ :‬كتب التاريخ والرحالت واألدب وغريه‪ ،‬التي حقّقها ونرشها‬
‫املسترشقون دون غريهم‪ ،‬ولقد اختلطت فيها املصادر األصليّة باملراجع الثانويّة‪،‬‬
‫فجمع النوعني من املصادر يف زمر ٍة واحدة‪ ،‬كأنّها متساوي ٌة يف القيمة من حيث‬
‫التاريخي‪ ،‬ومل يرجع إىل املعاجم العرب َّية إلَّ يف مواضع نادرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صلتها باملعجم‬

‫التوسع‪ ،‬فجاءت‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬متيّزت بعض أبواب النحو واللغة يف املعجم باالقتضاب وعدم‬
‫ٍ‬
‫وتصحيحات لغويَّة‪.‬‬ ‫تعليقات موجز ٍة‬
‫ٍ‬ ‫أغلب أبحاثه عبار ًة عن‬

‫ثالثاً‪ :‬املعجم التاريخي العريب والجهود املعجم ّية العرب ّية الحديثة‬

‫يُع ُّد معجم (فيرش) من أفضل معاجم املسترشقني التي كان لها تأثري إيجايب يف‬
‫املتخصصني يف صناعة‬
‫ّ‬ ‫دفع مشاريع الدراسات املعجميَّة العربيَّة عند الكثريين من‬
‫املعجم العريب‪ ،‬وتوالت بعدها الجهود واالقرتاحات بإقامة الندوات واملؤمترات‬
‫الدول َّية حول موضوع املعجم التاريخي للّغة العرب ّية وإشكال ّياته[[[‪ ،‬حيث دعا‬
‫الكثريون إىل اقتفاء أثر (فيرش) يف صناعة املعجم‪ ،‬ورأوا أنَّه املعجم الذي يل ّبي‬
‫الحاجة القامئة‪ ،‬يستوي يف هذه الدعوة بعض املسترشقني‪ ،‬وكذا بعض العرب الذين‬
‫تاريخي للعربيَّة تأث ّ ًرا مبعجم (فيرش)‪ ،‬منهم إسامعيل‬
‫ٍّ‬ ‫تب ّنوا الدعوة إىل صناعة معجمٍ‬
‫مظهر‪ ،‬اختاره فيرش ليعمل معه بعد أ ْن نال املوافقة عىل جذاذات معجمه التي عرضها‬
‫عىل املجمع مع عدد من الباحثني‪ ،‬لقراءة الكتب وجمع غريب األلفاظ‪ ،‬وجمع‬
‫خاصة‪ ،‬ومل ّدة عامني أرشف إسامعيل مظهر عىل هذا العمل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الشواهد يف جذاذات‬
‫إىل أ ْن سافر فيرش إىل أملانيا يف صيف ‪1939‬م‪ ،‬وعمل إسامعيل مظهر يف مرشوع‬
‫تاريخي‪ .‬وعلّل دعوته باقتصار‬
‫ّ‬ ‫فيرش له أثر كبري يف اقتناعه بحاجة العرب ّية إىل معجم‬
‫املعاجم العرب ّية عىل املعاين الحقيق ّية دون املجازيّة أو الجديدة‪ ،‬وذكر أنّه وقع‬
‫التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر‪ :‬دراسة تقويم ّية‪ ،‬نقلً‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن محمد‪ ،‬المعجم‬
‫عن موقع‪https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355 :‬‬
‫التاريخي للُّغة العربيَّة المنعقد بفاس‬
‫ّ‬ ‫ولعل آخر تلك الجهود واالقتراحات هو المؤتمر الدولي حول المعجم‬
‫َّ‬ ‫[[[‪-‬‬
‫أيّام‪ 10-8 :‬أفريل ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪214‬‬

‫لكثري من اللغات الح ّية ما وقع للعرب ّية ‪[[[.‬ودعا إبراهيم يوسف إىل تجنيد علامء اللغة‬
‫العلمي يف العرص‬‫ّ‬ ‫من عرب ومسترشقني لوضع معجم للعرب ّية الفصحى مالئمٍ للتط ّور‬
‫الراهن‪ ،‬من خالل مقاله املوسوم (معجم اللّغة الضادي ‪-‬أمنية تتحقَّق‪ .[[[)-‬وتأث ّر‬
‫معجم تاريخيّاً‪،‬‬
‫ً‬ ‫عبد الله العالييل‪ ‬باالتّجاه السائد يف صناعة املعجم‪ ،‬وهو أ ْن يكون‬
‫فحاول تطبيقه يف معجمه (املرجع) الذي صدر الجزء األ ّول منه عام ‪1963‬م عن‬
‫مكتبة الفرح الحديثة يف بريوت[[[‪ ،‬فرسم العالييل خطّة للمعجم التاريخي‪ ،‬بحيث‬
‫يكشف املعجم عن أساس املا ّدة اللغويّة وعن تط ّورها الفيلولوجي والداليل حتّى‬
‫وقتنا الحارض‪ ،‬وقد أ ّرخ لأللفاظ ودالالتها باإلشارة إىل العرص الذي وجدت فيه‬
‫الكلمة أو املعنى أو االستعامل[[[ ‪.‬ورغم الجهد الواضح لتأليف العالييل معجمً‬
‫تاريخ ًيا للُّغة العرب ّية‪ ،‬إلَّ أنَّه ال يع ُّد من قبيل املعاجم التاريخ ّية؛ أل َّن أغلب مصادره‬
‫هي عبارة عن مصادر ثانويّة تتمثّل يف املعاجم العربيّة السابقة‪ ،‬ومل يعتمد عىل مد ّونة‬
‫نصوص لغويّة متن ّوعة الزمان واملكان والبيئة الجغرافيَّة‪ .‬هذا ويرى عبد الله الجبوري‬
‫أ َّن العالييل‪« :‬قد بالغ يف إيراد األلفاظ املع ّربة والدخيلة‪ ،‬فأدخل الضيم عىل معجمه‬
‫بإثقاله باملصطلح العلمي الجديد‪ ،‬وبألفاظ حضاريّة وأجنب ّية غطَّت عىل بريق‬
‫العريب‬
‫ّ‬ ‫السمت اللّغوي العريب»[[[‪ .‬وق ّدم‪ ‬عيل توفيق الحمد اقرتاحات حول املعجم‬ ‫َّ‬
‫يف نهاية بحث طويل بعنوان (بطرس البستاين وجهوده املعجميّة)‪ ،‬دعا فيه إىل وضع‬
‫تاريخي يؤ ّرخ للكلمة وتاريخ ظهورها واستخدامها‪ ،‬وتط ّور معانيها‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫معجمٍ‬

‫ومؤسسات إلطالق مرشوع املعجم التاريخي‪ ،‬منها‬‫ّ‬ ‫وقد تص ّدت مجموعة جهات‬
‫التاريخي والدعوة إىل أ ْن‬
‫ّ‬ ‫جمع ّية املعجم ّية العرب ّية بتونس التي اهت ّمت باملعجم‬
‫التاريخي لدى المستشرق األلماني أوجست فيشر‪ :‬دراسة تقويميّة‪ ،‬نقلً‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن محمد‪ ،‬المعجم‬
‫عن موقع‪.https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355 :‬‬
‫[[[‪ -‬يوسف‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬معجم اللّغة الضادي ‪-‬أمنية تتحقّق‪ ،-‬مجلّة المقتطف‪،‬مج ( ‪ ،)98‬ج‪1359 ،1‬هـ‪1941/‬م‪،‬‬
‫ص‪.38-34‬‬
‫العربي‬
‫ّ‬ ‫العربي – مفهومه‪ ،‬وظيفته‪ ،-‬مجلّة المعجم ّية‪( ،‬وقائع ندوة المعجم‬
‫ّ‬ ‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫[[[‪ -‬الحمد‪ ،‬علي توفيق‪،‬المعجم‬
‫التاريخي‪ :‬قضاياه ووسائل إنجاز)‪ ،‬ع ‪1409 ،6-5‬هـ‪1989/‬م‪ ،‬و‪1410‬ه‪1990/‬م‪ ،‬ع ‪ ،6-5‬ص‪.103‬‬
‫[[[‪ -‬الحميد‪ ،‬عبد العزيز بن حميد‪« ،‬منهج أوغست فيشر في المعجم التاريخي» ضمن كتاب‪« :‬نحو معجم تاريخي‬
‫للّغة العربيّة»‪ ،‬المركز العربي لألبحاث والدراسة السياسات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫[[[‪ -‬الجبوري‪ ،‬عبد الله‪ ،‬بحوث في المعجم ّية الع ّربية‪ ،‬مطبعة المجمع العراقي‪ ،‬العراق‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪215‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫تاريخي‪ ،‬القتناع أعضائها بأنَّها قض ّية لها صلة برتاثنا وحارضنا‬


‫ّ‬ ‫يكون للعرب َّية معج ٌم‬
‫ومستقبلنا‪ ،‬وأ َّن املعجم أصبح رضور ًة ال غنى عنها‪ ،‬فهو ذاكرتنا اللغويَّة والثقاف َّية‬
‫أسس‬ ‫والحضاريَّة‪ .‬وكذا فإ َّن محاولة اتّحاد املجامع اللغويّة العلم ّية العرب ّية الذي ّ‬
‫تاريخي‪ ،‬ويف اجتامع مجلس ات ِّحاد‬ ‫ّ‬ ‫عام (‪ ،)1971‬كانت جا َّد ًة يف وضع معجمٍ‬
‫املجامع املنعقد يف عام (‪ ،)2001‬ق َّرر املجلس تأليف لجن ٍة لوضع خطَّ ٍة شامل ٍة‬
‫التاريخي[[[‪ .‬ومن خالل املؤمتر الذي ُعقد يف الشارقة يف ديسمرب عام‬ ‫ّ‬ ‫للمعجم‬
‫التاريخي للُّغة العربيَّة برعاية أمري الشارقة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ ،)2006‬جاءت فكرة مرشوع املعجم‬
‫ومبشارك ٍة كامل ٍة من مجمع القاهرة‪ ،‬ويذكر محمود حافظ رئيس املجمع الل ّ‬
‫ُّغوي أ َّن‬
‫العمل يف املعجم توقّف حتى عام (‪ ،)2004‬ث َّم عاد اللُّغويّون يجتمعون من أجل‬
‫الفكرة‪ ،‬وها هي تخطو أوىل خطواتها برعاية حاكم إمارة الشارقة (القاسمي)[[[‪ .‬وتع ُّد‬
‫التاريخي‪ ،‬معجم الدوحة التاريخي‪ ،‬فبعد‬
‫ّ‬ ‫آخر املبادرات ظهو ًرا يف إنجاز املعجم‬
‫سلسلة من االجتامعات التحضرييَّة ض ّمت نخب ٌة من الخرباء اللُّغويني واملعجميني‬
‫والحاسوبيني من مختلف الدول العرب َّية استم ّرت مل َّدة سنتني‪ ،‬أعلن املركز العريب‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات يف الدوحة يف مايو ‪ ،2013‬عن إطالق مرشوع «معجم‬
‫التاريخي للُّغة العربيَّة»‪ ،‬وقد تق َّرر أ َّن إعداد املعجم املنشود سيستغرق‬
‫ّ‬ ‫الدوحة‬
‫كل ثالث سنوات[[[‪.‬‬ ‫عرشين سنة‪ ،‬عىل مراحل يجري عرض إنجازاتها ّ‬

‫تلكم هي أه ّم املحاوالت العرب َّية يف محاولة اقتفاء أثر (فيرش) يف سبيل‬ ‫ ‬


‫تاريخي للُّغة العرب َّية‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫إنجاز معجمٍ‬

‫‪ ‬‬

‫النص‪ ،‬إحسان‪ ،‬مشروع المعجم التاريخي للّغة العربيّة مسيرة وتاريخ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.36 ،35‬‬
‫ّ‬ ‫[[[‪-‬‬
‫[[[‪ -‬اآلغا‪ ،‬محمد هبه‪ ،‬علماء اللغة في الشارقة يطلقون مشروع المعجم التاريخي‪ ،‬نقلً عن موقع جسد الثقافة‪:‬‬

‫‪showthread.php/aljsad.org://http‬‬
‫[[[‪ -‬أبو الريش‪ ،‬صابرين مهدي علي‪ ،‬المعجم التاريخي ودوره في الحفاظ على الهويّة‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫‪216‬‬

‫خامتة‬
‫رغم األهم ّية واملكانة التي تحتلُّها اللغة العرب َّية بني اللُّغات الح َّية قدميًا وحديثاً‪،‬‬
‫املعجمي لدى العرب فرت ًة كبري ًة من الزمن‪ ،‬وهذا باعرتاف‬ ‫ّ‬ ‫ورغم ازدهار التأليف‬
‫تاريخي يؤ ّرخ لحياة‬
‫ٍّ‬ ‫املسترشقني أنفسهم‪ ،‬فإ َّن اللغة العرب َّية مل تحظ إىل اليوم مبعجمٍ‬
‫ألفاظها‪ ،‬ويتتبَّع التط ّورات التي طرأت عليها عىل مدار تاريخها‪ ،‬عىل غرار متكُّن ع َّدة‬
‫لغات أخرى من ذلك اإلنجاز اليوم‪ ،‬وبناء عىل ما تق َّدم نخلص إىل ما يأيت‪:‬‬ ‫ٍ‬

‫‪ -‬بروز ظاهرة التأث ّر والتأثري بني العرب واملسترشقني‪ ،‬وتف ُّوق املسترشقني فيام‬
‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫تجسد ذلك يف صناعة املعجم عا َّمة‪ ،‬واملعجم‬ ‫ّ‬ ‫يخص مناهج البحث‪،‬‬ ‫ّ‬
‫خاص ًة ممث ًَّل يف مرشوع املسترشق األملاين فيرش‪.‬‬
‫ّ‬
‫التاريخي للُّغة العرب ّية يف العرص الحديث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أ َّول من أشار إىل فكرة املعجم‬
‫خص اللغة العرب َّية‬
‫َّ‬ ‫كان املسترشق األملاين فيرش‪ ،‬ف ُع َّد أ ّول مرشوع غري مكتملٍ‬
‫ج ُّل املعاجم‬ ‫مبعجم تاريخي‪ ،‬رغم أ َّن فكرة املعجم التاريخي قامت عىل فكرتها ُ‬
‫العربيّة القدمية ابتدا ًء من كتاب العني للفراهيدي مرو ًرا بالفريوز آبادي والزمخرشي‬
‫والزبيدي‪ ،‬والتي كانت ت ُعنى بتاريخ الكلمة وتط ّورها‪.‬‬

‫‪ -‬عمق تجربة (فيرش) يف ميدان الدراسة املعجم ّية العرب ّية من رياد ٍة وجرأة‪ ،‬وقد‬
‫لكل كلامت اللغة‬‫تاريخي للعرب َّية‪ ،‬حاول فيه التأريخ ّ‬
‫ٍّ‬ ‫جاء مرشوعه لصناعة معجمٍ‬
‫العربيَّة يف الفرتة التي ح َّددها‪.‬‬

‫يتغي‪ ،‬وخري‬
‫حي ّ‬ ‫‪ -‬تأث ّر (فيرش) باملناهج الغرب َّية يف لغاتهم‪ ،‬أل َّن اللغة لديهم كائ ٌن ٌّ‬
‫ما ميثّلها كتب النصوص ال املعاجم‪.‬‬

‫‪ -‬االهتداء بسهولة إىل معاين الكلامت‪ ،‬وهو راجع إىل حسن ترتيب ما َّدة املعجم؛‬
‫وبالتايل التع ّرف عىل تاريخ تط ُّور الكلمة يف الداللة عىل املعاين املختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬غنى املعجم بالشواهد وكرثة املراجع املختلفة‪ ،‬التي ترشد الباحث إىل املعنى‬
‫الحقيقي للكلمة‪ ،‬وهو ما تخلو منه أغلب املعاجم‪.‬‬
‫ّ‬
‫العريب عند املستشرق األلماين فيشر ‪217‬‬ ‫صناعة املعجم‬

‫املصادر واملراجع‬
‫الكتب‬

‫‪1 .1‬أحمد الرشقاوي إقبال‪ ،‬مق ّدمة معجم املعاجم‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪1993 ،2‬م‪.‬‬

‫‪2 .2‬بركة‪ ،‬بسام وآخرون‪ ،‬نحو معجم تاريخي للّغة العرب ّية‪ ،‬املركز العريب لألبحاث‬
‫ودراسة السياسات‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.2014 ،3‬‬

‫‪3 .3‬بدوي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬موسوعة املسترشقني‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬

‫‪4 .4‬البوشيخي‪ ،‬الشاهد‪ ،‬دراسات مصطلح ّية‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2012 ،1‬م‪.‬‬

‫‪5 .5‬بوشيبة‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬محارضات يف علم املفردات وصناعة املعجم‪.‬‬

‫‪6 .6‬ابن خلدون‪ ،‬املق ّدمة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪7 .7‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ ،‬مجمع اللّغة العرب ّية يف خمسني عاماً‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ط‪1984 ،1‬م‪.‬‬

‫‪8 .8‬عبد العزيز‪ ،‬محمد حسن‪ ،‬املعجم التاريخي للّغة العرب ّية وثائق ومناذج‪ ،‬دار‬
‫السالم‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪.‬‬

‫‪9 .9‬العقيقي‪ ،‬نجيب‪ ،‬املسترشقون‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪1964 ،1‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬

‫‪1010‬عمر‪ ،‬أحمد مختار‪ ،‬صناعة املعجم الحديث‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪.‬‬

‫‪1111‬فيرش‪ ،‬أوغست‪ ،‬املعجم اللّغوي التاريخي‪ ،‬تصدير‪ :‬إبراهيم مدكور‪ ،‬الهيئة العامة‬
‫لشؤون املطابع األمرييّة‪ ،‬القاهرة‪1968 ،‬م‪.‬‬

‫نصار‪ ،‬حسني‪ ،‬املعجم العريب نشأته وتط ّوره‪ ،‬دار مرص للطباعة‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ّ 1212‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬

‫‪1313‬هيود‪ ،‬جون آ‪ ،‬املعجم ّية العرب ّية‪ ،‬تر‪ :‬عناد غزوان‪ ،‬مطبعة املجمع العلمي العراقي‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪.‬‬
‫‪218‬‬

‫ّ‬
‫املجلت‬

‫‪1 .1‬أحمدي‪ ،‬الطيب توفيق‪ ،‬معجم املسترشق أوغست فيرش وصفه ونقده‪ ،‬مجلّة‬
‫املجمع العلمي العريب‪ ،‬العراق‪ ،‬مج‪ ،24‬ج‪.4‬‬

‫‪2 .2‬عبد التواب‪ ،‬رمضان‪ ،‬معجم العرب ّية الفصحى (الصادر يف أملانيا الغرب ّية)‪ ،‬مجلّة‬
‫مجمع اللّغة العرب ّية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ع‪.1984 ،53‬‬

‫يب يف نطاق العرب ّية ‪:‬‬


‫‪3 .3‬الحمزاوي‪ ،‬مح ّمد رشاد‪ ،‬تاريخ املعجم التاريخي العر ّ‬
‫املبادرات الرائدة‪ ،‬مجلّة املعجم ّية‪ ،‬ع‪ .،6-5‬تونس‪.1990 ،‬‬

‫‪4 .4‬الحمزاوي‪ ،‬محمد رشاد‪ ،‬املعجم العريب املعارص يف نظر املعجم ّية الحديثة‪،‬‬
‫مجلّة مجمع اللغة العرب ّية‪ ،‬دمشق‪ ،‬مج ‪ ،78‬ج‪.4‬‬

‫‪5 .5‬أبو الريش‪ ،‬صابرين مهدي عيل‪ ،‬املعجم التاريخي ودوره يف الحفاظ عىل الهويّة‬
‫وإحياء املايض وإثراء الحارض واملستقبل‪ ،‬حول ّية كلّية الدراسات اإلسالم ّية‬
‫والعرب ّية للبنات‪ ،‬اإلسكندريّة‪ ،‬ع‪.32‬‬

‫يب‪،‬‬
‫‪6 .6‬املغريب‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬معجم فيرش وصفه ونقده‪ ،‬مجلّة املجمع العلمي العر ّ‬
‫القاهرة‪ ،‬مج ‪ ،24‬ج ‪.4‬‬

‫‪7 .7‬يوسف‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬معجم اللّغة الضادي ‪-‬أمنية تتحقّق‪ ،-‬مجلّة املقتطف‪ ،‬مج (‪،)98‬‬
‫ج ‪1359 ،1‬هـ‪1941 /‬م‪.‬‬

‫‪8 .8‬بن يوسف‪ ،‬شتيح‪،‬جهود املسترشقني يف تحقيق املخطوطات العرب ّية ‪-‬املسترشقون‬
‫األملان أمنوذجاً‪ ،-‬مجلّة الرتاث‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ع‪.2013 ،7‬‬

‫املواقع اإللكرتون ّية ‬

‫‪1. com. 48 www.Arab://http‬‬

‫‪2. https://www.voiceofarabic.net/ar/articles/2355.‬‬

‫‪3. http://www.ida2at.com‬‬

You might also like