Professional Documents
Culture Documents
1
اللغة العربية
االهداء:
ن
المهتمي ب اللغة العربية اىل جميع الطالب
2
اللغة العربية
التصميم
3
اللغة العربية
مقدمة:
ُ ُ ّ ُ ُ
العلماء ن يف المعاجمّ .أما
ُ دونهاادفات الت ّ
ي ر والم المصطلحات هاأن عىل العربية اللغة تعرف
ّ ر ً
واسع حول العالم ،حيث إن ٍ نطاق عىل ةوالمنتش السامية العالم لغات
ِ إحدى فه
ي اصطالحا
ن ّ
العرب ،وبعض
ي هناك 422مليون نسمة من متحدثيها ،وييكزون بشكل كبي يف الوطن
المناطق المجاورة ،مثل :تركيا ،واألحواز ،والسنغال ،وتشاد ،وإثيوبيا ،وإيران ،وجنوب
السودان ،وغيهم من المناطق
4
اللغة العربية
اللغة العربيّة أو ما تُعرف بلغة الضاد ،هي من اللغات السامية التي يتحدث بها ما يقارب المئتين
وأربعة وأربعين مليون نسمة ،حيث يتركز سكانها في مناطق الوطن العربي باإلضافة إلى بعض
الدول األخرى مثل تركيا ،وتشاد ،ومالي ،والسنغال ،واستمدت هذه اللغة أهميتها ألنّها لغة القرآن
الكريم ،باإلضافة إلى أنّها اللغة التي يستخدمها المسلمون في صالتهم عند تالوتهم آليات من
القرآن الكريم ،كما أنّها لغة الشعائر الدينيّة األساسيّة في العديد من الكنائس واألديرةُ .
سميت اللغة
العربية بلغة الضاد بسبب احتوائها على حرف الضاد الموجود فيها دونا ً عن غيرها من لغات
أن العرب هم أفصح من نطقوا هذا الحرف فمن المعروف ّ
أن العالم األخرى ،باإلضافة إلى ّ
إن القبائل العربية اتصفت بقدرتها على حرف الضاد يعتبر من أصعب الحروف نطقاً؛ حيث ّ
إن األشخاص الذين ال قراءة هذا الحرف بسهولة ويسر ودون أية معاناة أو صعوبة ،ويشار إلى ّ
يتحدثون العربيّة كلغة أم وجدوا صعوبة كبيرة في إيجاد حرف بديل لحرف الضاد في لغتهم
األصليّة.
استخدم معظم األدباء والمفكرين اللغة العربية بشكل أساسي لكتابة األعمال الدينيّة في العصور
الوسطى ،وزادت أهمية هذه اللغة عند انتشار اإلسالم بشكل كبير ،وأصبحت لغة األدب،
ي ،وأثرتوالعلم ،والسياسة لفترة طويلة خاصة في األراضي التي خضعت للحكم اإلسالم ّ
اللغة العربية بشكل كبير في العديد من اللغات العالميّة األخرى خصوصا ً اللغات التي كانت
موجودة في األراضي اإلسالمية ،مثل الفارسيّة ،والكرديّة ،والماليزيّة ،والتركيّة ،واأللبانيّة،
باإلضافة إلى اللغات اإلفريقيّة مثل السواحيلية ،والهاوسا .تعتبر اللغة العربية من اللغات
الرسميّة الست المعترف بها في منظمة األمم المتحدة ،ويعتبر يوم الثامن عشر من ديسمبر من
ك ّل عام هو اليوم العالمي لالحتفال باللغة العربية ،وهو اليوم الذي تم اعتماده من قِبل األمم
أن الهمزةالمتحدة ،وتحتوي هذه اللغة على ثمانية وعشرين حرفاً ،ويعتقد بعض اللغويين ّ
حرف من أحرفها لتصبح لغة ذات تسعة وعشرين حرفاً ،ويتكتب هذه اللغة من اليمين إلى
اليسار وهي بذلك تشبه ّ ً
كال من اللغة العبريّة والفارسيّة ،كما أنها تعتبر من أغزر اللغات من
ناحية المادة اللغويّة ،حيث ّ
إن معجم لسان العرب البن منظور يحتوي على أكثر من ثمانية
.آالف مادة
5
اللغة العربية
قسمت اللغة العربية من قبل علماء االثار إلى قسمين ،العربية الجنوبية القديمة والتي تضم
اللغة البئية والقتبانية والحضرمية والمعينية ،والقسم اآلخر هو العربية الشمالية القديمة والتي
تضم الحسائية والصفائية والحيانية والديدانية والثمودية والتيمائية ،وقد كان العرب في
الجنوب يستخدمون حرف النون كأداة للتعريف وكانوا يضعونه في آخر الكلمة ،أما العرب
في الشمال فقد كانوا يستخدمون حرف الهاء كأداة تعريفية ،وقد كانت تتميز العربية الفصحى
.عن غيرها هو استخدام أداة “ال” التعريف
كما تم تصنيف اللغة العربية إلى ثالثة أصناف رئيسية وهي العربية التقليدية ،والعربية
الرسمية ،والعربية المنطوقة بالعامية ،وتعتبر العربية التقليدية هي التي ورد شكلها حرفيا
بنصوص القرآن الكريم ولذلك تم تسميتها أيضا بالعربية القرآنية وتستخدم فقط في المؤسسات
الدينية وفي التعليم في بعض األحيان ،أما اللغة الرسمية وهي التي تستخدم في الوطن العربي
باألدب وفي المؤسسات األخرى الغير دينية ،أما اللغة العامية هي التي يتحدث بها غالبية
العرب بلهجتهم الخاصة والتي تختلف منطقة إلى أخرى
6
اللغة العربية
بعد الفتوحات اإلسالمية انتشرت اللغة العربية بشكل كبير وتأثرت بها الكثير من الشعوب
وخاصة بعد اعتناق السريان واالشوريين والروم واالمازيغ واالقباط للدين اإلسالمي حيث أن
اللغة العربية هي لغة المصدر التشريعي اإلسالمي للقرآن واألحاديث النبوية والصالة والعبادات
األخرى ،وكان هذا له أثرا كبيرا في انتشار اللغة العربية في تلك الفترة ،كما أن الشعوب
العجمية أيضا أصبحت تتحدث اللغة العربية كلغة ثانية إلى لغتها األم خاصة أن اللغة العربية في
تلك الفترة كانت في اوج ازدهارها ألنها كانت لغة العلم واألدب في ظل الخالفة العباسية
واألموية ،ومع مرور الزمن أصبحت اللغة العربية هي لغة الشعائر السائدة في تلك الفترة مثل
الشعائر المسيحية في الوطن العربي وفي كنائس الروم االرثوذوكس والكاثوليك والسريان ،
وأيضا الديانة اليهودية في العصور الوسطى كتبت الكثير من أعمالها الدينية والفكرية باللغة
.العربية
وقد كان للعجم أيضا دور كبير في تطوير اللغة العربية بالعصر العباسي واألموي حيث كانوا
يترجمون العلوم آنذاك غلى لغتهم األم فكانت تظهر مصطلحات وكلمات جديدة لم تكن موجودة
في اللغة القبية ،مثل مثال كلمة ” بيمارستان ” وهي مأخوذة من اللغة الفارسية .وفي العصر
الذهبي وصلت اللغة العربية في أعلى مراحل ازدهارها وتطورها بعد أن انتشر بشكر كبير
ظهور األدباء والشعراء والعلماء الذين كانوا يعبرون عن أفكارهم ومعتقداتهم باللغة العربية ،
فتم تاليف العدي د والعديد من الكتب والمخطوطات باللغة العربية في جميع المجاالت العلمية
والثقافية ،وفي العهد الصليبي تأثر بها العديد من اللغات األجنبية األخرى مثل اإلنجليزية
.والفرنسية واالسبانية وااليطانلية وااللمانية وذلك يعود لالختالط فيما بين العرب واألعجم
7
اللغة العربية
ولكن في فترة من الزمن وتحديدا عند االجتياح المغولي بقيادة هوالكو خان كانت اللغة العربية
في أسوأ حاالتها فقد أصابها ركود كبير وذلك بسبب التدميرات المهولة التي حصلت جراء
الغزو المغولي الذي أدى إلى تخريب الثقافة والحضارة العربية ،وفي العصر المملوكي لم يعد
يهتم العرب بتطوير اللغة والعلوم النشغالهم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدمار
والتخريب الذي خلفه هوالكو خان ،ما أنها بدأت بالتضاؤل بعد نفي غالبية السكان المسلمين من
األندلس واستعادة االسبان إلى بالدهم ،فأخذت اللغة تتراجع بشكل كبير ،وخاصة بعد تراجع
.االكتشافات العلمية العربية وظهور الحضارة االوروبية
أما في فترة الفتوحات العثمانية استطاعت اللغة العربية تثبيت موطئها في األناضول وبالد
البلقان ،وخاصة بعد اعتناق الكثير من السكان لإلسالم ،واصبحت اللغة العربية هي اللغة
الرسمية الثانية في عهد الدولة العثمانية ،ولكنها سرعان ما فقدت مكانتها مع بداية القرن
السادس عشر فاصبحت لغة الدين اإلسالمي فقط في الدولة العثمانية خاصة فيما يتعلق بالعلوم
واالداب ،ألن العثمانيون لم يكونوا ذات اهتمامات علمية وثقافية كبيرة مثلما كان في العصر
.العباسي
وقد عادت حالة الركود في اللغة العربية قرابة 400سنة ،ثم انتعشت بعض الشيء في أواخر
القرن التاسع عشر بعد النهضة الثقافية التي شهدتها بالد الشام ومصر فازدادت أعداد المثقفين
والمتعلمين وفي هذه الفترة انفتح الكثير على تجميع الحروف العربية ونشر الصحف الحديثة باللغة
العربية ألول مرة ،وأقيمت العديد من الجمعيات األدبية مما أدى إلى إعادة إحياء اللغة العربية
الفصحى من جديد ،ولعل من أشهر األدباء الذين ساهموا في إثراء اللغة العربية في تلك الفترة ،
أمير الشعراء أحمد شوقي والشيخ ناصيف البازجي وبطرس السبتاني وجبران خليل جبران ،وقد
ظهرت على يد هؤالء القواميس والمعاجم العربية الحديثة مثل قاموس محيط المحيط ودائرة
8
اللغة العربية
المعارف والتي ال تزال بعضها إلى اآلن تستخدم ،كما تأسست الصحافة العربية التي كان لها
دور كبير في إحياء الفكر العربي ،ولكن لألسف هذه االنتعاشة كانت مقتصرة فقط على األدب
وليس في المجال العلمي فلم تعد اللغة العربية كما في السابق لها دور في هذا المجال خاصة بعد
الحرب الباردة في أواخر القرن العشرين ،فأصبحت اللغة اإلنجليزية هي اللغة المنتشرة في غالبة
الدول حتى بالدول العربية خاصة بعدما أصبحت اللغة األساسية في التعامالت والرسائل التجارية
والعلمية
9
اللغة العربية
10
اللغة العربية
ّ
ّ
التكنولوج الحديث؛ لذلك ال
ي
العربية ًّ
رقميا من المعضالت الناتجة عن العرص ّ ُيعد التفكي بنهضة اللغة
ن ُيمكن إغفال الجهود الفعالة الت تمتاز بالكفاءة عند بعض المواقع اإللكي ّ
ونية ا ّ
والت ساهمت يف ي لعربية، ي
ّ ن العربية؛ عن طريق تقديمها وتوفيها محتويات ّّ
العربية يف مختلف رقمية باللغة المحافظة عىل صورة اللغة
ِّ ّ ن ّ ّ ّ ّ
عرب ساعد عىل تعزيز وجود اللغة العربية يف ظل تقنيات ي مما أدى إىل بناء محتوى الفكرية؛ المجاالت
.عرص التكنولوجيا الحديثة
ن ّ
حلول مدروسة ،ومناسبة للمحافظة عىل مكانتها يف هذا المحيط ٍ العربية تحتاج إىل ولكن ما زالت اللغة
ّ ن ّ
المعلوماب واسع االنتشار ،فمن المهم تعزيز دور التفكي الريادي الذي يستثمر ف المواقع اإللكي ّ
ّ
العربية، ونية ُ ي ي
الت تساعد عىل بقاء اللغة ّ ّ
واليامج الرقمية المصممة ُباستخدام اللغة العربية ،وغيها من الوسائل األخرى ي
العربية ن يف المرتبة األوىل ،وتعزز من قدرتها عىل مواكبة كافة التأثيات الناتجة من النمو المتسارع للتطور
ّ ّ
ّ
الرقم
ي
11
اللغة العربية
التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ،يرمي إلى صبْغ حياة
.األمم ،بأسلوب الغرب ،ويرجع ذلك ألهداف أهمها التبعية الكاملة للحضارة الغربية []1
لقد ظلت اللغة العربية لغة العلم العالمي ألكثر من عشرة قرون.
إليها ترجمت المواريث الثقافية والحضارية السابقة على ظهور اإلسالم..
وبها تمت المراجعة والتصحيح لهذه المواريث.
وبها كتبت اإلبداعات العلمية التي أضافت إلى هذه المواريث وطورتها.
ومنها أخذت أوروبا ـ إبان نهضتها الحديثة ـ التراث اليوناني.
والمنهج التجريبي ،واإلضافات العربية اإلسالمية في العلوم الطبيعية وتطبيقاتها.
وعندما استأنفت أمتنا يقظتها ونهضتها الحديثة في القرن التاسع عشر ـ عادت العربية لتكون
اللغة التي وسعت علوم النهضة األوروبية ،فكان التدريس بها لجميع تلك العلوم..لكن الكارثة
التي تعيشها لغة القرآن الكريم اليوم ،والتي جعلت التدريس للعلوم الطبيعية وتقنياتها وأحيانًا
العلوم اإلنسانية واالجتماعية ـ يتم باللغات األجنبية ..والتي جعلت العربية غريبة في بالدها..
طا استعمار ًيا مع بدأ الغزوة االستعمارية الحديثة لوطن العروبة وعالم هذه الكارثة قد بدأت مخط ً
اإلسالم ..تلك الغزوة التي لم تقنع باحتالل األرض ونهب الثروة ،وإنما أرادت احتالل العقل
ضا ،ليستلب االحتالل لألرض والنهب للثروات!..ويكفي للبرهنة على هذه الحقيقة ـ حقيقة أي ً
دور تغريب اللغة في الغزو واالستعمار ـ أن نقرأ شهادات واعترافات ومخططات القناصل
الفرنسيين في القرن التاسع عشر ،والتي تحدثوا فيها عن مدارس اإلرساليات التبشيرية التي
أقامتها فرنسا العلمانية! في المشرق العربي ..هذه الشهادات التي اعتبرت أن مدارس البعثة
اليسوعية الفرنسية ـ في لبنان ـ إنما تصنع "فت ًحا بواسطة اللغة ..وسيطرة على الشعب وتخلق
شا مارونيًا يتفانى في خدمة فرنسا!" ..وبعبارة "بول موفالن" ـ أحد كبار اليسوعيين ـ " :فإن جي ً
تعليم الناس لغتنا ( الفرنسية) ال يعني مجرد أن تألف ألسنتهم وآذانهم الصوت الفرنسي ،بل إنه
يعني فتح عقولهم وقلوبهم على األفكار وعلى العواطف الفرنسية ،حتى نجعل منهم فرنسيين من
زاوية ما ..إن هذه السياسة تؤدي إلى فتح بلد بواسطة اللغة"!..وفي مذكرة كتبها القنصل "دي
لتينو" ـ في 22ديسمبر سنة 1847م ـ كانت الصراحة العارية ،التي جعلت هذا القنصل
الفرنسي يقول :إن الهدف من "فرنسة التعليم" هو "جعل البربرية العربية ؟!! تتنحى ال إراديًا
أم ام الحضارة المسيحية الفرنسية"!..هكذا بدأ تغريب اللغة والثقافة والتعليم في بالدنا ..وهكذا
خرجت هذه المدارس أول من نادى بإحالل العامية محل الفصحى ـ أمين شميل ( 1828ـ ّ
12
اللغة العربية
1897م) ـ وأول من نادى بإحالل الدارونية محل نظرية وعقيدة الخلق اإللهي للكون ـ شبلي
شميل ( 1853ـ 1917م) ـ وأول من نادى بإحالل العلمانية محل الشريعة اإلسالمية ـ فرح
انطون ( 1874ـ 1922م) ـ ..ومن خريجي هذه المدارس تبلور تيار التغريب والعلمنة الذي
يعارض خيار اإلسالم في التقدم والنهوض..لقد أحيت إسرائيل لغة ميتة ،لتصبح لغة علمية حية
تدرس بها جميع العلوم وكذلك تصنع الصين واليابان مع أصعب لغات الدنيا ..لكننا لألسف عدنا
القهقرى فأصبحنا في كثير من جامعاتنا ندرس العلوم الطبيعية بغير لغة القرآن الكريم! مع أن
تجارب تدريسها بالعربية أعطت نتائج كبيرة
وف الختام ,يجب أن ننوه أن لغة الضاد هي لغة أثبتت وجودها على مر الزمان وعبر القرون
ي
والحضارات المختلفة ،وذلك بسبب انفتاحها وتطورها المستمر ،فهي مصدر إلهام لعدد من
.الثقافات ،هي شعاع من األشعة الملهمة لذويها لبناء المستقبل بشكل أكثر تفرداً وتميزاً
يجب علينا جميعا ً أن نسعى طوال الوقت للحفاظ على اللغة العربية ،ألنها لغة مقدسة عظيمة
وهي مصدر فخر لنا فعلينا أن نشجع المبادرات التي تدعم نشر اللغة العربية ،ونعمل على
توعية األجيال القادمة بأهمية اللغة العربية ،من خالل عدة طرق وآليات إن الحديث عن اللغة
ٌ
حديث ذو شجون ألنّها من اللغات التي تض ّم الكثير من القواعد واألساس التي تحتاج العربية
وفهم عميقين ،واللغة العربية أ ّم اللغات ،وهي من اللغات السامية التي لها ٌ
شأن ٍ تركيز
ٍ إلى
عظيم
13
اللغة العربية
المراجع
https://www.almrsal.co4m/
:https://mawdoo3.com
https://mdonita.blogspot.com
14